آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )           »          488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          440 - أبحث عن قلبي - هيلين بروكس ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          مش غريبة بس بدي ترحيب (الكاتـب : ghoody - )           »          شهريار .. على باب الفاتنات *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروسه المقامرة (63) للكاتبة Rebecca Winters .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree496Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-18, 03:24 PM   #161

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
عودة قوية نغم كنتى عايزة تحرمينا من الفصل الحلو ده والله حرام عليكى ارجو الا تتوقفى عن الكتابة خسارة موهبتك انتى فعلا موهوبة تحياتى وشكرا لتنزيل الفصل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
فصل حلو كتير عصام وشاهى واضح أن حكايتهم هتبدا وكنت لسه هتعاطف مع شاهى لا قيتها عايزة تءزى خطيبة عصام مفيش فايدة اما مؤيد شادى الاتنين عايزين الحرق وفوقهم فرح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بعودتك مره تانيه حبيبتي
طب تصدقي اني أنا كنت خايفه من الفصل ده بالذات كنت خايفه منه و شايفه ان هو دوره كجسر بين فصلين .
عشان كده بحتاج أراءكم
شكرا بجد على تشجيعك و الحمد لله إن الفصل نال إعجابك
و أتمنى نستمر مع بعض كده
بالنسبه للأبطال كلهم عايزين الحرق ما عدا عصام يمكن
بس أقول نديهم فرصه بما إني حاليا ما عنديش غيرهم


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-18, 03:29 PM   #162

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
رائعه تسلم ايدك حبيبتي
شخصيات الروايه بالفعل مشوقه جدا وانا فرحانه جدا انك رجعت تنزلي
وكنت حزينه قوي لاني كنت منتظره اعرف ايلي هيصل من شخصيه زي شادي لان أمثاله بيعاملوا البنت كأنها اداه وبس
اعتقد أن والده شاهيندا مش مظلومه بشكل كامل لأنها تنازلت عن كرامتها
عشان تعيش مع زوجها بالشكل ده حتي لو بتحبه فهيه بتظلم نفسها واولادها بالفعل كانت النتيجه شخصيه زي شادي وشاهيندا
شكرا ليك فعلا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنشوف إن شاء الله موقف والدة شاهيندا بس كمان شويه و هنشوف الفرق بين شخصية مؤيد و شادي بالتدريج
أنا كمان كنت حزينه لما توقفت عن الروايه
الحمد لله على كل حال و مبسوطه بتواجدكم معايا
شكرا جدا


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-18, 04:03 PM   #163

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

ولا يهمك نديهم فرصة بصراحه هم برضه بستاهلوا فرصة تانية لأن ظروفهم اثرت عليهم اب مشغول بنزواته وأم مكلومة فى جوزها وهم الاتنين نسيوا عيالهم لكن امتى موعد نزول الفصول

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-18, 10:56 PM   #164

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله موعد التنزيل يوم الأربع بالليل


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 12:13 AM   #165

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بما أن الفصل اكتمل تقريبا فهنزله الليله أو بكره الصبح بالكتير
شكرا


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 04:06 AM   #166

فتاافيت22

? العضوٌ??? » 329206
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 957
?  نُقآطِيْ » فتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond reputeفتاافيت22 has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير تسجيل حضورررررررررر وفي انتظار الفصل بشوق

فتاافيت22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 04:08 AM   #167

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل التاسع



- مؤيد ، قال ما إن فتح صديقه المكالمة ، هل تقدمت لخطبة فرح بالفعل ؟
- و عليكم السلام و رحمة الله ، أجابه الآخر بصوت متهكم ممطوط .

مؤيد يلقي السلام ؟ رفع شادي حاجبه باستغراب :
- ما الصنف الذي تعاطيته هذه المرة يا مؤيد ؟
- صنف مقدس ، صمت عن الكلام ليُسمَع صوت استنشاقه العميق ثم قال بنفس ألفاظه المتراخية
و لكن الأفكار الذي يجعلك تراها غير مقدسة بالمرة
- أي نوع من الأفكار ؟
- أفكار لذيذة بخصوص المرأة التي أخرجتك من شهر عسلك لتتصل بي .

صر شادي على أسنانه و أغمض عينيه في محاولة منه للسيطرة على الغضب الذي يشعر به ينمو داخله .
ضبط أعصابه بصعوبة و هو يعيد سؤاله الأول بصيغة أخرى :
- لماذا تقدمت لخطبة فرح ؟
- أنا لم أتقدم بعد ، صمت قليلا ثم أضاف بانتشاء :
لكني سأتقدم ما إن تتفضل السندريلا و تعطيني الضوء الأخضر

أغمض شادي عينيه بارتياح عميق ، كاذبته الصغيرة ! أثارت جنونه بالفعل و قضى ليلته يتقلب يصارع أفكاره الغيورة .
- و من دون جميع بنات الخلق لم تجد سوى فرح لتتزوجها ؟
- أتزوجها ؟!!! سأل مؤيد و زاوية فمه المسترخي ترتفع إلى الأعلى قليلا .
من تكلم عن الزواج ؟
حبيبي شادو الزواج جعلك أبلها .
أنا سأصبح خطيبها و أنت تعرف ما يقال .

أصغى شادي دون كلام ، قطب جبينه و هو يسمع صوت استنشاقه مرة أخرى قبل أن يسمعه يضيف :
- يقولون الخطوبة هي نصف الزواج و و معي أنا تكون الزواج كله

ضغط شادي زرا في هاتفه و هو يسأله ببطء :
- يعني أنت لن تتزوج فرح ؟
- زواج ؟!!
و هل توجد بنت تصلح للزواج ؟
هذه الأيام جميع الفتيات خبرة خبرة
كل ما في الأمر أني أريد أن أجرب فتاة لم يجربها أحد من قبل
و هذا الصنف لم يعد موجودا في السوق
- أتعلم يا مؤيد أنك فعلا سافل ؟
- سافل لأني صريح ؟ لأني أكشف ما يحاول الجميع التستر عنه ؟ أن جميعهن ....
- اخرس ، هذا يكفي ، هل نسيت أنك كنت خاطبا لأختي يا حيوان ؟
- شاهيندا ، لا لا لا ، شاهيندا كانت مختلفة ، صمت يستجمع كلماته الضائعة منه ثم واصل بصوت متأوه ، شاهيندا ، شاهيندا كانت امم...
- اخرس ، إياك أن تكمل ، هز رأسه باشمئزاز ثم قال :
أنت سافل فعلا

أطلق مؤيد ضحكة غير متزنة ثم غمغم مغمضا عينيه :
- سأقول لك شيئا عميقا ، شيئا عميقا جدا يا شادو : أنا انعكاس لك و أنت ظل لي .
أنصحك أن تجرب هذا الصنف يا شادو ، يأخذك إلى عالم آخر ....


لكنه لم يع و هو غارق في ضباب أفكاره و ضباب دخان سيجارته أن شادي تركه يقول آخر كلماته وحيدا .

ضرب شادي الحائط بقبضته في تلك البقعة المنعزلة من حديقة الفندق الخلفية ، سامحا أخيرا لأمواج غضبه بأن تهدر بكامل قوتها .
- ال...، ال... ، ابن ال...

شتم بعنف و هو ييقطع المكان ذهابا و إيابا بخطواته الهائجة .
توقف لاهثا بعد دقائق و هو يعترف لنفسه أن غضبه ليس نابعا من مكالمته مع مؤيد ، كلا غضبه من نفسه أكبر ، غضبه من ترك فتاة ساذجة مثل فرح و مشاعره الغامضة عليه هو نفسه يفسدان عليه شهر عسله .
يفسدان عليه بداية حياته مع دوللي التي خطط لها طويلا و كثيرا .
ما الذي يحصل معه بالضبط ؟ ما هذا العبث ؟
هو بنفسه الذي ابتعد عن فرح ، هو بنفسه الذي قرر التوقف عن ملاحقتها .
و سواء كان ذلك بسبب تحذير ماهر المباشر له أو لسبب آخر يجهله فهو لا يهمه الأمر و لا تهمه الأسباب و الدوافع . هو إنسان واقعي يتعامل مع الوقائع ، مع ما يحدث في الوقت الحالي .
آخر شيء يريد فعله هو تحليل نفسيته فما أنقذه حتى الآن و جعله يتجاوز كل شيء هو لامبالاته .
رفع يده تلقائيا إلى رقبته يحررها من ربطة عنق غير موجودة .
مسد على عنقه ببطء عدة مرات و هو يتنفس بعمق .
لقد بدأ فعلا يشعر بالاختناق من الوضع برمته .
مختنق من نفسه ، من فرح ، من دوللي ...
نعم حتى من دوللي للأسف .
و كثيرا ، كثيرا جدا .
مختنق منها للغاية .
من مبادئها الرخوة .
من فكرة اللاحدود التي تتبناها .
بالنسبة لها كل شيء مباح ، كل شيء معقول ما دام الآخرون لا يرونه عيبا .
أو بالأحرى ما دامت حضرتها لا تراه عيبا .
لأنه لا يعتقد أن أباها كان ليوافق على السماح لها بأن تشرب .
- شادي حبيبي ، أرجوك لا تعقدها ، هذا ما يسمعه منها طوال الوقت كلما حاول الاعتراض على أي تصرف من تصرفاتها الجامحة .

ترى مجموعة من الناس يتراقصون في الشارع فتندفع معهم ترقص و تتلوى بكل جوارحها و هي طبعا غير مبالية بنظرات بعض الرجال الجائعة لها .
- مرضى ، كان هذا هو تعليقها الوحيد عندما حاول شرح الأمر لها كرجل يفهم تماما غيره من الرجال .

و هو ليكون الزوج المثالي المعافى من أي مرض من أمراض الرجولة عليه أن يبيد ما تبقى من جيناته الشرقية بداخله من أجلها .
طوال المدة الماضية و بداخله صراع بين ما تفرضه عليه هذه الجينات و بين أسلوب الحياة التي تريد دوللي أن تفرضه عليه .
و هذا الصراع صار أقوى و أقوى بعد ظهور فرح في حياته مرة أخرى ، بعد بدئه في عقد المقارنات بينها و بين دوللي .
لم يستطع أن يمنع نفسه من المقارنة بين تلك المرة الوحيدة مع فرح و ذلك الوصال الخفيف بينهما و فطرية تجاوبها معه و بين دلال دوللي الجريء الذي يجعله أكثر من متأكد أنه ليس الأول في حياتها .
و ربما لا الثاني و لا الثالث كذلك .
و الحقيقة أنه عندما عرف دوللي و قبل حتى أن يعرفها كان متأكدا أن الفتاة التي سيتزوجها سيكون لها تجارب .
و لم يكن يمانع أو بالأحرى لم يكن يظن أنه يمانع حتى التقى فرح مجددا و رأى أنها حافظت على نضارة روحها كأنها لم تنضج يوما واحدا في ظرف ثلاث سنوات .
فاجأه ذلك الشعور الكبير بالراحة الذي شعر به حين رأى أصابعها الخالية من رباط رجل آخر ، رجل غيره.
تأفف بقوة و هو يحاول أن يقنع نفسه بما يؤمن به طوال عمره : أن ما يصنع الفرق بين الناس هو الظروف و لا شيء غير الظروف .
فرح لو كانت مكان دوللي لكانت مثلها أو ربما ألعن .
لكنه في أعماقه كان يعرف أنه يكذب ليخفف عن ضميره ، ليقنع نفسه أنه لم يحن وقت الندم بعد .
لأنه ببساطة يشعر بأن فرح ملكه أكثر بكثير من دوللي .
دوللي زوجته .
ربما عليه أن يردد هذه الكلمة كثيرا ليقنع نفسه أنه لا مجال للتراجع بعد اليوم .
لا يريد أن يشعر كما يشعر أحدهم عندما يتجاوز المنعطف الوحيد الذي يؤدي إلى وجهته و يضطر إلى السير إلى الأمام رغما عنه بعد أن أضاع طريقه .
يكره هذا الشعور بالضياع .
يكرهه .
يكرهه .
لا يدري كم ظل واقفا في نفس الوضع بينما ينظر إلى هاتفه الموضوع على السور القصير ، تركه يرن و يرن دون أن يتقدم خطوة واحدة .
أخيرا تحرك من جموده و سار ليلتقطه .
و على ذكر الاختناق ، من سيتصل به في لحظة كهذه سوى أخته القابضة على خناقه بطلباتها العليلة .
منذ تلك المرة و هي تتصل به عدة مرات في اليوم و ترسل له الرسائل تذكره بتلك الفتاة .
و هو في هذه اللحظة تذكر تماما لماذا بدا له اسمها مألوفا ، ربما بسبب مكالمته لمؤيد عن فرح و شعوره بالغيرة الخارج عن سيطرته ثم اتصال شاهيندا به كل ذلك ربط الخيوط ببعضها لحل أتفه لغز قابله في حياته .
وضع الهاتف من يده في امتعاض و هو يقرر أن يقرفها بمزيد من الانتظار ثم عاد لتناوله و هو يعرف أن سيقرف نفسه أكثر بتلقي المزيد من رسائلها .
أرسل لها رسالة في حجم عقلها التافه ثم ضبط هاتفه على الوضع الصامت آملا في خيبة أمل كبيرة لشقيقته المملة .
على الجانب الآخر كانت شاهيندا لتخيب أمله بابتسامتها الواسعة التي برق فيها شيء من الانتصار .

………………………………………..


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 04:17 AM   #168

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


" وَصَفْتَني بالسافلة و بالحقيرة .
أريد فقط أن أعرف كيف تصف رجلا يستغل كرم زوج أخته ليوظف أهل خطيبته لديه .
تحياتي لك و لا تقلق على نفسك أو على رخيصتك مني فأنا لا أتشرف بمعرفة الوصوليين . "

قرأ عصام الرسالة أكثر من مرة و عقله غير المستوعب ، غير المصدق لا يساعده على فك شفرتها .
الشيء الوحيد الذي فهمه هو أنها من تلك الأفعى .
لحسن الحظ أنها وصلته و هو في الطريق الدائري الذي يعاني كالعادة من حالة ولادة متعسرة في هذه الساعة من اليوم .
ضغط بأصابعه بعصبية يكون رقم أخته ليلى ، مادامت مذكورة هي و زوجها فعليها أن تشرح له الموضوع :
- عصام حبيبي ...
- ليلى ، قاطعها بجفاف لأنه لا يشعر في اللحظة الحالية بأنه يريد أن يكون حبيب أي شخص .
سأسألك سؤالا و أريد جوابا صريحا و باختصار .

كان ردها الوحيد هو صمت قلق زاد من توتره .
- من بالضبط من عائلة ياسمين يعمل لدى زوجك ؟

سمع صوت تنهدها قبل أن تجيبه بهدوء :
- أخوها زياد .
- منذ متى ؟
- شهر أو أكثر قليلا .
- و أخفيتم عني الأمر طوال هذه المدة ؟ هل كنتم تنوون إخباري أصلا ؟
انتظري لا تجيبي ، كنتم بالطبع تعولون على وضعي أمام الأمر الواقع .

زفر و هو يواصل بأسف :
- لا أصدق كيف تغيرت إلى هذه الدرجة يا ليلى .
منذ زواجك من ذلك الرجل أصبحت مخلوقة أخرى .
- عصام من فضلك لا تتحدث عن ماهر باحتقار
أصلا هو وظف شقيق ياسمين لديه في الشركة من أجلك أنت .
- و هل طلبت أنا منه ذلك ، هل طلبت منه يوما أي شيء ؟ صرخ و هو يضرب المقود بعنف .
- لا داعي للصراخ في وجهي يا عصام
كما قلت لك ، ماهر وظفه بحسن نية إكراما لخاطرك عندما طلبت ياسمين ذلك و لم يكن لديه مشكلة ، على العكس تماما ، كان سعيدا لأنه استطاع تقديم خدمة لك .
- طبعا هذا هو خلق الباشا الكبير ، المحسن المعروف
و طبعا أمام أفراد عائلته أنا الآن المتسول الشاب الذي يأكل من بقايا طاولة الباشا .

تنهدت ليلى من أعمق أعماقها ثم قالت بهدوء :
- ماهر لم و لن يخبر أحدا عن الموضوع .
ليس تافها إلى ذلك الحد .
- إذن كيف عرفت ابنة خالته .
- شاهيندا هي من أخبرتك ؟
- بالضبط ، تلك الحقيرة هي من أخبرتني .

تبادلا الصمت للحظات ثم قالت بيأس :
- أنا لا أعلم كيف وصل إليها الخبر لكني أؤكد لك ...

أنهى عصام المكالمة بما أنه لا يحتاج إلى أية تأكيدات أخرى ، يكفيه ما تأكد منه الآن .
هذه هي ياسمين التي اختارها لتكون رفيقته فيما تبقى من عمره .
يصل بها الطمع إلى أن تطلب من زوج أخته تشغيل أخيها و هي تعرف تماما موقفه من هذا الأمر .

الآن و هي خطيبته فعلت هذا .
ما الذي ستفعله عندما تصبح زوجته و أم أولاده ، ربما حينها ستطلب من ماهر أن يجعلها من ضمن الورثة .
كلا ، رنت الكلمة داخله فجأة .
كلا ، كلا ، كلا ، وجد نفسه يرددها بصوت عال .
كلا لن يستطيع .
تحرك الطريق قليلا يعطيه فرصة للهروب من أفكاره و لتأجيل القرار الذي يشعر به يتكون داخله .
ركن سيارته كيفما اتفق ما إن وصل قرب عمارتهم ثم صعد الدرجات مثقلا بهمومه الجديدة .
ليته كان مثل رجال هذا العصر لكان أراح و استراح .
لكنه للأسف لا يستطيع ، كلا لا يستطيع أن يكون سوى نفسه .
تخطى عتبة بيتهم لترحب به الروائح الشهية لطعام أمه و روائح أخرى مألوفة ، مزيج من رائحة النظافة و قليل من أثر ساكني البيت : بخور والده المفضل ، عطر أخيه القوي ، رائحة المسك الذي تهواه أمه و تضعه دائما بين طيات الملاءَات .
كل هذا الجو المألوف مقابل الجو الغامض الذي سيعيشه مع من ستكون زوجته يجعله في لحظة كهذه يتساءل :
لماذا يريد الزواج أصلا ؟؟
دخل غرفته دون أن يقابل أحدا لحسن حظه و حظهم . يريد أن يختلي قليلا بأفكاره .
ما الذي كان يبحث عنه ؟ و خيل إليه أنه وجده في ياسمين ؟
من هذه الناحية لا يختلف كثيرا عن غيره ، هو يبحث عن فتاة يرتاح إليها ، يطمئن لأخلاقها و لشخصيتها ، يبحث عن فتاة تساعده على التوازن في هذا الزمن المليء بالتناقضات .
يريد الارتباط بامرأة تكمله مع أنه لا يشعر بأنه ناقص لكن بالتأكيد سعادته ناقصة دون زوجة .
لمدة سنوات ظل الرجل المستحيل الإرضاء في داخله يبحث عن امرأة بمواصفات خاصة ، خاصة جدا .
امرأة في حكمة أمه ، في قوتها ، في عفويتها ، في خفة دم أخته سلوى ، في هدوء أخته ليلى ، في صبر أخته منى .
الرجل المنطقي في داخله أدرك أخيرا أنه إن لم يجدها و قد بلغ الواحدة و الثلاثين من عمره فلن يجدها أبدا لأنها بكل بساطة غير موجودة .
و هكذا اقتنع أخيرا أن عليه الاكتفاء بامرأة بها أكبر كمية ممكنة من الحسنات و أقل كمية ممكنة من السيئات .
لهذا عندما اقترحت عليه سلوى ياسمين زميلتها وجد أنها أكثر من مناسبة . طبعها يشابه طبع أخته سلوى الأقرب إليه من بين شقيقاته ، دمها خفيف شكلها ظريف ، نفس المستوى الاجتماعي تقريبا.
و لا ينكر أنه أعجب بها ، أعجب بها جدا في الواقع لكن ليس إلى درجة الحب و عموما هو ليس لديه وقت للحب ، هو رجل وقته موزع بين عمله الأول و عمله الثاني و عمله التطوعي .
الحب ليس له دخل بالموضوع فهو يؤمن أكثر باستقرار المشاعر و استقرار الروح مع شريكها .
بعد زوال الانطباعات الأولية و بتوالي الأيام أثبتت له ياسمين أنها امرأة مادية لكنه تغاضى عن ذلك لسببين .
أولهما أن مشاعرها نحوه كانت بالفعل صادقة .
و ثانيهما أن هذا العصر هو عصر المادية بامتياز .
كل الفتيات فيه قلوبهن متعلقة بجيوب الرجل و هو لا يلومهن كثيرا لأن هذا هو جُبِلَتْ عليه المرأة : حب الأمان
و الأمان في هذه الأيام هو رصيد في البنك ، هو بيت ، هو سيارة ، هو حاضر مقبول و مستقبل مضمون لأطفال لم يولدوا بعد .
هذا ما فعله الكبار بهم و هذا ما وجدوا أنفسهم مجبرين على التعامل معه .
و لكن ياسمين فعلا تجاوزت الحد ، لم تعد تبحث عن الأمان ، أصبحت تبحث عن الترف .
و من يسلك هذا الطريق سيستمر فيه ، لن يتراجع .
للأسف أثبتت له أن مبادئها هشة ، هشة جدا .
و كامرأة تبحث عن الأمان نسيت أن أمان الرجل هو امرأة صلبة في مبادئها في زمن المتغيرات .
أمان الرجل هو امرأة يستطيع أن يثق فيها .
أنا آسف ، تمتم بشرود .
أهو شعور موجه له ، لها ؟
لا يدري .
بأسف على الدنيا التي تغيرت ، على الأيام التي ضاعت كون رقمها :
- عصام حبيبي ، توقفت تُسَرٍّحُ صوتها من توتره الواضح قبل أن تكمل برجاء ، دعني أشرح لك ...
- ياسمين أنا آسف .
- عصام حبيبي أرجوك
- مبروك على أخيك الوظيفة و مبروك عليك التحرر مني

................


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 04:26 AM   #169

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


- أوقفي هذه الأغنية من فضلك يا ماهي .

تطلعت إليها ابنة خالتها في استغراب :
- هذه ثالث أغنية تطلبين مني إيقافها !

تنهدت شاهيندا بملل ثم قالت بملل أكبر :
- اسمعيني يا ماهي إذا كان و لابد أن نستمع إلى أغنية فضعي أغنية بالصيني .
- الصيني ؟ و لماذا الصيني بالذات ؟
- لأني لا أفهمه .
لأني بصراحة سئمت كل الأغاني التي تتحدث عن الحب و العشق .
تجعلني أشعر كأن العالم كله يعيش حالة من الغرام المتواصل .
قرف !

مطت مهى شفتيها بعدم اقتناع ، بحثت قليلا ثم قالت بتهكم :
- ما رأيك بالهندي ، لم أبتعد كثيرا .

هزت شاهيندا كتفيها ثم جالت بعينيها كما تفعل منذ عادت إلى النادي . تبحث عنه ، تعترف بذلك .
تبحث عنه لترى ذلك الانكسار في نظرته بعد أن اكتشفت حقيقته .
ها هو شخص آخر لم يخيب رأيها فيه .
التفتت إلى ابنة خالتها المنسجمة مع الأغنية بشكل تام لتقول بلامبالاة زائفة :
- ماهي إن كنت ستقابلينه أخبريني لأنصرف قبل أن يحضر .
- من ؟
- عصام ، نطقتها بقلب خافق رغما عنها .
- من هذه الناحية لا تقلقي ، عصام مكتئب هذه الأيام .
- مكتئب ؟
- المسكين حدثت مشكلة ما بينه و بين خطيبته و أعادت له خاتمه .
- فسخ خطبته ؟ سألت شاهيندا و شفتاها تتوتران .
- نصيب .

ليس تماما ، فكرت شاهيندا باضطراب ، رسالتها هي التي كانت السبب .
تنفست بعمق و هي تحاول أن تفهم شعورها في هذه اللحظة .
لا تعرف حقا كيف تصفه لكنه بالتأكيد أبعد ما يكون عن الرضى ، هي الآن السبب الرئيسي و ربما الوحيد وراء فسخ خطوبة فتاة ،
فتاة لم تكن بينها و بينها أية عداوة .
هل هي مخلوقة مؤذية فعلا كما قال شادي ؟
التقطت قائمة الطعام و بدأت تحركها أمام وجهها بتوتر ، تشعر أن عقلها يغلي بأفكاره .
تصاعد ضيقها فاستأذنت من مهى لتتمشى لوحدها قليلا .
ها هو ضميرها الغبي يفعلها معها مرة أخرى و يستيقظ فجأة دون أن تكون مستعدة للتعامل معه .
ضميرها الأحمق الذي يجعلها تشعر بأنها وُجِدَتْ لتجعل العالم أسوأ .
لكنها لم تكن تقصد ، لم تكن تعلم بأنه هو نفسه ليس لديه علم بالموضوع و أنه سيصل إلى درجة فسخ خطوبته .
لكنها كانت تقصد ، على من تكذب .
تأففت من أفكارها ، من ضميرها و خاصة خاصة من تلك الراحة الغريبة التي غمرت قلبها لدى سماعها للخبر ، لدى سماعها أنه أصبح حرا .
.
..
...
بعد أيام كان صوت ضميرها بدأ يخفت ليترك المجال لأفكار أخرى .
أفكار تأججت بقوة عندما رأته المرة تلو المرة و هي تلاحظ النفور الواضح الذي احتل نظراته إليها .
يجب أن تفعل شيئا بخصوص هذا الأمر ، ستستغل فراغه العاطفي الطازج و تجبره على تغيير رأيه فيها .


..........................


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 04:36 AM   #170

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


و مرت الرحلة بسلام ، فكر عصام عينيه بإرهاق و هو يقف وسط الحافلة يَعُدُّ الرؤوس المتعبة لتلاميذه اليافعين .
لديهم كل الحق المساكين ، كانت مباراة قوية استنفذت جميع طاقتهم .
تجمد فجأة في مكانه و هو يستمع إلى نبرات صوتها الخفيضة تطلب منه السماح لها بالمرور .
منذ فترة و هي تتصرف بطريقة غريبة أو ربما هذا هو العادي بالنسبة لها .
تكاد تفرض نفسها عليه فرضا .
كلما يجلس مع مهى و رغم تجاهله لها كالعادة إلا أنها تدخل نفسها في الحوار بينهما بالقوة .
راقبها تيسر ببطء و تضع حقيبتها في أحد المقاعد و تجلس وحيدة بعيدا عن الفتيات الأخريات .
كلهن أتين لغرض مختف وراء غرض .
أتين لتشجيع فريق الأصاغر كما يبدو و لكنه يعلم جيدا أنهن أتين فقط لتشجيع نزواتهن ، خاصة هي .
سمح لنفسه بالجلوس أخيرا و هو يختار وضعا يحاول من خلاله أن يمد رجليه أمامه بأكثر طريقة تريحه .
لم يكد يغمض عينه حتى سمعها تقول له :
- هل تسمح لي بالجلوس قربك ؟

فتح عينيه ليراها واقفة بجانب كرسيه ، حدجها بنظرة سوداء لكنها لم تتزحزح عن مكانها ، نظر إلى المقاعد الكثيرة الشاغرة نظرة مفهومة ، انتظر قليلا ثم تنهد بعمق و أشاح بوجهه دون كلام .
لم ينظر لها رغم شعوره بنظراتها المسلطة عليه .
يعرف أن كثيرا من الرجال كانوا ليجدوا الموضوع صعبا و ربما مستحيلا و هي بهذا القرب لكنه شخصيا لديه حاليا من النفور تجاهها ما يجعل الموضوع أسهل من السهولة .
- أنا آسفة بشأن الرسالة ، سمعها تقول له تخرجه من غفوته القصيرة .

تجاهلها و لم يكلف نفسه حتى فتح عينيه .
- ألن تعتذر لي أنت أيضا

التفت ينظر إليها لأول مرة منذ جلوسها قربه .
خفضت نظرها و هي ترفع معصمها الأيمن قليلا و تحركه في إشارة واضحة .
- أنا آسف ، قالها بجفاء و هو يعيد إغماض عينيه .
- و الكلام الذي قلته لي ؟
نظر إليها ببرود ليجمد محاولاتها للتقرب منه لكنها كانت ما تزال مسدلة جفنيها بتلك الطريقة التي تجعل من يراها يعتقد أنها بصدد عيش لحظات عاطفية لا تنسى .
و مرة أخرى عليه أن يعترف بأن فتنتها كفيلة لدى عدة رجال آخرين بأن تشفع لها و تخفي جميع عيوبها و لكن ليس عن عيني عقله هو طبعا .
هو يرى جمالها كقناع لا أكثر .
المشكلة الوحيدة هي أنه لا يفهم تماما الوجه الحقيقي الذي تخفيه خلف هذا القناع .
هل هي فتاة رخيصة فقط ؟ أم هي رخيصة و مريضة في ذات الوقت ؟
على العموم ليكتشف عليه أن يأخذ خطوة مختلفة .
اقترب منها حتى كاد يلتصق بها ، مد ذراعه الأيسر يسنده على أعلى مقعدها شبه محيط لها به ، أخفض صوته إلى درجة الهمس تقريبا و هو يسألها بحميمية :
- أخبريني فقط كيف تريدين مني أن أعتذر منك ؟

لاحظ أنها رغم تماسكها الظاهري إلا أنها انكمشت في مقعدها تبتعد عن لمسته .
جرأتها السابقة انقلبت فجأة إلى خجل بدا له حقيقيا .
- تستطيع أن تدعوني مثلا لشرب شيء ما ، تكلمت أخيرا بصوت خافت .

راقبها تخرج هاتفها تعبث به في محاولة مكشوفة لتبدو غير مرتبكة لقربه منها .
قابل أنواعا و أشكالا من الفتيات لكنه لأول مرة يقابل امرأة تخجل من كونها تخجل .
يبدو له أنها هي نفسها لا تعرف ماذا تريد .
أنا أيضا لا أعرف ما الذي تريدينه مني يا بنت الناس ، فكر بعمق .
لكني أعرف جيدا ما الذي تحتاجينه .
أنت تحتاجين قليلا من التربية و أنا الذي سأربيك .


…………………………


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.