11-08-18, 03:24 PM | #161 | |||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بعودتك مره تانيه حبيبتي طب تصدقي اني أنا كنت خايفه من الفصل ده بالذات كنت خايفه منه و شايفه ان هو دوره كجسر بين فصلين . عشان كده بحتاج أراءكم شكرا بجد على تشجيعك و الحمد لله إن الفصل نال إعجابك و أتمنى نستمر مع بعض كده بالنسبه للأبطال كلهم عايزين الحرق ما عدا عصام يمكن بس أقول نديهم فرصه بما إني حاليا ما عنديش غيرهم | |||||||||
11-08-18, 03:29 PM | #162 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هنشوف إن شاء الله موقف والدة شاهيندا بس كمان شويه و هنشوف الفرق بين شخصية مؤيد و شادي بالتدريج أنا كمان كنت حزينه لما توقفت عن الروايه الحمد لله على كل حال و مبسوطه بتواجدكم معايا شكرا جدا | ||||||||
13-08-18, 04:08 AM | #167 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل التاسع - مؤيد ، قال ما إن فتح صديقه المكالمة ، هل تقدمت لخطبة فرح بالفعل ؟ - و عليكم السلام و رحمة الله ، أجابه الآخر بصوت متهكم ممطوط . مؤيد يلقي السلام ؟ رفع شادي حاجبه باستغراب : - ما الصنف الذي تعاطيته هذه المرة يا مؤيد ؟ - صنف مقدس ، صمت عن الكلام ليُسمَع صوت استنشاقه العميق ثم قال بنفس ألفاظه المتراخية و لكن الأفكار الذي يجعلك تراها غير مقدسة بالمرة - أي نوع من الأفكار ؟ - أفكار لذيذة بخصوص المرأة التي أخرجتك من شهر عسلك لتتصل بي . صر شادي على أسنانه و أغمض عينيه في محاولة منه للسيطرة على الغضب الذي يشعر به ينمو داخله . ضبط أعصابه بصعوبة و هو يعيد سؤاله الأول بصيغة أخرى : - لماذا تقدمت لخطبة فرح ؟ - أنا لم أتقدم بعد ، صمت قليلا ثم أضاف بانتشاء : لكني سأتقدم ما إن تتفضل السندريلا و تعطيني الضوء الأخضر أغمض شادي عينيه بارتياح عميق ، كاذبته الصغيرة ! أثارت جنونه بالفعل و قضى ليلته يتقلب يصارع أفكاره الغيورة . - و من دون جميع بنات الخلق لم تجد سوى فرح لتتزوجها ؟ - أتزوجها ؟!!! سأل مؤيد و زاوية فمه المسترخي ترتفع إلى الأعلى قليلا . من تكلم عن الزواج ؟ حبيبي شادو الزواج جعلك أبلها . أنا سأصبح خطيبها و أنت تعرف ما يقال . أصغى شادي دون كلام ، قطب جبينه و هو يسمع صوت استنشاقه مرة أخرى قبل أن يسمعه يضيف : - يقولون الخطوبة هي نصف الزواج و و معي أنا تكون الزواج كله ضغط شادي زرا في هاتفه و هو يسأله ببطء : - يعني أنت لن تتزوج فرح ؟ - زواج ؟!! و هل توجد بنت تصلح للزواج ؟ هذه الأيام جميع الفتيات خبرة خبرة كل ما في الأمر أني أريد أن أجرب فتاة لم يجربها أحد من قبل و هذا الصنف لم يعد موجودا في السوق - أتعلم يا مؤيد أنك فعلا سافل ؟ - سافل لأني صريح ؟ لأني أكشف ما يحاول الجميع التستر عنه ؟ أن جميعهن .... - اخرس ، هذا يكفي ، هل نسيت أنك كنت خاطبا لأختي يا حيوان ؟ - شاهيندا ، لا لا لا ، شاهيندا كانت مختلفة ، صمت يستجمع كلماته الضائعة منه ثم واصل بصوت متأوه ، شاهيندا ، شاهيندا كانت امم... - اخرس ، إياك أن تكمل ، هز رأسه باشمئزاز ثم قال : أنت سافل فعلا أطلق مؤيد ضحكة غير متزنة ثم غمغم مغمضا عينيه : - سأقول لك شيئا عميقا ، شيئا عميقا جدا يا شادو : أنا انعكاس لك و أنت ظل لي . أنصحك أن تجرب هذا الصنف يا شادو ، يأخذك إلى عالم آخر .... لكنه لم يع و هو غارق في ضباب أفكاره و ضباب دخان سيجارته أن شادي تركه يقول آخر كلماته وحيدا . ضرب شادي الحائط بقبضته في تلك البقعة المنعزلة من حديقة الفندق الخلفية ، سامحا أخيرا لأمواج غضبه بأن تهدر بكامل قوتها . - ال...، ال... ، ابن ال... شتم بعنف و هو ييقطع المكان ذهابا و إيابا بخطواته الهائجة . توقف لاهثا بعد دقائق و هو يعترف لنفسه أن غضبه ليس نابعا من مكالمته مع مؤيد ، كلا غضبه من نفسه أكبر ، غضبه من ترك فتاة ساذجة مثل فرح و مشاعره الغامضة عليه هو نفسه يفسدان عليه شهر عسله . يفسدان عليه بداية حياته مع دوللي التي خطط لها طويلا و كثيرا . ما الذي يحصل معه بالضبط ؟ ما هذا العبث ؟ هو بنفسه الذي ابتعد عن فرح ، هو بنفسه الذي قرر التوقف عن ملاحقتها . و سواء كان ذلك بسبب تحذير ماهر المباشر له أو لسبب آخر يجهله فهو لا يهمه الأمر و لا تهمه الأسباب و الدوافع . هو إنسان واقعي يتعامل مع الوقائع ، مع ما يحدث في الوقت الحالي . آخر شيء يريد فعله هو تحليل نفسيته فما أنقذه حتى الآن و جعله يتجاوز كل شيء هو لامبالاته . رفع يده تلقائيا إلى رقبته يحررها من ربطة عنق غير موجودة . مسد على عنقه ببطء عدة مرات و هو يتنفس بعمق . لقد بدأ فعلا يشعر بالاختناق من الوضع برمته . مختنق من نفسه ، من فرح ، من دوللي ... نعم حتى من دوللي للأسف . و كثيرا ، كثيرا جدا . مختنق منها للغاية . من مبادئها الرخوة . من فكرة اللاحدود التي تتبناها . بالنسبة لها كل شيء مباح ، كل شيء معقول ما دام الآخرون لا يرونه عيبا . أو بالأحرى ما دامت حضرتها لا تراه عيبا . لأنه لا يعتقد أن أباها كان ليوافق على السماح لها بأن تشرب . - شادي حبيبي ، أرجوك لا تعقدها ، هذا ما يسمعه منها طوال الوقت كلما حاول الاعتراض على أي تصرف من تصرفاتها الجامحة . ترى مجموعة من الناس يتراقصون في الشارع فتندفع معهم ترقص و تتلوى بكل جوارحها و هي طبعا غير مبالية بنظرات بعض الرجال الجائعة لها . - مرضى ، كان هذا هو تعليقها الوحيد عندما حاول شرح الأمر لها كرجل يفهم تماما غيره من الرجال . و هو ليكون الزوج المثالي المعافى من أي مرض من أمراض الرجولة عليه أن يبيد ما تبقى من جيناته الشرقية بداخله من أجلها . طوال المدة الماضية و بداخله صراع بين ما تفرضه عليه هذه الجينات و بين أسلوب الحياة التي تريد دوللي أن تفرضه عليه . و هذا الصراع صار أقوى و أقوى بعد ظهور فرح في حياته مرة أخرى ، بعد بدئه في عقد المقارنات بينها و بين دوللي . لم يستطع أن يمنع نفسه من المقارنة بين تلك المرة الوحيدة مع فرح و ذلك الوصال الخفيف بينهما و فطرية تجاوبها معه و بين دلال دوللي الجريء الذي يجعله أكثر من متأكد أنه ليس الأول في حياتها . و ربما لا الثاني و لا الثالث كذلك . و الحقيقة أنه عندما عرف دوللي و قبل حتى أن يعرفها كان متأكدا أن الفتاة التي سيتزوجها سيكون لها تجارب . و لم يكن يمانع أو بالأحرى لم يكن يظن أنه يمانع حتى التقى فرح مجددا و رأى أنها حافظت على نضارة روحها كأنها لم تنضج يوما واحدا في ظرف ثلاث سنوات . فاجأه ذلك الشعور الكبير بالراحة الذي شعر به حين رأى أصابعها الخالية من رباط رجل آخر ، رجل غيره. تأفف بقوة و هو يحاول أن يقنع نفسه بما يؤمن به طوال عمره : أن ما يصنع الفرق بين الناس هو الظروف و لا شيء غير الظروف . فرح لو كانت مكان دوللي لكانت مثلها أو ربما ألعن . لكنه في أعماقه كان يعرف أنه يكذب ليخفف عن ضميره ، ليقنع نفسه أنه لم يحن وقت الندم بعد . لأنه ببساطة يشعر بأن فرح ملكه أكثر بكثير من دوللي . دوللي زوجته . ربما عليه أن يردد هذه الكلمة كثيرا ليقنع نفسه أنه لا مجال للتراجع بعد اليوم . لا يريد أن يشعر كما يشعر أحدهم عندما يتجاوز المنعطف الوحيد الذي يؤدي إلى وجهته و يضطر إلى السير إلى الأمام رغما عنه بعد أن أضاع طريقه . يكره هذا الشعور بالضياع . يكرهه . يكرهه . لا يدري كم ظل واقفا في نفس الوضع بينما ينظر إلى هاتفه الموضوع على السور القصير ، تركه يرن و يرن دون أن يتقدم خطوة واحدة . أخيرا تحرك من جموده و سار ليلتقطه . و على ذكر الاختناق ، من سيتصل به في لحظة كهذه سوى أخته القابضة على خناقه بطلباتها العليلة . منذ تلك المرة و هي تتصل به عدة مرات في اليوم و ترسل له الرسائل تذكره بتلك الفتاة . و هو في هذه اللحظة تذكر تماما لماذا بدا له اسمها مألوفا ، ربما بسبب مكالمته لمؤيد عن فرح و شعوره بالغيرة الخارج عن سيطرته ثم اتصال شاهيندا به كل ذلك ربط الخيوط ببعضها لحل أتفه لغز قابله في حياته . وضع الهاتف من يده في امتعاض و هو يقرر أن يقرفها بمزيد من الانتظار ثم عاد لتناوله و هو يعرف أن سيقرف نفسه أكثر بتلقي المزيد من رسائلها . أرسل لها رسالة في حجم عقلها التافه ثم ضبط هاتفه على الوضع الصامت آملا في خيبة أمل كبيرة لشقيقته المملة . على الجانب الآخر كانت شاهيندا لتخيب أمله بابتسامتها الواسعة التي برق فيها شيء من الانتصار . ……………………………………….. | |||||||
13-08-18, 04:17 AM | #168 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| " وَصَفْتَني بالسافلة و بالحقيرة . أريد فقط أن أعرف كيف تصف رجلا يستغل كرم زوج أخته ليوظف أهل خطيبته لديه . تحياتي لك و لا تقلق على نفسك أو على رخيصتك مني فأنا لا أتشرف بمعرفة الوصوليين . " قرأ عصام الرسالة أكثر من مرة و عقله غير المستوعب ، غير المصدق لا يساعده على فك شفرتها . الشيء الوحيد الذي فهمه هو أنها من تلك الأفعى . لحسن الحظ أنها وصلته و هو في الطريق الدائري الذي يعاني كالعادة من حالة ولادة متعسرة في هذه الساعة من اليوم . ضغط بأصابعه بعصبية يكون رقم أخته ليلى ، مادامت مذكورة هي و زوجها فعليها أن تشرح له الموضوع : - عصام حبيبي ... - ليلى ، قاطعها بجفاف لأنه لا يشعر في اللحظة الحالية بأنه يريد أن يكون حبيب أي شخص . سأسألك سؤالا و أريد جوابا صريحا و باختصار . كان ردها الوحيد هو صمت قلق زاد من توتره . - من بالضبط من عائلة ياسمين يعمل لدى زوجك ؟ سمع صوت تنهدها قبل أن تجيبه بهدوء : - أخوها زياد . - منذ متى ؟ - شهر أو أكثر قليلا . - و أخفيتم عني الأمر طوال هذه المدة ؟ هل كنتم تنوون إخباري أصلا ؟ انتظري لا تجيبي ، كنتم بالطبع تعولون على وضعي أمام الأمر الواقع . زفر و هو يواصل بأسف : - لا أصدق كيف تغيرت إلى هذه الدرجة يا ليلى . منذ زواجك من ذلك الرجل أصبحت مخلوقة أخرى . - عصام من فضلك لا تتحدث عن ماهر باحتقار أصلا هو وظف شقيق ياسمين لديه في الشركة من أجلك أنت . - و هل طلبت أنا منه ذلك ، هل طلبت منه يوما أي شيء ؟ صرخ و هو يضرب المقود بعنف . - لا داعي للصراخ في وجهي يا عصام كما قلت لك ، ماهر وظفه بحسن نية إكراما لخاطرك عندما طلبت ياسمين ذلك و لم يكن لديه مشكلة ، على العكس تماما ، كان سعيدا لأنه استطاع تقديم خدمة لك . - طبعا هذا هو خلق الباشا الكبير ، المحسن المعروف و طبعا أمام أفراد عائلته أنا الآن المتسول الشاب الذي يأكل من بقايا طاولة الباشا . تنهدت ليلى من أعمق أعماقها ثم قالت بهدوء : - ماهر لم و لن يخبر أحدا عن الموضوع . ليس تافها إلى ذلك الحد . - إذن كيف عرفت ابنة خالته . - شاهيندا هي من أخبرتك ؟ - بالضبط ، تلك الحقيرة هي من أخبرتني . تبادلا الصمت للحظات ثم قالت بيأس : - أنا لا أعلم كيف وصل إليها الخبر لكني أؤكد لك ... أنهى عصام المكالمة بما أنه لا يحتاج إلى أية تأكيدات أخرى ، يكفيه ما تأكد منه الآن . هذه هي ياسمين التي اختارها لتكون رفيقته فيما تبقى من عمره . يصل بها الطمع إلى أن تطلب من زوج أخته تشغيل أخيها و هي تعرف تماما موقفه من هذا الأمر . الآن و هي خطيبته فعلت هذا . ما الذي ستفعله عندما تصبح زوجته و أم أولاده ، ربما حينها ستطلب من ماهر أن يجعلها من ضمن الورثة . كلا ، رنت الكلمة داخله فجأة . كلا ، كلا ، كلا ، وجد نفسه يرددها بصوت عال . كلا لن يستطيع . تحرك الطريق قليلا يعطيه فرصة للهروب من أفكاره و لتأجيل القرار الذي يشعر به يتكون داخله . ركن سيارته كيفما اتفق ما إن وصل قرب عمارتهم ثم صعد الدرجات مثقلا بهمومه الجديدة . ليته كان مثل رجال هذا العصر لكان أراح و استراح . لكنه للأسف لا يستطيع ، كلا لا يستطيع أن يكون سوى نفسه . تخطى عتبة بيتهم لترحب به الروائح الشهية لطعام أمه و روائح أخرى مألوفة ، مزيج من رائحة النظافة و قليل من أثر ساكني البيت : بخور والده المفضل ، عطر أخيه القوي ، رائحة المسك الذي تهواه أمه و تضعه دائما بين طيات الملاءَات . كل هذا الجو المألوف مقابل الجو الغامض الذي سيعيشه مع من ستكون زوجته يجعله في لحظة كهذه يتساءل : لماذا يريد الزواج أصلا ؟؟ دخل غرفته دون أن يقابل أحدا لحسن حظه و حظهم . يريد أن يختلي قليلا بأفكاره . ما الذي كان يبحث عنه ؟ و خيل إليه أنه وجده في ياسمين ؟ من هذه الناحية لا يختلف كثيرا عن غيره ، هو يبحث عن فتاة يرتاح إليها ، يطمئن لأخلاقها و لشخصيتها ، يبحث عن فتاة تساعده على التوازن في هذا الزمن المليء بالتناقضات . يريد الارتباط بامرأة تكمله مع أنه لا يشعر بأنه ناقص لكن بالتأكيد سعادته ناقصة دون زوجة . لمدة سنوات ظل الرجل المستحيل الإرضاء في داخله يبحث عن امرأة بمواصفات خاصة ، خاصة جدا . امرأة في حكمة أمه ، في قوتها ، في عفويتها ، في خفة دم أخته سلوى ، في هدوء أخته ليلى ، في صبر أخته منى . الرجل المنطقي في داخله أدرك أخيرا أنه إن لم يجدها و قد بلغ الواحدة و الثلاثين من عمره فلن يجدها أبدا لأنها بكل بساطة غير موجودة . و هكذا اقتنع أخيرا أن عليه الاكتفاء بامرأة بها أكبر كمية ممكنة من الحسنات و أقل كمية ممكنة من السيئات . لهذا عندما اقترحت عليه سلوى ياسمين زميلتها وجد أنها أكثر من مناسبة . طبعها يشابه طبع أخته سلوى الأقرب إليه من بين شقيقاته ، دمها خفيف شكلها ظريف ، نفس المستوى الاجتماعي تقريبا. و لا ينكر أنه أعجب بها ، أعجب بها جدا في الواقع لكن ليس إلى درجة الحب و عموما هو ليس لديه وقت للحب ، هو رجل وقته موزع بين عمله الأول و عمله الثاني و عمله التطوعي . الحب ليس له دخل بالموضوع فهو يؤمن أكثر باستقرار المشاعر و استقرار الروح مع شريكها . بعد زوال الانطباعات الأولية و بتوالي الأيام أثبتت له ياسمين أنها امرأة مادية لكنه تغاضى عن ذلك لسببين . أولهما أن مشاعرها نحوه كانت بالفعل صادقة . و ثانيهما أن هذا العصر هو عصر المادية بامتياز . كل الفتيات فيه قلوبهن متعلقة بجيوب الرجل و هو لا يلومهن كثيرا لأن هذا هو جُبِلَتْ عليه المرأة : حب الأمان و الأمان في هذه الأيام هو رصيد في البنك ، هو بيت ، هو سيارة ، هو حاضر مقبول و مستقبل مضمون لأطفال لم يولدوا بعد . هذا ما فعله الكبار بهم و هذا ما وجدوا أنفسهم مجبرين على التعامل معه . و لكن ياسمين فعلا تجاوزت الحد ، لم تعد تبحث عن الأمان ، أصبحت تبحث عن الترف . و من يسلك هذا الطريق سيستمر فيه ، لن يتراجع . للأسف أثبتت له أن مبادئها هشة ، هشة جدا . و كامرأة تبحث عن الأمان نسيت أن أمان الرجل هو امرأة صلبة في مبادئها في زمن المتغيرات . أمان الرجل هو امرأة يستطيع أن يثق فيها . أنا آسف ، تمتم بشرود . أهو شعور موجه له ، لها ؟ لا يدري . بأسف على الدنيا التي تغيرت ، على الأيام التي ضاعت كون رقمها : - عصام حبيبي ، توقفت تُسَرٍّحُ صوتها من توتره الواضح قبل أن تكمل برجاء ، دعني أشرح لك ... - ياسمين أنا آسف . - عصام حبيبي أرجوك - مبروك على أخيك الوظيفة و مبروك عليك التحرر مني ................ | |||||||
13-08-18, 04:26 AM | #169 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| - أوقفي هذه الأغنية من فضلك يا ماهي . تطلعت إليها ابنة خالتها في استغراب : - هذه ثالث أغنية تطلبين مني إيقافها ! تنهدت شاهيندا بملل ثم قالت بملل أكبر : - اسمعيني يا ماهي إذا كان و لابد أن نستمع إلى أغنية فضعي أغنية بالصيني . - الصيني ؟ و لماذا الصيني بالذات ؟ - لأني لا أفهمه . لأني بصراحة سئمت كل الأغاني التي تتحدث عن الحب و العشق . تجعلني أشعر كأن العالم كله يعيش حالة من الغرام المتواصل . قرف ! مطت مهى شفتيها بعدم اقتناع ، بحثت قليلا ثم قالت بتهكم : - ما رأيك بالهندي ، لم أبتعد كثيرا . هزت شاهيندا كتفيها ثم جالت بعينيها كما تفعل منذ عادت إلى النادي . تبحث عنه ، تعترف بذلك . تبحث عنه لترى ذلك الانكسار في نظرته بعد أن اكتشفت حقيقته . ها هو شخص آخر لم يخيب رأيها فيه . التفتت إلى ابنة خالتها المنسجمة مع الأغنية بشكل تام لتقول بلامبالاة زائفة : - ماهي إن كنت ستقابلينه أخبريني لأنصرف قبل أن يحضر . - من ؟ - عصام ، نطقتها بقلب خافق رغما عنها . - من هذه الناحية لا تقلقي ، عصام مكتئب هذه الأيام . - مكتئب ؟ - المسكين حدثت مشكلة ما بينه و بين خطيبته و أعادت له خاتمه . - فسخ خطبته ؟ سألت شاهيندا و شفتاها تتوتران . - نصيب . ليس تماما ، فكرت شاهيندا باضطراب ، رسالتها هي التي كانت السبب . تنفست بعمق و هي تحاول أن تفهم شعورها في هذه اللحظة . لا تعرف حقا كيف تصفه لكنه بالتأكيد أبعد ما يكون عن الرضى ، هي الآن السبب الرئيسي و ربما الوحيد وراء فسخ خطوبة فتاة ، فتاة لم تكن بينها و بينها أية عداوة . هل هي مخلوقة مؤذية فعلا كما قال شادي ؟ التقطت قائمة الطعام و بدأت تحركها أمام وجهها بتوتر ، تشعر أن عقلها يغلي بأفكاره . تصاعد ضيقها فاستأذنت من مهى لتتمشى لوحدها قليلا . ها هو ضميرها الغبي يفعلها معها مرة أخرى و يستيقظ فجأة دون أن تكون مستعدة للتعامل معه . ضميرها الأحمق الذي يجعلها تشعر بأنها وُجِدَتْ لتجعل العالم أسوأ . لكنها لم تكن تقصد ، لم تكن تعلم بأنه هو نفسه ليس لديه علم بالموضوع و أنه سيصل إلى درجة فسخ خطوبته . لكنها كانت تقصد ، على من تكذب . تأففت من أفكارها ، من ضميرها و خاصة خاصة من تلك الراحة الغريبة التي غمرت قلبها لدى سماعها للخبر ، لدى سماعها أنه أصبح حرا . . .. ... بعد أيام كان صوت ضميرها بدأ يخفت ليترك المجال لأفكار أخرى . أفكار تأججت بقوة عندما رأته المرة تلو المرة و هي تلاحظ النفور الواضح الذي احتل نظراته إليها . يجب أن تفعل شيئا بخصوص هذا الأمر ، ستستغل فراغه العاطفي الطازج و تجبره على تغيير رأيه فيها . .......................... | |||||||
13-08-18, 04:36 AM | #170 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| و مرت الرحلة بسلام ، فكر عصام عينيه بإرهاق و هو يقف وسط الحافلة يَعُدُّ الرؤوس المتعبة لتلاميذه اليافعين . لديهم كل الحق المساكين ، كانت مباراة قوية استنفذت جميع طاقتهم . تجمد فجأة في مكانه و هو يستمع إلى نبرات صوتها الخفيضة تطلب منه السماح لها بالمرور . منذ فترة و هي تتصرف بطريقة غريبة أو ربما هذا هو العادي بالنسبة لها . تكاد تفرض نفسها عليه فرضا . كلما يجلس مع مهى و رغم تجاهله لها كالعادة إلا أنها تدخل نفسها في الحوار بينهما بالقوة . راقبها تيسر ببطء و تضع حقيبتها في أحد المقاعد و تجلس وحيدة بعيدا عن الفتيات الأخريات . كلهن أتين لغرض مختف وراء غرض . أتين لتشجيع فريق الأصاغر كما يبدو و لكنه يعلم جيدا أنهن أتين فقط لتشجيع نزواتهن ، خاصة هي . سمح لنفسه بالجلوس أخيرا و هو يختار وضعا يحاول من خلاله أن يمد رجليه أمامه بأكثر طريقة تريحه . لم يكد يغمض عينه حتى سمعها تقول له : - هل تسمح لي بالجلوس قربك ؟ فتح عينيه ليراها واقفة بجانب كرسيه ، حدجها بنظرة سوداء لكنها لم تتزحزح عن مكانها ، نظر إلى المقاعد الكثيرة الشاغرة نظرة مفهومة ، انتظر قليلا ثم تنهد بعمق و أشاح بوجهه دون كلام . لم ينظر لها رغم شعوره بنظراتها المسلطة عليه . يعرف أن كثيرا من الرجال كانوا ليجدوا الموضوع صعبا و ربما مستحيلا و هي بهذا القرب لكنه شخصيا لديه حاليا من النفور تجاهها ما يجعل الموضوع أسهل من السهولة . - أنا آسفة بشأن الرسالة ، سمعها تقول له تخرجه من غفوته القصيرة . تجاهلها و لم يكلف نفسه حتى فتح عينيه . - ألن تعتذر لي أنت أيضا التفت ينظر إليها لأول مرة منذ جلوسها قربه . خفضت نظرها و هي ترفع معصمها الأيمن قليلا و تحركه في إشارة واضحة . - أنا آسف ، قالها بجفاء و هو يعيد إغماض عينيه . - و الكلام الذي قلته لي ؟ نظر إليها ببرود ليجمد محاولاتها للتقرب منه لكنها كانت ما تزال مسدلة جفنيها بتلك الطريقة التي تجعل من يراها يعتقد أنها بصدد عيش لحظات عاطفية لا تنسى . و مرة أخرى عليه أن يعترف بأن فتنتها كفيلة لدى عدة رجال آخرين بأن تشفع لها و تخفي جميع عيوبها و لكن ليس عن عيني عقله هو طبعا . هو يرى جمالها كقناع لا أكثر . المشكلة الوحيدة هي أنه لا يفهم تماما الوجه الحقيقي الذي تخفيه خلف هذا القناع . هل هي فتاة رخيصة فقط ؟ أم هي رخيصة و مريضة في ذات الوقت ؟ على العموم ليكتشف عليه أن يأخذ خطوة مختلفة . اقترب منها حتى كاد يلتصق بها ، مد ذراعه الأيسر يسنده على أعلى مقعدها شبه محيط لها به ، أخفض صوته إلى درجة الهمس تقريبا و هو يسألها بحميمية : - أخبريني فقط كيف تريدين مني أن أعتذر منك ؟ لاحظ أنها رغم تماسكها الظاهري إلا أنها انكمشت في مقعدها تبتعد عن لمسته . جرأتها السابقة انقلبت فجأة إلى خجل بدا له حقيقيا . - تستطيع أن تدعوني مثلا لشرب شيء ما ، تكلمت أخيرا بصوت خافت . راقبها تخرج هاتفها تعبث به في محاولة مكشوفة لتبدو غير مرتبكة لقربه منها . قابل أنواعا و أشكالا من الفتيات لكنه لأول مرة يقابل امرأة تخجل من كونها تخجل . يبدو له أنها هي نفسها لا تعرف ماذا تريد . أنا أيضا لا أعرف ما الذي تريدينه مني يا بنت الناس ، فكر بعمق . لكني أعرف جيدا ما الذي تحتاجينه . أنت تحتاجين قليلا من التربية و أنا الذي سأربيك . ………………………… | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|