آخر 10 مشاركات
مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          قلب بلا مرسى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : آلاء منير - )           »          435 - حب فوق الشجرة - آن ماكاليستر (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          سليل الشيطان -الجزء 1 من سلسلة الهذيان- للكاتبة الرائعة: أميرة الحب *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          تحميل رواية أحببت بلا أمل / للكاتبة نهى طلبه ، مصرية(pdf) (الكاتـب : Just Faith - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          روايه احببت بلا امل (نهي طلبه) (الكاتـب : مجرد قارئ - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          جواهــــــــر(1) *مميزة و مكتملة * .. سلسلة البَتلَاتْ الموءوُدة (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree496Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-18, 11:48 PM   #311

ساره 1993

? العضوٌ??? » 428579
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » ساره 1993 is on a distinguished road
افتراضي


فتح عصام شفتيه ليؤمِّن عندما رآها من مكانه تسير بخطى سريعة في طريقها إلى الكافتيريا . زم شفتيه بقوة و هو يلاحظ ذلك الشاب الذي يمشي بجانبها يكاد يلتصق بها . ضاقت عيناه و هو يراقبها تقف فجأة حين وصلت إلى مدخل الكافتيريا .
وضعت يدها على خصرها و قالت بصوت عال و هي تواجه رفيقها :
- و أنا لا أريد الكلام معك يا سمج ، ألا تفهم يا متخلف .
و الآن انقلع من أمامي بشكلك العفن و ألقي بجثتك على واحدة غيري .

ابتعد الشاب خافض الرأس و هو يكاد ينبت له ذيل في أسفل ظهره و أذنين في أعلى رأسه . مر بجانبهما و هو يردد كلمات إباحية عنها بصوت مسموع .
تصلبت عضلة فك عصام بشدة و صر على أسنانه و هو يكور أصابعه على شكل قبضة .
- لا تبال به يا كابتن ، لا تعرض عملك هنا إلى الخطر من أجل كلب لا يسوى .

هز عصام رأسه بأسف ، زميله يعتقد أن هناك شيء كان ليقدر على منعه من سحقه تحت أقدامه لو كانت صاحبة الشأن تخصه و هذا هو لب الموضوع : أولا هي لا تخصه و ثانيا لا يستطيع أن يعرف ما هي بالضبط حقيقة علاقتها بذلك السافل .
تأفف بقوة في محاولة فاشلة للسيطرة على غضبه و هو يراقبها تتصرف كأنما لم يحدث أي شيء ، تخلع نظاراتها و تضعها مع حقيبتها الصغيرة بهدوء على الطاولة التي اختارتها ثم تتناول هاتفها و تنشغل به ، كل هذا و هي غير واعية إطلاقا بما حولها و بمن حولها .
ظل يتأملها مطولا حتى أيقظه صوت زميله الذي لاحظ نظراته الحادة نحوها :
- لا توجه غضبك نحوها يا عصام ، هي ليست مُلامة على ما حصل .
- بالفعل لا نستطيع لومها فهي لم تجد من يربيها ، رد عليه بجفاء.
- بصراحة يا عصام اسمح لي أن أختلف معك هذه المرة .
أنا معها تماما في ما فعلته .
مجتمعنا هذه الأيام يحتاج إلى من كانت مثلها فأحيانا كثيرة يفهم الضعف و الاستكانة بشكل خطأ .
ثم لا تقلي أرجوك أنك لم تستمتع برؤيته و هو يودع كرامته و رجولته أمامها .
- و الكلام القذر الذي قاله عنها ؟ هل استمتعت به أيضا ؟
- المهم أنه لم يجرأ أن يقوله لها في وجهها .
اسمعني يا عصام ، واصل يقول محاولا تخفيف الغضب الذي يشعر به يشتعل في نظراته ، أنا أعلم أنك لديك موقف منها و أنا أُقِرُّ لك أنها صاحبة أطول لسان في النادي لكني أعرفها قبلك بكثير و أؤكد لك أنها ليست من ذلك النوع .
لا تحكم عليها من تصرفاتها .
- أنا لا أحكم على أحد يا كمال ، فلنغير الموضوع من فضلك .

طلب فنجان قهوة آخر و بدأ يرتشفه في صمت بينما يستمع إلى حديث زميله الهادئ . بذل مجهودا قويا ليستطيع التركيز معه و عيناه تأبيان أن تطيعاه و هما تخصانها بنظراتهما كل بضع لحظات .
يعترف الآن بأن فكرته الأولية عنها لم تكن صحيحة تماما و أنها ربما ليست منحلة و مستهترة كما كان يظنها لكنه ما زال عند رأيه بأنها فتاة فارغة العقل ، فارغة المحتوى ، مغرورة ، تافهة لا جوهر لها و لسانها يحتاج فعلا إلى قطعه .
مدفوعة بشعورها بنظراته المسلطة عليها ربما ، رفعت وجهها نحوه في تلك اللحظة .
راقبها تتوالى على ملامحها علامات الدهشة ثم التردد .
أشاح بوجهه بعيدا عن نظراتها المرتبكة و هو يعقد ما بين حاجبيه .
هو يفهم جيدا ماذا يعني ترددها ، هي تريد الاستمرار في مقابلته لكن بعيدا عن معارفها ، لا تريدهم أن يروها برفقته .
" إذا كان الأمر هكذا فلتنعمي بهم إلى الصبح " ، فكر و هو يتجاهل وجودها تماما و يلغيها من تفكيره .
تسمرت نظرات شاهيندا على جانب وجهه و هي عاجزة تماما عن فهمه و حتى عن فهم نفسها .
منذ آخر مرة تقابلا فيها لم تره ، أرسلت له رسالة بسيطة تهنئه فيها بفوز فريقه المفضل و تلمح له بلقاء آخر لكنه اكتفى بشكرها و تجاهل تلميحها تماما .
و ها هي الآن تراه عن طريق صدفة لم تتوقعها أبدا و وجدت عقلها يتجمد تماما و هي تنتظر بادرة منه ، أي بادرة و لو كانت بسيطة و لكنه كالعادة لم يفعل .
التفتت ببطء و هي تسمع صوت كعب إحداهن العالي لتقابلها ابتسامة مهى الواسعة .
- أهلا ، أهلا ، أهلا ، قالت بمرح و هي تنحني عليها تقبلها من وجنتيها بصوت مسموع ، أخيرا خرجت من كآبتك و عدت لتنورينا من جديد .
- ربما عدت لأنكِّد عليكم ، أجابتها بابتسامة خفيفة .
- و نحن موافقون ، نكدي علينا كما تشائين ، المهم أن لا تحرمينا من رؤيتك .

جلست مهى بصخب كعادتها ثم رفعت يدها تفرقع بأصابعها للنادل .
- شاي أخضر كالعادة ؟ تساءلت شاهيندا في محاولة لإخراس ضجيج أفكارها الداخلية .
- لزوم الرجيم كما تعلمين ، أجابت بأسف و هي تطبطب على بطنها ، كل الدهون في المناطق الأخرى تخلصت منها إلا هذه ، متشبثة بي و بشدة .
- أصيلة ، تمتمت شاهيندا بابتسامة .

تناولت مهى فنجانها و بدأت ترتشف ببطء و هي تقول بحزم :
- و الآن فلتبدأ عملية الحرق .

أكملت شايها ثم تساءلت بحيرة :
- على فكرة هل تعرفين لماذا يستعملون مصطلح "حرق" حين يتكلمون عن الدهون ؟
- كلا ، بصراحة ليست لدي أي فكرة عن الموضوع .

مالت مهى برأسها إلى الوراء قليلا تتأمل خصر ابنة خالتها الدقيق ثم قالت بشيء من الحسد :
- معك كل الحق ، لماذا قد تحتاجين إلى معرفة أي شيء عن الدهون و أنت محظوظة بجسد كجسدك .
- محظوظة؟ يمكنك نعتي بأي شيء حبيبتي ولكنني بالطبع لست محظوظة .

و على ذكر الحظ التفتت إليها تسألها و هي تدعي اللامبالاة :
- هل لديك موعد مع .. عصام اليوم ؟
- عصام ؟ كلا طبعا ، و اليوم أصلا ليس من الأيام التي يحضر فيها إلى النادي .
- إذن لا شك أن ذلك الجالس في زاوية الكافتيريا هو توأمه المطابق .
- أين هو ، أين ؟ سألت مهى و هي تستدير بسرعة .
- مهى ! نهرتها شاهيندا ، ببطء ، بطريقتك هذه سيعرف أننا كنا نتحدث عنه .
التفتت مهى إلى الخلف تميل برأسها قليلا إلى اليسار حتى لمحته ثم رفعت إليه يدها تحييه بخفة و هي ترسم على وجهها ملامح الدهشة .
انشغلتا لمدة دقائق في حديث كانت مهى الطرف الأبرز فيه .
توقفت كلتاهما عن الكلام حين شاهدتاه يقترب من مكانهما برفقة زميله و هما في طريقهما إلى الخروج .
- أهلا عصام كيف حالك ؟

راقبته يجيبها بابتسامة قبل أن يدير عينيه إليه و تضيع ابتسامته في الأثناء . واجهت نظراته للحظة قصيرة و هي توجه إليه تحية خافتة ثم خفضت نظرها و هي تشتم مهى في سرها ، مهى التي لم تكتف بإلقاء التحية على المدرب الآخر بل طبعا يجب أن تسأله عن حاله و حال المدام و الأولاد و الجن الأزرق .
كان قلبها يخفق بعنف و هي تشعر به يتأملها و تخشى أن تفضحها تعابير وجهها أمام مهى التي لن تتركها في سلام لو عرفت بتحول مشاعرها نحوه .


ساره 1993 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 11:58 PM   #312

ساره 1993

? العضوٌ??? » 428579
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » ساره 1993 is on a distinguished road
افتراضي

أخيرا تنفست بارتياح و هي تشاهدهما يبتعدان ، التفتت نحو مهى فوجدتها تسند خدها على قبضتها و تنظر إلى مدخل الكافتيريا بشرود .
- مهى ، مهى ، كررت النداء لتعيدها إلى زمانهم الحاضر .
أين سرحت ؟

لم يطل عمر تردد مهى أكثر من بضع ثوان :
- بصراحة شاهي ، أنا معجبة بعصام .

أَوَّلَت نظرة الصدمة التي قابلت بها شاهيندا اعترافها خطأ و هي تستمر مبررة :
- من حقي أن أعجب به ، أليس كذلك شاهي ؟
أعني هو الآن غير مرتبط بأخرى لذلك لا أعتبر سارقة لما في يد غيري .

ابتلعت شاهيندا ريقها بصعوبة و هي لأول مرة في حياتها تجد مشَقَّة في السيطرة على تدفق مشاعرها .
- منذ متى ؟ استطاعت أن تقول أخيرا .
- لا أدري شاهي ، في الواقع أنا معجبة بصفاته منذ مدة لكن هذه الأيام أصبح الإعجاب شخصيا و وجدت نفسي أفكر فيه كثيرا .
- امم .
- و لكني ما زلت في طور إعجاب ، لن أسمح للموضوع أن يتحول إلى حب إلا إذا تأكدت تماما أنه لن تكون هناك عوائق في وجه مستقبلنا معا .
- لم أعرف أنهم اخترعوا أزرارا من أجل هذا الموضوع ، تهكمت شاهيندا بمرارة ، و ما هي هذه العوائق على أية حال ، ما أعرفه أنك ترينه ملاكا من السماء .
- أنا ليست لدي معه هو أية مشكلة ، بصراحة لا أتمنى شيئا أكثر من الموجود فيه .
- مستواه المادي إذن ؟
- ليس بالضبط ، مستواه يعتبر فوق المتوسط بكثير ثم إنه إنسان طموح و مجتهد و سينجح رغم الصعوبات ما يقلقني هو وضع عائلته ، بصراحة لا أظنني أستطيع الاندماج معهم . لكن حتى هذه المشكلة وجدت لها حلا .

تنهدت شاهيندا بيأس و هي تواصل الاستماع رغما عنها إلى خطط ابنة خالتها :
- أتعلمين ما الذي سأفعله ؟ سأطلب من ماهر أن يجد له عقد عمل ممتاز خارج البلد و سيجعل الموضوع يبدو كأنه ليس له دخل بالأمر .
ما الذي تفعلينه يا شاهي ؟ تساءلت باستغراب و هي تشاهدها تخرج مفكرتها و تبدأ بالكتابة فيها .
- أكتب قائمة المدعوين ، أجابتها بسخرية غاضبة ، أنت تعلمين أننا يجب أن نبدأ من الآن إن كنت مستعجلة ، أفراد عائلته لوحدهم يحتاجون قرنا لنعدهم .

وضعت رجلا على رجل تحاول التحكم في ارتجافها قبل أن تسألها ببرود :
- و كيف تنوين أن تعترفي له ؟
- أنا ؟ أعترف ؟؟! لماذا هل أبدو لك فتاة رخيصة ؟
أنا حتى لن ألمح له .

غاصت شاهيندا أكثر في مقعدها و هي تواصل الاستماع . استمرت مهى تتكلم غير دارية بأن كل كلمة هي كريح تمر على جمرات ملتهبة لتزيدها اشتعالا :
- هو مثل أغلب الرجال يحب المرأة الصعبة ، لا يطيق من تسكب نفسها عليه .
توقفت قليلا لتضحك ضحكتها الاعتيادية و التي بدت هذه المرة لشاهيندا مصطنعة نوعا ما و أعلى من اللازم.

- كل شيء سيتم عن طريق ماهر أخي و زوجته ، سأخبر ماما و ماما تخبر ماهر و هو يلمح لزوجته و..
- و زغرودة حلوة يا بنات ، قاطعتها شاهيندا و هي تشعر أن استنفذت مخزون عشر سنوات من الصبر .

- أنا آسفة مهى لكني لا أستطيع البقاء أكثر ، أشعر بصداع غريب .

- كما تشائين ، تمتمت مهى و هي ترفع رأسها ببرود .

بعد دقائق كانت شاهيندا تحاول إفراغ شحنة سخطها و مرارتها و هي تكيل ركلات عنيفة إلى إطار سيارتها التي رفضت التحرك و الانطلاق .
- ابن الكلب ، القذر ، أخبرني أنها ستخرج من بين يديه أفضل مما كانت ، ال..
- كفى يا شاهيندا ، كل مشكلة و لها حل ، لست أول شخص في الدنيا تتعطل سيارته .

زفرت شاهيندا بعنف و فتحت حقيبتها تبحث عن هاتفها لتطلب سيارة أجرة عندما سمعت مهى التي سبقتها و بدأت تتكلم بالفعل :
- أهلا عصام .

التفتت إليها بحدة لتراها مستمرة في الكلام بنعومة و هي تسبل رموشها كأنه يراها :
- هل مازلت في النادي ؟
كلا ، كلا ، لا شيء من ذلك النوع ، نحن فقط نحتاج إلى توصيلة .
سيارة شاهيندا تعطلت و ...
حسنا سنعود إلى الداخل و ننتظرك .

أعادت هاتفها إلى حقيبتها و هي تبتسم ابتسامة واسعة تهنئ بها نفسها .
- اسمعيني مهى ، توجهت إليها شاهيندا بحدة ، أوضحي له أن الفكرة فكرتك ، مفهوم ؟

تجاهلتها ابنة خالتها تماما و سارت على مهلها و هي تدندن لحنا معروفا .
بعد قليل كانتا تقفان بجانب سيارته ، فتح عصام الباب الأمامي لتبادر مهى فورا و تدخل قبل أن تخرج شاهيندا من ترددها . ركبت الأخيرة في الخلف و هي تشعر بالاختناق ، زاد اختناقها و هي تسمع مهى تقول له بابتسامة عريضة :
- عصام أوصل شاهيندا أولا ، لدي بعض أسئلة تخص أطروحتي إذا كنت لا تمانع .

التزمت الصمت تماما و هي تستمع إلى حديثهما المشفر عن الحسابات و الجداول و الفرضيات . التقت عيناهما مرة واحدة في المرآة العاكسة ليشيح فورا بنظره بعيدا .
نزلت بسرعة ما إن توقفت سيارته أمام بيتها ، حيتهما بصوت خافت و ارتجفت شفتاها و هي تلاحظ أنه لم يكلف نفسه الرد عليها .
لملمت شتاتها بصعوبة و سارت نحو الباب و هي تشعر بقلبها يغوص تحت ثقل أفكارها حولهما .
…………….

في تلك الليلة ، بعد ساعات ، كان عصام يجري بعض التعديلات في برنامج المحاسبة الخاص بشركتهم حين جاءه إشعار برسالة .
- هل أخبرك أحد يوما ما أنك قاس ؟
قرأ كلماتها بمشاعر تتراوح بين الرفض و القبول .
- بلى ، أخبرني البعض ، خطت أنامله الإجابة بسرعة .

لا ينكر أنه تصرف معها بقسوة متعمدة و لكنها بالفعل تستحق و أي شخص غيرها يحاول المساس بعزة نفسه سيلقى نفس المعاملة . و من هي بالنسبة إليه على أية حال ؟ مثلها مثل غيرها . كتم الصوت الصغير بداخله الذي يحاول الاعتراض بينما عيناه تقرآن رسالتها التالية :
- و لم تسع مع ذلك إلى تغيير نفسك ؟
- و هل القسوة عيب ؟
- معك حق ، ليست عيبا بالعكس القسوة ميزة .
القسوة تجعلك أقوى ، تحميك من الشعور بالآخرين و أحيانا حتى من الشعور بنفسك .
- كلام يدل على خبرة كبيرة في المجال ؟
- ربما ، لا أنكر و لكني أعترف لك بأنك تفوقت علي .

ابتسم عصام مستغربا من نفسه ، طوال عمره يكره هذه الرسائل و يكره الكلام كتابة و لا يحب كثيرا المكالمات الهاتفية ، يفضل دائما التكلم وجها لوجه .
لكن ها هو معها هي بالذات و من بين كل الناس يجد سحرا خاصا لهذه الرسائل المقتضبة بينهما .
- كيف حالك الآن ؟ سأل حين غلبه جانبه الآخر أخيرا .
- عرفت أياما أسوأ و عرفت أياما أفضل ، باختصار عادي .

تنهد عصام و هو يرغم نفسه على كتابة تحية وداعية لها حين وصلته منها رسالة أخرى .
" فقط هذه المرة " أقنع نفسه لتتحول المرة إلى مرات و تمر ساعتان كاملتان و هما غارقان في أحرفهما المتبادلة .


………………………


ساره 1993 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-18, 12:48 AM   #313

ساره 1993

? العضوٌ??? » 428579
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » ساره 1993 is on a distinguished road
افتراضي

اتكأ مؤيد على الأريكة باسترخاء بعد إجرائه لمكالمته الأخيرة . تجولت عيناه بتمهل يتفحص كل شبر من غرفة استقبال الشاليه الفخم الذي يخصصه لأوقات متعته .
ينقصه شيء واحد فقط ، بعض الإحماء قبل أن تبدأ هذه الليلة . بعض الإثارة التي ستنعش مزاجه أكثر .
كون رقمها و انتظر مغمض العينين .
- آلو ، أجابه صوتها المتأفف بعد عدة محاولات ، أخبرتك أكثر من مرة أني عندما لا أرد عليك منذ المرة الأولى فهذا يعني أني مشغولة ، هل دماغك مقفلة إلى هذه الدرجة ؟
- بالعكس ، أجابها و ابتسامته تتسع ، أؤكد لك أن دماغي الآن في أكثر حالاتها انفتاحا ، لكن قلبي هو المغلق عن غيرك يا روحي .
- و ماذا تريد مني أنت و قلبك الآن ؟
- أن ترحمينا قليلا يا سندريلا .
- لست في مزاج لأرحم أحدا الآن ثم أخبرتك من قبل أن لا تناديني سندريلا .
- حاضر يا روحي ، فقط أتمنى أن أفهم لماذا تكرهينها السندريلا .
- أنا لا أكرهها ، أنا أكره المغفل الذي ألفها ليضحك بها على عقول البنات و يوهمهن بوجود رجل غير موجود .
- إذن لا تؤمنين بوجود مثل ذلك الرجل ؟
- لا أؤمن بوجوده و حتى إن وجد فنحن بنات هذه الأيام لا نحتاجه ، نحن نصنع مستقبلنا بأنفسنا ، لا نحتاج الرجال في شيء .
- لكن يظل الرجل هو السند مهما أنكرت يا روحي ، هو من تجده المرأة في ظهرها في المواقف الصعبة .
- الوقت الوحيد الذي نجدكم فيه في ظهورنا هو في الحافلات العمومية .

فتح عينيه على اتساعهما بينما ضحكته الصاخبة تملأ الفراغ حوله ، منعشة ، الفتاة منعشة جدا .
- أرأيت يا روحي كيف أننا غير مقصرين معكن بالمرة .

اعتدل في جلسته و هو يكمل بصوت أكثر جدية :
- أكيد هناك استثناءات يا أميرتي .
- بالطبع هناك استثناءات لا أنكر .
- و أنا منهم ؟
- أنت ؟ أنت !!! .

ضحك ضحكة أكثر صخبا و هو يصفق بكلتا يديه ثم عاد للاستلقاء و هو يهمس لها :
- اسمعيني يا روحى ...

توقف و هو يسمعها تتأوه بألم قبل أن يصلها صوتها الغاضب و هي تقول :
- هل تعرف أن وجه أمك نحس ؟

بهت قليلا ثم ضحك مرة أخرى و هو يسألها :
- و ما الذي فعله لك وجه أمي هذه المرة ؟
- لقد احترقت يدي و أنا أخرج الطبق من الفرن .
- آي آي آي

صمت قليلا ثم تغير صوته ليصبح مشحونا بالرغبة و هو يقول
- تعالي عندي يا روحي و سأعرف كيف أعالج لك جميع حروقك .
- عالج نفسك أولا ، قالت له ببرود و هي تغلق المكالمة في وجهه .

" القذر " ، تمتمت لقاء لنفسها و هي تتأمل جلدها الملتهب .
" صدقني عندما أنتهي منك ستجوب الكوكب بأكمله و أنت تبحث عن قطع غيارات لكرامتك ، هذا لو كانت عندك كرامة . "


…………



ساره 1993 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-18, 01:37 AM   #314

ساره 1993

? العضوٌ??? » 428579
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » ساره 1993 is on a distinguished road
افتراضي

فتح مؤيد الباب يستقبل شادي بابتسامته التي لم تغب بعد عن شفتيه .
- إفراج ؟
أومأ شادي برأسه دون كلام .
- و أين ذهبت مديرة السجن .
- تتسوق مع صديقاتها .
- في باغيس ؟
- طبعا ، أجاب شادي بعدم اهتمام ، أين الجوّ ؟
- لم تحضرا بعد ، ألم تشتق لي يا شادي ؟ قال و هو يضع ذراعه على كتفيه .

أبعد شادي ذراعه بقوة و هو يقول ببرود :
- تعلم جيدا يا شادي أني لا أحب هذا النوع من المزاح .

جلس و هو يشير له بطريقة استفزازية :
- شيئا لأشربه يا ولد و بسرعة .
- أتعرف شادو ، سأحتملك أنت و دمك الثقيل لسبب واحد .
- امم ، و ما هو هذا السبب ؟
- لأنك كنت السبب في التقائي بألذ فتاة عرفتها في حياتي .
- تقابلها ؟ سأله يتظاهر باللامبلاة .
- كلا لم نصل إلى مرحلة المقابلة بعد ، لكني لا أنكر أني أستمتع معها هكذا .
الآن فقط فهمت ما سر صبرك عليها .
- و ما هو هذا السر ؟
- السر هو لسانها اللاذع و هذا ما يجعلها لذيذة، لذيذه جدا .

صمت و ابتسامة تسلية تعتلي شفتيه ثم قال :
- تصور أنها قالت لي يا !!!
- فرح لا تتكلم هكذا ، أكد له شادي بلهجة قاطعة .
- معك أنت ربما ، معي أنا تأخذ راحتها على الآخر و هذا ما أريده . و هذا ، أضاف و هو يغمز له بعينيه ، ما سيجعلني أنجح حيث فشل آخرون .
- فرح لا تتكلم هكذا ، ردد شادي بعناد ، فرح محترمة .

ربت مؤيد على رأسه بلطف و هو يقول كأنه يهدهده :
- شادو الصغير يأبى أن ينضج ، يأبى أن يعترف لنفسه أنه لا توجد نساء محترمات ،
لا توجد امرأة طاهرة يا حبيبي ، كل واحدة منهن تظن أنها كذلك حتى يأتي الرجل المناسبة ليخرج العابثة التي تسكن داخلها .

ضرب شادي يده يبعدها عنه بحدة و دماءه يكاد يسمع صوت فورانها داخل عروقه .
هو لا يلوم مؤيد لكونه يفكر هكذا فجميعهم يعرفون من تكون أم مؤيد و بعضهم عرفوها أكثر من الضروري .
لكنه يلوم نفسه لأن أمه ليست كأم مؤيد ، أمه امرأة طاهرة و لا تستحق منه أن يسمع من هذا السافل و هو يساوي كل النساء بأمه هو.


…………………………



ساره 1993 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-18, 02:52 AM   #315

ساره 1993

? العضوٌ??? » 428579
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » ساره 1993 is on a distinguished road
افتراضي

تململت فرح في مقعدها بقلق و هي تشعر بمعدتها تعتصر بقوة . لا تعرف لم استجابت لمكالمته الأخيرة رغم أنها تجاهلت جميع مكالماته منذ عاد من شهر عسله . ربما بسبب لهجة الأمر الغريبة التي لونت كلماته المختصرة لها و هو يطلب منها بما يشبه الحزم أن تلتقيه في هذا المقهى ذي الجو الحميمي الذي لم تكن تعرف أنه مقهى أصلا .
لطالما مرت بجانبه و هي تظن أنه إحدى الفلل التاريخية أو ما شابه .
شعرت به يدخل فرفعت إليه عينيها في نظرة خاطفة متسائلة ثم عادت لتخفضهما عند اقترابه منها . جلس و أخبر النادي بطلبهما ثم التفت يتأملها .
- ما الذي تريده مني ، تكلمت أخيرا تقطع الصمت الذي ساد بينهما .
- حياتي روحي
اشتقت لك كثيرا ، صدقيني اشتقت ، اشتقت لك فوق الوصف .

غطى أصابعها المرتجفة بكفه الدافئة ، حاولت سحب يدها لكنه أحكم قبضته عليها .
- أنا مجنون بك يا فرح ، مجنون بك تماما
أعترف لك أني فقدت السيطرة تماما على مشاعري تجاهك .
أفكر فيك طوال الوقت
أفكر فيك حتى و أنا .. حتى و أنا معها .

تضرج وجهها بشدة و هي تفهم إيحاءه :
- شادي من فضلك لا تتجاوز حدودك معي .
- لماذا تعقدين الأمور يا حياتي ؟
أنا أريدك و أنت تريدينني .

رفعت عينيها إليه و هي تقول بصوت مرتجف :
- و بعد فترة عندما أصبح أنا تاريخا ستريد امرأة أخرى و ربما ستسمعها نفس الكلمات التي تسمعني إياها الآن .
- أبدا ، قالها بجدية
لم يسبق لي أبدا أن فقدت السيطرة مع واحدة غيرك .
- ما الذي تطلبه مني يا شادي ؟
- أريدك أن تكوني زوجتي
- بعقد عرفي طبعا ، قالت بحدة و دمعة غضب تلمع في عينيها
- كلا أريدك في الحلال ، أكد لها بهدوء .

حلال!
ينطقها بثقة كأنه يعرف شيئا عن الحلال و الحرام .
- بعقد شرعي ، أضاف لمزيد من الإيضاح .
- و السيدة الأولى سترضى بذلك ؟

قدم لها اضطراب ملامحه أمامها إجابة أكثر من كافية .
- اسمعني يا شادي ، قالت بصوت بالكاد يسمع ، قد أستطيع مسامحتك على أشياء كثيرة .
قد أسامحك على كونك لم ترني أبدا أهلا لأن أكون لك ،
على كونك رأيت في فتاة رخيصة متاحة لأي رجل يستطيع أن يدفع .
على كونك تظنني أقبل بفتات حياتك .
على كونك لم تعرض علي الزواج إلا حين تأكدت أنك لن تصل إلي بطريقة أرخص .
و لكني لن أسامحك أبدا ، أبدا يا شادي ، على الطريقة الدونية التي تنظر بها إلى عائلتي .
- حياتي أنا لا أقصد ...
- بلى أنت تقصد و تقصد و تقصد
- هل كنت لتعرض على دوللي زواجا سريا ؟

زفر شادي بقوة و هو يتساءل لماذا معذبته الصغيرة تعقد الامور هكذا .
- أخبريني ما الذي تريدين مني أن أفعله
هل تريدين مني أن أطلق دوللي ؟
لو كان هذا ما تريدينه قوليها فقط و أنا ...

قاطعته بعنف :
حتى لو كنت أريده فلن أقوله أبدا .
هل تظنني ذلك النوع من البنات ؟
أخرب سعادة امرأة أخرى لم تؤذني في أي شيء.
انبثقت دموعها بشدة و هي تغص بكلماتها .
- حياتي أرجوك لا تبك ، أنت لا تعرفين ما الذي تفعله دموعك بي .

غطت وجهها بكفيها و هي غير مبالية بالآخرين حولها .
- هل تعرف يا شادي ماذا نكون أنا و أنت في نظر الآخرين ؟
نحن مرضى و مشاعرنا نحو بعضنا البعض مشاعر مريضة .
شادي وجودك في حياتي يجعلني أشعر بشعور سيئ جدا تجاه نفسي .
بصراحة أنت تجعلني أحس بالرخص .

استمرت في تغطية وجهها بينما ارتجافة كتفيها تشي بشهقاتها المكتومة ، راقبت أصابعه القوية تأخذ هاتفه و محفظته و سمعته يقول لها بصوت جامد :
- أنا آسف .

رأته يقف و شعرت بتردده قبل أن يقول :
- و ماذا عن مؤيد ؟
تأثيره جيد عليك و على حياتك ؟
هزت رأسها عدة مرات قبل أن تقول عندما وجدت صوتها أخيرا :
- أنا لن أكلمه بعد الآن .

شعرت بنظراته عليها و كتمت أنفاسها و هي تخشى أن يقول شيئا آخر يحطم به ما تبقى من مقاومتها ، تنفست بارتياح ممزوج بالألم و الحزن و التعاسة و هي تشاهده يغادر بخطى واسعة و هذه المرة للأبد .


……………………..


ساره 1993 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-18, 03:17 AM   #316

ساره 1993

? العضوٌ??? » 428579
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » ساره 1993 is on a distinguished road
افتراضي

وقف عصام أمام فيلتهم ينتظرها ليسلم لها سيارتها كما اتفق معها منذ ساعات .
هذه المرة لم تخرج له ببيجامتها كالمرة الماضية بل خرجت له بكامل أناقتها و رغما عنه انبهر ، هو ليس سطحيا بالتأكيد و لكن للجمال هيبته التي لا يستطيع إنكارها أحد .
أشاح بنظره بعيدا و قال بهدوء و هو يناولها المفاتيح :
- تفضلي
- شكرا ، تمتمت باختصار .

شعر ببرود واضح و متعمد في كلماتها و صوتها و لا يدري لماذا أزعجه الأمر ، هذه هي حقيقتها ، هذه هي كما عرفها و كما يعرفها الجميع : الفتاة الباردة إلى حد انعدام الذوق و التهذيب.
نظر إليها و قد زال انبهاره الأولي و لكن مع ذلك كان هناك ذلك الشيء الغامض الذي يتعدى الانبهار ، شيء لم يستطع فهمه كأنه يفتقد شيئا فيها.
ماذا عساه يفتقد ، فتاة تلك الليلة لم تكن إلا نسخة مزيفة بينما التي تقف أمامه الآن هي الأصل .
لاحظ أنها تتجنب نظراته و أنها رغم رفع رأسها إلى الأعلى كعادتها و زم شفتيها بتلك الطريقة المتعالية إلا إنها متوترة ، توترها واضح في تنفسها غير المنتظم ، في الطريقة التي ترمش بها بسرعة ، في نقرات كعبها على الرصيف.
- هل تتفضل لتشرب قهوة أو شايا ؟ قالت بعد أن طال السكوت
- كلا شكرا ، لا أدخل بيتا ليست لي فيه صفة رسمية

راقب ملامحها تختلج قليلا ثم سرعان ما تماسكت و سألته في مجاملة ثقيلة عن أحواله و عادت للصمت.
- لم تخبرني عن التكلفة ، سألته بفتور .
- لا بأس ، لم يكن عطلا حقيقيا ، كل ما فعلته هو أني غيرت محلول البطارية .
- مع ذلك أصر أن أدفع .
- سأحضر لك الفاتورة إلى النادي .
- لن أتواجد في النادي ، سمعها تتمتم بصوت خافت
ألغيت اشتراكي
- لماذا ؟ سأل و ندم على الفور

ندم أكثر و هو يراها تهز كتفيها في إجابة مبهمة قد تعني أي شيء من " هكذا بدا لي " إلى " هذا أمر لا يخصك ".

بادلها النظرات مطولا ثم قال بجمود :
- سأرسلها إليك إذن على بريدك الخاص ، تصبحين على خير
- شكرا على اهتمامك ، تصبح على خير

تأملها بنظرة أخيرة لكنه عجز أن يفهم سر تحولها هذا كما عجز عن سر تحولها الأول .
استدار و خطى باتجاه سيارته ليسمع صوت بابهم الخارجي يغلق قبل حتى أن يصل .
وقف قليلا في مكانه متجهم الوجه و الأفكار : " إذن نزوتك ماتت سريعا يا آنسة شاهيندا ، علاقة بنت الذوات مع المواطن المكافح لم تستهوك ، لم تكن على مستوى توقعاتك ؟ آسف على تخييب ظن حضرتك يا ابنة الباشا "
قاد سيارته بآلية يحاول تركيز عقله الشارد على الطريق و لكن أفكاره عاندته و هي تهرب منه لتحوم حولها و حول تصرفها الغريب اليوم.
حتى عندما عاد إلي البيت ، حتى و هو يتبادل الجمل العادية مع أمه ، بل حتى و هو يحاول أن يركز على المباراة لم يستطع أن يتجاهلها.
تنهد عند نهاية اليوم أخيرا ، أغلق هاتفه و استلقى على سريره ، أراح رأسه على ساعده و بدأ تنفسه ينتظم شيئا فشيئا ، كان يوما متعبا و شعر بعضلاته تسترخي و عرف أن النوم قادم قريبا ، أعطاها آخر أفكاره ثم أغمض عينيه و نام.
في نفس الوقت كانت شاهيندا تتقلب على سريرها تحاول أن تخرس أفكارها التي تتلخص حول اسم واحد لرجل واحد يشغل الآن كل تفكيرها لوحده و المشكلة أن ذلك رغما عنها .
حتى في حالة ماهر كانت هي من تريد التفكير فيه و تخيل حياتها معه .
كانت تستمتع لمجرد التفكير فيه و لكنها عندما تريد تغيير الموجة و التفكير في أي شيء آخر كانت تفعل بسهولة.
الآن هي و لغيظها و حيرتها لا تستطيع
لقد كان الأمر نزوة منها في البداية أو هكذا ظنته ، أرادت أن تخرج معه قليلا ، أن تغير نظرته إليها ، أرادت أن تعجبه كما يعجبها ، أن تثبت لنفسها أنه لم يخلق الرجل الذي ينظر إليها بكره و اشمئزاز .
و فيما بعد بدأ ذلك الشيء بداخلها يرتجف كلما سمعت صوته الدافئ ، كلما التقت نظراتهما ، كلما شعرت بإعجابه بها مهما كان بسيطا مع أنه لم يتعزل بها يوما.
بدأت تشعر بالوقت يتصرف بطريقة غريبة ، يكون قصيرا جدا حين تكون برفقته و يتمطط إلى ما لانهاية و هي بعيدة عنه ، و يصبح أبديا و هي تنتظر رسالة منه.
بدأت تتسلل على صفحته بعض مرات في اليوم ثم أصبحت شبه مقيمة فيها .
ما الذي يحصل لها ؟
إلى أين تريد أن تصل بالضبط ؟
زواج ؟
هي تعرف جيدا أنه مستحيل ، يستحيل عليها أن تقترن بشخص عادي ، شخص تحت مستوى طموحاتها .
هل ستبيع جمالها بثمن رخيص و هي التي تدللت لسنوات و سنوات بسببه .
ثم أين العدل و أخته تترك واقعها المتواضع لتتزوج رجلا يعيشها في عالم من الأحلام بينما هي تفكر أن تتزوج رجلا أقل منها لتترك نعيم أحلامها و تعيش في جحيم واقعه.
أخته التي سمعت من أمها اليوم أن زوجها أهداها يختا فاخرا بمناسبة عيد زواجهما .
كلا هو لا يليق بها ، أكيد و هي و عقلها و كل شيء فيها مقتنع بالطبع .
رغم أنها لا تنكر أنه وسيم ، وسيم جدا و تعجبها رجولته ، تعجبها كذلك ابتسامته الدافئة ، لا تستطيع أن تنسى بالطبع طبقة صوته التي يرتعش لها قلبها .
و كذلك طبعا نظراته و عضلاته و وقفته و مشيته ، دفنت وجهها في وسادتها الناعمة و هي تحاول أن تدفن اعترافها أنها معجبة بكل شيء فيه حتى قسوته عليها .
و لكنها ستنساه بالطبع ، و ستضحك على نفسها في المستقبل القريب جدا على قلة عقلها لأنها تعرف نفسها ، ليست هي شاهيندا من تقنع برجل مثله هو ، لا تدري لم آلمها قلبها و هي تقول هذا و لكنها الحقيقة ، هي تستحق الأفضل و هو قطعا ليس الأفضل .
لذلك ستنساه ، ليس هذه الليلة بالطبع و لا الليلة التي تليها و لا كل ليالي هذا الأسبوع.
لكن مع الوقت لن يعود له ذكر في عقلها ، بالتأكيد ستنساه هي من نسيت من هو أهم منه بكثير.
لا تدري لم آلمها قلبها مرة أخرى عند هذه النقطة.
و هذه المرة كان الألم أقوى من أن تتجاهله لذلك شعرت بدموعها تشاركها فيه .
دموع كثيرة ، دموع بائسة صامتة .
لا بأس لتبك الآن فالدموع أحيانا تكون بداية للخلاص.
أحيانا أخرى بداية للاستسلام لا تنكر و لكن ليس في حالتها هي بالطبع.
في الأيام التالية بدا لها أن كل الناس في هذه الدنيا اتفقوا أن يجعلوها لا تنسى عصام ، بدأت تتساءل لماذا معظم الممثلين أصبحوا يشبهونه ، لماذا ازداد عدد الأطفال الذين يسمون عصام ، تذهب إلى أي مكان فتسمع فيه : عصام تعال ، عصام حبيبي ما بك ؟ عصام أين أنت ؟
و الأدهى و الأمر لماذا أصبحت تسمع ضحكته في ضحكات جميع الرجال ؟
أعتقني أيها العالم ، اترك لي فرصة لأنساه ، أنت لا تلعب معي بشرف .

………………………………..
تمّ


ساره 1993 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-18, 03:24 AM   #317

ساره 1993

? العضوٌ??? » 428579
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » ساره 1993 is on a distinguished road
افتراضي

سوري جدا يا جماعه بس بجد الفصل ده كان صعب جدا
النحس لازمني و أنا بدققه و بحاول أنشره
الكايبورد بتاع جهازي باظ
و الجهاز ده الي مستلفاه عبيط جدا و مش بيلقط نت خالص
أشكركو على انتظاركو و إن شاء الله مش هتتكرر تاني.
تصبحوا على ألف خير .


ساره 1993 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-18, 04:48 AM   #318

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اكاونتي العزيز الجميل الأمور ما أحلى الرجوع إليك

دعواتكم يا جماعه للكيبورد بتاعي
مش هقدر أكتب حاجه عالجهاز التاني
تصبحوا على خير المره دي جد


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-18, 11:13 AM   #319

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هههه ياحلاوة ماهي بتحب عصام وعاوزاه بس هي رخمة يعني ايه تكلم امها وامها تكلم ماهر وهو يكلم ليلى .ايه اللفة الطويلة دي طريق راس الرجاء الصالح ..وشاهي صعبانة عليا دلوقتي دخلت ماهي بالنص ودلوقتي تكيد حاسة ان عصام بعيد عنها ..وعصام الي بيكابر مش عارف بالضبط هو عاوز منها ايه ..منتظرين الفصل الجاي بشوق نعرف حيحصل ايه للمسكينة شاهي وبعدين ياعصام يارخم ماتبل ريق البنت بكلمة حلوة ده انت غلس جدا ..منتظرينك ودمتي بخير

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-18, 02:40 PM   #320

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل روعة ،شادي بيلف حول نفسه
ومؤيد اتوهم انه بيكلم فرح فعلا،
شاهي وعصام دخلوا قفص الحب
بس لسة فى مرحلة الانكار ،رغم
ان دخول ماهي في الخط هيعطل
الارتباط بس هيسرع الاعتراف بالحب
لما شاهي قلبها يوجعها وتضطر تبعد
شويه عن عصام عشان خاطر ماهي
فعصام قلبه ينغزه من بعد شاهي😄😄


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.