شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي (https://www.rewity.com/forum/t410036.html)

نغم 24-04-18 11:41 PM

خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي
 



https://upload.rewity.com/uploads/153523273027042.gif


الغلاف الرسمي من اشراف وحي الاعضاء


https://upload.rewity.com/uploads/153840331038621.jpg



تمهيد بالفصحى :

في لحظة جنون و ربما في لحظة تجلي انتابتني رغبة أقوى مني في أن أسد بحروفي ثغرات ظلت موجودة حتى بعد إلقائي لكلماتي الختامية في "أغدا ألقاك ؟ ".
لا أدري لماذا عدت إليها من جديد تلك الرواية التي أخذت من وقتي و من عمري أكثر مما أستطيع و أكثر مما أريد أن أقدم ، ربما هو الشوق و ربما شيء آخر خفي حتى عني أعادني إليكم .
ستستغربون و أنا نفسي مستغربة كيف أكتب عن هذه الشخصية بالذات و لماذا يكون الجزء الثاني أو التكملة متمحورا حولها لا تحاولوا أن تسألوني لأني لا أعرف و لن أعرف و لم أعرف يوما ما.
…………………………………..
عن مجموعة أشخاص في دروب الحياة .
بعضهم أسوياء ، بعضهم يعاني .
جميعهم ، في مكان ما بداخلهم ، توجد بذرة خير .
.
..
...
هو لا يفكر في الحب ، يعتقد أنه اختبر الحياة بما يكفي و أنه يبحث عن الصيغة المثلى لمستقبله .
هذا ما يظنه لكنه كشخص تعود على المناورة هو في أعماقه يريد من تثيره ، من تتحداه ، من يصعب عليه ترويضها ، هو بكل بساطة يبحث دون أن يعلم عنها هي...
............................
هي تبحث عن زواج تجد فيه استقرارا نفسيا و عاطفيا و علاجا لعقدها .
هي تنفر منه بسبب أفكارها المسبقة عليه و على أفراد عائلته و على طبقته بشكل عام .
و لكنه الرجل الوحيد الذي يشعرها بالتحدي ، بالاستفزاز ، تقرر أن تلعب به قليلا لكنها تنسى أنه ليست جميع الألعاب مسلية...
...........................
هو لا يريد التزوج منها ، بالنسبة له هي مجرد مرحلة عابرة في حياته المرسومة بوضوح أمامه قبل أن يعرفها ، حياته التي تسير بنجاح في طريق العقل و المصلحة .
لكن مع الأيام و الأحداث بدأت معالم طريق آخر بالظهور أمامه ، طريق لم يكن ليتمكن من رؤيته لولاها ...
.......................
هي الفتاة التي أحبت من غير طبقتها ، بدأت الموضوع طمعا و استهانة و كانت تمني نفسها بالزواج منه و و في عز ثقتها بأنها تفكر بعقلها و بطموحها اكتشفت أن مشاعرها خانتها...

……………………
......................................


في هذه الرواية الكل يبحث ، الكل يتصور أنه أخيرا وجد لتفاجئه الأيام و تفاجئه نفسه و يجد ما يريده في آخر شخص يريده.


تتشابك الدروب و تمضي الأيام لنكتشف أخيرا من الذي خان من و من أجل من ؟؟





الرواية حصرية لمنتدى روايتي






https://upload.rewity.com/uploads/153523273029143.gif

التمهيد .. اعلاه

الفصل الأول بالمشاركة التالية
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع ج1
الفصل السابع ج2
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر ج1
الفصل العاشر ج2
الفصل الحادي عشر ج1
الفصل الحادي عشر ج2
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر ج1
الفصل السابع عشر ج2
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون ج1
الفصل الرابع والعشرون ج2
الفصل الخامس والعشرون ج1
الفصل الخامس والعشرون ج2
الفصل السادس والعشرون ج1
الفصل السادس والعشرون ج2
الفصل السابع والعشرون ج1
الفصل العشرون ج2

الخاتمة




https://upload.rewity.com/uploads/153523273031654.gif

متابعة قراءة وترشيح للتميز : مشرفات وحي الاعضاء
التصاميم لنخبة من فريق مصممات وحي الاعضاء

تصميم الغلاف الرسمي : Heba Atef
تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف : كاردينيا73
تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا73
تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : Dr FaTi
تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا73

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا73
تصميم البنر الاعلاني : Heba Atef



https://upload.rewity.com/uploads/153523273033435.gif



يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي




https://upload.rewity.com/uploads/153523273035786.gif


نغم 25-04-18 12:09 AM

الفصل الأول





ربما
شيئا فشيئا
شئنا أم أبينا
نكبر لنصبح نسخة طبق الأصل من أمهاتنا .
لكن ليس من الضروري أبدا أن نضطر أيضا لعيش الحياة التي عشنها .
ليس من الضروري أبدا أن نضطر لاتخاذ نفس القرارات ، لتبني نفس الاختيارات.
و هذا ما أصبحت تعرفه جيدا الآن ،
تماما كما تعرف منذ زمن طويل أنها و إن كانت تحب أمها أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا فإن آخر شيء تريده هو أن تجرب أن تعيش أيامها .
كانت تفكر في كل ذلك و أكثر بينما ترتشف عصيرها ببطء و تستمع لتغزله المتواصل بها بابتسامة مقتضبة و نظرة بعيدة.
بعد دقائق وضعت كوبها الفارغ على الطاولة المستديرة بهدوء لا يعكس ما بداخلها ، مسحت شفتيها و الابتسامة التي فوقهما بكل أناقة ثم نهضت واقفة فجأة لتنحني قليلا نحوه و تُفَاجِئَه أكثر و هي تنزع خاتمه من إصبعها و تلقيه بلامبالاة في فنجان قهوته .
- شاهيندا ؟ ل...ل..لماذا ؟!! نطق أخيرا و هو يتأملها بذهول

استدارت لتسير مبتعدة عنه وعن وجهه الوسيم المصدوم ، لا يستحق عناء الرد عليه فبالنسبة لها أصبح مجرد بطاقة محروقة أخرى.
الآن عليها أن تركز جميع جهودها في البحث عن عريسها المستقبلي .
أسرعت بخطاها إلى الخارج و هي تتساءل متى ، كيف و أين سيكون بحثها .
ربما من الأفضل هذه المرة أن تكف عن المحاولة و تترك الفرصة لعريسها المجهول ليتلحلح قليلا من مكانه و يبحث عنها ،
ابتسمت باستخفاف تنفي عنها هذه الفكرة البالية فبالنسبة لها مضى ذلك الزمن بلا رجعة .
ذلك الزمن الوديع حيث تجلس المرأة ملكة مُتوّجة يأتيها الخطاب يطلبون يدها الكريمة ،
هذه الأيام هي أيام متوحشة ، على المرأة فيها أن تبحث بنفسها و لا تنتظر ما سيجلبه لها بختها و إلا وقعت في إحدى العاهات المنتشرة كانتشار الذباب في يوم من أيام أغسطس .
نعم عليها أن تبحث و تفرز على مهلها ، ليس على مهلها جدا بالطبع و إلا فسيفوتها ذلك القطار الغبي .
زفرت بحرقة و هي تفكر بسخط أن هذه ثالث خطوبة تفسخها ، و كلهم كانوا من نفس الصنف : وسيم ، ثري و خائن خوّان مثل كلب البحر.
منها لله تلك المعدمة التي خطفت منها ابن خالتها ماهر ، كان الرجل الوحيد المثالي من أجلها في هذا العالم و الآن ها هي تتنقل من سوء حظ لآخر بينما تلك الدخيلة تنعم بحياة مثالية معه ،
حياة كان من المفروض أن تكون حياتها .

- شاهيندا
تجاهلته و استمرت بالسير و هي تسمعه يناديها بغضب و لكنه أجبرها على التوقف و هو يشدها إليه بقوة .
نفضت يده عن أعلى ذراعها باحتقار ثم رفعت وجهها إليه بملامح جامدة.
- أفهميني فقط لماذا ؟

دون كلام فتحت هاتفها بسرعة و أرته ذلك الفيديو ، راقبت باستمتاع تمتزج معه المرارة تعابير وجهه المتغيرة و نظراته المراوغة :
- أستطيع أن أشرح لك كل شيء يا شاهي فقط أعطني فرصة
- كل شيء مرة واحدة ؟؟ قالت ببرود ، كلا لن أتعبك إلى تلك الدرجة ، فقط اشرح لي لماذا تجلس تلك الرخيصة على حجرك و لماذا تبادلك القبلات بشغف .
- الموضوع و ما فيه أنني رجل يا شاهيندا و لديَّ رغبات كما تفهمين و..
- و ؟

قال بضيق :
- و أنت صعبة جدا بصراحة ، تعقدين الأمور ، تصرين أن نطيل فترة الخطوبة حتى نعرف بعضنا أكثر و في الوقت ذاته ترفضين أية علاقة بيننا
- تريدني أن أصبح زوجتك و أنا ما زلت خطيبتك ؟
- كلا يا شاهي ليس إلى ذلك الحد و لكن على الأقل كان بإمكانك أن تعطيني تصبيرة من حين لآخر.

تصبيرة !! ابتسمت رغما عنها فسارع يقول برجاء :
- كانت نزوة يا شاهيندا لا أكثر ، الأخيرة صدقيني ،
تأكدي أنه بعد زواجنا لن يكون هناك غيرك في حياتي أو في قلبي

أمسك يدها بين يديه و أضاف بذلك الهمس الرقيق الذي يجيده كل خائن :
- أعدك حبيبتي.

نظرت له دون أن تراه ثم سحبت يدها و و قالت له ببرود :
- خذني إلى البيت يا مؤيد.

مشت بجانبه بجمود و هي تصم سمعها و عقلها عن كلماته الفارغة ، تفكيرها محصور في مراجعة كلمتين فقط.
" أعدك "
كلمة صغيرة تأثيرها كبير جدا على فتيات كثيرات غيرها ربما لكن ليس عليها هي بالطبع ،
ليس وهي ابنة أبيها
و ليس و هي ابنة أمها.
بالنسبة لها لطالما رأتها كلمة فارغة فمن يستطيع أن يعد بمستقبل لا يملكه ، من يستطيع أن يعد بأي مستقبل و هو أصلا لا يتحكم في حاضره ؟
" نزوة ؟ "
نفس الكلمة التي يبرر بها جميع الرجال خياناتهم و يُشَرَعون لها الحق في الوجود ، ما رأي أحدهم لو كانت للنساء أيضا نزواتهن .
نفس الكلمة التي طالما سمعتها أمها من أبيها حتى أيقنت بعد أكثر من ثلاثين سنة زواج أنها هي النزوة و أن باقي حريمه هن الأصل.
مسكينة أمها ، تشفق عليها بالتأكيد لكنها لن تكرر خطأها و تنجب ابنة من رجل خائن .
لن تنجب ابنة لتكون نسخة منها هي.
ما إن دخلت غرفتها حتى ضغطت زر الاتصال و انتظرت في عدم صبر كعادتها .
- مخنوقة يا ماهي ، بدأت تتكلم بعصبية ما إن فتحت ابنة خالتها المكالمة ، مخنوقة إلى درجة أني أتمنى أن أمسك شخصا و أقتله ضربا

ساد صمت بسيط قطعته مهى أخيرا و هي تقول بخفة :
- تعالي عندي إذن و التي تقدر منا على الأخرى فلتشف غليلها منها.
- صدقيني في حالتي هذه ليست لديك أدنى فرصة ، أين أجدك ؟
- حاليا أنا في البيت
- لا تخرجي إذن ، سأكون عندك بأسرع ما يمكن
…………………………………………� �………………..

نغم 25-04-18 12:14 AM

بعد يومين ، جالسا على كرسيه الدوار ممددا ساقيه الطويلتين على سطح مكتبه اللامع كان ينظر إلى شاشته بملل و هو يواصل الاستماع بصبر لا مفر منه.
- دولي من فضلك لا ترتدي فستانا فاضحا مثل المرة السابقة

تكلم أخيرا بعد أن تركها تأخذ راحتها تماما في ثرثرة دامت لأكثر من ربع ساعة ، استغلها هو في تفحص بريده الوارد بينما يستمع إليها بنصف أذن أو أقل.
- فاضح يا شادي ؟!! وصله غضبها في صوت أنفاسها المتسارعة ثم عادت تقول ببرود متعال ، على فكرة يا شادي أنا لم أغير في أسلوبي في اللبس منذ أن عرفتني و أعجبت بي و بدأت تتقرب مني ، لكن يبدو أنك أنت الذي تغيرت يا روحي ، أصبحت رجعيا في المدة الأخيرة و أنا بصراحة إنسانة أكره القيود .
- و أنا لست سجانا يا دولي لكن فستانك كان بالفعل مستفزا ، أنت لم تري نظرات الرجال إليك .
- تغار علي شادوو ؟ كسر صوتها الصمت المختصر و هو يتعالى في فضاء الغرفة بدلال .

يغار ؟ ربما ، لا يعرف بالضبط إن كان ما يشعر به غيرة أم لا و لكنه حتما لا يريد أن يرى نظرات الاحتقار له و الاشتهاء لها التي رآها المرة الماضية في بعض الأعين ، لكنه مع ذلك انحنى على هاتفه يهمس لها يحاول أن يرضي غرورها ، يحاول أن يقنع نفسه :
- إذا لم أغر عليك يا حياتي فعلى من سأغار

سمع ضحكتها الناعمة قبل أن تجيبه بصوت أنعم :
- و أنا أعشق غيرتك علي ، حسنا يا خطيبي الغيور سأطلب من جدتي أن تختار لي فستاني على ذوقها .

استمع إلى وصلة وداعها المُغَنَّج بهدوء و هو يسايرها بسهولة اكتسبها من سنوات متواصلة من الغرام و أحاديث الغرام ثم أنهى المكالمة و هو يبتسم بشرود .
عاد إلى بريده الوارد قليلا قبل أن يتوقف و هو يرى اسم شقيقته بين أسماء المُرسِلين ، ضغط على زر الاتصال و انتظر بصبر فلن تكون شاهيندا إن أجابت بعد أقل من عشر رنات.
- خيرا شادي ، قالت بتأفف حين تكرمت عليه أخيرا و فتحت الخط
- لماذا لم تتصلي بي كما اتفقنا يا شاهيندا ؟
- اووف كنت مشغولة و نسيت يا شادي ، ماذا تريد ؟
- ماذا أريد ، متى ستتعلمين أن تتكلمي مثل باقي الخلق ؟
- عندما أصبح مثلهم ، شادي من فضلك لَخِّص كلامك ، أنا متعبة
- متعبة أم مشغولة ؟
- مشغولة بالتعب ، شاديييييييييي
- أعصابك ، قال ببرود ، أردت فقط أن أذكرك بحفلة الغد
- أية حفلة ؟ جاءه سؤالها غير المهتم

كتم غيظه و هو يجاهد للاستمرار في هدوءه البارد :
- حفلة المستثمرين الأجانب التي ننتظرها منذ شهرين أو أكثر
- آه ، آسفة لن أذهب
- هكذا بهذه البساطة ؟! و هل يمكنني حضرتك أن أعرف لماذا ؟
- بصراحة حفلاتكم مملة ، خانقة إضافة إلى أنها كلها تجاوزات
- تجاوزات ؟!! اعذريني لم أعرف أنك تحولت لرابعة العدوية في المدة الأخيرة ، تهكم بصوت لاذع ، أخبريني عندما تعودين شاهيندا مرة أخرى
- لا أدعي أني ملاك لكني و الحمد لله لست مثل رخيصاتك يا شادي ، سأقفل الخط الآن
- و مؤيد ألن يذهب ، سألها بسرعة
- اسأله بنفسك

غاب صوتها المتأفف المثير لأعصابه ليعطي مجالا للصمت مرة أخرى .
صمت أصبح يكرهه ، يكرهه جدا خاصة هذه المدة الأخيرة .
صمت يعطي الفرصة لأفكاره لتتكلم بصوت أعلى داخل عقله و قلبه
و ليتمزق هو أكثر بين ما يجب عليه فعله و بين ما يريد فعله .
و المشكلة أنه لم يعد يعرف أصلا ماذا يريد.
ربما هو يريد ببساطة ما يريده معظم الناس : أن يعيش سعيدا ،
ربما .
لكنه لا يعرف سعادة تأتي عن غير طريق المال و الرفاهة و طبعا النفوذ.
و زواجه من دولي يضمن له كل تلك الأشياء إضافة إلى أنها جميلة ، عصرية و ذكية .
من حسن حظه بالفعل أنها وافقت عليه .
إذن لماذا لا يشعر كما يشعر إنسان حسن الحظ ، لماذا يشعر بنفس شعور شاهيندا ، بالاختناق .
بحركة آلية مد يده يحرر عنقه من الربطة الحريرية الثمينة و هو يتساءل إن كانت حريرية حقا .
المفروض بالحرير أن يكون لطيفا ، ناعما لا كاتما لأنفاسه بهذه الطريقة .
و المفروض أيضا أن يبتهج و يتحمس لسهولة حياته في الآونة الأخيرة لا أن يشعر بالملل و الركود كما في هذه اللحظة.
شعور و سيزول ، أقنع نفسه بتعقل ، كما زالت مشاعر أخرى كثيرة من قبل .
و هذ ما يعجبه في قلبه أنه عكس ذاكرته عاجز عن الاحتفاظ بأية رواسب أو ذكرى .
عقد ذراعيه خلف رأسه و استند إلى كرسيه باسترخاء و هو ينظر إلى سقف غرفة مكتبه بشبه ابتسامة .
مأساتي أو ملهاتي أيها العالم أني رجل أحب بعقلي
و الأهم طبعا
بجيبي .
جعلته الكلمة الأخيرة يعتدل بسرعة في جلسته و هو يضغط على زر الاتصال مرة أخرى .
مؤيد ، عليه الاتصال به حالا ، لا يدري ما الذي حصل بينه و بين أخته المعقدة هذه المرة و لكن عملهما معا أكبر من أن يتأثر بسبب امرأة أيا كانت حتى لو كانت أمه.
- مؤيد ، قال أخيرا عندما سمع صوته ، كيف حالك يا زعيم ال...
- أفضل منك بالتأكيد يا ...

أرجع رأسه إلى الخلف بضحكة عالية وهو يسمع إجابته البذيئة و تواصل الحوار بينهما بالطريقة المعتادة التي لا يعرفان غيرها .

[/align]
[align=right]
…………………………………………� �.

بعد أيام كانت شاهيندا داخل غرفتها تتشمم قميص أبيها بتركيز ، للحظات ظلت جامدة في مكانها ثم ألقته بنفور على السرير بجانبها و أغمضت عينيها بألم ، هذه المرة الثالثة التي تشم بها نفس العطر على ثيابه و ذلك يعني أنه لنفس المرأة .
في الماضي كانت أمها هي من تتولى ملاحقة نزوات زوجها و لكن منذ أن بدأت رحلتها مع داء السكري تولت هي هذه المهمة المُدنَّسة عنها .
هي تعودت مثل أمها أن لا تهتم لمغامراته العابرة فقد علمتهما الحياة أن ذيل الكلب أبدا لن يعتدل و لكنها طبعا لن تسمح له باتخاذ عشيقة دائمة .
- على جثتي يا بابا ، قالتها بقهر ، مهلك علي
الآن النفسية لا تسمح ، أحتاج أن آخذ أنفاسي أولا و أن أبتعد عن كل هذه القذارة.
لذلك استمتع قليلا يا بابا ، استمتع بوقت قذر آخر قبل أن أعود لك بكامل استعدادي.

بدأت تجمع ملابسها كالعادة كلما اكتشفت خيانة أخرى لأبيها ، تهرب بنفسها و ما تبقى من عقلها و توازنها النفسي إلى بيت خالتها .
هناك ترى زوجين عاديين ، يعيشان في انسجام و احترام ، ترى زوجا لا يقضي أيام حياته في الخيانة و الكذب المكشوف و ترى زوجة لا تستهلك ساعات عمرها في الشك فيه و ملاحقته و استرجاعه من أحضان العاهرات .
بعد قليل كانت تحمل حقيبتها الأنيقة و هي تغادر منزلهم الواسع الفارغ يغمرها ارتياح بسيط مؤقت و هي تشعر أنها تركت مشاكلها و أفكارها المشوشة وراءها .
استقلت سيارتها و أخرجت هاتفها لتتصل بخالتها تعلمها بقدومها .
- خالتي ، قالت بإنهاك ما إن جاءها الصوت الفخم بعد رنات مقتضبة ، أريد أن أراك الآن من فضلك .
- أنا لست في البيت الآن يا شاهي ، قالت بتردد واضح ، لكني لن أتأخر سأكون هناك بعد ساعة على الأكثر
- كلا لا أستطيع الانتظار أحتاجك الآن ، أرجوك ، أرجوك يا خالتي

ساد صمت متوتر من جهتيهما ثم سمعت خالتها تقول أخيرا :
- حسنا إذن تعالي إلي في بيت ماهر ، أنا هناك

ودعتها شاهيندا بمرارة خرجت من قلبها و عبرت حلقها لتصبغ كلماتها.
مرارة تجتاحها كلما سمعت اسمه .
ماهر
ما تزال حروفه تشكل غصة في قلبها .
حتى بعد مرور ثلاث سنوات على زواجه من تلك المعدمة ما زالت تشعر بنفس الاحتراق ، بنفس الهزيمة و بنفس الغضب .
كيف استطاع أن يفضل تلك الأخرى عليها هي ؟
أخرى أقل منها في كل شيء : أكبر منها سنا ، أقل منها جمالا و الأدهى و الأمر أنها مطلقة بينما هي بكر لم يسبق لها الزواج.
فضلها عليها رغم أنه تزوجها شفقة في بداية الأمر ، ألم تكن هي أولى بشفقته و هي ابنة خالته ؟
إذا كان يعرض مشاعره للصدقة فالمفروض أن الأقربون أولى بالمعروف.
أفكارها الثائرة قصرت عليها الطريق و وجدت نفسها أمام بيته أسرع مما توقعت . ركنت سيارتها كيفما اتفق أمام الباب الخارجي ثم دخلت و هي تتجاهل تحية البواب اللزج .
رغما عنها تباطأت خطواتها على الممر الحجري و هي تخشى أن تراه أو تراها أو الأسوأ أن تراهما معا يتبادلان النظرات بتلك الطريقة التي تزيدها قهرا على قهرها.
عندما اقتربت من الباب سمعت أصواتا آتية من بعيد فأسرعت تدخل تهرب من أي مواجهة معهم و تتوجه مباشرة إلى غرفة الجلوس الصغيرة حيث تنتظرها خالتها ، توقفت فجأة و وجهها يصطدم بكتف صلب ، رفعت رأسها بتساؤل لتصطدم عيناها بعينين باردتين تحملان عداءًا واضحا في نظراتهما.


......................................
تَمَّ

نغم 25-04-18 12:19 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزاتي المشرفات أرجو ان حد فيكم يشيل مشاركتي التالته لأنها اتعرضت بستايل غلط و آسفه عالإزعاج

رغيدا 25-04-18 01:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم الغروب (المشاركة 13274325)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزاتي المشرفات أرجو ان حد فيكم يشيل مشاركتي التالته لأنها اتعرضت بستايل غلط و آسفه عالإزعاج

تم الحذف عزيزتي ...موفقة باذن الله

قصص من وحي الاعضاء 25-04-18 01:56 AM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، ebti )

اشراف وحي الاعضاء



um soso 25-04-18 02:18 PM

اهلا بك باول خطواتك في قسمنا
ان شاء الله تجدين النجاح والتميز

بدايه مشوقه
بصراحه لاادري اتعاطف مع شاهنده او لا
مع ثلاث خطوبات تم فسخها
اكيد انا معها بقرارها
واكيد اتفق معها ان تكون نسخه مختلفه عن امها

لااستطيع التعليق لاني احتاج ان اعرف اولا
قلت ان هذه جزء ثاني من رواية اغدا القاك
وهي ليست عندنا
ياترى هل نحتاج ان نقرأ الجزء الاول لنفهم
او ان هذا الجزء يخص غير ابطال

هل ابطالنا هنا كانوا اساسيين هناك
وتعرفنا عليهم سابقا
او هم ثانويين لايؤثر ماعرفناه عنهم سابقا


واخيرا نصيحه مني كاشراف
افضل لك ان تختاري اوقات تنزيل محدده
لكي يعرف القراء هل الوايه يوميه مرتين بالاسبوع او اسبوعيه
حسب ماتختارين
وايضا يوجد موضوع بالقسم خاص بمواعيد الروايات يمكنك الاطلاع عليه لكي لاتختاري توقيت فيه موعد نزول فصل روايه اخرى
بالتوفيق

زيكو19 25-04-18 04:47 PM

متابع

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

نغم 25-04-18 06:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 13275555)
اهلا بك باول خطواتك في قسمنا
ان شاء الله تجدين النجاح والتميز

بدايه مشوقه
بصراحه لاادري اتعاطف مع شاهنده او لا
مع ثلاث خطوبات تم فسخها
اكيد انا معها بقرارها
واكيد اتفق معها ان تكون نسخه مختلفه عن امها

لااستطيع التعليق لاني احتاج ان اعرف اولا
قلت ان هذه جزء ثاني من رواية اغدا القاك
وهي ليست عندنا
ياترى هل نحتاج ان نقرأ الجزء الاول لنفهم
او ان هذا الجزء يخص غير ابطال

هل ابطالنا هنا كانوا اساسيين هناك
وتعرفنا عليهم سابقا
او هم ثانويين لايؤثر ماعرفناه عنهم سابقا


واخيرا نصيحه مني كاشراف
افضل لك ان تختاري اوقات تنزيل محدده
لكي يعرف القراء هل الوايه يوميه مرتين بالاسبوع او اسبوعيه
حسب ماتختارين
وايضا يوجد موضوع بالقسم خاص بمواعيد الروايات يمكنك الاطلاع عليه لكي لاتختاري توقيت فيه موعد نزول فصل روايه اخرى
بالتوفيق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خجوله جدا و في ذات الوقت سعيده للغايه انك تكوني صاحبة اول تعليق على الروايه دي
بالنسبه لتعاطفك مع شاهيندا من عدمه فنسيبه لبقيه الفصول و للأحداث الي هتحصل.
الحمد لله ان البدايه عجبتك و يا رب يستمر الاعجاب.
حبيت استغل ردي عليكي و اوضح ان القارئ مش محتاج أبدا يطلع على الجزء الأولاني ، الروايه دي هي عباره عن تكمله منفصله عن السابقه و رؤيه من زاويه مختلفه تماما
و الأبطال الي هنا كانوا شخصيات ثانويه سابقا
و انا يهمني ان القراء يكونوا نوعين نوع عارف الشخصيات و يشوف تطورهم معايا و نوع ما يكونش عنده اي خلفية سابقة و يحكم عليهم بس من خلال الروايه دي
بالنسبه لمواعيد التنزيل فدي مشكله أزليه عندي بس بحاول أعالجها و ربنا يسهل الحال
شكرا مره تانيه على تشريفك ليا

نغم 25-04-18 06:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيكو19 (المشاركة 13275851)
متابع

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

شكرا على المتابعه

نغم 25-04-18 07:03 PM

الفصل الثاني



تأملت الرجل العابس الواقف أمامها بملامحه التي بدت مألوفة لعينيها المتفحصتين . ازدادت نظراتها حدة و هي تتذكره أخيرا :
المعدم شقيق المعدمة !
هذا ما كان ينقصها في هذه اللحظة ، ما الذي يفعله هنا ؟ ألا يكفي أن أخته الصغرى دائمة التواجد حتى يأتي هو أيضا و يحتل بيت ابن خالتها.
هنيئا لهم ، يحق لهم هم من قضوا عمرهم محرومين من مباهج الحياة ، يحق لهم أن يرتموا في أحضان نعيمه و خيراته ، هو من فتح أبواب بيته على مصراعيه أمام أطماعهم و وصوليتهم.
واجهت العداء في نظراته بعداء أكبر و لم تنس أن تضيف إليه جرعة قاتلة من الاحتقار و الاستصغار .
لثوان طويلة ظلت المباراة قائمة بين عينيه و عينيها ، مباراة صامتة من الكلام متفجرة بالمشاعر الغير منطوقة .
و أخيرا حين لم تعد تستطيع الاكتفاء بالنظرات لوت شفتيها باشمئزاز بينما راقب هو ردة فعلها دون تعبير في وجهه ، فقط رفع حاجبه الأيسر قليلا في تساؤل بارد ثم عادت ملامحه إلى جمودها قبل أن يلتفت إلى الخلف و ينادي بصوت حازم :
- ياسمين تأخرنا

ياسمين ، اسم جديد انضم لقافلة الجوعى مقتنصي الفرص .
تظاهرت بفعل شيء ما بهاتفها حتى ترضي فضولها بشأن هذه الياسمين ، سمعت صوت كعبها العالي الرخيص يعلن عن قدومها ثم ظهرت في آخر قاعة الاستقبال تسرع بخطاها ، تلبي نداء سيدها بينما كل شيء فيها يرتجف : رموشها ، ابتسامتها و صوتها الناعم و هي تقول :
- آسفة حبيبي ، اعذرني ، أخذني الكلام مع ليلى فلم أنتبه إلى الوقت.

حبيبي ؟ إذن صاحبة الوجه الجديد تكون المعدمة زوجة المعدم شقيق المعدمة. زمت شفتيها بضيق و هي تلاحظ بعينيها الخبيرتين أن حذاءها ماركة معروفة و حقيبتها الصغيرة كذلك و حذاءه هو أيضا للأسف .
و لكن ما فائدة الماركات إن تزينت بها أجساد لا تليق إلا بالخرق.
رأت الفتاة تتوقف حائرة أمامهما ، تنتظر ربما أن يقوم بتعريفهما إلى بعضهما البعض .
" فقط في أحلامك عزيزتي يكون لك الشرف في أن تتعرفي إلى من هي مثلي " ، فكرت في ترفع و هي تتخيل بسخرية ماذا عساه يقول كجملة تعريفية :
" زوجتي المعدمة أعرفك على شاهيندا بنت الأكابر التي رفضها ابن خالتها ليتزوج أختي المعدمة و شكرا "
أخيرا أنهى هو الإحراج حين خطى خارج الباب و خارج أفكارها الغاضبة ، تبعته جاريته في تردد و هي تلتفت إليها أكثر من مرة بنظرات اعتادتها من بنات جنسها ، نظرات تتراوح بين الانبهار و الحسد و الغيرة الواضحة .
أشارت بيدها بحركة خالية من المعنى بعد اختفائهما ثم تنفست بعمق و أسرعت إلى خالتها .
قابلتها في منتصف المسافة و هي تبحث عنها بدورها.
- ما الذي أخرك يا شاهي ، بادرتها بقلق لم تحاول إخفاءه
- لا تخافي خالتي لم أقابلها ، قالت و هي تتطلع إليها بعتاب حزين ، تأخرت لأن شقيقها و زوجته اعترضا طريقي عند دخولي
- عصام أتى ؟

رفعت السيدة ثريا حاجبيها في استغراب أنيق ثم أضافت و هي تتقدمها إلى الغرفة المنزوية :
- و تلك خطيبته بالمناسبة ، لم يتزوجا بعد
" زوجته ، خطيبته ، زفتته و كأني أهتم " ، تمتمت في سرها قبل أن تتنهد بعمق و تلقي حقيبتها بلا مبالاة على الأريكة الجلدية الداكنة و تجلس على طرفها بتوتر.
- ما الخبر يا شاهي ؟ سألتها خالتها و هي تجلس بجانبها و تشاركها التنهد
- خبران يا خالتي
- اِبْدَئِي بالخبر السيء
- كلاهما سيئ
- أمرنا لله ، تمتمت بهدوء ، اِبْدَئِي بالأسوأ
- فسخت خطوبتي
- مرة أخرى ! قالتها دون اندهاش كبير ، و الخبر الثاني ؟
- منذ أيام و أنا أشك بأن أبي يخون أمي و اليوم تأكدت
- مرة أخرى ، قالتها دون أي اندهاش هذه المرة لكن باستسلام.

استسلام تحول إلي شيء من الأسى و هي ترى دموع ابنة أختها تغدرها و تفضح تماسكها الزائف
و تسيل في صمت أبلغ من ألاف الكلمات .
ضمتها إليها بلطف بينما أصابعها تتخلل شعرها الناعم في حركة رتيبة ، تحاول أن تمتص قليلا من غضبها ، من ثورتها و خاصة من ألمها.
هكذا اعتادت أن تفعل معها منذ تجاوزت الفتاة أعتاب طفولتها لتغرق فورا في مستنقع أبيها القذر و تبدأ بفهم معنى ألفاظ مشتقة من قاموس الخيانة و العشيقات.
كلمات كبيرة على فتاة في تلك السن و معاناة أكبر و أثقل .
لذلك حملت بشدة على عاتقها مهمة حمايتها و احتوائها و الحمد لله أنها فعلت فلولا وجودها لكانت البنت ضاعت تماما خاصة و أن أختها شمس انشغلت عن ابنتها بمحاولاتها الفاشلة لإصلاح ما لا يمكن إصلاحه : أخلاق زوجها.
كان دورا صعبا بالفعل و لكن من قال أنها ثريا خلقت لتعيش حياة سهلة ، هي تعرف أن الله لم يخلقها و يهبها كل ما تتميز به عن سواها لتنظر و تصمت بل لتتكلم و تقول رأيها بصراحة دون اعتبار لتلك الآراء التافهة التي تقول " لا تتدخل فيما لا يعنيك فتسمع ما لا يرضيك " ، كلا هي تتدخل بل و تسمعهم ما لا يرضيهم أيضا ، لن تصبح شيطانا أخرسا لأجل خاطرهم .
و لطالما قالت بصراحة لأختها ، قالت و أعادت عليها مرارا تكرارا أنها كانت ستضيع ابنتها تماما بإهمالها و بتفكيرها الصبياني الضيق .
خاصة و أن و البنت جميلة بل جميلة جدا في الواقع . و رغم انها كأم تحب ابنتيها أكثر من ابنة أختها بالطبع إلا أنها تعترف أن شاهيندا تتفوق جمالا عليهما ، أصلا هي الوحيدة بين البنات التي ورثت جمالها و جمال أختها شمس لكنها للأسف الأسوأ حظا بينهن كذلك .
لهذا السبب حاولت بشدة أن تغير هذا الحظ السيء الملازم للفتاة المسكينة .
تنهدت و هي تتذكر كيف سعت بكل جهدها أن تزوجها من ماهر ابنها بعد تَرَمُّلِه لأنه حسب رأيها حينها كان الوحيد المناسب لها .
و لأنها تثق في أخلاق ابنها ، تؤمن أنه أبدا لن يخون زوجته ليس و هو تربية يديها و يدي ممدوح . ماهر رجل يخشى ربه ليس مثل أولئك الأنجاس ، ليس مثل زوج أختها .
كان أكثر ما تمنته في ذلك الوقت هو أن تضم ابنة أختها إلى عائلتها و يهنأ بالها و فكرها من ناحيتها .
و لكن كان للقدر تصاريف مختلفة و لابنها ماهر رأي آخر ، إلى الآن تتذكر الاستنكار على ملامحه عندما طرحت عليه الموضوع لأول مرة .
- شاهيندا من التي تريدين مني الزواج منها يا أمي ؟ شاهيندا التي تصغرني بخمسة عشر سنة ، هل سأتزوجها أم سأتبناها ؟

و لكنها لم تبالي حينها و استمرت متشبثة بمحاولة إقناعه و استمر هو عنيدا صلبا في رفضه.
و الآن بعد ثلاث سنوات تعترف أنه كان محقا ، الآن فقط عرفت أن ما يبحث عنه ماهر لا تملكه شاهيندا .
شاهيندا غاضبة ثائرة تحتاج إلى من يروضها ، إلى من يمتص منها ألمها و تعبها و ماهر لن يفعل هذا من أجلها ، ماهر سبق و أن خاض حروبه الخاصة و يحتاج إلى مرفأ ليرسي سفينة حياته عليه.
و ليلى التي اختارها له القدر و اقتنع هو نفسه بها ، كانت له المرفأ و الحضن الدافئ .
ليلى هي من تحتمل منه دائما نوبات بروده و تباعده و بحنانها و حبها تعيده إليها في كل مرة . نعم عليها أن تعترف بهذا و لو مكرهة .
نظرت إلى وجه ابنة أختها الشاحب و إلى الدموع الملتمعة في عينيها و تأكدت أن شاهيندا لم تكن لتتصرف بتلك الطريقة معه ، شاهيندا تفهم الجفاء و البرود بشكل واحد لا بديل له ، تفهمه على أنه مقدمة لخيانة لها .
تنهدت مرة أخرى و هي تدعو لها من قلبها و عيناها تلتمعان بدموع أكبر سنا : " يا رب اجبر بخاطرها يا رب ، يا جابر الخواطر يا رب "
هي أكثر من يعرف أن وراء الواجهة المغرورة الباردة ، فتاة مكسورة إلى آلاف القطع.
و كأن شاهيندا قرأت أفكارها فهمست بحزن في نفس اللحظة :
- أشعر بأن قلبي مكسور يا خالتي
أشعر أني أضيع رغم أن المفروض أني كبرت على الضياع
- لا أحد يكبر على الضياع يا بنتي ، لا أحد
إلا من يتشبث بالحق و الله هو الحق
- و نعم بالله يا خالتي ، و نعم بالله

غمرتهما السكينة لدقائق احترمت فيها المرأة الأكبر سنا صمت الشابة التي أخفت وجهها بين كفيها حتى سمعت ضحكتها الخافتة تقطعه ، ثم سمعتها تقول بصوت بلا روح :
- أذكر و أنا طفلة أني كنت مرة مع أبي في أحد المحلات و انحنت امرأة تقبلني و تخبرني كم أنا جميلة و كل ذلك الهراء ، هل تدرين ماذا قال لها ؟
- ماذا قال عديم الأخلاق ؟
- قال لها : على فكرة البذور التي أنتجتها مازالت موجودة ، تصوري يا خالتي
- طوال عمره و هو سافل يا ابنتي

زمت شاهيندا شفتيها بمرارة ثم قالت و هي تطرق برأسها :
- تعبت يا خالتي ، تعبت و احترت
…………………………………

نغم 25-04-18 07:08 PM

بعد أيام كانت السيدة جميلة تنظر بتجهم إلى ابنها الأوسط و هو يجول كأسد غاضب محاصر في غرفة الاستقبال التي بدت صغيرة عليه رغم حجمها الذي يفوق المتوسط .
- احترت في أمري معكم ، قال بحدة و هو يكاد يقتلع السجاد بخطواته الثائرة ، بالفعل احترت يا أمي
- عصام بني ، اهدأ ، اهدأ و فكر في مصلحة فرح
- آسف لكني لا أستطيع التفكير الآن سوى في كرامتها و كرامتنا جميعا.
ثم أية مصلحة يا أمي ؟ أنا أخبرتك أنهم وافقوا بل رحبوا في الشركة عندي أن تقضي فترة تدريبها لدينا .
- بني ، ليلى تقول..

قاطعها بغضب رغم محاولته التماسك :
- ليلى تقول ، ليلى تقول ، طبعا يحق لها أن تقول و يُسمع قولها مادامت حرم الباشا الذي لا ترد له كلمة.
- اهدأ بني و اسمعني للآخر ، أختك ليلى تقول أن قضاء فترة تدريبها في الشركة التي يديرها زوجها هي فرصة يحلم بها الكثيرون و ستكون مرحلة مهمة في سيرتها الشخصية .
- الذاتية يا ماما ، تكلمت فرح أخيرا

التفت إليها شقيقها و هو يقول بصوت فيه برود يناقض السخط في نظراته :
- و حضرتك طبعا تكادين تطيرين فرحة بعرض الباشا الكريم .
- شركته من أكبر الشركات في مجال الاستثمار المباشر في البلاد ، ردت عليه بهدوء
- و الشركة حيث أعمل لها نفس الأهمية تقريبا .
- لكنه هو رئيس مجلس الإدارة في شركته .
- طبعا ، قال بلهجة لاذعة ، بينما أنا مجرد رئيس قسم ، كيف يستوي الأمران ؟
- أبوك قال كلمته في الموضوع يا عصام ، قالت أمه في محاولة أخيرة لقطع النقاش العديم الجدوى.
- أبي قال كلمته لأنه لم ير كيف ينظرون إلينا ، لم يشعر بالاحتقار الذي في داخلهم تجاهنا يا أمي ، قال و هو يشيح بوجهه
- من ذا الذي يحتقر من ؟ تعالى صوت أمه باستهجان ، ما بك بني ؟ من أين لك كل هذا الإحساس بالنقص ؟
- ليس إحساسا يا أمي بل هو واقع ، منذ أيام حين كنت أحضر ياسمين من بيت زوج ليلى ، رأيت تلك الفتاة ابنة خالته أو ابنة عمته و لا أستطيع أن أصف لك كيف كانت تنظر إلي ، اسودت نظراته و هو يزفر بقوة .
- و أنت بني تريد أن تحرم أختك من فرصة العمر بسبب نظرات تلك الرخيصة التي لا تسوى ؟!!
بني حبيبي من الطبيعي أن تنظر إليك هكذا و من الطبيعي أن تكره كل ما يتعلق بأختك ليلى فعقلها المريض يصور لها أنها أخذت منها ما هو حقها.
و الآن اهدأ بني ، فكر في مصلحة أختك الصغرى و اذكر الله .
- أستغفر الله و لا إله إلا الله يا أمي ، حسنا سأرضخ لكم هذه المرة ، سأرضخ من وراء قلبي و لكن..

التفت إلى فرح و هو يواصل بهدوء صارم :
- تنتهي فترتك التدريبية و تنسين كل شيء عن ذلك المكان ، إياك ثم إياك أن أسمعك تقولين أنك ارتحت هناك و تريدين الاستمرار بالعمل تحت إمرة الباشا.

صمت قليلا إزاء صمتها ثم توجه إلى الباب و هو يقول بتحفز :
- و اعلمي أني أنا من سيُقِلُّك و يعيدك يوميا ، مفهوم
- مفهوم ، أجابته بهمس ضاع في صوت إغلاقه للباب بعنف.

………………….
بعد أسبوع كان عصام يركن سيارته كالعادة في شارع جانبي بجوار الشركة بينما يسألها بآلية كعادته كل يوم عما إذا كانت تحتاج إلى شيء. و كعادتها فتحت فرح الباب و خرجت و هي تقول له بابتسامة عرفان :
- لا أحتاج أي شيء شكرا يا عصام ، أرجوك انتبه لنفسك
هز رأسه و هو ينظر في المرآة الجانبية ثم قال بهدوء :
- إن شاء الله ، سأنتظر اتصالك عندما تنهين دوامك
- حاضر
أعطته ظهرها و استدارت تستقبل الصباح الوليد الذي بدأت العاصمة النشيطة بتلويثه دون رحمة .
سارعت في خطاها ، ابتسامتها تغادر شفتيها تدريجيا و هي تفكر في وضع أخيها معها منذ رفضت عرضه .
طوال هذه الأيام الأخيرة و هو مُصِرٌّ أن يخصها ببروده ، مُصِرٌّ أن يتجاهلها تماما و لا يسألها و لو بطريقة عارضة عن سير تدريبها في شركة ماهر .
هو في العادة حنون جدا لا تنكر بل الأكثر حنانا بين أشقائها الثلاثة لكن يا ويله من يأتي على عزة نفسه . وهو يرى الآن أنها أخذت خطوة لا تغتفر بتفضيلها عليه زوج أختها رغم أنه لا علاقة للتفضيل بالأمر.
وصلت إلى باب الشركة و قبل أن تدخل التفتت إليه تراقبه بحنان تخالطه بعض الحيرة ، كان قد أصبح في الشارع الرئيسي الذي تشرف عليه الشركة ، تركزت أنظارها على وجهه الوسيم و هو يفحص الطريق بعينيه الحادتين ينتظر الفرصة المناسبة أو ربما لحظة غفلة من سائق آخر ليشق عباب بحر السيارات التي لا تنتهي .
استقلت المصعد و هي تتمنى أن تقنعه بأن يرحم نفسه من هذا العذاب اليومي و يتركها تعتمد على نفسها و تستقل وسائل المواصلات مثل بقية الملايين الكادحة ، لكنها تدرك كما يدرك كل من يعرف شقيقها أنه لا فائدة في التكلم معه في موضوع أخذ فيه قراره فعصام لا يهزم عزة نفسه إلا صلابة دماغه .
استغلت خلو المصعد من أحد سواها لتتفقد مظهرها في مرآته التي كسى أطرافها بعض الضباب . استدارت بسرعة و هي تسمع الرنة التي تسبق فتح الباب ، عادت إلى الخلف قليلا و هي تفسح المجال للمرأة و الرجلين الذين لم ترهم من قبل و رفعت رأسها دون إرادة منها لتغرق عيناها داخل عيني الرجل الذي كانت في أعماقها تنتظر رؤيته منذ أسبوع .

.............................
تمَّ

نغم 26-04-18 09:15 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و لكم أن تتخيلوا أعزائي ما الذي يفعله التجاهل بالهمة مهما كانت مرتفعة.
بجد حاجه صعبه جدا ان الكاتب يشوف عدد المتابعين بيزيد و رغم كده ما فيش حتى لايك
كمية سلبية لا يعلى عليها
بتصفح المنتدى من كام يوم لقيت كذا رواية مغلقة مع إنها كان فيها روايات تحمل فكره جديده أو مكتوبه بلغه حلوه أو فيها نوع من العمق الجميل و السبب هو قلة المشاركات أو انعدامها عشان نكون حقانيين ، ليه كده ؟؟
فيه طبعا السبب الي بيتقال على طول : احنا كقراء بقينا بنخاف من الكاتبات غير الملتزمات و ما بنحبش نتابعهم عشان ممكن يبطلوا كتابة الروايه في أي لحظه ، ما هو برضه تصرفكو بالشكل ده و بالتجاهل ده هيخلي أي كاتبه مبتدئه ما تلتزمش ، هيكون ايه دافعها عشان تلتزم و هي لا عندها لا مقابل مادي و لا مقابل معنوي .

الفصل التالت هيكون النهارده إن شاء الله الساعه 6 بتوقيت جرينيتش

Diego Sando 26-04-18 10:03 AM

حبيبتى الروايه باين عليها حلوه وانا ابتديت اتابعاها أن شاء الله المتابعين ليها يزيدوا وربنا يوفقك فيها بالنسبه للتعليق انا كنت مستنيه كمان كام فصل عشان اقدر الم بالاحداث شويه واقدر اقول رايى فى ابطال الروايه وموفقة

حروف ضائعة 26-04-18 11:30 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزتي نغم

اولا احب ان اثني على ابداعك

ثانيا لا تدعي الاخرين مصدر لسعادتك او احباطك

ثالثا كثير من القراء مثلي من خلف الكوليس

رابعا صبرا جميل والله المستعان

هههه اصبري علينا الرواية في البداية مع الوقت والاحداث ستجدين العديد والعديد من الردود

للامام دائما غاليتي



حروف ضائعة

um soso 26-04-18 11:48 AM

صباح الخيرات
شاهنده اما غبيه او غبيه
تتحسر على واحد اكبر منها 15 سنه وارمل واحتمال كبير عنده اطفال
ثم ماهذا الانف اليابس وهذا التكبر على الناس
اشم رائحة نية ربط بين شاهنده وعصام
المغروره والمتكبره مع عزيز النفس وعالي الكبرياء
لكن المشكله بياسمين
يبدوا انها مسالمه وايضا حالتها الماديه جيده ولا يوجد سبب لتركها .. مجرد توقع مستقبلي يمكن يصيب او يخيب
فرح تتدرب بشركة ماهر
ياترى من الذي تنتظره من اسبوع
غرقها في عينيه يدل على معرفتها الشخصيه به
ياترى من هو
هل يمكن ان يكون اخو شاهنده باعتبار ان الشركه لابن خالته

على فكره كلام اخو شاهنده معها على الهاتف لم يعجبني وكانه مستعد لعرضها ولا يهمه موضوع الشرف خصوصا عندما يستهزأ بها ويقول ها انت رابعه العدويه ... عندي عليه علامات استفهام كثيره .. فهو ارتبط بمن تعرض الكثير من جسدها ولكن لم يهتم لانه يريد الصعود باسرع الطرق
شعاره الغايه تبرر الوسيله .. هذا النوع انا لااطيقه

المهم الان شاهنده ببيت ماهر ياترى هل ستلتقي بالزوجين او ستاخذ خالتها وترحل
اما الاب الخائن هذا يحتاج بانزين وكبريت
لانزال بالبدايه وينتظرها الكثير اكييييييييييد

واخيرا لاتزعلي حبيبتي انت لسه بالبدايه
ثم الا يكفيكي ام سوسو تتابعك

https://lh3.googleusercontent.com/-g...826-WA0013.jpg

ومعلومه صغيره عني انا اتواجد صباحا فقط ماعدا ايام الجمعه والعطل والاعياد
يعني فصلك القادم ساقرأه يوم السبت صباحا
الى اللقاء


عويشة 26-04-18 01:23 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

نغم 26-04-18 03:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربنا يجبر بخاطركو يا رب
حصل تغيير في الخطه و هنزل الفصل دلوقتي عشان عندنا خروجه مفاجئه
هرد على التعليقات بالليل إن شاء الله

نغم 26-04-18 03:33 PM

الفصل الثالث


شادي !
خفق قلبها بعنف و هي لا تستطيع إبعاد عينيها عن ملامحه المألوفة التي غربتها سنتان و نصف من الفراق.
شادي الذي رحل دون أن ينظر إلى الخلف .
شادي الذي أشعرها أنها عابرة سبيل في حياته المكتظة بغيرها .
ترك أثره على أيامها رغم أنها متأكدة أن مكانها لم يظل شاغرا و لو للحظة في حياته و الأرجح أنه لم يكن لها أصلا مكان لديه .
- فرح ، سمعته يقول بصوت خفيض بعد أن أطرقت برأسها أخيرا عندما اقترب منها ، كيف حالك ؟
- الحمد لله و أنت ؟
- بخير شكرا

بهذه الكلمات المختصرة و بعض الأفكار المرتبكة وصلا إلى الطابق السادس حيث توجد مكاتب الشركة ، توقفا في المساحة الفاصلة بين المصعدين المتقابلين و هما يتبادلان بعض الصمت المتوتر .
- أنا أقضي فترتي التدريبية هنا ، تكلمت أخيرا ، تجيبه على سؤاله الذي شعرت أنه لن يسأله .
- امم ، جيد ، جيد ، قال بعد أن سرح حنجرته قليلا ، لكن المفروض أنك تخرجت منذ سنتين أليس كذلك ؟

رفعت عينيها إليها بنظرة سريعة حائرة قبل أن تعود لخفضهما من جديد ، هل مازال يذكر ، هل مازال يهتم أصلا ؟
- بالفعل لكني بصدد إكمال دراستي العليا ، شرحت له و أصابعها تشتد على مقبض حقيبتها ، تحصلت على الماجستير في المحاسبة و أبحث عن أطروحة مناسبة لأبدأ رسالة الدكتوراه .
- جيد ، جيد ، قال ثانية قبل أن يضيف مبتسما : أتمنى لك إذن قضاء فترة تدريب موفقة لدينا .
- شكرا لك ، أستأذن منك الآن ، قالتها بصوت رسمي ككلماته و ابتسامته ثم استدارت تبتعد قبل أن يجيبها و قبل أن يبدأ بالتحرك ، فلتكن هي من يبدأ بالرحيل هذه المرة كرد اعتبار بسيط على رحيله في آخر مرة .
توجهت بخطوات سريعة إلى مكتب السيدة مروة التي تشرف عليها هذه المدة ، جلست على مكتبها و هي تستنشق ببطء هواء الغرفة النائم .
بآلية شغلت الجهاز ، دخلت على البرنامج و فتحت ملف عملها الذي قامت بحفظه بالأمس.
تجولت عيناها عليه بنظرات غير مستوعبة تماما بينما ذكرياتها تجرها رغما عنها إلى ذلك اليوم ، إلى آخر لقاء بينها و بين شادي ، تلك اللحظات التي تتمنى أن تمسحها من عمرها ، تلك اللحظات التي غادر بعدها و لم يعد .
و رغم ذلك هي ممتنة له ، ممتنة له أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم فلأول مرة تتعلم درسا حقيقيا في حياتها التي أمضتها بلا اختبارات.
لا أحد يفهم معنى أن تكون الأصغر في عائلة شاسعة ، معناه ببساطة أن شخصيتك ستضيع بينهم ، الكل يتوقع أن يغرس فيك ما تعلمه من هذه الحياة دون أي جهد منك ، الكل يخاف عليك إلى درجة المرض ، الكل يريد منك أن تكون مثله أو أن تكون عكسه .
في وقت ما أحست بالضياع التام ، الضياع الكامل و لم تعد تعرف نفسها ، لم تعد لديها أفكارها الخاصة لأنه لم يكن مسموحا لها أن تكون نفسها ، أن تتخذ قراراتها .
في وقت ما شعرت أنها أصبحت إسفنجة تمتص كل ما يمر عليها ، الجيد و السيء .
و كما الضغط الكبير يولد الانفجار فإن الحماية المشددة تؤدي إلى الانفلات .
و هذا تقريبا ما حصل معها . فجأة في مواجهة أول إغراء حقيقي وجدت نفسها ضعيفة ، ضعيفة جدا في مبادئها ، في قناعاتها و خاصة في مقاومتها .
ربما لأنهم لم يسمحوا لها أن تتعمق ، لم يسمحوا لها أن تجرب أن تقع و تنهض .
و الإنسان الذي لا يتدرب على مصارعة الحياة لا يستطيع أبدا أن يواجه مغرياتها .
الصفعة التي لا يتلقاها المرء على خده لا تستطيع أن تؤلمه و لن يتعلم كيف يتجنب أمثالها في المستقبل.
و هم كانوا دائما يأمرونها بالابتعاد عن كل ما قد يؤذيها : إياك أن تفعلي هذا يا فرح ، ابتعدي عن هذا الطريق يا أختي ، اسمعي كلامي و إلا سوف ، خذيها نصيحة مني فأنا أدرى بمصلحتك أكثر منك ، و و و…
و هكذا تعودت أن لا تتكلم إلا نادرا ، طوال الوقت تسمع و توافق حتى لو هي رافضة.
و في انعزالها عنهم تعلمت أن الأفكار الصامتة أخطر بكثير من الأفكار المنطوقة .
في انعزالها عنهم وجدت نفسها تود أن تجرب ما تجربه غيرها من الفتيات ، أن تتذوق ما يتذوقنه و ما الضرر ؟ أقنعت نفسها حينها ، ستخطئ قليلا ثم تتوب كما يفعل الجميع .
و هكذا انهارت مقاومتها في ذلك اللقاء و تذوقت ما سعت إلى تذوقه و لكن مذاق المهانة و الرخص الذي تلاه كان أشد و أعمق أثرا بكثير ، بكثير.
النقطة المضيئة الوحيدة من تلك التجربة المظلمة أنها في هذه السنوات القصيرة ازدادت نضجا بوضوح و الدليل أنها لم تخطئ بعدها أبدا و الدليل كذلك أن غضبها منه اختفى تماما فلم يكن هو الملام ، لم يكن ليأخذ لو لم تكن هي مستعدة لتعطي ، اللوم كل اللوم يقع عليها وحدها .
و مع ذلك جزء صغير منها مازال يكرهه ، جزء صغير بائس لأنه أشعرها بأنها لم ترتق لما يتطلع إليه و لكن الجزء الأكبر يحفظ له الجميل لأنه أنقذها من نفسها و أوهامها و عرفها قدرها عند من كان مثله . شادي شفاها تماما من غرورها السابق.
بعد فراقه لها لم يكن أصعب شيء هو مشاهدتها لكرامتها تُهْدَرُ و تسقط عند قدميه كلا الأصعب كان أن تشاهد تلك الصورة المثالية التي رسمتها له في عقلها و وجدانها تُكسَر أمامها بقسوة و عنف .
عرفت حينها أن أختها ليلى كانت على حق عندما أخبرتها أن طريقه يوصل إلى مكان واحد . شادي كان بالفعل مجرد نذل آخر ، محاها ببساطة من حياته و أفكاره و وضعها بسهولة في خانة الذكريات المهملة المنسية .
تأكدت من هذا اليوم و هي ترى تلك النظرة الغير مصدقة داخل عينيه " كيف يعقل أنها مازالت موجودة ؟ غريب مع أني متأكد أني قمت بحذفها "
يا ليتها تستطيع هي الأخرى حذفه و حذف موقعه من فوق خريطة قلبها لكن المشكلة أن تقنية الحذف هي على ما يبدو حق حصري للرجال .
و المشكلة أنه بقبلة واحدة يتيمة جعلها هي بأحلامها و بمشاعرها حقا حصريا له دون غيره و أصبح هو الرجل الوحيد الذي تحلم أن تكون بين ذراعيه.
كان حرفيا أول و آخر رجل يلمسها في حياتها و إلى هذه اللحظة لا تستطيع أن تنسى تلك العاطفة القوية التي رأتها داخل عينيه .
هل كانت تلك النار المتقدة في نظراته هي ما يسمونه الرغبة ؟
هل كان كل ذلك الدفء الذي شعرت به يأسر قلبها مجرد أثر لحاجة جسدية عابرة منه ؟
أيعقل أن تظل تحتفظ له بمكانة خاصة في كيانها من أجل وهم زائل ؟
يعقل جدا بالطبع عندما يكون الإنسان رخيصا و نذلا مثلها لكن يا ترى هل الأنذال تؤلمهم قلوبهم كما يؤلمها قلبها الآن .
تنهدت بحزن و هي تحرك أصابعها بعد سكون طويل توقظ بلمسة خفيفة الجهاز النائم .
نظرت إلى الشاشة قليلا ثم أغمضت عينيها و هي تسمح لنفسها بفكرة واحدة أخيرة . خفق قلبها و هي تتذكر اللمعة الواضحة في عينيه عندما رآها لأول وهلة قبل أن يحتلهما ذلك التعبير البارد المهذب ، ازداد الخفقان سرعة و هي تستحضر نظرته الخاطفة إلى أصابع يدها اليسرى الخالية .
" إلى متى يا قلب ؟ إلى متى تحفظ عهد من لم يحفظ عهدك " ، تمتمت أخيرا ببطء و هي تبدأ بالاستغراق تدريجيا في روتينها اليومي .
……………………….
بعد ساعات طويلة تراوحت بين التركيز و بعض الملل انزوت برفقة أعصابها المشدودة في مكانها المعتاد عند السلم في نهاية الطابق ، وقفت قرب النافذة الزجاجية الواسعة تتأمل من خلالها عاصمتهم القديمة الحديثة و هي تنفض عنها رداء النهار لتستعد بعد قليل لاستقبال ليلة أخرى ، ليلة غير نائمة ، فهي مثل كل عواصم العالم على ما يبدو مصابة بأرق دائم.
استندت على الجدار خلفها و أخرجت مرآتها الدائرية الصغيرة من حقيبتها تتأمل فيها وجهها الذي خلا تماما من نضارته الصباحية و بدأت تكسوه علامات الإرهاق بوضوح . تأففت و هي تتصل للمرة الثالثة بأخيها تسأله عن سبب تأخره كل هذا الوقت.
- ماذا تريدين الآن يا فرح ، أجاب عصام بغضب و هو يميل بوجهه للمرة المائة ينظر بقنوت لصف السيارات الذي لا ينتهي .
وصله سيل عباراتها المتذمرة فصرخ يقاطعها بأعلى صوته :
- أخبرتك أني عالق في الزحام ألا تفهمين ؟ و الآن الزمي مكانك و لا تتصلي بي ثانية و إلا سأصب غضب اليوم كله على رأسك عندما أراك ، مفهوم ؟
أقفل المكالمة و نزع السماعات من أذنيه بعنف و قال للمرأة التي بجانبه دون أن يلتفت :
- أغلقي الهاتف يا ياسمين
نفذت ياسمين الأمر بهدوء تام ثم قالت له بلطف :
- حبيبي أقدر غضبك و لكنك تعرف أن الزحام هو قدرنا في هذا البلد و لا دخل لأختك فرح فيه .
ضرب المقود بقبضته و قال من بين أسنانه :
- لو كانت قبلت أن تقضي فترتها التدريبية في الشركة عندي لما اضطررت للمرور بهذا الجحيم يوميا و لكن طبعا حضراتكن لا تشعرن بشيء ، حضراتكن تركبن و تنزلن كالأميرات و نحن الذين يجب أن نكون دائما و أبدا في الخدمة و نتحمل مثل الحمير .
- حبيبي ! قالت تستنكر بدلال ، لا تقل هذا عن نفسك ، أنت تاج رأسي يا عمري .

التزم عصام صمتا واجما و هو ينظر بجانب عينه إلى يدها التي تمررها صعودا و نزولا على ذراعه ، لاحظت تجمد ملامحه و نظراته الحادة فسحبت يدها بحرج .

نغم 26-04-18 03:40 PM

تنفس عصام بصوت مسموع و هو يغرق في أفكاره الخاصة ، يشعر بضيق كبير في صدره من تصرفاتها المتبسطة معه بطريقة زائدة عن الحد مع أنه أوضح لها أكثر من مرة من قبل أن هناك حدودا لعلاقتهما و أنه مضطر لإيصالها معه فقط لأنه لا يرضى لها زحام المواصلات و ما يحصل فيها و ليس ليتيح لها الفرصة لتتقرب منه بذلك الشكل الذي يثيره طبعا كرجل و في ذات الوقت يثير شكوكه فيها أكثر.
يكاد يقسم أحيانا أنه لو مال عليها قليلا فقط لاستسلمت له دون مقاومة فكل حركاتها فيها دعوة واضحة له ليقترب و يجرب .
تنفس بعمق و هو يستعيذ من الشيطان ، لا يريد أن يظلمها ، من الممكن جدا أن تكون مجرد فتاة متحمسة لتجربتها الأولى و هي ترى أنه لا بأس بالأمر مادام قرانهما سيعقد قريبا .
لكنه من واجبه كرجل أن يحافظ عليها من نفسه و حتى من نفسها ، ذلك عهد أخذه على نفسه منذ فترة طويلة و الحمد لله أنه استطاع الحفاظ عليه.
تنفس بارتياح و هو يرى بداية الانفراج أخيرا في الطريق الذي اختنق طويلا بشاغليه.
ركز في القيادة و لم يحاول أن يفتح حوارا من أي نوع مع خطيبته بدل ذلك شغل عقله بالتفكير في برنامجه ليوم الغد.
التزمت ياسمين هي الأخرى الصمت و اكتفت بإلقاء بعض النظرات الحائرة إليه من حين لآخر بينما تفكر في ذلك الأمر الذي يشغل بالها منذ مدة و الذي كانت تستجمع شجاعتها لتطلب منه أن يسعى معها فيه .
و لكن الآن و هي ترى مدى غضبه من أخته بسبب قرارها الأخير أصبحت ترى أنه من الأفضل عدم مصارحته .
هي تحترم عصام كرجل رصين متحكم في حياته ، تحترمه و تحبه فوق الوصف و لكن لديها مشكلة مع بعض الجوانب في طبعه و خاصة مع عزة نفسه التي ليس لها حل .
عزة النفس مطلوبة في العلاقات العادية بين البشر أما في المجالات الأخرى فهي غير مطلوبة بتاتا و لكن عصام للأسف لن يتفهم أبدا هذا الاختلاف في وجهات النظر بينها و بينه لذلك ستضطر في النهاية إلى أن تتصرف بنفسها و طبعا دون علمه .

……………………………

بعد ساعة تقريبا دخل عصام أخيرا إلى البيت و اتجه فورا ليأخذ حماما يسترجع به بعضا من انتعاش جسده و هدوء أعصابه أما فرح فبعد سلام سريع لأمها أوت إلى غرفتها و استلقت على سريرها ثم اتصلت بأختها ليلى كالعادة لتعطيها تقريرا مفصلا عن يومها في الشركة .
- كان يوما كغيره من الأيام ، قالت بعد قليل منهية تقريرها و هي تجاهد تثاؤباتها ، تصبحين على خير يا أختي
- تصبحين على خير يا حبيبتي

أغلقت ليلى الخط و قلق خفيف يتسلل إلى قلبها ، تشعر بنبرة غريبة في صوت أختها ، نوع من الحزن ربما أو الإحباط و لكن أليس هذا ما أرادته لها ، ألم تسعى هي بنفسها لإقناع الجميع بالموافقة على قضاء فرح لفترة تدريبها في شركة ماهر لتضعها أمام الأمر الواقع ، لتجعلها ترى عديم الشخصية و الرجولة ذاك و قد استمر في حياته و مضى في طريقه بدونها كما كان ينوي أن يفعل منذ البداية.
أرادتها أن تعود لسابق عهدها ، تعود لضحكتها و استخفافها بالحياة لأن فرح السابقة بتفاهتها و سطحيتها أفضل كثيرا من هذه الفتاة الغريبة عنهم ، الهادئة إلى حد الانطواء .
أغمضت عينيها قليلا و هي تتنهد باستسلام ثم عادت إلى الشاشة أمامها توليها ما تبقى من اهتمامها.
بعد فترة توقفت فجأة و هي تركز نظرها على الشاشة الأخرى التي تنقل لها ما تصوره كاميرا المراقبة . خفق قلبها بقوة و هي تشاهد البوابة الخارجية تفتح و تظهر سيارته أخيرا .
قفزت من مكانها و هي تنسى البرمجة و كل شيء آخر سواها فلا مكان و لا دور للعقل الان و قلبها بنبضاته المجنونة يحتل كامل المشهد .
ماهر يعود إليها بعد غياب ثلاثة أيام بلياليها .
فتحت الباب بلهفة لتجري إليه تسابق أشواقها ، تعلقت برقبته بكل قوتها ما إن وصلت إليه .
- اشتقت إليك حبيبي ، جدا
- اشتياقك سيحطم لي رقبتي ذات يوم ، قطب جبينه قليلا و هو يدعي الألم

نظرت له بلوم ضاحك ثم نزعت عنه سترته ما إن أصبحا داخل البيت .
- المدام مستعجلة جدا على ما يبدو ، قال مداعبا
- ماهر ، أرجوك لا تفعل هذا بي

رفع يديه باعتراض و هو يقول بتسلية :
- أنا لا أفعل أي شيء على الإطلاق ، بالعكس أنا مستسلم تماما لك

ابتسمت دون كلام و هي تأخذ منه حقيبته و تضعها على الطاولة في ركن الغرفة بينما جلس هو يتأمل باشتياق و استمتاع حمرة الخجل على خديها . خفض عينيه يغوص داخل عينيها عندما انضمت إليه لتجلس بقربه ، غلفهما صمت دافئ أفعمته أشواق لم تذبل مع السنوات .
تململت أخيرا بين ذراعيه تبتعد قليلا عن أسره الجميل لتقول برقة بينما أصابعها تتجول على خده :
- كيف كانت رحلتك حبيبي ؟
- الحمد لله مرت بسلام و عدت إليك كما ترين
- و الجو العام ؟
- لا بأس به
- و المضيفات ؟ سألت و هي تضم شفتيها .
- جميلات كالعادة
لكن ليس جدا ، أكمل و هو يرى الشرر في نظراتها
- يعني نظرت إليهن
- لا حول و لا قوة بالله ، قال و هو يضرب كفا بكف ، هل تعرفين ما الذي سأفعله في المرة القادمة : سأستدعي طاقم الطائرة و أقول لهم لا تكتفوا بتقييدي إلى الكرسي يا جماعة بل قوموا بوضع رباط على عيني كذلك حتى ترتاح زوجتي و تهدأ شكوكها.
- أنت تستهزئ بي ، قالت و هي تدعي الغضب ، لأنك لا تعرف نار الغيرة التي أشعر بها و أنا أتصورك تنظر لغيري و تعجب بها .
- حبيبتي ، قال و هو يرفع ذقنها إليه ، أنا أنظر إلى غيرك لأنهن يكن في مجال نظري للأسف لكني صدقيني لا أرى سواك ، لن أستطيع حتى لو أردت يا بنت.
- أصدقك يا باشا ، همست و هي تغمض عينيها
ولم يتبقى بينهما مكان لأية كلمات أخرى ...

………………………………….

- سلام ، قالت شاهيندا كلمتها الأخيرة قبل أن تنهي المكالمة و تقف تتأفف في ملل ، كان النادي لا يزال خاليا تقريبا في هذا الوقت من الصباح إلا من الرياضيين بمختلف أنواعهم . تركت الكافيتريا وراء ظهرها و تمشت بصمت في الطريق الطويل الذي ينحني عليه صفان من الأشجار الواهنة حتى أوصلتها قدماها دون قصد منها إلى ملعب كرة القدم الضخم .
جالت بعينيها فيما حولها بنظرة ينعدم فيها الاهتمام حتى لفت انتباهها رجل يوليها ظهره ، يقف مباعدا ما بين رجليه ، طويلا واثقا كأن الملعب بأكمله ملك للسيد الوالد.
رغما عنها اعترفت في قرارة نفسها أنه يحق لمن يمتلك جسدا كهذا أن تكون له كل هذه الثقة .
أشاحت بوجهها قليلا لتنفلت منها عيناها مرة أخرى و تعودا لتحطا على عضلات ذراعيه القوية التي تصارع قماش قميصه القطني الأبيض ، تركتهما مستسلمة تسرحان في سماره الذهبي الدافئ لتستقرا أخيرا على ظهره العريض .
كتمت أنفاسها بعد دقائق و هي تشاهده يكمل عرضه السحري بشرب نصف الزجاجة التي في يده ثم سكب بقية محتواها على رأسه ليزداد لون شعره سوادا تحت ضوء شمس صباحهم الحارقة و ليزداد نبضها سرعة .
و مع أنها طوال عمرها تفضل الشعر الأفتح درجتين أو ثلاثا من درجة لون شعره لكنها لا تنكر أنه في هذه اللحظة أعجبها بكل تفاصيله.
أرغمت عينيها على الابتعاد عنه لتراقب من وراء عدسات نظارتها الشمسية تعبير الافتتان الواضح على وجوه الفتيات الأربع حولها .
تافهات .
نطقتها في سرها و هي تحمد الله أن وجهها ليس من تلك الوجوه الشفافة الفاضحة لما يدور في أعماق أصحابها .
و على ذكر الوجوه تساءلت كيف هو يا تُرى وجهه ؟
هل سيكون في كمال جسده أم سيكون منهيا لإعجابها به ؟
نعم هي سطحية ، تعترف بذلك دون تردد لكن هل تُلام هي بالذات لأنها تحكم على الناس من خلال مظهرهم ؟ أليس هذا بالضبط ما يفعلونه هم معها طوال الوقت ، هل قابلت يوما أحدا اهتم لما أبعد من بضع إنشات من الواجهة الجميلة ؟
- عصام ، تعالى الصوت المألوف فجأة ينزعها من أفكارها و لم تعرف هي إلى من نظرت أولا ، إليه هو و قد التفت أخيرا أم إليها و هي تظهر في آخر مكان تتوقعها فيه ؟

كل ما عرفته أنها ظلت تنقل نظراتها بينهما بصدمة .

نغم 27-04-18 08:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة diego sando (المشاركة 13277920)
حبيبتى الروايه باين عليها حلوه وانا ابتديت اتابعاها أن شاء الله المتابعين ليها يزيدوا وربنا يوفقك فيها بالنسبه للتعليق انا كنت مستنيه كمان كام فصل عشان اقدر الم بالاحداث شويه واقدر اقول رايى فى ابطال الروايه وموفقة




حبيبتي عينيكي هما الي حلوين
انا متفقه معاكي ان الموضوع يحتاج كام فصل عشان نقدر نعلق على الشخصيات لكن ده ما يمنعش اننا ندي جرعه معنويه للكاتب ، نقوله مثلا : اسلوب جميل ، بدايه جيده ، روايتك مشوقه و حتى ملاحظات نقديه ما فيش مانع بس التجاهل صعب
شكرا على مرورك العطر

نغم 27-04-18 08:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حروف ضائعة (المشاركة 13278038)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزتي نغم

اولا احب ان اثني على ابداعك

ثانيا لا تدعي الاخرين مصدر لسعادتك او احباطك

ثالثا كثير من القراء مثلي من خلف الكوليس

رابعا صبرا جميل والله المستعان

هههه اصبري علينا الرواية في البداية مع الوقت والاحداث ستجدين العديد والعديد من الردود

للامام دائما غاليتي



حروف ضائعة



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
طبعا شكرا على ثنائك و متابعتك الرقيقه لكن اسمحيلي اختلف معاكي حاجه بسيطه
اكيد السعاده و الرضا لازم يكونو نابعين من شيء أعمق من نظرة الناس لينا و رضاهم عننا و لكن ابتسامة المرء نحو أخيه صدقة فمابالك بكلمة تشجيع بسيطة ، ب"لايك" مش هياخد من وقت القارئ حاجه .
صدقيني كل الكتاب محتاجين دعم ، انا اذكر مره كنت بقرأ " و تسألينني عن المذاق " للرائعة كاردينيا الي هي من عواميد المنتدى و قالت في تعليق ليها كلمه انا فاكراها لحد دلوقتي ، قالت انها بتتألم من القارئ الي بيقرأ و يغادر دون أثر ، ياخد و ما يديش
دي "كاردينيا " بقاعدتها الشعبيه الي قالت كده فمابلك بالعبد لله
شكرا عزيزتي على مرورك الجميل

نغم 27-04-18 08:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 13278057)
صباح الخيرات
شاهنده اما غبيه او غبيه
تتحسر على واحد اكبر منها 15 سنه وارمل واحتمال كبير عنده اطفال
ثم ماهذا الانف اليابس وهذا التكبر على الناس
اشم رائحة نية ربط بين شاهنده وعصام
المغروره والمتكبره مع عزيز النفس وعالي الكبرياء
لكن المشكله بياسمين
يبدوا انها مسالمه وايضا حالتها الماديه جيده ولا يوجد سبب لتركها .. مجرد توقع مستقبلي يمكن يصيب او يخيب
فرح تتدرب بشركة ماهر
ياترى من الذي تنتظره من اسبوع
غرقها في عينيه يدل على معرفتها الشخصيه به
ياترى من هو
هل يمكن ان يكون اخو شاهنده باعتبار ان الشركه لابن خالته

على فكره كلام اخو شاهنده معها على الهاتف لم يعجبني وكانه مستعد لعرضها ولا يهمه موضوع الشرف خصوصا عندما يستهزأ بها ويقول ها انت رابعه العدويه ... عندي عليه علامات استفهام كثيره .. فهو ارتبط بمن تعرض الكثير من جسدها ولكن لم يهتم لانه يريد الصعود باسرع الطرق
شعاره الغايه تبرر الوسيله .. هذا النوع انا لااطيقه

المهم الان شاهنده ببيت ماهر ياترى هل ستلتقي بالزوجين او ستاخذ خالتها وترحل
اما الاب الخائن هذا يحتاج بانزين وكبريت
لانزال بالبدايه وينتظرها الكثير اكييييييييييد

واخيرا لاتزعلي حبيبتي انت لسه بالبدايه
ثم الا يكفيكي ام سوسو تتابعك

صباح النور
يا جمالك يا جمالك يا حبيبتنا أم سوسو

ردا على ملاحظاتك عن الروايه فشاهندا هي واحده صورة الأب عندها مشوهة فعشان كده كان ماهر مثالي بالنسبه ليها : من نفس الطبقه ، وسيم ، مخلص لزوجته و هيعوضها التوازن الي ما حصلتش عليه من عند باباها
للأسف "الأنف اليابس " ده هو صفة تغلب على المنتميين للطبقه الراقيه عندنا على الاقل بس يا هل ترى هيفضل يابس ؟
بالنسبه لتوقعاتك فهي نادرا ما تخطئ و أكتفي بهذا القدر عشان ماحرقش كل كروتي
و بالنسبه لشادي فهو طبعا لا يطاق ، عندي رساله عاوزه اوصلها من خلاله فيارب ما تخونيش كلماتي .

و أخيرا أنا مش زعلانه و مكسوفه منك و الله ، كلام و خرج في لحظة ضعف بس اعتبريه عتاب بين الحبايب
و طبعا يكفيني و يشرفني كمان ان حضرتك بتابعيني خصوصا انك العسل كله
شكرا ليكي جدا على مرورك المميز

انجوانا 27-04-18 08:13 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روايه مختلفه ممكن عن اللي قرأتهم يكون البطل هو اللي متعقد من الخيانه وهون البطله على ما اعتقد شاهندا اللي عاشت حياه مليئه
بعبارات الخيانه كل الغلط يقع على الاباء هم من يدمرون ابنائهم
وخاصه بهذه الحاله ... شاهندا متاثره جدا ومتخبطه بحياتها
رأت خيانه والدها لذلك رسمت صوره للجميع انهم هكذا
وماهر ربما الوحيد الذي لم يكن هكذا لذلك تعلقت به ليس حبا
بل من ضمن الاحلام والمواصفات التي تبحث عنها موجوده به
...
تحتاج من يتفهمهاويغير تلك الصوره التي بمخيلتها

شادي عابث ...وفرح انسانه من القيود حاولت ان تتمرد ودفعت ثمن ذلك التمرد لكن من الجيد انها لم تكون تورطت كثيرا وشادي هل يذكرها
لانها بريئه تاثرت به واحبته ...

ياسمين تريد التصرف بدون علم عصام لذلك لن يستمرا
عصام مثال للرجل الاخلاق الملتزم ...
شاهندا اعجبت بعصاام دون ان تعرفه .

بانتظاار البارت القادم ..
يعطيك العافية ..

انجوانا 27-04-18 08:17 PM

استمري بالروايه ومشكله المتابعه الاغلب يعاني منها خوفا من توقف الروايه .. انا تابعت الكثير ولكن بعضها تترك الكاتبه الروايه بدون اكمال .. وهنا احتراما لمن يتابع على الكاتبه الاكمال حتى لو متابع واحد .. والكاتب يحتاج الوقت لكي يُعرف ... وبنفس الوقت القراء كذلك عليهم جزء من المشكله انهم يقراوون دون تعليق يحبطون الكاتب..واحيانا المشاغل كذلك تمنع المتابعه والتعليق

نغم 28-04-18 07:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عويشة (المشاركة 13278170)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ..

نغم 28-04-18 08:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا (المشاركة 13281872)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روايه مختلفه ممكن عن اللي قرأتهم يكون البطل هو اللي متعقد من الخيانه وهون البطله على ما اعتقد شاهندا اللي عاشت حياه مليئه
بعبارات الخيانه كل الغلط يقع على الاباء هم من يدمرون ابنائهم
وخاصه بهذه الحاله ... شاهندا متاثره جدا ومتخبطه بحياتها
رأت خيانه والدها لذلك رسمت صوره للجميع انهم هكذا
وماهر ربما الوحيد الذي لم يكن هكذا لذلك تعلقت به ليس حبا
بل من ضمن الاحلام والمواصفات التي تبحث عنها موجوده به
...
تحتاج من يتفهمهاويغير تلك الصوره التي بمخيلتها

شادي عابث ...وفرح انسانه من القيود حاولت ان تتمرد ودفعت ثمن ذلك التمرد لكن من الجيد انها لم تكون تورطت كثيرا وشادي هل يذكرها
لانها بريئه تاثرت به واحبته ...

ياسمين تريد التصرف بدون علم عصام لذلك لن يستمرا
عصام مثال للرجل الاخلاق الملتزم ...
شاهندا اعجبت بعصاام دون ان تعرفه .

بانتظاار البارت القادم ..
يعطيك العافية ..


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الروايه مختلفه ايوه أحييكي على اهتمامك بالنقطه دي بالذات
غالبا ما بيكون الاهتمام بالراجل و في الحالات التانيه بالزوجه الي بتتم خيانتها لكن الابنه ايه موقفها يا ترى مالي بيحصل ؟
المواقف و المشاعر فيها حاجات مشتقه من الواقع الي شفته عند البعض.
*تفسيرك لمشاعر شاهيندا ناحية ماهر صح جدا
*شادي عابث الله عليكي ، الكلمه دي اختصرت كل حاجه بس لسه هنشوف وجهة نظره و جوانب تانيه من شخصيته
*شاهيندا و عصام هنشوف الأمور هتتطور بينهم ازاي و اتمنى يعجبكو المشوار

الله يعافيكي يا حبيبتي و شكرا على مرورك العطر ، أسعدتيني


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا (المشاركة 13281883)
استمري بالروايه ومشكله المتابعه الاغلب يعاني منها خوفا من توقف الروايه .. انا تابعت الكثير ولكن بعضها تترك الكاتبه الروايه بدون اكمال .. وهنا احتراما لمن يتابع على الكاتبه الاكمال حتى لو متابع واحد .. والكاتب يحتاج الوقت لكي يُعرف ... وبنفس الوقت القراء كذلك عليهم جزء من المشكله انهم يقراوون دون تعليق يحبطون الكاتب..واحيانا المشاغل كذلك تمنع المتابعه والتعليق


صدقيني أنا إنسانه ملتزمه بطبعي و ما أبتديش حاجه إلا و أنا ناويه أكملها للآخر بإذن الله طبعا.
و دي روايتي التالته على فكره.
فانا بقول عن تجربه ان تفاعل القراء بيأثر في سير الروايه بالنسبه لي على الأقل ، بلاقي سيل من الأفكار بيغزو مخيلتي و كلام كبير زي كده
عدم التفاعل برضه بيأثر و بلاقي نفسي الفصل شبه مكتمل و أنا مش قادره أكتب الفقره الأخيره لأن للأسف السلبيه معدية جدا
و معلومه شخصيه عني : أنا تعليمي علمي قح و محيطي مادي في رؤيته للحياة فما حدش من عندي بشجعني ، بالعكس أنا بكتب تقريبا في الخفاء.
فمصدرالتشجيع الوحيد ليا هو القراء
أتمنى تكون وجهة نظري وصلت

نغم 28-04-18 08:20 AM

الفصل الرابع هيكون إن شاء الله الساعه واحده بعد الظهر بتوقيت جرينيش

نهى حمزه 28-04-18 09:41 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزتى نغم شكرا لك انا ليله طويله وللاسف الكمبيوتر عندى ضرب واميلاتى مابتفتحش وانا لا استطيع الدخول باسمى فقمت بعمل اميل جديد وسجلت فى المنتدى ووجدت روايتك وسعدت جدا بالجزء الجديد كما اعجبنى اختيارك لشهندا كى تكون بطله جزءك الثانى اعتقد انه منظور جديد جدا للاشخاص فانت انتقلت للضفه الاحرى من النهر قرئت الفصل الاول تحفه كعادتك وتحولت شاهنده فيه الى شخص يستحق التعاطف وشىء من الاحترام و وسوف اكمل باقى الفصول ولى عوده بأذن الله سلمت يداك حبيبنى

نهى حمزه 28-04-18 10:17 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرئت القصلين ولم اشبع طولى الفصول شويه يا نغم رجاءا طبعا وليس امرا اما عن الفصول فرائعه كعادتك والشخصيات فرح بتلعب بالنار وجودها مع شادى سوف يحى مشاعر كليهم لكن هل النضج سوف يغير شىء من اسباب ابتعادهم ما زال شادى شخص بعيد بكل ظروف بيئته ومازالت فرح بريئه رغم الدرس كما انه خاطب فالحرب لن تكون مع امه واخته بل مع صاحبه مصلحه حقيقيه اما عن شاهينده فعصام ايضا له من سيحاربونها بشراسه ان اقتربت منه فليلى وفرح وليس خطيبته هم من سيكون لهم الدور الاكبر عندى فضول شديد لارى معالجتك للامر التشويق ابتدى واخير تسلم ايدك حبيبتى وحفظك الله من كل سؤ وعلى فكره يا ريت تحطى لينك للجزء الاول عشان اللى هيتابعك اول مره عشان كله يبقى فى الصوره وتسلمى حبيبتى وربنا يوفقك

انجوانا 28-04-18 01:29 PM

بانتظارك باذن الله تعالى ...
انا بشجعك دائما ساكون موجوده ان شاء الله

انجوانا 28-04-18 02:45 PM

https://i.pinimg.com/originals/76/30...cdce48f8a9.jpg
شاهندا

انجوانا 28-04-18 02:56 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 5 والزوار 2)
‏انجوانا, ‏نهى حمزه, ‏samam1, ‏ريما حرب,‏jojo123456

نغم 28-04-18 03:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى حمزه (المشاركة 13283296)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرئت القصلين ولم اشبع طولى الفصول شويه يا نغم رجاءا طبعا وليس امرا اما عن الفصول فرائعه كعادتك والشخصيات فرح بتلعب بالنار وجودها مع شادى سوف يحى مشاعر كليهم لكن هل النضج سوف يغير شىء من اسباب ابتعادهم ما زال شادى شخص بعيد بكل ظروف بيئته ومازالت فرح بريئه رغم الدرس كما انه خاطب فالحرب لن تكون مع امه واخته بل مع صاحبه مصلحه حقيقيه اما عن شاهينده فعصام ايضا له من سيحاربونها بشراسه ان اقتربت منه فليلى وفرح وليس خطيبته هم من سيكون لهم الدور الاكبر عندى فضول شديد لارى معالجتك للامر التشويق ابتدى واخير تسلم ايدك حبيبتى وحفظك الله من كل سؤ وعلى فكره يا ريت تحطى لينك للجزء الاول عشان اللى هيتابعك اول مره عشان كله يبقى فى الصوره وتسلمى حبيبتى وربنا يوفقك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يا أهلا يا أهلا يا أهلا
اولا ما تتصوريش سعيده قد ايه بتعليقك عشان بجد كان بالي مشغول جدا جدا عليكي ، بعتلك رسالتين و ما جانيش رد منك فالحمد لله انك بخير و يا رب يا رب يارب ماسمعش عنكو الا كل خير
ثانيا الروايه دي اهداء ليكي فسعيده جدا انها عجبتك ، اصلكو بصراحه كرهتوا شاهيندا جدا في الجزء السابق فكان تحدي كبير ليا اني أخليكو تتعاطفوا معاها
الكلام الي قلتيه كله صح طبعا ، و زي ما الروايه السابقه كانت نوعا ما رحله فالروايه دي هتكون صراع و يا رب تعجبكو اصلي بكتبها برؤيه مختلفه تماما
بالنسبه للينك هبقى أتواصل مع المشرفات و اكلمهم عن الموضوع.
و اخيرا اعذريني مش قادره بجد ارد على تعليقك رد مرتب اصلي بجد سعيده جدا بتواجدك معايا ، ربنا يسعدك.

نغم 28-04-18 03:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا (المشاركة 13283702)
بانتظارك باذن الله تعالى ...
انا بشجعك دائما ساكون موجوده ان شاء الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي شكرا لتفاعلك و سعيده جدا بمتابعتك ، شرفتيني و نورتيني

نغم 28-04-18 03:13 PM

الفصل الرابع



- مهى !! نادت بصوت جليدي و هي تنفصل عن ظل الشجرة التي كانت مستندة عليها .

التفتت إليها ابنة خالتها باضطراب لتبدأ بالتكلم بتردد :
- شاهي ما .. ، ألم نتفق على أن تنتظريني داخل الكافتيريا ؟
- آسفه ماهي لأني أفسدت عليك برنامجك ، قالت و هي تشاهدها ترفع يدا مترددة تحيي الرجل الآخر الذي يقف بجانب ذلك المعدم.
- هنيئا لك باتساع دائرة معارفك لتشمل قاع المجتمع ، واصلت بتقريع
- أتفهم غضبك يا شاهي لكن ..
- أنا لست غاضبة مهى ، قاطعتها بِتَعالٍ ، أنا مشمئزة
- مشمئزة ، كررت مهى الكلمة باستهجان ، لا داعي للمبالغة إلى هذه الدرجة ، عصام يعتبر من العائلة.
- إذن مبارك عليك عائلتك الجديدة التي لا أتشرف بالتأكيد بالانتماء إليها .

تنهدت مهى و أسرعت تلحق بابنة خالتها التي استدارت مغادرة بغضب ، شبكت ذراعها بذراعها و قالت لها باسترضاء :
- أرجوك لا تفسدي علينا اليوم يا شاهي

نظرت شاهيندا إليها شذرا ثم استمرت بالسير برأس مرفوعة لكنها اضطرت للتوقف بعد قليل عندما توقفت مهى فجأة لتستقبل مكالمة من والدتها .
قررت أن تستغل الفرصة و تلتفت لترمقه بنظرة يستحقها الآن و قد اختفى الإعجاب بعد أن عرفت من يكون .
تمهلت نظراتها عليه و هي تراقبه مندمجا في الحديث مع أحد الفتيان ثم فجأة رفع رأسه لتلتقي عيناهما ، شعرت بجفاف غريب في حلقها تحت وطأة نظرته السوداء نحوها و رغم ذلك حافظت على درجة الاستهانة في نظرتها إليه في الوقت الذي حملت عيناه تعبيرا واحدا لها ، شيئا لم تره أبدا من قبل في نظرات الرجال لها ، هل هذا اشمئزاز ؟
المعدم يشمئز منها هي !!
فعلا دنيا بنت .... تلك التي أوصلته أن يعاملها معاملة الند للند و لكن لا بأس سترد له الصاع صاعين ، ليس الآن للأسف لكن فيما بعد و في وقت قريب جدا ، الآن هي مضطرة للمغادرة تحت ضغط قبضة مهى على ذراعها .
- أخبريني إذن ما الذي يفعله ذلك المعدم في النادي ؟ سألتها ما إن دخلتا إلى قاعة الكافتيريا.
- عصام انتُدِب منذ أسبوعين ليعمل مدربا هنا صباحي الجمعة و السبت ، أجابتها مهى و هي تجذبها إلى طاولة في الجانب الذي يطل على المسبح.
- ما شاء الله ، لم أظن أن ماهر أخاك يده طويلة إلى هذه الدرجة ، فعلا تلك المعدمة عرفت مع من تكمل مستقبلها و مستقبل عائلتها .
- ماهر ليس له أي دخل في هذا الموضوع ، عصام يعمل منذ فترة طويلة مدربا للأصاغر في نهاية الأسبوع إضافة إلى عمله كمحاسب .
- ماهي حبيبتي لا تنسي أن اليوم جمعة و أن الكذب حرام .

هزت مهى رأسها في يأس و شغلت نفسها بشرب عصيرها حتى لا تقول إحداهما شيئا غير ظريف اخر فيفسد هذا الصباح تماما .

……………….

تثاءب شادي بقوة و هو ينظر إلى الوقت للمرة الخامسة ، ذلك الساعي الأحمق أعلمه أنها دائما تتناول غداءها في هذا التوقيت و في هذا المطعم ، سينتظر خمسة دقائق أخرى ثم ينصرف ، نعم لن يعطي لنزوته هذه وقتا أطول ، خمس دقائق ثم ينصرف إلى الأبد .
ابتسم بارتياح بعد قليل و هو يراها من مكانه في زاوية المطعم تدخل بهدوءها المعتاد . الهدوء ،
لطالما كانت هذه صفتها حين عرفها منذ أكثر من ثلاث سنوات و هدوءها هذا كان أكثر ما جذبه إليها لأنه عرف حينها بعينه الخبيرة أنه ذلك الهدوء الذي يخفي عاطفة ثائرة تحته .
شاهدها تختار طاولة بجانب النافذة و بدأت تسحب كرسيا لتجلس حين قرر هو أنه حانت اللحظة المناسبة ليكشف لها عن وجوده.
- فرح ! ناداها بصوت زيف نبرة الدهشة فيه بدقة ، راقبها ترفع إليه عينين مضطربتين و شعر فورا بارتياح كبير و هو يرى تأثيره عليها الذي لم تضعفه السنوات .

سحب الكرسي الذي بجانبه في دعوة واضحة ، أضاف و هو يقترب منها عندما رآها متجمدة في مكانها :
- اسمحي لي بما أننا تقابلنا صدفة أن أدعوك للغذاء اليوم على حسابي

تمتمت تعترض بكلمات لم يسمعها جيدا فقال بابتسامة تشجيع :
- بحكم أننا أصبحنا زملاء و بأننا قبل كل شيء ننتمي لنفس العائلة .

سارت بجانبه بتردد لتجلس على الكرسي الذي سحبه من أجلها بعد أن أبعدته قليلا عن كرسيه ، اختارت ما تريده من القائمة التي أحضرها لها النادل ثم عادت لهدوئها .
- أخبريني إذن عن سير الأمور معك في الشركة ، بادرها بتشجيع حين أنهت ارتشاف الماء من كوبها
- إلى حد الآن الأمور على ما يرام ، المشكلة فقط هي أني أشعر أني أضعت سنوات عمري هباءًا في الكلية

أضافت و هي ترى الاهتمام في عينيه :
- أشعر كأنهم تعمدوا أن يعلمونا جميع الأشياء التي لن نحتاجها عندما ندخل مجال العمل
- هذا ليس شعورا ، هذا واقع للأسف
- و لماذا يفعلون ذلك بنا ؟

ضحك بهدوء و قال :
- هذا سؤال صعب رغم بساطته و الإجابة عنه أصعب و يمكن أن تتسبب لنا في مشاكل نحن في غنى عنها و لكن المؤكد أن نظام التعليم عندنا في مجمله فاشل و
أنا لا أقول هذا بناءًا على الإحصائيات أو حتى بناءًا على المركز المتأخر الذي نحتله بين الدول في جودة التعليم لكني أقوله من منطلق تجربتي الخاصة بما أني درست هنا و أكملت جزءًا من دراستي العليا في كندا .
- إذن نحن عالم ثالث و سنظل عالما ثالثا ، تمتمت بشيء من الحزن
- كلا يا فرح ، نحن لسنا عالما ثالثا ، نحن ، أضاف و هو يشدد على حروفه ، لسنا موجودون في العالم أصلا.

نظرت إليه نظرة خاطفة و هي تضحك بهدوء ثم انقطعا مدة عن الحديث لينشغلا بالأكل ، راقبها و هي تأكل بشهية خفيفة جدا ، تنظر إليه بحيرة من حين إلى آخر ربما تتساءل في سرها عما يريده من هذا اللقاء .
" لا تسأليني يا روحي ، خاطبها في سره ، فأنا نفسي أجهل السبب "
بالفعل هو لا يعرف لماذا أوصى الساعي بأن يتتبع حركاتها و لا لماذا أراد التحدث معها مجددا ، حائر من نفسه جدا لرغبته في فتح صفحة هو بنفسه من أغلقها حينها دون ندم كبير . و لكن رؤيتها بعد هذه السنوات فعلت به أشياء غريبة ، ربما في قرارة نفسه أراد أن يثبت لنفسه أنها لم تستطع تجاوزه .
مع أنه مضى في حياته فما الذي كان يتوقعه منها لكنه يظل رجلا و من الصعب على أي رجل أن تتجاوزه أنثى.
خاصة أنها لم تكن أي أنثى ، كانت الوحيدة التي تذوقها دون أن يؤدي غرضه منها و ظلت تفاصيلها غامضة في ذاكرة جسده .
استيقظ من أفكاره و هو يراها تدفع طبقها و تقف بسرعة تمتم بكلمات وداع مختصرة و هي ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها .
- انتظري قليلا يا فرح ، أكملي جميلك علي و شاركيني شرب القهوة
- أنا لا ...
- من فضلك ، رجاها بابتسامته التي تذيب أمامه جميع الحواجز

راقبها و هي تخفض عينيها باستسلام ، تنهدة خافتة ترفع صدرها و عاودت الجلوس للحظات قبل أن تستأذنه لتذهب لغسل يديها.
- خذي راحتك

واصل أكله بشرود و هو يردد اسمها بينه و بين نفسه ، لطالما أعجبه اسمها ، نعم يعترف لنفسه أنه يحبه كثيرا و يحب تأثيره عليه كلما نطقه ، لذيذ مثلها .
- شادي ، يا نذل يا وغد يا ...

أدار رقبته بسرعة نحو الوغد الذي يناديه
- كيف عرفت مكاني يا مؤيد ، سأله باستياء واضح
- مصادري هي مصادرك يا شادو

ذلك الساعي الأحمق الجشع الذي على استعداد كامل و تام لبيع ذمته و ربما شرفه أيضا ما إن يشم رائحة النقود ، فكر شادي بسخط و هو يرمق مؤيد ببرود .
- حسنا ها قد عرفت مكاني و الآن انقلع لأني لست متفرغا لك .
- تؤ تؤ تؤ ، شادووو غاضب مني لأني على ما يبدو أفسدت عليه موعده ، غمز بعينه و هو يمسك حقيبة فرح و يرفعها ليؤرجحها أمام عينيه مواصلا ، ترى من هي صاحبة الحقيبة التي جعلت شادي يجازف بكل شيء و يلتقيها و هو سيتزوج بعد أسبوعين ؟؟
- أعد الحقيبة مكانها يا مؤيد و عد للحفرة التي خرجت منها ، أمره بصوت بارد كنظراته
- تريدني أن أختفي قبل أن أرى الجميلة المجهولة التي جعلتك تشتاق إلى أيام العزوبية قبل أن تتزوج ، يستحيل.

أضاف و ابتسامته تأخذ شكلا آخر :
- حسنا شادو ، لو كانت هذه التي تتقدم نحونا الآن فأنا أعترف لك بأنها تستحق منك أن تنسى الحياة كلها لأجلها ، أحييك على ذوقك صديقي ، قالها بصوت أخفت و هو ينحني نحوه قليلا .

اعتدل و هو يرى فرح تقف بجانب الطاولة بارتباك . ظل يتطلع إليها بإعجاب دون أي تأثر بنظرات شادي الغاضبة بوضوح .
- فرح هذا مؤيد ، تكلم شادي أخيرا ، و هو كان يستعد للانصراف
- غيرت رأيي يا شادو ، قال الآخر و هو يتقدم نحو الفتاة الواقفة في مكانها بجمود .

مد يده إليها مصافحا و هو يبتسم بترحيب :
- أهلا آنسة فرح ، تشرفت

راقبها شادي تمد إليه يدا مترددة ، شعر بتوترها يتضاعف حين لم يكتف الآخر بمصافحتها بل بادر باحتضان يدها بين كفيه .
رآها تسحب يدها بأسرع ما يمكنها و هي تلتفت إليه هو بنظرة داكنة .
أشار مؤيد إلى النادل وهو يوجه الحديث لهما بينما جسده و عيناه و كله مركز مع فرح :
- ماذا تشربان و على حسابي طبعا
- سنشرب قهوة و أنا الذي سأدفع عني و عن فرح ، قال شادي بجفاء واضح

لم يبد له أن مؤيد ألقى بالا لكلماته و شعر بمزيج من التوجس و الغضب و هو يرى تلك النظرة المألوفة داخل عيني صديقه ، نظرته حين يجد صيدا جديدا .
ارتفعت وتيرة غضبه و هو يرى عينيه تتجولان بحرية على وجه الفتاة الجالسة بينهما ترتشف قهوتها في توتر واضح ، التقت نظراتهما مرة و بدا من التحفز الذي شعرا به أنهما رجلان يعرف كل منهما تماما ما يجول بذهن الآخر .
- أتعرفين شيئا يا آنسة فرح ؟ تكلم مؤيد أخيرا و هو يبعد كوبه النصف مليئ

شعر شادي بالراحة و هو يراها تغوص بعينيها في فنجانها أكثر و تتجاهله هو و سؤاله لكن المشكلة أن الوغد لم يتأثر و واصل يقول بمزيد من الحميمية :
- لطالما كنت أفكر ما الذي يصبرنا نحن الرجال على بلدنا هذا و حاله أصبحت كحال سفينة غارقة و كلما أرى فتاة مثلك أتذكر أن ما يشدنا و يبقينا هنا هو جمالكن يا بنات البلد .

احمرت وجنتا فرح فورا و رمقها شادي بسخط فهو أكثر من يعرف أن خجلها الفطري سيكون وقودا لمزيد من الجرأة لدى الوغد الذي أخذ يراقبها بافتتان .
- عن إذنكما ، قالت و هي تنهض و تأخذ حقيبتها ، مضطرة أن أغادر الان
- انتظريني سأرافقك ، قال مؤيد و هو يقف و يتناول هاتفه بسرعة.
- كلا لن تفعل ، قال شادي بجمود و هو يقوم من مكانه هو أيضا ، عودي الآن إلى الشركة يا فرح ، أنا و مؤيد سنتناقش في بعض الأعمال

عاد مؤيد للجلوس و هو يرفع يديه باستسلام ويقول بابتسامة التوت على شفتيه :
- آسف يبدو لي أني لا أعرف شيئا عما يحدث
- مؤيد اترك الفتاة و شأنها ، تكلم شادي ما إن خطت فرح خارج المطعم ، ليست من الصنف الذي اعتدت عليه
- و هذا ما يزيد حماسي أكثر إليها ، تعرفني رجلا متجددا أسعى دائما إلى توسعة أفقي و تجربة أصناف جديدة

و قبل أن يعترض شادي رفع يده يوقفه و يقول بجدية :
- دعنا من الفتاة الآن ، انا كنت أبحث عنك أصلا لأتحدث معك عن المناقصة الأخيرة.
- و أنا أستمع ، قال شادي بقلق و هو ينسى مؤقتا كل شيء عن الشابة التي شغلته منذ قليل.
.................

نغم 28-04-18 03:19 PM

بعد ساعات كان يقف واجما في قاعة استقبال بيتهم الفخمة و هو يعقد ذراعيه على صدره .
هناك أيام لديها أسامي معينة : مثلا هناك يوم الملل ، يوم الصداع ، يوم الأشخاص الثقيلي الظل أما هذا اليوم فيبدو أنه يحمل عنوانا واحدا "مؤيد" .
لا يكفيه أنه أفسد عليه ذلك اللقاء الذي انتظره طويلا و لا مزاجه بعد ذلك حتى يدخل إلى البيت لتبادره أخته التي كانت في طريقها إلى الخروج :
- سؤال واحد أريد أن أسألك إياه يا شادي ، كيف هنت عليك إلى درجة أن توافق على ارتباطي بمؤيد و أنت أكيد تعرف من هو .

واصلت بصوت أعلى :
- لماذا لا تفعل أبدا شيئا يشعرني بأنك أخي
- و لماذا هذه المحاضرة الآن يا شاهيندا ؟ تأفف بضيق ، لقد فسخت خطبتك منه و انتهى الموضوع .
- فسخت خطوبتي من ذلك القذر لأني اكتشفت بوسائلي الخاصة أنه يخونني و ليس لأنك حذرتني منه .
- النتيجة واحدة .
- كلا ليست واحدة ، قالت بعنف ، كان من الممكن أن تجنبني أن أهدر تلك الأشهر من عمري معه .
- و الآن بعد أسابيع من انفصالك عنه تذكرت و ثارت نزعة النكد لديك و قررت أن تبدئي في لومي و أن تفسدي علي ما تبقى من يومي ، هل هي هرموناتك هذه المرة أم هو مزاجك القذر كالعادة ؟

نظرت إليه بغِّل ثم قالت و هي تحاول تقليد بروده :
- السبب هو أني أعيش الآن أقذر وضع في الوجود ، في هذه اللحظة أنا أنتظر أبي الذي يأخذ حماما في الأعلى يستعد لمقابلة ساقطة أخرى يخون معها أمي و التي هي بالمناسبة أمك أنت أيضا .

فتح أعلى زرين من قميصه و قال و هو يجلس على الأريكة باسترخاء :
- اسمعيني يا شاهيندا ها أنا سأفعل لك شيئا كأخ ، أنصحك أختي أن لا تأخذي الموضوع على قلبك كثيرا ، لا تنظري إلى سلوك أبي خارج البيت على أنه أمر شخصي .
- لا آخذ آلام أمي على أنه أمر شخصي ، لا آخذ قهرها على أنه أمر شخصي ، لا آخذ دموعها التي كانت لتغرق البلد و ما فيه على أنه أمر شخصي ، آسفة يا أخي لكن ليس لكل الناس برودة قلبك و روحك ، آسفة على نفسي يا شادي لأنك أخي .

واصل بنفس البرود بينما يتصفح هاتفه :
- تقبلي الأمر على أنه حقيقة عالمية ، كل الرجال في كل مكان يخونون زوجاتهن و أبي هو مجرد واحد من ملايين ، و الآن إليك نصيحة أخوية أخرى مني: اذهبي و شاهدي فيلما كوميديا ، اخرجي في نزهة جميلة ، افعلي أي شيء تستمتعين بفعله و دعي الرجل يعيش حياته .

الرجل ، هكذا هو أبوها بالنسبة لشادي ، الرجل .
- ذلك الرجل يصدف أنه أبي يا شادي ثم ليس كل الرجال يخونون زوجاتهن : خالي لا يفعل ، ماهر لا يفعل لا هو و لا أبوه ، فقط من كان مثل أبي أو مثلك .
- و كيف هو من كان مثل أبي أو مثلي ؟ ما هو تصنيفنا لدى حضرتك بالضبط ؟ أتوق أن أعرف آنسة فرويد .

نظرت إليه نظرة طويلة وضعت فيها كل يأسها ثم انحنت نحوه تربت على خده بلطف و هي تقول بمرارة :
- افعل معروفا يا أخي في هذا العالم و لا تنجب طفلة عندما تتزوج .
أنجب ولدا و زين الدنيا بخائن آخر و لكن أرجوك لا تنجب ابنة فالعالم لا تنقصه نساء محطمات .

ظل ينظر إليها تغادر البيت بخطواتها الهائجة التي تخفي هيجانا أقوى يسكن أعماقها ، شعر بشيء داخل قلبه يتحرك قليلا و لكنه سارع يخنقه بلامبالاته المعتادة .
فهو بعد كل شيء يؤمن تماما بكل حرف قاله لها : كل الرجال يخونون زوجاتهن ، كلهم بلا استثناء ماعدا الثلاثة الذين ذكرتهم ربما و لكن ما قيمة ثلاثة أمام ملايين ؟ حتى العلوم المحترمة تبني قواعدها على العدد الأكبر دائما فما بالك بالحياة .
الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه.
و هو ليس بدون قلب كما تدعي أخته المعقدة فهو يشفق على أمه بالتأكيد و لكنه في ذات الوقت لا يستطيع لوم أبيه بالعكس يتعاطف معه جدا ، أخته و أمه ليستا رجلين ، لا تعرفان ما الذي تعرضه الحياة و النساء على رجل وسيم غني ، يعرضان عروضا لا ترفض ، عروضا مغرية جدا و ممتعة جدا .
الرجل معذور تماما ، هو ببساطة لا يستطيع أن يكتفي و العالم من حوله لا يساعده أبدا .
الشيء الوحيد الذي يلوم أباه عليه هو أن لعبه كان مكشوفا جدا أمام أفراد عائلته و هو شخصيا تعلم الدرس جيدا و لديه أكيد خطط كبيرة لعيش حياة مزدوجة بعيدا عن حياته مع عائلته لأنه بالتأكيد سيخون دولي .
هذه حقيقة لم ينكرها يوما ، هو فقط كان يجهل أقصى مدة يستطيع قضاءها معها كرجل مخلص و اليوم بعد أن قابل فرح تأكد أنها ستكون مدة قصيرة جدا .
اليوم و هو يشاهد ارتجافها أمامه و يشعر بضعفها أمام قوة تأثيره عليها و هو يرى نظراتها الهاربة منه عاوده ذلك الشعور المثير الذي يجعله لا يكاد يطيق الجلوس في مكان واحد ، ذلك الحماس و الشغف كأنه على وشك اكتشاف كنز لم يكتشفه أحد من قبل .
و هذا هو الفرق بينه و بين مؤيد ، مؤيد رخيص جدا في تصوره للمرأة ، يراها كصيد شهي و يبدأ باللهاث نحوها ككلب مسعور أما هو فكل شيء يسير معه بهدوء ، بروية . هو يرى المرأة من زاوية مختلفة تماما ، يحترمها جدا ، يراها كمغامرة جديدة ، كأحجية غامضة و يستمتع إلى أبعد الحدود بتلك الفترة التمهيدية قبل أي غزو جديد .
ذلك الوقت الذي يقضيه في التخطيط ، التفكير ، في تخيل لحظة الوصول إليها قبل أن يكلل كل ذلك بالنجاح و في كل مرة.
و اليوم بعد ذلك اللقاء قرر أنه أكيد سيستكمل ما بدأه منذ سنوات مع فرح .
سيعرف كيف يتوصل إلى اتفاق مرضي معها ويقنعها بطريقته بالاستمتاع قليلا مع بعضهما البعض ثم يذهب كل إلى حال سبيله فهذه هي حال الدنيا .
و إذا كانت تريد زواجا عرفيا لترضي ضميرها فليكن و هو سيكون كريما جدا معها ماديا ، سيدللها كما تستحق منه .
حسنا سيبدأ منذ الآن بالعمل على تليين عزيمتها و سيستأنف معها بعد عودته من شهر العسل.
ابتسم و هو يتوصل إلى هذه النتيجة و لكن عاد إليه وجومه و هو يستعيد ذكرى نظرات ذلك الوغد مؤيد إليها . أغمض عينيه و هو يتمتم لنفسه باسترخاء :
- كل مشكلة و لها حل .
…………………

فتحت شاهيندا الباب الخلفي لسيارة أبيها و استنشقت رغما عنها ذلك العطر النسائي الباهظ الثقيل ، صرت على أسنانها بعنف ثم انحنت تخفي الهاتف الذي بيدها بين طيات المقعد بعد أن تأكدت أنها ضبطته على الوضع الصامت .
"و الآن حان وقت العمل القذر المعتاد " ، فكرت بخواء وهي تلقي على بيتهم نظرة جامدة أخيرة قبل أن تتوجه بخطوات سريعة إلى سيارتها التي ركنتها خارجا كما تفعل دائما في مثل هذه الحالة .
لم يطل انتظارها كثيرا و سمعت زمجرة سيارة أبيها قبل أن تشاهده يخرج بها من البوابة الكبيرة ، يضع يدا على المقود باسترخاء و ذراعه الأخرى مستندة على حافة النافذة باسترخاء أكبر ، نظارته الشمسية الفخمة تضيف إليه مزيجا قاهرا من الوسامة و الوقار.
هيئته ببساطة مثل هيئة الكثير من الرجال ، كان من الممكن أن يكون رجلا متوجها لعمله أو لجلسة بريئة مع أصدقائه أو حتى لنزهة خلوية لكنه اختار في هذا اليوم أن يكون رجلا خائنا ، رجلا متوجها إلى ذراعي امرأة أخرى يبحث فيها عن ذلك الشيء الغامض الذي أفنى عمره يبحث عنه في كل النساء غير أمها .
" متشوقة كثيرا لمعرفة ما الذي اختاره لك ذوقك هذا المرة يا بابا "، تمتمت لنفسها و هي تواصل ملاحقته بسيارتها .
آخر مرة صدمها بمدى تدني ذوقه فتلك المحامية التي اختارها كانت تشبه العم صلاح البواب مع بعض الإضافات الأنثوية ، الكثير من الإضافات في الواقع .
عربة نقل ضخمة أخفت سيارته عن نظرها في تلك اللحظة فنقلت عينيها إلى شاشة هاتفها المرتبط بالهاتف الموجود في سيارته و رأت أنه انعطف يمينا .
بعد معاناة مضاعفة من مجانين الطريق و جنون أفكارها توقفت أخيرا على بعد أمتار من سيارته و هي تراه يتوقف و ينزل بنفسه ليفتح الباب لساقطته الجديدة .
احترق قلبها و هي تراه يقبلها من وجنتها في الشارع ، انطلقت بالسيارة مرة أخرى و هي تتساءل عن الجدوى مما تفعله فهي تعرف في أعماقها أنه لن يتوب . أخرجت لهيب مشاعرها على شكل زفير طويل حاد و هي تقنع نفسها للمرة الألف أنها لن تتركه لنفسه و لعاهراته .
النقود التي سيصرفها عليهن عائلته أولى بها ، الوقت الذي سيقضيه معهن أمها أولى به .
توقفت أخيرا على مسافة من سيارته و راقبته يدخل إلى تلك العمارة الجديدة . يلتقي بها في شقة مفروشة إذن و هذا يعني أنها علاقة ستطول كما توقعت .
بعد قليل كانت قد أتمت عملية الأخذ و العطاء كالعادة مع البواب : يأخذ نقود أبيها منها و يعطيها معلومات عنه إضافة إلى نسخة من مفتاح الشقة .
" بنقودك يا بابا أشتري أسرارك ، أرأيت إلى أين أوصلتنا ؟ " تمتمت بابتسامة سوداء و هي تنطلق عائدة إلى البيت .
كانت ستظل تنتظر لتلاحق عشيقته الجديدة كما تعودت أن تفعل دائما و لكن البواب أخبرها أن هذه الأخيرة تأتي للشقة بعد الظهر من كل ثلاثاء .
إذن موعدهما الغد .
و هذا الغد أتى بخطى بطيئة و مرت ساعات الليل و الصباح عليها ثقيلة مميتة تأججت فيها نيران غضبها و حقدها على كل شيء .
و في الساعة الثالثة بعد الظهر كانت قد مضى عليها أكثر من نصف ساعة في شقة المتعة الرخيصة حين سمعت استدارة المفتاح في الباب . وقفت أمامه و هي ترفع ذراعها إلى أعلى مداها حتى تستقبل الحقيرة التي على وشك الدخول بصفعة على وجهها المكشوف من الحياء .
تجمدت يدها في الهواء و هي تحدق بعدم تصديق إلى وجه الفتاة الماثلة أمامها .

...............................

تَمَّ

انجوانا 28-04-18 04:27 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاهي متهوره لوكشفت باباها شو رح تستفيد اكيد هو بيعرف انهم اولاده وزوجته عارفين عن خيانته
طييب شو ناويه تعمل تستنى المراه بس مين هي يا ترى هي بتعرفها اكيد
يمكن خطيبه عصام او خطيبه اخوها او مو عارفه محتاره ....
....

شادي كمان هو متاثر من والده اذا كانت شاهى متاثره وكارهه للرجال فهو متأثر ومقتنع بهذا الشي ولهيك ما بيحس بالذنب لانه عقله يصور له
انه الوضع الطبيعي هيك .. وكمان هو برجعه فرح حس بإحساس حلو بس مش عارف انه ممكن حب بس حرام عليه انه ناوي يتسلى فيها ومفكر ان الفلوس ممكن تشتريها للاسف .. مؤيد انتهازي ومستغل وهو اللي حرك مشاعر شادي بالنسبه لفرح..
يسلموووووووووو على البااارت اللطيف ...
بانتظاارك...

um soso 28-04-18 05:45 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5) ‏um soso, ‏lucyman, ‏mannoulita, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏pearla, ‏ريما حرب

um soso 28-04-18 05:52 PM

تجمدت يدها في الهواء و هي تحدق بعدم تصديق إلى وجه الفتاة الماثلة أمامها .
هذه قفله بذمتك
كيف سنصبر
والمخ يشطح هنا وهناك

خطيبة عصام مريبه وعندها اشياء تريد ان تفعلها ولا ترضي عصام لذا ستفعل ماتريد سرا
ياترى ماذا تخطط .. كتوقع ان ماتريد ان تقوله ولم تجازف بقوله شيء تعرف جيدا ان عصام لن يرض عليه بسبب انفته وعزة نفسه

هل تريده ان ياخذ مال من اهلها مثلا حتى تجهز البيت .. هل ستفعل الموضوع بعيدا عنه وتضعه امام الامر الواقع .. او تريد العمل لتساعده ... بكل الاحوال موضوع ياسمين وعصام موضوع يتعلق بالمال

همسه جانبيه ... اشارتك لياسمين انها تخبيء شيء لايجعلني اشك بها .... هي بنت ولا يمكن ان تكون عشيقه لابو شاهندا ولا يمكن ان تفكر باخبار عصام بما تريد ثم تتردد

شاهنده عملت نفسها مخبر بدل امها ...
ماذا سينفعها ... الكل يعرف مايفعل ابيها فهو لم يحاول اخفاء الامر وكأنه شيء يفتخر ويتبهى برجولنه المرغوبه دائما
وكالعاده الرجال تعذر وتبرر وتبارك وتحسد والنساء تشتم وتسب وتتقزز من هذا النموذج الرجولي

طريقتها ليست نافعه لن يترك مايفعل ... حتى لو واجهته .. الافضل لها ان تتجاهل الامر بدل النيش ورائه

شادي كل يوم ينزل من العين ومعه الاخر مؤيد الطيور على اشكالها تقع
اتمنى ان تكون فرح اذكى واقوى وقد تعلمت الدرس ولا تنخدع بالكلام الكاذب الذي سيغرد به .. رغم انها لاتزال مغرمة به ..
اول رجل في حياة المرأة صعب نسيانه

مها حكايه لاتزال غامضه من ياترى الذي كان مع عصام ؟

بانتظار معرفة من هي العشيقه ؟

لكن شيء لفت انتباهي
الاب ذهب لموعده الغرامي يوم الاثنين ... توقف لتركب معه بنت واخذها الى الشقه .. شاهندا رأت البنت من بعيد ... يعني منطقيا لو تعرفها وقريبه منها كانت ستتعرف عليها حتى لو من بعيد
حديثها مع البواب قال تأتي يوم الثلاثاء ....
هناك شيء لم اربطه
الاب بنفسه ياخذها الاثنين
وكل ثلاثاء تاتي لوحدها ...
اشمعنه !!!!!!!!!!!!

شاهنده يبدوا انها متأكده ان موعد الثلاثاء عندما تاتي البنت ابيها لن يكون موجود ولن يحضر معها او قبلها للشقه ..
هناك شيء بين السطور

هل هي نفس البنت ... او الاب شابك مع اكثر من وحده

انا مخمخاتي تقول
بنت الثلاثاء غير البنت التي كانت مع الاب
ولا علاقة لها بالاب
هي شقه مفروشه يعني عادي تستاجر من اي احد
وهذه التي تاتي كل ثلاثاء لاعلاقة للاب بها
لذا هي اما تكون بنت تعرفها شاهنده وسنتعرف عليها بعد اللقاء
او هي مها ...




الساعة الآن 12:57 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.