آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-18, 11:28 AM   #1291

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
مساء المسك والعنبر... تصبيرة رائعة تسلم اناملك المبدعة المميزة عليها...

قرأت الان التصبيرة وعندي لك طلب ارسلي ل وائل لاني اريد ان ابعده عن سيد...


وائل اذا كنت انسان ميت القلب ومرتكب جريمة في حق ماجدة التي تقتلها من سنوات في اليوم الف مرة لا تجر معك سيد وتوصمه بإن يكون ظالم ل بسمة وقاتل لها دعه يبقى على يقينه وان لا يوصم بالقاتل عندما يطلق رصاصة رحمته على بسمة وبدل الزن فوق رأسه بإن يطلق امرأة ليس لها ذنب وهذه الزوجة تحبه لماذا تشجعه على ان يكون اناني ويعيش السعادة مع آية ( خرابت البيوت) في مقابل ان يقتل بسمة التي تحبه ايضاً لماذا لا تساعده ان يحاول ان يبدأ حياة جديدة مع بسمة لماذا لم تأخذ عبرة من نفسك وكيف مدمر حياتك وحياة غيرك ف انت دمرت ليس ماجدة فقط وبل ابنتيك اللاتي اكيد يشعرن بغرابة حياتك مع والدتهن صحيح ماجدة زمان هي اختارت مثل بسمة الان لكنك كنت اناني ولم تهتم ذرة او تحاول ان تتجاوز وتبدأ معها من جديد وليس لك عذر بإن ام وعائلة ماجدة هم السبب ف ماجدة لا علاقة لها وانت الرجل الذي كان قادر على ان يقف في وجه الجميع من البداية والذي كان مفترض ان يدافع عن حبه وان يوقف الكل عند حدهم لكن انت اختر ان تكوني سلبي اناني واردت ان تعتبر ماجدة قربان تفش فيها حقد على الجميع، وماذا الان يكمل على سيد ويريده ان يهدم زواجه ويظلم زوجته...

مع اني اعتقد ان بسمة سترحل وممكن السبب عدم الانجاب...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...





اهلا ebti

الرسالة الموجهة لوائل وصلت بالتأكيد .. والحقائق دي الي هي على نمط الي بيته من الازاز ما يحدف الناس بالطوب دة نمط سلوكي منتشر جدا والمشكلة انه كل واحد شايف انه عنده من المبررات ما يكفي لأن يخرج عن دائرة النصح الي بينصح بيه الناس



وكتير من النقاط دي هيتواجه بيها في أواخر الرواية



سعدت جدا بتفاعلك مع الشخصية

يسلملي مرورك العطر


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 11:37 AM   #1292

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم



وحشتوني




انهاردة موعدنا مع الفصل 29





أنا فعليا لم أنم من أول أمس عشان ازود حجم الفصل شوية



فاتمنى أنه عدم نومي دة يكون جاي بفايدة والفصل يبقى حلو على قد التوقعات





هبدأ تنزيله بعد ساعة من دلوقتي ان شاء الله تعالى





كل المشاركات الي اخرها يتبع معناها لسة في تاني


ولازم هقفل الفصل بعبارة نهاية الفصل 29





انا باخد في تنزيل المشاركة والتانية حوالي 20 دقيقة للمراجعة الاخيرة







آه نسيت أقولكم أنه الفصل انهاردة بعنوان





سااااااااااااااااخن جدا




اوعوا تروحوا في اي حتة








Dr. Aya likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 12:32 PM   #1293

بت الجوف

? العضوٌ??? » 381739
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 616
?  نُقآطِيْ » بت الجوف is on a distinguished road
افتراضي

ااه قولي الفصل حيكون حاارق لاننا سخنا من التصبيره

بت الجوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 12:56 PM   #1294

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع والعشرين

الفصل التاسع والعشرين




سحبت آية نفسا عميقا وقالت بمزاح زائف تداري كرامتها المجروحة خاصة حينما لم يستدير .. أو حتي يعطيها أي موساة ..أي شفقة.. وكأنه يتصرف بالضبط مع قطة ضالة " ها قد اعترفت لك اعترافي الكبير.. الذي كنتُ ( وشددت على الحروف ساخرة ) بمراهقتي التي لم اتخلص منها حتى الآن .. أحضره لأن أخبرك به .. وأريك كيف كبرت ولم تتغير مشاعري ..
أتعلم .. سمعت يوما قصيدة مغناة واردت أن تكون أعترافي لك بالحب .. لكني لا أعرف الغناء .. فذهبت للقصيدة الأصلية وتدربت عليها كثيرا .. ووعدت نفسي .. أني حين أبغ الواحدة والعشرين أي عندما أكون ناضجة في نظرك .. سألقيها أمامك ..
تدربتُ مرارا وتكرارا عليها.. حتى بت أرددها وأنا نائمة ..لكنك سبقتني وتزوجت قبل أن أتم الواحدة والعشرين ! ..
( تصنعت بعض المرح وقالت ساخرة )
ومادمنا في هذه اللحظة التي ابوح فيها بكل شيء .. كما أتفقنا لأتحرر .. ولأعطيك سببا لمقاطعتي دون أي احساس بالذنب ..
فاسمح لي أن أمارس بعضا من مراهقة متبقية .. وألقي عليك تلك القصيدة التي بت أحفظها كإسمي.. حتى يكون آخر البوح فيفرغ صدري من هذه المشاعر المسمومة التي أسجنها سنيناً أكبر من سنوات عمري الفعلية "


صمتت قليلا .. و الدماء تنزف من أنف سيد دون توقف ثم قالت بصوت مرتعش :


متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
أبيع من أجله الدنيا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنا بحالها
وسأمضي في تحديها



حين أنتهت من إلقائها كاملة زفرت زفرة حارة تعلن عن إنتهاء المهمة .. مهمة الاعتراف بكل شيء ..



وبرغم الألم وجرح الكرامة.. شمخت بأنفها تقول ساخرة " ها قد أعترفت آية بالإعتراف الكبير .. لكني هذه المرة لست مرتعبة من أن تخاصني .. لأني أنا من قررت الإبتعاد .. أنا من قررت القيام بعملية الاستئصال .. ( واستمرت تقول بشجاعة مزيفة ) أنا من أعطيك الفرصة للتحرر مني .. للتخلص مني .. بعد هذا الاعتراف .. لذا اعتبره إعترافا ينقذ طرفين .. (واشاحت بوجهها لثوان للتحكم في نوبة بكاء جديدة ملحة ثم عادت تنظر إلى ظهره المنحني أمامها يستند على سيارته ثم أكملت ) يبقى شيئا أخيرا على أن أفعله ..ألا وهو التخلص من كل مفكراتي ولوحاتي التي ملأتها بمشاعري تجاهك .. وأن أتخلص من أشياءك الصغيرة التي كنت ألملمها من بعدك ( وصدر منها ضحكة عصبية ثم قالت بلهجة ساخرة ) أنت تعرف المراهقات يقدس الأشياء التافهة ..وقد يصل الجنون إلى حد لملمة أعقاب السجائر ( ضحكت بعصبية مرة أخرى ثم أكملت ) أفكر في أن أحرقهم جميعا حتى أنتهي تماما هذه المرحلة في حياتي وانطلق نحو المستقبل .."


تحركت خطوتين وقد يئست من سماع أي كلمة تعاطف أو مواساة أو حتى اعتذارا لبقا .. وأضافت بصوت سيطر عليه البكاء مودعة " شكرا يا معلمي ويا أستاذي .. شكرا على كل شيء .. صدقا أقولها .. وأعتذر أن عطلتك ..( ثم أضافت ساخرة ) إلى لقاء قد يجمعنا صدفة ويشيح كل منا وجهه عن الآخر !."




تحركت مسرعة نحو البيت .. غير عابئة بقدميها اللتين تئنان في الحذاء الذي يطقطق تحتها في عصبية .. تقاوم ذلك الشعور الملح بالعودة إليه .. وإحتضانه ..
كحضن أول وأخير ..


دخلت بوابة البيت .. ثم شهقت كمن يطلب الهواء .. وانزوت في إحدى زوايا حوش البيت المظلم نسبيا خلف البوابة ..


فخلعت حذائها العالي الذي يطيل قامتها .. وتكورت كالطفلة التي بداخلها على الأرض الباردة.. تحضن ركبتيها وتخبئ وجهها فيهما .. وبقيت على هذا الحال حتى سمعت بحركت أحمد في خارج البوابة وتبعها صوت بانة .. فقامت تمسح دموعها وحملت الحذائها وحقيبتها الصغيرة وصعدت .




أما هناك .. في تلك الساحة التي تملأها السيارات.. تحرك سيد بصعوبة بالغة وقد غامت الرؤية أمامه يتحامل على السيارة واستدار خلفها في ذلك الجزء بينها وبين الحائط ونزل على ركبتيه .. يضرب بقبضته على صدره .. ليوقف ذلك الألم الذي يقتله .. ذلك الحرج النازف التي اكتشف للتو أنه أكبر مما توقع أو تخيل .



يضرب ..
ويضرب ..



ويضرب على صدره .. عل الألم يتوقف ..



بينما خرج وائل من الخن يبحث عنه.. لقد اتفقا على المقابلة هناك .. تساءل هل عاد إلى منزله ؟ .. لما لم يتصل يخبره إذن ؟.. هاتفه يرن دون رد منذ مدة!.. شعر بالقلق .. فذهب يبحث عند سيارته فوجدها مكانها .. فسأل مريم التي تتبعه " إذن أين هو يا مريم؟!.."


ردت " إتصل به مجددا"


رن الهاتف مرة أخرى .. لكن هذه المرة صدح رنين قريب ... إلتفت حوله وتتبع الصوت نحو سياره سيد ..ولوهلة أعتقد أن سيد بداخل السيارة في نوبة ضغط .. لكنه اندهش حين كانت السيارة فارغة .. وصعق حين شاهد سيد محشورا بين السيارة والحائط .. يجلس على ركبتيه وينحني بجزعه للأمام يسند بيد بينما الأخرى يضرب بها على صدره برتابة..



اندفع وائل إليه في جزع يهتف بإسمه .. لكن الآخر كان في حالة مخيفة .. أمسك به يسند رأسه ويمسح بكمه الدماء النازفة من أنفه وهو يتمتم " تماسك يا صاحبي ..تماسك "


قالت مريم " إتصل بعمرو بسرعة "



رد عليها باستهجان " هل اتصل بالعريس في ليلة فرحه !!.. هذا إن كان هاتفه مفتوحا .. كما إنه سيحتاج للطوارئ بهذا المنظر "


غمغم سيد بصعوبة " دعني يا وائل .. إتركني ملقى في الشارع وإمض إلى حال سبيلك .. فمن ولد على قارعة الطريق حتما سيموت عليها "


قال وائل وهو ينهت ويحاول تحريكه بصعوبة شديدة " إخرس ..ما هذا الهراء.. ( ونظر لمريم يقول ) ساعديني في جره "


ردت مريم باستنكار " كيف أحركه وأنا وهم في خيالك! "


***


تسلل عطرها إلى وجدانه فأراد أن يسبح فيه بأحلامه .. لكن عقله نبهه - بكل فظاظة - لأن يستفيق ليتأكد هل هي فعلا بجانبه .. وفي أحضانه كما يحلم أم لا .


فتح أحمد عيناه ينظر إليها منكمشة في حضنه .. وعدم انتظام أنفاسها أخبره أنها مستيقظة.. و تسارعها فجأة بتوتر أخبره أنها أدركت أنه استيقظ فقال بصوت رخيم من اثر النوم " ألم نتفق على إحترام وإستقلالية كل دولة وعدم التعدي على أراضيها .. ماذا تسمين ما تفعليه الآن؟ .. وكيف سيكون رد دولتنا الموقرة على هذا الاعتداء السافر !! "


احمرت واشاحت بنظرها في حياء تغمغم " دولتكم من بدأت بالتعدي "


هتف أحمد باستنكار " لم يحدث !"


ردت بغيظ " وماذا تسمي ما كنت تفعله في شقتنا منذ قليل ؟".


أعتدل وأسند بمرفقه على الوسادة وقال بلهجة ماكرة " ماذا فعلت بالضبط أخبريني؟ "


إحمر وجهها أكثر وأشاحت بنظرها عنه من جديد تبعد خصلة من شعرها العسلي إلى خلف أذنها وردت " أنت تعرف "



ردت بإصرار وشبح إبتسامة متسلية على زاوية فمه" لا أعرف ومن فضلك حين تتهمين الدول الأخرى بإتهامات لابد أن تكون مفصلة "


نظرت لسقف الغرفة وتمتمت " أرى أن دولتكم تتميزة بالفظاظة "


مال عليها يمسد بكفه على بطنها فتشنجت وهمس بحرارة بجانب شفتيها " ودولتكم .. استفزت دولتنا بالتحرش على الحدود مجددا ولابد من رد رادع من قبلنا "


وهجم على شفتيها .. يتذوق من الشهد بشوق مضني .. فرفعت كفها قليلا بتردد ثم طاوعت أنوثتها و مسدت على رقبته ومؤخرة رأسه بدفء فتعمق في قبلته ..



من جديد يروقها ما يبوح به .. وتصغى إليه باهتمام .. وتركز في تفاصيله بفضول .


ومن جديد شبح جلد الذات يتفنن في تعذيبها .. ولكنها .. تحاول .. وتقاوم .


أنتفض أحمد فجأة يطلق سراح شفتاها ويسند بجبينه على كتفها بأنفاس لاهثة فلم تفهم هل فعلت شيئا سخيفا مجددا !.. وهمت بالدفاع عن نفسها أنها تحاول لكنها فعلا ممزقة .


لكنه همس في كتفها بصوت عذّبها " أتركي الغرفة يا بانة فورا .. أنا أعصابي متهالكة اليوم لهذا لم أبيت في شقتنا .. ووجودنا هنا لن يوقفني عن أي تصرفات متهورة إن كنت تتخيلي ذلك .. حتى تلك المنح الصغيرة باتت تعذبني فكوني معي أكثر حزما .. وهيا اخرجي فورا"


صوت إلهام جاء خافتا من المرر يقول " بانة .. هل أنت هنا ؟.. بانة هل أنت مستيقظة ؟"


إعتدل أحمد على ظهره يطلق سراها وغطى عيناه بكفه بيأس بينما أجلت بانة صوتها ترد على إلهام" أنا مستيقظة يا أمي سآتي حالاً ".


وقفت وترددت في تركه والدموع تتدفق في عينها غزيرة وللحظة ودت لو تختفي من حياة أحمد للأبد ..
انتبهت لأن هاتفه يرن بإلحاح وبمجرد أن توقف رن للمرة الثالثة .. فقال أحمد وهو مازال مغمض العينين "ناوليني الهاتف لأرى ماذا يريد وائل "


سألته باندهاش وهي تمسح دموعها " هل تخصص نغمة لوائل ؟"



رد وقد لاح على وجهه الألم حين شاهد بقايا الدموع على وجهها " نعم ..منذ أن مرض وأنا أخصص له نغمة خاصة حتى اذا ما احتاجني فجأة أميز اتصاله .. ( ثم أكمل ببعض التوسل ) إذهبي لأمي الآن أرجوك "


***


خرجت تمسح بقايا دموعها .. تسيطر رغبة قوية في الهرب إلى أي مكان بعيدا عن أحمد حتى تريحه من عذابه .. انتبهت لإلهام التي تصدر أصواتا من المطبخ فدخلت عليها تقول في دهشة " ماذا تفعلين يا أمي !"


ردت إلهام بانشغال " قررت مادمت لا أستطيع النوم أجهز لهما (الصباحية )"



ردت بانة "ألم نجهزها يا أمي وبقيت التسوية للصباح "


ردت إلهام " قررت أن أزيد عليهم حمام محشو ... لمَ لم نفكر في الحمام المحشو ايضا"


همت بانة بأن تخبرها أن كمية الطعام أكثر من اللازم لكنها أثرت الصمت وخصوصا مع هيئة إلهام المتوترة وبدأت تساعدها في صمت وذهنها مشغول بأحمد .


قطعت إلهام شرودها تقول بتوتر وهي تضع يدها على قلبها تهدئ من روعه " قلبي مشغول على أروى .. أخشى أن تتوتر أو تنفعل أوتقوم عفاف بشيء يحرق دمها وهي عروس في ليلة زفافها .. حتى أنني جربت الاتصال بها وبعمرو لكن هواتفهم مغلقة "



هتفت بانة بإندهاش " جربتي الإتصال بهم يا أمي الآن!!"


أطرقت إلهام في حرج وقالت كطفلة مذنبة " كنت أريد أن أطمئن عليها .. أردت أن أسمع صوتها تخبرني أنها بخير وأن كل شيء على ما يرام"



أشفقت بانة عليها وبدأت في مساعدتها حين لمحا أحمد يخرج مسرعا من غرفة أروى نحو باب الشقة فهرولت إلهام وراءه بجزع ولحقتها بانة فقالت الأولى " ماذا هناك يا أحمد .. هل حدث شيئ لأروى ؟!!"



تجمد أحمد للحظة ثم قال وهو يحاول البحث عن تبرير " ما بها أروى ؟"


قالت إلهام" أنا أسألك .. قلبي ينغزني يا أحمد لا أعرف لما "


قال أحمد بسرعة وهو يرتدي حذاءه " ليس هناك شيئا يا أمي وائل وسيد بالخن وقررت الانضمام لهما"


تركهما وخرج على عجل و إلهام تفكر في الأمر ثم قالت " قلبي ينغزني يا أولاد .. أسترها يا رب"



بينما يزداد عذاب بانة وتظن أنه خرج هاربا من جحيمها .


***


في لحظة ما.. قد تدرك أن هناك أمورا في الحياة مازلت لم تجربها .. وعوالم لم تخطوها بعد بقدمك .. وحين ترزق وقتها بلحظة كاملة دون نقصان فأنت حتما من المحظوظين في هذا الكون.


قبّل عمرو رقبتها وكتفها العاري بشغف وأبعد شعرها الحريري الذي فرض نفسه بينهما طوال الوقت من على وجهها ثم مد ذراعه يفتح الضوء الجانبي الذي أصرت على إغلاقه .. بعدها أرخى رأسه على الوسادة بجانبها في حالة سعادة وامتلاء .. وحرج .. مازل مسيطرا على الأجواء رغم كل شيء .


تأملها بأذنين حمراوين وهي تتطلع للسقف في حالة هدوء تتحاشى النظر إليه وتشد عليها الملاءة حتى ذقنها فسألها بهمس " هل أنت بخير؟ "



تحركت مقلتيها نحوه بنظرة خاطفة ثم عادت تحدق في السقف من جديد وهي تومئ برأسها بنعم .


سألها بنفس الهدوء " كيف وجدته ؟"


اختلست نظرة إليه مجددا واشاحت تغمغم "وقح"


رنت ضحكته الصبيانية التي تعشقها وكأنها قد تبقى فيها أعصابا لتتحمل ما تفعله بها ضحكته فسمعته يقول بلؤم " أنا أم هذا الشيء؟"


غمغمت وهي تحكم الملاءة حولها وتتحكم في ابتسامة خجلة " كلاكما "


رنت ضحكته من جديد ثم مال عليها يقبل جانب عينها وهمس " ومن يرى جمالك ولا يفقد عقله (وشدد على الحروف ) يا حليلة عمرو القاضي ".


تخضبت بالحمرة توزع نظراتها بينه وبين السقف من جديد ثم أخرجت ذراعها الخمري من تحت الملاءة تشير بعيدا لشيء ما على طرف السرير دون أن تنظر إلى عمرو ..



فتظاهر بالغباء وقال " ماذا ؟.. لم أقبّلك هنا " وطبع قبلة متأنية على ذراعها العاري .. فدفنته تحت الملاءة مرة أخرى..وقالت بهمس خجل " عمرو ناولني الملابس "


تحرك يرتدي ملابسه وهو يقول" ألم يكن ذلك القميص الناعم يسبب لك مشكلة "


همست بغيظ "عمرو أنت تستغل ظروفي "


رد عليها ببرود مستفز "إنتقامي قد بدأ أروى هانم .. ويسعدني أن تكوني بهذه الهيئة .. ولا تستطيعين الحركة "



قالها وخرج من الغرفة .


راقبت جزعه العاري قبل أن يختفي من أمامها .. ثم شهقت أخيرا تسحب نفسا عميقا كان مكتوما إلى صدرها.. ثم غطت رأسها بالملاءة وبدأت تتحرك يديها في الهواء من تحتها بسعادة تكتم صوت حماسها .. بعد دقيقة أخرجت رأسها من تحت الملاءة وقد انتكش شعرها الجميل حول وجهها وتمتمت "وأنتِ أيضا وقحة يا أروى " وغطت وجهها بكفيها .


أعادت تذكر تفاصيل كل شيء من جديد .. رائحته .. لمساته .. أنفاسه الحارة العطرة .. همساته في أذنها والتي برغم قلتها كانت مؤثرة جدا تضربها في مقتل .. فما أدركته عنه مؤخرا أنه قد يكون عاجزا عن التعبير معظم الوقت ويحتاج لأنثى ذكية مثلها تستطيع قراءة الجسد بمهارة واستيعاب ما بين السطور لتفهمه ..


إلا أنه حين يتكلم ..
حين يبوح ..



يقول كلمات قليلة العدد كثيرة المعاني .. فياضة الأحاسيس .. كضوعة عطر مركز معتق قطرة منه تقلب كيانها كله .


رفست بقدميها في الهواء ثم توجعت بعد آلمها ظهرها ..وأخذت تمسد عليه وهي تتذكر سؤاله الذي تكرر مع كل حركة هل ظهرها بخير؟.



بعد قليل دخل يحمل كوبا من العصير فوجدها تلف حول نصفها العلوي الملاءة كوشاح كبير بينما الجزء السفلي يوضح أنها قد أرتدت قميصها بالفعل .. تحاول الحركة من السرير نحو كرسيها فوضع العصير بسرعة ولحقها



يقول"إلى أين ؟"
ردت "إلى الحمام "


فنظر للملاءة على نصفها العلوي وسألها باندهاش "لماذا تلفين نفسك بالملاءة بهذا الشكل ؟"


ردت بحياء "لأن القميص غير مريح "


قال بتسللي" قلنا هذا القميص لا يريحك وخلصتك منه .. لما أعدت ارتداءه!! .. هيا أشربي هذا العصير"


يتبع







التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 13-08-18 الساعة 03:05 AM
Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 12:58 PM   #1295

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



وقف احمد في توتر في رواق المستشفى يسأل وائل بقلق " هل انت متأكد أنه لم يحدث شيء ؟.. لقد كان بخير ليلة أمس !! "


رد عليه وائل بعصبية "هل تعتقد أني أعرف أمرا واخفيه عنك؟!! .. كما قلت لك بحثت عنه فوجدته بجانب سيارته في حالة سيئة فأعطيته الحقنة واتصلت بك"


ربت أحمد على كتف وائل باعتذار غير منطوق وتمتم" أسأل الله ان تكون العواقب سلمية ( ثم اكمل بقلة صبر ) لماذا تأخر الطبيب بالداخل؟؟!!"


أخرج وائل من جيبه علبة المهدئ وقذف بواحدة في فمه وهو يتمتم" إن شاء الله"



ثم جلس على الأريكة قدماه غير قادرة على حمله.. بينما يرى مريم تجلس بجانبه وتحتضن ذراعه وتربت على ظهره بمواساة .. وتذكر تلك الدقائق قبل أن يصل أحمد للمساعدة في حمله والانطلاق به الى المستشفى ..


قبل سويعات :


قال سيد بعينين حمراوين وهو يفترش الأرض ويمسك بصدره " اخبرني يا وائل لماذا ؟.. لماذا يحدث هذا معي أنا بالذات ؟؟"



رد وائل وهو يحاول الإتصال بأحمد الذي لا يرد " مالذي حدث اخبرني "؟


رد بأنفاس متقطعة يعاني من صعوبة في التنفس " لماذا حظي عثر .. لما قرارا واحدا .. واحدا .. واحدا يا وائل أخذته يوما وأنا أظن وقتها أني أحمي الجميع مني .. من مشاعري التي أنكرتها على نفسي .. أن يتحول لسوط يجلدني بلا رحمة .. أين العدل ؟ ( ونظر نحو السماء ) أين الرحمة أين العدل؟"



تكلم وائل في الهاتف " أحمد تعال .. سيد يحتاج للنقل للمستشفى فورا وأنا غير قادر على حمله وحدي "


بعد أن أغلق وجده يهذي وهو يحدق في الأرض " ما الذي فعلته بها !!.. مالذي فعلته بها !! .. لقد احرقت قلبها بيدي !! .. أحرقت قلب صغيرتي بيدي وأنا غافل كل هذه السنين!!"



هتف وائل يحاول الاستيعاب وهو يدعك له صدره الذي يمسكه متألماً " من يا سيد ؟ ..عمن تتحدث ؟.. هل تتحدث آية ؟؟؟"


نظر إليه يردد بذهول " بل مالذي فعتله بهما ؟.. كيف اظلمهما بهذا الشكل !! ..ظلمت اثنتين .. أنا جلاد يا وائل ولست ضحية .. أنا جلاد وكنت احسبني ضحية اكتشفت اني جلادا .."




خروج الطبيب من الغرفة أخرجه من شروده وأخفى مريم المتعلقة بذراعه من جانبه.. قال الطبيب بملامح قلقة " الضغط عالي جدا .. من الجيد ان حقنتموه بالحقنة وإلا لكان الأمر أسوأ .. قمنا بالاسعافات الاولوية وسنضعه تحت الملاحظة ونتمنى ألا تكون تلك النوبة قد سببت أي آثار جانبية"



سأله أحمد بقلق " ماذا تعني بآثار جانبية؟؟؟"


رد الطبيب بلهجة عملية "هذا ما سنعرفه خلال الساعات القادمة"




***


مع إشراقة شمس صغيرة وليدة كان يقف متوترا عند باب الحمام الداخلي الملحق بالغرفة يهتف أمام الباب المغلق " هل أنت بخير يا أروى؟ "


جاء صوتها من الداخل " بخيرهذه رابع مرة تسألني خلال عشر دقائق "


قال بقلق واضح " أروى أنا غير متحمل لفكرة وجودك في الحمام وحدك .. لست معتادا على ذلك .. دعيني أساعدك أرجوك "


ردت صارخة " إياك يا عمرو أنت وعدتني .. وأنا وثقت في وعدك ولم أوصد الباب من الداخل حتى لا تقلق "


ضرب بقبضته بخفوت على الباب في قلق بينما إنتقلت أروى في الداخل بصعوبة تتحامل على ذراعيها من حوض الاستحمام لكرسيها وهي تنهت .. لم تتعود بعد على الدعامات الجديدة ولا القياسات الجديدة لهذا الحمام.. وارتطمت مرتين في ذراعها .. وبالرغم من أن أحمد قد غطى الأرضية وحوض الاستحمام بطبقة مانعة للانزلاق والجدران بدعامات تتحامل عليها للحركة إلا أنها تشعر بالقلق من أن تنزلق .. فأسوأ كوابيسها أن تنزلق يوما وتدق عنقها .. أو تخونها ذراعاها فيجدونها عارية في أرض الحمام..


إنها لا تخشى الانزلاق في حد ذاته .. بل تخشى أن يجدونها عارية يوما ما لا تقدر على الحركة ..



لكن كبريائها لا يسمح لها أن تكون مثيرة للشفقة وتطلب المساعدة ممن حولها.. ويحثها على التمسك بأبسط قواعد الإنسانية في أن تحظى ببعض الخصوصية عند دخول الحمام .



جاءها صوته من خلف الباب للمرة ( التي تعبت من عدها) ينادي باسمها بتوسل فهتفت تطمئنه "انتهيت وسا .. "


قبل أن تنهي جملتها كان عمرو يقتحم الحمام
فصاحت باعتراض " أنت وعدتني !!"


فرد ببرود " وأنت قلت أنتهيت"


في أقل من ثانية وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه فقالت معترضة "عمرو مازلت لم انتهي من كل شيء"


رد وهو يتحرك ليدخل الغرفة " إنهي ما تريدين في الغرفة "


قالت "لم اجفف الحمام و .. عمرو لا تضايقني من فضلك "
وضعها على السرير وقال بحزم " أروى يكفيني اليوم هذه الجرعة من القلق .. لا توتريني ودعيني أعتاد على فكرة استقلاليتك هذه أولا ( ثم نظر لشعرها المبلل وأمسك بالفوطة يجففه وهو يتمتم بخفوت معجب ) إذن هذا شكل شعرك وهو مبلل .. لم يسبق لي أن جففت شعر فتاة من قبل "


تخضبت بالحمرة فأزاح بعض الشعيرات الرطبة من على جبينها .. ثم تأمل وجهها البهي وهو يتمتم بخفوت " أحب رائحتك .. وأحب ذلك الشعور المدغدغ الذي تفعله بي .. وأحب كل تفصيلة فيك .. ما رأيتها ومالم آراها بعد "



وتوقف عن تجفيف شعرها ليحضن صدغها بكفه ويمرر بإبهامه على شفتيها ..فهاجمتهما الذكريات المشتعلة التي جمعت بينهما في أول الليل وسرت قشعريرة لذيذة في جسديها ..



تواصلت العيون .. والأرواح .. قبل أن يميل عمرو على شفتيها بقبلة محمومة .. فغرزت أصابعها في شعره الرطب الذي لم يجف بعد ليميل عليها أكثر حتى استلقت على السرير .. مع قبلة أكثر عمقا وأكبر زمنا .. ثم أفلتت من بين شفتيه تقول بهمس أمام عينيه المشتعلتين "ظهري غير مستريح "


فتحرك يساعد ظهرها على اتخاذ وضع أكثر راحة ثم خيم فوق يقول بأنفاس متسارعة" إين كنا؟"


مسدت على لحيته تتأمل عيناه وحاجباه الكثيفان .. وقّبل باطن كفها الذي يلمس وجهه فلم تستطع الصمود دون بوح أكثر من ذلك .. فهمست بتأثر " يا الله .. لا أصدق أني أستطيع لمسك يا عمرو .. أستطيع لمسك ( وبدأت تمسح بكفها على وجهه ورقبته وصدره ) .. لو أعلم أني قد أمضي وقتا بين ذراعيك تلفحني أنفاسك فآخذها إلى رئتاي وتشعلني لمساتك فأدفئ بها قلبي الذي تجمد من الشوق لك .. لما تألمت يوما وانتظرت حتى ولو خمسون عاماً لانتظرت .. أنت يا عمرو .. ولا أحد قبلك ولن يكون بعدك رجلا في حياتي .. فأنت كل حياتي التي تمنيتها ولم أعشها أبدا"


أشتعلت عيناه وهجم يطبق على شفتيها بقبلة عنيفة .. يبدو أن عليه أن يعتاد على كلامها الذي يفجر بداخله البراكين الخامدة .. يستفز رجولته ويكثف مشاعره بشكل جنوني متلاحق في جزء من الثانية ..



أطلق سراح شفتاها وتكلم بحرارة وقد تدفقت الحمم السائلة في شرايينه " إن استمريت في قول ذلك الكلام الذي يذهب العقل فلا تلومين إلا نفسك "



ونظر لمنامتها التي إرتدتها مكونة من بنطال وبلوزة وتمتم " وأعلمي أن من ضمن انتقامي منك أن تصبح مهمتي من آن فصاعدا وضع خططا لإخراجك من المنامات "



انفجرت ضاحكة بدلال فشاركها الضحك وهو يوزع القبل العشوائية على رقبتها الخمرية ..وتلك الشامة الصغيرة البنية عند عظمة الترقوة التي اكتشفها أمس .. إلى أن تكهربت الأجواء حين رن جرس الباب .


رفع رأسه عنها يسألها بملامح مصدومة " هل سمعت جرس الباب؟!!! "


فأومأت برأسها بنعم لينزاح عنها ينظر لساعة الحائط التي تشير إلى السابعة صباحا .. قالت أروى مرتبكة "ساعدني أن أعتدل يا عمرو وأعطيني الروب ".


***


عند الباب أطبقت إلهام على ساعد بانة التي تلصق وجهها بالحائط بحرج تحمل أكياسا لطعام الصباحية وتتمتم " أنا سأنتظر هنا يا أمي وأنت أدخلي لها .. يكفي أني طاوعتك بالحضور "



قالت إلهام بتوتر " وأنا سأموت من الحرج فرافقي أمك ولا تكوني جبانة "


قالت بانة بهمس " يا أمي الساعة لم تصل للسابعة صباحا بعد ولا أتوقع أن من عاداتكم زيارة العروسين في هذا التوقيت ! "




ردت إلهام وهي تنظر لساعتها بل أصبحت السابعة بالضبط ولن أتحمل ألا أطمئن على إبنتي أكثر من ذلك .. لا يريدون إزعاجا فليشغلون هواتفهم "




فتح عمرو الباب بعد أن عدل ملابسه وسوى شعره لا يصدق أن والدته قد تزروهم في هذا الوقت .. لكنه إندهش حين وجد الخالة إلهام أمامه فتحرج وأحمرت أذنيه ..


هتفت إلهام وهي تفرك كفيها في حرج " صباحية مباركة يا عريس .. سامحني يا بني .. قلبي لم يهدأ وأردت الإطمئنان على أروى وأنتم تغلقون هواتفكم "




أشفق عليها فقبل رأسها يدعوها للدخول وهم بإغلاق الباب فصاحت بإرتباك " إنتظر "




تجمد عمرو فخرجت إلهام تسحب بانة الملتصقة بالحائط والتي تحمل أكياس الطعام متحرجة أن تنظر في وجه عمرو فأطرقت برأسها أرضا تغمغم بوجه كحبة الطماطم وصوت هارب منها " مبارك يا عمرو .. احضرنا طعام الصباحية "




ابتسم وأدخلهما وتحرك ليقف في الشرفة ليرفع عنهما وعن نفسه الحرج .




دخلت إلهام على إبنتها وارتمت عليها تحضنها لتخرس وحش القلق بداخلها وتردد بصوت باك " يا حبيبة قلب أمك .. عروس كالبدر ما شاء الله "..



فاغرورقت عينا أروى بالدموع هي الأخرى وكأنها تفرج عن شحنة توتر سابقة ثم طمأنتها فسألتها إلهام بفضول أمومي " ها طمئني قلبي يا أروى "


تبادلت النظرات مع بانة ثم ردت مراوغة " أنا بخير يا أمي "


قال إلهام بإصرار" أنا لا أسأل عنك يا أروى أنا أسأل عن الأمر الآخر فتوقفي عن المزاح يا إبنة رحمي وتكلمي "


أومأت أروى مبتسمة في حرج فأطلقت إلهام زغرودة مفاجئة جعلت أروى تدفن وجهها في كفيها ضاحكة بينما إرتعبت بانة وجحظت عيناها في صدمة أما عمرو فاحمرت اذنيه في الشرفة وضحك وهو يسعل يتطلع للشارع الهادئ للتأكد من عدم ملاحظة أحد لما حدث في شقة العريس.


بعد قليل خرجت إلهام لتضع الطعام على المائدة بينما احتضنت بانة أروى بمحبة وتمتمت " مبارك حبيبتي .. تبدين سعيدة ما شاء الله "



قالت أروى بحماس طفلة " لا أصدق يا بانة إنه أشبه بالحلم .. التواصل مع الحبيب اشبه بزيارة الجنة "


سألت بانة في حياء " هل كان – كرجل - سعيدا بهذا الأمر ؟"


فهمت أروى لما سألت هذا السؤال فردت بصدق " جدا يا بانة جدا .. وكأنه وصل لحالة إكتمال "



مزق الألم قلب بانة وتمتمت في سرها " عليك بحسم إختيارك يا بانة إما أحمد والمستقبل أو أهلك والماضي "


***


تطلع احمد للجسد الضخم الفاقد للحركة ..يخترق انبوب رفيع ذراعه وقناع مثبت فوق فمه وانفه يمده بالاكسجين .. يستمع بألم لصوت أنفاسه العالية داخل القناع ليتأكد أن صاحبه مازالا موجودا .. يشعر بالشفقة عليه .. ويتساءل في لحظة تردد هل أخطأ في حقه؟؟


لكن عقله المتحكم في مقاليد الأمور أكد له أنه لم يخطئ حين قرر حسم الأمور ووضع النقاط فوق الحروف .. ويوبخه بأنه يتحمل جزء من المسئولية لما آل إليه الوضع لأنه لم يتدخل بهذا الحسم مسبقا .


لكنه لم يقدر على محو ذلك الألم الذي يعتصر قلبه على صاحبه .. ذلك المجنون .. ماذا حدث له!



في خارج الغرفة تطلع وائل لهاتف سيد فوجد مكالمات فائتة كثيرة من بسمة .. فقام بالاتصال بها .. لتبادره بسمة تصيح برعب " سيد.. أين أنت يا سيد ؟؟.. كدت أموت رعبا عليك "


أجلى وائل صوته وقال" انا وائل موريس يا اختنا "


ترددت بسمة قليلا ثم سألت بقلق " أين سيد؟؟"



رد عليها بهدوء "ارتفع ضغطه قليلا وهو الأن يخضع للعلاج في المستشفى"


صرخت بسمة "مستشفى !!.. أي مستشفى ؟ أرجوك اخبرني "


حاول وائل إقناعها أن الأمر بسيط.. لكنها كانت مصرة فأنهى المكالمة يقول " حسنا انتظري يا اختنا وسأرسل لك من يحضرك سلام "





بعد قليل نظر في ساعته فوجدها منتصف النهار ففتح هاتفه يطمئن على عمرو وبادره بالقول " صباحية مباركة ..يا عريسنا "



رد عمرو عليه الصباح بهدوء .. فقال وائل مازحا " نريد ان نطمئن على سبع الرجال"



تنحنح عمرو في حرج و تمتم " الحمد لله"


فرفع وائل حاجبه وسأله بإصرار " الحمد لله ..أم الحمد لله على كل شئ ؟! "




قهقه عمرو فصاح وائل بسعادة " حسنا مادمت ضحكت .. وبهذا الانتشاء .. إذن تمت المهمة بنجاح .. الحمد لله ان اطمأننت على إبني حبيبي سبع الرجال"


قال عمرو بجدية" هل هناك شئ ما يحدث معكم؟ "


فرد وائل بمراوغة " لا شئ .. لما تسأل ؟ "



قال عمرو " لا أدري أشعر أن هناك شئ .. وصوتك زادني قلقا "


راوغه وائل حتى لا يقلقه " انفض عنك هذا الكلام واخبرني متى ستسافر؟"


رد عمرو" مساء اليوم "


سأله " وهل علمت زوجتكم الصمون بالمفاجئة "


رد وقد اعجبته كلمة ( زوجتكم المصون ) " لا لم اخبرها بالمفاجئة سأتركها لآخر لحظة "


قال وائل متهكما " أصبحت رومانسيا يا عم أمين .. بدأت أحبك يا رجل "


ضحك عمرو ثم قال بعد قليل بقلق " أنا أخشى أن تعرف والدتي أني مسافر خارج الدولة وقد أفهمتها كما أخبرت أروى أننا ذاهبان لمنتجع محلي خارج العاصمة .. أنت تعلم ظروفها "


طمأنه وائل " لا تقلق عليها .. سأجعل أمي تطمئن عليها وربما أرسل إليها ماجدة والبنات إذا ما احتاجت لشئ .. المهم انتبه أنت لأروى واستمتعا "



***


دخلت بسمة تتأمل جسده الممدد على الفراش .. بينما إرتمت رحمة على يده تقبلها بدموع منهمرة فرفعها بوهن يمسد على شعرها المائل للحمرة ..


اقتربت بسمة تطبع قبلة على جبينه وقالت " ماذا حدث ؟"



ابتسم ابتسامة لم تلحظ مرارتها وقال بوهن " يبدو أنتي نسيت دوائي .. لا تقلقي سأكون بخير "



هبت رحمة تقول بتهديد باكية " من هذه اللحظة أنا من سأتولى أمر دواءك هل فهمت !.. وأنت لا تعرفني كم أنا دقيقة إلى حد الملل .. "


رد بنظرة حنونة " من قال أني سأتحمل مللك .. سأرميك من النافذة فورا "


إرتمت على صدره تبكي وفي تتمتم باستنكار " أنت تمزح يا سيد في هذا الوضع.. تمزح !!"


مسد على رأسها بينما قالت بسمة ببعض الاحساس بالذنب " كان من الممكن أن يكون الأمر خطيرا لولا ستر الله "


ابتسم لها واغمض عيناه يتمتم في سره " ليته كان .. وانتهيت وأرحت الجميع من وجودي الغير مرغوب فيه "


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 01:03 PM   #1296

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3




في المساء دخلت أروى بكرسيها للطائرة وساعدها عمرو بحملها للجلوس في المقعد المخصص لها.. ثم استراح بجانبها .. فقالت بإستغراب وهي تتطلع حولها " لماذا تحمل الطائرة أكثر من جنسية آسيوية ألسنا ذاهبان لمدينة (.... ) !"



استرخى عمرو في مقعده ورد ببرود "وهل أنا على علم بتفاصيل ركاب الطائرة ربما تكون تلك المدينة مقصدا للجنسيات الآسيوية "



نظرت إليه في شك وتطلعت مرة أخرى للطائرة وركابها وشكت في أنها طائرة متجهة لمدينة محلية .. لكن ورود اتصال من عفاف التي تتصل كل نصف ساعة تقريبا أشعرها بالتوتر ..




جاءتها رسالة من بانة على الواتساب تطمئن :

- هل ركبت الطائرة ؟

- أجل .. لكن هناك أمرا مريبا .. أشعر أن الطائرة متوجهة لمكان أبعد من مدينة محلية .. ألم يخبرك أحمد بشئ .؟

- لا لم يخبرني .. أحمد لم يعد منذ ليلة أمس.

- حتى الآن !.. هل تشاجرتما ؟ .

- لم نتشاجر لكنه كما تعلمين محبطا مني وأمس كان الأمر صعبا عليه .



شعرت أروى بالشفقة على أخيها فأرسلت لها وجها حزينا لتسألتها بانة :

- هل تعتقدين أني لابد أن استشير طبيبا نفسيا ؟.

- لا أنكر أنك بحاجة لاستشارة نفسية وهذا لا يعيبك .. فأنت تدركين جيدا أن الحرب تركت بصماتها على نفسيتك .. والأذكياء فقط من يطلبون المساعدة .. لكن ماذا يفعل الطبيب النفسي إن كان المريض لا يريد؟!!.



- ماذا تعنين ؟ .. أني لا أريد ؟؟؟ .. أنا أحب أحمد ..أحبه جدا .. وأرغب في أن أجعله سعيدا .

- لا أشك في أنك تحبينه .. لكني أشعر أنك في هذا الجانب لا تريدين أن تتمي هذا الزواج .. ربما تتمسكين ببانة القديمة التي ستعود لأهلها كما هي مغلفة بالسلوفان.

صمتت بانة قليلا ثم كتبت:

- لا أنكر أن لديك حق في ذلك.

- سأسألك سؤالا .. هل أنت فعلا الآن نفس بانة التي خرجت من بيتها وصعدت للطائرة وحدها منذ عدة سنوات ؟.

- لا بالطبع.. أنا أضحيت شخصا جديدا وهناك أمورا اختلفت بداخلي حتى عمري صار أكبر بأربع سنوات .

- إذن كيف تتمسكين بخرافة أنك إذا ما قدر لك بمقابلة أهلك أنك ستقابلينهم كــ بانة القديمة ..!!

صمتت بانة قليلا ثم كتبت :

- أنت على حق .. لكن الأمر ليس زرا سأضغط عليه فأتحول للشخصية الأخرى يا أروى .. أنا أضغط على نفسي كثيرا صدقيني.. لكني بحاجة لمزيد من الوقت .. وحالة أحمد تركبني وتشوش على أفكاري وتشعرني بالذنب الكبير .

- أتمنى من الله أن يهديك لما فيه الخير لك ولأحمد .. ذلك النذل الذي أتصلت به فلم يرد .. حسابي معه عسيرا عندما أعود .

- أتركينا من هذا الموضوع وأخبريني ماذا فعلت حماتك حين علمت بقرار سفركما ؟.

- من الواضح أن لديها علم مسبق بهذا الموضوع ولهذا حضرت من الساعة الثانية عشرة ظهرا وظلت معنا حتى تركنا البيت في المساء .. وقالتها صراحة في وجهي .. (ستنفردين بإبني عشرة أيام كاملة فدعيني أشبع منه اليوم ).

- لا أصدق !!.. بقيت معكم بالشقة في أول يوم زواج لكما من الظهر حتى السابعة مساء !!!.

- للأسف نعم بل إني سمعتها تسأل عمرو هامسة دون أن يدركا أني قادمة.. هل استمتع فعلا بمعاشرتي أول ليلة أم يضحي بهذا الجانب من أجلي .

- ( وجع مصعوق ) لا أصدق !! .. وماذا كان رد عمرو ؟!!.

- رأيت صدمة سؤالها على وجهه وكان حازما معها في الرد .. وقال كلاما رائعا في حقي .. وطلب منها عدم الخوض في هذا الأمر مجددا .. الحقيقة أنا أشفقت عليه كثيرا واحترمته أكثر .. إنه يتحكم في صراحته المعتادة ليتعامل مع تدخلاتها بنوع من الدبلوماسية وبعضا من الحزم رغم انزعاجه منها كشخص متحفظ ..وأخذ يلاطفها ويداعبها بعدها .. ورغم أنه كان محبطا جدا من وجودها كل هذا الوقت وهو مازال عريسا.. ومحرجا مني بالطبع .. لكن حاولت في المقابل ألا أظهر له ضيقي حتى لا ينزعج أكثر ..إنها تشعرني بالطفلة المثيرة للشفقة.

- هذه المرأة مهووسة فعلا !! ..

- وضعها صعب جدا وتعلقها به زائد عن الحد .. ظلت تبكي وهي تودعه لمجرد أننا سنغيب 10 أيام كأنه سيهاجر.. الحقيقة أشفقت على عمرو إنه ممزق بين رغبته في الاستقلال .. وشفقته على حالة والدته .. وأشعر أنه مارس مجهودا جبارا مع نفسه ليكون متوازنا وليس ولدا ملتصقا بأمه ... بعد كل هذا التدليل والالتصاق به .



جاء صوت عمرو وهو يحشر برأسه أمام الهاتف يسأل بفضول بعد أن أنهى مكالمته " مع من تتحدثين ؟؟"

كتبت أروى " سأذهب يبدو أن الطائرة ستتحرك"

- في أمان الله




ثم قالت لعمرو " أتحدث مع بانة .. هل والدتك بخير؟ "



لاحظت التوتر البادي على ملامحه وتمتم " إنها لم تتوقف عن البكاء بعد "



سألته وهي تشفق عليه أكثر من شفقتها على والدته " هل ستبيت عندها زوجة خالك ؟"



زفر يقول " زوجة خالي وخالي وقريبة لنا من طرف أبي.. أتمنى أن تتوقف عن البكاء .. إنها تسرق فرحتي .. "



مسدت على ذراعه بحنان"إن شاء الله ستكون بخير يا حبيبي "



أسند رأسه على ظهر المقعد يتأمل وجهها القريب منه وقال بهمس "أشعر أني سُرقت مني ساعات كنت أريد أن أقضيها معك .. ( ثم أكمل بلهجة ذات مغزى وهو يتطلع لشفتيها ) أعتقد أن علي تعويض ما فاتني في تلك الساعات حين نصل للفندق بإذن الله"



ضرتبه على ذراعه بدلال وهي تتحكم في ابتسامة خجلة وقالت بهمس " عمرو كفى وقاحة .. "



رد بلؤم هامسا " أنا لم أقصد أي وقاحة .. قصدت أني أريد أن أنام جيدا لأني لم أنم طوال ليلة أمس بسبب جنية سمراء فاقت حدود الجمال زارت غرفتي "



إحمرت خمريتها وهي تتأمله بخجل وتتذكر تلك اللحظات بينهما .. ثم أنتبهت للإذاعة الداخلية من الطيار يرحب الركاب ويطلب منهم ربط الاحزمة ويعلن عن أن الرحلة متجهة لمطار ( سيئول) الدولي .



جحظت عينا أروى واعتدلت من استرخائها على ظهر المقعد تقول " هل قال سيئول !!.. سيول عاصمة كوريا .. هل سنذهب لكوريا يا عمرو !!"



أتسعت إبتسامته فأضاءت لحيته المشذبة بعناية وأخذ يشير بسبابته بحرج ألا ترفع صوتها بينما كادت أروى أن تقفز من فوق مقعدها وألقت بنفسها عليه تحيطه بذراعيها بقوة بينما هو يهمس لها بحرج شديد " أروى تعقلي نحن أمام الناس .. أروى هل تبكين !!"



***



أمسكت بهاتفها كالعادة تبحث عن أي شيء جديد فيما يخص الوطن .. أخبار .. أحداث .. تدخلات دولية .. أو أشخاص قد يدلونها على أي خيط.



الأجواء باتت أفضل وانحسر الصراع إلى الأطراف الجنوبية فقط .. واستعادة الحكومة معظم المناطق من المتمردين . بمساعدات دولية خارجية ..



وألح عليها ذلك السؤال مجددا..

هل تعود بمفردها للوطن تسأل عن أهلها ؟..




أين ستبحث عنهم وما عرفته أن بلدة أبيها دمرت تماما ؟..



وإذا ما قررت العودة هل ستعود بمفردها ؟.. وتكرر القصة من جديد .. فتاة وحدها لا ملجأ لها ولا مأوى ..




وحتى لو واتتها الشجاعة لفعل ذلك مدفوعة برغبتها المحمومة لسماع أي خبر عن أهلها .. ماذا ستفعل مع أحمد .. هل هذا ما يستحقه منها ؟




لفت إنتباهها وهى تتجول في أروقة الفيسبوك منشورا لداعية دينية معروفة تتحدث عن حقوق الزوج ..



وبرغم من أن هناك نقاطا أثارتها تلك الداعية استفزت كبرياء الأنثى بداخلها إلا أنه استوقفها فقرة تخص حقوق الزوج في الفراش وكانت بلهجة الداعية الكثير من التهديد والوعيد للمرأة التي تهجر زوجها في الفراش ... ولأن هذا الكلام ينكأ جرحها .. ناقشت المرأة بعقلانية محاولة إثبات أنه من الممكن أن تكون الزوجة لا تطيقه فكتبت لها :



- يا شيختنا المرأة قالت أنه زوجها لا يصرف على بيته ويجلس بالبيت وهي تعول الأولاد فكيف يكون له حقوقا في الفراش وتعاقب إن لم تفعل ؟!

- يا أختاة كل سيحاسب على ما قصر فيه من أمانة في عنقه .. وهي ستحاسب على ذلك مثلما سيحاسب هو عما قصر فيه في حق بيته .

- ماذا لو كانت نافرة منه .. من الطبيعي أن تكون كذلك إذا كان هذا هو الوضع في البيت!! .

- أمرنا الله بأن نطيع حق الزوج في هذا الجانب فإن لم تطيقه فليس أمامها إلا طريقين إما أن تطلب الطلاق وهذا حقها .. أو تصبر وستجازى ..

- لكن من الممكن أن يكون للمرأة عذر في رفضها لعلاقة الفراش .

- كما قلت لك هذا الأمر عظيم بإجماع الفقهاء فإن كانت لن تستطيع تلبية هذا الجانب بما يرضي الله فالتنفصل عنه حتى ترفع عنها الوزر ... إما الصبر والاحتساب عند الله أو الطلاق .

- وإن كان لديها ما يمنعها من أن تطلب الطلاق ؟.

- إن كانت مكرهة على العيش معه لأي سبب فالتأكيد الله مطلع على ذلك وسيجزيها إن صبرت واحتسبت .. فلا تضيع أجرها بارتكاب ذنب كبير ينقص من أجرها الذي ستأخذه بتحملها العيش معه .



ودت لو تكتب " لكنها ليست مكرهه على العيش معه وإنما تحبه" لكنها شكرت الشيخة وانهت الحديث .

الأفكار تعصف بعقلها ودائرة المشاعر تطبق على أنفاسها من جديد..




"أنت لا تريدين يا بانة إتمام الزواج "



"أنت ترغبين في أن تظلي ملفوفة بالسلوفان إلى أن تقابلي أهلك يوما ما "




"هل أنت نفس بانة الخازن التي ركبت الطائرة إلى بلد أخرى ؟"



كلمات أروى تتردد في ذهنها بلا توقف .. ودائرة مشاعرها المزدوجة تطحن أعصابها كشقي الرحى .



هل من سبيل للراحة يا بانة.. هل من سبيل ؟



فتحت الهاتف وأتصلت بشعلة النار التي تدفئها وتكويها في نفس الوقت.. بذلك الشخص الذي هو وطنا لها .. إرتجفت من ذلك التعبير الذي قفز لذهنها فجأة وكأنه يدحض كل ما بداخلها من عقبات نفسية .



جاءها صوته مرهقاً فسألته " هل تعاقبني ؟"



إعتدل أحمد في وقفته في ممر المستشفى ورد بإندهاش " ولما سأعاقبك يا بانة ؟!!"



ردت بإنفعال وكأنها تحدث نفسها " لأني أعذبك .. لأنك لست سعيدا .. لأنك ظلمت نفسك معي وأنا ظلمتك معي "



تكلم بإرهاق " بأنة .. أنا مرهق ولم أنم منذ يومين"



ردت ببكاء " بسببي أليس كذلك ؟.. بسببي لا تريد العودة للبيت "



سألها بقلق " ما بك يا بانة ؟! .. ( وتطلع حوله ثم سأل بهمس ) هل هي الظروف الشهرية مجددا ؟"



ردت باكية " أنا ضائعة.. متعبة.. ورأسي سينفجر من التفكير "

تملكته الشفقة نحوها فسأل " لمَ يا قلب أحمد ؟"



سألت بشك " هل مازلت قلبك فعلا ؟ "



رد بسرعة " وستظلين قلبي .. أنتِ أسمك موشوم على قلبي للأبد يا بانة"




بدأت في البكاء فتمزق قلبه .. ليرد على سؤالها الذي سألته أول المكالمة" أنا مع سيد في المستشفى ولست هاربا من البيت بسببك "



توقفت عن البكاء وسألته بقلق" ما به سيد ؟"



رد بأسف "إرتفع ضغطه ليلة أمس بعد حفل الزفاف .. ولولا أن وائل وجده وأتصل بي لننقله للمستشفى لضاع منا "



قالت "بعيد الشر ما السبب ؟"



زفر ورد " لا أدري يا بانة .. وأتمنى ألا يكون ما أظنه صحيحا ( واستدرك محذرا ) إياك أن يعرف أحد بالأمر لا أمي ولا آية ولا أي مخلوق"




سألت في اندهاش " لم؟!!"




رد مراوغا " أمي ستقلق عليه جدا أنت تعرفين أنها تحبه .. كما أننا لم نخبر عمرو لا نريد أن نفسد عليه هو و أروى سفرهما"




حين صمتت سألها" ماذا بك هل أشعرتك بالذنب؟ ... هل فلتت أعصابي فجرحتك؟ "



تألمت لتهذيبه ورقت مشاعره نحوها فقالت " أروى تقول أني أنا من أريد عدم إتمام الزواج .. وأني أريد أن أبقى ملفوفة بالسلوفان حتى أقابل أهلي .."



صمت قليلا وكأنها تنتظر رأيه فقال" وماذا تعتقدين أنت ؟"



أخذت نفسا عميقا فهذا ليس ما كانت تنتظره كانت تنتظر أن يخرجها من حيرتها فقال " أنا لست متأكدة إن كنت كذلك أم لا.. لكني لا أنكر أني متمسكة بأن أبقى بانة القديمة .. أخشى ( وصمتت قليلا تبلع ريقها ) أو أشعر.. أنهم قد لا يعرفونني"



أشفق قلبه عليها لكنه قال بتروي " لكنك بالتأكيد أختلفت عن بانة القديمة يا قلب أحمد "



حكت جبينها تتحرك في الغرفة بعصبية وهي تلتصق بالهاتف وكأنها تتشبث بأحمد نفسه وقالت" أجل لا أنكر ذلك ( وصمتت قليلا ثم أضافت ) لكن أمر الزواج أمر كبير "



رد بهدوء يواجهها " لكنه حدث يا بانة أنت متزوجة بالفعل .. شئت أم أبيت أنت زوجتي رسميا وفعليا .. لم تعودي بانة القديمة .. أصبحت بانة معدلة وسيفخرون بها .. كما أفخر أنا بك "



ردت بإعتراض خجٍل متخضب بالحمرة " رسميا ..نعم .. فعليا .. لا "



اطلق ضحكته التي تحطم أسوارها رغم كونها ضحكة مرهقة هذه المرة .. ثم وقف يسند يدا على خصره والأخرى على أذنه ونظرا للسماء بيأس يتمتم بتهكم مسموع " بانة الخازن .. مختصصة في إختيار الأماكن الغير مناسبة في التواقيت الغير مناسبة لمناقشة موضوعات غاية في الاهمية "



أطرقت بخجل ولم تعقب على مزاحه فلم تكن في مزاج يسمح حتى بالمشاكسة .. فجاءها صوت أحمد يقول" وما هو الزواج يا بانة الخازن في رأيك ؟ .. علاقة الفراش هي ما تعني أنك تزوجتِ؟ .. إسمحي لي هذا ليس صحيحا .. أولا كل منا أفضى بسره للآخر .. كل منا استأمن الآخر على نفسه وحياته وعرضه .. انكشف حجابك أمامي يا بانة ورأيت منك ما لا يراه سوى الزوج .. شريك الحياة.. قبّلتِك .. تركت بصماتي على جسدك وتركتِ بصماتك الخجولة على جسدي ..وكان برضاك يا بنت الخازن .. ألا يحدث هذا بين الأزواج فقط ؟.. ( وأضاف بحذر وهو متوجس أن تأتي النتيجة عكسية) أو مع الفتيات الرخيصات .. فكيف ترين نفسك ؟"





انعقد لسانها .. لم تفكر في الأمر بهذا الشكل .. وأزدادت ضربات قلبه في توتر ينتظر رد الفعل .. مرتعب أن تتورم كرامتها كالعادة من كلمة ( فتيات رخصيات ) ويزداد الجرح تقرحا .. لكنه غامر وقرر أن يفتح الجرح المتقيح بشجاعة فقال موبخا بصوت عال أجفلها " لم أسمع الرد يا بانة"




همست بحياء " زوجتك "



ارتج قلبه من ذلك التصريح رغم بساطته وواقعيته.. لكنه تصريحا أنعش قلبه المحتضر بقبلة حياة فقال بإصرار ضاغطا لتنظيف الجرح من التقيحات " لم أسمع "



أجلت صوتها وقالت "زوجتك "




فأخفض صوته بتأثر وأكمل مهمته للتطهير هذه المرة لمنع انتقال العدوى إليه من جديد فقال " زوجة من يا بانة الخازن .. أريد أن أسمعها كاملة"



تمتمت بارتجاف " زوجة أحمد سماحة "



زفرة نفسا حارا متوجعا من صدره وقال بهمس حار لفحها عبر الهاتف " وقلب أحمد سماحة أيضا ( ثم تغيرت لهجته فجأة بطريقة أجفلتها ) إغلقي يا بانة .. أسمع صوت سيد يصيح.. سأحادثك فيما بعد "


يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 01:33 PM   #1297

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4



قبل قليل في غرفة سيد بالمستشفى :


قال وائل بانفعال " قلت لك .. قلت لك الفتاة معجبة بك "


رد سيد بوهن وهو ينهت بعد أن نزع قناع الاكسجين الذي إضطروا لوضعه عليه مجددا بعد أن تعرض لاشتباه في ذبحة صدرية منذ قليل " الأمر أقوى من مجرد إعجاب يا وائل .. ما سمعته في إعترافها كان مؤلما موجعا .. كيف لي أن أحرق قلبها الصغير بغبائي دون أن أشعر ... كيف فعلت ذلك لا أصدق!! "


نظر وائل باتجاه باب الغرفة بحركة عفوية وكأنه يتأكد أن الباب مغلق وبسمة ليست موجودة ثم قال " ماذا حدث بالضبط منذ سبع سنوات؟"


رد سيد بضعف شديد " الأمر كما قلته لك على لسانها .. كانت في الثالثة عشر وحين كتبت لي على تلك اللوحة إعتبرت الموضوع مراهقة .. وللحظة راق لي لا أنكر .. برغم أني وقتها لم أكن أشعر نحوها بشئ مربك كما حدث فيما بعد .. فنهرت نفسي بسبب شعوري هذا ..وكنت حازما معها ووبختها .. أما إختفائي بعدها لثلاثة أيام كان صدفة بحتة لا أذكر ماذا حدث .. ربما مشكلة مع خليل لا أذكر .. وحين عدت أردت أن أغلق عليها فرصة التخيلات فهددتها بالخصام في حالة ما كررتها ( وخرج صوته مرتعشاً بتأثر ) لم أكن أعرف أن مجرد خصامي لها كان مهما لهذا الحد .. تخيلت الأمر مراهقة أقسم بالله .. مراهقة وانتهت ..وبعدها نسيت الأمر تماما خاصة حين لم تذكره هي مرة أخرى نسيته .. لم اكن أعرف أنها تجيد التمثيل.. ( أغمض عيناه يقاوم صدى صوتها المصاحب للطنين أذنه وقال بصوت معذب) وشعوري المربك نحوها بدأ بعدها بعامين ..لم أكن أعلم أن صغيرتي تعاني .. أنها تتألم .. تتألم بسببي وأنا غبي غبي غبي"


بدأت أنفاسه تتسارع فوضع وائل قناع الاكسجين على أنفه وفمه وهو يقول " إهدأ وتنفس لا نريد مضاعفات .. لولا ستر الله لا أعرف أين كنت ستكون الآن"


أبعد سيد القناع وقال بتشنج " لماذا اسعفتني ؟ .. لماذا ؟! .. كنت أريد أن أموت.. ما السبب الذي سأعيش من أجله الآن .. بعدما أحرقت قلب صغيرتي بكل غباء قديما .. والآن أفعلها مجددا"


رد وائل بغيظ" لهذا أريدك أن تعيد النظر في موضوع بسمة (وأخفض صوته ) لابد أن تنفصل عنها يا سيد الأمر لم يعد قلبك وحده بل هناك قلب آخر متعلق بك ..ما تفعله من أجل صغيرتك هو أن تنفصل عن بسمة وتتزوج من آية "


حرك سيد رأسه بلا عصبية متكررة وكأنه يقاوم نفسه التي تهوى الفكرة " ياريت .. ياريت ..لكني لن أستطيع .. يكفيني ظلما لبسمة .. ليس ذنبها .. ليس ذنبها"


وقف وائل متخصرا أمامه وقال بإنهاك " إذن ماذا ستفعل مع آية؟! .. هل ستترك قلبها يحترق ؟"


أشاح بوجهه بعيدا يقاوم دموعا تحرق عيناه ورد بلهجة معذبة " لا يجب أن تعرف آية أي شيئ عن مشاعري .. عليها أن تنساني .. تتخطاني .. تدوس بقدمها على حبيب غبي مثلي أراد يكفي الجميع شر مشاعره فأحرق قلبه وقلب حبيبته .. (وصمت قليلا متسع العينين يحدق في اللا شيء وتمتم بهمس ) يا الله ! .. آية تحبني !!.. آية تراني كما أراها !.. تشعر بي كما أشعر بها .. (أنهمرت دموع صامتة من زاوية عينيه وقال لوائل).. ما ذنبها أن تحب شخص تعس الحظ مثلي .. أنا تعس الحظ .. أنا ملعون وتعس الحظ يا وائل.. عليها تبتعد عني أنا أصيب الجميع .. بالتعاسة "



رد وائل باستهجان وقد آلمه قلبه فهو يعلم جيدا أي عذاب يشعر به صاحبه " بل أنت مجنون .. الآن أنتما إثنان على واحد .. إخبر زوجتك بالموضوع ربما أنسحبت من نفسها "


ردد سيد بإصرار "لا لن أستطيع أن أعرضها لمزيد من الإهانة .. يكفي الذنب الذي أحمله تجاهها .. يكفي كسرة نفسها .. أنا ظلمتها بغبائي .. ظلمت الجميع بغبائي .. "


رد وائل بإفعال "وبرغم هذا تتصرف بغباء مجددا .. تتصرف بغباء .. للمرة الثانية تأخذ قرارات عاطفية .. وهذا ليس حلا أبدا"


صرخ سيد بصوت لا يتناسب مع حالته " الحل أن تتركوني أموت .. أموت ( وانتزع الخرطوم الرفيع المثبت في ذراعه بعنف ومال بجزعه نحو طرف السرير في حالة تشنج ) أتركوني أرتاح .. أتركوني جميعا .. أتركوني"


هرع إليه وائل في رعب وضرب الجرس ليحضر الطبيب وقد بدأ سيد يمسك بصدره بينما دخل أحمد بجزع يجري نحوه ويمسك به مع وائل حتى لا يقع من على السرير وسيد مازال يهذي " أتركوني .. أتركوني .. "


فقال أحمد بعصبية وهو يحيط بجسد صاحبه يثبته" هناك أمرا تخفوه عني يا وائل "



رد وائل وهو يتجه ناحية الباب في توتر " لماذا لم يحضر الطبيب"


قبل أن يتم جملته كان الطيب يدخل الغرفة بسرعة ووراؤه الممرضات وبسمة ورحمة



***


قالت آية باكية على الهاتف :
"لم يهتم يا كريستين .. لم يهتم بما قلته .. لم يرسل لي حتى رسالة .. أو يحدثني على الهاتف .. لم يقول أي شيء .. كيف يكون بهذه القسوة "


ردت كريستين بعقلانية " الموقف صعب يا آية .. ماذا تنتظرين منه؟! .. إنه متزوج .. أن يهرع إليك يأخذك بين ذراعيه .. بالتأكيد محرج "


قالت وهي تمسح دموعها " أنا لم أطلب سوى أن يشعرني أني كنت مهمة عنده في يوم من الأيام .. لم أطمع في أكثر من مواساة علها تطيب جرحي."


ردت كريستين " بالتأكيد يجد الموقف معقدا .. وربما لا يعلم كيف سيتعامل مع ما اعترافك هذا .. ماذا تنتظرين منه بالضبط يا آية .. إلا إذا كانت تعجبك فكرة أن تكوني زوجة ثانية !!"


ضحكت آية من بين دموعها بسخرية مُرة " أنا لم أطلب زواجا .. تخليت عن هذا الشرف منذ مدة للسنيورة .. حبيبته الجميلة .. لعله يسعد.. أنا أردت بعض الاهتمام.. التعاطف .. كرامة للحظات جمعتنا في الماضي .. لا أصدق حتى الآن أنها لم تعني له شيئا ..و لا أطمع في أن تعني له كما تعني لي .. أنا أطمع في بعض الشعور بالتقدير الإنساني لأخرج من احساس القطة الضالة التي بت أشعر به .. "



سألتها كريسين متعاطفة " وبعدها يا آية ماذا ستفعلين؟ "


ردت بانهزام ليس من شيمها " بعدها لا شيء .. فلا أشعر أنه بعده شيء يستحق .. سأحاول أن أتلمس طريقي وحدي .. بدونه .. سأطلب حق اللجوء السياسي لبلد آخر .. وسأعيش بلا روح .. غريبة .. لائجة بعد أن فقدته .. فقد وطني فيه "


قالت كريستين بلوعة " يا فتاة عباراتك تقتلني إرحميني "



ضحكت آية بسخرية فسألتها كريسين " علام تضحكين ؟!!"


ردت بابتسامة مرة "تذكرت أني سخرت يوما من لاجئة حقيقة .. فيبدو أني أنال العقاب الآن "



قبل أن ترد عليها كريستين سمعت طرقا على باب غرفتها ثم أطلت بانة برأسها فقالت آية تهني المكالمة " إذهبي الآن يا كريستين إنها تأتي على السيرة .. سلام"


أنتهت المكالمة ووقفت متكتفة وقالت ساخرة " يا روائح الدولة العربية الشقيقة التي هبت في غرفتي في هذه الساعة من النهار ! "


لاحظت بانة وجهها وعيناها المنتفختين من أثر البكاء .. وشعرت بالقلق أكثر فهذا هو اليوم الثالث الذي تنزوي فيه في غرفتها مدعية معاناتها من ضغط منخفض وقد حسب الجميع أنها مازالت معتكفة في غرفتها تنجز التصاميم التي تعمل بها مع أحمد .. لكن حدسها كان صحيحا إن هذه المجنونة تخبئ أمرا .


قالت بانة ببرود تستمتع باستفزازها كما كانت تتلذذ بذلك مع أحمد يوما ما " لا شيء أشعر بالملل بعد ذهاب أروى .."


هزت آية قدمها في عصبية وقالت " وأين زوجك؟.. إنه يهمل في تعذيبي منذ فرح أروى "


همت بأن تخبرها بموضوع سيد لكنها تراجعت بعد أن تذكرت تحذير أحمد فقالت وهي تعبث في لوحاتها المنتشرة بفوضوية في الغرفة وكثير من الأقلام "أحمد مشغول بعمل طارئ ( وأكملت ببؤس ) ولم اره منذ ثلاثة أيام ..وأرسل له ملابس نظيفة كل يوم مع عامل بالورشة ويرفض بكل صلف أن أوصلها له "


قالت آية ساخرة " مشغول لهذه الدرجة !!.. عذبتِ الرجل فهرب منك .. اعترفي "



قالت بانة بتوجع " بالله عليك يكفيني وجعا أكاد أتمزق من الألام "



شعرت آية ببعض الشفقة فسألتها ببرود مصتنع " ماذا بك ؟؟ "


ردت بمكر " إن أخبرتك ماذا بي ستخبريني ماذا بك ؟؟ "


صمتت آية قليلا ثم رفعت حاجبا وردت " سأفكر"


ردت بانة ببرود مضاد وهي ترفع كفتاها " إذن حين تفكرين أخبريني " وغمزت بعينها .



ضيقت آية عينيها بغيظ فاستدركت بانة تقول ببعض الحماس" أريد أنا تعلميني كيف أكتب الخطوط العربية .. أحمد وعدني أنه سيعلمني لكني أريد أن أفاجئه .. "


مطت آية شفتيها .. وقد أعجبها فكرة أن تكون ذات خبرة وتعلمها لأحد .. فقالت ببرود " وماذا سأحصل في المقابل "



ردت بانة بحماس "ماذا تريدين ؟"


ردت آية بهدوء " أريد المنامة الساتان الصفراء ذات الكتف الواحد"


حجظت عينا بانة وسألتها باندهاش " أين رأيتيها؟ .. أنا لم ألبسها أبدا .. وحتى لو لبستها بالتأكيد لكن يكون أمامك "



جلست آية على مكتبها الصغير في ركن الغرفة ووضعت ساقا فوق الأخرى لا تتناسب أبدا مع حالة الضعف التي تشعر بها من الداخل وردت " رأيتك وأنت تعرضينها على أروى هي وبعض الملابس الآخرى من دولابك "



رددت بانة باندهاش " لا أعرف حقا ما المبهر في تلك المنامات التي اختارتها الخالة سوسو .. ( ثم استدركت ) أقصد أني أراها بالتأكيد جميلة ورقيقة لكنها تلقى إعجابا كبيرا من كل من يراها ( وتذكرت أحمد وتعليقاته المعذبة عليها ) "


تمتمت آية بامتعاض " غريبة !.. أنتِ لا تقدرين أي كنز ثمين تملكين "



اخترقت الجملة قلب بانة فزفرت وقالت متجاهلة وقع الجملة عليها " انا موافقة متى سنبدأ؟"



***


أحيانا يغلبك الحماس لدرجة أنك تنسى أنك على أرض الواقع.. وأن لحظة السعادة الكاملة قد لا تمر من أمامك كثيرا .. وإن مرت يوما قد لا تتكرر كثيرا .. وقد لا تأتيك أبدا .. فعليك أن تروض نفسك بنضج على تقبل اللحظات المنقوصة بإمتنان وتقدير و التغافل عمدا عما يعيبها .. وإلا لأصابك الإحباط في مقتل ..



تطلعت أروى لعمرو مشفقة وتأملت وجهه الخشبي الجامد منذ أن ركبا الطائرة عائدين للوطن بعد ثلاثة أيام فقط من الوصول !.. في رحلة عودة تستغرق وقتا طويلا .. دون حتى أن ينفذا ربع البرنامج السياحي الذي كان معدا لهما..
مسدت على ذراعه بدلال فربت على يديها دون أن ينظر نحوها يتمتم بورد التسبيح والأدعية قبل إقلاع الطائرة .. فأحاطت بذراعه تحضنها ودفنت وجهها فيه تتذكر ما حدث صباح اليوم .


قبل ساعات :


دفن عمرو وجهه في شعرها وهو مخيم فوقها يهمس ببقايا جمر مازال مشتعلا في نهاية رحلة يبدآها كل مرة ليطفئا الجمر المشتعل في القلوب.. فيزيد استعارا .. قد يهدأ قليلا في نهاية الرحلة لكنه بات لا ينطفئ أبدا .


همس يمس أذنها بشفتيه " يا أروى !.. يا أروى !"


همست وهي تحيط ذراعيها حول جزعه العاري بقوة وكأنها لم تشبع من قربه بعد " أحب حين تهمس بأسمي في لحظاتنا الخاصة "


رد بهمس " أشعر أني أريد أن اقول كلاما كثيرا..كثيرا جدا .. وأجدني غير قادر على التعبير كالعادة .. فما بالك وأنا معك أشعر بما اشعر .. وأرى ما أرى فتزداد عقدة لساني .. لكني أجد أن نطقي لأسمك وحده يعني الكثير مما أريد أن أقوله ومكتوما في صدري لا يجد تعبيرا مناسبا "



شعر بها ترتجف من البكاء في صمت فانزاح عنها ينظر لوجهها ويقول بخفوت وهو يمسح دموعها الحارة بإبهامه " لما البكاء مجددا يا أروتي"


ردت تقاوم موجه أخرى من البكاء " أحيانا لا أصدق أنك بالفعل معي .. بجانبي .. في حضني "



تأملها لثوان ثم همس في إذنها برد ذكوري وقح ليبدد شبح الكآبة .. فضربته على ذراعه وانفجرا معا ضاحكين..
قالت بعد أن تركها ليرتدي ملابسه " أنا أتحدث برومانسية وانت ترد هذا الرد ثم تحمر أذنيك !!"



استدار إليها يقول " كل منا يتحدث عن مشاعره أروى هانم ( ثم سألها باهتمام ) ماهي زيارات اليوم ؟"


ردت أروى كمرشدة سياحية وهي تعتدل بصعوبة وتثبت غطاء السرير حولها " حسنا يا زوجي العزيز.. انتهينا أمس من زيارة مدينة سيئول زرنا برج إن سئيول .. وزرنا منتزة سيئول الكبير .. وقصر جيونج بوك ..وقصر تشانغدوك .. والمتحف الحربي الكوري .. واليوم سنذهب لمدينة بوسان وسنختم زيارتنا بجزيرة جيجو .. كانت أمنيتي أن أراها يا عمرو شكرا لك "



تملكه ذلك الفخر الذكوري الذي بات مصاحبا له منذ أن دخلت أروى حياته .. كل نظرة .. كل همسة منها تشعره بأنه الرجل الأكثر حظا في هذا العالم ..وكل نظرة سعادة يلمحها في عينيها تملأه فخرا وانتشاء ..


وكيف لا يشعر بذلك وإمرأته هي أميرة البنات ! .


أضافت أروى " لي أمنية أخرى يا عمرو .. أريد أن أشتري لاقطة الأحلام "


قال بإندهاش " نعم .. تشتري ماذا !!"



ردت بثقة " لاقطة الأحلام يا عمرو إنها .."


قاطعها يقول " أعلم ماهي لست جاهلا .. أليست تلك الدائرة التي بداخلها خيوطا كخيوط العنكبوت ومعلقا بها خرز وريش .. الخاصة بالهنود الحمر!!"


أومأت برأسها .. فلاح الخطر على وجهه وقال باستنكار "هل تؤمنين بتمائم الحظ يا أروى !!"


اسرعت بالقول وهي تحكم الملاءة حولها " قبل أن تسترسل في أفكارك أسمعني يا شيخ عمرو .. أنا بالطبع لا أؤمن بالتمائم وأدرك جيدا أن كل شيئ بيد الله وحده لا شريك له .. أنا فقط رأيتها في أكثر من دراما كورية ومرتبطة في ذهني بتلك الاحداث .. واريدها لمنظرها ومعناها الجميل لكني لا أؤمن إطلاقا بأي قدرات خاصة لها .. ستكون فقط كتحقيق لأمنية وكذكرى لهذه الرحلة الإستثنائية "


تطلع إليها يقلب الأمر في عقله فرمشت بعينيها عدة مرات كالشخصيات الكرتونية .. ثم ضمت قبضتيها إلى جانبي عينيها وكأنها تبكي بمسكنة .. فلانت تعابير وجهه .. وأشاح به وقد أفلتت ضحكة لم يستطع التحكم فيها .. فرفعت ذراعيها النحيلين تصرخ بانتصار ليستدير وقد أفلتت الملاءة .. فلملمتها بسرعة وهي ترى اشتعال عينيه مجددا وهو يقترب منها في صمت .. فانكمشت وقالت بسرعة " عمرو .. سيفوتنا برنامج اليوم "



وقبل أن يرد جاءت رسالة واتساب على هاتفه .. بمجرد أن طالعها .. تغير كل شيء فجأة.. فقد أرسل إليه خاله يخبره أن والدته مريضة .. واتصل عمرو بالوطن يطمئن على والدته التي أصرت أنها ترى كوابيسا باستمرار بشأنه ولم تعد قادرة على النوم .. ولم ينفع معها ما أخبرها به بأن الأمر كله لله ..



بعدها تملكته الحيرة مابين عقله وقلبه وأضطر أن يتصل بطبيبها يسأل عن حالتها بالضبط والذي أخبره أنها لم تتوقف عن البكاء منذ أن سافر وأنه أضطر لصرف بعض المهدئات لها .. فأشفق قلبه عليها وقرر العودة وقطع الرحلة وهو يكرر أعتذارات شديدة متكررة لأروى .. أخجلتها ..


مما جعلها تبلع إحباطها وتخفيه في جوفها وتستعمل الوجه الذي تجيده ( كل شيئ على مايرام) .. وقضيا النهار كله في تغيير مواعيد تذاكر السفر وإلغاء البرامج السياحية وضب الحقائب ..



شعرت به متحرجا أمامها .. محبطا أكثر منها.. رغم أنها لاحظت أنه لم يكن مستمتعا كثيرا بالمكان .. هي تستهويها الأمور الرومانسية كارتداء الهانبوك الزي التقليدي الكوري.. والتقاط الصور به .. وزيارة المعالم الشهيرة التي صورت فيها أشهر الدرامات التي شاهدتها .. وهو كان ينظر للمعالم التاريخية من وجهة نظر علمية تاريخية ويناقش المرشد السياحي في تاريخ المكان وخلافه..



همست أسمه بدلال وهي تدير وجهه الخشبي نحوها في مقعد الطائرة فرد معترضا " أروى نحن أمام الناس ! "


ردت بدلال هامسة " أنت لم تنظر في وجهي منذ الصباح "



أطرق بنظراته أرضا وتمتم " أعلم أني صدمتك .. وكنت أتمنى أن أعيش معك حلمك لآخر لحظة وأنا أسعد بسعادتك .. لكني أؤمن أنه لن يبارك الله لي وأنا أترك أمي تتعاطى المهدئات حتى لو كنت مقتنعا تماما أنها مبالغة في مشاعرها لكنها أمي وعلي أن أتحملها ..( ولاح التأثر على صوته وأكمل هامسا ) فسامحيني يا أروى ونبهيني إذا ما قصرت في حقها .. أنت لست مجرد زوجة أنت نصفي الضائع الذي كنت ابحث عنه في متاهات لا تنتهي .. أنتِ أنا .. أراك في نفسي.. وأراني فيك "



قبّلت ذراعه بعشق وهمست " وأنا أحبك بجنون يا عمرو القاضي "



أحمرت اذنيه بل أحمر وجهه كله وقد نفخت في الجمر فتأجج وقال بحزم هامس " أروى توقفي "


ردت بتسللي وقد أكتشفت أن لديها أسلحة أنثوية تستطيع التأثير بها على مزاجه " أنت من عليه أن يتوقف يا عمرو هذا ظلم والله .. كيف تزداد وسامة مع الوقت لا أفهم!! .. الناس بدأوا ينتقدوننا سويا.. من هذه الفتاة القبيحة مع الشاب الوسيم! "



تحكم في ضحكة محرجة وأشهر قبضته في وجهها يهدد " أخرسي يا أروى ولا تنفخي في الجمر ( ثم أضاف بلهجة ذات مغزى ) تفلحين في الكلام والتحريض فقط .. لكن عند المواجهة تنكمشين كفأر مرتعب "



تخضب وجهها بحمرة الخجل وأخذت ترسمه بعينيها فقال بخشونة " قلنا أنظري أمامك وفي بيتنا سنتحدث باستفاضة عن وسامتي التي تزعجك ! "



اشتعلت الحرارة في كل ذراتها فاعتدلت واسترخت على الكرسي وأخرجت هاتفها وشغلت إحدى القصائد المغناة التي تعشقها .. ووضعت طرف سماعة الهاتف السلكية في اذنها ووضعت الأخرى في أذنه و قد عاد للشرود فانتبه لتقول له " هذه القصيدة تمثلك أنت عندي .. طوال الوقت اسمعها وأنا أهمس بها لك "



انتابه الفضول وارخى رأسه على ظهر المقعد يطالع وجهها يستمع للموسيقى .. وبمجرد أن بدأ الغناء شبك أصابعه في أصابعها وقبّل يدها بعشق وقد أنتابته حالة (عقدة اللسان ) التي تمتلكه كلما تلقى منها إغداقا في المنح .


عيناك ليالٍ صيفية .. وروئ وقصائد وردية
ورسائل حبٍ هاربة .. من كتب الشوق المنسية
من أنت ؟
زرعت بنقر خطاك الدرب ورودا جورية
من أنت ؟
كالضوء مررت .. كخفق العطر
كهزج أغان شعبية
ومضيت شراعا يحملني .. كقصيدة شمس بحرية
لوعود راحت ترسمها أحلام فتاة شرقية
من أنت ؟
وسحر في عينيك يزف العمر لي أغنية
لكأنك من قمر تأتي .. من نجمة صبح وردية
من أرض فيها شمس الحب .. تعانق وجه الحرية
وأنا في العمر مسافرة .. ومعي عيناك وأغنية





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 01:47 PM   #1298

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5


دخل وائل إلى بيته فاستقبله التوأمتين ميري وأنجيل في لهفة كل منهما تحيط بجزعه .. قبل رأسيهما وتمتم في إرهاق " أتركا بابا يستريح لم ينم منذ ثلاثة أيام "


تحركت الفتاتان بعيدا بينما أغلقت ماجدة حاسوبها المحمول وخلعت نظارة القراءة وهمت بسؤاله إذا ما يرغب في الطعام لكنه بادرها بالقول بقلة صبر " مريم .. جهزي لي ملابس نظيفة أريد أن أستحم وأنام .. أنا متعب جدا "


وكأن دلوا من الماء المثلج قد ألقى فوق رأسها ..


وقت ماجدة متمسرة " فتحرك نحو الغرفة ثم استدار يقول بعصبية " ألم تسمعيني يا مريم !"


تطلعت الفتاتان لبعضهما وهمت أنجيل بالتدخل فحدجتها أمها بنظرة محذرة .. ثم بلعت غصة مسننة في حلقها وردت " حالا .."



وقف وائل تحت الماء يتمتم بغيظ وقلبه موجوع " ذلك الغبي .. يتمسك بالشهامة في زمن لا يقدرها .. يحرق قلب الصغيرة لينقذ إنسانة لا تحبه .. لو كانت تحبه لفضلت الإبتعاد حتى يسعد .. حبها له حب منفعة .. "


لف المنشفة على جزعه وخرج تتساقد الماء من شعره الأشقر .


تطلعت إليه ماجدة مبهوتة أن تراه عاريا .. لقد فقد وزنا لكن الطبيب طمأنها أن الفحوصات تشير إلى نتائج جيدة بالنسبة لحالته فبعد استئصال الورم وجلسات الكيماوي .. يبدي جسده رد فعل جيدة في الاستجابة مما طمأنها كثيرا وأسعدها .



تحركت بسرعة تغادر الغرفة في خجل حين أنزل المنشفة وألقاها بعيدا في عصبية وبدا في إرتداء ملابسه .. صاح بصوت مخنوق " إلى أي أنت ذاهبة يا مريم !.. "


تسمرت واستدارت تنظر حولها لا تعلم ماذا تفعل هل يقصدها ؟


نظر نحوها يقول بضيق " لما أنت مستمرة هكذا ؟.. يكفيني ما يفعله أصدقائي الأغبياء "


نزف جرح قلبها لكنها ردت تطاوعه مشفقة من حالته" هل تريد أن أحضر لك الطعام "


رد وهو يستلقي على السرير يرتدي بنطالا بيتيا عاري الجزع " لا أريد الطعام أريد أن أنام "



قالت بسرعة " حسنا سأتركك لتنام "


وهمت بالتحرك فقال يستوقفها " إلى أين تظنين أنك ذاهبة وتتركيني ( وربت على السرير بجانبه ) لما تقفين هكذا مريومة ! "


اقشعر جسدها ولم تدري ماذا تفعل .. فتقدمت نحوه في إرتجاف .. تطالع جسده العاري في حرمان مُر ..نزلت على ركبتيها بجوار السرير .. وتمنت لو ..



لو تتاح لها الفرصة لتمر بأصابعها في شُقرة شعره ..


تكلم وهو يحدق في السقف " لا أعرف لما الامور معقدة بهذا الشكل يا مريم ؟ .. لا أحب التعقيد .. أحب من أحبهم سعداء (مدة يده وسحب كفها دون أن ينظر إليها وشبك أصابعها في أصابعه فشعرت بالكهرباء تسري في جسدها وأكمل ) سيد يرتكب غلطة عمره .. الغبي سيموت .. لم يجرب .. لم يجرب "


في خلال ثوان كان قد استسلم للنوم بينما ماجدة تغرق في دموع صامتة تنظر لأصابعه المشبكة في أصابعها ..
مالت قليلا وطبعت قبلة محرومة متأنية على ذراعه .. ثم تحركت بتلكوء تغطيه وتخرج من الغرفة لا تجروء على الطمع بأكثر من ذلك منه .



استقبلها الفتاتان فبادرت ميري تسأل بتوجس " لمَ يناديك أبي بإسم مريم ؟ولمَ تبكين؟ "


مسحت ماجدة بدموعها تقول مراوغة " أبكي لأني ممتنة لله بعد أن طمأنني الطبيب منذ أيام أن جسده يستجيب للعلاج "


هتفت أنجيل مصفقة بسعادة " أبي لن يموت أليس كذلك يا أمي ؟"


ردت ماجدة وقد تدفقت الدموع مجددا بينما ظنها قد نضبت " إن شاء الله حبيبتي سيظل في حياتنا بعمر طويل "


ألحت ميري في السؤال بإصرار " لم يناديك بإسم مريم ؟"


لم تدري ماجدة بماذا ترد فقالت مراوغة " كان هذا إسما لي وأنا صغيرة .. كانت جدتي تصر على أن تناديني بهذا الاسم فانقسم الناس جزء يناديني بماجدة والآخر يناديني بمريم ... لقد تذكر شيئا قديما .. ( وتصنعت المرح وهي تتركهم نحو ذلك الركن المفضل لها في المطبخ ) هيا دعوني أنا لدي ما يشغلني "


عادت تجلس أمام حاسوبها المحمول تكتب كعادتها بينما مطت ميري شفتيها بعدم راحة وتوجهت إلى غرفتها تمارس بعض تدريبات التايكوندو ..


بينما أعادت أنجيل تشغيل الأغاني على هاتفها ووقفت ترقص في وصلة رقص تعبيري في صالة البيت بعد أن هتفت لأمها " شغلت الأغنية التي تحبينها يا أمي " فاخترقت الأغنية قلب ماجدة كالسكين :


How do I get through one night without you
If I had to live without you
What kinda life would that be
Oh I need you in my arms, need you to hold
You are my world, my heart, my soul

If you ever leave
Baby you would take away
Everything good in my life
And tell me now

How do I live without you?
I want to know
How do I breathe without you?
If you ever go
How do I ever, ever survive
There would be no sun in my sky
There would be no love in my life
There'd be no world left for me

And I, baby, I don't know what I would do
I'd be lost if I lost you

If you ever leave
Baby you would take away
Everything real in my life
And tell me now

How do I live without you
I want to know
How do I breathe without you



***


اخترق أحمد صالة المطار مسرعا نحوها فاستقبلته على كرسيها بذراعين طفوليين مرفوعين .. ليتبادلا أحضان صامتة لم تعجب عمرو .. الذي وقف يقبض على الظهر المعدني لكرسيها بغيظ وهو يسمعها تتمتم " يا حبيبي أشتقت إليك "



تدخل يقول بامتعاض " أنا لا أهضم تلك العلاقة بينكما ولا أفهمها .. ولم يكن لي أختا لأفهم هذا الشعور فأرجو أن تراعيا ذلك أمامي "


استقام أحمد يتفحصه من رأسه إلى أخمص قدميه ثم اقترب منه يسوي له ملابسه ويمسد عليها وقال مازحا بلهجة حاقدة " أرى أنك سعيدا.. منتشيا .. مملوءا بالثقة ..مفرود العضلات .. ولا أعرف لم َ"


تحكم عمرو في ضحكة ملحمة وردد " قل أعوذ برب الفلق .. من شر ما خلق .. هيا لأننا سنسقط من التعب .. واريد أن أطمئن على والدتي "


بعد ساعة كانت أروى في شقتها الجديدة وإلهام في استقبالها رغم أن الوقت قد تجاوز الواحدة صباحاً وقد حاولت إخفاء غيظها من عفاف حتى لا يحزن عمرو لكنها كانت تحسبن عليها في سرها وهي تتمتم " لولا أني لا أريد النكد لإبنتي لسمعتي مني ما في الخمر يا عفاف يا بنت حمدية .. ولن أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل " ..


أما عمرو فتركهم بمجرد وصوله ليصعد إلى والدته.. بينما أخذت إلهام تحضر المائدة قبل أن تغادر .. فسأل أحمد أروى ولم يغفل عن السعادة التي تشع من عينيها مما أراح قلبه وأزاح عن كاهله هما ثقيلا خاصة بعد أن وجدها غير متأثرة بما فعلته تلك المرأة المهووسة " كيف حالك يا عروس "



تخضبت بالحمرة وتمتمت" الحمد لله ..يا حبيب العروس "


تخصر أمامها يطالعها ثم قال " أرى أنك تستأنسين برفقة أبا قردان "



اتسعت ابتسامة أروى لم تجيب فقال بقرف " منتهى الوقاحة أقسم بالله ..ما يحدث هذا منتهى الوقاحة .. هيا يا إلهام كفى تنسيقا لسفرة أبي قردان .. هذا لا يفهم في مثل هذه الأمور مفارش وأطقم خزف وشموع .. إن أخر استيعابه أن يأكل الطعام في (طِشت ) الغسيل .. "



احتضنتها إلهام وسألتها إن كانت تريد شيئا آخر أو تريد المساعد في تبديل ملابسها .. فتكلم أحمد ممتعضا " لا أفهم لم أنت فرحة بها يا أمي!! .. أتشجعينها على الوقاحة .. ومع من ؟ .. مع أعز أصدقائي هل رأيت رجلا متألما أكثر مني ؟؟ "



ضربت إلهام على صدره بحرج وهي تضحك وقالت " هيا أمامي وكفاك أنت وقاحة "



رد باستنكار " أنا الوقح !! .. أنا يا إلهام !! .. انظري للشموع التي تنتظره .. ولكميات الطعام التي لن يأكلها سوى ثور يتم تسمينه "



علت ضحتها ودفعته بخشونة لخارج الشقة ثم قالت لأروى وهي تغلق الباب " لا تجعلي هذه المرأة تحرق دمك كلما كنت باردة كلما حرق ذلك دمها"



فتمتمت أروى عمت مساء وارسلت لها قبلة في الهواء قبل أن تغلق إلهام الباب .



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 02:31 PM   #1299

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6



دخل شقته بإنهاك وقد تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل .. لا يريد إلا حماما ساخنا وسرير يفرد عليه عضلاته المتقلصة من النوم على الكرسي في المستشفى لثلاث ليال ..فهذه أول ليلة سيبيت فيها سيد بمفرده بعد أن أصر على صرف الجميع حتى زوجته .



لكن أهم ما يحتاجه أن يستنشق رائحتها فيملأ بعطرها رئتيه .. لقد تعمد أن يأتي متأخرا جدا حتى لا تكون في استقباله ..


وتعمد أن يخبرها على الهاتف أنه سيذهب لإحضار عمرو وأروى من المطار حتى تنام ولا تنتظره ..



لقد تعمد ألا يراها ..
لانه يشتاقها ..
يشتاقها إلى حد الجنون ..



إلى حد الرغبة في ضرب كل وعوده لها بعرض الحائط واستنفار كل جيوشه للإرتواء منها حتى الثمالة .



لكنه يصبّر نفسه بأمل ضعيف .. ربما قريب .. وربما زائف .




تحرك يلملم عطرها من المكان .. وذكر نفسه بأن عليه أن يبيت في حضن لوحته التي تذكره بماساة أول ليلة حتى يردع ذلك الأنفلات الذي يشعر به .


مر من أمام غرفتها وتقبض بقوة وهو يلصق جبينه ببابها لا يعلم إن كان عليه أن يرتاح لأنها نامت قبل أن يأتي أم يحزن.



أجبر نفسه على الحركة متسائلا هل سيضطر للمبيت في شقة العائلة اليوم من مبدأ السلامة ؟


في ظلام غرفتها إلا من ضوء جانبي خافت كانت تجلس على السرير بتوتر .. قلبها يقفز في صدرها كالكرة المطاط تحاول الاستعانة بتمارين التنفس للتغلب على توترها .


لقد اتخذت قرارها ..
تشجعت واتخذت قراراها ..
تقنية ( استحضار إبن سماحة ) دوما ترجح الكفة لصالحه لهذا اتخذت قرارها .


وشجعت نفسها ..أ بعد كل ما مرت من صعاب بكل شجاعة ورباطة جأش ستجبُن من أمر كهذا .. تفعله كل إناث العالم!..



نظرت لقميص النوم ( المبتذل جدا ) في نظرها التي اختارته من مجموعة ملابس الخالة سوسو لها وشعرت بعدم الراحة ..


خطواته اقتربت عند بابها وتوقفت قليلا فوقفت هي ترتجف وتحبس أنفاسها .. وحين ابتعدت الخطوات وسمعته يدخل للحمام روضت نفسها من جديد ..


حسنا يا بانة .. ما مشكلتك ؟.. مشكلتك هذا القميص السخيف .. وهذا الأمر الصعب الذي أنت مقدمة عليه .. وشوقك الكبير لهذا الرجل الموجود خارج هذا الباب .


اذن دعينا نخفف عنك هذا الضغط ونمحو البند رقم واحد ونتصرف بعملية .. أما البند رقم اثنان وثلاثة فمرتبطان ببعضهما .


هكذا حدثت نفسها تشجعها .


اتجهت نحو الدولاب وقررت تغيير قميص النوم .




بعد قليل خرج أحمد من غرفته يرفع الهاتف على أذنه .. يرتدي بنطالا بيتيا مريحا وبلوزة قطنية .. حافي القدمين تفوح منه رائحة الصابون الذي يفضله ويقول بإرهاق" لم نريد أن نقلقك يا عمرو لهذا فضلنا أنا ووائل عدم إخبارك ولا أحد يعرف بالأمر سوانا .. هو بخير لا تقلق ... يحاولون تثبيت مستوى الضغط لهذا يحتجزونه حتى يتأكدون من ذلك ... لا أعلم صدقا يا عمرو ماذا حدث ليرتفع ضغطه بهذا الشكل القاتل ...وهو لا يريد أن يفصح ... ألم يخبرك وائل بالسبب أشعر أنه يعرف .. عموما أنا اشك في أمر ما لكني لست متأكدا حتى الآن "


رفع نظره يحدق في باب غرفتها قبل أن تخرج بثوان وقد استشعر اقتراب رائحة الصابون التي يعشقها وبمجرد خرجت إليه ابتسم في سعادة وقبّل بعينيه كل ذرة فيها من رأسها حتى أخمص قدميها يتأملها بمنامة من الساتان باللون البرونزي مكونة من بنطال يغطي الركبة بقليل وكيمونو قصير على ما يبدوا يخبئ تحته بلوزة قصيرة بحمالات رفيعة كما خمن .



شعرها ينساب كشلالات من العسل حول كتفيها تقف عن باب غرفتها تفرك في يديها بارتباك رغم الابتسامة التي تلوح على وجهها .


قال أحمد بحزم ينهي المكالمة فجأة " علي أن أذهب الآن يا عمرو سنتكلم لاحقا "


وقبل أن يسمع الرد كان يغلق الهاتف ويتأملها من جديد .


قال بابتسامة مرهقة وقد انعش قلبه رؤيتها " اشتقت إليك يا بنت الخازن "


ابتسمت رغم ارتجافها لا تعلم كيف تخبره بقرارها وتمتمت " أنا أيضا يا ابن سماحة .. كدت أُجن .. وأنت لم تسمح لي بأن آتيك بالملابس لأراك "


قال بتوجع " حقا اشتقت لي يا بانة ؟!"


أومأت برأسها بنعم ..


فقال بمسكنة وهو غير قادر على المقاومة رغم يقينه أنه في حالة انفلات أعصاب" هلا منحت إبن سماحة حضنا ؟"


ابتسمت في إرتباك ثم تقدمت نحوه تتعلق برقبته فأحكم ذراعيه حولها يعتصرها بقوة وهو يكتم تأوها أوجعها .. وخلال ثوان كان يحني جزعه قليلا ويرفعها من خصرها لأعلى من فتعلقت أكثر برقبته وهي تطلق صرخة مفاجئة دغدغت أعصابه ولا إراديا فعلت ما كان ينشده .. لفت ساقيها حول خصره.


دفن رأسه في حضنها يصدر تأوها عاليا كأنه يتوجع ..



فأحكمت ذراعيها حول رأسه أكثر .. بعد قليل رفع رأسه لينظر إليها وهي مشرفة عليه من عليّ وقد تدفقت شلالات العسل حول وجهها ووجهه وكأنها تخبئهما معا .. فسألها بهمس " لما يدق قلبك بهذا العنف.. هل عدت تخافين مني ؟"


حركت رأسها بلا ثم قالت تخفي انفعالاتها وهي تعيد جانبي شعرها إلى خلف أذنها وكأنها تفتح الستار ليسلط الضوء على ملامحه التي تعشق تفاصيلها " يرقص من أجل إبن سماحة "


دفن رأسه فيها مجددا وتوجع من جديد .


تمتمت باعتراض "أحمد كفى وأنزلني .. ركبتك .. أنا ثقيلة "


رفع وجهه يتطلع إليها وقال مازحا يبدد توتره " أحيانا تكونين خفيفة الظل ولست ثقيلة فاستمري في المحاولة ولا تيأسي "


ضحكت فأسعدت قلبه بضحكتها ثم قالت" أقصد الوزن .. ثقيلة الوزن يا كونت وليس ثقيلة الظل"


رد عليها " لا بأس برفع بعض الأثقال لتكوين بعض العضلات "


ضربته على ذراعه وقالت " أنزلني يا أحمد ركبتك المصابة"


تحرك خطوتين وأسندها على منضدة ركنية مرتفعة في الممر عليها بعض التحف وقال" إياك أن تفكي ساقيك من حولي "


أحمرت أكثر وتأملته بعينيها فسأل " بماذا تدللون أسم أحمد عندكم ؟"


حركت مقلتيها قليلا ثم قالت " أممم .. لا أدري ربما حمودي "


ردت باستنكار " نعم !!"


ضحكت فأطربت قلبه وأضافت " ربما أحمودي "


ردد وراءها باستنكار" أحمودي !!!"


سألته بابتسامة شهية " لا تحبهم؟"


تراجع ورد " ليس هذا ما اقصد لكن الكونت حمودي أو الكونت أحمودي ليس بينهما أي علاقة"


أفلتت منها ضحكة أنثوية مائعة لا تعرف من أين أتت .. كل ما تعرفه أنها خائرة القوى .. مخدرة الأعصاب وهي تشعر بحرارة جزعه العضلي على ساقيها ورائحته الذكورية تزداد تركيزا وضوعا في الفراغ العالق بينهما أما هو فيعلم أن ضحكتها فعلت به الأفاعيل فهمس " دعينا نتفق على شيء يا قلب أحمد "


تأملته بإهتمام وهي ترسم ملامحه الرجولية بعينيها فأكمل " أنا سأبيت في شقة العائلة الليلة .. وأنتِ .. ( وصمت قليلا يتجول في وجهها بعينيه ثم قال ) ستعطيني قُبلة .. وستكونين حازمة معي إذا ما طلبت أكثر من ذلك حتى لو توسلت إليك .. فأنا خطر الليلة "


قالت هامسة وقد بدأت ترتجف من جديد" أريد أن أخبرك شيئا "


رد ساخرا "قوليه الآن قبل القُبلة لأن بعدها قد أرمي نفسي من النافذة "


لم تستطع أن تقول شيئا ..



وماذا تقول .. وهو يثبت لها كل لحظة أنها قاسية القلب ظالمة لحبيب قلبها .. تجعله يتوسل .


لم تستطع سوى أن تطبق على شفتيه تقبله ببعض الارتباك .. لكنه لم يمنحها الفرصة للتراجع اقتنص شفيتها بعنف كقناص ماهر وهو يثبت مؤخرة رأسها بيده ..يقبلها بجوع .. يبوح لها ببعض عذاباته بينما يده الاخرى تتجول بحرمان تحت منامتها ..



بعد قليل أطلق سراح شفتيها .. ودفن رأسه في حضنها مجددا يلجم اعصابه .. ثم تمتم من بين أنفاسه العالية" كل مرة تغريني الفتات واتسولها راضيا .. ثم أكتشف بعدها أنها لا تُسمن ولا تُغني من جوع.. بل تزيدني حرمانا وعذابا .."


همست بارتجاف وقد بدأت تشعر بالدوار .. وببعض المشاعر القوية التي تطالبها بمزيد من القبلات والمزيد ومن لمساته التي تتجول في ظهرها .. والمزيد والمزيد منه " لقد اتخذت قراري "


طالعها بعدم فهم فأكملت بصوت هارب منها "اتخذت قراري بالسماح لك بدخول قلعتي الحصينة .. لكني سأحتاج المساعدة في فك القفل إنه صدئ "


رد بوجه عابس " بانة .. اتفقنا أن تتحمليني وأتحملك .. فما قلته منذ قليل لم يكن بغرض الضغط عليك .. أنا أحتاجت للبوح إليك ببعض .."


أطبقت على شفتيه بحرارة تقبله من جديد رغم ارتجافها فأجفلته .. وارتبك لا يدري ماذا يحدث.. ثم رفعت رأسها وهمست بخجل "ألست تفهم في لغة الجسد ماذا تخبرتك تلك القبلة ؟"


ابتلع ريقه غير مصدق وسألها " أنت أخبريني بما تقول "


ردت وهي تنظر لعينيه " تقول أني وجدت مفتاح قفل القلعة الحصينة لكني أجد صعوبه في فتحه وحدي "


قال وهو مازال مصدوما " وماذا تقول أيضا؟"


ردت " تقول أني أوافق .. أوافق على أمنحك نفسي يا أحمد "


شعر بارتعاشها بين يديه فقال " بانة هذا الأمر ليس فيه مزاحا.. إن رد فعله سيكون كارثة إما أن أرتكب جريمة أو أموت أمامك إن كنت تمزحين .. أعيدي ما قلتيه حتى أتأكد أني لا أهلوس "


ازداد ارتعاشها ولم تقدر على النطق بكلمة فمالت توزع قبلات عشوائية على وجهه في جرأة لم تعرف من أين أتتها .. فاقتنص شفتاها من وسط الطريق يقبلها كالمجنون ...


لم يعد هناك مجال للرجعة .. نزعت بانة فتيل القنبلة ..


وانفجرت ..


حملها نحو غرفتها ليضعها على السرير ويطلق سراح شفتيها .. فنظرت إليه بأنفاس عالية ببعض الخوف ممزوجا بخجل فطري ومشاعر داخلية لم تدري من أين ظهرت تدفعها دفعا لطلب المزيد منه ..


بخفة يد ساحر كان يبعد عنها الكيمونو القصير ليظهر تحته بلوزة بحمالات رفيعه تظهر بشرتها البيضاء .. حدق فيها وهو يمرر كفه على كفيها وذرعيها .


فقالت ببراءة "أنا أسفة كنت أود أن أرتدي إحدى القمصان المبتذلة لكني لم أقدر عليها فـ .. "


هاجم شفتيها يقبلها بعنف يخرسها ويداه تتعاملان مع منامتها لتتخلص منها قطعة تلو الأخرى بنفاذ صبر وكاد أن يمزق بعضا منها .. ثم أطلق سراح شفتيها من جديد يتمتم " أخيرا يا بانة .. أخيرا .. جاءت اللحظة التي انتظرتها سنينا "



رفع بلوزته وخلعها وألقاها أرضها وخيم فوقها بجزعها العاري فلفحتها أنفاسه ولم يغفل عن نظرة الخوف المطلة من عينيها ..



رسمها بعينيه ويديه يحدد تفاصيلها المتكشفة بكليتها أمامه .. لاول مرة ..



أخيرا ..
دون حواجز ..
دون عقبات ..



ودفن وجهه في رقبها يدغدغها بقُبل محمومة وهي تحدق في السقف ترتعش مع كل لمسة أو حركة تتذوق تلك المشاعر لأول مرة بأحاسيس إمرأة ناضجة .. همس بجانب أذنها " لا تخافي يا قلب أحمد .. لا تخافي وثقي بي .. لن أؤذيك .. أنا حبيبك وزوجك ووطنك .. ولن أؤذيك أبدا ."


بعدها بدآ في رحلة جنون دون هوادة ..
استحضر فيها كل جيوشه ..
وحضرت فيها كل أسلحتها رغم أنها لم تعرف بعد كيف تستخدمها ! ..


ودارت ملحمة عشق محروم يتحرر من الأسر أخيرا .


هذه المرة حلقت معه نحو السماء .. ومدت إليه يدها رغم رعبها ليقفزا من الطائرة ..



هذه المرة تغلبت على رعبها ووثقت فيه وقفزت .. وخلال ثوان كانت تحلق معه في الفضاء الفسيح .. متحررة من كل شيء .. من كل القيود والحواجز .. من كل العذابات والعقبات ..



حلقت في فضاء واسع يقودها نحو عوالم لم تتخيل وجودها ويبوح لها بأسرار عن العشق لم تعتقد يوما فيها ..


قال لها ما لم يقله أبدا ..


وأخبرها بألف طريقة وطريقة كم يحبها .. كم يعشقها ..


وأخبرها كيف يكون الذوبان وكيف يكون التلاشي.



قبيل الفجر كانت ممددة بين ذراعيه مستكينة في نوم عميق.. أما هو فلم يقدر على النوم ..



كيف ينام وهو يراها بهذا الاستلام بين ذراعيه ؟


كيف ينام وهذا الجسد المُهلك الذي أوشك أن يصبه بنوبة قلبية ممدد بجانبه .؟


أخذ يتسعيد لحظاتهما معها مرارا وتكرارا لا يصدق أنه أخيرا أمتلكها .. رسم الحدود وأعلن عن ملكيته بفخر ذكوري منتشي .



وعليه أن يعترف بأنه لم يتخيل يوما أن تملكه إمرأة ..


أن يغرق فيها إلى هذا الحد ..
أن يستسلم لها بهذا اليأس ..
لكنه لم يكن استسلاما..
وهي لم تكن مجرد إمرأة ..


إنها ظله .. روحه .. قلبه .. قلب أحمد ..


لكنه نسي أمرا مهما في وسط حالة إنتشاءه .



نسي أنها لم تكن فتاة عادية .. فلم تكن إستثنائية في تفردها فقط ولكنها استثنائية في أوجاعها و وآلامها ومخاوفها ..
وكما تمتع بالتفرد باستثنائيتها عليه ان يتحمل في المقابل أوجاعها .


فبعد التحليق في السماء .. إرتطما بسطح الأرض بقوة موجعة ..


وقف أحمد بعد قليل يضرب على باب الحمام بقوة ينادي عليها ولا يسمع سوى أصوات بكاء هستيري .. لم يفهم ماذا حدث سوى أنها فتحت عينيها فجأة برعب وانتفضت من بين ذراعيه تلف نفسها بالملاءة .. لكن رؤيتها بعض قطرات الدماء على الملاءة أدخلتها في نوبة هيستيريا فجرت على الحمام الملحق بغرفتها ووقف هو يحاول أقناعها بفتح الباب .. تارة بالحزم وتارة بالتهديد بكسر الباب وتارة بالتوسل ..
جرى إلى المطبخ حافي القدمين واحضر آلة حادة وبدأ في التعامل مع الباب وهو يسمع نحيبها الذي يقتله يمزقه إربا ..


كيف تتوجه ملكا ثم ترديه قليلا في نفس اللحظة !



انفتح الباب واندفع للداخل وهالة أن يراها متكومة في حوض الاستحمام فصرخت في هيستيريا بمجرد أن رأته ودفنت وجهها بين قدميها فابتعد خوفنا عليها ..



وقال من بعيد " بانة .. أنا أحمد .. بانة أرجوك لا تمزقي نياط قلبي عليك .. ألم توافقي .. ألم تخبريني أنه قرارك .. بانة أرجوك أتوسل إليك لن أتحمل هذا .. لن أتحمل يا بانة .. "


تحرك عند باب الحمام في توتر يمسك برأسه غير قادر على الاقتراب ..



بعدها أسرع للغرفة وأمسك بهاتفه واتصل بوالدته يقول " أمي أنجديني يا أمي "



بعد دقائق دخلت إلهام على ملامحها الهلع وبقايا نوم فبادرها يقول بوجه شاحب كالأموات " أدخلي لبانة يا أمي .. أفعلي أي شيء لتهدأ أبلغيها ( وخرج صوتها يقاوم البكاء ) أبلغيها أن أحمد يعتذر "



قالت وهي تتحرك نحو الغرفة" ماذا فعلت ؟"


رد بسرعة" اقسم بالله يا أمي لم أجبرها.. أقسم بالله أتتني تقول أنها قررت أن تتم الزواج .. أقسم بالله كانت معي مستجيبة كأي عروس ليلة زفافها "


بعد دقيقة كانت إلهام تقترب منها بحذر وهي تناديها " بانة .. حبيبة قلبي "



رفعت إليها بانة وجهها الشاحب كالأموات المرتعب المذعور وأمسكت بطرف الملاءة تريها النقط الحمراء .. فاندفعت إليها إلهام تضمها وتبكي مثلها وتقول " اششش .. حبيبة قلبي .. مبروك .. أنت صرت إمرأة ناضجة ".
.
زاد نحيب بانة وارتجافها فآلم قلب إلهام ..فجلست على حوض الاستحمام تسند رأسها للحائط وبانة مدفونة بين ذراعيها .. وهي تهدهدها بتهويدة كانت تغنيها لبناتها قديما ..
حين لمحت إلهام ابنها المتلهف عند الباب أشارت له بيدها ليبتعد من المشهد فتراجع أحمد حتى لا تراه ووقف في الغرفة مطرق الرأس وهو لا يزال في حالة صدمة .. يوبخ نفسه أن طاوعها وهو يعلم أنها متخبطة تجاهد لتلتمس طريقها .. كان عليه أن يرفض .. أن يعطيها الفرصة لتتأكد من قرارها .. حالها يؤلمه.. يذبحه .


سمع إلهام تقول في تردد " أليس أحمد حبيبك .. زوجك .. على سنة الله ورسوله .. ( صمتت قليلا تحاول استحضار كلاما قد يساعدها على تهدئتها ) أتعلين إذا كنتي إبنتي وحدث ما حدث وعشت في بلد غريب ثم قابلتك بعد سنين وقدمت لي زوجك ووجدته رجلا تفخرين به لفرحت جدا .. ( لا حظت توقف نشيجها إلا من بعض الشهقات المتقطعة فأكملت ) صدقيني الأهل يفرحون لزواج بناتهم وفي حالة أهلك سيفرحون جدا أن يكتشفوا أنك عشت في كنف رجل يصون عرضك وكرامتك ويحميك .. سيفخرون بك عندما يعلمون أنك صمدت أمام ما قابلتيه بكل شجاعة وسيسعدون بك ويرتاح بالهم أن كل السنين التي باعدت بينك وبينهم لم تعيشيها كلها في عذاب بل عشت بعضا منها في حمى رجل يسعدك ويبعد عنك شر اللئام .. فلمَ تبخلين عليهم بالسعادة وتمنحينهم الفخر بك فقط وأنت بيدك أنت تمنحيهم الاثنان .؟؟..( صمتت قليلا ثم مالت عليها وقالت بخفوت) هل اذاك هذا الولد أخبرني وسترين ما أفعله به (حركت بانة رأسها بلا .. فسألتها مجددا ) هل أجبرك ولم تكوني تريدين ( فحركت رأسها بلا فقالت إلهام ) مارأيك أن تتحممي .. سأحممك أنا هيا .. "




لمحت إلهام منها بعض القبول فبدأت بإفراغ الماء ببطء على جسدها العاري بينما أحمد يتنفس الصعداء أن هدأت رغم قلقه من رد الفعل الهستيري هذا .. وعاد يوبخ نفسه من جديد .


سألتها إلهام في الداخل "هتشعرين بالخجل ؟"


أومأت بانها برأسها في حياء.. فابتسمت إلهام وقالت
"تقولين هذا وأنت بالتأكيد تعلمين بعض المعلومات الأساسية عن الزواج أما أنا فلم أكن أعلم شيئا .. صدقيني .. كنت في السنة الأولى من الجامعة حين خطبت لإبراهيم .. كنا نحب بعضنا لكني لم أكن أعلم بالضبط كيف يتم الزواج .. في تلك الأيام لم تكن معظم الفتيات على دراية بتفاصيل الزواج .. وأنا كنت أكثرهم سذاجة فلم ندرس في المدرسة مثلا مثلكم بعض الخطوط الاساسية عن هذا الامر .. وكنت بسذاجتي أتخيل أن الحمل يكون بالقبلات . "


لا شبح ابتسامة على وجه أحمد وهو يستمع من الخارج بينهما استدرات بانة لإلهام تنظر إليها بشك وإلهام تصب الماء على جسدها وتؤكد لها " صدقيني كنت أتخيل ذلك فعلا .. المهم أن إبراهيم ألح مرة لأعطيه قبلة .. ولم أقدر على الصمود أمام إلحاحه .. فقبلني .. "


مط أحمد شفتيه في الخارج يقول في سره" قبّلها وهما مخطوبان ! ما هذه الوقاحة يا إلهام !!.. يقبلها الحاج وهما مخطوبان ويدعي أمامي التصوف والرهبنة !.. أنا لن أسمع بقية هذا القرف .. "



وتحرك يترك الغرفة بعد أن اطمئن على بانة .


أكملت إلهام في الداخل " لكني بعدها أصابني القلق الشديد ونتيجة هذا القلق تأخرت ظروفي الشهرية فشككت أني حامل فعلا ( لا شبه ابتسامة على فم بانة وهي مستسلمها لها تماما تحممها بينما أكملت إلهام ) وقتها كان يعمل في الخليج فاتصلت به وبكيت وهددته بأني سأخبر أبي .. وأنه عليه أن يسترني قبل الفضيحة ( ضحكت إلهام وهي تستعيد الذكريات واكملت ) حاول إفهامي أن القبلة لا تسبب الحمل لكني كنت في حالة نفسية سيئة فاضطر للقدوم وطلب من أبي عقد القران حتى يريحني ثم أخذني بعدها لطبيبة نسائية لتؤكد لي أن القبلة وحدها لا تسبب الحمل ولكن بعد أن انتهت من محاضرتها طلبت منها أن تكشف علي لتتأكد أني لست حاملا ( قهقهت إلهام ثم أكملت ) كنت ساذجة جدا في هذه الأمور وأذكر أن أول يوم زواج اتصلت بأمي أخبرها أن أبراهيم قليل الحياء "



ابتسمت بانة هذه المرة فسعدت إلهام وهي تلبسها روب الاستحمام وادخلتها الغرفة بعد أن طمئنتها أن أحمد غير موجود بالغرفة .. تركتها ترتدي ملابسها ثم فرشت ملاءة جديدة على السرير وأدخلتها تحت الأغطية وبدأت تمشط شعرها بأصابعها وهي تتمتم ببعض الآيات القرآنية فبدأت بانة في الاسترخاء وقالت بهمس " أمي .. أخبري أحمد أني آسفة لم أقصد أن أفسد عليه الأمر "


وبدأت في البكاء فقالت إلهام تحاول تهدئتها" لا عليك .. إهدئي ونامي قليلا .. ما حدث قد حدث .. "


بعد قليل كانت إلهام تخرج من غرفتها لتجد أحمد يجلس في صمت كئيب في الصالة يدخن بشراهة ومطفأة السجائر مملوءة .. فوقفت إلى جواره فانتبه لوجودها وسألها بلهفة" كيف هي يا أمي؟؟" .



ردت مطمئنة وقد آلمها قلبها على إبنها " إنها بخير .. يبدو أنها صدمت .. تركتها نائمة ولا تدخل عليها إلا إذا هي خرجت "



قال أحمد مدافعا " كان برضائها يا أمي أقسم بالله"


ربتت على كتفه وقالت" أعلم يا بني "


فلاحظ حزنها فقال مازحا " إذن أين المباركة ألست عريس مثل أبي قردان .. لن أطالبكم بالخزف والمفارش والشموع يكفي المباركة ونترك الباقي له "



أدرك أنه قلب المزاح لسخرية مرة دون أن يدري بينما ربتت عليه إلهام بشفقة وقالت " مبارك لك يا حبيب أمك .. "


شاكسها يقول " لماذا لم اسمع منك عبارات توبخها وتتوعدها بانة بنت الخازن بتعذيبها كما تعذب إبنك "


ابتسمت وقالت" لأن قلبك متعلق بها .. لو كان غير ذلك لما خرجت من تحت يدي سليمة .. إلا الكونت .. أبني الذي أفخر به "


لثم يدها ثم قال بتأثر" جزيت الجنة يا أمي .. لا أعرف كيف يمكن أن تدار حياتنا بدونك .. أطال الله في عمرك "


ربتت عليه إلهام وقد إغرورقت عيناها بالدموع مشفقة على حظه المائل تدعو له بالهناء والسعادة.



مر الوقت بعدها بطئيا وأزدادت أعقاب السجائر أمامه ينتظر استيقاظها .. مر أكثر من خمس ساعات وهو يجلس بنفس الجلسة على الأريكة في الصالة .. يفكر ويرسم خيوطا بدخانه .. يفكر في بانة في سيد في آية في أورى وحماتها .


بينما تحركت بانة من السرير تحاول استيعاب ما حدث من أول الليلة الماضية واللحظات التي مرت بها معه بين ذراعيه .. وانتهت بالحالة التي اتنابتها عند الفجر ..



لم تردي ماذا حدث غير ذلك الكابوس الذي رأته بأن أهلها يخاصمونها أرعبها .. وأنهم مربوطون بالأحبال .. يعذبون من الأعداء وهي تقِّبل أحمد أمامهم غير عابئة بما يحدث لهم !.



شعرت بالشفقة على أحمد .. ومن الغضب من نفسها .. لا تدري بالضبط ما حدث صباحا فتفاصيله مشوشة في ذهنها وتلمح مقطتفات كأنها كانت في حلم...



وبرغم عدم إلمامها بتفاصيل ما حدث لكنها مازالت منكمشة تشعر بالصدمة وتشفق عليه بعد أن كان يطير فرحا ليلة أمس بشكل لم يصدقه عقلها فجأة صدمته هذه الصدمة .


ترددت في الخروج إليه .. تثق أنه يتنظرها في الخارج ..
تريد أن تطمئنه ولا ترغب في مواجهته بعد تحتاج لبعض الوقت ... لكنها عليها أن تعتذر له على قسوتها معه .. على إحباطه ...



تطلعت لنفسها في المرآة وتحيرت .. لم يتغير في مظهرها شيئ .. هي بانة .. مثل أمس في نفس الوقت كانت بنفس الشكل .. لكن بداخل تغير شيء ..



كيف تصف الشعور ؟.


تشعر وكأنها أكتشفت منطقة مجهولة في نفسها وتعرفت عليها لأول مرة واستكشفتها وتم تفعيلها بداخلها .. لم تشعر كما كانت تتخيل أن بانة سينتقص منها شيء شعرت أنها أضيف لها شيئا جديدا ..



تجاهلت تلك المشاعر مؤقتا وسط إلحاح من قلبها للإطمئنان على أحمد .. الذي قتلت فرحته ..



دفت وجهها في كفيها قليلا تحاول استجماع شجاعتها ثم اقتربت من باب غرفتها تفتحه قليلا فانتبه لصوت الباب وانتفض فجأة .. وفي خلال ثوان كان يقف عند بابها ..



ففتحته قليلا جدا تقول أحمد "أنت هنا "


رد بلهفة "أجل يا بانة.. هل أنت بخير ؟"


بدأت تبكي وتقول "أنا آسفة سامحني .. أفسدت عليك الأمر .. أنا سأعرض نفسي فورا على طبيب نفسي "


قال بلهجة متوسلة " هلا فتحتي الباب قليلا يا بانة؟"


قالت باكية " لا أريد ان تقترب مني حاليا"


قال " لن اقترب اعدك .. دعيني أراك ولن أقترب منك .. لن أدخل حدود غرفتك .. دعني أراك فقط لأطمئن عليك "


بتردد فتحت الباب ووقفت أمامه مطرقة الرأس في خجل ..فضغط على شفتيه يقاوم رغبة في سحقها بين ذراعيه تلك الغبية التي خلعت قلبه قلقا ورعبا عليها ..


قال يحاول أن يكون هادئا " سأجلس هنا خارج الغرفة "


وجلس واسند ظهره للحائط الملاصق للباب في إرهاق واضح .. فجلست الناحية الاخرى تسند ظهرها على الحائط الملاصق للباب أيضا .. أدار وجهه جانبا ينظر إليها وقال بهدوء" أنا لم أجبرك يا بانة "


قاطعته تقول بحياء " أعلم .. بل أنا من أفسدت الأمر"


سأل بحيرة " ماذا حدث أخبريني أنت كنت بين ذراعاي مثل أي عروس .. وأنا لست ساذجا لا أعرف أن كنت تتجاوبين معي وتشعرين بما أريد إيصاله إليك أم لا .. أنت كنت معي أمس برضاءك .. بكلّيتك .. ماذا حدث إذن ؟"


ردت تفرك جبينها في إعياء " لا أذكر .. "


سألها بقلق " هل تذكرين لحظاتنا معا ؟"


اومأت بنعم وهي تدفن وجهها في كفيها
فسأل في حيرة " إذن ماذا حدث ؟"


ردت بحيرة مماثلة " لا ادري رأيت كابوسا واستيقظت مرعوبة ولا أذكر باقي بالتفاصيل "


سألها بتردد " وكيف تشعرين نحوي الآن ؟"


صمتت قليلا تحاول التركيز ثم قالت " اشعر بأنني محرجة .. واني لا أريدك أنت تقترب مني حاليا.. "


أغمض عينيه قليلا بيأس ثم قال " حسنا يا زوجتي العزيزة .. صباحية مباركة .. دعينا نعود لمربع صفر مرة اخرى .. نضع الحدود بين البلدين .. نراعي حق الجوار وعدم التعدي على حدود الآخر .. ( صمت قليلا يقاوم الشعور بالإحباط الذي يجثم على صدره حاليا وأكمل ) ودعيني أخبرك قبل أن أدخل لأنام .. أنك زوجتي يا بانة .. شرفي وعرضي .. ولي شرف أن تمنحيني نفسك أمس يا بنت الخازن ..
ودعيني أخبرك سرا لا يعرفه أحد..حين تزوجنا ووجدت إرتعابك من التلامس وخجلك وذلك الخوف بعينيك جاءني هاجس بشع لكني روضت نفسي وتعايشت معه .. ( وتهدج صوته متأثرا) أنك تعرضت للاغتصاب ( جحظت عينا بانة أمامه فأكمل ) ولن اخبرك كيف هو الشعور وأنا اشك في أمر كهذا وماهي شكل الكوابيس التي تزورني كل ليلة تخصك في هذا الشأن .. وسألت نفسي ماذا لو كان تخميني صحيحا ؟ .. ووجدتني لا أتزحزح عن حبك قيد أنملة .. رغم وجعي وألمي وكوابيسي .. فأنت زوجتي التي أريدها أما لأولادي .. وصدقيني كنت يوميا أدعو في صلاتي ألا تكوني قد تعرضت لذلك فعلا ليس من أجل رجولتي ولكن من أجلك أنت .. وتلك النقط على الملاءة التي افزعتك صباحا كانت قربان تحرري من تلك الكوابيس .. فلن أقول لك أن أمس كانت أسعد ليلة في حياتي .. سأختزن ذكرى هذه الليلة حين تقدرين على تخطي تلك الحواجز التي كلما هدمت واحد أقمت أنت آخر ..وقتها سأخبرك كيف كانت لي - كرجل - ليلة أمس وكيف رأيتك وشعرت بك .. لكني الآن سأقولك لك شكرا على طمأنتي وتحريري من تلك الكوابيس .. أخيرا سأستطيع النوم .. "




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-18, 02:52 PM   #1300

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7 والاخير

في اليوم التالي :


قال وائل في عصبية " إذن هذا قرارك النهائي ؟"


رد سيد بهدوء " أجل لا مفر "


صاح وائل بغيظ " لا تقل لا مفر يوجد مفر"


رد سيد بلهجة يائسة " لقد أعطيتها وعدي وعلي أن أفي به"


قال وائل " وانتهى الأمر بالنسبة لآية سماحة ؟.. وكل ما قالته لك في حفل الزفاف كأنه لم يكن "




تقبض سيد بقوة يحاول الصمود وعدم التراجع وأوما برأسه بنعم .






اقتحم أحمد غرفة المستشفى فجأة يقول " ماذا فعلت آية سماحة؟؟؟؟؟؟ وما دخلها بما حدث لسيد؟؟"




أجفل الاثنان .. وشحب وجه سيد في رعب وقال "لم يحدث شيء .. من أين أتيت بهذا الكلام ؟"




وقف متخصرا يراقب انفعالاتهما وقال" سمعت وائل يقول كل ما قالته آية في حفل الزفاف أريد أن أعرف فورا ماذا حدث "




قال وائل متراجعا في حرج" لم يحدث شيء مما تقول"


هدر فيه أحمد بعنف "هل ستكذب يا وائل ؟!! لقد سمعتك بأذني تقول ذلك "


رد سيد يحاول انقاذ الوضع" لا تأخذ على كلام وائل إنه يهذي أحيانا "




لم يقصد غير نوع من المزاح الخشن لكنه الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لوائل الذي انفعل يرد باستنكار" وائل يهذي !! .. وائل يهذي !! .. إذن أخرجوا وائل الذي يهذي من حياتكم .. إرحموا أنفسكم من هذياني "





نظر إليه صاحبيه في صدمة فتحرك يترك الغرفة .. استدار إليه أحمد يقول " أخبرني ماذا حدث ولا تكذب .. لا تكذب يا سيد ماذا قالت لك آية في حفل الزفاف وكاد أن يقتلك .. أخبرني ولا تخفي شيئا وأعدك بشرفي سأتعامل بهدوء وحكمة "




رد سيد بإصرار" قلت لك لم يحدث شيئ صدقني.. وائل لم يقصد المعنى الذي وصلك "


ضيق أحمد عيناه وقال " إذن ذُكر إسم آية سماحة فعلا "


ابتلع سيد ريقه بصعوبة ولم يسعفه عقله الذي هو في أسوأ حالاته باي مبرر فقال بارتباك لم يغفل عن صاحبه " لم يقصد آية فقط تحدث على الجميع صدقني .. كان يذكرني بالحفل ويعلق تعليقات فكاهية . "


وقفت أحمد بحانب سريره يتأمل حاله ولم ينطق لقد اصبح شبه متأكد أن آية لها دخلا بهذه الحالة التي عليها سيد .


وكأن سيد يقرأ أفكاره فأمسك بساعده بكلتا يديه في شبه توسل يقول"لا تتركها وحدها هي في أمس الحاجة لوجود الآخرين حولها وجودا حقيقيا"


نظر أحمد ليديه التي تمسك بساعده ثم قال"لا تقلق أنا أحاول مؤخرا أن أبني علاقتي بها شيئا فشيئا "


قال سيد "هذا رائع .. رائع جدا"


فقال أحمد " وأنت ماذا ستفعل ؟"



سحب سيد نفسا عميقا وقال مدعيا اللا شيء "أفكر في السفر"


ردد أحمد باستنكار " السفر !!"


أجاب سيد " أجل أحتاج للإبتعاد قليلا .. أنا وبسمة ورحمة"


سأله أحمد بذهول " إلى أين؟"


رد سيد غير متأكد " مبدئيا ربما لمدينة أخرى وسأدرس إمكانية الخروج من البلد كلها "


قال أحمد بانفعال " وأنا .. ووائل وعمرو هل ستتركنا ؟؟ .. وحياتك كملحن وما وصلت إليه أخيرا بعد معاناه هل ستتركه؟!"


زفر سيد ثم قال " أنا قلت مبدئيا سأسافر لخارج العاصمة "


سأل باستنكار " لما كل هذا"


رد بانفعال " لأني غير قادر .. غير قادر يا أحمد.. أعتبرني مهووس اعتبرني مختل عقليا لكني مللت الوجع مللت الحرمان مللت حياتي"


صاح أحمد فيه " وهل حين تبعد سيتغير شيء؟"


قال سيد بيأس " ربما .. حين أبعد عن محيط التأثير .. أصبح أفضل "


فرك أحمد جبينه بعصبية وقال " إسمع .. أنا مضغوط هذه الايام من أكثر من جانب فلا تكون ضحيتي القادمة ..سأحطم أسنانك كلها .. هذا الموضوع سنتناقش فيه فيما بعد .. أضبط ضغطك أولا حتى نخرجك من هذا المستشفى .. وسنبحث بعدها سويا هذا الأمر "


**


بعد عدة ساعات :



لم يعد يستطيع التحمل ..



طرق على باب غرفتها طرقة سريعة ودخل دون إنتظار الإذن.. فأجفلت كلا من آية وبانة اللتان كانتا تنحنيان على لوحة صغيرة تعلم فيها آية بانة رسم الخطوط .. فتعلقت الأربع عيون به في إندهاش وترقب .


صفع الباب خلفه ووقف أمامهما متخصرا يشيح بطرفي سترته للخلف وظل صامتاً لبضع ثوان وهو ينظر لآية التي حدقت فيه ببعض القلق رقم أنها لم تخمن سبب هذا التحفز
حركت بانة أنظارها بينهما وقالت بتوجس " هل حدث شيئا يا أحمد ؟"


تجاهل السؤال ليوجه سؤالا أخرا لآية " ماذا فعلت بسيد ليلة زفاف أروى ؟"


شحب وجه آية وسقط قلبها بين قدميها لكنها أخفت ذلك وراء كبرياء زائف وردت بمراوغة" ماذا تعني لم أفهم "


قال متحكما في أعصابه " أية أخبريني ماذا حدث بينكما .. ماذا قلت له ليلتها ؟.. هل لُمتيه مثلا؟ .. هل أستعملت معه لسانك الحاد كالمبرد؟.. ماذا فعلتِ ها ؟"


صمتت آية ولم ترد.. تحاول التحكم لسانها الحاد الذي يتحدث عنه والذي يحرضها للرد بردود تتمحور حول فكرة واحدة ألا وهي " ليس من شأنك ! " لكنها ولأول مرة تلجم لسانها عن الاندفاع .. رفقا بوالديها .


تكلم مجددا يحاول التحلي بالصبر " أصدقيني القول يا آية وأخبريني .. أنا متأكد أنك قلت شيئا لسيد أريد أن أعرفه .. ( وحاول أن يشجعها على الحديث ) أخبريني بالأمر وأنا سأنتناقش معك بعقلانية .. "


سحبت نفسا عميقا ثم قالت بارتجاف " ليس هناك ما تستطيع فعله "


تقبض يتحكم في أعصابه ثم قال "ثقي بي يا آية .. ها أنا ذا أتحكم في أعصابي وأحاول ألا تنفلت مني دعينا نتناقش .. ألم نتاقش مؤخرا في أكثر من موضوع .. هذه المرة دعينا نتحدث عن موضوع سيد .. دعينا نكشف كل الأوراق .. أخبريني أولا ماذا قلت له في يوم الزفاف "


قالت بهدوء تحاول تنميق جملها " هذا الأمر يخصني ولا أعتقد أنك حتى باستخدام القوة ستستطيع أن تجبرني على الحديث فيما يخصني "


ضرب على الباب بقوة يفرغ شحنة من غضب مكبوت وصاح بعنف " ماذا أفعل معك أخبريني؟؟؟ ماذا أفعل معك ؟؟؟ أنت مصرة أن أتعامل معك بالطرق الهمجية لأنك تجبُنين عن المواجهة "


صرخت بعصبية غير قادره على التحكم أكثر من ذلك " أنا لست جبانة .. لكنك لن تجبرني على قول مالا أريد أن أقوله لك .. إسال سيد إذا كنت تريد أن تعرف فهو بات لا يعصي لك أمر أأمره أن يخبرك سيخبرك بكل شيء الأمر بسيط "


ضرب أحمد على الباب ضربات متتالية وهو يردد" يا الله يا ولي الصابرين"


ثم توجه بالحديث لبانة الواقفة بينهما متحفزة تتمتم ببعض الادعية ألا يتكرر مشهد تلك الليلة المشئومة .. وقد اطمأنت قليلا حين ردت آية في البداية بهدوء لكن حين بدأت في الصراخ بعصبية وضرب أحمد على الباب سقط قلبها بين قدميها قال أحمد " أخبريني يا دكتورة التنمية البشرية كيف اتعامل مع هذه المخلوقة "


تمتمت بانة تقول " إهدأ يا أحمد إهدأ "


انفجرت آية صارخة تقول " لماذا تكرهني ؟ ها ؟.. أخبرني لماذا تكرهني يا أحمد ؟!!"


بهت كلا من بانة وأحمد فقال الأخير بعينين ذاهلتين " أكرهلك ! أنا أكرهك يا آية ؟!"


ردت بانفعال وهي تتحرك في الغرفة " أجل تكرهني .. دائما ما تحاول أن تبعدني عن سيد حتى في المواقف العادية .. العادية جدا .. إنك تسمح لأروى وبانة بالحديث معه في إطار أي جلسة عامة وتمنعني أنا رغم أني لا أتجاوز حدودي .. فلو كنت أتجازها دون أن أدري لما وافق على ذلك أبي .. إن كنت تحبني وتهتم بأمري لما قررت أن تحافظ على كرامتك بألا يتحدث الناس عنك في الشارع بأن أختك تتحدث مع صاحبك الذي هو بالمناسبة ربيب عائلة سماحة الذي يقف معك أنت وأبي في أي مكان .. و( تهدج صوتها متأثرا ) لو كنت تحبني قدرا قليلا لعلمت تأثير هذا القرار علي ...لو كنت تحبني لوثقت بي ."


رد أحمد بألم " إذن أنت تقولين أني أفعل ذلك لأني لا أحبك .. لأحافظ فقط على كرامتي الذكورية .. حسنا إن كان هذا رأيك في فلن أقول شيئا لكني ثأثبت لك أني أثق بك .. وسأرى مدى نضجك الذي تتشدقين به .. حين أطلب منك أن تدعي سيد صبرة وشأنه "


تكتفت وردت ساخرة " أنتم من تصدرون الفرامانات وأنا أنفذ .. ما الجديد ؟"


قال أحمد ببعض الانهزام والمرارة " آية أنا لا أتحدث معك كأخيك هذه المرة .. لأنك تعتقدين أني لا احبك ولا أفعل لمصلحتك .. ولأني إذا ما تحدثت معك كأخيك الاكبر سننا فلن أمرر أسلوبك المستفز هذا معي .. واتهاماتك الباطلة لي مرور الكرام ..أنا هذه المرة أحدثك كصديق لسيد صبرة .. أحدثك بالنيابة عن صاحب عمري الذي أخشى أن أفقده بسببك .. الذي قد يأتي اليوم الذي لن يدخل فيه هذا البيت وسيحرق هذا قلب أمي وسيكون هذا بسببك .. أطلب منك أن ترحميه .. (اختنق صوته متأثرا ) إرحميه يا آية"


ارجف قلبها من لهجته الغربية فأكمل



" تريدين أن تعاملي كناضجة هأنذا أطلب منك بكل صراحة وتوسل أن ترحميه .. امنحيه الفرصة لأن يتخلص من ورطته معك .. اعطيه الفرصة لأن ينظر لزوجته نظرة عادلة.. ان كنت حقا تحترميه وتحملين له قدرا من المحبة .. إن كان شخصا كما تخبريني الآن مهما عندك وتهتمين بشأنه .. فابتعدي عن ناظريه .. يا بنت سماحة وأتركيه لحال سبيله "


شعرت أن احمد يتحدث بلغة غير العربية أو يتحدث عن شخصا آخر لا تعرفه أو هي تهلوس فما يشير إليه أمرا لا يمكن تصديقه فقالت " لا أفهم "


صاح أحمد بانفعال " مالذي لا تفهميه يا آية ؟؟ الرجل جُن عقله بك .. وتزوج ليهرب من مشاعره تجاهك .. ولن يستطيع التراجع والانفصال عن زوجته التي ليس لها ذنب فأصبح مسجونا بين مشاعره وشهامته ..
الرجل الذي يرعب الشارع الذي يمشي فيه اصبح مكسورا أمامي بسبب مشاعره تجاهك .. الرجل يحاول ويحاول جاهدا مع نفسه .. كلما حقق تقدما بسيطا تظهرين أمامه كعفريت العلبة فيعود للمربع صفر مرة أخرى .


فهلا تعاملت بنضج قليلا وبعضا من المسئولية وتركتيه في حاله "


شحب وجهها كالموتى وقد شعر أن روحها تخرج منها بينما أضاف أحمد بانفعال " لو كان يعز عليك سيد صبرة دعيه وشأنه آية .. أنا عريت صديقي أمامك الآن وخنته وأفشيت سره .. فمادمت طرفا في الموضوع عليك التكاتف معي لمساعدته .. على تخطي هذه المشاعر .. هو يشعر بالذنب تجاه زوجته لذا لن يستطيع تطليقها إلا إذا هي من طلبت الطلاق .. وأن تربكينه كلما تشخصت أمامه .. لا أطلب منك سوى بعضا من النضج والمسئولية والاختفاء من حياته.




الأرض تميد بها ..




وروحها تسحب من قدميها وأصوات كثير تطن في أذنها ..




أصوات وصور ..




واحداث ..



ردت بصوت تجاهد في خروجه

" هل تقصد أن سيد .. سيد صبرة .. يراني كإمرأة !! .. يحبني كإمرأة .. سيد يحـ ... "




لم تستطيع استكمال العبارة
وسقطت مغشيا عليها

وسط صرختين جزعتين باسمها ..






نهاية الفصل التاسع والعشرين




قراءة ممتعة



موعدنا الأحد القادم



Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.