آخر 10 مشاركات
145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          298 - هروب إلي النسيان - مارغريت واي (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-18, 07:59 PM   #1391

ورد الجلنار
 
الصورة الرمزية ورد الجلنار

? العضوٌ??? » 426418
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » ورد الجلنار is on a distinguished road
افتراضي


شيمو تدرين داسوي الكليجة وبالسوري المعمول اما بالمصري مااعرف شنو وقلبي نار بس اريد اخلص وبالتالي ماكو الفصل
بس يلة الرواية وصاحبتها يستاهلون الانتظار


ورد الجلنار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 08:21 PM   #1392

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثلاثون

الفصل الثلاثون


"السلام عليكم " قالها الطبيب وهو يجفف عرقه ويخترق شقة العائلة .


أشار له أحمد مهموما بالدخول فسأله مازحا" تري هذه المرة المريض ذكر أم أنثى ؟ "


رد أحمد بذهن مشغول "اختي الصغيرة مغشيا عليها يا دكتور وباءت محاولتنا بالفشل لإفاقتها"


قال الطبيب بشك " هل أنت متأكد أنها أنثى ؟.."


انتبه أحمد من شروده لسؤال الطبيب فرفع حاجبا وهتف باستنكار " نعم ؟؟ .. ماذا تقصد ؟!!"



رد الطبيب ببشاشة " أقصد هل أنت متأكد أنها تحمل اثنان من كروموسوم x ام واحد x واحد y .. أنا فقط استعد لمفاجئاتكم ( واصدر ضحكة مستظرفة ) "


صمت أحمد يديه في جيب بنطاله عاقد الحاجبين يحاول الإستيعاب ثم جز على أسنانه بعد أن تذكره .. فحدجه بنظرة خطرة ليقول بلهجة شرسة " تفضل يا دكتور المريضة بالداخل "



ارتبك الطبيب وكور منديله يجفف عرقه ودلف إلى الغرفة حيث كانت آية ملقاه على السرير وإلهام تبكي بجوارها .. والتي قالت بتوسل بمجرد أن لمحته " إبنتي يا دكتور .. ابنتي لا ترد علي"


جلس الطبيب وفتح حقيبته يخرج أدواته وهو يقول لإلهام بمودة " كيف حالك يا حاجة ترى هل ستطرديني من الغرفة مجددا ؟"


حدقت فيه إلهام بعدم فهم وتبادلت النظرات مع أحمد الذي أشار لها ألا تدقق مع ما يهذي به الطبيب..




بعد قليل كان الطبيب يعلق كيسا بلاستيكيا بداخله محلول على حامل معدني بجوار سرير آية ينتهي طرفه بخرطوم صغيره إبرته مغروزة في ذراعها فسألته إلهام بقلق " هل أنت متأكد أنها مشكلة ضغط منخفض فقط يا دكتور .. ؟"


تكلم الطبيب وهو يجفف عرقه " الضغط منخفض جدا وحدث هبوط في الدورة الدموية .. واشك في انهيار عصبي .. هل تعرضت لضغط عصبي؟ "


حدقت فيه إلهام بعدم فهم بينما وقع قلب أحمد في قدميه .. يتساءل هل صدمت من نظرة سيد لها كامرأة ؟!!.. هل أخطأ حين أطلعها على سر صاحبه؟!."


أكمل الطبيب كلامه " هذا المحلول سيشعرها بالتحسن .. وسأكتب لها على أدوية ونوع من المهدئ الخفيف .. مع قياس للضغط كل ساعتين فإن كانت النتيجة مرضية سيكون كل يوم .. وحاولوا إبعادها عن أي ضغط عصبي .. سأمر عليها في المساء وإذا حدث أي شيء أبلغوني فورا .. "


بدأت آية تستفيق لكنها غير قادرة على فتح عينيها .. وبدأت في البكاء الصامت ..


هتفت إلهام تقبل رأسها الممدد على الوسادة " لما البكاء يا حبيبة أمك..أخبريني ماذا حدث"


فتحت آية عيناها ببطء وتطلعت حولها وازعجت من إمتلاء الغرفة بالناس .. تريد أن تبقى وحدها .. فليتركوها وشأنها .. فسحبت الملاءة وغطت وجهها بوهن تختبئ من الجميع ..




استقام الطبيب يهم بالمغادرة حينما لمح بانة منزوية في ركن الغرفة ترتدي اسدالها وتراقب في قلق فصاح بود وكأنه صديق قديم"كيف حالك يا آنسة .. تغيرت كثيرا عن آخر ما .. شــ .. اء .. الله.." بتر عبارته حين اخترق جسد أحمد مجال الرؤية أمامه بملامح خطرة يقول " نورت يا دكتور .. تفضل أمامي لأريك الباب "


إرتبك الطبيب وبدأ في لملمة أدواته بسرعة ثم خرج أمام أحمد وهو يجفف عرقه ..



***


"الرجل جُن عقله بك .. وتزوج ليهرب من مشاعره تجاهك يا آية .. ولن يستطيع التراجع والانفصال عن زوجته التي ليس لها ذنبا فأصبح مسجونا بين مشاعره وشهامته .. "


"هل جربت احتراق الروح يا سيد ؟ أنا جربته .. جربته وأنا أراك بعيني تزف عريسا متأنقا كأوسم رجل رأيته تزف لإمرأة أكبر وأحلى مني.."


"الرجل الذي يرعب الشارع الذي يمشي فيه اصبح مكسورا أمامي بسبب مشاعره تجاهك .. الرجل يحاول ويحاول جاهدا مع نفسه .. كلما حقق تقدما بسيطا تظهرين أمامه كعفريت العلبة فيعود للمربع صفر مرة أخرى ."


"هل جربت الشعور بالخيانة يا سيد ؟ أنا جربته وأنا أفكر كل ليلة.. أن جميلة الجميلات .. تنام في حضنك.. "


"فهلا تعاملت بنضج قليلا وبعضا من المسئولية وتركتيه في حاله "


"هل جربت أن يكون كل همك منصبا على أن تكبر بسرعة .. حتى تراني إمرأة وليس طفلة؟.."


"لو كان يعز عليك سيد صبرة دعيه وشأنه آية .. أنا عريت صديقي أمامك الآن وخنته وأفشيت سره .. فمادمت طرفا في الموضوع عليك التكاتف معي لمساعدته .. على تخطي هذه المشاعر .. "


"هل جربت كل تلك المشاعر ؟؟؟؟
أنا جربتها.. كلها ..
وتعذبت بها.. كلها ..
واحترقت روحي بها.. كلها"


***


بعد مغادرة الطبيب وقف أحمد في منتصف الصالة لا يعرف ماذا يفعل .. يحاول تفسير رد فعلها الغير مفهوم .. فتطلعت إليه بانة تشعر به مرتبكا مشدودا يشعر بالذنب فسألته مشفقة "هل أنت بخير؟"


رد عليها باقتضاب وهو يتحرك مغادرا أنه بخير ثم علّى صوته " أنا سأخرج يا أمي .. لدي موعد هام بالورشة .. وسأتصل لأطمئن عليها .. وإن حدث شيء أبلغيني "


تطللعت إليه بانة بحزن وهو يغادر متجاهلا إياها .. منذ تلك الليلة وهو يتعامل معها بجفاء ويتحدث معها باقتضاب ..لحقت به عند الباب وامسكت بذراعه فتوجع باشتياق من لمستها .. مضى يومان على تلك الليلة التي أدخلته فيها الجنة ثم ألقت به في الجحيم بعدها .. فوقف موليا ظهره لها وسمعها تقول " هل ستظل تتجنبني كثيرا؟"


أدار رأسه وقال بكبرياء " وماذا تتوقعين من رجل أخبرته زوجته بعد أول لقاء حميمي بينهما ألا يقترب منها مجددا ؟!! "



قالت عاتبة " كنت أظنك تتفهم ظروفي .. وتفهم الصدمة التي حدثت لي لهذا انتابتني تلك الهيستيريا التي لا أذكر كل تفاصيلها .. حتى أمي إلهام تفهمت شعوري "


أنا لا أتحدث عن صدمتك التي أوجعتني قبل أن توجعك .. فأنت لا تذكرين تفاصيلها أما أنا فاذكر التفاصيل والمشاعر التي انتابتني جيدا .. لكن هذا ليس ما قصدته .. طلبك بعد أن هدأت ألا أقترب منك جرح كرامتي يا بانة .. فلو كنتِ صبرتِ لكنت علمتِ أني قررت ألا أكررها شفقة بك وبحالي.. فالحلوى التي أشتاق إليها حين أذاقتيني منها اكتشفت أنها جمر كوى جوفي بعدما رأيتك تنهضين مفزوعة من حضني كمن أغتُصِبت "



نفض ذراعه عنها بحزم وأغلق باب الشقة خلفه فأطرقت برأسها تبلع غصة مسننة في حلقها وقلبها معذبا لا يعرف كيف يرتاح .


***


خرج من البوابة ليجد والده يخرج من سيارة أجرة فأسرع يحمل حقيبة السفر عنه بعد أن قبل كتفه وهو يقول " لمَ لم تخبرني يا أبي لآتي لاستقبالك بالمطار! ألم يكن موعد عودتك غدا "


رد الحاج وهو يربت على كتفه" انتهيت أنا والحاج رضوان من الصفقة مبكرا فلم أستطيع الانتظار وقدمت موعد سفري .. أنت تعلم أني لا ارتاح خارج البلاد وطعامهم يصيبني بتلبك معوي"


وضع أحمد الحقيبة في حوش البيت ووقف مع أبيه أمام البوابة يسند ذراعه على كتف والده وقال بشك " هل كنت مع الحاج رضوان فعلا !! .. بت أشك من ذكراسمه كثيرا هذه الأيام .. فإن هناك أي شيء يدور من وراء إلهام .. أخبرني أنا إبنك .. فلذة كبدك الذي سيكون عليك سترا وغطاء "



تحكم الحاج في ابتسامة ملحة ووقف يتأمله في ببرود يديه في جيب بنطاله كنسخة أكبر سناً من إبنه ..ثم قال بنظرة ذات مغزى" علمت أنك نلت المراد أخيرا .. كنت أعلم أن الأمر لن يأخذ منك كثيرا وستعرف كيف تتحكم بعقل الفتاة "


رفع أحمد عينيه للسماء يقول بيأس متهكم " يا إلهام ! .. لم تتحملي ووصلت الخبر دوليا ( ثم نظر لأبيه متفحصا وقال وهو مازال يستند عليه بذراعه ) أتعلم .. لقد أدركت الآن أن هذا الحقد الدفين الذي بداخلك تجاهي هو ما يغلق الطرق في وجهي "



قهقه الحاج وشتمه.. فتحكم أحمد في ابتسامة ملحة وأكمل مشاكسته " رغم أني حقا لا افهم ما سر هذا الحقد .. كنت أظنه لأنني لعبت بذيلي قليلا في شبابي .. لكني أكتشفت من يومين فقط أنك لست هذا المتصوف الناسك الذي تدعيه"



رفع الحاج حاجبا مستنكرا وهتف " إخرس يا ولد .. الحمد لله الذي عافانا !!"


هتف أحمد بغيظ " يا ابراهيم سرك إنكشف .. (أكمل باستنكار ) قبّلت إلهام في فترة الخطبة!!.."


اتسعت عينا الحاج متفاجئاً وسأله " من اخبرك بهذا ؟!! .. ( وأكمل باستنكار ) إلهام تحدثت معك في هذا الأمر ؟!!"



رد أحمد بلهجة متسلية " بل أبلغت بانة وسمعتهما .. تخيل بانة البريئة تأتي من بلدها لتسمع فضائحك"


رد الحاج مراوغا ببعض الحرج " كنا مخطوبين"



هتف أحمد باستنكار " لا يوجد عقدا شرعيا تتوفر فيه الشروط يا حاج !! "


قهقه الحاج وهو يلف ذراعه حول رقبته ويضغط عليها ببعض الخشونة ويقول " لا يوجد فينا ذلك الذي لم يخطئ .. أو لم يضعف يوما .. وخير الخطائين التوابون يا خفيف الظل "


شاكسه أحمد يقول " لم تعد ذراعك قوية كالسابق يا حاج لقد نالت منك الشيخوخة "



ضغط الحاج على رقبته بشكل أقوى وأحمد يقف ملووحاَ في الشارع فقال له باختناق "لاحظ يا حاج أننا في الشارع وأن ما تفعله لا يتناسب لا مع سني ولا مع كرامتي ووقاري أمام أهل الحي .. كما أن أمي لو علمت أننا نتشاكس في الشارع أمام الناس للطمت على وجهها لمدة اسبوع خوفا من عين الحسود "



قاطعهما صوتا باردا يقول بسماجة " ماذا تفعل به!! أنزل يدك عنه "



استدرا الاثنان في ذهول لصاحب الصوت وقد ترك الحاج رقبة إبنه واستقام الأخير يعدل من هيئته ليعود لخيلائه .. ووقفا ينظران لبرقوق الذي يقف متخصرا يرمق الحاج بنظرة ممتعضة ..



سأله أحمد باندهاش " ماذا تريد يا برقوق "



حرك كتفيه ورد بهدوء " لا أريد شيئا .. هل تريد المساعدة ضد هذا الرجل؟ "



اتسعت عينا أحمد بغير استيعاب ثم ردد " هذا الرجل !! .. ألا تعرف الحاج سماحة والدي "


مط برقوق شفتيه وهو يتبادل نظرات بارده مع الحاج سماحة ومال باسترخاء في هيئته المتخصرة يقول" بالطبع أعرفه .. أنا أعرف كل شاردة وواردة في هذا الحي .. عموما إن كان يضايقك أخبرني وسأتصرف معه "



انعقد لسان أحمد مذهولا وتبادل النظرات مع والده ثم رد عليه بحزم " بل أنا من سيتصرف معك يا برقوق.. إذهب من أمامي الآن وانتظرني بمكانك وسآتيك بعد قليل "



رد عليه برقوق ببرود " حسنا سأنتظرك .. وأنا أعني ما أقوله إذا تعرض لك هذا الرجل أخبرني"


وتحرك مبتعدا بمشية متهادية .. بينما جز الحاج على أسنانه وقال " تعامل مع هذا الرجل وأخرس لسانه وإلا سأدق عنقه بنفسي "


رد أحمد متحرجا " إن عقله ليس على مايرام يا أبي .. وسأمنعه أن يتدخل فيما لا يعنيه "


رد عليه الحاج بنظرة ممتعضة " لا أقصد ما قاله الآن أقصد ما يتحدث به مع أهل الحي "



عقد أحمد حاجبيه في تساؤل وقال " ماذا يقول؟!"



رد الحاج بلهجة مستخفة " يدور في الحي و يقول أنك ابنه"


تفاجأ أحمد فأضاف الحاج وهو يربت على كتفه بنوع من التهديد " أخرس لسانه وإلا سأدق عنقه أنت تعلم أننا في حي بسيط وقد يسئ الناس فهم دعمك له رغم سماجته .. ( ثم اضاف ساخرا ) إن لم يكن من أجلي فمن أجل سمعة المرأة المسكينة التي أنجبتك"



جز أحمد على أسنانه يتوعد برقوق في سره بينما سأله الحاج وهو يهم بالدخول للبيت " كيف حال الجميع؟ "


عاد الوجوم لوجه أحمد ونكس رأسه مهموما وهو يقول باقتضاب " آيه مريضة "


صاح الحاج بذعر " لماذا؟؟؟ ما بها ؟؟"


لم يجد مبررا يقوله لأبيه خاصة مع شعوره بالندم على أخباره آية بالأمر فقال " لا أدري ربما مضغوطة من الامتحانات النهائية "



***


بعد قليل دخل أحمد على برقوق في غرفته البسيطة في الحي فاستقبله الأخير بابتسامة سمجة أغاظت إبن سماحة أكثر فرفع قدم واحدة على المنضدة الصغيرة أمامه واستند علي فخذه بساعده



وحدج برقوق الجالس على الأريكة في مواجهته بنظرة مرعب جعلت الأخير يبتلع ريقته في قلق واراه خلف قناع السماجة .



سألته أحمد بفحيح مرعب " بما تخبر الناس عني؟"
رد برقوق مندفعا " كل خير .. أنت حبيبي "



سأل أحمد بصرامة " ماذا تقول عن علاقتنا ؟( واكمل باستنكار ) أني إبنك ؟؟؟"



منحه برقوق ابتسامة بنية متسلية وعينان لامعة وهو يهرش في ذقنه دون رد ..



فهدر أحمد وهو يهرش برسخه " قلنا لا تهرش أمامي ! .. (واضاف مهددا ) اياك ان تحدث الناس بهذا الكلام مجددا ... فقد يلجأ البعض لتفسيرات مريضة "


سأل برقوق ببرود " مثل ماذا ؟!"


هدر أحمد بقوة فارتج صوته بجدران الغرفة " برقوق !! لا تدعي الغباء الآن أنت تفهم جيدا ما أقول "


قال برقوق وهو يهز كتفيه " إذن بماذا أخبر الناس عن علاقتي بك .. يتملكهم الفضول .. "


رد عليه أحمد ببرود " هذه مشكلتك ليست مشكتي"


حرك برقوق مقلتيه يمينا ويسارا ثم قال متسائلاً " أخي ؟"


رد أحمد من بين أسنانه بغيظ مكتوم" نفس الشيء "


حرك مقلتيه مجددا يفكر ثم قال ببشاشة " أبي "


فأحمرت عينا أحمد من الغيظ أكثر وهدر " برقوق حياتي لا تتحمل استظرافك .. إياك وهذا الحديث مجددا ( وتحرك للمغادرة وأضاف بلهجة مهددة ) وهذا أخر تحذير "



لحقه برقوق بالقول " ماذا عن .. قريبي"


وقف أحمد موليه ظهره ونظر للسماء في يأس ثم نفخ في غيظ ورد دون أن يستدير إليه " اتفقنا .. ( وأكمل وهو يعبر الباب ) .. وإياك وافتعال المشاكل "



رد برقوق بحماس " عُلِم يا قريبي "


يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 08:22 PM   #1393

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



تطلعت أروى للنساء اللاتي ملأن غرفة الضيوف بشقتها محاولة رسم ابتسامة بلاستيكية على وجهها وهي تقرأ على وجوههم تعابير مختلفة ومتباينة .. فتلك السمينة ممتلئة الوجه مثلا تطالعها بشفقة وتعاطف زائدين عن الحد وهي تربت عليها من وقت لأخر محاولة إظهار مدى التعاطف مع حالتها فترسل إليها رسائل ضمنية منطوقة وغير منطوقة تحمل معان على شاكلة " أنت مسكينة كسيحة .. قلبي معك يا ابنتي .. لا تيأسي من رحمة الله "..





على عكس تلك التي تحمل طفلا على ذراعها تربت على ظهره بشكل مستمر رغم أنه نائم وتكثر من عبارات المصمصة.. بينما العجوز الممتعضة قصيرة القامة المتصدرة للمشهد والتي على ما يبدو من عائلة الشيخ عبد الرحمن.. تبدو في مزاج سوداوي وغالبا هي السبب في أنهن قد أتين في هذا الوقت دون أي استئذان مسبق لأنها قررت أني تأتي لتقوم " بالواجب " على حسب ما ذكرت أكثر من مرة منذ حضورهن ..دون أن تنتظر للمساء في وجود عمرو لأنها تفضل النوم مبكرا.. فانصاع الجميع لرغبتها في الحضور دون موعد.. مما أغضب عمرو الذي عاد لعمله صباح اليوم بعد أن انتهت اجازة الزواج .. بينما الفتاة التي من المفترض أن تتواجد مع أروى أثناء النهار ستبدأ عملها بعد يومين فبدى عمرو قلقا عصبيا على الهاتف رغم أنها حاولت إظهار ذلك الوجه الذي تتقنه بأن كل شيء على مايرام .. أما باقي النسوة فكن لطيفات معها مرددين الكثير من عبارات المباركة والود .




لكن ما أثار حنق أروى رغم تصنعها البرود هي تلك الفتاة الغير مريحة سماح إبنة خال عمرو .. فلا تنكر أن الفتاه جميلة بعينان خضراوان ووجه يملأه النمش حوله ذلك الحجاب الذي سرعان ما خلعته بمجرد دخولها بعد تبادلت نظرات ذات مغزى بينها وبين والدتها الغير مريحة أيضا لاحظتها أروى بسهولة .. فتحولت الفتاة التي دخلت من الباب بحجاب مبالغ في طوله لفتاة شقراء ترتدي ملابس عصرية كثيرة الألوان واللمعان والذوق البشع من وجهة نظر أروى .. في استعراض واضح لجمالها وربما لصحتها أيضا ..ولم تغفل أروى عن نظرات الحسرة التي تطالع بها عفاف ابنة أخيها بالتوازي مع إصرار متعمد من زوجة الخال في الحديث بمبالغة عن خطيب إبنتها وحبه وهيامه بها .. وكيف أنه تذلل حتى يحصل عليها .. ومهارات إبنتها كربة منزل مستقبلية وغيرها من تصريحات التي تندرج كلها تحت عنوان " محظوظ من فاز بها " .




حاولت أروى تبادل الأحاديث معهم بلباقة ثم تحركت بكرسيها تحاول تجاهل تلك العيون المحدقة فيها كمن يتابع إستعراضا في السيرك .. وتتحكم بالتوتر الذي يتملكها منذ أن تفاجأت بزيارتهن في غير وجود عمرو .



مهما حاولت أن تتجاهل نظراتهم .. فالشعور أن تكون تحت المجهر خاصة وهي تملك إعاقة تمنعها من تبدو أمامهم كشخص سليم .. هو شعور قاسي ..



ورغبتها في أن تكون فخرا لعمرو أمام نساء عائلته .. تؤلمها وهي بهذا الشكل ..
أين ثقتها في نفسها ؟ ..
لماذا تهتز هذه الثقة كلما تعلق الأمر بعمرو .. أليس الحب يمنحك الثقة ؟؟
أم إن المبالغة في حب إنسان تجعلنا نشعر أنه يستحق الأفضل دائما ً.




دخلت مطبخها .. وحمدت ربها أن ما تحتاجه من وسائل ضيافة ليس في الأرفف العلوية .. فوضعت بعضا من الكعك وقطع الحلوى في اطباق ووضعتها على حجرها وعادت تقدمها إليهم .. ثم عادل للمطبخ تشعر بالإستياء أو ربما الشفقة على عفاف الجالسة بإحباط واضح على وجهها ..
فتحت باب الثلاجة وأمسكت دورق العصير وضغطت على تحكم الكرسي ببعض التوتر ليرتد الكرسي بسرعة للخلف ويصطدم بوحدة الادراج في حركة أجفلتها مما أوقع بعض الأكواب البلاستيكية من فوق وحدة الأدراج وأغرق حجرها وساقيها بالعصير رغم أنها تشبثت بالدورق حتى لا ينفلت منها .





نظرت أروى للفوضى .. ولملابسها التي تبللت بالعصير وحاولت التماسك والتحكم في غصة تخنقها بالبكاء .. وبدأت بالتعامل مع الامر بشجاعة تحاول الوصول لماسحة الأرض قبل أن تسمع صوتا ناعما غير مريحا يدلف إلى المطبخ يقول " ماذا يحدث؟ .. دعيني أساعدك "


رفعت وجهها المتعرق بعد أن كانت تحاول الانحناء بصعوبة لرفع بعض الفوضى من على الأرض لتجد تلك المدعوة سماح تطالعها بابتسامة شقراء سمجة .. وبادرت بالانحناء لململت الفوضى من الأرض .. فتكلمت أروى بحزم " أتركي كل شيء من فضلك ".


تجمدت سماح قليلا ثم تكلمت بصوتها الناعم " دعيني أساعدك يا أبلة ".


شعرت أروى بصعود الدم في رأسها وردد في سرها " أبلة !! " ..

ثم قالت بصرامة حين همت الفتاة بالمساعدة " قلت أتركي كل شيئ فأنا لا أحب من يدخل مطبخي .. تفضلي مع الضيفات وسآتي حالا " .


طالعها الفتاة بنظرة مستخفة فقالت أروى بحزم " حيت تتحدث ( الأبلوات) يُطِعن الصغيرات "



فحدجتها سماح بغيظ وتركت المطبخ بوجه ممتقع ..
بعد قليل كانت أروى تخرج من المطبخ تحمل صينية العصير على حجرها ولم تستطع تغيير ملابسها .. فمسحت العصير عن قدميها ووضعت مفرش صغير تغطي المبلل عن ساقيها وهي تدعو الله ألا تطول الزيارة فساقيها يتجمدان بسهولة لقلة الحركة وعدم وصول الدماء إليهما بشكل طبيعي .



بمجرد خروجها للصالة أوقفت الكرسي قليلا بعد أن لاحظت وجه سماح ووالدتها الممتقع من بعيد وهمس الأخيرة ببعض الكلمات في أذن عفاف التي حدجت أروى بغيظ حين تلاقت أعينهما من هذا البعد ..



استغفرت أروى في سرها وبدأت بالتحرك بالكرسي حين رن جرس الباب مصاحبا لحركة المفتاح المتكررة دون فتحه وكأنه تنبيه قبل الدخول .. فقفزت سماح نحو الباب وكأنها صاحبة البيت لتنظر من العين السحرية ثم هتفت تتصنع المفاجأة " لقد حضر عمرو " لتقف أروى متسمرة في وسط الطريق تراقبها باندهاش وهي ترتدي ملابسها وحجابها بسرعة في هلع زائف لا يخلو من بعض الميوعة ثم تتوجه نحو الباب لتفتحه لعمرو الذي تفاجأ بوجودها أمامه فكسر نظرته وهو يلقي السلام وهي ترد ببشاشة أشعرت أروى بالرغبة في إرتكاب جريمة قتل .


بمجرد أن رأى أروى تحمل صينية العصير على حجرها أسرع إليها مشفقا يطالعها بابتسامة في عينيه برغم وجهه المتحفظ في وجود الأغراب ..




أمسك بالصينية فرفضت أروى بإصرار ليسير بجانبها نحو الضيفات وهو يتنحنح قليلا قبل أن يلقي السلام ويتلقى التهاني والمباركات بوجه متحفظ وبعض الحرج..




بعد قليل تكلمت زوجة خالة تقول " مبارك يا حبيبي يا عمرو .. أنا أصريت أن آتي أنا وسماح رغم أن خطيبها كان سيزورنا اليوم على الغداء .. لكني أعتذرت له حتى نقدم لك التهاني "


تمتم عمرو بكلمات لبقة فأكملت المرأة " وأبلغ العروس أننا الآن عائلة واحدة .. فلا تشعر بالحرج من سماح إذا عرضت عليها المساعدة ولا تخرجها بعصبية من المطبخ فعفاف تعرف كيف أن سماح ماهرة في شئون البيت "




تمتمت عفاف بلهجة لم تخلو من الحسرة " ما شاء الله عليها ممتازة " .




أنزل عمرو نظراته لأروى على كرسيها فابتسمت له ابتسامة بلاستيكية خمن منها الموضوع .. فوضع يده على كتفها وتحدث بجلافة يتقنها " بالطبع أروى أصبحت من ضمن العائلة لذا عليكن التعود على طباعها فهي لا تحب التدخل فيما يخصها ..لإارجو مراعاة ذلك "




امتقع وجه زوجة خاله بينما حدجته أمه بنظرة غيظ لم تستطيع إخفاءها أمام الضيفات .






بعد قليل تنفست أروى الصعداء بعد أن غادرت الضيفات ومعهن والدته لحسن حظ أروى حيث ستضايف بعضا منهن في شقتها وإلا لربما ظلت بقية اليوم مع عمرو أو طلبت منه إيصالها لشقتها.




تحرك نحوها يقول " هل أن بخير يا أروى ؟"


ابتسمت له في غيظ وسألت " من هذه المرأة الشابة التي قبلتك على خدك ؟"


فرفع حاجبا متفاجئا وقال " هذه عمتي "


رفعت إليه أنظارها بتساؤل ثم أنزلتها حين جلس على الأريكة أمام كرسيها يقول بابتسامة متسلية " إنها عمتي فعلا وهي ليست شابة كما تظنين .. إنها فوق الأربعين "


مطت أروى شفتيها فطالعها متفحصا فتكتفت تقول " لم أكن أعلم أن عيناها خضراء "


عقد عمرو حاجباه وقال " حقا ! .. لم ألحظ أن عمتي فاتن عيناها خضراء !"


ردت أروى بغيظ" اقصد سماح .. لم تخبرني أنها جميلة وشقراء "


رد ببرود " حقا جميلة !.. لم ألحظ ذلك أيضا"


حدجته بنظرة مغتاظة فضحك وقال" ماذا حدث يا أروتي؟"


تكتفت وأجابت" ألم ترى تلك البشاشة السمجة التي استقبلتك بها سماح الشقراء"


سألها بمكر " وهل ضايقك هذا "


جزت على اسنانها ثم قالت " ضايقني !! لقد شعرت برغبة ملحة في الأطاحة بأكواب العصير كوبا بعد كوب في وجهها كلاعبي رياضة رمي الجُلّة ثم ألحق بهم الصينية بنفس الطريقة"


أطلق ضحكته الصبيانية ثم مال يطبع قبله على خدها وهو يهمس" ولمَ كل هذا يا حبيبة عمرو؟"


ضيقت عيناها وسألته " كم عمرها؟"


رد مراوغا " من ؟ عمتي ؟"
فأطلقت زمجرة غيظ ليرد بسرعة " أربعة وعشرون سنة تقريبا "


قالت بغيظ " تحفظ عمرها بسهولة"


حرك مقلتيه قليلا يفكر في اجابة مناسبة ثم رد "لأنها إبنة خالي .. عموما لم أتوقع أبدا أن تنجح في استفزازك بهذا الشكل "


قوست أروى شفتاها فجأة لأسفل كالطفال وتكلمت ببؤس " لقد قالت لي يا (أبلة )"





فاتسعت عيناه لثوان يحدق في تعابير وجهها الطفولية الكوميدية ثم رنت ضحكته الصبيانية فازدادت وسامته المعذبة أمام عينيها فسحبته من ياقة قميصه بغيظ تقرب وجهها من وجهه لتهدأ ضحكاته وهو يحدق في عينيها ويمس شفتيها مسا خفيفا بشفتيه وبينما هي تتمتم "أقول لك تدعوني بالأبلة وأنت تضحك "


رد بهمس ووهج الجمرات يزداد اشتعالا "وما المشكلة يا أبلة "


قالت وهي تأكل ملامحه بعينيها وأنفاسه ولحيته يفعلون بها الأفاعيل " لا يعجب الأبلة أن تنظر إليك تلك السمجة أبدا ..وستجن الأبلة بسبب وسامتك التي تزداد يوما بعد يوم "


رد أمام شفتيها بكلمات متقطعة تفصلها قبلات رقيقة على شفتيها " معك .. حق .. هذا .. أمر .. غير .. مقبول .. وعلي .. أن .. أتصرف فيه " ..



ثم بدأ بفتح أزرار قميصه فسأله بابتسامة خجلة "علام تنوي بالضبط ؟"


رد وهو يسحب كفها لتلمس صدره العاري "سأقدم أعتذارات عاجلة حالا تليق بالأبلة "


تلمست صدره قليلا تشعر بارتجاف عضلاته تحت أصابعها وتسمع أنفاسه وقد بدأت تتسارع وتيرتها بينما أخرجها هو من كرسيها بمهارة بات يتقنها مؤخرا ليجلسهاعلى حجره فأطلقت تلك الصرخة المبتورة التي تطلقها كلها تفاجأت فهمس مهددا أمام شفتيها " بتلك الصرخة المائعة ستجعلينه أعتذارا عنيفا يا أبلة "


همست بدلال " أصبحت شقيا ووقحا "


رد بانفاس لاهثة ويده التي أندست في ملابسها تلقي التحية على تفاصيلها " أنت لا تدركين الوضع يا أروى ..حقا أنت لا تدركين لأي مدى أنت توصيلني للجنون .. تدخليني في عوالم سحرية تشعرني أني أول وآخر الذكور على هذا الكوكب.. "



تأملت إنعكاس صورتها في سواد عينيه و ردت وهي تتحسس صدره ورقبته " هذا أمر مفروغ منه فأنت كذلك بالفعل يا روح الأبلة "


انقض على شفتيها يطبق عليهما بعنف ويميل بها للخلف نحو الأريكة بعد أن نفخت في الجمر فازداد استعارا .. ثم قطع قبلته المحمومة فجأة ليسألها بأنفاس لاهثة "ظهرك ؟"


لم ترد ولكن بادرت هي بالهجوم على شفتيه محكمة ذراعيها حول عنقه فبدأ بالتخلص من ملابسه قبل أن يمددها على الأريكة دون أن يترك لها مجالا للتنفس إلا عندنا لمست يداه أثناء جولتها ملابسها المبللة ليطلق سراح شفتيها وينظر لملابسها بذهول وعلامات استفهام ..فاتسعت عيناها بحرج معقودة اللسان ..





فرك عمرو أصابعه يقول "ما هذا البلل اللزق .. وكأن به سكر !!"


ضغطت على شفتيها بحرج وردت" انسكب العصير مني وأنا اقدمه للضيوف ولم أستطع تبديل ملابسي ..أنت تعلم كنت بمفردي وآخذ وقتا في التبديل ..فوضعت المفرش على مؤقتا"


اعتصر الألم قلبه وقاوم شعورا بالشفقة عليها وقال "ولكن بهذا الشكل ستبردين يا أروى "


حاولت النهوض من استلقائها وهي تقول "ساعدني أعود للكرسي سأبدل ملابسي بسرعة "


أعادها برفق لتستلقي على الأريكة وهو يسأل بملامح غامضة " عصير ماذا ؟"



ردت بعدم فهم " برتقال .. عصير برتقال "



لمعت عيناه وبدأ في التخلص من ملابسها المبللة وهو يهمس بجانب رقبتها بأنفاس ملتهبة " أنا أعشق البرتقال " .




صدرت منها همهمات معترضة فهاجمها بشفتيه بعنف يخرس اعتراضها.. وحين أعطاها الفرصة لتتنفس هتفت موبخة" عمرو ماذا تفعل ؟!! دعني أغتسل وأبدل ملابسي أولا "


رد عليها قبل أن يهجم على شفتيها بعنف مرة أخرى وقد تحولت دماؤه لجمر سائل" علي الأطلاع بنفسي على حجم الضرر الذي ألحقه بك العصير .. لأحدد بالضبط شكل الاعتذار الذي يليق بالأبلة التي ستفقدني عقلى يوما ما "





***


قبلت جبينه تمسح على ذراعه العضلي بحنان فربت على يدها يقول مطمئنا " أنا بخير يا بسمة لا تقلقي "


نظرت إليه بعينيها الجميلتين تقول " الطبيب يقول إذا ما استقر ضغطك بهذا الشكل .. ستخرج قريبا"


ابتسم لها دون رد .. فقالت " عليك بالاستمرار في الراحة عندما تخرج ولا تجهد نفسك في العمل كثيرا "


رد عليها بهدوء " لا أستطيع يا بسمة .. فالكثير من الاعمال مؤجلة بسبب مكوثي هنا .. وحين أخرج ستكون فترة ضاغطة جدا "



همست باعتراض " ولكن "


فسحبها من يدها وأجلسها بجانبه على السرير يقول " لا تقلقي العمل لا يؤثر على صحتي ( وأضاف بلهجة ذات مغزى ) بل إنه يغرقني فيه فلا ألتفت لأي شيء آخر "


امتقع وجهها فأضاف مشفقا " أعدك أن نذهب في رحلة ثلاثتنا بعد ذلك .. بل إني طلبت من أخيك أن يبحث لنا عن بيت نشتريه في بلدتكم لنقيم فيه الفترات التي ليس لدى عمل فيها "


هتفت بسعادة " صدقاً .. صدقاً يا سيد سيكون لنا بيتا وستعيش فيه هناك بين أبي وأمي ! "


ابتسم وقال " إن شاء الله سنقسم حياتنا للعيش بين العاصمة وبلدكم .. حسب جدول أعمالي وجدول محاضرات رحمة "



استدارت بسمة لرحمة الجالسة بهدوء في أخر الغرفة وصاحت كالأطفال " ستعجبك بلدتنا يا رحمة المدن الصغيرة لها مميزات كثيرة عن العاصمة "


أعطتها رحمة ابتسامة صفراء وردت " أعلم جيدا .. فقد عشت في مدينة صغيرة "


عادت بسمة لسيد تعقد ذراعيها حول عنقه وتقول " شكرا يا سيد شكرا "



ربت علي ظهرها بهدوء فقالت "بعد قليل سأذهب للبيت أغير ملابسي وأطبخ لك طعاماً تحبه فقد سمح الطبيب بذلك "


سألها بقلق" كيف ستذهبين وحدك ؟"


ردت " الاستاذ وائل كلف شخصا بسيارة تحت طلبي حين أريد التحرك من وإلى المستشفى (فأومأ برأسه بإجهاد فاستدارت لرحمة ) ألن تأتي معي يا رحمة "


ردت عليها ببرود " سأجلس مع أخي قليلا"




بعد أن غادرت بسمة أراح سيد رأسه للخلف يغمض عينيه يشعر بالإرتباك والحيرة ..


النزاع طاحن بين قلبه وضميره .. وصدى كلمات آية مازال يمزقه .. والحقيقة التي علمها مؤخرا يحاول أن يتعامل معها بتماسك رغم أنها تذبحه ..


لكنه يعلم جيدا أن الأوان قد فات .. وأن على الصغيرة ألا تعرف شيئا .. فلا معرفتها ستفيدها بشئ سوى المزيد من الآلام .. ولا بمعرفتها سيتغير الوضع بينهما .. فمازالت بسمة تحول بينهما ..


أما الشعور بالندم فيقتات عليه .. ينهشه نهشا ولا يجد سبيلا للراحة ..




وتساؤلا يلح عليه بإصرار " لما يحدث معه ذلك؟



لم الحرمان عنوانا لحياته ؟..


لم عليه أن يعرف في هذا التوقيت بالذات أن صغيرته تحبه .. بل تعشقه .. وتتعذب بسببه ؟.




فتح عينيه حين شعر برحمة تحكم عليه الأغطية فسألها " لم تتعاملين ببرود مع بسمة ؟"



مطت شفتاها وقالت " مادامت لا تسعدك وتقف في طريق سعادتك فلن أستطيع مجاملتها وإدعاء محبتي لها "


سألها مستفهما " ماذا تقصدين بإسعادي والوقوف في طريق سعادتي ؟"



تكتفت أمامه بعد أن رفعت خصلة مائلة للحمرة خلف أذنها وقالت " أنا أعرف كل شيء يا سيد "



ابتلع ريقه وطالعها مترقبا فأكملت " حين دخلت بيتك لأول مرة لاحظت العلاقة بينكما .. أنت تتعامل معها كمن يجامل شخصا .. كمن يتصنع اللباقة مع ضيفا او شخصا غريبا عنه .. في البداية قلت ربما لم تتزوجا زواجا رومانسيا لكن الأمر لم يشبه حتى الزواج العادي .. على الرغم من تعاملك معها بلباقة أو بشعور بالذنب كما قلت .. وحين أقتربت منك أكثر .. وتعرفت على طريقتك في التعامل مع يملكون قلبك .. ورأيتك وأنت تدللني وتشاكسني وتستفزني .. وكيف تفضل إيقاظي في منتصف الليل شاعرا بالوحدة كطفل يحتاج للصحبة .. نسهر طوال الليل نخترع أكلات غريبة نأكل ونتسامر .. تسمع قصصي عن حياتي السابقة وتحكي لي قصصك المؤلمة .. علمت أن بسمة لم تنجح في إشعارك بالونس الذي تنشده .. حتى حين كانت تنضم إلى هسيريتنا الليلية وتشاركنا حفلة السمر .. كنت أشعر باغترابك عنها ..رغم حنانك الفطري تجاه كل من هو ضعيف .. لكنه كان واضحا أنه رد فعل إنساني خالي من الشغف "


تطلع إليها متفاجئا من قدرتها على قراءة الوضع بينه وبين بسمة .. بينما ابتلعت رحمة ريقها وأكملت " وفي المرات القليلة التي شاهدتك فيها مع تلك المجنونة آية .. كنت أرى جيدا ذلك الشغف الذي بعينيك تجاهها .. بنظرة أستطيع ملاحظة وتحليل ذلك بسهولة .. فربما كنت بطيئة الفهم فيما يخص الكتب والدراسة لكني أستطيع فهم المشاعر جيدا .. وما رأيته منك كان سهلا أن أفهم من خلاله ماذا تفعل بك تلك الفتاة .. وكيف تحولك لطفل صغير أمامها .. وكيف تتسلل تحت جلدك في لحظة وتتحكم بكل ما فيك .. ببساطة فهمت أن قلبك في يدها .. وحزنت أن أراك عالقا في المنتصف بين الاثنتين .. وحين تواجهت أنت وبسمة في تلك الليلة تأكدت من احساسي بعد أن سمعت صوتكما العالي .. واشقت على كليكما .. لكني كنت متفائلة أن هذه المصارحة ربما طريقك للخلاص .. وتفاجأت حين قررت بسمة الاستمرار معك مستغلة شهامتك واحساسك بالذنب .. فلم يعجبني ذلك وكرهتها "




مسد سيد على شعرها بحنان وقال " لدينا دكتورة في تحليل المشاعر إذن.. لكن أليس عليك التعاطف مع انثى مثلك .. فأنا المخطئ وأنا من عليه كل الذنب "





ردت بجدية " أنا لا أنكر أني ممزقة بين تعاطفي معها كأنثى مثلي وبين حبي لك ورغبتي في أن تتخلص من عذابك .. لكني أرى أن كل منا قدره .. ومادام من آذاني لم يكن متعمدا فعلي أن أتقبل قدري .. كما لو كنت أسير في طريق فرماني شخصا بحجر فأصابني دون قصد منه وقتها سأفوض أمري لله .. وسأكف عن الانتقام مادمت قد تأكدت أنه لم يتعمد ."




رد عليها سيد " لكن هذا الشخص عليه أن يتحمل جزءا من ذنبه أن أصاب شخصاً آخر بالخطأ"




ردت " ومن منا لا يخطئ يا سيد "



فتهند بقوة يقول " لكن يظل يحمل ذلك الذنب في رقبته "


أطرقت برأسها في حزن عميق تتمتم" قلبي يؤلمني عليك فلا أستطيع أن أنظر للأمر بحياد .. كما يؤلمني على تلك النارية أيضا "





نظرة إليها بإهتمام وهم بسؤالها إن كانت سمعت أي شيء أيضا لكن رحمة بادرته بالقول " لا تقل أنك لا تعلم أنها تحبك !!.. إنها تأكلك بعينيها كلما رأتك .. تتحول لنمرة شرسة راغبة في مهاجمة أي أنثى تقترب منك حتى زهرة الصغيرة ( ذبح الألم قلبه وازداد جرحه نزفا بينما أكملت رحمة ) أنا أتعجب كيف سمحت لك بالزواج من غيرها ؟.. إلا إذا بدأت تحبك بعد زواجك .. فشخص عصبي شرس مثلها كبت مشاعره أمر معذب قليل إن أمرضه "





غرز سيد أصابعه في شعره يغمض عيناه بآلام مبرحة وهو يقول " كفى يا رحمة كفى بالله عليك لا تغرزي اصابعك في جرحي "



مسدت على كتفه ومالت تقبل رأسه وقالت " دع أمرك لله .. بابا محفوظ كان يقول لي عند كل أزمة (ما ضاقت إلا ما فرجت وكنت أحسبها ألا تفرج ).. صف نيتك لله "





تمتم بخفوت " يبدو أن زوج والدتك هذا كان رجلا ذا قامة عظيمة كأبي الحاج سماحة .. لم أقابل فتاة تحترم زوج والدتها كما تتكلمين عن محفوظ "


لمعت عيناها بالدموع وردت بتأثر " لم أعرف أبا سواه .. وحين قابلت خليل أدركت أكثر كيف كان الله بي رحيما "





تمتم سيد في حنق " يا خليل ! .. تنجب الأولاد .. ليربيهم رجال آخرين .. كيف تُترك دون عقاب لا أفهم ! "





يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 08:22 PM   #1394

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

"إنه يشعر بالذنب تجاه زوجته لذا لن يستطيع تطليقها إلا إذا هي من طلبت الطلاق .. وأنت تربكينه كلما تشخصت أمامه .. لا أطلب منك سوى بعضا من النضج والمسئولية والاختفاء من حياته. "


"أنا أحبك.. يا سيد صبرة .."




ما هذا العبث !
أهذه مزحة سخيفة !
كيف للضحكات أن يكون طعمها مرا
كيف يزفون لها خبرا سعيدا بصفعة على وجهها
كيف يشعرونها بالسعادة والحزن في نفس اللحظة !
بالراحة والوجع في نفس اللحظة !
بالتبجيل والاحتقار في نفس اللحظة !
بالبداية والنهاية !
بالحياة والموت !
كله في نفس اللحظة !!..
أهو أمرا عاديا في عالم الكبار وعليها أن تعتاده؟
أم يعاقبونها ؟!!..
أجل يعاقبونها لأنها أحبته ..
لكن ..


أليسوا كبارا ليفهموا أن القلب ليس عليه سلطان!.
أليسوا كبارا ليفهموا أنها لو خيرت لما أختارت أن تغرس قدميها في تلك المصيدة التي اطبقت عليها وأعاقتها للأبد!.
أليسوا كبارا ليدركوا أنها تعبت من اللهاث وراؤه!..
من استجداء إهتمامه ..
من كبت مشاعرها .. وغيرتها .. وأشوقها .. وعذابها ..


أليسوا كبارا ليستوعبوا أنها لم تختار التعلق بقدميه وإنما قلبها من فعل !..


أليسوا كبارا على أن يعاقبوا قلبها على ذنب ليس له يد فيه .
أهذه هي الحياة ..!
أهذا هو النضج ..!


لا ..
بل هي قسوة ..


أن تدرك أنك كنت طوال الوقت غبيا مخدوعا ولا تستحق لأن تعرف الحقيقة ..


هي قسوة ..


أن تدرك أنك ورطة .. مأزق .. عنوان خاطئ .. حبيب غير مرغوب فيه في حياة أحدهم ..
هي قسوة..
سيد يحبها ؟ ..


يحبها كإمرأة ! .. ينظر إليها كإمرأة ! .. يشعر بها كإمرأة ! ..


لدرجة أن يتنازل أحمد ويتوسل إليها !!! ..



أيجب أن تضحك أم تبكي ..
تهلل أم تصرخ ..
تذهب إليه لترتمي في حضنه ..


أم..
تطلق عليه الرصاص . !


***


" لماذا؟؟؟؟؟؟ .. إن كان لديك تفسيرا آتني به فقد تعبت من هذا السؤال طيلة حياتي وتعبت من اللهاث وراء الإجابة التي لم أصل إليها بعد .. "



تطلع إليه عمرو يتأمل وجه المرهق في زي المرضى الذي يتناقض مع هيئته الضخمة مستندا لسور حديقة المستشفى..



لم يجلس لحظة واحدة منذ أن نزلوا لاستنشاق الهواء بعيدا عن جو الغرفة الخانق .. فسأله بهدوء " لماذا ماذا ؟"
رد سيد بارتباك لم يعهده به ونظرات مهزوزة " لمَ يحدث معي هذا أنا بالذات ؟ !!..
لمَ قدري أن أكون ابن خليل؟!! ..
لمَ أمي تركتني ورحلت ؟!!..



لمَ لم أجد أبا ولا أما في حياتي ولم أحظى بحياة عادية مثل ملايين البشر على هذا الكوكب ؟!!.. لم أنا تعس الحظ ؟!!..



ألديك إجابة .. كيف يُترك خليل يتمادي ويفلت بفعلته معي ومع هذا تزداد أمواله وبناته ..



وأنا ..



أنا أظل محروما .. وأخرج من حرمان لحرمان!! .. حتى الفتاة التي أحببتها وأحبتني كل الظروف تحرمني منها .. هل هذا عدل ؟.. هل خلقني ليعذبني ؟ .. وبرغم هذا يمنعني من الانتحار !! وإلا أموت كافرا .. ( علا صوته ليهدر بعنف وكأنه يهدده ) تكلم يا عمرو !!"



ابتلع عمرو طعما مرا في حلقه مقاوما ذلك الشعور الخانق الذي يقبض صدر حزنا على حال صاحبه ورد " استغفر الله العظيم .. هلا هدأت وحاسبت نفسك على ما تتفوه به ! "



رد عليه سيد ساخرا " ستضاف إلى مجمل ذنوبي .. أنا حتى صرت محروما من الجنة بعد مماتي أرأيت وضعا أسوأ من هذا "


رد عمرو بصرامة " لا تتهاون بالذنوب هكذا وتتشدق بها هنا وهناك .. حتى ولو كنت تحمل جبالا منها فوق ظهرك.. فربما تراجعت عن القيام بذنب صغير كان هو الفارق بينك وبين جهنم "



فرك سيد جبينه عاجز عن التفكير بينما وائل الجالس بعيدا قليلا عنهما يدخن سيجارته في حديقة المستشفى في صمت يستمع دون تعليق ومريم تلتصق بذراعه وتربت على ظهره من حين لآخر مشجعة .



استكمل عمرو حديثه " تقول لماذا ؟ .. إذن سأسألك أنا أيضا لماذا ؟ ..



لماذا لا تغير نظرتك للأمور ..
لماذا لا تنظر الى نقاط القوة في حياتك..
أنظر لما أخذت أنت لا ما حرمت منه ..
انظر لاحتواء الناس لك وانت صغير ..


انظر لمكانتك عند آل سماحة وحدثني .. من وضع في قلوبهم محبتك دون سبب وجيه؟!!..



أنظر للخالة إلهام كيف تتعامل معك وكأنك خرجت من رحمها هي .. أحيانا حين أشاهدكما معنا أندهش من تلك العلاقة التي تربطكما ببعض..



أنظر للقلوب الدافئة من حولك يا سيد في زمن توحشت فيه الماديات وندرة فيه القلوب الدافئة والنوايا الصادقة ..


أنظر لنا نحن أصحابك .. واسأل نفسك كيف استفدت من وجودنا في حياتك .. أسأل نفسك وأنا متأكد أن الإجابة فيها الكثير .. ( خشى أن يكون فظا فحاول الاستدراك ) أنا لا أقصد بهذا الكلام عنا وعن وعلاقتنا أنها كنوع من المن عليك .. كل منا ساند الآخر .. كل منا استفاد من ارتباطنا هذا ما قصدته ..



صمت قليلا يحاول ترتيب أفكاره ثم أكمل لسيد الذي يركز نظراته أرضا في صمت " لماذا لم تقارن ما وصلت اليه وكيف أصبحت وما وصل إليه حموءة الذي بالمناسبة عاش بين أبوين و حرمت أنت منهم ..؟!! ..



لماذا لم تفكر في أن إبتعادك عن خليل رغم قسوته وحرمانك منه رحمة بك من أن تشب من كنفه متشبعا بأفكاره كنسخة قميئة منه..وقتها لم تكن أبدا ستحظى لا بآل سماحة ولا بوائل ولا بعمرو إلى جوارك ..



لماذا لم ترى ذلك فضلا ورحمة ؟



انظر لحالك في عالم الموسيقى الذي هي الحياة بالنسبة لك .. وأين وصلت فيها في عامين فقط بشكل بات يتحدث عنه الجميع .. وأجبني .. هل هذا يحدث مع غيرك في هذا المجال الملئ بالمنافسة؟!.."



تطلع وائل لمريم في صمت يخاطرها بذهنه " لديه بعضا من المنطق هذا الفتى .. أنا أحبه "



مالت عليه في دلال تمنحه ابتسامة مائعة أعادت النبض إلى قلبه وقالت " أنا ايضا أحبه كثيرا هذا الـ عمرو "


عبس يقول " إياك والعبث إنه متزوج "


أطلقت ضحكة متسلية ثم قالت " وأنت أيضا متزوج ! "



ابتلع ريقه ورد متأثرا " لكني أحبك أنت والقلب ليس عليه سلطان "


تحركت مريم تلتلم فستانها الاصفر القصير المرقط بالفراشات البيضاء وراقبها وهي تقف بعيدا بجوار الشجرة وترفع ذراعيها بشقاوة لا مبالية قائلة " إذن مادام القلب ليس عليه سلطان فمن الوارد أن أحب عمرو .. كما يحب سيد آية وهو متزوج من بسمة ( ثم استدركت بلهجة ذات مغزى) ويحق لماجدة أيضا أن تحب غيرك .. أعتقد أنها أكثر من يحتاج لهذا الحب "



ابتلع شعورا غير مريح لم يدري لمَ.. هل بسبب ذكر سيرة ماجدة أم بسبب ما ذكرته عن حقها في أن تحب فتمتم باقتضاب " فلتفعل ما تريد"



انتبه مجددا لعمرو الذي استقام ليواجه سيد ويضيف " تتحدث عن خليل وتستنكر جبروته ! لمَ لم تقل أن الله يعطيه كل القوة والعمر لأن يتمادي وتكثر ذنوبه ..(أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُون.. صدق الله العظيم )


لم لم تنظر للأمر من هذه الزاوية ها ؟



فما أؤمن به أن هناك ثوابا مؤجل وهناك عقابا مؤجل ..
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ صدق الله العظيم .. )



كلمة( لماذا) اذا كثُرت ستُهلكنا يا سيد ( واستدرك يقول ) ولا أقصد ألا تبحث في الاسباب .. ولكن أن تكون هي غايتنا .. أن تعطلنا عن مسيرتنا في الحياة .. أن تتحول من وسيلة للوصول لفلسفة الحياة لغاية في حد ذاتها دون هدف واضح



.. أن تتحول لحفرة تستقطب كل ما تمنيناه ولم يحدث .. وتربطنا بجانبها عن المضي في حياتنا نحدق فيها وهي تكبر وتكبر أمام أعننا .. ( صمت قليلا وملأ صدره بالهواء يغطي على الشعور بالألم تجاهه)



أتعلم ؟ .. أحيانا نتلذذ بالشعور بالشفقة عن أنفسنا لدرجة أننا نتمسك بدور الضحية باستماتة غير راغبين سوى بالتحديق في تلك الحفرةا لتي تكبر وتكبر .. فقط لنثبت لأنفسنا وللآخرين أننا كنا على حق .. أننا (ضحايا) ... "



اعتدل عمرو في وقفته وحدق في الأرض صامتا لثون ثم أضاف " اذا تركنا فرصة لكلمة (لماذا) فكل منا عنده ما يفتقده أو ما كان يتمناه من حياة أخرى فنحن بشر في النهاية ..



أنا مثلا .. لو أعطيت مجالاً لكلمة ( لماذا ) سأقول .. لماذا أمي ليست أقل هوساً وتعلقاً بي ؟ .. لماذا لم تتاح لي مثل الكثيرين فرص للحركة والانطلاق دون أن احساسا بالذنب تجاه أمي .. ودون أن أخشى أن تمرض من قلقها علي؟ ..



لماذا لم أحقق حلمي بأن أصبح بطلا عالمياً في التايكوندو .. وأنت تعرف جيدا أني كنت مؤهلا لذلك وبقوة .. ( ارتعش صوته يقول ببعض الحزن ) أنا لن أنسى حسرتي حين اضطررت أن أترك التايكوندو وكل طموحاتي في هذه اللعبة لأن أمي أصيبت بجلطة كما تعلم حين أصبت إصابة بالغة في مباراة .. أنت تذكر جيدا كيف كان الأمر صعبا علي أن اعتذر عن تمثيل البلاد في الأوليمبياد .. تخيل أن تكون مرشحا بقوة وتعتذر بنفسك وتغلق الباب أمام كل المحاولين لإقناعك ..تخيل مشاعرك أن يتصل وزير الرياضة بنفسه ليقنع أبي الذي حاول مع أمي كثيرا وأدعت الموافقة صاغرة ثم مرضت دون إرادة منها فاعتذرتُ عن المشاركة في آخر لحظة رفقا بها وأعلنت الاعتزال تماما لأريحها .. تخيل هذا الشعور !!..



سأقول لماذا لم أحقق حلمي الكبير في أن أصبح طيارا؟!! .. أنسيت أحلامي وهوسي بأن أصبح طيارا يا سيد !! .. أنسيت كيف غيرت الكلية من الطيران للهندسة رغم إجتيازي لجميع اختبارات القبول بسبب أمي ومخاوفها !.. مازلت كلما سمعت صوت طائرة في السماء قلبي يرفرف لذلك الحلم القديم !..



سأقول لماذا ضاع من عمري وعمر أروى مايقرب من عشر سنين كان من الممكن أن نكون نربي أولادنا الآن .. تخيل أن تحب فتاة هي لك اختصارا لكل النساء وتمحوها قسرا من إدراكك لمعرفتك أن وضعها الصحي سيحبط والدتك وتظل تحبها كالغبي وأنت لا تعي ذلك ..



تخيل لو لم تحرك أروى المياه الراكدة بداخلي ماذا سيكون شعوري عندما أصل في إدراك متأخر لمشاعري لأجد أروى تحمل اسم رجل آخر ( دعك جبينه بتوتر وأكمل ) كلما لاحت هذه الفكرة في ذهني لا أعرف كيف أصف لك شعوري .. شعور قاتل ..



سأقول لماذا علي أن اجرب الشعور بأني مقصر في حق والدتي والسبب في كسر نفسها وإحباطها لأني مارست أبسط حقوقي في الحياة وتزوجت الفتاة التي أحبها ؟!



سأقول لماذا علي أن أخوض معارك نفسية لإيجاد حلولا إبتكارية لأرضي والدتي بدون أن يتنقص هذا من رجولتي أمام زوجتي ..؟!



كل منا لديها أعدادا هائلة من ( لماذا ) يا صديقي .. لكن كل هذا لا يجعلنا ننزلق نحو الكفر بالله وبالقدر ..
اذا كرسنا طاقتنا في البحث عن الأسباب في اقدارنا لقضينا عمرنا كله دون أن نفعل شيئا نكسب به آخرتنا ودون أن نعيش ..(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا صدق الله العظيم)



تكلم سيد ساخرا" وكأن إدراكي لما تقول سيمحو الأوجاع من داخلي !!"



رد عمرو بهدوء " أنا لم أقل لا تشعر بالألم .. ولا تتوجع .. وليس بيدي خلطة سحرية لك لأمحو بها وجعك .. لكن إذا كان بسؤالك هذا تسألني النصيحة .. فأنا أنصحك بأن تغير نظرتك للأمور وترى حياتك من زاوية أخرى .. وأن تصبر وتحتسب .. وما عند الله لا يضيع أبدا "



قال سيد بلهجة معذبة " لكني كنت أنتظر أن أنال قدرا من السعادة بعد كل هذا الحرمان !!.. قدراً من الراحة .. أن أرزق بإمرأة تسعدني ".



رد عمرو بهدوء " في يقيني.. أرى أنك ضيعت عليك جزاءك وراحة بالك بافتعالك الكبائر كالزنا .. "



أجفل سيد من هذا التصريح ثم سأله بعدم استيعاب
" هل يعاقبني ؟؟؟"



رد عمرو بهدوء " هو كما تعتقد أنت "


سأله سيد بقلة صبر " ماذا تعني ؟!!"


رد عمرو مفسرا " إن كنت تثق في عذابه فستراه عقابا وإن كنت تثق في رحمته فستراه تطهيرا لذنوبك وستشعر بالإمتنان لأنه يطهرك قبل أن تلقاه "..



حدق سيد قليلا في الأرض بنظرات زائغة يحاول إستيعاب هذا التعقيد ثم تمتم " لكني توقفت تلك الأمور منذ مدة "



سأله عمرو " توقفت لإبتغاء مرضاة الله بندم وتوبة أم لأسباب أخرى ؟ .. هذا الأمر ليس هينا يا سيد وعليك التوبة إن كنت تبتغي مرضاته .. وتذكر أني نصحتك مرارا في هذا الجانب "



رد سيد بانفعال يقاوم ذلك الشعور الغريب من عدم الراحة الذي نما بداخله " وكنت أنت الجيد المستقيم لأنك إبن الشيخ ففعلت ما يليق بك.. وأنا إبن خليل ففعلت ما يليق بي "



صاح عمرو بانفعال مماثل " هذا كلام أنت نفسك لا تقتنع به ..فلا تهذي !!..


أنا لا أملك أي ضمانة لدخولي الجنة لأن أبي شيخا ! .. ماذا سيفيدني الشيخ إذا ما ضللت عن الطريق !! .. يقولون في المثل ( يخلق من ظهر العالم فاسد ) وأنا أقول لك (ويخلق من ظهر الفاسد عالم ) ..



ثم أكمل بلهجة أقل إنفعالا " لو ما تقول صحيحا لمَ لم تشب كنسخة من خليل؟؟.. لمَ اجتهدت كثيرا وقومت نفسك ومنعت نفسك من الانزلاق ونجحت أن تكون نموذجا مشرفا لطفل كانت بدايته في الشارع .. فلا تقول إبن الشيخ وإبن خليل !! ..



و لا تنكر أن صورة خليل كانت محفزا لك أن تصبح أفضل منه .. أن تتجنب ما وجدته فيه من عيوب وقصور .. أما ما انجرفت فيه من كبائر فكان لأنه لاقى هوى في نفسك .. فلا تهذى وتقول لأنك إبن فلان وأنا إبن فلان.. فلن يفيدني الشيخ ولن يضرك خليل في النهاية .. لكل منا طريقه وحده ..(وكُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ.صدق الله العظيم) ..



مجدد سأقول لك غير نظرتك للأمور .. أنت مثلا ترى نفسك ضحية .. لكن لو سألتني عن رأيي فيك أنا أراك بطلا ينقصك فقط الإلتزام الديني .. القناعات تغير زاوية الرؤية يا صديقي . "



تطلع وائل لمريم التي ترفع إبهامها ناحية عمرو معجبه ثم استدار لهما حين سأله سيد بهدوء " وهل إذا ما تطهرت سأنال ما أتمنى ؟"



رد عمرو يحرك كتفيه " إن كنت ستفعل من أجل نيل أمورا دنيوية قد تتحقق وقد لا تتحقق .. لأن الله قد يمنع عنا بعض الأمنيات لأن فيها ما سيؤذينا وهو بكل شيء عليم .. وإن كنت ستفعل من أجل آخرتك فثق أنك ستنال ما تريد وأكثر بإذن الله تعالى .."



سأله سيد بشرود " وكيف أقضي ديني هذا الذي تتحدث عنه ؟"


رد عمرو بهدوء " إعترف بالخطأ وتب إلى الله وألح في طلب الغفران .. وافعل ما يرضي الله ..
جدد علاقتك مع الله يا سيد .. وادخل في حماة وأشكره أن بعث لك الحاج سماحة ينتشلك من الضياع .. أشكره أنك لست ممددا الآن في أرض خربة تحقن نفسك بمخدر .. أو تفر هاربا من أحكام بالسجن .. تيقن من عدل الله العادل في الدنيا والآخرة .. فكلنا سنحاكم لا محالة .. فهل أنت جاهز للسؤال أمامه ؟"



أطرق سيد أرضا وزفر زفرة حارة متوجعة وتساءل " لكني ضعيف وهو عظيم كيف يعاقبني بالحرمان منها وهو يعلم علم اليقن أنها لي الحياة نفسها ! "



أعتصر الألم قلب عمرو وهو يتذكر التصريح الذي أخبره به سيد عند بداية الحديث باعتراف آية له بالحب .. ولا ينكر أنه تأثر بشكل غير مسبوق وأشفق على كليهما.. فتنهد وقال بلهجة مشفقة " أسمعني يا سيد .. أعترف أني لم أكن لأشعر بما تشعر به الآن أنت أو آية لو علمت هذا الخبر قبل أن أدرك مشاعري تجاة أروى .. أما الآن فأنا أدرك جيدا حجم الفاجعة التي ألمت بكما .. لكن رأيي في الموضوع لن يتغير بإدراكي لمشاعركما .. تطليقك لبسمة دون ذنب ظلما سيعلق في رقبك إلى يوم الدين .. وإذا أعانتك عليه آية فستحمل نصيبها من هذا الذنب هي الأخرى " فالظلم ظلمات يوم القيامة " .. وأمامك حلان إما أن تجمع بين زوجتين وأنت مدرك وعازم على العدل بينهما وستحاسب على هذا أيضا فلا تحسبه هينا.. هذا طبعا بفرض أنك ستتخطى عقبة آل سماحة أن يرضوا بأن تكون إبنتهم زوجة ثانية ..."



فرك سيد جبينه في وجع وإرهاق متيقنا أن إمكانية تنفيذ ذلك من رابع المستحيلات .



فأكمل عمرو بلهجة مشفقة " أو أن ترضى بقضاء الله .. وتصبر وتحتسب وأنت متيقن أن كل له أقداره.. وكل له اختباره ..فلا تدرى كم صرف الله عنك من أذى وانت ببصيرتك المحدوده تبكي عليه ...!"



مط وائل شفتيه ولم يعجبه ما يحاول عمرو إقناع سيد به رغم اقتناعه التام بكل ما قاله .. لكن قلبه غير قادر على تحمل فكرة أن يحب شخصين على قيد الحياة بعضهما ولا يستطيعا الاقتران .. وراودته نفسه كثيرا أن يذهب لآية ويخبرها بحقيقة مشاعر سيد .. لكنه لم يرغب في أن يزيد عدد القتلى بالمشرحة خاصة بتمسك بسمة بسيد .. فأشفق على الصغيرة من المزيد من الوجع .



بينما تحرك عمرو نحو صديقه الذي يفرك جبينه بيد مرتعشة يحاول التماسك وربت على كتفه يقول متعاطفا " يا صاحبي .. تأدب في بلائك و توجع بالحمد؛ فأنت في حضرة قضاء الله و قدره، وفي هذا المقام.. الصبر أوجب واجزى "
رن هاتف وائل فرد يقول " نعم أحمد .. نحن هنا في حديقة المستشفى " ثم أشار لهم بوجود أحمد حتى يغلقوا الحديث .



بعد دقائق كان أحمد يقترب من ثلاثتهم ويتطلع في الوجوه بريبة .. حدسه يخبره أنه هناك أمرا يدور من خلف ظهره .. ويميل لفكرة ضلوع آية في القصة .. وإخفاء الأمر عنه يستفزه .. حتى أنه كان قد قرر ألا يخبر سيد بمعرفة آية بأمره لكن إحساسه بأن هناك أمرا يدور من خلفه وأخته ضالعة فيه لا يشعره بالراحة .. كما أنه غير قادر على ترجمة حالة آية الحالية .



وحتى الآن لم يضع تخمينا منطقيا لما قالته آية لسيد .. هل كان يخبرهم سيد منذ قليل أن آية لامته وأشعرته بالذنب مثلا ؟ .. أم يخبرهم أن آية فتحت لسانها الناري عليه وأهانته ؟ .. أم أنها تصرفت كالأطفال واستعطفته ويستشيرهم في الأمر.
المهم أن كل التكهنات تقول أن آية لها يدا فيما حدث لسيد وأنه غالبا قد أطلع صاحبيه على ذلك الأمر من وراء ظهره.



بادر بالقول " كيف حالك الآن يا سيد؟"


غمغم سيد بالحمد متقبضا يشيح عنه بنظراته .



فقال ساخرا "طبعا اذا سألت عما تتحدثون فلن أجد اجابة صادقة .. ومن الواضح أن أختاي بتن مادة للحديث من وراء ظهري"



رد عمرو بصرامة "واحدة منهن هي زوجتي يا أحمد فإن كنت تشك في اخلاق اصحابك فبالتأكيد لن أتشارك الحديث عن زوجتي معهم "



رد أحمد بسخرية " جميل اذن بقيت آية سماحة ( ثم توجه لسيد يقول بتحدي لم يكن ينويه حتى دقيقة واحدة سابقة ) بالمناسبة لقد أخبرت آية سماحة بكل شيء .. في محاولة مني للضغط عليها لتحل عن رأسك .. فلا تقلق من هذا الجانب"


شحب وجه سيد ونظر لصاحبيه يتأكد مما سمع ليسأله وائل الذي أقترب منهم " أخبرتها بماذا بالضبط ؟؟؟؟؟"


نظر أحمد في عيني سيد ورد " أخبرتها بمشاعر سيد تجاهها وأفهمتها سبب طلبي أن تبتعد عنه.. في محاولة لإبعادها عن صاحبي الذي يخبئ عني أمرا ولا يريد أن يطلعني عليه "



انفجرت قبضة سيد فجأة في وجه أحمد الذي اختل توازنه متفاجئا فأمسك به عمرو بينما غطى وائل عينيه بكفه وغمغم ( الرحمة من عندك يا ربنا )"
أمس سيد بملابسه بملامح خطرة يقول وقد انتفخت عروق رقبته " ماذا فعلت يا مجنون !!! .. ماذا فعلت بها ؟؟.. لماذا لم تسألني أولا ؟؟؟.. أليس من المفترض أن تأخذ رأي ذلك الـ ... ( وتسارعت أنفاسه وأكمل بتأثر ) ذلك المثير للشفقة الذي تطلب منها العون في مساعدة"


صمت قليلا يحدجه بنظرات خطرة ثم تحرك يغادر وهو يرمقه بنظرات مجروحة وأشار له بسبابته وقال بلهجة خطرة " لن أنسى ما فعلته بها .. وبي يا ابن سماحة.. لن أنسى أنك كشفت سري .. لن أنسى هذا أبدا "



هدر أحمد يلحقه بصوته " إفهم يا ( ... ) .. أنا كنت أساعدك رغم أنك لم تفصح عن سبب ما أنت فيه .. سيد .. سيد "





تطلع أحمد فيهم محاولا الفهم يتفحص وائل المطرق برأسه أرضاً يفرك جبينه في ألم واضح بينما عمرو وجهه جامد متخشب يديه في جيب بنطاله فقال لهم مفسرا " كانت الطريقة الوحيدة لأبعاد آية عن طريقه .. لم أجد مفرا من ذلك .. عليها أن تنضج وتتحمل المسئولية و .. "


بتر عبارته عندما قاطعه وائل يغمغم في عصبية " أنت غبي يا أحمد غبي .. أنا تعبت منكم وتعبت من كل شيء .. تعبت من كل شيء .. من كل شيء " قالها وغادر .



نظر لعمرو يبحث عن تفسير فربت على كتفه بشفقة وقال " أخطأت في هذه الخطوة يا كونت للأسف .. سيد أكتشف في تلك الليلة أن آية تحبه إلى حد العذاب .. وأعترفت له بسنينا مضتها تقاوم هذا الشعور ولم تفلح .. وكتمته في قلبها خشية من ردود الأفعال .. ( وصمت قليلا يبتلع خصة في حلقه ) وخشية أن يبتعد عنها .. وقررت الاعتراف له لتتحرر من مشاعرها مادامت ما كانت تخشى منه قد حدث واتخذ سيد قرارا بالابتعاد .. ( وأكمل متألما ) لا أدري ماذا يحدث لهما .. لعله خير "


يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 08:23 PM   #1395

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

وقفت آية متخصرة تهز قدمها بعصبية .. بينما تحرك أحمد نحو الباب يقول " لما العصبية لا أفهم ألم تعدل لك أروى شعرك كما تريدين "



تكتفت ولم ترد وحين فتح الباب تنبهت وعدلت من فستانها الأحمر القصير ذو القلوب البيضاء والحمالات الرفيعة وجرت إلى الباب ..



لكن الاحباط زاد من عصبيتها حينما دخل عمرو يتبعه وائل وهما يسلمان على أحمد .



وقفت تشيح بوجهها فاقترب منها عمرو ومال عليها يطبع قبلة مفاجئة على خدها وهو يتمتم " عيد سعيد يا قطعة السكر "


زفرت في حنق ومسحت موضع قبلته وهي تمتم بشكرا دون أن تنظر إليه .. فرفع حاجبا وقال" ما هذا العيد التعيس !) .. ثم اخرج من جيبه الكثير من السكاكر والعلكة .. ومد كفيه بها .. فنظرت قليلا لكفه ثم اختارت السكاكر واحدة واحدة وفتحت حقيبتها الصغيرة ووضعت بهما السكاكر
فقال عمرو ببرود " والعلكة ؟!!"



ردت بحنق " لا أحب العلكات يا عمرو .. ثدقا أمرك غريب .. كل مرة تأتيني بثكاكر والعلكات وكل مرة أخبرك أني لا أحب العلكة .. لا أحب العلكة .. هل أعلقها على ثدري لتثتوعبها !!"



جحظت عيناه ومال يحدق في أسنانها بفضول وهو يغمغم " كم سن تبدلين حتى الآن ؟" فاطبقت على شفتيها بسرعة تداري موضع السنتان الأماميتان الفارغ والذي يزيد من إحباطها ويفسد منظرها في العيد .



فقال عمرو ببرود وإصرار "خذي ما أحضرته لك وكفي عن الفظاظة "



قالت بعصبية" قلت لا أحب العلكاااااااات "



رد بغيظ " خذيها ووزعيها على من يحبها"


تدخلت إلهام بحزم " عيب يويا حين يقدم لك شخص شيئا تأخذيه بأدب وتشكريه حتى لو كنت لا تريدينه"


صاحت بغيظ " أووف .. حثنا شكرا "


قال عمرو يستفزها" أعيدي لي القبلة التي مسحتيها "


تدخل وائل يقول " من الذي لا يمسح القبلات؟"



فأشار عمرو على آية ..



فرد وائل" إذن ستموت من القبلات الآن .. أمسكها يا عمرو .. كيف تقابلنا بهذا العبوس في العيد"



صرخت آية وأفلت من بين أيديهم تجرى في الصالة ووائل ذو الثالثة والعشرين عاما يجري وراءها فهتفت صارخة " لا يا أبيه لا أريد.. إياك أن تمثكني .. فثتاني ثيتكثر .. شعري ثينتكش"



تطلع وائل بغيظ لعمرو ذو الثامنة عشر المتسمر في تحفظ وهتف " قلت امسكها يا عم أمين "



تنحنح عمرو في حرج وتحرك يحاول الإمساك بها .. إلى أن امسكها وائل من كتفيها وهو يتوعدها فتدخل أحمد فجأة يقول " مهمة انقاذ عاجلة للقطيطة "



فاختبأت آية بسرعة خلف ساقي أحمد الطولين وهي تلعب حاجبيها لوائل .. فقال بغيظ " حسنا لن تأكلي من الكعك الذي أرسلته أمي مالم أخذ قبلة العيد على خدي هذا "



فأخرجت له لسانها ..



بعد قليل دخل سيد من الباب مصدرا تلك الجلبة المصاحبة لدخوله فاختبأت بسرعة خلف الكرسي الكبير تجلس متكتفة في عبوس في ذلك المكان خافت الضوء الضيق ووجهها للحائط .. فسأل عنها بلهفه بعد هنأ الجميع بالعيد " أين القطيطة؟"



أشارت إلهام للكرسي وقالت وهي تغمز " لا يوجد لدينا قطيطات.. لقد رحلت "



رد سيد بإحباط مصطنع " يا خسارة كنت قد أحضرت لها الشيكولاتة"



تكتف آية التي تجلس القرفصاء خلف الكرسي وتمتمت بقرف " يضحك علي بقطع شيكولاتة !"



فأكمل سيد بلهجة مطوطة منغمة " وأحضرت لها هدية للعيد أيضا "


ازدادت ضربات قلبها في ترقب فأكمل بنفس النغمة " أحضرت لها شيئا تحبه جدا"



تحركت مقلتيها العسليتين يمينا ويسارا تميل بأذنها أكثر لتتسمع بفضول " ما رأيك يا أمي في تلك الدمية الجميلة ؟"


ردت إلهام تكتم ضحكتها وهي تحضر المائدة بينما أروى تقف بجانبها تساعدها " دمية رائعة يا سيد "


برطمت آية في سرها بحقد وهي تتحكم في فضولها لرؤية الدمية " لن أتنازل .. ولن يفلت بفعلته "


أكمل سيد الحديث " إنها العروس الجديدة التي نزلت في الأسواق يا أمي .. أمم .. نسيت إسمها "



اتسعت عينا آية بتركيز تستمع لما يقول " أرأيت كيف هي رشيقة ..رفيعة .. حتى معها ملابسها وأدوات الزينة ( حجظت عينا آية وقفز قلبها كالكرة المطاط بينما أكمل سيد ) اسمها بــ بــب بـ"


قفزت آية صارخة من خلف الكرسي تصيح بانبهار" باربي "وانقضت عليه تخطف منه الدمية بيعنين تتفجر منهما قلوبا حمراء ..
فأمسك بها يضحك ضحكة خشنة عابثة ويقول " أمسكت بك " .



أفلتت منه في حزم تحدجه بنظرة غيظ ثم صرخت في وجهه " لا تتحدث معي أنا أخاثمك "



لاح على سيد الذهول ثم تحرك وراءها وقد عادت تجلس خلف الكرسي مرة أخرى تطالع العروس بعينين تتفجر منهما القلوب الحمراء تستكشف الدمية .



قال سيد يقلد نطقها " لما الخثام يا يويا"


نظرت إليه بنظرات مخيفة وقالت موبخة " قلت ثتأتي في العيد منذ الثباح "


فرد عليها "ونحن في الثباح يويا أنظري للشمس في الخارج"



قالت صارخة في وجهه " انت تكذب ومن يكذب يذهب للنار.. الشمث أشرقت منذ وقت طوييييييل جدا .. أنا اثتيقظت قبل أن تشرق الشمث وشاهدتها .. وحين ذهبت لثلاة العيد لم تكن هناك"


جلست سيد بضخامته في الارض يطالعها بعينين لامعتين .. ثم نكس رأسه يتصنع الندم وهمس ببؤس " آسف يويا أني تأخرت لكن الشمس أشرقت ولم تبلغني أنها أشرقت.. الخطأ خطأها يويا لست أنا "



عقدت حاجباها السوداوان و لاح الغباء على وجهها تنظر له بعدم فهم ثم سألت " من ؟"


رد عليها بثقة " الشمس يويا .. لو كانت أبلغتني أنها أشرقت لكنت استيقظت فورا وجئت إليك "



تطلعت إليه آيه في صمت قليلا ثم هتفت بصرامة "هل تثتخف بعقلي !! أتحثبني طفلة !! أنا عمري ثبع ثنوات وأعلم جيدا أن الشمث لا تتكلم وأنها ليثت إنثان لتوقظك من النوم "



أحمر وجه سيد وهو يكتم رغبة ملحة جدا للانفجار في الضحك .. يأكلها بعينيه .. كمن ينظر لقطعة سكاكر عملاقة في مثل طولها الذي لم يصل بعد لمتر وهمس بعد نظرة التوبيخ التي حدجته بها " آسف يويا أعتذر "



حضنت العروس وقالت بعند " لا ينفع الاعتذار يا ثيد .. ضاع نثف العيد وأنت غير موجود .. أنا أخاثمك من الآن حتى يثبح عمري واحد وعشرين عاما"


انفجر سيد ضاحكا وإرتد للخلف يسند رأسه على الحائط .. فوقفت آية أمامه بكبرياء وقالت بغيظ "أنت تضحك ولا يهمك أن أخاثمك حثنا كما تريد"



بعد ثوان اطلق سيد صفيرا معجبا يقول " واو .. أحب فستان العيد الجديد.. من اختار هذا الفستان الجميل ؟"


تخضبت بالحمرة رغم احتفاظها بذم شفتيها .. وأشاحت بوجهها ولم ترد .. فصاح سيد يعلي صوته" هل أنت من أخترت هذا الفستان الرائع ليويا يا أمي ؟"


ردت إلهام من المطبخ " بل هو من أختيار أروى .. والحمد لله أن رضيت بإختيار أحد منا .. فقد تعبنا والله "



عاد ينظر إليها وهي تقف وقفة عارضة أزياء ممتعضة ..فقالت بكبرياء "دعي أمر "


استعرض كتفيه يغلق ممر الخروج من وراء الكرسي وقال مازحا وهو يرفع لها اصبعه بتوسل "هل استطيع أن أسألك سؤالا واحدا يويا قبل أن تخاصميني كل هذه المدة الطويلة ؟!"


حركت نحوه مقلتيها العسليتين المبهرتين بتعالي تنتظر السؤال .. فسألها وهو يلملم شفتيه يتحكم في الضحك " أريد أن أعرف لما ستخاصميني حتى سن الواحدة والعشرين بالذات "
حدجته بنظرة باردة وقالت "لأن أمي قالت أن الفتاة يمكنها الزواج من أول ثن الواحدة والعشرين "


عقد سيد حاجبيه يحاول الاستيعاب ثم " أشكرك يويا أنك ستصالحني قبل زواجك حتى أحضر حفل زفافك "


رفعت كتفاها ترد ببساطة "بالطبع لابد أن أثالحك هل رأيت عروثا وعريثا متخاثمان في حفل زفافهما "



اتسعت عيناه لثوان ثم سألها متوجسا "ومن العروث ومن العريث يويا؟"



ردت " أنا وأنت "


حدق فيها لثانية ثم انفجر مجددا في الضحك وقد مال جزعه كله للأمام .. ليحمر وجهها الأبيض وقد أوشكت على البكاء فقالت"لا أرى ثببا للضحك يا ثيد ! "


هدأ قليلا من نوبة الضحك ثم قال لها "ومن قرر أننا سنتزوج ؟"


ردت بلهجة واثقة" أنا قررت أن أتزوجك وثألت أمي متى تثتطيع الفتاة الزواج قالت عندما تتم الواحدة والعشرون وتنتهي من الدراثة"



حدق فيها مخروسا لثوان يلملم الابتسامة ..ثم أطرق برأسه يخبئ وجهه الذي أحمر في كفيه..فنظرت إليه بوجه متخضب بالحمرة وقلبها يدق بسرعة وسألته ببراءة "هل أنت محرج ؟"
فأومأ برأسه وهو مازال يخبئ وجهه .. فلملمت ابتسامة معجبة به .. وحركت مقلتيها قليلا هنا وهناك تبحث عن رد يخفف عنه الحرج وقد صدقته .. ثم قالت "أنا أيضا أشعر بالحرج .. أعتقد أنه شعورا طبيعيا "


فتح اصبعيه السبابة والوسطى من على عينيه لينظر إليها من بينهما .. ثم أزاح كفيه يقول بجدية " شكرا يويا على أختيارك لي عريسا ..لكن لدينا مشكلة "


سألت باهتمام" وماهي ؟"



أجاب" أني في الواحدة والعشرين من عمري أي أكبرك بأربعة عشر عاما يويا "



رفعت كتفيها وقالت " لا يهمني "



رد مفكرا "مارأيك بعمرو هو أصغر قليلا "



نظرت لعمرو الذي يقف من بعيد على الحائط يمد قدميه أمامه ينظر مع أحمد ووائل إلى جهاز العاب الفيديو على التلفاز .. بينما أروى ترمقه بغيظ أن يرفع قدمه لتمر وهي تحمل صينية عليها بعض الكعك .. وهو يحدجها ببرود متحفظ ويخبرها أن المساحة تسمح لها بالمرور دون أن يزيح قدميه وقالت " لا أريد أن أتزوج عمرو .. وليس عندي مشكلة في فارق السن "



فقال لها "امم ماذا عن وائل"
ردت عليه بجدية " لا أنكر أن ابيه وائل وثيم واشقر ويشبه البطل في المثلثل الاجنبي .. لكنه أبيه .. كيف أتزوجه!!"..



ثم تخصرت تقول بشك "هل ترفض الزواج مني"



كتم ضحكته وأسرع يقول" أنا فقط أرى أنك حين تكبرين سأكون أنا عجوزا يويا هل ستتزوجين من عجوز وأنت شابة "


سألته باهتمام "كيف عجوز؟"



فرد "عجوز يويا بدون أسنان ( نظرت لأسنانه بعينان متسعتان وفم مفتوح ) بدون شعر تقريبا ( نظرت لشعره ) وجهي مجعد يويا ( نظرت لوجهه الأبيض وذقنه لخشنة ذات الشعيرات البنية التي تحبها ) وسوف أكون منحيا وأنا أمشي بجانبك في حفل الزفاف .. لذا يفضل أن تفكري في شخص أصغر سنا وتكبران معا بالعمر "



ساد الصمت وحدقت في عروستها قليلا وكأنها تستشيرها ثم رفعت إليه رأسها وقالت بثقة " سأكل كثيرا لأكبر بسرعة .. وحتى لو كنت عجوزا .. لا تقلق سأكون شابة قوية وسأمسك بيدك ونحن في حفل زفافنا .. لا تحمل هما أبدا "





أفاقت آية من ذكرياتها حين فُتح الباب بهدوء وأطلت بانة برأسها فأسرعت آية برفع الغطاء على رأسها تغطي وجهها تحت الملاءة غير قادرة على الحديث مع أحد.



دخلت بانة تحمل طبقا مليئا بالساندوتشات وجلست بجانبها بهدوء تقول " مكيف الهواء لديك رائع الأكثر برودة في كل أجهزة المنزل ( ونظرت إليها ترى أي تجاوب ثم أكملت ) سأقول ما شاء الله حتى لا تقولي أني أحسده .. لكني كما تعلمين بشرتي حساسة لا تتحمل الحر يا يويا ( ثم مالت تهمس باستفزاز ) انتي تعلمين ذوات البشرة البيضاء لا يتحملن الجو الحار ."



حين لم ترد سكتت بانة ووضعت الطبق بجانب السرير واسترخت بجانبها تبحث في هاتفها في مواقع التواصل الاجماعي ..



فجأة تحركت آية بوهن تقول" هل ممكن أن تعطيني هاتفك قليلا أريد أن أرى شيئا على الفيس بوك "


ردت بانة "إذا أكلت سندوتشا سأعطيك هاتفي "



نظرت إليها آية بجمود فأكملت بانة بتعاطف " من أجل أمي ..إنها مهمومة ولا تفهم ماذا حدث "
سألتها بهدوء" بماذا أخبرهم أحمد؟"



ردت بانة أخبرهم أنك ربما مضغوطة من الامتحانات .. "
صمتت آية فأضافت بانة " أنا أعلم أنك قوية آية فلا تستسلمي بهذا الشكل كلي على الأقل من أجل والديك "


أمسكت الطبق فسحبت آية سندوتشا تقضمه وتلوكه بصعوبة في فمها كمن يلوك حجر..



فأعطتها بانة هاتفها لتشجعها على الاستمرار في الأكل وتحركت وهي تقول" سأحضر لك بعض العصير وأبشر أمي أنك أكلت "



بعد دقيقة كانت آية تفتح الفيسبوك من هاتف بانة
وذهبت لصفحة سيد وبحثت عن تلك المنشورات التي كانت تقرأها كفضفضة لتلك التي تسكن قلبه .. بحثت كثيرا ولم تجد شيئ سوى منشورات عادية جدا يتشاركها مع الاصدقاء .. عادت لهاتفها تفتح صفحته فوجدت تلك المنشورات.. قلبت فيها فلم تجد إلا هي فقط من تفاعلت معها ..
هي فقط ..من ردت عليها بقلب أحمر كبير كعادتها ..
تذكرت حين سألها أن تعلمه كيف يكتب المنشورات ويقصرها على مجموعة من الاصدقاء دون غيرهم ليرونها ..



أكانت هي المقصودة ؟؟..



أكانت تلك هي رسائله لها ! ..
أكانت هي حبيبته التي يتعذب في حبها !..
أكانت هي سبب الحزن الكامن في عينيه دوما ولم تعلم له سبباً. !!.


أكان يتهرب منها مؤخرا ليقاوم مشاعره تجاهها!..
إزدادت نبضات قلبها فجأة تتساءل .. ترى كيف كانت ردت فعله بعد إعترافها ..



أيكون السبب في أنه لم يستدير إليها أن ذبحته بإعترافها دون أن تشعر !!



مضغت الأحجار التي تلوكها في فمها بصعوبة وقد انهمرت دموعها تستعيد قراءة تلك المنشورات التي أرسلها لها وحدها .. ولم تكن تعرف حينها ...


والآن تعيد تقراءتها وهي تعرف أنها تلك الحبيبة ..
حبيبة سيد .


***




في المساء :





تطلعت أروى لعمرو الجالس بجانبها يقرأ القرآن بصوت خافت مسموع وهي ممددة بجانبه على الأريكة تتوسد ذراعيها وشعرها الأسود الحريري ينسدل على جزء من وجهها ..


تحب صوته وهو يقرأ القرآن .. وتلك السكينة التي في صوته تتسلل للمستمع .. وتذكرت أن والده رحمه الله كان يحب سماع ترتيله للقرآن .


مسدت على ذراعه بحنان .. فرد على حركتها باحتضان كفها بدفء وهو مستمر في القراءة.. فتذكرت دخوله الواجم عليها منذ قليل مهموما وقد رفض أن يخبرها ماذا يحدث لولا أن أخبرته أنها قد علمت من أحمد الذي هاتفها قبل وصوله بقليل..



كان أحمد منفعلا مخنوقا على الهاتف .. وأكتشفت أن والدتها لم تخبرها بمرض آية بحجة أنها عروس وفي شهر العسل حتى لا تقلقها .. وعلمت أيضا من أحمد موضوع سيد وموضوع آية ..والذي شدد عليها بألا يصل الخبر لوالديهما حتى لا يتعقد الموضوع أكثر من ذلك .. لكنها لم تتفاجأ بشأن سيد فهو ليس ذلك الشخص الذي يستطيع إخفاء إنفعالاته والتكتم عليها وقد شكت كثيرا في تعلقه واهتمامه بآية .. لكن ما تفاجأت به هي مشاعر آية .



تنهدت بألم فصدق عمرو وسألها بهدوء "هل ستنامين دون أكل ؟"


ردت عليه " مادمت ترفض الأكل "


قال بضيق" يا أروى معدتي مشدودة من أحداث اليوم "


مسدت على ذراعه وتمتمت بلهجة نادمة " كان علي أن أراعيها وأكسب ثقتها أكثر من ذلك "


رد مشفقا " أنت أنشغلت بترميم جراحك منذ ذلك الحادث يا أروى لكي تتوازني دون أن يسبب لك مشاكل نفسية فلا تلومين نفسك كثيرا "


نكست رأسها وتمتمت " أحمد في حالة نفسية سيئة جدا .. إنه متألم ويشعر بالذنب تجاة آية .. والحقيقة موقفه صعب .. فهو مضغوطا من كل الجهات ممزقا بين الجميع .. صوته على الهاتف كان مؤلما .. وحاولت إقناعه بالحضور قليلا لكنه رفض "


مسد على شعرها يقول " لعله خير .. لا أريدك أن تحملي الهم .. ( صمت قليلا ثم قال ) بالمناسبة أنا اتفقت مع مركز العلاج الطبيعي الجديد ..ورتبت معهم جدول الجلسات لتكون بعد مواعيد عملي ( ثم أضاف بلهجة ذات مغزى ) في مواعيد للنساء فقط وستتعاملين مع طبيبة وليس طبيب ."



ابتسمت له ابتسامة صفراء ثم قالت " لكن طبيب العظام المعالج لن اغيره إنه أشهر طبيب في البلد كما أنه من يتابع حالتي من سنين طويلة ومطلع على تفاصيلها "


مط شفتيه بامتعاض.. فأمسكت بشفتيه الممطوطتين بأصابعها وقالت " وهناك أمرا آخر نريد أن نتناقش فيه "


تطلع إليها بإهتمام فتركت شفتيه وقالت بجدية "طيب العظام حين زرته آخر مرة ونحن مخطوبان سألته عن موضوع الحمل والانجاب .. فطمأنني بأن حالة ظهري لا تتعارض مع الانجاب .. لكنه أخبرني أني سأتوقف عن التمارين في حالة حدوث الحمل .. لذا علينا أن نقرر خطواتنا القادمة .. إما أن نسعى للأنجاب أولا ثم أتفرغ بعدها للتمارين والعلاجات الطبيعية أو العكس "


سكتت تنتظر رأيه فسألها " وماذا تريدين أنت؟"


ردت " الأمران عندي سيان كنت أتمنى لو أستطيع أن أفعلهما معا لكن أيهما أولا ليس عندي مشكلة "


قال بهدوء " أنا أرى أن علاجك الطبيعي يأتي في المقام الأول .. بعدها نفكر في موضوع الإنجاب"


فتنهدت قليلا ثم قالت " لابد أن نضع عمري في الاعتبار ونحن نتخذ القرار فأنا لست في العشرين"


صمت قليلا يفكر ثم قال " دعينا نقطع شوطا في علاجك الطبيعي لعام أو اثنين .. ولو لم يمن علينا الله بشفائك .. نسعى في أمر الانجاب ثم نعود بعدها للعلاج الطبيعي بإذن الله تعالى"


مسدت على ذراعه وقالت بتفهم .. وقد أراحتها الفكرة " إذن أحتاج لأن أزور الطبيبة النسائية لترتيب الأمر "


أومأ برأسه موافقا وهو يعود للمصحف فسألته وهي تتثائب "متى ستنام ؟"


فقال وهو يفتح المصحف مجددا " بعد أن أنتهي من هذا الجزء"


بعد قليل صدق وتمتم ببعض الأدعية واستدار إليها ليجدها غارقة في نوم عميق فابتسم في حنان وحملها برفق لتحكم ذراعيها حول عنقه و تدفن وجهها في رقبته ..فطبع قبة رقيقة على جانب رقبتها قبل أن يتحرك بها إلى الداخل .






يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 08:24 PM   #1396

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

دخل أحمد بوجه واجم يلقي السلام باقتضاب على أمه وأبيه وبانة التي تطلعت إليه ثم نكست رأسها في ألم تحاول التحكم في رغبة في البكاء بعد أن استشعرت حالته المزاجية وقد حسبت أنها السبب الرئيسي فيها ..



سأل عن آية فأخبرته أمه أنها أخذت حبة المهدئ ونامت .. فتطلع لبانة التي تجلس منكسة الرأس تتهرب من نظراته ولم يقدر على التحمل أكثر.. فتحرك نحوها ومد يده يشدها من يدها فجأة ويسحبها نحو باب الشقة وهو يتمتم لأبويه " بعد إذنكما " .


فتطلعت إلهام ذاهلة لزوجها الذي لاحت على شفتيه ابتسامة متسلية دون تعليق ..



جزت بانة على أسنانها ثم قالت بغيظ وهي مرتعبة أن تقع على السلم " أحمد ماذا تفعل .. سأقع على وجهي .. أنت أحرجتني أمام والديك"


توقف واستدار يصيح في وجهها بغضب " أشششش .. لا أريد أن أسمع منك حرفا واحدا .. أنا لا أعلم ماذا يمكن أن يصدر اليوم مني فلا تخرجي شياطيني كلها يا بانة "



هتفت بغيظ "وهل حالتك هذه تجعلك تسحبني كالبهيمة ؟!"


زمجر بعنف ثم هدر بصوت عال ارعبها "أنت مصرة إذن لاستحضار همجيتي"


ثم حملها فجأة يلقيها على كتفه فصرخت بإجفال فتحرك نحو الشقة وهي تضرب على ظهره وتصيح " أحمد أنزلني .. أحمد ركبتك أنزلني وسأسير وحدي " لكنه لم يكن يستمع لشيء ..



بعد ثوان كان يلقي بها على سريرها بعنف ويخيم فوقها مثبتا ذراعيها يطالعها بأنفاس لاهثة.. ولم يغفل عن محاولتها تصنع الهدوء رغم التوتر البادي في مقلتيها .. تأمل وجهها قليلا ثم استقام عنها فجأة فتطلعت إليه تحاول الفهم ..


حملها مرة أخرى .. هذه المرة بين ذراعيه برفق أكثر ثم جلس على الكرسي الموجود بزاوية الغرفة يضعها على حجره .. فتطلعت إليه بأنفاس لاهثة تحاول الفهم .. ليتمتم وهو يدفن رأسه في حضنها " لا ترتعبي هكذا .. فلا أريد سوى حضنك "



آلمها قلبها فشددت من أحتضان رأسه تمسد على ظهره وهي تمتم بخفوت متألم " ماذا بك يا حبيبي .. هل كل ذلك بسببي .. ليتني أموت وأريحك مني"


رفع رأسه يقول"أخرسي يا بانة وتوقفي عن هذا الكلام يكفيني ما أنا فيه "


سألته وهي تمسد على فكه " وهل يؤلمك سواي؟"


رد عليها بهمس متألم" أشعر وكأني ذبحتها بيدي يا بانة "


سألته بغباء " من ؟"


رد بصوت متأثر وهو يعود ليدفن رأسه في حضنها " آية "


لم تفهم لكنها أخذت تمسد على ظهره برتابة وهو يهذي بصوت مكتوم في حضنها بكلمات غير مترابطة استطاعت أن تستشف منها فحوى الموضوع .


بعد ساعة كانت بانة لا تزال على حجره تسند برأسها على كتفه نائمة وهو يدفن وجهه في رقبتها ويشدد من ذراعيه حول جزعها غارقا في رائحتها لكنه لم يستطع النوم يفكر ويفكر وصورة آية وهو يخبرها بحب سيد لها تتشخص أمامه مرارا وتكرارا .. وصورتها حين أخبرها بعدم التعامل مع سيد مجددا .. وهيئتها التي بدت عليها وهي تخبره بما فعلت في ذلك الحفل الذي ذهبت إليه أخبره إلى أي مدى كانت تتألم للدرجة التي تجعلها ترغب في الموت .





تحرك يضع بانة في السرير بهدوء ويتعجب كيف تتوتر كلما أقترب منها وفي نفس الوقت تنام بهذه الأريحية في حضنه باستسلام.. حتى حين وضعها في السرير تمتمت بأسمه واعتدلت لتكمل النوم .. هذا ليس سلوكا من أنثى تشعر أنها في حضرة شخص قد يتحرش بها دون رغبتها أو يستغلها في علاقة جسدية ..





بعد قليل كان في شقة العائلة يفتح باب غرفة آية بهدوء حاملا تلك المرتبة والوسادة بعد أن أحضرهما من غرفة أروى وأفترش الأرض ينام بجوار سرير أخته الصغيرة .




***



بعد أيام :


صعد أحمد على السطح يبحث عنها بعد أن انتهى من استجواب والدته له التي تحاول أن تفهم سبب الحالة التي تعيشها آية وقد أخبرها بالمزيد من الأكاذيب الغير مقنعة قبل أن يصعد ليبحث عنها ..


كان السطح خاليا أمامه لأول وهلة قبل أن ينتبه لجلوسها فوق البيت الخشبي الموجود بمؤخرة السطوح يطل على الشوارع الخلفية ..


فوجئت بأحمد يصعد ليجلس بجوارها في ذلك المكان العالي وهو يتمتم من بين اسنانه في غيظ "لاحظي أن ركبتي لن تتحمل صعودا متكررا كهذا "


طالعته في صمت دون أن ترد ثم عادت لشرودها .. فأخرج من الكيس الذي كان بيده أثنين من المثلجات ومدة يده بواحدة فتطلعت اليه في صمت ليقول " لا تردين المثلجات ؟ .. حسنا سأكل الاثنين " وفتح الاثنين معا وألصقهما ببعض وبدأ في لعقهما معا ينظر أمامها في الفضاء الفصيح.


لاح شبح ابتسامة على وجهها وتذكرت كيف يحاول كسب ودها في الأيام الماضية .. وتفهمت أنه يشعر بالذنب .


تمتمت بهدوء " بهذا الشكل ستثير غيرة الأشقاء العرب "


رفع كتفيه بلا مبالاة يقول " لا يهم"


ثم استدار إليها يسألها بفضول " هل تغار علي منك فعلا ؟"


أومأت برأسها فلاح شبح إبتسامة راضية على فمه .. وعاد للنظر أمامه يأكل المثلجات .. بينما هي ظلت تحدق فيه طويلا .. ثم سألت بهدوء "كيف حاله الآن "


لاحظت وجهه الذي عاد للتجمد فقالت بمسكنة أوجعت قلبه " ألا يحق لي حتى السؤال عنه ؟؟


وضع المثلجات على الكيس بجانبه وقال"إسمعي يا آية .. أنا أعلم أني كنت قاسيا وأنا أتصرف في الموضوع .. لكن أمر الفصل بينكما أنا لست نادما عليه بل أنا نادم أني لم أتدخل في وقت أبكر "


لاحظ إلتماع عيناها بالدموع فأضاف" سلمت بأنكما عاشقان معذبان وأن علاقتكما شابها التعقيد وعرقلتها العقبات منذ بدايتها .. ولو لم أجرب العشق لما استطعت أن أفهم ما تمران به .. فأنت تعلمين أني لست ذلك الرومانسي الحالم .. لكن بشأن علاقتكما كان لابد من وضع خطوط فاصلة بينكما .. مازاد تعقيد الموقف أنك لوقت قريب كنت مازلت طفلة ( واستدرك يقول ) ربما مشاعرك كانت ناضجة لكن عمرك كان صغيرا أما حين أصبحت كبيرة وجب وضع الحدود (همت بالحديث مندفعة فأكمل بإصرار يقول ) لا أنكر أن الحدود تُشعر بالضيق في بعض الأحيان .. لكنها تفصل بين الأمور ..والمشاعر ..والسلوك .. وتمنع الالتباس .. وسوء الفهم .. لتظهر الأمور واضحة .. هذه هي فكرة الحدود في كل شيء ( ثم أكمل بنبرة أكثر دفءا) قد تكوني يائسة لدرجة أن توافقي على أن تبقي في محيطه تجميع الفتات .. وانا جربته هذا الشعور .. إنه الاحتراق بذاته.. خاصة وأنه لا يوجد اسم مفهوم وواضح تندرج تحته علاقتكما .. ولا تقولي لي باسم العشق.. فالعشق لا يؤخذ لمبرر لمحو الحدود الواضحة والفاصلة بين الأمور وإلا لفسد كل شيء وانتفى كل ما اخترعت من أجله الحدود ..وقيسيها على كل شيء .. (صمت قليلا يبتلع ريقه ) عليك بالابتعاد يا آية .. المرة الماضية طلبتها منك من أجله وهي المرة أطلبها منك من أجلكما .. "




ثم عاد ينظر أمامه في الفضاء الواسع ويتمتم "إجابة سؤالك هو بخير .. وقد غادر المستشفى وعاد يستأنف عمله .. وعليك أيضا أن تستأنفي حياتك .. وتنهي امتحاناتك .. وتكوني قوية كما أعهدك "


تطلعت آية أمامها تشعر بالراحة قليلا كونه قد خرج من المستشفى .. فقد تألمت بشدة حين علمت أنه بسبب غباءها واعترافها له بهذا الشكل الموجع نقل للمستشفى .. واقتنعت أنها تصرفت بعدم نضوج ... ها هي كادت أن تقتله في لحظة عشق أناني منها ..



لكنها لا تعلم لما لم يتواصل معها منذ أن علم أنها تعلم بمشاعره أخيرا .. هل لا يريد أن يعترف أمامها أنها ورطة أو حبيب غير مرغوب فيه ؟


تنهدت في حيرة لا تعلم كيف تتصرف .. وكيف تنهي هذا الكابوس بأقل خسائرة ممكنة .


يتبع

***


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 08:25 PM   #1397

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6



بعد عدة أسابيع :



خرجت آية من الجامعة هادئة كعادتها في الفترة الأخيرة تستمع بشرود لبعض من أصدقائها .. إلى أن انتبهت لبوق سيارة مُلِح .. فالتفت الجميع ..






حين لمحته يخرج من السيارة توقف قلبها عن الخفقان يقبّله بكلّيته ..




اشتاقت إليه ..




اشتاقت إليه .. مهما منعوها فلن تكف عن الاشتياق إلى كل تفصيله منه ..




فلم تزل الورود الحمراء والقلوب الحمراء تتفجر حوله حين تراه ..




ومالذي تغير يا آية .. مالذي تغير !..




هو كما هو ..المارد .. رغم فقدانه لبعض الوزن .. يبدوا متأنقا وكأنه آت من إجتماع هام .. يرتدي نظارته الطبية ذات الإطار الأسود التي تجعله وسيما إلى حد يشعل صدرها بالغيرة عليه.






أشاحت بوجهها تحاول التحكم في هجمة بكاء ملحة وسمعت إحدى زميلاتها تهتف بإعجاب " أوووه! اشتقنا لهذا العضلي الجذاب .. مر وقتا طويلا لم نراه يا آية .."



ودعتهم واقتربت قليلا في تردد.. لكنها توقفت في نصف المسافة غير قادرة على الهرولة نحوه ككل مرة ..وهمت أن تشير لسيارة أجرة هاربة من مواجهته .. ومن ذلك الألم يعصف بها إلى حد العذاب .






رسمها بعينيه بنظرة ذكورية مشتاقة لم يقدر على التحكم فيها ..



وجهها الأبيض الملفوف بالحجاب ..




جرتي العسل في عينيها يستطيع أن يلحظهما من هذا البعد ..

ملابسها ذات الذوق الرفيع على قدها القصير الذي يشعل الجمرات في دمه ..




وحذائها الرياضي الأبيض ..



لاحظ ترددها في منتصف المسافة .. وبرغم هذا سحب جرعة قوية من الهواء لصدره ..




إنه يتنفس أخيرا .. رغم أنه تنفس متألم ..



يقاوم إرتجاف جسده ويتقدم نحوها يضرب الأرض بقدميه الطويلتين في ثقة زائفة متقبضا إلى جانبيه..



حين وقف أمامها إزدادت صورتها عبر زجاج النظارة دفءً ونورا في صدره ..فأجلى صوت يقول بلهجة حاول أن تكون عملية " كيف حالك يويا "




إستمرت في الإشاحة بوجهها بعيدا لكن صوته الرخيم تخللها جزيئاتها فأغمضت عيناها تقاوم ذلك الشعور الملح .. الملح جدا ..




في التعلق برقبته ..

في الإختباء في صدره ..

والإلتصاق به للإبد ..




حين لم ترد أضاف " علينا أن نتحدث قليلا "




أدارت إليه وجهها تحبس الدموع في جرتي العسل وقالت بعصبية " لماذا ؟؟!! ورطتك الكبري لم تقترب منك .. ولم تسبب لك أي إزعاج فماذا تريد منها ؟!!"



ضغط على شفتيه واشاح بوجهه قليلا يتحمل الألم الذي يحرق صدره .. وهو يراها مجروحة إلى هذا الحد ..

ثم أعاد النظر إلى وجهها يحاول التماسك وقال بلهجة متوسلة "أرجوكِ "




إبتسمت ابتسامة مُره وسألته بتهكم " هل أخذت رأي أحمد فلربما أمرك بشئ آخر ؟"



ضغط على شفتيه يتحكم في مشاعره وأعصابه .. ويملأ ناظريه منها ربما للمرة الأخيرة .. ثم تحرك في صمت يفتح باب السيارة لها منتظرا أن تركب .. فأشاحت بوجهها مجددا تهز ساقها ذات الحذاء الرياضي بعصبية وتهمس في سرها "


تماسكي يا آية لا تظهري أمامه مثيرة للشفقة "




بعد دقيقة استجمعت شجاعتها وشمخت بأنفها في كبرياء زائف وركبت .. فأغلق الباب بهدوء يسحب نفسا طويلا قبل أن يستدير أمام السيارة دون أن يرفع ناظريه عنها حتى استقر بجانبها وانطلق .




صمت كئيب .. مقفر .. مرتبك .. عم الأجواء ..




لا أصوات لأغاني.. ولا عزف بضحكات تقطر عسلا ترد عليها ضحكات خشنة عابثة .



تطلع إليها يتأملها تسند بذراعها على نافذة السيارة تتطلع للطريق في صمت بينما يدها الأخرى تكورها في حجرها كطفلة صغيره قلقة .. فلعن نفسه وتمنى لو لم تعرفه أبدا .. لقد أصابها بنحسه ككل من يعرفونه ..



أما هي فلم تكن تفكر سوى في حضوره في المحيط القريب بعد اشتياق مر .. تتسمع لوقع أنفاسه الخشنة في صدره وتقاوم رغبة ملحة في توبيخه لاستمراره في التدخين .



على طريق يكاد يكون خاليا من المارة لم يستطع الاستمرار في القيادة فركن السيارة .. وفتح حزام الأمان يخرج قبل أن تنفلت أعصابه ويتراجع عما قرر المضي فيه بالاستلام لقدره.. وقبل أن يخرج المارد المسجون في داخله من زنزانته الأبدية .. فاستدار حول السيارة ووقف يستند عليها بجوار نافذتها المفتوحة.



نهشتها الغيرة عليه مجددا وهي تتأمل هيئته الخشنة الأنيقة بينما أخرج سيد سيجارة في توتر في لكنه وقف غير قادر حتى على إشعالها ..



ماذا يقول لها ؟..

بما يبدأ ؟..

كيف يبرر؟ ..

هل يواسيها ؟ ..

هل يطلب منها السماح ؟..

هل يضمها إلى صدره ؟..

هل يبكي بين كفيها كطفل صغير يخبرها أنه أخطأ خطأ لف به حبل المشنقة حول رقبته ؟ .





أغاظها سكوته .. إن الوقت يمر .. واللحظات المسروقة تتسرب من بيد أيديهم .. فحاولت أن تلجم انفعالاتها المجنونة حتى لا تضغط على أعصابه .. فيمرض كالمرة السابقة .. فلم ولن تسامح نفسها عما تسببته له من ألم .. لكنها لم تقدر على التحمل أكثر .. وبالرغم من شفقتها عليها خرج كلامها ساخرا مُرا " أعتذر عما بدر مني آخر مرة .. لم أعلم أني بلوى حلت فوق رأسك "




انفلتت أعصابه واستدار نحوها بسرعة ينحني إليها ويأخذ رأسها الصغير بين كفيه عبر نافذة السيارة والسيجارة الغير مشتعلة مازالت عالقة بسبابته ووسطاه ..




فأجفلت .. خاصة حين قرب وجهه منها ولفحتها أنفاسه تخترق رئتيها فتعيد لها أنفاسها الضائعة وسمعته يقول بصوت متهدج " كفى يا آية .. كفى تقريعا وتعذيبا لي .. أنا أُعذب فوق طاقة إحتمالي وذنبك سيظل عالقا في رقبتي إلى أن أموت وارتاح "



صمت قليلا مأخوذا بلون العسل في عينيها وأكمل بلهجة نادمة " أنا أدركت أخيرا ماذا فعلت بك .. بل بكلينا .. ولا أريدك أن تسامحيني .. أريدك أن تلعني سيرتي حتى بعد أن أموت .. إلعني ذلك الرجل الذي حرق قلبك الأخضر دون أن يشعر .. وتخطيني يا آية .. ( اختنق صوته ببكاء يأبى أن يتحرر وأكمل) تخطيني فأنا لا أستحق وغزة ألم واحدة تشعرين بها بسببي .. أنا ولدت وسأموت محروماً .. هذا قدري وعلى أن أتعلم أن أقبل به راضياً "




ارتعشت شفتاها وحاولت قول شيء فخرج كهمهمات لم يدرك منها سوى التحديق في شفتيها بحريق يشتعل في أعصابه .. فلجم مارده الذي يعربد في الزنزانة يحطم ويكسر .. وسحب كفيه ليستقيم ويعود لنفس وقفته مستندا بجوار نافذتها يحدق بعيدا ويحرك أصابعه بالسيجارة الغير مشتعلة بعصبية .




فتحت الباب وخرجت .. فاستدار يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها ..



تقف أمامه .. وقد سقط قناع الكبرياء الزائف عنها .. تفرك يديها كطفله خجولة .. تقاوم رغبة ملحة لإحتضانه ولو للحظة واحدة .. غير عائبة بأيا من كان .. ناسية كل شيء ..الماضي .. والحاضر .. والمستقبل .. فتغرق في صدره .. وتضيع للأبد .. تتلاشى وتتلاحم مع هذا الرجل الذي تعشقه .. وقتها لن تفرقهما الظروف أو يقف بينهما أشخاص ..




تكلمت بارتباك تحاول المزاح مشفقة على الإرهاق البادي عليه رغم تأنقه المهلك " هل طلبت مقابلتي بعد أربعين يوما مقاطعة.. "



قاطعها بسرعة يقول " ستة وأربعون يوما!"



رفعت رأسها إليه تتأمله بنظرة أوجعته فأوضح " أخر مرة كانت من ستة وأربعون يوما و ( نظر في ساعته) واثني عشر ساعة تقريبا "




ارتعشت شفتيها تقاوم هجمة بكاء جديدة وقالت بصوت مرتعش "أتعد الأيام مثلي؟!!"



رد بسرعة بصوت هارب منه " وأعد الدقائق وربما الثواني يا آية"



عضت شفتها وأغمضت عيناها .. فتمسك بهيكل السيارة وراءه حتى لا يميل إليها ويقبل جفنيها المغمضين في ألم أمامه .




فتحت عيناها بعد ثوان وقالت " ألهذه الدرجة أنا ورطة كبيرة في حياتك ؟!!"



تماسك ليتكلم بما أصر على لقائها من أجله وقال " اسمعي يا آية .. أنا طلبت أن أراك اليوم لثلاث أسباب .. الأول أن أعتذرك لك عما بدر مني في حقك .. وجرحك وآلمك وأحرق قلبك رغم أن الإعتذار لا يفيد .. وسأظل أتعذب بفعلتي هذه إلى يوم الممات ..



ثانيا لأشرح لك بالضبط ماذا حدث .. ( أشاح بوجهه قليلا يشعر بالدوار رغم أنه قد أخذ كل أدويته تحسبا لأي انفعال .. فسحب نفس عميقا وعاد إليها يكمل ) ذلك الموقف القديم الذي ذكرتيه .. أعترف أني ربما تصرفت بعدم حكمة وقتها .. الموقف أربكني وما كتبتيه أعجبني رغم أني لم أكن أشعر تجاهك بشئ بعد على ما أذكر .. وخشيت من تهورك واندفاعك أن تتحكم تلك المشاعر فيك التي حسبتها وقتها مراهقة فتبوحي بالأمر لشخص آخر ويعتقدون أني استغلك وقد إئتمنوني عليك .. وحين غبت عنك ثلاثة أيام لم يكن لأعقابك كما تخيلت وإنما صدفة .. بعدها نسيت الأمر تماما .. ثم بدأت مشاعري في الأرتباك منذ أن كنتِ في الخامسة عشر ..وبدأت نظرتي نحوك تتغير تدريجيا وأنا أراقب أكتمال أنوثتك أمام ناظري .. لم يعجبني نظرتي تلك ولا إحساسي الذكوري بك .. وقاومت بشدة .. خاصة وأنا أكبرك بأربعة عشر عاما ولم تكن خبراتي مع النساء قليلة في ذلك الوقت ( إرتبك وهو يتذكر كلمات عمرو التي اخترقت صدره تلك الليلة عن ذنوبه خاصة مع النساء ..فبلع غصة مسننة في حلقه وأكمل ) ظللت على هذا المنوال ثلاثة سنوات أخبر نفسي أني موهوم . اني لدي حالة ارتباك في المشاعر نظرا للحياة الغير سوية التي عشتها منذ طفولتي .. وكنت كلما إزدادت مشاعري إرتباكا إزدت إنكارا لها ...



قاطعته تقول بانفعال متألم " لأني طفلة ولم ترضي غرورك الطفلة !!"



رد يدافع " ليس هذا هو السبب اقسم لك .. الأمر كله كان مربكا غير قابل للتصديق.. ليس عيبا في شخصك ولكن لغرابته .. ولأنه أفسد خططي بالزواج من أروى ؟؟ فكما أخبرتك سابقا كنت أنوي الزواج منها لأني فهمت ميل أمي إلهام لذلك ووجدت أن الأمر سيكون رد لدين آل سماحة في رقبتي .. لكن إرتباك مشاعري ناحيتك أفسد كل شيء .. وشعرت بالذنب وأنا أحبط أمي .. ولم يكن عمرو مرشحا أو أحد منا يتوقع أن يكون مقدرا لأروى .. وكان صعبا علي حتى لو كنت قد اعترفت لنفسي بمشاعري تجاهك .. أن أدخل البيت أطالبهم بالزواج من آية الصغيرة ذات الثمانية عشر عاما متخطيا أختها الأكبر والأنسب والتي لديها ظروفا معينة والتي تتمناها أمي لي .. كل هذا كان يصعب الأمر .. ( صمت قليلا ثم قال بتوتر ) وكنت أخشى أن تتأثر نظرتك لي لا أعلم هل ستُصدمين من نظرتي الذكورية لك أم ستتحكم فيك مشاعر مراهقة ستنسيها بمجرد أن تصبحين إمرأة ..

( صمت قليلا يحدق في عينيها ثم قال ) ولم أتوقع أبدا يا آية .. لم أتوقع ...( وارتجف صوته فصمت واشاح بوجهه بعيدا عن ملامحها التي تعذبه غير قادر إتمام جملته ) "





فأكملت آية له وكأنها أرادت أن تنطق الكلمة مرة أخرى " لم تتوقع أني أحبك فعلا "




فأومأ برأسه بنعم مستمرا في الإشاحة بوجهه بعيدا عنها يقاوم وغز الدموع في عينيه .. وقد أخترقته كلمة ( أحبك ) منها كصدمة كهربية من جهاز الصدمات على قلب مات بالسكتة .





بعد صمت قصير لملم مشاعره ..وتنحنح يقول بصوت حاول أن يكون عاديا وكأنه يتحدث عن أحوال الطقس " ثم جاءت غلطتي الكبري وجريمتي في حقك وحقها وحق نفسي .. فاتخذت قرارا كنت أحسب أنه في مصلحة الجميع لأقطع أمل أمي في زواجي من أروى .. ولأرتب مشاعري التي ظننت اني شعرت بها لأني لا أملك بيتا حقيقيا وزوجة ترعاني حتى أني قررت أن أستقيم وأبتعد عن علاقاتي النسائية ..




فاسرعت بالزواج وأنا أتخيل أني أحميك مني .. من مشاعري .. من جنوني .. من ذلاتي التي قد تحدث معك وترعبني ( ابتلع طعما مرا في فمه وأكمل بيأس ) لكني أكتشفت فاجعة ما فعلته بنفسي .. وأضحيت لا أعلم ماذا أفعل بها وهي التي ليس لها ذنبا ..سوى أنها وثقت بي فأصابها ذلك النحس الذي يلحقني .. ولم أدري كيف أصحح هذا الخطأ .. خاصة حين أكتشفت بسمة كل شيء "






شحب وجهها وسألته بصوت مبحوح " وهل تعلم بسمة ؟!"



نكس رأسه وأومأ بنعم مصحوبة بشعور بالذنب يخنقه ثم قال بصوت خافت " وأعترفت أمامها بمشاعري تجاهك .. وخيرتها .. واختارت أن تبقى معي .. رغم أني أبلغتها صراحة أني لن استطيع التحكم بمشاعري أو توجيهها "




جزت آية على أسنانها تحرقها الغيرة وهي تتمتم في سرها " تحبك لهذا الدرجة جميلة الجميلات!!"




ثم قالت بتهكم " وهذا هو السبب الثالث لهذا المنح العظيم بمقابتلك لي "



تجاوز عن طريقتها الساخرة متفهما وقال " لم أكن أريدك أن تعلمي بمشاعري تجاهك .. لأجنبك هذا الموقف المؤلم الذي نقف فيه الآن .. لم أكن أريد أن ينبت الأمل بداخلك وأجتثه بيدي وأنا أتعذب.. لكن للأسف عرفتِ .. فعلي أن أقول .. إنسيني يا آية وعيشي حياتك واسعدي .. إسعدي لتسعديني .. أخرجي طاقاتك المميزة التي بداخلك بذكاء .. وانسيني يا آية .. "





قاطعت حديثته تقول بعصبية " تكلم عن السبب الثالث يا سيد دون هذه المحاضرة المكررة فلست صغيرة .. والرد على ماقلته للتو لأطمئنك هو لا .. أنا لا أعلم مشاعرك يا سيد أنا سمعت من طرف ثالث معلومة .. مجرد معلومة .. وأطمئنك بألا تخشى تبرعم الأمل بداخلي فأرضه أضحت بورا منذ أن أحترق كياني كله .. عموما وصلت الرسالة .. التي مفادها أنا مستمر مع بسمة لأن ليس لهذا ذنبا وانت انطلقي بدوني .. علم وينفذ ( وتحركت مبتعدة تقول ) ليس عليك إيصالي أستطيع استقلال سيارة أجرة "



مد يده وأمسك بذراعها يوقفها..فتسمرت توليه ظهرها مغمضة العينين وهي تشعر بكفه الي تحضن ذراعها ..

همس وهو يحرك إبهامه دون أن يدري على ذراعها يتحسسها " ليس من حقي أن أخبرك بما أشعر به يا آية .. فأنا رغم كل شيء رجلا متزوجا وأنت رغم كل شيء لن تكوني لي ( تهدج صوته وقال بتأثر ) فدعي ماف ي القلب مسجونا فيه ولا تطلقيه يا حبة القلب "



تطلعت إليه من فوق كتفها فتلاقت النظرات واشفقت عليه من العذاب البادي على وجهه أكثر من اشفاقها على نفسها .



لكن القرار ليس هينا فسألته بيأس هامس " وماذا لو قلت لك أني لن استسلم وأني سأحارب وأستخدم كل وسيلة لأحصل عليك؟"



إرتجف قلبه وهو يسمع صغيرته الشجاعة تعلن أنها ستحارب من أجله.. فهمس بحشرجة وهو يحدق بعينيها من هذا القرب " لستِ في حاجة للحروب .. ولا للبحث عن وسائل معينة لتحصلي عليّ يويا .. فأنت تملكين أهم جزء مني .. تملكين قلبي .. تملكين قلب وعقل وكيان سيد صبرة .. لذا أنا هنا لأتوسلك ألا تستخدمي أيا مما تملكينه من سلطان عليّ فأبعد عن هذه المرأة التي وثقت بي وليس لها ذنبا .. وقتها سأكون ظالما.. نذلا ..وهما أسوأ صفتين عانيت منهما وأفضل الموت على أن أكون ظالما أو نذلا .. فهل سعينيني علي نفسي الضعيفة ..؟"




استدارت إليه بكليتها تحدق به مبهوتة وقالت" تطلب مني أنا العون !!! أي قُوى أملك أنا ؟!!"



همس بدفء " افتحي كفيك"



تجولت في وجهه بناظريها لثوان.. ثم فتحت كفيها ملتصقين أمامها .. فتقبض يلزم ذراعيه جانبه بقوة وهو يسحق السيجارة الغير مشتعلة في يده ليتحكم في رغبة ملحة للإنحناء و تقبيل كفيها الصغيرين أو دفن وجهه فيهما ..



فابتلع ريقه يقول بنفس الهمس" أنظري إلى كفيك .. سيد صبرة هنا فيهما ( نظرت لكفيها المفتوحين قليلا ثم رفعت إليه رأسها مبهوتة فأضاف بصوت ممزوجا بمشاعره المعذبة ) هذه هي الحقيقة المجردة بكل بساطة يويا ."



أعادت التحديق في كفيها في ذهول مجددا تفكر ثم رفعت إليه ناظريها تقول بألم " أتعني أنك هنا لكن كفاي فارغان ؟.. أملكك لكن لن أحصل عليك ؟.. وكأني أملك شيكا بمبلغ خرافي لكنه ممنوعا من الصرف !!!!"




همس بمرارة " وهذه هي الحقيقة المجردة أيضا بكل تعقيد !! ".




وقف يلتهم وجهها بعينيه بينما أطرقت هي تفكر مجددا ..

بعد قليل أغلقت كفاها وسألته بشجاعة " هل إن اختفيت من حياتك سيخفف هذا من عذاباتك؟"



أستند على السيارة بجسده وقال وهو يطرق برأسه أرضا " سينزاح من على كاهلي على الأقل احساسي أني ظالم .. ولن أخسر احترامي لذاتي "



سألته بهدوء " وستقدر ؟"



رفع إليها رأسه وأجاب " على أن أقدر وعليكِ أن تقدري.. في كل الأحوال الطريق مسدود أمامنا .. إنها الحقيقة"



تقبضت متألمة تحدق في الأرض بنظرات زائغة كأنها تبحث عن شيء مفقود .. تستحضر شجاعة لم تعرف من أين ستأتي بها .. لكن عليها أن تستحضرها لتساعده على الاستمرار بحياته .. ولو بقدر ضيل من الراحة.. تذكرت أزمته الصحية الأخيرة .. وتذكرت أنها ورطته الكبيرة وتذكرت ماقاله أحمد ..
فهمست لنفسها " عليك بالإستسلام يا آية .. فكثيرا من الضغط عليه سيقتله حتماً ..

لقد أعترف لك بأنك صاحبة السطان عليه ..

جاءك يطلب منك أنت القوة ! ..

أنت قوته يا آية فلا تقتلي المارد بيديك .. لا تقتليه ..

يسألك التحرر من قيدك .. فحرريه .. وإطلقيه فربما يستريح .. ربما ينال بعضا من السعادة ".





بعد قليل رفعت وجهها إليه تقول " بشرط "



رد باستلام " لك ما تريدين"



ارتجف قلبها وهي تراه مستسلما لها فابتلعت ريقها وقالت " هي فقط .. سأسمح بذهابك لها هي فقط دون غيرها .. فإياك والعودة لعلاقاتك النسائية يكفيني في نار الغيرة طرفا واحدا "





أشاح بوجهه بعيدا عنها يقاوم وغز الدموع في عينيه .. يذبحه إحتراقها بالغيرة.. صغيرة هي على هذا العذاب .. أقل ما تستحقه التدليل والهدهدة .. لا أن يطلب منها أن تدفع ثورا مثله أكبر منها حجما وعمرا ليصلب قامته ويكون رجلا حقيقياً ! ..






تطلع فيها مجددا وقال بجدية " أنا بالفعل أحاول الالتزام بذلك وأعدك ألا أفعل ".



أضافت بهدوء وهي تنظر للسيجارة الغير مشتعلة المحطمة في يده "هناك شرطا آخر .. أن تقلع عن التدخين تماما .. وتأخذ دواءك بانتظام .. ولا تنتكس صحيا مجددا "



أومأ بالطاعة غير قادر على الكلام ..



أرادت أن تضيف " وتغير إطارات تلك النظارة التي تزيد من جاذبيتك إلى أطارات أقبح " لكنها تراجعت حتى لا تبدو أمامه تافه كطفلة !.



عادت لتحدق في الأرض .. تبحث عن ذلك الشيئ المفقود مجددا .. فإذا به يهبط أمامها فجأة على ركبته بحركة أجفلتها .. يربط لها رباط حذاءها الأبيض الذي لاحظه للتوه مفكوكاً..

راقبت رأسه الكبيرة أمامها ومدت يدا مرتعشة لتغرس أصابعها في شعره.. لكن يدها تصلبت في الهواء قبل أن تلمسه .. وتذكرت ما قاله أن لديها من القوة ما قد يضعفه ... فتمتمت في سرها "سأفعلها من أجلك .. مادمت تريد مني ذلك "





رفع نظره إليها يتأملها لثوان وهي تشرق عليه من عليّ .. وقاوم احتياج لأن يدفن وجهه في حضنها ولو لدقيقة واحدة .. لكنه استجمع قواه واستقام مجددا يسند على السيارة .. واضعا يديه بجانبه..فسألته مجددا" هل هذا حقا .. أفضل حل من أجل الجميع ؟"



فتمتم بيأس "نعم للأسف"



أومأت برأسها في هدوء متفهمة وقالت " لك هذا إذن .. واسمح لي أن يكون الوداع من هنا .. من هذه اللحظة .. سأخذ سيارة أجرة .. "



نكس رأسه يضغط على شفتيه بقوة و يمنع ذلك الوغز الحارق الملح في عينيه مجددا .. وكلمة (الوداع ) تهدده بإقتلاع وشيك لروحه ..




تأملته بحرية للمرة الأخيرة .. وودت لو تحولت لسيجارة كالتي يسحقها في قبضته الآن .. فيدخنها للأبد .. يسحب جزيئاتها إلى صدره .. وينفثها إلى الفضاء الفسيح دخانا غير مرئيا يتتبعه حيثما يذهب دون قيود ..




لكنها تذكرت أنه وعدها بالإقلاع عن التدخين!



فتمنت أن تكون بحجم عقلة الأصبع يضعها في جيبه أو يعلقها بميدالية مفاتيحه فلا تفترق عنه ابدا.



أو...



تكون أكبر عمرا فلا يسقط حقها فيه لأنها فشلت أن تكبر بشكل أسرع !



أو..



أن يكون إسمها ( بسمة ) !!..





مسحت بيعنيها عليه للمرة الأخيرة وهو مازال منكس الرأس يحدق أرضا يذكر نفسه أنه ثورا ضخما في الخامسة والثلاثين من عمره وليس مراهقاَ في السادسة عشر.. يراقب حذائها الأبيض غير قادر على رفع رأسه ورؤيتها وهي تبتعد ..



تحركت للخلف خطوتين .. ثم وقفت لثانية .. ثم تحرك حذائها للأمام في إتجاهه ..




واقتربت منه بهدوء ..




ووقفت على أصابع قدميها لتطبع قبلة صغيرة على فكه .. فاستشعرت خشونة فكه تحت شفتيها واستشعر طراوة شفتيها على وجهه ..




لتنهمر الدموع من عينيه ..


دموعا رجولية غالية ..




وهو يشاهد الحذاء الأبيض يبتعد بسرعة وكأنه يطير من على الأرض ...






وقف منكسا رأسه في حالة جمود ولم يعرف كم مر من الوقت .. وحين رفع رأسه كانت شمسه الصغيرة قد اختفت .




يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 09:10 PM   #1398

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7 والاخيرة



بعد أيام :


خرج وائل من غرفته في الصباح لا يجد مريم .. إن تلك المزعجة تذهب وتجئ كما يحلو لها !..



تحرك نحو المطبخ فوجد ماجدة منكبة على حاسوبها تكتب شيئا .. إن هذا الأمر بات يغيظه أيضا وهو يحدث من مدة ليست بالقصيرة ..فاقترب منها يقول "ماذا تفعلين ؟"


تفاجأت بوجوده فأغلقت الحاسوب فجأة تتمتم بلا شيء ..



تطلع إليها قليلا ثم سأل " أين البنات ؟"


فردت " عند جدتهما انجيل منذ أن استيقظا .. هل تريد الفطور ؟"


أومأ برأسه شاردا يتطلع حوله بتوتر كمن يبحث عن شيئ .. أو شخص .. وراقبته وهو يجلس على المنضدة التي تتوسط المطبخ الكبير يمسك بالجريدة .. وقد أيقنت من نظرته الباردة لها أنها اليوم ماجدة .. وليست مريم .



بدأت في إعداد الفطور في صمت مقتضب تسترق النظر إليه من وقت لآخر .. لا تدري هل ما تفعله صحيحا بسكوتها عن حالته بشأن الهلاوس البصرية وتطور حالته مؤخرا بأن يدعوها بمريم في بعض الأحيان .. وإن كان على فترات قصيرة متباعدة .. أما عليها استشارة طبيب ..


لكنها تخشى أن ينهار حين يواجه بموضوع الهلاوس وتتدهور حالته أمام البنات ..


كما أنها تراه في بعض الأوقات سعيدا بخيالاته وهلاوسه .. وهذا أمر في حد ذاته يستحق لأن تتحمل وجود شبح مريم ..
ابتسمت لنفسها ساخرة ..



شبح مريم يعيش معه كإنسان ..
وهي يتعامل معها كشبح في حياته ! ..


أختلست النظر إليه من جديد.. يبدو أنه لا يرى مريم اليوم وتمتمت في سرها" لو تعلمني ما تفعله لك مريم لفعلته لك حتى لا تحزن هكذا .. لكني حتى لو تعلمته فلن تقبله مني .. فأنا سأظل أذكرك بماض مؤلم سحقك روحك .. فالتعش في الخيال إذن لو كان هذا الثمن في مقابل أن تظل متواجدا في هذا البيت مع بناتك وأهلك ..


ومعي ..
فماذا ستفعل بالواقع ؟..
وماذا ستفعل بي ؟..
سأظل أنا .. كما أنا ..
باسمي .. بلقب عائلتي ..
وبالماضي العالق بيننا ..
وبشكلي .. الذي لا يشبه مريم !..




بعد أن وضعت الطعام على المائدة حملت حاسوبها وتحركت تتركه وحده يكمل فطوره حتى لا ينزعج من وجودها .


راقبها تحمل الحاسوب وتخرج وتملكه الغيظ .. ما الذي تخبئه في هذا الحاسوب ؟؟ ولمن تكتب ؟


هل تتواصل مع أحد ؟ .


ظهرت مريم لتقطع تفكيره وهي تهتف بابتسامة شقية " ما بك .. لم أنت واجم هكذا؟ "


قال بغيظ " أين كنت؟ .. استيقظت ولم أجدك ؟"


مطت شفتيها الجميلتين وردت " كنت في لاشيء.. أخبرني لم كنت واجما ؟"


رد بضيق" ماجدة .. ماجدة تكتب على حاسوبها معظم الوقت بشكل سري يثير الشك "


جلست أمامه على المنضدة وفرشت فستانها الأصفر حولها وردت بلامبالاة " إنها تفعل ذلك منذ فترة طويلة ما الجديد ؟"


رد وهو يلوك الطعام بشرود " لديك حق .. لكن كلامك عن حقها في الحب أصابني بالشك"



سألت " لم؟ .. أليست إنسانة ومن حقها الشعور بأنها محبوبة ؟!"


رد منفعلاً " لكنها متزوجة !!"



قالت ببرود " وأنت متزوج .. وسيد متزوج ( واكملت بهيام ) وأنا معجبة بعمرو وهو متزوج"



صمت قليلا ثم قال بضيق " مادامت زوجتي فذلك خيانة .. كمان أني قد أعطيتها أكثر من فرصة لتثبت علي جريمة الزنا وتتطلق وهي لم تفعل"



ردت مريم ببساطة" ربما لأنها لا تمكلك مكانا تذهب اليه .. انت تعلم علاقتها بعائلتها .. وربما لاتريد ان تنفصل عن البنات "


قال وائل بغضب " بالطبع لن أترك لها بناتي "


صاحت " أرأيت؟ .. ها هو سبب لتبقى معك بالإجبار "



رمى اللقمة من يد بعصبية في الطبق وقال " وأنا لن أسمح بهذا الوضع أبدا.. فالتذهب بعيدا وتحب كما تريد "


مطت شفتيها وقال ببرود وهي تتفحص اظافرها " لا تقلق وارد جدا أن يحدث ذلك"



سألها بتوجس " ماذا تقصدين ؟"



رفعت شعرها الاشقر تقول " قد تصل لنقطة لن تستطيع التحمل بعدها .. فتترك لك البنات وترحل .. لتبدأ حياة جديدة مع شخص جديد"



صمت قليلا يفكر ثم قال بضيق" هي لا تهمني بالطبع لكن ما ذنب البنات أن يحرموا من أمهم "


ردت " إذن دع البنات يرحلون معها"


رفع حاجبا وقال بعند صبياني " وما ذنب البنات أن يحرموا من أبيهم؟! .



ردت باستنكار " وما ذنبها هي أن تُحرم من انسانيتها"



شعر بالغيظ فقال " مريم أنت بِتِ تضايقينني هذه الأيام"



تخصرت وتحركت مغادرة وهي تقول " إذن لا تستدعيني مجددا"



عبس وائل كالاطفال وهتف بحنق " مريم! "



تكتفت واستدارت إليه.. فقال " هل ستتركيني وحدي مجددا؟!!"



ابتسمت واقتربت منه تتعلق في رقبته بميوعة وقالت " أنت طفل صغير ..عنيد ..مدلل "



أمسك بخصرها وتمتم " وشقي ومنحرف "


فاطلقت ضحكة عالية ثم قالت " حسنا .. إليك الحل الذي سيريح الجميع "



فتطلع إليها باهتمام .. لتقترب و تهمس أمام شفتيه بإغواء " أن ترحل معي من هذا العالم .. وتتركهم لحياتهم التي لا تعجبك .. أنت تشتاق للرحيل طيلة حياتك وتبقى من أجل أصدقائك وبناتك .. آن الأوان أن تقرر الرحيل معي .. أنا وأنت فقط .. وتترك لهم هذا العالم المادي القبيح الفاقد للمعنى "


***




ما الحل !
لم تتوقع أبدا الأمر بهذا الشكل
هذا السيناريو لم تتوقعه أبدا ولا تعرف كيف تتصرف .


الأفكار تعصف بها والكوابيس لا ترحمها ..
إنها ممزقة ..
لكن التمزق هذه المرة غير كل المرات .
والشعور بالإزدواجية هذه المرة مخيف مرعب يكاد يعصف بها ..



لقد لجأت لحبات المهدئ لتستطيع النوم ..




تحركت بانة في هذا الوقت من الصباح نحو المطبخ تصنع قليلا من القهوة وشردت في أفكارها من جديد ..


لم تستطع أن تخبر أحمد بالأمر فيكفيه ما هو فيه من هموم ومسئوليات .. خاصة وهو يقضي معظم وقته في الفترة الأخيرة مع آية .. مستغلا رغبته في الفرار منها منذ تلك الليلة التي حدث فيها ما حدث بينهما فأصبح يقضي وقته خارجا بل يقضيه مع آية بالذات ..



وهي ستجن من كل شيء ..
وتشعر بالشلل التام ..


ولا تعرف كيف تخبره بما تخفيه عنه منذ شهر تقريبا ..
بل إنها لم تحدد بعد هل تخبره أم تفاجئه أم ..


كلما تخيلت رد فعله حين يعرف .. تشعر بالرعب منه والخوف عليه .





إنها مرتبكة والحيرة تقتات عليها .


جاءها تنبيه على الهاتف فقرأت الرسالة " على أن أقابلك اليوم في نفس المكان .. لابد أن نضع النقاط على الحروف وتبلغيني بقرارك الأخير يا بانة مر أكثر من شهر ولم أسمع ردك "



زفرت في عصبية ولم ترد ثم رفعت القهوة من فوق النار وصبتها في الفنجال .. ووقفت شاردة من جديد تتطلع للهاتف .



لمحته وهو يتحرك أمامها ..



أمامها مباشرة .. كبيرا .. بشاربين كبيرين .. على الحائط .
قفزت صارخة .. وفي ثوان كانت تقف في وسط الصالة ..
انتابتها القشعريرة وبدأت تمسد على ذراعيها بالتناوب .. ثم تحركت في عصبية جيئة وذهابا كحيوان أضرم في ذيله النار .. تقوم بالقفز تارة وبالحجل تارة أخرى ..



جرت نحو باب الشقة ثم اكتشفت أن ما تلبسه لا يسمح لها بالخروج منها ..


نظرت لأرض الصالة في رعب .. ربما أتى وراءها إلى الصالة .. ربما موجودا هنا أو هناك سيخرج إليها في هذه اللحظة .


ثم جحظت عناها في رعب وهي تتساءل هل هو من النوع الذي يطير !.




عند هذه الخاطرة قفزت فوق منضدة السفرة وفتحت هاتفها تتصل بأحمد .. سمعته يخرج منذ قليل .. ودعت ألا يكون قد ذهب للعمل .


رد أحمد على الهاتف فصرخت بانة " أحمد أين أنت ؟"



تملكه القلق وقفز واقفا يقول " أنا بشقة العائلة ما بك ؟؟"


ردت باكية في رعب " تعال يا أحمد بالله عليك بسرعة إنه في المطبخ "


شحب وجهه وتبادل النظرات مع والديه اللذان بدآ يحدقان فيه بترقب فتحرك مسرعا وهم والديه باللحاق به وهو يسألها بجزع " بانة أنا أت حالا أخبريني من الذي بالمطبخ"


صرخت باكية" صرصور.. يا أحمد صرصور كبير جدا "


تجمد أحمد على السلم وقد شلت أطرافه لثوان ثم استدار لوالديه حين سمع إلهام تقول بهلع وهي تجري على السلم وراء أبيه" ماذا يحدث يا أحمد؟"


قال وهو يقاوم أعرض ذبحة صدرية " إهدئي يا أمي بانة وجدت صرصور بالمطبخ "


تجمد الثلاثة يتبادلون النظرات ثم انفجر الحاج سماحة في الضحك بينما وضعت إلهام يدها على صدرها تحاول التنفس وهي تتمتم " سامحك الله يا بانة يا بنت زينب "



رمق أحمد والده الذي يضحك وقال " تضحك يا أبي .. أبشر .. لقد انقطع نسل عائلة سماحة إلى الأبد "



رد الحاج من بين ضحكاته وغمز " إذهب للصرصور .. وكن حنونا وأنت تقتله "



جاء صوت بانة صارخا عبر الهاتف "أحمااااااااااااااد "


تحرك أحمد مسرعا بينما إلهام مازالت تمسك بقلبها وهي تقول" ساعدني يا إبراهيم قدماي لا تحملاني"



أحاطها بذراعه يساعدها على الصعود وهو يقول بلهجلة ذات مغزى " وأنت ألا يوجد لديك صرصور نقتله معا"





***




دخل أحمد وجحظت عيناه يطالع منظرها على منضدة السفرة .. فأغلق الباب بهدوء ووقف فاغرا شفتيه مبهورا بشكل يثير الشفقة .



كانت فوق المنضدة تحضن ركبتيها ترتدي منامة حريرية من قطعتين مكونة من بلوزة قصيرة بحمالات رفيعة باللون السكري المنقوش بالورود الحمراء يكشف الكثير من بشرتها الحليبية وشورتا قصيرا جدا من اللون الأحمر يكشف عن فخذيها الممتلئين.



صرخت بهيستيريا " أحمد بسرعة قد يذهب هنا أو هناك ولا نجده "



سألها بصوت مبحوح " هل هذه مأدبة لإلتهام ما لذ وطاب ! "


صاحت ولم تكن في حالة ذهنية تسمح لها بأن تلتقط ما يرمي إليه " أحمد لماذا تقف هكذا .. لو ضاع منك لن أمكث في هذه الشقة لحظة واحدة حتى تجده "


استشعر الرعب الحقيقي في وجهها فحاول لملمة أعصابه وقال" إهدئي يا بانة إنه مجرد حشرة "


ردت تقول بعصبية " أنت لم تراه .. إن لديه شاربات كبيران "


فرد متهكما " حقا! "



فأومأت بوجهها الممتقع من الرعب .. فأكمل أحمد " و أنا لا أسمح بذلك أبدا .. كيف لصرصور ذكر بشاربين كبيرين أن يراك بهذه الهيئة .. لابد أن أنتقم لشرفي من ذلك الصرصور الذي أطلع على ما أنا لم أطلع عليه "..



تحرك نحو الداخل ثم عاد يقول" لا تتحركي من فوق المنضدة سأنتقم لشرفي وأعود"



عادت تحضن ركبتيها وهي تسمع أصوات جلبة بالطبخ ..
عاد إليها بعد قليل فسألته "هل قتلته؟"



أومأ برأسه وهو يرسم تفاصيلها بعينيه ويشعر بالحمم السائلة تتدفق في شرايينه فتمتم في سره " متى سيرضى الله عنك يا أحمد "



تقدم نحوها بهدوء وهو يعي أنه في حالة انفلات أعصاب فتمتمت بعدم استيعاب " لا أفهم من أين دخل .. بهذا الشكل لابد أن أخرج كل الوحدات بالمطبخ .. قد يكون هناك المزيد ( وأكملت باكية ) لا لا استطيع تحمل هذه الفكرة أبدا "



مد يده في صمت لها لتنزل فأطاعته وهو يتأمل ساقيها الواحدة تلو الأخرى وهما تهبطان من فوق المنضدة لتستقر قدماها الحافيتان على السجادة وعادت صور تلك الليلة اليتيمة بينهما تغزو مخيلته من جديد ..


وهل نساها ! .. لقد أضحى يسترجعها مرارا وتكرارا في الليلة آلاف المرات ..


وقفت أمامه بخجل تستمع لصوت أنفاسه المتسارعة وتستشعر رائحته التي بدأت تشعرها مؤخرا بمشاعر مخجلة وقحة .. ثم تنبهت لساعديه وهتفت بجزع وهي تطالع علامات حك قوية بجلده " ماذا حدث لساعديك ؟ ( وأمسكت بهما تنظر بقلق ) ماذا حدث لما هرشت جلدك بهذا الشكل البشع " ..



استمر في التحديق فيها غير قادر على الهرب. ..وغير قادر على الانقضاض عليها وافتراسها ..



وتساءل .. أهذا نوع من المشاعر المزدوجة التي تنتابها .. ثم تنبه لما قالته فنظر لساعديه يحاول الاستيعاب ثم عاد للتحديق فيها ورسم تفاصيلها وهو يرد بهدوء " بعض الحكة البسيطة .. سأتناول دواء للحساسية"



اتسعت عيناها تقول " هل هذا بسبب الصرصور هل تحسس من رؤيته ! "


أومأ برأسه بهدوء ثم قال " اشمئز من رؤية الحشرات فتصيبني بالحكة "


شعرت بالذنب فتحركت بسرعة وهي تقول " سأتيك بمرهم ليهدئها "


تمتم بصوت هارب منه باسمها متوسلا أن تبقى قليلا لكنها أسرعت أمامه.



بعد دقائق عادت .. ولسعادته لم تبدل ملابسها وقد ظن أنها ستفعل .



وقفت أمامه وهو جالس على الأريكة تضع بعضا من المرهم على ساعديه وشعرها العسلي يسقط أمام وجهه وسمعها تقول " هذا المرهم سيهدئ الحكة باذن الله "



قاطعها يسأها بصوت هارب منه وهو يتحسس الخصل العسلية " هل عدت ترتدين تلك المنامات مجددا يا بانة "


ابتلعت ريقها وردت بخجل " مكيف الهواء ليس قويا منذ يومين فأضطررت لأن أنام بملابس خفيف .. أصلح لي مكيف الهواء من فضلك"



رد وهو يتفحص أدق تفاصيلها بنظرة ذكورية جائعة " بل سألقي بكل أجهزة التكييف خارجا إن كان الأمر سيجلني أرى نعم الله وبديع صنعه شاخصة أمامي حتى لو احترقت ذاتيا لعدم استطاعتي لمسها أو تذوقها .. حتى لا أكون مغتصبا "



كلماته آلمتها ..



ضغطت على آخر ذرة تحمل متبقية لديها ..




فنزلت فجأة بركبتيها على الأرض تجلس بين ساقيه وأمسكت بيده .. وانحنت تقبلها قبلة طويلة محمومة على ظاهر يده فاجأته.. ثم رفعت إليه وجهها وتقول بهمس محترق" أعلم أني إبتلاءك في الدنيا وأني عذبتك وجرحتك .. وقد أجرحك في المستقبل .. لكن صدقي أنا تعبت من كل شيء .. تعبت من التفكير .. تعبت من ازواجية المشاعر .. تعبت من الماضي الذي يلاحقني بلا رحمة والحاضر الذي لا أستطيع أن أعيشه .. لكن الحقيقة المؤكدة الوحيدة التي لا أتردد بشأنها لحظة.. أني أحبك .. أحبك يا أحمد حبا يعذبني .. حبا لو تعلمه علم اليقن لتألم قلبك شفقة علي "




صمت تبتلع ريقها بينما قفز قلبه كالكرة المطاط فسحبها لتقترب منه أكثر وهي تكمل " وتلك الليلة أنا وأنت نعلم أني منحت نفسي لك بإرادتي الحرة وما حدث لي وقتها كان جزء كبيرا منه .. أني .. ( صمت قليلا بحرج .. وتطلعت حولها تستجمع شجاعتها ثم رفعت شفتيها لتهمس في أذنه ) أني أحببت تلك اللحظات بيننا وشعرت بالسعادة .. وأني .. تملكتني مشاعر لم أفهم معناها لكنها كان استثنائية "


ابتعدت عن أذنيه فحدق فيها بذهول غير قادر على التنفس .. يشعر بأن يوشك على أرتكاب جريمة ( قلة حياء ) بشعة .. بينما أكملت هي بوجه أكثر إحمرارا .. أشعره بشعور ثور أسباني يستفزه اللون الأحمر .. أحمر ملابسها وأحمر وجهها وأحمر شفتيها " هذا الشعور أحسسني بالذنب .. كيف أشعر بتلك السعادة معك وأنا لا أعلم أين أهلي حتى أني رأيت حلما أفزعني وأشعرني أني خنتهم "



تقبض أمامها لا يعرف ماذا يفعل ليتحكم بنفسه أكثر حتى لا يفزعها .. وفكر بأن يجري ليلقي بنفسه من الشرفة.. ثم صرف عنه الفكرة مؤقتا وقال بصوت هارب منه " اعترف أني أذيتك بكلامي لكني كنت مطعونا في كرامتي الذكورية كيف أن امرأتي لم تشعر بما أشعر "


همست تقول بصوت مبحوح " بل شعرت"



ثم غطت فمها بكفيها بسرعة تطالعه بحرج وقد أزداد إحمرار وجهها .. حدق فيها لثانية ثم رفع قبضته يداري بها فمه هو الآخر لكنه لم يكن يداري الخجل .. وإنما ينفخ أنفاسا ساخنة في قبضته وهو يتطلع حوله يمينا و يسارا لا يعرف أين يهرب أو ماذا يفعل ليتحكم في أنفلات وشيك .. ثم عض شفته بعنف يتحكم في مشاعره الذكورية التي جمحت وقال " حسنا دعينا نكمل هذا الحديث وقت آخر يا بانة سأعد لثلاث وتتتحركين الى .."


قاطعته تقول " هناك أمرنا أخر لم أقله بشأن مشاعري "


واقتربت مجددا ترفع شفتيه نحو أذنه فماله بأذنه متسع العينين يقابلها في منتصف الطريق بإهتمام فهمست " أنا .. أنا أصبحت اشعر بمشاعر قليلة الحياء تجاهك .. وأحيانا أرى أحلاما أنا .. وأنت نـ .. "



ابعدت وجهها تتطلع في وجهه وهي تعطي فمها بكفيها وكأنها تعترف بذنب فظيع ..



حدق فيها قليلا ثم اشار لها لتقرب أذنها ثم همس فيها " بعد ما قلتيه الأن يا بانة .. بهذه الطريقة وفي هذه الهيئة .. أمامك حلان .. إما أن ألقي بنفسي من الشرفة أمامك حالا .. أو أن أساعدك في التخلص من تلك المشاعر قليلة الحياء التي تنتابك مؤخرا بشأني "



نظرت إليه بشك وسألت بأنفاس ساخنة " كيف بالضبط سأتخلص منها ؟"


سحبها فجأة يمسك برأسها بين يديه ويميل ليطبق على شفتيها بقبلة متجمرة عنيفة .


بعد قليل أطلق سراحها فشهقت تنظر إليه لتجد نفسها في ثانية محمولة بين ذراعيه وهو يستقيم فصرخت بإجفال .. فقال أحمد " سأؤدبها تلك المشاعر المنحرفة الوضيعة التي تتحكم بزوجتي.. التي تشتاق لزوجها .. وتبخل عليه بهذه المعلومة وقد ظن لفترة طويلة أنه مغتصب النساء "



ثم هجم مرة أخرى على شفتيها بعنف لم يستطيع التحكم فيه فأحكمت ذراعيها حول رقبته دون إرادة منها ..





تحرك نحو الداخل. وفي غرفتها وضعها على السرير وهو يرى أثر قبلته على شفتيها فقال وهو يخيم فوقها يقبل رقبتها كالمهووس ويهمس في اذنها نارا تخرج من صدره " تحملي همجية زوجك اليوم قليلا يا قلب أحمد .. فكيف لمحروم أن يطلب منه حين يرى الزاد أخيرا أن يتأدب ويتمهل في إلتهامه.."


شهقت بانة تتلوى بين ذراعيه حين أكتشفت أنهما أصبحا عاريان فجأة بينما همس أحمد يقول " أخبريني بالتفصيل عن تلك المشاعر قليلة الحياء تجاهي لأتعامل معها بحزم "


ابتسمت وغطت عيناها بكفها بحرج .. فوزع قبلاته محموما على ذقنها ورقبتها ثم قال والحمم تخرج مع أنفاسه " أتوسل إليك يا بانة أن تخبريني ولو قدرا بسيطا من تلك المشاعر والأحلام فأنا اشتاق إليك إلى حد التوسل و أريد أن أشعر أنك ترغبين بي .. وأني لست .مغتصـ .. "



قطع عبارته حين اندفعت تقبل رقبته العضلية بقبل رقيقة كنقر الفراشات فأغمض عينيه وقال متهكما " يا لها من مشاعر وقحا جدا " وتعجب أن تشعره قبلاتها الخجلة كل هذه الأحاسيس ..فأطلق أنينا متوجعا وهو يشعر بها ..


بإمرأته ..
بزوجته ..
بحلاله .. ترغب فيه كرجل ..



فانقض على شفتيها يروي شوقا مضنيا وقد تآمرت معه هذه المرة .. مشاعرها تجاهه (قليلة الحياء) ..فاستسلمت للطوفان الذي حملهما معا ليحلقا في السماء من جديد .



بعد بعض الوقت:


تحسست قليلا صدره العضلي الملتصق بوجهها .. ورائحته الذكورية المحرضة على ( قلة الحياء).. ثم تسللت بخفة من بين ذراعيه تحدق فيه وهو مستسلم للنوم وقد أنتظرت وقتا طويلا لتتأكد أنه قد نام ..



أرتدت ملابسها وتحركت نحو الحمام الداخلي على اطراف أصابعها .. ثم جلست على حوض الاستحمام تدفن وجهها في كفيها وتبكي بكاء مكتوما حتى لا يشعر بها ويتألم ..


ها هي من جديد تبدأ معه الرحلة باحتياج وترتفع خلالها للسماء تحلق بسعادة .. وحين تعود للأرض .. تجد وحش الاحساس بالذنب ينتظرها ليعتقلها ويعذبها بجريمة السعادة مع حبيبها دون وجه حق .


أما في الغرفة كان أحمد يفرك جبينه في ألم وهو يسمع بكاءها المكتوم في موجة احباط جديدة تلي عادت العودة معها من التحليق في السماء .




بينما وصل تنبيه على هاتفها الموضوع بجانب السرير فلمح الشاشة المضيئة قبل أن تنطفئ ليقفز بإهتمام يفتح الهاتف ويطالع رسالة تقول




" لم تردي علي يا بانة.. و لا أعلم ماذا أفعل .. علينا اتخاذ القرار بسرعة .. لن نستطيع تأجيل البت فيه أكثر من ذلك "





تطلع لأسم المرسل ولاح الخطر على وجهه وتساءل " كامل من ؟ .. كامل غنيم ؟؟؟!!!"





نهاية الفصل الثلاثون

قراءة ممتعة














التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 19-08-18 الساعة 11:50 PM
Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 09:14 PM   #1399

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

خلص الفصل الثلاثون

بحمد الله



بعتذر مرة تانية عن التأخير



انا مش بحب اعرض الفصل غير لما أكون راضية عنه بنسبة كبيرة فساعات بتأخر غصب عني

كمان الانترنت انهاردة عصلجت معايا



أرجو أنه يكون في مستوى مرضي



كان بودي يكون فصل مافيهوش وجع مافيهوش أحزان قبل العيد لكن للأسف كنت بين فكرتين أما ااجل الفصل لبعد العيد أو أنزله في معاده



اتمنى اني أعرف انطباعاتهم



وكل عام وانتم بخير

بمناسبة عيد الاضحى المبارك



خالص تحياتي وقبلاتي لكل المتابعين



هتنظر منكم الانطباعات عن الفصل انهاردة

Dr. Aya likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 09:20 PM   #1400

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 144 ( الأعضاء 79 والزوار 65) ‏Shammosah, ‏الود 3, ‏Time Out, ‏dina adel, ‏بعثرة مشاعر, ‏Hagora Ahmed, ‏aseralroo7, ‏Pamuk prenses, ‏alyaa elsaid, ‏gdg, ‏emytroy2, ‏nanash, ‏وفاء خطاب, ‏داليا حسام, ‏احلام العمر, ‏Flowerikram, ‏Samaa Helmi, ‏Tott, ‏منيتي رضاك, ‏NH_1927, ‏nasmat ba7r, ‏salwa habiba, ‏heba azmy, ‏رروووح تغار, ‏غرام العيون, ‏سوووما العسولة, ‏Nanyotb, ‏atmin, ‏seham26, ‏نور المعز, ‏Zainabalghazi, ‏نونني نوننا, ‏اويكو, ‏عائشة نعيم, ‏Asmaa mossad, ‏Sayko, ‏sira sira, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏nes2013, ‏ريما الشريف, ‏mayna123, ‏هبه رمضان, ‏jadayal, ‏yasser20, ‏قلب حر, ‏الدانه1988, ‏جلاديوس, ‏Ghadaelgammal, ‏bobosty2005, ‏basama, ‏غنى محمد, ‏زهره ابي, ‏مشاعل 1991, ‏شرق?, ‏اعوام الرحيل, ‏Ethariprahim, ‏روكا اشرف, ‏jassminflower73, ‏Msamo, ‏تارتمارا, ‏najla1982, ‏مليكة وجدانى, ‏اشراقه حسين, ‏فديت الشامة, ‏MEELLOO, ‏houda4, ‏frau zahra, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏Amira mera, ‏كتكوته زعلانه, ‏ندى المطر, ‏meryem j, ‏shadow fax, ‏Wefoo, ‏ام تالا و يارا, ‏lobnaaaa, ‏المثقفه
Dr. Aya likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.