آخر 10 مشاركات
443 - سر الأميرة - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-18, 11:42 PM   #1681

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


تسجيل حضور وياريت تخفي ايدك شويه ياشيمو الله يكرمك
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 216 ( الأعضاء 97 والزوار 119)
‏ام زياد محمود, ‏Hala yehia, ‏sarah anter, ‏Hagora Ahmed, ‏احلى بنات, ‏هبه رمضان, ‏أميرة الساموراي, ‏jassminflower73, ‏وفاء خطاب, ‏Rehamaa, ‏صبا., ‏وسام كمال, ‏Acaars, ‏جهاد 20, ‏اشراقه حسين, ‏ام رمانة, ‏awttare, ‏yasser20, ‏زرقاءاليمام, ‏مييييج, ‏Shadwa.Dy, ‏nagah elsayed, ‏ayaammar, ‏Sayko, ‏Shammosah, ‏abirAbirou, ‏خفوق الشوق, ‏كتكوته زعلانه, ‏زهوري الحلوة, ‏سومة111, ‏alyaa elsaid, ‏Zainabalghazi, ‏ريبكا, ‏ام تالا و يارا, ‏AdamDado, ‏من هم, ‏Hagar Magdy, ‏samah ibrahem, ‏mayna123, ‏Amani bani fadel, ‏دمعة جنون, ‏همس 77, ‏روجا جيجي, ‏Hager Haleem+, ‏lobnaaaa, ‏البسمه, ‏Tott, ‏دندراوي, ‏زهرورة, ‏sira sira, ‏yasmine_ha, ‏Mahalotaibi, ‏ملامه, ‏ToOoOmy, ‏UmAliHamza, ‏Fatma Mahmoud 99, ‏Znnno, ‏هبة الله 4, ‏حروف ضائعة, ‏مارينا جمال, ‏Arsd, ‏hadea, ‏Khawla s, ‏nanash, ‏amowaaj, ‏زهرةالكون, ‏B.A.M, ‏darinemounamaria, ‏ندى الصبا, ‏أسـتـر, ‏dekaelanteka, ‏رىرى45, ‏الامل هو طموحي, ‏nasmat ba7r, ‏الفجر الخجول, ‏kulod Ali, ‏سوووما العسولة, ‏Sara8, ‏سمية احمد, ‏sou ma, ‏Booo7, ‏shammaf, ‏الروح الهائمه, ‏salwa habiba, ‏جنات عامر, ‏loulouys, ‏sabreenaa, ‏بسمة دموع, ‏noor3eny, ‏Time Out, ‏بشرى ابنتي, ‏Yoely, ‏غرام العيون, ‏خفوق انفاس, ‏Bnboon, ‏sayed tota


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-09-18, 11:50 PM   #1682

نوارة الدنيا55

? العضوٌ??? » 339667
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » نوارة الدنيا55 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووور
نيمت الاولاد وبدي اتفررررغ للعواطف والحب والبكى وكل شي انا جاهزه

hbooya likes this.

نوارة الدنيا55 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-18, 12:01 AM   #1683

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث والثلاثين

الفصل الثالث والثلاثين


الفصل انهاردة طويل كان المفروض ينقسم لجزئين لكني ضغطت نفسي رغم اني مريضة عشان ينزل كله النهاردة فسامحوني لو في اخطاء كيبورد ما لحق يتراجع مظبوط





دخلت بانة تقول " سأذهب للموقع يا أبي أحمد نسي المرهم .. كل مرة أخبره أن يأخذه معه ويتحرج أن يدهنه أمام الشباب .. "


نظر لها أبا فراس من خلال النظارة ذات العوينات الصغيرة المعلقة على أنفه وقال" مادام لم يأخذه فالموضوع ليس بهذا السوء "


رت بإصرار " بل أنه بالفعل كذلك لكنه يتحرج من الأمر إن لديه حساسية حشرية ويبدو أن حشرة قرصته فيحك ساعديه منذ أمس يا ابي ألم تلاحظة أثناء العشاء .. ويترك المرهم بالبيت لانه يتحرج من دهانه حتى لا يطي صورة مدللة عنه"
رد عليها بامتعاض " حساسية أنف وحساسية حشرية ماذا الزوج المتحسس؟!!"



ردت باعتراض " أبي !! .. ماذنبه هو أن لديه حساسية !.. كما أنه لا يتعامل معها بتدلل ( تخضبت بالحمرة تقول ) أذكر مرة قتل لي صرصور لأنني كنت مرتعبة منه برغم أنه لديه حساسية أخذ يحك بهدها بشدة "


رفع أبا فراس حاجبه وقال " وماذا ستفعلين أنت إن كان يرفض الدهان "


اسندت يدها على اخصرها وقالت بحزم " عليه أن يضعه برضاه أو بغير رضاه ..لن أتركه بهذا الشكل "


مط أبا فراس شفتيه وقال " زوجة متحكمة بجدارة"


صاحت باعتراض طفوولي " أبي !! "



رد باستنكار " الرجل أدرى بنفسه"



قالت بعند " بل أنا أدرى به منه"



قال باستسلام " أذهبي ولا أريد تأخير"



اشرقت إبتسامتها وتحركت نحو السرير حيث يستلقي ويطالع الجريدة وتمتمت " سأعطي عبدولتي قبلة أولا "


تمتم بسعادة طفل صغير وهو يصدر لها خده "هذا هو الكلام المفيد "


قلبته على خده وتحسست الخصلات البيضاء في رأسه ثم عقدت ذراعيها حول عنقه فجأة تحتضنه وهي تتمتم بتأثر " لازلت غير مصدقة أني وجدتك يا أبي .. أحيانا أشعر أني أحلم "



ربت على ظهرها وقال هامسا بتأثر " وأنا استيقظ في الليلة عشرات المرات لأتأكد أنك حقيقة يا ابنة قلبي .. وأشعر أني مهما حمدت الله أنك سالمة آمنة لن يكفي "


رفعت رأسها تقول " لم أشبع منك يا أبي ماذا سأفعل الآن في حياتي .. كيف سأتركك وأرحل لا أتخيل "



ربت على خدها وقال " لا تفسدي فرحة رجوعك بالتفكير ودعي الأمر لله .. كما أنك ستزوريني بالتأكيد .. سأشترط على هذا المتحسس أن تزوريني باستمرار .. وأنا بمجرد أن أقف على قدماي سأتي لزيارتك يا ابنة قلبي "



احتضته مجددا تقول " أطال الله في عمرك يا أبا فراس ورزقك الصحة "



حيت غادرت تذكر أبا فراس أنه قد تفاجأ بأحمد حين أبدى استعداده لعمل الأبواب والشبابيك وكل الأعمال الخشبية الخاصة بمجمع الأديان الي سيقام في البلدة .. وذلك حين كان يجول بالبلدة مع اعمام بانة وأبنائهم ويرى كيف يرممون ما يحتاج للترميم .. ويعيدون بناء ما يحتاج للبناء فمر أحمد معهم على مجمع الأديان الذي يتم إقامته وعرض عليهم تتفيذ أعمال الخشب الخاصة بالمجمع من شبابيك وأبواب مشغولة بالأرابيسك وكل ما له علاقة بالديكورات الخشبية بالمسجد والكنيسة .. وكيف عاد أعمام بانة فخورين من صهرهم أمام أهل البلدة .. وكيف انه اصر على ذلك بل واتفق على تكوين فريق ممن يريدون تعلم المهنة لمساعدة في انجاز العمل في مدة أقصر .. وبالفعل كان في اليوم التالي في الموقع يقابل عددا من الشباب بل والصبية المتحمسين للبناء وللمشاركة .




وحين سأله عن السبب وجد فيه رغبة صادقة في المشاركة في ترميم الدمار الذي لحق بالبلدة كمشاركة وجدانية منه .. بالاضافة لأنه قال صراحة عبارة أشعرته بالفخر كزوج لأبنته حين قال " أريد أن أشارك في عمل يشعر بانة بالفخر من زوجها .. يشعرها أن السنوات التي أمضتها في بلدي لها ذكرى تفتخر بها وليست ذكرى سيئة."



لحظتها تيقن أن الله قد استجاب لدعائه حين رزق ابنته بزوج مثله ..



ولا ينكر أنه أحبه محبة صادقة منذ أن رآه .. بالرغم من ميله للعنجهية والعصبية لكنه أحبه كإبنه .. ووثق فيه .. وفي اطمأن على ابنته معه ..



لكنه الفراق ..
فراق بانة ..



يحاول أن يحَكِّم سنوات عمره .. وثقافته ونضوجه في الامر .. وإيثار مصلحتها على رغبته في أن تظل إبنة قلبه بجواره .. ويحكم إيمانه بالأقدار ويستسلم لها ..



فتنهد يدعو الله في رقاده أن يمن عليه بالشفاء وأن يعيد له ولدين سالمين .. فكم تمنى لو سمع عنهم قبل أم يموت .. " يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه إجمعني بأولادي قبل أن أموت "



***


إقتربت بانة تراقب جزعه الأسمر والفانلة السوداء ذات الحمالات التي تظهر عضلات ذراعيه اللامعين تحت أشعة الشمس .. يقود عددا من الشباب والصبية ويعطي لهم الأوامر .. بلهجة صارمة بها بعض الفظاظة .. لكنها تلمح في عيونهم رغبة في التعلم وإحتراماً له وإلا لما كانوا تحملوا عصبيته .. فهي تعلمه جيدا لا يحب أن يكرر القول مرتين .. وليس لديه من الصبر ما يتحمل به المتعثرين .




اندفع آدم إليه يحتضن ساقه ويرفع إليه وجها مبتسما ليتفاجأ أحمد به .. فقد أصر الصغير مرافقتها حين علم أنها ذاهبة إليه .. حيث يبدي إهتماما غريبا بأحمد .. فخمن البعض ربما لأن أحمد قريب الشبه من والده سهيل إبن عمتها رحمه الله .. فلا يوجد تفسيرا منقطيا آخرا لأن يعطي آدم إهتماما به إلى هذا الحد العجيب .. خاصة وأن أحمد ليس من الشخصيات التي تجيد التعامل مع الأطفال أو لديه أي خبرة في ذلك.. وتعترف بانها تراقب حالة الإرتباك النادرة التي تظهر عليه حينما يبدى هذا الصغير إهتماما به بكثير من الاستمتاع ..



ربت أحمد على رأس الصبي ثم إلتف ليرى مع من أتى فتفاجأ بها .. ثم أولاها ظهره متجاهلا إياها فكتمت ضحكتها وهي تراه غاضبا منها لأنها لا تصعد لغرفته في الليل ولو لفترة قصيرة كما يطلب منها كل يوم .. وحيت الحاضرين ثم قالت " أحمد أريدك قليلا "



لم يستجيب على الفورا .. لكنه اضطر للالتفات بعد ثوان فنظرت له ببراءة أطفال .. ليهمس لها ببعض الخشونة " ماذا تريدين ؟"



ردت بإغاظة والشقاوة تطل من عينيها " لم تتحدث معي كثيرا على الإفطار في الصباح "



رد وهو يتحاشى النظر إليها كطفل عابس" من الجيد أنك لاحظت ذلك وسط شعبيتك الكبيرة بين عائلتك ومع نساء البلدة وإلتصاقك بوالدك "


ابتسمت لهيئته الغاضبة منها وردت " ليس بيدي صدقني .. فأنا أعتبر حدثا فريدا الكل يحتفي برجوعي .. كما أنهم يصدقون أني عروس فعلا ومصرين أن يحضروني للحفل كعروس بكر "


مسح على تفاصيلها بنظرة ذكورية ثم سألها باهتمام " وكيف يحضرونك ؟"


ابتسمت وقالت متجاهلة لسؤاله " لماذا لم تأخذ المرهم معك .. إعطني ساعداك لادهنهما ستمزق جلدك بالهرش. "


سألها " ماذا سترتدين في الحفل.. فستان عرس؟"


اشرقت ابتسامتها على روحه وقالت بدلال أشعله أعصابه " لن أرتدي فستان زفاف طبعا .. ولكني سأرتدي عباء مظرزة فالأمر أشبه بعزيمة كبيرة على شرفي لتعريفهم رسميا بزوجي "


ابتسم لإبتسامتها وقال " لكن والدك يمنعك عني فهذا يعني أني سأتزوج للمرة الثانية .. هذا جيد يبقى اثنتان "


ردت بعدم فهم " لم أفهم "



فوضع يديه في جيبي بنطاله ورد متسليا " مثنى وثلاث ورباع " وراقب ما تلا ذلك في عينيها من تأجج نيران الغضب .. مع تورم كرامة أنثوي وميل للقتل فشمخت بأنفها وقالت " لا بأس فلنتزوج مرتين أخريين .. مارأيك في الذكرى العاشرة مثلا والذكري الخامسة والعشرين نقيم حفل زفاف جديد؟"



شدها من يدها فجأة وهو يستدير للشباب المنكبين على العمل ويقول " سأعود بعد قليل"



ثم تحرك يسحبها بحزم فهمست معترضة " أحمد انتظر .. أحمد سأقع على وجهي.. الشباب يحدقون فينا !!"


في غرفة قريبة هي ما بقيت من بناء ضخم كبير يستخدمها العاملون في المشروع حاليا كمكان لتغيير الملابس ووضع متعلقاتهم الشخصية أثناء العمل أدخلها وأغلق الباب الخشبي المركب حديثا للغرفة وألصقها بالحائط ببعض الخشونة ليسند يديه جانبها يحاصرها ثم قال والحمم تتأجج في عينيه " علي أن أشبع من المرة الأولى أولا قبل أن أفكر في الزواج منك للمرة الثانية والثالثة والرابعة "



عطره الممتزج برائحته المرخية لأعصابها تسرب لأنفها فردت هامسة " ربما عليك نسيان بانة الأولى بكل ما فعلته بك وتتعرف على بانة الثانية "



تسارعت أنفاسه وهو يرستم ملامحها التي يعشق تفاصيلها وهمس مقربا شفتيه من شفتيها " أنا عشقت بانة واحدة وانتهى الأمر .. بانة القديمة وبانة الجديدة وبانة المستقبلية .. بانة بهيئة الذكر وبانة بهيئة الأنثى الفاتنة المأججة للحمم في شراييني .. وبانة العجوزة متجعدة الوجه متقدة العينان والروح "



واقترب يطبق على شفتيها بشوق لكنها إنفلتت فجأة من تحت ذراعه وفتحت الباب وأسرعت جريا وهي تطلق ضحكتها .. فجز على أسنانه غيظا وخرج وراءها .. ليجدها تقف بعيدا خلف الغرفة تداريها الأشجار عن موقع البناء تضحك بتسلي فتمتم بغيظ "أصبحت شقية يا بانة "



لعبت حاجبيها وأخرجت لسانها تغيظه وهي ترجع بظهرها وتقول " عليك أن تعتاد على ذلك من الآن فصاعدا " ..


ضيق عينيه متصنعا الامتعاض يداري خفقان قلبه بسعادة لرؤيتها بهذا الأنطلاق .. يستكشف جوانب منها طمستها المحنة قبل أربع سنوات تتكشف تباعا منذ أن وطأت قدماها لأرض الوطن فتأخذه في رحله تعريفية بعنوان ( كيف كانت بانة قبل أربع سنوات ).. وها هي تشاكسه بشقاوة فتاة في العاشرة ..وخصلة عسلية تلمع تحت ضوء الشمس فرت من تحت حِجابها تشاركها إغاظته ..



تقدم بخطوات سريعة نحوها وقد تخلي عن التمسك بقناع الامتعاض لتظهر السعادة على وجهه تدريجيا ..يحاصرها فتهرب .. يأتيها يمينا فتجنح إلى اليسار .. يتوعدها فتقهقه في تسلي .



قال في غيظ " ستجعليني أؤذي ركبتي "


فرفعت كتفيها بثقة ورد " إذن دعني أذهب "



رد بعند " ليس قبل أن آخذ ما أريد "


تمايلت بدلال أنفلتت له أعصابه أكثر وهي مستمرة بالضحك .. قرأ لغة جسدها فخمن أنها تخطط للهروب من ناحية اليسار .. وبمجرد أن همت بالتنفيذ قام بقفزة سريعة مباغتة ليلف ذراعيه حول خصرها ويستدير بحرك خاطفة يلصقها بجزع الشجرة بجانبه وتوقف أماها يلهث فسرت رجفة لذيذة في أعصابها وهي تستنشق أنفاسه الرجولية المختلطة بعطره ..



تخجل من أن تبوح بأنها أشتاقته وأنها تتلوى طول الليل تحاول النوم لكنها لا تفكر سوى فيه .. مترددة هل تذهب إليه أم إن هذا الأمر قد يزعج والدها .. ولم تفهم لم عمد لتفريقهما حتى يوم الاحتفال بعودتها وتعريف أهل البلده به رغم أن قصة إبنة الخوازن التي عادت بعد غربة أربع سنوات تتأبط ذراع زوجها الوسيم الأسمر انتشرت في كل بيوت البلدة كالنار في الهشيم قبل أن يأتي عليهما مساء أول ليلة في دار الخوازن .. وبعد أن قرر أحمد المشاركة في بناء مجمع الأديان لم يبقى ولا حتى طفل صغير لم يعرف من هو وصهر أي عائلة .



غرس أصابعه في خصرها ثم دفن وجهه في عنقها يستنشق رائحتها التي إحتار في تحديد وقعها عليه هل تمنحه السكينة وتروض وحوشه أم تشعل الحمم السائلة في أعصابه وتثير الجنون والعربدة في مشاعره .. وأغتاظ من حجابها الذي يمنعه من دفن أنفه في لحمها فود لو يمزق كل ما يقابله من قماش ليستنشق عبيرها دون قيود ..



قبضت على قميصه تستخدم بعض عبارات تلك اللغة التي تعلمت منه بعض مفرداتها .. فأمسك بوجهها بين يديه لينقض على شفتيها يلتهمها باشتياق .. وكأنه حرم منها لسنوات طوال .. فارتجفت ترغب في المزيد منه .. لكنها كانت أكثر منه وعيا أنهما في مكان عام خلف الأشجار .. لتفلت من بين جمر شفتيه فتسمع منه زمجرة إعتراض قبل أن تهمس أمام وجه وهو يلصق جبينه بجبينها يحدق في عينيها من هذا القرب منتشيا بطاووسية من إنعكاس صورته في مقلتيها " أحمد نحن في مكان عام "



رد بأنفاسه الساخنة وهو يشدد من إحتضان وجهها بين يديه بتملك " وهل تركت ذرة عقل لأحمد ليستعين بها ؟.. أنني أوشك أن أدور ببلدتكم بطبلة صغيرة كالمجاذيب أخبرهم أني قد فاض بي ولم أعد أقوى على الإنتظار "



تحدثت ببعض الغنج الذي استفز مشاعره الذكورية " كنت من قبل تتحمل وقتا أطول من ذلك .. لم يمر سوى ... "


قاطعها يقول بحرارة " لم أعد أستطيع المقاومة يا بانة .. أعصابي استهلكت .. وقلبي تملكتيه .. وعقلي سيطرتي عليه .. وحياتي كلها أصبحت لك .. وصرت لست قادر على تحمل بعدك .. أريدك بكليتك .. لم أعد قادرا على التحمل "



طوقت جزعه بذراعيها فأحاطها هو الآخر لتدفن وجهها في عنقه ترتجف بين ذراعيه .. وتتلذذ باستكشاف مشاعر أنثوية بداخلها تستكشفها لأول مرة . . فاحتضنها بقوة يهمس" أنتظرتك كل ليلة يا قاسية القلب "


همست " لم أريد أن أغضب أبي ..( ورفعت وجهها المدفون في عنقه لتستقر بذقنها على صدره واكملت ببعض التردد ) وأعتقد أنك ستتحمل أكثر من ثلاث أيام أخرى "


أبعدها ببعض الخشونة وقال بلهجة خطرة " ماذا تعنين بهذا الكلام ؟؟؟.. ( ثم همس بإحباط ) الظروف الشهرية ؟؟!! "


تحكمت في ابتسامة خجلة وردت ببعض الارتباك " لا ليست الظروف الشهرية .. ولكني أشعر بالحرج .. كيف سأفعل ذلك في ببيت أبي يا أحمد تخيل أن أكون وأنت ... و .. و أبي وأعمامي بنفس البيت كيف سأحرر مشاعري في موقف كهذا "



مد كلتا يديه أمام وجهها وهو يجز على أسنانه بعنف يريد أن يخنقها وتمتم بغيظ " الحل أن أقتلك وأستريح "



فاغمضت عيناها بقوة وانكمشت ملتصقة بجزع الشجر متحاشية رد فعله لتفاجأ به يمسك بوجهها بين يديه ويلتهم شفتيها في قبله جامحة عنيفة لم تدري هل كانت انتقاما أم شكوى مُرة إليها أن ترفق بحاله "



فقبضت في قميصه بعنف تستمع لشكواه بإهتمام بالغ ..



" ماذا تفعلان ؟؟؟ "


سألها آدم ببراءة وهو يرمش بأهدابه الكثيفة ليفرج أحمد عن شفتيها ويشيح بوجهه الناحية الأخرى يحاول لملمة مشاعره بينما كتمت بانة صرخة قصيرة وتزيح يدي أحمد من جانبي وجهها وتنظر لآدم بارتباك وتأتأت " نفعل .. نفعل .. "



فتنحنح أحمد وهو يعتدل ورد " الخالة بانة تعرضت لضيق تنفس وكنت أنفخ لها الهواء لتتنفس "



ضربته بانة بخفه على صدره بقبضتها كاتمة ضحكتها بوجه متخضب الحمرة .



فجرى آدم فجأة يصيح بأعلى صوته " الخالة بانة تعرضت لضيق تنفس والعم سماحة ينفخ لها في فمها "



لطمت بامة على وجهها بجزع بينما هرول أحمد وراوه والتقطه من الأرض بذراع واحده يقول له " هذا سر يا أدم لا تخبر به أحدا أرجوك "





فرمش بأهدابه وسأله ببراءة " لماذا ؟"




نظر لبانة التي أقتربت منهم تضغط على شفتيها التي كانت وليمته منذ قليل بنظرة غيظ ثم قال للصبي " لأن الخالة بانة لا تريد أن يعرف أحد أنها مريضة .. هل تعدني ألا تخبر أحد وعد رجل لرجل ؟" ومد يده له ليسلم عليه فمد آدم كفه الصغيرة له وأومأ برأسه يعده .


ليقول أحمد " مادت قد وعدتني وعد الرجال ما رأيك أن أعلمك كيف تصنع حصانا خشبيا ؟ "



تحمس آدم وتلألأت عيناه بالنجوم بينما التفت أحمد لبانة وهو يرجع بظهره حاملا آدم الصغير من خصره وتمتم من بين أسنانه " حسبي الله ونعم الوكيل أن أصبحت وأنا في هذا العمر مراهقا يقبض علي بفعل فاضح في الأماكن العامة"



أفلتت منها ضحكة مائعة قصيرة قبل أن تكتمها بقوة وتطالعه بملامح متخضبة بالحمرة فحدجها بنظرة إنتقامية متوعدة



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-09-18, 12:02 AM   #1684

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

***
خرج عمرو من الحمام في عجلة فلم يعد لديه وقتا عليه أن يلحق بإجتماع هام .. فقد جاء منذ دقائق من ليلته التي قضاها في المستشفى مع وائل ليبدل ملابسه ويتحمم سريعا .. لكنه تسمر وهو يرى أروى تنام على الأرض ترفع ساقيها على السرير وتقوم برفع جزعها نحو ساقيها فابتلع ريقه وسألها وهو يرتدي ملابسه " ماذا تفعلين ؟"


ردت وهي تنهت مستمرة في دفع جزعها نحو السرير بنصف استقامة ثم تعود للاستلقاء مجددا " طبيبة العلاج الطبيعي أوصت أن أقوم بتلك التمرين يوميا "



تفحص تفاصيلها بنظرات ذكورية ثم قال " لم أنت لئيمة يا أروى ؟"



رفعت وجهها المتعرق إليه قالت باستنكار " أنا؟؟!! "


رد عليها " أخبرتك أن لدي موعدها هاما وتريني متعجلا .. فأخرج من الحمام لأجدك بملابسك الداخلية تقومين بهذه التمارين "



قهقت ثم قالت "هذا رداء رياضي وليس ملابس داخلية .. كمان أني سأقوم بالتمارين سريعا وسأحتاجك لأن تعيدني للكرسي قبل أن تذهب لعملك لأني أكون خائرة القوى بعدها .. "



رد عليها وهو يزال يتفحصها رغم استمراره في إرتداء ملابسه " أليس ذلك الشورت وتلك القطعة الفوقية ملابس داخلية ؟"



عادت لتمارينها وقد تخضبت بالحمرة وردت " بل رداءً رياضيا "



اقترب منها ونزل إلى جانبها يقول وهو يلتهم تفاصيلها عن قرب ويمد كفه ليستكشف ما تقع عليه عيناه " من منا الآن الذي يتواقح ثم يتحمر خجلا "



تحكمت في ضحكة شقية وقالت " عمرو اتركني أنتهي بسرعة من التمرين قبل أن تذهب .. أمامي دقائق قليلة "



قال بأنفاس ملتهبة " أماذا فعلت .. أنا اساعدك في تمارينك "


أبعدت يديه وقالت موبخة" أنت ترخي أعصابي"


رد بلهجة ذات مغزى " هذا جميل "


ردت بغيظ " ليس جميلا من أين سأستحضر القوة للقيام بالتمارين إذن "


رد ببساطة " أنا سأساعدك .. ( وتأملها قليلا ليضيف ) هل تعلمين أنك تناسبين لأن تكوني موديل لعرض الملابس ذات القطعتين كالذي ترتديه هذا .."


قهقت برقه ثم سألته " ومن الجمهور ؟ "



فرد بعينان مشتعلتان " عرض حصري لعمرو القاضي موثق بعقد زواج"


شاكسته تقول "هذا عقد إحتكاري إذن "


همس أمام شفتيها يقول مؤكدا " إحتكاري واستبدادي .. فمن حكم فيما يملكه فما ظلم "




ومال يطبق على شفتيها .. فقبلته بشوق ثم همست بعد أن أعطاها فرصة للتنفس " انتظرتك أمس أن تتصل بي ثم غلبني النوم "



رد هامس "آسف .. كنت أود الاتصال بك لكني انشغلت بقيام الليل .. بعدها سقطت نائما على الكرسي بجوار وائل منهك القوى "



قالت وهي تتحسس لحيته " لماذا تصر على التواجد معه رغم أنه في غيبوبة ولا يشعر بكم "


رد بهمس " لأن ماجدة تصر على المبيت بجانبه فنقسم أنا وسيد وأمير الليالي فيما بيننا حتى لا تبقى وحدها في رواق المستشفى .. فهو ماذا في غرفة العناية المشددة ولا يسمح بوضع سرير لمبيت مرافق "



سألته بقلق " أمازلت قلقا لهذا تستزيد في العبادة هذه الايام ؟"



أومأ برأسه .. فهمست" نسأل رب العرش العظيم اللطف بنا في قضائه وقدره "


رد بهدوء " ونعم بالله"



سألته "ألم تتأخر على إجتماعك ؟"


تفاجأ بالوقت لينتفض واقفا فقالت بسرعة قبل أن يتركها " أعدني للكرسي"



ضيق عينيه وقال مشاكسا " ألم تنزلي بمفردك إلى الأرض لتتخذي تلك الوضعية المعذبة "


ردت " الأن عضلاتي منهكة"



أنحنى ليحملها ويجلسها على كرسيها ثم قال " اليوم أمير من سيبيت مع وائل .. مارأيك أن نحضر لجلسة تدليك اليوم ( وتفحصها بعينيه وتمتم ) وترتدين هاتين القطعتين الداخليتين "


قهقهت وردت" قلنا ليست قطع داخلية"



غمغم وهو يغادر مسرعا " أيا كان المسمى .. استعدي للجلسة .. السلام عليكم"



حركت كرسيها وراؤه تقول " أنت نسيت أن تحضر لي الدواء الذي طلبته منك أمس على الواتساب .. هل ستستطيع أن تطلبه لي من الصيدلية أم أتصل بهما في الهاتف .. إن دكتور صمويل كبر في السن ويسمع أحيانا أسماء الادوية خطأ ونعذب فتى الصيدلية جيئة وذهابا "



قال وهو يفتح الباب " سأمر عليه الآن وأترك له أسماء الادوية "


قالت " أطلب منه أن يأتي بعد ساعة حتى أكون قد أنتهت من أخذ حمامي "


لكنه أغلق الباب وراؤه مسرعا ..



بعد قليل كانت أروى بالحمام فرن جرس الباب فعجلت لتنتهي وهي تمتم بغيظ " قلت يحضر بعد ساعة "



لكنها لم تسعفها حالتها للإسراع في فتح الباب وكادت أن تنزلق مرتين وحين وصلت للباب كان قد انصرف ..



***


فتحت عفاف الباب تطالع فتى التوصيل بالصيدلية وتقول بعصبية " لمَ تلح بالضغط على الجرس بهذا الشكل ؟ .. مرة واحدة وانتظرني لأفتح"


مد يده لها بكيس أدوية وقالت " ألم أطلب شيئا"


فقال وهو يغادر " لقد طلبوها في الدور الثالث وضغطت على الجرس كثيرا لم يفتح أحد "


فسألته " أين الفاتورة ؟"


رد متعجلا " لم يعطيني الدكتور صمويل أي فاتورة "



قالها واختفى داخل المصعد الذي أغلق أبوابه في الثانية التالية .. فنظرت بداخل الكيس وتمتمت " كل هذه أدوية يدفع ثمنها ابني .. حرام والله .. ما ذنبه المسكين .. ما ذنبه ! "



ألقت بالكيس على الأريكة .. ثمم تحجرت فجأة لتعود إليه وتفتحه وتخرج منه علبة دواء معينة .. لتجحظ عيناها بصدمة وهي تضع كفها على فمها لتكم صرخة كادت أن تفلت منها



***


وجدت أنجيل الصغيرة رسالة على الماسنجر من صديقها مايكل يقول " كيف الحال عندك ؟"



كتبت وهي تمسح دموعها التي سقطت وحدها بمجرد أن سألها عن والدها " لا جديد "



مايكل : ألم يستيقظ والدك بعد .
أنجيل : لا للاسف ..
مايكل : ووالدتك هل مازالت بجانبه ؟


أنجيل : أجل وتمنعنا من الذهاب إليه لكني لن أستطيع الذهاب .. لن استطيع أن أرى أبي حبيبي غائبا عن الوعي .


مايكل : كنت أود أن أقف بجانبك يا أنوش لكنك ترفضين لقائي .



أنجيل : قلت لك مايكل لن استطيع أن أفعلها .. قد ندبر لقاء في النادي بعد أن يستيقظ أبي بإذن الله .. وإياك عن تفعل ما فعلته أمس مجددا وإلا لن أتحدث معك ثانيا .


مايكل : أغضبت مني لأني عرضت أن آتي إليك في البيت لأرى ماذا تحتاجين أنت وأختك!


أنجيل : قلت لك أننا تقريبا مقيمين هذه الأيام عند جدتي ولا نذهب لشقتنا إلا لإحضار بعض الملابس أو ما نحتاجه .


مايكل : كنت أود أن أراك على الحقيقة .


تخضبت بالحمرة وتفحصت صورته الوسيمة على الفيسبوك وكتبت " وأنا أيضا عندي فضول أن أراك على الحقيقة ."


مايكل : ألن ترسلي لي مزيدا من الصور .


أنجيل :يكفي ما ارسلته لك .


مايكل : ألا يوجد عندك صورة برداء قصير أو ملابس البحر .. عندي فضول لأرى جسد حبيبتي..



مايكل : أنا أشتاق لك يا انوش حتى وأنا لم أرى منك سوى صورتك ولا أعرف ماذا سأفعل حين اراك على الحقيقة فأنت رغم صغر سنك جميلة جدا .. لا أعرف حين تكبرين اكثر كيف ستصبحين ..



مايكل : سأذوب من الغيرة تأكدي من الآن ..



مايكل : انوش ..



مايكل : انجيل هل ما زلت معي ؟.



تردت قليلا بينما ازدادت خفقات قلبها الصغير ثم كتبت :
أنجيل : أنا موجودة ؟


مايكل : هل سترسلين لي مزيدا من الصور ؟


أنجيل: لا لن أستطيع .. وإياك أن تطلب مني مرة أخرى صورا غير محتشمة .


مايكل : حبيبتي أنا أعتذر هل أنت غاضبة مني؟



مايكل: أنوش ؟ ..



مايكل : لأني أحبك لا أطيق أن أنتظر ..



مايكل : حسنا أنوش أنا أسف سامحيني لن أطلب منك هذا الطلب مرة أخرى سامحي مايكل حبيبك.



" ماذا تفعلين ؟؟"



قالتها ميري وهي تدخل عليها الغرفة فجأة فأجفلت أنجيل وأغلقت اللابتوب بسرعة وهي تمتم " لا شيء "


ضيقت ميري حاجبيها وسألتها بشك " ما بك لمَ إرتبكت حين دخلت ؟ "


ردت أنجيل ببساطة " لم أرتبك كنت أتحدث مع إحدى صديقات المدرسة "



قالت ميري " أنا ذاهبة للتمرين .. السائق ينتظر بالأسفل .. لا تتركي الجدة أنجيل وحدها"


حضنت أنجيل الصغيرة نفسها وأومأت برأسها قبل أن تنظر ميري للابتوب نظرة سريعة وتغلق باب الغرفة وراءها "





***


فتحت أروى الباب وهي تجر كرسيها للخلف قليلا وشعرت بالمفاجأة حين وجدت أمامها عفاف فتمتمت " أهلا خالتي"



ردت عفاف وهي تتأملها بنظرة غامضة " أهلا"



لم تريحها الملامح الغامضة التي تعلو وجه عفاف فسألتها بإرتباك" حدث شيئ ؟"



ردت عليها باستخفاف " وهل لابد أن يحدث شئ لأدخل شقة إبني !!"





تحرجت أروى وعادت بالكرسي للخلف قليلا وقالت بينما أغلقت عفاف الباب " لا أقصد أهلا وسهلا أنا فقط أطمئن عليك "


مطت عفاف شفتيها بامتعاض ولم ترد .. فبادرت أروى بالسؤال " كيف حالك الأن ؟"


ردت باقتضاب " نحمد الله"


سألتها أروى " وكيف حال سماح ؟ .. عمرو أخبرني أنها منهارة .. أشعر بالأسف عليها .. أخبريها ألا تحزن إنها صغيرة وجميلة .. وسيأتيها من يقدرها بإذن الله "



أطلقت عفاف ضحكة قصيرة ساخرة لم تفهم أروى معناها ثم سألت وهي تتفحص المكان حولها " أين علية ؟"



ردت أروى " مريضة ولم تأتي منذ أمس "


علقت عفاف ساحرة " لهذا الأكواب والأطباق على المنضدة كما هي .. هل يا ترى ستنتظر إبني أن يأتي متعب آخر اليوم ليحملهم وينظف المكان"



جزت أروى على أسنانها وردت وهي تتلتزم بالتحكم في أعصابها " حضرت الإفطار لعمرو لكنه حضر متعجلا .. عموما انا استعمل غسالة الاطباق .. وكنت أقوم ببعض التمارين أولا"



قالت عفاف " لم تكن لتأخذ منك خمس دقائق"



أخذت أروى نفسا عميقا وشمخت بأنفها تقول بهدوء " هذا ما أقرره أنا ؟"



عقدت عفاف حاجبيها وقالت " ماذا تعنين ؟"


ردت ببرود " أعني أني أنا من يقرر في شقتي ماذا أفعل ومتى "



صاحت عفاف بعصبية " إنها شقة إبني أنا ".


ردت أروى ملتزمة بالهدوء " وزوجي .. أي شقتي أنا.. أنا الزوجة صاحبة المكان هنا "


قالت عفاف بغيظ " هل ستتواقحين؟؟"



ردت أروى ببرود متكتفة غير قادرة على السكوت فالأمر زاد عن الحد المحتمل " أنا لست وحقة .. ولا أعرف بالضبط ما مشكلتك معي ؟ .. انا وعمرو متفاهمين والحمد لله وكل منا يبذل بقدر ما يستطيع ليسعد الاخر "


صاحت عفاف بغل " بل إبني من يبذل المجهود ويتعب .. ماذا تفعلين أنت له أخبريني؟ .. بحالتك هذه ماذا تقدمين له؟؟"



شعرت أروى بالغضب فردت " وماذا ينقصني عن باقي الزوجات لا أفهم ؟؟ .. هل قدماي هي ما تنقصني؟ .. هل لو كنت أسير و أتحرك في المنزل سأكون زوجة صالحة في نظرك؟؟؟.. ( وصمتت قليلا تحلل كلامها ثم صاحت بغيظ )
هل الزوجة خادمة ؟؟؟ .. مهنتها الأساسية خادمة؟؟؟ .. هل نحن في عصر الاماء !!!


.. وما المشكلة أني أستعين بفتاة تساعدني .. أنت لديك واحدة .. وأمي تستعين بأم شهد ... فما المشكلة لا أعرف ؟؟؟ .. بل في عائلات من الطبقة المتوسطة في بلدنا من حوالي أربعين عاما كان استجلاب فتاة من الريف لمساعدة ربة البيت في شئونه أمرا عاديا ومنتشرا .. ( إبتلعت ريقها لتكمل ) .. وحتى لو كنت أسير على قدماي .. ما المشكلة أن أستعين بمن يساعدني ؟؟.. إن كانت ظروفنا المادية تسمح فلم لا أدلل نفسي .. فإن كان السبب الذي تزوج من أجله عمرو هو أن يجد من ينظف ويرتب له .. فلم يكن بحاجة للزواج إذن فأنت ما شاء الله تغطين هذا الجانب بجدارة وتهتمين بأدق تفاصيله.."





ردت عفاف متهكمة " تلك الأمور التي تفرق بينك وبين الخادمة يستطيع أن يحصل عليها من أي أنثى .. فكلنا إناث .. بل إن هناك من هن أجمل منك بكثير .."




إنفلتت أعصاب أروى .. فلم تقدر على إبتلاع الإهانة أكثر من ذلك لتصيح بقوة " أنا لا أسمح لك .. لا أسمح لك ابداً أن تختصري علاقتي بعمرو لعلاقة فراش .. أو تختصريني أنا كأروى لوعاء يفرغ فيه شهوته.. ( وسكتت لثانيتين غير قادرة على استيعاب ما تقصده عفاف ثم صاحت فيها ) ما هذا التصور القذر الذي تضعينني فيه!!"



صاحت عفاف بغضب " لا تعلي صوتك أمامي "



ردت عليها أروى بكبرياء وتحدي وبصوت أعلى " بل سأعلي صوتي .. سأعليه .. لست أنا تلك المرأة الخنوعة التي تعتقدينها .. أنا أروى سماحة وأعرف قدري ووضعي جيدا .. ولا يضعفني أو يجعلني أصبر على ما يصدر منك سوى حبي لعمرو .. بل عشقي له .. وقد أقبل أن أتخلى عن كرامتي أمامه ومعه .. لكني لن أقبل هذا من غيره مهما يكون.."





ضربت عفاف كفا بكف تتمتم مستنكرة " أين الباشمهندس المبجل ليري كيف تتواقح زوجته على والدته .. أهذا هو بر الوالدين الذي يتشدق به"





ردت أروى بغيظ " بالمناسبة أنت تتعاملين مع بر الوالدين بتسلط "




لاح الغضب على وجه عفاف لتصيح " ماذا تقولين انت ؟؟؟"


ردت أروى بإصرار " أقولك لك مالا يستطيع أن يقوله لك عمرو حتى لا يحزنك .. أو يصدمك .. أنت تذلينه ببر الوالدين هذا .. تحولينه إلى عبد عندك مستغلة حبه الشديد لك ورغبته في الفوز بالجنة .. تتحكمين في تفاصيل حياته بتدخل عجيب .. وهو لا يريد أن يجرحك ويصبر ويصبر.. ويخبرك مراروتكرارا ألا تقلقي بشأنه ولا تتدخلي في تفاصيل حياته فقد أصبح رجلا ومسئولا عن حياته ..لكنك ستقودينه يوما ما للانفجار .. ووقتها سيرتكب مالا يتحمل ضميره "


صاحت عفاف بتعالي " من أنت لتعرفي إبني أكثر مني؟؟؟"


ردت أروى بحزم فلم يعد هناك فرصة للتراجع " بالمناسبة ليس بالضرورة لأنك أمه أن تعرفيه كما يجب .. أحيانا خوفنا الشديد على من نحب أو عاطفتنا القوية تجاههم يعمينا عن فهم احتياجاتهم بالشكل الصحيح .. ( ثم استطردت لتقول بلهجة ذات مغزى ) أنا أرى أن الله من على عمرو برجاحة العقل بعد أن بذل مجهودا مضنيا ليكون إنسانا متوازنا .. فلولا ذلك لأصبح مدلل أمه بهذه الطريقة التي تتعاملين معه بها .. إبنك ليس صغيرا وليس ساذجا كما توهمين نفسك .. ويملك من رجاحة العقل ما شاء الله ما يجعله فخرا لك ولوالده رحمه الله ولي كزوجة .. أتركيه أن يرعاك هو .. ولا تحملي همه هو يعرف كيف يبصر الأمور .. وثقي أنه ....... "





قاطعتها عفاف صائحة " من أنت لتنصحيني !! .. وماذا رأيت من الحياة !!.. وماذا تعرفين كيف ضحيت من أجله وتعبت من أجله !!"




ردت أروى بكبرياء " أنا زوجته .. وما فعلتيه من أجله تفعله كل النساء لأبنائهن .. ولو فعلت أكثر مما تفعله النساء فذلك بدافع حبك له .. ولم تفعليه لتذليه وتطالبيه بأن يقيم لك تمثالا يتعبد فيه جيئة وذهابا .. ما فعلتيه من أجله وتظنين أنك ضحيت به لن تطلبي عليه أجرا .. وإلا كيف ستحصلين على أجرك في الآخر عما بذلتيه من أجل أولادك وأنت تطالبين به في الدنيا؟!! .. أتضحين من أجله .. ثم تحولي حياته إلى جحيم إن لم يقم لك تمثالا !! "


ظهر جنون الغضب على وجه عفاف لتصيح " ما عمرك أنت لتعلميني الحياة ؟"


صاحت أروى تقارعها " عمري لا يفرق فهناك شباب صغار يتحملون ظروفا أكثر من أعمارهم بأضعاف والعكس صحيح .. فالعمر ليس بالضرورة يعبر عن رجاحة العقل و... "



قاطعتها عفاف بذهول تصيح " رجاحة العقل ؟؟؟!!!... تقصدين أنتي مجنونة؟!!! .. أتشتمينني يا ابنة إلهام؟!!"





صرخت أروى وقد فقدت قدرتها على التماسك " نعم أنا إبنة إلهام .. ما بها إلهام؟؟!!! .. أنا يشرفني أن أكون إبنة إلهام وإبراهيم سماحة "


رن جرس الباب مصاحبا لطرقات بشكل ملح ... فتحركت عفاف بسرعة لتفتح .. لكن قبل أن تصل للباب فُتح بالمفتاح .. لتفاجأ أروى بعمرو وأمها وأبيها يدخلون وعلامات الفزع على وجوههم





قبل دقيقتين :





ضرب عمرو على زر المصعد بعصبية وكأن زيادة الضغط عليه سيسرع في نزوله بشكل أسرع .. وهو يتذكر مكالمة الحاج سماحة له منذ أقل من ساعة يسأله عن سبب طلب والدته أن يحضر الحاج بشكل عاجل إلى شقة عمرو .. فتفاجأ عمرو بهذا وحاول الاتصال بأروى وبوالدته فلم يجد مجيبا مما إضطره لترك اجتماعه المهم والعودة للبيت بسرعة مرعوبا أن يكون مكروها قد أصاب أروى .




بمجرد أن خرج من المصعد أمام شقته فوجئ بما لم يقدر على استيعابه للوهلة الأولى .. فالحاج وإلهام على باب الشقة يضغطون على الجرس بإلحاح .. بينما صوت أروى تصرخ بهستيريا يتدفق منها كلمات لم يستوعب معظمها في رحلته الطويلة جدا من باب المصعد لباب شقته رغم أنها لم تأخذ أكثر من ثلاث ثوان ليفتح الباب بمفتاحه ويدخل مبهوتاً ليجد أروى وأمه يقفان أمام بعضهما بتحدي واضح .





قال عمرو بصوت مبحوح " ماذا حدث ؟ لما صوتك يعلو بهذا الشكل يا أروى ؟؟"


اندفعت عفاف تقول بعصبية " هذه هي زوجتك المصونة التي تزوجتها لترفع صوتها على أمك وتتواقح عليها "


صرخت إلهام بعصبية ممثالة " إبنتي ليست وقحة فاحترمي نفسك يا عفاف أنا صامتة وأبتلع سخافاتك بمزاجي "


نظر عمرو لأروى ليفهم الأمر فوجدها تنظر إليه بنظرة تحدي والغضب يشتعل في عينيها .. بينما تدخل الحاج يقول بلهجة غاضبة لعفاف " لا يصح هذا الكلام يا أم عمرو نحن في بيتكم "


صرخت عفاف بانفعال " هذا تقوله لإبنتك فهي لم تتعلم الأصول جيدا على ما يبدو"



صرخت إلهام تشير بإصبعها في وجه عفاف " أنا ابنتي تعرف الأصول يا عفاف وأنت ... "



"كفى !!! .. كفى !! " ( صرخ عمرو بصرامة .. ثم استدرك ليحل الموقف دون خسائر فتصنع الهدوء ليقول ) فلنقف عند هذا الحد وإلا سنقول ما لن ينسى بسهولة .. صلوا على رسول الله ."


توجه لوالدته ليسألها بحزم" لمَ طلبتي من الحاج والحاجة للحضور دون علمي يا أمي ؟"


نظرت إليه بغيظ مكتبوت وقالت " ليعرفا ماذا تفعل بنت الأصول من ورائك .. ولا أستبعد أن تكون أمها تعلم بكل شيء وتخطط معها "


صرخت إلهام مهددة " احفظي لسانك يا عفاف.. فوالله الذي لا إله إلا هو .. أنا أمسك لساني عنك كرامة للشيخ .. ولهذا الشاب الذي هو خسارة فيك"



تدخل الحاج بصرامة " كفى يا إلهام أمسكي أعصابك ولا تزيدي الأمر تعقيدا"



قال عمرو بعدم صبر " ماذا هناك يا أمي أخبريني من فضلك إن الأمر يزداد سوءً "



أخرجت عفاف من جيبها علبة الدواء ولم تستطع أن تخفي علامات الانتصار على وجهها وهي تقول "ابنتكم تتعاطى حبوب منع الحمل دون علم إبني .. ( تتبادل عمرو وأروى النظرات الذاهلة المصدومة بينما أكملت عفاف ) تحرمني وتحرم إبني من الإنجاب وتوهمه أنها تحاول وهي تمنعه من الفرح ".





ضربت إلهام على صدرها ونظرت لإروى فأكملت عفاف بانتصار وهي تخرج من جيبها الورقة المكتوب فيها أسماء الأدوية بخط اليد وأضافت " فتى الصيدلية لم يجد ردا على الباب .. فصعد ليعطيني الأدوية لأفاجأ بحبوب منع الحمل من بينها.. وقبل أن يدعي أحد أنها جاءت بالخطأ فهاهي الورقة المكتوب بها الادوية المطلوبة ومن بينها إسم حبوب منع الحمل"





صرخ عمرو مقاطعاً " كفى يا أمي.. كفى .. لماذا لم تتحدثي معي أولا؟.. بدلا من هذه الفضائح ( ثم أكمل بغضب لم يستطع التحكم فيه ) كيف تتواصلين معهم وتطلبين منهم الحضور دون علمي وفي عدم حضوري ؟!"




حدقت فيه عفاف بذهول ثم صاحب بغضب " هل هذا ردك على ما حدث؟؟ تركت ما فعلت هي وتحاسبني ؟؟"




رد عمرو بصرامة " نعم يا أمي أحاسبك أولا على تخطيني .. على التدخل في أمر يخصني دون الرجوع إلى"




رفعت إليها ناظريها تصيح بغضب واستنكار " كيف تتكلم معي بهذه الطريقة؟؟؟"





شعر عمرو بانفلات أعصابه بفعل المفاجئة فحاول أن يهدئ من نفسه قبل أن ينزلق نحو الخطأ .. فأشار لوالدتك بالصمت بحزم ثم استدار لحمويه يقول بصوت يحاول أن يسيطر فيه على إنفعالاته " أنا أعتذر جدا .. ولا أعرف ماذا أقول لكما على حضوركما بهذا الشكل .. أنا كلي خجل منكما.. الأمر بين أمي وزوجتي سأحله أنا بإذن الله .. تفضلا إجلسا وسأضيفكما حالا "


صرخت عفاف بعصبية " هل هذا ما قدرت عليه؟؟؟ .. بعد أن علمت أنها تصرخ في وجهي وتتواقح علي .. بل وتتعاطى حبوب منع الحمل من ورائنا "




إستدار إليها يقبض على كفيه بعنف في محاولة أخيرة للسيطرة وقال بصوت حاول أن يكون هادئا " صلي على النبي يا أمي ودعينا نلملم هذا الموقف السخيف الذي وضعتيني فيه وسأشرح لك كل شيء .. وسأفهم منكما ماذا حدث "




لاحت علامات الصدمة وعدم الإستيعاب على وجه عفاف وقالت بحسرة " كنت أعتقدك رجلا ستنصف أمك وتكون حازما مع زوجتك .. لا أن تكون مرتبكا أمامهما بهذا الشكل"


هدر الحاج يقول " أنت تصرين على خراب البيت يا أم عمرو .. والذي يحدث الآن لا أقبله ولن أسكت عليه "





بينما ضرب عمرو على منضدة السفرة أمامها " لم أنت مصرة على تصغيري أمامهم لا أفهم ؟؟؟ ..( وضرب مجددا بشكل جنوني خلع قلب أروى عليه وأدركت أنه قد وصل لمرحلة الغضب الأعمى الذي لن يدرك فيه ماذا يفعل بينما أكمل عمرو وهو يضرب على مضندة السفرة ) أتصلت بالناس دون الرجوع إلى .. أهنتيهم في بيتي وأمامي .. وكل هذا من أجل ماذا من أجل موضوع الحمل؟؟ .. أنا وهي متفقان على ذلك وهي لا تفعل شيئا دون استشارتي .. ولو ركزت قليلا لعلمت أن الورقة التي بيدك هذه بخطي أنا .. هل نسيت خط يد أبنك؟؟؟ .. ثم كيف ستعطيهم أروى ورقة بخط يدها ؟؟.. هل ذهبت إليهم بنفسها فآخرها طلب الدواء عبر الهاتف وليس بورقة مكتوبة !! "




أشفق الحاج سماحة على موقف عمرو فحاول التدخل فقال بهدوء " صلي على النبي يا عمرو وإهدأ قليلا .. نحن لسنا أغرابا "





فرك عمرو في جبينه يحاول الحصول على بعض الهواء فخلع قلب أروى عليه بينما عفاف متسمرة تحدق فيه بصدمة وعمرو يخلع رابطة عنقه و يفتح ياقة قميصه طالبا المزيد من الهواء ثم اتبعها بخلع سترته والإطاحه بها على الكرسي بعصبية وهو يتمتم " عليه أفضل الصلاة والسلام تفضل يا عماه .. تفضلي يا خالتي لم انتما واقفين ؟"



تكلمت عفاف فجأة فجمدت المشهد وتوقفت كل المساعي لتخطي الأمر حين قالت بصدمة " ماذا يعني كلامك ؟ .. هل كذبت علي ؟.. كذبت على أمك؟؟؟"





استدار إليها عمرو يرد " أنا لم أكذب عليك يا أمي أنا فقط أخبرتك نصف الحقيقة .. وأخفيت النصف الآخر .. وتعمدت عدم اخبارك به لأن هذا القرار يخصني أنا وزوجتي .. ولم أريد أن أحبطك فيما تتمنين "





قالت باصرار " أنت كذبت علي .. لم تفعلها مطلقا يا عمرو "


عاد عمرو للغضب يقول " ما المشكلة أني أخطأت أعتبريها أني كذبت .. أنا لست ملاكا يا أمي "




تمتمت عفاف بحسرة " هل سيطرت عليك للدرجة التي علمتك الكذب فيها على أمك ؟؟؟ ومن أجلها تقف تهدر بصوتك في وجهي وتواقح وتستعرض رجولتك أمامهم على أمك !!"




تمت الحاج ضاربا كفا بكف يطحن على ضروسه بعصبية " لا حول ولا قوة إلا بالله "


بينما اشتغل الغضب الأعمى مرة أخرى يحرق أعصاب عمرو فهدر بعنف وعاد ضرب على المائدة " بل أنت المصرة على أن تطعنيني في رجولتي ( يضرب على المائدة ) أنت مصرة يا أمي .. أنت مصرة "




تدفقت الدموع من عيني عفاف وصاحت مذهولة "أنت لم تعد إبني الذي أعرفه أنت .. أنت.... أنت"





احتقن وجهها وجحظت عيناها حتى خرجت من محجريها فتوقف قلب عمرو عن الخفقان ومد يده إليها بحركة لا شعورية قبل حتى أن يستوعب ماذا يحدث .. فشهقت عفاف شهقات متتابعة تتوسل الاكسجين وقد أمسكت صدرها .. لتصرخ إلهام وتجري عليها بينما سقطت عفاف قبل أن يدركها عمرو وهو يصرخ برعب "أمي .. أمي ما بك ؟؟؟؟؟؟"


شرقت وغربت عينا عفاف وهي تمسك بصدرها بقوة قبل أن تفقد الوعي تماما ..



ليصرخ عمرو بالتياع " أمييييييي .. أم عمرو ... ردي علي .. أمييييي "





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-09-18, 12:03 AM   #1685

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3



دخل آدم لغرفة أبا فراس يجري عليه بفرح ويقول " جدي عبد الله أنظر لهذا الحصان الخشبي الجميل "



نظر عبد الله بإعجاب حقيقي للحصان المصنوع من الخشب في يد الصبي .. بينما ظهر أحمد على باب الغرفة يلقي السلام ثم حدج بانة الملتصقة بأبيها كالعادة بنظرة غيظ .. ردتها إليه بنظرة شقية .



قال أبا فراس " الجميع بانتظارك للغداء يا أحمد "



فتمتم أحمد " سأتحمم بسرعة وابدل ملابسي وألحقكما .. ثم أعود للموقع مرة أخرى "


سألته بانة مندفعة " هل ستسهر الليلة في الموقع مجددا ؟"


حدجها بنفس النظرة المتوعدة ثم رد " علينا أن نكثف العمل لننتهي منه سريعا ... كما أني لن أجد ما أفعله قررت البقاء بعد الغداء "



تكلم آدم الجالس على سرير أبا فراس " جدي .. هل أخبرك بسر ؟ .. إن الخالة بانة تعرضت لضيق تنفس لكن العم سماحة نفخ في فمها فأنقذها"



جحظت عينا أحمد الذي كان يتبادل النظرات مع بانة ولم يدرك ما يتفوه به الصبي إلا متأخرا فنظر لعيني أبا فراس المتسعتين اللتان يحركهما باستنكار بينه وبين بانة .. فتنحنح أحمد يتمتم وقد تصبب بالعرق " سأذهب لأتحمم " واختفى من على باب الغرفة بسرعة .. بينما تأتأت بانة تقول بارتباك " وأنا سأساعدهم في إعداد الطعام" وأسرعت مهرولة بسرعة وقد اشتعلت النار في وجنتيها.





تحكم عبد الله في ابتسامة ملحة بينما تكلم آجم بهمس "لكن هذا سر يا جدي لا تقل لأحد "



نظر إليه أبا فراس بنظرة موبخة " ما دام سرا لمَ أخبرتني الآن ؟!"



إحمر وجه آدم بحرج ووضع كفه على فمه يكتم ضحكة متسلية وتمتم " آسف "


فقال أبا فراس بحزم رقيق " الرجل لا يفشي الأسرار التي أؤتمن عليها .. أليس كذلك "


أومأ آدم برأسه بابتسامة خجلة فقبله أبا فراس على جينه ثم قال " هيا إذهب لتغتسل ولتستعد للغداء"


فجرى آدم يتركه بينما أمسك أبا فراس بالحصان الخشي يتفحصه من جديد بإعجاب .


***



هل أخطأ ؟..
هل انفعل ؟..


أكان عليه أن يمسك أعاصبه أكثر ويتحمل الموقف المهين الذي وضعته والدته فيه ؟..


بالطبع كان عليه أن يتحكم بأعصابه أكثر ..


أمه أخطأت لا جدال في ذلك ..



أحرجته .. بل كسرته وطعنته في رجولته .. وقصرت قامته أمام أهل زوجته لكن كان عليه أن يكون أكثر حكمة في التعامل مع الأمر .. لا يعرف كيف لكن كان لزاما عليه ذلك ..
هو السبب ..
هو من سبب لها ذلك .. بعدم حكمته.. بعدم تحكمه في اعصابه ..
أخذ يستغفر كثيرا .. ويدعو الله كثيرا .. ويلوم نفسه كثيرا.. وهو يجلس على الأريكة يفرك رأسه بكفيه حتى كاد أن يقتلع شعره وهو يتنظر الطبيب ليخرج ..


أخذ يدعو الله أن تكون العواقب سلمية .. لن يسامح نفسه إذا ما حدث لأمه مكروه لن يسامح نفسه أبدا ..


بعد قليل انتفض واقفا حين وجد الطيب يخرج من غرفة الطوارئ .. لم يستطع حتى أن ينطق أو يسأل فبادر الحاج سماحة يسأل الطبيب بهدوء وقد استشعر حالة عمرو " طمئننا على الحاجة يا دكتور "


تكلم " الطبيب الحاجة أصيبت بجلطة في القلب "


تمتم عمرو وقد شعر أن قلبه تعتصره قبضة جليدية " جلطة !!"



رد الطبيب " نعم .. وقمنا بالاسعافات الأولية وحددنا حجم الجلطة وهي بسيطة الحمد لله .. نخضعها للمتابعة حاليا حتى نتمكن من إذابة الجلطة .. لهذا سنستضيفها لعدة أيام ونتابع حالتها .. أهم شيء عدم إرهاقها بالحديث أو الضغط عليها نفسيا وإن شاء الله ستكون بخير "


تمتم عمرو ببعض الراحة " الحمد لله .. الحمد لله .. هل استطيع أن أراها؟"



رد الطبيب " بالطبع لكن أرجو عدم إرهاقها كما قلت "


تحرك الطبيب مغادرا بينما ربت الحاج على كتف عمرو بهدوء يداري استياؤه مما حدث برمته وتمنى لها الشفاء ..
دخل عمرو عليها يتأمل جسدها الممدد على السرير وقلبه ينزف ألما على هيئتها وهي مغمضة العينينن تتنفس عبر قناع الاكسجين ..فالتقط يدها ولثمها بندم يهمس " سامحيني يا أمي .. سامحيني يا غالية .."


فتحت جفنيها بصعوبة ثم اعادت لإغلاقهما بإعياء واكتفت بأن ضغطت على يده التي بين يديها بضعف شديد .




أما في الخارج فكان الحاج سماحة يخرج المستشفى رافعا هاتفه على أذنه يقول بصوت مهموم ثقيل" سيد تعالى إلى المستشفى المركزي والدة عمرو مريضة "


ثم أنهى المكالمة ليتبعها باخرى " إلهام .. لا تقلقي هي بخير .. حدثت لها جلطة بالقلب وقاموا بإسعافها وأن شاء الله ستكون بخير .. اسمعيني يا إلهام وكفى ولولة .. إجمعي ملابس أروى وسأمر عليكما بعد قليل .. ( ثم هدر فجأة بقوة جعلت المارين بالشارع يتطلعون فيه ) اسمعي ما أقوله فورا .. سأمر بعد ساعة ولا أريد أي أعتراض ".


ثم أغلق الخط ليدخل سيارته ويصفع الباب بغضب .




***


بعد ثلاثة أيام :


إقامة الأعراس وسط الحطام أمراً يوحي بالصمود .. ويعزز الاحساس بالأمل في النفوس ..



يحمل رسائل ضمنية بعنون " صامدون " ..ترفع من قيمة واحترام الإنسان الذي يقللها المتسببون في الدمار ..



والحفل الذي أقيم بدار الخوازن كان بهذه النكهة..نكهة صامدون وسنعيد بناءها من جديد



تأمل أحمد التجمعات الكبيرة التي لم يتخيل أن تستوعبها ساحة دار الخوازن رغم اتساعها .. وتأمل الانوار المضيئة المعلقة تزين اسوار الساحة كأفرع زينة تتدلي من الأسوار التي تحيط بالدار والمنطقة التابعة لدار الخوازن في الساحة الخلفية .. حتى عواميد الكهرباء كانت مزينة بالأنوار الصغيرة المضئية كنجوم متلألئة .



وقد جهز الخوازن الولائم لأهل البلدة.. يعرفونهم على صهرهم الآتي من بلد أخرى .. والذي شرفهم بتطوعه لتنفيذ الأعمال الخشبية لمجمع الأديان مشيرين بانبهار للشبابيك التي تم تركيبها بالفعل للمجمع المصممة بشغل الأرابيسك المتقن بديع الصنع .. ووقف أكابر الخوازن وقد حضر بعضهم من المدن الأخرى إلى هذه العزيمة .. وقفوا في استقبال الضيوف والترحيب بهم وقد شاركهم أحمد الترحيب بالضيوف .


بينما بانة الجالسة في الناحية المخصصة للنساء تتأمل تفاصيله ووسامته ورقيه في التعامل .. ولم يخف عليها المهجود الذي يقوم به لإعطاء انطباع جيد رغم ما تستشعره من الإرهاق البادي عليه فهو ليس ذلك الشخص الاجتماعي أبدا وانما تقتصر تعاملاته على علاقات العمل فقط دون غيرها حيث تشعره التجمعات الكبيرة بالانزعاج ..



راقبت والدها المستلقي على أريكة في الساحة بهيئة أوجعت قلبها .. أن يستقبل ضيوفه مستلقي بهذا الشكل .. لكنها عادت ونهرت نفسها أن تكون جشعة .. ألا يكفي أنها عثرت على والدها حي واطمئنت عليه؟! .



لم تتحدث مع أحمد طوال العزيمة كان مشغولا تماما مع الرجال .. لكنها كانت فخورة به .. وسعيدة .. سعيدة جدا .. رغم كل شيء انتصرت الفرحة بداخلها على الأحزان والذكريات السيئة حتى ولو كان انتصارا لحظيا مؤقتا .





وتخضبت بالحمرة وهي تتذكر أنها قضيت اليومين الماضيين تنقل بعض حاجياتها لذلك البيت الصغير الذي استأجره أحمد ..



فقد تفاجأ به الجميع يصر على استئجار مكانا مستقل يعيشون فيه الأيام المتبقية لهم هنا ..


المتبقية لهم ؟؟!!! ..


كلما فكرت في تلك الخاطرة وأنها ستضطر العودة مع أحمد ينخلع قلبها .. لكنها نفضت تلك الخاطرة حتى لا تفسد عليها الفرحة ..



عادت بأفكارها لذلك البيت الصغير الذي يبعد بضع أمتار فقط من دار وأراضي الخوازن .. وهو عبارة عن بيت ضيق صغير من طابقين عبارة عن صالة ومطبخ وحمام بالدور الأرضي وسلم داخلي خشبي لغرفة نوم وحيدة واسعة ملحقة بحمام صغير بالدور العلوي .. وحوله أرض فضاء ..





البيت أحبته .. فبرغم صغر مساحته لكنه كان دافئا .. كما أن منظره فريدا وهو يقع وسط أرض فضاء واسعة تعطي له تفردا وتميزا كعلاقتهما تماما ..



انتهت السهرة في وقت متأخر وودع أحمد آخر الضيوف ليتنفس الصعداء بعد كل هذا القدر من المجاملات التي لا تتحملها أعصابه رغم شعوره بالدفء وسط أهل بلدة بانة الطيبين .. وأدرك أمرا لم يفكر فيه من قبل .. أن البشر هم البشر مهما اختلفت عاداتهم ولهجاتهم ولغاتهم ..



تحرك منهكا مع شاكر و حميد .. وصقر الممتعض دائما الصموت إلى الأبد .. الذي يبادله النظرات النارية .. فكل منهما لا يميل الآخر .. وذهب لغرفة أبا فراس ليحييه ثم يأخذ بانة .. لكنه حين أقترب تسمر بجوار الباب المفتوح يسمح نشيجها العالي كطفلة ملتصقة بأبيها في أول يوم لها في الروضة وترفض الذهاب ..





سمعها تمتم " أنا أحبك يا أبي ولم أشبع منك بعد .. وقلبي يؤلمني على وضعك الصحي ولا أعرف كيف سأتركك وأسافر مع أحمد .. لكنه يستحق مني أن أتركه ليذهب وحده يكفي ما فعله من أجلي .. "




لم يستطيع تحمل سماع المزيد من لوعتها وانقسامها .. فتراجع محبطا لساحة البيت مجددا .. وفكر أن يتركها الليلة مع أبيها ويذهب للبيت الجديد .. لكنه وجده تصرفا غير لائق فجلس في ساحة البيت ينتظرها وهو يتمتم " أحضرتك لتعثري على أهلك ولما عثرتِ عليهم بات الأمر أكثر تعقيدا من ذي قبل يا بانة .. ولا أعلم هل علي أن أفرح أم أحزن "



بعد قليل اقتربت منه .. فتتطلع إلى وجهها المنتفخ من أثر البكاء فتلطخت زينته وهمس في سره بإحباط" ألهذا الدرجة تعانين يا قلب أحمد .. ليتني أستطيع أخبرك بما أنوي فعله حتى يرتاح قلبك بأني لن أجبرك على مغادرة هذه الأرض ولن أضعك في موضع أختيار .. لكني لا أريد شفقتك إذا ما رأيت أنهياري وأنا راحل .. دعينا نمضي الثلاث أسابيع القادمة التي هي أقصى ما وعدت به أبي بالغياب .. وأنا أذوب فيك .. و تذوبين في .. فيتخذ كل منا الآخر وطنا خارج تصنيف الجغرافيا والتاريخ "


استقام وقال لها بخفوت " إذا أردتِ البقاء الليلة لا بأس معي "


ضيقت حاجبيها وسألته بشك " حقا ؟! أستطيع البقاء بجانب والدي الليلة أيضا ؟"



حرك كفتيه يدعي عدم الإهتمام رغم الرغبة التي تلح عليه لضرب رأسه في الحائط وقال" بالتأكيد يمكنك العودة للداخل .. كنت سأذهب وحدي حين تأخرت لكني انتظرتك لتخرجي إلى لأخبرك ".



مطت شفتيها وقالت بتسلي " شكرا أحمد أنك ستعطيني الفرصة لأبيت وقتا أطول بجوار والدي"



تلفت حوله يبحث عن اللاشئ ويخبئ رغبته في خنقها ودفنها في النقطة التي تقف فوقها ثم تمتم وهو يتحرك مغادرا " تصبحين على خير "


وقفت تكتم ضحكتها وتشاهد قوامه العضلي ومشيته الطاووسية واضعا يديه في جيب بنطاله .. لا تصدق حتى الآن وكأنها في حلم .. الكونت سماحة في بلدها .. في بلدتها يتوجه الآن لبيت صغير يخصهما ! .



هرولت وراءه .. وحين وصلت إليه تأبطت ذراعه تطالعه بابتسامة شقية .. فتحولت نبضات قلبه بعد أن كانت تموت بسبب الإحباط والغيظ لخفقان راقص مجنون .. لكنه تحكم في ملامحه ليبدو عاديا .. لا يرغب في أن يصيح بانتصار مثلا .. أو أن يقفز ويهلل كالأطفال .. وتحرك معها بهدوء وهي تتعلق بذراعه بشقاوة متجاوزين عمها صقر الذي كان يجلس بعيده خارج ساحة البيت يدخن ويحدق في اللا مكان .. فتبادلت معه بانة التحية فلاحت على وجهه إبتسامة خافته لا تظهر إلا لها .. ليعود وجهه للتجهم مجددا ويتبادل مع أحمد نظرات تحدي ممزوجة ببعض الامتعاض ..




فسألها أحمد بفضول " لم يجلس دائما وحيدا .. وهل كان بهذه العدائية طوال عمره "


ردت بانه وهما يبتعدان عن صقر "أنا لا أعرف عنه الكثير فكما قلت لك عشت بالعاصمة مع أبي.. وهو وعمي شاكر وعمي حميد كانوا يمعلون بتجارة البن كل ما علمته من النسوة مؤخرا أن زوجته وأطفاله الثلاثة قد استشهدوا بالمذبحة "


تفاجأ أحمد وجحظت عيناه فحانت من إلتفاتة سريعة لصقر الذي عاد لشروده وقال لها " هل كان لديه زوجة وأولاد ؟؟؟"


رددت بانة مؤكدة " أنا أذكر أني حضرت حفل زفافه .. كنت صغيرة السن وهو أيضا تزوج صغير أعتقد على سن العشرين من فتاة كانت تربطه بها قصة حب كبيرة .. ( ثم تنهدت وأخرجت نفسا متألما من صدرها وقالت ) حين سمعت بالفاجعة التي ألمت به اشفقة عليه كثيرا"



شعر أحمد بالشفقة عليه وآلمه قلبه.. لقد أضحى يتعثر في قصة مأسوية كلما تحرك خطوة في هذا البلد .. فياليت الأمر يقف عند حد الدمار والحياة التي ستبدأ مجددا من المربع صفر فيعاد الترميم والبناء .. لكن النفوس التي دمرتها الحرب .. والقلوب التي وشمها الألم كيف سيعاد ترميمها ؟!.


أيقن أن هذه الزيارة قد أضافت له الكثير .. إن كان قد نضج في أخر عامين وتغير .. فإن ما شاهده خلال أسبوع واحد فقط في هذا البلد يجعله يشعر أنه كان مدللا مرفها كعذراء في بيت أبيها..



وأدرك جيدا لم وبخته بانة يوما ما لأنه حين فشل في تحقيق حلم صغير مراهق أوقف حياته كلها بسببه.. والناس هنا رأوا صنوفا من الآلام والفقد والأوجاع ومع هذا تستمر حياتهم ولا تتوقف .






بعد قليل كان يقف في شرفة الغرفة العلوية يتطلع لليل الأسود مترامي الأطراف أمامه الذي يبعث في النفس رجفة ينتظر خروجها الذي طال في الحمام ..



يتهم نفسه بالجبن لما يشعر به من خوف حين تحين لحظة المغادرة ..



يعيد حساباته للمرة المليون ويصل لنفس النتيحة الحتمية .. عليه المغادرة بدونها .. عليه إعفائها من مذبحة أخرى ستتعرض لها بطلبه منها أختيار البقاء أو العودة معه ..
ولن يتحمل أن يعلم أنها فضلت التخلي عنه.. ولن يتحمل أن يجبرها بسيف الحياء والمسئولية تجاهه كزوجة أن تعود معه وتترك والدها طريح الفراش سيخضع لعملية معقدة بعد أسابيع وتترك الأرض التي ردت إليها روحها بمجرد أن خطتها بقدميها ..


عليه أن يكون أقوى من ذلك ..



أن يضع مصلحتها أمام عينيه .. ومصلحتها هي أن تكون هنا مع أبيها .. فليضحي من أجل سعادتها ..
قد تتألم لفراقه .. لكن لن يكون حالها أبد كحالها إذا ما غادرت معه .. يعلم جيدا أنها ستغادر معه كجثة هامدة ..
أيجعلها تمر بتجربة الإجبار على ترك الوطن مرة أخرى؟؟؟
أبدا لن يكون .. حتى لو أضطره لإخراج قلبه من صدر وتمزيقه إربا..



شعر بالقلق لتأخرها في الحمام فطرق على الباب ينادي عليها فردت ... ليسألها إن كانت بخير فلم ترد .. هم بفتح الباب لكنها سبقته وأطلت برأسها فقط في وضع مائل.. فأمال رأسه هو الآخر ينظر إليها ويقول" هل ستنامين في الحمام؟؟؟ "





ازداد إحمرار وجهها فأطلق ضحكة عالية .. تلك الضحكة التي تحطم أسوارها فضيقت عيناها ليقول من بين ضحكاته الوسيمة " لا أصدق !. أنك تعيشين دور العروس العذراء"
حدجته بنظرة مغتاظة فأكمل وقد هدأت ضحكاته وقال وهو يتأمل شعرها العسلي الذي يميل على جانب واحد مسترسلا بنعومة بينما هي مازالت لا تخرج إلا رأسها " لا أعرف إن كان علي أن أفرح لأني عريس جديد أم أشعر بالإهانة لأنك تعتبرين نفسك عذراء بعد كل الأوقات التي جمعتنا سويا من قبل "





مد يده لها فتطلعت لكفه الممدود قليلا ثم أخرجت ذراعها من خلف الجدار لتعطيه يدها.. فسحبها برفق إليه لتخرج من خلف الحائط وترسمها عيناه ..





تكورت شفتاه في إعجاب للروب الذي ترتديه باللون الحليبي كبشرتها من الدانتيل طويل جدا وكثير التموجات الطولية التي تتدلي بنعومة على قدها الممشوق المائل للإمتلاء .. وشريط من الساتان بنفس اللون مربوط عند أسفل نهديها مباشرة بقعدة حازمة تبزر جمال وامتلاء نصفها العلوي .. بفتحة واسعة من عند الكتفين وأكمام طويل من الدانيل المفرغ على شكل ورود ررقيقة تبرز جمال بشرتها عبر الفراغات ..
حين استطاع النطق سألها بفضول " من أين أتيت بهذا القميص فلا توجد محلات قريبة لشراء مثل هذه الملابس ؟؟؟".



تحدثت ببعض الخجل " عمتي شكران أهدتني القماش .. إنها من ضمن الحاجيات التي استطاعت إنقاذها وأخذها معها للمخيم .. ( طالع تورد وجنتيها الذي بدأ يستفز ذكوريته بينما أكملت بانة بحماس ) يقولون أنها الوحيدة التي كانت تحمل حقيبة كبيرة وثقيلة .. وكان زوجها يجرها معها مرغما رغم ثقلها .. وفشلت وقتها كل المحاولات معها لتخفيف من وزن الحقيبة لطول الرحلة لكنها رفضت .. وبعد ذلك اكتشفوا أن معظم ما بالحقيبة كان أشياء قديمة تحتفظ بها وتسميها "عطايا الأجداد" ( وأغرورقت عيناها بالدموع فجأة وأكملت بصوت متأثر ) حين فتحت أمامي الحقيبة يا أحمد التي كانت تدللها وتحافظ على ما بداخلها كأنها تحمل فيها الكنوز النفيسة .. وجدت الحقيبة مملوءة بنفحات من الماضي .. ولاعة جدي ..فنجان خزفي صغير كان لجدة جدتي .. وريقات صغيرة لرسومات إبن عمي سهيل وهو بالروضة ويبدو فيها أسمه قد خُط بأنامله الصغيرة بشكل متعرج مثير للضحك إذا رأيتها في حياته .. ومثير للبكاء حين تراه الآن .. وأشياء أخرى كثيرة سرقت أنفاسي حقا .. وأخرجت عمتي ثوب من قماش هذا القميص وأخبرتني أنه يخص جدتها .. تخيل.. قطعة قماش الدانتيل هذه .. تنتظرني كل هذه السنوات.. وتسافر عبر الحدود وتعود .. وأسافر أنا وأعود .. لنلتقي هنا في هذا المكان.. لأرتديها من أجلك !! "


انهمرت دموعها فأخذها أحمد بين أحضانه يهدهدها ويمسد على شعرها وقد تأثر هو الأخر وأنعقد لسانه .. ثم تكلم بعد قليل يسألها بفضول "ومن قام بتفصيله ؟"




تتطلعت إليه وإبهامه يمسح دموعها وردت " إحدى زوجات أعمامي بارعة في التفصيل .. وقد قامت بتخييطه على يدها من أوله لآخره لعدم توافر ماكينة آلية "



ابتعد قليلا يطالع الرداء بإعجاب ثم قال " مبهر جدا وكأنه مصنوع في إحدى دور الأزياء العالمية"



مسحت بقايا دموع وتمتمت" لقد أحببته فعلا وتأثرت به جدا "
تحرك يبحث بداخل الدولاب وهو يسأل" أين هاتفي؟"


فسألته متعجبة" لماذا .. "



أخرج الهاتف المركون في الدولاب لعدم وجود شبكة تغطية وفتح الكاميرا وأخذ لها أكثر من صورة فسألته مندهشة " أحمد أخشى أن يقع الهاتف في يد أحد "


لكنه رد بثقة " لا تقلقي بمجرد أن يلتقط شبكة انترنت سأرفع الصور على حسابي السري عبر الانترنت ثم أمسحها .. "


ثم شغل إحدى الأغاني من الهاتف وتقدم نحوها وسحب الشريط المعقود حول جزعها فطالعته بخجل .. ليتمتم بهدوء" أريد أن أرى ما تحت الروب الرائع هذا .. "




سقط الروب بمجرد أن سحب الشريط ليقع بنعومة من علي كتفيها.. فأبعده أحمد ليستكشف ذلك القميص الذي يشبه الروب كثيرا .. لكنه بحمالات رفيعه وفتحه صدر مستديرة واسعة مكشكشة بكشكشات طولية حول مقدمة جزعها .. فبدت حليبية اللون عسلية الشعر برداء طويل ناعم أملس يلامس الأرض كلوحة رومانية قديمة من الحليب والعسل مبهرة الجمال ..


وقفت أمامه ببعض الاضطراب والخجل تفرك يديها .. فاقترب منها وأخذها بين ذراعيه بنعومة يتمايل معها راقصا على أنغام الأغنية.. وهمس بأنفاس ساخنة ألهبت رقبتها " إسمعي هذه الاغنية .. أنا أحملها على هاتفي منذ أول يوم تزوجتك فيه هي وأغنية أخرى .. هذه الأغنية وعدت نفسي أن أهديها لك لتعبر عن مشاعري تجاهك يوم أن توافقين على إتمام الزواج بكامل إرادتك الحرة .. من وحي قلبك .. وقد حانت الآن اللحظة المناسبة"





فطالعته تتأمل ملامحة الوسيمة ورائحة عطره تتخللها ببطء وسألته بهدوء " والأغنية الأخرى؟ "



رد بغموض " الأغنية الأخري لم يأتي وقتها بعد"..





انسابت كلمات الأغنية تدغدغ قلبيهما .. فرسم ملامحها بعينيه تزامننا مع غناء كاظم ليدفن أنفه يستنشق رائحتها يخزنها في ذاكرته فلربما إشتاق إليها يوما ولم يجدها .




وين أكون؟!!
إن ما كنت بحضنك إنتى .. وين أكون ؟!!
بين إيديك !
على صدرك !
ولا شعرك والعيون !


من السبت للسبت .. أريدك ..
أنا مو بس موت.. أحبك ..
أنا لإخر نفس بيا.. أبقى أحبك.. وبجنون..





مدت ذراعيها حول عنقه تتحسس ملامح وجهه بيديها بينما أحمد يتحكم في رغبة في البكاء في حضنها .. فلم يسيطر عليه وقتها سوى لحظة الفراق الوشيكة.. ليذكر نفسه أنه سيذبح قلبه بيديه بعد ثلاثة أسابيع قربانا لحبيبته حتى تخرج من حيرتها ..
حتى تظل في أرضها ..





حتى يعطيها فرصة غير مباشرة للرجوع إليه بكامل إرادتها هذه المرة .. إن أرادت ذلك ..


طبع قبل محمومة مشتاقة إلى حد الوجع على عنقها وأكتافها العارية




تاخدى قلبى فدا عمرك
قلادة خليه على صدرك
سواره أو خاتم بصبعك
وين ما تحبى يكون





رفعت بانة وجهه وتأملت ملامحه ثم استطالت تطبع قبلات رقيقة على شفتيه .. تحاول أثناءها تذكر بضع كلمات من اللغة التي يتحدث بها إليها في تلك اللحظات .. لتتفجر أنوثتها فتطبق علي شفتيه مدفوعة بمشاعر إمرأة نضجت أنوثتها بين يديه .. فاستمع لبوحها المتعثر الذي مازال في مهده يتلمس خطاه لكنه بالرغم من ذلك كان يشعل نيرانه .. يأججها .. يصهر الحمم في شرايينه مع كل خطوة متعثرة تخطوها.. ومع كل بوح أنثوي مستحي تلهب به أعصابه ..





ليتساءل ماذا لو أصبحت يوما ما تلميذة نجيبة ترسل ما استقبلته وتعلمته من استاذها ؟.. ستُذهب عقله بالتأكيد.





يوما ما ؟؟!! ..


صدمته العبارة ..




صدمته وأرعبته .. فانقض على شفتيها بقبلة محمومة محرومة تزداد عمقا مع ازدياد الوجع ..




أنا طفلك ..أنا راجلك..
أنا بعضك.. أنا كلك ..
غير حبك .. غير حضنك ..
ما إلي بها الدنيا دار..
أنا بالحب أكون أو لا أكون..





أفرج عن شفتيها فشهقت تطلب الهوا وتطلب المزيد منه .. ولم تدر متى انزلق قميصها وتخلى عنها بنعومة ليستقر على الأرض بينما حملها أحمد بين ذراعيها .. وأراحها على السرير يتأمل تفاصيلها الماثلة أمامه وود لو استطاع الاحتفاظ بصورتها تلك في ذاكرته ليرسمها يوما ما ..


يوما ما قد لا تكون هي في الجوار .. ولا في الحي .. ولا في العاصمة .. ولا في البلد ذاتها .





مال عليها يقبل تفاصيلها ويضع رايات تثبت أحقيته في كل نقطة فيها .. ملكية خاصة بإبن سماحة ..
وكل ثانية تمر بها تزيد من ذوابانها .. عطره الرجولي يذهب عقلها .. لمساته تحررها من الواقع ..



لتبدأ الرحلة التي باتت تتحمس لها وتشتاقها مرارا وتكرارا .. رحلة التحليق في السماء بصحبته .. انزاح عنها قليلا بأنفاس لاهثة فأبدت ما يفيد الأعتراض .. لتتسع إبتسامته فرحا برغبتها فيه .. فما أروع أن ترغب به إمرأته ..ما أروع أن ترغب فيه بانة .. متخطية كل الحواجز التي أُقيمت بينهما في السابق .


تخلص مما يرتديه ونزل إليها يروي شوقا أضناه من قبل وسيضنيه مستقبلا .. متمنيا لو تزهق روحه قبل أن يعود لأرض الواقع .. لو أن يضيع فيها ..فيمتزجان سويا لا تفرقهما أرض ولا توقيت .






أنا بالحب أكون أو لا أكون






يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-09-18, 12:04 AM   #1686

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

كان يعلم وهو مقدم على الارتباط بها أنه سيفارقها يوما ما ..
فظروفها لم تكن مثل أي فتاة أخرى ..



قصتها لم تكن مثل أي فتاة ..



هي بكليتها كبانة ليست كأي فتاة أخرى .



لكن مهما كان حجم الألم المتوقع لم يجده يعبر عن ذرة واحدة من الشعور الموجع الذي يتملكه منذ أن حسم قراره أنه راحل من دونها بعد ثلاثة أسابيع ..



تطلع لتملمها بين ذراعيه بينما غاصت أكثر في حضنه فأحكم حولها الملاءة .. لا يفارق ذهنه تفاصيل ليلة أمس .. لأول مرة كانت متحررة من عقدها .. مسلمة راياتها بإرادتها .. تركته يقودها دون أعتراض .. على الرغم من ذلك الخجل الشديد الذي تأكد ليلة أمس أنه جزء من شخصيتها .. وليست صفة مستحدثة فيها ..



لكن أهم شيء أسعده على الإطلاق أنها لم تبكي .. حين حطت بقدميها مجدد على الأرض لم تبكي ..وقد ظل مستيقظا ليتأكد أنها لم تبكي .. بل نامت في استرخاء بين ذراعيه .. فتحققت إحدى أمانيه العزيزة .. وهي ألا تبكي بعد اللحظات الحميمة التي تجمعهما .. وقد تحققت تلك الأمنية ليلة أمس..
تطلع لشروق الشمس أمامه الذي يلوح في الأفق البعيد عبر الشرفة الزجاجية .. بينما تململت بانة مصدرة أنّة رقيقة فانحنى يقبل حنجرتها .. رمشت بعينيها عدة مرات فراقب ملامحها وهي تستفيق .. وترمش بعينيها .. ثم فتحتها لتطلع حولها وهمست بصوت أجش " أين أنا ؟"


رد عليها ببساطة "على حجري .. "


رفعت بانة رأسها لتجد نفسها متجردة من كل شيء .. وملفوفة بالملاءة .. مستلقية على حجره بينما هو يجلس على كرسي أما الشرفة الزجاجية.. فسألته بدهشة " ماذا تفعل على الكرسي ؟ "



رد ببساطة "أشاهد شروق الشمس "


فسألته هامسة " وما أفعل أنا هنا معك على الكرسي ؟"


رد " تنامين في حضني"



لملمت الملاءة بحرج وأدارت وجهها نحو زجاج الشرفة وسألت " هل أشرقت الشمس؟"



رد عليها وهو يدغدغ رقبتها بأنفه " أجل منذ قليل"



أحكمت الملاءة حولها وحاولت القيام فسألها "إلى أين ؟ "


ردت بحمرة تزين وجنتيها" أحتاج الحمام"



أفلتها لتنزل قدميها على الأرض محكمة العباءة حولها وهي تستقيم وتنظر إليه بحياء يدغدغ رجولته .. فشاسكها يشد عنها الملاءة فصرخت وقفزت بعيدا. وقد احمرت أكثر ليطلق ورائها ضحكة عابثة .


بعد قليل خرجت إليه تجفف شعرها فطالعها وهو مستلقي على السرير عاري الجزع .. كانت ترتدي فستانا قصيرا حتى ركبتيها كثير الألوان بدون أكمام وبفتحة على شكل رقم سبعة كبيرة.. وبضيق الفستان عند خصرها يحدده بحزم .. فاشتعلت الحمم السائل في شرايينه وهو يتأمل طلتها بهذا الفستان التي تشبه فيه ممثلاث السينما ومسح بعينيه على ذراعيها وساقيها بلونهم الحليبي بينما رائحة صابونها كالعادة تثير الجنون بداخله ..





سألها وهي مازالت تجفف شعرها " هل أحببت ليلة أمس ؟"


أدارت وجهها بعيدا عنه تداري ضحكة خجولة انتعشت لها طاوسيته الذكورية .. فقال بلهجة ناعسة من أثر عدم نومه .. " وأنا أنظر لشروق الشمس وأتذكر ليلة أمس والمكان والزمان حاولت تذكر أغنية لفيروز تصف الحالة كلها لكني فشلت ".


نظرت إليه باهتمام فوضح " أغنية بها غرفة صغيرة وسلم مثل سلم هذا البيت "


ضيقت بانة حاجبيها قليلا ثم اتسعت ابتسامتها وغنت بخفوت تتمايل بخفة أشعلت الجنون بداخله



ليل وأوضة منسية وسلم داير مندار
عليت فينا العلية ... ودارت .. بالسهرة .. الدار



توقفت على الغناء وهي تطالع الشقاوة في عينيه ثم قالت "لما هذه الأغنية بالذات "


ظهرت ابتسامة عابثة على شفتيه ورد ببساطة "لأنها مناسبة لحالتنا "


عضت على شفتها بغيظ متخصرة أمامه " أحمد أنت تحول الأغاني لمعاني قليل الحياء !!"


انفجر ضاحكا ثم قال من بين ضحكاته " كل انسان له مطلق الحرية في فهم الكلمات بالطريقة التي يريدها بونبونتي .. أكملي الغناء "



تخضبت بالحمرة وردت بعند " لا .. لقد أفسدت علي روح الأغنية"



مط شفتيه بتسللي واعتدل جالسا على السرير وقال " إذن تحملي غنائى"



وبدأ في غناء الأغنية :


ليل وأوضة منسية وسلم داير من دار..
عليت فينا العلية ودارت بالسهرة الدار..



طالعته وعلى وجهها ابتسامة عاشقة رغم أنها شاكسته تقول "صوتك بشع يا أحمد "


فرفع إليها حاجبيه بإغاظة وهو مستمر في الغناء:



والعلية مشتاقة عا حب وهم جديد
فيها طاقة والطاقة مفتوحة للتنهيد
واضوية البيوت تنوس .. فانوس يسهر فانوس

وانت بقلبي محروس بزهر الحرقة والنار


فاندمجت معه في الغناء دون أن تشعر تصحح له المقامات واللحن وقلبها يخفق بجنون ..



يا ريت الدنيي بتزغر .. وبتوقف الأيام..
هالأوضة وحدا بتسهر .. وبيوت الأرض تنام..
تحت قناديل الياسمين انت .. وانا مخبايين..
نحكي قصص حلوين..
ولا مين يدرى شو صار..



أنزل ساقيه من على السرير وشدها نحوه يمسك بخصرها بحزم فاقتربت تشرف عليه من عِليّ تمشط شعره بأصابعها.. بينما شعرها الندي يرطب عيناه المشتعلتان ورائحها المنعشة تمنح رئتيه المزيد من الأكسجين .. فتمتم معها بهمس وهي تغني بحلاوة :


يا أوضة زغيرة زغيرة فيها الحب تلاقيت
أوسع من دنية كبيرة وأغلى من ميت بيت
تعبانة وبدي حاكيك حاكيني الله يخليك
نقلني عا شبابيك الليل وعسطوح الدار





لف ذراعيه حول خصرها ودفن وجهه في جزعها يضمها بقوة ويستنشق عبيرها لآخر نفس يستطيع سحبه .. تأخذه دوامة الأفكار من جديد .. ويحسبها من جديد ربما وجد حلا آخر غير أن يتركها فجأة ويترك لها الخيار ..


لكن نفس تلك الأسباب تلوح أمام عينيه من جديد ليستسلم لنفس النتيجة ..


رفعت رأسه تقول " ما بك أشعر أنك قلق .." تأملها بعينيه وتملكته تلك الرغبة التي يقاومها برجولة .. الرغبة في البكاء في حضنها وتوسلها كطفل صغير أن تعود معه .. لكنه تمتم بصوت أجش " كنت أتمنى أن أحبك بدرجة اقل .. لأحصل عليك بدرجة أكبر "


تلمست ذقنه الخشنة وقالت "لا أفهم "..


طالعها قليلا ثم سحبها واستلقى للخلف لتستقي فوقه.. فهمست معترضة "أحمد عليك الإفطار والنوم .. أنت لم تنم طوال الليل ووجهك مرهق"



استكشفها بيديه وهو يقول " أولا أنا لابد أن أذهب لموقع مجمع الأديان لأنني أريد الانتهاء منه بسرعة لكن لا بأس أن أنام ساعتين قبل الذهاب "



مطت شفتيها بامتعاض ثم قالت" وثانيا ؟"


أشتعلت عيناه واستدار ليلقيها بجانبه على السرير ويخيم فوقها وهمس " ثانيا حان الآن موعد إفطاري "..



ودفن وجهه في رقبها يقبلها بقُبل حارقة فتمتمت باعتراض أنثوي مائع لم تتعمده " أحمد ذقنك خشنة .. أحمد ذقنك تدغدغني "


رفع وجهه وغمز بعينيه " دعينا نجرب قلة الحياء بذقني الخشنة بونبونتي "



وانقض يرتشف من شهد شفتيها قبل أن تعترض



***


بعد يومين :



حاول الاتصال بها لكن هاتفها مغلق ..
بمجرد أن أطمئن على والدته يحاول الاتصال بها.. توقع أنها ستتصل به لتطمئن على والدته لكنه حين يستعيد ما جرى خيل إليه أنها كانت على تواصل مع والدها على الهاتف .. تذكر ذلك .. لكن بعد أن تركه الحاج وأرسل سيد .. لم يتلقى منها أي أتصال ..


بالتأكيد هي غاضبة ..



غاضبة بشدة فما حدث كان غاية في السخف .. كما أن إنفعالها على والدتك رغم أنه يرفضه لكنه يعلم جيدا أنها لن تصل لهذه الدرجة إلا لسبب وجيه ..



ويعلم أن والدته قد بالغت هذه المرة جدا ..وأهانتها هي وعائلتها..



ويعلم أن والدته قد صغرته وطعتنه في كبريائه ورجولته أمامهم .


ويعلم أن أن القادم ليس جيدا.



وبشعر أنه سيوضع في محل اختيار قاسي قريبا..
الحلم الذي رآه يتحقق بشأنه وبشأن وائل .. ويدعو الله ألا يتحقق فيما يخص أحمد أيضا..


لم يجد بدا سوى الاتصال بالخالة إلهام التي ردت عليه بصوت مهموم آلمه أن يكون هو وأمه السبب .. سألته إلهام بلهجة صادقة "هل عفاف بخير يا ولدي ؟"


تمتم بصوت مرهق من عدم النوم " بخير يا خالتي لا تقلقي.. إن شاء الله ستمر الأزمة على خير .."


قالت إلهام مشفقة " صوتك مرهق يا ولدي مادامت أفضل إذهب ونم قليلا "


تمتم بخفوت " الحمد لله على كل شيء .. هل أروى في بيت سماحة ؟"


ردت باقتضاب" أجل "


سألها بقلق " هاتفها مغلق منذ فترة هل هي بخير؟"


تكلمت تطمئنه "بخير الحمد لله"



قال بوجل " اريد التحدث إليها"



قالت إلهام بتردد " دع النفوس تهدأ اولا يا عمر"


سألها مستفهماً " بما أخبرتها أمي قبل أن نحضر هل هو موضوع الحمل أيضا "


ردت بحزن " لاحقا يا عمرو نتحدث "


قال بإصرار " بل أريد أن أعرف الأن كل شيء"



مرت دقائق يستمع فيها لتفاصيل الحوار وما قالته عفاف لأروى وهو يتعرق من الحرج .. وقلبه يعتصره الألم .. وكلما أفاضت إلهام في الحديث كلما شعر أن القادم ليس جيدا ..



فقال ببعض العصبية " أريد أن أتحدث معها"



جاء صوت أروى من بعيد وسمعها بوضوح تقول "أخبريه أني لا أريد الحديث .. وبلغيه أن أني أريد الطلاق ."


تجمد الدم في عروقه وهو يسمع الكلمة مجددا بينما صاحت إلهام بجزع " ما الذي تقولينه يا أروى ؟!!"


صاح عمرو بغضب " أعطيني أروى يا خالتي "


ردت إلهام بقلق " لاحقا يا عمرو"



قال ببعض الحزم " من فضلك يا خاتلي"



سمع صوت أروى تصرخ " قلت لن أتحدث إليه .. لن أتحدث .. فليرسل لي ورقة طلاقي ويتركني في حالي "


تمتم عمرو بصوت هارب منه " أنا آت حالا "..


***




تحاول السيطرة على إنفعالاتها .. فمن الصعب أن تنقلب حياتك فجأة .. تُظلِم فجأة ..



هل اذا وصفت الأمر بأنه أشبه بذلك اليوم الذي استيقظت فيه في تلك المستشفى وعلمت أنها قد لا تستطيع السير مجددا تعد مبالغة ؟!.


وكيف يكون الوصف إذن أن تعلم فجأة أنها ستُخلع من ضلعه .. وبإرادتها الحرة ستخلع نفسها من ضلعه .. فلن تتحمل أن تراه في ذلك الموقف مجددا ..



إن المرأة تمقتها .. تكرهها كرها شديدا .. وهو يشعر بالعجز .. أمه تطعنه في رجولته طعنة بعد طعمة .. وهي كأروى ترى انكسار ذلك في عينيه أمامها وأمام أهلها.. وتراه غير قادر على التفريج عن انفعالاته .. بسبب هذا الابتزاز العاطفي الذي تمارسه عليه الخالة عفاف ..



المشكلة أن حماتها أختارت طريقة مؤثرة للتأثير في الموقف .. فعمرو ليس ضعيف الشخصية هي تعلم ذلك جيدا .. لكن ما فعلته عفاف بتأثرها إلى الحد الذي تصاب بجلطة هذا أمر مؤلم جدا لها شخصيا .. فمابال عمرو .. والتي تعلم جيدا كيف يحب امه وكيف يسعى لبرها ..



بهذا الوضع الحياة لن تسير للأمام بل إن ما حدث قد تسبب في شرخ عميق في الوجدان صعب إلتئامه بسهولة ..


إنها كأروى لا يهمها إمتهان كرامتها بقدر إشفاقها على عمرو لإمتهان رجولته .. ولا تريد أن تضعه يوما ما في إختيار بينها وبين أمه..



هيئته المصدومة ووالدته ترقد بين ذراعيه يحاول إفاقتها ذبحتها .. ولم تستطيح أنه تمحو صورته المتاعة على والدته أبدا من ذهنها ..



تابعت دقيقة بدقيقة والدها في رحلته مع عمرو الى المستشفى حتى اسعفوها وطمأنوهم عليها .. وحين أمر والدها أن تحضر حقيبتها لم تتردد .. فذلك هو التصرف المنطقي ..
إنها ليست جبانة ولا تهرب من المواجهة .. لكنها تواجه من إمرأة مهووسة بإبنها بجنون .. كلما تأزم الأمر تمرض .. لهذا لا تريد أن تضع عمرو في اختيار بين أمرين أحلاهما مر بينها وبين والدته .




إنه لأم قاسي على النفس .. أن تكون قويا قادرا على مواجهة أيا من كان .. فتُرزق بمن يؤذيك ثم يحملك مسئولية إنهياره إذا ما تفوهت بأي أعتراض ..



ولهذا فعليها أن تقوم بهذه الخطوة .. لن تضع عمرو في موقف صعب ليختار بينه وبين والدته .. لن تحرضه على أن ينفعل مجددا أو يغضب والدته مجددا ويخسر ما يسعى له بشده وألا وهو الالتزام ببر الوالدين .



سيتألم لفراقه كما ستتألم .. تعلم ذلك .


لكن وجع الفراق أرحم من وجع ندم قد تشعر به أو يشعر هو به إذا ما ماتت تلك المرأة غاضبة عليه ..



عليها أن تنزع نفسها من بين ضلوعه بنفسها .. عليها أن تكون قوية .. وألا تنهار ولا تصرخ ولا تبكي .. ولا تخبرهم بأنها تموت ببطء..



سحبت أروى نفسا عميقا .. وتسائلت أين أحمد؟.. ليته كان موجودا .. تحتاج لأن تبكي على صدره.. تحتاجه لأن يدعهما .. أن يخبرها أنها تفعل الصواب .



ثم تراجعت في أمنيتها .. فمن الجيد أنه ليس هنا فلو كان هنا لتعقد الأمر أكثر .



فليأتي ليجد الأمر قد حُل .. وانتهى .. وخلعت نفسها من بين ضلع عمرو .


دخلت آية فطقت أفكارها لتسمعها تقول "هل أنت بخير ؟.. هل أنت واثقة مما تقولينه .. هذا الأمر ليس بالهيِّن يا أروى "


تأملتها أروى وردت بمرارة "لا مفر .. فمن أجل عمرو يهون كل شيء .. أعرف أن الاختيار بيني وبين أمه وشيك وأنه لا سبيل لحل وسط فلا هي ستحبني بين يوم وليلة ولن تهدأ وتتركني في حالي .. خاصة بعد المواجهة التي حدثت بيننا .. علي أن أعفيه من موقف كهذا يشعره بالتقصير تجاه من يحب .. إن هذا الشعور يقتله أنا على يقين بذلك .."




تمتمت آية بمرارة وهي تجلس بجانبها " يبدو أننا كلما إزدادنا عشقا لمن نحب.. كلما بالغنا في التضحية من أجله .. ويبدو أيضا أن الوجع والعشق أصبحا وجهان لعملة واحدة "




مسدت أروى على ظهرها وسألتها "أمازلت تمرين بوقت صعب ؟"


ابتسمت آية بمرارة وردت بخفوف" الوجع يزيد لا يقل يا أروى.. ( ثم تصنعت المرح لتقول ) لكني صامدة"



فردت أروى متهكمة كعادتها " إذن جهزي لنا أعدادا ضخمة من المناديل لنتشارك الوجع سويا "





قالت آية بتردد " مازلت غير مرتاحة لما تنتوين .. عموما أبي يريدك في غرفة المعيشة "





يتبع

***


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-09-18, 12:09 AM   #1687

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

بعد ساعة :


يحاول السيطر على إرتعاش يديه وهو يضغط على جرس الباب .. لا يدري هل يرتجف من الغضب منها .. أم يرتجف من الخوف من مواجهتها .. أم يرتعب من القادم والذي يستشعر دنوه ..



فتح الحاج سماحة الباب .. وبنظرة واحدة قرأ عمرو الغضب في عينيه .. وكيف لا يغضب وإبنته أهينت أمام عينيه .. وظهر هو أمامهم بمظهر مدلل أمه .


ألقى السلام بخفوت .. وتقدم نحو غرفة الصالون ليجدها تنتظره بشموخ على كرسيها ترتدي ملابس بيتية تظهر قدها الفرنسي النحيف بينما شعرها مرفوعا فوق رأسها بعقده مهلهلة فوضوية زادت من بساطة مظهرها الذي يعشقه ..
هل يمكن أن يُفصح في لحظة معقدة كهذه أنه إشتاقها ؟!! ..


رغم أن الثلاثة أيام الماضية مروا عليه ولم يفكر سوى بوالدته التي كانت بين الحياة والموت لكنه حين إطمئن عليها إكتشف أنه إشتاق لأروى كمن لم يتنفس منذ مدة وتضررت رئتيه ..



هل من الممكن أن يطلب منها قبل أن تطالب بإعدامه .. أن يدفن رأسه في حضها قليلا فهو متعب .. منهك .. لم ينم ولم يأكل منذ ثلاثة أيام؟!..



ضم قبضتيه بقوة على مشاعره وقال بخفوت للحاج سماحة "هل من الممكن أن أتحدث معها وحدنا؟"


رفعت إليه عينان غاضبتان وردت " ليس هناك ما يقال .. الأمر قد حسم "


كسر نظرته بعيدا عنها ليقاوم مشاعر هادرة أبسطها رغبة في تحطيم كل شيء ثم الإرتماء تحت قدميها متوسلا .. وقال بهدوء ظاهري..لكنه حاد كنصل خنجر "ومن حسم الأمر ؟"


ردت بشموخ كاذب " أنا"


استمرت نظرته الغاضبة العازفة عن التحديق فيها صامتة.. بينما وقف الحاج يراقبهما لا يعرف أي جهة يتخذ .. لكنه يرى أن ما قررته أروى رغم صعوبة لا مفر منه فالأمر أضحى معقد جدا للأسف .



أما إلهام فالرعب كان باديا عليها .. وحاولت التدخل فقالت " استعينوا بالله يا أولاد ودعونا نهزم الشيطان ( وبدأت بالمبادرة حتى تغلق على أروى الطريق فيم تنتويه ) أتركها عندنا فترة يا حبيبي حتى يمن الله على والدتك بالشفاء.. فبالتأكيد ستكون مشغولا عنها بوجودك إلى جانب والدتك .. ركز مع والدتك وصحتها ودع أروى تريح أعصابها "


تدخلت أروى تقول بحزم " أنا لن أتراجع"


سألها بغضب دون أن تتلاقى الأعين"ماذا تريدين يا أروى بالضبط ؟"


ردت بثقة " أريد الطلاق .. وحالا .. قبل أن تخرج من هذا الباب ألق علي اليمين وإذهب إلى حال سبيلك "


جُرح كرامته يئن ..



وشعوره بالخوض في هذا الحديث أمام الحاج والحاجة يحرجه ويلجمه من التصرف بأي طريقة مناسبة ..



فرد بهدوء حازم " وأنا أرفض "


صاحت بعند" ستطلقني "


هدر بصوت عال " لن يحدث .. وستعودين للبيت رغما عنك "


أفرج الحاج عن غضبه ليرد عليه بصوت عال"إبنتي لن تعود مادامت لا تريد .. ولا تعلي صوتك هنا .. أنا صامت منذ مدة أترك لكما مجالا لحل الأمور فيما بينكما .. لكني لن أصمت بعد الآن "



تطلع إليه عمرو متحكما في انفعاله يشد قبضتيه بجانبه بعنف حتى إبيضت مفاصله ليقول بصوت حاول أن يكون هادئا " هل توافقها على هذا الجنون الذي تريده ؟!! هل توافق على طلاق إبنتك ؟؟!!"


رد الحاج بتحدي " مادامت ترغب في ذلك فأنا أوافق ..ولست أنا الأب الذي يدفن إبنته وهي على قيد الحياة خوفا من لقب مطلقة .. إبنتي لها بيت أبيها ستعيش فيه ملكة ولا أن تشعر بالإهانة لحظة واحدة .."


ولولت إلهام باكية " أي طلاق تتحدثون عنه ... إبنتي لم تكمل ستة أشهر متزوجة إنها عروس .. عروس يا إبراهيم .."


بينما تطلعت أروى إلى عمرو تشعر أنه على وشك الإصابة بذبحة صدرية .. وآلمها ألا ينظر نحوها وهو يحدثها.. لكنها تمسكت بالكرسي بشجاعة فتدخلت آية تربت على كتف والدتها تهدئها .




فقال عمرو بتحدي رجل مطعون في رجولته "وإن رفضت ؟"


هدر الحاج بعنف "ستوافق .. شئت أم أبيت ستوافق مادامت ابنتي تريد ذلك "



تحركت آية تهدئ من أبيها وقالت بغيظ من بين أسنانها " إذهب الآن يا عمرو مناقشة أمر كهذا والنفوس مشحونة أمرا غير صائب "


لم يلتفت إليها فقد كان الجنون يتراقص في عينيه وقال للحاج بتحدي " لن تستطيع إجباري ولو مزقتني إربا.. لن تستطيع"


تحركت آيه نحوه وشدته من ذراعه بخشونه تقول " إذهب من هنا يا عمرو أرجوك"


بينما هدر الحاج بصوت أرتجت له جدران البيت "هل تتحداني يا عمرو !!"


فصرخت أروى كمن يريد أن ينحر قلبه بحركه حاسمة عنيفة وينهي الأمر " طلقني يا عمرو"


خلص ذراعه من يد آية بسرعة وعاد لباب الغرفة بعد أن كانت قد سحبته خطوتين للوراء وضرب على باب الخشبي بغضب يتأجج ويفور وهو يهدر بصوت أعلى من صوت الحاج " لن أطلقك ( وضرب مرة أخرى على الباب ) لن أطلقك يا أروى .. ولن يجبرني أحد مهما كان على القيام بهذا "


نظرت لصدره الذي يعلو ويهبط بسرعة وتمسكت بكرسيها جيدا .. تشعر بالإمتنان لأنها لا تستطيع الحركة .. وإلا لخانتها قدماها جريا إليه لتدفن رأسها في حضنه باكية من حالته وحالتها المعذبتين .. بينما قال هو بكبرياء وبنفس النظرة المتحاشية للتحديق في عينيها حتى لا يرتمي تحت كرسيها متوسلا " إفعليها أنت إن استطعت .. أمامك المحكمة .. إرفعي قضية خُلع .. أصبحت سهلة الآن .. وأعدك إن فعلتيها يا أروى سأعيد إليك كل مستحقاتك التي ستفقدينها بطلبك للخلع مني "


حدقت فيه بعجز فأكمل بأنفاس لاهثة " الأمر بيدك أروى هانم فافعليها إن شئت "



ثم نظر للحاج سماحة يقول بهدوء وبعض الحرج " أنا آسف أن علا صوتي .. لكن طلبكم ليس عندي بل في يد إبنتكم .. استودعكم الله"


وتحرك يقبض قبضتيه بقوة ليغادر .. تاركا قلبه راكعا متوسلا عند قدميها .





***




خرحت ماجدة من المصعد تجر قدميها .. إن وائل ما زال على حالته.. واليأس يسيطر عليها .. وتشعر أنها وحيدة .. وحيدة تماما ..




على الرغم من أن أنجيل بمثابة أما لها .. وكانت تقف في وجه وائل كثيرا لصالحها .. لكنها لن تستطيع أن تبوح لها بما يعتل في صدرها .. يكفيها ما هي فيه .. صامدة .. واقفة على قدميها .. فمنذ ما حدث لوائل وهي رغم سنها الكبير ومرضها تأبى أن ترقد.





لا أحد يعلم مثلها كيف تتلقى أنجيل الصدمات واقفة .. فما حدث لوائل قديما كان في قلبها كأم كطعنة خنجر .. أن ترى إبنها ملتاعا حزينا .. يجبر على زواج لم يكن يريده .. ثم الاحداث التي تلت ذلك من انتحار مريم .. ثم صدمة وائل وانهياره ودخوله مصحة نفسية .. لن تتحمل أما أبدا أن ترى إبنها في هذه الحالة .. وقد تزامن ذلك مع موت أبا وائل فكانت أنجيل وحدها ولم تعتمد سوى على إخوتها الذكور .. فوقفت في وجه أخت زوجها ( أم ماجدة ) وفضحت صنيعها أمام العائلتين وحملتها دم مريم .. وبالرغم من ذلك لم تكن أبدا تأخذها بذنب والدتها..




تعلمت منها ماجدة الصمود .. تعلمت منها كيف تكون المرأة حجر أساس البيت .... تعلمت منها أن تتلقى الصفعات دون أن تنهار او ترقد .. ولولا دعمها لما استطاعت التحمل رغم أن أنجيل لا تعرف تفاصيل حياتها مع وائل لكنها كانت تعلم الخطوط الرئيسية .. وكثيرا ما وبخته ونصحته وعنفته لكن حالته النفسية وشبح انهياره العصبي مجددا كان دائما يحول دون أن تتمادى باكثر من ذلك .





وضعت المفتاح في الباب منهكة القوى بعد عشرة أيام قضيتها ليلا ونهارا على كرسي بالمستشفى .. كل ما تريده أن تبدل ملابسها وتتحمم وتحاول أن تقنع نفسها بالنوم ولو لساعتين ثم تعود للمستشفى .. تتبادل الجلوس معه هي وأمير وسيد وعمرو ..


"مساء الخير ماجدة "


اجفلت من الصوت ثم جحظت عينها وهتفت "مالذي تفعله هنا يا سامي "


رد وابتسامة تلوح على زاوية فمه " جئت لأبارك لنا أننا قريبا سنلتقي"



هتفت باستنكار " سامي .. ألن تكف عن هذا الجنون ؟؟؟ .. كيف تجرؤ على الحضور لبيتي .. وتقف أمام الشقة بهذه الطريقة !!.. ماذا لو رآك أحدا من الجيران ؟!!"


رد سامي بحرارة " جئت لأنني اشتقت لك ماجدة ولنحتفل بموته القريب .. فوقتها لن نحتاج لإقناع الكنيسة بشئ .. ستكونين حرة يا ماجدة .. وسنحقق حلما طال انتظاره حبيبتي "


كلامه استفزها وأسقط القناع الجليدي عن وجهها لتصيح بانفعال " اسمع.. هذا السخف الذي تقوله تحشره في فمك مرة أخرى وتذهب به من هنا .. وإلا سأصرخ ليتجمع الناس وستكون فضيحتك علنية "


رد باستنكار " لماذا تتعاملين معي بهذه الطريقة القاسية .. ألأني احبك واريدك .. "


صفعته على وجهه بقوة إمرأة مجروحة منهكة خائبة الرجاء من كل شيئ حولها لتخرسه ..فتأجج الغضب في عينيه وأمسكها من مرفقها يقول بغيظ هامس "ماذا فعلت ؟!!!"


ردت بشموخ " فعلت ما تستحقه منذ مدة" ونزعت مرفقها من يده .


فلاحت في عيونه الصدمة .. بل خيل إليها أنها رأت الدموع في عينيه .. وتمتم بتأثر " كيف تفعلين هذا بحبنا يا ماجي؟!!"




صاحت بانفعال " تكلم عن نفسك أنت .. أنا لم احمل لك أي مشاعر أبدا من قبل .. نحن تربينا سويا.. جمعتنا نفس الظروف .. أننا فقراء العائلة لا أكثر من ذلك .. ربما هذا ما أوهمك أني قد أحمل لك مشاعر .. ليس لأننا تشاركنا الشعور بالنقص والآلام يعني أننا قد نحمل مشاعر لبعضنا"




أمسك بساعدها فجأة وأقترب يلصق جبينه بجبينها ويقول بهمس مغوي " لا تقولي هذا يا حبيبتي .. أنا فعلت ما فعلت في حياتي من أجل الرجوع إليك وتحقيق حلم الانتقام من الجميع .. أنت كنت ملهمتي في الغربة لأصل لما وصلت إليه .. من أجلك فعلت كل شيء من أجلك أنتي يا ماجي .. وكل ما أملك الآن من أموال من أجلك أنت يا حبيبتي "





أجفلت من حركته وارتبكت لثوان قبل أن تدفعه بعنف بكلتا يديها في صدره العضلي بعيدا عنها وقالت بعنف " إياك أن تقترب مني ثانية .. وإذ رأيتك هنا سأصرخ وأفضحك .. إياك أن تعتقد أني بمفردي .. صرخة واحدة مني يتجمع أهل الشارع كلهم .. وأمير وأصدقاء وائل أنت لا تعرف ماذا يمكن أن يفعلوا بك "


ضرب على زر المصعد بعنف ثم قال بانفعال مهددا " هذا الكلام ستندمين عليه .. وستأتيني راكعة.. أعدك أنك ستأتيني راكعة يا ماجدة .."



دخلت الشقة وأغلقت الباب لاهثة ثم جلست القرفصاء تنكمش على نفسها تبكي بارتجاف .





ماذا يخطط هذا المجنون ؟.. يبدو كمجنون بالفعل ..
لمن تلجأ ؟..



هل ستفضح نفسها ؟..


كيف سيكون منظرها إذا أخبرت أحدا أن هناك من يتعقبها ويضايقها ؟..



وتعجبت أن فكرت في أصحاب وائل .. ألم تكن تكره صحبتهم له ؟..



ربما لأنها تشعر بالغيرة منهم .. لأن وائل يوليهم اهتماما وحبا حقيقيا هي لم تنال منه ولا حتى الفتات..



ربما لأنهم قادرون على التأثير عليه ليبقى متمسكا بالحياة أما هي ففشلت في أن تجعله يفعلها من أجلها..



ألم يكونوا لها بمثابة المشجب الذي تلقي عليه قدرها البائس؟.. خاصة مع شعورها بالنقص أمامهم فبالتأكيد هم يعرفون نوع العلاقة التي تجمعهما كزوج وزوجة .. وربما هي مادة للتفكه بينه وبين أصدقائه .


لكن من الواضح أنها تثق فيهم وفي ولائهم لوائل وإلا لما لاحوا إلى ذهنها حينما استشعر الخطر وفكرت بمن ستستنجد .



جرت إليها ميري في هلع تبعتها أنجيل الصغيرة فقالت الأولى بجزع " ما بك يا أمي هل أنت بخير لما تجلسين بهذا الشكل وتبكين "



بينما صرخت أنجيل برعب"هل حدث شيئا لأبي؟؟"


مسحت ماجدة دموعها المنهمرة بسرعة وأحتضنهم بين ذراعيها وتمتمت " لا شيء حبيباتي أنا بخير.. مرهقة فقط .. وأبيكما مازال في الغيبوبة .. وعلينا أن نكثف الصلاة من أجله"



سألت ميري بتأثر " ألن نزوره ؟.. نريد أن نراه يا أمي "


قالت أنجيل بسرعة" لا لا .. لن استطيع رؤيته في هذه الحالة أشعر أني سأموت زوريه وحدك "


احتضنتهم وقالت " لا احب أن ترونه في هذه الحالة .. لكن أعدكم لو لم يستفيق سريعا سأخذكما إليه .. لم تركتما الجدة وحدها ؟"


ردت ميري " تزورها الجدة إلهام فجئنا لنحضر بعض الحاجيات من الشقة "



ربتت ماجد عليهما .. ومسحت دموعها لتعود للوجه الجليدي والصمت من جديد .





يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-09-18, 12:16 AM   #1688

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

الواحدة بعد منتصف الليل :


استمع الحاج سماحة لصوت سيد عبر الهاتف يقول " صدقني يا أبي الانفجار في مدينة أخرى بعيدة عن بلدة بانة .. أنا سألت أكثر من شخص وجمعيهم أكدوا لي ذلك .. حتى أن عمرو فتح الخريطة على الهاتف أمامي كيف أن المنطقتين بعيدتان عن بعضهما بمسافة كبيرة جدا "



تطلع الحاج لشاشة التلفاز أمامه المثبتة على نشرة الأخبار منذ أن علم بالانفجار الضخم الذي حدث في إحدى المدن في بلد بانة .. ثم تمتم " لله الامر من قبل ومن بعد "



تكلم سيد " لا تقلق يا أبي إنهما بخير بإذن الله .. إذا احتجت شيئا هاتفي فورا سأظل مستيقظا طوال الليل .. وسأكون عندك صباحا في الورشة بإذن الله "



قال الحاج بهدوء " لا داعي لأن تحضر كل يوم للورشة يا سيد وتترك مشاغلك .. إذا احتاجت شيئ منك سأطلبه يا بني .. هل الحاجة أم عمرو بخير ؟"


تنهد سيد بحزن ورد " تتحسن ببطء .. لكن عمرو حالته سيئة جدا يا أبي .. لا يتكلم كثيرا .. يقسم الوقت بين عمله والمبيت مع والدته بالمستشفى .. أنا أقلق عليه جدا صمته يثير الشفقة ..ليته يحطم .. يدمر . يصرخ . يبكي .. ولا أعلم هل علي أن أحترمه أم أضربه .. "



ابتلع الحاج غصة مسننة في حلقه وقال " نسأل رب العرش العظيم أن يلطف بنا في قضائه وقدره فهو اللطيف الخبير .. لا تتركه يا سيد سيحتاج لمن يشد به قامته "


قال سيد ساخرا بمرارة " لا تقلق يا أبي أفكر أن استأجر غرفة بالمستشفى لأتابع حالة وائل وأم عمرو فكلاهما في نفس المستشفى حتى أني بت أميز بعض الأطباء وتخصصاتهم من كثرة ترددي على تلك المستشفى "


ابتسم الحاج وودعه ليغلق الهاتف ويشرد في شاشة التلفاز التي تتحرك فيها الصور المفجعة أمامه دون صوت لنتائج الإنفجار ..


منذ أن علم بالخبر وأعصابه لم تعد قادرة على تحمل القلق على أحمد ..


أحيانا يلوم نفسه على السماح له بالسفر خصوصا مع عدم وجود شبكة هاتف كلما ابتعد عن العاصمة ..ثم تعود رجاحة عقله توبخه أن الأمر كان حتميا فهو يعلم مدى تعلق إبنه بها .. ويتدخل إيمانه بالله ينهره على عدم الثقة في الله وفي الأقدار .. ليعود مجددا يمزقه القلق ..



قلق اب على إبنه ..



تقلبت إلهام في سريرها ونظرت إليه لتجده جالسا على المقعد الوثير أمامه المصحف الكبير مفتوحا ونظارة القراءة معلقة على أنفه.. فقالت بصوت أجش من أثر النوم " ألم تنم بعد يا إبراهيم .. ما بك لم تحدق في نشرة الأخبار منذ العصر "



تمتم بهدوء " لا شيء يا إلهام يجافيني النوم .. سأكمل قراءة القرآن حتى يأتيني .. "



أولته ظهرها وانتظمت أنفاسها من جديد .. فأشفق عليها .. يعلم أن ما يحدث مع أروى لا يتحمله قلبها الضعيف .. ويعلم أنها تلجم جموحها وعصبيتها من أجله .. فتبلع لسانها عن الرد لأنها تعلم أنه لا يحب المرأة العصبية سليطة اللسان وهي كذلك.. لكنها تبلع لسانها كرامة له .





تأمل قامتها القصيرة الضئية بين الأغطية وابتسم .. إن أحمد وآيه قد ورثوا منها العصبية .. وكلما تحكمت في لسانها وعصبيتها في المواقف الصعبة كلما إزداد لها حبا وإكبارا لأنه يعلم أنها تفعل ذلك حتى لا تغضبه .




تنهد في إرهاق يشعر بإنقباض صدره .. لا يعلم هل نال منه العجز لهذه الدرجة فلم يعد يتحمل المشاكل والهموم أم أنه هموم الأبناء أصعب حملا وأشد أنواع الهموم ثقلا على النفس .. فهو يشفق على حال أبناءه الثلاثة وما يلم بهم ..


تذكر نصيحة الشيخ عبد الرحمن رحمه الله له " ادعي لأبناءك باستمرار يا إبراهيم فكما قال رسول الله صلى الله عيه وسلم ( لا يرد القضاء إلا الدعاء) ..


فرفع يده للسماء يسأل الله أن يرفع البلاء عن أبنائه ومن شملتهم شفقة قلبه .. ثم عاد ليقرأ القرآن من جديد .


***




عند اذان الفجر :



قالت آية عبر الهاتف " ريان تعال بسرعة .. أبي مريض وطبيبه لا يرد على الهاتف ولا أعلم هل علينا أن ننقله للمستشفى أم لا "


- أنا قادم حالا .. ماهي الأعراض ؟.


- يمسك صدره ويتألم بشده .


- أنا ركبت سيارتي وقادم لا تقلقي .


أغلقت الهاتف تشعر بالتوتر بينما تسمع أمها تولول مرعوبة بجانب أبيها الذي يتألم بشدة .. أقتربت أروى بكرسيها وقالت الطبيب لا يرد أيضا .. هل اتصلت بسيد .. ؟"


ردت آية " اتصلت به ولم يرد فاتصلت بدكتور ريان ليأتي بسرعة ويخبرنا إذا كنا بحاجة لنقله للمستشفى أن لا ".



رن هاتف آية فردت بسرعة توبخه " لم لم ترد فورا يا سيد "


قال بقلق " كنت أصلي الفجر ماذا هناك يا آية انطقي ؟"



تحركت أروى للصالة تشعر بالقلق على والدها .. إنها تبذل مجهودا جبارا لأن تبدو عادية أمام والديها.. وتتعمد ألا تحبس نفسها في غرفتها حتى لا تزيد من همومهم .. لكنها توقعت أن تمرض أمها لا أبيها .. فالحسرة في عيون أمها تعذبها .. لذا قررت أن تصمد وتبتلع وجعها وألا تحملهم المزيد من الهموم .



بعد نصف ساعة كان سيد يترجل من سيارته مسرعا نحو بيت سماحة وقد بدأ النور يتسلل بخفة ليمحو الظلام .. لكنه تسمر أمامه حين اصطدم بهيئة ذلك الطبيب المستفز فهم بالانقضاض عليه.


ابتلع ريان ريقه وهو يرى ذلك الضخم أمامه .. ذلك البغيض الذي يعذب قلب آية .. واستشعر الخطر لكنه تماسك وهو يسمعه يصيح بغضب " أنت .. ماذا تفعل هنا ؟؟؟"


رد ريان متهكماً " جئت لأجمع القمامة .. لمَ جئت أنت ؟ "


حدق فيه سيد وشعر برغبة ملحة في دق مسمار بالحائط وتعليقه عليه من ياقة سترته .. فأكمل ريان وهو يرفع رأسه إليه " هل جئت لاصطياد الأطباء؟ .. أتمارس هواية قنص الأطباء وإلتهامهم على الغذاء "



قال له سيد وهو يتحكم في غيظه " هل أتيت تستخف دمك هنا ؟ "


رد عليه ريان " أجل .. قيل لي أن خفة الدم هنا في هذا الشارع ممتعة خاصة حين تكون في ساعة مبكرة .. تطرد الأرواح الغاضبة الشريرة "



مد سيد يده وأمسك بياقة قميصه فبادره ريان يقول " ماذا تعتقد أني أفعل هنا بالله عليك أمسك حقيبة في يدي وأدخل الشارع مهرولا في هذه الساعة .. هل ستستجوبني ونترك الحاج مريضا ؟! "


تنبه سيد ليترك ياقته فورا .. فتعجب ريان من هذا التغير المفاجئ في الملامح .. من ملامح ابا الغضب لملامح السيدة ملعقة .. فدفعه سيد بخشونة للداخل يقول " هل ستظل تحدق في ؟ .. عجل بسرعة .. لو كنت أعلم أنك الطبيب الذي أحضروه لكنت أحضرت واحدا بمعرفتي "



استدار إليه ريان وهو يصعد السلم يطالعه بملامح مندهشة .. بينما لكزه سيد بخشونه يتخطاه ليصعد أمامه ليلتصق ريان في الحائط وهو يسمع سيد يقول " سأسبقك لأنبه نساء البيت بوجودك ".



مسد ريان كتفه متألما وتمتم في سره " ماذا تحب آية مع هذا الهولاكو !"


بعد قليل قال ريان للحاج وهو يغلق حقيبته " هذه الحقنة ستريحك إن شاء الله .. هل قمت بتحليل الكوليسترول مؤخرا "



فتمتم الحاج بإعياء بلا ..



تطلعت آية إلى ريان متعجبة من هيئته الجادة التي كان عليها منذ أن بدأ بالكشف على أبيها .. فظهر مختلفا تماما عن ريان كثير المزاح الذي عرفته بينما تكلمت إلهام " هل سيكون بخير يا دكتور ؟"



رد ريان وهو منهمكا في كتابة شئيا ما في دفتره "لا تقلقي يا حاجة هو بخير مجرد ارتفاع في الضغط .. سنحتاج لبعض التحاليل لنطمئن على صحته لكن الأمر بسيط إن شاء الله "


قالت إلهام" وهل هناك طعاما معينا سيأكله .. إياك أن تخبرني بأن السمن البلدي هو السبب طول عمرنا نستخدمه يا بني وكانت صحتنا حديد"



اتسعت ابتسامة ريان وتخلي عن هيئة الطبيب ليرد " الحقيقة اختلف فقهاء الطب من هذه الناحية يا حاجة فمنهم من يقول أن تعرض السمن للتسخين يؤكسد السمن البلدي ويفقده فائدته .. ومنهم من يبرئها من رفع نسبة الكوليسترول في الدم براءة الذئب من دم إبن يعقوب .."



فسألته إلهام بحيرة " وما رأيك أنت يا دكتور ؟"



اتسعت إبتسامة ريان يقول " السن له عامل يا حاجة .. أدام الله عليه بالصحة .. عليه أن يلتزم بالأكل الخفيف .. عموما بعد التحاليل نتحدث فيما يجوز أو لا يجوز له في الطعام .. حاليا سيأكل المسلوق فقط .. ( واكمل بابتسامة عريضة ) وسأكل أنا بالسمن البلدي "



اتسعت ابتسامة كلا من إلهام وآية وأروى بينما طحن سيد الواقف عند باب الغرفة ضروسه فتمتمت إلهام " يا حبيبي أهلا وسهلا بك .. آية أخبرتني أنك أخو منة صديقتها "



رد وهو يلملم أغراضه " أجل أنا ذلك الشخص .. على أية حال أنا كتبت الأدوية والتحاليل المطلوبة .. وارجو من الحاج أن يرتاح تماما في السرير .. ويبتعد عن الضغط العصبي ( واختلس نظرة سريعة نحو سيد الذي يقف على باب الغرفة بملامح أبا الغضب وأكمل ) ويبتعد عن العبوسين الغاضبين مثيري الفزع في النفوس .. ويجلس في مكان به أكسجين ويبتعد عن الأشخاص الذين يسحبون الهواء من الغرفة ويطبقون على النفس "



لاحت ضحكة مكتومة من آية فاختلس النظر إليها اثنان .. شخص غاضب يرغب في دق مسمارا وتعليقها هي الأخرى من ذلك الإسدال الي تغرق فيه كالعادة .. على حائط بعيد عن هذا المستفز المستظرف .. وشخص اتسعت ابتسامته ويكمل كلامه وهو يتحاشى النظر إليها " ويجالس الأشخاص فاتحي الشهية للحياة "


ضرب سيد قبضته في كفه وقال بتحفز " شكرا يا .. دكتور .. سأريك طريق الباب "



هتفت إلهام تقول" لا يصح يا سيد إنه ليس غريبا ( واستدارت لريان تقول ) أحضرناك في وقت مبكر يا ولدي .. بالتأكيد لم تفطر بعد "


تكلم ريان ببؤس" لا لم أفطر ( ونظر في ساعته ) لكني قد ألحق عم زعلوكة على عربة الفول اذا أسرعت "



صاحت إلهام تقول " والله لن تذهب قبل أن تفطر"



أطرق ريان برأسه وقال بمسكنة " موافق .. مادمتِ قد اقسمتِ يا حاجة "



ابتسمت أروى بينما كتمت إية صوت ضحكة كادت أن تفلت منها فابتسم ريان منتشيا بينما هتف سيد باستنكار " أمي هل هذا وقت الضيافة !!"


تحركت إلهام نحو الباب تزيحه برفق وهي تقول " أنتظر أنت أيضا لتفطر با سيد ( ثم استدرات لريان تقول ) هل تحب الطعمية أيضا "


أجابها ريان بحماس " والباذنجان وكل أنواع الطعام "


ابتسمت بحنو وتحركت تقول لسيد الجاحظ العينين " ابتعد يا سيد لما تسد الباب بهذه الطريقة !".





انزاح سيد قليلا فخرجت إلهام وتبعتها أروى ثم ريان الذي أسرع بالمرور وكأن سيد سينقض عليه .. ثم أطرق سيد برأسه واضعا يديه في جيبه فتحركت آية ببطء وكأنها تستمتع بكل خطوة في حضوره .. ومرت من جانب طوله ورأسه المنكسة بجوار الباب تسمع صوت أنفاسه وتود لو تلمسه لثانية واحدة لكنها قبضت يدها بقوة بينما أغمض هو عيناها حين مرت من أمامه ليسيطر على إنفعالاته .. وظل واقفا بعدها لبعض دقائق على نفس الهيئة.. غير قادر على الحركة .



قال الحاج بصوت واهن " مابك يا سيد لم تقف هكذا "


رافع سيد رأسه وأسرع إليه يعدل الأغطية على الحاج ويتمتم " لا شيء يا أبي حفظك الله لنا من كل شر يا أبا أحمد .. لا تحمل هما اليوم أو غدا ستجده يتصل بك ويطمئن قلبك .. ولا تقلق على الورشة سأتابعها أنا "


ربت الحاج على ذراعه فانحنى سيد يقبل رأسه .


حين خرج بعد قليل وجد أروى تنتظره في الممر فابتسم لها بشفقة متألما على حالها فبادرته بالقول " كيف حاله ؟ "



استند على الحائط وقال بحزن " حاله سيئ جدا يا أروى كيف طاوعك قلبك "


قالت بلوعة " على أن أكون أنا الطرف الأقوى فلا أريده أن يضطر للاختيار بيننا .. فلن أقبل أن يفضّلني عن والدته ولن أتحمل صدمة أن يختار والدته ويتركني "


حوقل سيد ولم يجد كلاما مناسبا لوضع صعب كهذا لكنه سألها بلهفة " هل حقا ستقيمين دعوى خلع ؟!!"



ابتسمت وردت " إن هذا اللئيم يدرك جيدا أني لن أقدر على فعلها فكلانا يترك المهمة للآخر"



سألها بقلق " والحل؟"



ردت تقول " الصبر هو الحل.. دعنا نتركها للأيام فبعض الأمور يظل حسمها ضربا من الخيال"



على منضدة السفر وضعت إلهام أطباق الفول والطعمية والباذنجان المخلل أمام ريان فتفجرت القلوب الحمراء في عينيه لتقول " يبدو أنك تحب الأكل الشعبي يا دكتور"



قطع ريان الرغيف في حماس وتمتم" جدا جدا وهذا سبب من أسباب مشاكلي مع والدتي ( ثم قطع كلامه ينظر حوله وأكمل ) هل سآكل بمفردي ؟"


ردت آية " شكرا لا رغبة لي في الأكل " بينما تكلمت إلهام قائلة " ألا تحب والدتك الطعام الشعبي ؟"


قال ريان وقد بدأ في الأكل بتلذذ كعاشق يقبل حبيبته بعد طول اشتياق " أمي جولفدان هانم سليلة البشوات إذا ما علمت أني اقف يوميا أمام عربة الفول أفطر ستصاب بذبحة صدرية مع ارتشاح في المخ "



ضحكت إلهام وقالت " لهذا الدرجة .. ( واكملت بلهجة ذات مغزي ) هل تشاركك زوجتك حبك للاكلات الشعبية ؟"


رد ريان بحماس وهو يفتح يديه الخالية من الخواتم أمامها " لست متزوجا ( ثم أكمل بلهجة ذات معزى ) ولست خاطبا .. وأبحث عن عروس لأكمل نصف ديني "


تهللت أسارير إلهام ونظرت إليه بنظرة تقييمية معجبة وقالت " كيف تترك الفتيات شابا وسيما مثلك دون زواج هل لديهم مشاكل بالنظر"



قهقه ريان في سعادة وقال " جبر الله بقلبك يا حاجة وأسعدك "



هتفت إلهام بحماس " عندي زيتون مخلل هل تحب الزيتون ؟"


هلل ريان يقول" أنا أعشقه "



فأسرعت إلهام نحو المطبخ .. بينما اقترب آية منه وقالت ضاحكة " بدوت كطبيب حقيقي وأنت جاد اليوم "



طالع ريان طلتها المشرقة عليه من جلسة وود لو أن يخبرها أنه لأول مرة يعرف أن إسدالات الصلاة تكون بهذا السحر على الفتيات لكنه تكلم ليقول لها مازحا " واتقن الطهي وأقدس الحياة الزوجية "


وضعت كفها على فمها تكتم ضحكة أذابت عظامه لكنها ابتلعتها حين ضرب سيد على المنضدة بيده يقول بلهجة خطرة " أروى تنادي عليك "



تلكم ريان يقول ببرود " غريبة لم أسمع احدا ينادي"



حدجه سيد بنظرة خطرة ليخرس ثم عاد لآية التي جزت على أسنانها بعصبية وتحركت نحو الداخل فعاد ينظر لريان الذي يطالعه بتحدي رغم أنه يدرك أن المنافسة معه ليست متكافئة ليس فقط لأن هذا الهولاكو يفوقه قوة ولكن لأن قلب تلك القصيرة المغفلة مع آكل لحوم البشر هذا .



صوت بسبسة أتى من الممر ليقطع الصمت الصاخب بين الرجلين فرفع سيد رأسه ليجدها تقف في الممر تشير له بعصبية لأن يقترب ..



فترك ريان الذي لم يكن غافلا عما يحدث وقد أسرع بحشو المزيد من الطعام في فمه ليغطي به آلام قلبه .. بينما دنا سيد منها يود لو أن يطول الطريق حتى يجد الحجة ليملأ ناظيه من صورتها .. قابضا كفيه بقوة بجانبه يقبِّلها بعينيه بشوق ..
لكن للأسف انتهت المسافة بينهما سريعا وسينتهي اللقاء المختلس هذا بشكل أسرع ..



أكلها بعينيه رغم غظيه منها وأطربه صوتها الذي كان يؤنس وحدته عبر الهاتف يوما ما وهي تقول بغيظ مكبوت وترفع أنظارها إليه " هل من الممكن أن أعرف ماهذا الذي فعلته؟"



رد عليها يجز على اسنانه "ماذا فعلت؟"



ردت بحنق " لقد أحرجتني أمامه كيف تسمح لنفسك أن تعاملني بهذا الشكل؟"



طالعها ببرود ورد متألما " أكبرت.. وجاء اليوم الذي تسأليني فيه باستنكار من أنا؟؟!!"



طعنتها جملته فتطلعت إليه وهي تستنشق أكبر قدر من رائحته التي تعشقها وتسحبها إلى رئتيها وقالت " أحرجتني أمامه يا سيد"



رد بغيظ " توقفي إذن عن توزيع ابتساماتك وضحكاتك على الأغراب إن لم تريدي أن احرجك "


ردت بتحدي رغم سعادتها أن تستشعر غيرته " وإن لم أفعل؟!"



ضيق عيناه يقول" سأخبر الحاج والحاجة أنك تتساهلين في الحديث مع الأغراب"


ردت وهي تتلذذ بإغاظة" ألم تلاحظ أن ريان أعجب أمي وأنها الآن تشعر بالحماس وتمطره بالأسئلة للتعرف عليه "


دارى عذابه وغيرته ورد ببرود " والمعنى؟"



ردت بتسلي و هي تلتهم تفاصيل وجهه " أي أن شكوتك لن تفيد بشئ "


رفع قبضته بينه وبينها يقول بغيظ " إذن سأمنعك أنا بنفسي "


تخصرت وقلبها يقفز في صدرها كالكرة المطاط احتفالا بالغيرة المشتعلة في عينيه بعد شهور عجاف من البعد .. وقالت" لم يعد لك عليّ سطان ألست بدون صفة في حياتي ؟"


شدد على قبضته أكثر وقال بلهجة خطرة" ربما أنا بدون صفة في حياتك .. لكنك بالتأكيد لن تحبي أن تتسببي في أن أبيت في قسم الشرطة ويبيت هذا المستظرف على سرير في قسم الكسور بالمستشفى .."



صمتت غير قادرة على المتابعة في التلذذ بهذا الشعور المبهر بغيرته .. لا يصدق قلبها الصغير أن هذا المارد .. يمكن أن يغير من رجل أخر ..




كيف يكون بهذا الغباء .. ألا يعلم أنها واقعة تحت تعويذة سحرية فلا ترى عيناها سواه رجلا ؟!!.




بينما ابتلع سيد ريقه وتنحنح مسنحبا من فجأة وقد استشعر أنه يوشك أن تنفلت أعصابه ويغرق في عسل عينيها ..





ومن بعيد وقفت إلهام ساهمة وهي تطالع وقفتهما معا فقرأت العيون وانقبض قلبها .


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-09-18, 12:24 AM   #1689

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7

دخل أحمد ساحة بيت الخوازن ممتنا لتلك المصادفة أنها ليست في البيت وإنما تشارك في تحضير عرس أحد أبناء عمومتها ..


كان نهارا غريبا بدأه حين خرج صباحا مع شاكر وحميد الي البلدة المجاورة ليلتقط شبكة هاتف ويقوم بالاتصال بوالده .. فلم يتصل به منذ ثلاثة أيام لانشغاله بالعمل في مجمع الأديان وبالاحتفال الذي أقامه الخوازن على شرفه وبنقل ما يخصه للبيت الجديد الذي استأجره .. لكنه وجده أن الحاج سماحه كان صوته مختلفا رغم إدعائه أن كل الأمور على ما يرام ..





فاتصل بسيد ليبادره الأخير بالصراخ والتوبيخ أنه لم يتصل بأبيه لمدة 3 أيام .. وأن أبيه قد ارتعب حين سمع بانفجار في مدينة أخرى وبالضغط على سيد أخبره بكل شيء فنزلت الأخبار فوق رأسه كالصاعقة ..فلم يدري بنفسه إلا وهو يجري على أقرب مكتب طيران ليشتري تذكرة للعودة للوطن فورا ..


صحيح أنه كان ينوي العودة بعد عشرين يوما ربما هي أيامه الأخيرة مع بانة .. لكن ما سمعه من أخبار لن يقدر أن يبقى بعدها ساعة واحدة إضافية .. فما كان ينوي أن يقوم به بعد عشرون يوما لابد أن يقوم به الآن وفورا .


فعاد ليجهز حقيبته .. ومر في طريقه على مبنى مجمع الاديان الذي أوشكت أعمال الخشب فيه على الانتهاء .. فقد اجتهد هو وفريق العمل للانتهاء منه سريعا .. قاصدا أن يتفرغ لبانة في الايام المتبقية له معها .. ولم يدري أن تلك الأيام أقصر بكثير مما ظن .. ودعهم في المشروع وأخبرهم بأن عليه العودة لوعكة صحية ألمت بوالده وأعطاهم النصائح الأخيرة راضيا على المستوى الذي خرجت به الأعمال الخشبية .



دخل على أبا فراس وقلبه يضرب في صدره بقوة وهو يدرك أن لحظة الرحيل قد حانت ..فجحظت عينا أبا فراس وهو يرى أحمد يدخل عليه يحمل حقيبة سفر وملامحه شاحبة كالأموات .


ابتلع أحمد ريقه وقال بصوت مبحوح "أنا ذاهب "


اتسعت عينا أبا فراس وتمتم " ماذا تعني؟؟ .. إلي أين ؟؟"


رد أحمد " لابد أن أعود لبلدي فورا"



سأله أبا فراس بقلق " ماذا حدث؟؟؟"



رد أحمد بحزن " اليوم علمت أن أبي مريض .. وأن أختي وصديقي على وشك الطلاق .. ( صمت قليلا يبتلع ريقه بصعوبة وأكمل بصوت مرتعش ) وأن صديقي في غيبوبة منذ رحيلي "



حوقل أبا فراس بأسى ثم قال بإلتياع "وهل بانة تعرف ؟؟؟"


رد أحمد بهدوء ظاهري يداري إرتجافه " لا.. ولا أريدها أن تعرف "


حجظت عينا أبا فراس ورد بصوت مبحوح " ماذا تعني بهذا الكلام "


رد أحمد بصوت هارب منه " أعني ما قلته "


هتف أبا فراس باستنكار " هل ستسافر دون أن تخبرها !!"


غمغم أحمد " نعم"



هتف الآخر باستنكار " لم؟"



سحب أحمد نفسا متألما يداري به انفعالاته وقال "هذا ما كنت أنتويه منذ بعضة أيام .. أن أسافر بعد عشرين يوما هي المهلة التي وعدت أبي أني لن أزيد عنها .. دون أن أخبر بانة "



هتف أبا فراس بالتياع " ما هذا الذي تقوله لماذا؟؟!!"
صاح أحمد بانفعال " لأرحمها من عذاب الاختيار بيني وبينك "



هدر أبا فراس بسرعة " ومن قال أني سأترك لها مجالا للاختيار .. مكان الزوجة مع زوجها"



رد أحمد بشموخ " وأنا لا أريد مجرد زوجة .. وأعلم أن بانة لو سافرت معي سواء باختيارها أو بالاجبار فستسافر معي جثة بلا روح .. ستترك قلبها وعقلها هنا بينكم .. أنا أعلم أن الاختيار صعبا وأن التضحية كبيرة .. ولا أريد أن اعرضها لهذا التمزق .. "


صمت أبا فراس قليلا يستوعب المفاجأة ثم قال " من الممكن أن تتفق معها أنك ستسافر وهي تلحق بك بعد أن تطمئن عليّ إن كان هذا ما تعنيه "


رد أحمد بإصرار " لا .. أنا أعرفها كما تعرفها أنت بالضبط لديها روح المسئولية عالي.. وقد تأتي إلي فيما بعد لاعتبارات أنها زوجة وانها تشعر بالامتنان لي ولأسرتي وما إلى ذلك.. وليس هذا ما أريده منها .. فأنا وهي قصة لن تكون عادية أبدا .. وإن لم يكن ما يجمعنا حبا حقيقيا قويا فلا داعي لأن نعذب أنفسنا .."




سأله أبا فراس باستنكار " ماذا تقصد ؟؟ هل ستتركها هكذا دون وداع ؟؟؟.. دون أي شيء؟؟؟؟"


رد أحمد بصوت مرتجف " أجل .. فأنا أفعل ذلك متعمدا لأعطي لها الفرصة أن تتهمني بأني رجل غير مسئول .. وجرحتها .. وتغلق صفحتي وتنهي عذابها بالتشتت بين بلدين .. أما لو كنت أمثل لها ما تمثله هي لي ستسامحني وستأتي إلي .. ببساطة أنا أرفع عنها الحرج أن تظل معي كمجرد زوج رزقها الله به .. آن الأوان لأن تسعى هي إلي .. لكني هذه المرة سأزيل كل الأسباب المنطقية من أمامها لأن تختارني وسأرى إن كان ما تبقى بعد انتفاء المنطق سيدلها على طريقي أم أنها ستكتشف أني لم أكن في حياتها سوى أنسان ممتنة له وتعتز به فقط "


صاح أبا فراس متألما " أنت مجنون وتغامر .."



قال أحمد بإصرار " لم يبقى لدي سوى المغامرة ..فأنا أمقت اللون الرمادي .. إما أبيض أو أسود .. وحان الوقت لأن أختبر حبها لي ( ابتلع ريقه وأكمل بلهجة ذات مغذى ) ولا أظنك أيضا على استعداد للتخلي عنها قريبا .."


صاح أبا فراس مدافعا " هذه مشكلتي أنا.. المهم سعادتها "


أطرق أحمد برأسه قليلا ثم رفعها ليقول بصوت يرتجف " لقد انتهت رحلتي معها .. وأعدتها إلى اسرتها كما وعدتها.. أعدتها مرفوعة الرأس .. وتعمدت أن أشارك في مجمع الاديان لتبقى ذكري زوج بانة الخازن ترفع رأسها في البلدة .. وانتهت مهمتي عند هذا الحد "


سأله أبا فراس ولم يخرج من الذهول بعد " وماذا سأقول للناس ؟"


رد أحمد متصنعا الهدوء " قل لهم الحقيقة أباه مريض واضطر للذهاب وبانة ستلحقه بعد أن تطمئن علي ( وغلبه التأثر ليكمل بارتجاف ) وإذا قررت بانة الانفصال .. ( ابتلع ريقه وهو يفكر بكلمة الانفصال ) أخبرهم أنها لم تستطيع ان تترك بلدها من أجلي "


حدق فيه أبا فراس لم يعلم هل هو مجنون أم عاشق إلى حد التضحية بينما أكمل أحمد بتوسل والألم يعتصر قلبه وقلب أبا فراس " أرجوك يا عماه .. لا تضغط عليها بالرجوع .. أتركها تقرر وحدها بكامل إرادتها .. وإياك وإثارة روح المسئولية لديها .. إنها قد تتضحي بنفسها من أجل الأخرين .. وإياك أن تخبرها أنك شعرت أني متأثرا بتركها .. فلا أريدها شفقة .. أريدها أن تأتي إلى حبا وعشقا لا شفقة .. أريدها تأتيني رغم أني حرجتها وآلمتها وتركتها بشكل مهين .. أريد أن ينتصر قلبها على عقلها.. أعلم أني قد أبدو مجنونا أمامك .. لكن بانة لن تكون سعيدة إلا أذا جاءت بإختيارها إلي .. كل ما أفعله هذا لأجردها من كل ما يمكن أن تبقى معي من أجله لنرى إذا ما كان الحب الذي في قلبها لي كاف لأن تبتلع إهانت لها وتأتي إلي.. أم أن عدم وجودي في حياتها سهل التعامل معه "



انعقد لسان أبا فراس يحدق فيه ويحاول تقييم الأمر .. فأخرج أحمد خطابا وقال" هذا الظرف لها"



سأله أبا فراس" هل دبرت وسيلة نقل للمطار .. أنت أمامك رحلة سفر ليس لأكثر من عشر ساعات لتصل للمطار ".



رد أحمد" لقد حجزت تذكر للحافلة أحتاج فقط من يقلني لموقف الحافلة .. وارجو ألا تعطيها هذا الخطاب إلابعد اثني عشر ساعة من الآن حين أكون في السماء متجها لأرض الوطن .. "


تمتم أبا فراس " سأطلب صقر أن يقلك لموقع الحافلة"


وحدق فيه قليلا ثم نظر للظرف الثقيل في يده.. لا يعرف ماذا يقول .. فمال أحمد بسرعة يقبل رأسه وهو يتمتم " أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. أتمنى أن يتم شفاءك على خير "



وحمل حقيبته مغادر بسرعة وعينا أبا فراس المصدومة تشيعه شاعرا بأن قلبه في قبضة جليدية .




بعد قليل كانت السيارة تبتعد بأحمد وهو يتطلع للمرآة الجانبيه و يداري وجهه المتأثر عن صقر الذي يختلس النظر إليه في وجوم بينما الصبي آدم يصرخ بالتياع وقد أفلت من قبضة شاكر الذي يحاول السيطرة عليه ويجري خلف السيارة بعد أن سمع الكبار يتحدثون عن سفر العم سماحة .


***


دخل سيد للورشة بسيارته وترجل منها يسأل عن وصول شحنة الخشب فأخبروه أنها لم تصل بعد .. فقال للعم عبد الحليم المشرف على العمال" إذن سأراجع دفاتر الحسابات والطلبيات ومواعيد التسليم .. وأريد أن أمر لتفقد على سير العمل"



تمتم عبد الحليم بلهجة ذات مغزى " كل ذلك تم وبقي فقد مراجعة الحسابات "



رفع سيد حاجبه باندهاش وسأله " ماذا تقصد من أنجز العمل أنا عطلت أعمالي من أجل هذا "


رد عبد الحليم ونظرة الإعجاب تكل من عينيه " انجزته الصغيرة "


سأله سيد بعدم فهم " من تقصد؟؟؟!!"



لاحت ابتسامة على وجه الرجل العجوز ليقول "الأستاذ’ آية هنا منذ ساعات وانجزت كل العمل الورقي إلا الحسابات فقد قالت بصارحة أنها ليست ضليعة فيها .. والآن تتفقد العمل "


تدلي فم سيد ببلاهة وابتلع ريقه وقد تضخم قلبه حتى كان أن ينفجر يقول "هل آية هنا ؟"


ابتسم الرجل وتمتم بنعم .


سأله سيد بفضول " وكيف انجزت الأعمال الورقية ؟
رفع له الرجل إبهامه بإعجاب .


اتسعت عينا سيد وتمتم بخفوت بغير تصديق " القزمة !! "



اتسعت ابتسامة الرجل ليقول" عليك أن تراها وهي تتعامل مع الأوراق وتسأل بنباهه وتقارن الطلبيات والمعروض وتتفقد سير العمل .. جزئية واحد أخبرتي أنها لن تستطيع أن تنجزها هي الأمور الحسابية وأنها ستأخذها للبيت لتراجعها مع الحاج "


لاحت أبتسامة فخر على وجه سيد .. ثم سأله "وأين هي الآن رد عبد الحليم تمارس دور أخيها"



عقد سيد حاجبيه وسأله "ماذا تعني ؟"


رد الرجل العجوز بتسلي" تعذب العمال "


انفجر سيد ضاحكا بضحكة عالية قبل أن يلحق بقلبه الذي أسرع يبحث عنها .


دخل سيد يتطلع إليها وهي تتفقد سير العمل وتبدي بعض الملاحظات الخاص بالتصميم بحزم وجدية.. فابتسم في حنان ليقول عبد الحميد بإعجاب " سماحية أبا عن جد .. يبدو أن كل ما خرنته في عقلها عن سير العمل تستحضره الآن كما أن الفترة الماضية كانت تتردد هنا بانتظام مع الباشمهنس احمد "


استدارت آيه إليهم متفاجئة فأشاح سيد بنظرة من التحديق فيها ..وفي بنطالها الجينز وحذائها الرياضي المريح وحجابها الذي يبرد لون العسل في عينيها بقوة .. فازدادت ضربات قلبها في سعادة ..



حياها بهدوء يقول أمام عبد الحليم " كيف حالك آية ؟"


ردت وقد تخضبت بالحمرة "الحمد لله "


شعر سيد أن وجوده معها هنا وحدهما في الورشة سيضعفه فقال لعبد الحميد " سأكون في ساحة الورشة في انتظار شحنة الاخشاب لأتسلمها .. أطلب لي كوبا من الشاي".



وتحرك متثاقلا ومتمنيا أن يستغل الفرصة لتجاذب بعض اطراف الحديث العادي معها .. بينما شعرت آية بالإحباط لمغادرته بعد دقيقتين قضتهما في سعادة أنه هنا معها .. فتمتمت بخفوت للعم عبد الحليم " وأنا في مكتب أحمد سأراجع بعض الأوراق قبل أن أغادر "


بعد قليل كانت تتطلع إليه عبر النافذة .. يستند بعيدا على سيارته ويضع سماعات الهاتف على أذنه يبدو أنه يستمع لبعض الموسيقى ..


فركت كفيها قليلا وفتحت هاتفها تبحث على أغنية معينة على تطبيق الساوند كلاود ووضعت السماعات على أذنها تسمعها ولم تنسى أن تنشرها على صفحتها على التطبيق .


عند السيارة جاء لسيد إشعارا أن آية قد نشرت أغنية على صفحتها فتملكه الفضول كالعادة إلام تستمع فشغل الاغنية ليصدح صوت فيروز



بناديلك يا حبيبي .. ما بتسمعلي ندا
و لا التلات القريبة بترجعلي الصدا
كأنك ما حدا ضايع بهالمدى
حبيبي يا حبيبي ما لي غيرك حدا



ضحك سيد ضحكة ساخرة وتمتم بغيظ "تنادييني!!"


فبحث على تطبيق الساوند كلاود على أغنية ونشرها على صفحته ليصل لآية إشعارا بذلك لتستمع للأغنية وقد جحظت عيناها



بتنادينى تانى ليه ؟ ..
انتى عايزة منى إيه؟
ما انتى خلاص حبيتى غيرى
روحى ل اللى حبتيه ..



ضربت كفيها في استنكار وهتفت في عصبية " ماذا ؟.. هل فقد عقله!! .. حسنا يا سيد .. حسنا أيها الغليظ السخيف .."
ونشرت على صفحتها أغنية أخرى استمع إليها سيد فضربته في مقتل .


حـب ايه اللي انت جاي تقول عليــه
انت عارف قَبلة معنى الحب ايه؟
لما تتكم عليه !!
حب ايه اللي جاي تقول عليه!!

انت ما بينك وبين الحب دنيا
دنيا ما تطولها ولا حتى فخيالك
اما نفس الحب عندي حاجه تانيه
حاجه اغلى من حياتي ومن جمالك





أطرق سيد برأسه قليلا ثم نشر أغني أخرى ليرد عليها فتلقتها آية بلهفة ..



على حبك عندي 100 إثبات
شوقي مثلا .. بان في عيني ساعات
وبخاف .. وبغير .. خد من ده كتير
وان سيرتك جت بنطق بالخير
وطبعك خدت منه حاجات
وأخبارك مَعَ التَّفَاصِيلِ..
أَحُبَّ أَسَمْعَهَا بالتفصيل
مَادَامَ أَتَفَتَّحَتْ السِّيَرَةُ أَخَدَّ..
وَأَدِي لِنَصَّ اللَّيْلُ
وفِي حُبَكِ كُلَّ يَوْمَ فِي جَديدِ ..
وَلَوْ تُوحِشُنَّي وَاُنْتُ بَعيدَ
دِهُ الأحساس بنتلاقلا م
فيش حاجَةَ إسمها مَوَاعِيدَ
لو أقولك الكلام هيطول..
حس انت شوف بعينك دول
في كلام عادي يتقال للناس..
وكلام يتقال أجمل إحساس
بيوصل للقلوب على طول..




أمسكت آية بقلبها وتوقفت على إرسال مزيدا من الأغنيات .. فلم تفعل سوى أن ظلت تستمع للأغنية الأخيرة مرارا وتكرارا ..



حتى بعد أن قررت العودة وجدته منتظرا في سيارته بعد أن انتهى من استلام شحنة الخشب .. فمرت من أمامه وركبت سيارة والدها وخرجت من الورشة وهي تراه يتحرك خلفلها مباشرة ..


شغلت الأغنية الأخيرة وهي تنظر لسيارته في المرآة الأمامية مرارا ولم تدري أنه يستمع لنفس الأغنية في سيارته .. يسير وراءها قلقا وهو يراها تقود السيارة وحدها .. ولم يطمئن إلا بعد أن وصلت للبيت وركنتها ..


فتحرك مغادرا عائدا إلى حيث كان ..
إلى مكان لا تشرق فيه شمسه الصغيرة





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-09-18, 12:34 AM   #1690

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 8 والاخيرة

في نفس الوقت الذي كان يربط أحمد حزام مقعده كانت بانة تفتح خطاب أحمد ذاهلة متحجرة لم تستوعب بعد .. لتجد خطابا وهاتفه ! .





فتحت الخطاب بيد مرتعشة لتقرأ :


يبدو أن الرحلة انتهت يا بنت الخازن ...
ولم أدرك إلا الآن أنها أنتهت في لمح البصر ..
فالربان أوصل المسافرة إلى دارها ..


انتهت ولم أشبع من شوقي إليك إلا الفتات ..



لكنها نهاية متوقعة .. وشاخصة في أذهاننا أنا وأنت طيلة رحلتنا ..



لذا علينا أن نستحضر أحمد وبانة الواقعيين لنواجه مصائرنا بشجاعة ..



أنا أدرك جيدا ماذا يمثل لك وطنك .. وأهلك ..


لذا لم أرد أن أضعك في عذاب الاختيار .. فآثرت أن أنسحب من حياتك بشجاعة تعلمتها منك .. وآثرت أن أعطيك الفرصة لأن تقرري أنت مصيرنا ..


فهو الآن بيدك يا بانة ..




أتذكرين الأغنية الثانية التي قلت لك أني جهزتها على هاتفي ؟..

استمي إليها الآن ..

فكنت أجهزها للحظة الواداع ..



بانـــة

زوجتي وحبيبتي



إذا أردت الإنفصال أخبريني عن طريق السفارة وسأنفذ لك ما تطبلينه ..



وأعلمي أني لم أكن ولن أكون غاضبا منك .. فأنا أعلم جيدا أولوياتك ..





وأعلمي أنك قلبي ..



قلب أحمد ..


أحمد سماحة





أمسكت بانة الهاتف بيد ترتجف بشكل مثير للشفقة وضغطت على الأغنية الوحيد التي وجدتها بينما الطائرة تنطلق عائدة بأحمد إلى وطنه ..
تاركا قلبه في وطن آخر .





علمني حبك ..
أن أحزن ..
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن


لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لأمرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور





علمني حبك سيدتي

أسوء عادات

علمني أفتح فنجاني في الليلة الآلاف المرات


واجرب طب العطارين وأطرق بابا العرافات


علمني أخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات


و أطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات





وألملم من عينيك ملايين النجمات

يا امرأة دوخت الدنيا

يا وجعي

يا وجع النايات

أدخلني حبكِ يا سيدتي مدن الأحزان


وأنا من قبلكِ لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان


علمني حبكِ أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان


يا امرأة قلبت تاريخي


إني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان
علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان


علمني أني حين أحب تكف الأرض عن الدوران









نهاية الفصل الثالث والثلاثين



تنويه

ثنثبت موعد العاشرة مساء يوم الاحد ليكون موعدنا



أرجو ان أمون قد وفقت في الصياغة



تحياتي

شموسة


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.