آخر 10 مشاركات
[تحميل] الثلاثيني الملتحي / للكاتبة عذاري آل شمر ، عراقية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          كرزة هليل - قلوب أحلام قصيرة [حصرياً] - للكاتبة:: رانو قنديل*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          276 - قلب فوق البركان - بيني جوردآن (الكاتـب : أميرة الورد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-18, 11:36 PM   #1771

Tott

? العضوٌ??? » 417064
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Tott is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوووووررررر

Tott غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:38 PM   #1772

alyaa elsaid

? العضوٌ??? » 371142
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 147
?  نُقآطِيْ » alyaa elsaid is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 228 ( الأعضاء 115 والزوار 113)
‏alyaa elsaid, ‏lobnaaaa, ‏sarah anter, ‏Tott, ‏Hager Haleem, ‏lama., ‏Zainabalghazi, ‏دندراوي, ‏ward77, ‏نهى حمزه, ‏مرح جبارين, ‏زهرورة, ‏إلين 1988, ‏Hagora Ahmed, ‏وفاء خطاب, ‏الظبي اللعوب, ‏بيون نانا, ‏salwa habiba, ‏صابرة عابرة, ‏رروووح تغار, ‏غنى محمد, ‏راديكا, ‏Khawla s, ‏najla1982, ‏Sayko, ‏ريبكا, ‏aseralroo7, ‏sosomaya, ‏منيتي رضاك, ‏rowdym, ‏Ana menna, ‏sayed tota, ‏shadow fax, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏زرقاءاليمام, ‏سوووما العسولة, ‏داليا حسام, ‏basama, ‏الميزان, ‏BeaU^^, ‏Asmaa nasser, ‏وسام كمال, ‏Shammosah, ‏شيمو العاقلة, ‏لينا وساره, ‏willoucha, ‏amatoallah, ‏amana 98, ‏زهوري الحلوة, ‏اويكو, ‏مييييج, ‏Um Ghaeth, ‏zjasmine, ‏منوني1, ‏jassminflower73, ‏ندى المطر, ‏داااانه, ‏abirAbirou, ‏Laylaayoubi, ‏jadayal, ‏silverblaze, ‏جودي الفيصل, ‏هامة المجد, ‏Noor Alzahraa, ‏ام تالا و يارا, ‏عطر الوردة, ‏hoba2017, ‏Acaars, ‏princess of romance, ‏الحاءرة, ‏Hiba mohamed, ‏من هم, ‏Noors, ‏oopps, ‏اسماء2008, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏مون شدو, ‏كيس فاضي, ‏دينا اسماعيل, ‏Time Out, ‏زهرة الحنى, ‏غروري مصدره أهلي, ‏B.A.M, ‏sou ma, ‏AdamDado, ‏totamohamedusama, ‏yasser20, ‏ورد الجلنار, ‏Asya Tulyda, ‏Emoji, ‏jass_min_juri, ‏طماطم يس, ‏mirrayben, ‏ensaf m, ‏ام رمانة, ‏noura 203, ‏وردة شقى, ‏ريامي, ‏زهرةالكون, ‏SOL@RA, ‏nagah elsayed, ‏Sa Lma, ‏emytroy2, ‏Nanyotb, ‏روجا جيجي, ‏درة البحر2, ‏heba azmy, ‏فتاة من هناك, ‏هبة الله 4, ‏مزوووووون, ‏مارينا جمال, ‏هوبة السيد, ‏Kawt, ‏سفيرة العراق


alyaa elsaid غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:39 PM   #1773

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 230 ( الأعضاء 119 والزوار 111)
‏أميرة الساموراي, ‏عطر الوردة, ‏alyaa elsaid, ‏سمية احمد, ‏ندى معتز, ‏بيون نانا, ‏ريبكا, ‏Tott, ‏amana 98, ‏ريما الشريف, ‏Laylaayoubi, ‏dinosaure, ‏lobnaaaa, ‏sarah anter, ‏Hager Haleem, ‏lama., ‏Zainabalghazi, ‏دندراوي, ‏ward77, ‏مرح جبارين, ‏زهرورة, ‏إلين 1988, ‏Hagora Ahmed, ‏وفاء خطاب, ‏الظبي اللعوب, ‏salwa habiba, ‏صابرة عابرة, ‏رروووح تغار, ‏غنى محمد, ‏راديكا, ‏Khawla s, ‏najla1982, ‏Sayko, ‏aseralroo7, ‏sosomaya, ‏منيتي رضاك, ‏rowdym, ‏Ana menna, ‏sayed tota, ‏shadow fax, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏زرقاءاليمام, ‏سوووما العسولة, ‏داليا حسام, ‏basama, ‏الميزان, ‏BeaU^^, ‏Asmaa nasser, ‏وسام كمال, ‏Shammosah+, ‏شيمو العاقلة, ‏لينا وساره, ‏willoucha, ‏amatoallah, ‏زهوري الحلوة, ‏اويكو, ‏مييييج, ‏Um Ghaeth, ‏zjasmine, ‏منوني1, ‏jassminflower73, ‏ندى المطر, ‏داااانه, ‏abirAbirou, ‏jadayal, ‏silverblaze, ‏جودي الفيصل, ‏هامة المجد, ‏Noor Alzahraa, ‏ام تالا و يارا, ‏hoba2017, ‏Acaars, ‏princess of romance, ‏الحاءرة, ‏Hiba mohamed, ‏من هم, ‏Noors, ‏oopps, ‏اسماء2008, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏مون شدو, ‏كيس فاضي, ‏دينا اسماعيل, ‏Time Out, ‏زهرة الحنى, ‏غروري مصدره أهلي, ‏B.A.M, ‏sou ma, ‏AdamDado, ‏totamohamedusama, ‏yasser20, ‏ورد الجلنار, ‏Asya Tulyda, ‏Emoji, ‏jass_min_juri, ‏طماطم يس, ‏mirrayben, ‏ensaf m, ‏ام رمانة, ‏noura 203, ‏وردة شقى, ‏ريامي, ‏زهرةالكون, ‏SOL@RA, ‏nagah elsayed, ‏Sa Lma, ‏emytroy2, ‏Nanyotb, ‏روجا جيجي, ‏درة البحر2, ‏heba azmy, ‏فتاة من هناك, ‏هبة الله 4, ‏مزوووووون, ‏مارينا جمال, ‏هوبة السيد, ‏Kawt, ‏سفيرة العراق


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:45 PM   #1774

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تعب الانتظار ولا استطيع الانتظار اكثر

..............

شعر نسيت من هو صاحبه اعتقد نزار قباني

سئمت الانتظار... ولعبتي مع النار

لم تبقى سوى دقائق خمس ..وتغرب عن سمائنا الشمس


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:45 PM   #1775

راديكا

? العضوٌ??? » 356681
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » راديكا is on a distinguished road
افتراضي

تسجييل حضووور...في انتظارك على احر من الجمر 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

راديكا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:49 PM   #1776

BeaU^^

? العضوٌ??? » 431158
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » BeaU^^ is on a distinguished road
افتراضي

بانتظااااااااااااااااارك شموووووووووسه😍😍😍😍😍😍😱😱😱😱😱أحر من الجمررررر😁😁😂

BeaU^^ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:49 PM   #1777

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع والثلاثين



الفصل الرابع والثلاثون






إنه ذلك الشعور بالخواء .. بالفراغ .. بالعودة دون أطرافه .
أو .. دون قلبه ..


هل يجرؤ على الإعتراف على أنه بكي ؟!..



بكى وهو يغادر بيت الخوازن .. وظل يشيح بوجه طيلة الطريق حتى لا يرى صقر أن عيناه أغرورقت بالدموع كالنساء .. يمسح دمعات تنفلت لتخرج أخرى تعانده .
وأنه لم ينظر في وجه صقر ولم يسلم حتى عليه فقد كان قلبه متورما .. متألما كمن سحق تحت عجلات قطار سريع .. وأكتفي بأن ربت على كتفه سريعا دون أن ينظر ناحيته وحمل حقيبته مغادرا وهو يتمتم " لن أوصيك عليها .. أتركها في أمانتك .. السلام عليكم "



ليصعد للحافلة دون أن يجروء على النظر من النافذة حتى لا تنفضح مشاعرالتي لم يستطع وقتها التحكم فيها أمام صقر .





لكن حين استقبله سيد في المطار كان قد عاد لارتداء وجهه الجامد المتخشب من الألم ..



فسأله سيد بإندهاش " أين بانة ؟ "


لم يرد.. لكنه تحرك بسرعة خارجا من المطار فلحق به سيد يمسك بذراعه ويكرر السؤال ليرد عليه أحمد وهو مستمر في الاسراع كأنه يهرب من انفعالات وانفلاتات شعورية تركها راؤه في بلدها " أريد أن أصل للبيت بسرعة "



اتسعت عينا سيد وأدرك من الهئية التي يبدو عليها صاحبه أنه الأمر مفجع .. فصاح يقول وقد تجاوزا باب المطار " انطق يا ابن آدم أين زوجتك؟؟؟؟"


التفت أحمد بعصبية ليرد" هل ستوصلني للبيت أم أطلب سيارة أجرة ؟؟؟"


تحرك سيد نحو سيارته يفتح له حقيبتها بينما أحمد يلقي بحقيبة سفر فيها ليجلس بجوار مقعد السائق بإنهاك ..
ظل سيد طوال الطريق صامتا يراقب جموده .. وحين تكلم أحمد سأله عن والده رد سيد بتوبيخ "الحاج اصبح بخير .. ولو كنت اتصلت بي قبل أن تقرر العودة بدلا من أن تخبرني برسالة قصيرة قبل أن تقلع طائرتك.. لكنت أخبرتك "



تمتم أحمد بارتياح " الحمد لله" ثم أستطرد " أحك لي ما حدث بالضبط مع أروى وعمرو .. ومع وائل ".





عند بيت سماحة بعد ساعتين أنزل أخرج أحمد حقيبة سفره بوجوم بعد ما سمعه من تفاصيل من سيد .. وقبل أن يدخل بوابة البيت سأله سيد بغيظ " لم تخبرني أين بانة؟"


رد عليه باقتضاب " تركتها وحضرت مسرعا"


شعر سيد ببعض الرجفة في قلبه وهو يسأل " ومتى ستعود ؟؟"


رد أحمد بهدوء " لا أعرف .. وربما لن تعود .. لقد فتحت لها باب القفص وتركت لها حرية الاختيار "



اعتصر الألم قلب سيد وكاد أن يعاجله بقبضته لكن الحالة المأسوية البادي عليها صاحبه ألجمته .. فربت على كتفه وقال " إذهب لتستريح يا كونت وسنتحدث لاحقا "


لكن قبل أن يدخل البوابة قال سيد " بالمناسبة"



ليلتف إليه أحمد فأكمل سيد ساخرا وهو يشير بإيماءة من رأسه نحو غرفة برقوق " منذ أن سافرت وهو متقوقع بالغرفة..لا يخرج لا يتكلم وغالبا لا يأكل كما يقول طأطأ .. وتوقف عن تجميع الصبية .. والحمد لله الحي سلم من مشاكساته"


رفع أحمد حاجبا مندهشا ثم شوح بيده بلاحقا ويدخل البوابة . . لكنه تسمر حين سمع صوته السمج يصيح من بعيد " قريبي .. أحمد قريبي .. اشتقت لك .. "


نظر أحمد لسيد الذي يكتم ضحكته وقال من بين أسنانه " كان من الممكن أن تستحضر سيرة أي شخص آخر الآن بالذات "


استدار يقول لبرقوق "كيف حالك يا برقوق "


هتف برقوق بفرح حقيقي " كيف حالك أنت .. هل استمتعت في تركيا .. أنا كنت أدعي لك طوال الوقت صدقني "



أومأ أحمد برأسه يقول " وصلت الدعوات لا تقلق .. وصلت جدا .. شكرا لمجهودك يا برقوق "



ثم استدار لسيد يقول قبل أن يصعد " غالبا أنا أصل النحس الذي أصاب الجميع "



بعد قليل كان أحمد يقبل رأس أبيه الجالس على مقعد وثير في غرفته ويتمتم بالحمد على سلامته بينما وقفت إلهام تقبض على صدرها مذهولة .. فأنحنى نحو أروى ليحتضنها لتشير بيدها الا يفعل فتجمد مكانه يحدق في عينيها فقالت بهمس " لا أريد أن أبكي "فأمسك برأسها يقبل جبينها بقبلة طويلة .. فاشاحت بنظراتها حتى لا تواجهه وتبكي فابتعد عنها .
خرجت آية من غرفتها مبتسمة حين رأته ثم تلفتت حولها تقول " أين سنيورة ؟ .. لم تصعد لتسلم علينا أولا؟ "


قرصتها أروى لتصمت فتجولت آية بنظرها بين الأعين تحاول الفهم .





تكلمت إلهام بصدمة " لم أفهم!!!! .. كنت في بلدلها ؟!! .. بلد بانة ولم تكن في تركيا !!!.. ذهبت لبلدها ولم تخبرني ؟!!... ثم تركتها عند أبيها !!! ( ثم اكملت باستنكار ) وتركتها بخطاب دون وداع!!! .. ماذا هذا السخف الي تقوله !!!!."


نظر إليه والده عاتباأن ألقى في وجهها كل الحقيقة دفعة واحدة بمجرد أن دخل وسألته عنها .. بينما صاحت أروى بصدمة " أين أبنتي يا أحمد؟؟؟ .. أين تركتها وحدها؟؟؟"


أعتصر الألم قلبه وندم على تهوره بإخبارها بشكل مفاجئ .. فاقترب منها يحاول احتضانها بينما الدموع تقف على حدود عيناها متحجرة وهي ترفع وجهها له تتطلع إليه بصدمة فقالت بخفوف وهي ترتجف " ماذا فعلت بالفتاة .. أين تركت إبنتي ؟؟"



لم يكن أحمد في حالة تسمح له بتحمل المزيد من الألم .. فهو يخفي ما يخفيه .. ويتحمل ما يتحمله .. ليظهر متماسكا فقال بهدوء " كما أخبرتك يا أمي .. ذهبنا لبلدها لأننا علمنا أن جزء من عائلتها قد عاد للبلدة .. وهناك قابلنا والدها .. وحين وجدتها غير مستعدة للعودة معي أطلقت سراحها وأتيت "


جحظت عيناها أكثر وقالت بصدمة " طلقتها !!"


ضربته الكلمة بخنجر في صدره لكنه دراى ألمه ليقول بهدوء" لم أطلقها لكني تركت لها حرية الاختيار دون أي تأثير مني إما أن تأتي إلي بنفسها .. أو أن تطلب الانفصال عن طريق السفارة "


تبادل كل من أروى وآية النظرات المصدومة بينما حدقت إلهام في الأرض تستوعب الأمر .. ثم رفعت وجهها تقول " وهل تعتقد بعد أن تركتها ورحلت فجاة دون وداع ستأتي إليك مرة أخرى؟"


رد أحمد بعصبية " لا أدري يا أمي .. لكني فضلت ألا أمزقها بالعذاب بيني وبين أبيها"


نظرت إليه قليلا تحاول استيعاب ما يقول ثم استدارت لزوجها تقول بعصبية " وأنت كنت تعلم؟!! .. كنت تعلم يا إبراهيم أنهما ذاهبان للخطر ووافقت!! .. كنت تعلم طيلة الوقت أن أولادي في خطر ووافقت!! .. لهذا لم تتحمل الأخبار حين علمت بأمر الانفجار في بلدها ..( صمتت قليلا تحدق فيه بغيظ ثم أكملت ) وافقت يا ابراهيم أن يترك إبنتي في مكان كهذا !!"


رد الحاج" إهدئ يا إلهام .. أنا مثلك متألم على فراق الفتاة لكن هناك واقع علينا أن نعترف به"



تطلعت إليهم جميعا .. ثم انسحبت بهدوء وشرود وهي ممسكة بقلبها .. خرجت إلى الصالة ونظرت حولها تائهة .. فلم تجد مكانا تنزويفيه وحدها .. فتحركت للإتجاه المعاكس بنفس الهيئة بينما عيون أولادها تراقبها حتى وصلت لغرفة أحمد ..



دخلت بهدوء وأغلقت الباب .. ثم ليسمعوا بعد ذلك صوت المفتاح يغلق الباب عدة مرات .




***




هتف عمرو باستنكار " لم أفهم يا أمي !"


ردت عفاف بصوت واهن " أنت تفهم جيدا ما أقوله .. أنت تحبها لا أعترض .. لكني كما ترى صحتي لم تعد مثل السابق وأمنيتي الوحيد أن أرى أحفادي قبل أن أموت .. وزوجتك كما تقول تحتاج وقتا للعلاج فيما يخص ظهرها.. ورفضت رفضا شديدا حين قلت لك لتحمل أولا وأخبرتني بكل وقاحة أن هذا أمرا يخصكما وحدكما .. ( وابتلعت ريقها تأخذ نفسا صعبا وأكملت ) فإن كنت تحب أمك وتريد أن تسعدها إفعل ما سيريحني في قبري .. تزوج من سماح .. فتاة ممتازة ستريحك أنا أعلم .. وستظل بنت إلهام على ذمتك "


تكلم عمرو باستنكار " أتطلبين مني أن أتزوج على زوجتي !! ( صمت قليلا معقود اللسان ثم أضاف ) أنا مذهول يا أمي صدقا مذهول ؟!!"


ردت بانفاس سريعة " هأنت لا تريد إسعادي .. لا تريد التضحية من أجلي .. أنا لم أطلب منك أن تطلقها .. أنا أطلب منك أن تحقق أمنيتي في أن تتزوج من أبنة إخي .. أنا أحلم بهذا الأمر طيلة عمري.. أُعددتها بنفسي لأن تكون زوجتك .. علمتها كل شيء أردت أن أعلمه لابنتي وأنا أرسم أحلاما بأنها زوجتك المستقبلية .. وصدمتني حين رفضت الزواج منها .. حاولت كثيرا التعامل مع هذا الأمر لكني فشلت .. إنها أمنيتي الوحيدة قبل أن أموت .. "


صاح عمرو باستنكار " وهل أنا دمية تُزوجينيدون رأيي .. تتمنين بالنيابة عني أمنيات وتخططين لتنفيذها دون استشارتي !! .. أنا أنسان يا أمي .. ولي مشاعر .. ولي أمنياتي الخاصة.. وما أفضله ومالا أفضله مع الزوجة التي أرغبفي أن تكون نصفي الآخر.. ولست خروفا للتناسل "



صاحت بوهن " أنت لم تكن أبدا تخالفني كان ذوقك من ذوقي "


رد بلهجة آسفة " وهذا كان خطئي الكبير .. أن اتطرف في تنفيذ طلباتك على حساب رغباتي .. أو ربما لم تكن معظمهاأمورا تستحق الجدال فيها فلم أجد غضاضة أن أفعل ما تحبينه لتسعدي .. وما أردته بشده تخليت عنه من أجلك .. أردت إسعادك يا أمي دوما لكن هذه المرة الأمر صعب لن اتستطيع الابتعاد عن أروى و لن أطلقها "



قالت عفاف باستنكار " لم أقل أنك ستطلقها .. الشرع يتيح لك أكثر من زوجة "


هتف باستنكار مماثل " لست راغبا في الزواج بأخرى وهي لن ترضى بشريكة لها في زوجها "


مطت شفتيها وردت " هذا شأنها .. إن كانت تحبك ستضحي .. وأنت .. إن كنت تحبي ستسعدني قبل أن أموت "



باغتها قائلا " وانتِ ستضحين من أجل من يا أمي؟؟"


ردت بانفعال " هل تعني أني لم أضحي من أجلك؟؟؟"


بدأت تتسارع أنفاسها فاعتصر الألم قلبه وندم على اندفاعه فقال بهدوء " لم أقل ذلك .. لكن ما تطلبينه صعبا .. يشق علي فعله "


طالعته بغيظ غير مصدقة هذا التمسك بها .. كلما فعل ذلك تشتلالنيران في صدرها ..فأشاحت بوجهها شاعرة بالظلم أن تربي وتعلم أكثر من ثلاثين سنة لتأتي إمرأة أخرى في غمضة عينتأخذ نفس مساحتها في قلبه .. إن لم يكن أكثر من ذلك "



عادت إليه تقول بقهر " هل تريد مني أن أتوسل إليك لتسعد قلبي؟ .. ألا أستحق منك أن تضحي من أجل أن تحقق لي أمنية واحدة قبل أن أموت ؟! .. أن أراك زوجاً لسماح .. وأرى أحفادك منها .. إنها أمنيتي منذ أن كنتما صغارا .."


حدق فيها عمرو متألما أن يرى والدته تتوسل إليه بهذا الشكل المفجع .. وهو عاجز تماما عن التنفيذ ..


هل أخطأ حين رفض الزواج من سماح قديما ؟


أكان عليه أن يضحي في هذا الجانب أيضاً ويتزوج من سيسعد والدته ووقتها لم يكن ليعرف بمشاعر أروى ؟


لكن كيف ؟؟ ..



لو فعلها وقتها لكرر قصة ماجدة ووائل .. أو سيد وبسمة ..
لو فعلها وأكتشف بعدها مشاعره التي خبأها في منطقة ما مجهولة بداخله لندم أشد الندم .. خاصة وأن سماح قريبته أي أن الطلاق سيكون موجعا للعائلة كلها .


لو فعلها لتعذبت أروى ..



لو فعلها وتزوجت أروى بغيره ليكتشف بعدها مشاعره لمات حزنا وقهرا .


لقد كان على صواب وألهمه الله بالتصرف الصحيح برفض سماح من البداية ..



لكنها والدته .. هي حِمله الثقيل .. فتذكر وصية والده .. وأدرك ما كان يوصيه به .



نظمت عفاف أنفاسها ثم أكملت " أخي مريض .. ولا ينام منذ أن فسخت خطبةإبنته من قلقه أن يموت قبل أن يزوجها ويطمئن عليها .. ألا نستحق أنا وخالك التضحية من أجلنا؟! .. الفتاة ممتازة جمالا وخلقا وربة بيت رائعة .. هل تعتقد أني سأختار لك غير فتاة استثنائية .. "


تسارعت أنفاسها فقال منهيا الموضوع " نتحدث لا حقا يا أمي في هذا الأمر .. إرتاحي الآن لابد أن تستريحي "



هتفت باستنكار " متى سنتحدث إذن ؟ .. حين أموت ؟؟ أو أخي يموت؟؟ .. ألم يؤثر فيك ما قلته عما تمنيته ولم يتحقق .. ألم يؤثر فيك ما أخبرتك به عن حالة خالك ؟؟"



زفر يقول بقلة صبر " يا أمي ألم نغلق قصة سماح قبل أن أتزوج أروى بمدة كبيرة .. ووقتها كنت تبحثين لي عن فتاة غيرها لأتزوجها"


تجمعت الدموع في عينيها وصاحت بصوت خرج مبحوحا "

هذه المرة رفضك سيعني موتي يا عمرو .. موتي وأنا غاضبة عليك.. ( ارتعشت مقلتيها وأكملت بالتياع ) ما هذه القسوة التي بت تتصرف بها معي؟؟!! .. ما هذا الكم من العند من أين أتى ؟؟!! .. هل علمتك القسوة على أمك "


تقبض عمرو يحوقل ويستغفر كثيرا ثم قال بانفعال مكبوت " أنت مصرة على إجباري على مالا أطيق .. أنت مصرة على إتعاسي .. مصرة على شقائي يا أمي !!"


رددت بخيبة أمل " كنت أعلم أنت أصبحت شخصا آخر يفضل نفسه على إسعاد أمه "..



قفز من مكانه وصاح باستنكار " وهل إسعادك يكون بتعاستي؟!!!.. لم لا تستوعبين يا أماه .. لم أصبحنا نتحدث فجأة بلغتين مختلفتين وكل منا لا يفهم ما يقوله الآخر؟؟ .. قلت لك لن أستطيع أن أفعلها .. قلت لك لن أطلق زوجتي .. قلت لك لا أريد غيرها زوجة "



صرخت عفاف بصوت مبحوح ضعيف " كان يوما أسود يوم أن دخلت حياتك .. يوما أسود يوم أن حولتك لذلك الابن قاسي القلب .. ( تحرك نحوها في جزع يحاول تهدئتها لكنها ظلت تولول ) كان يوما أسود .. حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل .. سأموت مقهورة .. سأ... "



فجأة أغمضت عيناها وفقدت النطق فصرخ عمرو بوعة قلب " أمي أمي .. ردي علي"




واسرع يضغط برعب وإلحاح على زر إستدعاء الطبيب




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:50 PM   #1778

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



بعد يومين :


قال أحمد للحاج وهو يقف على باب الشقة" أريدك أن تمارس سحرك عليها يبدو أنك فقدت سحرك مؤخرا إنها تحبس نفسها في الغرفة منذ يومين وحتى تهديداتك لم تفلح معها"


مط الحاج شفتيه بامتعاض يضع يديه في جيب بنطاله البيتي دون رد.


فتحرك أحمد نحوه وترك أروى بكرسيها على السلم بينما آية قد سبقتهما إلى شقته بعد قرروا الجلوس فيها قليلا ليتيحوا الفرصة لوالدهم ليحاول التحدث مع والدتهم التي حبست نفسها في الغرفة ترفض الحديث مع الجميع وقال له وهو يفرد ذراعه على كتفيه هامسا ط هل أنت متأكد يا إبراهيم أنها كانت قبلة واحدة قبل الزواج .."


رفع الحاج حاجبيه استنكارا فأكمل أحمد " أنظر ماذا يحدث لأولادك يشعرني أن بلاياك أكثر من ذلك يا أبراهيم ونحاسب كلنا عليها"


رد عليه الحاج يقول" إخرس ! أستغفر الله العظيم .. وهل تعتقد أن كل البلايا عقابا .. المؤمن مصاب"


ربت أحمد على كتفه وقال مستمر في المزاح لشفقته على أبويه " كوني أترك لك الشقة بأكملها فهذا لأني أريدك أن تصالحها لكن إياك أن تستغل هذه الخلوة لاغراضك الدنيئة .. أنا أحذرك فأنت في سن حرج بل أن ما يحدث مع المرأة المسكنية هو أنك أصبحت في سن حرج فعلا .."


ابتسم الحاج ثم ضربه على مؤخرة رأسه .. يشعر بالإمتنان .. يريد أن يسجد لله شكرا كلما نظر في وجه إبنه.. عصاه التي يتوكأ عليها .. أن قد عاد سالما إلى حضنه .


لمح أحمد التأثر في عين أبيه لكنه استمر ممازحا وهو يغادر "سأصعد كل خمس دقائق لأتفقد الوضع وأتأكد من أنك حسن السلوك يا إبراهيم."


اغلق الباب خلفه ليسقط قناع المزاح بسرعة ويحمل أروى لينزل بها إلى شقته .


***
قال الحاج وهو يطرق الباب " افتحي يا إلهام وكفى صبيانية .. عيب أن اتحدث معك ولا تردي علي ( وأكمل بلهجة موبخة ) كيف تكونين قدوة لبناتك وتتركين زوجك يحادثك ليومين دون رد !!"..



لم تتحرك إلهام من رقدتها في السرير تضع يدها على رأسها المعصوبة بمنديل .. بينما شعرها الأسود مفرودا بجانبها على الوسادة .



ضرب الحاج على الباب بانفعال يهدر" افتحي يا إلهام لم نعد صغارا على عنادك هذا "


أدارت رأسها نحو الباب تصرخ فجأة " قلت لك لا تتحدث معي .. وأتركوني وحدي .. أتركوني"


قال بإصرار " افتحي ونتحدث سويا بالعقل يا إلهام الاولاد ليسوا هنا "


لم ترد ... فضرب على الباب بعصبية ثم أخذ يسعل بشدة ..فعقدت حاجباها بإهتمام ترهف السمع لثوان .. ثم رفعت رأسها تنظر نحو الباب المغلق تنتظر أن ينتهي من موجة السعال وقد بدأ القلق يتسلل إليها .. ثم هبت فجأة تفتح الباب لتجده يستند على الحائط يحاول تنظيم نفسه ..فأسرعت إليه تهتف بجزع" ما بك يا إبراهيم !"



هدأت موجة السعال بصعوبة فأمسكت بيده ليستند على كتفيها نحو غرفتهما ويستريح على السرير
سألته وهي تتفحص أصناف الأدوية أمامها "هل أخذت أدويتك ؟"


رد بهدوء " لا أعرف"


قالت بتوبيخ" كيف لا تعرف !"


رد ساخرا " لأن زوجتي تهمل مواعيد أدويتي "


نظرت إليه بشك .. فلاحت ابتسامة ماكرة على وجهه لتلقي شريط الدواء بعصبية وتقول " أنت كنت تمثل يا أبراهيم .. من منا يتصرف بصبيانية الآن ؟"


اتسعت ابتسامته .. فزمجرت في غيظ وهمت بالقيام وهي تقول" كان خطئي أن صدقتك"


لف ذراعه حول خصرها ليسحب جسدها الضئيل ويتحكم به لتبقى جالسة على السرير بينما هي تقاوم في غيظ وشراسة فقال "إهدئي يا إلهام ماذا حدث لك !! .. ( لكنها استمرت في المقاومة فأضاف ).. اهدئي يا إلهام لست بعافيتي يا امرأة"


توقفت فجأة عن العصبية ودفنت وجهها بين كفيها وأجهشت بالبكاء ..



بكاء حار من قلب أم يحترق من الألم .


سحبها إلى حضنه يتمتم" لا حول ولا قوة إلا بالله .. ما بك يا أم أحمد سيأتي الفرج قريبا بإذن الله"..



رفعت إليه وجهها المغرق بالدموع وقالت "لمَ يحدث كل هذا لأولادي يا إبراهيم .. لمَ علي أن أتوجع بأوجاعي وأوجاعهم في نفس الوقت .. أشعر أن قلبي ترهل من كثرة الأوجاع .. أشعربه وقد أصبح كخِرقة بالية.. والله لم يبرأ حتى الآن من حادثة أحمد وأروى .. مازلت اقاوم تلك الأوجاع في صدري .. كلما رأيت أحمد يتوجع من ركبته أو أرى أروى بحالتها تلك أموت .. أموت ألف مرة في اللحظة الواحدة .. ( أطرقت برأسها تبكي قليلا ثم أكملت حديثها الباكي ) كم تمنيت لو أفديهم .. كم تمنيت أن أخذ ما حدث لأروى في ظهري أنا وهي تبقى سليمة تتحرك وتمشي وتحب وتتزوج وتنجب ولا تكون مكسور العين أمام إمرأة كعفاف ( استدارت تواجهه وتسأل حائرة ) أخبرني يا إبراهيم هل كان علينا أن نرفض الزيجة من أولها رغم أن عمرو رجل في زمن قلت فيه الرجال ؟!..


هل كان علينا أن نرفض زواج أحمد من بانة رغم أنه يعشقها و أنها نعم الكنة وأن ظروفها كانت تحتم الاستعجال بالزواج ؟!.. أخبرني أنا حائرة لا أعرف "



قبل رأسها موسيا وقد شعر بالألام تعود لصدره مرة أخرى .. فتمتم وهو يدفن رأسها في صدره من جديد "إنها أقدار يا إلهام .. بالنسبة لبانة فعلنا معها ما يرضي الله ويرضي ضمائرنا فلم نكن لنتركها وحدها خاصة وأن قلب ابنك معلق بها .. ولم نكن نرضى لها بأن تبقى على علاقة بابننا دون زواج .. وابنك كان سيرتكب حماقات تحت وطأة مشاعره .. ولم أرغب في أن يعود مجددا للإنزاق بعدما استقام ونضج .. فعلنا ما يرضي الله يا أم أحمد والتدبير من عند الله "


همهمت في صدره " قلبي يحرقني على البنت يا ابراهيم وكأنها إحدى بناتي .. لا أصق إمكانية أنها قد لا تعود .. ولا أتخيل أنها تعيش في مكان ليس آمنا .."


ربت على صدرها وقال متفهما " أعلم بما تشعرين به يا إلهام أنا أيضا أشعر وكأنها إحدى بناتي لكننا لابد أن نحكم العقل .. أنا فخور بأحمد وبم فعل .. وأعلم جيدا حجم مصابه ويملأني فخرا أن يقف صامدا رغم أوجاعه .."


همهمت في صدره "وجعي عليك يا بني وعلى قدرك "


أكمل الحاج "أما أروى فأنا أحتسب مصابنا فيها عند الله عز وجل ولن أمل من الدعاء لها بالشفاء ولن أمل في الطلب والرجاء .. اصبري معي يا إلهام ولا تقنتي من رحمة الله ..فماهو مقدر لن نفر منه .. ولو اختبئنا في باطن الأرض أو قاع المحيط .. ما أصابك ما يكن ليخطئك فليس أمامنا إلا الاحتساب عند الله ولنقبل أقدارنا بالحمد .."


رفعت وجهها تسأله برعب" هل تعتقد أنها النهاية بينها وبين عمرو .. والله البنت تموت كل دقيقة ولا تظهر ذلك .. والله لولا أنها في المستشفى لكنت أخذت بشعر عفاف وقطعتها إربا بسكين المطبخ .. ( ولمعت عيناها بالانتقام وأضافت) أقسم بالله كما أرى السكين الكبير في المطبخ لامعا أمامي يغريني شيطاني أن اذهب إليه وأقطعها به .. "


قهقه الحاج بضحكة واهنة خشنة وقال " استغفري ربك يا مجنونة ستقضي باقي عمرك في السجن .. وستفرقين بين البنت وزوجها للأبد "


ارتعشت مقلتيها وقالت" أتسخر مني !"


وانفجرت في البكاء مجددا تدفن وجهها في صدره فضحك من جديد وهو يغمرها أكثر بحنانه .


فجأة رفعت وجهها المغرق بالدموع تقول بجدية"سأخبرك أمرا وأرجو أن تكون حكيما كعادتك ولا تغضب وتخبرني فيم قصرت أنا "


تطلع إليها وقد شعر أنها ستلقي خبرا من العيار الثقيل فانهيارها هكذا رغم قوة تحملها يشعره أنها وصلت لحائط سد .. بينما ضغطت هي على شفتيها في تردد فقال بقلة صبر" تكلمي يا إلهام "


اتسعت عيناها لا تعرف بم تنطق ثم قالت بصوت مبحوح " أعتقد أن هناك أمرا ما يدور بين سيد وآية "


راقبت ملامحه التي تخشبت فقالت بسرعة " أنا لا أعرف بالضبط لكني منذ مدة كان عندي تساؤلات كثيرة لم أعلم إجاباتها .. سيد واسراعه بزواجه فجأة .. كلامه المبطن لي دائما يعتذر على عدم تلبيته لما كنت أتمنى بالزواج من أروى .. حديثه الغامض لي بأنه يملك سببا قهريا يمنعه لأن يسعدني في هذا الأمر وكنت دوما أراوغ وأدعي عدم الفهم ..
حين تزوج لم أجده سعيدا كباقي الأزواج على الأقل تلك الفرحة الفطرية فرحة البدايات فما حدث كان العكس تماما رأيته أكثر حزنا أكثر وحده شعرت به يتجنب الحضور للبيت .. يراوغ كثيرا حين أدعوه للطعام .. يفضل التواصل معي على الهاتف .. وكلما رأيته مع زوجته شعرت أنه هناك أمرا ما بينهم غير مريح .. حتى حين زرناه أنا وأنت يوم أن ضايفنا عنده شعرت بالبيت باردا .. رغم أنه كان يدعي أمامي أن كل شيء على ما يرام ..
وهذه الفتاة بسمة .. شعرت أن في عينيها كلاما محبوسا تريد أن تخبرني به لكنها صموتة ..



فتخيلت أن الفتاة مغرورة بجمالها ولم تسعى للحصول على قلبه حتى أني حاولت بموقعي كأم أن انبهها أن تحاول ملئ قلبه وحياته أكثر من ذلك لكنها أخبرتني أنها حاولت لكنه في عالم آخر بمفرده تماما ..



( ابتلعت ريقها بصعوبة وأكملت ) وما حدث مؤخرا لآية وتلك المواجهة الصعبة التي لم أنساها بعد بينها وبين أحمد .. والأمور التي تلت ذلك .. وكسرة الروح والقلب التي ألمحها في عيني إبنتي كلها كانت أمورا لم غير مفهومة حتى عدة أيام مضت حتى حضر ذلك الطبيب الوسيم إلى هنا وظهرت أمامي أمورا مريبة .. "


سألها الحاج بصرامة " ماذا حدث بالضبط؟"


ابتعلت ريقها وردت بحيرة " الحالة التي رأيت فيها سيد كانت غريبة .. أعلم أنه كان يتعامل كأخ كبير خاصة في عدم وجود أحمد وأنه لم يحب ان أرحب بذلك الطبيب وأضايفه لكني شعرت بأن الأمر أكثر من مجرد أمتعاض .. شعرت أنه على وشك أن يضرب الطبيب.. بعدها رأيت سيد وآية يتهامسان عند أول الممر وما رأيته صدمني يا ابراهيم صدمني فعلا ( سحبت نفسا عميقا تهدئ من انفعالها وأكملت ) كان غاضبا يتوعدها وكانت هي عصبية في بداية الحديث لكنها سرعان ما تخضبت بالحمرة .. وشعرت بتلذذها بإغضابه.. فعلى ما يبدو حاولت استفزازه أكثر..
ما رأيته في العيون صدمني يا ابراهيم.. كيف لم ألحظ من قبل .. إن ما بينهما كان بين شاب وفتاة .. (ابتلعت ريقها بصعوبة وأكملت ) قلبي وقتها توقف وشعرت بشلل في أطرافي ولم أفهم ولم استوعب ماذا يحدث .. ولم استطع إلا أن أواجهه .. لم اقدر أن أصمت أنت تعرفني حارة الدماء إلى حد التهور" .



قبل أيام :



راقبت إلهام ماحدث في ممر الغرف وضربات قلبها تضرب في صدرها بعنف .. وراقبت انسحاب سيد فجأة من أمام آية منكسا برأسه مهموما وخرج إلى الشرفة ساهما .. بينما انسحب آية لغرفتها .. قوقعتها التي باتت تلتصق فيها في الفترة الأخيرة .. ولم تفهم شيء ..أو بمعنى أصح ما فهمته كان مرعبا ..


راقبت الغليان الذي لاح في عيني سيد وهي تضيِّف الطبيب وتتجاذب معه أطراف الحديث .. وحين استأذن الطيب للمغادرة رافقة سيد ببعض الجلافة ولم تغفل عن الالتفاتة التي صدرت من كليهما بحثا عن آية بعد إلقاء تحية صامتة على أروى التي خرجت إلى الصالة قبلها بدقائق .
خرجت وراء سيد ولم تستطع التحمل فنادت عليه ليترك الطبيب بعد أن حدجه بنظرة خطرة ويعود إليها .


وقفت إلهام بقامتها القصيرة ترفع رأسها إليه وسألته مباشرة" هل هناك ما يحدث بينك وبين آية؟"


اتسعت عيناه من المفاجئة وابتلع ريقه بصعوبة محدقا فيها دون رد .. بينما اقتربت أروى تشاهد عن بعد وقد بدأت تتوتر من سؤال والدتها المفاجئ .


سألته إلهام بإصرار" سألتك يا سيد .. هل هناك ما يحدث بينك وبين آية؟"


رد بصوت متحشرج ممزوج بخلطة مشاعر لم يدرك منها وقتها سوى الحرج والخجل والألم والرهبة والوجع " ماذا تقصدين يا أماه ؟!"


ردت محدقة فيه تراقب انفعالاته " أقصد هل هناك مشاعر خاصة بينكما لا أعلمها؟"


لم يدري بما يرد .. أينكر أم يخبرها بالحقيقة ؟.. فاكتفى بأن يقول " أنا تأخرت لدي اجتماع هام"


وهم بالمغادرة فقالت بصرامة " أنا سألتك سؤالا ولم تجبني .. وإياك والكذب "


لمح بطرف عينه أروى الواقفة من بعيد وأطرق برأسه لا يعرف بم يرد بينما بضربات قلبه تكاد تصم أذنيه فتمتم بصوت هارب منه " لا أعلم كيف أصف الأمر .. هل أقول لم يكن أبدا لكنه موجود .. أم أقول كان ولم يعدقائما ؟!"


صفعة على وجهه ..
صفعة غاضبة ..متفاجئة .. مذهولة .. مصدومة .. غير مستوعبة .. مستنكرة كانت ردها ..


فشهقت أروى وهتفت بجزع " أمي !"


بينما تقبض سيد وأغمض عيناه لثانية ثم تحرك مخروسا منكس الرأس ينزل السلم برجولة منكسرة .. فصاحت فيه " لم أسمح لك بالمغادرة .. ولم انتهي من الحديث بعد ! "


تسمر لثانية ثم تحرك صاعدا إليها ووقف منكس الرأس أحمر الوجه بانفاس متسارعة .. فأمسكت إلهام بملابسه تقول بصوت باكي" أخبرني ماذا يحدث؟ .. أخبرني أنك لم تخن البيت الذي أكلت فيه .. ولم تحرق قلبي على ابنتي .. أخبرني أن ما فهمته خطأ .. أخبرني أنك لا تخون زوجتك ولا تخوننا .. تكلم يا سيد بالله عليك "


خرجت أروى من الشقة بسرعة لتنضم إليهم تحاول جاهدة إغلاق الباب وراءها وقالت هامسة "أرجوكم لا أريد لآية أن تسمع .. يكفيها ما مرت به "


التفتت إليها إلهام تقول بصوت مبحوح "أتعرفين الأمر أنت أيضا ؟!! .. ( وأكملت ذاهلة ) ومن أيضا يعرف؟ .. أحمد.. عمرو .. ابراهيم .. الجميع إلا أنا !!"


قالت أروى " إهدي يا أمي الأمر ليس كما تظنين وسيد لم يخون كما قلت "


عادت إلهام تنظر إليه مصدومة وقالت " هل آية التي حاولت أن تنصب شباكها عليك وأنت متزوج!!.. هل حاولت إغواءك وأنت متزوج !! أخبرني وسأقطعها بيدي هاتين "


تكلم بخفوت" آية لم تفعل أي شيء يا أماه .. أنا المذنب الوحيد .. وأنا من يستحق عقابك فافعلي معي ما يحلو لك .. فلم تعد للحياة معنى ولا قيمة عندي .. باتت أياما أعيشها بفتور وانقطع أملي بكل شيء .. لكن قبل أي شيء تأكدي أن كل ما صدر مني كان تحت ضغط مشاعري وقد حاولت كثيرا .. كثيرا جدا التحكم يها .. لكني فشلت ".


صاحت إلهام بعصبية " لا أفهم شيئا مما تقول "


أشاح بوجهه لا يعرف كيف يشرح لها الوضع وماذا يقول .. يشعر بأنه طفل في العاشرة قبض عليه وهو يسرق قطعة حلوى ..


ردت أروى تقول " يا أمي اختصار الموضوع سيد يحمل مشاعر قوية تجاه آية ( حدقت إلهام فيه فأكملت أروى ) وأنكر هذه المشاعر في البداية وأراد أن يبتعد تماما على أي ارتباك أو ضعف من جانبه قد يحدث .. فلجأللزواج بسرعة متوقعا أن تنتهي مشاعره .. نظرا لفرق العمر بينهما خاصة وأن آية كانت وقتها ما زالت في الثامنة عشر .. "


فسأت إلهام" وبعد الزواج ؟"


صمتت أروى فرد سيد بخفوت " لم يتغير الوضع بل إزاد قوة وأسقط في يدي ولم أدري ماذا أفعل "


سألته "وهل أبلغت آية بمشاعرك ؟"


رد بألم" وهل تتوقعي مني أن أفعل يا أمي أمرا كهذا بالطبع لم أخبرها .. ( وأطرق برأسه ) لكنها باتت تعلم منذ عدة شهور .."


سألته " وماذا كان رد فعلها ؟"


أطرق برأسه متألما فردت أروى " صدمت يا أمي لأنها تحبها منذ سنوات طويلة هي الأخرى وتداري عن الجميع"


إلتفتت إليها إلهام ذاهلة تمسك بقلبها .. فأكدت أروى" أبنتك تحب سيد يا أمي .. وتألمت وحدها طويلا ونحن معتقدين بأنها مجرد طفلة ولم نعلم أن مشاعرها كانت أكبر من عمرها .."


نظرت إلهام لسيد تقول " وماذا بعد ذلك "


رد عليها بصوت متأثر " لا يوجد شيئ بعد ذلك .. أحمد منعنا من التواصل والتزمنا بالأمر .. احتراما لبسمة "



أمسكت برأسها بكلتا يديها تحاول الاستيعاب ثم قالت " زوجتك تعرف أليس كذلك .. أشعر أن هناك ما يطفئها وما تريد أن تخبرني به "


قال بخزي " تعرف وواجهتني وحاولت لامراوغة لكني في النهاية إعترفت "


جحظت عيناها ثم قالت"يا ويلي وماذا حدث؟؟؟"


فرد بأسف " خيرتها واختارت البقاء معي مع وعد أني سأحافظ عليها وأني لن أجرحها .. "


هتفت أروى باستنكار "علمت أنك تحب أخرى ووافقت على البقاء معك !! .. انتم ليس بينكم أطفال لتبقى في حياة كهذه "



ردت عليها إلهام بتوبيخ "وهل الطلاق سهل على أي إمرأة !!!!!"




تغيرت ملامح أروى المتخفية خلف قناع ( كل شئ على ما يرام ) ولاح الألم على وجهها .. فقالتأمها باستدراك " أمرا صعبا يا بنيتي فلا تستهيني به خصوصا مع فتاة من بلدة صغيرة "




رد سيد متألما" أنا أعترف أني قد ظلمتها .. وحاولت كثيرا يا أمي كبت مشاعري والتعامل مع ورطتي بصمت .. لكن قلبي ليس عليه سلطان ..وحاولت بقدر الإمكان ألا تنفلت مني أفعالي لكني فعلا عالق يا أمي ولا أعرف ماذا أفعل وليس بيدي سوى أن أحافظ لها على كرامتها وأن أبقى معها مادامت متمسكة بي .. وسأظل أكفر عني خطئي في حقها طوال حياتي .. ولهذا أفكر بجدية في السفر بعيدا خارج البلاد "


ابتلعت إلهام ريقها وقالت " السفر !! لأين ولماذا؟"


رد سيد بعدم إهتمام " لأي مكان لا أعلم دولة عربية أو أجنبية .. وسأخدها معي هي ورحمة وأتمنى أن أستطيع استقطاع زهرة أيضا من بين يدي شربات وخليل.. ونسافر لأي مكان .. أما لماذا ؟ ( أطرق برأسه قليلا ثم أكمل ) لأني غير قادر يا أمي على الاستمرار في هذا الوضع .. وأتعذب وآية أيضا تتعذب .. وعليها أن تنساني وتمضي في حياتها ".




امسكت إلهام بقبلها مجددا.. فمال يقبل رأسها وقال بخفوت " سامحيني يا أمي .. أشعر أني صغيرا أمامك .. ولكني لا أملك من أمري شيئا صدقيني .. لا أعرف متى وكيف وقعت في تلك الورطة .. وكلما كبتها كلما عاندتني مشاعري وازدادت وفاضت .."


تمتمت وهي مازالت تحت تأثير الصدمة "مشاعرك لآية !!!"


فقال متوسلا " سامحيني يا أمي .. أقسم بالله دون إردتي .. أقسم بالله .. أيريد المرء أن يعيش تعيسا مثلي .. ها أنا ذا أتلقى عقابي مع بسمة .. وأنتظر لأطمئن على وائل .. ثم بعدها سأسافر وأخلص الجميع مني .. سامحيني فوالله لو لم تسامحيني لانتهيت "




عادت إلهام بذكرياتها تنظر لزوجها الذي يبدو وجهه جامدا بعدما حكت له ما حدث فسألته" لا أراك متفاجئا بالخبر هل كنت تعرف ؟"


سحب نفسا متألما ورد " كنت أشك منذ أن لاحظت كيف ينظر إليها حين وقفت أمامه ترقص في فرح أحمد .. نظرة عيناه لها لم أخطئها من ذلك البعد .. وجسده الذي كان يغطي به قامتها ليسد مجال الرؤية أمام الجالسين غيرة عليها كان واضحا.. بعدها ظللت أراقبه فترة لأتأكد أنه لا يتجاوز معها في التصرف أو الحديث وتحدثت معها بشكل عابر أن تلتزم في التعامل معه لأنه متزوج وأنه قد يكون ربيب هذا البيت لكن الناس لن يتفهموا ذلك .. ولم أريد وقتها أن أزيد حتى لا ألفت إنتباهها للأمر إعتقادا مني أنها لا تحمل له سوى مشاعر أخوية .. لكني لم أعلم إلا منك الآن أنها أيضا تحمل له نفس المشاعر . .وقد آلمني هذا جدا .. علينا أن نعترف أننا أخطأنا حين اعتمدنا على ثقتنا في سيد وفرق العمر بينهما ولم ندرك سوى في وقت متأخر أنهما أصبحا شاب وفتاة .. "


ردت بدهشة " حتى وقت قريب كنت اعتبرهما شاب وطفلة يا ابراهيم "


رد بجدية " هذا خطأنا أننا غفلنا على أنها كبرت"


بدأت إلهام في الولولة تقول وهي تضرب رأسها " أنا السبب أنا السبب ؟


قال باستنكار " لم تقولين هذا يا الهام!! "


رفعت وجهها إليه ترد " قصرت في رعاية ابنتي وانشغلت بكليتي مع أروى.. كان مصابي فيها أليما .. واعتقدت أن آية بما أنها سليمة ستدبر أمرها .. وتمنيت لسيد أن يتزوج أروى .. طمعي وجشعي جعلني أنسج أمنيات حول زواجهما .. حتى اضطر الولد للزواج من أخرى في لحظة متهورة حتى يقطع أملي في زواجه من أروى .. ذنب بسمة في رقبتي أنا ليس في رقبة سيد .. أنا لا استحق أن أكون أما .. أنا السبب فيما يعاني منه أولادي .. بسببي ثلاث أشخاص يعانون"


ربت على ظهرها يقول " لا تشقي على نفسك يا إلهام أنت نعم الأم .. والكل يعرف مدى تفانيك من أجل أولادك .. وكل أم مهما كانت مثالية تخطئ أحيانا .. والحقيقة أنا اشاركك المسئولية فيم حدث "


سألته " وماذا سنفعل الآن يا ابراهيم الولد يريد أن يسافر .. والبنت التي كنت أحسبها مازالت طفلة تتعذب منذ سنوات وأنا أمها لم أدري بوجعها .. وبسمة الي ظلمت بسببي.."


تنهد يقول " ربما سفره وابتعاده قليلا يكون الحل فتنساه آية .. ويحب هو زوجته"


قالت ببؤس "هل سنتركه هو الآخر يسافر كما تركنا بانة ؟!!"


رد علينا بهدوء " يعلم الله أني أحب هذا الولد كأحمد .. ويحزنني فراقه .. لكننا لابد أن نحكم العقل والمنطق ( راقب البوس الذي لاح على وجهها فأضاف ) عموما هو أخبرك أنه ينتظر استفاقة وائل فلا نملك إلا الدعاء لرب العالمين أن يرحمهم ويرحمنا جميعا .. ويدبرها من عنده فالأمر كله بيده عاجله وآجله "


شردت قليلا ثم سأته ببقايا دموع على وجهها " منذ أن علمت بالأمر ورأيته كيف كان أمامي متألما مكسورا .. وتذكرت الأيام التي انزوت فيها آية لغرفتها تتوجع دون أن ادري وأنا أسأل نفسي ماذا لو لم يكن متزوج وطلب آية للزواج ؟ .. أو ماذا لو طلبت زوجته الطلاق .. هل سنوافق "


سألها بهدوء "وكيف وجدت الإجابة ؟"


شردت قليلا ثم قالت " في أول الأمر رفضت الفكرة نظرا لفارق العمر .. ولأنه سبق له الزواج .. لكني بعد دوامة الأفكار .. لم أجد مشكلة في فارق العمر .. فليس كل الزيجات تفشل بسبب فارق العمر الكبير .. وهاهي عفاف والشيخ عبد الرحمن رحمه الله كمثال .. إن الإرتباط بين سيد وآية كان غريبا منذ طفولتها .. أنا أذكر موافقهما جيدا ..(ثم تطلعت إليه تسأله بإهتمام ) وأنت ماذا كنت ستقول؟ ."


صمت قليلا ثم قال" أتريدين الصدق ؟.. أنا دوما أرى أنها لا يناسبها سوى زوج بفارق عمر كبير حتى يحتوي طيشها وجموحها .. وبصراحة أراه مناسبا جدا من عدة نواحي .. لكنه النصيب .. ولا نملك سوى أن نسلم أمرنا لله "


أمسكت بقلبها تقول بألم " وكيف سأتحمل أنا هذه الأوجاع الجديدة التي أضيفت على أوجاعي .. اللهم لا اعتراض .. اللهم لا اعتراض "




شعر الحاج أنها ستبدأ في وصلة بكاء جديدة فقرر أن يكتفي بهذا القدر من الموضوعات المؤلمة وقال بابتسامة ماكرة " وجدت أخيرا ما سيشفع لي الزواج مرة أخرى ... إنها هذه الشعيرات الفضية التي آراها أمامي الآن"


أمسكت بخصلات شعرها عاقدة حاجبيها فوق عينيها الحمراوين من أثر البكاء تتفحصها بإهتمام وهي تمتم "أين .. أين؟"


رد بثقة وهو يشير لبعض الخصلات "هنا وهنا "


كشرت عن أنيابها لتقول بشراسة " هل تهددني بشعراتي البيضاء يا ابا أحمد !! .. أنظر لرأسك الذي يشبه حقل القطن "


قهقه عاليا حتى سعل ثم ضمها لصدره يقول بلهجة ذات مغزى " لا يغرنك هذا الشيب الأبيض فإن دل فيدل على خبرة كبيرة في تدليل ذوات الشعر الفضي"


وضمها إلى صدره فنطقت إسمه بإعتراض خجل جعله يقهقه ثانية فقالت وهي تخلص نفسها من ذراعيه " إبراهيم أنت لست على ما يرام !!"


صاح معترضا " ماذا تقصدين !! أنا بصحة جيدة والحمد لله وكنت افكر في الزواج من أخرى منذ قليل "


قهقهت تداري فمها بيدها ثم ضربته على صدره تقول " لم اقصد ما تقصده .. قصدت وعكتك الصحية "


قال وهو يتطلع إليها بحنان " أمازلت تغارين علي كأيام شبابنا ... يا الله كنت مجنونة في غيرتك "



ردت وهي تتأمل ملامحه وتجاعيد وجهه الي تحفظ كل خط فيها كأسمها " وهل هناك رجلا يستحق الغيرة عليه سواك يا أبا أحمد "


ضمها إلى صدره يقبل رأسها .. فتمتمت وهي تستمتع بدفئه " لمَ لا تكون الحياة سهلة وبسيطة دون أوجاع ..أو أحزان ..ولمَ أولادي يعانون بهذا الشكل ؟"


تمتم وهو يمسد على ظهرها " وعلام سنؤجر إن لم نتوجع ونكابد .. كما أننا أفضل حالا من غيرنا صدقيني .. يكفي أن لدينا بيتا نغلق أبوابه علينا آمنين .. يكفي أن أولادك أمام عيينك يملأون تملئين عينيك بهم .. لقد حكى لي أحمد فواجع رآها وسمع بها في رحلته .. وأنت بالتأكيد تسمعين من هنا وهناك قصصا موجعة كثيرة .. كل هذا يجعلنا نحمد الله ونصبر ونطلب منه العوض .. ما علينا سوى أن نثق في الله "


تمتمت بخفوت "ونعم بالله"






يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:54 PM   #1779

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

في شقة أحمد قالت آية وهي ترفع علبة البيتزا الفارغة وبعض الأكواب " لا تعتمدا على هذا الكسل وتجعلاني أخدمكما .. ألا يكفي أني أطعمتكما أمس حين رفضت أمي الخروج من الغرفة .. "


رد أحمد ممتعضا " وهل تلك المعكرونة التي طبختيها أمس تعد طبخا "


ابتسمت أروى تقول "إعترف أنك تفاجأت بأنها كانت لذيذة "
مط شفتيه بامتعاض .. فقالت آية بامتعاض مماثل وهي تأخذ الأشياء بعيدا " إدع أن ينجح أبيك في مصالحة أمك وإلا فاستعد لأن تطبخ لنفسك من الآن فصاعدا "


بعد دقائق قالت أروى بتردد " ألن تطمئن عليه؟"


رد أحمد بعند وقد فهم من تعني بسؤالها " لن أقابله أو أتحدث معه حتى أعلم إلام ينوي وكيف سيحل الأمر .. أمس حين زرت وائل بالمستشفى لم أمر عليه رغم أني أعلم أنه في الطابق التالي "


قالت بتوسل " أحمد لا تضغط عليه أنت أدرى بحاله وما هو فيه "


ضغط على جبينه وقال بوهن " سيد يطمئني عليه وعلى أحواله لا تقلقي .. لكني في حالة نفسية سيئة واشعر أني إذا ما رأيته سأؤذيه "


سألت بتردد " وكيف حاله؟"


رد بنزق " أنت تعرفين يا أروى فلا داعي للسؤال"


أطرقت برأسها في حزن .. إنها تألم من الفراق كل ليلة .. فإن كان النهار تتعمد أن تقضيه في وسطهم أو في التمرن في البيت .. فالليل ينفرد بها وحدها .. يكويها بألم الوحشة والاشتياق والإفتقاد وعذاب الفراق .. وتشتاق لسماع صوته .. لكنها تغلق هاتفها .. وتعرف أنه يتصل يوميا بوالدتها ليطمئن عليها .. "


حملها أحمد فجأة من كرسيها يضحك فأخذت تقاومه وتضربه على كتفه تقول " قلت لك لا تضمني ولا أريد أن أبكي فلا تكن غليظا .."



هدأت ضحكاته الممزوجة بالألم وتركها جالسة على حجره دون أن يضمها .. فأمسكت بذراعه بقوه وتحاملت عليه وأنزلت ساقيها .. ثم شددت من ضغطها على ساعده بساعد يرتعش .. فراقبها أحمد بإهتمام ثم نظر متفاجئا لآية التي وقفت تشاهد دون أن يبدون عليها الاندهاش .. بينما استمرت أروى تستند عليه بقوة واستقامت نصف استقامه ليحيطها أحمد مقطوع الأنفاس بذراعه دون أن يلمسها .. فقط ليكون ذراعه مستعدا لالتقاطها إذا ما سقطت .. فحركت أروى ساقيها خطوة وقد بدأت تتعرق من المجهود .. ثم أبدلت يديها الممسكة بساعد أحمد لتعطي ظهرها لكرسيها وجلست أخيرا تنهت ..


هتف أحمد بسعادة " أروى !!.. هل رأيتيها يا آية"



ردت آية " رأيتها واحتفلنا بأول خطوة من عدة أيام "


قالت أروى " لا تنشر الخبر .. إنه بعض التحسن ليس إلا لكن الطريق ما زال طويلا أمامي وأنا مستمرة بالتمارين "


قبّل جبيتها بسعادة وقال " أخبريني بجدول تمارينك وسأوصلك "



ردت أروى وقد لاحت ذكرى رحلاتها مع عمرو من وإلى مركز التدريب أمامها " لن أحتاج للتمارين في المركز لفترة .. هذه الأيام أتمرن في البيت .. وهناك جهاز سيشتريه لي أبي في البيت لأتمرن عليه .. وأتواصل مع مدربتي على الوتساب .. وسنرى كيف سيكون التحسن "


رد يشاكسها " أرأيت .. إصراري على احتضانك .. جعلنا نرى أفضل مشهد "


قالت آية برود " أنت لم تعرض علي إحتضاني"


تفاجأ أحمد ورد ممازحا" عزيزتي المجنونة أنت لا تستحي في طلب ما تريدين .. ومع هذا تعال"


ظن أنها تمزح لكنها ولدهشته اقتربت وجلست على حجره وهي تحيط عنقه بذراعيها فاحتضنها .. ليفاجأ هو وأروى بأنها بدأت في بكاء مكبوت صامت .. فتبادلا الاستغراب وأخذ يمسد على ظهرها يقول " هل حدث شئ؟"


حركت رأسها المسند على كتفه بلا..


فسألها بقلق " لم تبكين إذن؟"


همست من بين نشيجها " أنا أتألم .. أتألم جدا .. ألا يمكن أن نعود كما كنا .. أتحدث إليه فقط .. أسمع صوته كلما احتاج لسماع صوته .. أمازحه .. أغيظه .. أغضبه .. أتحدث إليه .. والله لن أفعل غير ذلك .. ولم افعل يوما غير ذلك "



هم بالانفعال فأشارت له أروى أن يتريث بها فتماسك وقال بهدوء " ألم نتفق أن هذا من أجله وأننا لابد أن نرضى بما قسمه الله .. أنا فخورا بك يويا فأنت تتعاملين مع الأمر بنضج"


ردت من بين دموعها " لكن هذا النضج يؤلم .. الصبيانية تجعلك تحصل على ما تريد"


رد مشفقا " أتفقنا أن هذا لمصلحته أليس كذلك؟"


رفعت وجهها ومسحت دموعها فساعد في مسح الدموع بإبهامه وهو يقول متهكما" يا الله تتحولين لخنزير صغير بهذا الوجه الوردي حين تبكين"


مسحت عيناها وهي تبتسم وقالت بحرج " انفعلت قليلا وبدوت بلهاء أليس كذلك ؟"


ردا ساخرا رغم شفقته عليها " تعودنا على هذا عزيزتي المجنونة ( وحاول تشتيت إنتباهها فقال) ما رأيك أنت تشغلي لنا أغنية لنسمعها على ذوقك؟"


أومأت برأسها واستقامت تبحث عن هاتفها فتبادل النظرات المتألمة مع أروى بينما صدع صوت الأغنية ليزيد من أوجاعهم .. فصاح أحمد " الرحمة .. ألا يوجد في قلبك رحمة بأخيك المفجوع !! "



قالت أروى بإصرار " أريد أن أسمعها .. للاسف كماني بشقتي لم أحضره .. أتركيها يويا"


حبك وجع بعدو معي.. حبك حلم هربان
من قلب قلبي انسرق .. وبكيت عغيابو
مطرح ما كنا نحترق .. صار الجمر بردان
والعطر عندو وفا .. اكتر من صحابو



زفر أحمد مستسلما واستلقي على الأريكة بعد أن أشعل سيجارة فقالت أروى " هل عدت للتدخين مجددا يا أحمد ؟؟؟"


لم يرد عليها وإنما نفث الدخان ينظر إلى سقف الغرفة يذكر نفسه أن فرصة البكاء في هذه اللحظة سيقلل من هيبته أمام أختيه .


وحدي بدونك ما قدرت.. ما اصعب الحرمان
تركو الندم عندي عيونك وغابو
مجروح قلبي وصرخ .. عم يندهك ندمان
محروق طعم الهنا .. بغياب أحبابو



بدأت آية في الرقص التعبيري وقد فردت شعرها الطويل وبدأت تدور حول عقبيها وتحرك ذراعيها وتتمايل يساعدها شعرها في الرقصة فاستدار أحمد يشاهدها وذهنه مشغولا بذكرياته مع بانة ..



تفاصيلها .. ضحكاتها .. عاداتها حين تغضب حين ترتبك .. هي بكليتها . التي لا تفارق ذهنه لحظة واحده .




انت لمين؟... انت إلي.. قلبي إلك منو إلي
إنت ملك... قلبي هواك .. يالي بحلاك .. عمري حِلي





كانت صورة سيد تلوح أمامها .. وهي ترقص رقصا معذبا أمامه .. تستجديه تستعطفه .. وقد بدأت الدموع تسيل على وجنتيها .. تتمنى لحظة واحدة معه .. لحظة آمنة تجمعهما وحدهما .. دون خوف من الناس .. ودون خوف من ضميريهما .. لحظة واحدة ينسيان من هما وأين ومتى .. ويضيعان في الفراغ .





وينك على ليلي تعا.. بعدو القمر سهران
تإلمحك جايي أنا .. عيوني سهر دابو
شوف الدني .. كل الدني ما في قلب عشقان
لا ما جرح من الهوى .. أصل الهوا صابو





حتى عطر عمرو الرجولي كان بأنف أروى والكلمات تخترق قلبها كظُفر ينبش بالجرح الذي مازال ينزف في صمت .. واشتاقت لأن تلمسه .. إشتاقت إليه كثيرا .. ويحترق قلبها قلقا عليه .. ترى كيف يقضي لياليه ؟ ..





انت حبيبي وبالقلب غيرك ما في انسان
مكتوب عمري إلو والعمر عحسابو
صارت حياتي انا .. قصة قلب تعبان
وحدو الحنين الي بقي من كل اصحابو

انت لمين انت إلي قلبي إلك منو إلي
انت ملك .. قلبي هواك .. يالي بحلاك عمري حلي





انتهت الأغنية فصاح أحمد آمرا" إياك وتشغيل أغنية أخرى سأسقط صريعا أمامكما ..



ابتسمت وأشفقت عليه فأضاف " ترقصين ببراعة يويا وكأنك محترفة "




ردت "لولا أنه حراما لكنت راقصة كبيرة "




ابتسمت ورد " وأنا لولا التقوى لكنت زير نساء كبير "


علت ضحكاتهم ثم قالت أروى " ويقول الإمام علي لولا التقوى لكنت أدهى العرب "




رد أحمد نعم هي التقوى ومخافة الله هي ما تمنعنا على فعل الكثير الأمور التي نتمناها.. فنلتزم بها من أجل الطاعة "





رن هاتف آية فردت ليأتلها صوت يقول "الأستاذة آية سماحة "
- نعم أنا
- أنا خالد شكري من إذاعة نغم .. لديك مقابلة غدا صباحا.
تسمرت ذاهلة فاستقام أحمد يقول ماذا يحدث وسحب الهاتف من يدها يقول بهجوم " من معي ؟"


رد الصوت " أنا خالد شكري وأتحدث مع الأستاذة آية من إذاعة نغم لديها مقابلة غدا العاشرة صباحا "



تمتم أحمد بمفاجئة" حسنا هل من الممكن أن تخبرنا عن سبب المقابلة"


رد الصوت" هي مرشحة لأن تكون مساعدة للاستاذ فادي ورد في تقديم برنامجه الصباحي"


ردد أحمد باندهاش "مرشحة لان تكون مساعدة لفادي ورد في برنامجه الصباحي .. عموما نحن عاجزين عن الشكر يا أستاذ خالد وستكون في الموعد إنشاء الله ..شكرا جزيلا"


بعد أن أنهى المكالمة أمسكت آية بملابسه تقول بذهول " هل أنت متأكد مما سمعته هل قال فادي ورد .. فادري ورد المذيع المشهور!! يا إلهي .. لا أصدق !!"




لفت ذراعيها حول عنقه تحتضنه في سعادة وبدأت بالقفز فقالت أروى بحبور " مبارك يويا إن شاء الله ستُقبلين .. ونسمع صوتك في الراديو قريبا "





بينما تمتم أحمد " كفى يا مجنونة .. هيا لنزف الخبر لوالديك .. هيا فقد تركت إبراهيم لوحده مع أمي لمدة طويلة ولا يعجبني ذلك ".





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 11:58 PM   #1780

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

في اليوم التالي :


دخلت آية تداري توترها بعد انتظار دام ساعتين في منطقة الاستقبال التابعة لاستوديوالفنون الذي تبث منه إذاعة نغم.. وقد كادت أن تأكل بعضها من العصبية لإنتظارها الكثير من الوقت .. لكنها أخذت تذكر نفسها بالفرصة الكبيرة أن تعمل مع مذيع شهير كفادي ورد .. فمقابتله كانت في حد ذاتها شيء عظيم .. حتى تعطفت عليها فتاة الاستقبال أخيرا تدعوها للدخول ..




بعد دقائق كانت تقف متسمرة تحدق في عدد من الرجال المتحلقين حول منضدة صغيرة في مكتب صغير يناقشون أمرا ما بشأن أحد البرامج .. كانوا خمسة رجال اثنان من الشباب وثلاثة فوق الأربعين حاولت تخمين من منهم فادي ورد ..فلم تراه أبدا من قبل ..



استبعدت الشابين لأنها تعرف أن فادي لابد أن يكون فوق الأربعين إنه مذيع قديم وشهير من غير المنطقي أن يكون أحد الشابين ..



حدقت في الثلاث رجال واستبعدت الرجل البدين الأصلع الي يجلس صامت كالمومياء ورجحت أنه أحد الرجلين الباقين وراهنت على واحد منهم بشعر يميل للشقرة ذكرها بوائل فاعتصر الألم قلبها ..


بعد قليل تحرك أربعة من الرجال مغادرين وبقي واحدا فاستدارت تحدق في خروجهم من الباب وهي تشاهد الرجلين الذين خمنت أنه أحد منهما يغادران.. ليأتي صوته الإذاعي من خلفها ميزتهأذنهابسرعة يقول "أية سماحة أليس كذلك؟"


استدارت إليه بعينين متسعتين تتأمل هيئته المائلة باسترخاء على كرسيه خلف المكتب..أصلع الرأس .. بدين ..وإن لم يخلو من بعض الجاذبية الذكورية .



فهمسن لنفسها بصدمة " هل هذا فادي ورد ذا الصوت الساحر والشهرة الشائعة صاحب أحلى ضحكة ذكورية سمعتها بعد ضحكة سيد !! .. إذا كان هذا فادي ورد فكيف يكون اسم حنتيرة !!"


تكلم بصوته الاذاعي المميز "هل انتهت صدمتك أم تحتاجين وقتا أطول للتحديق في شكلي وتقارنيه بالشكل الذي رسمتيه في مخيلتك؟"


انتبهت لما تفعل فبلعت ريقها بصعوبة ومدت يدها تقول " آية سماحة .. ولي الشرف بمقابلتك "



مط شفتيه بامتعاض ورد بعبوس طفولي بعد أن مد يده لسلام سريع " أتقولين تشرفت الآن بعد هذه النظرة المصدومة التي جرحت مشاعر النجم بداخلي "



اتسعت إبتسامة آية ليقول بجدية " أنا سمعت التسجيلات التي قمت بعملها .. وأفكار البرامج التي قدمتيها في الاختبار .. وعلمت أنك تميلين لتقديم البرامج الحوارية الطويلة والسياسية منها لكني رأيتك ستكونين مناسبة جدا لبرنامجي الصباحي عن الأغاني والحوارات الخفيفة خاصة بعد ما رأيت في سيرتك الذاتية حبك للأغاني والطرب .. لذا سأقوم بعض الأختبارات لك وإن نجحت ستتدربين لمدة ثلاثة أشهر بعدها تشاركيني في البرنامج الصباحي "




حدقت فيه بعينيها العسليتين غير مصدقة وقالت " هل حقا ستتخذني مساعدة لك في برنامجك اذا نجحت في اختباراتك "


ردت بثقة " إن شاء الله .. فأنا أقدم البرنامج وحدي منذ مدة طويلة ومللت وأحتاج لتغيير نمط البرنامج .. وقد كنت على وشك إنهاؤه والاختفاء قليلا للعودة بفكرة جديدة "


اندفعت تقول بحماس " كيف تنهيه أنه البرنامج الأشهر في الإذاعات كلها .. كان ملازما لي طوال فترة دراستي في الجامعة لأنه يبث في الثامنة صباحا وكنت أسمعه في طريقي للجامعة على راديو هاتفي "


رد بجدية "كل شيء مهما ذاعت شهرت له نهاية هذه حقيقة علينا أن نتعامل معها .. الأمر أني أقوم بمحاولة أخيرة لكسر الملل واستعادة الشغف في تقديم البرنامج وإن لم تنجح سأنهيه "


ثم استقام وتحرك نحو مكتبته الصغيرة .. فحدقت في هيئته التي تتنافى مع إسمه وصوته والصورة التي رسمتها في ذهنها لسنوات فجاء صوته يقول " كفى تحديقا في يا آنسة فهذا يجرح مشاعر النجم بداخلي كما قلت .. ووقتها سأشكوك لزوجتي وستندمين "


ثم استدار إليها وقال " تعرفين من تكون زوجتي أليس كذلك ؟!"


رمشت آية وحركت رأسها بلا فقهقه بضحكته التي كانت تطيح بعقلها عبر الأثير ثم قال " أنت فعلا صغيرة جدا "


ردت مدافعة " أنا متابعة للوسط الفني كله وتستطيع أن تختبرني فيه لكني لم اسمع عن زوجتك من قبل.. حتى صورك حاولت البحث عنها على الانترنت فلم أجد يبدو أنك مقل في التجمعات الفنية والحفلات وما إلى ذلك "


تمتم بغيظ يحدث نفسه " هل تتعمد تلك المرأة التعتيم على ارتباطها بي !! .. ( ثم علا صوته يقول ) إذا عملت معي ستقابلينها حتما فهي زائرة شبه مقيمة هنا لتفقد الوضع والإطباق على أنفاسي .. ( ولدهشتها غير وجهة الحديث فجأة ليسألها ) كيف ترين نفسك بعد خمس سنوات ؟"


ارتبكت من تغييره لدفة الحديث وقالت " مذيعة شهيرة في برنامج شهير "



ضيق عيناه وسأل بمكر " وأنا ؟"


ارتبكت قليلا ثم ردت " وأنت بعد 5 سنوات سيكون لديك شغف جديد ببرنامج جديد يليق بكبير مذيعي الشرق الأوسط "
قهقه ضاحكا بنفس ذات الضحكة الرائعة ثم قال " أتمنى أن تنجحي في الاختبارات فأنت تعجبينني بحماسك الذي أفتقدته هذه الأيام .. ( وعاد لتغيير دفة الحديث مجددا يقول ) لمَ لم تفكري في التقديم التليفزيوني .. لديك مقومات شكلية تؤهلك للظهور على الشاشة ؟"


حاولت إيجاد سببا منمقا غير الحقيقة على شاكلة ( أهلي من سلالة بشوات ويجدون ظهوري بالتلفاز عارا على العائلة ) لكن عقلها كان فارغا بفعل التوتر فردت بصدق" أبي يرفض أن أظهر على التلفاز .. إنه محافظ بعض الشيء "


فرد مندهشا" لمَ .. هناك مذيعات كثيرات يرتدين الحجاب على الشاشة الأمر لم يعد كما كان من عدة سنوات!! "


حركت كفتاها وردت " لا أعرف لكني لن أمل من إقناعه "
ردا متجاهلا ردها بشكل أثار دهشتها " هيا علينا الذهاب الاستديو .. وستخضعين لإختبارات قاسية فأنت لم تعرفيني في الاستوديو بعد ( وعدل ياقة القميص الثمين تحت سترته وقال بخيلاء ) أنا فادي ورد "


وتحرك أمامها تاركا إياها ترمش غير مستوعبة قليلا ... ثم لحقت به بسرعة وهي تخمن أن به مسا من الجنون متمتمة لنفسها " مرحبا بك آية سماحة في عالم الواقع .. فاتسعدي لمزيدا من فصول الرواية المملة ( الحقيقة العارية ) "




***


بعد ثلاث أسابيع :



قالت إلهام وهي تمسك باب الشقة " أهلا بك يا أم عادل تفضلي "


قالت أم عادل باستعجال " لا لن ادخل كنت اشتري بعض الأغراض وقابلت أم سماح في السوق (ونظرت داخل الشقة بفضول ثم أكملت)
وما قالته كان غريبا جدا .. هل حقا أم عمرو اشترطت عليه أن يتزوج من سماح ابنة خاله ؟!!"


ازدادت ضربات قلب إلهام وصاحت باستنكار " ما هذا الكلام الذي تقولينه يا أم عادل؟!!"


قالت أم عادل بثقة وحماس غير مبرر " أقول لك ماهو منتشر في الحي كله منذ ليلة أمس .. أن أم عمرو أجبرت إبنها على الزواج من إبنة خاله .. والا ستموت غاضبة عليه وأن اليوم سيقرأون الفاتحة .. ( وأخفضت صوتها قليلا وإن كان مسموعا وأكملت ) وتأكدت من ذلك بنفسي من صابرين الفتاة التي تساعد أم عمرو وترافقها في البيت .. قالت أن اليوم عندهم مأدبة كبيرة بالبيت بمناسبة خروج أم عمرو من المستشفى وأن هناك تحضيرات خاصة وعددا من الضيوف "



أمسكت أروى بكرسيها بقوة حتى لا تصرخ .. وللحظة اهتزت ثقتها به وتساءلت هل سيفعلها فعلا ؟؟


فعلى الرغم من توقعها لأمر كهذا منذ فراقهما الذي زاد عن الشهر ..دون أي حديث بينهما سوى اتصالاته اليومية بوالدتها ليطمئن عليها لأنها مازالت تغلق هاتفها .. لكن التوقع يختلف تماما عن الواقع .


انسحبت للخلف نحو غرفتها في صمت .
تشجع نفسها على الصمود ..



ممتنعة عن الانهيار ..



رافضة البكاء لأنها تعلم أنها لو بكت ستنهار إنهيار كليا لا رجعة فيه ..


لن تبكي ..



لن تبكي عن ضعف وقهر ..



لن تبكي من أجل والدتها التي تقتلها الحسرة عليها..
ومن أجل والدها الذي استعاد عافيته من أيام قلائل ليعود لعمله ..


ومن أجل أحمد الذي يزداد نحولا وتدخينا وعصبية وتحيطه الهموم من كل جانب ويقف صامدا هو الآخر .




ومن أجله هو .. عمرو القاضي.. عشقها الأبدي وشوقها الذي يضنيها .. فهي تعلم أن صمودها داعمنا له ومقويا لعزيمته فلو انهارت سيرتكب الحماقات وسيخسر نفسه .


ويعوم السؤال ليلح عليها من جديد هل سيفعلها ؟؟..
ثقتها فيه تقول لا .. لكن قلبها خائف مرتعب ..





سيطرت إلهام على أعصابها وردت بشموخ " بالتأكيد هذا كلام سلوى ولا غيرها صاحب هذه الإشاعة البغيضة"


سألت إم عادل بفضول " وتلك المأدبة لماذا ابنتك ليست حاضرة فيها إذن إن كان الأمر شائعة "


طحنت إلهام ضروسها وصاحت بعصبية" أمه كانت مريضة وكان يلازمها في المستشفى ولم تخرج سوى من أيام قلائل .. ولهذا إبنتي عندي حتى لا تبقى وحدها .. والآن هي تعاني من بعض الانفلوانزا ألزمتها الفراش وستعود لبيتها قريبا بإذن الله .. لكن لو أن ما قلتيه صحيحا فلن تعود إبنتي .. أنت لا تعرفين كيف لا يقبل الحاج ما يمس بناته "


قالت أم عادل " لا تؤخذيني يا أم أحمد فإن كان ما يقال صحيحا أن الأستاذة أروى تمنعها حالتها أن تنجب فمن حق الرجل الزواج إنه وحيد والديه و .. "



صاحت فيها إلهام بانفلات أعصاب " هل وصل بكن الوقاحة لإطلاق الشائعات على إبنتي .. أخبريني من تجرأت وقالت هذا الكلام حتى أقطع لسانها .. "


قالت أم عادل في رعب " لست أنا يا أم أحمد إهدئ .. أنت تعرفين كلام النسوة لا يتركن موضوعا إلا بالحديث فيه والإضافة عليه .. بالمناسبة هل طلق الباشمهندس زوجته الوافدة ؟"


***


في المساء :


دخل عمرو شقته يسلم على أثرها في المكان .. وأراد أن يصلي المغرب في الشقة .. في غرفتهما بالتحديد .. يقتسم هو وغرفته الباردة بعضامن المؤانسة .. قبل أن يصعد لشقة والده ..


بعد أن فرغ من الصلاة .. افترش السجادة يسبح بسبحة والده ويتجول بناظريه في أرجاء الغرفة .. يتذكرها في كل بقعة فيها وفي البيت ..



إنه يأتي هنا كل يوم يجلس قليلا يتشارك مع الغرفة الوحدة والبرودة .. وبعض الليالي يترك تلك الأريكة التي بات يتخذها في غرفة والدته سريرا منذ أن خرجت من المستشفى مصرة أن يبيت معها في نفس الغرفة .. ليأتي هنا يصلي أو يقرأ القرآن .. ويلملم بقايا عطرها من المكان ..



إن والدته تزداد تشبثا به حتى أضحى ينام معها في نفس الغرفة ويحمد الله أنها تتركه يذهب لعمله صباحا .. لدرجة أنه قد استشارطبيبا نفسيا.. فأكد له أنها تعاني من بعض المشاكل النفسية والتي رجح الطبيب أنها نتيجة لتربيتها كيتيمة متنقلة هي وأخيها الأصغر بين بيوت الأقرباء قبل أن تتزوج الشيخ عبد الرحمن وتأتي للعاصمة معه ثم اضطراها لاستئصال الرحم .



لذا لا يجد أمامه إلا الإنتظار ..
لكن الانتظار طويل ومؤلم ..



ينتظر أن تتحسن حالة والدته الصحية وتتحرك بنشاط في البيت .. أن تستعيد والدته توازنها النفسي حتى يستطيع التحدث معها في أمر أروى .. رغم أنه لم يجد حلا حتى تلك اللحظة .


فكر في الاستقلال في شقة بعيدا عن المبنى والحي لكن الأمر سيشكل صعوبة له أن يراعي والدته يوميا .. ولأروى أن تكون بعيدة عن أهلها في حالتها هذه .


فلم يجد حلا سوى الصبر ..



الصبر .. كلمة حسبها من قبل سهلة ولم يدريإلا الآن انها نار حارقة تضنيه بالشوق والوحشة .. يتلهف على أي خبر عنها كالمجنون .. يلجأ للخالة إلهام ولسيد ولآية .. ليلملم أخبارها..
يعذبه خصامها له .. يشقيه بُعدها عنه .. لكنه غير قادر على الحديث .. تمزقه الأفكار كيف يتواصل معها وماذا يقول ..



هل تتفهم حالته ؟؟..



هل مازالت متفهمة أن لسانه يصبح معقودا حين تغلبه المشاعر فلا يعرف كيف يعبر وماذا يقول .. وكيف ينتابه الخرس ..


ويؤلمه صمت أحمد .. لقد عاد من أكثر من ثلاثة أسابيع لكنه يتجنبه .. كان يتوقع أن ينزل من الطائرة عليه يطيح به أرضاً ويسدد له لكمات ليس لها عدد ..



لكن أحمد خالف توقعاته ولم يتواصل معه منذ عودته بل إنه كان يحضر يوما بعد يوم ليزور وائل الغارق في غيبوبته في نفس المستشفى ويتجاهل المرور عليه ..



لكنه يعلم من سيد أنه يطمئن على حاله وحال والدته باستمرار ..



زفر نفسا حارقا من صدره وهو يتمتم " يا أروى!"


( يا أروى ! )


إنهه التعبير الوحيد القادر على لفظه .. الكلمة الوحيدة التي تخرج من فمه وكأنه يودع فيها كل شكواه وكل أوجاعه..



كل الاشتياق وكل الوحشة ..


كل العشق والإحتياج ..


( يا أروى! )



تحرك نحو السرير وأخذ بتلك اللوحة و فردها .. اللوحة التي أهداها له أحمد يوما ما .. اللوحة التي مازال كلما رآها يحبس أنفاسه .. اللوحة التي تبرز تفاصيل وجهها وشعرها ..


أخرج قلما وكتب على جانب اللوحة " يا أروى "



لتظهر اللوحة أمامه وقد امتلأت معظم المساحة البيضاء فيها بإسمها مكتوب بخط يده ( يا أروى ) .. كلما زار الشقة ..



كلما تألم .. كلما غلبه الاشتياق يخرج اللوحة ويكتب اسمها وكأنه يبعث لها رسالة .


رن هاتفه ففتحه يقول بالنبرة الكئيبة التي باتت تلازمه " نعم سيد "


هدر سيد بعنف حتى كاد أن يصيبه الصمم " أنت ( ... )"


تفاجأ عمرو فحوقل ثم سأله " ما سبب بذاءة اللسان هذه يا بابن صبرة"


صاح سيد فيه " ما هذا الذي اسمعه ؟؟!!"


زفر يقول وهو يجمع حاجياته يستعد لمغادرة الشقة " ما الذي سمعته ؟.. هل لديك أخبار أسوأ مما نحن فيه؟.. اللهم لا اعتراض "


سأله سيد بصرامة " هل صحيح ستخطب ابنة خالك اليوم "


رفع عمرو حاجبيه ورد " ما هذا الهراء!!"


قال سيد بانفعال " هذا ما يعرفه الحي كله منذ أمس .. طأطأ أخبرني الآن أن الخبر منتشر بين الناس .. وهناك من يضيف أنه بسبب أن أروى لن تنجب .. وهنا اشاعات أخرى أنكقد طلقتها بالفعل "


غلى الدم في عروقه ورد باستنكار " أنا لا أفهم يا سيد ما الذي تتكلم عنه .. ومن أطلق هذا الكلام في الحي "



سأله سيد " لمَ خالك وبعض أفراد أسرتك يزورونكم اليوم ؟.. لقد رأيتهم وأنا أمر بالسيارة منذ قليل يدخلون المبنى "



هتف عمرو بمفاجئة " من ؟!! .. لا أعلم !! .. أنا في شقتي لم أصعد لأمي بعد !!"


قال سيد بغيظ " إذن ما قيل كان إشاعة "


رد عمرو مستنكرا " بالطبع يا سيد هل كان عندك شك !!"


سأله سيد مفكرا " من أطلقها إذن وخاصة مع توقيت الزيارة اليوم؟!!"


ركل عمرو كرسي السفرة بعنف وهو يتمتم بغيظ "هذا كثير .. كثير"


قال سيد " إهدأ وفكر يا عمرو يبدو أن هناك ما يحاك من وراء ظهرك"


حك جبينه بإنهاك وتمتم " حسنا أنا سأرى ماذا يحدث .. وحاول أن تعرف لي مصدر الإشاعات يا سيد "




رد سيد وهو ينهي المكالمة " سأحاول لا تقلق .. سلام"




أغلق عمرو الهاتف وخرج من شقته يغلق الباب بعنف والأدرنالين يتدفق في شرايينه .. صاعدا للشقة العلوية ..






يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.