آخر 10 مشاركات
دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-18, 12:41 AM   #1881

طماطم يس

? العضوٌ??? » 390731
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » طماطم يس is on a distinguished road
افتراضي


شمووووسه ف انتظارك بقى

طماطم يس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 12:51 AM   #1882

alyaa elsaid

? العضوٌ??? » 371142
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 147
?  نُقآطِيْ » alyaa elsaid is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 216 ( الأعضاء 114 والزوار 102)
‏alyaa elsaid, ‏تاتا26071978, ‏سوووما العسولة, ‏nana89, ‏totamohamedusama, ‏Gehan hassan, ‏Nairabahaa, ‏ميار111, ‏مريم حين, ‏Asmaa nasser, ‏toma gogo, ‏nmnooomh, ‏amana 98, ‏زهرة الحنى, ‏lola taha, ‏احلام حزينة, ‏Flowerikram, ‏Emoji, ‏تيماء كرم, ‏amatoallah, ‏fatma toto, ‏طماطم يس, ‏أسـتـر, ‏sira sira, ‏ALAA, ‏منارة البحر, ‏abirAbirou, ‏اميرة دعبول, ‏FATOMA2468, ‏sarascara, ‏ميمونة meryem, ‏بعثرة مشاعر, ‏Noor Alzahraa, ‏Zainabalghazi, ‏قمر وليد, ‏mirrayben, ‏غنى محمد, ‏noor3eny, ‏زهوري الحلوة, ‏modymody, ‏دينا اسماعيل, ‏haboo$, ‏Bnboon, ‏نونني نوننا, ‏لينا وساره, ‏خفوق الشوق, ‏مشاعل 1991, ‏م&س$ك, ‏هبه صلاح, ‏nada alaa, ‏من هم, ‏Arin15, ‏منوني1, ‏awttare, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏همس حائر, ‏زموردة, ‏jadayal, ‏aseralroo7, ‏willoucha, ‏kulod Ali, ‏Basma Elhelali, ‏sarah anter, ‏اشراقه حسين, ‏dina said, ‏سحرمجدي, ‏مريم@, ‏سما اليمن, ‏lama., ‏rahmamomin, ‏يمامة زرقاء, ‏meryem j, ‏wild flower, ‏حروف ضائعة, ‏smsmezz, ‏صابرة عابرة, ‏فررراشة, ‏Chaima cht, ‏chem.Fatima, ‏بت الجوف, ‏نهال نونو, ‏دوسة 93, ‏rosetears, ‏eng miroo, ‏atmin, ‏Samaa Helmi, ‏najla1982, ‏زهرةالكون, ‏mem. 1957, ‏عزيز نفس, ‏alan, ‏رىرى45, ‏Booo7, ‏ورد الجلنار, ‏ري 10, ‏Nara26, ‏sou ma, ‏Um Ghaeth, ‏Ayaislam, ‏زرقاءاليمام, ‏Time Out, ‏تيماء قاصي, ‏مارينا جمال, ‏dekaelanteka, ‏إلين 1988, ‏rare heart, ‏kamsed, ‏غرام العيون, ‏halimayhalima, ‏جهاد 20


alyaa elsaid غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 12:53 AM   #1883

sky nour
 
الصورة الرمزية sky nour

? العضوٌ??? » 418400
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » sky nour is on a distinguished road
افتراضي تسجيل حضور

في الانتظار حبيبتي

sky nour غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 01:07 AM   #1884

Tott

? العضوٌ??? » 417064
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Tott is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووور

Tott غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 01:10 AM   #1885

Asmaa nasser

? العضوٌ??? » 422801
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 79
?  نُقآطِيْ » Asmaa nasser is on a distinguished road
افتراضي

بانتظار الفصل يا جميل

Asmaa nasser غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 01:11 AM   #1886

nanash

? العضوٌ??? » 276437
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 963
?  نُقآطِيْ » nanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond repute
افتراضي

خلاص يا جماعة كفاية كومنتات ونصبر اكيد معاها عذرها

nanash غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 01:28 AM   #1887

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس والثلاثين

الفصل الخامس والثلاثين

كان يختبئ كالطفل في تجويف رقبتها.. متخم بالمشاعر .. يشعر بالإمتلاء .. يلامس الإكتمال ..

يهمس بكلمة واحدة ظل يكررها منذ إلتقائهما .. كلمةاختصر فيها كل شيء ..




" يا أروى "




مسدت على عضلات رقبته و ظهره مغمضة العينين ثملة بحضوره .. وهمست وأصابعها تتخلل شعره " كنت على وشك الموت بدونك يا عَمري.. وكأنك لي الحياة وكأني أتنفسك "




شدد من ذراعيه حولها فاقدا للنطق كعادته ..فأكملت بصوت متأثر " للحظة شعرت أنني .. أننا .. لن نرى بعضنا ثانية "

رفع رأسه يسكتها" أشششش "



لكنها فتحت عينيها وتأملته وأكملت" صمودي كان من أجلك أنت .. فكنت أعلم أن في إنهياري نهياتك لكني في الحقيقة ... "



أطبق على شفتيها يخرسها .. فهرب من رأسها كل ما كانت تود أن تقوله إلا وجوده ورائحته الرجولية ودفئه ..




حين ترك شفتاها نظر في عينيها يتأمل ملامحها في صمت فمسدت على لحيته المشعثة ليقول بخفوت وكأنه يخشى أن يخدش الصمت المُسكِر" تفاصيلك مختلفة أروتي لا أدري هل بسبب بعض الكيلوات التي اكتسبتيها أم ماذا .. لكن منحنياتك أكثر بروزا .. بها إختلافا لا أعرف كيف أصفه"




عضت على شفها السفلى وسألت بدلال " وهذا الاختلاف إيجابي أم سلبي "




ضحكة صبيانية عابثة سعيدة كانت رده قبل أن يعود ليدفن وجهه مجددا في تجويف رقبتها .



فضمته أكثر تحاول أن تشبع منه مشفقة عليه مما ستقوله لكنها مجبرة وهمست بعد قليل " عليك بالعودة لشقة الدور العلوي الآن "

رفع رأسه عنها بتساؤل فقالت " هذا شرطي للعودة .. سأبقى هنا دون أن تعلم والدتك بوجودي .. فلم أستعد بعد للعودة والمواجهة .. أتركها تسترد عافيتها وأتركني أنعم ببعض الهدوء بعيدا عن أي حروب نفسية"



عقد حاجباه يقول " ماذا تعنين .. كيف ؟!"



ردت بهدوء " هذا حل مؤقت لنرى إلام ستؤول إليه الأمور .. أنا وأنت متمسكان ببعضنا ولن نستطيع تحمل الفراق للحظة واحدة أخرى وقد بلغنا ذروة تحملنا .. ووالدتك وصلها أنك لن تتزوج بأخرى .. لكن حالتها الصحية ليست جيدة بعد.. لذا لن نستطيع أن نخبرها صراحة أني عدت .. فلندعها تتأكد من أنك مصر في موضوع عدم زواجك ونعطيها وقت تسترد صحتها .. كما أني ( وصمتت قليلا ثم أكملت ) أنا لست مستعدة للمواجهة بعد أشعر أني مرهقة المشاعر "




لم يقل شيئا وإنما ابتعد عنها يرتدي ملابسه وجلس على السرير يفكر وقد عادت ملامحه للجدية فمسدت على ذراعه تشجعه.. ليقول بحشرجة " هل تعلمين معنى هذا ؟ .. معناه أنك قد لا تريني أكثر من ساعة أو اثنين يوميا .. لأن أمي ملتصقة بي بشكل مرضي كما أخبرتك على الهاتف من قبل "



بلعت غصة مسننة في حلقها وقالت " أعلم ذلك .. لهذا اقول لك فكرة اخبارها أني عدت ليست جيدة حاليا "



أطرق برأسه وقد لاح الهم من جديد على وجهه فقالت " ما رأيك أن نفكر في الإنجاب حاليا ثم .."




قاطعها منفعلا " لا ... "



قالت بهدوء " لا تعاند يا عمرو "




رد بحزم " قلت لا.. يكفي الشعور المهين الذي سأشعره وأنا أتسلل لأقابلك ساعة أو ساعتين في اليوم .. أنا رافض لمبدأ الانجاب من أجل أن تقبل أمي بزوجنا لن أقبل بهذا أبدا "




شعرت أنه مازال مجروح الكرامة فقالت بإغواء " لا تنكر أن تجربة العشاق السريين على سلم بيتنا كانت مثيرة .. فدعنا نجرب لعبة مقابلات العشاق السرية هنا في شقتنا .. "



تسللت الشقاوة لعينيه وهو يميل عليها هامسا أمام شفتيها " أحببت اللعبة خاصة حين تكون عشيقتي بهذا الإغواء المذهب للعقل والحارق للأعصاب "




لفحتها أنفاسه الساخنة التي اشتاقتها ولمحت إشتغال الرغبة في عينيه لكنها أفلتت من شفتيه تقول بحزم " هيا إصعد لوالدتك قبل أن تستشعر غيابك "




نظر إليها بتعاسة فشجعته تقول وهي تستقيم بجزعها قليلا وتستدير لتنام على بطنها " هيا أريد أن أنام أشعر بالنعاس الشديد.."



فاتسعت عيناه متفاجئا يقول" أروى .. أنت تتقلبين بسهولة "



لم تكن تنوي إخباره بتطور حالتها للأفضل في الفترة الماضية طامعة في أن تفاجئه يوما ما حين يكتمل شفاءها فقالت بغموض"أستطيع التقلب بسهولة الآن بفضل الله "




رفع شعرها الناعم من على وجهها بيده ومال يطبع قبلة على خدها وهمس " أدعي لك كل صلاة يا عمري أن يتم شفائك .. لكن لا تشقي على نفسك بالتمارين .. ( وصمت قليلا يمشط شعرها بأصابعه ثم قال) وماذا سنفعل مع جدول تمارينك ؟"



ردت " أنا أتمرن منذ مدة في البيت وتأتيني الطبيبة مرة أو مرتين في الاسبوع تباشرني .. أنا فقط سأحتاج جهاز المشي الذي اشتراه لي أبي من البيت وبعض حاجياتي "




قال بعتاب" لمَ لم تطلبينه مني أنا .. حتى لو كنا متخاصمين "



ابتسمت وقبّلت باطن يده القريبة من وجهها ثم قالت " لم تكن مقصودة .. تدللت على الحاج قليلا .. هيا يا عمرو حتى لا تتأخر "




تنهد بقوة واستقام يدخل الحمام .. وبعد دقائق خرج يرتدي ملابسه واقترب منها يطبع بعض قبلات على رقبتها فابتسمت وهي مغمضة العينين ليتأملها قليلا ويبتلع رغبة في البكاء تقف في حلقه مقاوما بصعوبة ثقل قدميه ويغادر ..

عند صوت إغلاق باب الشقة سقطت دمعة ساخنة من عين أروى وتحسست السرير والأغطية تتلمس بقايا دفئه ورائحته متمنية لو استطاع أن يبقى لدقائق أخرى قليلة .. فلم تشبع من قربه بعد.




***

بعد يومين :




دخلت آية الاستوديو تحي الجميع في هذا الوقت من الصباح وتشعر بالنعاس .. فعلى الرغم من إمتنانها أن تحصل على فرصة ذهبية كهذه للتدرب على يد مذيع شهير كفادي ورد.. لكن توقيت البرنامج سخيف حيث يبث في الثامنة صباحا فيتطلب منها الأمر الخروج في الخامسة فجرا ليوصلها سائق خصصه الحاج لإيصالها بعد باءت كل محاولاتها إقناعهم بأن تقود السيارة بنفسها بالفشل متعللين بالوقت المبكر جدا وقت خروجها ووجود موقع البث بعيدا عن العاصمة قليلا ..لتكون موجودة قبل البث بساعين على الأقل رغم أنها لم تشارك فادي بعد فهي مجرد متدربة او مساعدة له حتى الآن وأمامها شهران على أقل تقدير ليقرروا بعدها هل سيتم الاستعانة بها أم لا .



لا تنكر أنها استفادت من التدريب على مدى أكثر من شهر ورأت كل شيء على الطبيعة واستفادت من خبرة فادي ورد الكبيرة .. فهو على الرغم من غرابة أطواره وتحملها لنرجسيته ومزاجه الغير مستقر إلا أنه معلما جيدا ..




شعرت بتوتر الأجواء فاقتربت من مخرج البرنامج تسأل بوجل " ماذا يحدث أين الاستاذ فادي يا استاذ سامح ؟ "




فرك جبينه بإرهاق يقول " فادي أصيب بأزمة كُلى منذ قليل ولا أعلم ماذا أفعل في البرنامج الذي سيبث بعد ساعتين .. "



توترت آية وسألت" هل يمكن أن نتعذر عنه اليوم؟"



رد موضحا" لا يوجد هذا الاختيار في عالم البث الإذاعي والتليفزيوني يا آية لابد أن نجد بديلا فورا "



شردت قليلا فسألها "هل أعددت ما طلبه فادي منك "



أومأ برأسها بنعم فصرخ في فريق العمل بصوت عال" أين جِبالي ؟ .. أريد الاستاذ جبالي حالا وأخبروني أولا بأول مَن مِن مذيعي المحطة يستطيع الحضور .. أيقظوا الجميع من النوم ."



شعرت آية بالتوتر وهي تراقب المخرج يبتعد وهو مستمر في الصراخ .. لكنها تحركت خلفه تحاول اقتراح بعض الأمور ..



قبل البث بنصف ساعة كانت آية تمط شفتيها وهي ترى احدى المذيعات الشهيرات تقرأ موضوع الحلقة وتحاول أن تناقش المخرج في بعض الأمور فاندفعت آية تقول " هذا هو خط سير الحلقة كما يريدها الاستاذ فادي يا استاذة داليا "




نظرت إليها داليا بامتعاض وسألتها ببرود" من أنت ؟"



لترد آية بلهجة مستخفة " آية سماحة"



نظرت داليا للمخرج سامح تقول" من آية سماحة؟"



رد سامح مشغولا في الورق أمامه " إنها متدربة عند الاستاذ فادي "



هتفت داليا باستنكار وهي تنظر لآية من رأسها أخمص قدميها" متدربة !! وتبلغيني بم أفعل .. ألا نعجبك أنا والمخرج "




شعرت آية بالحرج والغيظ فجزت على أسنان واقتربت تحدج المذيعة بنظرات نارية.. فتدخل سامح بحزم" آية من فضلك دعينا نكمل ليس لدينا وقت ".




فأكملت داليا باستحقار " لا يوجد لدينا وقت للعب الأطفال "




زمجرت آية وقالت" أنا لا أسمح لك!! .. ولا تتوقعي مني لأنك مذيعة معروفة أن اقبل منك إهانتي .. "



صرخت داليا فجأة بهيستريا " اخرجوها حالا والا لن أذيع هذه الحلقة "



بدأ فريق العمل بالتجمع والتفريق بين الفتاتين بينما المخرج يفرك رأسه بعصبية فصاحت آية" أنا لم أفعل شيئا أنا أخبرك بالشكل الذي يرغب الاستاذ فادي في أن تسير عليه الحلقة والحقيقة كلامه منطقي"



صرخ سامح في الجميع بعصبية " كفى !! "



فساد الصمت ليقول بعدها "ارحموني.. بقي عشر دقائق"



انتبه الجميع حين دخل فادي ورد فجأة... يمسك بجانبه ويبدو الألم على ملامح وجهه الشاحبة مرتديا ملابس رياضية تختلف تماما عن الحلات الأنيقة والقمصان الملونة تحت ستراته التي يرتديها في العادة .. وتكلم بمزاج عكر يقول بإعياء" كفوا عن الصراخ .. تكفيني آلامي ( وتوجه بالكلام لداليا ) شكرا داليا.. على تطوعك لإنقاذ الوضع .."



هتفت داليا تقول" لا شكر على واجب يا فادي هل تريد ان اشاركك البرنامج اليوم؟"



رد دون أن ينظر لها "لا شكرا سأتصرف أنا "



اقترب منه سامح يتفحصه ويقول" ما الذي أتى بك الآن بهذه الحالة؟"



فهمس فادي يقول من بين أسنانه " لم تجد سوى داليا لتقديم الحلقة ؟!! "



رد عليه سامح هامسا "هي الوحيدة من ردت في هذا الوقت من الصباح"



اقتربت داليا تقول بإلحاح" دعني اشاركك الحلقة لا تبدو بصحة جيدة "



رد عليها بلطف " شكرا داليا أنا بالفعل لدي مشارك في الحلقة "



ثم أشار لآية بأصبعه آمرا أن تتبعه وهو يقول للفريق " جهزوا المكيروفون الآخر آية ستشارك معي "



تسمرت آية في ذهول .. بينما جحظت عينا داليا وشعرت بالإهانة .. أما سامح ففرك رأسه بيديه ونظر في ساعته ثم أشار للفريق بالتنفيذ .



استمرت آية في الذهول حتى صرخ فادي من الداخل ينادي بإسمها لتنتفض وتدخل غرفة الاستوديو.



في الداخل كان فادي يمسك بجانبه وهو يشير لها لتجلس حول منضدة البث الإذاعي بينما باقي الفريق يقفون خلف الحائط الزجاجي الذي يفصل بين غرفة المذيع وباقي فريق البرنامج على رأسهم مهندس الصوت .



قالت آية بخفوت مرتعب "هل فعلا سأشاركك الحلقة بعد قليل ؟! .. أنا لم أنتهي من فترة التدريب بعد وأخشى أن أرتكب خطأ "



رد فادي بهدوء متألم " وماذا كنا نفعل لأكثر من شهر إذن !! .. لا تتوتري أمامنا أربع دقائق وستدخلين أنت بالمقدمة"



شهقت تقول "آنا !!"



إرتعبت حين تكلم المخرج في السماعة الداخلية في أذنيهما يعلن بدء فقرة الاعلانات ويعلن " أمامنا ثلاث دقائق "



ضربات قلبها تضرب في أذنيها بصخب وتشعر أن الروح تسحب منها.. فتركت المنضدة وففتحت هاتفها بأيد مرتعشة ووقفت تلصق جبينها للحائط في تلك الغرفة الضيقة .. بينما المعد يضع اللمسات الأخيرة للحلقة مع فادي ورد .



فجاءها صوته متحشرج من أثر النوم يقول بلهفة" نعم آية "



لم ترد .. بل ظلت تتنفس بصوت عالي .. فاستقام من نومته مرتعبا يقول " ما بك يا آية هل أنت بخير ؟!!"



همست " سأكون على الهواء بعد قليل يا سيد"



تفاجأ .. ثم ابتسم في سعادة .. ولم يميز وقتها أهو الخبر ما أسعده أم صوتها الهامس الذي يلمس قلبه برقة وينعشه بعد سبات طويل أم أسمه الذي اشتاقه منطوقا من شفتيها .. كم تمنى لو يصف كيف يكون أسمه بين شفتيها .. لكنه قال " رائع يويا رائع"



قالت حنق طفولي " ليس رائعا .. ليس رائعا يا سيد أخشى أن أخطئ "



نغزه قلبه ألا يكون بجوار صغيرته في لحظة كهذه فقال بحنان " أنا أثق بك آية .. وأعلم أن بداخلك الكثير مما ستعطيه للشيء الذي تحبينه .. هذه فرصة ذهبية عليك استغلالها جيدا .. ( واندفع يقول بدون تفكير ) أتريدين مني أن آتي؟"



قالت بسرعة " لا .. لا "



آلمه قلبه لكنها همست "وجودك سيربكني"



قاله بصدمة " أنا؟! .. أربكك !!"



حفرت الحائط بجبينها الملصق به تهمس " أقصد أني سأترك كل شيء ولن أرى سواك "



كلماتها سرقت روحه من جسده مرة واحدة .. فضغط على شفتيه بقوة لا يعرف بم يرد.. يسمع أنفاسها التي اشتاق لسماعها عبر الهاتف ..وود لو يُرفع عنه القيد ويُسمح له بإخبارها بالكثير والكثير جدا .. أو حتى يخبرها كيف يشتاق إليه .. بينما صوت فادي يناديها بحزم جعلها تستفيق لتقول بارتباك" علي أن أذهب حالا يا سيد سلام "



أغلقت الخط فتسمر للحظة يستعيد صوتها ولحن أنفاسها مغمض العينين .. ثم اعتدل على الأريكة التي بات ينام عليها منذ فترة حتى لا يزعج بسمة بهلوساته الليلية خاصة بعد أن منعت نفسها عنه .. وأسرع يبحث في تطبيق الراديو على هاتفه عن إذاعة نغم بينما بسمة تراقبه من بعيد دون أن يدري .




في الاستوديو الإذاعي شعرت آية بشلل في لسانها حين أشار لها فادي ورد لتبدأ بالمقدمة .



فنظرت إليه بعينين جاحظتين ثم أصبيت بالفواق فنظر لها فادي شذرا ثم ضغط على جانبه وهو يقول بصوته الإذاعي المميز الذي يعشقه الآلاف ونغمة إذاعية محببة " صباح الأشراق .. وصباح الرضا .. يوم جديد .. طاقة جديدة .. نبدأ برنامجنا مقهى الصباح .. معكم فادي ورد .. ونبدأ بأغنية ( آه من عينيها السود ).. ثم نعود "



أغلق زر الميكروفون بينما الأغنية يسمعها المستعمون .. لينظر إليها فادي بتوبيخ فتشهق وينتابها الفواق لتدخل المساعدة بكوب من الماء لآية لكن فادي يقطع طريق الكوب ليأخذه بعنف ويلقي حبة مسكن أخرى في فمه بغيظ ثم يتجرع كوب الماء ويقول للمساعدة " ولا ماء ولا طعام وقد أحبسها في الاستوديو وأطلب فدية من أهلها إن لم تنطق "




حدقت فيه آية برعب وعلى ما يبدو أذهب الرعب الفواق ليعود فادي يقول أمام الميكروفون بلهجة إذاعية أدهشت آية أن يكون متآلما ويتكلم بهذا الشكل وقال " اليوم معي شريكتي الجديدة آية سماحة تفضلي آية "




اقتربت من الميكروفون تحاول أن تسيطر على ارتعاشها كما يفعل فادي وقالت بلهجة إذاعية أطربت قلب سيد الذي يستمع عبر الأثير " شكرا فادي .. يسعدني أن أنضم معكم في برنامج مقهى الصباح .. اليوم موضوعنا عن الرضا .. ما هو الرضا .. وهل أنت راض عن حياتك ؟؟ سنستقبل رسائلكم على الخط الخاص بالبرنامج وعلى صفحتنا على الفيس بوك .. "



تدخل فادي يقول وأي اغنية نهديها للمستمعين على شرفك يا آية "




إرتبكت من السؤال ولم تدري بم ترد لجزء من الثانية ناسية أن قائمة الأغاني المعدة مسبقا موجودة أمامها فأشار فادي على الورقة التي أمامها لتسرع بالنظر فيها ثم قالت "أختار أغنية (أنا والشوق ) .."



تكلم فادي يقول في الميكروفون "إذن أنا والشوق اهداء لآية سماحة .. وأرسلوا لنا عن مفهومكم عن الرضا "



أغلق المايكروفون ليقول لها " حاولي أن يظهر صوتك أكثر .. بالمناسبة لم أحب ما حدث مع داليا .. لن تكسبي الناس بجانبك إذا ما استخدمتي العصبية في مواجهة الأمور وستخسرين كثيرا ".




أومأت آية في حرج ليعود للميكروفون مرة أخرى .. بينما سيد يقف في الشرفة يستمع لأغنية أنا والشوق في سعادة بعد أن سمع صوتها لأول مرة في الراديو .. يريد أن يقفز من السعادة يصرخ من الفرح .. صغيرته التي كانت تنطق إسمه بالثاء يوما ما سمعها منذ قليل تتحدث عبر الأثير بصوت إذاعي جميل ..



بينما في حي سماحة إلهام تستمع للراديو مع الحاج ..بعد أن أرسلت آية رسالة واتساب للجميع تخبرهم .. فتعلو الإبتسامة على وجه إلهام .. وهي ترقيها في سرها.




أثناء البث المباشر لاحت من وراء الزجاج زوجة فادي فجأة بزوابعها وعصبيتها فتوترت آية من حضورها وتذكرت أول لقاء بينهم :



منذ شهر :



تفاجأ آية أثناء التدريب بدخول إمرأة فواحة العطر غاية في الأناقة تميل للعصبية انفض من أجلها كامل فريق العمل ليحييها باحترام .. لتدقق آية فيها قليلا ثم جحظت عيناها حين تعرفت عليها لتشهق بينما استقام فادي يقترب من المرأة يقول ساخر" مضى يومان لم أنعم بحضورك المزعج أقصد الطاغي في مكان عملي حبيبتي .. "




قطعت آية طريق عاملة البوفيه تسحبها من ذراعها لتقول " فاتن أليست هذه المطربة ضحى؟"



ردت فاتن بسرعة " أجل يا عسل "



سألتها آية وقد تعودت أن تسمع قصص وأخبار فريق العمل منها " من تكون لفادي ورد "



تفاجأت فاتن لتقول " إنها زوجته .. ألا تعرفين أن فادي متزوج من المطربة ضحى !!"



ردت آية متفاجئة "لا "



فقالت فاتن موضحة " إنهما متزوجان منذ ما يقرب من خمسة عشرة سنة .. بعد قصة حب قوية "




اتسعت عينا آية باندهاش تقول " حقا !!"



وتأملت آية ضحى من بعيد في دهشة .. إن ضحى مطربة كبيرة وشهيرة في عالم الغناء تغني منذ أن كانت طفلة ..لم تعلم أن هذه المتألقة ذات الشعبية الواسعة هي زوجة فادي ..

تطلعت آية لتفاصيلها .. إنها نحيفه القوام رشيقة .. أقصر بكثير مما تظهر عليه في التلفاز.. سمراء بملامح محببة.. وشعر قصير على الكتف مصفوفا بعناية فائقة .. ترتدي الكثير من المصوغات الكبيرة الحجم ورغم هذا تبدو غاية في الأناقة .



قاطعت فاتن تأملاتها لتوكد بثقة " إن بينهما قصة حب قوية جدا .. رغم أنها أكبر منه بخمس سنوات "



شهقت آية وقالت متسعة العينين" لا تبدوا أنها أكبر منه أبدا هل تحاولين أقناعي أن هذه السيدة في أواخر الأربعين من عمرها مثلا ؟"



ردت فاتن مؤكدة "بل أتمت الخمسين هذا العام .. أنا رأيت جوازات سفرهم بنفسي في مكتب الإدارة حين كان الاستاذ فادي ذاهبا لمهرجان فطلب منهم المساعدة على الحصول على تأشيرة لضحى لتذهب معه .. يومها رأيت جواز السفر وتأكدت "



قالت آية بتأثر" هل يحبها لدرجة أن يتزوجها وهي أكبر منه في العمر!! .. حين رأيت كل ألبوماتها الغنائية في مكتبته تصورت أنه من أكبر معجبيها حتى أني وجدت ألبومات قديمة لم أكن أعرف عنها شيء"




رد فاتن " بل قولي يحبها لدرجة أن لا يفكر في الانفصال عنها أو الزواج بغيرها وهي لا تنجب "




شهقت آية تقول " أعلم أن ليس لديها أولاد لكن لم أكن أعلم أن لديها مشاكل في الانجاب"




قالت فاتن " أنا أعلم عنهم كل شيء فأنا كما أخبرتك مقمية في هذه الاستديوهات منذ أن كنت طفلة كنت آتي مع ابي وورثت عنه مكانه في البوفيه "




وضعت آية يدها على قلبها تقول بتأثر" جميل هذا الحب بينهما "



فاكملت فاتن " إحترسي فهي تغير عليه بجنون .. يا لطيف ! .. لا تعلمين ماذا تفعل مع معجباته.. مجنونة .. وسترينها كثيرا هنا .. إنها كثيرة التردد على الاستوديو ( ثم قالت متعجلة ) سأتركك يا عسل سلام "



فصاحت آية تلحقها بصوتها "أعدي لي قهوة باللبن"



فأشارت لها فاتن بإيماءة وهي تغادر بينما ناداها فادي لتقترب وتدقق في ملامح ضحى عن قرب فلم تتخيل يوما ما أنها قد تقف أمام مطربة شهيرة مثلها .. فقام فادي بتقديمهما لتنظر إليها ضحى بنظرة تقييمية بينما فادي يقول "هذه زوجتي يا آية جاءت لتطبق على أنفاسي .. أقصد لتتفقد الوضع الذي لا أعرف ما هو بالضبط بعد كل هذه السنوات معها "



حدجته ضحى بنظرة عتاب ثم سألتها " كم عمرك؟"




ردت آية بحرج " واحد وعشرون"




فلاحت الغيرة على وجه ضحى .. ونظرت لفادي نظرة ذات مغزى .. لتستدرك آية تقول " أنا من أشد معجبينك يا استاذة ضحى .. لم أتخيل أني قد أقابلك يوما ما .. أنا أحفظ معظم أغانيك ولي الشرف بمقابلة مطربة كبيرة مثلك "




نظرت إليها ضحى بزهو بينما قالت آية بلهجة ذات مغزى " تبدين اصغر عمراً على الطبيعة"

مشطت ضحى شعرها وردت بفخر طفولي" عادة ما تظلمني الكاميرا"

ابتسمت آية وقالت "تظلمك كثيرا "

فابتسمت ضحى بسعادة طفلة على هذا الإطراء .

عادت آية بذاكرتها لتجدها تقف خلف الزجاج تهز جسدها بعصبية وتتوعده على ما يبدو لأنه خرج من البيت في هذه الحالة .

موترة بوجودها باقي فريق العمل بينما فادي يمسك بجانبه ويتحدث في الميكروفون وهو ينظر لها عبر الزجاج ويقول متسليا " ومن أهم الأمور التي عليك الرضا بها .. الإبتلاء في شريك العمر"

جزت ضحى على أسنانها ويبدو أنها كانت تهدد بإقتحام الاستوديو على الهواء بينما فريق العمل يقفون أمام الباب يمنعونها وسامح المخرج يشد في شعره ..

لعّب فادي حاجباه لضحى مستمرا في الحديث للمستمعين " فقد يبليك الله بشريك مجنون عصبي مختل عقليا.. فعليك وقتها بالرضا عزيزي المستمع والاحتساب عند الله "

تدخلت آية مشاكسة وقد بدأت تتخلص من توترها لتقول أمام الميكروفون " وقد يكون هذا لأنه شريكك يحبك بجنون "

ضحك فادي ونظر لضحى نظرة عشق لم تخطئها آية ليقول ساخرا "ومن الحب ما قتل إسألوني أنا .. ( لتتحول لهجته للجدية ) وقد يجزيك الله بسبب ذلك الرضا بالمكتوب حبا كبيرا يعوضك عن كل ما افتقدته .. ( وعادة لهجته للعبث مرة أخرى ) أحب أن أسمع معكم أغنية إن شالله ما أعدمك "

جحظت عينا مهندس الصوت واسرع يبحث عن الأغنية بسرعة فلم تكن مدرجة بقائمة الأغاني التي تم الاتفاق على إذاعتها بينها سامح يفرك في رأسه بقوة فأشفقت عليه آية إن فادي كثير المفاجآت في لحظات حرجة ..

زارت نوبة ألم ملامح فادي فأغمض عينيه متألما في صمت ثم فتحها لتلمع عيناه بتسللي مرة ويقول وهو ينظر لضحى التي تفتت من العصبية خلف الزجاج " وحتى نمنح لمهندس الصوت الفرصة لأن يجد الأغنية سأذكركم بكلماتها :

ان شاالله .. ان شالله ما اعدمك ..
يا جميل .. يا جميل ان شالله ما اعدمك ..

انت الحبيب .. وانت الطبيب
وانت القريب .. وانت الغريب


نظر لآية فأكملت :
ولو ان حبك شيء عجيب .. ولا حد قادر يفهمك
ان شالله .. ان شالله ما اعدمك ..
يا جميل .. يا جميل ان شاالله ما اعدمك ..


أشار له مهندس الصوت بانتصار أنه وجد الأغنية فقالت آية " نسمع أغنية إن شالله ما اعدمك لمحمد قنديل ونعود "

انفتح باب الاستوديو فجأة لتدخل ضحى كالطوفان تنظر لفادي بغيظ وتتفحصه بينما هو يضحك متألما .. حاولت أن تشده ليعود معها للمنزل.. لكنه حاول تهدئتها بأنه في وسط إذاعة البرنامج واصفا إياها بالمجنونة .. ثم يطمئنها بأنه متحمل حتى ينتهي البرنامج فانفجرت في البكاء فيقوم فادي بتهدئتها رغم آلامه ..

شاهدهما آية منبهرة بالعلاقة التي تجمعهما ومتعجبة من ضحى النجمة التي تبكي كطفلة صغيرة أما زوجها والتي تختلف تماما عن الفنانة الكبيرة التي تمتلك ملايين القلوب بصوتها العذب فرفرفت فراشات في معدتها .. بينما سيد يكتب لها رسالة على الوتساب مقاوما الرغبة الملحة في الاتصال بها بعد إنتهاء الحلقة " رائعة أنت يويا .. مبارك لك يا سكاكر "






يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 01:29 AM   #1888

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

زفر وائل مهموما مثقلا بالحيرة فاقتربت منه مريم تقول " ألن تنتهي من هذا الحال .. لا أعلم ما بك ؟.. "
رد مهموما " أشعر بالخواء .. والإرتباك .. هناك أسئلة كثيرة في رأسي بدون إجابات يا ماجدة"
تكلمت مريم ببرد تصحح " أنا مريم"
قال " أنا قلت مريم "
قالت بإصرار" قلت ماجدة "
حدق فيها غير مستوعب فقالت" هل غضبت مني لأني سألتك أسئلتي عن ماجدة ذلك اليوم "
رد بحيرة " لست غاضبا .. لكني لا أملك إجابات .. أحاول وأحاول ولا أجد .. "
اقتربت منه تهمس بجوار شفتيه بإغواء " لكنك لن تتوقف عن حبي أليس كذلك "
دخلت الخالة أنجيل بجسدها الثقيل البدين تتوكأ على قلبها قبل عصاها إلى غرفته بالمستشفى ..
يقولون عنها قوية .. صامدة ..
لكنهم لا يعرفون شيئا ..
لا يعرفون أنها تخشى أن تنام حتى لا تستيقظ على خبر مفجع بشأنه .
وبعد كل هذا الوقت في انتظار استفاقته أخيرا استجمعت شجاعتها وأتت إليه .. مادام قد أطال في غيبته عنها ..
تحير وائل في إجابة سؤال مريم ولأول مرة يتحير بشأن إجابة هذا السؤال .. وارتبك وتفاجأ من تلك الحيرة .. لكن مريم كررت السؤال بإلحاح" لن تتوقف عن حبي أليس كذلك يا وائل"
ازدات ضربات قلبه وهو يحدق فيها يبحث عن إجابة حاسمة .
أما أمه التي استقرت بجانبه سريره لم تجد ما تقوله وهي ترى فلذة كبدها ممدد فاقدا للوعي بهذا الشكل المفجع .. فنغزته برفق وكأنها توقظه من النوم وهمست بصوت باكي "وائل "
دفع وائل مريم فجأة لتقع على الأرض ذاهلة فقال لها بارتباك "إنها أنجيل . أمي هنا ".
استقامت مريم تعدل من فستانها الأصفر وتزمجر بعصبية فقال لها متوترا" أششش لا تتحركي أقول لك أنجيل جاءت إختبئي "
نظرت حولها ثم صاحت باستنكار " أختبيء !! .. أين؟؟ .. ألا ترى أننا محبوسان ولا يوجد منفذ"
رد بغيظ هامس وهو ويركز أذنه على أي صوت " إختفي كما تختفي أحيانا ولا أجدك .. لقد أختفيت عدة أيام بعد ذلك اليوم الذي علمت فيه أن أروى وعمرو سيتطلقان وتركتني أسبح في أحلام كثيرة من الماضي . "
تكتفت وردت ببرود " وائل .. أنا بالفعل مختبئة في رأسك.. أنسيت "
رد عليها بهمس مغتاظ " أنا أعلم ذلك"
ضيقت عيناها وسألت " إذن لمَ أنت مرتعب؟!!"
رد بغيظ" أقول لك إنها أنجيل ألا تعرفيها ؟!..إنها قادرة على الدخول حتى في رؤوسنا"
فجأة سمع صوت نشيج عالي فقد كانت أمه تسند جبينها على ذراعه وغمغمت وسط بكائها " إلى متى يا ربنا ؟.. إلى متى سأظل أتعذب بسبب هذا الولد .. إلى متى سأبقى مرتعبة أن أسمع أنه قد أنهى حياته بنفسه .. لمَ أرى ذلك في أكبر أولادي ؟.. ( علا نشيجها قليلا ثم عادت تغمغم ) يا رب لقد رزقتني به بعد سبعة عشر سنة شوقا للإنجاب .. بعد أن كنا قد رضينا أنا ووالده بقضائك فرزقتنا به .. لم أنا مبتلاة فيه .. لقد سُرقت سنين شبابه دون أن يسعد بها .. يا ربنا .. لم أعد أقوى على التحمل فارحمني .. وإن كان علينا ذنباً فاغفره لنا "
بكى وائل بينما اقتربت ميري من جدتها تقول " يكفي هذه يا جدتي .. ستصابين بغيبوبة سكر .." ففتح أمير باب الغرفة يقول " كفى يا أمي ..هيا "
مسحت الخالة أنجيل دموعها واستقامت بصعوبة تتعكز على عصاها وعلى ميري فساعدها أمير على الخروج لتقول ميري " هل أستطيع أن أبقى معه لدقائق "
أومأ لها أمير برأسه وخرج هو وأمه وأغلق الباب .. فشعر وائل برجفة حين علم بوجود ميري فسألته مريم بفضول " أين أنجيل الصغيرة أليست معها ؟" فأشار لها بكتفيه بلا أعرف .
أقتربت ميري من سرير أبيها متماسكة حتى لا تبكي .. وطبعت قبلة على جبينه .. فارتعش وائل تأثرا ثم سمعها تقول بتردد " أبي .. وعدتني أنك ستكون معي اذا ما أختاروني لأمثل البلد بالمونديال .. ولقد تدربت أكثر بعشر أضعاف حتى أكون لائقة .. لأني أثق في أنك لن تخلف وعدك يا أبي .. أليس كذلك "
فرك وائل جبينه يقاوم التأثر .. يشعر بتمزق في قلبه .. فاقتربت منه مريم ليبعدها بخشونة بينما قالت ميري بلهجة ساخرة " إبنتك رقيقة المشاعر أنجيل لم تأتي .. إنها تبكي كثيرا بسبب حالتك وترفض أن تراك بهذا الشكل .. ( وتصنعت المرح ) المجنونة أعطتني رسالة مكتوبة لك هل تصدق !! .. يبدو أنها قد فقدت عقلها بسبب تلك الأفلام الرومانسية التي تشاهدها.. لقد أعطتني تلك الهبلاء خطابا ووضعته داخل ظرف وطلبت مني أني أضعه بجانبك .. ولأني وعدتها فأنا مضطره لأن أنفذ هذا الهراء .. سأضعه هنا تحت مرتبة السرير ( ترددت قليلا ثم قالت ) .. هل أقرأوه عليك ؟ ... لا لا .. لو كانت تريد مني أن أقروه عليك لطلبت مني صراحة .. سأضعه هنا تحت مرتبة السرير يا أبي أو .. ( ترددت مرة أخرى تفكر في مكان ثم قالت ) سأضعه في هذا الدولاب الصغير تحت متعلقاتك .. ( وتحشرج صوتها وهي تقول ) .. أتمنى أن تستيقظ قريبا يا أبي حتى تقرأوه "
اقتربت منه مجددا وطبعت قبله رقيقة على خده .. فسقطت دمعة ساخنة من عينها أحرقت جبينه قبل أن تخرج مسرعة تمسح دموعها.. وتتظاهر بالتماسك .. ليقول أمير "هيا يا أمي لقد تعبت اليوم "
فرد أمه " قبل أن أعود للبيت .. هناك شخصا لابد أن أزوره بشكل عاجل ."
***
عادت آية إلى البيت قبيل الظهيرة تتراقص من السعادة .. لم تترك شخصاً لم تتصل به لتسأله إن كان قد سمعها في الراديو أم لا .. بعد تلك الرسائل التي أرسلتها على الواتساب والفيسبوك .. فاستقبلتها إلهام مرحبة .. لتحتضنها آية وتمطرها بالقبلات بينما إلهام تضحك ..
بعد قليل إنتهزت إلهام الفرصة بأن مزاجها معتدل ودخلت عليها الغرفة تقول بتردد " يويا .. أريد أن أخبرك بموضوع .. واسمعيني حتى النهاية ولا تقاطعيني "
توجست آية من اللهجة التي تتحدث بها والدتها فتركت اللوحات الخشبية التي كانت ترسم عليها وانتبهت لتقول إلهام " هل تذكرين خالتك فائزة "
حركت آية مقلتيها يمينا ويسارا ثم أومأت برأسها بنعم .. فسحبت إلهام نفساً عميقا وقالت " إن إبن أختها يبحث عن عروس ولقد أتصلت بي أمس وأخبرتني أنها ستأتي لزيارتها ومعها ضيوف "
ردت آية بسرعة " آسفة لا أفكر في الزواج حاليا"
قالت أمها بصبر " الشاب ممتاز .. وأبيك يعرف أباه وأخبرني أنهم عائلة كبيرة وأن سمعة الشاب طيبة .. "
قالت آية بحزم " لست مهتمة بالزواج يا أمي"
ردت إلهام بحزم " لم أكمل كلامي فلا تقاطعيني"
تنهدت آية وتكتفت بينما أضافت إلهام " الشاب عائد من ألمانيا من وقت قصير بعد أن نال شهادة الدكتوراه رغم أنه مازال في الثلاثين من عمره .. وعائلته في مستوى مادي ممتاز أي أنه شابا لا يعيبه شيء فلمَ لا تقابليه ثم تقررين "
رد آية ببرود " قلت لا أفكر في الزواج "
قالت إلهام بعصبية " إجلسي معه أولا .. ثم ارفضيه لكن رفض دون مقابلة أمر غير منطقي .. ربما ... "
قاطعتها آية تقول بإصرار " آسفة يا أمي لكني أرفض مقابلته "
صاحت إلهام" ستقابلينه لا مفر من ذلك .. إن فائزة إتصلت وأخبرتني بأنهم سيحضرون غدا ومن غير اللائق أن اتحجج لها بأي حجة لعدم مجئهم حتى إن كنا غير موافقين .. قابليه وبعدها أبلغينا برأيك "
قالت آية بإصرار " رأيي بأنه مرفوض "
ردت إلهام بغيظ " اقول لك الشاب وأمه وفائزة سيأتون لا نستطيع أن نرفض علينا أن نقابلهم ونرحب بهم في بيتنا وبعدها إذا ما تحدثوا في أمر الزواج نخبرهم برأيينا "
أشاحت آية بوجهها تقول " إذن قابلوهم أنتم"
جزت إلهام على أسنانها ثم سحبت نفسا عميقا وقالت بهدوء " إسمعي يا أية وأنصتي جيدا .. أنا لا أقبل بالإعوجاج .. لابد أن تفكري في مستقبلك وتساعدي نفسك على التغلب على تأثرك بسيد"
جحظت عينا آية بذهول وقالت " ماذا تقصدين ؟"
أجابت إلهام بجدية تداري قلبها المتألم " أعرف ما حدث بينك وبين سيد .. وليست نهاية الكون حبيبتي .. أنت مازلت صغيرة والحياة أمامك "
اضطربت آية وازادت ضربات قلبها تسألها" من أخبرك ؟؟؟"
ردت إلهام بجدية " لا يهم .. المهم كما يحاول هو الإبتعاد بجدية حتى أنه قرر السفر عليك أنت أيضا الالتفات لمستقبلك وإعطاء نفسك الفرصة لأن تقابلي شبابا أخرين .. فالكون لم يقتصر على سيد فقط .. أنا لا أطلب منك أن تتزوجي شخصا لا تحبينه لكن لا تغلقي باب الخاطبين "
لم تستوعب آية حرفا من بعد كلمة (السفر ) ووقفت ذاهلة تسترجع الكلمة في ذهنها ومعناها وتحاول الاستيعاب ثم سألت " أمها بذهول من قرر أن يسافر ؟"
قالت أمها " سيد قرر أن يسافر حتى لا يظلم زوجته أكثر من ذلك "
ازادت ضربات قلب آية بجنون ورددت بخفوت "يسافر !!"
قالت إلهام" إسمعيني بنيتي .. إياك وبناء سعادتك على هدم بيتا آخر .. "
ردت آية بسرعة مدافعة " أنا لم أفعل .. ولم أطلب منه شيئا .. وتقبلت قدري صامتة .. وأبتلعت وجعي وقهري وحرقة قلبي وأتظاهر بأن كل شيئ على ما يرم .. ألا يكفي هذا "
ردت إلهام " لكنك لا تساعدين نفسك على التغلب على الأمر حبيبتي .. أنا أكررها لك .. لست مطالبة بالإرتباط بشاب لا تحبينه لكن لا تغلقي الأبواب أمام التعرف على شباب آخرين .. لا ترفضي الخاطبين قبل مقابلتهم "
جسلت آية تحاول الاستيعاب مجددا .. ودفنت رأسها بين كفيها تردد بخفوت " سيسافر .. سيد سيسافر .. قرر السفر "
إرتجف قلب إلهام شفقة على صغيرتها فجلست بجوارها وأخذت برأسها في حضنها تربت عليها وتهدهدها وهي تقول " حسنا يا حبيبة أمك لن أضغط عليك .. نحن فقط مضطرون لمقابلة فائزة وضيوفها .. لكن ليس عليك أنت مقابلتهم .. وسأبغلهم بأي عذر.. رغم أن الأمر سيكون محرجا لي ولأبيك .. ألطف بنا يارب "
لم ترد آية كانت متسعة العنين على صدر والدتها تحدق في الفراغ وتردد بهمس " سيسافر "
***
قالت عفاف وهي راقدة في سريرها " سامحيني على استقبالك في السرير يا أم وائل .. فلم تعد صحتي كالسابق "
تكلمت أنجيل المستندة على عصاها جالسة على المقد الوثير " شفاك الله وعافاك يا عفاف .. ولهذا جئت لزيارتك "
قالت عفاف بحرج " لم يكن هناك داع لأن تجهدي نفسك يا أبلة .. فأنا أعلم أي ظروف عصيبة تمرين بها .. وأدعو الله أن يشفي إبنك ويرده إليك بإذن الله "
ردت أنجيل بلهجة موبخة " ومادمت تعرفين ظروفي يا عفاف ألم تتعظي منها .. "
قالت عفاف بلهجة بائسة " ماذا فعلت أنا يا أبلة ماذا فعلت ؟"
قالت أنجيل باستنكار " أتساليني ماذا فعلت ؟؟.. أخبريني .. ما هذه الرقدة التي ترقدينها ولمَ؟ .. أنظري لحالي ولسني ولما لدي من هموم وأنظري لنفسك وما تفعلين!! .."
أطرقت عفاف برأسها في حرج وشددت من الغطاء حولها بحركة دفاعية بينما أكملت أنجيل بلهجة موبخة " ألم تتعظي مما يحدث مع إبني؟ .. ألم تعاصري بنفسك ما حدث مع وائل وتابعات ذلك ؟.. هل ترغبين في رؤية إبنك في مصحة نفسية لا قدر الله .. هل ستحبين أن تعيشي باقي عمرك حزينة على شبابه الذي يتسرب من بين أصابعه وهو غير قادر على الشعور بالسعادة .. مرتعبة أن يأتوك بخبر مفجع يخصه .. مقهورة على حاله وكل ما يلم به ..
ألا تدركين حجم مصابي والأطباء يخبروننا أن نسبة استفاقة المرضى من الغيبوبة ضعيفة .. هل تدركين معنى أن يخبرك الأطباء أن جسده لن يتحمل مع مرور الوقت هذا الوضع وسيستسلم يوما ما .. "
شددت عفاف من الغطاء متألمة لحال أنجيل وأبنها وشاعرة بالحرج منها فهي تكبرها بحوالي ثلاثة عشرة عاما ومع هذا ترفض الرقاد رغم ما تعانيه بينما أستمرت أنجيل في كلامها " هل تدركين الشعور بأنك على استعداد لدفع كل ما تملكين من أموال راضية أن يتنهي بك الحال في كوخ خشبي صغير تحت كوبري قديم في مقابل أن يستيقظ إبنك من غيبوبته ويتحدث إليك .."
ساد الصمت لدقائق وكلتاهما تحدق في الأخرى فأكملت أنجيل بلهجة متأثرة " أتعلمين ما هو أصعب شيئ .. أن يموت إبنك وأنت على قيد الحياة .. ألا يؤثر فيك كل هذا يا عفاف !!"
شعرت عفاف بالحرج فردت مدافعة " أبلة أنا .. أنا أشعر بالظلم .. أن أربيه وأعلمه وأعيش من أجله وتأتي فتاة أخرى تحتل قلبه بمنتهى السهولة وتشاركني فيه " ..
ضربت أنجيل خشب السرير بعصاها فانتفضت عفاف مجفلة بينما قالت أنجيل بعصبية " أيهما أهم عندك؟ .. سعادتك أم سعادته .. إن سعادته مع هذه الفتاة لمَ تكسرين بقلبه"
صاحت عفاف بقهر " أنا سأموت قريبا بينما هي ستحظى بوجوده سنينا طويلة"
ضربت أنجيل على خشب السرير بعصاها مرة أخرى " وهل تعلمين من سيموت قبل من؟؟؟ .. إنظري لوائل يا امرأة هل لديك فصام ؟!!"
أسرعت عفاف بالقول " بعيد الشر عنه وعن وائل وعن أبنائنا جميعا .. ( وصمتت قليلا ثم تكلمت بشرود ) الأمر خارج إرادتي والله .. أحيانا تنتابني رغبة شديدة في ألا أسمح له حتى بالذهاب للعمل .. أرغب في أن يظل أمامي وبجانبي أطعمه وأملأ عيني من رؤياه دون أن أمِل .. ولا أتخيل كيف سيأتي علي اليوم وأموت وأتركه ".
ردت عليها أنجيل بلهجة ذات مغزى " إحمدي ربك أنك لا تتمنين لو يستيقظ ويضحك ويعيش بسعادة حتى لو سيكون في آخر الأرض وأنت بعيده عنه ممتنة فقط لأنه على قيد الحياة"
قالت عفاف بغيظ تحاول التبرير " أنا لا أعرف متى وكيف استطاعت أن تستولي على قلبه .. أنا أمه وأعلم جيدا من نظرة عينه ماذا تعني هي بالنسبة له .. إنه على استعداد لأن يقبل قدميها الكسيحتين "
اتسعت عينا أنجيل وقالت باستنكار " أمرك غريب والله .. أتعترفين بأنك تعلمين ماذا تعني أروى له ومع هذا تحرقين قلبه بكل قسوة أي أم أنت ؟؟؟!!!"
صاحت عفاف منفعلة " لا توجد أم تحب إبنها مثلي "
ضربت أنجيل على خشب السرير بعصاها وردت بغيظ " كنا نحب أبنائنا يا عفاف .. أفيقي من هذا الوهم .. كلنا نحب أبنائنا لكن الفارق في أولولياتنا .. هل سعادتهم تأتي أولا أم سعادتنا "
صدمت عفاف من كلامها وصمتت قليلا تفكر في عبارتها ( سعادتهم تأتي أم سعادتنا ) لتقطع أنجيل الصمت بضربه أخرى موبخة من عصاها على السرير قائلة باستنكار " ولا أفهم لمَ تغارين من حبه لزوجته .. ألم تغترفي أنت من حب الشيخ الكثير والكثير .. أخبريني "
أغرورقت عينا عفاف بالدموع وتمتمت بحزن " وهل يعوض الشيخ عبد الرحمن .. لقد كان أبي وزوجي وحبيبي وقرة عيني .. عوضني به الله بعد أعوام من اليتم .. دللني رحمه الله كما لو كنت إبنته .. وأحبني حبا لم أتخيل يوما أني قد أحصل عليه من مخلوق"
أكملت أنجيل موبخة " ومع هذا لم تحمدي ربك على ما أعطاك .. هناك آلاف الزوجات يتزوجن ولا يجدن من أزواجهن ولو جزءا مما كان يفعله معك الشيخ .. ( وأكملت وهي تنهت من المجهود ) كما أني لا أفهمك.. ما علاقة حب أبنك لأروى بحبه لك .. أنت أمه وهي زوجته .. الشعورين مختلفين هل جننت ولديك خلطا في المشاعر وتغارين يا أمرأة !!"
أوضحت عفاف بغل " لا أقصد ذلك .. أقصد أني سأموت قريبا وستشبع به هي كما تريد "
ردت أنجيل بخفوت باكي " وهل بعد كسرة القلب سعادة ؟!!.. أنظري لم حدث لوائل وأفيقي يا عفاف .. ليتني أملك آلة الزمن فأعود بالساعة أربعة عشرة سنة للوراء فأقف بحزم أكثر أمام مجدي رحمه الله وأمنعه من فرض أمر زواج وائل من ماجدة .. ليتني كنت طردت تلك الأفعى التي لا أريد حتى أن أذكر أسمها على لساني أم ماجدة من بيتي .. حتى لو اضطرت لهجر مجدي وأخذ أولادي بعيدا اذا ما أصر على تلك الزيجة
.. ليتني لم استهين بالأمر وأتخيل أن وائل يحب ماجدة منذ صغره لكنه عاند والده وجُرحت كرامته من فرض أمر الزواج عليه .. ( تدفقت الدموع من عينها فأشفقت عليها عفاف ) صدقيني أقول كلمة ( يا ليتني ) كل يوم على مدي اربعة عشر سنة لكن الوقت لم يطيب أي جراح .. إنه نفس الوقت الذي أريد أن استرجعه لأصحح خطأ ما حدث في الماضي .. ونفس الوقت الذي تراهنين عليه بأنك ذاهبة وأنه يملك عمرا طويلا من بعدك سيعيشه مع زوجته .. هذا إن بقيت زوجته ولم تتطلق منه كما سمعت "
ردت عفاف ساخرة " وأين ستجد إبنة إلهام عريسا آخر يرضى بحالها "
صاحت أنجيل باستنكار " إبنة إلهام !! أمازلت تغارين من إلهام !!!!.. أمازال ذلك التنافس القديم في بلدتكم مترسخا في قلبك؟!!"
شعرت عفاف بالحرج فهتفت صارخة " ليس في قلبي شيئا .. وهي لا تهمني البتة .. المهم أن تبتعد عن إبني .. وحيدي الذي لم أستطع أن أنجب غيره وهي ما شاء الله لديها ولد وبنتان "
حدقت فيها أنجيل بذهول تحاول استيعاب كلامها ثم قالت " وأنا أيضا مثلك ..تعذبت في إنجاب أولادي .. أنجبت بعد سبعة عشر عاما من الانتظار .. سبعة عشرة عاما اشتاق للإنجاب وأصلي لرب السماوات وأنا أشتاق لظفر طفل .. وأكرمني الله في سن الخامسة والثلاثين بوائل .. وشكرت النعمة ولم أجروء على طلب المزيد .. ليكرمني بأمير في سن التاسعة والأربعين .. وتعلمين كيف كانت صدمتنا وفرحتنا أن أحمل مرة أخرى في هذا العمر .. لأفجع بعدها بحال وائل وما حدث له في عمر الشباب .. ومع هذا لم أفعل ما تفعلينه أبدا "
أشاحت عفاف بوجهها وردت ببرود " أعلم بكل هذه التفاصيل يا أبلة ألم أكن وسطكم !"
ردت أنجيل " ومع هذا لم تتعظي .. وتعيشين دور المرأة المحرومة .. لمَ لم تشكري لأروى أنها لم تخير زوجها بينك وبينها وقررت الإنسحاب !! ..( وتغير صوتها لتقول بتأثر ) قلبي يؤلمني على هذا الولد .. صدقا قلبي يؤلمني عليه .. كل الآباء والأمهات يحملون هموم أبنائهم حتى الممات وهو المسكين يحملك هما فوق ظهر بمفرده .."
هتفت عفاف باستنكار " أنا هماً !! .. أنا أمه .."
حدقت فيها أنجيل قليلا وشعرت بتشويش في الرؤية ثم ردت بغيظ " أنت أمه لكنك لست إلها منزلا من السماء عليه أن يعبده ...هل أتيت به لهذه الحياة لتذلينه بهذا الفضل .. ملايين النساء ينجبن .. وملايين أخرى مهما عملن لم يستطعن إنجاب إصبع .. استيقظي يا عفاف .. الفضل كله لرب السماوات .. الفضل في إنجابك له لله .. الفضل في أنه سليما معافى لله .. الفضل في أنك وفقت في تربيته ويبرك ويتحملك حتى الآن لله .. الفضل في أنك تحملت من أجله كما تدعين لله .. ( وأنهت كلامها تقول ) أدعو الله ألا يفقد هذا الولد أعصابه يوما ما ويسافر تاركا لك البلد كلها لك .. فالضغط يولد الإنفجار "
حدقت عفاف فيها باتساع عينيها تهمس في سرها " يسافر !! " بينما استقامت أنجيل تتوكأ على عصاها بصعوبة وهي تقول بغيظ " أنا راحلة .. أشعر بأنني على وشك الإصابة بنوبة سكر .."
قفزت عفاف من السرير بسرعة تساعدها وتقول " ألم تقولي أن أمير سيمر عليك بعد ساعة .. لم تنتهي الساعة "
قالت لها أنجيل من بين أسنانها " أنا لن أتحملك أكثر من ذلك .. وأعلمي أني لن أدخل لك بيتا ولن تدخلين لي بيتا إن لم تعود أروى لبيتها وزوجها "
ابتلعت عفاف ريقها وقالت بتأثر " أتقولين هذا بعد كل هذا العمر بيننا يا ابلة !! "
ردت أنجيل بحزم " تعلمين أني لا أطيق الظلم .. حين تعودين عفاف التي عرفتها يوما والتي عرفها الشيخ عبد الرحمن وأنا أكيدة أنه لم يكن ليرضى بما يحدث مع ولده المسكين .. حينها نتحدث .. "
تحركت بصعوبة فصاحت عفاف تقول " إلحقي بها يا صابرين ولا تتركيها إلا في بيتها "



يتبع





manari, Waf4sa, Nana.k and 10 others like this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 01:31 AM   #1889

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

وقفت في غرفتها تتفتت من العصبية وهي تتصل بسيد الذي ابتسم حين رأى رقمها الذي يحفظه كتاريخ ميلاده ليهمس لنفسه " إتصالان في يوم واحد .. ما هذا اليوم الجميل ! ( ثم رد على الهاتف ) نعم آية "
قالت بهدوء رغم الحريق الذي يأكل قلبها " هل قررت السفر فعلا.. أنت وجميلة الجميلات ؟"
تفاجأ بسؤالها الذي لم يتوقعه فسألها" من أخبرك؟؟"
ردت بلهجة مستنكرة " هل المشكلة فيمن أخبرني أم فيم أخبروني به ! "
ابتلع ريقه وصمت يفرك في جبينه يود لو يصرخ ويخبرها أنه غير قادر على الإبتعاد .. فراقبت آية أنفاسه العالية عبر الهاتف وتأكدت من صدق الحديث ليقول سيد بعد ثوان " أنا لن أقوم بهذه الخطوة الآن سأطمئن على وائل أولا "
صرخت فجأة " إذن لقد قررت السفر فعلا!! .."
ساد الصمت بينهما يحاول أن يتحكم فيما يتوسله قلبه بأن يخبرها .. بينما وقفت هي تفكر على الجانب الآخر من الهاتف وتهز في ساقها .. وحين لم تجد ردا قطعت الصمت لتقول بهدوء " جميل .. رائع ... أتمنى لك التوفيق يا سيد صبرة"
وأغلقت الخط ..
تفاجأ سيد بإغلاقها للخط فشتم وحاول الاتصال بها مجددا فلم ترد .. فاتصل بأحمد يقول " من أخبر آية؟ "
رد عليه أحمد بصوت مرهق " أخبرها بماذا"
قال سيد من بين أسنانه " بأني أنوي السفر لوقت طويل "
صمت أحمد قليلا ثم قال " لا أعلم من أخبرها أنا كما تعلم خارج العاصمة لعدة أيام .. هل حدث شيئ .. ؟"
قال سيد متألما " علمت بالأمر وأتصلت بي لتتأكد ثم أغلقت الهاتف غاضبة .. أنا قلق عليها يا أحمد"
صاح أحمد بعصبية "ولمَ تصل بك ؟؟!! ولم ترد عليها أنت ؟؟!! "
هدر سيد منفعلا " هل هذا كل ما يهمك ؟؟!! .. ولا يهمك أنها تتألم وقد تقدم على شيء مجنون يضرها؟"
أغلق أحمد الخط فجأة .. فشتم سيد مجددا وحاول الاتصال بها كثيرا لكنها لم ترد .
بينما أتصل أحمد بآية التي كانت تقف في وسط غرفتها تحدق في الهاتف ورقم سيد المستمر في الاتصال .. والدموع تنهمر من عينيها في صمت رغم أنها لم تكن تبكي ..
حين ظهر اسم أحمد على الهاتف ردت تقول بجفاء " نعم "
أتاها صوته صارخا " لمَ اتصلت بسيد ؟؟ "
ابتسمت بينما الدموع تغرق وجهها وقالت ساخرة " هل اتصل بك ليخبرك بأني قد أتصلت به !! .. عموما بلغه باعتذاري عن إزعاجه فلن أكررها "
هدر أحمد يقول " أبلغه بماذا !!!! .. هل عدنا للضعف يا آية !! هل عدت للإتصال به "
ردت بجمود لا تقلق " سأقوم بما يتوجب علي القيام به لمنع هذا الضعف مجددا .. سلام "
وأغلقت الخط ..
لمع الجنون في عين أحمد وهو ينظر للهاتف وقال باستنكار " هل أغلقت الخط في وجهي !! .. ( وأكمل بلهجة متوعدة ) ستندم على هذا"
بينما مسحت آية دموعها في كبرياء وخرجت لأمها تسألها " متى موعد خالتي فائزة وضيوفها؟"
* **
في اليوم التالي :
دخلت مصعد المبني الذي تقع فيه شقتها تشعر بالتوتر .. لقد باتت تتحرك في خوف .. تذهب وتجئ في رعب بسبب ذلك المختل سامي الذي لا يكف عن إرسال رسائل تهديد لها تارة وغرام تارة أخرى .. ويخبرها أنه لابد أن يقابلها ليريها شيئا ..

لقد أصبحت تتجنب العودة مساء وتفضل الصباح خوفا من أن يظهر أمامها ذلك المجنون في جوف الليل ..
لا تعرف لمن تلجأ .. وتخاف من الفضيحة .. تخاف أن يسيئوا الظن بها .. وتخشى إذا ما لجأت للشرطة أن ينتشر الخبر وتعرفه البنات .. لا تريد أن تسيئ لسمعتهم .. خاصة أن ميري التي على وشك أن تُختار ضمن الممثلين للبلاد في الأوليمبياد وهذا حدث ليس بالهين .. فالفتاة تبذل مجهودا كبيرا من أجل أن يتم إختيارها معتقدة أنها بذلك ستفرح والدها .. ومن ناحية أخرى تخشى على صحة الخالة أنجيل ففيها ما يكفيها تلك المرأة الصامدة حتى الآن .. ولا تريد أن تورط أمير العريس الجديد في مشاكل مع هذا المجنون سامي خاصة وأن أمير مثل وائل يتجنب النزاعات والمشاكل ..
أما اصدقاء وائل فترددت كثيرا هل تخبرهم أم لا .. إنها تخشى أن تتسبب في مشكلة كبيرة .. تخشى أن يتهور سيد بضربه أو بقتله في لحظة انفعال فهي باتت تعلم أنهم لن يتهاونوا فيم يخص وائل وتخشى من تعقد الأمر ..
لمن تلجأ ؟..
ماذا تفعل ؟!..
فُتح باب المصعد لتجده ينتظرها بوقفة مسترخية بجانب باب الشقة .. فازدادت ضربات قلبها لكنها لبست وجهها الجليدي لتقول بحدة " ماذا تريد ؟ ألن تكف عن ملاحقتي وعن إرسال تلك الرسائل!!"..
اقترب منها يهمس بأنفاس ساخنة " أشتقت لك .. اشتقت لك حبيبتي .. أسف أني غبت عنك لقد اضطررت للسفر خارج المدينة لحل مشكلة بالعمل وعدت لأحضر أوراقا وسأعود مرة أخرى لكني لن أتأخر "
ابتعدت عنه تداري إرتجافها وهي تقول" أنت لم تترك لي مجالا سوى أن أبلغ الشرطة "
علا صوته فجأة يقول بلهجة باستنكار" ماجدة .. ما بك؟.. هل ستبلغين الشرطة عني؟؟!!!"
قالت تداري شعورها بالخوف" أجل .. ليس أمامي سوى ذلك .. أنت لا تعلم إن أبلغت أصدقاء وائل ماذا سيفعلون بك .. صدقني ستقع جريمة بكل تأكيد"
أطرق برأسه في حزن يقول بلهجة متأثرة " وهل استحق هذا منك يا ماجدة؟؟!! .."
اتسعت عيناها وهي تتأمله .. إنه مجنونا بالتأكيد لترد موضحة " سامي .. أنا لا أحبك .. ولم أحبك في يوم من الأيام .. وكل ما في ذهنك هذا مجرد وهم .. وأكررها لك .. ليس لأننا تشاركنا نفس المعاناة ونحن صغارا يعني أن كان بيننا علاقة غرامية .. لم يحدث أبدا أن جمع بيني وبينك أي شئ يدل على أننا كنا نتبادل أي مشاعر أنت كنت فقط إبن خالي "
رد بصوت متأثر" لطالما أحببتك في صمت .. ولم أكن قادرا على البوح لأني كنت فقيرا معدما لكن الآن ( وأخرج من جيبه حافظة نقوده فبدت معبأة بمبلغ كبير بشكل مبالغ ودفتر شيكات ليكمل ) كل الأموال التي أملكها ملكك .. سأكتب لك أي مبلغ تطلبينه .. لك وحدك سيكون مهرك يا ماجدة مهرك وستعيشين أنت والبنات معي في أحسن حال ( وأخرج قلما وبدأ يكتب في دفتر الشيكات وسألها) كم تريدين أن يكون مهرك أخبريني ؟"
صاحت تقول " أي جنون هذا الذي تقوله .. أنا إمرأة متزوجة يا مجنون !!.. وحتى لو كنت غير ..... "
قاطعها بسرعة يقول وهو يقترب منها " سيموت قريبا وسنعيش سويا أنا وأنت والبنات .. أنا متفائل "
ضربته في صدره تبعده وهي تقول من بين أسنانها "اذهب من هنا فورا .. ومن هذه اللحظة لا تلومن الا نفسك .. فأنت لم تترك لي مجالا .. ستندم على التعرض لي يا سامي .. أؤكد لك أنك ستندم "
اقترب مجددا يخرج ظرفا من جيب سترته الداخلي ويقول بتهديد "أنت أيضا لم تتركي لي مجالا .. لم تشفع لي مشاعري عندك .. ولا حتى أموالي التي وضعتها بين يديك .. ( ومد يده بالظرف ) أنظري لهذا .."
نظرت بشك للظرف المتوسط الحجم وقالت" لا أريد أن أرى شيئا واذهب من هنا "
أمسك بمرفقها بعنف يقول بعينين مشتعلتين" أنت من تضطريني لأفعل هذا معك .. مادمت قاسية القلب بهذا الشكل .. ما يوجد في هذا الظرف سيجعلك تتمنين رضائي .. وتذكري أني لم أكن أنوي أن أؤذيك به .. لكنك من أضطريتيني لذلك سأعود يوم الجمعة صباحا من السفر وعلينا أن نلتقي "
دفعته ماجدة لكنه كان قويا ممسكا بمرفقها وهو يلوح بالظرف الذي لم تعرف عما يحتوي لكنها شعرت بالخطر فقالت وهي تنهت "سأصرخ وسينقلب المبنى كله"
اتسعت ابتسامته وهو يقول " لا مانع عندي .. لكن أليس من الحكمة أن تنظرين لتكتشفي ما في داخل الظرف أولا "
دفعته بقوة اكثر تقول " لا أريد أن أرى شيئا فهو بالتأكيد مريض مثلك "
أدخلت المفتاح في الباب وفتحت باب شقتها لتدخل بسرعة وتغلق الباب وهي ترتعش ..
تعترف أنها جبانة .. جبانة .. خافت أن ترى مافي الظرف رغم أنها لم تستطع التخمين عما يمكن أن يكون بداخله ..
لكن شعورها يخبرها أن مجرد فتحه هو بمثابة فتح أبواب الجحيم عليها .
ضربات سامي على الباب بعنف جعلها تصرخ بقوة" قلت إذهب من هنا... إذهب فورا .. سأصرخ وأنادي كل من في المبنى "
جاء صوته من وراء الباب " حسنا سأترك لك الظرف أمام الباب .. وأتمنى ألا يقع في يد أحد غيرك.. وإلا لا تلومين إلا نفسك .. ( صمت قليلا فظنته قد رحل لكنه عاود الحديث ) إن لم تتصلي بي خلال ساعة فاعلمي أن ما بداخل الظرف سيكون منتشرا في كل مكان على الانترنت .. مازال عندي أمل أنك ستتعقلين وتتصرفين كماجدة التي تحبني وأحبها .. وأعلمي أنني لم أفعل ذلك بك إلا لمصلحتنا نحن الاثنين "
سمعت هذه المرة صوت باب المصعد فجلست على اقرب كرسي تحضن نفسها وترتجف .. تحاول أن تجبر ذهنها المشوش على تحديد ماذا ستفعل ولمن ستلجأ ..
هل الخالة أنجيل ستستطيع أن تفعل شيئا؟... "يا الله لا تريد اثارة المشاكل خاصة والبنات في هذه الظروف النفسية السيئة .. "
ظلت للحظات غير قادرة على الوقوف تشعر بشلل في قدميها تريد أن تذهب لترى عم يحتوي الظرف لكنها لم تكن قادرة القيام .
بعد دقائق سمعت صوت المصعد من جديد فتسارعت أنفاسها في اضطراب تتساءل هل عاد من جديد ؟.. هل غير رأيه وسيأخذ الظرف وينشر ما فيه على شبكة الانترنت ؟!.
حركة المفتاح في الباب اجفلتها فقالت مرتعبة" من؟؟"
دخلت ميري وأنجيل وعلى وجهيهما علامات الاستفهام لتقول انجيل بدهشة "ما بك يا أمي هل أنت بخير؟.. إن وجهك شاحب جدا "
كانت نظرات ماجدة مركزة على الظرف الذي تحمله ميري والذي بدأت تتفحصه بإهتمام فاستقامت ماجدة بسرعة تخطف منها الظرف وقالت " لم أتيتما ؟"
ردت أنجيل " لنطمئن عليك لقد افتقدناك ... ( وأسرعت تقول ) نعرف أنك متعبة إذهبي إلى غرفتك وسأحضر لك بعض الطعام"
لم تستجب ماجدة لما قالت أنجيل الصغيرة وتحركت بذهن مشغول مرتعب بيدها الظرف نحو غرفتها ..
في الغرفة فتحته بيد مرتعشة لتشهق بعدها وتضع يدها على فمها تكتم صرخة ملحة وقد جحظت عيناها ..بينما وقع منها الظرف وتبعثرت محتوياته على الأرض .
تسمرت مكانها قليلا في جمود ثم جلست القرفصاء لتتأكد مما ترى وهي تشعر بأنها على وشك الإصابة بنوبة قلبية .
بعد دقيقة كانت تندفع كالطلقة خارجة من غرفتها تنادي على أنجيل التي تطلعت إليها مندهشة لتقول ماجدة "لمن بعثت بصورك ؟"
أرتبكت انجيل وتلعثمت تقول" ما .. ماذا تقصدين .. لا أفهم "
صرخت ماجدة تقول بغضب مكبوت " لمن أرسلت صورك ؟ .. مع من تقابلت؟ .. أين ذهبت ؟؟ .. من يملك صور لك ؟ .. أنطقي "
نظرت انجيل لميري الجاحظة العينين والتي تراقب المشهد بتوتر وفركت يديها بإرتباك تقول " لم .. لم أرسل صوري لأحد "
صرخت فيها ماجدة بهيستريا " انطقي يا أنجيل"
تدخلت ميري تقول بهدوء " إهدئي يا أمي .. لا أظن أنها تقابل أحد .. تكلمي يا أنجيل قولي الحقيقة .. أنا اشك أنك تتحدثين مع أحد على الانترنت "
انكمشت انجيل في حرج وقالت بارتباك" إنه.. إنه صديقي مايكل"
سقط الظرف من يد ماجدة التي اندفعت نحوها تصرخ في هيستيريا وتضربها بكفوفها دون وعي " مَن مايكل ؟.. منذ متى ونحن نراسل الشباب ؟ .. ونرسل لهم صورنا ؟ .. منذ متى نصاحب الشباب ؟ "
وقعت أنجيل على الاريكة خلفها تحاول تحاشي كفوف أمها التي إنهالت عليها في لحظة انهيار ورعب وغضب .. بينما ميري فاقدة للنطق وهي تنظر مذهولة للصور التي افترشت الأرض.
قالت انجيل " اهدئي يا أمي إنها مجرد ثلاث صور عادية "
أمسكت ميري صورة منهم تلطم على وجهها وتكتم صرخة وهي تتمتم " يا رب السماوات ! " .. فتنبهت أنجيل بينما انحت ماجدة وسط هسترتها وقبضت على بعض الصور تمدها إليها وتصيح بانفعال " هل هذه ثلاث صور .. أنظري جيدا ماذا فعلت .. واي وقح تراسلين" وألقت الصور في وجهها لتطير في الهواء حول أنجيل وتستقر مجدد على الأرض .
هبطت انجيل على أربع تنظر للصور بذهول ..
وهي تردد بصوت خافت " لم يحدث .. لم يحدث .. ما هذا؟ .. من فعل هذا؟ .. لم يحدث .."
كانت صورا لها عارية في أوضاع مخلة وقذرة ومعها بعض الرجال .
رفعت أنجيل وجهها لأمها ولأختها تقول بهمس ذاهل ومقلتين مرتعشتين " أنا أرسلت له ثلاث صور فقط .. صورا عادية لي ولا أعرف ما هذا"
انقضت عليها ماجدة في نوبة إنهيار جديدة تضربها بكفوفها في أي منطقة تطالها من جسدها بهستيريا .. بينما أنجيل تنظر متجمدة ذاهلة دون أن ترمش للصور المبعثرة على الأرض وبصمات الكفوف والدموع على وجهها حتى تدخلت ميري أخيرا بعد أن تماسكت من وقع الصدمة .. تمسك بأمها التي استمرت في هسترتها تضرب أنجيل بضياع وقلة حيلة ممزوجة بالغضب وهي تردد " انفضحنا .. انفضحنا "
سحبتها ميري بقوة بعيدا عن أنجيل التي تحولت لتمثال شمع مكدوم الوجه وهي مازالت حدق في الصور بينما قالت ميري وهي تبعد أمها" الصور مركبة يا أمي .. التركيب واضح جدا "
بعد مجهود وقوة من ميري ابتعدت ماجدة عن أنجيل و رفعت وجهها المغرق بالدموع للسماء تقول" أي ذنب اقترفت يا ربنا لأستحق كل هذا .. أي ذنب "
ثم دفنت وجهها في كفيها وانفجرت في البكاء .




يتبع





manari, Waf4sa, Nana.k and 7 others like this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-09-18, 01:31 AM   #1890

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

نظر فادي ورد لآية المتجهمة الوجه منذ أن دخلت الاستوديو هذا الصباح وقال لها أثناء فترة الراحة بين فقرات البرنامج " لم تخبريني عن سبب هذا العبوس من أول اليوم"
ردت آية بعبوس " لا شيء أنا بخير"
تأمل عيناها المتورمتين التي حاولت أن تداريهما ببعض المساحيق وتكلم ساخرأ " تبدين بخير فعلا .. عموما أنت انقذت نفسك من الطرد اليوم .. فحين رأيتك بهذا العبوس .. كنت أنتظر منك تقصير في تقديم الحلقة.. أو أن يشعر المستمع بأي شيء غير طبيعي فيك لكنك أتقنت إخفاء هذا المزاج العكر أثناء تقديمك للحقلة .. ستنجحين إذا ما قررت أن تصبحي ممثلة "
ردت آية ساخرة وهي تلملم الأوراق التي أمامها على المنضدة " لا تقلق أنا أتقن التمثيل جيدا "
تأملها والمخرج يقول في أذنيهما " باقي ثوان على العودة " ليمط فادي شفتيه ويقول" ظننتك ستقولين .. لأنني تعلمت منك الجدية والالتزام بالعمل يا فادي"
لاح شبح ابتسامة على وجهها ونظرت إليه بامتنان وقالت " بالطبع تعلمت منك يا أستاذ فادي أنت أستاذي "
شعر بالشفقة عليها فشاكسها يقول " يا الله ! .. حين تقلبن وجوهكن تصبحن جميعكن كوجه حيوان الأبوسوم .."
لاح شبه ابتسامة أخرى على زاوية فمها بينما قال المخرج " ثلاث ثوان "
فقال فادي بسرعة " ستقدمين أنت الخاتمة ( وأكمل متهكما ) هل تريدين أن نهديك أغنية (جرحوني وقفلوا الاجزخانات ) في نهاية الحلقة؟"
ردت بسرعة والمخرج يشير أن تبدأ " بل يفضل أغنية ( وبناقص عِند بعِند وبُعد ببُعد ونيجي على بعض خلاص) "
كتم فادي ضحكته بينما تلون صوتها فجأة ليصبح إذاعيا مشرقا لتقول في الميكروفون " وفي نهاية الحلقة نشكر كل من شاركنا تجربته مع التحدي .. الذي كان موضوع حلقتنا اليوم .. كانت قصصكم مهلمة وأسعدتنا .. وسننهي بالأغنية الأخيرة لدينا اليوم "
" أغنية شرين ( كتر خيري ) هي أغنيتنا الأخيرة لهذه الحلقة " قالها فادي يقاطعها .. فجحظت عيناها ونظرة للأوراق أمامها ثم نظرت للمخرج الذي كان يضرب رأسه في الحائط الزجاجي بينما يبدو الارتباك جليا على مهندس الصوت لتنظر لفادي الذي أكمل ببرود أعصاب " وهي أغنية أختارتها آية خصيصا لنختم بها الحلقة ( ومنح مهلة لمهندس الصوت ليجهز الأغنية فأضاف وهو ينظر لآية ) والتي تقول كلماتها .."
جزت على أسنانها ثم أكملت " فعلا فادي أحب أن أسمع هذه الأغنية فكلماتها معبرة جدا :
انا مش مبيناله انا ناوياله علي إيه
ساكتة و مستحلفاله مش قايلاله ساكتة ليه
خليه يشوف بعنيه ايه اللي ناوية عليه
هخليه يخاف من خياله لما اغيب يوم عن عنيه

أشار لهما مهندس الصوت بإبهامه لتقول " نهاية الحلقة .. سنستمع الآن للأغنية ..أشكر زميلي فادي ورد .. وتحياتي آية سماحة .. نهاركم سعيد"
في خارج مجمع الاستديوهات كان سيد ينتظرها بعد أن فشل في أن يجعلها ترد على إتصالاته ويستمع للحلقة وقد أخذ يتمتم " علام يضحك على السخيف فادي ورد !!.."
كتر خيري اني قابلته واستحملته يا قلبي زمان
ييجي عليا واعديها ويسوق فيها معايا كمان
من كتر عمايله بقوله كفايه انا وانت بقينا خلاص
للناس سيره على كل لسان

في الاستوديو استدارت آية لفادي الذي يكتم ضحكته فلملمت أوراقها في غيظ وحيت الجميع لتغادر بنفس العبوس .. بينما يقول المخرج ساخرا لفادي " كدت أن أفرح حين أقتربت الحلقة على النهاية دون مقالبك يا فادي !"
هيجيني علشان يراضيني هقول على عيني ما نستغناش
وهسيبه يجرب مره عشان تاني مره ما يعملهاش
وبناقص عند بعند وبعد ببعد ونيجي على بعض خلاص
يا رجعنا يا ما رجعناش

هتف سيد مستنكرا " علام تنوي بنت سماحة ؟!"
خليه يدور عليا كل شويه وما يلاقينيش
خليه يتعب شويه ويحلم بيا وما يشوفنيش
مش هجري تاني وراه علشان غلبت معاه
وعن نفسي هعود نفسي من دلوقتي ما يوحشنيش

شاهدها تخرج من استوديو إذاعة نغم .. وتلاقت الأعين .. لكنها وجهت مسارها في خط مستقيم بعيدا عنه فأسرع يلحق بها .
كتر خيري اني قابلته واستحملته يا قلبي زمان
ييجي عليا واعديها ويسوق فيها معايا كمان
من كتر عمايله بقوله كفايه انا وانت بقينا خلاص
للناس سيره على كل لسان .

ناداها سيد لكنها لم ترد وأسرعت بخطوات واسعة لكنه سرعان ما أدركها بساقيه الطويلين يقول بحزم " آية أنتظري .. آية أنا لست صغيرا لأجري وراءك "
استدارت إليه فجأة وصاحت كالعاصفة " ولأنك لست صغيرا فعليك ألا تتعامل مع الصغار أمثالي .. أيها الكبير "
قال سيد بتوسل " استمعي لي أرجوك يا آية .. خطوة السفر هي الحل الأمثل لهذا العذاب الذي نعانيه "
سألته بسرعة " هل ستقدر يا سيد على فعلها ؟"
قبض كفيه بقوة على مشاعره وقال " اتفقنا أن الأمر بيننا مستحيل .. وأن طرقنا متوازية ولن تلتقي أبدا "
تحركت للخلف وهي ترد بقهر " لكننا لم نتفق أن نبتعد كل منا في بلد" واستدارت تبتعد وكأنها تهرب من نفسها لا منه .
أسرع خلفها مجددا ولم يقدر سوى أن يمسك بمرفقها فقاومته بقوة حتى خشي أن ينخلع ذراعها في يده .. بينما آية تهتف بشراسة" أبتعد عندي يا سيد "
هدر بقوة " إهدئي يا آية أرجوك إهدئي "
قاومته مجددا فأمسكها من مرفقيها ولم يدري إلا وهو يسند جبهته على مقدمة رأسها وكأنه يساعد في إيقافها لتهدأ فجأة ويسود الصمت لثوان إلا من أنفاسهما العالية .. فتمنت لو تدفن نفسها في صدره العريض المغري للجوء إليه أمامها .. وتمنى لو يحتويها بين ذراعيه ليطفى نارا تنهش في صدره لم تهدأ أبدا لكنه همس بصوت متألم " آية .. أنت لا تعرفين كيف أتعذب وكيف أعاني "
رائحته الرجولية كانت تعذبها وكادت أن تفقدها السيطرة على مشاعرها فدفعته فجأة بكلتا يديها في صدره وهي تصرخ فيه بانهيار " أجل لا أعرف .. لا أعرف شيئا يا سيد .. لا أعرف عن مشاعرك نحوي أي شيء ولا عن معاناتك أي شئ .. حتى كلمة ( أحبك ) لا أعرفها منك يا سيد"
حمد الله أن المكان شبه خالي في مدينة الاستديوهات في هذا الوقت من الصباح فقال وهو يلملم مشاعره وأعصابه التي انفلتت وتلح للإنفلات أكثر " تعرفين ما يمنعني عن إخبارك يا آية .. وقرار سفري هو لمصلحة الجميع حتى لا أتسبب في كارثة وشيكة .. أنا أشعر بنفسي "
قالت ساخرة وهي تبتعد مجددا " رائع .. بالتوفيق"
ابتعدت قبل أن تضعف فخرجت من بوابة المدينة لتجد السيارة تنتظرها يقودها ذلك العجوز الذي يوصلها كل يوم لتركب في عصبية وتقول " إنطلق بسرعة يا عم صالح "
تحركت السيارة بينما سيد يقف عند بوابة مدينة الاستديوهات يقبض قبضتيه بجانبه قوة يراقب روحه وهي يركض خلف سيارتها.
***
أمسكت الهاتف بأيد مرتعشة وأجلت صوتها لتقول بصوت مبحوح من صراخ لم تهدأ نوبته بعد " أنت قذر .. قذر يا سامي .. و سأبلغ الشرطة وما فعلته في حق إبنتي لن أتركه"
رد عليها بحدة " هل تتصلين بي لتهديدي أم للاتفاق على حل للموقف .. إن الصور معي لكن إذا لم يرق قلبك تجاهي .. بضغطة زر واحدة تنتشر الصورعلى الانترنت ومجموعات النادي الخاص بإبنتك .. ومجموعات أختها التي تنتظر الترشيح للأولمبياد .. وعمها أمير المعيد بالجامعة .. وتجار الذهب .. والأصدقاء والمعارف وكل من له حساب على مواقع التواصل من شارع سماحة "
ارتجفت وقاومت البكاء كما وعدت نفسها لكن ذهنها لا يسعفها للتفكير في حل بينما تغيرت لهجة سامي لتكون حارة مغوية وقال " أنا لا أحب أن أوذيك يا ماجدة ..أنت حياتي كلها .. لكن ضغط مشاعري نحوك يعذبني .. ولم أعد أقوى على الانتظار .. وائل ذاهب لا محالة فلمَ ننتظره .. دعينا نستسلم لمشاعرنا حبيبتي .."
سحبت نفسا متألما و سألته بهدوء " ماذا تريد بالضبط ؟"
رد بلهفة" أنت .. أريدك أنت "
اقشعر جسدها لكنها ردت محاولة الحصول على بعض الوقت " مادمت تقول أن المسألة مسألة وقت فعلينا أن ننتظر حتى يحين الوقت "
رد بعند " لا .. لم أعد أحتمل .. شوقي إليك سيقتلني يا ماجدة .. أريدك لي أنا فورا وبسرعة .. ولولا أني بالفعل على طريق السفر الآن ومرتبط بموعد هام لكنت عدت إليك حبيبتي لنروي أشواقنا "
نظرت للسماء تستغيث في صمت بينما أكمل سامي " سأعود للعاصمة يوم الخميس .. وسأذهب إليك مباشرة .. "
قالت " الخميس سأكون مشغولة مع ميري لديها مقابلة هامة ولا أعرف متى ستنتهي .. ( وأرادت كسب بعض الوقت فقالت ) دعنا نتفق على موعد آخر "
رد بسرعة " إذن سأتيك الجمعة صباحا .. أنا أعرف أن البنات يقضين معظم الأيام عند جدتهما لذا سنكون أنا وأنت فقط في شقتك "
سألته باندهاش " ولمَ تقابلني في شقتي ؟!!.. لمَ لا أقابلك في أي مكان آخر ؟"
رد بحدة " لا .. أريد لأول مقابلة لنا أن تكون في شقة وائل .. ( جحظت عينا ماجدة .. بينما أكمل بلهجة ساخرة ) وحتى لا تجدين مكانا للهرب مني"
ازدادت حدة أنفاسها مع مقاومتها للبكاء وسألته " وكيف سأحصل على ما لديك من صور ؟ "
رد بهدوء " ستكون هديتي لك يا حبيبة سامي وروحه حين أراك وسنمحوها سويا أمام عينيك من مكانها الرئيسي على شبكة الانترنت "
فركت ماجدة جبينها بيد مرتعشة فتغيرت لهجة سامي لتعود للتهديد " لكن إعلمي أن الصور ليست في حوزتي وحدي بل هناك من سينتظر مني الضوء الاخضر يوم الجمعة لحذفها .. وإن لم يتلقى مني أي أوامر خلال زمن معين سترفع هذه الصور فورا على الانترنت بضغط زر .. أي أنك إذا ما فكرت في خيانتي ستفضحين الفتاة الصغيرة التي ليس لها ذنبا"
صرخت ماجدة فيه " أجل ليس لها ذنبا .. ليس لها ذنبا أن أمها سيئة الحظ .. ليس لها ذنبا "
عادت لجهة سامي للهدوء يقول " إهدئي حبيبتي إهدئي لم أقصد أن أضايقك .. أنت وأنا متفقين ولن يحدث ما يضر الفتاة يا ماجي .."
صمتت ماجدة تشعر أن جسدها كله ينتفض فأكمل سامي منهيا المحادثة " سأحلم بيوم الجمعة من الآن .. أحبك يا ماجي .. ولا تقلقي الصور في أمان .. إلى اللقاء يوم الجمعة يا حبيبتي "
جلست في الشرفة تدفن رأسها بين يديها تحاول التفكير في هذه الكارثة .. مستبعدة خيار ابلاغ الشرطة منعا للفضائح ..
أجفلت حين اقتربت ميري تقول " من فعل هذا يا أمي ؟ وماذا يريد؟ "
ردت بتماسك " لا تشغلي بالك أنت يا ميري واستعدي جيدا لمقابلة يوم الخميس وأنا سأحل الأمر لا تقلقي "
قالت ميري " نستطيع إبلاغ الشرطة أو اللجوء لكابتن عمرو أو عمي سيد أو عمي أحمد "
ردت ماجدة بوجوم " أمر ليس بسيطا يا ميري .. بإبلاغ الشرطة قد ينفضح الأمر .. لكن دعيني أفكر كيف سنخرج من هذه الكارثة .. وإياك وإخبار أي شخص يا ميري حتى جدتك .. دعيني أفكر في الأمر أولا "
صمتت ميري دون إقتناع وحدقت في والدتها تحاول استقراء أبعاد الموضوع .. فقالت ماجدة بوجوم " أين الهانم ؟"
ردت ميري بحزن مستلقية على سريرها لا تنطق"
تحركت ماجدة تخرج من الشرفة نحو غرفة الفتيات لتجد أنجيل مستلقية في صمت مولية ظهرها للباب .. فاحترق قلب ماجدة على إبنتها أن تتعرض في عمرها هذا لتلك الصدمة وأن ترى هذه المشاهد القذرة .. فابتلعت غضبها وعذابها ورعبها من القادم واستلقت بجوار أنجيل لتحضنها من الخلف في صمت .. فكل منهما لم تعرف بم تخبر للأخرى .





يتبع





manari, Waf4sa, Nana.k and 9 others like this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.