آخر 10 مشاركات
عشق مطعم بالمُر -قلوب أحلام زائرة -للكاتبة::يمنى عبد المنعم*مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          433 - وداعا يا ملاكي - ديانا هاملتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جعلتك إنساناً- قلوب أحلام زائرة - للكاتبة الواعدة( دينا عادل*) مكــتمـلة &الروابط * (الكاتـب : دينا عادل* - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          406 - ضياع - سارة كريفن (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-18, 12:55 PM   #1961

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضور
بانتظار الفصل
💖💖💖💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 01:00 PM   #1962

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Oykü مشاهدة المشاركة
انا عااااااايزه الينك
😭😭😭😭❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️




Oykü


لسة ما فيش رابط يا جميل لسة بتنزل فصول والله





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jasmine مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

أنا هختصر الفصل بكلمة واحدة بس يا شموسة رغم إنها قليلة جدا على هذا الإبداع
خرااااااااافي بجد

و منتظرة مواجهة ماجدة و سامي و وائل بفارغ الصبر
بوركت جهودك الطيبة





Jasmine
وحشتيني يا جميلة

تسليمي يارب





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوزان محمد احمد مشاهدة المشاركة
فصل رووووووعة يا شموسة
اروي وعمرو رجعت بشروط عندها حق عاوزة تعيش في راحة بال
والحمد لله كلام انجيل مع الولاية عفاف يمكن اثر شوية فيها
وافرجت عن عمرو انه يرجع تاني لمراته
ويا رب تتهد بقا عندي احساس ان اروي حامل وطبعا مخبياه
تحسنه عن عمرو وانها بتعمل الاكل لوحدها عشان تفاجاه
احمد لسه في دوامته وبانة مش عارفين اخرتها عاوزها ترجع بقا
بس بدون اسباب او ضغوط او حمل

عجبني موقفه من العريس الا جه لاية ورفضه له فعلا مينفعش
تدوي او تطلع من الا هي فيه بالارتباط والجواز باي حد
الاتنتن حاليا بعيشوا نفس الشعور
اقتراحه لاية بانه ياخدها ويسافروا ولجوءها له ومواساة
مشتركة لبعض
سيد اتوجعت عليه اوووي انهياره لم عرف بالعريس
واعترافه بقصيدة بحبه الا خلاص مقدرش يكتم اكتر من كده
ارحميه بقا يا باسمة الراجل بينهار
ماجدة وسامي ووائل
سامي ده انسان مختل بيستغل طفلة لاغراضه
هوسه بماجدة مش طبيغي امتي ربنا يرحمها يا تري هتعمل
ايه عشان تنقذ بنتها ونفسها
وهي بتتكلم وتحكي مع وائل وحبها له من الطفولة واعتزارها
وتضحيتها بنفسها في سبيل سعادته
وائل المفروض بعد كلامها تقوم بقا
إحساسك بالذنب ناحية مريم هو الحاجز بينك وبين ماجدة
هو الا طمر حبها في قلبك وخلك بالشكل ده
وسامي الا كان هيقتلك لو وصول احمد
يلا بقا طولت اووووي
😮😮😮😮😮😮😮😮
شموسة ريحهم بقا حرام عليكي




سوزان محمد احمد


سوزي يا عسل



يسلملي الريفيو

يارب يعجبك فصل اليوم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة olfak مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .




olfak
شكرا جزيلا



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيرة العراق مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
شكرا الك الفصل كان روعه تسلمين حبي




سفيرة العراق


مرورك الأروع يا جميلة

تحياتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amal 7 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اهنيك واحييك علي روايتك الرائعة اللي خلتني اكتب التعليق مع اني من رواد مدرسة المتابعة في صمت وعمري ما تابعت فصول ابدا ودائما انتظر ال pdf ولكن من يومين بس قريت ترشيح للرواية في أحد التعليقات وفتحته الفصل الاول بغرض الفضول والاستطلاع والنتيجة اني لم أتوقف عن القراءة من يوم الاربعاء لحد دلوقتي وقريت 28فصل في اقل من 3ايام استمعت فيهم باسلوبك الشيق والسهل وتفاعلت مع الشخصيات كاني معاهم الحبكة حلوة ومعظم الاحدات منطقية والتسلسل والسرد اكتر من رائع والتفاصيل مشوقة جدا تسلم ايدك




Amal


والله كلامك اسعدني جدا جدا فوق ما تتصوري



انه تتابعي الرواية رغم انه مش بتحبي غير الPDF



اتمنى باقي الفصول تكون نالت اعجابك

هستنى رأيك يا جميلة





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوسه عز مشاهدة المشاركة
فضولي دفعني لقرائه روايتك مع اني كنت بدأت في روايه أخري انا مش هشكر في الروايه لأني مش هقدر او فيها حقها انت فعلا كاتبه جميله و مبدعه روايتك فكرتني بمسلسل كوري اسمه مقهي الامير و طبعا الفيلم المصرالمصري للرجال فقط
اكتر روايه ضحكت فيها من مواقفها الرومانسية الكوميديه
انا عجبني الصراع اللي عاشه أحمد قبل ما يكشف حقيقة بأنه الصامدة الشجاعه و خليك حنينه علي سيد شويه




نوسه عز


طبعا مسلسل مقهى الأمير من احلى واجمل المسلسلات الكورية الي عالقة في ذاكرتي وكمان فيلم للرجال فقط

في كمان مسلسل تايواني اسمه برومانس برضه نفس التيمة

هو الي بيختلف التناول



سعيدة لقيت حد بيحب الكوري

يسلملي مرورك يا قمر





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منه ايمن مشاهدة المشاركة
ان قلت لكى شكرآآآآآآآآآ فلن أوفيك حقك




منه ايمن
مرورك وحده كافي يا منة شكرا حبيبتي




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 01:15 PM   #1963

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nanash مشاهدة المشاركة
بانة وحشتنى جدا جدا باحسها اهم حد فى الرواية كلها وكل اللى حصل فى غيابها احداث فرعية بغيابها 😭😭😭

غالبا الحلم انه ساب بانة مع باباها ف بلدها ولابسة اسورة انها حامل ودا سبب مخليها مش عارفة ترجع ... دا فتى وتوقع مالوش اى لزمة منى 😂😂😂😂




nanash
يا باشا انتي تفتي زي ما أنتي عايزة



ان شاء الله اليوم نشوف تفكيرك صح ولا لا







اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوسه عز مشاهدة المشاركة
ممكن أسأل عن ميعاد الفصل الجاي انا قربت اخلص الفصول و انا مرعوبه انا لسه الروايه مخلصتش




نوسه عز
الفصل بينزل كل أحد العاشرة مساء بتوقيت مصر



لكن اليوم هينزل استثنائي بدري مابين الثانية والرابعة عصر اليوم باذن الله تعالى






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 02:42 PM   #1964

امونتى المسكرة

? العضوٌ??? » 311411
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,005
?  نُقآطِيْ » امونتى المسكرة is on a distinguished road
افتراضي

انا مش عارفة اشكرك ازاى على الرواية الجميلة ده ، قدرتى تخلينى احب كل ابطال روايتك بنفس الدرجة مع ان فى العادى لما بيكون فى ابطال كتير فى الرواية بحب ابطال معينة عن بقيت الابطال بس فى الرواية ده اول مرة تحصل ليا ان احب كل الابطال وكلهم بستني اقرا مشاهدهم ، و يوم الاحد ده خلاص بقي اهم واحلى يوم عندى فى الاسبوع والله ، وسعيدة ان كمان الفصل هينزل بدرى النهاردة عشان نفسي اقراه اوووووى ومستنياه على نار من الاسبوع اللي فات ، بس انا مستغربة ازاى ده اول رواية ليكى انتى ماشاء الله اسلوبك حلو جدااااااا ازاى مش كتبتي من زمان ، اتمنى تستمرى وان شاء الله ربنا يوفقك .

امونتى المسكرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 02:54 PM   #1965

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس والثلاثين

الفصل السادس والثلاثين


جرت آية تخرج من الشقة بخفة تطير على السلم متجاوزة شقة أحمد .. وقبل أن تصل للبوابة أكتشفت أنها بالمنامة وعارية الرأس فترددت قليلا ثم طارت صاعدة السلم من جديد .. لتقف متسمرة عند شقة أحمد ببعض التردد ثم طرقت على الباب. .



كان أحمد يتقلب في سريره ككل ليلة يعذبه الإشتياق والفقد وتعاركه الأفكار.. حتى يردوه قتيلا مع نسمات اليوم الجديد..
يواسيه صوت فيروز الذي يملأ الغرفة :


بشتاقلك لا بقدر شوفك و لا بقدر احكيك
بندهلك خلف الطرقات و خلف الشبابيك
بجرب إني إنسى بتسرق النسيان
و بفتكر لاقيتك رجعلي اللي كان
و تضيع مني كل ما لاقيتك
حبيتك أنا حبيتك



لكنه استطاع أن يميز صوت الطرق على الباب ليتحفز ويقفز بسرعةيطير نحو الباب في لحظة أمل إخترقت اليأس الذي بات يحتل كل كيانه مؤخرا .. لكنه سرعان ما تبخر في لمح البصر كفقاعة صابون حين فتح الباب ليجد أمامه آية .


إحتاج لبضع ثوان ليلملم شتات نفسه قبل أن يستوعب ما تقوله آية الممسكة بهاتفها على أذنها " سيد أمام بيتنا وأعتقد أنه مريض إنه .. يجلس في الشارع يا أحمد وغير منتبها لما أقوله "


تحرك أحمد نحو شرفة الصالة ليدخل بعدها مسرعا نحو غرفته يرتدي فانلةعلى جذعه العاري وهو يسب ويشتم من بين أسنانه بينما عبق صوت فيروز يخيم على الأجواء .


يا خوفي إبقى حبك بالإيام اللي جايي
و اتهرب من نسيانك ما اتطلع بمرايي
حبسي أنت..
أنت حبسي .. و حريتي أنت
و أنتا اللي بكرهو و اللي بحبو أنت


تكلمت آية بتوسل " بالله عليك يا أحمد ترفق به إنه مريض أرجوك "



نظر إليها شذرا ثم نزل مسرعا فنزلت وراءه ليشير لها بإصبعه آمرا أن تصعد ثم أغلق البوابة بحزم .. فتطلعت لسيد عبر قضبان البوابةلتجدهمازال جالسا يفترش الأرض .. يستند على الحائط مستمرا في إعترافه لها عبر الهاتف .. فتمنت لو أن تُمنح فرصة واحدة فقط لأن تغمره في حضنها..



تكلم سيد مستمرا في البوح لها عبر الهاتف :


يا آيتي.. أحبّك جداً ً....
وأعرف أنّي .. تورّطت جداً
وأحرقت خلفي جميع المراكب
وأعرف أنّي .. سأهزم جداً
برغم ألوف النساء ..
ورغم ألوف التّجارب
أحبّك جداً
وأعرف أنّي بغابات عينيك
وحدي أحارب
وأنّي .. ككلّ المجانين
حاولت صيد الكواكب
وأبقى أحبّك رغم اقتناعي
بأنّ بقائي إلى الآن حيّاً
أقاوم شفتيك.. إحدى العجائب



برغم الحمى والهذيان استطاع تمييز أحمد وهو آت نحو لكنه استمر في البوح لها عبر الهاتف مستسلما لمصير مجهول ..



أحبّك جداً
وأعرف أنّي أقامر برأسي
وأنّ حصاني خاسر
وأنّ الطّريق لبيت أبيك
محاصرةٌ بألوف العساكر
وأبقى أحبّك .. رغم يقيني
بأنّ التلفّظ باسمك كفرٌ
وأنّي أحارب.. فوق الدفاتر



حين وصل إليه أحمد وقف أمامه متخصرا آسفا على حال صاحبه يقاوم تلك الشفقة التي تعتصر قلبه وهو يراه على هذه الهيئة ويقاوم رغبة ملحةلقطعرأسه في نفس الوقت .. بينما رفع إليه سيد عيناه الحمراوان إليه لثانية .. وعاد وأطرق برأسه يهمس لها كإعترف أخير:




أحبّك جداً
وأعرف أنّ هواك انتحار
وأنّي حين سأكمل دوري
سيرخى عليّ الستار
وألقي برأسي على ساعديك
وأعرف أن لن يجيء النّهار
وأقنع نفسي بأنّ سقوطي
قتيلاً على شفتيك انتصار



طالعه أحمد بنظرة خطرة وقال بخشونة "هل انتهيت من هذيانك ؟"..



لكن سيد لم يكن في كامل وعيه بل استمر يهمس لها :.


أحبّك جداً
وأعرف منذ البداية
بأنّي سأفشل ..
وأنّي خلال فصول الرّواية
سأقتل ..
ويحمل رأسي إليك
وأنّي سأبقى ثلاثين يوماً
مسجىً كطفلٍ على ركبتيك
وأفرح جداً .. بروعة تلك النّهاية


سحب أحمد منه الهاتف بخشونة وتكلم متهكماً وهو يسحبه من جذعه بصعوبة ليقف " أبشر! ها أنا ذا جئت إليك لأحقق لك ما تتمناه وأقطع رأسك .. قف معي أولا "


أوقفه بصعوبة وأسند ذراعه على كتفيه متحملا ثقل وزنه .. ثم إتجه نحو المقهى وهو يقول لسيد الذي بدأ يسعل بشدة " وزن ثور وعقل خنفساء "


مر به من أمام بوابة البيت فتشبثت آية بقضبان البوابة بكلتا يديها تقاوم إندفاعها .. بينما يشيعها سيد بنظراته قبل أن يجبره أحمد على الصعود للخن .


في الخن رماه بخشونة على الاريكة فتوجع سيد بينما تجاهل أحمد اتصالات آية المتكررة ليطلب الطبيب .


بعد قليل تكلم سيد يقول " إفعلها بلا تردد "
سأله أحمد بقرف " أفعل ماذا؟"
رد سيد بإعياء " اقتلني .. إفعلها وخلصني ..(وأمسك بملابسه يقول بلهجة متوسلة أوجعت أحمد ) ألست صاحبي .. إن كنت أعز عليك إطلق علي رصاصة الرحمة ...وإرحمني فأنا تعبت "
أشفق أحمد على حاله لكنه رد بامتعاض وهو يزيح يده بعنف "سأفعلها لا تقلق .. لكني أحب أن تكون بكامل صحتك حتى أتلذذ بقتلك ".




حين حضر الطبيب قال وهو يغلق حقيبته " الحقنة ستساعد على خفض حرارته وعليه أن يستمرعلى الأدوية التي وصفتها لمدة ثلاثة أيام "
قال أحمد وهو يودعه " هل سنحتاج لمراقبة ضغطه "
قال الطبيب " أنا كتبت له أدوية تناسب ضغطه العالي .. لكن لا مانع من مراقبة ضغطه .. وعمل كمادات باردة حتى تنخفض حرارته ".



بعد قليل كان أحمد يضع إناء الماء البارد على الأرض بعصبية فانسكب بعضا منهورد بحدة على آية التي تلح على الهاتف " كفي عن الاتصال يا أية ولا تجعليني ألقي به من النافذة .. وإياك والخروج من البوابة .. إصعدي فورا إلى غرفتك ونامي ".



أغلقت الهاتف صاغرة .. وتكورت في جلستها على السلم تحضن ركبتيها ببؤس وتسترجع إعتراف سيد مرارا وتكرارا وهي تبكي بحرقة.


بينما مد سيد يده ليمسك برقبة أحمد الجالس بجواره على الكرسي فيهذي قائلا " لا تعنفها ولا توبخها.. يكفيها ما تعانيه بسببي .."


أزاح أحمد يده بخشونة وكور قطعة القماش المبللة في يده بتحفز وهو يقاوم شبحي الأختين ريا وسكينة اللذين يسيطران على ذهنه قبل أن يفرد قطعة القماش على كفه وهو يقول " أبشر أيها السيد العاطفي فلم ترى بعد ما سأفعله بك وبها "


وألصق قطعة القماش على جبين سيد بعنف ليصرخ الأخير متألما .


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 02:55 PM   #1966

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

صباح الجمعة :


تملكته البرودة المؤلمة حين غادرت ماجدة وتركته .. بعد أن قبلت رأسه .



فاستمر يحدق في سقف سجنه لفترة يحاول أن يحلل الأمور .. يطارد الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام التي تطفو أمامه في فراغ الغرفة .. يركض خلف الإجابات التي ما أن يقترب منها حتى تفر منه من جديد..


تكلمت مريم "لا يعجبني حالك منذأن أتى إبن عمك ثم ماجدة وأنت شارد ."
وائل : لا يمكن أن أترك ماجدة لهذا القذر سامي الذي ينظر لأمرأة متزوجة.
مريم : وائل .. إتركها تعيش .. ألم تشفق على حالها وعذابها أمس ؟ .. هذه المرأة عاشت خمسة عشر عاما على الهامش.. من حقها أن تقابل رجلا يشعرها بأنوثتها.. يمنحها قبلة الحياة"
صاح بحنق " هذا الرجل مهووسا وأخشى على ماجدة منه "
مريم : ما المشكلة في أن يحبها بجنون؟!.
رد بغيظ " لقد حاول قتلي"
ردت تقارعه " هذا يدل كم هو متيما بها إلى حد اليأس .. إلى حد إرتكاب جريمة .. وهي تحتاج بعد تجربتها المريرة معك أن تعوَض بحبيب من هذا النوع .. تحتاج لجرعة مكثفة عاجلة من العشق تغرق صحراء حياتها القاحلة "


أزعجه كلامها .. أزعجه جدا فرد بقلق " لكني أخشى عليها منه .. لست مطمئناإنه يبدو كمجرم"
ردت بلهجة ذات مغزى " لا تقلق أعتقد أنها تعودت على المجرمين في حياتها"


إزدادت ضربات قلبه وإغرورقت عيناه بالدموع يتذكر كلمات ماجدة أمس وشعورا بالبرودة المؤلمة يسرى في أوصاله منذ أن تركته وغادرت .. فتمتم بألم " أجل أنا مجرم .. مجرم كبير .. هذا ما اكتشفته أمس .. كنت أتشدق دائما أني مرهف الشعور غير قادر على قتل نملة .. لأكتشف أني كنت أدعسها بقدمي لسنوات طويلة دون أن انتبه .. كيف حدث ذلك .. أنا لا أفهم نفسي !! .."


صاحت موبخة " لذا أقول إرفع قدمك الثقيلة عن روحها وأتركها تذهب لسامي "
رد بسرعة " لابد أن أطلب منها أن تسامح
ني أولا .. فأنا .. ( وصمت قليلا يشعر بالإرتباك والألم ) أنا لم أكن أتخيل .. أقصد .. أنا أريدها أن تعرف أني كنت .. كنت معميا بشعوري المعذب وبحقدي .. عليّ قبل أن أغادر أن أخبرها أني .. آسف .. وأن أطلب منها أن تسامحني "
مريم : لا تقلق .. فبهذا الشكل الذي ظهرت عليه أمس لأول مرة ستبقى على حبك حتى وأنت تظلمها .. إن كانت بعد كل هذه السنين من العذاب لم تتوب عن حبك "
إرتبك من تلك الحقيقة التي جعلته يبكي كثيرا ليلة أمس وهو يسمعها ويشعر بها فقال " لا أدري لم بكيت معها بهذ الحرقة .. هل بكيت ندما على ما فعلته بها .. أم بكيت تعاطفا .. لكني أشعر أن بكائي كان لسبب أكبر من ذلك فأنا مازلت ( ووضع يده على صدره ) متألما بشدة "
مريم : أو ربما تتألم لأنها تتألم .. أو الإجابة جميع ما سبق .


حدق في مريم قليلا ثم قال بشرود " يتملكني القلق عليها بشدة "
عادت مريم تقارعه " لا أجد سببا للقلق الرجل مهووس بها عشقا ويحلم بأن يمتلكها اليوم قبل غدا "
قال بغضب "ما معنى كلامه أنه سيحصل عليها اليوم .. أنا لم أمت بعد وماجدة ليست خائنة أبدا "
ردت تغيظه " ربما جاءت أمس لتخلص نفسها من مشاعرها المكبوتة تجاهك .. وتبدأ بعدها معه هو .. وصدقا لا ألومها فهي تحملت مالم يتحمله بشر.. من حقها أن تقرر أن تعيش "



قال باستنكار " وهل العشق يعطيها الحق في خيانتي ؟!! أنا مازلت حيا لم أمت "
ردت " كما أعطاك الحق في خيانتها وهي حية ولم تمت .. "
رد وقد عاوده الارتباك " أنا كنت أعشقك أنت يا مريم .. "
تكتفت تسأله بشك " أأنت متأكد من هذه الحقيقة ؟! فإن كان هذا مبدأك أليس من الاولى خيانتي مع زوجتك وليس مع نساء أخريات .. على الأقل ستكون وقتها مجبرا .. "
حدق فيها معقود اللسان فأكملت " أم إنك كنت تعطيها أسبابا لتحصل على الطلاق منك أسفا على حالها الذي هو في الأصل من صنع يديك ؟"


حاول الغوص في عمق ذاته الضبابية النزعة ليقول بخفوت " ربما ذلك"
فقالت مريم " إذن أنت قمت بخيانتي من أجلها !!.. أي أنها أهم مني "
رد بسرعة " لا لا .. أنت الأهم عندي .. أنا .. أنا أحبك"
هتفت مريم " لمَ أشعر أنك تتعامل مع الأمر وكأنه تهمة ؟ .. من الطبيعي أن تمضي في حياتك بعد موتي .. حتى لو كنتُأنا أعظم إمرأة في الدنيا "
استمر في التحديق فيها ومحاولة استيعاب ما تقول فأكملت مريم "إلا اذا كنت تختبئ وراء مبرر ( حبك المتيم بي ) حتى لا تواجه حقيقة أخرى"
سألها " أي حقيقة ؟!!"


ردت مريم " أنك مثلا تسببت في موت أبيك وتسببت في انتحاري .. وتسببت فيما أحاطني من شائعات التي حدثت قبل موتي .. وتابعات ذلك "
قفز يقول بسرعة " لا لا لست أنا السبب .."
ردت بتحفز " أرأيت ! .. أنت لم تدافع عن حقيقة حبك لي .. أنت نفيت عنك التهم في أن تكون السبب فيما حدث .. أرأيت ماذا تبادر لذهنك أولا"



ضغط على رأسه وقد عاودت لسعات النحل من جديد وهو يردد " أنا أحبك و من أجلك تدمرت حياتي "
صرخت فيه فجأة " لا تلصق بي ضعفك واستسلامك وتستخدمني مشجبا لأخطائك ..فأنا أكره ذلك "
سألها بإندهاش وهو يمسك رأسه من الألم " ماذا تقصدين ؟ ولم الصراخ ؟ يكفيني آلام رأسي "



ردت موبخة " لأن عليك التخلص من تلك الادعاءات الكاذبة ..أنت صنعت وهما وصدقته أنك مازلت تحبني.. بل لتحمي نفسك من فكرة أنك آذيت أحدا "


لسعات النحل تشتد فهتف متألما " أنا لم آذي أحدا"
ردت بثقة " ربما لم تفعل ذلك في البداية .. لكنك حمّلت نفسك وزر ما حدث لي .. والمواجهة الي حدثت بين العائلتين .. وأنا أرى أنك كنت مشارك بقدر ضئيل في تفاقم الأمر .. لكنك بحسك المرهف حملت نفسك الكثير .. لتنقلب بهذه المبالغة فتتحول لمجرم خسيس اخترت كائنا ضعيفا أنت تعلم جيدا في قرارة نفسك أن ليس لها ذنبا للانتقام من أمها فيها .. "


وضع يديه على رأسه وصرخ " كفى يا مريم ..كفى .. لم بِتِ قاسية بهذا الشكل؟"


ردت ببساطة " أنت من يرغب في إيجاد إجابات لأسئلة تحيرك .. وأنا أساعدك.. أي أنك من تريدني حادة قاسية معك بعد أن أكتشفت أنك عشت عمرا ضائعا ."


قال يقاوم الصداع " أنا تائه .. حيران .. أركض وراء إجابات لأسئلة تأكلني أكلا لا أجد لها إجابات .. لكني حتى الأسئلة أنا غير قادر على إمساكها بيدي ووضعها أمامي لأفندها .."
مريم " أعتقد أن أهم سؤال عليك أن تجد إجابته والذي سيكون المفتاح لجميع الإجابات هو هل مازلت تحبني "
هم أن يجيب فقالت بسرعة " وقبل أن تجيب على هذا السؤال صِفني .. هل تذكر ملامح مريم يا وائل ؟"
رد بإندهاش " ما هذا الهراء !! .. أنا أراك الآن "
كررت تقول بإلحاح " صفني "


رد بقلق " أنت شقراه بعينان زرقاوان .. شعرك طويل واشقر.. وطولك متوسط "
تطلعت فيه ببرود تقول " ما تصفها ليست مريم الحقيقية "
سألها بإندهاش " ماذا تعنين؟!!!"


ردت " مريم الحقيقة بشعر قصير .. كنت دوما تصفها بالفتاة الفرنسية .. وتولهت في حبها إعجابا بسبب شكلها الغريب شعر اشقر قصير وقامة قصيرة ونحيفة.. أيأنها لم تكن متوسطة الطول طويلة الشعر .. فابحث عمن تعرفها في حياتك بشعر طويل ومتوسطة الطول"
ازدادت ضربات قلبه وسألها برعب " إذن من أنت ؟؟.. ولم تتحدثين عن مريم وكأنك شخصا آخر "
قالت ببساطة " لأنني لست مريم الحقيقية يا وائل"


ازدادت لسعات النحل في رأسه وقال متألما وهو يمسك برأسه في رعب " من أنت إذن ؟؟!!"
ردت بتحدي " أنا وهم صنعته أنت بنفسك .. في بداية الأمر كنت الخيال الذي يؤنس وحدتك .. ليتطرف بعدها جنونك وتنفصل بي عن ذاتك .. "


ضيق عينها يمسك برأسه " لم أفهم كيف أنا انفصلت عن ذاتي ..من أنت ؟"


ردت بجدية " هل تذكر حين كنت أبدي إعجابي بعمرو ؟ "
صمتت قليلا تتطلع إليه ثم أكملت " بالمناسبة إثبت عندك أنك لم تغار ولو لمرة واحدة حين أخبرتك أني معجبة بعمرو وفي المقابل تضايقت لأن ماجدة تتحدث مع الاطباء "


تسارعت انفاسه المتوترة وقال " ماذا تقصدين؟"


تكلمت بجدية " هذا ما عليك اكتشافه انا أضع أمامك الحقائق .. المهم حين كنت أبدي إعجابي بعمرو كان ذلك لأنه يشبه وائل القديم .. ذلك الناسك المتأمل في ملكوت الله .. وائل رقيقالقلب .. بفطرته التي ترفض الظلم .. وتبتعد عن الرذيلة .. قبل أن ينقلب لمجرم ظالم قاسي يبرر لنفسه الزنا ويرتكبه جبنا وهربا من مواجهة اخطاءه ومواجهة مشاعره .. أنت وسيد كل منكما استغل ظروف حياته مبررا ليقع في خطيئة الزنا .. لذا لم تعد وائل الذي أعرفه .. لذا أنا معجبة بعمرو لأنه بنفس السمو الذي كنته أنت يوما يا وائل.. معجبة به لأنه صورة وائل القديمة "



جلس أرضا يسند رأسه الثقيلة بين يديه تتسارع أنفاسه وقد اقشعر بدنه من تلك الحقيقة التي واجهته بها ..




بعد فترة طويلة من الصمت رفع وجهه إليها يقول بإنهاك ذهني " لم تخبريني من أنت إذن إن لم تكوني مريم ؟!!.. وكيف كنت تعرفين أمورا لا تعرفها مريم أو أمورا حدثت بعد موتها .. مثلا علاقتي بماجدة وكيف عاملتها .. كيف عرفتي حين أخبرتك أنه سامي إبن عمي أنه في نفس الوقت يكون إبن خالها .. أنا لم أخبرك بذلك .. وأمور كثيرة مشابهة "



ردت بلامبالاة وهي تحرك كتفيها " لا تنسى أني وهم من صنع خيالك .. ربما أكون الوجه الآخر من وائل .. ربما أنا وائل القديم الذي طمسته بداخلك وأخرسته قسرا .. وربما أكون أنا .. ببساطة .. ضميرك .. ( حدق فيها و لسعات النحل تزداد قوة في رأسه يحاول الاستيعاب بينما أكملت هي ) لكن السؤال الأهم ممن أكون هو ( من أنت؟ ) .. من أنت يا وائل ؟.. هذه مهمتك من الآن فصاعدا إن كنت قد حزمت أمرك وقررت أن تخرج من محبسك الإختياري هذا "



استمر في التحديق فيها لبعض الوقت ثم عاد ليسند رأسه التي تؤلمه بين يديه يغمغم " من أنا؟؟


أنا لم أعد وائل..
تحولت لمسخ دون ملامح .. دون روح ..دون قلب .. دون شجاعة .. دون رجولة .
ودون علاقة قوية مع خالقه .
أنا..
بت رجلا بلاملامح ..
بلا هوية ..
وبلا جسد .. ( ورفع رأسه مفكرا ) أو ربما أنا جسد بلا ...
وائل ..
بلا وائل موريس ..





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 02:56 PM   #1967

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

وقت صلاة الجمعة :


وقفت ماجدة خلف الباب تنتفض في رعب وهي تسمع طرقات سامي الواثقة على الباب .. والتي تحولت بعد قليل للعصبية وهو ينادي بهمس " إفتحي يا ماجدة لم نتفق على هذا "
سألته تداري ارتعاشها خلف قناع جامد " هل ستمحو صور انجيل فعلا ؟ "
رد بهمس حار " بالطبع حبيبتي .. أعدك أن أمحو الصور .. إفتحي الباب"
سألته بتردد " وإن لم أفتح ؟!"


ضرب على الباب بقوة فانتفضت ليقول سامي "إفتحي يا ماجدة ولا تلاعبيني.. فلست أنا من يعامل بهذه الطريقة.. أنت لا تعرفين ماذا يمكن أن أفعل .. يكفي فقط أن أدعي أمام جيرانك أن بيننا علاقة .. يكفي أن أنشر الصور الخاصة بابنتك لتنتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي "



سحبت نفسا عميقا ومدت يدا باردة كالثلج للباب تفتحه ليطل سامي برأسه بابتسامة واسعة .. ثم يزيحها بدفع الباب ليدخل ويغلقه وراءه بهدوء.. وهو يأكلها بعينيه ثم همس بأنفاس حارة بالقرب منها " كنت أعلم أنك ستتعقلين .. وصدقيني يا ماجي لن تندمي .. يكفي أن أشعرك كيف تكونين مع رجل حقيقي "


أبتعدت للخلف قليلا تقول بجمود " أمسح أمامي الصور يا سامي حتى اطمئن إليك"
نظر إليها بعينين متألمتين " ليس بيننا هذا التخوين يا ماجدة سنصبح شخصا واحدا من الآن فصاعدا "
قالت بإصرار " أريد أن أثق بك أولا"


هجم فجأة عليها يحيطها بذراعيه وهو يقول بأنفاس ساخنة مغوية " ستثقين بي .. وستدركين كم أنا عاشقاً لك متيما بك يا ابنة عمتي .. "


قاومته بقوة وهي تضع ساعديها على صدره تحاول إبعاده بينما إستمر سامي في همسه الحار " أنا وكل ما أملك ملكك يا ماجدة .. أموالي كلها ستكون لك .. كلي لك "


دفعته بعيدا عنها بقوة وهي تقول بحزم " إبتعد عني وإياك أن تلمسني "


نظر إليها مصدوما لكن سرعان ما تحولت ملامحه من الصدمة للرعب حين لمح أمامه الخالة أنجيل تخرج من الغرفة من خلف ماجدة تتوكأ على عصاها بملامح صارمة أرعبته .. فنظر لماجدة يتمتم بتوعد " هكذا إذن .. لقد قررت واخترت .. لا تلومين إلا نفسك بعد ذلك "


اقتربت منه الخالة أنجيل تضرب بعصاها الأرض في حزم وهي تقول " تكلم معي أنا يا ابن روؤف"


تمالك نفسه وسيطر على الرعب الذي يشعر به ليقول بابتسامة متشفية " كم سيسعدني أن أرى وجهيكما وأنا أفضح إبنة عائلة موريس في كل مكان "


عاجلته الخالة أنجيل بصفعة قوية على وجهه.. فحدق فيها بذهول لتبصق عليه وهي تقول بقرف " نذل .. نجس .. خسيس كأبيك .. أعمامك في الطريق .. كنت أود أن يكونوا في شرف استقبالك .. لكنهم كما تعلم مؤخراتهم ثقيلة .. لذا بعثت من يحثهم على المجئ بشكل أسرع "


حدق فيها مشدوها ثم صاح "ماذا تعتقدين نفسك أيتها العجوز الخرفة .. هل توقعين أني سأخاف إن أعمامي أصبحوا في جيبي وتربطنا مصالح "


ثم نظر لماجدة المنكمشة تحاول تنظيم أنفاسها من التوتر وأطلق ضحكة ساخرةغير مفهومة .. فصاحت الخالة انجيل بقوة لا تتناسب مع عمرها " ستخاف حين يعلم الجميع ماذا فعلت .. أنا رحمتك من أصدقاء وائل حتى لا تموت بين أيديهم .. وسأترك لاجتماع العائلتين التصرف .."


تصاعد التوتر بداخله .. وازداد خوفه و جنونه .. فنظر للباب ولم يجد أمامه في تلك اللحظة سوى الإسراع في الهرب .. ليدفع الخالة أنجيل وهو يقول" ابتعدي عني يا أمرأة .."


إختل توازن الخالة وكادت أن تقع لولا أن أدركتها ماجدة تسند جسدها الثقيل وهي تصرخ " خالتي"



بينما انطلق سامي يفتح باب الشقة بسرعة .. وهو يتوعدهم " ستندمون .. ستندمون يا آل مجدي " ..



ليقابل ميري واقفة متسمرة عند الباب تحدق فيه بذهول .. بعد أن وصلت منذ دقائق وسمعت جانبا من الحديث.. فتجاوزها سامي يدفعها بعصبية ودخل المصعد.. لتستدير ميري بعد أن تخلصت من ذهولها لتجد المصعد قد أُغلقت أبوابه.. فجزت على أسنانها تزمجر بغضب وهي تطير خلفه على سلم المبنى وهي تغمغم " إذن أنت ذلك القذر"




***


المطارق ..



المطارق تدق برأسه .. وكل عضلة في جسده تئن..
حرك سيد جسده بصعبة وجلس على الأريكة تتدفق في رأسه مقتطفات من ليلة أمس .. فأخذ يشتم نفسه ويلعنها .. وإلتقط هاتفه من بين الادوية المصفوفة على الأرض وهو يتذكر أن أحمد كان يجبره أمس على بلع الأدوية .. ففتح الهاتف ليتأكد من أنه تكلم مع آية فعلا .. ووجد إتصالات فائتة من رحمة .. ثم فتح الرسائل ليجد أكتر من رسالة من أخته.. و .. رسالة من آية تتوسله لأن يطمئنها عليه ..



شعر بالحرج من أن يكون بهذا العمر ويظهر أمام آية وأحمد كمراهق صغير .. ولم يعلم بم يرد عليها .. وكيف سيواجهها بعد أن كاد أن يفضح نفسه ويفضحها في الشارع ..


فرك جبينه لا يعلم أيضا بأي وجه سيواجه أحمد .. يشعر بالخزي الشديد ..


رن هاتفه ليجد رحمة فرد عليها ليأتيه صوتها قلقا تقول " سيد هل أنت بخير أنا في الطريق إليك"


رد بصوت منهك " لمَ خرجتِ وحدك يا رحمة أنا بخير نمت في الخن ليلة أمس "


قالت رحمة " أعلم .. لقد رد علي الباشمهندس أحمد حين ألحيت في الإتصال بك .. وطمأنني ورفض أن آت إليك في جوف الليل "



قال بإعياء " من الأفضل أن تعودي أنا سآتي للبيت بعد قليل "


ردت بإصرار "أنا خرجت بالفعل من البيت "
صمت سيد باستلام لتقول ببعض التردد " سيد أريد أن أخبرك شئيا لكن عدني ألا تنفعل "


قال وهو يقاوم الصداع ويرغب في العودة للنوم "قولي"
صمتت قليلا ثم قالت بهدوء " بسمة تركت المنزل"
ضيق عيناه وسألها " ماذا تعني بتركت المنزل؟!"


قالت رحمة " أعني أني استيقظت لأجدها قد أخذت ملابسها وحاجياتها الشخصية ورحلت "


قاوم بقوة ذلك الأمل الذي يريد أن يتسلل إليه وقال" ربما قررت أن تستقر في بيت البلدة كما أخبرتني من قبل .. ( وأكمل بلهجة غاضبة ) لكن كيف تسافر دون إخباري ..لقد تجاوزت حدودها كثيرا "


سمع صوت صياح رجل في الشارع فاقترب من النافذة ليرى ما جعل عيناه تخرج من محجريها ..



كانت ميري تتعارك مع رجل وتوجه له ضربات التايكوندو فقال لرحمة بسرعة وهو يجري " إغلقي الآن يا رحمة"


يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 02:56 PM   #1968

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

قبل دقائق :


خرج سامي من البناية يتفتت من الغضب .. ويشعر بالإهانة ..



لقد سخروا منه .. إحتقروه .. بعد كل ما وصل إليه .. مازال يُحتقر .. مازال يُنظر له بإستصغار .. مازالوا ينظرون إليه بتعال ..


صرخ في الشارع بهستيريا والغضب يفتته لشظايا " لا تمثلين دور الشريفة يا ماجدة .. بعد كل ما فعلته من أجلك .. ستندمين .. ستندمين يا ماجدة .. لن أترك فردا في هذا البلد لا يعرف بعلاقتي بك"



لم يلحظ سامي ميري التي اندفعت من البناية وضربته في صدره بقدمها فجأة بغل تقول" إياك وسيرة أمي يا حقير "


آلمته ضربتها وقد إرتد للخلف مجفلا .. بينما وقفت أمامه تطالعه بعينان تقذفان شررا ..


في نفس اللحظة التي كان المصلون قد إنتهوا من صلاة الجمعة وأحمد وعمرو يسبقان الحاج سماحة ببعض الخطوات بينما أحمد يقول لعمرو بغضب من بين أسنانه " كان سيفضحنا سيد .. لقد جُن تمام .. وإني لأحمد الله أن أبي لم يستيقظ ليرى هذه الكارثة وإلا لغضب منه غضبا شديدا"
حوقل عمرو بأسف وهو يمسك بسبحته فأكمل أحمد بغيظ " طببه أنت وإهتم به سأتركه لك وإلا سأقتله قبل أن يتعافى "
قبل أن يرد عليه لفت انتباههم ميري بشعرها الأشقر وهي تدور على عقبيها وتسدد ضربة بقدمها لرجل .. جعلهم يهرولون إليها في جزع ..



إرتد سامي للخلف قليلا وقد أمسك بأنفه يتألم ومسح خيط الدماء الذي سال منه ليرد ساخرا " أهلا بالشقراء إبنة وائل .. هل تعتقدين أنك ستتغلبين على رجل كبير .. صحيح ساذجة مثل أختك"


صرخت ميري " أنت حيوان قذر .. وأنا سأريك من هي ميري إبنة وائل حتى لا تتطاول على حرمة البيوت "
وجهت له ضربة أخرى فتفاداها ثم أمسك بضفيرتها الشقراء لتصرخ ماجدة وهي تخرج من بوابة المبني وتنقض على سامي بأظافرها في عينيه " تقول أترك إبنتي إيها القذر "



بينما عاجلته ميري بضربة قوية من كوعها في بطنه .. فترك ضفيرتها يتألم..



لكنه لم يستطع أن يرد بسبب تلك المطرقة البشرية التي انفجرت في أنفه بعد أن وجه له سيد صبرة لكمة قبل أن يصل إليهم عمرو يليه أحمد ويتجمع الناس.


رفعه سيد من ملابسه استعدادا للهجوم عليه لكن عمرو أوقفه يقول" دعنا نفهم أولا يا سيد( ثم توجه لماجدة وميري يقول ) ماذا حدث يا أم ميري هل تحرش بها؟"


صمتت ميري ولم تعرف بم تجيب فنظرت لأمها التي تطلعت للمتجمهرين حولهم من أهل الشارع حتى إلهام نزلت من بيتهابعد أن شاهدت ما يحدث صدفة من الشرفة .. فقالت ماجدة " لا شيء لا شيء "..



بينما جاء صوت الخالة أنجيل وهي تنهت من المجهود تتوكأ على عصاها عند بوابة المبنى " أمسكوا هذا الولد ولا أريد أن يلمسه أحد .. حتى يأتي أعمامه "
اقتربت منها إلهام تسندها وهي تقول " ماذا يحدث يا أم وائل ؟"


انفعل سامي يصيح " لم سيضربونني.. إن كنتِ تريدين أن تداري أفعال زوجة إبنك فأهل الشارع لن يرضوا أبدا حين يعرفون بعلاقتها القذرة بأعز أصدقاء وائل .. ( ونظر لسيد بحقد ) هذا الضخم الذي ضربني"




ساد الصمت الذاهل ..فلطمت ماجدة على وجهها ونظرت لسيد الذي وقف متفاجئا يشعر بأنه مازال يعاني من هلوسة الحمى .. قبل أن يعاجل أحمد سامي بلكمة في وجهه تزامنت مع ركلةمن عمرو أطاحت بسامي بعيدا ليقع على الأرض..لتندفع ميري لتسدد له ركله بقدمها في وجه وهي تصيح" يا حقير "



أبعدها عمرو آمرا " إبتعدي يا ميري حتى لا تصابي بإذي ونحن سنتصرف معه "


بينما صاح سامي يداري رعبه " أنا عندي الدليل أنها كانت عنده ليلة أمس بالخن"


سرت الهمهمات وعلا الذهول وانعقدت الألسنة ليصيح أحمد " هل تعلم أنك تكتب شهادة وفاتك بهذا لهراء التي تهذيه .. ألست إبن عم وائل الذي قابلته في المستشفى ليلة أمس ؟!"


رد سامي بكبرياء " أجل كنت في زيارة لأبن عمي لأطمئن عليه "


نظر إليه أحمد بشك وقال " لمَ تبرر سبب زيارتك له ؟!!"
زمجر سيد كالثور وقد تخلص من الذهول ليتقدم نحو سامي كدبابة بشرية تريد أن تسحقه فصاح أحدهم " الرجل يقول أن لديه دليل .. دعنا نراه .. إلا إذا كان لديك ما تريد أن تخفيه بإخراسه .."


استدار سيد ناحية الصوت يحدق في الوجوه مذهولا .. بينما أمسك عمرو سامي من ياقته يرفعه عن الأرض وهو يقول بغضب بارد " هل تتعاطى شيء.. أم نطلب لك مستشفى المجاذيب يا هذا !!"


تدخل أحمد يمسكه من ملابسه هو الآخر ويقول " أتركه لي أنا يا عمرو .. وأسشفيه من جنونه "


صاح سامي " هل ستضربوني لتداروا على صاحبكم "..
لكمه أحمد في وجهه فصاح الحاج سماحة " أتركوه فلم يعد هناك مجالا لإخراسه فليرينا ما لديه من أدلة وإلا لن يخرج من هذا الحي على قدميه "


احتضنت ميري أمها التي كانت تنتفض لا تفهم شيء .. كانت تخشى أن يتلفظ بشيء عن الصور الخاصة بإبنتها أو أن يتحدث عن علاقة بينها وبينه لكن أن يتحدث عن علاقة لها بسيد !! ومعه دليل !!..


تكلم سامي بعد أن استقام متوجعا " أنا أريد الأمان حتى لا يهجم عليّ أصدقاؤه"


صاح الحاج سماحة" تكلم ولن يتعرض لك أحدا"
اقترب سامي من الحاج يقول" إنها تغافل زوجها وتقابل صديقه في في الشقة التي تعلو المقهى"


صاحت الخالة انجيل التي أحضروا لها كرسيا لتجلس " أنت كاذب .. كاذب .. وخسيس .. وهذا الكلام ستحاسب عليه يا سامي "


نظر لها سامي بتشفي بينما تكلم الحاج وهو يضيق عينيه " انتظري يا أم وائل لنرى دليله "


نظر سامي لماجدة التي وقفت ذاهلة لا تفهم أي دليل قد يخرجه وأخرج هاتفه من جيبه يقول" أفتحوا ( البلوتوث) في هواتفك واستقبلوا هذا المقطع المصور "


هدر فيه الحاج يقول بحدة" لمَ أنت مُصِر لافتعال فضيحة .. اريني ما لديك دون أن تنشره على الجميع "


لكن سامي ضغط (أرسال ) لكل الهواتف التي كانت مفعلة تلك الخاصية ثم تكلم ببرود " آسف يا حاج .. سبق السيف العذل "


أمسك الحاج سماحة بتلابيبه يحدجه بغضب .. فطوق عمرو رقبة سامي من الخلف يسحبه بعنف وهو يقول " أتركه لي يا عماه فقد صبرنا على هذيانه "



بينما تدخل أحمد يساعد عمرو بأن قبض على شعر سامي يساعد في جره فصرخ سامي " لقد أعطاني الحاج الأمان"
ليتكلم أحد الحاضرين " لمَ تريد أن ترى الدليل وحدك يا حاج ؟! .. هل تنوي أن تداري عن ربيبك "


نظر إليه الحاج سماحة شذرا ليتدخل أحد أصدقاء الحاج يقول موبخا " إخرس .. الحاج سماحة لا يرضى بالإعوجاج ولو على رقبته "


صاح الحاج في أحمد وعمرو " اتركاه"


فتسمر كلاهما في اعتراض صامت ليصيح الحاج آمرا " قلت اتركاه" فنفذوا على مضض صاغرين.




وقف برقوق يراقب المشهد بفضول يضيق عيناه ويحاول تحليل ما يحدث وهو يحتضن بين يديه العلبة التي تحتوي على الكعكة ويلتهمها بالملعقة بتسلي بعد أن تعارك مع طأطأ منذ قليل حين اقتحم المقهى ببرود متجها نحو الثلاجة الكبيرة .. ليخرج الكعكة ويلتهم منها قطعة .. مما أثار غيظ طأطأيطلب منه أن يخلصه من تلك الكعكة التي يأتي ليتفقدها في اليوم عدت مرات قبل أن تتعالى الأصوات وينتبه الجميع مهرولين لمشاهدة ما يحدث .


فُتحت الهواتف التي استقبلت المقطع المصور الذي أرسله لهم سامي .. وجحظت الأعين وهم يرون ماجدة تخرج من المقهى ليلا ثم تهرول نحو بيتها والشارع خالي من المارة.
لينظر سيد في ذهول ثم يصيح بصوته الجهوري الذي ألقى الرعب في القلوب " هذا كذب.. كذب" وهم بالهجوم عليه فصاح أحدهم " هل ستضربه لتخرسه يا سيد .. المقطع المصوريوضح أنها تخرج من المقهى في وقت متأخر من الليل ماذا كانت تفعل عندك ؟"


نظر إليه أحمد وعمرو غير مستوعبين لصيح الأخير بقوة " هذا كذب وافتراء .. وستحاسب عليه يا هذا "


قبل أن يرد سيد على ما يحتويه المقطع المصور قال سامي " كان ذلك ليلة أمس مستغلة غياب زوجها الراقد في المستشفى "


نظرت ميري لأمها بينما صرخت ماجدة " أنت حيوان .. قذر قذر ..وهذا لم يحدث "


قال أحمد بحدة " اصمتي يا ماجدة .. ولا تدافعي عن نفسك .. فأنا من سيتولى الرد عليه"


لكن نفس الشخص الذي اتهم الحاج بالرغبة في إخفاء أخطاء سيد قال " أنا رأيتك يا سيدفي المقهى ليلة أمس دخلت أمامنا .. وحييت الجميع وها انت تخرج إلينا منه الآن ..حتى صلاة الجمعة لم تصلها معنا"


زمجر سيد يندفع نحو فمنعه عمرو بقوة يقول بهمس مستغلا إنشغال معظم الحضور في تبادل مشاهدة المقطع " علينا أن نحجم الفضيحة لا أن نزيد من الشكوك في صدور أهل الحي .. كلما انفعلت كلما ظنوا أنك تحاول أن تخرسه "
قال أحمد هامسا لسيد بينما برقوق يقف يسترق السمع " ماذا يحدث ؟"


رد عليه سيد " كان ذلك ليلة نقل وائل للمستشفى .. ووائل كان حاضرا .. إنها المرة الوحيدة التي زارتني فيها "


اقتربت منهم ماجدة تقضم أظافرها وتهمس للشباب الثلاثة بارتباك " أنا كنت عند وائل طوال الليل ونستطيع أن نطلب شهادة أمن المستشفى "



حذرها أحمد " ستبرئين نفسك عن ليلة أمس فقط في هذه الحالة وسيبقى أمر هذا المقطع المصور يثير التساؤلات ووائل ليس معنا يشهد في صالحك بوجوده وقتها .. انتظري ولا تفتحي فمك " جحظت عيناها تردد في سرها " وائل كان موجودا !"


صاح سامي يقاطع همسهم وقد شعر بالانتصار " وبدلا من أن تشكرني الخالة أنجيل لأني أنبهها بما تفعله زوجة إبنها طردتني "



همت الخالة أنجيل بالرد لكن إلهام سبقتها وصاحت منفعلة" إخرس وإياك أن تتهم إبني أو هذه المرأة الشريفة بهذه القذارة.. أنا أمسك أعصابي ولساني عنك بصعوبة "


حدجها الحاج بنظرة خطرة وتكلم بلهجة ذات مغزى "إهدئي لنفهم ما يحدث يا أم أحمد"


بينما إقتربت آية تحاول أن تستفهم الأمر بعد أن استيقظت للتو ووصلتها بعض العبارات فقالت لأمها منفعلة " يتهمون من يا أمي !!"



تبادل الشباب الثلاثة النظرات في رعب خوفا من أن تفقد آية أعصابها وتتهور .. فتحرك أحمد نحوها ينوي إعادتها للبيت درءا للفضيحة .




ليتلكم برقوق فجأة يقول" شكرا على الكعكة يا جماعة ( وغرف منها بالملعقة قطعة كبيرة يقول) لذيذة .. "


إنتبه إليه الناس بتركيز ليكمل برقوق " إن شاء الله يستفيق صاحبكم قريبا .. وكل عام وهو بخير .. ولو أني عاتبا عليك يا قريبي أحمد .. كنت أود أن أحضر أنا الآخر احتفالكم بعيد ميلاد صاحبكم في الخن أمس "


سأل أحدهم مستفهما " ماذا تقصد يا عم برقوق أي أحتفال؟"



فتح برقوق العلبة الكرتون يريهم الكعكة التي أصبحت نصفها وقال " كانوا بالخن جميعهم ليلة أمس يحتفلون في وقت متأخر بعيد ميلاد صاحبهم الأشقر "




جحظت عينا أحمد وتبادل النظرات مع صاحبيه بإهتمام .. ليكمل برقوقوهو يشير بإصبعه " كلهم كانوا هناك .. هذا الضخم المخيف .. وهذا الشيخ وزوجته ذات الكرسي .. وهذه المرأة أم التوأمتين .. وقريبي وأخته القصيرة التي تعمل في الإذاعة .. كل الشباب كانوا بالخن ليلة أمس ولم تكن زوجة الأشقر وحدها.. أنا رأيتهم .. ( وتصنع البؤس ) لكنهم رفضوا دعوتي .. لكن قريبي صالحني بأن ترك لي مع طأطأ ما تبقى من الكعك والحلويات لذا سأسامحه "



تدخل طأطأ يفرد ذراعه على كتفي برقوق وهو يفتعل ضحكة عصبية ويقول " حبيبي يا عم برقوق .. الكثير من الحلويات تنتظرك في ثلاجة المقهى لقد شدد علي سيد باشا والباشمهندس أن أعطيك كل ما تبقى من حفل أمس بالخن خصيصا من أجلك "



تكلم أحمد يلتقط طرف الخيط منهم موجها الحديث لسامي " هذا ما كنا نريد أن نقوله من أول حديثك يا هذا .. لكننا أردنا أن نتركك لتورط نفسك في الكذب مادمت تصر على الإفتراء على الأخت ماجدة لنكشف أكاذيبك أمام الجميع كما أصريت على الإفتراء عليها أمام الجميع "



قال عمرو "وأنا كنت بالخن أمس وانتهينا في ساعة متأخرة لمَ لم تصورني أنا وزوجتي ونحن نغادر الخن ليلا ؟ .. أم أنك تراقب شخصا واحدا فقط "



تعرق سامي وابتلع ريقه في اضطراب يلعن نفسه أن حدد ليلة أمس بالذات .. بينما تكلمت إحدى النساء" أنا فعلا كنت أسمع أحاديث بالشارع بعد منتصف الليل .. لكني لم أقدر أن أترك السرير لأرى ماذا يحدث "


بلع سيد ريقه وأطرق برأسه في حرج وهو يتذكر ليلة أمس بينما حدجه أحمد بنظر خاطفة وهو يتحكم في قبضته .. فتكلمت الخالة أنجيل وهي تنهت من التوتر " رد على سؤال عمرو .. مادمت يا خسيس قد صورت .. لم صورتها وحدها ولم تصور الباقين ؟"


إقترب أحمد من سامي الذي بدى عليه الرعب يضربه على مؤخرة رأسه بوعيد وقال " ولمَ لم تصورني أنا أيضا ؟.. فأنا أقسم بكتاب الله أني بت في الخن مع سيد ليلة أمس ..ولم أغادر إلا في الصباح "


هدر الحاج يقول " تكلم يا هذا من تكون؟ .. و لم افتعلت كل هذه الفضائح ؟.. مالذي تريده من أم ميري ؟"


إرتعب سامي وشعر بالخوف الشديد فتدخلت الخالة أنجيل تقول" إنه خسيس .. ويضايق المسكينة زوجة أبني مستغلا حالة زوجها الصحية .. وحين اشتكت لي وبصقت في وجهه خرج الى الشارع يريد أن يرميها بإشاعات قذرة مثله "



تكلم سامي يقول وهو يداري رعبه وارتجافه " هذا المقطع ربما .. لم يكن ليلة أمس ربما .. منذ مدة؟"


رد عليه عمرومستنكرا " واختلط عليك الزمن ما بين الأمس .. ومنذ مدة !! .."
ليقول أحمد " وكنت عند وائل ليلة أمس بالذات في غير مواعيد الزيارة ؟"


صرخت ماجدة في رعب " أكنت عند وائل؟!!.."


تكلم أحد الحضور يقول " إنه يبدو مجنونا .. من الواضح جدا أنه يضمر إليهم الشر "





اقتلعه سيد من بين أحمد وعمرو يقول " هل انتهيتم من الكلام العاقل معه ؟ .. دعوني أمارس عليه جنوني وأستخلص منه الأجوبة بنفسي .. ليس من أجلي فأنا لا يهمني من يقول ومن لا يقول .. ولكن من أجل هذه المرأة الشريفة الذي ألقاها بالباطل أمام أهل الحي "



تعالت الصيحات المشجعة للنيل من سامي فضربه سيد بقبضته لتنفجرالدماء من وجهه
بينما صاحت الخالة أنجيل " لا تضربوه .."



ليتلقاه أحمد يسنده ويديره إليه ويقول " أتركه لي أنا يا سيد سأتكفل به فأنت مريض "
وضربه بقبضته في وجهه ليرتد للخلف فصاحت أنجيل مجددا "لا تضربوه يا أولاد"


فتلقاه عمرو الذي أداره إليه ينظر إليه شذرا فقال سامي " حتى أنت يا شيخ ؟!!!"
فرد عمرو " العين بالعين والبادي أظلم .. ولست شيخا "
وضربه بركبته بقوة في معدته قبل أن تصرخ الخالة أنجيل فيهم " أتركوه .. لا أريده أن يتهمكم بالطائفية .. أنا أعرف خِسته جيدا.. أعمامه على وشك الوصول وأخوتي وسيتصرفون معه "


هدر الحاج آمراً" كفى واتركوه فوراً"


تركه عمرو فجأة ليسقط سامي على الأرض يتلوى من الألم والدماء تخرج من فمه لكنه استمر في الوعيد والتهديد " ستندمون .. سأقدم بلاغا للشرطة بأنكم تستضعفوني لأني على غير دينكم .. ( سعل قليلا ثم صاح بغل ) أنتم لا تعلمون يا كلاب من أنا .. ومن أعرف من الشخصيات الهامة سأقلب هذا الحي رأسا على عقب .. أنتم تستضعفوني لأني على غير دينكم"


حوقل عمرو بينما زمجر سيد ليهجم عليه يقول " أريني من سيقترب من أهل الحي " لكن صاحبيه قيداه بقوه .



وقفت سيارات فخمة من بعيد ونزل منها عددا من الرجال والشباب واسرعوا نحو الخالة أنجيل فزعين فهتفت الخالة تقول " ها قد وصل أخوتي"



ليقول أحدهم " ماذا يحدث بالضبط يا أنجيل وأين أمير ؟"


في نفس الوقت في المستشفى كان أمير غارقا في بعض أوراقه العلمية التي أخذها معه بعد أن استلم مرافقة وائل من ماجدة هذا الصباح لا يعلم أن وائل يجاهد منذ مدة للخروج من غيبوبته .. ليتلقى أمير إتصالا جعله يقفز من مكانه يقول " ماذا تعني .. ما بها ماجدة .. يا رب السماوات !! .. أنا آت حالا "



وقفز يغادر بسرعة بينما توتر وائل يصرخ دون صوت " ما بها ماجدة .. ما بها ماجدة يا أمير "



حين لم يتلق ردا أخذ يضرب رأسه بجدار محبسه بعنف وهو يردد " ما بها ماجدة .. ما بها ماجدة "





في شارع سماحة اعتدل سامي جالساً يمسح الدماء من فمه ويقول وهو يبتسم إبتسامة حمراء مستفزة وينهت " ستندمين يا ماجدة تعلمين ماذا بإمكاني أن أفعل .. الصور ... "



زمجر سيد مجددا يحاول التخلص من صاحبيه وهو ينظر شذرا لسامي حتى كادت أن تخرج عيناه من محجريها فبتر سامي عبارته يحدق في سيد وقد عاوده الرعب بينما صاحت إلهام منفعلة غير قادرة على التحمل أكثر من ذلك " ذلك الولد مصرا على قلة الحياء ولم يجد من يربيه .. وإن كنت لا تريدينهامسلما ومسيحيا يا أم وائل فدعينا نجعلها نساء ورجال"


ومالت تخلع فردة حذائها واندفعت الى سامى تنهال عليه ضربا فصاح أحمد مستنكرا " أمي !!"


بينما وائل في غيبوبته قد إزداد صداعه .. وحدة لسعات النحل في رأسه ..


إندفعت النساء الأخريات ليخلعن أحذيتهم وينزلن على سامي ضربا وانضمت إليهم ميري بغيظ متشفية تضربه بحذائها .


وأصابع وائل تتحرك ببطء على السرير بينما لسعات النحل تنهش في رأسه بقوة أكبر .


قالت إلهام لماجدة " هيا أنت صاحبة الحفل .. إرفعي حذائك على هذا الوقح "



فنظرت ماجدة للخالة أنجيل التي منحتها نظرة مشجعة فخلعت حذائها واقتربت منهم ثم شاركتهم في ضربه بكل المكبوت في صدرها بسببه ..


ضربته ماجدة من أجل ما فعله بإبنتها ..
ضربته من أجل تعديه عليها وإبتزازها.
ضربته لتجازوه في حقها لفظا وفعلا.
ضربته من أجل أيام الرعب التي عاشتها بسببه وآخرها الساعات الماضية .
ضربته من أجل سمعتها التي كاد أن يلوثها بكلمة قذره منه ..
ضربته ولم تتمالك أعصابها بعد ذلك .. فسقط عنها قناعها الجليدي لتدفن وجهها في كفيها وتبكي بحرقة فأشفق عليها النسوة كلهم لتأخذها الخالة أنجيل في حضنها مواسية .


أما آية فكانت تصور معركة الأحذية بهاتفها باستمتاع وهي تختلس النظر لسيد من وقت لآخر .. فتدخل أحمد وأصدقاوء يفرقون النسوة عن سامي الذي أصبح كصرصور مدعوس ملتصق بالأرض ..



أما وائل ..


ففتح عيناه فجأة يحدق في سقف غرفة في المستشفى .


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 02:57 PM   #1969

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

تطلعت من نافذة الحافلة لمدخل بلدتها الصغيرة التي دخلتها للتو .. بعد أن حسمت أمرها بالعودة للأبد ..



ودعت العاصمة بكآبتها رغم بريقها وصخبها .. وقررت العودة لتلك البلدة التي عاشت وتربت فيها ..



عليها أن تعترف بالهزيمة ..
رغم أنها لم تحدد حتى الآن .. هل أبلت بلاء حسنا في المعركة أم جبُنت واستسلمت بعد أول ضربة ..



لم تكن أبدا تهوى المعارك والصراعات
أو ربما لم تكن بحاجة للدخول فيها ..



صحيح لم تستطع حتى الآن أن تحلل أسباب الفشل لكنها لم تكن لتستمر أكثر من ذلك طرفا في قضية خاسرة .


تذكرت حديثها يوم أمس مع رحمة والذي لم تستطع بعده أن تبقى أكثر من ذلك حتى وإن كانت لم ترتب أفكارها بعد .. لكن عليها أن تستسلم .. رغم أنها تعترف أنها لم تقاوم بكامل أسلحتها .. لكنها تعبت .. واكتفت ..





اليوم السابق :



قالت لرحمة " هل أصر على عناده وخرج وهو مريض وبهذه الحالة "
ردت رحمة متألمة " أجل وأخشى أن ترتفع حرارته "
همت بتركها لكنها عادت وسألتها " هل حدث شيئا جديدا ؟ "
تكتفت رحمة وردت ساخرة " وهل المعلومة ستغير من الوضع الحالي أي شيء "



صاحت بسمة فجأة" لمَ تعامليني بهذا البرود .. ظننت أنك أنثى مثلي وتتعاطفين معي ومع حظي النحس .. وستقدرين أنه ليس لي ذنبا فيماحدث.. وأني أنا الخاسرة الكبرى في هذا الأمر "



أطرقت رحمة برأسها بحزن ثم قالت بعد فترة من الصمت " أنا أقدر موقفك جيدا يا بسمة .. لكن سامحيني .. أنه أخي وسأنحاز له وأتعاطف معه دون إرادة مني .. أنا مقدرة موقفك جيدا لكن .."


قاطعتها بسمة تقول بعصبية " لكن ماذا ؟؟ .. لو كنتِ مكاني ماذا كنت ستفعلين ؟"
ردت رحمة بثقة " كنت سأنفصل بالتأكيد .. خاصة إذا لم يكن بيننا أطفال"


قالت بسمة بحنق " وماذا تعرفين أنت عن هذه الأمور ؟ .. وعن إحساس المرأة بالخيانة .. بالطعن في أنوثتها .. في أن تخرج من تجربة فاقدة لكل شيء "


ردت رحمة " كلها أحاسيس موجعة يا بسمة .. لكنها أقدارعلينا أن نرضى بها صاغرين .."
شردت بسمة ترثي حالها فقالت " أنا كنت قبل أن أتزوجه في حال .. وأصبحت بعد أن تزوجته في حال آخر لم أتوقعه.. لم أتوقعه أبدا "


ردت رحمة تقارعها " وأنا كنت قبل وفاة أمي في حال .. وبعد أن ماتت في حال .. وبعد أن مات زوج أمي الذي لم أعرف أبا غيره في حال آخر .. كلها أقدار يا بسمة لا أحد منا يعرف أين سيكون غدا أو العام القادم"


قالت بسمة بإصرار " وما ذنبي أنا أن تزوجت رجلا لم يكن يحدد مشاعره بعد .. ليصدمني بعدها أنه يعشق فتاة أخرى "
صاحت رحمة متخلية عن هدوءها " ولهذا تعاقبيه!! .. أنه فشل في تحديد مشاعره فتعاقبيه !!.. عموما أنت تعاقبين نفسك معه .. تهدرين عمرك مسجونة في هذا البيت .. لست قادرة على أن تكوني زوجة أو حتى أما.. يكفي أقراص منع الحمل التي تتناولينها دون علمه "


جحظت عينا بسمة في صدمة فأكملت رحمة بهدوء " أنا أعرف أنك قبل أن تمنعين نفسك عنه مؤخرا كنت تتناولين هذه الأقراص .. منذ أن جئت إلى هنا وأنا أعلم هذه المعلومة .. وحين تحدثت معه مؤخرا أخبرني أنه من ضمن أسباب تمسكه بعدم الانفصال عنك هو شفقته عليك أنك لا تنجبين .. لكني لم استطع إخباره بما تفعلين دون علمه خوفا من أن أكون سببا في مشكلة كبيرة تنتهي بطلاقه لك دون رغبتك فأحمل وزرك فوق ظهري .. لذا آثرت الصمت رغم شفقتي على أخي "


ردت بسمة بتحدي " نعم كنت أواظب عليها منذ أن شككت في مشاعره نحو فتاة أخرى .. كنت أخشى أن يتركني في النهاية من أجلها وأعود أنا بطفل في يدي "


قالت رحمة " وها هو لا ينوي تطليقك لكنك تمنعين نفسك عنه.. وترفضين السفر معه"
قالت بسمة باستهجان " وهل أمنحه نفسي وهو يحب إمرأة أخرى .. أنت لست متزوجة ولا تعرفين ذلك الشعور المهين "


ردت رحمة بنفاذ صبر " وماذا بعد ؟.. إلى متى ستنتقمين منه ؟.. لا حياة زوجية ولا أولاد ولا مستقبل ولا أي شيء .. أنتِ قررت أن تنتقمي منه بأن تحبسيه معك في زنزانة واحدة .. لكن هذه ليست حياة يا بسمة ( وتكلمت بصوت متأثر ) كفي عن الانتقام منه وارحميه .. فأنت لو تعرفينه حق المعرفة ستدركين كم هو طيب القلب عاش بائسا طيلة عمره .. لا أنكر أنه قد أخطأ في حقك لكن حين تدركين كيف عاش من حياة بائسة ستتلمسين له العذر حتى في قراراته الغير صائبة.."


قالت بسمة بجمود " وما ذنبي أنا فيما حدث لي.. ومن سيعيد لي حقي "



ردت رحمة بسرعة " رب العالمين .. سيعوضك رب العالمين إذا ما احتسبت عنده مصابك ورحمت من لم يقصد إيذائك .. سأكررها لك يا بسمة.. كلها أقدار .. وكلٍ له نصيبه .. إذا كنت سائرة في طريق وألقى شخصا حجرا فأصابك دون أن يقصد هل ستصرين على معاقبته رغم أنك تأكدت من أنه لم يقصد إيذائك ؟!.."


حدقت فيها بسمة صامتة فأكملت رحمة " تقولين ما ذنبي؟.. سأقول لك وهل أي شخصين تربطهما قصة حب عظيمة واثقان تمام الثقة أنهما سينجحان بعد الزواج .. ماذا لو أحب الرجل إمرأة غير زوجته في أي وقت .. أليس هذا وارداً في أي علاقة ؟"


استمرت بسمة في صمتها .. تعصف بها الأفكار كحالها منذ فترة .. تريد أن تستريح .. أن تتوقف عن التفكير .. بينما أكملت رحمة " في تصوري أنكل الفتاة منا تدخل في علاقة حب وزواج لا تعلم ماذا يخبئ لها القدر .."


وقفت بسمة أمامها متكتفة تفكر .. غير راغبة في الاعتراف لها بأنها تجبُن على إتخاذ قرار .. مرتعبة من مصيرها بعد الطلاق .. ولم تستطع البوح لها بأنها كانت تود أن يطلقها هو دون رغبتها حتى تجد الفرصة لأن ترثي لحالها لكنه بإلتزامه معها صعب عليها الأمر .. لا أحد يفهم كم أن موقفها صعب .. صعب جدا .


قالت رحمة بعد فترة أخرى من الصمت لتنهي الحديث " سأقول لكن أمران وأنهي كلامي بعدها ولن أتحدث في هذا الأمر مجددا أنا فقط اردت أن أخبرك بما يدور في عقلي بمنتهى الأمانة .. الأمر الأول أني حين توفى زوج أمي رحمه الله .. وجدت نفسي فجأة وحيدة لا أخوة ولا أخوال ولا أعمام.. وعلاقتي بأولاد زوج أمي من زواج سابق ليست قوية .. لكني قررت وأنا دون العشرين أن أتقبل قدري وأكمل تعليمي وأن أعمل وأعيش .. لكن أبناءه علموا أنه قد كتب الشقة التي تربيت فيها وعشت فيها مع أمي وزوجها باسمي وكنت تحت وصاية الإبن الأكبر حتى أبلغ السن القانونية .. فأصروا أن على أنها من حقهم وأني ليس من حقي أن أرث منه لأني لست ابنته .. وباءت كل تدخلات أولاد الحلال بأن يتركوا لي الشقة لأنه ليس لي مأوى سواها رغم أن أباهم قد ترك لهم ما شاء الله تركة كبيرة .. فقررت ترك الشقة لهم ورحلت بهدوء .. "


ردت بسمة باستنكار " لكنه حقك .. الرجل كتبها باسمك بإرادته "


ردت رحمة ببساطة " ربما هي كذلك .. لكنهم كانوا سيستمرون محاربتي وأنا كنت صغيرة وليس لي أحد فقررت الرضا بنصيبي وحضرت لأبحث عن والدي .. وهناك عشت أياما صعبه في بيت خليل وزوجته .. ورضيت بنصيبي مجددا .. وتحملت من أجل أن أكمل تعليمي لكنني لم أتحمل فكرة أن يزوجني خليل لرجل في سن جدي فتركت البيت .. ولم أفكر في الضغط على سيد فهو لا يعرفني ولا أعرفه فكل ما كان يربط بيننا وقتها تشابه في اسم الأب في شهادة الميلاد .. وقررت أن أواجه المجهول رغم ما تملكني وقتها من الرعب .. كل هذا ولم أتساءل أبدا ( ما ذنبي؟) .. حتى بعث الله لي سيد منقذا .. وأدخل في قلبه الرحمة تجاهي .. ما أقصده يا بسمة أننا علينا أن نواجه أقدارنا بشجاعة .. ونترك الأمر لله سبحانه وتعالى .. ( وشردت قليلا ثم أكملت ) .. أعتقد أن هذه الأمور التي تقلب حياتنا فجأة هي إختبارات من الله في قوة إيماننا .. في ثقتنا به .. في توكلنا عليه "


ابتلعت بسمة غصة مسننة في حلقها تفكر في كلامها .. بينما أكملت رحمة " الأمر الثاني أنني بكل صراحة قد عرضت على سيد أن يتزوج آية ويجمع بين زوجتين كاقتراح يائس لحل الأمر ولإسعاده فأنت تعلمين جيدا كيف هو يعاني .. رغم أني لا أؤيد فكرة تعدد الزوجات .. واقترحت عليه أن يقنع آية بالأمر ويستغل تهورها وجنونها في أن تساعده لأقناع أهلها فأجابني بأنه حتى لو هناك أمل في إقناع آية وأهلها بالفكرة فهو لا يرغب في التسبب في جرحك مرة أخرى .. فهو يتعذب بما فعله بك وبما سببه لك ولن يتحمل ظلمك أكثر . .وأنه سيظل مقيدا بك وملتزما معك مادت مصرة على قرار عدم الانفصال "




ارتجفت بسمة وحدقت فيها في صمت .. لم تكن يوما بهذه القسوة .. ولا تعلم لمَ تعامله بهذه الطريقة .. إنها ليست قادرة على الإبتعاد ولم تعد قادرة على الإقتراب .. بينما أكملت رحمة " صدقيني يا بسمة أنا لم أقل لك هذا لأضغط عليك .. أنا فقط أردت أن اساعدك في ترتيب أفكارك وأولوياتك .. والخروج من حالة عدم التوازن والضياع التي تعانين منها منذ فترة .. بل بت أشعر أنك لا تعلمين بالضبط ماذا تريدين "



عادت بسمة لحاضرها حين وقفت الحافة في المحطة الآخيرة فنزلت تجرجر حقائبها الثقيلة بهمومها وأوجاعها وخيباتها .. نحو مستقبل مجهول .


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-18, 02:57 PM   #1970

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

قبل أن ينتهي النهار كان أعمام وائل وإخوة الخالة أنجيل يتجمعون ببيت مجدي موريس ولم يسمح سوى لسيد وأخته التي تفاجأت بالتجمهر في الشارع وعمرو وعائلة سماحة بالحضور .. وتم عرض ما فعله سامي الذي حضر اللقاء مكدوما خاصة بعد أن حضر أمير ولأول مرة يرونه منفعلا عنيفا حين خلع حزام بنطاله وإنهال على سامي قبل أن يتدخلوا لمنعه ... وحاول سامي التهديد والوعيد معظم الوقت حتى قام أخوال وائل بتهديد أعمامه بضرب مصالحهم في السوق التجاري .. وخاصة بعد أن أخبرتهم الخالة أنجيل بأن شقة وائل قد ثبتت عليها ماجدة مؤخرا كاميرات مراقبة وقد سجلت تهديد سامي لها مرتين المرة الأولى التي هددها بالصور والمرة الثانية حين زارها اليوم واعترف أمام باب شقتها أنه يبتزها في مقابل الصور .. وهددوهم بالتقدم بهذه الأدلة والصور المفبركة للشرطة لكنهم يتركون هذا الأمر كحل أخير إذا ما فشلت كل السبل الأخرى لردعه .. ليس لسبب سوى الإبتعاد بقدر الإمكان عن نشر خبر الصور المركبة الخاصة بالفتاة الصغيرة ..ومحاولة تحجيم الأمر ليبقى بين العائلتين حفاظا على نفسيتها وسمعتها .. مما جعل الأعمام مضطرون للضغط على سامي وتهديده هو الآخر بقطع معاملاتهم التجارية معه إن لم يرضخ للتوقيع على تعويض كبير يدفعه سامي للخالة أنجيل .. فكان الأخير من الإنهاك والضغط ما جعله يرضخ في النهاية ليوقع على دفع التعويض صاغرا راغباً في أن ينتهي هذا اليوم العصيب ..



وبمجرد أن أنصرف الجميع حاملين سامي في حالة سيئة .. جلس الشباب ببيت الخالة أنجيل المكون من طابقين يربطهما سلما داخليا وقد تحفظوا على هاتف سامي وعلى الحاسوب المحمول الخاص بأنجيل الصغيرة .. فحاول عمرو محو الصور من حساب سامي وهاتفه وكل وجود له على شبكة التواصل بعد أن قام سيد بضربه مجددا يخبرهم ببياناته الشخصية ..



قال أحمد لعمرو وهو يدخن كمحرقة" لا أعتقد أنه سيكون صادقا ويخبرنا بكل شيء من الوارد أن يكون قد خزنها على قرص مدمج أو اي وحدة تخزين خارجية أو حتى حساب آخر له على الانترنت "
رد عمرو وهو منهمك في الحواسيب التي أمامه لا تقلق وضعت هذا في الاعتبار وأقوم بالقرصنة حاليا ومحاولة أختراق حاسوبه الشخصي الذي كان يحدث منه أنجيل .. أما وحدات التخزين الخارجية فتلك المستندات التي نهدده بها أعتقد أنها ستخيفه من أن يستخدمها .. وإذا ما تهور بأي شيء سنقدم بلاغا للشرطة لا مفر "
رد أحمد بإجهاد " هذا الرجل مهووسا وعلينا أن نضعه تحت مراقبتنا "

قال عمرو " أتفق معك في هذا .. وهذا الأمر سنتركه لهولاكو "



أما سيد فكان يغوص في المقعد الوثير هادئا وقد عاودتهحمى خفيفة فأخذت رحمة تضغط عليه ليأخذ أدويته بإلحاح بينما هو يعاند لتهمس له بغيظ " تناول أدويتك فيكفيني قلقي عليك لن أتحمل عصبيتها وإلحاحها لأجبارك على تناول الأدوية "


رفع إليها عينيه لتشير خلفه فأدار رأسه ليجد آية تقف عند باب المطبخ وقد ظنها رحلت .. فالتقت الأعين .. ولاحت ذكرى إعتراف الأمس في الأذهان لتتخضب آية خجلاوتنظر أرضا بينما شعر سيد للمرة الأولى بالحرج وقد ازدادت ضربات قلبه فأشاح بوجهه وارتفعت حرارة جسده .. ليأخذ الأدوية من رحمة بسرعة .


يتملكه شعورا بالرضا بأي شيء .. وبأي مصير بعد أن أخبرها أمس بما كان على إستعداد لأن يغامر برأسه ليبوح لها به .. يعترف أنه تهور وأنه أخطأ بهذا البوح الذي لا يحق له ..وأنه يؤذيها لأنه يعلقها به أكثر .. لكنه وصل لمرحلة استسلام غير مسبوقة .. استسلام لقدره مع بسمة وما تفعله به واستلام لقدره مع آية وما تفعله به ..



تذكر جملته لآية أمس والتي تختصر كل شيء ( أنت روحي .. روح سيد العالقة بين الأرضوالسماء .. لا رُدت إليه لتحييه ولا صعدت لتريحه فيستريح من الدنيا ) .
وتذكر بسمة التي سافرت اليوم لأهلها دون أن تخبره .. لكنه .. مجهدا .. منهكا .. مريضا يحتاج لبعض الوقت ليشحن طاقته من جديدليتعامل مع بسمة .



إستدار مجددا يتلمس بعضا من الدفء ليجدها قد إختفت ولم يعلم أنها فرت هاربة باكية عائدة لبيتها قبل أن تتهور وتُغضب الجميع منها .




فأرخى رأسه على المقعد يغلق عيناه على مشاعره بينما ربتت أخته علي كتفه مواسية .. لكنه لم يهنأ ببعض الراحة بل اتسعت عيناه فجأة حين سمع ميري تقول بفزع " أنجيل ليست في البيت وهاتفها ومغلق "..





***




صاح الحاج سليمان " ماذا تعنين برغبتك في الطلاق ؟؟"
قالت بسمة ببؤس " أنا لست سعيدة معه وحياته لا تناسبني "
رد باستنكار " وهل الزواج لعبة .. إذا ما أحببتيها تتوقفين عن اللعب "
قالت باكية " أنا لم أعد أريد الحياة معه يا أبي "
تدخلت والدتها تقول باكية " إهتدي بالله يا ابنتي .. أي حياة زوجية تمر ببعض الأزمات"
تطلعت بسمة لأمها بغيظ وقالت " أتقولين هذا يا أماه بعد كل ما تعرفينه من تفاصيل!!"
سأل الحاج سليمان بجمود " أي تفاصيل؟"


حاولت بسمة اختلاق أسبابا وهمية لتسهيل مهمتها في تمهيد الأمر لوالدها بما قررته .. فهي تعلم جيدا أنه لن يقبل أبدا بفكرة الطلاق فقالت" إن سيد لديه علاقات نسائية كثيرة "
رد أبيها ببرود " أين المشكلة ... كل الرجال لديهم علاقات نسائية "


حدقت فيه ذاهلة من رد فعله ثم نظرت لأمها التي أطرقت برأسهاباستسلام ثم ردت باستنكار " من قال أن كل الرجال لديهم علاقات نسائية ؟!!.. ومن وضع هذا المبدأ؟؟ .. ومن سمح به ؟!!"


ضيق عيناه قليلا ثم قال " تغيرت كثيرا يا بسمة منذ أن ذهبت للعاصمة "
ردت بجمود " فعلا لم أعد بسمة المستكينة الهبلاء التي ليس لها فائدة سوى أنها إبنة جميلة الملامح وزوجة لرجل يعلقها في ذراعه كدمية جميلة .. لم أعد بسمة القديمة الوردية التي لا تدري شيئا حولها "



رد بحزم " عموما هذا لن يغير من الأمر شيئ فأنا لن أقبل بهذا أبدا .. ( وأكمل ساخرا ) فاستغلي هذا النضوح الذي تتحدثين عنه بأن تصلحي الأمر بينك وبين زوجك وتتقبلي كونك إمرأة ولها حدود وكونه رجل لا يعيبه شيئ "


تسمرت ذاهلة ترغب في الصراخ .. في اللطم.. في الإلقاء بنفسها في النهر .. فتدخلت والدتها تقول بدبلوماسية " والدك يقصد أن الرجل يلف ويدور خارج بيته .. لكنه يعود إلى زوجته في النهاية"


ردت ولم تتخلى عن ذهولها بعد " ولمَ اقبل بهذا الوضع ؟"
رد والدها بجمود " لأنك زوجة وعليك احترام الزواج "
صاحت بسمة " ولماذا لا يحترم هو أيضا هذا الزواج .. أنا زوجة لست عبدة يا أبي؟!!"


حدجها بنظرة خطرة يريد إنهاء الأمر قبل أن تستفحل الفكرة بداخلها فقال " هذا الهراء لا أريد أن أسمعه مجددا.. وسأتصل بسيد ليأتيني وسأوبخه ليحافظ على بيته"


ردت باستنكار " هكذا ببساطة !! .. يخونني وأسامحه !!"


تدخلت الأم خوفا من تفاقم الأمر بينهما فقالت " أخبرتك من قبل أن على المرأة العاقلة أن تحافظ على بيتها يا حبيبتي"
ردت بسمة بحنق " هناك حدودا للصبر يا أمي .. وسقف التضحية الذي تطلبينه مني عال لن اقدر عليه "


هدر الحاج بصوت أرعب المرأتين " لا أريد أن اسمع هذا السخف مجددا .. وغدا سترجعين لبيت زوجك بعد أن أرسل إليه وأوبخه "


ردت بسرعة " وماذا لو قلت أنه يرغب في الزواج بأخرى "


لاحت المفاجئة على وجه أبيها فصمت قليلا يفكر ثم غمغم بغيظ "كنت أعلم أن إحتكاكه بالوسط الفني سيكون له آثاره السلبية .. لكني كنت أراهن على جمالك في أن تجعليه كالخاتم في إصبعك .. لكن من الواضح أنك فشلتِ "


ردت بسمة باستهجان " أنا لست في معركة يا أبي .. أنا أريد زوجا أستكين إليه لا أحارب من أجل أن أحتفظ به"
حدجها بنظرة خطرة ورد بامتعاض " فاشلة .. لمَ أنا يا ربي محاطا بالأغبياء ؟!! "


شعرت بالألم وبالاهانة لكنها ردت بكبرياء" هذا ما حدث "


تكلم بتقريع " مادمت فاشلة .. إذن تحملي أن يتزوج عليك زوجك .. يكفي أنك فشلت في إنجاب طفل له .. العاملات في الحقول يحملن كل عام وأنا ابنتي .. ابنة سليمان الوديدي عاجزة عن انجاب طفل واحد أباهي به الناس "



شعرت بالغيظ فقالت " هذا قدري .. كوني لا أنجب هذه إرادة الله أم أنك لك رأي آخر يا أبي .. عموما أنا لن اقبل بهذه الحياة مع سيد "


صاح باستنكار " وأنا لن أقبل أن تطلق ابنتي وسيرتي في البلدة تلوكها الألسنة .. خاصة وأن الانتخابات على الأبواب ولا أريد أن أخسرها أمام الحاج عبد الغني كالمرة السابقة "


صاحت بسمة ولم تستطع الإحتمال أكثر من ذلك " هل كل ما يهمك الانتخابات يا أبي لكن سعادتي ليست مهمة عندك"
هدر فيها يقول " ألم أزوجك الرجل الذي أخترتيه ولم أفرض عليك من أتوا لطلبك من أثرياء البلدة؟!"



صرخت بهستيريا " أنت وافقت على سيد لأنه من العاصمة .. ولأنه ابن خليل صبرة المليونير الكبير .. قبل أن تصدم بعلاقته بأبيه .. لكنك ظللت متمسكا بصورته كإبن المليونير وأنه من العاصمة لتتفاخر بها بين أهل البلدة .. كما كنت تتفاخر بجمالي طوال الوقت وتتعزز على الخاطبين .. وحين بدأت شهرة سيد في عالم الفن زادك هذا فخرا .. أي أنك لم تكن لترضى بسيد لو لم تكن مصاهرته ستكسب من ورائها في معاملاتك التجارية وعلاقاتك وانتخابات مجلس الشعب "


صفعها على وجهها وهو يرد منفعلا " اخرسي .. وإياك والتطاول بهذا الشكل مرة أخرى"



حوقلت والدتها وحاولت إبعادها عنه بعيدا وإقناعها بإنهاء الحديث بينما قالت بسمة ببؤس " هل تضربني لأني أقول لك أني تعسة في حياتي وأريد الطلاق من رجل يريد أن يتزوج علي .."


رد بجمود " هذا شرع الله .. ولن استطيع أن أمنعه إذا أراد هذا .. خاصة وأنك فشلت في انجاب طفل له فمن المنطقي أن يفكر في الزواج بعد أربعة سنوات دون إنجاب "


لم تستطيع استيعاب .. قسوة الواقع .. فتمتمت بصدمة " هكذا .. ببساطة ! "
رد وهو يهم بالمغادرة " ليس بسيطا.. لكنه أفضل من الطلاق .. الحياة ليست وردية كما تظنين .. وأنا وضعي في البلدة حساس هذه الأيام .. سأتصل به وستعودين معه أنتهى الحديث في هذا الأمر"



***


حل الظلام وجسلت ميري القرفصاء في الشارع تستند لحائط المبنى تدفن وجهها بين كفيها وتبكي بحرقة بينما الخالة أنجيل تجلس على كرسي في نفس موضع جلستها في الصباح في الشارع تستند على عصاها بوجوم فاقتربت كريستين وسحبت ميري لتستقيم وأخذتها بين ذراعيها مواسية ..فغمغمت ميري وسط بكائها " أنا المقصرة .. أنا إلتهيت بالانتقام من ذلك الحقير ولم اتفقّدها .. حسبتها نائمة كما كانت تفعل الأيام الماضية تنام طوال النهار وتبكي في الليل ممتنعة عن الكلام .. تركتها نائمة في الغرفة العلوية في بيت جدتي بل حمدت الله أنها نائمة حتى لا تشعر بما يحدث في الطابق السفلي من اجتماعات بين العائلتين بخصوص موضوعها أردت أن ينتهوا أولا وأطمئن من أن ذلك الحقير قد نال جزاءه لأبشرها ربما تخرج من حالة الصدمة التي كانت فيها .. لأفاجأ أنها غير موجودة بالغرفة أصلا "




عادت للنحيب فقالت كريستين " من الواضح أنها خرجت وقت المشكلة في الشارع .. لا تقلقي حبيبتي سيجدونها بإذن الله "


اقتربت إلهام من الخالة انجيل الواجمة وقالت " سيجدونها يا أم وائل بإذن الله .. أين ماجدة؟"


ردت الخالة " تجوب شوارع الحي كله كالمجنونة تبحث عن ابنتها "


نظرت إلهام لسيد الواقف من بعيد يتحدث في الهاتف بعصبية ..على ما يبدو أنه يكلف صبيانه بالبحث عن الفتاة فسألت "وأين أمير؟"
ردت كريستين" يجري وراء ماجدة يحاول اقناعها بالبقاء هنا وترك مهمة البحث للرجال "


قالت الهام لكريستين بأسف " قلبي معكما يا ابنتي أن يحدث كل هذا ولم يمضي على زواجكما أيام .. لم يكن عليك الخروج من شقتك يا حبيبتي مازلتِ عروس .. لا حول ولا قوة الا بالله "


ابتسمت لها كريستين ابتسامة حزينة فقالت إلهام مشجعة " سيجدونها بإذن الله .. أحمد وآية ذهبا بالسيارة يجوبان الشوارع خارج الحي وبحثا في النادي .. وعمرو أخذ أرقام هواتف اصدقائها ويتصل بهم "


بعد قليل ركن أحمد السيارة في شارع سماحة وترجل منها هو وآية واجمان ليذهب أحمد لبرقوق بينما اقتربت آية من سيد تراقب صوته المريض ..فتنحنح في حرج وأنهى المكالمة مع أحد صبيانه .. ليقفان يحدقان في بعضهما في ارتباك وضربات قلبيهما تلقي بالسلام بأصوات عالية .. وتمنت لو تلمسه للحظة وتمنى لو يلقي برأسه في حضنها للحظة .. بعد صمت مزدحم بالنظرات الناطقة بينهما قال بهمس " أنا آسف على مابدر مني ليلة أمس "



إزدادت ضربات قلبها واشتعلت وجنتيها فقالت بهمس " آسف على ما قلت ؟"


رد بخفوت وهو يملأ عيناه بملامحها " لست آسفا على ما قلت لكني آسف أني بُحت به "



وضعت يدها على ذراعها الآخر وكأنها تمنع نفسها عن مد يديهاللمسه وقالت وهي تشيح بنظراتها بعيدا عن نظراته الحارقة " لا أدري هل علي أن أطير من السعادة أم أموت من الحزن بعد ما قلت لي بالأمس "



تألم قلبه شفقة عليها ورد " أعلم .. لهذا أنا آسف"
قاطعهم صوت أحمد الذي ينادي على سيد بعصبية فابتعدت آية بخطوات هادئة بينما توجه إليه سيد متحاشيا نظرات أحمد النارية ليقول الأخير بلهجة ذات مغزى " ركز معنا لنجد الفتاة"


قال سيد بهدوء " أنا كلفت كل صبياني ووزعتهم على شوارع الحي ولم يراها أحد"


هرش برقوق ذقنه وقال بثقة "أنا أكيد أنها لم تخرج من الحي .. أحاول أن أتذكر جيدا أحداث اليوم .. والرائح والغادي ..لم أراها تخرج من الحى "


رفع كلا من سيد وأحمد حاجبيهما وقال سيد باندهاش " هل تحفظ في ذاكرتك الرائح والغادي خلال اليوم "



إبتسم له برقوق ابتسامته السمجة وأشار لرأسه يقول" كله يختزن هنا "


قالأحمد بلهجة ذات مغزى" كنت أعلم أنك ماكر يا برقوق وتأكدت اليوم من ذلك"
ازدادت ابسامته السمجة فتحولت لبلهاء وهو يقول "كان علي أن انقذ قريبي وأصدقاءه "


مط أحمد شفتيه بامتعاض وقال لسيد " ليس لدينا وقت علينا إيجاد الفتاة "
فتحركابينما قال برقوق " وأنا سألف في الحي ربما أتذكر شيئا "
من الناحية المقابلة قال عمرو في الهاتف " كيف ستنزلين يا أروى وماذا ستفعلين نحن نقف في الشارع والأجواء متوترة"


صاحت باستنكار" هل تعني أني لن أفيدكم بشئ أيها السيد المحترم!!"


قال بإجهاد " أروى .. أنا مستنزف ومجهد وقمت بالكثير من الاتصالات اليوم بالأضافة لأتصالات أمي كل ساعة أطمئنها أني بخير فتحمليني ولا تتحركي من مكانك أرجوك "


ردت أروى بحنق " ياعمرو كلكم مجتمعون منذ الصباح للمشاركة والحل والمؤازرة.. وأنا أجلس هنا وحدي أشعر بالعجز .. وأنت ترفض أن آتي بنفسي باستخدام المصعد وترفض أن تأتي لتأخذني أو أحمد يأخذني "



ضغط عمرو بسبابته وإبهامة على زاوية عينيه بإجهاد وقال " أرجوك يا أروى لا تزيدي على صعوبة اليوم بقلقي عليك.."


قالت منفعلة " حسنا يا عمرو .. سلام"


فرك جبينه في إنهاك بعد أن أغلقت ولمح أقتراب أحمد وسيد .. وتلاها ظهور ماجدة باكية ومعها أمير.. ليقفوا جميعا يحدقون في بعضهم.. وانضم إليهم عددا من الجيران كانوا يشاركون في البحث .. فقالت ماجدة منتحبة " أين ذهبتِيا أنجيل أين ذهبتِ يا قلبي "


تكلم الحاج سماحة يقول " أعتقد أنه لا مفر من إبلاغ الشرطة "


اقترب عمرو من ميري الباكية في حضن كريستين يقول " ميري .. حاولي أن تفكري بتفكيرها .. أنت أكثر شخص يعرف كيف تفكر أنجيل "



مسحت ميري دموعها وحاولت التركيز فقال أحمد " لوكنتِ أنجيل أين ستكونين في موقف كهذا ؟"


صمتت ميري قليلا ثم قالت " ستكون في مكان يخص أبي .. وأنا بحثت في شقتنا.. وفي غرفة أبي بالذات لم أجدها"
تكلم أحمد يفكر " هل هناك مكانا آخر يخص وائل سوى شقته و الخن"


لمعت عينا ميري تقول" المحل"


ضيق أمير عيناه ورد " لم نفتح المحلات اليوم وصرفت العمال "


تكلمت ميري بحماس تقول " أنجيل لديها نسخة من مفتاح ورشة أبي المتاخمةللمحلات ..أقصد محل جدي القديم .. فكما تعلم أن للورشة قفلا مختلفا عن المحلات "


قالت ماجدة باندهاش " وماذا ستفعل في ورشة وائل ؟"
تحفز الجميع وبدأوا في التحرك فقالت الخالة أنجيل " يا رب .. يا كريم "
قابلهم برقوق آتيا من بعيد يقول بصوت عال " ورشة صاحبكم ضوءها مفتوح "..




بعد قليل كان أمير يفتح باب الورشة المتاخمة لمحلات الذهب وهي صالة صغيرة تحتوي على مكتب خشبي قديم يعود للجد موريس وغرفة داخلية أوسع تحتوي على أدوات صياغة الذهب وبعض الأغراض الأخرى المركونة منذ زمن .. حيث كانت هذه الورشة هي المحل الأول التي بدأ فيه الجد موريس قبل أن تتوسع تجارته ويشتري الأرض المجاورة ويقيم عليها محلات الذهب الحالية ..



دخل أمير وهو يرتجف خوفا من أن يجد أمرا يمزق قلبه على أنجيل.. فتجاوزه سيد يندفع للداخل بعصبية ينادي بصوته الجهوري باحثا في الغرفة الداخلية عن أنجيل دون رد ..



فأخذ سيد يبحث وسط الفوضى في الغرفة بيأس حتى صرخت ماجدة فجأة حين وجدتها مختبأة تحت مكتب أبيها القديم .. تنام على جانبها متكومة في وضع الجنين .. منتفخة العينين ومتورمة الوجه من بكاء طويل .. فافترشت ماجدة الأرض تحشر نفسها تحت مكتب وائل .. وأخذتها في حضنها تحضنها بشدة وتمطرها بالقبلات وأنجيل مستسلمة في حالة إعياء .. فسألتها آية "باهتمام هل هي بخير .."


ردت ماجدة بإيماء من رأسها .. فزفر الجميع بارتياح بينما قال أحمد " سأذهب لأطمئن الجميع"


ازداد نحيب أنجيل في صدر أمها فأحكمت ماجدة ذراعيها حولها تمتمت بخفوت " أنا اسفة حبيبتي أنا آسفة أن تعرضت لهذه المحنة .. أعلم أننا نعيش أياما صعبة لكن أملي في الله كبير وسنجتاز ما حدث بإذن الله ( وأمسكت وجه إبنتها المتورم من البكاء بين يديها تقول ) هل أنت بخير حبيبتي ؟"


أومأت أنجيل برأسها فقالت ميري باكية" أرعبتينا يا سخيفة ( وتغير صوتها لتقول بحماس ) أنت لا تعلمين ماذا حدث مع هذا النذل وكم أكل من الضرب "



بدأت أنجيل في النحيب مجددا فحضنتها ماجدة تقول " إنتهى الأمر حبيبتي وإنسيه تماما .. إمحيه من ذاكرتك يا قلبي "





استند أمير بإنهاك على الحائط ليأتيه اتصالاً فقال بتوتر " المستشفى تتصل ".




حدق الحاضرين كلهم فيه وتوترت ملامحهم .. يتابعون حديثه على الهاتف قبل أن يصرخأمير بفرح " يا رب السماوات .. وائل استفاق من غيبوبته !!!! "


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.