آخر 10 مشاركات
دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          من خلف الأقنعة (100) للكاتبة: Annie West *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          30 - الضائعون - روميليا لاين - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (الكاتـب : الحكم لله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-18, 11:25 PM   #2311

qhoa sada

? العضوٌ??? » 421316
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 123
?  نُقآطِيْ » qhoa sada is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوور..
Like


qhoa sada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 12:41 AM   #2312

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

تاني انا بكرر اعتذاري عن فصل الليلة بسبب ضياع الفلاشة الي عليها الفصل

وان شاء الله اذا وجدت الفلاشة في المكتب زي ما انا بخمن

هنزل الفصل غدا بالنهار باذن الله



ان شاء الله بكرة اعرفكم الموقف ايه



دعواتكم

وتقبلوا اعتذاري الشديد

Nana.k likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 12:50 AM   #2313

sky nour
 
الصورة الرمزية sky nour

? العضوٌ??? » 418400
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » sky nour is on a distinguished road
افتراضي

قدر الله وماشاء فعل ان شاء الله تلاقي الفلاشة 💖💞

sky nour غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 06:56 AM   #2314

qhoa sada

? العضوٌ??? » 421316
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 123
?  نُقآطِيْ » qhoa sada is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shammosah مشاهدة المشاركة
تاني انا بكرر اعتذاري عن فصل الليلة بسبب ضياع الفلاشة الي عليها الفصل

وان شاء الله اذا وجدت الفلاشة في المكتب زي ما انا بخمن

هنزل الفصل غدا بالنهار باذن الله



ان شاء الله بكرة اعرفكم الموقف ايه



دعواتكم

وتقبلوا اعتذاري الشديد
ان شاء الله تلاقي الفلاشة ومايضيع تعبك ياارب...تعجبني روايتك ويعجبني اكثر التزامك واحترامك لقرائك اذا حصل غياب او تاخير تعتذري وتشرحي الموقف...حتى لا ينتظر القراء دون سبب..اتمنالك التوفيق في جميع نواحي حياتك...اقبلي حبي♡♡♡♡


qhoa sada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 12:11 PM   #2315

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والشكر لله لقيت الفلاشة



الفصل 40 ينزل خلال ساعتين على أقصى تقدير





تحياتي



شموسة


Nana.k and Dr. Aya like this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 12:22 PM   #2316

بيون نانا

? العضوٌ??? » 396472
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 171
?  نُقآطِيْ » بيون نانا is on a distinguished road
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بيون نانا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 12:52 PM   #2317

sosomaya

? العضوٌ??? » 331749
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 612
?  نُقآطِيْ » sosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمدلله حبيبتي تعبك ما ضاع ،،بانتظارك أكيد

sosomaya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 01:01 PM   #2318

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأربعون

الفصل الأربعون


قالت آية " سيد .. هل أطلب منك شيئا ؟"
رد بهمس "سيد صبرة في كفيك

"
تسارعت أنفاسها وقالت " رغم أني لا أصدق حتى الآن ولا أعلم هل بالفعل هل سيتركوني أحبك كما أريد أم لا .. ( وترقرقت عينيها بالدموع ) ولا أعرف إن كنت سأستيقظ بعد قليل لأجد نفسي كنت أحلم أم لا .. ولا أعلم هل يصح لي أن أطلب ما سأطلبه الآن .. أم لا؟.. لكني أتمنى شيئا واحدا قبل أن نستيقظ من هذا الحلم ."


تطلع إليها بترقب فهمست " هلا قبلتني يا سيد .. ( وارتجف صوتها ) قبلة واحدة قبل أن أستيقظ من الحلم "

ارتجف قلبه وهمس " لا أدري من منا من عليه أن يتوسل للآخر يويا.. "


احتضن وجهها بكفيه ومال على شفتيها يأخذ أنفاسها إلى صدره .. مأخوذا بلون العسل الذي بات يلمع في عينيها ..


كان مرتبكا قلبه يقفز في صدره كالكرة المطاط وهو يحدق في تفاصيل وجهها من هذا القرب .. بينما داعبت رائحة عطرها أنفه لتدغدغ رجولته .. فمس شفتيها بشفتيه برقة وهو يرتجف .. ثم اتبعها بقبلة طعمها حلوا كحلاوتها .. كطعم سكاكر العيد ..
عاد ينظر لعينيها قليلا وهو يشعر بها ترتجف بين يديه كورقة شجر .. فمال إليها مرة أخرى بقبلة ثالثة أكثر عمقا وسخونة .. بينما جسده يلصقها بالحائط مستشعرا نعومتها وطراوتها ..فأحاطت آية عنقه بذراعيها تتشبث به بيأس وهي تستشعر حركة يديه على ظهرها .. ثم أحكمت ذراعيها حول رقبته تتعلق به وكأنها تتوسله ألا ينتهي ..
ليفقد سيد إحساسه بكل شيء حوله ..
ماضيه ..
وحاضره ..


وينحني ليلف ذراعيه بقوة حول خصرها ويرفعها إليه .. غارقا في عسل شفتيها وكأنه لم يقبل إمرأة من قبل .. بينما دمعتان تسيلان من طارف عينيهما ..







بعد دقائق حرر شفتيها يحاول السيطرة على أعصابه .. وأعاد رأسه للخلف قليلا يستشف إنطباعها وهو يلهث .. لكنها ظلت مغمضة العينان لثوان .. لتشرق عليه بعدها ببطء فتلاقت العيون ..
لحظتها تسمر سيد مأخوذا بتلك الأحاسيس والمشاعر التي يختبرها لأول مرة .. لم تكن مجرد مشاعر رجولية حسية فحسب.. بل خلطة من مشاعر صَعُب عليه تصنيفها وهو المشدوه مما يمر به .. فلم يقدر إلا على تشديد ذراعيه حول جسدها البض يدفن وجهه في رقبتها بين طيات حجابها الناعم كنعومتها .. ليغرق في حضنها .. في حضن أنثى تخصه .. إمرأة تحبه ويحبها .. وهو الذي لم يشعر بهذا الشعور حتى وهو طفل صغير .. لم يُغمر بهذا الحب الجارف الذي منحته له تلك الصغيرة منذ دقائق .. ولم يعرف ما سرها .. فهمس بشوق معذب " آآآآه يويا .. أنت في حضني .. في حضن سيد "



حركة في الدور العلوي تقترب من السلم جعلته يتخلى مكرهاً عن ضمها وينزلها للارض ببطء .. لتقترب الأصوات أكثر فيبتعدان عن بعضهما بترقب .. حتى أتى صوت أحمد يقول على السلم الذي يصل بين الطابقين " بانة "


توترت آية فنظر سيد حوله بسرعة .. ليسحبها من يدها نحو الباب الوحيد الموجود على بعد أمتار من الحمام .. فتحه وسحبها إليه.


قبل دقائق :

قال أحمد لبانة " ألن تأكلي "
نظرت لمائدة الطعام ومطت شفتيها ممتعضة فرد أحمد وهو يقف أمامها ممسكا بطبق " لقد أعددت لك طبقا مما تحبين "


حركت بانة رأسها بلا وقالت " معدتي تؤلمني "
قال بإلحاح" قليلا من الطعام يا بانة أنت لم تأكلي حتى على الغداء "

لمحت بانة بطارف عينها سيد الذي نزل خلف آية التي توجهت للحمام منذ قليل لتعدل من زينة وجهها .. فتوترت وتحركت نحو أحمد تتأبط ذراعه تسحبه للناحية الأخرى وهي تقول " لا أريد أن آكل أشعر برغبة في التقيوء "


أندهش أحمد من حالتها فوضع الطبق على منضدة جانبية وقال بإعتراض صبياني " إذن لن آكل أنا الآخر "


شعرت بالذنب فقالت بضيق " أحمد لا تتصرف كالأطفال وكُل .. صدقني أنا أقاوم التقيوء بصعوبة"
قال بتعاطف وقد بدأ يشعر بألم في معدته بالإيحاء " إذهبي للحمام ربما تقيأت وإرتاحت معدتك رغم أن معدتك فارغة طوال اليوم "


تشبثت بذراعه تحافظ على وقفته موليا ظهره للسلم وقالت وهي تقاوم الألم في معدتها" أتعرف ماذا أريد ؟ .. أريد زيتونا ولا أجد على المنضدة أي زيتون "


رفع حاجباه ورد مندهشا " زيتون !! ومن أين نحضر زيتونا الآن .. كلي وسأشتري لك زيتون فيما بعد "

شددت من احتضان ذراعه وقالت " لا أريد .. ما أريده ألا تبتعد عني "


حدق فيها يتفحصها وقال " حالتك غريبة يا بانة ما بك ؟"



قالت بصدق " لا أعرف لكن يتملكني شعورا جارفا بأن ألتصق بك .. ويعذبني القلق من أن تتركني وترحل "



اقترب منها شاعرا بالإرتباك يحاول تفسير حالتها .. لكن بانة لم تستطع الصمود .. حاولت أن تتحامل لكن معدتها لم تصبر .. فاندفعت رغما عنها نحو السلم تجري إلى الحمام بينما أسرع أحمد ينزل وراءها بجزع منادياً عليها .. صاحت أروى من كرسيها الذي تستريح عليه قليلا " ماذا يحدث يا أحمد "


فرد عليها وهو يلحق ببانة " معدتها تؤلمها "
ساد الترقب على الجميع بينما توتر كلا من وائل وعمرو وتبادلوا النظرات .. فتطلعت أروى حولها بتوتر وقالت "أين سيد؟ "

فتنحنح وائل في حرج .. بينما قالت ماجدة بحزم للفتاتين اللتين تتطلعا بفضول لما يحدث " إذهبا وإجلسا مع رحمة وزهرة "
بينما تكلمت أروى بتوتر "ما هذا الموقف المحرج ترى ماذا سيحدث ؟"
ربت عمرو على كتفها يهدئ إنفعالها وتبادل نظرات قلقه مع وائل .



في الطابق السفلي دخلت بانة الحمام وأغلقت عليها وأفرغت ما في جوفها .. بينما وقف أحمد خلف الباب المغلق في قلق وذهن مشغول بها ..


أما سيد وآية فكانا محشورين في غرفة صغيرة ضيقة مملوءة حتى آخرها بمعدات كثيرة لم يتبينا في ضوء الغرفة الخافت عن ماهيتها.. ولم يكن لديهم من الرفاهية للتدقيق في شكل المكان الذي يختبئون فيه وهما محشوران في المساحة الصغيرة الباقية من الغرفة والتي لا تتعدى النصف متر ..



فوقف سيد ملتصقا بالحائط بجوار الباب يسند بذراعه الطويل الباب نفسه وكأنه يخشى أن يفتح بينما ذراعه الأخرى تحيط بخصر آية يضمها إليه وقلبيهما يضربان بعنف ..


حاول سيد استراق السمع ليجد أحمد ينادي على بانة " بانة هل أنت بخير ؟ .. بانة لم لا تردين .. بانة ... لا تقلقيني عليك "
همست آية بتوتر " يبدو أنها مريضة "
أومأ سيد برأسه يوافقها في التخمين .. وعاد يسترق السمع من جديد فهمست آية بتوتر " ماذا لو رآنا "


أنزل نظراته إليها وهي ملتصقة بصدره مقاوما تلك المشاعر التي تعربد بداخله خاصة مع استشعاره لتفاصيل جسدها الملاصق له ورد مبتسما " لا تقلقي .. سيكون موقفا محرجا لكنك في النهاية زوجتي "


تلألأت النجوم في عينيها من وقع الكلمة لكنها قالت " الامر ليس خوفا منه بقدر ما هو خوفا من أن يغضب مني .. لا أريد أن أشعره بالضيق أو أخذله لكن رغما عني مشاعري تغلبني "


تأملها بنظرات حنونة ثم همس مداعبا " كبرت الحلوة ونضجت عقلا .. و...أشياء أخرى "


نظرته وكلماته أذابت أعصابها فدفنت رأسها في صدره لتشعر به يطبع قبلة على رأسها ..
رفعت وجهها إليه بعد ثوان تقول " لو كنا بقينا وتظاهرنا باللا شيء أفضل من أن يكتشفنا مختبئين بهذا الشكل "
ضحك بخفوت ورد " صدقت .. لكنا لم نعتاد على الأمر بعد فإرتبكنا "


ورسم ملامحها الحلوة بعينيه فاشتعلت عيناه وهمس بأنفاس ساخنة " ولأنني كنت ضائعا بين ذراعي جنية صغيرة "
فخبأت وجهها في صدره من جديد بينما سمعا صوت باب الحمام يفتح ..

خرجت بانة بمعدة متقلصة شاعرة بالتوتر أن أنزلت أحمد إلى هذا المكان وتساءلت في سرها أين يمكن أن يكون سيد وآية؟ ..هل من الممكن أن يكونا بإحدى الغرف البعيدة أخر الممر ؟.. فاقترب منها أحمد يحضن وجهها بكفيه ويقول بحنان " هل بردت معدتك أم ماذا يا قلب أحمد "
فتمتم سيد من بين أسنانه بخفوت " أسرع يا بني وإلا ستخرج الأمور عن السيطرة "


تطلعت إليه آية .. فانتبه لما قال لينزل نظراته يحدق في عينيها يتطلع لرد فعلها .. فانفجرت آية في الضحك المكتوم في صدره .. لتتتسع إبتسامته السعيدة شاعرا بقلبه يتراقص في صدره ومال عليها يشدد من إحتضانه لها وهو يتمتم بجوار أذنها " أنت شقية يا بنت سماحة وستصعبين عليّ الأمور "


لاحظت بانة الانتباه على ملامح أحمد وقد بدأ يتلفت حوله يقطب جبينه .. فقالت بسرعة بلهجة متألمة " أحمد أرجوك أريد أن أصعد للطابق العلوي أحتاج للتنفس وأشعر بالإختناق "
إلتهى أحمد في حالتها مرة أخرى وقد أوشك أن يتشمم رائحة ما في الهواء .. فساندها صاعدا على الدرج وهي تحمد الله أن توعكها لم يتسبب في حرج لسيد وآية ..



استقبلهما وائل وعمرو بترقب وحاولوا قراءة تعبيرات أحمد لتبين عما إذا قد إكتشف وجودهم لكنهم شعروا أن الأمر مر بسلام فهمس عمرو لوائل " ماذا يحدث ؟.. أين ذهبا ؟ "
ضحك وائل ورد بخفوف متسليا " ربما قفزا في الماء"


قالت أروى بتوتر " أرجوك يا عمرو ساعد في إنهاء هذا الموضوع لقد توترت جدا ولا أريد أن يفسد الاحتفال "
رد عليها " ماذا سنفعل يا أروى ليس من اللائق أن أنزل وراءهما "


انفجر وائل في ضحكة مكتومة وأدار وجهه بعيدا فدغدغت ضحكته قلب ماجدة المتحير المرتبك مما يفعله بها هذا الأشقر مؤخرا.



في الأسفل خرج سيد وآية من تلك الغرفة الضيقة فتكلم بسرعة " إذهبي أنت وسألحقك لا يجب أن يرانا صاعدين سويا"
نظرت آية لقميصه وشهقت فنظر لنفسه ليجده ملطخا بأثار وردية اللون من شفتيها .. انفجرت آية في ضحك مكتوم .. فلملم إبتسامته وأشار لها بإصبعة آمرا أن تصعد فورا ..
رفعت قفطانها تكشف عن ذلك الحذاء الأنثوي المكشوف ذا الكعب العالي تعتلي السلم بسرعة .. فأطلق سيد زفرة حارة قوية من صدره يحاول أن يتطفئ أعصابه التي اشعلتها تلك الجنية .


شاهدت أروى آية من بعيد تعتلي السلم فأمسكت بعمرو لتقف وهي تقول " أخشى أن يشاهدها أحمد وهي صاعدة وحدها من هناك "
وهمت بالحركة بصعوبة تمسك بطنها باليد الأخرى فأوقفها عمرو ناهرا " أروى إهدئي ستؤذين ظهرك "


بينما تحركت ماجدة بسرعة تستقبل آية عند آخر درجة وتأبطت ذراعها .. فتفاجأت آية لكنها فهمت الأمر حين لمحت التوتر على الوجوه فأطرقت بحرج وتحركت بعيدا مع ماجدة تقف على الناحية الأخرى من أحمد .. بينما تأمل وائل زوجته مبتسماً والتي لمحته يحدق فيها كالعادة .. فأشاحت بوجهها في إرتباك .

صعد سيد بعد قليل وقميصه عليه بقعة مبللة بعد أن تخلص من اللطخات الوردية.. فكتمت آية ضحكتها .. ليحدجها بنظرة متوعدة وهو يلملم إبتسامته ويرتدى سترته بسرعة يداري البلل .. ثم تقدم نحوها متحاشيا نظرات كلا من وائل وعمرو اللذان يتهامسان متفكهين على منظره .


تطلع سيد للنظرات الشقية التي تطل من عينيها وهمس بقلب يتراقص فرحا وبهجة لم يشعر بها من قبل " ما أجمل هذا الحلم .. ليتني أظل في هذه الهلوسة الرائعة طول العمر "

إحمرت وجنتيها في خجل .. فتخصر أمامها مبعدا سترته للخلف وسألها بحرج لم يتخيل أن يشعره يوما ما أمام أنثى " كيف كانت؟ "
تعرق جسدها وضغطت على شفتيها قليلا تلملم أعصابها ثم سألته مراوغة " عم تتحدث ؟"
ضيق عينيه وقال " الأمنية التي تمنيتيها وحققتها لك ما رأيك فيها ؟"
ارتبكت واشتعلت وجنتيها أكثر فقالت مراوغة " لا أعرف عما تتحدث .. أمنية وتنفيذ !!.. أنت تهلوس بالفعل "


انفجر ضاحكا بصوت عال يتمتم " جميل .. جميل جدا تعجبني هذه اللعبة ( ثم اخفض صوته متوعدا ) لكن لا تبكين كالطفلة بعد ذلك "
لطمت آية على وجهها بحرج تنظر حولها للعيون التي تحركت في إتجاههما ولحاجب أحمد المرفوع من بعيد وهو ينظر إليهما لثوان ليستدير نحو بانة مرة أخرى .. فوضعت كفها على فم سيد تقول من بين أسنانها في غيظ " سيد ستفضحنا "
أمسك بكفها يرفعه من على فمه وقال بخفوت متسلي " من يريد أن يلعب معي عليه ألا يكون جبانا "
قالت هامسة " سأخبرك على الهاتف "
قبل باطن كفها وهمس " ستخبريني عن ماذا ؟"
فردت هامسة " عن تلك الأمنية التي تحققت في هذا الحلم الجميل "



على الناحية الأخرى من القاعة كان أحمد مشغولا بكل تركيزه مع بانة التي ألبسها سترته وجلس على كعبيه أمامها يتطلع فيها قائلا" هل تشعرين بالبرد "
قالت بانة بإعياء وهي تتطلع لآية وسيد اللذان وقفا يتضاحكان فشعرت بالراحة بعد تلك الدقائق من التوتر" أنا أشعر بالحر ليس البرد لكنك مصر أن تلبسني سترتك .. عموما لا تقلق عليّ أنا أفضل "
استقام يتوجه للشباب ليرى متى سيعود المركب لليابسة وهو يشعر بالقلق على بانة .

اقتربت رحمة من سيد مبتسمة وقالت بمحبة " مبارك يا حبيبي "
أخذها سيد في حضنه وقال لآية " آية أقدم لك صديقتي الصغيرة .. وأتمنى أن أراكما متفقتان هذا سيفرحني جدا "
دارت آية شعورا بالغيرة يتسلل إليها في خبث وأومأت برأسها بتفهم بينما ردت زهرة بحنق "آراني غير مرئية منذ بداية السهرة"
انحنى سيد وحملها على ذراعه " وهذه هي زهرتنا ذات اللسان الطويل "
دفعت زهرة شعرها الطويل للخلف ببعض الزهو وهي تطالع آية من رأسها لأخمص قدميها بإمتعاض واضح .
فاستشعرت آية امتعاضها لكنها قالت " أهلا زهرة قابلتها يوم خطبة أروى "
أشاحت زهرة بوجهها في صمت فهزها سيد يقول " ألا توجد عندك كلمة ترحيب بآية "
أعادت وجهها لتتطلع لآية مرة أخرى ثم أشاحت بوجهها مرة أخرى تتمتم " لا أريد .. لا تعجبني "
رفع سيد حاجباه في اندهاش ورد " لم يا زهرة ؟"
ردت في حنق" لأنك مشغول بها وتتحدث إليها كثيرا كثيرا على الهاتف .. ورحمة تقول أنها ستنتقل للعيش معك .. ألا يكفيها الهاتف "

قهقه سيد بينما تمتمت آية من بين أسنانها بغيظ " ألن أحصل عليه لي وحدي أبدا !"

بحث وائل عن ماجدة فلم يجدها .. فأخبرته إحدى الفتيات أنها تتحدث في الهاتف في الدور السفلي .. فتعجب ونزل يبحث عنها .. لكنه حين اقترب سمعها تتحدث منفعلة .. فوقف على السلم يستمع دون أن تراه .

قالت ماجدة بتوتر" أنا قلت أن لدي مناسبة ولا أملك فرصة الدخول على الانترنت الآن ( زفرت بعصبية ) لا أفضل هذا الحل أبدا .. حسنا .. سأرى إن كنت سأصل للبيت قبل منتصف الليل أم لا .. سأحاول .. سلام "

ازدادت ضربات قلبه متوتر وأنياب الشك تنهش فيه وأخذ يفكر .. " ما معنى كلامها ؟ .. ومع من تتحدث وتعد بأن تدخل على الانترنت قبل منتصف الليل .. ولم هي متوترة ؟ "

تفاجأت ماجدة به على السلم .. واستشعر إرتباكها من رؤيته .. لكنه تحكم في توتره وسأل " هل هناك شيء ؟"
ردت ماجدة بلا محركة كتفيها ببساطة .. فأومأ برأسه متفهماً لتقول له بتردد " متى ستعود المركب ؟"

سألها " لم .. هل مللت من الحفل ؟"
ردت تداري قلقها " لا إطلاقا لكني مجهدة "
تنهد بمرارة ورد " أعتقد أنها في طريقها للعودة بالفعل لأن بانة مريضة وبادر سيد بالعودة مبكرا عما كان ينوي "

لاحت الراحة على وجهها .. فأطرق برأسه لا يعرف كيف يقتل ذلك الشك الذي ينمو بداخله منذ مدة .. وكان لوساوسه من جديد .. هل ماجدة تتحدث مع شخص ما على الإنترنت ؟ ..
لم هي مرتبكة ؟
ولم مضطرة أن تدخل على الانترنت عند منتصف الليل ؟..


يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 01:01 PM   #2319

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

بعد ساعة كانت السيارات تتحرك عائدة لحي سماحة .. فتطلع وائل لماجدة يراقبها بجواره في السيارة وهي تنظر في الساعة كل فترة .. فحاول استدراجها للحديث فقال " ما رأيك أن نمر في طريقنا ونشتري المثلجات "
هتفت ميري بفرح من المقعد الخلفي " أجل مثلجات يا أبي "


ردت ماجدة بارتباك " أنا أريد أن أذهب للمنزل .. دعونا نفعلها مرة أخرى .. لدي أمرا مهما لابد أن أقوم به في البيت .. ( ونظرت للخلف للفتاتين وقالت ) أسفة أعد أن أعوضكما "
سألها وائل " أي أمر ينتظرك في البيت ؟"



ردت بسرعة " لي صديقة في بلد أخرى وتنتظر مني أن أدخل على الانترنت لنتحدث سويا ويبدو أنها في مشكلة وتريد أن تتحدث معي بشكل عاجل "
لم يقتنع .. فطحن أسنانه يتطلع للطريق أمامه بقلب يحترق ..



هل من الممكن أن تكون هذه الصديقة رجل ؟.. رجل يعيش في بلد آخر تتحدث معه !!!!...



ابتلع ريقه الجاف وهو يرتجف .. هل الفراغ العاطفي والكبت الذي عاشته جعلها تبحث على صداقة مع رجل في دولة أخرى تعوض معه بعضا من إنسانيتها !! .


تسارعت أنفاسه بتوتر .. وشعر بالإنقسام .. كرامة الرجل بداخله تزأر .. لكن عقله يخرسه موبخا أن ليس لديه أي حق في أن يفتح فمه أو يعترض .. أما قلبه فينزف بشدة متألماً من هذه الخاطرة المزعجة .. بل القاتلة.



أمسك بهاتفه بعصبية واتصل بأمير " هل حماتك بخير ؟ .. هل خرجت من العمليات ؟ .. حمدا لله على سلامتها .. هل ستسهران معها ؟ .. ( صمت قليلا ثم قال بتردد ) ألا يمكنك أن تمر عليّ بضع دقائق فقط .. أجل الليلة .. أعلم أنك مشغولا مع أهل زوجتك بالمستشفى لكني أحتاجك لبضع دقائق لكن إن لم تستطع فأخبرني وأنا سأتصرف .. حسنا سأنتظرك .. سلام "



سألت انجيل الصغيرة بعد أن أغلق الخط " من بالمستشفى ؟"
ردت ماجدة " والدة الخالة كريستين قامت بإزالة الزائدة الدودية يا أنجيل وكريستين وعمك أمير معها "
قالت ميري " لهذا لم تحضر الحفل؟ "
أومأت ماجدة برأسها .. متسائلة عما يريد وائل من أمير بهذا الشكل العاجل لدرجة أن يطلب منه أن يترك حماته ليأتيه فورا .



***


في السيارة أمسك سيد بيد آية يشبك أصابعه في أصابعها شاكرا لوجود أختيه في المقعد الخلفي وإلا لم يكن ليعرف كيف سيتحكم في اعصابه وهو لا يزال تحت تأثير تلك الدقائق التي جمعته بآية .. وصوتها المتوسل لا يزال يتكرر في رأسه مرارا وتكرارا وهي تطلب منه بيأس أن يقبلها ..
تبادل معها النظرات الصامتة التي تقول الكثير ومد يده ليشغل أغنية بينما نظرت آية لسيارة أحمد خلفهما وهي لا تصدق أنها حين خرجت سحبها سيد ببساطة لتجلس في سيارته في وجود الجميع .. كادت أن تقفز من الفرحة حين لم يعترض أحد ولم تشعر أنها تقوم بفعل غير لائق..
بدأت الأغنية وعاد سيد ليشبك أصابعه بأصابعها ضاغطا عليها بشوق .


بعترف قدام عينيك من النهارده
انا عمري ليك
سيبني احبك يا حبيبي
وانسى روحي بين ايديك
هو ده اللي حلمت بيه
ضحكته نظرة عينيه

يا حبيبي وانت جنبي
تفتكر انا هعمل ايه



فجأة تحركت زهرة من المقعد الخلفي وحشرت نفسها بين مقعديهما .. فأجفل سيد ونظر إليها بينما صاحت رحمة موبخة " ماذا تفعلين يا زهرة عودي مكانك "


تجاهلتها وأكملت طريقها للأمام فأجبرتهما على فك تشابك الأصابع لتستقر بعدها بينهما تحشر نفسها بجانب آية التي طالعتها بإستنكار بينما سألها سيد ببعض التوبيخ " ماذا تفعلين بالضبط يا زهرة ؟"


تكتفت وردت ببرود " أحب الجلوس في المقعد الأمامي "
تبادل سيد النظرات مع آية ..فأضافت زهرة " بالمناسبة .. أنا سأبيت معك الليلة لا أريد أن أعود لخليل اليوم "
نقرت آية على كتفها فنظرت إليها زهرة ببرود لتقول الأولى " أنت تجلسين على قفطاني "



نظرت زهرة لقفطانها الجميل بنظرة حقد ثم ردت برود وهي تعيد شعرها للخلف بكبرياء " إن كنت تشعرين بالضيق يمكنك الجلوس بالخلف فهو أكثر إتساعا "



نقرت آية على كتفها مرة أخرى فنظرت إليها زهرة مجددا لتقول الأولى" على الأقل لا تلقي بشعرك الذي تختالين به هذا في وجهي .. ( وأضافت تغيظها بطفولية ) بالمناسبة أنا شعري أطول من شعرك "


نظرت إليها زهرة بشك فقالت آية تلعب حاجبين جميلين " أنا شعري تعدى منتصف ظهري "
أشاحت زهرة بوجهها بعيدا عنها وتكتفت قائلة لسيد بعد أن زفرت في حنق " قلت لك لا تعجبني يا سيد لا تعجبني "
فأطلق سيد ضحكة متسلية سعيدة ..
سعيدة جدا ..



بعد بعض الوقت .. عند بوابة بيت سماحة سحب أحمد آية من يدها يدخلها بعد أن وقفت أمام سيد وقد تعانقت نظراتهما .. ثم أشاح بيده لسيد يقول " هيا شكر الله سعيكم إذهب لحال سبيلك "
ضحك سيد بسعادة وقال بمشاكسة " لم يا أحمد هذه المعاملة أنا حبيبك؟ "
رد أحمد بقرف وهو يدفعه " أصبحت لا أطيقك هيا"
ضحك سيد واستمر في الوقوف أمامه متسليا فقال له أحمد من بين اسنانه بصوت خافت " أنشغلت أنا في مرض بانة وتصرفت أنت بحرية "
رد سيد ببراءة " أنا !! "



دفعه أحمد يقول " أنا لست غبيا يا سيد وأنت تعرف ذلك .. اشم رائحة لا تعجبني في الأجواء .. فاذهب من أمامي الآن "
شمشم سيد قميصه ورد بابتسامة متسلية " لقد تحممت اليوم صدقني "
دفعه أحمد بغيظ ودخل البيت فوقف سيد يتطلع لآية خلفه والتي تقف على السلم تراقبهما بقلق .. وحين هم أحمد بغلق البوابة عاد وفتحها يقول وقد تذكر شيئا " ألم يكن هناك هدية للعروس بالإضافة للمحبسين .. أم أنك لم تشتري لأختي هدية من الذهب "



تفاجأ سيد واتسعت عيناه يقول وهو يبحث في جيوبه " صحيح ذكرتني نسيت أن أقدمها لها "
رد أحمد ساخرا " ما شاء الله نسيت أن تقدم لها هديتك !.."


أطلقت آية ضحكتها العالية فتوقف سيد عن البحث في جيوبه يتطلع إليها بإبتسامة واسعة ورد "صدقيني نسيت يويا "
صاح أحمد " تحدث معي أنا .. هل توفر في مصاريف الزواج يا سيد ؟!!"
قهقه سيد وقال " أبدا أقسم بالله "




واتجه نحو السيارة يسأل رحمة فصاح أحمد "أعترِف أنك بخيل يا سيد .. ولم تشتري أي شيئ يا نذل "
شهقت رحمة وصاحت بجزع " أضعت الخاتم يا سيد ؟!!"
تمتم يقول وهو يبحث في جيوبه من جديد " لا أعرف كان بالسترة "
فتحت زهرة حقيبتها الصغيرة اللامعة وأخرجت منها علبة مخملية تعطيها له بفم ملوي وهي تقول "أتقصد هذه؟"
حدق سيد فيها بذهول وهو يأخذها منها بينما قالت رحمة مصعوقة "أين وجدتيها؟؟؟"
رد بامتعاض" في أرضية السيارة "


تمتمت رحمة بالحمد لله بينما تقدم سيد يفتح العلبة ويقول لآية " اعطيني يدك يويا "
هتف أحمد باستنكار "هنا !! على بوابة البيت !! وفي هذه الساعة !!"
رد سيد ببرود " ماذا أفعل إذن .. هيا لنعود للمركب إذا أردت "


خطف أحمد العلبة منه بخشونة وقال" حسنا .. شكرا.. وصلت هديتك هيا عد إلى بيتك"
قال سيد معترضا وابتسامة باردة متسلية لا تغادر وجهه" لن أسمح أن تتحرك دون أن تلبسها من فضلك"
رد أحمد بغيظ وهو يفتح العلبة " حسنا سأريحك "
أمسك بالخاتم الموجود بالعلبة وسحب يد آية ليبسها إياه بنفسه وقال " ها قد لبست الخاتم إرتح وعد لبيت"



تطلعت آية للخاتم بذهول وتفجرت القلوب الحمراء من عينيها .. كان مصمما على شكل ( شمس صغيرة يتوسطها حجر من الألماس شديد اللمعان تحيط به بعض الأحجار الصغيرة الصفراء فرفعت وجهها لسيد بعينان منبهرتان متأثرتان فاتسعت إبتسامته ..



دفعه أحمد .. فألقى سيد إليها قبلة في الهواء .. فمد أحمد يده في الهواء وكأنه ألتقطها قاطعا طريقها .. ليلقيها في الأرض ويسحقها بقدمه ثم يصفع الباب في وجه سيد بقوة .. واستدار إليها صائحا " لم أنت واقفة .. هيا إلى أعلى فورا .."



بينما صوت ضحكة سيد مجلجلة في الشارع .. ثم قال من خلف البوابة " حبيبي يا كونت أقسم بالله "
وعادت ضحكته تعلو من جديد .. ضحكة يعرف أحمد جيدا أنه لم يسمعها منه بهذه السعادة أبدا من قبل .
فتمتم من بين أسنانه " بدأنا في القرف ! "



***


فتح وائل الباب في الواحدة بعد منتصف الليل لأمير الذي دخل يقول معتذرا " أنا أسف لم أستطع أن أغادرهم بسرعة "



رد وائل يربت على كتفه " بل أنا من يعتذر أن أصريت عليك أن تحضرفي هذه الساعة وفي تلك الظروف "
تطلع أمير لوجه أخيه وقد استشعر توتره فقال " ما هو الموضوع العاجل يا وائل طمئني "
قال وائل مشفقا " لا تقلق أنا فقط أحاول جاهدا للسيطرة على نفسي خاصة بعد ان اكتشفت أني كما تعلم محترف في صناعة الوهم واللجوء للحلول السهلة "



تألم أمير وقال " لا أعتقد أن هذا وصف دقيق يا وائل لما حدث .. الأمر كان صعبا ولا أحد منا يدعي أنه قد يتصرف كالأبطال الخارقين في موقف كهذا "
تمتم وائل بمرارة " لكني تهربت من المواجهة حتى مع نفسي ( وأضاف ينهي المناقشة التي لا يريد الخوض فيها مجددا ) دعني أعطيك ما استدعيتك من أجله "
تركه وائل متجها نحو غرفته ثم عاد بعد قليل يعطيه علبة خشبية ففتحها أمير ولاح الاندهاش على وجهه وقال " أليس هذا مسدسك "



أومأ وائل بالإيجاب وقال " أجل أريدك أن تحتفظ به "
سأله أمير " لم ؟ "
تنهد وائل وقال " الحرص واجب وأنا لم أعد أثق في انفعالاتي "
حدق فيه أمير مرتعبا فأضاف وائل " إحتفظ به في شقتك أو عند أمي .. أنا لم أضعه عندها بنفسي لأني لا أريد ان أقلقها .. كما أني لا أريد أن أعرف مكانه "



تطلع إليه أمير بقلق .. فعدل له وائل ياقة قميصه وأغلق له زرا ثم قال بصوت متأثر " أعلم أني قصرت في رعايتي لك أيضا "



رد أمير بصوت يخنقه البكاء " لم يحدث يا وائل لم يحدث .. أنت دائما كنت ترعاني وتدعمني ..ولم ترفض لي طلبا .. أنت من علمني كل شيئ .. فأنت أبي الثاني "
قطب وائل جبينه وهتف بخفوت "يخيل لي أني سمعت هذا الكلام منك من قبل "
رد أمير " قلته لك وأنت في الغيبوبة يوم زفافي"
ربت وائل على رقبته وسأله مبتسماً " كيف حال زوجتك وجنينها ؟ "


ابتسم أمير ورد "بخير الحمد لله "
فقال وائل " هيا إذهب واحتفظ بهذا الشئ بعيدا عني .. ثم عد لزوجتك وحماتك ولا تتركهما "
بعد دقائق كان وائل يغلق الباب وراء أمير مودعا .. ليجد ماجدة خلفه تقف متسمرة .. ترتدي منامة قطنية مريحة تطالعه بقلق فسألها والغيرة تحرق قلبه " هل انتهيت من الحديث مع صديقتك ؟ "



أومأت له في صمت فحرك رأسه متفهما لتسألته " لم أبعدت المسدس ؟"
رد ساخرا " هل بدأت تخافين مني ؟"
ردت بسرعة" لا أقصد.. ولكني أريد أن أفهم السبب "
فضّل ألا يخيفها فأكتفى بالقول " لا يوجد سبب غير أني بت لا أثق في انفعالاتي "
أطرقت برأسها في حزن وصوته البائس يؤلم قلبها فسألها " لم لم تنامي بعد ؟"



ردت بخفوت " اشتقت لكوب من الشيكولاتة "
تسارعت دقات قلبه بطريقة لم يشعر بها من قبل حتى وهو مراهق صغير وتكلم هامسا بلهجة ذات معنى " وأنا أيضا أشتاق جدا للشيكولاتة الساخنة"
حضنت نفسها بخجل وتحركت ناحية المطبخ .. فلحق بها ووقف يتطلع إليها في صمت لبعض الوقت ثم إختفى .. فاعتقدت أنه قد ذهب لينام ولم تعرف .. هل تسكب له كوبا من الشيكولاتة أم أنه كان يقصد شيئا آخر ..
شيئا آخر !! .. ( ضربت نفسها على رأسها ) مالذي تفكر فيه ..!!



تكلم من خلفها " هل تحدثين نفسك؟ "
أطلقت صرخة قصيرة خافتة وهي تستدير لتجده خلفها مباشرة فتطلعت للباب وله وردت" أرعبتني يا وائل "
غمغم يقلد صوتها " أرعبتني يا وائل "



عيناه الزرقاوان اللتان تحدقان فيها بتلك النظرة التي تربكها جعلتها توليه ظهرها لتصب شراب الشيكولاتة الساخنة في الأكواب .. رافعة كفها تتحسس مؤخرة رقبتها دون أن تشعر فتأمل رقبتها الخمرية اللامعة .. ومنابت شعرها المرفوع .. وود لو تسمح له بتقبيل رقبتها ..



تنحنح مبتعدا قليلا يسيطر على أعصابه ثم قال بهدوء " لم تخبريني عن رأيك فيما قلته لك منذ أسبوعين ؟ "
صمتت ولم تعرف بم ترد ؟.. الأمر غريب ومربك.. أحيانا تصدق أنه حقيقي .. وأحيانا أخرى تشعر أنها تخرف .. ألح عليها يناديها " جوجو ! "



استدارت إليه تعطيه مشروبه فتسللت رائحة الشيكولاتة الساخنة لتدغدغ مشاعره مثلها فردت بإرتباك " لا أدري ماذا أقول .. وكيف من المفروض أشعر .. الأمر مربك جدا .. أنت تطلب مني أن أمحو خمسة عشر عاما من مشاعري وآلامي وجراحي في أسبوعين !!"


تكلم وائل بسرعة " هذا هو بيت القصيد .. مشاعرك .. حدثيني عنها "
أطرقت برأسهها وازدات ضربات قلبها بعنف فأكمل وائل بإستجداء " هل مازلت تحملين لي أي مشاعر يا ماجدة ؟"
لاحظ نفسه يرتجف فقبض كفيه بجانبه بقوة يترقب إجابتها بينما أخذت كرامتها توبخها ( أمازلت مراهقة صغيرة سيمحو كل عذابك في الماضي بكلمة منه !! .. يشير بإصبعه فتركعين!!) ..


تكلمت مراوغة " لا أعرف .. أنا مازلت لا أصدق ما قلته وأشعر بالغرابة .. كما أني "
صمتت قليلا فقال يحثها عن المواصلة " كما أنك ماذا ؟ .. تكلمي يا ماجدة أرجوك .. قولي أي شيء أريد أن أسمعك "
رفعت أنظارها تتطلع إليه قليلا ثم أشاحت بها بعيدا تهرب من أسر عيناه وردت بخفوت " أشك في أن المشاعر التي تدعي أنها موجودة بداخلك .. أنها .. حقيقية "
مزق الألم صدره .. فاقترب منها أكثر يسألها " ماذا تقصدين ؟"


ردت تتحاشى النظر إليه " مادمت قد عشت كل هذه السنين بعقد الذنب .. فلم لا يكون ما تقوله لي الآن فجأة بعد كل هذه السنوات نابع من عقدة الذنب بأنك تريد أن تعوضني لا أكثر "



نكس رأسه ينظر في الأرض والألم يعتصر قلبه فغمغم بحزن مزق قلبها " لديك كل الحق فيم تقولين .. ولا ألومك على ما تظنيه .. عموما أعدك أني لن أتحدث في هذا الأمر مجددا .."


صمت قليلا منكسا رأسه أمامها .. فاختلست النظر إليه تتأمله قليلا ثم أغمضت عيناها بعذاب تقاوم تلك المشاعر الغبية التي تعتريها وتحرضها على القبول بما يقدمه لها حتى لو كان شفقة وعقدة ذنب لا أكثر .. لترحمه من عذاب عقدة الذنب .



تكلم بصوت متألم " إذن كيف تريدين أن تكون علاقتنا ؟ .. بالنسبة للبنات أعدك أني سأحمل عنك الكثير وسأقوم بدوري كأب معهم وأحاول أن أعوضهم على ما قصرت فيه .. ( ورفع رأسه ينظر إليها ) كيف تريدين أن تكون شكل العلاقة بيننا ؟.. حددي معالمها وأنا سأقبل بما تقولينه "
صمتت قليلا تفكر ثم قالت لترفع عنه عذاب عقدة الذنب " ما رأيك أن نجرب ان نكون أصدقاء .. نحن نحتاج لأن نستعيد الثقة في بعضنا البعض "
تطلع إليها متفاجئا وغمغم " أصدقاء ! "



ساد الصت قليلا ثم تنهد وأكمل " هل هذا سيريحك ؟"
أومأت برأسها بينما قلبها ينعتها بالكاذبة ..فتنهد وائل ورد " حسنا كما تحبين ( وتصنع المرح يقول ) إذن هل ستقبل مني صديقتي هدية ؟ "
تمتمت بتلعثم " أي هدية ؟"


أخرج يده من جيبه ومدها أمامه ليتدلى منها سلسالا ذهبيا وقال " هذه هديتي لصديقتي فهل ستقبلها مني ؟"
اشتعلت وجنتيها وغمرتها السعادة رغما عنها غير عابئة بالحماقة التي تصفها بها كرامتها .. فمدت إليه كفها تحدق في دلاية السلسال بفاه متدلي بشكل يثير الشفقة .. فسألها " هل أعجبك؟"


كانت دلاية السلسال عبارة عن اسم .. إسمها ( ماجدة ) مرسوما على شكل نصف قلب ..
اقترب منها .. فتحركت للخلف بحركة عفوية فقال بسرعة مستدركا " آسف نسيت " وأبتعد قليلا يفتح إحدى الأدراج ..وأخرج بكرة شريط القياس المعدنية وفتحها أمامها فقالت بذهول" كم شريطا للقياس تملك بالضبط ؟ "
اتسعت ابتسامته الفاتنة فأذابت أعصابها ورد " أحضرت أربعة ووزعتهمم في كل مكان "
دارت إبتسامتها .. ففرد الشريط أمامها ثم سألها " كم المسافة قلنا .. نصف متر ؟ "



رفعت حاجباها .. فحسب المسافة ووقف عند آخرها ثم انحني نحوها يمد ذراعيه ويحيط السلسال برقبتها لتلملم إبتسامتها وتقول بغير تصديق " ماذا تفعل وائل؟؟!! "
تطلع لوجهها من تلك المسافة القريبة متأملا عيناها البنيتان اللتان تضحكان أمامه ثم نزل لشفتيها .. فقالت ماجدة بارتباك وقد بدأت تتعرق " وائل اعتدل ولا تفعل ذلك "



اعتدل وأقترب منها .. فودت لو تخبره أنها ستلبسها بنفسها لكنها استسلمت لدفء جسده القريب منها ولرائحته التي تخدرها وتحثها على الاستسلام .. فقبضت كفيها بجوارها بقوة تتماسك في الوقت الذي كان أنفاسه الساخنة تلفح أذنها متمنية لو يتجمد الوقت قليلا في هذا الوضع ..



أما وائل فكان يقاوم رغبة شديدة لعناقها .. لكنه أجبر ذراعيه على الانسحاب بعد أن أغلق السلسال .. متحاشيا أن يلمسها .. وهمس بالقرب منها يقول "هل أعجبك؟ "


ألجمتها المشاعر التي تعصف بها في قربه فأومأت برأسها وهي تحدق في الأرض .. فبدت أمامه وكأن الزمن عاد للوراء خمسة عشر عاما ليراها أمامه ماجدة الخجول الرقيقة في ليلة عرسها .


استجمعت شجاعتها بصعوبة تخشى أن تفقد السيطرة على نفسها فترتمي بين ذراعيه وقالت بصوت هارب منها " وعدتني ألا تقترب مني "



تحرك للخلف قليلا بحرج وهو يتمتم" آسف"
سألته وهي تمسك بالدلاية وتتحاشى النظر إليه " لم إسمي على شكل نصف قلب ؟"
رد عليها بهدوء " النصف الآخر معي .. حين تكونين على استعداد لتركيبه ليصبح قلباً كاملا أطلبيه وسأمنحك إياه .. ( تراجع للخلف أكثر ) تصبحين على خير يا .. صديقتي العزيزة "


واستدار ينسحب نحو غرفته .. يتملكه الحزن ويجلده الشوق إليها لكنه كان معترفا أنه يستحق أكثر من ذلك ...وعليه أن يتوقع عذابا أكثر من ذلك .. بينما وقفت ماجدة تحضن دلاية السلسال في كفها وتحاول أن تتعامل مع كم التغيرات التي حدثت في حياتها فجأة كطوفان يحرك مياة راكدة منذ سنوات طويلة



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-10-18, 01:02 PM   #2320

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3



الثالثة بعد منتصف الليل :



صعدت بانة إلى شقة عائلة سماحة بخفة وهي أكيدة أنها رأته موجودا في المطبخ منذ أيام .. حاولت الانتظار حتى الصباح لكنها لم تقدر .. تفكر فيه بشكل يصيبها بالضيق وتريده فورا .. بشكل غريب ..




فتحت الباب بمفتاحها بهدوء وهي تشعر بالحرج أن تدخل في هذا الوقت المتأخر .. وخلعت إسدالها ليظهر تحتها منامتها القطنية المزينة بصور البقرات الصغيرة ..

تسللت للمطبخ حتى لا تحدث جلبة وبحثت في الخزائن وعلى الرفوف حتى وجدته .



امسكت ببرطمان الزيتون بانتصار وفتحت غطاؤه فتسللت إليها رائحة الزيتون لتشعر بسعادة غريبة .. ثم أحضرت طبقا وقامت بإخراج بعض الحبات ونظرت إليهم بعينان تتفجر منها القلوب الحمراء ..




بدأت في أكل حبات الزيتون بنهم ثم شعرت أن بضع حبات لن يشبعوها فجلست في أرض المطبخ ووضعت أمامها البرطمان والطبق وبدأت في أكل الزيتون بسعادة .. وهي تتساءل عم يحدث معها ولم تفعل كل هذه الأفعال الغريبة مؤخرا .. لقد اصبحت عاطفية .. كثيرة البكاء .. هل هذا بسبب تأخر الظروف الشهرية أم لسبب آخر؟ ..

هل من الممكن أن تكون حامل ؟!!.



ازدادت ضربات قلبها لتلك الخاطرة وقررت أن تتأكد من تلك المعلومة أولا قبل أن تخبر بها أحد.



فتح أحمد باب شقة العائلة بهدوء وتعجب أن وجد إسدال بانة ملقى على منضدة السفرة .. فدخل يبحث عنها قلقا منذ أن استيقظ ولم يجدها بجانبه .. وتوجه فورا نحو المطبخ المشعل الضوء .. لتجحظ عيناه وهو يراها تفترش الأرض وأمامها برطمان الزيتون وطبق صغير مملوء به .




قال هامسا باندهاش " بانة ! .. ماذا تفعلين ؟!!"

هتفت بتأثر " وجدت الزيتون يا أحمد وجدته "

رد باستخفاف " حقا !! .. لا أصدق نفسي .. حمداً لله ! "



قوست شفتيها لأسفل ببؤس كالأطفال وقالت " أتسخر مني يا أحمد ؟!.. قلت لك أريد زيتونا وأنت لم تهتم "

ضحك وتقدم نحوها ليفترش الأرض بجانبها وهو يقول " يا مختلة أنت طلبتيه مساء في الحفل وكانت معدتك ليست على مايرام وحين وصلنا البيت دخلت لأتحمم وحين خرجت وجدتك أنت وبقراتك مستغرقات في النوم .. متى إذن سأحضر لك الزيتون ؟!! "




نظرت إليه ببؤس فمد يده يبعد شعرها الكستنائي المنسدل بحرية على كتفيها خلف أذنها وتمتم بحنان "ماذا بك يا قلب أحمد؟




ترقرقت الدموع في عينيها وردت " أشعر أني .. أني .. أحبك جدا وأحب الزيتون"

اختفت إبتسامة أحمد لينظر للزيتون قليلا ثم رفع حاجبا يقول باستنكار " أنا والزيتون .. معا !!! "

ردت موضحة وهي تلتهم الزيتون "لا لا بالطبع فأنا أحبك من قبل حبي للزيتون"



وضع يده على قلبه متنهدا في راحة ..ثم رد متهكما "حمدا لله .. أوقعتي قلبي !"

ضيقت عيناها وقالت غاضبة" أنت تسخر مني مجدداً"

رد بحنق " ماذا تتوقعين مني إذن حين تضعيني أنا والزيتون في جملة واحدة !!"



نظرت إليه ثم ترقرقت المزيد من الدموع في عينيها وقالت بتأثر" بل أنا أحبك جدا جدا جدا"

وانهموت دموعها فهتف أحمد بجزع " ما بك يا بانة لم البكاء !!"



مالت عليه تحيط عنقه بذراعيها وتضمه بقوة وتغمغم " أنا فقط أريدك أن تعلم كم أحبك .. أنا أعشقك بجنون يا قلب بانة .. وأدعو الله دوما أن يحفظك سالما من كل سوء "




شدد أحمد من احتضانها متأثرا وهمس وهو يمسح على شعرها بيده " أشششش .. لا أعرف ماذا يحدث معك لكن لا تبكي يا قلبي "



هدأت بانة قليلا .. فأرجع أحمد رأسه للخلف لينظر إليها وقال " بونبونتي ليس البكاء هو الطريقة الصحيحة للتعبير عن حبك لي ( ومسح دموعها بإبهامه فتطلعت إليه بترقب فأكمل ) كلما زاد حبك لي لابد أن تزيد في المقابل مشاعر قلة الحياء تجاهي "




إحمر وجهها وضربت في صدره تلملم إبتسامتها .. ثم أبتعدت عنه تغمغم في همس " أكثر من ذلك !! "

رد ببراءة " نحن لم نفعل شيئا بعد يا بانة !!"




دارت ابتسامتها وغمغت بوجه متورد " أنت لا تشبع أبدا "

رد يتأملها " أنت خلقت لأن تُعشقي ولا أن يُشبع منك يا بانة .. فهل يشبع المرء من إمرأة يعشقها بجنون ! "

تورد وجهها أكثر ومدت يدها تمسك بيده السمراء وقبلتها بعشق ثم مسحت دموعها تقول " ألا تريد أن تأكل زيتون ؟"



نظر للبرطمان وقال " ألا يكفي ما أكلتيه ؟!.. عموما هات بعض الحبات فأشعر أنا أيضا أني أشتاق للزيتون "

ناولته الزيتون وهي تسأله مندهشة " أتشتاق إليه مثلي ؟! "

رد معترفا " أجل حين ذكرتيه اشتقت له .. وحين شعرت بالغثيان شعرت أن معدتي تؤلمني يبدو أنني أتأثر بما تشعرين "




اتسعت ابتسامتها الحلوة أمامها وناولته مزيدا من الزيتون .. ثم انكبت تأكل المزيد منه غير قادرة على التوقف .. وهي تسأل نفسها متى بدأت أن تحب الزيتون أصلا ؟!! .

تأملها أحمد قليلا .. بكل تفاصيلها ثم قال " أتعلمين أنك كبرت "

رفعت إليها عينان مصدومتان وقالت بجزع " هل أصبحت عجوزا ؟"



أسرع في الرد ضاحكا " لا .. لم أقصد هذا المعنى .. قصدت أنك نضجت .. أتذكرك وأنت رامز .. واتذكرك حين أصبحت بانة .. وأتذكرك حين وجدتك عند آل غنيم .. وأتذكرك بثوب الزفاف .. وأراك الآن أمامي بكل تفاصيلك التي حفظتها كأسمي .. فأراك وقد أصبحت إمرأة ناضجة .. لم تعودي الفتاة المتخفية في شكل ذكر ولا بانة الفتاة اللاجئة .. أصبحت امرأة ناضجة .. كل ملامحك .. وتفاصيلك .. منحنياتك أصبحت تضج أنوثة أكثر وأكثر .. "



إرتجف قلبها من كلامه الذي دغدغ أعصابها وانعقد لسانها فأكمل أحمد " هل أخبرك بشيء غريب ؟"

أومأت برأسها بنعم فقال " أشعر منذ أسابيع أن رائحتك مختلفة "



انزعجت بانة وبدأت تشمشم نفسها باستنكار فضحك وقال" لم أقل أن رائحتك سيئة يا غبية "

فنظرت إليه بغباء ليكمل " أنا قلت رائحتك مختلفة .. لا أعرف كيف أصفها .. تبدو مركزة أكثر واضحة أكثر لا أعرف .. ( وأكمل بلهجة ذات مغزى ) المهم أنها تجذبني إليك أكثر.. و تثير جنوني بك أكثر وأكثر "




اشتعلت وجنتيها واشاحت بنظرها بعيدا عن عينيه اللتان بدأتا تنذران بخطر لذيذ قادم .. فمال أحمد نحوها يقول بهس " ما رأيك أن ننزل إلى شقتنا وتخبريني بالتفصيل كيف تحبيني وتعشقيني بجنون ؟! "

حاولت دفعه من صدره تقول باستنكار "إبتعد يا أحمد رائحتي زيتونا "



رد هامسا وهو لا يزال يميل نحوها " قلت لك أصبحت أعشق الزيتون وأشتاق له "

ضحكت وحاولت دفعه برفق ..



" ماذا يحدث هنا !! "




قالها الحاج سماحة وهو يطل عليهما من باب المطبخ يضع يديه في جيب بنطاله وقد بدى شديد الشبه بإبنه بنفس الوقفة المستنكرة ونفس العبارة .. بينما إلهام تقف بجانبه قصيرة القامة نحيفة تغطي فمها بكفها تكتم ضحكها في حرج .

احمر وجه بانة .. بينما اعتدل أحمد يتنحنح وقال " كنا نأكل زيتون "

رد الحاج سماحة باستنكار " نعم !! .. هنا .. في بيتي .. في هذه الساعة !! "

قال أحمد " إياك أن تسيء الظن بي يا إبراهيم .. كنا فقط نتناقش حول مشاعرنا تجاه الزيتون .. ألا ترى لقد أتت بالفعل على نصف البرطمان "




تكلمت بانة بتأثر تربت على كتف أحمد مدافعة " لا توبخه يا أبي أنا السبب .. كنت أشتاق للزيتون فصعدت في هذه الساعة أنا آسفة .. لكن أحمد لم يفعل شيئا "

ردد وراءها أحمد " أرأيت لم أفعل شيئا "

نظر الحاج إبراهيم لطبق الزيتون أمامها بعدم فهم فتكلمت بانة " هذا الزيتون رائع يا أمي .. ألا يوجد سوى هذا البرطمان ؟ "




لمعت عينا إلهام وقالت " هل أعجبك الزيتون يا حبيبتي ؟"

ردت بانة بتاثر " جدا جدا يا أمي "

ابتسمت إلهام وردت بفرح " خير بإذن الله .. خير .. الله كريم .. عموما لا تكثري من المالح يا حبيبتي هذا غير صحي"

أومأت بانة برأسها في طاعة فشدت إلهام الحاج تقول غامزة " هيا يا حاج نتركهما "

رد باستنكار " نتركهما !! ..( واستدار لأحمد ) إنزل وكُل زيتونك في شقتك "



ضحكت إلهام وقالت " أتركهما وتعال لأفهمك "

وشدته ليتركاهما وسط اعتراض الحاج الذي نظر لإحمد بإمتعاض .. فلّعب له أحمد حاجبيه قبل أن تسحبه إلهام ليعودا للغرفة ..

ضحك أحمد متسليا ثم نظر لبانة وقال وهو يسحب البرطمان بحزم " هذا يكفي !"

صاحت باعتراض " الزيتون يا أحمد "




لكنه رفع البرطمان فوق الخزانة فلم تستطع الوصول إليه.. فوقفت أمامه متخصرة تدب بقدمها كالأطفال .. فقرصها من خديها يقول بغيظ "ستموتين بجرعة زائدة من الزيتون يا مجنونة .. هيا إلى النوم عندي مواعيد مهمة غدا ..أقصد اليوم ( وسحبها من يدها ) فلنصلي الفجر سويا وننام .. "

تسمرت معترضة فقال متوعدا " إمش معي وإلا سأحملك فوق كتفي "




ترك يدها فجأة عند باب المطبخ وقال " ثانية واحدة وسأعود "




وتحرك نحو أخر غرفة في الممر ليسترق السمع من خلف الباب .. فأتاه صوت آية تتحدث في الهاتف فطرق على الباب يقول بتوبيخ " نامي .. كفى حديثا في الهاتف ونامي .. من الآن فصاعدا مواعيد النوم في هذا البيت من الساعة التاسعة مساء "




خرج إليه الحاج سماحة يقف على باب غرفته ووقف أمامه يديه في حيب بنطاله يحدجه شذرا في صمت .. فتنحنح أحمد .. وعاد لبانة يشدها من يدها .. وعيناها متعلقتان ببرطمان الزيتون الشهي جدا الذي منعها أحمد الفظ الغليظ من أن تجهز عليه كله !.




***



في غرفة آية وضعت يدها تهدئ من ضربات قلبها بعد أن أرعبها أحمد بضربه على الباب وصياحه المفاجئ.. بينما صوت ضحكة سيد العالية على الناحية الأخرى من الهاتف .

قالت هامسة " ظننت للحظة أنه سيدخل ليوبخني ويسألني مع من أتكلم ..فأبدو أمامه سيئة السلوك"



هدأت ضحكته وقال بلهجة عاشقة " انتهت تلك الأيام يا روح سيد .. وإن كنت لا أصدق بعد لكني أخبرك بذلك ربما تصدقين أنت "

وعاد ليقهقه بسعادة .. فقالت آية " لم أسمع ضحكتك هذه من قبل "



رد بجدية بعد أن هدأت ضحكته " لأني لم أكن سعيدا بهذا الشكل من قبل "

قالت آية بلهجة عاشقة " أعدك أن أبذل كل جهدي لأن تظل سعيدا دائما "

استلقى سيد على الأريكة التي ينام عليها وحدق في سقف الغرفة المظلمة قائلا " مادمت ستكونين معي فإنها السعادة بالنسبة لي "



ارتعش قلبها من فرط السعادة وتطلعت للخاتم والمحبس لتتأكد للمرة الألف أنها لا تهلوس وقالت " شكرا على الخاتم أعجبني جدا .. لا أستطيع وصف مدى روعته "

قال سيد هامسا " لا أروع منك يا حياتي "



إرتجفت وهي تشعر أن صوته الرجولي الرخيم يتسلل عبر جزيئاتها ويحتلها إحتلالا .. بينما أكمل سيد " أتدرين ؟.. حين دخلتِ القاعة بذلك الرداء المبهر .. والحذاء ذا الكعب الرفيع .. توقفت عن التنفس تقريبا .. كنت مبهرة يويا "



حدقت في خاتمها معقودة اللسان فأكمل " وحين بدأ تتمايلين أمامي وترقصين وتتناغم حركاتنا وكأننا نتخاطر كاد قلبي أن يتوقف .. أحيانا كنت أنفصل عما حولي لدقائق لا أفعل سوى متابعة تفاصيلك كلها من رأسك حتى أخمص قدميك وأنا غير مصدق أن أصبح مسموحا لعيناي أن تدقق وتقبّل تفاصيلك كلها يويا .. ( وازادت لهجته حرارة أذابت أعصابها ) صدقيني هذا وحده أمرا شديد الروعة كنت يائساً من أن يأتي يوماً تكونين فيه ملكي أنا .. حلالي .. حلالي يويا .. وأن يكون لعيناي حقا في أن تلامسك وتقبّل تفاصيلك "




همست آية " وأنت أيضا .. كانت وسامتك تحبس الأنفاس .. قامتك وكتفيك العريضين وذلك القميص وربطة العنق يا إلهي لا أدري كيف أصف مشاعري وقتها .. والأغنية الأولى كانت رائعة .. شعرت أني أطير في الهواء .. أحلق وأنت معي ولسنا نرقص أمام بعضنا "




قال سيد بلهجة عابثة " أردت أن أغني لك أغنية تتناسب مع شعوري وأنت ترقصين وتتدلعين أمامي بابتساماتك وعينيك المغويتين .. لكني تحرجت أن أفعلها أمام الجميع .. وخشيت أن تفلت أعصابي وأفتعل فضيحة "

ضحكت بدلال وسألته " أي أغنية ؟"



قال مغازلا " كنت أود أن أغني أغنية حكيم ( إية الي بيحصل دة ) وتخيلتك ترقصين عليها .. حينها كنت سأفقد عقلي وأعصابي وكل شيء "



أطلقت آية ضحكة مائعة تحكمت في خفوتها بينما غني سيد لها عبر الهاتف بأعصاب إزدادت اشتعالات مقطعا من الأغنية " يا عيني لما يميل برقة ويتدلع ..

النار في قلبي تفضل تشعلل وتولع ..

دنا بعت دة .. وخاصمت دة عشان عيونو الحلو دة ..

إيه الحلاوة دي .. إيه الطعامة دي "




أعتدلت آية على السرير فجأة وكأنها تذكرت شيئا وقالت " سيد "




رد " عيون سيد وروح سيد "

قالت آية بسرعة " لدي أمنية أخرى أريد أن أحققها "

قال بلهجة ماكرة " لن أحقق أمنيات أخرى إلا إذا علمت أولا كيف كان إنطباعك عن تنفيذ الأمنية الأولى "

عضت على شفتها السفلى ولم تجد ما تعبر به عما شعرت .. ماذا تخبره ؟ .. وكيف ؟ بما شعرت به .. لم تجد كلمات مناسبة .. فانفجرت فجأة في الضحك ..




قال سيد مستنكرا " لم أفهم .. هل هذا انطباعك؟!!"

حاولت التماسك .. واستحضرت مشاعرها وطعم القبلة الذي مازال عالقا بفمها .. فانفجرت مجددا في مزيد من الضحك وسقطت تتلوى على السرير بينما شعرها يتناثر حولها .. اتسعت إبتسامته وهو يسمع ضحكها الذي يدغدغ أعصابه لكنه تصنع الجدية يقول " يا بنت .. أسألك كيف وجدت قبلة هولاكو .. كيف كانت ؟"



حاولت آية التماسك وإيجاد تعبير مناسب فساد الصمت قليلا ثم قالت " عيب "

فانفجر كلاهما في الضحك .. ثم قال سيد من بين ضحكاته " تصفين سؤالي بالعيب .. وكيف كان طلبك إذن .. ( وقلد صوتها ) قبلني يا سيد "



تشاركا في الضحك لبضع دقائق .. ثم هدأ رويدا رويدا حتى ساد الصمت قليلا فقالت آية هامسة " لا أعرف كيف تعبر أنثى حين يقبلها سيد الرجال .. ( صمتت قليلا وجاءها صوت أنفاسه العالية عبر الهاتف فقالت ) خاصة حين تشعر هذه الأنثى أنها لا تليق بأن تملأ عينه "



رد بلهجة معذبة " يا بنت .. إخرسي .. مادمت لا تعرفين شيئا فإخرسي .. يوما ما إذا ما استمر هذا الحلم وضمنا بيتا واحدا ستعلمين كل شيء .. وستعلمين بالضبط ماذا فعلتِ وتفعلين بسيد "

ساد صمت مشحون بالعواطف بينهما فقطعه سيد يقول " إذن ما هي الأمنية التالية لزوجتي؟ "

تراقصت ضربات قلبها لكلمة زوجتي وترددت قليلا ثم أجابت " غيرت رأيي "



سألها باندهاش " لمَ؟ .. (وأكمل بلهجة شقية ) أهي عيب ؟.. لا بأس أتيني بالعيب فأنا أعشقه "

وقهقه متسليا فقالت " لا أعلم فلنؤجلها "

حين فرغ من الضحك همس بحرارة " يويا .. إذن هلا حققتي لي أنا الآخر أمنية ؟"

ردت بلهفة " بالطبع .. أشر بإصبعك ولك ما تريد"

قال " لا أستطيع الانتظار للصباح لأزورك وأراك دون حجابا . فهلا أرسلت لي صورتك ؟"



صمتت آية قليلا ثم قالت " هذه كانت أمنيتي التي أجلتها "

سألها متفاجئاً " صدقاً ؟"

قالت " أجل "

فابتسم وقال " إذن هي أمنية مشتركة لكن لمَ أجلتيها؟! "

ابتعلت ريقها وقالت " كنت أتمنى طيلة عمري أن أرسل لك صوري كلما أتصور صورة .. لكني الآن لست متأكدة أن كنت سأعجبك أم لا ؟"

تفاجأ مما قالت وقال " آية .. لمَ هذا الشعور ؟!!"



تكلمت بلهجة متأثرة " أمامك أنت فقط يا سيد أفقد كل ثقتي بنفسي وكل غروري واشعر أنك عظيما وأني لا أليق بك .. فأنت سيد الرجال .. وفي الوقت نفسه تحرق الغيرة قلبي .. تمزقني إربا إذا ما تخيلت أنك مع إمرأة أخرى "




قال سيد بلهجة معذبة " يا بنت .. والله أنت لا تعلمين من لا يليق بمن .. لا تعلمين من لا يليق بمن يا آية.. ومن كانت لمن أمنية بعيدة جدا .. محرما حتى النظر إليها .. ومن كنتُ ألملم صوتها ورائحتها في المكان وأنا غير قادر على أن أملأ عيني بالتطلع فيها كما أحب .. ومن تسيطر علي تفكيري .. أأخبرك سراً لا يعلمه سوى أنا وطليقتي .. أتدرين كيف عرفت هي بما في قلبي تجاهك ؟ .. كنت أهذي باسمك وأنا نائم يا آية .. أترين كم أنا تعذبت بك و عذبتها معي"



شرت القشعريرة في جسدها وغمغمت " لكني أخشى ألا أرضيك في هذا الجانب"




ابتسم لسذاجتها ورد " حين يحب الرجل .. لا يقيم أنثاه بالمعايير الذكورية العادية وإنما تتدخل مشاعره تجاهها لتجعله يراها أجمل نساء الأرض رغم أن عقله يدرك أن هناك من هن أجمل منها بكثير لكنه يراها بمعايير يختصها بها وحدها دون باقي نساء .. ( وتغيرت لهجته ليقول مازحا ) أريني صورة الآن يويا حتى تقل صدمتي قبل أن أراك في الحقيقة .. فأطلعيني على الصدمة بجرعات مخففة "

قهقهت وقالت "حسنا أنت من يتحمل المسئولية .. تذكر أني قلت لك نؤجلها .. انتظر ثوان "



برغم المزاح إلا أنها كانت مضطربة .. إنها تلك المشاعر والأحاسيس الأولى للأنثى المحجبة حين يراها زوجها لأول مرة .. شعورا بالحماسة ممزوجا بالقلق والشك .. حتى وإن أخبرها الجميع أنها جميلة سيظل رأي زوجها هو الرأي الأول والأخير .. وهو الغاية المنشودة التي تقف عندها كل الآراء الأخرى .




فتحت ضوء الغرفة ومشطت شعرها بأصابعها وصورت نفسها في وضع لم يخلو من الدلال كعادتها.. وأرسلتها على الواتساب بأيد مرتجفة .. وانتظرت رد فعله في ترقب .

فتح سيد الصورة بملامح متسلية لتتحول بعد ثوان للدهشة .. ثم أعتدل جالسا يحدق فيها متسمرا لثوان أخرى .. قبل أن يرفع رأسه يبحث حوله ليجد نظارته الطبية ملقاة بجانب حاجياته على الأرض .. فلبسها وتطلع أكثر للصورة يكبرها ويصغرها بأصابعه .. ثم بلع ريقه .



جاءه صوتها قلقا عبر سماعة الهاتف الملحقة تقول ساخرة " من الواضح أن الصدمة كانت أكبر مما توقعت "

سألها بصوت مبحوح وهو مازال يحدق في الصورة "أين الشعر الأسود ذو اللفائف ؟"

مطت شفتيها وردت " بت أصبغه منذ مدة .. أحببت هذا اللون أكثر .. لكن لو لم يكن يعجبك "



قاطعها سيد يقول بأنفاس متسارعة " يا وليك يا سيد .. يا ويلك يا هولاكو .. لقد ضعت .. ضعت وانتهى أمرك .. ( حدق في صورتها مجددا ثم قال ) هل هذه صورتك حقا يويا أم لعبت في الصورة بتلك التطبيقات التي تعدل في الصور "

توقفت أنفاسها وقالت " هل أعتبر هذا مدحا ؟"

حدق في الصورة مجدداً ثم قال " أجيبي يا بنت هل لعبت في الصورة ؟"



أغلقت الخط فجأة .. فنظر للهاتف بغباء وهم بالإتصال بها لكنها أتصلت مجددا ولكن إتصالا مرئيا .. فرفع حاجباً وقام بفتح ضوء الغرفة وفتح الخط يطالعها أمامه بعينين متسعتين وهي تقول بلهجة مائعة تلعب حاجباها " وهذا أيضا تطبيق يغير في الصورة أيضا ما رأيك فيه؟ "




حدق فيها .. شعرها البني المفرود وعيناها العسليتان .. وشفتاها الشهيتان اللتان مازال طعمهما في فهمه حتى الآن .. كانت تمد ذراعها بالهاتف وتفاصيل جذعها أمامه واضحة ناضجة شهية .. فتسارعت أنفاسه وفقد النطق .. فأغلق الخط .



نظرت آية للهاتف وصدمت .. وحركت مقلتيها يمينا ويسارا تحاول الفهم لتجده يتصل بها مجددا لكنه إتصالا عاديا فردت تقول " هل كنت سيئة إلى هذا الحد ؟"

جاءها صوته متأثرا " بل أنت أحلى من أحلى صورة تخيلتك فيها .. متى صرت بهذا الجمال !!.. وكيف حرمت منه عيني كل هذه السنين ! "



اتسعت إبتسامتها وقلبها يتراقص بفرح فأكمل " يا وليك يا سيد .. ستضيع هيبتك أمام بنت سماحة .. ( وتغيرت لهجته محذرة ) إسمعي يا بنت .. من الآن حتى يوم الزفاف لا توجد أمنيات ستتحقق .. يوجد انضباط .. يوجد استقامة "

سألته آية بغباء " لماذا ؟"



هتف باستنكار وقد فقد أعصابه تماما وهو يستعيد صورتها " ألا تعلمين لمَ؟؟ .. حتى لا أفتعل فضيحة يا آية .. فبعد ما رأيته منذ قليل .. لا أعرف كيف سأتحكم بأعصابي بعد الآن .. فأنت ... أنت ... "




صمت لا يعرف يضرب على جبينه ليستفيق فسألته بتوسل " أنا ماذا يا سيد ؟"

رد بأنفاس لاهثة " أنت .. ستعرفين ما أنت حين تكونين في بيتي .. أعدك أن أطلعك على الصورة كاملة "

ودت لو تصرخ من السعادة فقالت " صدقا يا سيد ؟ .. أتقول الصدق .. هل أعجبتك فعلا ؟"




قال هامسا " أخرسي يا آية ولا تصبين الزيت على النار بأسئلتك هذه .. أعتقد أني أهلوس بالفعل .. كل هذه الأحداث في يوم واحدا أمرا لا يصدق .. لا يصدق "

قالت آية " صدقت .. إنها هلوسة حلوة .. رائعة .. مذهلة .. قبلتني .. وحضنتني .. ورأيت صورتي دون حجاب .. وأعجبتك "




قال سيد متأثرا يحاول إستيعاب كل ما حدث " يويا .. أتدرين ؟ .. أخشى أنام حتى لا أستيقظ وأجد نفسي كنت أحلم .. ألا تعرفين وسيلة تمنعنا من أن ننام للأبد ؟! "



يتبع







Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.