آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-18, 11:31 PM   #2671

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله



بعد نص ساعة من الآن


يتم تنزيل الفصل 42 و الأخير من رواية قلبك وطني



وتليه الخاتمة بعد ساعة من التنزيل اي على الساعة 12 باذن الله لأنها لسة بتتظبط





أتمنى يكونوا عند حسن ظنكم



شموسة


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-18, 11:33 PM   #2672

nagah elsayed

? العضوٌ??? » 266456
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 922
?  نُقآطِيْ » nagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

nagah elsayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-18, 11:51 PM   #2673

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 412 ( الأعضاء 181 والزوار 231)




‏موضى و راكان, ‏خفوق الشوق, ‏SRA22, ‏nona-1061, ‏رىرى45, ‏ميمونة meryem, ‏غزيلة, ‏aicha_ali, ‏Amani bani fadel, ‏نور الهدى 5, ‏leria255, ‏Lteen, ‏فاطمه عمر, ‏زمرد.., ‏seham26, ‏رهف أوس, ‏E2read, ‏sira sira, ‏قلب حر, ‏الحاءرة, ‏rowdym, ‏Malak a, ‏Gehadgogo, ‏Batatss, ‏olfak, ‏غرام العيون, ‏Um Ghaeth, ‏Yasmeen Adnnan, ‏Hagar Magdy, ‏Bnboon, ‏راديكا, ‏عطر الوردة, ‏دعاء بودي, ‏salwa habiba, ‏sou ma, ‏oushy, ‏amatoallah, ‏حفصة عزوز, ‏mayna123, ‏الروح الهائمه, ‏حلا سلمي, ‏Hager Haleem, ‏Asmalay, ‏زهوري الحلوة, ‏ريهان alaa, ‏هبه صلاح, ‏Gigi.E Omar, ‏ري 10, ‏منارة البحر, ‏mohamadmok, ‏ليله رومانسيه, ‏Zozat, ‏Shammosah, ‏مارينا جمال, ‏Ana menna, ‏ساره سار, ‏Fatma Mahmoud 99, ‏زينه خواجا, ‏Emoji, ‏meryamaaa, ‏Asmaa mossad, ‏ليان عزو, ‏Cecilia, ‏رانيا عزت, ‏نهال نونو, ‏فخر ابوها, ‏Hadooshtash, ‏مييييج, ‏سمية احمد, ‏Hagora Ahmed, ‏ليش ؟, ‏ام زياد محمود, ‏miromaro, ‏الصلاة نور, ‏لووليت, ‏ALAA, ‏nada alaa, ‏Ghadaelgammal, ‏fazzou, ‏بيون نانا, ‏gawgaw, ‏نور المعز, ‏هبه رمضان, ‏روحي حرة, ‏نهى 158, ‏rere87, ‏meryem j, ‏عفه, ‏Booo7, ‏rehabbadr75, ‏Tott, ‏بسمة دموع, ‏ميار111, ‏Tuo, ‏NoOooUr, ‏سمر ابو حليمة, ‏dodo dodp, ‏نونني نوننا, ‏Mwatena mesrya, ‏زهرة البست, ‏jayano, ‏12nabiha, ‏شام العز, ‏Abrakhom, ‏reem rabia, ‏طماطم يس, ‏sama mohammad, ‏noura 203, ‏Shaymaa607, ‏زهرة الحنى, ‏حورية 1990, ‏atmin, ‏دوسة 93, ‏مازن ممدوح, ‏الود 3, ‏kamona0, ‏Gannamedhat, ‏M.M.K2, ‏iop, ‏kokokeke, ‏Salma_3_, ‏AdamDado, ‏Asmaa nasser, ‏حلا هشام, ‏dorra24, ‏اشرقت هاني, ‏اميره اميره, ‏رتوجججة, ‏Silver Asmaa, ‏يونشية, ‏eng miroo, ‏Dada ahmed, ‏Heba hamed, ‏ايالا, ‏ريامي, ‏مها سلام, ‏kulod Ali, ‏mirrayben, ‏A242, ‏NORAMOR, ‏sabreenaa, ‏sara halawa, ‏نورالله, ‏Habiba eslam, ‏shadow fax, ‏sosomaya, ‏Mony 97, ‏لك ربي, ‏ouertaniradhia, ‏ahmed@haneen, ‏OM MOSTAFA, ‏om aya, ‏زهرةالكون, ‏As.S, ‏عضوية مجانية (123456), ‏Heba alah, ‏ام يوسف3, ‏Nahla000, ‏email, ‏خفوق انفاس, ‏mimazovovich, ‏Shimaa12312, ‏Emma Moon, ‏منيتي رضاك, ‏ياسمين وروزه, ‏من هم, ‏هامة المجد, ‏ayaammar, ‏منظومة, ‏Basmafarag, ‏بوفارديا الفلسطينية, ‏lara ali, ‏قمر سهران, ‏Meragamal, ‏حوار مع النفس, ‏redrose2014, ‏لينو خالد, ‏داليا حسام



موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-18, 11:58 PM   #2674

Hagora Ahmed

? العضوٌ??? » 421633
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 224
?  نُقآطِيْ » Hagora Ahmed is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور في انتظار الفصل الأخييييير 😍😍💃💃💃

Hagora Ahmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 12:02 AM   #2675

ولاء حنون

? العضوٌ??? » 400875
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » ولاء حنون is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور ❤❤❤ بانتظار الفصل شموس 😍😍😍

ولاء حنون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 12:02 AM   #2676

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

الثاني والأربعون والأخير




صوت فتح الباب أيقظ وائل من نومه المليئ بالأحلام المختلطة ما بين السعادة ومشاعر الذنب والخوف من القادم ..



لكن ما تذكره من تلك الاحلام أنه كان يبحث عن ماجدة .. وظل يبحث عنها وقتا طويلا في دروب قاحلة ومتاهات معقدة .. حتى وجدها لكنها كانت مقيدة بجدار قديم مكبلة بأصفاد حديدية من يديها وقدميها .. فجرى نحوها يحاول فك قيدها وهو يصرخ طالبا المساعدة .. وفي النهاية قرر هدم الجدار حتى يحرر أصفادها أولا .. ثم حرر يديها من الأصفاد .. لكنه أكتشف أن جسدها كله كان مغطى بالإبر المغروزة في جسدها .. منظر تلك الابر الرفيعة الكثيرة أوجعه جدا .. فظل ينزعها من جسدها إبرة إبرة .. كل هذا وماجدة صامتة .. تتطلع إليه دامعة العينان وصامتة ..
لكنه فوجئ بها تستجمع قواها فجأة وتستقيم تاركة إياه جالسا في الأرض غير قادر على الحركة أو النطق .. تمتمت بإعتذارات ثم تركته.. ورحلت .. فحاول أن ينادي عليها.. أن يصرخ.. لكن صوته كان محبوسا .. ليرى بعدها ظِل ماجدة أمامه على الأرض وظِل رجل آخر قابلها وسحبها من يدها فذهبت معه وأختفت هي وظلها من أمامه..
هذا الحلم أو الكابوس .. أيقظه من النوم مفزوعا عند الفجر ليتنفس الصعداء بعدها حين وجدها بين ذراعيه منكمشة في صدره كعصفور بردان في يوم ماطر ... فشدد ذراعيه حولها وأكمل نومه .. لكنه استيقظ الآن وقد خيل إليه أنه سمع باب الشقة يُفتح .. مد يده يلتقط ساعة يده من جانب السرير ليجدها الثامنة صباحاً ثم سمع صوت ابنتيه بالخارج ..



تفاجأ بعودتهما في هذا الوقت المبكر من صباح الجمعة .. فنظر لماجدة المستغرقة في النوم وسحب ذراعه بخفة ليتحرك مغادرا السرير دون أن يوقظها يجري إلى باب غرفته يغلقه بالقفل الداخلي متنفسا الصعداء .. بعدها ثم توجه لحمامه الخاص يدعو الله ألا تطرق إحداهما على باب الغرفة فتستيقظ ماجدة ..



بعد قليل كان يخرج من غرفته مرتديا بنطالا قطنيا مريحا .. رمادي اللون وفانلة ذات حمالات ليجد الفتاتين أمامه مباشرة فأغلق باب الغرفة بالمفتاح في حركة لم تغفل عنها الفتاتين مداريا شعوره بالحرج خلف ضحكته التي غلفت تحية الصباح ..


بادرت ميري بالقول بعينان تددقان في والدها " أين أمي .. ليست في سريرها "
تنحنح وائل ورد بلهجة حاول أن تكون عادية بإجابة ربما تحرجها فلا تسأل المزيد من الأسئلة " في غرفتي "
ضيقت عيناها وسألته " لماذا ؟"


تفاجأ بإصرارها فرد " لأنها .. لأنها مرضت ليلة أمس .. حرارتها إرتفعت فإضطررت لأخذها بجانبي في السرير حتى أتابع حالتها"
وأسرع بسؤالها يقطع عليها الفرصة للمزيد من الأسئلة "لماذا أتيتما في هذا الصباح الباكر .. اليوم عطلة من المدرسة "
ردت أنجيل " استيقظنا مبكرا ووجدنا الجدة أنجيل نائمة وحالتها جيدة فأتينا لحاجتنا لبعض الاغراض الشخصية .. "
تكلم وهو يتجه نحو المطبخ " سأعد الإفطار "



سمع ضحكات مكتومة خلف ظهره فابتسم يشتم من بين أسنانه في همس ..ثم قالت أنجيل تلحقه بصوتها " أبي أنت ترتدي الفانلة مقلوبة "
تطلع لجوانب الفانلة واتسعت إبتسامته فرد عليها من المطبخ " نعم .. فعلا سأعدلها يا بابا"


بعد قليل كان يجلس بجوارها على السرير يتأملها وهي مرتدية فانلته الداخلية .. والتي تتدلى إحدى حمالاتها عن كتفها لتتكشف أمامه معظم أجزاء عنقود العنب .. فابتسم و مال يطبع قبلات على شامتها ورقبتها بينما يديه تدلل تفاصيلها ..وهمس ينادي باسمها..





تملمت ماجدة وعدلت منزعجة من إيقاظها من الحلم الجميل الذي بدأ بعبارة (أحبك يا جوجو) عالية في الشرفة بعد منتصف الليل .. وما تلا ذلك من قلوب حمراء تفجرت في السماء .. وهمسات دغدغت الآذان والقلوب ..
ودفء سرى في الأوصال والنفوس ..
ومن حكايا هامسة واعترافات مبللة بالدموع ... ومنح وإغداق ..
وأخذ بل وطلب المزيد دون خجل ..





تأملها وائل وقفز لذهنه كل صور ومشاعر وأحاسيس الليلة السابقة التي اعادته لخمسة عشر عاما للوراء .. مستعيدا مشاعره الأولى معها كاملة مضافا إليها حبا جديدا ظل ينمو في اللاوعي دون إدراك .. ونادما على خطايا الماضي .. ومكتشفا .. إشتياقا لها.. جعله يبحث عنها في كل إمرأة إلتقاها .. وجلدا للذات .. ونعتا لنفسه بالغباء ولعنها ألف مرة .. ومشاعر كثيرة معقدة .. مشاعر رجل مهزوم يحاول أن يستعيد ذاته وحياته وحبيبته .





فتحت ماجدة عيناها ببطء تستوعب.. لتستقبلها شقرته وزرقة عيناه مزدانة بحلاوة ابتسامته .. وقبل أن تتبين الوهم من الحقيقة .. الحلم من الواقع .. رأته يميل عليها ليطبع قبلة دافئة على رقبتها .. هامسا "صباح الخير يا صديقتي العزيزة "..



نظرت حولها لتتأكد أنه لم يكن حلما .. أن ما حدث ليلة أمس لم يكن حلما.. وأنها في سريره وفي غرفته ..
فارتبكت مشاعرها وتصارعت .. لتنكمش بسرعة وتدفن رأسها تحت الوسادة .. خجلا .. وحرجا .. وارتباكا .. فسمعته يقهقه .
قال وائل بحنان " كنت أخطط لإيقاظك بطريقة مختلفة تماما .. لكنني مضطرا الآن لأني غير قادر على الرد على تساؤلات البنات "



أخرجت رأسها من تحت الوسادة متسعة العينان قائلة " أين هما؟"
رد بهدوء " بالخارج.. حضرتا منذ قليل"
انتفضت جالسة .. فارتد للخلف في جلسته بجانبها لتقول بارتباك وهي تدفعه " قم يا وائل دعني أتحرك"
استقام ينظر إليها بدهشة وهي تبحث يمينا ويسارا و تلطم على وجهها مرددة بخفوت " يا فضيحتي .. يا فضيحتي!"
رفع حاحباه صائحا باستنكار" فضيحتك !! هل وجدت نفسك نائمة في غرفة مؤجرة في فندق مع رجل غريب !! "


ردت وهي مستمرة في البحث " كيف سأفسر لهما الوضع .. أين ملابسي؟"
رد مستمرا في لهجته المستنكرة " كيف ستفسيرنه!.. بالتأكيد لديهن فكرة عن تلك الأمور"



قالت بتوتر " بناتك مراهقات ولا يجب أن تكون الأمور واضحة أمامهم بهذا الشكل .. أجل لديهما فكرة علمية .. لكن نحن لسنا زوجان عاديان تجمعنا غرفة واحدة في الأساس.. أين ملابسي؟"



رد بلجهة متسلية" لا اعرف أين ملابسك ..( وتاملها في فانلته الداخلية ليكمل بلهجة شقية )أخرجي اليهم بهذا الشكل المحطم للأعصاب "..
هتفت ماجدة بهلع "هل تركناها في الصالة؟!!"
لاحت ابتسامة عابثة على وجهه ورد مستمرا في لهجته المتسلية " لا أذكر .. ذكريني هل بدأنا في التخلص من ملابسنا من الصالة ؟!"


إحمر وجهها لكن لم يكن لديها وقت للخجل فقالت بغيظ مكبوت " وائل!!.. لا تفعل ما تفعله .. وساعدني أرجوك"
أشفق على حالتها فتحرك من وقفته المسترخية ليمد يده تحت طرف الملاءة ويخرج منها منامتها.. فخطفتها بسرعة ترتديها .. فظل يتأملها كيف تبدلت من جوجو الخجول المراهقة التي كانت ترتجف بين ذراعيه منذ ساعات قليلة إلى ماجدة الأم الحازمة .


قالت وهي تعدل ملابسها بعصبية لتكتشف أنها عدلتها على الوجه الخاطئ فتعيد تعديلها مرة أخرى " ماذا أخبرتهم بالضبط ؟"
رد عليها بهدوء " إهدئي جوجو الأمر بسيط .. أخبرتهم أنك كنت مريضة وأني كنت أتابع مرضك طوال الليل ..( وأكمل بابتسامة سعيدة خطفت أنفاسها ) ولعلمك أشك أن بناتك يفهمن كل شيء فلا أوليهم ظهري إلا وأسمع ضحكات مكتومة .. الوقحات شقيات كأبيهما تماما"



لملمت إبتسامة ملحة وقالت بلهجة أقل عصبية " أخرج إليهما يا وائل وأنا آتية وراءك ( وقالت بتوسل ) أرجوك أخرج إليهما "
اشفق على حالة الإرتباك التي تلوح على ملامحها فأومأ برأسه وتركها .





بعد قليل دخلت ماجدة المطبخ لتجد الفتاتين على منضدة الطعام تتطلعان في هواتفهما وتأكلان فتجاهلت تلك النظرات المتسلية التي وجهت لها وهما تردان عليها تحية الصباح .. وتجاهلت أيضا وائل الواقف بجوار النافذة في وقفة مسترخية مستندا على الخزائن الجانبية يحتسي قهوته .. والذي استقبلها بابتسامة متسلية .. وجلست ترفع الغطاء على فطورها المعد بعناية أكثر من أي وقت مضى .. من البيض المربى والقشطة وصحن من الفراولة والكيوي مقطعان ومرتبان بشكل أنيق .. وزهرتي قرنفل واحدة بيضاء والأخرى حمراء.. تحتهما ورقة مطوية أكبر حجما من الورقات التي تركها لها منذ أن قرر أن يترك لها إعتذار أو كلمة حب صباح كل يوم ..





ففضلت ألا تفتحها أمام الفتاتان متوقعة أنه سيكتب ما سيذيب أعصابها .. يكفي ما قاله وفعله وأفهمه لها بين ذراعيه ليلة أمس ..
الليلة التي لا تصدق أنها عاشتها أصلا .. وستحتاج لوقت طويل للأستيعاب والتصديق .





تكلمت ميري متهكمة " يبدو أن أبي أصبح زبونا مستديما عند بائع الورد الذي يحتل محله مدخل الحي .. فيرسل صبيه صباح كل يوم بباقة ورود"
مررت أنجيل نظراتها بين أبيها وأمها وكتمت ضحكتها .. فرفع وائل حاجبا مغتاظا لهما لتدفن ماجدة وجهها في صحنها بحرج .



بعد الإفطار قالت أنجيل " لدي اقتراح .. ميري لديها تدريبا في النادي اليوم بعد العصر .. فما رأيكم أن نذهب أربعتنا للنادي ونقضي اليوم كله هناك"



تذكرت ماجدة أنها كانت تنوي السهر ليلة أمس لاستكمال الفصل الذي مقررا نشره اليوم في المنتدى .. لكنها لم تنجز أي شيء حتى الآن .. وتحب الالتزام بمواعيد الفصول مع القارئات خاصة أن نهاية الفصل الماضي كانت مثيرة للجدل جعلهن متلهفات لمعرفة ماذا سيحدث في فصل الليلة .. ولا تريد أحباطهن فأسرعت بالقول " اليوم لن استطيع الخروج من البيت لدي أمورا مهمة أود إنجازها اليوم بالذات .. من الممكن أن نؤجلها للغد أو إذهبوا ثلاثتكم ونعوضها غدا بإذن الله "





تشنج وائل حين تذكر أن اليوم هو الجمعة .. بينما ردت أنجيل بتفهم " لا بأس يا أمي خذي وقتك .. هل ستذهب معنا يا أبي ؟"





كان وائل يتطلع في ماجدة وإرتباكها .. وهو يضغط على قبضتيه بجانبه بقوة .. يوصي نفسه بالهدوء .. متسائلا مالذي تريد أن تنجزه اليوم .. فموعد خلوتها أمام حاسوبها يبدأ عادة في المساء ولا تنتهي إلا في الساعات الأولى من اليوم التالي .. الأمر غير مفهوم لكنه يثير جنونه وغضبه .



حين لم يرد قالت ميري مستفهمة "أبي ! "


انتبهت ماجدة الشاردة في صحنها ورفعت وجهها لوائل الذي كان يحدق فيها بنظرات غريبة .. ما تمر به في تلك الحظة من تناقضات أبعد عن ذهنها تماما فكرة أنه يشك فيها أو ربما أعتقدت أن بعد ما حدث بينهما ليلة أمس لم يعد هناك مجالا للمزيد من الشك في أنها لا زالت رغم كل شيء تحبه.. بعدما انهارت كالحمقاء بين ذراعيه كما وصفت نفسها .. فتكلم وائل بصوت متحشرج وهو يلجم نفسه حتى لا يقلب المنضدة أمامهم بعصبية " أجل يا بابا سنذهب اليوم ثلاثتنا ونترك والدتكم ( وشدد على الحروف ) تنجز أعمالها اليوم "



ثم تحرك خارجا من المطبخ مكفهر الوجه .. بشكل أدهش ماجدة خاصة بعد أن غادر الشقة بعد فترة قصيرة .. ليتصل بعد العصر بميري يخبرها بأنه أسفل البناية ينتظرهما ..



أما ماجدة فقضيت اليوم كله في حالة عجيبة ما بين صراع مع الوقت لإنجاز المطلوب منها وحالة من الطفو فوق السحاب لما حدث الليلة السابقة .. بالإضافة لتلك الكلمات التي أجلت قراءتها حتى غادرت الفتاتان البيت .. فأخرجت الورقة من جيبها بلهفة لتقرأ كلماته لها ( جوجو .. تحيرت أي نوع من الزهور أهديك اليوم فلكل منها معنى قصدته .. لكن بعد تفكير طلبت زهرة القرنفل .. لأنها تحاكي العشق والوله بحبيب مميز ليس له مثال بين البشر فالقرنفل الأحمر يرمز إلى الحب العميق .. بينما القرنفل الأبيض يرمز إلى البراءة والطهارة والنقاء والإخلاص في العلاقة .. وهكذا أنت في نظري مهما صدر منك يا جوجو ستظلين زهرة قرنفل .. أما هديتك لي فقد منحتيني إياها منذ ساعات قليلة .. وأطمع في أن تغدقي علي بالمزيد والمزيد منها .. وأطمع أيضا .. في أن تمنحيني ثقتك وأن ننسى كل ما مضى ونبدأ بصفحة بيضاء .. (


***


رفعت رأسها تتأمل ملامحه المستغرقة في النوم وكتمت ضحكة محرجة غير مصدقة حتى الآن أنها نامت في سريره وبين ذراعيه .. تأملت قسمات وجهه الرجولية جدا في نظرها .. حاجباه العريضان وأنفه المستقيم ..


لمست لحيته الخشنة وتحسست رقبته وصدره العضلي العاري .. ثم مالت على شفتيه تقبله بقبلات صغيرة متتابعة .. فحرك مقلتيه تحت جفنيه المغمضين.. وتنبهت لها كل حواسه فوارب عيناه قليلا .. لتشرق عليه ملامحها تتطلع فيه من قرب ..بعد أن تسربت إلى رئتيه رائحتها .. لتميل آية مرة أخرى تهديه بقبلة أخرى تجاوب معها لتصبح طويلة وعميقة ومد نحوها يدا متسللة من تحت الملاءة ..
حين تركت شفتيه رفع رأسه مطالبا بالمزيد لكنها أبعدت رأسها أكثر لتغيظه وهي تضحك ضحكة شقية .. فأعاد رأسه للوسادة وتكلم بصوت أجش لم يتخلص من أثر النوم بعد " أصبحت شقية من أول يوم يا سكاكري .. لكن هذا أراحني كثيرا "


سألته وهي تتأمل ملامحه "كيف أراحك؟"



رد وهو يبعد شعرها إلى خلف كتفها يتأمل بلوزتها الحريرية التي تكشف الكثير مما لن تتحمله أعصابه " خشيت أن يتسبب فارق العمر بيننا بعضا من العقبات حتى نصل للحظة متجانسة مرضية "


حين ضيقت عيناها العسليتان أوضح أكثر " أنا في ذروة التطلب الذكوري وأنت حسب عمرك في بداية الإحتياج الأنثوي .. بالإضافة لمشاعري نحوك وخلفيتي النفسية كل هذا كان يقلقني من أن أكون مندفعا نحوك بقوة .. وأفشل في التحكم في اندفاعي هذا فأسقيك من كأس العشق جرعة أكبر ممن قد تتحملينه كبداية .. لكن أراك تتخطين المراحل بقفزات عالية كعادتك في التعلم عموما "



كتمت ضحكة محرجة بيدها دغدغت أعصابه وقالت بابتسامة حلوة مصاحبة لنظرة شقية " أنا فعلا أتعلم بسرعة .. وأصبحت أعرف كيف أقبلك قبلة كالتي تقبلني بها "
لملم ابتسامته وقال وهو يشدها إليه " كيف أقبلك.. أريني "



ابتعدت للخلف قليلا تقول بنفس الضحكة المحرجة " أنت تعرف "
إزدادت ابتسامته إتساعا ورد وهو يمد يده للأمساك بها" لا لست أعرف .. أريني كيف أفعلها "
قالت ضاحكة" أنت تعرف "
رد بإصرار وهو يحاول إمساكها قبل أن تفلت" لا أعرف "
فقفزت من السرير قائلة بشقاوة " قبلتك بها منذ دقيقة "
رد عليها بمكر " لا أذكر كنت نائماً تعال أريني يويا "
طقطقت بلسانها وهي تحرك سبابتها أمامه رافضة فتأمل منامتها الحريرية ذات اللون الوردي الباهت وقال بقلق " لم تنامي منذ ليلة أمس أليس كذلك ؟"



ردت " لم استطع النوم كانت أعصابي متحمسة وظللت أراقبك طوال الليل وطوال النهار لكن قرصني الجوع وقد أصبحنا بعد العصر "
فرك جبهته وقال وهو مستلقي على الوسائد " يا الله نمت كثيرا "



قالت وهي تجلس على حافة السرير بجانب الهاتف " سأتصل لأعرف إن كان المطعم مازال مفتوحا أم انتهى موعد الغداء ونطلب بالغرفة"
فقال سيد معترضا " كلا أطلبيه هنا لست راغبا في مغادرة الغرفة اليوم "



كتمت ضحكتها وطلبت الغداء .. لتفاجأ بذراعه وقد إلتف حول خصرها فجاة بمجرد أن وضعت سماعة الهاتف ليسحبها إليه بسرعة ويعتدل على السرير ويجلسها على حجره فأطلقت صرخة ضاحكة ..
همس بأنفاس لفحت بشرتها" أريني كيف هي الطريقة التي أقبلك بها ".



لملمت ضحكتها وتطلعت لعينيه قليلا ثم اقتربت من شفتيه ببطء أحرق أعصابه لتقبله باشتياق ومشاعر أنثوية نضجت بين أحضانه.. فاعتصرها سيد بين ذراعيه يغرق فيها كالمحروم .


بعد دقائق كان يمشط شعرها بأصابعه وهي تحيط عنقه بذراعيها جالسة على حجره ..فهمس بأنفاس متسارعة " حلاوتك وشقاوتك ستوقف قلبي يويا .. و أنا أبذل مجهودا لتهذيب ذلك المحروم الهمجي بداخلي حتى لا أؤذيك فتمهلي وترفقي بزوجك اليتيم المتيم "


شددت من ذراعيها حوله بأمومة لم تكن تتخيل أن تتفجر بداخلها وهمست " لست يتيما أبدا لديك أب وأم وأخوة وأصدقاء ولديك أنا .. قد أكون لست ناضجة كما تقولون لكن بداخلي طاقة حب ومشاعر تخصك تفوق الوصف أو التخيل ستعوضك عن كل ما أفتقدته يوما ما أنا أكيدة من ذلك "


شدد من ذراعيه يدفن وجهه في عنقها لبعض الوقت .. ثم بدأ بدغدغتها بقبلاته النهمة فهمست وهي تستشعر جمر شفتيه " أنا أخذت منك الكثير وأخيرا منحت الفرصة لأن أمنحك الكثير وأعوضك عن الكثير بإذن الله "



رفع وجهه يتطلع في عينيها متأثرا ثم دفن أصابعه في شعرها يقرب وجهها أكثر ويهمس أمام شفتيها " أحبك .. يامن قلبك هو وطني وبيتي وعائلتي "



ثم مال بها على السرير يطبع قبلات على عنقها وكتفها البض فهمست آية ضاحكة " سيد الغداء قادم "
رد بأنفاس لاهثة وهو يحررها من ملابسها " علينا أن نفطر أولا قبل أن نتغدى يا روح سيد التي ردت إليه "



***


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 12:03 AM   #2677

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

بذهن مشغول وأعصاب تحترق جلس وائل في النادي يتابع تمارين ميري بينما أنجيل تتجول هنا وهناك مع صديقاتها ..

أمسك بالهاتف أكثر من مرة يحاول التفكير فيما سيفعل مع ماجدة .. هل يواجهها أم ينتظر قليلا ربما جاءته معترفة .. أم يفاجئها ويفرض نفسه عليها أثناء حديثها مع هذه الصديقة الوهمية ..




يشعر أن أمرا ما غير منطقيا فيما يحدث ..

إلتزامها مع صديقة ما في نفس الموعد كل اسبوع أمر غريب وغير منطقي.. متحيرا ماذا تفعل إذن بقية الاسبوع على الحاسوب ؟.. ولماذا تكون مشغولة الذهن أحيانا..




أهناك من يبتزها مثلا ؟.. لكنه تراجع عن التخمين حين استشعره غير منطقيا ..

هل هي عضوة في جروب إجتماعي لحل المشكلات ؟ .. أو حتى صاحبة جروب أو نشاط نسائي على الإنترنت ؟..

هذا وارد وقابل للتصديق .. لولا إلتزامها بموعد يوم الجمعة عند منتصف الليل الغامض .




كان الصداع شديدا .. ودخان سجائره كاد أن يخنقه .. فكما بدلت ماجدة حالته أمس بكلمة واحدة منها من اليأس للأمل .. بدلت يومه من قمة السعادة .. لقمة الحزن .. لكنه مازال غير قادر على لومها .. واثقا في حدودها وأخلاقها حتى لو تحدثت مع رجل أخر كما يخيل إليه ..




وبالرغم من هذا .. غير قادر على تحمل فكرة أنها تتحدث مع رجل...

مع رجل !!! ..

إن قلبه يحترق .. وأعصابه تحترق .. وكيانه كله يحترق ..

ورغبة في التحطيم .. في الضرب .. في القتل يحاول عقله السيطرة عليها ..

عليه الليلة ألا يبيت في البيت ..

لن يتحمل .. يخشى أن يؤذيها ..




"أبي ماذا بك هل أنت مريض ؟؟"

رفع وجهه المحتقن لميري يطمئنها بابتسامة أنه بخير فقالت" أنا جائعة يا أبي "




فقال وائل ينفض عنه أفكاره المعذبة " بدلي ملابسك وابحثي عن أنجيل وهيا لنأكل "..





بعد قليل كان يركن سيارته أمام إحدى محلات البيتزا .. والذي اختارته البنات ويتوجه بوجه واجم إلى داخل المحل ليتخذوا طاولة بجوار الواجهة الزجاجية التي تطل على الشارع الكبير في وسط العاصمة ...




ظل شاردا رغم وعده لنفسه بأن يقضي وقتا طيبا مع بناته .. بينما غمزت أنجيل لميري واستغلت شروده لسحب علبة السجائر من أمامه .. لكنه رآها فأسرعت أنجيل بالقول " أبي أنت تدخن كالمدخنة اليوم .. وهذا غير صحي خاصة مع تاريخك المرضي "



قال وائل بحزم " أعيدي إليّ العلبة "

ردت ميري " لن تأخذها يا أبي .. وإذا أخذتها سنخاصمك .. إتفقنا على سيجارة واحدة كخطوة مبدئية للاقلاع نهائيا عن التدخين .. لكنك اليوم كنت كالمحرقة .. وسنخبر أمي لأنها أوصتنا بمراقبتك في موضوع التدخين"




صمت قليلا ثم ابتسم يقول " كيف سأغلب ثلاث جميلات في حياتي .. حسنا سأحاول ضبط نفسي والتقليل من التدخين "




قالت ميري بحزم " الاقلاع يا أبي وليس التقليل"




فتكلمت أنجيل بتوسل وهي تربت على كتفه " من أجلنا يا أبي أرجوك "



استسلم وائل لهما رغم احتياجه الشديد للتدخين .. فأومأ برأسه وهو يقلب في الهاتف أمامه متمنيا لو استطاع أن يتصل بسيد فهو الذي يخفف عنه في لحظات الضيق .. الذي يطمئنه بأنه موجود وسيمنعه في حالة أن جُن أو أصابه التهور قبل أن يرتكب أي حماقة قد يندم عليها فيما بعد.






حضر الطعام وتأمل ابنتيه وهما تتضاحكان بفم ممتلئ ..



فهتفت أنجيل " كنت أود لو تأتي أمي معنا اليوم .. أشعر بالسعادة حين نجتمع أربعتنا "




ابتسم وقال وهو يهز ساقه بتوتر من تحت المنضدة ينظر لساعة يده " إن شاء الله سنجتمع دوما ولن نفترق أبدا .."



قالت ميري " بالطبع لن تستطيع الخروج اليوم .. لكنها وعدتنا أن تعوضنا غذا بنزهة خارج البيت فكري معي يا أنجيل أين من الممكن أن نذهب "




لاحت فجأة فكرة كانت غائبة عن ذهن وائل .. ماذا يعرف البنات عن الأمر؟ ..

إنها تتشارك معهما نفس الغرفة .. وتقضي أوقاتا كثيرة معهما وهي تستخدم الحاسوب .. لن تجروء ماجدة أن تتحدث مع رجل أمام الفتيات .. أبدا ..



سأل ميري بلهجة حاول أن تكون عادية " لما تجزمين أنها لم تكن لتستطيع الخروج معنا اليوم ؟"

ردت ميري "لأن اليوم هو الجمعة "

إزداد توتره وإزدادت حركة ساقه العصبية تحت الطاولة وهو يقول " والمعنى ؟"

نظرت ميري لأنجيل بنظرة حائرة فسألهم وائل " هل هناك ما لا أعرفه؟! "




توقفت عن الأكل فجأة .. فشعر أنهما بالفعل تعرفان شيئا .. لتتكلم أنجيل " لا نعرف بالضبط إن كنت تعرف مثلنا أم لا فقد أخبرتنا أنها تحب أن تحتفظ بخصوصية الأمر .. فهذا يشعرها بالراحة أكثر لكن ( وترددت قليلا ثم نطقت ببطء ) لا أعرف أنت في أي جانب بالضبط "




حدجتها ميري بنظرة متوعدة وردت متهكمة" ردك جميل جدا .. معناه هناك ما نعرفه ولا نعرف أن كنت تعرفه أم لا !! "

هتفت أنجيل تدافع عن نفسها بوجه أحمر من الحرج " بم كنت سأرد إذن أنا لا أحب أن أكذب على أبي "




تدخل وائل يقول بفم جاف " كفى .. بالتأكيد أنا من الجانب الذي يعرف ما تعرفانه يا أنجيل فماجدة لا تخفي عني شيئا مهما لكني لا أعرف أي أمر تقصدينه بالضبط "




تكلمت ميري بعفوية " إذن أنت تعرف أن أمي كاتبة للروايات الرومانسية على الإنترنت "



توقف قلب وائل للحظة ليستوعب.. قبل أن يستعيد دقاته مرة أخرى .. ويقبض كفيه بقوة يحاول السيطرة على ملامحه ويرد بصوت متحشرج " كانت أعطتني فكرة قبل أن أدخل الغيبوبة ولم نتحدث عن ذلك بعدها ( وحاول إخراج الكذبة بشكل أكثر منطقية فقال وهو يحك جبينه ليسيطر على ما يحدث معه في تلك اللحظة ) أو ربما نسيت أنا التفاصيل حين استفقت من الغيبوبة وتحرجت من سؤالها حتى لا أحزنها أني نسيت أمرا يخصها ( ورفع وجهه للفتيات يقول باستعطاف ) هلا ذكرتموني ببعض التفاصيل "




قالت أنجيل بسرعة " لا يا أبي أمي لن تحزن فهي تعلم جيدا أن هناك أمورا قد نسيتها دون أن تدري .. عموما نحن أيضا لم نكن نعرف إلا منذ فترة بسيطة .. هي أخبرتني وسمحت لي بقراءة بعض من رواياتها.. وقالت أن البعض الآخر ستسمح لي بقراءته حين يكون سني مناسبا لأنها تتناول موضوعات لا تتناسب سني حاليا .. لكن ميري لم ترغب في القراءة.. ( وتنهدت ) إن أمي تكتب روايات رومانسية رائعة "




مسح بكفه جبينه المتعرق وأومأ برأسه متفهما فتدخلت ميري موضحة "وهي حاليا تكتب وتنشر رواية جديدة .. وأنا لم أقل أني لا أرغب في القراءة أنا فقط مشغولة الذهن حاليا وأؤجل الأمر قليلا "

فسألها وائل بصوت هارب منه " وكيف تعرضها على الأنترنت .. ذكريني لأني لا أتذكر "




ردت ميري " تعرضها كفصول أسبوعية في أحد منتديات الروايات .. فصل جديد منتصف ليل الجمعة "




بدأ وقع المفاجأة يثقل أنفاسه لكنه بذل مجهودا كبيرا لأن يبدو طبيعيا فقال " لهذا قصدتِ أن اليوم لن تستطيع الخروج معنا .. فهمت ما تقصدين الآن "



ردت أنجيل " أنا فعلا نسيت أن اليوم هو الجمعة حين أقترحت أن نخرج سويا "



لم يستطع التحمل أكتر فاستقام بصعوبة يداري إرتجافه قائلا" أكملا طعامكما.. سأذهب للحمام "




هم بالتحرك لكنه استدار يسأل " ذكروني بإسمها على الانترنت فأنا أحاول تذكره منذ مدة دون جدوى ( وتصنع أمامهم محاولة التذكر وقال ) ماجدة ؟ .. جوجو؟.. ماجي؟ "



فهتفت ميري " بل سيدة الظل جوجو يا أبي "

أومأ برأسه لهما بحركة متفهمة متكررة بعصبية وتمتم بصوت مبحوح وهو يهم بالمغادرة " سيدة الظل جوجو .. تذكرت الآن "






وصل للحمام بصعوبة وأغلق على نفسه ممسكا هاتفه بيد مرتعشة يكتب على الإنترنت ( روايات سيدة الظل جوجو ) ليظهر أمامه في صفحات البحث الكثير من مواقع نشر لروايات الكاتبة... وحين دخل على إحداهما قرأ ( تجميع لكتابات الكاتبة المبدعة سيدة الظل جوجو ) ..




سقطت أول دمعة من عينه.. وهو يقرأ نبذة عن الكاتبة .. ( سيدة الظل جوجو كاتبة للروايات العاطفية الإجتماعية .. لديها عشر روايات كاملة ورواية لم تكتمل ( قيد التنزيل ).




دمعة أخرى سقطت .. حين يعرف بأنها تكتب منذ أكثر من خمس سنوات .. ودمعة أخرى وهو يجد روابط لتجمعات على الفيسبوك من محبي رواياتها .. منها مجموعة رسمية للكاتبة سيدة الظل جوجو لكنها مجموعة مغلقة عضواتها من النساء فقط..




دمعة رابعة .. حين وجد أن عدد العضوات في هذا الجروب الذي هو غير قادر على دخوله بالآلاف..




ودمعة خامسة .. حين توصل للمنتدى الذي تنشر فيه روايتها الحالية .. وتابع تعليقات العضوات بالإنتظار للفصل الجديد بحماس .. وتسجيل للحضور قبل موعد التنزيل بساعات .. وعبارات مديح ومناقشات وتحيات وعالم كامل تعيشه ماجدة .. تعيشه وحدها .. بعيدا عنه .

ليستسلم بعدها لحالة من البكاء كطفل صغير وهو يقرأ جزء من آخر فصل نشرته ..

بكى وهو يرى كلماتها

.. وعباراتها ..

بكى وهو يتذكرها صبية يعلمها ركوب الدراجة .. ومراهقة بضفائر طويلة معقدة ترتدي مريولة المدرسة .. وعروسا في ليلة زفافها ..




وتذكرها .. وهي تتحرك في بيته بصمت ووجوم معتقدا بغباءه أنها جامدة باردة لا تشعر .. وتذكرها أمس وهي تنام كالطفلة في أحضانه ..




إنهمرت دموع وائل دون توقف في حمام مطعم البيتزا .. لا يعرف إن كانت دموع فرح أنها لا تقوم بما يسئ إليها كزوجة وأم ؟..




أم لأنه سيتخلص أخيرا من عذاب الشك وحرقة الأعصاب ؟..




أم لأنها رغم كل شئ ورغم ما فعله معها كانت كريمة معه ولم تهين كرامته ؟..



أم لأنها إمرأة ذات كبرياء لم تزل قدمها تحت ضغط الاحتياج العاطفي فترتبط بعلاقة وهمية على الانترنت ؟..




طرقات على باب الحمام ليسمع بعدها النادل يقول " استاذ وائل هل أنت بخير ؟؟؟"




استفاق من حالة الإنهيار وتنحنح يقول " نعم أنا بخير "

قال النادل " الآنسات بالخارج قلقات عليك سأذهب لأطمئنهن "

تمتم وائل وهو يمسح دموعه " أنا آت حالا "




بعد مغادرة النادل خرج ليقف أمام الحوض ويغرق وجهه بالماء ليخفف من إحمراره بعد نوبة الإنهيار التي أصابته.. وانتظر قليلا لتهدأ ملامحه وقف خلالها يقوم بتحميل بعضا من الروايات السابقة لسيدة الظل جوجو ..




حين خرج أخيرا للفتاتين استقبلاه بملامح قلقة فتمتم " أنا بخير .. شعرت ببعض الدوار وجلست قليلا حتى شعرت بالتحسن "




قالت ميري بوجه أصفر " هل نتصل بعمي أمير؟"

رد وائل مطئناً " لا لا قلت أني أشعر بالتحسن .. هيا أكملا طعامكما .. وأنا أيضا سآكل رغم أني أخبرتكما أني ليس لدي شهية لكني الآن أشعر بالجوع.. الجوع الشديد .."



وأمسك بقطعة كبيرة من البيتزا يدخلها في فمه سعيدا .. يقاوم رغبة أخرى في البكاء ..




إنه ذلك الشعور بالراحة الذي يأتيك بعد الكرب .. بعد لحظات رعب تعيشها مستضيفاً كوابيسك ومخاوفك في وضح النهار.. فيلطف الله بك ويمنحك ما يريح قلبك لتتنفس الصعداء براحة لا يعرفها من لم يجرب شعورك يوما.






في السيارة بعد قليل قالت أنجيل وهي تلعب في مشغل الموسيقى تجلس بجانبه بينما ميري تجلس في المقعد الخلفي " ليس لديك أي أغان حديثة يا أبي "




رد وائل وهو مازال منشغل البال مصدوما رغم تحسن مزاجه عن ساعات مضت " عندي طبعا .. ستجدين أغان لمنير وعمرو دياب وأنغام ومدحت صالح وغيرهم "




رفعت أنجيل حاجباها وردت " هؤلاء ليسوا مغنيين جدد يا أبي .. أنا أتحدث عن حماقي .. رامي صبري.. أحمد جمال "




مط وائل شفتيه ورد بطفوليه يدفع يدها " هذه سياراتي وهذه قائمة الأغاني التي أحبها "




مطت أنجيل شفتيها مثله فلعّب لها وائل حاجبيه لتنفجر ميري في الضحك .. فحدجتها أنجيل تخرج لها لسانها بغيظ .. ثم قالت لأبيها بحنق طفولي " حسنا شغل لنا أي أغنية يا أبي "




مدة يده يبحث عن أغنية في الشاشة الصغيرة أمامه وقال " أنا بالفعل عندي أغنية أريد أن أسمعها الآن "




شغل الأغنية فرفرفت أنجيل برموشها تقول بغباء "من هذا ؟؟؟"

رد ببرود يغيظها " أحمد عدوية "

ردت " أسمه محمد عدوية وهذا ليس صوته ولم أسمعه يغني هذه الأغنية .. ( واكملت مستنكرة ) إنها شعبية "



رد عليه بكبرياء طفولي " هذا عدوية الأب وليس الإبن .. ومالها الأغاني الشعبية يا بنت وائل !"



حركت مقلتيها يمينا ويسارا وقالت منبهرة من الاستكشاف " لم أكن أعلم أن هناك أب وأبن ! "



ضرب وائل على المقود أمامه بانتظام مع الإيقاع الراقص للأغنية وهو يغني سعيدا .. كلما تذكر أين كان منذ ساعات وأين أصبح في هذه اللحظة يتنفس الصعداء .




يا بنت السلطان حني على الغلبان
الميه في ايديكي ووائل عطشان




صفقت أنجيل بيديها وقالت لميري "أحببت الأغنية ظريفة جدا"

وبدأت في التصفيق والرقص وشاركتها ميري .. فنظر إليهما وائل يغني بسعادة .



على كوبري عباس ماشية وماشية الناس
ماشية تبص عليكي يا فروته باناناس

اديني اديني اكتر
دي الميه في ايدك سكر
سعيده يا حلوه سعيده
ومواصلاتك بعيده
أأمري وانا اجيلك ماشي لما لمصر الجديدة






في الواحدة بعد منتصف الليل كان وائل يجلس بغرفة المعيشة ينتظرها حتى تخرج .. كان قد وصل من ساعات وقضى الوقت في قراءة إحدى رواياتها القصيرة .. إحتاج معها الكثير من ضبط النفس حتى لا يصاب بنوبة بكاء أخرى ..




قراءة روايتها ..والتي أعجبته كثيرا ولمست مشاعره المرهفة التي يحاول أن يداريها دوما .. وراقب نشرها للفصل الجديد بتلك العضوية التي قام بتسجيلها قبل ساعات ..






دخلت ماجدة المطبخ تحرك رقبتها يمينا ويسارا وتحاول فك إشتباك عضلات ظهرها لتفاجأ بكوب يظهر في وجهها.. فانتفضت للخلف قليلا .. وهي تستوعب وقوف وائل بجوار باب المطبخ يمد يده بكوب من الشيكولاتة الساخنة كانت رائحتها في استقبالها .





وضعت يدها على قلبها تقول " أرعبتني يا وائل "

ردد يقلدها يداري سعادته " أرعبتني يا وائل ! "




تصنعت الجدية تأخذ الكوب وقالت " لمَ أنت مستيقظ حتى الآن؟ وكيف عرفت أني سأحتاج كوبا من الشيكولاتة ؟"

تحكم في رغبة ملحة لضمها ورد " إجابة السؤال الأول .. أنا مستيقظ لأنني أشتاق لصديقتي العزيزة التي تركز مع حاسوبها وتتركني وحيدا خاصة بعد أن نامتا الفتاتان .. وإجابة السؤال الثاني ( ووضع يده عي قلبه وقال بلهجة مغازلة) حدثني قلبي أنك ستخرجين الآن وترغبين في كوب من الشيكولاتة"




أطرقت برأسها قليلا ثم رفعت وجهها إليه قائلة" أنا أحتاج لخصوصيتي أحيانا .. فلم أعتاد بعد على وضعنا الجديد"



أومأ برأسه متفهما دون اعتراض .. لكنها شعرت بعدم الراحة فأضافت " أنا أحيانا اقوم بالتطوع لترجمة بعض النصوص من الفرنسية للعربية لبعض طلبة الجامعة في مجموعة على الفيسبوك"




رفع حاجباه يتصنع الدهشة فأكملت ماجدة " وأيضا مشتركة في بعض المجموعات النسائية على الفيسبوك ومثل تلك الأمور "

فأكمل لها الصورة " هذا بالإضافة إلى صديقتك تلك التي تحدثينها عند منتصف ليل الجمعة تدردشين معها "



أومأت برأسها وقالت " هذا ما يمكن أن أخبرك به حاليا.. كما .. كما ( بدأت ترتبك وهي ترى أقترابه منها بخطى بطيئة ) أخبرتك أني لم أتعود بعد على ..."

قاطعها فجأة يقول" هل من الممكن ان أحضنك ؟"

رفعت له وجهها بهمهمة متفاجئة " ها ؟!! "



لم يجيبها ولكن شدها الي حضنه ..وحضنها بقوة .. متنفساً الصعداء .. يشكر الله كثيرا أن تخلص من ذلك الكابوس ..




ظلت محتفظة قليلا بذراعيها واحدا يحمل كوب الشيكولاتة والآخر بجانبها .. تستشعر ذلك الدفء الذي يتسلل إليها ببطء حتى عظامها .. وتختبر ذلك الشعورالذي لطالما كان مبهما بالنسبة لها لسنوات .. وتجيب على التساؤل الذي يخصه كيف هو الشعور في حضنه ؟... ثم رفعت ذراعها ببطء تلفه حول جذعه تتلمس عضلات ظهره .



بعد دقيقة أبعدته في حزم تقول" هناك موضوعا لابد أن نتحدث فيه "



رد عليها " وأنا أيضا لدي موضوعا لابد أن أتحدث فيه معك "

قالت له تدعي الجدية " تفضل إبدأ بموضوعك "



رد بابتسامة حلوة تمقتها بسبب ما تفعله بها "beautiful ladies first "



لملمت ابتسامتها محتفظة بجديتها وقالت وهي تمسح على عنقها بخجل تتهم نفسها بالحمق لما تفعله بها كلماته " أريدك أن تراعي أن لدينا فتاتان في سن المراهقة .. وبالتالي عليك أن تكون منضبطا في علاقتك معي أمامهم "



سألها " ماذا تقصدين بـ ( منضبط ) .. ألا يجب أن يروننا في علاقة جيدة .. بالتأكيد علاقتنا الماضية قد تؤثر على نظرتهم للعلاقة الزوجية "



ردت مفسرة " أنا لا أقصد الا نظهر أمامهم بشكل طبيعي .. أنا أقصد ما تفعلها الآن .. ليس من اللائق أن تستيقظ إحداهما الأن وتراك .. تراك ملتصقا بي بهذا الشكل ".



مد وائل يده يغلق باب المطبخ ثم وقف أمامها يسند بمرفقه على الحائط خلفها وسألها " هل هذا جيد؟"




ردت تنفض ذلك الخدر في أعصابها " أنا أقصد عموما .. لا باب مطبخ مغلق .. ولا أي سلوك غير لائق أمام البنات"

قال وهو يتأملها" بشرط ... أن تنتقلي لغرفتي "

تنحنحت وردت" وإن لم أقبل؟ .. هل ستجبرني على ذلك ؟!! "




رد وهو يبعد كوعه عن الحائط ويستقيم في وقفته ثم أخذ الكوب من يدها ليضعه على المنضدة " إذن تحملي أنت مسئولية ما سيحدث من فضائح أمام البنات .. كأن تجديني أحملك ليلا من غرفة البنات لغرفتي .. ( وضع يده على خصرها) أنا لن أتحمل بعد الآن البعد عنك يوما واحدا جوجو (تحركت يده الى ظهرها متسللة بمكر وهو يستشعر ارتباكها وأكمل بلجهة مغوية) ليلة أمس .. ليلة أمس كانت شيئا خياليا )




تماسكت وأبعدت يده التي بدأت في التسلل تحت المنامة وقالت مدعية التمنع " ومن قال أني .. أن هذه الأمور ستتكرر بيننا .. ليس لأنني ضعفت ليلة أمس أن الامور بيننا قد عادت طبيعية أو أني سأوافق بتكرارها "




رد ببؤس " هذا هو الموضوع الذي أردت أن أتحدث معك فيه "

صمت قليلا يراقب ذلك الترقب في مقلتيها السوداوين ثم أكمل " علينا أن نسرع في الحصول على ماجد .. فقد أخبرنا أعمامي بقرب قدومه "




ردت بسرعة" أنت قلت نشك .. من الممكن أن نخبرهم أن شكنا لم يكن صحيحا"

قال بترجي " ولكني أريد طفلا آخر يا ماجدة .. أريد أن أعيش معك ما أضعته من قبل .. كما أنني أتمنى أن أرزق بمولود ذكر يخلد إسمي من بعدي ..وإن كنت لا أعرف إن كانت جلسات الكيماوي ستمنعني من الانجاب لفترة أم لا علينا سؤال طبيب عن ذلك .. لكني بالفعل أرغب في هذا الطفل بشدة "



ثم تحولت لهجته للحزن ليكمل" إلا اذا كنت لا تريدين الإنجاب لأني قد يعود لي المرض الخبيث في أي وقت"

وضعت يدها على فمه بسرعة تقول" لا تتحدث في هذا الأمر أرجوك "



فأمسك بيدها من على فمه وقبلها هامساً" علينا أن نتعايش مع هذه الحقيقة للأسف .. على أية حال لو جاء هذا الولد سأؤمن له حياته جيدا وأثق فيك تماما في تربيته من بعدي "



أمسكت بتلابيبه تهتف بلوعة " وائل ! "

احاط يديه حول خصرها يرد" نعم يا عمر وائل الضائع "

تكلمت بصوت مبحوح " أسكت "



قرب وجهه من وجهها " أمرك سأصمت وسأفعل كل ما تريدين.. لكن إمنحيني هذا الطفل إن كنتُ بالفعل لازلت قادرا على الانجاب "



قالت مراوغة وهي تشيح بوجهها " وماذا عن التلقيح الصناعي .. كانت فكرته مناسبة"




تحكم في ابتسامة متسلية وهو يراقب توردها ورد " لكني أريده أن يأتي بالطريقة الطبيعية .. كما أني أريد هذا الشئ بشدة جوجو ( وتسللت يده الماكرة مجددا وهو يضيف ) بشدة جوجو .. وأنت أيضا تريدين هذا الشيء لا تنكري ذلك "

انكرت بارتباك وهي تتعذب بلمساته " ليس صحيحاً "




لفحتها أنفاسه وهو يهمس " أنسيت ؟ ( وقلد صوتها ) قل إسمي يا وائل.. (مال على شفتيها يطبع قبلة خاطفة مع كل لفظة باسمها ) جوجو.. جوجو .. جوجو . أحلى النساء جوجو "

أطرقت برأسها وهي تدرك أنها على وشك الاستسلام مجددا وقالت " أشفقت عليك لا أكثر"




كان يدرك ما تعانيه .. وأدهشه أنه لأول مرة يفهمها.. فقال بتوسل يعترف بإنها تستحق أكثر من مجرد توسل " إذا إستمري في الشفقة عليّ .. ولا تعذبيني بامتناعك عني . . أعرف أني أستحق منك ذلك لكن كوني كريمة معي جوجو "




رفعت وجهها تبحث عن الصدق في موج عينيه الازرق .. وقلبها المريض بالعشق المتيم به لا يزال مذهولا بكل ما يحدث .. ليميل وائل ويطبع قبلات عاشقة في تجويف رقبتها .. فابتلعت ريقها وتكلمت بتهديد تحفظ به ماء وجهها " اذا وافقت هناك نقطتين لابد من أن أوضحهما .. الأولى أن هذا الامر إذا عاد لطبيعته بيننا لا يعني أني نسيت ما حدث في الماضي .. قد أكون سامحتك لكني لم أنسى بعد .. فخمسة عشر سنة ليست بالقليلة .."



أومأ برأسه موافقا وهو لا يزال يتسلل إلى تفاصيلها بشفتيه ويديه لفرض السيطرة على كيانها كله .. فأكملت بأنفاس لاهثة " وإعلم أني لن أسامح في أي خطأ قادم .. فإن كنت قد تحملت في الماضي فكان ذلك لأنك لم تعدني بشئ وقتها لكن الآن أنت تعدني بالكثير .. وبالتالي أي خيانة أو خداع هذه المرة ستكون النهاية بيننا .. للأبد "




رفع رأسه مبتسما بسعادة وقال" ما عليك إلا أن تأمري جوجو "

والتصق بها يطبق على شفتيها وقد طال صبره فأنهارت قواها تماما .. لتستسلم له .. ذلك الاستسلام اللذيذ الذي أحبت الغرق والطفو فيه ليلة أمس ..




بعد دقائق ترك وائل شفتيها ليمطرها بوابل من القبلات المشتاقة السعيدة .. السعيدة جدا .. ثم همس مغازلا وهو يفك أزرار منامته " ليلتنا عنب.. يا عنقود العنب "



همست موبخة تدفعه بعيدا " وائل ماذا تفعل نحن في المطبخ !! ( ثم ضيقت عيناها وتخصرت تقول) ماذا تقصد بالعنب .. هل تسخر مني ! "



رد متهكماً " الا تعلمين ماهو العنب!!.. حسنا دعيني أخبرك القصة ( وابتعد خطوتين مرققا صوته يقلدها ) إنه بني اللون معظم أيام السنة لكنه مع إقتراب الموسم يتحول للون الوردي .. ( وغطي عينيه بكفه يمثل الحرج ) فإذا حضر موسم الفراولة صار لونه أحمر "




كان منظره مضحكا وهو يقلدها.. وخفيف الظل كعادته .. فاتسعت ابتسامتها .. حتى رأى أسنانها الجميلة بوضوح .. فصاح مصعوقا يشير نحوها بسبابته " هل ابتسمت الان !! "




شعرت بالحرج فغطت فمها بكفها .. لكنه إقترب يقول بسعادة " إبتسمت يا جوجو !! .. أخيرا.. أخيرا استطعت اضحاكك .. أخيرا جوجو"




فجأة حملها وألقى بها على كتفه وهو يقول" ليلتنا كلها عنب "




صاحت ماجدة معترضة تضربه على ظهره" وائل !! .. ماذا تفعل ؟؟!! أنزلني"

رد هامسا وهو يقطع الممر بسرعة ناحية غرفته " أششش .. أخفضي صوتك يا عنقود العنب .. لدينا فتاتان مراهقتان ولا يصح أن يعلموا بتفاصيل محاولاتنا لإنجاب ماجد الصغير "




قبيل الفجر :



قبّل وائل جبينها ..وجانب من وجهها المبلل بالدموع وعاد لشفتيها مجددا .. ثم أمسك بيدها يقبلها .. فرفعت كفوفها تمسح الدموع من عينيه هامسة " كفى يا وائل لم هذه الدموع ؟!! "

رد بصوت يخنقه البكاء " توقفي أنت أولا عن البكاء "




مسحت دموعها فأكمل وائل بخفوت" غريب هو الإنسان .. وغبي في أحيان كثيرة .. كنتِ أمامي وكنتُ مُغيبا أبحث عنك بين النساء .. وأنكرتك بداخلي وأنا أصنع منك وهما أعيش به .. تمنيت الموت طيلة خمسة عشرة عاما .. فاذا بالله يعاقبني بمرض مميت ثم ينعم علي الشفاء ليجعلني أشعر جيدا بحجم النعم التي كنت لا أضع لها أهمية .. وحين أكتشفت فجأة أني أرغب في الاستمرار على قيد الحياة .. أعيش برعب أن يعاودني المرض من جديد .. لكني أعدك .. أعدك أن أحبك آلاف المرات في العمر المتبقي لي وحتى آخر نفس في صدري .. وإن كنت لا أعلم هل أؤذيك أكثر بهذه الطريقة أم لا .. فكنت أفضل أن أرحل وأنت يائسة من إصلاحي على أن تتذوقي قربي ثم أختفي من حياتك للأبد "

عانقته بقوة وهي تهمس بعذاب " أسكت يا وائل أرجوك لا تتكلم في هذا الأمر مجددا "




قال وهو يتحسس ظهرها العاري" هذا أمرا علينا أن نتوقعه في أي وقت للأسف "

ردت وهي تتحسس عضلات عنقه" لن يحدث بإذن الله.. وستعيش حتى ترى أحفادك "




ابتعد عنها يستلقي على ظهره ثم سحبها لتنام على صدره يقول وهو يمشط شعرها بأصابعه " أسف جوجو أنك تحملت وستتحملين ما اقترفت من أخطاء في حياتي .. أتمنى من الله كما شفاني من المرض وأعادني من الغيبوبة وجمع بين قلبينا من جديد أن يمد في عمري حتى أعوضك وأجعلك أسعد إمرأة في العالم "

دفنت ماجدة وجهها في صدره تتحسسه بحرمان لم ينتهي بعد .. لتستسلم بسرعة للأحلام السعيدة وهي ثملة .. ثملة به ومنه .. من وائل زوجها وحبيبها .. العائد للحياة بقلب فاق من غيبوبة طويلة ..





يتبع







Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 12:04 AM   #2678

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

بعد أيام :



أنتهى عمرو من تدليك قدميها المتورمتين وهي مستلقية بإنهاك في غرفة أحمد القديمة في بيت والدها .. يعتصر الألم قلبه وهو يراها مجهدة بهذا الشكل .. ثم جلس بجانبها على السرير يقول بخفوت " اليوم حين نذهب للطبيبة لابد أن تحدد لك موعدا للولادة .. أنا غير قادر على تحمل معاناتك هذه يا أروى .. هذا صعب "



ابتسمت بوهن وحاولت المزاح كعادتها رغم رغبتها الملحة للبكاء .. فلم تعد تشعر بالراحة لا مستلقية ولا جالسة ولا نائمة .. تدعو الله أن يرحمها .. خاصة مع أوجاع ظهرها الشديدة والتي تتجنب بقدر المستطاع الإكثار من المسكنات القوية لتسكينها حتى لا يضر بالجنين .


قوست شفتيها للأسفل وقالت ببؤس طفولي " قل الصدق أنني أصبحت بالفعل أشبه سمكة الينفوخ .. وأنك لم تعد تطيقني "
أبعد شعرها الجميل من على جبهتها وقال متألما " أنا لا أمزح يا أروى ..أنا اتألم بشدة مثلك "


قالت بلهجة مسرحية بائسة " أتركني عند أهلي يا ابن الناس سيراعونني حتى تأتي موعد ولادتي .. وإذهب أنت لتراعي والدتك "



رد حانقا بقلة صبر " أروى إرحميني من مزاحك أعلم أنك تعانين "
ردت وهي تغلق عيناها إذن دعني استرح قليلا .. عدل لها من وضع الوسائد خلف ظهرها لتنام جالسة على السرير يتأمل نومتها في هذا الوضع المثير للشفقة .. فلم تعد قادرة على النوم إلا في وضع الجلوس منذ فترة .. تحركت على جانبها قليلا تواجهه .. فمسد على شعرها بحنان حتى استغرقت في النوم .. لتدخل إلهام حاملة كوبا من اللبن الساخن فأشار لها عمرو أنها نامت .. وينسحبا من الغرفة بهدوء.



في الصالة وقف أحمد يسأله بقلق " كيف حالها؟ " رد بإجهاد " متعبة جدا .. لم تنم طوال الليل وطلبت مني أن أحضرها إلى هنا ( وأضاف بتوتر ) ما دامت ستلد قيصريا لم الإنتظار .. لم الطبيبة تزيد في عذابها .. أفكر في تغيير هذه الطبيبة "



تدخلت إلهام تقول " يا بني الطبيبة هي من تقرر الطفل جاهز للخروج أم لا .. عموما أنا ذاهبة معكما اليوم إن شاء الله لأفهم الوضع "



لاحظ أحمد بانة المنكمشة تمسك ببطنها فقال ليبعدها عن هذه الأحاديث " هلا صنعت لنا قهوة يا بانة من فضلك "



أومأت برأسها مبتعدة في توتر فزفر أحمد متألما على أخته وقال " المهم أنها نامت.. ربما حين تأخذ كفايتها من النوم تستيقظ بحال أفضل "
رد عمرو بخفوت " أدعو الله لها أن تستريح من هذا العذاب بسرعة "



تمتمت إلهام وهي تتركهم " كل النساء تكون أيام الحمل الأخيرة من أصعب الأيام التي تمر عليها .. أدعو الله أن يهون عليها أروى بنت إلهام آمين"



خرجت رحمة بحرج من غرفة أروى التي تبيت فيها لحين عودة سيد وآية.. وقالت لإلهام وهي تمسك بحقيبتها " أنا عندي محاضرة مسائية اليوم يا خالتي "
فردت إلهام " حسنا يا حبيبتي لا تتأخري "
تدخل أحمد يقول " متى تنتهي المحاضرة بالضبط؟"
ردت رحمة " في الثامنة "



فقال " هل سينتظرك ذلك السائق الذي عينه لك سيد لتوصيلك ؟"



فأومأت برأسها بالإيجاب ليقول أحمد " إذا حدث أي شيء ولم يأتي الرجل في موعده أتصلي بي وإن لم أرد إتصلي بأحد من الشباب "



أومأت برأسها بإبتسامة حلوة تميزها واستدارت تتصل بالسائق تسأله أين يكون .. بينما مال عمرو على أحمد يقول " ألم تعرف بمكان العروسين حتى الآن "
رد أحمد ممتعضا " لا للأسف .. ولا يعجبني هذا لا يعجبني أبدا "


قهقه عمرو سأل رحمة " ألم يتصل بك سيد يا رحمة"
ردت بسرعة " لم أتحدث معه منذ ليلة زفافه اقسم بالله "
فعقب أحمد " لكنك كنت على علم مسبق بأنه لن يبيت بشقته ليلة زفافه أليس كذلك ؟! "



أومأت برأسها بالإيجاب ثم قالت " لكنه لم يخبرني إلى أين هو ذاهب أقسم بالله "
زفر أحمد بغيظ ثم وقف يديه في جيبي بنطاله وتكلم بخفوت مفكرا " هل هرب معها ثم لم يستطع قلبه تحمل السعادة فمات بأزمة قلبية ؟! "
فوقف عمرو بجانبه في نفس وقفته يديه في جيبي بنطاله مفكرا هو الآخر وقال " أو آية جن جنونها من الفرح فقتلته "



أضاف أحمد مستغرقا في التفكير " أو كلاهما قتلا بعضهما من قوة الحب "
فوافقه عمرو مستمرا في التفكير " هذا غير منطقي .. لكن المنطقي أن حدث لهما هبوطا حادا من كثرة العشق الملتهب ففاضت روحيهما "



وقفت بانة تمسك بصينية القهوة تحدق فيم يفعلان بينما كتمت رحمة ضحكتها .. لينتبه أحمد لرائحة البن ويتقدم منها متجاهلا حالة التعجب التي ترتسم على ملامحها لما يفعلان.. فناول عمرو الواقف بجانبه فنجانه .. ثم أخذ الفنجان الأخر وقال قبل أن يرشف رشفة من قهوته "أين تتوقع أن يكونا الآن ؟ يا أبا بيدو .. إن هذا الماكر لم يخبرنا حتى إلى أين سيسافران "


رد عمرو بعد رشفة وتركيز في الفراغ أمامه" أتوقع إحدى شواطئ جزيرة هاواي حيث السحر والخيال "


رشف أحمد رشفة وأكمل له وهو يركز في نفس الفراغ مع صديقه " أتوقع أن آية ترتدي لبس الهونولولو ولكن باحتشام وحجاب "
فقاطعه عمرو ينظر إليه مستفهماً وقال " كيف هونولولو وباحتشام ؟!!"



رد أحمد ببساطة " لا تقلق النساء يتحايلن على هذا الأمر ويسمونه ( تقفيل محجبات للملابس ) أما سيد .. "


فأكمل له عمرو" يرتدي شورتا مرقط بقلوب حمراء كبيرة .. عاري الصدر .. يتدلى من عنقه عقدا من الزهور .. وفوق رأسه تاجا آخر من الزهور "


رشف أحمد رشفة وأكمل " وتجري آية على الشاطئ تقهقه في سعادة كالبلهاء .. و سيد يجري وراءها يطاردها كخرتيت ضخم يطارد سنجابا .. فيفر المصطافون يمينا ويسار .. ومنهم من يلقي بنفسه في الماء رعبا "


أطلقت بانة ضحكتها وشاركها رحمة وإلهام التي خرجت تشاهد المشهد العجيب .. فابتسم أحمد لبانة و غمز لها ثم قال " أتضحكون ! .. أعصابكم في ثلاجة وأنا قلقا على أختي .. قطعة من قلبي "



ضحكت إلهام مجددا .. فضيق أحمد عيناه ثم اقترب منها ويديه في جيبه ليميل بجذعه أمامها ويحدق في عينيها بشك قائلا " الغريب في الأمر يا أبا بيدو أن أمي لم تجهز يومها طعاما لصباحية العروس .. ولم تفكر في زيارتهما في اليوم الثاني مدعية أنها ستتركهما ليطلبا الطعام حين يريدان .. ومنذ أن أكتشفت أنا بنفسي إختفاء هذان المذنبان لم أجدها قلقة أبدا .. كل ما تقوله إتركوهما ينعمان ببعض الخصوصية .. إعترفي يا إلهام هل أنت متورطة في هذا الأمر ؟"


أشاحت إلهام بيدها واستدارت لتتركهم .. فحضنها من الخلف يقول " لن تفلتي من يدي يا إلهام.. أنا أشك بك لكني سكت لأراقب تصرفاتك .. إعترفي .. هل يتصلان بك من وراءنا "
حاولت التخلص من ذراعيه تقول موبخة" أتركني يا أحمد لدي ما أريد أن أفعله قبل أن أخرج مع أروى وعمرو "



شدد أحمد من ذراعيه حول أكتافها وقال " بل سأخطفك في شقتي رهينة .. إما تعترفين أو يأتي إبراهيم لتخليصك مني "
ضحك الجميع وهي تحاول تخليص نفسها من ذراعيه .. تضربه تارة وتعضه تارة بعصبية لكنه لم يفلتها مقهقها .. حتى تجمد المشهد فجأة حين جاءت صرخة آروى من الداخل " أمييييي .. أميييي .. عمررررررو "


أقتحم الجميع الغرفة بجزع لتقول أروى برعب " أنفجر ماء الجنين يا أمييييييي "



وقف أحمد جامدا لا يفهم بينما صرخ عمرو " ليس من المفروض أن تتعرض للطلق .. لن يتحمل ظهرها هذا الألم "



صاحت إلهام بحزم " جهز السيارة يا أحمد فورا وأنت يا عمرو اتصل بطبيبتها وأخبرها لتلحق بنا في المستشفى "


وتوجهت لأروى متوترة لكنها قالت " إهدئي يا حبيبتي ليس هناك مشكلة "
بدأت بانة في الإمساك ببطنها شاعرة بتقلصات شديدة.. فصاحت إلهام بحزم " ماذا تفعلين هنا إنزلي الي شقتك هيا "
قالت بانة باكية "سأساعدكم"



هتفت إلهام بتوتر " خذها في يدك يا أحمد وأسرع بتجهيز السيارة "
سحبها أحمد من يدها .. بينما وقف عمرو في توتر ينتظر أن ترد الطبيبة على هاتفها وهو يتمتم بكل الأدعية التي يحفظها .



بعد ساعتين كان أحمد يقف في ممر المستشفى مع أمه وأبيه يقول لبانة في الهاتف " لا تقلقي يا بانة .. تم تجهيزها للولادة القيصرية وستدخل بعد قليل .. إن شاء الله خير .. هل رحمة معك؟ .. جميل .. سأتصل بك سلام "



بعد أن أغلق الهاتف تطلع لوالديه الواجمين ثم نظر في الغرفة ليجد عمرو يجلس بجانب أروى التي ترتدي ملابس غرفة العمليات .


قال عمرو في الغرفة لأروى " لا تقلقي يا أروتي الطبيبة طمأنتنا "
ومال ليقبل يدها .. فقالت أروى " أنا فقط لا أحب غرف العمليات .. بت أشعر بالرعب من دخولها رغم أني دخلتها كثيرا لكني كنت كل مرة أرتعب أكثر من التي قبلها وأشعر أنها المرة الأخيرة التي سأرى فيها من أحبهم "



قبل عمرو رأسها وقال بهمس " لا تتكلمي بهذا الشكل يا أروى بالله عليك فليحفظك الله لي ولولدك إن شاء الله "



قالت بوهن ..وهي تمسح على ذراعه " أنا فقط أريد أن أقول لك أني أحبك .. وأني كل يوم يمر علي وأنا في بيتك أحبك أكثر وأكثر .. وإذا مت لا قدر الله .. تزوج وانجب الكثير من الاطفال يا عمري "



أحاط رأسها بذراعه يدفنها في صدره وقد إحمرت عيناه من الدموع فقال يشاكسها حتى يبدد اللحظة الصعبة " أشششش .. بالطبع سأتزوج هل تتوقعي أن أبقى بدون زواج "


بعد دقائق أبعد ذراعه يتطلع فيها ويدخل خصلات شعرها الفارّة من غطاء الرأس الخاص بغرفة العمليات فشبكت أصابعها في أصابعه ثم رفعتها إليها لتقبل يده فأحنى رأسه وقبل يدها أيضا .



دخلت الممرضة تقول " هيا بنا سيدة أروى "



حملها عمرو ووضعها على الكرسي المتحرك الخاص بالعمليات لتدفعها الممرضة وتخرج من الغرفة .



ابتسمت أروى للجميع ملوحة فتقدم أحمد يقبل رأسها لتربت على يده وتمنحه نظرة أوجعت قلبه وذكرته بالمرات العديدة التي دخلت فيها غرفة العمليات بهذه النظرة .. لتدفعها الممرضة فتمر من جانب عمرو الواقف يقبض كفيه بجانبه فاستدارت إليه ترسم بسبابتيها وإبهاميها قلبا وقالت أحبك بالكورية " سارنجيه "



فردد بخفوت وراءها دون أن يدري و الدموع تتدفق إلى عينيه " سارنجيه يا حبيبة عمرو "


ثم مسح عيناه وجلس يقرأ في مصحفه بقلب مقبوض من الرعب ..
ظهرت عفاف فجأة من آخر الممر فنبهه أحمد ليستقبلها متفاجئاً " لم خرجت يا أماه وكيف أتيت ؟؟ لم أريد أن أشق عليك "



تكلمت لاهثة " لم استطيع الانتظار في البيت فاتصلت بوائل فأوصلني للمستشفى وذهب قائلا أنه يتواصل معكم على الهاتف "



أجلسها عمرو ولاحظت عيناه المتأثرتان فربتت على كتفه وقالت مشفقة " لا تقلق يا حبيبي ربك كريم بعباده "
فتمتم عمرو بخفوت " ونعم بالله "


بعد قليل أقتربت الممرضة تقول " حمدا لله على سلامتها الأم والطفل بخير وسنحضرها للغرفة حين تستكمل إفاقتها بإذن الله .. "


***



في مسبح خاص بأحد الشاليهات في منتجع سياحي وقفت آية في وسط المياة ترتدي ملابس البحر .. لترتفع فجأة في الهواء حين يدخل سيد من تحت الماء بين ساقيها يحملها على كتفيه فتشبثت برأسه مطلقة ضحكة عالية .. ليتكلم ضاحكا "هذه آخر مرة وكفى .. فأنا أخشى أن تتأذين "


صاحت معترضة " سأتأذى من ماذا .. أنا أقفز في الماء "
أطلق زمجرة يقول " آية "
فقالت بسرعة " حسنا .. آخر مرة .. سأعد .. واحد .. إثنان .. ثلاثة "



رجعت بظهرها للخلف تمسك بأنفها ..وتنقلب في الماء صارخة بحماس .. فتغيب تحت الماء لثوان ثم تصعد برأسها تشهق بقوة .. ضحك سيد عاليا ثم إقترب يمسح عن عيناها ووجهها الماء بكفه ثم قال " يكفي هذا "



تحرك نحو حافة المسبح فجرت بسرعة تتمسك برقبته من الخلف وتقفز فوق ظهره وهو يسبح ..
حين وصل للحافة قال " ألن تنزلي ؟"


طقطقت بلسانها معلنة رفضها .. ليمسك كوب العصير يرتشف منه فتمتمت آية وهي تسند برأسها على كتفه باسترخاء " أحببت هذا المكان"



رد سيد " الحقيقة أنه كان إقتراحا موفقا منك أن نستأجر مكانا خاصا كهذا في منتجع سياحي .. وإن كنت لازلت متمسكا بحلمي أن آخذك يوما ما خارج البلاد في رحلة استجمام كنت أنوي ذلك بعد زواجنا مباشرة لولا ضغط تكاليف الزواج "



همست آية " إن شاء الله سنفعلها يوما .. لا تشغل بالك المهم أننا معا "



تمتم " أجل المهم أننا معا.. في أي مكان تحت أي سقف "
قالت " علينا أن نتصل بأمي لنطمئنها علينا كما نفعل كل يوم "
أومأ سيد برأسه موافقا ..



نزلت من على ظهره .. فرفعها لتجلس على حافة المسبح ووقف يتطلع إليها قليلا بلباس البحر الساخن الذي ترتديه .. فمالت تقرب وجهها من وجهه وهمست" أحبك .. أحبك يا سدسد .. ولا أتخيل أني قد أمر بتلك التفاصيل الخاصة بالزواج مع رجل آخر غيرك .. أنت فقط .. أنت وحدك .. آية خلقت لك وحدك "



مالت أكثر لتحضنه فلف ذراعاه حول خصرها يخبئ وجهه في حضنها قليلا .. ثم رفع لها عينان غائمتان بالعاطفة وتمتم " لا أفهم كيف بحضنك هذا تسربين الدفء إليّ فيحارب الصقيع القابع بداخلي .. ( صمت قليلا يتأملها ثم أكمل ) هل تصدقيني إذا قلت أنني عشت طيلة عمري بثقب فارغ هائل الحجم بقلبي .. لم ينفع معه أية محاولة من قبل لملءه .. وأنك منذ أن أصبحت زوجتي وأنا أشعر بأن هذا الفراغ يتقلص ويضيق .. ويضيق ..
هل أبالغ إذا قلت أنني لأول مرة يضمني حضن إمرأة بهذا الشكل وبهذه الطريقة التي تشعريني بها .. وأني أشعر أنك جزء مني يا آية وكأني كنت أعيش مبتور الأطراف أو فاقدا لجزء مني ولم أدرك ذلك إلا عندما أخذتك بين ذراعاي .. فاستعدته .. واستعدتك .. هل أبالغ إذا قلت أني أشعر أنك أمي .. وإبنتي .. وحبيبتي قبل أن تكوني زوجتي .. أنا لا أعرف كيف ومتى حدث هذا وتغلغلت إلى هذا الحد بداخلي .. وكيف تحولتِ من طفلة لشابة ثم إمرأة أصبحت كل أملي"


مالت على شفتيه ترد على ما تفوه به فقرب رأسها إليه وقبلها قبلة سرقت أنفاسها ..


فأفلتها يقول بأنفاس لاهثة " هل حكيت لك من قبل حكاية المارد الذي يحب السكاكر "
أطلقت ضحكة محرجة وحركت رأسها بلا فقال " تعالي لأحكيها لك في الغرفة "



ضحكت بصوت أعلى وهي تراه يستند بيديه على حافة المسبح ويصعد بجانبها .. ثم استقام واقفا يسحب يدها لتقف وهو يقول بابتسامة باتت تفهم معناها " صدقا لم أحكي لك هذه الحكاية من قبل؟"



غطت فمها بيدها ضاحكة وقد بدأت تشعر بدغدغة في أعصابها من النظرة المتأججة في عينيه قبل حتى أن يقترب منها وحركت رأسها بلا مرة أخرى .. فحملها فجأة بين ذراعيه يتأمل وجهها وشعرها المبللان وجرتي العسل اللتان تتطلعان إليه وقال وهو يستدير نحو الغرفة " كان يا مكان ..كان هناك مارد يتيم .. مسكين .. يحب السكاكر بجنون .. حتى أهدى إليه في يوم من الايام قطعة سكاكر عملاقة لا تنتهي أبدا مهما أكل منها لا تنتهي "



***



قال أحمد مستنكرا كيف ستزغردين يا أماه بالمستشفى !! هناك مرضى لا يريدون الإزعاج"


ردت إلهام ببساطة " هذا قسم الولادة ومن الطبيعي أن يزغرد الناس فيه "
مط شفتيه ممتعضا وقال " مادام أبي قد حضر فأنا ذاهب فلا أتحمل رؤيتها بهذا الشكل "
مطت إلهام شفتيها فتمتم متحاشيا النظر نحو أروى الواهنة في السرير " مبارك يا أم عبد الرحمن مبارك يا أبا عبد الرحمن "



وانسحب من الغرفة بسرعة غير قادر على تحمل تألمها بعد خروجها من العمليات بسبب بعض الأوجاع في ظهرها .. شاعرا بالرعب كلما أقترب موعد ولادة بانة .. ولا يعلم كيف سيتحمل هذا الأمر هو الآخر ..



في الغرفة لم يكن عمرو بحال أفضل منه يمسك بيد أروى يدلكها وهي تقبض على يده من وقت لآخر تطمئنه .. والحاج والحاجة قلقان على أبنتهما بينما عفاف تحمل الوليد الصغير تحدق فيه بيعنين دامعتين ..



قالت إلهام لعمرو " أنت لم تحمل إبنك بعد يا ولدي "


انتبه عمرو لأنه لم يرى حتى وجه إبنه فقد إنشغل بأروى .. فاستقامت عفاف تقول متأثرة" يشبهك إلى حد لا يصدق .. يا الهي ! كأن الزمن عاد بي للخلف خمسة وثلاثين عاما "
تكلم الحاج سماحة " مبارك ما رزقكما به الله .. أدعو الله أن يكون لكما ذرية صالحة "



وضعت عفاف عبد الرحمن في حجر عمرو فإزدادت ضربات قلبه وحدق فيه قليلا شاعرا بمشاعر غريبة وجديدة تغزو قلبه ببطء .. وهو يرى ذلك الكائن الصغير الحانق أمامه .. فهتفت أروى بوهن "هل حقا يشبهك يا عمرو؟ أريد أن أراه "


إقترب منها وهو يحمله مرتعبا وجلس جوارها يتطلعان سويا فيه .. في ثمرة حبهما و إرتباطهما .. فأمسكت أروى يده الصغيرة بتأثر ومالت تقبل جبينه الأملس وهي تهمس باكية " ولدنا عبد الرحمن يا عمرو "


تطلع في عينيها وقال " اللهم لك الحمد والشكر أن رزقتنا بعبد الرحمن عمرو عبد الرحمن القاضي ( واتسعت إبتسامته وأكمل ) الشهير ببيدو "



ثم ماله عليه يكبّر في أذنه .. لتطلق إلهام زغرودة عالية سمعها أحمد وهو في مصعد المستشفى فضرب على جبينه يقول " فعلتها أمي !! "





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 12:05 AM   #2679

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

بعد عدة شهور :



دخل وائل لبيت عائلته ليجد الجميع في انتظاره بقلق .. الكل مجتمع .. والدته وأخيه وزوجته ووليدهما وماجدة والتوأم .
طالع الجميع في صمت يراقب الوجوم والترقب الباديان على ملامحهم .. نادما للمرة المليون على كل لحظة فكر فيها في مغادرة هذه الحياة تاركا وراءه كل هذه القلوب الدافئة التي مازالت متمسكة به رغم غيابه المجازي في حياتهم .
إقتربت أنجيل الصغيرة منه ببطء تقول "طمئننا يا أبي ما هي نتائج الفحص ؟"


توترت القلوب واصعب ثواني تمر عليهم حتى فتح وائل فمه يقول بصعوبة " الحمد لله خالي من المرض"


زفرات الارتياح تصاعدت .. والدموع انهمرت فأحاطت إبنتيه بجذعه يغمرانه بالأحضان .. فأخذهم بين ذراعيه وهو يستشعر إرتجافهما .. يتطلع في والدته التي غطت عيناها تبكي بينما تقدم منه أمير متأثرا .. أما ماجدة فشاهدها وهي تجري إلى المطبخ باكية .


قال أمير "الحمد لله أنك بخير .. كنت أتمنى أن تتركني آتي معك وأنت تستلم نتيجة الفحص الدوري "
تكلم وائل وهو يتجه نحو أمه بعد أن ربت على كتفه " لا أحب أن يأتي أحد معي وأنا أتسلم نتيجة الفحص حتى الشباب رفضت أن يأتي أحد منهم معي .. هذا الأمر سأخوضه وحدي أولا وإن كان مقدرا لي أن أبتلى به مرة أخرى فأحب أن أتلقى الأمر وحدي أولا "


ثم أخذ رأس أمه الباكية إلى صدره وقال " كفى بكاء يا أمي .. أنت كنت صامدة أمام محنتي الطويلة وتبكين الآن حين أرزق ببعض الوقت خاليا من المرض "
تمتمت أنجيل وهي تمسح دموعها " الحمد لله أن شفاك يا ولدي .. نطلب من الله لا يعيدها "



قبل رأس أمه وابتسم لكريستين التي تحمل رضيعها حديث الولادة ليلحق بماجدة في المطبخ.


وقف على باب المطبخ يتأملها تقف أمام الموقد بعينين متورمتين من البكاء .. إن علاقتهما في حالة من التأجج العاطفي المتواصل وكأنهما يعوضان ما فاتهما من قبل .. لكنها مازالت تخفي عنه سر سيدة الظل جوجو .. وبينما لا يزال يتابعها في صمت وقد انتهي من قراءة جميع ما نشرته على الإنترنت .. وأعجب به كثيرا.. ليس فقط لأنه يفخر بها ولكنه لأنه أصبح من محبي قلمها .. وأصبحت هي من الأقلام المفضلة لديه .. يحب حكاياتها الرومانسية .. يحب العالم الذي تدخل فيه قرائها .. عالم حالم ومسالم ..
إنه إكتشفها كماجدة أكثر حين قرأ لها .. وإكتشف أنها لا تقل عنه رومانسية وشاعرية ومثالية .. لكنها أكثر منه تقبلا للواقع وإرتكانا للمنطق .. والأهم أنها أقوى منه نفسيا .. فما مرت به هي الأخرى لم يكن هينا ومع هذا لم تسمح لنفسها بالإنزلاق نحو الأخطاء كما فعل هو .. ولم تأخذ ما ألم بها من صعاب مبررا لأن ترتكب الحماقات مثله .. واحترم فيها أن بحثت عما يشغلها ويشعرها بوجودها الإنساني خارج إطار التصنيف الشائع للنساء الخاص بمهمتها الأعظم وهي الأمومة ..


انتظر بشوق ولهفة تلك اللحظة التي ستقرر فيها أن تخبره بما تخفيه عنه .. وبالرغم من ذلك تحدث مع صديق له صاحب دور نشر شهيرة للتواصل معها كسيدة الظل جوجو ليعرض عليها رغبة دار النشر في نشر إحدى رواياتها .. وقد وعدته ماجدة بالتفكير في الأمر .



إقترب في صمت وأحاطها من الخلف يغمرها بحضن دافئ ويلتصق بها كطفل يتشبث بأمه .. يحتمي خلف كرامته الذكورية التي تحطمت أكثر من مرة أمامها .. يحتمي بها حتى لا يعترف أمامها أنه كان مرتعبا وهو يتسلم نتيجة الفحص .. وبعد أن عاش عمرا يرغب في إنهاء حياته شعر لأول مرة بالرعب من الموت .. بالغصة من إحتمالية مفارقة الأحباء ..



أي جنون هذا ؟؟.. وأي عبث سارت عليه حياته؟؟ ..
شعر بنشيجها الصامت فمال يطبع قبلة دافئة طويلة على عنقها.. ثم همس معتذرا للمرة التي بات من الصعب عدها " آسف جوجو .. آسف أنك مضطرة لأن تعيشي معي تلك اللحظات المرعبة من آن لآخر .. تمنيت لو أحمل أوزاري وحدي وأن أتلقى عقابي وحدي بأني لم أرضى بالإبتلاءات ولا بالأقدار وتمنيت الموت كثيرا حتى أعطانيه الله مادمت أريده إلى هذا الحد .. "



دلكت ذراعه الملتفة حولها غير قادرة على قول أي شيء .. يكفيها ذلك الوجع الذي فاق كل الأوجاع .. وجع الرعب من رحيله عن الدنيا .. فالأمر بات أصعب من ذي قبل بعد أن إستعادت وجوده في حياتها .. فلم يعد ذلك الشبح الذي تعشقه وتتفقد أثره هنا وهناك .. بل أضحى حبيبا وأبا وأخا وصديقا وإبنا .. أضحى سندا وظهرا حقيقيا وليس صوريا ككثير من علاقات الزواج التي ترصدها في الواقع وتكتب عنها في رواياتها ..



وهذا أخطر مافي الأمر .. ذلك الدور الذي إتخذه لنفسه في حياتها بعد أن إحتلها إحتلالا فلم تعد قادرة على الفكاك منه .. أصبح معه مجرد الفراق كخاطرة أمرا شديد الصعوبة وشديد الوجع .



لم تقدر على المقاومة فاستدارت تحضنه بقوة فأغرقها فيه لبعض الوقت في صمت أبلغ من الكلام.. بعد أن بات الكلام فاقدا للمعنى .



قال وائل بعد دقائق " سألت الطبيب على مسألة الإنجاب فأخبرني أن الأمل ليس معدوما ربما مع الوقت تحسن الوضع "



رفعت إليه ماجدة وجهها المبلل بالدموع وقالت " مازلت مصرا على هذا الأمر .. أنا لا أتخيل أن أعيش تجربة الإنجاب مرة أخرى كما أن فارق خمسة عشرة سنة بينه وبين أختيه كبيرا جدا.. ولا أريدك أن تفكر في هذا الأمر كثيرا أو تحزن بسببه "
تكلم وهو يمسح دموعها " إنها أمنية لا أكثر لكن صدقيني أنا مدرك أن ما حصلت عليه بعد استفاقتي المتأخرة أكثر بكثير مما أستحق .. يكفيني عائلتي وأصدقائي .. وأنت جوجو .. أنت بالذات هدية لا أستحقها "



قالت برجاء " إذن دع هذا الامر أرجوك ... ولا تفكر فيه مجددا وسنترك الأمور على حالها .. وكل له أقداره "
قبل جبينها وقال " أوافق .. وأنت أيضا عليك الموافقة "
سألته باستفهام " أوافق على ماذا "
قال بنظرة شقية لم تعد تفارق عينيه كلما تحدث معها " أن نسافر أنا وأنت في رحلة استجمام "
سألته متفاجئة " إستجمام ! .. أين ومتى؟؟ "



رد بابتسامة عابثة " سنذهب لجزر المالديف رحلة لعاشقين ( وأمسكها من خصرها ) أنا وعنقود العنب فقط .. آخر الشهر ما رأيك؟"
رمشت بعينيها متفاجئة وقالت " ولكن البنات والدراسة و ... "



رد عليها ممتعضا " البنات لسن صغارا وسنتركهم في عهدة أمي وأمير .. ويستطعن مباشرة دروسهن بدونك بضع أيام "
طالعته بنظرات مترددة فقال " دعيني آخذك لرحلة لن تنسيها أبدا .. وأعوضك عن شهر العسل الذي لم نقم به يوما .. (ومال يهمس بجوار إذنها بإغواء ) .. أتطلع لأن أراك بلبس البحر الساخن .. أريد أن أشتري لك منه الكثير .. سيكون على قوامك معذب ومهلك للأعصاب "



حاولت التخلص منه وهي تقول ضاحكة " وائل لسنا في بيتنا "
ترك ليديه حرية التجول على تفاصيلها وهو يهمس بحرارة " ما ذنبي إن كنت مريضا وأنت دوائي .. "
لملمت إبتسامة مرتبكة ومالت بجذعها للخلف تحاول الفكاك من جنونه المغوي وقالت على أنغام نبضات قلبها الراقصة " أنا دواءك ؟"



رد وهو يميل نحوها أكثر فتزداد ميلا بجذعها للخلف " ألم تدركي بعد أنك علاجي يا عنقود العنب ؟.. تطردين الأمراض من جسدي ونفسي وروحي .. لابد أن يعلم الجميع أن علاجي في يديك .. ولهذا أنا أحتاج لجرعة مكثفة من العلاج بك .. وهذا ما سنفعله في جزر المالديف .. رحلة إنسانية لإنقاذ مريض يتوجع .. الطبيب أخبرني بذلك"


سألته ضاحكة " أخبرك بماذا ؟"
رد مبتسما بتسلي " أنني إذا أردت ألا يعاودني المرض الخبيث عليّ التواصل مع الحبيب هذا هو علاجي "
توردت وقالت بخجل " وعلاجك بملابس البحر الساخن ! "
اتسعت إبتسامة شقية على شفتيه ورد غامزا " ذا القطعتين بالذات .. إنه علاجا فعالا لمن هم في مثل حالتي "



مال نحوها أكثر فتحررت من ذراعيه بسرعة تجري نحو باب المطبخ ضاحكة .. فحدجها بنظرة متوعدة قائلا " جوجو تعالي هنا نتفاهم قليلا قبل أن تخرجي إليهم .. جوجو أريد الدواء ما هذا الإهمال ! "


تأملته ممتنة أن منحتها السماء وقتا إضافيا مع هذا الوسيم الأشقر الماكر.. ثم حركت كتفيها رافضة بإغاظة وطارت من أمامه .. طارت بجناحين من سعادة يئست أن تحصل عليها يوما ..


فأهديت إليها في آخر الأمر ..



***


تحرك أحمد مبتعدا عن سيارته صافعا بابها خلفه بعصبية وتوجه نحو بانة الواقفة أمام بوابة كليتها تتحدث مع شاب .. فاقترب منها حتى بات بجانبها وقال بصرامة "هل أنتهيت ؟"


تفاجأت بوجوده وتحرجت من طريقته الفظة وهو يحدج الشاب الواقف أمامها بنظرة محتقرة ثم تجاهله دون حتى سلام وأمسك بيدها ليتحركان نحو السيارة فقالت بسرعة للشاب " شكرا زياد شكرا جزيلا "



فتح لها باب السيارة ودفعها بداخلها برفق واضعا كفه فوق رأسها حتى لا ترتطم بسقف السيارة .. فدخلت تمسك ببطنها المنتفخة وقد استشعرت مزاجه السيئ .. لكن هذا لم يمنعها أن تشعر بالغيظ منه ومن فظاظته .. فبادرته بالقول بمجرد أن جلس في مقعد السيارة وحركها مبتعدا عن محيط الجامعة " أحمد ما هذه الطريقة التي سحبتني بها من أمام زميلي ؟"



رد باستنكار " زميلك !!.. وماذا يفعل هذا الزميل معك أمام باب الكلية ولم تتحدثين معه أصلا؟؟ "



ردت بعصبية " ما المشكلة يا أحمد كان يعطيني نسخة من محاضرة لم أحضرها أمس وسمعني أطلبها من البنات فوعدوني بنسخ نسخة لي .. ليتطوع هو بإعطائي نسخة كانت لديه بالصدفة "
رد متهكما " نسخة لديه بالصدفة !! .. يا ما شاء الله .. زوجتي ذات البطن المنتفخ ينسخ لها المحاضرات بالصدفة !!"


لم تفهم .. فنظرت لبطنها العالية عاقدة الحاحبين ثم قالت " لم أفهم ماذا تقصد ؟"
نظر إليها قائلا بعصبية وهو يضرب على المقود " أقصد أنني لم أكن أعلم أن هذه الطرق القديمة مازالت تستخدم في الكليات .. ظننت أن هؤلاء الأغبياء قد إخترعوا وسائل أكثر تطورا لمصاحبة الفتيات "
رددت باستنكار " مصاحبة !! ..( ونظرت لبطنها وأكملت استنكارها ) فتيات !!"



هتف أحمد بعصبية " بالطبع يرغب في مصاحبتك .. ما الذي سيجعله يبادر باللحاق بك ليعرض خدماته التي لم تطلبيها منه أصلا سوى ذلك "
انفعلت قائلة " أحمد أنا لا أسمح لك .. أنت تعرف اخلاقي جيدا كيف تقول ذلك!! "



رد مستهجنا " وهل تحدثت عن أخلاقك الآن يا بنت الناس !! .. وهل تعتقدين أني قد أشك للحظة واحدة فيك؟!!.. أنا أتكلم على أخلاق الأخرين .. وهذه الطرق القديمة البلهاء للتعرف على الفتيات "
رددت بعصبية " أين الفتيات يا أحمد !! أين الفتيات .. أنظر لبطني "


ضرب على المقود قائلا بغضب " لا تجادلي يا بانة .. أنا وافقت على استكمالك لدراستك لأني استشعرت أهميتها بالنسبة لك .. وتحملت قلقي عليك وعلى جنينك من الخروج للكلية ومن الدراسة التي تجهدك ولكني لن أتحمل غيرتي عليك هذا الأمر يفقدني أعصابي .. "



قالت بغضب " سمحت لك !! .. سمحت لك !! .. وهل أنا جارية عندك تتفضل علي بالسماح لتحقيق ما أريده لنفسي !! .. "
أومأ برأسه يوافقها باستفزاز وعيناه التي يحركها بينها وبين الطريق تغيمان بالجنون فقال " أجل .. أجل بانة الخازن .. أنا هو ذلك الرجل الهمجي المتحجر من ساكني الكهوف الذي يتحكم في كل ما يخص زوجته "
أمسكت ببطنها المتقلصة وقالت بغيظ " وهذا لا يعجبني يا باشمهندس أحمد "



أشاح بوجهه ناحية النافذة وتمتم باستفزاز " فلتشربي من البحر إذا "
استشاطت غضبا وجزت على اسنانها تقول " ماذا قلت !! .. أنت .. أنت "


رن هاتفها ففتحت بسرعة حين قرأت هوية المتصل " أبي .. هذا الإنسان فظ وغليظ ومتعجرف ولا يطاق "
عقد أحمد حاجبيه يتسائل " أيهما ؟.. سماحة أم الخازن؟ "
تفاجأ أبا فراس فأبعد الهاتف عن أذنه ينظر إليه ثم أعاده يقول " لم العصبية يا بانة؟ "


ردت تقول " لا يطاق يا أبي صدقني لا يطاق "
صاح أحمد مستنكرا " لا أطاق لاني أغار عليك؟؟ "
صرخت بانة في أحمد " ممن تغار أخبرني ؟.. ممن ؟ .. أنا أكبر منهم بستة سنوات تقريبا "


سحب نظراته من الطريق أمامه وتطلع إليها يرد بعصبية " أكبر.. أصغر لا يهم .. في النهاية هم ذكور .. ذكور وأنا لا أطيق ذلك .. لا أطيقه .. "
قال أبا فراس " إفتحي مكبر الصوت يا بانة لماذا يصيح هذا الولد "



فتحت بانة مكبر الصوت تنظر لأحمد بإغاظة .. فحدجها بنظرة متوعدة قبل أن يأتي صوت أبا فراس عبر الهاتف " مالذي يحدث يا أحمد لماذا تصيح في وجه إبنتي بهذا الشكل "



تكلم أحمد بحدة " إبنتك يا عماه مصرة على حرق دمي .. يكفي أني أكثر من مرة منعتها أن تتحدث مع الأغراب بلهجتها ولا تلتزم بذلك "



قالت بانة باستنكار "ماذا بها لهجتي؟!!"
وتكلم أبا فراس يسأل " ما بها لهجتها؟!!"



كظم أحمد غظيه وتحرج أن يقول أمام والدها أنها تتحدث بطريقة تزيدها جاذبية .. فأشاح بوجهه يستغفر بصوت عال .. بينما وقف أبا فراس يحك جبينه بيده يحاول إستيعاب هذا الثنائي المجنون .. فجاءه صوت بانة تقول " يا أبي بطني أمامي كبطيخة ومع هذا يغار !! "


صاح أحمد بعصبية " وماذا تعرفين أنت عن شكلك بتلك البطيخة.. وماذا عن مشاعر الرجال وكيف يفكر الرجال ؟.. هل لأنك مثلت دور الذكر قليلا أصبحت تفهمين في تلك الأمور!! "



احمر وجهها وحدجته بنظرة موبخة لما يقوله أمام أبيها.. فشعر بالحرج لكنه نظر إليها نظرة غيظ تقول ( أنت السبب ) واشاح بوجهه نحو النافذة .


ساد الصمت قليلا بينما ابتسم أبا فراس لكنه قال بصرامة" هل انتهيتما من الشجار والصياح في حضوري ؟ "
أجلى أحمد صوته وقال بهدوء " لا تؤاخذني يا عماه فإبنتك متحجرة الرأس .. ليتك تقنعها بالتزام البيت "
قالت بانة مستنكرة "هل تريد أن تحبسني في البيت يا أحمد؟!!!"


رد أحمد باستفزاز " ياريت .. سيكون ذلك حلا رائعا "
"كفى"
قالها أبا فراس بحزم وأكمل " كفاكما شجارا وصياحا .. أنا أتصلت لأعلمكما أني قادما إلى البلد الأسبوع القادم "
اتسعت عينا بانة ونظرت لأحمد ثم صفقت بيدها فرحة .. بينما تكلم أحمد يقول " ستنير البلد كلها بقدومك يا عماه "


رد أبا فراس " هذا نوركم يا بني .. ( وتصنع الحزم وأكمل ) لا تزعج إبنتي مدللة أبيها أنا أحذرك "
تمتم أحمد وهو ينظر لبانة متوعدا " أمرك "
فقال أبا فراس " وأنت يا مدللة أبيك .. إسمعي كلام زوجك ولا تتفلسفين كثيرا يا بنت عبد الله "


هتفت بانة بوجه أحمر من الحرج " أبي !!"
تمتم أبا فراس وهو ينهي المكالمة " حين آتي سنتكلم .. استودعكما الله .. سلام "


بمجرد أن أغلقت الخط انفجر أحمد في هستيريا ضحك .. بتلك الضحكة التي تحطم أسوارها دائما وأبدا .. هذا بفرض أن بقي شيئا يخصها لم يخترقه ويسيطر عليه إبن سماحة ..
حدجته بامتعاض فقال من بين ضحكاته " وشهد شاهد من أهلها .. قال متفلسفة .. هذا يدل على أني لم أفتري عليك أبدا"



أهدته إبتسامة مستخفة .. فقال متوعدا بعد أن هدأت ضحكاته " إفعليها مجددا وسترين ماذا سأفعل بمن تتحدثين معه .. فإن كنت ترغبين أن تريني والأصفاد في يدي أزج في السجن أمامك دعي رجلا يسألك كم الساعة في الشارع "


ضربت كفا بكف وأشاحت بوجهها تتطلع من النافذة .. لتسمعه بعد قليلا يحاول مشاكستها .. لكنها لم تستجيب بدأ يغني بصوته النشاز "


جاري يا حمودة .. حمووودة ..
يا جاري .. جبار عليا يامّه
الناس ارقودة ارقودة

وانا نومي حرام عليا يامّه


تحكمت بانة في ابتسامة ملحة وقالت وهي تمسد على بطنها " ما ذنب إبنتك المسكينة أن تسمع هذا النشاز "
ابتسم ورد بكبرياء " أبدا .. زيتونة ابنتي تعشق صوت والدها .. ( ونظر إليها يقول بلهجة عابثة ) مثل أمها تماما "


تطلعت إليه تزم شفتيها حتى لا تضحك فأكمل أحمد وهو ينظر للطريق أمامه محاولا تذكر كلمات الأغنية بصعوبة .


حمودة يا جاري.. يا جااااري

(وغمز لها )
انت الي مشعلي ناري ياما

تمنيتك بداري .. بداري

مثل الشمعة ضوي عليا ياما
مثل الشمعة ضوي عليا ياما


توقف قليلا يحرك مقلتيه ويهرش في رأسه .. ثم يضيق عيناها محاولا للتذكر .. فضحكت وأكملت له تغني ..

أول مرة رأيته .. رأيته ..

بداخل قلبي حطيته يامّه
داخل قلبي خبيته يامّا
هناني وهينيته هنيته ..

سميته العزيز ع قلبي يامّه
سميته العزيز ع قلبي يامه
جاري يا جاري يا حمودة



قهقه أحمد ضاحكا وقال " كان معكم الكونت حمودة وزوجته المتفلسفة بطلة المؤامرة الدولية للسيطرة على إبن سماحة .. بمصاحبة زيتونتهم الصغيرة "





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 12:08 AM   #2680

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

كان سيد مستلقيا على الأريكة في غرفة نومه يمسك بمتحكم الألعاب الألكتروني يلعب لعبة إلكترونية على الشاشة أمامه .. بينما آية مستلقية على صدره في غفوة بعد أن عادت من برنامجها الإذاعي الصباحي..
بعد قليل حركت رأسها تحاول القيام فقال" معترضا إلى أين ؟؟"


ردت وهي تتحرك من فوقه " علي أن أجهز الغداء"
قال وهو يركز في اللعبة "نستطيع أن نطلب طعاما جاهزا "
تمطت وهي تستقيم وقالت "لا أسأعد طبقا سريعا"



مسح بعينه على تفاصيلها في الشورت القصير الذي ترتديه ثم سألها " متى ستأتي رحمة من الجامعة؟"
ردت " آخر محاضرة الساعة الخامسة على ما اذكر "
تكلم سيد بسعادة " أعجبني تقربكما الفترة الماضية .. كنت أتمنى ذلك بشدة "



أهدته إبتسامة تقطر عسلا ثم سألته بلهجة حازمة " هل أخذت دواءك؟ "
ضيق عيناه يتذكر وهو يركز في الشاشة أمامه ثم قال "لا أذكر على ما أعتقد لا"
هتفت باستنكار" سيد ! "


قال يتحاشى إنفعالها " حسنا سأفعل بعد هذه اللعبة"
تحركت نحوه بغيظ والتقطت نظارته الطبية الملقاء بإهمال بجوار الأريكة في الأرض وقامت بتنظيف عدساتها ثم وقفت أمامه تضعها على وجهه .. فبدى الإندهاش علي ملامحه وتكلم ساخرا " هناك فارقا في الرؤية بالفعل هل تصدقين ذلك ! "


تكتفت أمامه وقالت بامتعاض " ترتديها في الشارع فتجذب إليك الفتيات أما لغرضها الحقيقي لا تفعل وترهق عيناك بالتحديق في الشاشة بدونها"
تأمل تفاصيلها وقال وهو يسحبها لتقف أمامه " لديك كل الحق .. لابد أن أستخدمها في غرضها الأساسي وهو الرؤية الواضحة لتفاصيلك ومنحنياتك سكورة "
توردت وردت بابتسامة " هل هذا لقب جديد"


رفع وجهه نحوها ورد بعينين غائمتين بعشق لها يتضاعف كل يوم " ومن غيرك يستحق أن يدلل كل يوم بلقب جديد يا روحي "
تحسست قسمات وجهه بحنان فقبل باطن كفها ثم قال بشقاوة " قلت متى ستعود رحمة ؟"



تمنعت بدلال وقالت " أتركني لأعد الغداء "
رد عليها بلهجة مغوية " سأطلب طعاماً جاهزا "



قالت آية بسرعة " لا لا أمي توبخني كلما علمت أننا طلبنا طعاما من الخارج .. حتى الأيام التي تستيقظ أنت وتوقظ أختك لتجلسون تتسامرون وتطلبون طعاما من الخارج أوبخ أنا على ذلك وتتهمني بالتقصير .. ولا تقتنع أن الطعام في الثلاجة لكنك قررت أن تتسامر أنت وأختك وتريدان طعاما جاهزا .. أحيانا أشعر أن إلهام أمك أنت وأنا زوجة إبنها .. صدقني "



انفجر سيد في الضحك متسليا فقالت بغيظ وهي " تحاول خنقه " تضحك يا سيد صبرة "
رن جرس الباب فضيق عيناه وقال" من سيأتينا الآن "
حركت كتفيها بلا أعرف .. فخرج من غرفته قاطعا الشقة بسرعة لإلحاح القادم برن الجرس بشكل متواصل مما جعله يفتح الباب منفعلا ليجد زهرة أمامه .. والتي دخلت في صمت تجر كيسا بلاستيكيا كبيرا خلفها .



فهتف بمفاجأة " زهرة ! "
رفع حاجباه في تعجب ثم قال بعد أن أغلق الباب "كيف أتيت يا زهرة؟"
ردت ببساطة" أتيت وحدي بالتوكتوك ودفع ذلك الأبيه صاحبك النقود للسائق لأنه لم يصدق أني أخت سيد صبرة .. ينتظرك بالمناسبة في الشارع"
سألها بعدم استيعاب " السائق؟ "
رد بعصبية " بل أبيه "
سألها يتحكم في غيظه " أي أبيه منهم يا زهرة "
فردت "ذلك الأشقر"



عاد ليسألها وهو يتطلع للكيس البلاستيكي المنتفخ .. بينما خرجت آية من الغرفة حين علمت أن الضيف هو زهرة " كيف خرجت وحدك يا زهرة ألم أحذرك من هذا الأمر؟"


ردت وهي تعدل ملابسها " جئت وحدي لأنني لم أعد أتحمل أن أعيش في بيت خليل لدقيقة واحدة أخرى "
نظر لآية بتعجب ثم عاد يتطلع لزهرة قائلا" ماذا تقصدين وما هذا الكيس الذي تجرينه؟ "


ردت زهرة ببساطة " هذه بعضا من أغراضي المهمة .. والبقية سأحضرها في وقت آخر .. ( صمتت قليلا ثم أكملت بلهجة حازمة ) وجئت لأعيش معك للأبد مثل رحمة .. أين غرفتي ؟ "
نظر لآية مندهشا .. ليرن هاتفه فرد عليه قائلا "سأنزل إليكم يا وائل حالا "


نظر لآية قائلا وهو يهم بالمغادرة " علي أن أنزل قليلا مع الشباب .. إحتوي الموقف بالله عليك وسأفهم ماذا يحدث حين أعود "


سألته" هل أخذت دواءك ؟"
هرش في رأسه .. فتحركت بسرعة الى الداخل ثم عادت بالدواء وكوبا من الماء .. فأخذه على عجل وقرص خدها وهو يهم بالمغادرة فسألته " سأعد الغداء هل ستتأخر؟"
رد بسرعة " لن أتأخر نحن فقط نريد أن نجتمع في الخن قليلا نحتفل أنا والشباب بنتيجة فحص وائل الخالية من المرض "
ثم خطف نظرة سريعة على زهرة المتكتفة تطالعهم ببرود وقال لها آمرا " لن أتأخر .. إذهبي لغرفة رحمة .. وحين أعود سنتحدث في هذا الشأن "


ثم أمسك بقبلة من فمه ووضعها على شفتي آية ولوح مودعا ..
بعد أن غادر استدارت آية تطالع زهرة وابتسمت لها إبتسامة صفرء قائلة" أهلا بضرتي"





في أسفل البناية ركن أحمد سيارته ليجد الشباب يقفون أمام المقهى فأشأر لبانة بأن تصعد وسيلحق بها بعد قليل .. واقترب منهم يربت على ذراع وائل قائلا " الحمد لله على سلامتك ... أدام الله عليك الصحة والعافية يا اكسلانس"
ابتسم له وائل متأثرا فشاكسه سيد قائلا " أنظروا إليه .. إنه منذ أن قرر أن ينجب ماجد .. وسافر في شهر عسل خارج البلاد وصحته ما شاء الله وازداد وسامة يا شباب "
فمط وائل شفتيه وقال " إقرأ في وجهه المعوذتين يا شيخ عمرو"



ابتسم عمرو فسأله سيد " كيف حال عبد الرحمن الصغير ؟ .. يا الله هذا الولد حين أراه قلبي يرفرف من السعادة ما شاء الله "
ابتسم عمرو وقال" بخير الحمد لله .. صحيح لا يعطي لنا الفرصة لننام كباقي البشر لكن له ضحكة ساحرة تنسيك الدنيا "
مط أحمد شفتيه وقال بقرف " إنه يشبهك بشكل مخيف لا ينقصه سوى اللحية "



ضحك أربعتهم قبل أن ينتبهوا لدخول سيارة غريبة الشارع والتي توقفت تحت المبنى القاطن فيه سيد.. فتملكهم الفضول ليقول وائل" هل سكن شخصا جديدا في البناية؟"
حرك سيد كتفيه بلا أعرف وهو يتطلع لذلك الشخص الذي يترجل من السيارة .. بينما اتسعت عينا أحمد وكادت أن تخرج من محجريها.. فشعر عمرو بالقلق من ملامح أحمد وسأله " من هذا يا أحمد هل تعرفه ؟"


حرك وائل وسيد نظراتهما بين أحمد والرجل وقبل أن يتيقنوا من هويته صاح الرجل بتهليل " ما هذا النور .. ما هذا النور .. لولا أني جئت دون أن أخبر أحد لقلت أنكم في شرف استقبالي "


شهق وائل وقال " برقوق ؟؟؟!!"
نظر برقوق لأحمد وصاح مهللا وهو يقترب "قريبي .. كيف حالك؟ ( ثم توقف فجأء وعاد لسيارته بسرعة يقول ) هديتك أحملها بجانبي في السيارة"



أخرج برقوق عبلة من الكرتون وهرول ناحيتهم ..
كان يرتدي ملابس لا بأس بها وقد أصبح مهندم الشكل أكثر من ذي قبل .. أما السيارة التي يقودها فكانت من فئة السيارات الغالية.. فوقف مبتسما وهو يراهم يتطلعون إليه بمفاجأة وقال "ما بكم ؟ لم تتوقعوا أني سأعود؟ ( وابتسم ابتسامة متسلية وأكمل ) لا .. لا لست أنا من ينسى أصدقائه أبدا"


مد يده لأحمد بالعلبة فلم يخرج أحمد يديه من جيبه بل قال "ما هذا؟"
قال برقوق " هذه هدية مني لك"


حين لم يمد أحمد يده .. فتح برقوق العلبة أمامه والتي إحتوت على حذاء رياضي وقال " هذا حذاء لأشكرك على الحذاء الذي أشتريته لي يوما ما .. إقبله أرجوك إنه غالي الثمن.. من ماركة عالمية "


سحب أحمد يده من جيبه أخيرا وأمسك بالعلبة وهو يتمتم" أعرف أنه من ماركة عالمية .. عموما أشكرك "
نظر برقوق للشباب وقال بمرح " أما باقي الشاب فهداياههم في الحقائب سأعطيها لهم فيما بعد"
تكلم سيد قائلا " كيف حالك يا برقوق ؟"


اتسعت ابتسامة برقوق ورد" بخير الحمد لله ..أيها السيد المخيف ( وأضاف بلهجة متسلية ) أم أقول يا جاري العزيز؟؟"
ضيق وائل عيناه وقال " جاره!!.. لا أفهم .. ماذا تقصد وما الذي أتى بك اليوم"


رد برقوق بابتسامة سمجة " جئت لأني اشتقت لأهل الحي ولكم .. ولم أعد أطيق مدينتي ولم أطيق الوحدة .. لذا قررت العودة إلى الحي وسأحول بعضا من تجارتي إلى العاصمة .. ما رأيكم في هذه المفاجأة ؟"



سأله أحمد ساخرا " وهل ستعيش في الغرفة القديمة ( وتطلع إليه من رأسه حتى أخمص قدميه وخاصة ذلك الحذاء الثمين الذي يرتديه في قدميه وأكمل ) أعتقد أنها لم تعد مناسبة "


وقف برقوق بوقفة مسترخية كعادته ورد بابتسامة عريضة " لا لن أعود لغرفتي القديمة ( وتطلع في أربعتهم بتسلي وأكمل وهو ينظر لسيد ) أنا سأعيش في الشقة المجاورة للسيد المخيف "


سأله عمرو رافعا حاجبيه" هل اشتريت شقة بجوار شقة سيد يا عم برقوق ؟؟!!"
أومأ برقوق رأسه ورد بابتسامة " أجل أشتريتها واشتريت المبنى كله "


اتسعت عينا سيد بينما قال وائل يكتم ضحكته " هل أصبحت صاحب المبنى الذي يقطن فيه سيد "
أومأ برقوق برأسه بابتسامة سمجة سعيدة .. فتبادل أحمد وسيد النظرات المتفاجئة ليطحن الأخير ضروسه في غيظ بينما كتم كلا من وائل وعمرو ضحكاتهم وهما يتهامسان بتهكم على سيد " صحيح هو يملك شقته وليس مستأجرا لكن تخيل أن يصبح برقوق مالكا لباقي المبنى بكل شققه الأخرى .. أنظر لوجه سيد سينجلط "



وضع سيد يده على كتف أحمد بخشونة كاتما غيظه وقال من بين اسنانه " الحل كان في قتل ابن سماحة والتخلص منه منذ البداية "


فانفجر الثلاثة عمرو ووائل وأحمد في هستيريا من ضحك
***


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.