آخر 10 مشاركات
كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          3-لقاء العشاق -روايات الأمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          3-ليلة ساحرة-كاترينا بريت- روايات أحلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          5- ربيع الحب -روايات الأمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          5- عيون الحب -كنوز عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          4-شباك امرأة -روايات عبير جديدة (( أحلام عبير )) (الكاتـب : Just Faith - )           »          4- الحب وخداع المظاهر -كنوز عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          4 - المنتقم والحب - دار الأمين ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : عيون المها - )           »          7 - طهارة الحب - سارة كرافت - أحلام عبير ( إعادة تنزيل كاملة) (الكاتـب : raan - )           »          عشق مطعم بالمُر -قلوب أحلام زائرة -للكاتبة::يمنى عبد المنعم*مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-18, 11:22 AM   #461

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخير



معادنا مع فصل جديد

من رواية قلبُلكَ وطني



وبرحب بالمتابعين الجدد نورتوني

Nana.k and Dr. Aya like this.

Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 11:30 AM   #462

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر 1



الفصل السابع عشر :


فتحت أروى عينيها بإرهاق .. حبة المهدئ التي تناولتها أمس على السحور تشعرها بالدوار ..


أعتدلت بصعوبة وأمسكت بدعامة السرير للنزول إلى الكرسي وهي تعاني الدوار .



فجأة إختل توازنها وسقطت بجانب الكرسي أرضا..
بحثت عن بانة لم تجدها فأخذت تنادي
" بانة .. آية .. أمي "
بعد قليل دخلت آية مهرولة للغرفة وساعدتها على الجلوس على الكرسي .




سألتها أروى " أين الجميع ؟"
ردت آية والارهاق بادي على وجهها " لا أحد هنا سواي "
سألت أروى بقلق " هل نزلت بانة لتنام بشقتها ؟"
ردت آية بامتعاض " لا أعرف خط سير السنيورة .. أنا كنت بغرفتي طوال الوقت "




***




أغلق سيد عينيه بإعياء وهو يستند على الجدار البارد في ممر المستشفى ..





لم ينم أحد منذ أمس .. كان قد أحضر لهم شطائر للسحور لكنهم أكتفوا جميعا بشرب الماء .. الكل في حالة إجهاد وتوتر.. ويرفضون المغادرة قبل الاطمئنان على أحمد ..




حتى عمرو استأذن عند الفجر يذهب ليطمئن والدته التي لم تكتف بطمأنته لها عبر الهاتف فاضطر للذهاب ليريها نفسه.. حتى تتأكد أنه بخير .. المهم ألا تلاحظ الضماض الذي يربط بيه كتفه من تحت الملابس .





لمح عمرو آتياً من بعيد فاستقام يسأله " كيف الحال هل لاحظت والدتك كتفك ؟ "





رد عمرو بإعياء واضح وقد بدى وجهه نحيلا أكثر بلحيته التي استطالت مؤخرا

" الحمد لله مر الأمر بسلام "
شاكسة سيد بوهن " ما هذه الأم المهملة .. لماذا لم تراك عاريا لتتأكد من أن كل جزء من جسدك سليم "



ابتسم عمرو في وضربه على كتفه بمحبة.




تأمل عمرو الحاج والحاجة الذين يجلسون في شرود .. ووائل النائم وهو جالس على الأريكة..





فسأل سيد " ألم يقتنع بعد بأن يذهب لمنزله ليستريح؟ "


نظر سيد لوائل ثم قال من بين أسنانه " الحل أن أقتله حتى يرتاح ويريحنا "



جائهم صوت وائل وهو مغمض العينين " أسمع وقاحتكما "


فجأة لمح سيد بسمة آتية من أخر الممر تتطلع حولها كطفلة تائهة في الصحراء .. تحرك نحوها باندهاش وغضب .. وبمجرد أن لمحته حتى هرولت إليه .


تطلع إليها سيد بغضب " ماذا الذي أتى بك إلى هنا ؟"


قالت بجزع وهي تتفحص ذراعه ورأسه المربوطة " جئت أطمئن عليك "



قال من بين أسنانه "ألم أطمئنك عليّ في الهاتف"



بدأت تبكي وهي تقول " لم استطيع يا سيد الانتظار.. قلبي كان يحترق عليك "



ازداد نشيجها فرق قلبه.. وسحب رأسها إلى صدره وهو يسأل بلهجة أكثر رقة
" كيف أتيت يا مجنونة ... أنت لا تعرفين كيف تتحركين في العاصمة "



قالت من بين دموعها " ركبت سيارة أجرة وكنت خائفة "



أشفق عليها وقالت بحزم" لا تفعليها مرة أخرى"



رفعت وجهها المبلل بالدموع إليه تقول " وأنت لا تحرق قلبي عليك يا سيد .. لا تتأذي مجدد أرجوك "



ربت على ظهرها ثم قال " اخيك قادم في الطريق سيأخذك إلى أهلك لبضعة أيام "



هتفت بجزع " لماذا؟!!!"



رد بإشفاق وهو يشعر بالذنب تجاهها كلما نظر بوجهها

"لأني سأكون مشغولا مع أحمد طيلة الوقت.. ولا أريدك أن تبقي وحدك في الشقة.. وخاصة أننا في رمضان.. وقد تضطرين للأفطار وحدك .. "




ردت ببراءة " سأكون معك في أي مكان ... سأبقى معك هنا بالمستشفى "





قال بحزم" لا ترهقيني يا بسمة .. أنا مجهد جدا ووجودك سيضيف أحمالا فوق ظهري .. كيف ستبقين هنا؟!!!! "





لمحت بسمة السيدة إلهام تنظر إليها من بعيد فتحرجت وتركته .. وتقدمت نحوها في ارتباك وحيت الجميع ثم انحت تقبل وجنتي السيدة إلهام بمحبة .




بعدها عادت لسيد تقول " استطيع البقاء لاساعد السيدة إلهام هنا وبالمنزل "


رد سيد بعنف " لن تساعدي أحدا .. ولم أتزوجك لتساعدي أحدا "




ردت بسرعة " لم أقصد هذا المعنى.. أليست هي في مقام والدتك؟ .. إذن هي في مقامي حماتي .. عندنا في البلدة ... "




قاطعها سيد " هذا الأمر منتهي يا بسمة .. سأوصلك للبيت .. وأخيك على وشك الوصول ستذهبين معه .. وأنا سأعيدك حينما تستقر الأوضاع "





ثم همس في سره " ليت الأمر بهذه البساطة أن أستطيع ضمك لعائلة سماحة .. وأهدى أمي إلهام كنة طيبة مثلك .. ليته بهذه البساطة .. يكفيني من ذنوب أحملها فوق ظهري تجاه الجميع "





قاطع حديثه مع نفسه أتصالا من أروى ففتح الخط يرد " نعم أروى .. نحن بخير .. ماذا هناك يا أروى .. أهدئي لأفهم .. لا .. لم تأتي ولم نراها "





انتبه الجميع في توتر فأغلق سيد الخط بعد ثوان وقد اتسعت عيناه وقال

" بانة ليست بالمنزل وهاتفها مغلق و مر وقت منذ إختفائها .. وأية طرقت على بابها لم ترد "





تحرك الشباب سيد ووائل وعمرو للمغادرة وقال سيد لبسمة في عجلة " ابقي هنا مع أمي .. وسأهاتف أخيك ليأتي ويأخذ من هنا .. سأتصل بك فيما بعد "





نظرت إليه بسمة في إحباط بينما إلهام ضربت على صدرها وتقول
" كنت أشعر بأن شيئا ما قادم .. ألطف بنا يارب "







يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 11:39 AM   #463

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



حين وصل الشباب سأل وائل أروى من على السلم
" لماذا لم تحاول آية فتح الباب؟ "



ردت أروى من فوق " لا يوجد معنا مفتاح أبي أعطاها المفتاحين بعد أن عادت لشقتها "



كان سيد يضرب بقبضته على الباب منذ دقائق وحين تأكدوا أنه لا يوجد أحدا ..
بدأ في ضرب الباب بكتفه فساعده عمرو وهو ينبهه أن يؤذي ذراعه المسكور ..




وقفت آية على السلم منفعلة " ذراعك يا سيد ذراعك "




لكنه لم يكن ينصت لأي شيء ..





فجأ فتح الباب ودخلوا بإحراج يتملكهم أمل ولو بسيط أن تكون بالداخل ومغشيا عليها مثلا.






هتف عمرو بآية في عصبية " لا تقفي هكذا واسبقينا للداخل "





دخلت آية وخرجت من غرفة النوم والحمام تؤكد لهم خلو الشقة تماما ..





تحركوا جميعا يتفقدون المكان وحين وجدوا خزانة الملابس فارغة تأكدوا من شكوكهم




رحلت بانة ..



رحلت وتركتهم ..




على المنضدة بجوار السرير كان هناك خطابا مغلقا وفوقه نسختين من المفاتيح

الخطاب كان مكتوبا عليه ( إلى أحمد )..






تردد سيد قليلا وهو ينظر للخطاب فسحبه عمرو بحزم وفتحه ..





هتف سيد " ربما شيئا خاصا "



رد عمرو بجلافة " وربما لا .. وبالطبع لن نخبر أحمد في حالته هذه انها رحلت .. لكن ربما كتبت له عن مكانها فنستطيع استدراك الأمر قبل أن يشعر أحمد "




فتح عمرو الخطاب وقرأه سريعا ..




كان الفضول يتملك آية لمعرفة ما يحتويه الخطاب لكن عمرو حدجها بنظرة حازمة وطوى الورقة ووضعها في جبيه وقال
" لم تذكر شيئا عن مكانها .. ويبدو أنها ذهب بلا رجعة .. ودعته للأبد .. وتمنت له الشفاء .. وتعتذر منا جميعا "






ارتجف وائل ولاح عليه التأثر .. فقال بإعياء

" أنا ذاهب للبيت .. لأستريح .. يكفيني هذا .. يكفيني "






نفض سيد الألم ليسأل وائل باهتمام " هل أنت بخير ؟"




لم يرد عليه وائل وانصرف وهو يشيح بذراعه ليتركه بمفرده .




وقفت آية متسمرة في حالة من الذهول ..

لم تتوقع أن تقوم هذه الفتاة بالهرب أبدا ..




بل أنها تعاملت معها كأمر واقع في بيتهم ..

لم تحسب أنها قد تفكر في الذهاب وترك البيت .





كان سيد وعمرو قد سبقوها للخارج لإخبار أروى المحبوسة عند أول السلم فوق لا تستطيع النزل إليهم .



تحركت آية ببطء تخرج من الشقة وقد شعرت بالذنب .





على السلم هتفت بجزع أروى " رحلت !!!! .. بانة رحلت !!!! "



اتقترب سيد منها يطمئنها " سنجدها بإذن الله .. لا تقلقي .. أهدئي أرجوك يا أروى "



هتفت أروى بعدم إستيعاب
" لا تخبروا أحمد الآن .. أرجوكم لا تخبروه "





رد سيد يهدئ الذعر البادي على ملامحها"سأبحث عنها في كل مكان لا تقلقي "



تحركت بكرسيها لداخل الشقة وهي تتمتم " أعتذر .. أريد أن أبقى بمفردي "




اغلقت الباب خلفها وسيد يناديها بقلق " أروى .. دعينا نتحدث .. أروى "



كان عمرو يقف على السلم يستمع لصوت أروى الحزين ..
دون أن يملك القوة للصعود ورؤيتها في هذه الحالة ..


ولسبب ما شعر بألم في قلبه ..




بدت متأثرة جدا برحيل بانة على الرغم من تماسكها في كبرياء كالعادة ألا تبكي ..






ربما يشفق عليها الآن أكثر من أي وقت مضى لعدم وجود أحمد بجانبها هذه المرة .





أغاظه إلحاح سيد عند باب الشقة ..

فهدر فيه دون إرادة منه " كفى يا سيد .. قالت تريد أن تبقى وحدها هيا .. أمامنا مهمة صعبة لا أعرف كيف سنجدها قبل أن يشعر أحمد .. الله المستعان .. "





ثم استدار لآية الذاهلة على باب شقة بانة وقال " إصعدي لأروى بالله عليك .. لا تتركيها وحدها "




يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 11:52 AM   #464

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3



بعد يومين :



وصل الشباب الثلاثة للمستشفى فاستقبلهم الحاج سماحة بقلق خارج غرفة أحمد يحاول إلتقاط الأخبار من وجوههم ..

لكن وجوههم جميعا كان باديا عليها الوجوم والتعب والارهاق ..



جلس الحاج على الأريكة وهو يحوقل ويستغفر الله .



تحركت آية ببطء نحو سيد الذي يقف متخصرا وشاردا ومدت الإبهام والسبابة لتشده بضعف من كم قميصه في صمت وإستجداء .



تنبه لنقر فراشة بكمه ليستدير نحوها..

وهاله أن يرى وجهها بهذا الحزن ..

وتساءل هل لهذه الدرجة حزينة على رحيل بانة ؟!.





أشارت إليه بخفة أنها تريد الحديث معه ..
ثم تحركت تبتعد في خطوات مرتبكة قلقة ..






بعد قليل وجدها في حديقة المستشفى تجلس على أحد الارائك ..

إقترب منها بقلق يتفحصها " ما بك آية ؟.. هل أنت بخير ؟ "




وقفت آية أمامه ورفعت وجهها نحوه وهي تقوس شفتيها لأسفل تكتم البكاء كطفلة صغيرة .


. ونظرت في عينيه وقالت " سيد أنا قمت بشئ بشع "




ثم انفجرت في البكاء تدفن وجهها في كفيها ..



زاد انفعاله وهو يحاول التفكير في أي شئ ممكن أن تكون قد فعلته المجنونة بنفسها ..




حاول نزع كفيها عن وجهها ليفهم و يسألها برعب عما فعلت ..




بعد دقائق رفعت وجهها الأحمر المتورم من البكاء لتقول
" أنا أزعجتها بكلامي .. أنا أخبرتها انها السبب فيما حدث لأحمد .. كنت أضايقها بكلامي .. فرحلت .. أنا السبب فيما سيعاني منه أحمد .. كنت أغار منها لأهتمام الجميع بها .. "





ثم انفجرت في موجة أخرى من البكاء وجلست على الأريكة أمامه .






تنفس الصعداء وحمد الله أن الأمر لا يتعلق بأذيتها لنفسها ..
ثم وقف متخصرا يشاهد رأسها الصغير المدفون في كفيها تبكي بحرقة ..
وتألم قلبه من أجلها ومن أجل بانة ايضا..

أن تسمع ما لا تطيق من سليطة اللسانة هذه ..



بعد قليل قال لها بتقريع هادئ " ألن تكفي عن التسرع وسلاطة اللسان أبدا.. ها أنت ألمتي الفتاة"



رفعت وجهها فجأة كالطلقة من بين كفيها تقول في شراسة

" أنا لم أخطئ في حقها .. ولم أغير رأيي فيها "




رفع سيد حاجبيه اندهاشا من حالها فعادت هي لنوبة البكاء مرة أخرى تدفن يديها في كفيها فقال
" إذن لما تبكين الآن .. إن كانت تستحق ما قلتيه عنها ؟!!"




رفعت وجهه الأحمر المتورم تقول " أبكي لأني أذيت أحمد ولا أعلم كيف ستكون ردت فعله على رحيلها "




وعادت تدفن وجهها من جديد ..



تأملها قليلا من وقفته بنظرة رجولية فشل في منعها ..



ليشملها أمامه بكليتها وبتفاصيلها الصغيرة..
في هذا البنطال الجينز وبلوزتها التي تغطي اردافها المنحوتة بإغراء.. وحجابها الغير مهندم بفعل تشنجها وبكائها .



تمزق قلبه من بكائها فتحرك ليجلس القرفصاء أمامها بجسده الضخم وهو يحاول تهدءتها ويقول

" أحيانا يويا نتقبل أناس في حياتها قد لا نرتاح له من أجل راحة أشخاص يهموننا جدا .. للأسف بعض الأوضاع علينا تقبلها كما هي .. وإن كنت لا أراها سئية كما تقولين لكن ... "



هبت ترفع وجهه من بين كفيها وهي مازالت منحنية الجزع إلى الأمام فبدت المسافة بين وجهيهما صغيرة منحته فرصة تأملها من هذا القرب وقالت مندفعة بغل

" أما أنا مصرة على رأيي .. أنت لم تراها كيف تموء حول أمي كالقطة لتلفت إنتباهها .. ولم ترى كيف تهتم أمي بها وتتكلم عن مناقبها "






تأمل وجهها الجميل من هذا القرب متورم الجفون والأنف وحمرة تسبح فيه هنا وهناك ..

حبس أنفاسه ...
وتذكر وجه بسمة الباكي وقارن جمالها بآية ..

عقله أخبره أن بسمة أحلى بكثير ..

لكن قلبه وكيانه كله كانا أقوى من عقله ليعلنا أن قطعة السكر هذه مهلكة بكل تفاصيلها ..

تأمل شفتيها المكتنزتين وود أن ..




أن ..




نفض أفكاره وانتفض يقف على قدميه يمسك بذراع المجبر بالجبيرة وهو يقول بهدوء
" والدتك لديها من الحب والحنان بقلبها ما يسع ملجأ للأيتام فلا تخشي على نصيبك منها أن يتأثر.. وأتركي أم المساكين تفيض حنانا على الجميع "



ثم تخصر بذراع واحد يقول " ليس لأن الله من عليك بأم.. تستكثرين أن يحظى الأيتام ببعض مما عندك آنسة آية "




رفعت إليه نظرها تبتسم فأشرقت الشمس حولهما وقالت بحنان " اذا كان الأمر يخصك .. فلا مانع عندي أن تدللك أمي وتنهل من حنانها كما تريد "



ابتسم ابتسامة جعلته وسيما برغم الإرهاق البادي على وجهه وقال " نحن نشكر تضحياتك العظيمة آنسة آية "




ابتسمت هي الأخرى لكن سرعان ما لاح البؤس على وجهها وقالت بمسكنة " الإحساس بالذنب سيقتلني يا سيد .. قل لي ماذا أفعل "




زفر سيد في حيرة ثم قال " لا أحد منا يعلم ماذا يمكن أن نفعل .. لقد بحثنا في كل الأماكن .. ربما عليك مساعدتنا للوصول إليها بأن تدلينا عن بعض التجمعات الخاصة بالوافدين .. نحن ذهبنا لعدد منها لكن لو كان هناك أماكن أخرى أخبرينا .. إسألي أصحابك أو إبحثي على الإنترنت "



مطت شفتيها بامتعاض وقالت " حسن .. سأرى ما يمكنني أن أفعل "




فجأة... استقامت تقترب منه تلمس جبيرته وهي تقول" لماذا لم يكتب لك أحدا إهداء على هذه الجبيرة " ..




ابتسم لتغيرها المفاجئ بينما انحنت هي نحو حقيبتها الملقاة على الأريكة وأخرجت قلما عريضا واقتربت نحو ذراعه ..



وقفت منحنية الرأس على ذراعه تكتب على جبيرته بإهتمام وتركز ..

أما هو فكان فاقدا لكل تركيز ..
إلا من رأسها المنحنية أمام صدره فحبس انفاسه ..

ودفء جسدها القريب جدا ..

ورائحتها .. وآه من رائحتها ..

إنها مزيج غريب من رائحة طفلة ورائحة إمرأة في نفس الوقت ..




بعد دقائق رفعت وجهها المرقط بالبقع الحمراء من آثار البكاء تسأله بابتسامة مشرقة " ما رأيك؟"




للحظة ظهر الغباء على وجهه لم يفهم معنى السؤال ..



ثم انتبه بارتباك ليحرك عينيه بعيدا عن وجهها إلى جبيرته ليجدها قد كتبت بخط عريض أنيق



" !Sod Sod… Be Happy ! "



قبل أن يعلق رن هاتفه ففتح يسأل وائل " ما الخبر ..أنا هنا بحديقة المسشفى "




جاءه صوت أحمد هائج في الخلفية ووائل يقول "تعال بسرعة "





يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 12:05 PM   #465

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4



قبل قليل قي غرفة أحمد بالمستشفى :




تحدث أحمد عبر الهاتف " لا أفهم يا أروى لما تتجنب بانة الحديث معي .. ماذا فعلت؟ "



ردت أروى متحكمة في لجهتها لتبدو طبيعية "يا حبيبي تشعر بالذنب ورافضة الحديث مع أي أحد صدقني "



هدر أحمد بعصبية " افتحي مكبر الصوت يا أروى "



إرتبكت أروى تقول " إنها .. إنها بشقتها ليست هنا "



قال أحمد مواصلا بخ عصبيته " أنت تكذبين يا أروى .. صوتك وطريقتك تقول أنك تكذبين .. مالذي تداريه عندي .. ما الذي يداريه عني الجميع .. أمي كلامها معي مقتضب .. الباقين يغيبون في أوقات عجيبة .. بانة ترفض الحديث معي وهاتفها مغلق .. ماذا يحدث بالله عليك يا أروى أنطقي.. أين بانة ؟ "




خيل إليه أنه سمع نشيج أروى قبل أن يُغلق الخط فجأة ..




نظر لوائل وعمرو أمامه يسأل بتوتر " ماذا تدارون عني ..
أين بانة ؟ ... لماذا تبكي أروى؟"




نظر الشباب إلى بعضهم البعض ثم تدخل عمرو وقد بدى عليه الانفعال " ربما أروى مضغوطة من كثرة اتصالاتك .. هل رحمتها قليلا .. أنا جلست معك قليلا أوشكت على الانهيار العصبي من كثرت أتصلاتك بأروى تسأل عن بانة .. إرحمها قليلا "



هدر أحمد فجأة بعصبية بصوت إرتجت له جدران الغرفة " ماذا تدارون عني ؟"



دخل الحاج سماحة فجأة الغرفة وهدر فيه

"صوتك وصلني حتى الممر .. هل تهدأ وتريحنا من توترك .. بانة رحلت .. تركت لك خطابا ورحلت "



شحب وجه أحمد وجحظت عيناه لثوان يستوعب ويعيد الذي سمعه منذ قليل ..
ثم مر أنظاره بعدم استيعاب على وجوه صاحبيه ليلتمس منهم معنى ما يقوله والده ..

وحين شاهد وجوههم ..

أدرك كل شيئ ..



أدرك سبب تغيبهم طيلة اليومين الماضيين ..
أردك تلك النظر الغامضة المرتبكة التي لمحها منهم حين زاروه اليوم ..






أدرك حالة أورى على الهاتف وقد حاول تصديق أن ما بها بسبب حالته ..



أدرك الوجوم على وجه والدته وصمتها الغريب..




حتى آية بدت غريبة منكمشة وهي تزوره منذ قليل ..
.

وأدرك ...



أدرك أن بانة رحلت ..



تركته ورحلت ..




هكذا ببساطة !!!!!!!!!!!





تحرك من السرير ينفض الغطاء ..
رفع ساقه الممضدة بيديه بتحامل يحاول إنزالها على الأرض .



هتف الحاج " ماذا تظن نفسك فاعلا !!!"



رد وهو يتحامل على الألم بركبته " سأذهب لأبحث عنها "




هدر الحاج بغضب " هل أنت مجنون .. الطبيب منعك من الحركة لمدة ثلاثة أشهر وإلا ستتأثر ركبتك وتفشل العملية الجراحية وستعرج للأبد "



رد أحمد وكأنه لم يسمعه يكرر " سأذهب لأبحث عن بانة "



هدر الحاج بعنف " ابق مكانك !!!"



صاح أحمد بصوت أقوى منه بتحدي" لن أبقى مكاني ولن يوقفني أحد .. أتركوني "




دخل سيد للغرفة ينهت ثم تحرك يهدئ الحاج بينما حاول وائل إثناء أحمد عن الحركة لكن الأخير كان بحالة هياج وصدمة .



خرج الحاج من الغرفة وصفع بابها بعنف بينما سيد يحاول تطويق أحمد من الخلف بذراع واحدة لإبقاؤه على السرير دون حركة ويساعده في ذلك وائل بينما أحمد يهدر في هياج

" أتركوني ابحث عنها .. اتركوني "




هدر عمرو فيه بأعصاب مجهدة " أين ستذهب ..أخبرنا وسنبحث عنها بدلا منك .. نحن قضينا يومين كاملين نبحث عنها .. سألنا في المساجد التي يتجمع بها هؤلاء الوافدين .. سألنا في بيوت البنات الوافدات .. سألنا في السفارة .. مشطنا كل الأماكن التي يمكن أن تكون بها .. فنادق صغيرة .. بيوت لسكن البنات .. سألنا باسم رامز وباسم بانة "





هدر أحمد والجنون يترقص في عينيه " لابد أن أجدها .. لابد أن أبحث عن بانة وأجدها "




اقترب منه عمرو وهو جالس مكبل من سيد ووائل وأمسك بفكه يرفع وجهه إليه بعنف ويحدق في عينيه بقوة وصاح في وجهه بحزم " هل تثق بنا ؟؟؟"



حدق أحمد فيه بعنين زائغتين وهو ينهت من فرط العصبية ...



فهدر فيه عمرو يعيد عليه نفس السؤال " أنا أسألك .. هل .. تثق بنا ؟؟؟ .. نحن نقول لك لم نترك مكانا لم نبحث فيه .. وسنستمر في البحث .. إن كان لديك مكانا لم نبحث فيه أخبرنا وسنذهب فورا .. غير ذلك فأي مجهود ستقوم به لإعادة البحث يعني أنك لا تثق في ثلاثتنا "






لاح على وجه أحمد إستيعابه للموقف ..




وأنها اختفت بالفعل ..




اختفت من حياته ..




الألم الذي إعتصر قلبه كان يفوق الوصف .





فجأة حرك جزعه بعنف ينفض تكبيل ذراعيه وأخذ يضرب بقبضته وبرأسه على دعامة السرير عدة مرات ..

وضرب ما على المنضدة الصغيرة بجانب سرير فوقع كل ما عليه بالأرض ..

وهو يزأر كاسد جريح قبل أن يسيطروا على هياجه ..




بينما أسرع وائل يحضر طبيبا بسرعة الذي لم يجد بدا سوى أن يحقنه بحقنة مهدئة فينام بأنفاس تئن بالوجع



يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 12:25 PM   #466

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5



حين جاء العيد لم يكن عيدا على أحد ..



على الرغم من أن أحمد يستعد للخروج من المستشفى مع التشديد على عدم استخدام قدمه قبل انتهاء المدة المحددة ..


وعلى الرغم من أن ألبوم المطرب (.... ) قد طرح في الاسواق من ليلة العيد ولاقت الأغنية التي لحنها سيد قبولا واستحسانا واسع النطاق من أول ساعات انطلاق الألبوم الغنائي ..



فحالة الوجوم والحزن تسيطر على الجميع ..



تحرك أحمد في رواق المستشفى مدفوعا على كرسي متحرك بحامل يفرد ركبته مستقيمة أمامه ..
ووهو منهك في تركيز في ورقه في يده يشطب منها الأماكن التي تم البحث فيها فعلا عن بانة ..



عند السيارة حمله عمرو وساعده سيد الذي مازالت الجبيرة تحيط ذراعه ليجلس في السيارة بينما غاب وائل عن المشهد لظروف مرضه التي اشتدت عليه مؤخرا .



في الطريق هتف أحمد فجأة " أريد أن أمر على مكان ".





نظر إليه عمرو باندهاش فرد عليه أحمد بإصرار " أريد الذهاب أرجوك "





عند ذلك الكوبري ..

الذي أخبرته يوما ما أنها قضت يومين تحته توقفت السيارة ..



ترجل كلا من سيد وعمرو ينظران للمكان الخالي باندهاش ..

بينما أحمد يراقب من نافذة السيارة ..




كان المكان في وضح النهار أكثر وحشة وقبحا من منظره في الليل ..
تحت ذلك الكوبري في ذلك الشارع الهادئ نسبيا ..


القمامة والقاذورات والزجاج المتكسر والحصوات تملأ المكان .





هتف سيد بصدمة" قلت إنها بقيت هنا يومين !!! "



لم يرد أحمد بل إزداد وهجهه جمودا وخشونة وكأن الألم قد تجمد على وجهه .



صوت حركة على حصوات بالأرض جعلهم ينتبهو ليجدوا رجلا أشعث الشعر واللحية ممزق الملابس..

يبدو عليه عدم الاستحمام من سنوات أجفل الرجل العجوز حين رآهم ...

وتراجع يلتصق بالحائط تحت الكوبري ..





أعتصر الألم قلب أحمد وهو يتخيلها تحت هذا الكوبري تجلس في استكانة ..

وتذكرها حين وجدها ملتصقة بالحائط في نفس مكان هذا الشحاذ فهتف بعنف " أسألوه لو رآها "





برغم عدم اقتناع عمرو بهذا الهراء أن تلجأ بانة للوقوف تحت الكوبري مثل المتسولين ..

فإن كانت فعلت ذلك يوما ما فلا يعتقد أن تكررها فالظروف إختلفت ..




لكنه آثر استخدام النفس الطويل مع ابن سماحة تعاطفا مع حاله فتقدم من الرجل الذي انكمش في خوف من صياح أحمد منذ قليل فسأله عمرو برفق
" ألم ترى شابا .. أقصد فتاة .. أقصد شاب أو فتاة هنا خلال الأسبوعين الأخرين "





لاحت علامات الرعب على الرجل الذي انكمش أكثر ليهذي " ماذا تريدوا مني ..تركت لكم كل شئ .. كل شئ .. هل ستطردونني من هنا أيضا؟"





أغمض عمرو عينيه بشفقه وتراجع بينما هدر أحمد بعصبية

" هل جاءت إلى هنا وطردتها؟!!!"



هدر الرجل فيه بعينيه ذاهلتين " هم من طردوني .. هم من أخذوا كل شيء "





أشار سيد لأحمد بعنف أن يصمت ..

وتحرك بإنفعال وشفقة نحو الرجل ليقول " منذ متى وأنت هنا؟ "





رد الرجل بثقة" منذ ألف عام .. وبالتالي لي الأقدمية في هذا المكان بوضع اليد "


أبتسم سيد في ألم وشفقة بينما أخرج أحمد من النافذة لوحتين ملفوفتين وهو يهتف " أره الصور يا سيد بالله عليك "



فتح سيد اللوحات فرفع حاجبه في اندهاش اللوحتان لبانة واحدة بهيئة رامز بشعر قصير والأخرى بالحجاب مرسومة بقلم الرصاص ..



إقترب من الرجل الشحاذ ليسأله إن رأى صاحبة الصور فحرك الرجل رأسه بلا وهو ينكمش أكثر في الجدار ويحك لحيتة الطويلة جدا القذرة .



لاح عمرو يعبر الطريق عائدا من المطعم المقابل يحمل كيسا .. فتقدم من الرجل وأعطاء الكيس يقول بلطف " لابد أنك جائع "



تجول الرجل بنظره بعينيه زائغتين في الجميع ثم نظر للكيس وقال في ريبة

" هل وضعتم لي السم في الطعام حتى تأخذوا مكاني هذا أيضا .. لن أسمح لكم .. لن اسمح لكم .. هذا مكاني .. ولن تنتصروا على هذه المرة "



ربت عمرو على كتفه بشفقة وترك بجانبه الطعام وتحرك يستقل السيارة وسيد يتبعه .





حين وصل للبيت حمله سيد على ظهره بينما عمرو يدعم ساقه المفرودة وأجلساه في شقة بانة ..

التي أصر أن يبقى فيها وتحجج أنه لديه كثيرا من الأعمال اليدوية المؤجلة وسيستخدم صالة الشقة كورشة صغيرة أثناء إقامته الجبرية على كرسي متحرك .




استقبلته إلهام بدموع الفرح والقبلات وهي تربت عليه بأساورها ذات الأجراس وهو يطمئنها أنه بخير ..




تطلع لصالة الشقة التي افرغتها إلهام من الأثاث وقال

" هذا جيد .. سأجعلهم يحضرون أدواتي من الورشة غدا .. أين وضعتي الأثاث "




ردت إلهام وهي تشيح بيديها بغضب " خزنته في غرفة من الغرف لحين التصرف فيه لا أريد ان نحتفظ بشئ من رائحتها "




نظر إليها أحمد بشفقة وهو يعلم أنها تتألم لفراقها فتتخذ هذا الموقف لتقلل من قلقها فلم يرد .





أصرت إلهام على عمرو وسيد بالبقاء لكنهما اعتذرا ..



فعمرو عليه أن يعود لوالده الذي أهمله الفترة الماضية وسيد لابد أن يسافر لزوجته يحضرها من بيت أهلها في تمطره باتصالاتها الباكية ليل نهار .





حين انصرف الجميع شعر أحمد بحركة كرسيها استدار بالكرسي ليراها تدخل من باب الشقة المفتوح فتعجب من وجودها ..

وقبل أن يسأل كيف نزلت لمح أبيه يبتعد بعد أن وضعها على الكرسي وهي تتمتم " شكرا يا أبي أسفة أتعبتك "




حين رأته هتفت موبخة " يا ندل يا جبان .. هنت عليك تطلب الجلوس في هذه الشقة قبل ان تراني"



تحرك نحوها بكرسيه وهو يقول بهدوء" أسف أرورا ..أشفقت عليهم حملي للدور الثالث ثم إعادة حملي للدور الثاني "



دخلت آية وراءها تقول" أنظرا إلى لآخذ لكما صورة بهذين الكرسيين .. تبدو صورة غريبة ومميزة ".



لم يكن أحمد بمزاج لشئ لكنه رفع نظره لآية بهدوء لثوان لتلتقط الصورة ..

كان الألم متخشب على ملامحه فيها ..

ثم تحرك يشد كرسي أروى إليه ..
وما أن جاوره حتى مد ذراعه تحت ركبتيها وخلف ظهرها وحملها ببعض من الصعوبة حتى استقرت على حجره ..



هتفت أروى في جزع " ركبتك ! "





لكنها سحبها إلى صدره وهو يمتم لا تقلقي بعيد عن ركبتي .




أحاطت أروى ذراعيها حول عنقه وفي خلال ثوان كانت قد انفجرت بالبكاء ..





تأمتها آية كيف ظلت متماسكة حتى رأته ..فتبكي كطفلة صغيرة .





مسد أحمد على ظهرها وهو يتمتم" اشتقت إليك حبيبتي "



أما هي فتشد تطويقها حول عنقه في انهيار بينما هو لا يظهر على ملامحه سوى الجمود ..





فحركت آية الهاتف دون أن يشعرا لتلتقط لهما صورة أخرى في هذا الوضع ..




بعد قليل ساعدتها آية لتعود على كرسيها وهي تقرصها في ذراعها لأمر ما .



تنحنحت أروى عدة مرات ثم قالت لأحمد " آية تريد أن تعتذر لك "





نظر أحمد بتعجب لآية التي وقفت منكمشة عند الباب تقضم أظافرها بتوتر فاستطردت أروى

"إنها .. تعترف أنها أذت بانة بالكلام دون قصد منها .. وأنها قد اتهمتها يوم المعركة بأنها السبب فيما حدث .. وتشعر بالذنب "





أغمض أحمد عينيه قليلا يقاوم نزيف قلبه ..

ولم يعقب ..



تحرك بكرسيه وهو يقول " أنا اريد ان أبقى وحدي سأذهب لأستريح " ..



أطرقت آية رأسها تقاوم رغبة في البكاء ..

فحاولت أروى طمئنتها " أتركي له الوقت .. الوضع ليس هيننا عليه وهو يحاول التعامل بنضوج .. يكفي أنه لم يثور ويغضب بوجهك كما كنا نخشى "




ردت آية " ربما لأنه لم يثور ويغضب أشعر بالذنب أكثر "

وانفجرت في البكاء .




افبتسمت أروى في مرارة وهي تتمتم " ما هذه الأيام يا الله .. استغفر الله العظيم "





دخل بالكرسي الغرفة ..


غرفتها ..



يبحث في لهفة عن رائحتها ..
تحامل لوقوف على قدم واحدة ثم انتقل للجلوس على السرير ..



استلقى عليه يدفن رأسه في الوسائد وهو الذي أقسم على والدته ألا يدخل مخلوقا غرفتها في غيابه ..



فأغرق نفسه في رائحتها ..
يلملم بقايا رائحة الصابون التي أدمنها بسببها .



وجع الافتقاد فوق طاقة الاحتمال والقلق عليها يقتله .


أخرج من جيبه الخطاب الذي أعطاه له عمرو من أسبوعين .

والذي لم يجد الشجاعة ليفتحه ..




تردد قليلا ثم فتحه ببطء يطالع خطها الجميل "


أحمد ..
أعلم أنك تقرأ هذه السطور وأنت غاضبا مني ..
وأعلم أني وعدتك الا أرحل..
لكني لا أريد أن أتسبب لكم في المزيد من الألم..
أنتم جميعا تعزون علي مثل أهلي .. ولا أتحمل أن يتأذوا أهلي بسببي ..
يبدو أنني أسبب متاعبا وآلاما لمن أحبهم فيتوجب علي الرحيل دائما ..
ويبدو أيضا..
أني سأظل غريبة أينما حللت ومهما حاولت التأقلم...
لكن ما أنا أكيدة منه .. أنكم جميعكم أكرمتموني مثل الأهل .. وحميتموني .. وساعدموني كثيرا .. وعشت بينكم أفضل أيامي منذ أن قامت الحرب ..



وأنك ..



شخص رائع .. ومميز.. .. وكنت محظوظة لأني قابلتلك في حياتي ...و لا أعرف ماذا كنت سأفعل لولا وجودك ..



إعتذر بالنيابة عندي للجميع و ( لأمي ) ..


وأعدك أني سأكون بخير فلا تقلق علي ..
وكما اتفقنا مسبقا اذا أردت أن تحقق لي جزءا من السعادة فإمض في حياتك وكن سعيدا ..



علينا أن نعترف أنا وأنت أن طرقنا دائما ستكون متوازية وليس لنا أملا في الالتقاء ..



الوداع يا أحمد .




غلت الدماء في عروقه بغضب..
وألم..
وافتقاد..
وقلق ..
مشاعر متضاربة مختلطة ..




فمزق الخطاب وألقاه أرضا ..
ثم تبعها بدورق زجاجي به ماء بجانب السرير فحطمه ..





واستلقى على ظهره يفرك جبينه بكلتا يديه يحاول تهدئة انفعالاته ..


ويحاول التحكم في رغبة ملحة..


في البكاء ..




يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 12:34 PM   #467

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6



بعد عدة شهور :




دخل أحمد إلى شقة العائلة يرتدي ساعته في معصمة وقد بدا أنيقا كالعادة .. هتف في تعجل
"ماذا تريدين يا أم أحمد على الذهاب "





هتفت إلهام تقول بأمل زائف
" ها ؟ .. هل أعجبتك ايا من الفتيات التي رأيت صورهن؟ "



رد أحمد بمزاح مصطنع " يا أم أحمد ماذا أفعل برءوس بدون أجساد أريد أن أرى البضاعة كاملة"



ضربته على ذراعه وهتفن " تحشم يا ولد ! "



هتف في براءة" ماذا يا أمي ! .. هل أتزوجها برأس بدون جسد !"



ضيقت أمه عينينها وقالت في غيظ " اذا ذهبنا لنراها ستستطيع معاينة قوامها يا وقح "



وضع يديه في جيب بنطاله ونفش كتيفه بعجرفة

"آسف .. ماذا لو فوجئت أن الوجه ليس كالجسد .. سأحرج نفس وأحرج الفتاة "





تدخلت أروى في الحوار بغيظ " يفضل أن تطلبي من أهلن صورة بملابس البحر يا أمي "





هرش أحمد في رأسه ثم تنحنح وعدل من سترته وهو يغمغم

" لو بدون سيكون رائع لكن لا بأس بملابس البحر "





ضربته أمه في صدره بعنف فتوجع وهي تهتف بضيق
" إذهب من أمامي يا احمد "





تركته واتجهت للداخل فصاح يقول " حسنا دعينا نجد حلا وسطا .. أريد صور للفتيات كاملة وليس رأسا مقطوعا يا إلهام .. أنت المقصرة ولست أنا"




حين تأكد من اختفائها بالداخل سقت القناع اللامبالي ليظهر وجهة الحقيقي الواجم المتحجر من الألم ..

حرك ناظريه نحو أروى في نظرة متألمة صامتة فبادلته النظرة بأخرى مشفقة ..

وتحرك في صمت يخرج .




رن هاتف أروى فتعجبت من الرقم الغريب فردت

" السلام عليكم "



بعد فترة من الصمت جاءها الصوت
" وعليكم السلام ورحمة الله .. اشتقت إليه يا فتاة "





صرخت أروى " بانة !!!!!!! .. أين أنت يا بانة .. قلبي يأكلني عليك "




ردت بانة بسرعة بصوت باك " أنا بخير .. اقسم بالله بخير .. واعيش بشخصيتي الحقيقة .. ولا أعمل عملا مرهقا .. والأمور جيدة والحمد لله .. أردت أن أطمئنكم .. أردت أن أقول لأحمد لا تقلق .. أنا بخير .. لا تسأليني أين أنا لأني لن أخبرك فقط أطمئنكم علي حتى لا تشعروا بالذنب تجاهي .. لو أضمن أنك لن تخبري أحمد باتصالي لأتصلت بك كل يوم فأنا أشتاق لك "





خرجت إلهام على صرخة أروى وحين تأكدت مما سمعت هتفت بعصبية " قولي لها لا نريد اتصالات هي تعرف مكاننا جيدا .. إن لم تأت فلا تتصل مجددا "




تمتمت بانة من الناحية الأخرى بسرعة وقد سمعت ما قالته إلهام " آسفة .. آسفة "


وأنقطع الخط ..



صرخت أروى " بانة !!! .. بانة !! "





ثم هتفت بإمها
" لماذا يا أمي لماذا فعلت ذلك ؟! "

أشاحت إلهام بذراعها وتحركت نحو الداخل وهي تكتم البكاء




يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 12:42 PM   #468

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7

تحرك أحمد بالسيارة بوجه واجم وصوت فيروز يملأ الفراغ الموجع :


بناديلك يا حبيبي ما بتسمعلي ندا
ولا التلاّت القريبة بترجعلي الصدا
كأنك ما حدا .. ضايع بها المدى
حبيبي يا حبيبي
مالي غيرك حدا





لماذا تحولت أغني فيروز لقنابل حارقة تزيد اشتعال القلب والأعصاب؟!!! ..




تأمل مفكرته الملقاه أمامه فوق المقود ..

مئات الأماكن المتوقع وجودها بها تم وضع علامة ( خطأ ) عليها بعد التأكد من عدم وجودها ..





حتى أماكن تجمع هؤلاء الوافدين التي ترصدتها آية بعد البحث كثيرا على الانترنت أو بسؤال أصدقائها بالجامعة الذين يحملون نفس الجنسية لم يتوصلوا لأي شيء..





اعترف في سره أن أصدقاؤه تحملوه كثيرا في فترة حجزه الإجباري على كرسي متحرك..
تحملوا عصبيته وغضبه ووجومه ..





تحملوا إلحاحه بأن يبحثوا ويبحثوا ويبحثوا ..
ولم يهتدوا شيئ ..



فأغرق نفسه في العمل ..



حول الشقة لورشة يعمل بها كل العمل المتأخر قبل افتتاح الفندق وبمجرد أن سُمح له بالسير أخيرا ..

صارع الوقت لتركيب كل ما عمل به في فترة عجزه ليتم افتتاح الفندق أخيرا ..





وبرغم إشادة وإعجاب الكثيرين لما أنجزته شركة سماحة ..



لكنه لم يشعر بطعم أي شيء ..





يكفي فقط أن يستسلم لفكرة واحدة وهي أنها قد تكون الآن بلا ومأوى أو بلا عمل أو بإحدى اقسام الشرطة ..


يكفي لأن يستسلم لهذه الخاطرة لأن يصاب بنوبة قلبية .





أكملت فيروز تغريدها :


مالي غيرك حبيب .. يسأل عني سؤال
ويبقى مني قريب .. ويسألني كيف الحال
ويسمعني كلام .. ويغمرني بالسلام
وعا صوتو إغفي وغيب .. عا نغمات الحدا





حين استطاع السير مجددا لم يترك مكاننا إلا وبحث فيه هو الآخر ..

حتى أنه بات يحفظ معظم أماكنهم وتجمعاتهم عن ظهر قلب ..

وساعده بعضا من معارفه منهم أثناء رحلة البحث ..



حتى أن وائل توسط له عند أحد أقاربه الذي يعمل بالمطار ليؤكد له أنها لم تغادر البلاد حتى الآن .



لكنه لم ولن ييأس ..





أكملت فيروز تغريدها أفكاره :


"لو أعرف أنت وين .. ساكن وبأيا بلاد
لأطير بغفوة عين صوبك عيد أعياد "



تمتم بألم " سأجدك يا بانة .. باذن الله سأجدك حتى لو بعد خمسين عاما "





قاطع أفكاره صوت الهاتف ليرد على أروى فبادرته بانفعال

" أحمد .. بانة يا أحمد .. أتصلت بي منذ قليل "





اختلت عجلت القيادة من يده ..

وحمد الله أن الطريق خال إلى حد ما مكنه من إيقاف السيارة بجانب الطريق وهو ذاهل يسمع لتفاصيل المكالمة مع بانة ..




انهت أروى حديثها وهي تقول" لكني اتصلت بالرقم مرة أخرى لأجده هاتف عمومي في سوبر ماركت يقول صاحبه أنه لا يعرفها .. خذ الرقم وحاول التأكد أنت أيضا "





قال بصوت متحشرج " هل شعرتي أنها فعلا بخير ؟"



ردت بهدوء " أجل أقسمت أنها بخير .. وأن أحوالها جيدة .. وقالت لو تضمن أني لن أخبرك باتصالاتي لاتصلت بي كل يوم "





قال أحمد بلوعة " حسنا لو اتصلت مجددا أخبريها أنك لن تخبرني .. أنا راض بأن أتواصل معها من بعيد .. قولي لها أحمد راض ببعض منكِ .. كما أخبرك مسبقا "





ثم أكمل بوجع " ولو أني أشك أنها ستتصل بعد ما فعلت أمي ما فعلت .. إنها مرتبطة بأمي .. وإن كانت رحلت لأنها تسببت لنا في المتاعب فكلام أمي سيثنيها على خطوة التواصل معك .. لا حول ولا قوة إلا بالله "





قالت أروى بتأثر " أنت تعلم أن أمي تتألم مثلنا يا أحمد "





رد أحمد معترفا " أعلم ذلك "





بعد قليل كان يركب سيارته من أمام السوبر ماركت الذي اتصلت منه بانة بعد أن ترك لصاحبه رقم هاتفه ليتصل به إذا ما ظهرت مجددا..

بعدما أكد له الرجل أنه لم يعرف هوية الفتاة ولم يرها من قبل ولا يذكرها أصلا من بين عشرات المستخدمين للهاتف ..

وكيف يعرفها والسوبر ماركت في ميدان عام في وسط العاصمة أمام محطة المترو ...




زفر أحمد وهو يقول بسخرية " كم أنت ذكية يا بنت الناس الطيبين لتختاري هذا المكان حتى لا يستدل على مكانك ... هل تشاهدين أفلاما بوليسية كثيرة ! "




تنهد يحاول السيطرة على النار التي تأججت في صدره ليقول بسخرية
" على الأقل أنها مازالت على قيد الحياة .. وما دامت أقسمت لأروى أنها بخير .. إذن هي بخير .. وما دامت حية وبخير وتحت سماء هذا الوطن .. فمهمة قتلها بعد العثور عليها ستكون ممتعة يا أحمد "





ثم شغل السيارة وانطلق واختفى في الزحام .





يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 12:51 PM   #469

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 8



قبل عمرو رأس أبيه للمرة العاشرة بعد أن استفاق من غيبوبته التي طالت هذه المرة ..





وفرح لأن الشيخ قد استعاد بعضا من القوة ليجلس مستلقيا على وسادة عالية ..


بدى واعيا أكثر من الأيام الماضية ..
فحمد عمرو الله على ذلك .





تأمل الشيخ إبنه قليلا بعينين لامعتين رغم وجودهما وسط تجاعيد السنين ثم قال بضعف

"أوصيك بأمك يا عمرو "





رد عمرو بهدوء " إنها فوق رأسي يا أبي .. لا تقلق عليها "





تنهد الشيخ ونظر للفراغ أمامه وهو يقول " أعلم أنها ستكون عبئا عليك "




هتف عمرو بجزع " لما تقول هذا الكلام يا أبي إنها أمي "




تأمله الشيخ مجددا ليقول " أعلم .. لكني أشفق عليك وأنا أتركها لك .. ستكون عبئا ثقيلا .. لكن تحملها .. واعلم أنك ستُجزى عن ذلك خيراً كثيراً إن شاء الله "





قال عمرو بتأثر " أطال الله في عمرك يا شيخنا "



رد الشيخ برضا " الحمد لله .. لقد أكرمني كثيراَ بها ... ومنحني من فضله الولد في سن الخمسين ..ومد في عمري لأراه رجلا يسر العين.. "





قال عمرو بتأثر " دائما سأكون عند حسن ظنك إن شاء الله "




أكمل الشيخ حديثه وهو يحدق في الفراغ مجدد بابتسامة واهنة

" أمك تربيتها كيتيمة جعلتها متطلبة عاطفيا ..مازالت نفس الفتاة الغيور التي تزوجتها .. ويعلم الله اني حاولت تعويضها كثيرا لكن هذا لم يساعدها على التخلص من تطرف مشاعرها أبدا"





رد عمرو بحنان " أمي تعشقك يا أبي .. أتمنى أن يرزقني الله بإمرأة تعشقني ولو بنصف العشق الذي تكنه لك أمي "





ربت الشيخ على لحية ابنه التي استطالت وقال بمحبة

" سيرزقك إن شاء الله بزوجة صالحة .. انفض عنك هذا الهم البادي على وجهك منذ مدة "







أطرق عمرو رأسه وزفر في حيرة " أخشى أن أخطئ في الإختيار يا أبي "




رد شيخ بهدوء وهو يتأمل ملامح إبنه " النصيب غالب يا بني "




قال عمرو بحيرة أكثر " لكني .. لكني مسئولاً عن إختياري وأنا خائف "





ابتسم الشيخ ابتسامة أضاءت تجاعيد وجهه وقال
" لا تخشى الوقوع في الخطأ .. فنحن بشر ولسنا كائنات آلية مبرمجة .. نحن نجاهد أنفسنا لنكون أفضل .. لنسير على الدرب المستقيم.. لكن هذا لن يمنحنا الكمال أبدا .. دوما سنخطئ .. المهم الا نكون متعمدين الخطأ .. وأن نكون خير الخطائين التوابون ..
إن شعرت أنك أخطأت يوما في حق نفسك لا تستسلم.. وصحح خطأك قبل أن تقابل وجه كريم ... "






صمت الشيخ قليلا بينما عمرو يفكر في كلمات أبيه فأكمل الشيخ حديثه وهو يحدق في الفراغ مجددا

"وازن بين أمك وزوجتك .. وتحمل قدرك في أمك "




سأله عمرو بارتباك "لا أفهم يا أبي "


تنهد الشيخ وقال " ستفهم يوماً ما "


سأله عمرو باهتمام " هل رأيت لي مناما ؟"



ابتسم الشيخ وقال بغموض " ربما "



تحفز عمرو وقال " قُصه عليّ "



رد الشيخ بهدوء " لن أفعل "



سأله عمرو بدهشة " لماذا؟!! "



أجاب الشيخ ببساطة " أخشى أن يكون حديث نفس مني فتتعلق به "





قال عمرو بسرعة " إن كان لديك أمنية بشأني .. أخبرني بها .. وسأحققها فورا .. حتى لو على رقبي "




ابتسم الشيخ له وربت عليه بحنان يقول " ما أتمناه لا يعنيك هي فقط أمنية تخصني .. وليس لي الحق في أن افرضها عليك .. يكفي عليك والدتك .. فقط أدعو ربي أن يرزقك بالزوجة الصالحة "




ضيق عمرو عينيه قليلا ثم تساءل " إذن منامك عني.. عن زواجي "





ابتسم في غموض " ربما .. وربما حديث نفس "





سأل عمرو بقلق " هل هي شخصا نعرفه ؟ "





ربت الشيخ على كتفه وقال " كفاك إلحاحا لن أبوح بشيء عليك أن تكون مقتنعا وأنت تختار .. لكن ... "





صمت الشيخ قليلا فسأل عمرو بقلق " لكن ماذا "





استطرد الشيخ " إذا ما قررت خطبت فتاة يكفي فقط أن تكون مقتنعا بها وحدها لتعرف أنك قد أحسنت الاختيار .. وإن كانت من معارفنا فسأل أبيها عن الحلم القديم .. اذا قص عليك حلما قديما يجمع بيني وبينه .. فأعلم أن رؤياي قد تحققت .. وأعلم أني سعيدا في قبري "







شعر عمرو بالإحباط ..

إذن سيتزوج من فتاة يعرفها ..

ربما يقصد ابنة خاله .. فأحلام الشيخ غالبا ما تتحقق ..





ابتلع الشعور بالاحباط وقال " أطال الله في عمرك يا شيخي "




ثم استطرد عمرو بتوسل " قل لي أمنيتك يا أبي وساحققها فوراً.. مهما كانت.. أنا أخشى أن أختار وأندم .. أخبرني عنها سأحققها على رقبتي"




شعر الشيخ بالقلق من حالة إبنه فقال " لا تخش من الاختيار وتيقن كل له أقداره .. أين مبدأ (إعقلها وتوكل ) إذن ؟"





أطرق عمر برأسه فأشفق قلب الشيخ عليه فقال بابتسامة غامضة " حسنا سأخبرك بجزء من المنام .. ربما هي من ستختارك أولا "





حدق فيه عمرو بذهول ..






فتبسم الشيخ بوهن ورفع ذراعه يسحب رأس إبنه الي صدره وتمتم " كل له اقداره .. يا قرة عين أبيك فقط استعن بالله .. وكن مقتنعاً لما تقدم عليه .. ولا تخش العواقب أبدا "




دفن عمرو رأسه في صدره وهو يغمغم بتأثر "كنت أريد أن أرضيك وأُفرح قلبك يا أبي "







ربت الشيخ على رأس أبنه الغارقة في صدره وقال بمحبة وقد دمعت عناه

" يشهد الله أني راض عنك يا عمرو .. راض عنك الى يوم الدين .. يا قرة عين أبيك .. ويشهد الله أنك تسر عيني وقلبي كلما نظرت إليك.. وأنك نعم الإبن ونعم الولد الصالح .. "




ثم أخد يدعو له الشيخ ..


فأجهش عمرو بالبكاء الحار على صدر أبيه ..


وقد استشعر أن لحظة الفراق قد حانت .




يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 01:00 PM   #470

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 9



عبر أحمد الطريق لسيارته المركونة على الرصيف المقابل وتوجه نحو الشحاذ الجالس القرفصاء تحت الكوبري يدعي اللامبالاة بينما عينيه تراقبه في صمت وترقب .




ألقى أحمد إلى حجره كيسا وقال آمراً " كُل "




نظر الشحاذ للكيس قليلا ثم قال " أنا أعلم خطتك جيدا .. أنت تخطط أنت وأصدقاءك لأن تسمني .. فأموت وتحصل أنت على هذا المكان الذي هو ملكي "






رد عليه أحمد بحاجب مرفوع " ومع هذا تأكل كل مرة ما أشتريه لك من طعام ولا يحدث لك شيئ ومازلت حي "





هرش الشحاذ في لحيته الطويلة القذرة ثم ابتسم ليظهر أسنانا بنية وقال " هذا لأن السم لا يؤثر بي"





مط أحمد شفتيه بامتعاض ثم قال " إذن كل ولا تجادل "





ثم توجه نحو سيارته وجلس على مقعد القيادة وترك ساقيه خارجها ..



فتح كيسا آخر وبدأ في الأكل هو الآخر .





تكلم الشحاذ ببرود " هل معك أكلا غير الذي معي؟!"






توقف أحمد عن المضغ ومسح فمه بمنديل قبل أن يرد " أنت مستفز فعلا !.. إنه نفس الساندوتش كُل "






مط الشحاذ شفتيه ببرود وحك لحته وشعره فهدر أحمد فيه
" لا تبدأ في حك جسمك أمامي بالله عليك "






منحه الشحاذ ضحكة بنية مستفزة وبدأ في الأكل بجوع .





أرسل أحمد على الواتساب لسيد " إرسل لي مقطعا لأي أغنية تبرد ناري قليلا "






بعد قليل أرسل له سيد رابط إلكتروني فضغط عليه ليصدح صوت أم كلثوم




ياما حاولت أنساك ... وأنسى ليالي هواك

وأنسى الجمال الي شفته .. في الوجود وياك





فرفع أحمد الهاتف وأتصل بسيد يقول بعصبية
" يا حبيبي أنا طلبت أغنية تبرد ناري.. لا أغنية تذبحني بدم بارد !!!!"





قهقه سيد ضاحكا ثم قال " أهلا بك في عالم الحرمان يا صديقي .. لم أتخيل يوما أراك تتعذب بنار الحب والشوق واللإفتقاد .. لا يليق بك يا كونت "





قال أحمد بحزن " هذا الاختراع المسمى بالحب .. أختراع سيء جدا يا هولاكو "






رد سيد بشفقة " أجل سيء وابن ( ..... ) ويا ويل من يقع في دوامته "





سأل أحمد بنبرة يائسة " أليس هناك أملا في الشفاء من هذه الورطة ؟"





رد سيد معترفا " هي ورطة فعلا .. أتمنى من الله أن يهونها عليك وتجتازها سريعا "






غمغم أحمد بحرج " المصيبة أني لست قادرا على الدعاء بمحوها من ذاكرتي .. وكأني أخشى أن أنسى كياني "





انفجر سيد ضاحكا في نوبة هستيرية فرفع أحمد حاجبا وقال ببرود
" لا أجد سببا للضحك "





سعل سيد من نوبة الضحك ثم قال " لا أستطيع أن أصدق أنك عاشق ... يا الله الكونت سماحة ملك المنطق غارقا في الحب حتى منابت شعر رأسه "






قال أحمد بغيظ " إغلق الخط "





سأله بفضول " أين أنت بالضبط ؟"



رد أحمد ببساطة " بجانب الكوبري مع صديقي الشحاذ "




صاح سيد بضحك " ها هو تعبيرا آخر جديدا عليك .. صديقك الشحاذ .. أخشى عليك أن تصير قريبا من المجاذيب "



تنهد أحمد في يأس ثم قال " سأغلق الخط "



قال سيد سريعا قبل أن يغلق " لا تنس أن تحاول إقناعه بالذهاب للمكان الذي وفره له عمرو لقد تعبنا من إقناعه "






أغلق أحمد الخط وأكمل السماع للمقطع الذي أرسله سيد




ياما حاولت أنساك .. وأنسى ليالي هواك

وأنسى الجمال الي شفته .. في الوجود وياك

حرمت روحي من كل نسمة .. كانت بتسري بينك وبيني ..

وحرمت روحي من كل نعمة .. كانت بتحلى وياك في عيني ..

وقلت أعيش من غير ذكرى .. تخلي قلبي يحن إليك ..

ما فضلش عندي ولا فكرة .. غير اني أنسى أفكر فيك ..





هتف الشحاذ " إرفع الصوت قليلا لأسمع الست جيدا "




ابتسم أحمد في سخرية ورفع الصوت ..






بعد قليل قام الشحاذ من مجلسه يقترب من أحمد وقال
" أرني الصور "




فسأله أحمد " أي صور ؟"



أوضح الشحاذ " اللوحات المرسومة للشخص الذي تبحث عنه "




مد أحمد يده داخل السيارة ثم أخرجها باللوحات وهو يحذر بحاجب مرفوع " إياك ولمسها .. شاهدها من بعيد "




ثم فردها أمام الرجل وسأل " هل رأيت أحدهما من قبل ؟"




رد الرجل بهدوء " أنهما نفس الشخص .. هذه فتاة .. وهذا ذا الشعر القصير نفس الفتاة "




اطلق أحمد ضحكة قصيرة ساخرة وقال " أين كنت قبل عام ونصف من الآن .. كنا نحتاجك لهذه الفتوى "




سأله الشحاذ " لماذا تبحث عنها ؟"



رد أحمد بغل " إنها سارقة .. سرقتني وهربت "




ضحك الشحاذ ضحكة بنية خشنة ثم قال " ها هو مغفلا آخر .. لكن على ما يبدو ظروفك أفضل مني .. أنظر لسيارتك

ووجاهتك وملابسك ذات الماركات العالمية .. فلا تبئس "






تعجب أحمد من أن يقيم الرجل ملابسه بأنها من ماركات عالمية ..

يبدو على دراية بهذه الأمور ..
هذا الرجل يثير العجب فعلا ..
تارة يكون عاقلا متزنا وتارة يهذي ويخرف .






سأله أحمد بتأمل " ما اسمك ؟"





عاد الرجل ليجلس في نفس البقعة تحت الكوبري التي لا يفارقها ليقول
" قلت لكم من قبل(برقوق)"



رد أحمد بشك " أريد أسمك الحقيقي "




مط الرجل شفتيه وحك جسده فاقشعر بدن أحمد وهدر فيه
" قلنا لا تحك جسدك أمامي أن عندي وسواس "






ضحك برقوق ضحكة بنية وغمغم " تذكرني بشخصا ما .. حتى انقلبت أيامه "





سأله أحمد مستغلا أن الرجل في نوبة تركيز "من سرقك ؟.. وأين بيتك ؟"






رد برقوق بهدوء " إبني .. سرق كل أموالي وطردني في الشارع "




اتسعت عينا أحمد في صدمة فأكمل الرجل بعينين زائغتين

" لكني لن اسمح له ولا لزبانيته أن يسلبوني هذا المكان إنه ملكي "





ثم نظر لأحمد بشك " هل هو من أرسلك لهذا تقنعونني بالذهاب معكم لمكان معين ؟"






تأمله أحمد بذهول وقد أشفق عليه ولم يعقب..






بعد قليل رن هاتفه فرد أحمد بسخرية
"هل وجدت مقطعا غنائيا يذبحني بشكل أكثر بشاعة يا سيد "






رد عليه سيد بجدية ووجوم
" يبدو أن الشيخ ليس على ما يرام "





يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.