آخر 10 مشاركات
589 - أكره أن أحبك - سارا وود - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          590ـ غابة الأشواق ـ ميراندا لي. ق ع د ن (الكاتـب : عيون المها - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          594-الرجل الملائم - ماري فيراريلا -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          47 - تسرقين العمر - آن هامبسون (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          هوس القلوب... * مميزة ومكتمله * (الكاتـب : هند صابر - )           »          403 - حبيبي المجهول - ماغي كوكس (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          416 - عصفورة النار - هيلين بروكـس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-18, 12:50 PM   #41

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثالث


بعد اغلاق الثلاث اقفال على باب الشقة فتحت نور الصالة ثم صرخت ..

انتفض قلبها في هلع وهي تراقب شخصاً يهب واقفا أمامها من أرضية الصالة..


التصقت بباب الشقة اكثر وعيناها جاحظة .. وهتفت بجزع " بسم الله الرحمن الرحيم ... من أنت؟ .. أو ما أنت؟!!!! "


الماثل أمامها شاب يبدو في العشرين من عمره ينتفض خجلا ورعبا هو الاخر !


رد عليها بكلمات متقطعة " اعــــ اعــــتذر اني اجفلتَك .. ظننتَك تعرف بموعد قددد قدومي "



عادت بانة لتهتف وقد بدأت تسيطر على شعور المفاجئة "سألتك من انت ؟ "


كان الشاب يهتز بشدة من الارتباك ليقول " أنا ..أنا .. عبد الكريم... عبد الكريم عبد البر الحسيني شحاتة .. شريكك في السكن .. انت الاستاذ رامز بالطبع "



تنبهت بانة أن الشاب يقف بملابسه الداخلية .. شورت قطني أبيض قصير جدا وبلوزة بحمالات ..


شهقت وادارت وجهها .. فارتبك الشاب ونظر لنفسه وقد إحمرت أذنيه .. ليهز رأسه يمينا وشمالا يبحث عن ملابسه..


ثم اسرع يسحب الغطاء الذي كان يفترشه أرضا ليغطي جسده ثم يتمتم بإعتذارات "آسف .. الست نرجس لم تضع لي سريرا بالغرفة حتى الآن .. وقد وعدتني أنها ستفعل ذلك غدا صباحا.. لهذا نمت على الأرض هنا .. فالاريكة صغيرة وخشبها متهالك وخفت أن أكسرها وأنا نائم.... و.... أستاااااذ رامز .. الى أين أنت ذاهب .. استااااااااذ رامز !!!!.."



كانت بانة قد فتحت باب الشقة وانطلقت حتى الشقة المواجهة وجسدها يرتجف من الغضب ..


اخذت تقرع الباب بعنف تنادي على الست نرجس ..



فُتِح الباب لتظهر نرجس وهي تستند ببرود على الباب تفرد ذراعها الأيسر لأعلى مستندة على الباب والذراع الثاني على خصرها .. تلوك علكة في فمها بطرقعات استفزت بانة وودت أن تخربشها في وجهها بأظافرها .



ركزت بانة في استحضار صوتها المستعار لتقول بعصبية "ما هذا يا ست نرجس !!!!" .


رد نرجس بسخرية " ماذا يا زينة الشباب "



تقبضت بانة وهي تكتم غيظها " كيف تأتين بشخص غريب ليشاركني السكن؟!!!!! .. قلت لك مرارا لا استطيع مشاركة احد .. ووعدتك بدفع زيادة بالايجار ."


ردت نرجس بعصبية" فاتت المهلة يا عيون نرجس .. وقلت لك من قبل هذه الشقة ليست ملجأ للإيواء "



ردت بانة بيأس " لكن يا ست نرجس بقى اسبوع واحد واحصل على راتبي .. ماذا افعل الآن !"



ضحكت نرجس ضحكة رقيعة ثم قالت " لا تفعل شيئا .. اذهب الى شقتك ونَمْ .. وستتعود على شريكك الجديد "


ثم مصمصة شفتيها وهي تقول " إنه خجول مثلك ... لا أدري لما حظي سيئ هكذا مع الرجال .. عمت مساءا يا استاذ "



أغلت الباب بعنف في وجه بانة التي وقفت متسعة العينين ذاهلة لا تعرف كيف تتصرف ..


تحركت نحو شقتها لتجد أن الشاب واقفا يراقب من بعيد وهو مازال يلف جسده بالغطاء فاغر الفم في بلاهة ..



دخلت بانة مندفعة إليه تقول " اسمع يا هذا "


فقال الشاب بعفوية " عبد الكريم عبد البر الحسيني شحاتة "



اومأت برأسها بايجاب " يا عبد الكريم عبد البر الحسيني شحاتة .. انا لا استطيع ان أسكن مع احد .. عليك أن تقدر هذا .. إذهب وإبحث عن شقة أخرى .. إسحب نقودك من الست نرجس وابحث عن شقة أفضل .. هذه السيدة تأخذ إيجارا مرتفعا تستطيع ان تحصل على شقة بايجار أقل في هذا الحي .."



نظر اليها الشاب متعاطفا ثم قال بحزن " لا أستطيع .. فلست أنا من دفع الايجار .. الحاج مرسي هو من دفع ثلاثة شهور مقدما "



عقدت بانة حاجبيها بعدم فهم "من الحاج مرسي هذا ؟! "



هتف بحماس " رجل صالح صديق الحاج صقر "



هتفت بانة بارهاق وهي تفرك جبينها "من صقر ؟! "



رد الشاب بخجل " إنه من اقنع أمي أن تتكرني للذهاب للعاصمة لادخل الجامعة بها .. يقولون أن لي مستقبلا كبيرا هنا .. وتطوع الحاج مرسي للصرف على إقامتي .. فأنا من أوائل الثانوية العامة وقد حصلت على منحة و ... "


زفرت بانة وهي تخطو نحو الباب لتغلقه بتوتر وهمت بالذهاب لغرفها حين اعترض الشاب طريقها ليقول "أرجوك يا أخ رامز لا تطردني .. ما علمته أن الحاج مرسي له بعض المال عند الست نرجس فطلب في المقابل أن توفر لي سكنا بهذه الديون .. فاذا ذهبت من هنا فلن اجد مكانا اسكن فيه .. أنا من الجنوب وهذه أول مرة أحضر للعاصمة ولا أعرف أحدا .. ووالدتي ستموت من الحزن إذا عدت دون أن انهي الجامعة .. أنت لا تعلم كيف هي فخورة بولدها كأول الثانوية العامة .. وطبعت صورتي مع المحافظ لتضعها في صدر البيت ... و .. .. لماذا تبدو ملامحك مثل الفتيات استاذ رامز !"


كانت بانة لا تسمع شيئا من ثرثرة الشاب وهي تقف امامه تفكر ماذا ستفعل في هذه الكارثة حين انتبهت لسؤال الشاب المفاجئ فجحظت عيناها ورمشت بعدم استيعاب تحاول استرجاع السؤال في ذهنها ..



فبادرها الشاب بالقول بتركيز " إن عينيك واسنانك تبدوان كالانثى "



دفعت بانة الشاب الذاهل أمامها لتدخل غرفتها وتغلق الباب ..



جلست على السرير وحاولت التفكير في أي حل لهذه الورطة ..

غدا ستحضر نرجس سريرا إضافيا لهذه الغرفة .. وهي لا تحمل نقودا لتبحث عن سكن جديد .. باقي 5 ايام على اول راتب ..


ماذا سأفعل اين سأذهب؟ ..



رفعت ركبتيها أمامها واستندت عليهم بذراعيها ودفنت وجهها .


وبكت ..



كم مر من الوقت وهي بهذه الحالة لا تدري .. حين رفعت رأسها كانت الساعة بيدها تشير للحادية عشر مساءا ..



وصوت في الخارج عند الحمام للشاب عبد الكريم وهو يغلق باب الحمام ..



الأمر محرج ومربك.. وفوق طاقة احتمالها .


انتفضت بسرعة الي حقيبتها المفتوحة في ركن الغرفة .. وضعتها على السرير وأخذت تلملم باقي حاجياتها ..


يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 12:53 PM   #42

Cielo celeste

? العضوٌ??? » 420715
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » Cielo celeste is on a distinguished road
افتراضي

أعجبتني الرواية كتير وطريقة السرد رااائعة
في شوووق حبيبتي للفصول القادمة


Cielo celeste غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 01:12 PM   #43

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

استقبلها ظلام الشارع بنسمة باردة وبعض الهدوء ..


الى أين تذهب ؟


ترجلت من الحافلة ثم دخلت الشارع الضيق وهي تجرجر حقيبتها على الأرض الغير ممهدة والتي تصدر أصواتا مزعجة كأفكارها ..


لا تعرف أحدا سوى (شهيرة ) .. فهي الوحيدة من بلدها التي تعرف أنها تتنكر في هيئة ذكر ..


بل الوحيدة في العالم التي تعرف ..


شهيرة تعرفت عليها حين وصلت الى هنا ..



كان اللاجئون يتجمعون بعد الوصول في بعض المساجد الكبيرة في العاصمة فلم يكن لهم مخيمات مثل ما كان يحدث في البلاد المجاورة التي استقبلت اللاجئين ..


في المسجد تعرفت على شهيرة وعائلتها .. عائلة فقيرة مكونة من أب وأم وأربع فتيات ..



كانت بانة وحيدة اندمجت مع البنات وتقربت من شهيرة و( وردة ) أخت شهيرة ..


مكثوا في المسجد أكثر من ثلاثة اسابيع ..



وقد سمعت خلالها قصصاً لأهال فارين من الحرب يحكون الأهوال.. وعائلات فقدت الأهل أو الزوج أو الولد ..


ذكريات المسجد لن تنساها ..

كانت مؤلمة أكثر من الحرب نفسها ..

ففي الحرب أنت تهرب من القصف.. تهرب من القتل .. تركز على نفسك وأحباءك .. لكن مع اللاجئين تسمع قصصاً كثيرة فتعيش تجاربهم وآلامهم من جديد ..


.. تتشبع بالقصص المؤلمة ..

وآلام الفقد وويلات الحرمان ..


تتألم وتموت مراراً وتكراراً مع كل حكاية .

تذكر أنها انتقلت بعد ثلاث أسابيع لدار الفتيات ..



وهي دار تديرها سيدة من بلدها مع سيدة من هذا البلد هدفهم تزويج الفتيات لأهل البلد للحصول على الاقامة.

والحصول على الستر! ..


وكم كانت هذه العبارة تستفزها ..


كان جل أملها أن تعمل وأن تعول نفسها ..


وقفت في وجه صاحبة الدار تطلب منها أن تجد لها عملا بدلا من تزويجها رجلا لا تعرفه ..



رفضت الزواج .. رفضت أن تباع من أجل لقمة العيش ..



أرادت أن تعيش بكرامة ..



لقد أتت هنا لأن والدها استحلفها أن تفر من ويلات الحرب ..


أن تبحث عن الأمان في بلد آخر ..



أن تعيش بصحة وكرامة ..

لم تأتي لتباع كسلعة بإسم الزواج لأي مشترٍ ..


ستحافظ على وعدها لأبيها وستعيش ..



حتى تضع الحرب أوزارها.. فتعود ..


حاولت في البداية أن تعمل بحقيقتها كأنثى..

لكنها فشلت ..

الكل يطمع بها .. حين يعلم أنها فتاة وبمفردها يطمع بها..



يتصور أنها لقمة صائغة يستطيع أن يلوكها قليلا ثم يبصقها ..



أما صاحبة الدار فلم تتوان أن تضغط عليها أكثر .. بل لمحت لسُمعتها وأنها ستسيئ لبنات الدار ..


تحمّلت..

تحمّلت حتى جاءت الطامة التي دفعتها لأن تخفي حقيقتها ..

حين ماتت وردة ..

إنتحرت..

لم تتحمل فانتحرت ببساطة .


زوجوها برجل من أهل البلد ..



أجبروها عليه إجبارا و كانت لا تزال في حداد على زوجها الشاب الذي استشهد في الحرب ..



كان أهلها يريدون لها الستر بمنطقهم.. وخاصة أنها لم تزل صغيرة ..


وبدون أن تعرف التفاصيل .. أتاها الخبر المشئوم .. وردة انتحرت ليلة زفافها تناولت السم وماتت في بيت عريسها الجديد ..


يومها دخلت بانة في حالة ذهول من اليأس والإحباط ..


رقدت أياما في شبه هلوسة ..



رأت فيها أبيها وأخويها بل وأمها يرعونها .. يشدون من أزرها .. يحثونها على المواصلة ..


حتى بدأت تسيطر على نفسها تدريجيا ..


وفي لحظة ما ..


عزمت على المواصلة وتنفيذ مطلب أبيها بالعيش بدون اجبار .


توجهت نحو المرآة وقصت ضفيرتها الطويلة بضربة واحدة من المقص ..


تخلصت من كل ملابسها ..


وارتدت ملابس أخيها رامز التي شاء القدر ان تحضرها معها على متن الطائرة دون أن يحضر هو معها !..


استخدمت ملابسه وجواز سفره مستغلة بعض الشبه بينهما..



وخصوصا ان صورة رامز في جواز السفر قديمة نسبيا ..



بالطبع من يدقق بالصورة سيكتشف أنها ليست رامز.. لذا هي تهرب من الشرطة حتى لا تُكتشف هويتها الحقيقة .. لا تريد أن تكون مطمعا لأي أحد من ذوي النفوس الضعيفة وما أكثرهم في هذه الدنيا ..


إنه الخوف ..

الخوف ما يسطير علينا ويتحكم بنا .. فنتخفى لنخفي ما نخشي عليه.

في هيئة رامز هي تستطيع التحرك .. تستطيع العمل .. وتستطيع أن تعيش دون أن تلاحقها النظرات والمطامع أو الاشاعات التي قد تلوك سمعتها في الافواه ..


لكن الى متى يا بانة ؟..


لا تعرف ..


لعل الله يحدث بعد ذلك امرا .

****

وصلت الى بيت شهيرة وطرقت على الباب ..

شهيرة تزوجت من رجل من أهل البلد هنا متزوج من إمرأتين وهي الثالثة .

فتحت شهيرة الباب لتشهق منادية باسمها الحقيقي (بانة).

ارتمت عليها بانة تحيطها بذراعيها فهتفت شهيرة بجزع " احترسي يا فتاة أنت في هيئة رجل والناس بالشارع .. ستفضحينني "


تنبهت بانة فأسرعت بالابتعاد عن شهيرة وهي مازالت تبكي .

قالت شهيرة بقلق " ما بك يا بانة؟ "

ردت بانة بتوسل " احتاج لمكان أبيت فيه لخمس ايام فقط "

ارتسمت علامات الحزن والعجز على وجه شهيرة وهي تقول" أنت تعرفين أنني لا أعرف أحدا هنا سوى زوجي وعائلتي .. وبكل أسف زوجي هذا الاسبوع يبيت عندي.. ليتني أستطيع استقبالك .. لوكنت بهيئة الانثى كنت استضافتك لكن بهذه الهيئة.. .... "

سكتت شهيرة بحرج وهي تفرك أصابعها بإرتباك وتوتر .

فتظاهرت بانة برباطة الجأش لتخفف عنها " لا عليكي يا شهيرة .. أتفهم جيدا .. أنا خمنت ربما تعرفين مكانا أبيت فيه .. اعتذر عن ازعاجك " .

قالت شهيرة بألم واضح وقد بدأت دموعها تغرق وجهها " آسفة يا بانة.. آسفة جدا .. ليتني أستطيع المساعدة " ..


طمأنتها بانة بشجاعة " لا عليك يا فتاة .. هل أمورك جيدة؟"

قالت شهيرة وهي تتلفت يمينا ويسارا بالشارع تتأكد أنه ليس هناك أحد يراها تتحدث مع شاب أمام المنزل " أنا بخير الحمد لله .. لقد أنجبت فتاة .. اسميتها وردة " .

ابتلعت بانة طعما مرا في حلقها ورددت بلوعة قلب " بارك الله فيها"

اقترحت شهيرة " لما لا تعودين لدار الفتيات ؟ "

ردت بانة بحدة " لن أذهب لهذا المكان لأُباع مثل البضاعة لأفضل مشتري "

نكست شهيرة رأسها في حزن فتداركت بانة ما قالته لتقول بنبرة اهدأ " اعتذر يا شهيرة .. لم أقصد "


ردت شهيرة بتفهم " لا عليك .. لكن ليست كل الزيجات فاشلة ولسن كل الفتيات تعيسات صدقيني "..


ردت بانة باعتراف " أعلم ولا أعمم لكني لا استطيع أن أفعلها هذا كل ما في الأمر "

سألت شهيرة باهتمام " ماذا ستفعلين الان "


قالت بانة وهي تهم بحمل حقيبتها " لا تشغلي بالك سأتصرف "
هتفت شهيرة بها " انتظري بانة قليلا "

ذهب الى الداخل وغابت بضع دقائق ثم عادت بكيس من البلاستيك ..

سألتها بانة في دهشة " ما هذا ! "


اجابت بارتباك " هذا طعام .. ألم تشتاقي لطعامنا .. لقد طبخت اليوم بعض من اكلاتنا الشهيرة أراهن أنك لم تذوقي طعام الوطن منذ مدة "

إلتمعت عينا بانة بالدموع ومدت يدها تحمل الكيس في إحراج ..


لوحت لشهيرة وتحركت تجر الحقيبة بيدها الاخرى وهي تفكر " أين سأذهب " ..

خطر على بالها سيد صديق أحمد . .. هي تحتفظ برقمه في ذاكرتها وقد طلب منها أن تطلبه اذا احتاجت شيئ وهو شخص يوحي بالثقة..



لكنها تراجعت عن الفكرة .. خشيت أن يخبر أحمد وهي لا تريد ان تبدوا مثيرة للشفقة أمام أحمد بالذات .



يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 01:26 PM   #44

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

ترجلت من سيارة الاجرة الجماعية لتقف أمام الورشة ..



تنفست الصعداء وحمدت ربها أنها في هيئة رامز فالسيارة كانت فارغة الا منها في هذا الوقت من الليل .. في هذا الطريق الهادى جدا .. وسائق السيارة بدى لها فاقدا للتركيز .. ودخان تبغ برائحة غريبة تفوح من المقعد الامامي .


المكان حولها مخيف .. مساحات من الأراضي الواسعة حول الورشة التي تقف وحدها في الظلام..


مثلها تماما ..


الظلام يحيط بمرمى البصر الا من بعض البنايات المتفرقة البعيدة عن محيط الورشة تصدر منها أنوارا على استحياء تساهم مع عواميد النور الضعيفة على الطريق في رسم بصيص من الضوء في هذه اللوحة حالكة السواد أمامها ..


بالطبع الورشة بوابتها مغلقة .. ماذا كانت تظن ؟ !!!



أن تأتي فتجد الورشة تفتح لها ذراعيها لتحتمي بها ! ..


تحركت بمحاذاة سور الورشة حتى دخلت طريقا فرعيا .. الطريق مظلم لكنها لن تستطيع الجلوس أمام بوابة الورشة تلفت انتباه المارين على الطريق الرئيسي وخاصة دوريات الشرطة.



في بقعة ما جلست فوق حقيبتها تقاوم مشاعر مختلطة .. الخوف أعظم هذه المشاعر واكثرها بُغضا ..


لامت نفسها على تهورها في استعجال تركها للشقة !..


كان من الممكن تبقى أن بنفس الوضع تجلس على حقيبتها في غرفتها تنتظر الصباح لتذهب بدلا من وضعها الأن ..

" تبا ! لتهورك يا بانة " ..



"المبيت مع رجل أهون أم المكان الذي تجلسين به الأن" ..



نفضت رأسها مدعية الشجاعة .. فتحت الكيس الذي أخذته من شهيرة ..


حدثت نفسها قائلة " هذه ليست أول مرة تنامين في الشارع يا بانة .. فعلتِها أول ثلاث ليال تركتِ فيها دار الفتيات من عامين .. هل نسيتي ؟...


نمتي يومين تحت كوبري قديم بالشارع.. واليوم الثالث في نفق مشاة اتقاءً للبرد يتجمع فيه المتسولين .. أنتِ شجاعة بانة الخازن " ..



فركت كفها على ذراعها تحاول أن تبث في نفسها روح الحماسة أكثر فقالت" بل إن هنا أفضل من وضعِك تحت الكوبري أو في نفق المشاة .. هنا لايوجد أحد من المتسولين يضايقك أو يتنمر عليك ..



فحتى في عالم المتسولين هناك من يستغِل الأضعف دائما لإبراز القوة ..

بالرغم من تصورك للعكس ..


بأنهم يتعاطفون مع بعضهم البعض لأن الشعور بالحاجة واحد ..
لكن يبدو أنك كنت تنظرين للعالم نظرة رومانسية..


واصتدمتِ بالحقيقة العارية ( أن الجوع كافر والحاجة مُرة ) ..

ومثلما صاحب الغِنى يُفتتَن به .. ويكون المال اختبارا من الله..


فالفقر ايضا يضغط على النفس البشرية ليظهر أحلى وأسوأ مافيها ".


رائحة الطعام شهية تتسرب الى وجدانها فتثير فيها حنينا لأيام افتقدتها ..



الوطن ..



حيث الأهل والاخوان ..


تذكرت شقتهم الصغيرة في المدينة ..


والدها الاستاذ الجامعي عبد الله الخازن وأخويها فارس ورامز ..

تذكرت مشاكستها معهم وهي أصغرهم ..


أمها توفت وهي صغيرة فكانت هي سيدة المنزل يعتمد عليها ثلاث رجال ..

كانت تتذمر احيانا ..
تقارن نفسها بزميلاتها المدللات أحيانا....


ليتها تعود الايام وتعود تلك المشاكسات ..


ودت لو تفتح عينيها لتجد أنها عاشت كابوسا بشعا وأنها في حضن أبيها .. وأخويها يحومان حولها بنزعتهم الدائمة لحمايتها ..



كرهتِ حمايتهم الزائدة يا بانة !!!..


كنت تولولين حين يبالغ أحدهم في حمايتِك ! ..



كنتِ تتهميهم بالتسلط ! ..



هنا أنت تشاركين كلاب الشوارع ..


تشتاقين للحماية والثقة في أحد ..



تتمنين أن تنامي بضع ساعات دون خوف دون قلق ! ..



وضعت لقمة في فمها وهي تقاوم البكاء .." هل كنت أترفع دون قصد عن الإقرار بنعم الله عليّ حتى عاقبني الله ؟ ... استغفر الله العظيم .."


" يارب ان كان هذا بفعل ذنوبي فاغفر لي خطيئتي "





حاولت الهرب في ذكرياتها أكثر لتقاوم الشعور المرعب لهذا المشهد حولها ..



كانت تحدث نفسها بصوت عالي لتقاوم صرير الحشرات الذي يرعبها ..



بعد قليل من الوقت دندنت بصوت شجي أغنية فيروز ..


لطالما شكلت فيروز وجدانها .. لكنها لم تكن تعلم أنها ستغني هذه الأغنية يوما والأغنية تجلدها كالسياط ..




ارتفع غنائها بصوت مجهد وفم مليئ بطعام بطعم الوطن ودموع تبلل خديها :



سنرجع يوماً الى حينا
و نغرق في دافئات المُنى
سنرجع مهما يمر الزمان
و تنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلآ و لا ترتم
على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعود
رفوف الطيور و نحن هنا
هنالك عند التلال تلال
تنام و تصحو على عهدنا
و ناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا
ربوع مدى العين صفصافها
على كل ماء وهى فانحنى
تعب الظهيرات في ظلها
عبير الهدوء و صفو الهنا
سنرجع خبرني العندليب
غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا
و مازال بين تلال الحنين
و ناس الحنين مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا رياح
تعال سنرجع هيا بنا
***
يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 01:45 PM   #45

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اليوم التالي :





فتحت آية سيارة سيد وألقت ببعض الكتب في المقعد الخلفي.. لتستقر بجانبه..



تأملها قليلا ثم استدار يحرك مقود السيارة وهو يسأل "من هذا الشاب ؟ "



ردت أية بعدم اهتمام " أيُهم ؟"


قال وهو يحدق في الطريق أمامه " ذو القميص الأزرق"


قالت ببرود " هذا وليد.. لماذا تسأل؟"



لوح بكفه بلامبالاه " ينظر لك نظرات خاصة "


ابتسمت بشقاوة وهي تحرك حاجبيها " هل لاحظت ذلك خلال الدقائق القصيرة التي انتظرتني بها ؟.. ام إن نظراته مفضوحة الى هذا الحد ؟"



حرك كتفيه بلامبالاة " لا أدري لكني لاحظته "


شمخت بأنفها وهي ترتب ملابسها بحركة استعراضية ثم قالت بفخر " وهل هناك من يقاوم سحر آية سماحة "




ابتسم لعينيها الشقيتين .. ثم قال محذرا " آية انتي تحفظين التعليمات اليس كذلك ؟"





تأففت وتغير مزاجها لتقول بايقاع رتيب كأنها تعيد تسميع نشيدا مدرسيا تحفظه على ظهر قلب " أجل سيدي .. احترسي يا آية .. الشباب حتى نهاية مرحلة الجامعة معظمهم غير جادين في الارتباط .. يميلون لعلاقات غير ناضجة .. حتى لو شعرت بشعور تجاه أحدهم الا أتهور .. وأن أضع حدودا للزمالة .. لا اسمح بعلاقة خارج اطار الجامعة"


"المشاعر قد تضعفنا ومن اجلها قد نفقد انفسنا " .







رد سيد يغيظها" فتاة مطيعة "




سألته" لماذا أنت قلق هكذا بالرغم من أني اكثر هدوء من أعوام مضت ؟"





زفر سيد معترفا" ربما لأني كنت متواجدا من قبل .. أما الآن فلا أستطيع التدخل في كل وقت .. أنتِ أصبحتِ شابة وتحركي حولك غير مرضي لمعظم الناس " .




عبست آية وأدارت وجهها نحو النافذة في شرود .



بعد قليل هتفت بمشاغبة وهي تغمز بعينها " هل تذكر باسم من المدرسة الثانوية ؟"





ضيق سيد عينيه قليلا ثم رد " الفتى ذو الشعر الاشقر ؟"





ضحكت بجذل لتقول " هذا زياد "




فكر قليلا ليقول " الفتي القصير ذو الشامة السوداء؟"




كتمت ضحكتها وحركت حاجبيها تغيظه وقالت " هذا لؤي .. أقصد باسم الفتى صاحب الفيلا الذي جعلتني أحضر عيد ميلاده ونحن ندعي أني في درس خصوصي ووقفت تنتظرني خارج الفيلا .. كم كان عمري وقتها .. أعتقد ١٦ عاما " .





مط شفتيه بامتعاض وقال " لا أدري كيف سمحت لكِ بفعل هذا .. أقسم بالله.. لو علم الحاج سماحة أو ابنه بما سمحت لك به سيعلقوني مثل الذبيحة على أول الشارع".





لمعت عينيها بنجوم مضيئة وقالت بإمتنان " أنت الوحيد الذي تفهمني يا سيد .. هل تعلم أني كنت سأموت لاحضر هذا الحفل ؟ .. كنت وقتها لدي فضول شديد لأتعرف على باسم .. كنت مبهورة بإحساس أن يكون هذا الفتى الثري الذي يعيش في فيلا يهتم بي .. كان يتملكني الفضول لأحضر حفل في فيلا مثل سندريلا .. لولا تفهمك ربما كنتُ تهورت لفعل شيئا خاطئا .. ربما ذهبت من دونكم .. و ربما اكتشف أحمد ما فعلت .. ربما هربت من المنزل.. ربما قطعت شراييني .. لا ادري .. كنت وقتها أعيش أصعب فترات مراهقتي.. أكره ذاتي والجميع.. وقد بدأت القيود تلتف من حولي " .





تنهد سيد وتأمل عينيها العسليتين ثم استدار للطريق أمامه وهو يعترف " انت فضولية جدا آية فيما يتعلق بالجنس الآخر ..وأنا كنت ومازلت أخشى عليك من هذا الفضول الزائد عن الحد .. اذا لفت نظرك احد تتبعين فضولك بجرأة .. كنت أعلم أنه مجرد فضول سرعان ما سيخبو بداخلك .. لكني كنت أخشى من هذا الفضول اذا ما حوصر وتقيد أن تستسلمي لجموحك فتأذين نفسك .. فكنت أحاول ألبي نداء وحش الفضول لديك بشكل لا يؤذيك .. حتى يستكين "




ابتسمت عينيها وتكتفت وهي تعقب " فكنت تربطني بطرف الخيط وتتركني اتحرك نحو فضولي وأنت تمسك بالطرف الآخر وتقف بالقرب منى.. تراقب .. فاذا استلزم الامر تدخلك تتدخل لتحطم كل شيء أمامك وتخرجني سالمة أنتشي بإرتواء فضولي "





ضحكا الاثنين وهما يستعيدا الذكريات لتكمل آية بإثارة " لا انسى يوم ذهبت للفيلا .. كنت متوتر جدا وأنت تقف خارج الفيلا تحوم كأسد قلق .. ولا أنسى تعليماتك وقتها .."


استخدمت صوتا غليظا مستعارا تقلد صوته " هاتفك في يدك يا فتاة سأتصل بك كل ربع ساعة .. أمامك ساعة واحدة وتخرجين .. اذا اتصلت ولم تردي بعد الرنة الثانية سأقتحم المكان .. لا تشربي ولا تأكلي شيئا بالحفل .. لا تجعليه يختلي بك .. أنتم اصدقاء فقط .. لا سلام باليد على أحد سأقتلك لو فعلتها .. وغيرها من التعليمات التي وترتني وقتها جدا حتى اوشكت الا ادخل " .





زفر سيد وقال بصدق " كانت أصعب ساعة مررت بها .. لُمت نفسي كثيرا .. هل أتصرف معك بشكل صحيح ؟.. هل كان عليّ أن امنعك مثل أحمد؟.. أردت أن تستكشفي الحياة وتتعلمي بنفسك وأنا بجانبك أحميك من تهورك ومن الناس"





هتفت بسرعة وقد بدأت الذكريات تتدفق لذهنها أكثر "هل تذكر معلم التاريخ الذي ضربته ؟"



لاح الغضب على وجه سيد " كيف أنسى ذلك القذر .. يحشر ورقة صغيرة في ورق المراجعات يغازل فتاة مراهقة " .


اكملت آية وهي تسترسل في الذكريات " يومها لم أعرف ماذا أفعل .. فكرت أن أخبر أحمد لكني خشيت أن يلومني ويتهمني بأني شجعته فأخبرتك "..


ثم انفجرت في الضحك " المسكين حتى الآن اذا قابلني صدفة يستدير برعب كأنه قابل شبحا .. لقد بالغت بتأديبه وأخبرت الشباب الثلاثة ليكملوا عليه .. لم أصدق حجم العنف وقتها منكم جميعا " .


قال سيد بقرف " يستحق مادام يغرر بالفتيات الصغيرات ".


نظرت إليه بامتنان " ودافعت عني أمام أحمد بأنه مستحيل أن أكون قد شجعته .. هذه الثقة اشعرتني بالفخر ووضعتها أمامي تعينني الا استسلم لجموحي والا أخون الثقة ".


رد سيد مدافعا عن أحمد " أحمد قليل الصبر.. وازداد نزقا وقنوطا بعد الحادث.. وأحساسه بالذنب أحيانا تجاه أروى يجعله يضيق عليكي بمشاعره بقسوة كنوع من الحماية.. صدقيني هذه طريقة أحمد في ابراز مشاعره " .




تنهد ثم قال مغيرا الموضوع " هل وليد هذا يعجبك ؟"



احمر وجهها قليلا وقالت مراوغة " ربما .. وربما شابا آخر .. مازالت مشاعري مذبذبة ولم تستقر .. أعتقد أني مازلت اتخبط في فضولي نحو الشباب " ..


قال بهمس وكأنه يحدث نفسه "أتمنى الا تذوقي الحب ابدا "



هتفت بجزع " لما تتمنى لي أمنية سيئة كهذه يا سيد .. بل أتمنى ان أعيش حبا عظيما في حياتي "



قال بصدق " صدقيني آية الحب ليس جيدا كما تظنين .. الحب للرجل ضعف فمابالك أن تحب فتاة .. ستمنح دون مقابل .. ماذا لو من أحببتيه لم يكن يحبك أو يستغلك أو يخون ثقتك .. ستتألمين يا صبية .. وقد تخطئين.. وأنا لا أتمنى لك هذا .. أتمنى تجدي من يحبك ويدللك ويجعلك ست الدنيا.. لتنعمي بحبه هو " .



مطت شفتيها بامتعاض واضح " وهل هكذا تعامل ست الحسن و الجمال ؟" .


اتسعت ابتسامته وقال " انها تزداد حسنا وجمالا كل مرة .. فماذا تنتظرين مني "



مصمصت آية شفتيها فقهقه هو ضاحكا .


سألته مغيرة الموضوع " ماذا ستُسمعني الان "



رد بحبور " عندي اغنية شعبية رائعة "



ردت بامتعاض "أنا لا اسمع تلك الاغاني الشعبية ولا اتخيلك انت بدراستك الموسيقى تسمع مثل هذه الاغاني"


اجابها مدافعا " هناك اغاني في تراثنا الشعبي غاية في الابداع يا صبية "


فردت باصرار " لكني اريد ان اسمع ماكنت تسمعه قبل أن اركب السيارة "



ومدت يدها لمشغل الموسيقى بالسيارة لتسترجع اخر اغنية .


صدح صوت ام كلثوم



"كان حبك هنا وحنية "


صفقت آية بجذل وهو يراقبها بعينين لامعتين كيف تبهجها الموسيقى مثله .


هتفت تغني بانطلاق مع الاغنية :
"كان قربك هنا وحنية
وليالي جميلة هنية
طار بيا الأمل بجناحه
طار بيا الامل بجناحه
ولمست النجوم بأيديا



كان يقاطعها بصوت عالي " صوتك نشاذ يا آية .. توقفي عن الغناء "



غير انها اندمجت وهي تلوح بذراعيها بانطلاق تغني



فشاركها الغناء بصوته ذو البحة وقلبه يقفز في صدره يوازن المقامات التي تدوس عليها بشقاوتها .بينما السيارة تنهب الطريق .



****************
يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 02:11 PM   #46

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

التكيف..



هو أحد أهم أسلحتها لمواجهة الاقدار .


هذا هو ما أقنعت به نفسها لمواجهة الألم ..


قد يعتقد البعض أنها مستسلمة ..


قد تكون كذلك.. لكن ليس بالمعنى السلبي للكلمة ..


لماذا لا نطلق على الأمر لفظ التكيف مع المصاعب..



الكوارث ..



وكارثتها لم تكن هينة ابدا .


من شابة مقبلة على الحياة تخرجت من كلية التربية الموسيقية .. عازفة كمان .. بدأ يسطع نجمها في قصور الثقافة وفي الوسط الموسيقي ..



إلتفتت إليها الانظار إليها بتفردها في عزف آله الكمان ..



نجحت أن تكون نجمة حفلات موسيقية يأتيها الجمهور الشاب للاستماع لعزفها ..



الى كائن يتقوقع على ذاته باستسلام ..


علاقتها بالكمان كان أول تحدياتها مع الاقدار ..



وهي صغيرة غارت من سيد صبرة لصوته الجميل كان هو أول من نبهها لعالم الألحان .. وهي ترى لأهل الحي ينصتون لصوته بأعجاب ..


تمنت أن يكون لها صوتا جميلا مثله تغرد به أحاسيسها وأوجاعها وأفراحها .


لكنها لم تملك الموهبة



فلم تيأس ..


كمتكيفة ممتازة بحثت عن بديل ودرست الموسيقى وأحبتها بصدق ثم كانت على موعد مع آلة الكمان.. فاصبحتا صديقتين.


تغرد بآلتها كيفما تشاء .


آلتها كانت صوتها الذي انطلق يصدح في الأجواء .




تركت أروى صحن طعام الافطار وحاولت رفع بعض الاطباق علي صينية وضعتها على حجرها..



تحركت نحو المطبخ وهي تسمع اعتراضات والدتها انها لم تأكل جيدا ..



نظرت للطعام في الصحون الذي لم تستطع أن تضغط على نفسها لتكمل حتى نصه ..

الطعام سيخنقها ..
تحركت بالكرسي الكهربائي نحو المطبخ ووضعت الصينية على المنضدة ...


ضغطت على زر التحكم بالكرسي الآلي واتجهت نحو غرفتها ..



عالمها الصغير ..



في هذه الغرفة قضت آخر أربع سنوات حبس إختياري بين جدرانها..

مابين كرسيها الكهربائي وسريرها وحاسوبها المحمول ..


مثلث حياتها الهادئة ..


تنهدت ..


مالذي كر شريط ذكرياتها اليوم؟!!! ..


ربما المناقشة التي خاضتها في أحد المنتديات على شبكة الانترنت أمس .. حين ناقشت رواية جديدة كانت بطلتها متمردة على الاقدار .. فكانت مناقشة حامية مابين مؤيد ومعارض ..



توجهت نحو الخزانة وأخرجت منها صندوق الكمان ..



تحسست سطح الصندوق في حنين ..



أثار خربشات وسجحات تغطي الصندوق وجزء صغير منه مكسور..


فتحت الصندوق ببعض من الصعوبة .. فعشر سنوات ليست بالهينة.. مغلق على ما يحتويه..



"كماني العزيز .. اشتقت لك .. لكني فقدت جزءا من روحي ذلك اليوم البعيد "..


يومها أصيب الكمان بالخرس .
من عشر سنوات


كانت تستعد في توتر للحفل .. تقف في الكواليس متوترة وحدها ...



أحمد أوصلها للمسرح وتركها ليذهب لموعد هام .. واعدا ان يأتي بعد ساعتين لياخذها ..


كان وزنها أكثر بكثير من وزنها الحالي وبرغم من هذا كانت طويلة رشيقة القد بخمريتها الساحرة وفستانها الانيق بلون الزرقة حين تميل للخضرة مع حجابٍ أنيق اضفى عليها هالة من الوقار والملائكية والجاذبية ..

كعازفة كمان متفردة الهيئة .. تبدأ مشوارها الفني..



وقد بدأ صيتها يصل إلى اكثر من وسط موسيقي بهيئتها الرقيقة بالحجاب أحد مميزات شخصيتها الموسيقية ..


لم يوقفها الحجاب عن تحقيق ما تحلم به بل عافرت لتقدم نفسها كمحجبة وسط مجتمع لم يتعود الا على فكرة او ربط عالم الموسيقى في الأذهان بالخلاعة ! ..



يومها كانت بدارالاوبرا في حفل كبير وسمحوا لبعض المواهب الشابة – وهي منهم - بالاشتراك في الحفل كنوع من التشجيع ..



أوصلها أحمد ككل مرة تخرج الى حفل يوصلها ويعيدها هذا شرط والدها وهي لم تجد في ذلك مشكلة ..



لم يستطع احد حضور معها لاقتصار المدعوين على الشخصيات الهامة ..



ذكرى تلك الليلة التي بدأت كحلم فوق السحاب وانتهت بكابوس لم تفارقها أبدا وإن ادعت غير ذلك ..



وقفت على المسرح الكبير المهيب أمام جمهور مختلف عن جمهورها الشبابي الذي تقابله في قصور الثقافة والحفلات الصغيرة ..



ضوء الكشافات المسلطة علي المسرح يحجب عنها الوجوه بالقاعة الضخمة المخيفة أمامها ..



الكثير من الرءوس المتراصة في الظلام وبعض همهمات هنا وهناك ..


دقات المسرح ..


وصوت دقات قلبها كقرع الطبول يشوش على ضبط الايقاع ..


خديها واذنيها تحت الحجاب يشتعلان من التوتر وأطرافها باردة كالثلج ..



بدأ العزف ..


دقائق فقط واندمجت ..



أغمضت عينيها وتخيّلت شخصا واحدا فقط تعزف له..


وجها أرادت أن تعزف أمامه يوما ما ولم يسعفها القدر ..



قدمت عرضا مميزا لفت انتباه شخصيات مهمة ..


التهاني والتبريكات من الفرقة ومن الاداريين بعد انتهاء فقرتها ..



ذلك اليوم كان بداية مرحلة جديدة ..


لكن الاقدار كان لها كلمة اخرى .



حين انتهت فقرتها حاولت الوصول لأحمد عبر هاتفه لكنه لم يستجيب ..


استمتعت قليلا في كواليس المسرح بأداء بعض الفنانين الكبار ..

كانت فرصة جيدة للمتعة ..




أحمد تأخر كثيرا ووالدها على الهاتف يتوعده .. وبدلا أن يأتيها الساعة الثامنة لم تستطع التوصل اليه قبل الحادية عشرة مساءا ..



أخبرها انه في الطريق وطلب منها انتظاره في حديقة دار الاوبر الخارجية ..


كان أحمد على موعد مع مدرب بنادي كبير قد يختار بعض المواهب الجديدة..



أخيها كان حلمه أن يكون لاعب كرة قدم ..


كان متيما باللعبة الي حد الجنون ..



يرسم أحلاما كبيرة صورت له موهبته أن الفرصة قادمة بالتأكيد ..
حتى انضمامه لكلية الهندسة كان ضغطا من أبيه ..
أما هو فالاحتراف كان حلمه العزيز ..
انضمامه لفرق محلية للاطفال والناشئين كان ينعش آماله لأن يكون لاعبا عظيما ..


يومها كان يبلغ من العمر واحد وعشرون عاما يكبرها بعام واحد فعاشا بمثابة التوأم ..



يومها اخبره وكيله الرياضي بذلك الاجتماع لاختيار مواهب في نادي شهير و انتظرا كثيرا دوره ..


فالمتقدمين كانوا بأعداد كبيرة لكنه كان متفائل وواثق من فرصته ..



الوقت يتأخر وأروى تنتظر منذ ثلاث ساعات فلم يجد مفرا لحزم أمره ويعود إليها تاركا وكيله الرياضي يصرخ على الفرصة التي تقترب .



حين اقترب من محيط دار الأوبرا كان الوضع جنونياً ..



زحام وسيارات اسعاف وشرطة وطرق مغلقة ..



حين سأل صُدم ..


قنبلة انفجرت في دار الاوبرا ! ..


أسفرت عن انفجار داخل المسرح وانهيار اجزاء من المبنى نتيجة للانفجار ..


لم يشعر بنفسه الا وهو يترك سيارته وسط الطريق يهرول بين الزحام ... يشق طريقه الى أروى ..




حين وصل كان الوضع كارثي بحق .. نصف المبنى اليمين كله مهدوم .. معظم من بالقاعة الرئيسية في عداد الاموات ..


الشرطة تفرض كوردونا وتطوق المكان وافراد الاسعاف وغيرهم يبحثون عن جثث الضحايا ..


للحظات اعتقد انه في كابوس ..
او انه يشاهد فيلما كارثيا وقد يغلق القناة فورا ..



توقف الزمان والمكان وبدى أن خاصية الإدراك لديه تعطلت .. فما يستقبله من معلومات أولية قد ينتج عنه فاجعة نفسية .
حاول عقله طمئنته ..


هو طلب منها ان تكون بالحديقة ..
سيجدها بساحة المكان.. ان شاء الله سيجدها خارج القاعة .. باذن الله ستكون حية .



اخترق الساحة بعد بعض الاعتراضات من الشرطة لكنه لم يكن في حالة تسمح له بالتفكير في أي شيء سوى أروى ..


الاشلاء تملأ الساحة لجثث ومصابين يبحث في الوجوه عنها ..

دار حول المبنى نحو اليسار ومازالت اصوات انهيارات بعض توابع الانفجار مستمرة فتجعل المنقذين والناجين يبتعدون ..



حين لمحها كانت مستلقيه على بطنها تحتضن كمانها أوتنام فوقه وعلى ظهرها عامود انارة كبير ضخم ..



هرع اليها فصرخت به أن يبتعد المبنى الملاصق للعامود مازال ينهار على فترات ..



نظر للمبنى فوقها وبعض اجزاء الخرسانة الضخمة توشك عى للسقوط ..


ركض نحوها وهي مستمرة في التوسل والصراخ أن يبتعد ..
في لحظات الخوف لا يصرع غريزة البقاء بداخلنا سوى شخصا نحبه أكثر من الحياة فتكون مهمة بقاؤه آمنا أهم من الحياة نفسها ..



حاول رفع العامود بصعوبة لكنه ثقيل ..


نظر حوله وهو يصرخ .. " هنا .. هنا فليأتي احد .. فليساعدني احد.. "


الجميع بالجانب الايمن من المبنى وحوله .. وأروى تتوسل إليه ان يتركها ويبتعد ..



رفع العامود بكل ما أوتى من قوة ... ليزيحه قليلا ويضعه بجانبها ..



توسلت الا يحركها قد ينهار عليه شيئ لكنه لم يستمع ..



سحبها من تحت بعض الانقاض الخفيفة للامام يجرها على بطنها ..



فأتى صوت حركة من أعلى ..



صرخت أروى ..


لكنه كان أسرع وأرتمى فوقها يحميها ..


نار أخترقت ساقه كرصاصة ..


قطعة كبيرة من الخرسان سقطت بجانب قدمه اليمنى لكنها نزلت بسيخ من الحديد اخترق ركبته من الخلف ليخرج من الناحية الأخرى من الساق ..


لم يستطع اخراج الحديد من ساقه لكنه دفعها بقدمه السليمة لتبتعد عن مرمى توابع السقوط ..



الحديث عن هذه اللحظات بينهما هو اجتراتر صرف لحظات من العذاب .


في لحظات تتغير حياتك ..
تنتقل من حال إلى حال ..
من الصحة للمرض..
من الاستطاعة للعجز ..
من الحزن للفرحة ..
أو كما يقول الشاعر





"ما بين طريفة عين وانتباهتها .. يغير الله من حال إلى حال "



لحظة فاصلة تأتيك على حين غرة فيتغير عالمك كله إلى الأبد ..


الحادث لفظهم من جوفه شخصين مختلفين ..


اعتزل أحمد فكرة إحتراف كرة القدم بعد تركيب شريحة معدنية بمفصل الركبة ..


و قضيت أروى اعواماً في اروقة المستشفيات والاسِرّة البيضاء وغرف العمليات ورائحة البنج .


وآلاماً لا تنتهي و آمالاً لا تتحقق..



وحين سافرت للعلاج بالخارج كان افضل وضع للحالة كسر بفقرتين ألزم تركيب شرائح معدنية ومسامير بالضهر.


لكنها حمدا لله لم تصاب بشلل ..

الأعصاب سليمة لكن فقرات الظهر تحتاج لوقت طويل للتكيف ..



اوصاهم الطبيب الاوروبي بضرورة ممارسة العلاج الطبيعي وان هناك أملا في أن تقف وتسير من جديد إذا اتبعت برنامجا قويا للعلاج الطبيعي يهدف لتقوية فقرات الظهر قد يكون الأمل ليس كبيرا لكنه يستحق المحاولات ..


وحاولت أروى ببعضٍمن هذا الامل ..


حاولت كثيرا أو قليلا.. لا يهم .


لكنها في لحظة ما ..



يئست واستسلمت ..


او ربما تكيفت بعد سنوات من المعاناة .


لتقرر قبل أربع سنوات لا ادوية.. لا اطباء .. لا بحث عن الجديد في الطب بشأن حالتها لا جلسات علاج طبيعي .. لا شيئ ..


التزمت بالعالم الجديد .. وأحبته .. وتقوقعت فيه .. تراقب العالم من خلف شباك زجاجي لا رغبة لها في المشاركة ولا طاقة لديها للاحتكاك ..



مختبئة في عالم الانترنت والروايات والدراما ..



تعودت على الهدوء وتكيفت مع الالم النفسي ..


لم تخفيه لم تسكنه ..

لكنها اعترفت بوجوده..



وحين أعترفت ..

حجمت وضعه حتى لا يتسرب الى ابعد من حجمه الطبيعي فيصور لها الوحش وحوشا..


تعودت على وجوده واخترعت من محيطها مخدرا من عالم موازي!


اغلقت باب الذكريات مع اغلاق صندوق الكمان لتعيده موضعه بالخزانة ..



حركت الكرسي نحو السرير .. وضعت يدها على السرير واستندت لذراعيها بثبات ثم حركت قدميها لتنزل من على الكرسي للارض بهدوء ..


تمسكت جيدا بالسرير وورفعت جزعها مستندة على ذراعيها يتبعه باقي جسدها ثم مالت في حركة سريعة لتنقل جسدها فوق السرير ..


بعد ان انتهى بها الحال فوق السرير تحركت تعدل وضعها وجلست مستلقية للخلف قليلا تفتح حاسوبها المحمول تحاول السيطرة على انفاسها وهي تنهت من المجهود ..


هكذا هي مائية الطبيعة ..



ناعمة هادئة صافية كنبع صغير حلو المذاق ..



هادرة في قوتها كقوة تحطم العقبات او تتكيف معها وتلتف من حولها لتتابع الطريق ..



هذا ما يخبرها عقلها الواعي .. كمخدر للألم ..


لكن عقلها اللا واعي يثور فيخبرها انها كاذبة !



أجل كاذبة !!!! .


أن تتدعي بأنها تكيفت مع كل شيء يؤلمها ..


كل شيء يا أروى ؟!!!!!!


فلسفت أمورا قد تكون قاسية للبعض لتتحملها هينة خفيفة على روحها .


فقط أمرا واحدا لم تجد له حلا ..
لم تجد له بديلا ..

لم تتكيف معه لتسير من حوله وتكمل طريقها كما تفعل دائما .



أنه هو !


هو في حياتها .. أو هو خارج حياتها ..


ذلك الألم .. في افتقاده .. في الشوق إليه .. يفوق الاحتمال والوصف ويضعف كل أنواع المخدرات التي تمارسها في حياتها الهادئة ..



ذلك الحب الذي كان ومازال يستعر في جنبات روحها بصمت ..

نيرانه تأكلها في صمت ..


منذ أن تغيرت حياتها تكيفت مع كل شيئ الا تقبل عدم وجوده في حياتها .



لم تجد له بديلا .. ولم تجد من الشوق المُلح إليه مخرجا ..


يا الله !
أكثر من اثني عشرة سنة .. والحب باقي بين جنبات القلب يستعر ..



يزيد مع الحاجة للرفقة ..



مع الشوق لتوأمة الروح ..



مع الشوق .. وآه من الشوق والحرمان !



قديما ..



حين كانت قادرة على الحركة.. كانت تتحايل لرؤيته ولو من بعيد ..
ربما لو لم يحدث ما حدث لواتتها الجرأة لمصارحته ..



لا تدري ربنا فعلتها ..


لكن في هذا الوضع تعلم أن يكونا سويا أمرا بات مستحيلا ..



وبرغم من اعترافها بهذا المستحيل من عشر سنوات مضت لكنه القلب العنيد ..

لا يتدخر جهدا في تعذيبها بالشوق ..
يتوسلها لأي خبر عنه ..



يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 02:23 PM   #47

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي


" تعال معي "



قالها أحمد وهو يسحب عمرو من ذراعه نحو السيارة وقد حل الليل ...



رفع عمرو حاجبيه في تعجب وهو مستسلم ليد أحمد تقوده " إلى أين يا حمادة ! .. الشباب يتنظرونا في الخُن"



أدخله أحمد في سياراته بالقوة واستدار نحو مقعد القيادة وهو يقول بهدوء " نسيت بعض الأوراق المهمة بالورشة .. وأبي سينفخني اذا علم اني لم أراجعها واعطيه قراري .. وغدا الجمعة كما تعلم الورشة مغلقة ولن أذهب خصيصا في يوم عطلة لأحضارها .. ساعة واحدة وسنعود للشباب "



اسبل عمرو جفنيه في تأفف " وما دوري أنا معك ؟ "



ابتسم له أحمد ابتسامة باردة لاستفزازه " أخي وحبيبي .. تسليني "



بعد بعض دقائق على الطريق .. قطع أحمد الصمت ليسأله"

كيف هي أمورك ؟ .. هل من جديد ؟ "


رد عمرو بهدوءه المعتاد " الحمد لله .. لا جديد تحت الشمس "





قال أحمد وهو يركز على الطريق المزدحم أمامه في هذا اليوم من نهاية الاسبوع " وماذا فعلت في موضوع ابنة خالك .. هل والدتك مازالت تضغط عليك لخطبتها"
زفر عمرو وقال من بين أسنانه " ما زالت تضغط وانا أحاول المماطلة بقدر الإمكان "



استدار اليه أحمد يراقب وجهه الهادئ ليقول " لا أفهم مماطلتك .. الفتاة ملتزمة كما فهمت منك.. وأنت ترغب في الارتباط بفتاة ملتزمة دينيا وخلقيا .. وهي قريبتك أي انك تعلم عنها كل شيئ .. وحين سألتك عن مستوى الجمال قلت لا بأس بها.. ماذا ينقص ويجعلك مترددا "



رد عمرو بحيرة " لا أدري .. لا أعرف لما أنا متردد سواء بشأنها أو بشأن الفتيات اللاتي تعرضهن علي أمي "



أدار أحمد وجه للطريق مرة أخرى وقال " من معرفتي الطويلة بك أعلم أنك لا تؤمن بالحب من أول نظرة وأمور دقات القلب والتضحيات والدموع والدمى الحمراء وغيرها .. وانك تؤمن أن الحب يأتي بعد تحكيم العقل للاختيار المناسب.. ثم يأتي حب العشرة والتألف بعد الارتباط .. اذن أين المشكلة في قرار الزواج من إبنة خالك ؟"



أدار عمرو وجه نحو النافذة يراقب الطريق دون رد وحين طال الصمت شاكسه أحمد بتعمد " وماذا عن أخر لقب تناديك به السيدة الوالدة أم عمرو .. هل مازل (عموري) أم تغير "



نظر إليه عمرو نظرة جليدية ثم أدار وجه بعيدا دون رد..


فاستمر أحمد في المناكفة " هل أصبح عوعو .. عمرمر ؟ .. هيا أخبرني لن اخبر أحدا .. أعدك "



احمرت أذني عمرو وحاول اصطناع الجدية فهمس بعذاب " مرمر "



انفجر أحمد ضاحكا حتى سعل ودمعت عنياه بينما عمرو أغلق عينيه بخجل وهو يقاوم الضحك ..



حين سيطر أحمد على نوبة الضحك قال مازحا " لا أستطيع أن أتخيل رجل بلحية وبهذا الطول ويدعى مرمر .. الشيخ مرمر .. وفي الشركة الباشمهندس مرمر مدير القسم .. وفي النادي الاطفال الذين تدربهم على التايكوندو ينادوك الكابتن مرمر "



بعد نصف ساعة وصلت سيارة أحمد إلى باب الورشة المغلق فأخرج مفتاح وألقاه لعمرو الذي ألتقطه من الهواء ليقول له بلهجة آمرة " أفتح بوابة الورشة "


زفر عمرو في ملل وترجل من السيارة يفتح البوابة الكبيرة على مصرعيها ..



فضغط أحمد على بنزين السيارة لتطير داخل الورشة وهو يلوح له بده " فتكمل الي الداخل هرولة يا شيخ مرمر "


توعده عمرو وهو يعدو إلى داخل ساحة الورشة ..


وحين ترجل أحمد من السيارة كان عمرو قد وصل إليه ليباغته بتطويق رقبته من الخلف بذراعه القوي " كنت أعرف أنك قذر ومتحايل "



حاول أحمد التملص منه لكن ذراعه عمرو العضلية كانت قوية..
بعد بعض المحاولات تصنع أحمد الألم صارخا " آه ركبتي .. ركبتي "



رد عليه عمرو ببرود وهو يضغط أكثر " هل تعقد أننا نصدق أسطورة ركبتك هذه يا فتى .. نحن ندللك ليس إلا .. ومن الواضح أن الدلال أفسدك " .


حاول أحمد التخلص من ذراع عمرو ثم استدار إليه يشتبك معه ..


ظلا يمزحان بخشونة مثل صبيين في الشارع ..



لا يعيلان من الدنيا همّا ...



حتى استبد بهم التعب والمزاح فاستلقيا على الأرض الترابية متجاوران يتوسدا ذراعيهما يتأملان السماء المزينة بالنجوم . أن
تنهد عمرو ثم قال " لم أرك تضحك هكذا منذ مدة طويلة "



قال أحمد بهدوء " ماذا نفعل إن كانت الأمور حولنا لا تجلب أي سعادة"



التفت عمرو إليه وهو مازال يتوسد ذراعها " عليك أن ترضى بالأقدار يا أحمد .. قلتها لك مرارا .. أرض بالأقدار ولا تعاند ولا تسخط .. كلما رضيت كلما أعانك الله على التحمل بل وفُتحت لك المغاليق "



صوت حركة من بعيد جعلت جسد أحمد يتشنج ليرفع رأسه وينظر باتجاه الصوت قائلا باستنفار " هناك شخص ما "



يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 02:47 PM   #48

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

قبل ساعة بالورشة :

إنها الليلة الثالثة لبانة في الورشة ..



حين أشرق صبح تلك الليلة التي قضيتها خارج الورشة أسرعت بحقيبتها الى الداخل وخبأتها في ساحة الورشة تحت بعض قطع الخشب القديمة المهملة ..


تعمدت أن تتباطأ عند خروج العمال وتراوغ وتختبئ حتى يخرج الجميع ويغلَق الباب من الخارج بسلسلة من الحديد دون ملاحظة وجودها ..


وعلى الرغم من إغلاق المكان عليها الا انها لم تتغلب على وحشة الليل ..



وتهاب الظلام مهما طمأنت نفسها..


لم تتجرأ أن تفتح اي مصدر للضوء ليلا حتى لا تلف انتباه أي أحد بالخارج .

متكومة وسط كومة من الأخشاب والكراتين يجافيها النوم لليلة الثالثة ..

صرير الحشرات والعِرس والفئران تسمعها دون أن تراها وتدعو الله الا ترى منها فهي جبانة ..


برغم شجاعها وقوة قلبها الا انها جبانة تجاه الحشرات والقوارض..


تستخدم كل ما قرأت عنه يوما ما للتغلب على الخوف ..



تعيد كل ما تحفظ من القرآن فلا يوجد ضوء كافي للقراءة في المصحف ..

تغني قليلا او تكلم نفسها بعض الأحيان ..



وتبكي كثيرا ...


ودت لو تستطيع النوم لتقلل لحظات الرعب ..



الوحدة قاتلة .
والظلام مخيف .


وبرغم الصيف الذي أوشك أن يودع هذا النصف من الكرة الأرضية الا ان الجو بارد ليلا ..


او ربما الوحدة تكب برودة في الاوصال .


تسقط أجفانها في انهيار لتستلم لغفوة اخيرا.


لكن الأحلام أبت ان تتركها ..


أو ربما الذكريات !


والدها يودعها في سكون ظلام وجِل ..



ويشدد عليها بحزم " اذهبي مع رامز .. الحقوا بالبقية الي اي بلد مجاورة تقبل اللاجين "


هي تبكي وتتشبث بأبيها الذي يأمرها بصرامة " إجعليني فخورا كعهدي بك دائما بنيتي .. انا اعلم أنك قوية لا تكسرك الظروف "


ردت بانهيار ودموعها لا تتوقف " أنا خاىفة يا أبي لا اريد ان أتركك انت وفارس لماذا لا نبقى سويا ونستشهد سويا "



يقول الأب باصرار وعزم " ليتها الشهادة يابنتي .. ليتها الشهادة .. لكني أخشى أن يؤذوكِ .. سيؤذونا فيكي وبك .. هم أسوأ من كلاب مسعورة قذرة ليس لها دين .. ستسافرين مع رامز .. واوعديني ان تعتني بنفسك وان تعيشي بكرامة "



قالت بتوسل " اذن فالنسافر جميعا انا وانت ورامز وفارس .. نسافر ونبدأ حياة جديدة حتى تنتهي الحرب "



يرد والد بانة بصمود " لابد ان اعود الى قريتنا .. لابد ان اقف بجوار اعمامك ادافع عنها حتى آخر نفس .. حينها ستكتمل رسالتي بالدفاع عن الارض .. أما أنتم فمازلتم شبابا .. ليس ذنبكم ان تضيع اعماركم هباءا في حرب أهلية قذرة .. اذهبي يا بنيتي فارس سيوصلكم للمطار ولعل الطريق يكون آمنا.. وحين يوصلني للقرية سأجعله يلحقكم في البلد الجديد "


يقبل رامز كتف ابيه ثم يسحبها بالقوة .


في عربة قديمة نصف نقل مغطاة السقف تجلس محشورة في اخرها وبجوارها رامز الذي يلف ذراعه حولها بقوة ..


دقات القلوب كطبول الحرب تصم الآذان... والعيون مترقبة في رعب ..


بعد مدة تقف السيارة فينظر رامز عبر الشباك الصغير الموصل لعربة القيادة ..


فارس يخبره بوجود كمين سيحاول المرور منه بسلام فليس واضحاً من أي جبهة هم ..



يوصيه اذا استشعر خطرا سيحاول افتعال مشكلة معهم وعليه أن يترجل هو بانة من السيارة بدون لفت الانتباه للهروب بين الإحراش ..


يمد فارس يده لاخيه رامز فيشد على كفه بعزم ثم ينظر لبانة المذهولة فيلتقط يدها يلثمها ويترجل من السيارة ..



يراقب رامز بهدوء وتوتر من الشباك الصغيرالوضع ..


بعد دقائق بدأ فراس يتعارك مع افراد الكمين الذين يصرون على ما يبدو تفتيش السيارة ..


ومادام فارس قد بدأ العراك فمعناه أن هذا الفريق يضمرون الشر ..



وأول ما يهد الرجال .. اصطياد نساءهم ..



والأخبار تحكي عن حكايات مرعبة ترتكب في حق النساء والأطفال .



يشد رامز على يد بانة مشيرا لها الا تصدر صوتا ..


ضربات قلبها تهدر بهدير عالي ولا تملك سوى الطاعة ..


خرجوا من السيارة من الخلف بخفة ليختفوا بين الأحراش المنشرة على الطريق ورامز يحثها الا تصدر صوتا مهما حصل ..


يراقبوا الوضع من بعيد آملين ان يتعامل معهم فارس ..


ليدوي فجأة صوت طلقة ويسقط بعدها فارس كجثة هامدة على الأسفلت ..


انتفض رامز يكمم فم بانة التي همت بالصراخ بقوة ..



لينظر في عينيها بعينين جاحظتين وعروقه نافره منتفخة من كتم الوجع والالتياع على مرأى اخيه مقتولاً ..


انهارت بانة مغشيا عليها ..



فلم يجد رامز بداً من حملها على ظهره ليختبئ بها وسط الاحراش.


بعد مدة استفاقت فجذبها رامز خلفه وهي تبكي في بكاءا صامت يستكفشان مكان السيارة ليجدا انهم رحلوا حتى جثة فارس اخذوها .


ودماؤه تغطي الأسفلت .



تتلمس بانة دماء أخيها على الأسفلت فيطمئنها رامز "ماداموا اخذوه معهم إذن هو حي "



يشدها إلى السياره مرة أخرى ويخفيها في الخلف ليتولى هو القيادة ..



ساعتين تبكي ودماء فارس مطبوعة على كفها .


أي بشاعة تعيشها .. أي قهر .. أي ظلم !



طرقة على الشباك الداخلي نبهتها ..



يخبرها رامز أن هناك كميناً اخر وأن المطار على مرمى البصر ..

يطلب منها أن تترجل من السيارة بهدوء حين يخفف السرعة وتختفي في الاحراش مرة أخرى لأنهم باتوا يرون السيارة من بعيد لن يستطيع الفرار منهم ..



سيلهيهم قليلا ..


وألا تخرج من الأحراش إلا اذا أتى إليها .. فإن تأخر فلتسير المسافة الباقية نحو المطار ..


تنفجر في البكاء فيتوسلها رامز " بانة .. لا تكسري ظهري ولا تسحقي قلبي أختي .. سأموت في الحالتين اذا رأوكِ أو لم يروكِ .. فلا تجعليني أموت وأنا أراك تُغتصبين يا حبة القلب .. إن كان أجلي قد حان فدعيني أموت بسلام "


يحاول طمئنتها " تشجعي يا فتاة انا اثق بك .. وسأعود إليك إن شاء الله .. خذي جوازات السفر معك .. هيا .. أستودعك الله "



يخفف من سرعة السيارة والكمين يقترب ويقترب لكن المسافة ليست كافية لأن لا يلاحظوا ما يحدث خلف السيارة ..



حمدا لله أن الاحراش طويلة نسبيا في هذه البقعة ..



قفزت من السيارة وشعور بالألم يطعن في قصبة ساقها فتحاملت مختفية وسط الاحراش .. تجلس مختبئة ولا تسمع صوتا ..



مر الوقت والليل أظلم ولا حركة ولا صوت .. حتى أصوات الكمين البعيدة لم تعد موجودة ..



لا صوت طلقات ولا اي شيء .


ورامز لم يعد .


وعدها أن يعود ولم يعد .



هل تعود تتفقد المكان أم تذهب وسط الأحراش باتجاه المطار ؟



لن تستطيع .


لن تستطيع فليحدث ما يحدث .



عادت من نفس الطريق تحوم حول المكان .


الظلام حالك ولا أثر لأي مخلوق !



فقط السيارة قابعة على الطريق بإهمال .



أين الكمين ؟.. وأين رامز ؟



وقفت في الظلام تحدق حولها ..تفكر وتشحذ نفسها لتقرر .


إلى أين الطريق ؟؟؟


وجوه أبيها وفارس ورامز تشخص أمامها في ظلام يتوسلون أن تذهب ألا تكسر ظهورهم .



ببطء تسير نحو السيارة .. تركبها وتقودها باتجاه المطار وهي تردد " إلى لقاء قريب يا وطني .. لله الأمر من قبل ومن بعد "
***
فتحت بانة عينيها في ذعر على صوت البوابة تفتح لتجد نفسها غارقة في دموعها ..


تملكها الخوف ..

من سيأتي في هذا الوقت من الليل ؟!.


هل هم لصوص يسرقون الورشة !


تحركت بهدوء من الخلف باتجاه البوابة .. لتفاجئها سيارة أحمد من بعيد .



يا المصيبة إبن سماحة هنا !



تعود للخلف لتختبئ في ارتجاف ..



لن تصدر صوتا ولن تتحرك حتى يغادر ولن يلحظها بإذن الله .


تطمئن نفسها .. لن يلحظها هي مختبئة بجانب الورشة ولن تتحرك حتى لو بقى حتى الصباح .



فجأة تذكرت أمرا جعلها تجحظ .


هل ما قاله عم شكري عن حاسة الشم عنده صحيح !


اخذت تشم نفسها بهلع .. هل أملك رائحة مميزة .


اللعنة يا بانة أنت تهلوسين !!!! .


عدم النوم أثر على قواك العقلية .


من سيمكلك حاسة شم بهذه القوة إلا الذئاب !



صوت صراع وأهات أحمد وشخص معه أرعبها



قفزت من مكانها ترى ما يحدث .


ازداد رعبها من المشهد هل أحمد يُهاجم من قبل لص ؟


ماذا إذا اللص آذاه !!!!!!!..


صحيح أحمد قوي البنية .. بعضلات يفتخر بها باستفزاز لكن ربما اللص معه مسدس مثلا أو ألة حادة .


ياالهي هل ممكن أن يؤذي أحمد !!!!!


عند هذه الخاطرة سقط قلبها بخوف من نوع مختلف ..



خوف عليه ..



لم تعطي لنفسها الفرصة لتحلل أحساسها ...
شعورا تحكم فيها دفعها للتقدم وهي تحمل من الأرض عصا غليظة ..

اقتربت في تحفز ..
لتصدمها اصوات ضحكات عالية .


. تجمدت في مكانها من بعيد تشاهد أحمد وشاب أخر معه .. يلهوان بخشونة شديدة واستعراضا للقوة .. ثم يسقطون أرضا كالصبيان ويتبادلون العراك بتحد وضحكات عالية .. صوت ضحكات أحمد المختلطة مع ضحكات الشاب الأخر يأتيها فيشعرها ببعض البهجة ..



حين انتهت المشاكسة العنيفة بينهما استلقى الشابين أمامها من بعيد في استرخاء يتطلعون إلى النجوم .


حاولت العودة لمكانها بهدوء فاصطدمت قدمها ببعض الاخشاب لينطلق صوتا بسيطا ..


فهرولت برعب تدعي الله ألا يلفت الصوت انتباههم .


وصل إلى مسامعها صوت أحمد يقول

" هنالك شخص ما بالورشة !!! ".



نهاية الفصل الثالث


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 03:03 PM   #49

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع



صوت حركة من بعيد جعلت جسد أحمد يتشنج ليرفع رأسه وينظر باتجاه الصوت قائلا باستنفار " هناك شخص ما "



قفز من مكانه واقفاً وتبعه عمرو الغير مصدق لإحتمالية وجود أحد بالورشة .


وبتحفز تناوب الشابان البحث في إتجاه الصوت الذي تخيله أحمد ..


خلف الورشة وتحت ضوء الهواتف المحمولة يبحثان عن شيء ما.


قال عمرو بهدوء " ربما قطة أو فأر "


لكن أحمد كان لديه احساسا غريبا ..


احساس بوجود شخص ولا يدري كيف وصل إليه هذا الاحساس ..



الأمر كان غريبا لكن الوقت لا يتسع لمناقشة وتحليل مايشعر به ..



والأمر الأغرب أنه يشعر أنه شخص يعرفه !.





بقرب كومة من الاخشاب وتحت بعض الكراتين كانت بانة ترتجف .. الوضع محرج بل وعصيب ولم يسعفها ذهنها لأي تصرف .


اقترب أحمد نحو الكومة بهدوء غريب وبمجرد أن تنبه عمرو لوجهته وركز انتقل إليه شك أحمد بوجود شخص فاندفع نحو الكومة يطيح جزء منها بقدمه واضعا ساقيه وذراعيه في وضع تحفز لمقاتلي التايكوندو.


اقترب أحمد بهدوء وقد لاحت جزء من ساق بشرية في الظلام لشخص على مايبدو مستلقي على جنبه في وضع الجنين ...فحذره عمرو أن يكون مسلحاً أو خطراً ...


لكن أحمد كانت تنتابه حالة هدوء غريبة وقد بدأ ينهت..



وفكرة ما مستحيلة التصديق تتكون بذهنه حاليا وتتشكل لتضع تخمين
أو
- ربما يقين ! -


بوجود شخصا بالتحديد !..


مع الاقتراب – وقد بات قريبا جدا منها – أكدت حاسة الشم القوية لديه بما لم يستطع عقله استيعابه ! .


في لحظة ما أشار أحمد بيده لعمرو ليثبت مكانه ولا يهاجم وبادر بالحديث بصوت غاضب هادر " أخرج .. أخرج من تحت الكراتين .. فورا"


تمنت بانة أن تختفي من الوجود تلك اللحظة ..


أخذت نفسا عميقا وبدأت تزيح الكراتين وتقوم بهدوء وثبات .. ضربات قلبها تدق بجنون تكاد تخرج من صدرها وجسدها يتنفض .



بمجرد أن استقامت واقفه أمامهم تتحاشى نظرات ابن سماحة انقض عمرو سريعا بحركة هجومية يقبض على مقدمة قميصها ...فجحظت عينيها في رعب .. وهي تنظر لأحمد الذي وقف معقود اللسان لم تتبين ملامحه في الظلام .


هدر أحمد في عمرو بحزم " أتركه يا عمرو "



تردد عمرو قليلا وهو يمرر نظره بينهما ليقول في شك " هل تعرفه ؟!"



لم يرد أحمد مستمرا في التحديق بصدمة في بانة التي تمنت وقتها أن تطلق ساقيها للرياح ولا تريه وجهها مجدداً .



كيف ستبرر له ؟


ماذا يمكن أن تقول ؟



هل سيتهمونها بمحاولة السرقة مثلا ؟


للحظة تخيلت أنها في قسم الشرطة ويطالبونها بهويتها ويقارنون الهوية بصورتها وربما اعتدوا عليها بالضرب أو بشيئ أسوأ .


قطع عمرو الصمت الغريب للمشهد الماثل أمامــــه ليهتــف " ماذا يحدث !" ..

ثم وجه الكلام لبانة " من أنت ؟ "



تلجلجت بانه قليلا ثم ردت " أنا اا .. رامز .. أعمل هنا في الورشة "



نظر عمرو لأحمد وكأنه يتبين صدق هذا الرامز ليقف في حيرة من رد فعله الهادئة على غير عادة أو المصدومة بتعبير أدق .



مشاعر معقدة وغريبة انتابت أحمد في تلك اللحظة .. لم يجد لها تحليلا أو تصنيفنا محددا لكن الغضب والصدمة وربما شعور بخيبة الأمل - دون سبب وجيه- هو ما استطاع التعرف عليه ..



وكثيرا من علامات الاستفهام .


وكثير من الشعور بوجود لا منطقيات في مشاعره هو نفسه لا يحدد كنهها لتقييم منطقيتها .


خرج صوت أحمد هادئ ليقول " تحرك أمامي الى الداخل "



تحركت بانة تقاوم ارتعاش جسدها وتقاوم شعورا بالإغماء لتسحب من تحت الأنقاض حقيبة ملابسها الكبيرة فيستقبل أحمد هذا المنظر في استفهام ..


أما عمرو فوقف ذاهلا يشاهد الاثنين بعدم فهم .
في مكتب أحمد بانة وقفت بكتفين متدليين وكفين تفركهما في عصبية وهي تجاهد في أخذ أنفاساً طويلة .. شهيق .. زفير .. لتتغلب على الرغبة الملحة التي تنتاب الانثى في المواقف الصعبة ..

البكاء ..


أما أحمد فجلس أمامها على كرسي موضوع بوضع معكوس كضابط أمن دولة يحقق مع جاسوس..

ولا يبقى سوى احضار مصباح متدللي بضوء أحمر يتأرجح فوق رؤوسهم ليكتمل هذا المشهد المليئ بعلامات الاستفهام والترقب .


بصوت جليدي سأل أحمد " أريد تبريرا منطقياً .. بدون كذب .. فوالله لو علمت أنك كذبت في أي حرف ستقوله الآن .. سأعذبك بيدي هاتين ".



اخذت نفسنا للمرة الألف ثم شرحت بثبات " فقدت مسكني ولم يكن معي نقودا لأستأجر سكن جديد .. ولم أجد مكانا أنام به الخمس أيام الباقين من الشهر إلا الورشة "



سأل أحمد بنفس الهدوء الجليدي " وأين عائلتك .. قلت أنك تعيش مع أبيك واخوتك ؟"



أطرقت برأسها وفركت كفيها في عصبية .. لا مفر من تصحيح بعض الأكاذيب ..
قالت بصوت هامس "كذبت في هذا الشأن "



هدر فيها أحمد " ماذا تقول !!....لا اسمع "



اخذت نفسها ورفعت عينيها الجميلتين لتنظر له بشجاعة وتقول " أنا هنا وحدي ليس معي أحد "



لاح الاستغراب على وجه أحمد ثم سألها مستفسرا "أين هم اذن ؟"



تغلبت على الاحساس بالألم الذي يعتصر قلبها عند ذكر عائلتها لتقول بصرامة وتحدي وهي تضغط على كل حرف " أنا هنا وحدي تماما في هذا البلد .. لا عائلة .. لا أحد ؟ "



شعورا بالألم لا يعجبه يخترق صدره لكنه تجاهله ليسألها باستفهام " ولماذا لم تطلب سُلفة من الراتب ؟ "



قالت بانة باحراج " طلبت من عم عبد الحليم فأخبرني أن المرتبات لم تسلم له بعد ولم أجد من اقترض منه "



هتف أحمد بانفعال " وأنا ! .. لماذا لم تطلب مني أنا !"



تفاجأت بانة بالسؤال واشتعل وجهها وأذنيها أكثر وهي ترد بارتباك " شعرت بالاحراج "



قال بذهول " فضّلت أن تبيت في الورشة هنا .. وحيدا في الظلام والبرد .. وقد يتسرب الأمر بين العمال وربما حدثت سرقة واتُهِمت بها .. غامرت بكل هذا .. حتى لا تطلب مني نقوداً .. لأنك محرج !!!!!!!"



سكتت بانة ولم ترد ليتدخل عمرو المتابع للحوار في هدوء وتمعن لردود أفعال أحمد وتعبيراته الغامضة لمحاولة فهم أبعاد العلاقة بين أحمد وهذا الـ رامز وقد خمن أنه نفس الشاب اللاجئ الذي حكى عنه سيد من قبل فسأل بانة " كم ليلة قضيتها هنا ؟ "



التفتت إليه بانة لتقول وهي تغمض عينيها في مزيد من الاحراج " هذه الليلة الثالثة "



مازال الذهول يسيطر على أحمد الذي عقب باستنكار " الليلة الثالثة !!!!! .. وغدا عطلة ! .. ماذا كنت ستفعل كنت ستقضيها هنا وحدك .. وبوابة الورشة مغلقة عليك !!!!!"





لم ترد بانة فقط رغبة شديدة في البكاء تلح عليها وتقاومها بشجاعة .



المشاعر التي تجول في صدر أحمد كانت غريبة جدا وغصة في قلبه يشعر بها ..
وهذا الشعور يستفزه !..



فجأة انتفض في ثورة متأخرة ليسحب الكرسي من تحته في حركة عنيفة ويلقي به في اتجاه بانة التي انكمشت في نفسها رعبا والكرسي يمر بجانبها بمسافة ويرتطم بالحائط وهو يهدر بشدة " تباً لك يا رامز .. أنت لا تكف عن التصرف بصبيانية واطلاق وحوشي "



تدخل عمرو بينهما يهدئ من روع أحمد الذي بدت عينيه تموج بنيران الغضب .



اتجه أحمد نحو الباب وهو يقول آمراً " احضر حقيبتك وهيا بنا "







يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-18, 03:21 PM   #50

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي


في السيارة جلست في المقعد الخلفي وأحمد يقود وبجانبه هذا الذي يدعى عمرو .



الوقت تعدى منتصف الليل والسكون والظلام مخيفين على جانبي هذا الطريق الخالي واحساس برفقة تفتقدها يتسرب بداخلها وهي تتواجد معهم داخل السيارة بعيدا عن الظلام الحالك المترامي على مدى النظر على الرغم من مفاصلها التي ترتعش ترقبا للآتي .


لم تجد الشجاعة للسؤال ماذا سيفعل معها ابن سماحة وإلى أين يتجهون ..


المنطق يقول أنه سيرميها في وسط الزحام تدبر أمرها وربما يطلب منها ألا تأتي للعمل مرة أخرى ..



تستبعد أن يسلمها للشرطة وخاصة أنها لم تفعل شيئ .


لم تفعل شيئ !!!


اقتحمتِ ملكية خاصة تبيتي فيها ليلتين بدون علم أصحابها .


لكن ابن سماحة ليس نذلا إلى هذه الدرجة .. صحيح مجنون لكنها تثق به .



تثق به هو؟ أم تثق في حسن تصرفه في الأمور ؟.



وهل هناك فرق يا بانة ؟


ربما هناك فرق ؟


ليس هذا وقت للفلسفة يا بانة .


كلها مناقشات تدور بداخلها حاولت صدها بحزم فليس هذا وقته .


لكن احساس ما بداخلها - لا تعرف مصدره - مصر أن يعلن موقفه بوضوح محتجا على ما تؤول إليه المناقشات ولا يريد انهاء الحوار – المهم جدا – على حد تقديره دون أن يعلن رأيه وهو



( أنه يثق في ابن سماحة !) .


الشعور بالثقة في أحمد يسلل إليها كسائل دافئ يجري في أوصالها المتجمدة يطمئنها قليلا ويربت على قلبها المرتجف خوفا ..





قطع صوت أحمد الغاضب أفكارها ليقول " بالله عليك .. كيف كنت ستدبر الطعام غدا في يوم العطلة والبوابة مغلقة .. بل كيف دبرت طعامك خلال الثلاث ايام التي مضت واقرب سوق يبعد كثيرا عن الورشة "



لن تستطيع أن تخبره أن الطعام الذي أعطته لها شهيرة نفذ في الليلة الأولى وأنها كانت تقتات على بقايا الطعام الذي يتركه العمال في مطبخ الورشة الصغير – إن وجد .



فحاولت المراوغة لتقول بصمود حتى لا تثير الشفقة "تدبرت أمري لا تقلق "



انفجر أحمد غاضبا وأخذ يضرب على المقود بعنف وهو يصيح وقد فقد أعصابه تماما" تبا لك ! أنت تكذب مجددا.. تكذب مجددا "


انفجرت بانة فيه تصيح بثورة مضادة وقد نسيت أن تتحكم بصوتها المستعار لتقول " لن أموت لو جعت قليلا .. مررت بأيام أسوأ من هذا صدقني .. "



يخنقها البكاء وتحاول بإرادة من حديد ألا تبكي .. تُذكر نفسها .. أنتِ رجل .. اخشوشني .. انتِ رجل .. الرجال لا يبكون .



اتخذ أحمد جانب الطريق فجأة ليوقف السيارة بعنف ويستدير إليها والشياطين تتراقص أمامه .


أعصابها توشك على الانهيار لم تعد تستطع التحمل او التمادي في التمثيل ففتحت باب السيارة تترجل منها نحو الطريق المظلم الخالي ..


ابتعدت قليلا تريد ان تصرخ..


أو تبكي ..





خرج وراءها ورغبة ملحة بداخله في ضرب هذا الرامز وتمزيقه إرباً ..



فاعترض عمرو طريقه متخليا عن هدوءه المعهود ليصيح فيه " اهدأ يا أحمد .. اعلم أنك تشفق عليه .. لكن الشاب في وضع صعب .. دعه يهدأ قليلا أنه يوشك على البكاء "





وكأن الظلام يشفق عليها هو الآخر فيخبئها في عباءته وهي تقف بعيدا عنهم توليهم ظهرها وتبكي في صمت وتكتم شهقاتها ..


بكت ..


ورفعت وجهها للسماء الواسعة الخالية من النجوم تتمتم " رب لا أشكو ولكن أرجو .. أرجو رحمتك التي وسعت كل شيئ أن تسعني .. أنت الذي وسع كرسيه السماوات والأرض .. "





بعد دقائق كففت دموعها واطقلت نفسا حارا وعادت بهدوء نحو السيارة متجاهلة أحمد وعمرو الواقفين بانتظارها جلست في مقعدها بالسيارة في صمت فعاد كل منهم الى مقعده .



في مرآة السيارة الأمامية لاحظ أحمد رامز وهو يداري عينيه الحمراء بطرف القبعة الرياضية التي يرتديها دائما والتي يبدو أنه يرتديها اثناء الليل أيضا ! ..



جز على اسنانه وهو يحدث نفسه بعصبية مسموعة "تبا ! .. كان يبكي "


ادارت وجهها لنافذة السيارة تداري عينيها بضيق واحراج فهدر صوت عمرو يوبخ هذا الجلف أحمد وقد ألحت عليه انسانيته نحو رامز فقال مدافعا " وماذا أن بكى .. هل الرجال من صخر لا يبكون .. أنا ابكي أحيانا .. وأنت تبكي "


ادار أحمد محرك السيارة التي بدأت في نهب الطريق من جديد وقد التقط توبيخ عمرو وادرك هدفه فقال بعناد وبرود " أنا لم أبك من قبل "





رد عمرو بإغاظة " بل بكيت .. واكثر من مرة .. هل ترسم نفسك الأن امام الشاب الغريب "


ظل أحمد يقول ببرود مدافعا " لا تشوه صورتي أمامه بأكاذيبك "



ضحك عمرو وقد بدأت التوتر في الأجواء يتلاشى "هل أحكي له عن دموعك على الحذاء الأحمر "



ثم صمت قليلا يبحث في ذاكرته ويستطرد في برود مستفز " او يوم سفر أبلة سوسن .. أم يوم المباراة عندما خسرنا أمام فريق ( ... ) .. أم .. )



هدر أحمد به في غيظ " اخرس ! " .. ثم شتمه


فتعالت ضحكات عمرو مستمتعا باستفزازه .


بعد قليل دخلت السيارة أوائل الزحام وقد هدأ التوتر كثيرا وابتسمت بانة أكثر من مرة على عرض (شجار الصِبية) الذي شاهدته منذ قليل ..

أنه وجه جديد تراه لأحمد ..

يظهر على ما يبدو في محيط أصدقاؤه ..
ويبدو أن علاقته بعمرو هذا قوية وقديمة ..



شجار الصبية وحالة الود بين هذين الشابين أمامها أصابها ببعض من دفئهم .



دفء المشاعر الانسانية حولنا في اي صورة يصيبنا بالعدوى فيتسرب إلينا بعض الدفء الإنساني .


وهي تفتقد هذا .


تفتقده بشدة !.



بادرت في تردد وإحراج في صوت خرج من حنجرتها بمجهود " من الممكن أن تتركني هنا في أول المدينة وسأستقل اي حافلة وسأدبر أمري .. وأعتذر جدا .. جدا .. عن ... "



رفع أحمد سبابته مهدداً وهو ينظر إليها في المرآة الأمامية ليقول من بين أسنانه " لو سمعت لك نفساً سأقتلك "



كتمت نفسها قليلا كرد فعل تلقائي لتهديده واطبقت كفيها في حجرها في صمت وبعض الترقب .



تأمل عمرو مفكرا وهو يمرر نظره بين لأحمد الجالس على يساره وصورة رامز في المرآة الجانبية للسيارة على يمينه ..



يبدو أن أحمد يحمل كثير من الود لرامز هذا .. ويهمه أمره بشكل ما ..



وهذا أمر نادر بالنسبة لشخصية أحمد الانتقائية أن يتأثر بهذا الشكل من حالة شخص خارج محيط دائرة قلبه الضيقة جدا ..


فهو عادة يحيط نفسه بقشرة صلبة لا يخترقها سوى المقربين منه – وعددهم قليل جدا – عائلته واصدقاؤه الثلاثة فقط لا غير ..


فإن كان رامز قد جذب اهتمام ورعاية أحمد - وهو أمر واضح وضوح الشمس - فهذا يعني أنه سيصبح صديقاً رابعاً ربما ..



فأحمد لا يستسلم ابدا لمشاعر الشفقة بهذا الشكل العاطفي المنفلت ..


بل إنه يتعمد دائما الاختباء خلف نزقه وعصبيته ليهرب من التفاعل في تلك المواقف واظهار اهتمامه ..



وهذا الرامز قد أخترق المساحة الدفاعية الغليظة لابن سماحة على ما يبدو جلياً ... فلو أن شخصا أخر أيا كان قد فعل ما فعل رامز لقضينا الليلة نخلصه من قبضة أبن سماحه وغضبه .





سأله عمرو بهدوء " ماذا تنوي؟ "



رمقه أحمد بنظره شاردة دون أن يرد وكأنه يحسم أمرا ما في ذهنه .




بادر عمرو بالقول وهو يستدير للخلف مخاطبا رامز "أنا وحيد ليس لدي أخوة .. وسيسعدني أن أستضيفك حتى تستقر أحوالك "




هتفت بانة في احراج " أشكرك على شهامتك .. لكني لا استطيع مشاركة أحد في السكن "




لوهلة لم يفهم عمرو قصده فقال يحاول إقناعه " أنا أعيش مع أبي وأمي فقط ولدينا غرفة اضافية وصدقني الأمر بسيط .. أعلم أنك لا تعرفني لكن أعتقد أنك تثق في أحمد وأنا صديقه "


ثم نظره لأحمد ليجده ينظر لرامز عبر المرآة الأمامية بتهديد وتلوح على وجه ملامح ( أبا الغضب )ولسان حاله يقول " هل تثق بي يا رامز؟ "


فاستدرك عمرو يقول بمزاح " حسناً .. ربما هيئة أحمد لا توحي بالثقة .. لكني أؤكد لك أنه شخص يمكن أن تثق به وعليه تستطيع أن تثق في أنا بالتبعية "



اشاحت بانة تداري ابتسامتها ثم قالت " اشكرك يا استاذ عمرو على شهامتك لكني فعلا لا استطيع مشاركة احد في السكن "


قال أحمد ببعض السخرية " لماذا يا دكتور ؟"


تطلع إليه عمرو بتساؤل فبادره أحمد " انه صيدلاني "

ثم تطلع إلى رامز في مرآة السيارة ليقول مشاكسا" أرأيت .. حتى عمرو لا يبدو عليه التصديق "



هتف عمروا مدافعا " أنا لم أقل هذا ! "



حدجت بانة أحمد بنظرة جليدية وهي لا تجد اي تفسير منطقي تخبرهم به ..


ما هذه الورطة ؟


تسرعت بالقول بأي شيئ تبادر لذهنها " لدي رهاب "



علت الدهشة وجهيهما ليسأل عمرو متشككاً " رهاب .. من.. ماذا ؟؟؟؟!"



ارتبكت وسألت نفسها " رهاب من ماذا يا بانة ما هذا القول السخيف !!!!!!!"



حاولت ابتكار اي شيئ يصلح الأمر فقالت " رهاب من السكن مع أي أحد في نفس المكان ورهاب من الزحام"



تباً ! أرادت أن تُكَحِّلها عمتها !


رد عمرو باندهاش " لم اسمع يوماً رهاب من هذا النوع! "



فكرت بسرعة ثم هتفت " اعتقد أنه حدث لي بسبب ما تعرضت له أثناء الحرب ثم مجيئي هنا وبعض المواقف الصعبة التي تعرضت لها .. ربما تكون هي السبب في هذه الحالة .. صدقوني لا استطيع مشاركة أحد بالسكن "



اشاحت بنظرها تجاه النافذة تتجنب نظرة أحمد المتفحصة لها عبر المرآة ..



تدعو الله أن يقتنعا بهذا التبرير الساذج وهي تلعن نفسها فلم تحب يوما أن تتاجر بوضعها الصعب ابدا .



يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.