وضع إبراهيم سماحه يده على كتف زوجته بتعاطف " كفى حزنا يا إلهام الزواج قسمة ونصيب ".
رفعت إليه عينيها العسليتين التي تشبه عيني آية وقالت بحسرة قلب " كنت أتمناه لأروى .. فمن غيره سيرضى أن يتزوجها بوضعها الحالي " ..
نظر إليها نظر عتاب ليقول " ليس لأننا ربيناه مع أبنائنا منذ أن كان في السادسة من عمره أن نطلب منه أن يتزوج بنتنا ويتحمل ظروفها هذه .. نحن ربيناه لوجه الله ولا نريد منه جزاء ولا شكورا " ..
اسرعت أم أحمد للدفاع عن نفسها قائلة " حاشا لله لم اقصد هذا أبدا .. أنه مثل أحمد .. وكما قلت انا من ربيته .. ربي يعلم كيف أحبه .. ربما لهذا شعرت أنها ستكون بأمان أكثر معه " .
فرد ابراهيم بحزم " وهو من حقه أن يختار بحرية زوجته التي سيعيش معها باقي عمره وعلينا أن ندعو له بالسعادة " .
رددت وهي تقاوم شعورا بالخيبة بداخلها " أدعو الله من كل قلبي أن يعيش سعيدا وأن يعوضه عن كل سنين اليتم التي عاشها وأبوه على قيد الحياة .. لكن قلبي يعتصر ألما يا إبراهيم .. أروى ستتم الثلاثين قريبا .. هل تعلم معنى هذا " ..
ابتلع طعما مرا في حلقه ليقول مدعيا الصلابة " ماذا أن اقتربت من الثلاثين .. البنات هذه الأيام تتزوج بعد الثلاثين بخلاف زماننا .. والأجدر أن تقنعيها للعودة للعلاج لتستطيع ترك الكرسي والوقوف .. وقتها ستقف وتختار بنفسها زوجها " .
تحسرت إلهام في قلبها وقالت " إن رأسها يابس عنيد مثلك .. لا تريد العودة للعلاج .. ولا تأكل مثل البشر .. وتتقوقع كالعادة في غرفتها تقضي عمرها أمام الحاسوب .. ومهما حاولت معها لم أفلح .. بل أنها تدعي أنها مستمتعة بإنطوائها هذا " .
قلبي وطنك.. لك في قلبي وطن. يا أمير القمر الحيران. لك في قلبي وطن. يا حبي الطاهر الولهان. لك في قلبي وطن. يا شارد العينان. لك في قلبي وطن. فلا تستسلم للأحزان. لك في قلبي وطن. إن خانك الأقران. لك في قلبي وطن. إن ضاع منك العنوان. لك في قلبي وطن. حين تتنكر لك الأوطان. لك في قلبي وطن. يا أروع إنسان.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . ألف مبروك ..