آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kay Thorpe A MAN OF MEANS (الكاتـب : رومنسيات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-18, 10:36 AM   #711

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضووور ...بانتظار الفصل ..

سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 10:50 AM   #712

مجنونة الطب

? العضوٌ??? » 409360
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » مجنونة الطب is on a distinguished road
افتراضي

السلامً عليكم ..تسجيل حضور بانتظار الفصل

مجنونة الطب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 10:59 AM   #713

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد صباح الجميع
تسجيل حضور صباحي لفصل اليوم


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 11:02 AM   #714

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوووما العسولة مشاهدة المشاركة
تسجيل حضووور ...بانتظار الفصل ..
صباح الفل يا سوما

خلال ساعة ان شاء الله😘


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 11:03 AM   #715

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجنونة الطب مشاهدة المشاركة
السلامً عليكم ..تسجيل حضور بانتظار الفصل

يا صباح الورد مجنونة الطب 😘



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 11:04 AM   #716

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى المطر مشاهدة المشاركة
يسعد صباح الجميع
تسجيل حضور صباحي لفصل اليوم

صباح الورد ندي المطر وحشتيني 😘


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 11:15 AM   #717

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير عليكو 😘


فصل النهاردة ال 21 باذن الله



فصل طويل لعشاق الفصول الطويلة

مليء بالاحداث



أنا لو حبيت اسميه هقول فصل كشف الاسرار





ياترى ايه احداث حفلة عقد القران في بيت أل غنيم؟


وهل عمرو وأروى هيفضلوا يلفوا كدة في متاهات ؟

ومين هيبدأ بالاعتراف بالحب الأول عمرو أم أروى ؟


أيه السبب الي هيخلي أروى تترك حفلة عقد القران فجاة والي هيربك الجميع ؟




مين كان مستني تفاصيل قصة وائل ومريم وايه الي حصله زمان ؟


ومين كان حابب يعرف الي جوة سيد وايه الدوافع بالضبط الي خلته يفكر في انه يتزوج من بسمة ؟





ايه قصة برقوق وهل حقيقية ولا بيخرف ؟





وايه قصة دبوس الشعر الي بيقولها عمرو القاضي ولا هيطلع بيخرف هو كمان ؟





وهيطلع عندنا ألقاب غريبة قوي الفصل دة

مين أمير موناكو ؟ ومين أميرة العلكة ؟ ومين سمكة الينفوخ ؟ ومين حرامي العلكة ؟




حد شاف عم أمين الآلي بيغير قبل كدة ؟

لا أوعوا تقولو شفناه عشان الي هتشوفوه النهاردة مختلف خاااالص




واحداث تانية كتير في هذا الفصل الي أتمنى يبسطكم ويجاوب عن كثير من تساؤلاتكم 😘





نلتقي بعد قليل 😘

Dr. Aya likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 11:27 AM   #718

هامة المجد

? العضوٌ??? » 45921
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 378
?  نُقآطِيْ » هامة المجد is on a distinguished road
افتراضي

صباح الخييير على الجميع وتسجيل حضور لأحلى فصل ان شاء الله

هامة المجد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 11:45 AM   #719

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الواحد والعشرين 1



الفصل الواحد والعشرون

في حديقة فيلا آل غنيم عند وصول أحمد وبانة إلى الحفلة التي أعدها آل غنيم للعروسين





استدار أحمد لبانة التي أصرت الجلوس بجوار أروى بالمقعد الخلفي بينما آية تجلس بجواره بسعادة وقال " ألم تكن مجرد عزومة عائلية بمناسبة عقد القران .. أبي يقول أن الفيلا ممتلئة بالضيوف من جاليتكم "


قالت بانة وهي تنفض عنها المفاجئة التي علمتها منذ دقائق " أنا أيضا كنت أظنها عائلية "


تدخلت أروى بحزم " هيا أسرعا .. أنزلني فقط على الكرسي واذهب أنت للداخل "


بعد أن استقرت أروى على كرسيها قالت " هيا لا تضع نسائبك في موقف محرج مع ضيوفهم .. أنا معي آية والشباب "



تحرك أحمد يسحب ذراع بانة بسرعة .. وعند باب الفيلا توقف قليلا يقول في عصبية " لا أحب التجمعات ولا المجاملات "



ردت بانة وهي تسحب نفسا عميقا تهدئ توترها "ولا أنا لكن دعنا نفعلها من أجل القلوب الدافئة التي تشملنا بحبها "


أشار لها بمرفقه فتأبطت ذراعه تتطلع إليه في إمتنان فقال لها بهمس حار " بل من أجلك أنت فقط بانة الخازن "



استقبلت أروى الشباب المترجلين من سياراتهم من أمام فيلا آل سماحة بالترحاب .. فوقف سيد ووائل أمامها بمسكنة يطرقان رأسيهما أرضا ولم يجيبا .




عقد أروى حاجبيها الجميلين وتطلعت لآية الواقفة بجانب كرسيها في تعجب ثم عادت للشباب تسأل
" ما بكما ؟!"




حين لم يردا شعرت أنهم يمازحان لأمر ما فهتفت بإعجاب " وائل يعجبني شكلك الجديد بدون شعر تبدو فاتنا "



همس سيد لوائل بصوت مسموع " قالت عليك فاتنا يا وليك منه .. سيقتلك "




كتم وائل ضحته فهتفت أروى فيهم " ماذا يحدث معكما أريد أن أفهم !"




تطلع سيد لعمرو الذي يقترب منهم وقال برعب "لا استطيع .. لا أستطيع .. أنا مهدد .. سيقتلني المجنون إذا ما تحدث معك "



رفعت أروى حاجبيها بدهشة بينما سألت آية بعدم فهم " من الذي يهددك ؟"



رد عمرو بامتعاض ويديه في جيبه " أرى سخفا واستظرافا فاق الحد سيجعلني أتقيأ .. لذا سأسبقكم للداخل "



تحرك أمامهم فانفجرا وائل وسيد من الضحك وتبعه الجميع لداخل الفيلا ..




سألت أروى"ماذا يحدث يا سيد لا أفهم شيئا ؟"



غمز لها وقال " لا أستطيع البوح صدقيني يا أميرة البنات .. لكن حاولي أنت التخمين حتى يتشجع هذا البائس ويفسر لك "



تأملت أروى عمرو وكرسيها يقترب منه بقامته الممشوقة وهو يركز نظراته عليها فأرتبكت .



في القاعة الكبيرة اتخذوا ركنا واستمر سيد ممازحا " أروى .. أعيدي لي كل هداياي .. و خصوصا دبوس الشعر من فضلك .. حياتي في خطر "



صاحت أروى باندفاع " ما حكاية دبوس الشعر الذى بت أسئل عنه هذا !"



كتم سيد ضحكته وأشار لعمرو"اسأليه "



تنحنح عمرو بحرج واحمرت أذنيه وقد شعر بتفاهته لذكر هذا الموضوع القديم فقال " أنس الأمر لم أقصد هذا "



صاح سيد " لم تقصد ! .. وما فعلته معي منذ أيام ماذا كان ؟ .. جلسة تدليك !!!"




حدجه عمرو بنظرة غاضبة محذرة فتدخلت أروى تقول لعمرو" أنا مصرة أن أعرف حكاية دبوس الشعر "



من اثنين وعشرون عاما مضت :

وقفت أروى الصغيرة ذات التسع سنوات متسعت العينين برباطة جأش بالرغم من ذعرها من الولدين الأكبر منها عمرا الذين يعترضان طريقها في ممر من ممرات المدرسة.. ترتدي مريولة باللون السكري تصل حتى ركبتيها وجوارب بيضاء طويلة وحذاء أسود.. بينما شعرها الأسود الملفت يتدلي على جانبي كتفيها بشريطين أبيضين.



هتف الولد الأول " لماذا تتكبرين علينا .. ألأن لك شعرا جميلا ووجها جميلا تعاملينا بهذا التعالي "




ردت أروى بحزم " اتركاني وإلا أحمد لن يمررها لكما "



نظر الولد الأول لصاحبه وضحك ثم قال " هذا المتعالي الوقح الذي يظن نفسه الموهوب الأوحد في عالم الكرة .. هل تعتقدي أننا نخاف منه "



تكلم الولد الثاني " هل شعرك هذا حقيقيا .. أختي تقول أنها باروكة "



ومد الولد يده يلمس شعرها بفضول .



فجأة دفعة أوقعت الولد أرضا على زميله بينما هتف عمرو ذو العشر سنوات وهو ينهت بانفعال " هيا يا أروى بسرعة "



جذبها من يدها بينما الولدان يستقيمان في غل ويرميان حقيبة ظهريهما في الأرض ويسرعان للحاق بهما .



نظر عمرو خلفه في قلق وتوتر ثم أسرع في الجري وهو يشد أروى من يدها بينما هي تهتف فيه " مهلا يا عمرو مهلا .. لا أستطيع الجري بهذه السرعة "



لكنه لم يستمع إليها والقلق في داخله يزداد من أن يلحق بهما الولدان .. لن يستطيع صرعهما في نفس الوقت .. وقد يؤذي أحدهما أروى .. عليه أن يبعدها أولا.



فجأة وقعت أروى أرضا على وجهها .. اتسعت عينا عمرو بذعر وبدأت أروى في البكاء تمسك بركبتها التي سالت منها الدماء .



ارتجف عمرو وقاوم رغبة في البكاء هو الأخر ثم اقترب منها مرتبكا لا يعرف ماذا يفعل.. كيف يوقف بكاءها؟ او الدماء التي تسيل من ركبتها ؟..




أخرج منديله واقترب منها بحرص وهو يتأتئ بكلمات غير مفهومة.. ومد يده ليضع المنديل على ركبتها النازفة .



فجأة يد مسكته من ياقة قميصه ووجد نفسه مدفوعا بقوة بعيدا عنها ليسقط أرضا.



للحظة ظن أنهم الولدان فتحفز للهجوم لكنه وجد سيد ذو الثانية عشر عاما بقامته الضخمة بالنسبة لعمره .. وقد خط وجهه الأبيض زغبا خفيفا بنيا فوق شفته العلوية .. ينحني برفق يطمئن أروى وقام بالتعامل مع ركبتها ثم استدار إليه بينما هو جالس على الأرض يتطلع إليه بإرتباك فهدر سيد بغضب " أنظر ماذا فعلت بها يا غبي ! "



تدخلت أروى من بين بكائها " لم يفعل شيئا يا سيد كان يخلصني من ولدين سخيفين "



تطلع سيد بعيدا ليجد الولدان يقفان ينهتان ويراقبان المشهد وبمجرد أن شاهدا سيد أطلقا ساقيهما للرياح مبتعدين .




حدجه سيد بنظرة ممتعضة ثم ساعدها على القيام وتحركا وهي تستند على ذراعه.. وهو يتوعد الولدان ويمازحها لتكف عن البكاء وتضحك .



أما عمرو فيشعهما بنظراته وهو مازال يجلس ارضا بوجه أحمر يكتم البكاء .



في اليوم التالي :

اقترب منها عمرو بملامحه الهادئة وهو يتطلع لركبتها المربوطة بالأبيض فشعر بالأسف عليها .. كانت تقف تنتظر أحمد وسيد بعد انتهاء الحصص ليعودوا للمنزل سويا .



وقف أمامها بارتباك وهو يرتجف .. فتطلعت إليه بابتسامة رقيقة أربكته أكثر .. فأدخل قبضته داخل جيبه وأخرجها مليئة بالعلكة ومدها إليها دون كلام ..



لمعت عينا أروى وضمت كفيها معا لتتلقى منه العلكة وهي تصيح بفرح " من أين حصلت على كل هذه العلكات ؟"



أحمرت أذنيه وقال بحرج " أمي تحبها وتحتفظ بالكثير منها في صندوق صغير فأخذت منها الكثير دون أن تعلم لأعطيها لك "



ثم تلعثم قليلا وقال " لأنك تحبين العلكة "



جلست على مقعد خشبي قريب في ساحة المدرسة ووضعت واحدة منها في فمها تلوكها وهي تنظر إليه بسعادة فتعرق وقفز قلبه ككرة من مطاط .



فجأة قطع صوت سيد العالي الصمت المبهج بينهما وهو يصيح " أين أنت يا أروى بحثت عنك كثيرا "



حين اقترب منها قال برقة " أغمضي عينيك "



تطلع إليه عمرو بتركيز يحاول استيعاب ما يفعله سيد بينما أخرج سيد من جيبه دبوسين شعر كفراشتين وقال " سمعتهم في البيت يتحدثون عن اعداد حفل لعيد ميلادك .. فاشتريت لك هذه .. بكل مصروفي .. عيد ميلاد سعيد "



عندما فتحت أروى عينيها صرخت في سعادة ووضعت العلكات بجانبها على المقعد واخذت الدبوسين بعينين تتأملهما بانبهار طفولي .



بعد قليل حضر أحمد متعجلا يقول " هيا اسرعوا سيفوتني التمرين "



تحرك الجميع عدا عمرو الذي حدق في العلكات التي تركتها على المقعد وسمعها تخبر أحمد بفرح "أنظر يا أحمد ماذا احضر سيد لي في عيد ميلادي "



رد احمد بعدم اهتمام "جميل "



سألته باستفهام" وانت ماذا ستحضر لي كهدية ؟"



نفش أحمد كتفيه ورد ببساطة " صرفت نقودي أقرضيني لأشتري لك هدية "



ثم استدار يبحث عن عمرو وحين وجده مازال واقفا في مكانه صاح يناديه " هيا يا عمرو سنتأخر على التمرين "



لملم عمرو العلكات بسرعة من على المقعد ودسها في جيبه وحمل حقيبته فوق ظهره وهرول يلحقهم ..




استقبله أحمد يحيط ذراعه حول رقبته في مناكفة وابتعد الاربعة عائدين لمنازلهم .



انفجر سيد ضاحكا بهستيريا حين تذكروا الموقف القديم وشاركه الجميع بالضحك.. بينما عمرو يشعر بالحرج من سخافته أن تذكر موقفا قديما طفوليا كهذا.. ولولا أن أروى طلبت بعينين راجيتين أن يذكرها بالموضوع لما عرض نفسه لهذا الموقف المحرج .



قال سيد من بين ضحكاته " سأموت أقسم بالله .. سأموت من الضحك لو انتظرت معك أكثر من ذلك "



حدجه عمرو بنظرة نارية فسحب سيد آية من مرفقها يقول " تعالي نبتعد عن هذه الأجواء الطفولية .. المليئة بالعلكات ودبابيس الشعر "



تمتمت أروى وهي ترفع عينيها إلى عمرو بتأثر " لم أتذكر سوى الآن .. ولا أعرف كيف تصرفت بفظاظة وقتها "




تمتم عمرو بحرج "هذا موضوع قديم سخيف لا أعرف لما تذكرته "



تشابكت عيناهما للحظة قبل أن يتدخل أحمد فجأة ويقول بلهجة تملك " أروى تعالي أريدك بجانبي هل ستتركيني في يوم كهذا "



وسحب كرسيها قليلا لتستدير بارتباك بينما عمرو يجز على أسنانه غيظا من أحمد .



في ركن من القاعة الكبيرة بالفيلا التي تضم عددا كبيرا من المدعوين معظمهم من جالية بانة.. وقفت آية تتأمل سيد الذي يصب لكيلهما بعض العصير وقلبها يتراقص من الفرح أنه شملها هي وحدها بهذه الدعوة للابتعاد عنهم .. بعد أن كانت تستمع لذكرياتهم بضيق .. عادة ما تشعر بالغيرة من ذكرياتهم معا بينما هي تقف متفرجة لا دور لها .



ناولها كوب العصير فسألت بفضول "هل كنت تحب أروى وأنتم صغار؟"




تفاجأ بسؤالها لكنه رد بهدوء " كلا لم يحدث ابدا"



سألته مجددا وهي تتجول بوجهه بعينيها العسليتين
"إذن كيف كان شعورك تجاهها وأنت تهتم بها وتدللها ؟".




رد بجدية "أروى أختي .. تربيت معها في بيتكم أعزها وأحترمها جدا هذا كل شيء"




قالت بتردد " لكني أعلم أن كان هناك رغبة ما في إرتباطك بأروى "



تفاجأ من أنها تعلم تلك المعلومة فسألها " كيف عرفت بهذا الأمر ؟"



تكتفت وردت بغيظ "يبدو أنكم لن تتخلوا أبدا عن فكرة أني صغيرة حتى لو أصبحت جدة "



ابتسم وهو يتخيلها جدة عجوز قصيرة عصبية بعينين عسليتين ثم قال بجدية "موضوع أروى أصبحت أفكر فيه بعد الحادث .. اشفقت على وضعها وشعرت أني علي أن أقدم لها الدعم من هذه الناحية كشخص يعرفها و يقدرها ولن يعايرها أبدا بحالتها .. وكنت جادا فيه حتى وقت معين .. وقتها بدا الأمر حتميا كواجب علي ... بعدها وجدت أني سأظلمها إن فعلت ذلك وسأعيد قصة ماجدة ووائل مرة أخرى فلم أقبل لها أمرا شقيا كهذا ".



مطت شفتيها بامتعاض وقالت " تقصد حين ظهرت بسمة في حياتك فلم ترد أن تتزوج إمرأة وأنت تحب أخرى "



ابتسم في ارتباك واحتسى بعضا من العصير يبلل ريقه الذي جف .



فبادرته بالسؤال "وكيف تفرق بين حبك لشخص و احترامك واعزازك به ؟ "



ارتبك قليلا من سؤالها ثم قال بحرج " لا أعرف هل سأعبر جيدا عن الأمر أم لا.. لكن الشخص الذي تحبينه لن يكون بالنسبة لك شخصا آخر ككيان مستقل .. سيكون قطعة منك .. أو نصفك الآخر أو ظلك .. ستشعرين أنك خلقت ملتصقة به مهما فعلت لن تستطيعي ان تقطعي هذا الالتصاق .. ولو نجحت ستعيشين كشخص مبتور الأطراف أو مشوه .. لهذا أخبرتك سابقا أن تعيشي دون أن تقابلي نصفك الآخر أفضل من أن تصابي بداء الحب ويكون حبا تعيسا تعانين منه طول العمر ".



صمتت تتأمله ثم قالت " مثل وائل؟ "



تطلع سيد لوائل الجالس بجانب عمرو بعيدا يبدو هزيلا صامتا يستمع لعمرو باهتمام وقال " أجل مثل وائل "



قالت وهي مازالت تتأمله بملئ عينيها في هذه الحظات المسروقة من الجميع " قص لي حكايته مع مريم .. كيف ماتت وماذا حدث ؟؟؟.. لم يخبرني أحد من قبل بالتفاصيل "



سحب نفسا عميقا تضخم له صدره ثم أطلقه وهو يقول بتأثر " كانت مريم فتاة جميلة في الثامنة عشر تقريبا بينما وائل في الرابعة والعشرين .. من أسرة فقيرة أتت تسكن في الحي .. أنا ووائل كنا نتسابق ونتصارع للتعرف عليها .. كما كنا نفعل أنا وهو دائما .. أحبها وائل بصدق وحين أدركت أن الموضوع جديا انسحبت من المشهد لأني كنت كالعادة ألهو واشاكسه ليس إلا .. هي أيضا أحبته جدا .. "



احتسى قليلا من العصير يبلع طعما مرا في فمه وأكمل " المشكلة كانت في أن أهل وائل قد خطبوا له ماجدة إبنه عمته منذ أن كانو صغارا .. وبات الأمر مفروغا منه أن يتزوجها.. رغم أنه أبدى أكثر من مرة رفضه للموضوع.. لكن عند ظهور مريم في حياته بدأ في الاعتراض بحزم على خطط زواجه من ماجدة ويقف في وجه الجميع .

حين علموا بهوية الفتاة التي يريدها وأنها تلك الفتاة الفقيرة كان الأمر صادما أكثر.. وخاصة كما تعلمين أن عائلته من الأثرياء بل إن أعمامه وأخواله كانوا من الأسماء اللامعة في مجال تجارة الذهب ..



بعد صادمات كثيرة وتهديد من وائل بترك البيت للأبد بل إنه نفذ ذلك فعلا وأختفى بعضة أيام .. مرض فيها والده وأصبح في حالة خطيرة ... أضطر بعدها وائل للعودة للبيت بل وللرضوخ للأمر الواقع وتوديع مريم للأبد تحت الابتزاز العاطفي لحاله أبيه .. والزواج من ماجدة سريعا قبل أن يغير رأيه ...




وكان المحرك الأساسي لكل هذه الأحداث والدة ماجدة .. كانت إمرأة قوية مرعبة متعالية .. حلمها تزويج ابنتها لأبن أخيها من أجل الميراث والثروة وهذه الأمور.. خاصة وأن زوجها لم يكن على نفس ثراء عائلتها .. فكانت تؤمن لإبنتها الوحيدة زوج ثري ولم تجد أفضل من إبن أخيها طبعا وريث العائلة .



المهم حين تزوج وائل بماجدة محاولا أن يكون شخصا عمليا واقعيا وهو ليس هذا الشخص أبدا .. لم يستطع الضغط على نفسه أكثر من أسبوع بعدها انهار نفسيا وهجرها تماما .. وظل يقضي أيامه ومعظم لياليه معي نتسلى ونتسامر ونعربد ..




وبالطبع لم يعجب ذلك عمته وجرح ذلك كبريائها وكبرياء إبنتها فأطلقت إشاعات تسيئ من سمعة مريم وتتهمها بالباطل وبعلاقة غير شريفة مع وائل متخذة غيابه عن البيت كحجة..



وهذا ما حاولنا بعدها إثبات عدم صحته لكنها كانت قد أحكمت القصص حول مريم المسكينة وأسرتها الضعيفة التي لم يكن لها ظهر ولا سند .




حين اشتدت المشاكل والفضائح مات العم مجدي موريس وترك الأمر مشتعل .. ولم تمضي أياما قليلة حتى ماتت مريم .. قطعت شرايينها بعد أن فقدت وائل وفقدت سمعتها إفتراء وبعد أن عانت أسرتها من الفضيحة ... ولم تستطع الأسرة الاستمرار في الحي فهجرته للأبد .



حين انكشفت الحقيقة بعدها وعرف أن والدة ماجدة هي من اطلقت الشائعات واستأجرت من يلوث سمعة مريم ويقنع الناس بها.. وقفت الخالة أنجيل أمام أم ماجدة ومنعتها من أن تدخل بيتها للأبد .. فإنحاز أخوة مجدي موريس لأختهم فلجأت أنجيل عائلتها هي الأخرى .. واشتعل الوضع بين العائلتين وكل منهم يهدد بنفوذه .. لكن الخالة أنجيل لم تكن أبدا المرأة الضعيفة التي تسكت عن الحق وقد شعرت أن ذنب مريم وعائلتها في رقبتهم ..




بعد تدخل الوسطاء هدأ الوضع بين العائلتين ولكن بالقطيعة .. ومنعت أم ماجدة من زيارة بيت أنجيل أو بيت أبنتها للابد ..




أما ماجدة فقد خيرت للبقاء أو الرحيل مع أهلها فاختارت البقاء .. وخاصة أنها كانت تحمل التوأمتين في بطنها ... وكانت تزور والدتها من وقت لآخر .. مما جعل البعض يشيع بأن سبب بقاء ماجدة هو الثروة والأموال .. وهناك من أشاع بأن أمها من طلبت منها البقاء حتى لا تخسر كل شيئ .

كل هذا كان صعبا على وائل .. موت مريم وما تلا ذلك وهو الشاب الذي لم يكن قد أختبر قسوة الحياة بعد .. كان أقصى من أن يحتمله .. فدخل في حالة أنهيار عصبي لدرجة أنه كان يهلوس ويتخيل مريم موجودة ويحدثها ..




الأمر تطلب أن يدخل مصحة نفسية لمدة ستة أشهر .. في هذه الاثناء ولدتا التوأمتين أنجيل وميري.. وربما كانتا السبب الذي جعله يقاوم ويحاول التكيف أو إدعاء ذلك ..



خرج يمارس حياته الطبيعية لكنه لم يستطع أبدا نسيان مريم ولا التآلف مع ماجدة التي كانت ضحية الجميع .. أقيم حاجزا نفسيا بين وائل وماجدة لم تستطع هي أبدا هدمه أو اختراقه ولم يبادر هو بمساعدتها في ذلك .. وبقي الأمر بينهما بهذا الكل حتى الآن ..




أما الأمر الذي عادة ما نخشاه هو أن يقضي عليه الاكتئاب .. إنه يعاني منه منذ سنين طويلة .. وهو ليس هذا النوع من الاكتئاب الذي قد يصيب معظم الناس أياما ثم يعودوا لطبيعتهم .. إنه المرض النفسي بحقيقته .. الذي إذا ما انزلقت إليه قدم أي شخص الخروج منه يكون صعبا جدا.. حتى لو أتينا له بنجمة من السماء .. نحاول ونحاول معه ألا يقع في قاع البئر ونحرص بأن نظل متمسكين به على حافه البئر .. غير قادرين على سحبه خارجه لكننا نمنعه بكل قوتنا أن يقع في القاع .. الذي لا رجعة منه "




صمت يحاول تشتيت ذهنه عن الذكريات المؤلمة التي خرجت أمامه من صندوق (الحكايات المتجاهلة عن تعمد ).. فلاحظ دموعا ترتعش للسقوط من زاوية عينيها .. ولم يدري أنه مد يده يمسح زاوية عينيها بإصبعه ثم سحبها في استدراك وقال بمزاح

" أنت شريرة يا يويا تسألين عن أمور حزينة في مناسبة كهذه .. هيا إحكي لي عن أخر الأخبار "




تأملته قليلا بحزن وقالت " لم أتخيل أن الأمر بهذه القسوة .. واعتقدت انها كانت خطيبة فعلا "




تنهدت وحاولت أن تنفض عنها الألم ثم أتسعت ابتسامتها الي تقطر عسلا فجأة .. فأشرقت الشمس على قلبه وتبددت كل سحابات الحزن وهي تهتف بحماس " أنت لم تعلم ماذا حدث للسخيفة جيرمين .. "



يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-18, 12:16 PM   #720

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



تطلع عمرو بغيظ وهو يهز ساقه في عصبية لأحمد الذي يجلس قبالته على أريكة أنيقة وعلى يساره بانة وعلى يمينه أروى على كرسيها بهيئتها الملوكية وهو يصر أن تبقى بجانبه ..


ربت وائل على فخذه وقال " لا تكن عصبيا هكذا وانتظر أن تتحرك أروى من جانبه "


قال عمرو من بين أسنانه " لابد أن أتحدث معها الليلة يا وائل .. لن أتحمل ليلة أخرى يقتلني التفكير .. وأنت تعرف أن أروى خروجها من المنزل نادر "



طمأنه وائل قائلا " لا تقلق سندبر لك الفرصة الليلة بأي طريقة حتى لو أضطررنا لتكميم إبن سماحة وخطفه "




ابتسم عمرو لتلك الفكرة التي بدت له مغرية جدا .



أما أحمد فمال على بانة وهو يجز على أسنانه ويقول " هل سنظل مسمرين هكذا كتمثالين معروضان في متحف يحدق فينا الجميع .. لا أطيق تلك الأمور وأشعر أننا كتمثالي قصر النيل الآن "


وضعت بانة يدها على فمها وهي تقول من بين ضحكاتها " أحمد كف عن المزاح لا أستطيع التوقف عن الضحك ومنظري غريب "


قال لها بسخرية " وماذا سنفعل لنقتل الوقت ونحن في هذا الوضع الممل إما المزاح أو تبادل القبلات"


احمرت بانة وقالت" أحمد ! .. نحن أمام الناس "


فهمس يقول " هل هذا معناه أننا سنفعلها إذا أصبحنا وحدنا "


زمت شفيها في إرتباك وأدارت وجهها بعيدا عنه.


تقدمت إلهام بعباءتها الأنيقة تحمل علبة كبيرة من المخمل بين يديها فتجمع الحاضرون للحظة هدية العريس وإرتداء محابس الزواج .


فتحت العلبة وتناولت أروى المحبسين وناولتهما لأحمد الذي ألبسها محبسه وتركها تلبسه محبسها بأصابع مرتجفة .. ثم مد يده يخرج سلسالا من الذهب الأبيض متوسط الطول ينتهي بدلاية على شكل قلب منقسم لنصفين نصف يمثل ألوان علم بلدها والأخر ألوان علم بلده .. يجمعهما قلب واحد .



وإسوارة بقلوب صغيرة بنفس الشكل الذي يجمع العلمين .



علت الأصوات المنبهرة بشكل الهدية بينما أغرورقت عيني بانة بالدموع وتطلعت إلى أحمد بتأثر فأحاط برقبتها يلبسها السلسال والإسوارة وهو يقول " أنا رسمت التصميم ووائل نفذها بنفسه شخصيا "



نظرت لوائل الجالس بعيدا بامتنان فغمز لها بعينه بمرح ... ثم لمحت نظرة رضا وفخر في عيني الخالة سوسو بالهدية المميزة والقيمة .



بعد أن انفض الجميع من حولهما مباركين ومهنئين متمتمين بالإعجاب بهدية أحمد لها ..



همست بانة له بتأثر " أحمد هذا كثير "



فرد عليها بهمس وهو يلتقط كفها ويطبع عليه قبلة حارة " لأنك تستحقين الكثير "



غامت عيناها بالتأثر وعادت تتطلع للسلسال والإسوارة بانبهار .. فانتفخ غروره الذكوري بسعادة .



بعد قليل تحركت أروى بكرسيها قليلا بعيدا عن محاصرة عيني عاقد الحاجبين الذي يجلس يهز ساقه بعصبيه ويبدو عليه التحفز .


هتف أحمد بها " إلى أين ؟"


قالت وهي تبتعد" لمحت شيئا على مائدة الطعام "


لاحقها بصوته " سأحضره لك "


لكنها أشارت له بيدها وأبتعدت .


قالت له بانة موبخة " أتركها قليلا تتحرك في المكان ... أنا أرى عيونا كثيرة من الشباب تلاحقها "


رد بغرور " لهذا لا أريدها أن تتحرك من جانبي"


عضة بانة على شفتها السفلية بعد أن قالت موبخة " أحمد لا تكن أنانيا .. الأمر وصل معك إلى حد الهوس "


تطلع لشفتها التي تعضها بغيظ من هذا القرب ثم قال بهدوء " بانة .. لا تعضي على شفتك أمامي مجددا ولا تقفي متخصرة .. ولا تتحدثي بلهجتك ونحن وحدنا أبدا .. ويفضل أن تغيري طريقة نطقك لأسمي لتكون أكثر غلاظة "


احمرت مجدد لكنها لم تستطع هذه المرة الإشاحة بوجهها بعيدا عنه .. فظلت أسيرة لعينيه من هذا القرب تتطلع إليه في صمت .. فابتلع هو ريقه بصعوبه وأضاف هامسا بحرارة
" وهذا العطر الذي تضعينه .. يؤذيني يا بانة .. يعذبني .. يكويني بالشوق إليك .. فكوني رحيمة ولا تضعينه مجددا إلا عندما تكوني مستعدة لـ ......"



بتر جملته عن عمد خوفا من أن ترتعب مجددا بينما هي أشاحت بوجهها تفرك كفيها في حجرها بارتباك .. فمد يده ليمسك كفها ويشبك أصابعه في أصابعها لتهدأ قليلا .





***



اقتربت أروى من المائدة الكبيرة التي تحتوي على افخر أنواع المأكولات واتجهت نحو مائدة الحلويات وبالتحديد من نافورة الشيكولاتة التي لم تلحظها إلا منذ دقائق .


تطلعت للنافورة بعينان تتراقص فيهما القلوب الحمراء ثم تحركت حول المائدة تحاول الحصول على عيدان الخشب الرفيعة المخصصة لأكل الفواكة .


اقترب منها شامل بسرعة يناولها عودا فابتسمت في خجل ثم وضعت بها قطعة من الفراولة ثم مدتها نحو النافورة ولمعت عيناها بفرح طفولي وهي تشاهد الشيكولاتة السائلة تتدفق على حبة الفراولة ثم أكلتها بتلذذ .


تأمل شامل جمالها ورقتها واستمتاعها بطعم الشيكولاتة فازدادت ضربات قلبه .


قالت بإعجاب " الشيكولاتة من نوع فاخر جدا وبها طعما جديدا يجعلها رائعة "


رد شامل " إذن أنت ذواقة ممتازة "


ثم مال عليها يهمس " انا فعلا أضع عليها لمستي السحرية "


ردت بحماس " اذن انت من أعد هذه الشكولاتة"



فقال بفخر " بل كل هذه المائدة التي أمامك ".


نظرت للمائدة العامرة بانبهار ثم قالت " إذن أنت شامل ابن العم غنيم "


قال باستغراب " اذن تعرفين اسمي ... لكن كيف عرفتي أنني شامل ولست كامل .. معظم الناس يصعب عليهم تفريقنا "


تنحنحت تفكر في كذبة فهي بالطبع لن تخبره أنها تعرف أن كامل في رحلة مع أصحابه حتى ينتهي العرس فقالت " لأن بانة أخبرتني أن شامل إبن العم غنيم شيف مميز وهو من سيعد مأدبة الليلة "


ثم مدت إليه يدها تقول " أروى سماحة أخت أحمد"


تعرق شامل وابتسم ابتسامة طفولية فخورة حين سمع أن بانة وصفته بالمميز.. ثم مد يده يسلم عليها في ارتباك وقال " تفضلي كلي المزيد"


فقال أروى بطفولية " سيكون ذلك عدم لباقة مني أن أستولي على نافورة الشيكولاتة كلها فأنا أعرف نفسي لن أتوقف "


أبتسم لها شامل بسعادة وقال " اقضي عليها وسأمدها بالمزيد من الشيكولاتة لا تقلقي "


ثم مد يده بعود أخر لقطعة فراولة بالشيكولاتة لكن قبل أن يصلها إلتقطتها يد عمرو وهو يحشر نفسه بينهما وينظر لشامل ببرود خطر ويقول " يكفي هذا شكرا لك "


اختفت ملامح الطفولية من على وجه شامل ليتطلع لعمرو بزمجرة .. فآثر الأخير عدم إفساد الليلة فقال بابتسامة بلاستيكية " إنها تتحسس من الشيكولاتة وإذا أكثرت ستنتفخ كسمكة الينفوخ .. وستنحشر بالكرسي ولن نستطيع إخراجها منه "


جحظت عينا شامل في استغراب وأخذ يحدق فيها بصدمة .. فجذب عمرو وجهه نحوه وسأله ببرود "هل تعرف سمك الينفوخ ؟"


فهز شامل رأسه بلا فقال عمرو ببرود صقيعي "ابحث عنها على الانترنت إذن "



ثم استدار لأروى التي تحدق فيه بذهول والتي بادرته بالقول بغيظ " ما الذي تفعله ! "



قال بهدوء " أريد التحدث معك ضروري "


قالت بعصبية " بل أنا التي أريد أن أتحدث معك .. هذا كثير وعلينا وضع النقاط على الحروف .. تفضل "


ثم ضغطت على زر التحكم بالكرسي بعصبية ليسرع الكرسي أمامه نحو الشرفة الواسعة المغطاة بالستائر الفخمة واختفت .. بينما صاح أحمد وهو يلحقها يناديه فاستدار له عمرو يجز على أسنانه..


اقترب منه أحمد يقول " ماذا يحدث لماذا تلحق بأروى ؟"


قال عمرو بهدوء "أريد الحديث معها "


رفع أحمد سبابته متحفزا يقول "قلت لك ابتعد عن أروى يا عمرو "


رد عمرو بهدوء مستفز " وأنا قلت لك لن أبتعد واتركني أتعامل معها .. وأن تطلعني على السبب الذي يجعلك تبالغ في حمايتها بهذا الشكل معي أنا بالذات "


كان سيد يضحك بتسلي وهو يستمع لحكايات آية ثم قال " عرفيني على هذه الفتاة .. تريد أن يكتشفها أحد للدخول لعالم الفن سأكتشفها أنا بطريقتي الخاصة "



جزت آية على أسنانها بعصبية وقالت " سيد لا تستفزني .. كما تستفزني هذه الوقحة ... وما يغيظني أنها قُبِلت في فرقة الفنون الشعبية مع أنها ترقص كسلعوة مذبوحة .. ياليتني أستطيع أن أنضم مثلها كنت جعلتها تشاهد كيف يكون الرقص الشعبي "



قطع حوارهما وائل الذي ينادي فانتبه له سيد ليجده يشير لأحمد وعمرو الذان يقفان أمام بعضهما بتحدي يوحي بالخطر والفضيحة .. فتحرك بسرعة نحوهما .


قال أحمد لعمرو " قلت لك من قبل وأعيدها خذ حقك مني كما تريد وابتعد عن أروى "


سأله عمرو بنفاذ صبر " هل تثق بي يا أحمد؟ .. أجبني.. هل تثق بي ؟ "


حدق فيه أحمد قليلا وكأنه تفاجأ بالسؤال ثم قال "أثق بك تمام الثقة .. لكني أخشى من فقدان أعصابك عند الغضب "


رد عمرو مؤكدا " أنا لم أعد غاضبا يا أحمد .. هذا الأمر انتهى منذ مدة .. أنا أريد أن أتحدث معها فثق بي ولا تقلق "


اقتربت منهم بانة ولمست ذراع أحمد برفق تحاول فض الاشتباك " أحمد كيف تتركني وحدي هكذا .. الناس تحدق بي "


لكن أحمد كان غير منتبها سوى لتحليل كلام عمرو فسأله " ماذا تريد منها؟ "



زفر عمرو في ضيق ثم مال عليه يقول بجانب أذنه " أحمد .. أروى تهمني.. ولن أتحمل أن أؤذيها .. هل وضحت نيتي الآن .. أروى تخصني .. فأهدأ .. وعد لعروسك "


حدق فيه أحمد بمفاجئة وهم بالإعتراض عندما تدخل سيد يطوقه من الخلف ويقول " حبيبي العريس لم نلتقط الصور معا .. هيا وائل نلتقط الصور مع العريس والعروس "


ثم شده بحزم عائدين نحو الأريكة وهو مازال يتطلع في عمرو الذي تحرك ودخل الشرفة ..



بينما سيد بدأ بالغناء واندمج معه وائل " بطلوا دة واسمعو دة .. ياما لسة هنشوف وياما .. الغراب يا وقعة سودة .. جوزوه أحلى يمامة "







***
في الشرفة كانت تجلس على كرسيها شاردة تنتظره .. فتبددت بعضا من الثقة التي تميزه عادة .. ليرتبك في وجودها .. كل ما حضره في ذهنه ليقوله قد تلاشى فجأة ووقف يحدق فيها .


بادرته بعصبية " هل لي أن أعرف متى سينتهي انتقامك مني ؟"


رد عليها ببرود " إنه لم يبدأ بعد "


صاحت فيه " إذن ما هذا الذي فعلته أمام شامل منذ قليل .. عمرو أنا لا أسمح لأحد أن يتحكم بي"


سألها وهو يتأمل عصبيتها لأول مرة " ما الذي فعلته ؟"


قالت بحنق" أحرجتني أمام الشاب الذي كان يعاملني بمنتهى اللطف "


قال باستخفاف " تقصدين بمنتهى اللزوجة .. وهذه الطريقة معك تستفزني "



صاحت بغيظ " وما دخلك أنت يا بني أدم! .. كوني أخطأت في حقك في أمر ما .. لا يعطيك أبدا أي حق في التحكم في حياتي "



صمتت قليلا تهدئ من أنفعالها لا تعلم إن كان بفعل عصبيتها أم بفعل تأثرها بقربه .. ثم أكملت وهي تتطلع إليه " علينا أن ننهي هذا الامر .. ما الذي تريده مني بالضبط يا عمرو ؟"


رد بانفعال " أريد إجابة على تساؤلات كثيرة تحيرني يا أروى .. لماذا أنا بالذات؟؟؟؟... كل المبررات التي قلتيها لم يكن منها شيئا مقنعا لكبريائي .. لماذا يبالغ أحمد في حمايتك في هذا الموضوع إن كان مجرد مقلبا سخيفا ليس إلا قد يضاف لمقالبنا ونحن صغار؟؟ .. خاصا وما أعلمه عنك أنك لست هشة أو ضعيفة .. إلا إذا كان في الأمر شيئا آخر يخشى أحمد أن ينكشف .. وإذا كان هناك أمرا لا أعرفه فلماذا لا أعرفه إن كنت طرفا فيه!!.. وهذا الأمر أيضا يجرح كبريائي ويحيرني.. فما أنا متأكد منه جيدا أن أحمد يثق بي .. إذن ما هو هذا الأمر الذي يفوق ثقته بي ويجعله يداري عني أمرا أنا طرفا فيه؟!!."


صمت قليلا وشعر أنه يهذي أمامها كالأبله فقال موضحا " أرأيت يا أروى .. هذا جزء من دوامة الأفكار الحائرة التي أمر بها منذ أن علمت بالأمر"


اعتصر الألم قلبها حين أدركت أنها كانت سببا في تلك الحيرة التي تقتله..


ردت مدافعة "لماذا فسرت الأمر أن المشكلة عندك ربما هي عندي .. "


هدر فيها فجأة مقاطعا " أروى !!!! "


أجفلت لصيحته .. فأكمل" لن أتحمل مزيدا من كلمة (ربما) .. أنا وأنت مازلنا نراوغ .. علينا نتخطى حاجز الجبن الذي نختبئ خلفه نحن الاثنين نحمي أنفسنا "


ثم اقترب منها قليلا وأضاف بهدوء " من الواضح أن كل منا لديه عقبات نفسية تمنعه أن يفهم الآخر .. وأن أي خطوة سيقوم بها أحدنا سيفسرها الآخر بشك .. ويبدو أننا نتعذب في الابتعاد والاقتراب .. لذا سأقترح عليك أمرا قد يخرجنا من هذه المتاهة .. ما رأيك أن تثقي بي؟.. لما لا نجرب أن يخطو كل منا خطوة يضحي فيها بشيء ما من أجل اكتساب ثقة الأخر .. فلنسميها مثلا خطوة الثقة .."


انحنى يستند على كرسيها بذراعيه فحبست أنفاسها في توتر ..



قال بهمس وهو يحدق في عينيها باستسلام للأسر المتوقع فيهما " سأبدأ أنا يا أروى .. هذا أنا ذا أقف أمامك.. أمام حضورك الطاغي الذي يشعرني دائما أنك بعيدة المنال .. وها أنا ذا ألقي بكبريائي الذي أحتمي به.. منك .. ألقيه عند قدميك .. وأسألك السؤال الذي أخشى من أجابته من وقت طويل .. كيف تريني بعينيك يا أروى؟.. كيف تريني كإنسان؟ .. أو كرجل ؟.. أو ككائن حي حتى ؟..



وأرجو أن تتخلي عن موهبتك الكبيرة في المراوغة وأن أسمع منك إجابة قاطعة لا تحمل أكثر من معنى .. تخرجني من دوامات الحيرة التي لا تنتهي. "


لم تستطع أروى تحديد هل سمعت كل ما قاله أم تاهت قليلا فيما تختبره لحظتها من مشاعر تتفجر بداخلها دون سيطرة منها ..



تجولت في ملامحه بعينيها تستكشفها من هذا القرب لأول مرة .. انفاسه الرجولية العطرة خدرتها .. اشعلت نارا بداخلها غير محددة المصدر .. حين رأت انعكاس صورتها في سواد عينيه أجفلت وأطرقت في إرتباك .


فرفع ذقنها برقة وهو يهمس " أنا أعرف أنك شجاعة .. يبقى فقط أن تثقي بي "


تطلعت إليه مجددا في صمت ثم تكلمت بأنفاس مقطوعة " أنت .. واثقُ الخطوةِ .. يمشي ملكاً .. ظالمُ الحسنِ .. شهي الكبرياء .. عبقُ السحرِ كأنفاسِ الربى .. ساهمُ الدربِ .. كأحلامِ .. المساء "



سقط قلبه بين قدميه مبهوتا .. ذاهلا يحدق فيها .


وادرك بعد ثوان كثيرة أنه نسي أن يتنفس ؟!


بينما سألت أروى من بين أنفاسها المتسارعة "هل .. هذه إجابة قاطعة .. لا تحمل تأويلا... تكفيك ؟"


استقام فجأة .. وتحرك بظهره خطوتين للوراء وهو يضع كفيه على جبينه يحاول السيطرة انفعالاته .. يشعر أن قلبه قد توقف عن النبض للحظات ...



تطلع حوله يمينا ويسارا بارتباك .. ثم عاد يحدق فيها مبهوتا بأنفاس متسارعة ..



اندفع نحوها مجددا يحتوي وجهها بين كفيه.. ثم قرب جبينه من جبينها ينظر في عينيها ويقول بهمس أجش "يا أروى !! .. يا أروى !! .. أنت لا تحتاجين لأن تتخفي في حسابات غير معروفة على الفيسبوك لتتحدثي معي .. أنت ما عليك إلا أن تشيري بأصبعك الصغير .. لآتي إليك ملبيا طائعا .. أنت لا تعرفين ما أنت وما قيمتك عندي .. أنت .. .."



بتر عبارته بانفاس حارة متسارعة يبحث عن معنى يعبر به عما يشعر .. بينما هي توشك على الإصابة بنوبة قلبية .. تطالعه متسعة العينين . تسحب أنفاسه المختلطة بعطره إلى رئتيها وهي لا تصدق أنه في هذه اللحظة .. يلمسها ..



حدق عمرو في شفتيها بجوع فأدرك أنه على وشك فقدان السيطرة .. ما يختبره من مشاعر حارقة مسيطرة في هذه اللحظة لم يمر به من قبل.


استعان بإرادة من حديد ليتركها ويبتعد .. ثم يوليها ظهره لدقائق يفرك رأسه بقوة يسيطر على انفعالاته .



شعرت أروى أن ما أختبرته في الدقائق الأخيرة من مشاعر يفوق طاقتها على التحمل فاستجمعت شجعاتها لتنهي الأمر وأجلت صوتها لتقول " أعتقد أن كرامتك قد ردت إليك الآن .. يبقى أن ننهي الأمر وكل منا يمضي إلى حياته "


استدار إليها ويحاول استيعاب ما تقوله ثم قال "تقصدين ننهي مرحلة الحيرة ... ونبدأ مرحلة جديدة سويا "


شعرت باقترابها من إنهيار عصبي وبذلت مجهودا للتماسك وقالت بهدوء " ماذا تقصد بالضبط "


رد بتوضيح " أن نتزوج "




قالت بعدم استيعاب " من يتزوج من ؟!"


تطلع حوله في هدوء ثم قال " لا يوجد سوانا في هذه الشرفة "


أومأت برأسها بحركة عصبية متكررة ثم قالت بتوتر" أرأيت .. هذا هو الرد على سؤالك لماذا لم أخبرك أنني أروى ... حتى لا يحدث ما فعلته للتو "


اقترب منها يحاول الفهم وسألها متكتفا " وماذا فعلت للتو ؟!"



ردت بعصبية " فورا تتحرك شهامتك لتشفق على أخت صاحبك ذات الظهر المكسور .. وندخل في مجاملات وانسانيات مقيتة "



رد بحزم " أنت أكبر وأقيم من أن يشفق عليك أحد يا أروى .. فلا ترددي هذا الكلام الذي لا يليق بك أبدا يا ابنة سماحة .. أنا كنت أنتظر منك الضوء الأخضر لأتحرك .. يمكنك سؤال وائل فهو يعلم بنيتي هذه منذ أيام .. اسألي أحمد ماذا قلت له قبل أن ألحقك إلى هنا أي قبل إعترافك .. قلت أروى تخصني .. تخصني .."


سكت قليلا ثم قال بنبرة أهدأ " ربما لا أعرف أن اصيغ كلمات عاطفية لكني سأخبرك أمرا .. هذه أول مرة منذ أن قررت الزواج لم أشعر فيها بلحظة تردد واحدة فيما أنا مقدم عليه .. وكأنه أمرا بديهيا غاب عني لسنوات طوال .. "


اقترب خطوتين وأكمل بهمس متهدج "تزوجيني يا أروى "



تزوجيني يا أروى !!

تزوجيني يا أروي !!


أخذت الجملة تتكرر وتتكرر بتسارع في عقلها .


حدقت فيه قليلا بنظرات ذاهلة غير مستوعبة وقد فقدت السيطرة على كل شيء ..



ضغطت على زر متحكم الكرسي ليستدير ويتحرك بها عبر القاعة .. وهي مازالت تحدق أمامها بمقلتين متصلبتين .. وطنين الكلمات بأذنها.


تزوجيني يا أروى !!

تزوجيني يا أروي !!


كانت القاعة قد غادر معظم ضيوفها ولم يبق سوى القليل .. لم تتجه ناحية أحمد .. بل اكملت طريقها نحو باب الفيلا الكبير بنفس النظرات الثابتة الذاهلة .






يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.