آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          A Walk to Remember - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          305 - عــــلاقات خـــطرة ليليان دارثي(كتابة /كاملة )** (الكاتـب : الملاك الحزين - )           »          At First Sight - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          347 - الراقصة والأرستقراطى - سوزان بيكر - م.د ** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1107-معركة التملك-شارلوت لامب د.ن (ج2 من السداسيه كاملة)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          285 - أنين الذكريات - هيلين بروكس (الكاتـب : عنووود - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6003Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-18, 12:57 PM   #831

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث والعشرين 1


الفصل الثالث و العشرين




دخل أحمد شقته شاردا قليلا يفكر في أنه يحتاج للتحدث مع بانة للاتفاق على بعض القواعد التي يمكن أن تنظم الأمور بينهم .



استقبل رائحتها .. قريبة ..
ثم رآها تخرج من المطبخ ..
فشهق وجحظت عيناه يتأملها بهذه الهيئة .


شاخصة أمامه بحقيقتها البحتة .
المجردة ..
دون تنكر ..
دون حجاب ..
دون حواجز ..


تتشخص أمام عينيه .. ككائن إنساني دون أي تصانيف جنسية ، عرقية ، إجتماعية ، دينية .
شاخصة كـ ( بانة ) بكليتها وكينونتها .
بشعرها .. شعرها العسلي ... المبهر .


إنها المرة الأولى التي يراه على الحقيقة ..
الضفيرة المذبوحة أنبتت مكانها ضفيرة أخرى أحلى منها .. فتملكه الفضول ليعرف لأي مدى استطال شعرها.


كانت ترتدي بلوزة عارية الذراعين بفتحت صدر واسعة تكشف عن بشرتها البيضاء ..
و البنطال ..
إنه بنطاله القصير !! .. يصل حتى ركبتيها فوق ساقين أبيضين ممتلئين.



أجفلت حين وجدته مسمرا يطالعها بذهول فقالت بتأتأة " متى أتيت ؟ .. كنت .. كنت أشرب "


شكلها هذا.. الجديد عليه ..
بتفاصيلها التي يطالعها لأول مرة بحرية وبجرأة .. مع خلو وجهها من الحروق وآثار الشمس ..
أظهر أمامه كائنا يخلب اللب ..
جمالها لم يتخيله أن يكون بهذا الإبهار ..


لملمت فتحت البلوزة الكبيرة وتمتمت بحرج "أضطررت لأخذ بنطالا من عندك .. يبدو أن الخالة سوسو قد أخرجت بعضا من الملابس البيتية التي وضعتها بالحقائب .. لا أدري أين ذهبت .. لا يوجد سوى ملابس عرائس .. و.. تصبح على خير "



تحركت مسرعة نحو غرفتها فناداها بحشرجة متوسلة

"بانة ! "



تجمدت بجانب باب الغرفة توليه ظهرها كفأر مرتعب أمام قطة ..



قطع المسافة بينهما في لمح البصر وأدارها نحوه بأيد مرتعشة.. وهي متصلبة ..



مع الاستدارة العقدة المرتخية في شعرها انفرطت لينسدل شعرها كدفقات العسل حتى منتصف ظهرها..





أي أعصاب يمكن أن يتحكم فيها أمام هذا المنظر؟.. وهو الذي أحبها ورغب فيها بهيئتها الذكورية فمابال الآن تتكشف أمامه كل هذة الفتنة التي تذيب الأعصاب ..
أي أعصاب !



وأي عقل يمكن أن يحتفظ به حينما يرى فتاته ببنطاله البيتي مغرية إلى هذا الحد.. فكيف ستكون في قميص نوم عروس ..

أي عقل !




تسارعت أنفاسه وهمس بأسمها وهو يرفع كفه يتحسس شعرها ويمشطه بأصابعه بعينين مبهورتين ..ثم يتلمس بشرة ذراعيها العاريين أمامه .. وهي تشعر بالتجمد والخرس ..


تسارعت انفاسه ولم تستطع أعصابه التحمل فهذا فوق طاقته وهو المشتاق إليها منذ أن قابلها ..




فانفجر بركان من العشق الملتهب بداخله لينقض على شفتيها بجوع ..
بركان من مشاعر كالحمم السائلة في شراينه تستجدي الوصال ..

تتذلل للإرتواء ولو حتى من شفتيها فقط . ..

منها ..

من هذا الكائن المسمى ببانة ..

الذي قلب كيانه كله من أول لقاء .




شهقت وحاولت دفعه لكنه كان يسحقها بجسده في الحائط بقوة مشاعره التي هو نفسه غير قادر على السيطرة عليها .
قبلته المفاجئة تبعتها قبلات أخرى أكثر سخونة وعمقا .. ويديه تستكشف تفاصيل جسدها بلهفة محمومة.



لو كانت رغبة جسدية بحتة لم تكن لتشتعل بهذا الجنون .. من مجرد ذراعين مكشوفين وبنطال رجالي!





إنها تلك الرغبة في الإلتحام مع توأم روحه ..

الرغبة في الوصول إلى أبعد نقطه في كيانها ..
إلى إخبارها عن مشاعره باللغة التي يجيد التعبير بها جيدا ..





الرغبة في الغزو الاجتياح .. مستعينا بكل جيوشه واسلحته ..



رغبة فطرية متأججة بمشاعر العشق لترسيم الحدود .. ووضع علامات تتلخص كلها تحت منطق (ملكية خاصة بإبن سماحة ).




الطنين في أذنيها يختلط بصوت أنفاسه السريعة وهمهماته بإسمها ودقات قلبها العالية كالطبول ..


حين ترك شفتيها ليقبل عنقها نادت باسمه في توسل .. لكن صوتها لم يكن قويا بحجم الرعب الذي تشعر به ..



أجل كانت مرتعبه وترتجف وتشعر بالدوار .. وحالة من الاشتعال الجسدي لم تفهم سببها .. لكن أوعزتها لتلك الحمم المتدفقة من جانبه .


عاد لمهاجمة شفتيها مرة أخرى بعد جولة سريعة من القبلات هنا وهناك وهو يحيط خصرها بذراعيه ويرفعها عن الأرض ..



بعدها لم تدر كيف أصبحت تتسطح على السرير وهو يخيم فوقها يدفن وجهه في رقبتها يقبلها ويستكشف تفاصيلها بعد شوق مضني .

بعد عدت مرات نادت بأسمه في ضعف وخجل تتوسله أن يتوقف دون استجابة .. فأدركت أن عليها أن تستسلم..
وأستشعرت أنه غائبا عن الوعي ..فأغرورقت عيناها بالدموع في رعب و إحباط .. لكنها تشجعت كعادتها في المواقف الصعبة بتذكير نفسها أنه زوجها و حبيبها وحلالها ..



وأن هذا حقه ..


حاولت أيضا أن تنفض عنها شعورا بالذنب .. وإحساسا بالخزي في التفريط في نفسها مجهولين المصدر .. قد بدءا لحظتها يتشكلا بداخلها !! .



أغمضت عيناها تبكي بدموع صامتة وهي تقبض على غطاء السرير تحتها بقوة ... وتتمتم ببعض الأدعية دون أن تشعر لتستجمع شجاعتها لإجتياز الأمر بسرعة ...


وقررت الاستسلام ...





فجأة
شعرت بالبرودة ... وانحصرت الحمم البركانية عنها ..
استفاق من غيبوبته في هلع لينتفض واقفا في استجابه متأخرة لهمهماتها المتوسلة والتي تسللت لعقله الواعي بصعوبة بالغة وسط هذا التدفق البركاني المتفجر في عقله الشعوري .



تمتم بارتعاش من بين أنفاسه اللاهثة " أنا أسف .. أنا أسف .. أنا أسف يا بانة "



مد يده يغلق أزرار بلوزتها فلم يقدر من شدته إرتجافه .. فشد طارف غطاء السرير عليها يغطي فتحة البلوزة التي انحسرت لتكشف الكثير .. ورجع للخلف يتمتم بالأسف .. ويغرز أصابعه في شعره في ذهول من انفلات أعصابه وما فعله بها .


حين وجدها تتقوقع على السرير في وضع الجنين تبكي بصمت مغمضة العينين ..لم يستطع تحمل المنظر فاندفع يخرج من الغرفة بسرعة ..


وبعد ثوان كان يقف في الحمام بكامل ملابسه تحت الماء البارد تتدفق فوق رأسه في طلب عاجل لإخماد براكينه .


حدق في كفه الذي يستند به على الجدار بذهول والماء مستمرة بالتدفق فوق رأسه .. يستعيد تفاصيل ما فعله ومنظرها وهمهماتها المتوسلة ..فشتم نفسه الف مرة وصورتها وهي متقوقعة على السرير بهذا الشكل المؤلم لا تريد أن تنقشع من أمامه .. وهمهماتها الضعيفة المتوسلة في الدقائق السابقة تطاردته بعذاب..



إن تضررت بانة نفسيا مما فعل لن يسامح نفسه أبدا ..



هل هذا الوعد الذي وعدها به؟!! ..



هل هذا الأمان الذي أقسم أن يوفره لها حتى ولو على حساب نفسه وقلبه واحتياجاته ؟.



لقد أفسد كل شيئ من أول لحظة بينهما بهذا الانفلات الذي لم يدر كيف حدث ..


صحيح أنها مُهلكة للحد الذي يصعب مقاومته .. لكن ما فعله لا يُغتفر ... لا يُغتفر أبدا .


ضرب بقبضته على الجدار وهو يشتم نفسه مرة أخرى.




بعد أن هدأت قليلا .. وانتظمت انفاسها .. استرجعت بانة ما حدث منذ دقائق وصورة أحمد المرتعبة بعد ان تحكم في أعصابه وابتعد أثارت شفقتها .. وآلمها قلبها عليه ..


أشفقت عليه أن تراه يتمتم بكل هذا الأسف وهو يندفع خارج الغرفة شاعرا بالذنب .. بالرغم من أنها هي المذنبة الوحيدة هنا .. هي من تحمل عوائق نفسية وتشوهات روحية تمنعها من أن تمنحه ما يطوق إليه.


لا تنكر أنها كانت مرتعبة .. لكن عليها أن تعترف أن هذا الرعب مصدره الاساسي مخاوفها الداخلية المعقدة التي تمنعها من أن تمنحه ما أدركت منذ دقائق فقط أنه يحتاجه .. يحتاجه بشدة تصل إلى حد التوسل .



لا تعلم كيف تشكل هذا الشعور بوجدانها ووصلها منه ..وهو الذي لم يتلفظ سوى بهمسات محترقة بإسمها .


لكنها أدركته جليا ... ربما بفطرتها .. ربما بمستقبلاتها الأنثوية لرسائله الذكورية .



كل هذا زاد من شعورها بالإحباط من نفسها ..


هل كانت أنانية حين وافقت على الارتباط به ؟


بالطبع كانت تعرف أنه كرجل لديه احتياجات جسدية كمعلومة عامة بخصوص هذه الامور ... وأنه قد وعدها أن يؤجل الحصول عليها حتى تكون مستعدة نفسيا لهذه الخطوة . ..لكنها أدركت الآن أنه يضحي من أجلها تضحية كبيرة ..فتألمت من أجله وخافت أن يندم على زواجه منها...


ما يدهشها أنها لا تشعر بأي مشاعر سلبية تجاهه على الرغم من الرعب الذي سيطر عليها لحظتها..
فالأمر الذي كان شديد الصعوبة في التصور من قبل بات أقل صعوبة الآن.. وربما مع بعض الصبر منه والشجاعة منها يصبح بسيطا عليها .. فأدركت أن وجوده في المعادلة الصعبة رجح الكفة لصالحه كالعادة .


لكن هل سيقدر على مساعدتها للتغلب على مشاعر الذنب و الخزى التي تسيطر عليها بعد تلك اللحظات التي جمعتهما ؟


يبدو أن أهم معاركها القادمة ستكون معركة مع مخاوفها وتشوهاتها النفسية التي وشمتها الحرب بداخلها .



خرج أحمد من الحمام يلف جسد بمنشفة وقد ترك ملابس العرس ملقاه بإهمال في ارضية الحمام ليتجه نحو غرفته ... أو بمعنى أصح الغرفة الصغيرة الجانبية بسرير ملتصق بالحائط وخزانة صغيرة .



ارتدى ملابس بيتية مريحة وجلس قليلا يفكر كيف عليه أن يتصرف .



هل من الأفضل أن يتركها تستريح و تهدأ قبل أن يحاول الظهور أمامها؟.. أم عليه أن يخفف عنها ويواسيها ؟.. أم إنها لن ترغب في رؤيته حاليا؟؟..



طرقات هادئة على باب الغرفة وصوته الهادئ الذي ينادي بإسمها جعلها تنتفض نحو الباب وهي ترد بخجل .. بادرت بفتح الباب لكنه كان يتحكم به من الخارج .




تنهد ببعض الراحة عندما ردت عليه وحين حاولت فتح الباب أسعده ذلك أنها ليست خائفة منه .. لكنه تحكم بالباب وهو يقول بصوت هادئ يشعر بالذنب " دعينا نتحدث هكذا من وراء الباب يا بانة "




وقفت تسند بكفيها وجبينها على الباب من الداخل وهي تتنفس الصعداء أنه طلب الحديث من وراء الباب .. فهي لم تستعد بعد لمواجهته وجها لوجه بعد ما حدث .. لكنها كانت مستعدة لاستجماع شجاعتها والخروج إليه من أجل التخفيف عنه الشعور بالذنب تجاهها .




وقف أحمد نفس وقفتها من الخارج يستند بيديه وجبينه على الباب وكأنه يستجدي وصالها عبر هذا الحاجز بينهما .. وسألها بهمس قلق " حبيبتي هل أنت بخير؟"


ردت وهي تشعر بإنتظام ضربات قلبها أخيرا "أنا بخير لا تقلق .. أنا بخير "



صمت قليلا يحاول البحث عن كلمات مناسبة ثم قال بخفوت ملتهب " بانة أنا .. "



قاطعته تقول بتوسل " لا تقل شيئا يا أحمد أرجوك"


قال بلهجة نادمة " أريد فقط أن أوضح شيئا .. ما صدر مني منذ قليل لم يكن أبدا مخططا له .. وأنا حين وعدتك بزواج مؤجل حتى تقرري أنت وقت إتمامه كنت صادقا تماما .. الأمر أنه هناك أمورا لم نضعها في الحسبان ربما لو كنا انتبهنا إليها قبل الزفاف كنا خففنا من وقع الصدمة التي حدثت لي .. أجل يا بانة صدمة .. أنا أراك أمامي لأول مرة بشعرك الحقيقي .. وأطالع تفاصيلك بعد التغيرات التي طرأت عليك بعد أن استعدت هيئتك الأنثوية .. ربما لو كنا خففنا من وقع المفاجأة قليلا مستغلين فترة الاسبوع الماضي بعد أن أصبحتي زوجتي شرعا في أن أراك ربما في صورة مثلا كنت امتصصت وقع الصدمة وأنت بعيدة .. أنا آسف يا بانة .. وأشعر أني صغير أمامك بعد ما فعلت "



قاطعته منادية باسمه فرد بهدوء " نعم "


" لا تعتذر يا أحمد .. المشكلة عندي أنا أعترف .. لكنك أبدا لم تكن صغيرا أمامي ..ولن تكون .. بالعكس ما حدث أشعرني كيف تضحي من أجلي .. ربما لست مطلعة بعد على تفاصيل مشاعرك كرجل أو هذا الشيء بتفاصيله .. لكني قدرت أكثر ما تفعله من أجلي "



ضرب بقبضته بهدوء على الباب باعتراض " توقفي عن هذا الكلام يا بانة لا أحبه .. لا يوجد بيننا فضائل .. اتفقنا أن كل منا سيبذل من أجل سعادة الآخر قدر استطاعته .. وما هو خارجا عن استطاعته سيتحملها الآخر عنه "



خنقها البكاء وانعقد لسانها .. فحاولت فتح الباب
لتشعره بامتنانها لكنه كان متحكما بمقبض الباب وقال بلهجة متوسلة " لا يا بانة لا تخرجي من غرفتك الليلة .. لم استعد توازني وتحكمي بنفسي بعد "


اطرقت في خجل ثم سمعته يقول " هل تريدي أن تأكلي شيئا ؟"


ردت بصوت يخنقه البكاء " لا .. أنا مرهقة وأريد أن أنام "



قال بحنان " حسنا حبيبتي .. تصبحين على خير "


ردت بصوت مخنوق " وأنت بألف خير "





تلكأ قليلا دون أن يتحرك .. وقرب وجهه من الباب وكأنه يستجدي حتى بعضا من رائحتها .. ثم تحرك أخيرا إلى غرفته .





يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 11-09-18 الساعة 12:17 PM
Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 12:57 PM   #832

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



أرسلت أروى لعمرو على الواتساب " هل من الممكن أن تعطيني وقتا لأقرر .. صدقني القرار ليس سهلا "




رد عليها بسرعة " لا أفهم حقيقة ترددك يا أروى"



كتبت " أمازلت مستيقظ ؟"



رد عمرو " أجل .. يجافيني النوم بسبب فتاة عنيدة عديمة الضمير لا تريد تحمل مسئولية ما فعلته بشاب مسكين مثلي "




ابتسمت وكتبت: " اسمع هذه الأغنية "



فتح عمرو رابط الأغنية ليغرد صوت ماجدة الرومي:




أحتاج إليك .. واهرب منك .. وأرحل بعدك من نفسي

في بحر يديك أفتش عنك .. وتحرق أمواجك شمسي

وجهك فاجأني كالأمطار .. في الصيف وهب كما الإعصار

والحب فرار .. والبعد قرار

وأنا .. لا أملك أن أختار .



ارتجف قلبه رجفة اليابسة حين تبلل بقطرات المطر بعد سنين من الجفاف .



كتب لها والأغنية مستمرة في ملئ قلبه الظمآن لها وللحب .



" هل أستطيع أن أتصل بك الآن؟ .. أم أن الوقت قد تأخر ؟"



ردت " لا .. لن استقبل المزيد منك حاليا لأن أعصابي لن تتحمل هذا الإغداق .. سأموت حتما"




طلب رقمها بإصرار لترد بهمس ألهب مشاعره فقال لها بصوت أجش " أروى .. بالتأكيد لن أستطيع أن أجاريك في طلاقة التعبير عن مشاعرك .. فأنا كما تعلمين لا أملك هذه الموهبة..

كما أني حاليا ألجم نفسي نحوك لأني أذكر نفسي بحقيقة أننا مازلنا لا يربط بيننا رباطا شرعيا حتى الأن .. وصدقيني الأمر بات عذابا وأنت تخبريني بمشاعرك نحوي ..وأنا غير قادر على البوح والاسترسال في وصف ما أشعر .. فعليك تحمل مسئولية أفعالك .. وأن تحكمي ضميرك فيما فعلت وتفعلين بي .. من القسوة أن ترشديني لباب الجنة ثم تغلقيه ثانية في وجهي .. هذا هو المن الذي يتبعه الأذى "



ردت بخفوت " لا أريد أن أثقل كاهلك بظروفي "




رد بانفعال " ماهي ظروفك يا بنت الناس .. مثلما تعيشين في بيتك أهلك ستعيشين معي .. كل الموضوع أننا سنحتاج لفتاة تساعدك أثناء النهار"



قالت بحنق " ولماذا تتحمل ذلك !"



رد بعصبية" لأني أحبك يا أروى .. أحبك .. هل تريدي أن أجوب الشوارع أقولها في مكبر صوت لتتأكدي!!! "



اترجفت لسماعها كلمة الحب منه وقالت بإصرار " أشفق عليك في تحمل ظروفي ؟"



رد عليها بهدوء " وانت أيضا ستتحملين ظروفي مع أمي .. ستتحملين حبها الشديد لي وتعلقها بي .. وستشجعيني على التحمل "



تمتمت بيأس " أنت تستحق كل السعادة يا عمرو"



رد بتوسل " اذن امنحيني إياها من عندك .. كوني كريمة واسمحي لي بدخول الجنة "




قالت بتوسل مماثل " فقط اعطيني مزيدا من الوقت استوعب ما يحدث معي أشعر أني سأجن "



رد باستسلام " حاضر .. لك كل الوقت .. سأتركك الآن تستريحي .. تصبحين على خير."



أغلق الخط وتسطح على السرير يفرك جبينه بإرهاق والأغنية عادت تصدح من جديد :



حبك يا لهفي تضحية وعطاءات من غير حدود

وأنا لا أملك أن أعطي ودروبي أمنية ووعود

أمصيري أن أمشي ؟.. وغدي أمس .. وأحباء وقيود






استرجع احداث الليلة معها ..

كلامها ..

نظراتها ..




تلك المشاعر التي تحبسها والتي تذهله أن يكون كل هذا الكم يخصه هو وحده ..

ضحكتها ..

رأسها اليابس العنيد..

وتفاصيلها الأنثوية ..




سرح قليلا في تفاصيلها الانثوية لكنه سرعان ما وبخ نفسه أن يتقي الله فهي لم تحل له بعد فنفض صورتها من رأسه وهو يتمتم
" أسرعي يا أروى ووافقي قبل أن تكثر ذنوبي بسببك "




أما أروى فكانت هي الأخرى تستمع للأغنية وهي تحتضن سترته بين ذراعيها ودموع صامته حائرة تنساب على وسادتها .



حررني رفقا أنصرني .. ساعدني أن أهجر طيفي

الحب كظلي يتبعني ..

يعدو بجنون من خلفي

وأنا أعصارك يعصف بي .. يهدر بي ..يقطفني من صيفي

احتاج إليك وأهرب منك وارحل بعدك من نفسي

في بحر يديك أفتش عنك وتحرق أمواجك شمسي





***






تلوى أحمد في سريره يلعن هذه الليلة الطويلة التي لا تريد ان تنتهي ..




الأمر أكثر صعوبة مما تصور .. بل أنه معذب جدا ..ولم يمر ساعات فقط على وجودها معه في مكان واحد .. إذن كيف سيتحمل الأيام والشهور أو ربما السنين القادمة .




يحتاج لقوى خارقة للتحكم بأعصابه وبمشاعره التي لا تريد ان تهدأ .. واللحظات التي جمعتهما تعاد مرارا وتكرارا في مخيلته .




أمسك الهاتف واتصل بسيد الذي بادره بسخرية " لم يحدث من قبل أن اتصل عريسا بصاحبه في ليلة عرسه .. العلاقة بيننا تأخذ منحنا خطرا يا صاحبي "




لم يكن أحمد في مزاج للمزاح فسأله بضيق " أين أنت ؟ "



رد عليه سيد وقد استشعر ما يحدث معه " أنا في الخن أنا ووائل نكمل السهرة "



قال أحمد وهو يقفز من على سريره " جيد .. سأتي لكما"




رد سيد بسرعة " أين تأتي يا عريس .. ماذا سيقول الناس حينما يروك تترك عروسك من أول ساعتين .. لتتسلل في منتصف الليل تذهب لأصحابك .. سيساء الظن بك .. هل تريد أن تقصر رقبتنا أمام أهل الحي .. اهدأ وتحمل قليلا"




زفر أحمد في حنق وهو يعود للسرير مرة أخرى فقال سيد بتعاطف " أشعر بك .. لكن تذكر دائما في هذه اللحظات أن كل شيء من أجل مالكة القلب يهون مهما كان صعبا "




تمتم أحمد بلا شيئ وأغلق الخط .



تنهد سيد بوجوم فسأله وائل وهو ممدد على الأريكة يدخن بشراهة " بدأ المعاناة ؟ "




رد سيد الواقف أمام النافذة يدخن هو الآخر " يبدو ذلك .. أدعو الله أن ييسر له العسير "



ثم أضاف بسخرية مرة " ألا تلاحظ أننا الثلاثة متزوجون ومع هذا نتعذب كلٍ مع قدره ؟"




لم يرد وائل وإنما استمر في التحديق في سقف الغرفة بوجوم يمج دخان السيجارة لأبعد نقطة يمكن أن يصل إليها الدخان أمامه بينما سيد أختلس النظر نحو نافذتها البعيدة .. فهي أبعد نافذة في واجهة المنزل من هذه الزاوية من المقهى ثم عاد يشاهد الاغنية التي جمعتهما من جديد .




لقد أطمأن منها على الواتساب أن الأمر مر بسيطا وحصلت على توبيخ من الحاج .. لكن قلبه مازال مقبوضا من مشهد الوداع المازح منذ ساعات ..




إن كان الوداع صعبا كمزحة.. فكيف سيكون لو فكر في السفر مثلا .. في الابتعاد .. في عمل أي شيئ ليستريح ؟!.



جاءه صوت وائل يقول في عصبية " كفى إعادة للأغنية يا بني آدم .. هذه هي المرة الألف التي تعد فيها هذا المقطع "




تمتم سيد بحشرجة وهو مازال يتأملها أمامه " لا أعلم كيف تحكمت بأعصابي وأنا أراها بهذا الجمال وهذه الشقاوة .. "



صمت قليلا يتأملها ثم أضاف " هل تعلم شيئا ؟ .. حين أستعيد تلك اللحظات أتأكد أن الله هو من ثبتني ألا أفتعل شيئا مجنونا بها أمام الناس .. أقسم بالله كنت منفصلا تماما في الخمس دقائق الخاصة بالأغنية فالحمد لله أني لم أفعل شيئا متهورا "



نظر إليه وائل يقول " والحل .. هل ستظل تتعذب بهذا الشكل إلى الأبد ! .. أروى وها هي على وشك الزواج إن شاء الله وآية كبرت قليلا .. وأنا لدي شعورا أنها تحبك برغم من أنك تصفني كل مرة أقولها فيها بالمختل .. عليك أن تنفصل عن بسمة يا سيد .. أنت محظوظ أن لديك فرصة للانفصال أنا لا أجدها فكيف تهدر فرصة كهذه "




هتف سيد بحنق وقد أغلق هاتفه " هذا أمرا صعبا .. ماذا أفعل في رأيك؟ .. أذهب إليها فجأة وأخبرها أني قررت أن أطلقها لأني أحب فتاة أخرى!!!"




رد وائل دون أن ينظر إليه " تستطيع أن تفتعل المشاكل لا تتحجج "




قال سيد بانفعال " وضميري .. أنا لا أحب أن أظلم أحد .. أنا جربت الظلم كثيرا وأعلم كيف يكون احساسه .. فيكف أكون ظالما ! "



زفر وائل في عصبية وقال " على أساس أن بحالتك الآن لا تظلمها .. أغلق هذا الموضوع الذي بات يوترني "




حدجه سيد بنظرة مندهشة أن يراه عصبيا بهذا الشكل على غير عادته فسأله باهتمام " ماذا بك يا وائل .. لا تبدو على طبيعتك منذ مدة ؟"



أشاح وائل بيده وتمتم " لا شئ .. إذهب وأتركني سأنام هنا بالخن الليلة "



قال سيد بإلحاح" أخبرني يا وائل "



رد وائل بعد تنهيدة قوية " لا شيئ أنا فقط أشعر بالوحدة "



رفع سيد حاجبيه وسأل باندهاش " وأين نحن .. هل سافرنا ؟؟؟؟"



رد عليه وائل باستخفاف " ليس وحدة تخصكم يا زكي .. أنا اشعر بوحدة من نوع آخر .. أفتقد للرفقة الانثوية في حياتي .. أشعر أن قلبي أصبح يغطيه الثلوج .. أفتقر لحضن إمرأة بشدة .. لدفء جسدها .. أرغب في معاشرة أمرأة أحبها .. أرتوي منها فأسد جوعا راكمته السنين بداخلي ..

منذ سنوات كنت ألجأ لبعض العربدة لأسد هذا الجانب .. لكني كما اتفقت معك منذ مدة كبيرة توقفت عن هذه الأمور وصدقني لم أعد ألهث وراءها كالسابق .. صحيح أني أعبث كلما واتتني الفرصة لكنها نوع من التسلية من بعيد لم أعد أرغب في أن أقيم علاقة جسدية مع أي عابرة في الطريق ..

وخاصة حين تكون حياتك على المحك مثلي .. في أي لحظة قد تكتشف ورما جديدا وفي خلال أيام يتطور الأمر وأغادر .. كيف سأقابله بكل هذه الذنوب "



صمت قليلا ثم قال " أشعر أني سأغادر دون أن أدفئ روحي قبل جسدي مع أمرأة أحبها يا سيد ... أشتاق في أوقات المرض وأيام الرقاد الطويلة لامرأة بجانبي .. تشد من أزري تبكي من أجلي ليلا حتى لا أشعر بما تعانيه .. وأريد استلقي على صدرها حين تحين لحظتي "



تسمر سيد مكانه معقود اللسان .. غير متحمل لحجم الألم الذي يشعر به صاحبه .



بعد فترة من الصمت سأله سيد في حرج " لا تؤاخذني في سؤالي .. لكني غير متخيل كيف تعيش مع إمرأة في بيت واحد لمدة أربعة عشر عاما ولا تشعر يوما أنك تريد معاشرتها .. لا تؤاخذني لكن أنت تعرف أن هذا الأمر احيانا كثيرة نمارسه للاحتياج جسدي فقط .. لكني لا افهم كيف لم تقربها إلا أول اسبوع من زواجكما من اربعة عشر عاما !!! ... الأمر غريب فعلا ! "



رد عليه وائل ببرود " هذا ما حدث "



تنحنح سيد في حرج مرة اخرى وقال " لا تؤاخذي أقصد ألا تثير فيك اي مشاعر .. ليست بالضرورة مشاعر حب .. أقصد المشاعر الأخرى ؟!"




رد وائل وهو يمج دخان سيجارته لأعلى " ولا أي شيء .. تمضي من أمامي كأنها هواء .. اشبهها دائما بشخص فرض علي ليسكن معي في نفس البيت .. أو مديرة المنزل التي تربي لي بناتي"



حك سيد رأسه بإندهاش ثم قال مجددا " آسف ولكن ألا تعتقد أن زوجتك لديها حقوقا ومشاعرا واحتياجات هي الأخرى .. إنها لا زالت شابة صغيرة ... على ما اذكر هي من عمر أحمد وعمرو أي ثلاثة وثلاثين عاما "




رد وائل ببرود " لا دخل لي بهذا الأمر "



تمتم سيد باستنكار " أنت تفاجئني حقا .. من أين أتيت بهذه القسوة !!!.. أنا أعرفك حق المعرفة وأعلم كم أنت لين القلب عاطفيا رقيق المشاعر .. متى ظهرت تلك البقعة من القسوة بقلبك "




هدر وائل فيه وقد أعتدل فجأة ليجلس على الاريكة بصوت أرتج له سكون الليل " القسوة لمن يستحقون القسوة .. أمها وعائلتها .. القسوة لمن يسحقون القلوب .. ويزهقون الأرواح بلا رحمة .. القسوة لما يستغلوا أموالهم ونفوذهم لسحق أرواح بريئة ضعيفة ليس لها ذنبا حتى يحصلوا على مزيدا من الأموال والنفوذ .. هؤلاء يستحقون أن اخصص لهم ركنا بقلبي يختلف تماما عن طبيعتي التي تذكرها .. ركنا مليئا بالقسوة والغل الكره يليق بهم "




توتر سيد من هيئة وائل الغريبة لكنه قال مدافعا " لكن ماجدة ليس لهذا ذنب .. أنت تعرف كيف كان جبروت أمها .. وكيف أن ماجدة اختارتك أنت بدلا من اهلها "




قاطعه وائل وقد انتفض واقفا يصيح بجنون " ذنبها أنا ابنتها.. أنها من عائلة ابي .."



جحظت عينا سيد من حالته بينما أكمل وائل بنبرة أقل هياجا ومقلتيه تتحركان بطريقة عشوائية بينما هو يضغط بأصابعه على جانبي رأسه

" كلما أنظر إليها أذكر كل شيء.. كل شيء .. مريم .. معاناتي .. حسرة قلبي وأنا اتزوج بها.. وأنا مفروضا علي معاشرتها لارضي ابي حتى لا يموت وهو غاضبا مني .. وأنا أحمي مريم من بطشهم بزواجي .. أتذكر الاشاعات القذرة التي اطلقتها أمها .. أتذكر موت مريم .. اتذكر عائلتها المسكينة .. أتذكر كل شيء .. كل شيء "




ضغط وائل على جانبي رأسه بألم فأسرع إليه سيد ينهي هذا الحوار " أنا أسف أني تطرقت لهذا الأمر .. وائل هل أنت بخير .. أنت ترتجف بشدة .. أنا أسف حاولت فقط البحث لك عن مخرج "




أخرج وائل شريطا صغيرا من جبيبه بيد مرتعشة فأسرع سيد لمساعدته في إخراج حبة الدواء وقد أدرك أنها مهدئ قوي المفعول .. وساعده في بلعها وهو يهدئه ويربت على ظهره .




بعد قليل كان وائل مستلقي على الأريكة في إعياء بينما سيد لم يتخلص بعد من شعوره بالخوف على صاحبه .



بعد فترة من الصمت ..



حاول تلطيف الأجواء فقال له مشاكسا وهو يجلس بجانب الأريكة على الأرض " لكن لا تنكر أنك كنت تجتذب دائما الجميلات دائما وأنا نصيبي يكون مع الأقل جمالا يا اكسلانس"



تطلع إليه وائل بعينين نصف مغلقة وقد بدا عليه الاهتمام " متى حدث ذلك لا أذكر ؟.. أنت دائما كنت ( .... ) تجتذبهم بضخامتك ومظهرك العضلي "




رد عليه سيد وقد اسعده أنه سحبه لموضوع آخر " وأنت كنت تجتذبهم بشعرك الأشقر .. هل تذكر حينما كنت تدعي أنك أجنبي لتفوز بهم "




قهقه وائل بتسلي والذكريات تتدفق في ذهنه لزمن بعيد قليلا بينما لاح الألم على وجه سيد وهو يستقبل قهقته أخيرا والشفقة تعصر قلبه .



قال وائل بارتخاء بفعل المهدئ " هل تذكر تلك الفتاة التي كانت ترسم وشما على شكل عقرب على كتفها من الخلف وتشاجرنا نحن الاثنين عليها "




رد سيد بهدوء " موشا .. اسمها موشا التي كانت تدعي أنها من بلد أجنبي واكتشفنا أنها من منطقة ( ... ) العشبية "

قهقه وائل مجددا ثم قال " أنت تحفظ أسماءهن يا خبيث .. لكنها كانت اووووووووووووووف صاروخ "




قال سيد بغيظ " فعلا وقد اختارتك أنت بعد أن أوهمتها أنك فعلا أجنبي "



قهقه وائل عاليا وهو يحدق في سقف الغرفة وقال " وأنت أردت أن تكشفني أمامها فتتدخل الصدفة لتنفضح هي أمامنا بعد أن فضحتها منافسة لها ووقفت كل منهما تجذب الأخرى من شعرها أمامنا وتقطع ملابسها ونحن نتسلى بالمشاهدة "






بعد دقائق كانت وائل قد استغرق في النوم فاستلقى سيد على الأرض بجانب الاريكة يتوسد ذراعه في إرهاق بعد ان أرسل رسالة لبسمة يخبرها أنه سيأتي في الصباح بعد ان يطمئن على وائل.




يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 12:58 PM   #833

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3


أخرج أحمد إحدى اللوحات البيضاء وأمسك بالقلم الرصاص وحركه بعشوائية على اللوحة يحاول أن يخط بعض الخطوط عليها ربما الرسم يساعده على الاسترخاء في هذه الليلة التي ليس لها آخر .


بعد قليل من الوقت كان قد رسم بطول اللوحة بانة في المنتصف تقف بفستانها وهيئتها المبهرة تشبك كفيها وراء ظهرها والفستان يفترش الأرض يمينا ويسارا بينما أولى إهتماما خاصة بالكمثرى لتظهر شامخة بارزة .. وملامح بانة تختلط بين الإرتباك والخجل بينما عينيها تنظران إليه بترقب.


بجانب الصورة أسفل اليمين رسم وجه فتاة وكتفيها وجزء من الذراعين كانت تفاصيل وجه أنجيل الصغيرة بالتحديد تتطع لأعلى بانبهار .



وبأسفل اللوحة ناحية اليسار وجه عمرو يحدق في اروى بذهول ولا يظهر من أروى سوى جانب وجهها وكتفيها .
وختم اللوحة بسيد برأسه وجزعه وملامحه تحمل ابتسامة مشرقة وعينان تتألقان بالنجوم وهو يتطلع لأية أمامه التي تولي ظهرها للمشهد ولا يظهر منها سوى رأسها المرفوع وجزعها .. وقد ظهر تناقضا بين حجم سيد وحجم آية .



وقع باسم سماحة معلنا انتهائه من اللوحة .. لكنه سرعان ما سحب لوحة بيضاء جديدة بدأ يخط عليها بالقلم الرصاص بتوتر واضح وانفعال على وجهه .. سرعان ما ظهرت خطوطه لتكون بانة مستلقية في وضع الجنين ومتقوقعة في ذاتها شعرها مفرودا حول رأسها بإغواء تضم قبضتيها أمام صدرها وعلامات الألم والرعب على وجهها .. تنظر إليه بعينين دامعتين بخوف .. بينما فتحة البلوزة واسعة قليلا وجزء من كتفيها عاريا .



حدق في اللوحة بألم .. لكنه لم يوقع على اللوحة هذه المرة بالرغم من أنه قد انتهى منها .. لم يدر لما ..


لكنه قرر أن يضع هذه اللوحة أمامه ويطالعها كلما شعر أن أعصابه قد فقد السيطرة عليها لتذكره بذلك المشهد المؤلم جدا لقلبه علها تردعه إذا ما انفلت زمام أمره مرة أخرى .
خبأ اللوحة بعناية بين الحائط والسرير وحاول الاسترخاء ربما ينجح في النوم هذه المرة .




***




في الدور العلوي وبالتحديد في غرفة آية لم تكن تختلف عن الجميع في أن هذه الليلة طويلة ..لا تريد أن تنتهي ..
كانت مستلقية على جانبها في الغرفة المظلمة إلا من ضوء جانبي ضعيف .. وشعرها ذو اللفائف منثورا على الوسادة خلف رأسها .. تطالع المقطع الغنائي بينها وبين سيد مجددا ..



بعد قليل .. مدت يدها للأدراج بجانب السرير وأخرجت مفكرة ملونة الغلاف وخطت على أحدى صفحاتها بخط كوفي مزخرف تعلمته وهي صغيرة كمهارة تخص آل سماحة في إتقان أولادها للخطوط العربية .
كتبت بعرض الصفحة الجملة الغنائية



وبعد ما أغريتني .. لم أجد ..
إلا سراباً.. عالقاً .. في يدي..
لم أجني منه ..غير طيف ..سرى وغاب عن عيني ..
ولم أهتدي .. لم أهتدي .




واحتضنت المفكرة ودفنت رأسها بين الوسائد تبكي بكاء حارقا مكتوما .. حتى لا يشعر بها أحد.





***



في صباح اليوم التالي فتح وائل عينيه بحالة خدر شديدة .. يحاول الاستيعاب أين يكون .. و يحدق في سقف الخن بتركيز .. ثم بدأ يتذكر رويدا رويدا أنه في الخن بعد زفاف أحمد وبانة .


حرك جسده بصعوبة يتساءل عن سبب هذا الخدر الشديد في جسده واعتدل ينزل ساقيه من فوق الاريكة ليصتدم بذراع عضلية منتفخة فرفع ساقيه فجأة بإجفال .. ثم نظر إلى الأرض وبلع ريقه بعد أن وجد سيد مستلقي على السجادة بجانب الأريكة يتوسد ذراعه .



بعد أن هدأ من المفاجأة أنزل ساقيه مره أخرى يضرب سيد بعصبية ويهتف باستنكار " أنت يا خفيف .. مالذي أبقاك لتنام بهذا الشكل .. هل تركت زوجتك لتنام بجانبي !"



عقد سيد جبينه وأغمض عينيه بقوة يشعر بالإزعاج وبدأ يزمجر .. وحين شعر بقدم وائل على ذراعه أزاحها بعنف وأكمل نومه وهو يرميه بلفظ وقح .



ازدادت ملامح وائل عبوسا من أثر النوم واستمر في برود بضرب سيد بقدمه .. فانقض الأخير بغيظ يحاوله عض قدم الآخر .. ليفلتها وائل منه بسرعة وقد أطلق قهقهة عالية ثم استمر على هذا المنوال حتى هب سيد قائما يزمجر كالمارد بشعر بني مشعث وحاول الانقضاض على وائل الذي دُفن في الأريكة بانقضاض سيد العابس عليه يمسك في عنقه بغيظ .


هتف وائل مستسلما " أنا حبيبك يا هولاكو كنت أمزح معك ."



زمجر سيد مرة أخرى يشتم مجددا وجلس بجانبه على الأريكة في مزاج عكر يحاول تسوية شعره فبادره وائل يقول بتذمر وهو يدلك كتفه ورقبته " ما هذا؟ .. ثور هائج يستيقظ من النوم .. ولا مراعاة لسني الكبير ولا ظروفي الصحية .. ولا لمقامي والفارق الاجتماعي بيننا !!"



استدار سيد ينظر له بوجه مقلوب من أثر النوم ولم يرد فكان غير مستعد لأي مزاح .. فتطلع إليه وائل بتسللي يقول " هل من الممكن أن تفسر لي سبب نومك بهذا الشكل كالشحاذين أليس لك بيتا لتنام به ؟!.. "



طالعه سيد بعبوس يقول بصوت أجش " من سيكون السبب غيرك لم أقدر أن أتركك قبل أن أطمئن عليك "



نظر إليه وائل باندهاش ثم قال مستخفا " تطمئن علي !! .. هل لأني أخبرتك أني أشعر ببعض الوحدة في حياتي هذا يجعلك تقلق لدرجة أن تفترش الأرض بجانبي ! .. يا حبيبي قلت لك أشعر بالوحدة في إتجاه آخر .. إتجاااااه آخر .. فما وجه المساعدة التي تقدمها لي بنومك على الأرض بجانبي .. لأصطبح بسحنتك من أول النهار !! "





تطلع إليه سيد بعبوس بينما استقام وائل ودخل الحمام .. وحين خرج بعد قليل يجفف وجهه قال لسيد " أشعر أن جسمي مخدر .. وكنت أسبح طيلة الليل في أحلام كثيرة متداخلة لا أذكر منها شيئا .. لا تقل لي أني تركتك تحدث نفسك ونمت"


طالعه سيد بقلق ثم سأله بحذر " أجل تركتني أتحدث ونمت ما أخر جملة تذكرها "



رفع وائل كتفيه وقال" حين أبلغتك عما أشعر به من الوحدة يبدو أنني سقط بعدها في نوم عميق "


ضيق سيد حاجبيه قليلا ثم سكت ولم يعقب فقال وائل باستهزاء " ولهذا قررت أنت بقلبك الحنون .. أن تعوضني عن هذه الوحدة بأن تفاجئني بنومك بجانبي طيلة الليل!!"


ثم عقد حاجبيه يقول بخبث " لا تقل أنك حاولت أيضا أن تنفذ لي ما كنت أتمناه فدخلت تبكي علي بحرقة في الحمام حتى لا أراك .. لا يا سيد آسف لا أفضل الضخام " و انفجر ضاحكا..

فطالعه سيد بنظرة ممتعضة وقال " أرى أن مزاجك عالي اليوم "



رد عليه وائل من بين ضحكاته " أحاول يا هولاكو أبتلاع صدمة التصبح بسحنتك .. أنت لا تعرف إلى أي مدى رؤيتك أول شيء في اليوم يغم النفس .. ولا أفهم كيف تراك النساء جذابا بصراحة "


فكر سيد قليلا وتساءل هل من الممكن أن يكون قد نسي أمر انهياره أمس ؟ !!..



غمز له وائل يقول " دعنا نتصل بابن سماحة نتسلى عليه قليلا "



بعد دقائق جاءه صوت أحمد خشن عبر مكبر الصوت المفتوح بينهما ويبدو عليه الإرهاق والنعاس فبادره وائل يقول " كيف حالك يا عريس .. أرجو أن تكون قضيت ليلة ممتعة مع الأشباح تعد دقات الساعة بصبر وتأني "



صدرت همهمة من أحمد فتبادل الاثنان المزاح معه بوقاحة وقد بدأ أحمد يستفيق ويستجيب شيئا فشيئا لمزاحهم .. ثم قال بعد قليل " حسنا من الجيد الحديث عن الوقاحة مادمنا لن نستطيع ممارستها " فانفجر الثلاثة في الضحك .


قال وائل بسخرية " إياك أن تشكو حالك أمام سيد فهو رقيق المشاعر هذه الأيام .. ومستعد لأن يفعل أي شيء من أجلنا .. يوم أمس شكوت له من الوحدة بات بجواري وغالبا بكي على بحرقة في الحمام .. ليحقق لي أمنيتي .. وحاليا أخاف أن أكون سيئ الحظ وينتهي بي الحال لألفظ أنفاسي الأخيرة ورأسي على صدره .. تخيل مدى الإحباط الذي سأغادر به الدنيا " ثم انفجر ضاحكا من جديد .


بعد دقائق كان وائل قد غادر بينما سيد مازال مع أحمد على الهاتف .. فحكى لأحمد ما حدث أمس من وائل يعبر عن قلقه تجاه الحالة التي كان عليها.


بعد فترة من المناقشة قال أحمد " أنا أرى أن مرة واحدة لا تكفي لأن نقرر أن هناك مشكلة .. ووارد جدا أن يكون انفعال عادي وخاصة أننا لا نعلم الأثار الجانبية للدواء المهدئ الذي يتناوله "


رد سيد باستسلام " أنا قلق يا أحمد لست مرتاحا أشعر أنه ليس على مايرام "


زفر أحمد وقال " إذن دعنا نتحدث مع طبيبه ونرى هل من الممكن أن يوصي له بطبيب نفسي خاصة وأن كم المهدئات التي يتناولها منذ فترة طويلة دون مراجعة الطبيب أمرا ليس صحيا أبدا"


رد سيد " إنه يكره سيرة الطبيب النفسي وأذكر أن أخر مرة ذهب إليه كان منذ سنوات طوال وقد حصل منه على اسم المهدئات وانقطع بعدها "



قال أحمد منهيا الحديث " دعنا نتابع الأمر وأتمنى من الله أن يخلف ظنوننا "





***




وقفت بانة بين ملابسها بعد أن أفرغت الحقيبتين .. اكتشفت بعضا من ملابسها القديمة في اسفل إحدى الحقائب وحمدت الله على وجودها .



ارتدت بنطالا من الجينز وبلوزة ورفعت شعرها فوق رأسها بعقدة ..



طرقات على الباب جعلت نبضاتها تتسارع ..



أجابت بنعم فأتي صوت أحمد يقول " سأصعد لهم هل ستأتين معي بانة ؟"


فتحت الباب فلم تجده فسألت " أين أنت ؟"



فرد " أنا في الصالة .. هل ستأتي ؟"


تساءلت هل يتعمد عدم الوقوف أمام باب غرفتها !..


خرجت إلى الصالة لتجد شعره المبلل مصفف بعناية ورائحة عطر ما بعد الحلاقة يفوح منه يرتدي ملابس بيتيه رياضية ... فبدى وسيما منعشا للروح ... فوبخت نفسها .. كيف يكون هذا الوسيم زوجها وحبيبها وتحرم نفسها منه .!


حاولت تجاوز مشاعر الارتباك التي خلفتها الليلة الماضية ومشاعر الاحراج كونهم يعيشان تحت نفس السقف وحدهما .. لكنها لم تستطع التحكم في الحمره التي خضبت وجنتيها وهي تقول " صباح الخير "



طالعها بعينين واسعتين وهو يمسح على قوامها بنظرات رجولية .. البنطال الجينز يبرز قوامها بمظهر يحبس الانفاس .. وهو الذي لم يتعود بعد على صدمة شعرها .. فأمسك فجأة بصدره ولاح على وجهه الاختناق .. وانهار على الكرسي القريب ..



جحظت عيناها في رعب لكنه هتف فيها بتوتر " إياك أن تقتربي مني يا بانة "





تسمرت في صدمة غير مستوعبة ..فقال بإعياء وهو يمسك صدره " لقد فهمت الآن..فهمت كل شيئ"




سألته في رعب " ماذا تقصد؟؟ ما بك يا أحمد؟!!!"




قال وقد لاحت على وجهه علامات الرعب "عرفت الآن سبب حضورك لبلدنا يا بنت الناس"




تطلعت إليه في ذهول فأكمل أحمد بأسى " أنت مفوضة من بلدكم لتدميري .. لأصابتي بنوبات قلبية متكررة .. "




زفرت الهواء المحبوس في صدرها بارتياح بعد ما أدركت مزاحه .. لكن الألم أعتصر قلبها أن تراه يحاول أن يخفف من وقع ما حدث ليلة أمس.




أكمل أحمد بريبة " ما حدث أمس لم يكن صدفة أبدا .. والأن .. انظري لنفسك في هذا البنطال الرائع .. وشعرك وهيئتك .. لا لا .. هذه خطة دولية للقضاء علي حتما "




تحكمت في ابتسامة ملحة ثم قالت بغيظ " أنت .. غليظ .. أرعبتني "





وتلفتت حولها وأمسكت بوسادة الأريكة وألقتها عليه بغل .. تتجاوب مع مزاحه لتلطيف الجو المرتبك بينهما ..فالتقطها في الهواء بتسلية ..



استقام وقال وهو يضيق عينيه " أعترفي يا بانة بالمخطط كله .. هل الخالة سوسو مشتركة معك في مهمتك ؟"



احمر وجهها خجلا وصاحت " كفى مزاحا يا أحمد "



قال بإصرار " أنا لا أمزح .. لقد اكتشفت خطتكم .. لا تقنعيني أنك اذا ما هاجمك شخصا يوما ما كل ما ستفعلينه دفعات مائعة .. وهمهمات بأسمه قد تفهم بمعنى آخر .. مثلما حدث معي بالأمس "



وضعت بانة كفيها على فمها واحمر وجهها في حرج وفكرت في الهروب من أمامه .. لكنه بادرها بالقول يستفزها "هيا اهربي من مواجهتي واثبتي لي أنني على حق وأنه ليس لديك أي رد "



تماسكت وقد زاد وجهها أحمرارا من الغضب هذه المرة وقالت " أنا لست مائعة "


رفع حاجبيه في برود وقال " بل مائعة "


جزت على اسنانها وصاحت " لا تقول مائعة لا أحب هذه الكلمة "



ردد في برود وتسلي " مائعة "


ضمت قبضتيها أمامها في غضب مستعر فتحكم في ابتسامة ملحة يتأملها في هذه الصورة الشهية كأحلى مأدبة إفطار يوم صباحية عريس ..



تقدمت نحوه فرفع سبابته محذرا بحزم "إياك!"


توقفت لحظة في عدم استيعاب فأكمل بنفس الحزم " إيام والاقتراب مني .. حافظي من الآن فصاعدا على مسافة متر على الأقل بيننا.. هذه أول قاعدة سنتفق عليها"


سألته باستفزاز وهي تتكتف " وإذا لم أفعل؟ "


تكتف أمامها هو الأخر وقال بتحدي " وقتها لا تلومينني.. لن يخلصك من يدي حتى مفوضية اللاجئين نفسها "


ضمت شفتيها في خجل وبدأت تفرك جبينها في إرتباك فأشفق عليها وأكتفى بهذا القدر من المزاح وقال وهو ويتحرك نحو الباب "آتية معي أم أحضر الطعام وأنزل به "


فقالت بحرج " ألن يكون أمرا غريبا أن نزورهم اليوم "


فسألها بخبث "لما؟ "


ردت بحرج " أقصد .. أننا من المفروض حديثي الزواج .. و .. "


صمتت في حرج فوقف يدحق فيها ببرود مستفز.. فصاحت في حنق " أحمد .. كفى غلاظة أرجوك"


ابتسم لها تلك الابتسامة المذيبة لأعصابها وقال "لا داعي للحرج هم يعرفون "


جحظت عيناها وتمتمت "يعرفون ! "


رد أحمد بهدوء" أجل أخبرت أمي .. تعرفين أنا لا أطيق الكذب .. وهم متفهمون لا تقلقي "



أطرقت برأسها في أسى فقال " حسنا يبدو أنك لا تريدين الصعود "



فأسرعت للقول " سأصعد معك .. اشتقت لوجودي معهم .. انتظر دقيقة "


دخلت الغرفة ووضعت على ملابسها عبائة مغربية مفتوحة من الأمام ورفعت طاقيتها تغطي رأسها واقتربت منه وهي تلملم فتحتي العباءة في يديها .


تسمر أمامه يحدق في لون العباءة الأخضر الداكن المطرزة من الجانبين والأكمام بخيوط لامعة وتلك الطاقية بنفس اللون التي لا تداري كل رأسها بل تخرج بعض الخصل العسلية القصيرة على جانبي وجهها فبدت رائعة الجمال .. فاحتفظ بتلك الصورة في ذهنه ليرسمها في الليالي الطويلة القادمة التي سيقضيها يتلوي في سريره شوقا إليها .


توقفت تحدق فيه وقالت " هيا أنا ملتزمة حدود المتر وأنت لا تتحرك "


استفاق من تحديقه بها وتصنع المرح ليسبقها وهو يضع يديه في جيبه مسرعا على السلم يداري انفعالاته .. فنادته بغيظ وهي تسرع لتلحقه "انتظر .. لا تجعلني أدخل وحدي .. أنا محرجة "


توقف فجأة في منتصف السلم ثم استدار إليها يقول بلهجة حاول أن تكون عادية لا تنم عما بداخله من حريق
" كنت أود أن أعرف يا بانة .. وأرجو أن تجاوبيني بكل صراحة .. وتأكدي أني لن أحزن لكني فقط أريد وضع تصور دقيق للأمر فأرجوك لا تمنحيني معلومات غير دقيقة قد تجعلني أتصور وضعا غير حقيقيا يصدمني فيما بعد "


نظرت إليه في ترقب فتنحنح وقال وهو يراقب انفعالاتها " هل أمس .. عندما كنا سويا .. في تلك الدقائق .. هل كنت تشعرين بأي نوع من النفور .. أو التقزز .. أو القرف .. وأنا أقصد تلك المشاعر بالتحديد ليس المشاعر الاخرى كالتوتر أو الرعب أو الخجل وغيرها "


شعرت بوجهها يحترق وأطرقت بارتباك تمسك في سور السلم بقوة بينما حبس أحمد أنفاسه في ترقب لإجابتها ..


لكنها كانت رحيمة به ولم تطيل التفكير وحركت رأسها بلا .




سألها بحشرجة " تقولين الصدق يا بانة أليس كذلك ؟؟؟"


فأومأت بنعم وهي مازالت مطرقة في حياء .


فزفر أحمد الهواء المحبوس في صدره براحة واستدار وهو يتمتم بهمس سمعته جيدا " الحمد والشكر لله "


نغزها قلبها شفقة عليه ثم أسرعت خلفه حتى لا يسبقها بالدخول فتدخل وحدها ..



يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 12:59 PM   #834

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

في شقة العائلة طرق أحمد على غرفة أروى فلم يجد ردا ففتح الباب وأدخل رأسه ليجدها مازالت نائمة .. وقبل أن يخرج .. تسمر قليلا يحدق فيها .. ليجدها تحتضن سترة عمرو أثناء نومها ... فمط شفتيه بإمتعاض وأغلق الباب بعنف مما جعل أروى تستيقظ مرتعبة .






لاحظته بانة فاتقربت منه تسأل عن سبب عبوسه .. فمط شفتيه بقرف ولم يجيب .. فقالت مشاكسة " مادام يعلو على وجهك هذا العبوس الصبياني فالموضوع يرتبط بأروى "

حدجها بنظرة باردة ولم يجيب .





أشفقت عليه الرغم من أن الموضوع مثيرا للضحك لكنها لم تستطيع الصمود كثيرا أمام عبوسه الصبياني الذي بدا ممتعا فغطت فمها بكفيها وأطلقت ضحكة غردت لها نبضاته لكنه حدجها بنظرة باردة يقول " لا أجد سببا للضحك "



اقتربت منه ولمست خده ضاحكة " أنظر لملامحك .. أنت تتحول لطفل غيور في السادسة من العمر كلما تعلق الأمر بأروى "



ارتجف للمستها لكنه لم يبد عليه أي رد فعل حتى يمنحها الفرصة أن تتعامل معه بطبيعية دون حرج ..




أطرق برأسه يقول بإحباط " لا أحب هذا الشعور"



علت ضحكتها وأمسكت بجانبي وجهه تتطلع إليه فازدادت ضربات قلبه ..وفقال بحنق صبياني" لا تضحكي "



قالت بحنان "لكنك تريدها سعيدة وستكون ولدا مؤدبا ولن تفتعل المشاكل "



مط شفتيه بغير رضى .. ثم تأملها بابتسامتها المشرقة ووجها الصبوح .. وذكرته رائحة أنفاسها القريبة بطعم شهد شفتيها أمس فسرت رعشة بمفاصله حاول ألا تلاحظها .



خرجت آية للصالة وقد تفاجأت بوجودهما فقالت باستغراب " ماذا تفعلان هنا !"



أزاحت بانة يديها عن وجهه وردت عليها" وأين من المفروض أن نكون ؟!"



قالت آية مندفعة "ألستم عرسان و .. "



بترت عبارتها وهي تنظر لأحمد الذي وضع يديه في جيبه وقال لها "وماذا آنسة أية أكملي .. أبهريني ."



زمت آية شفتيها في حرج وآثرت الابتعاد من أمام أحمد حاليا فألقت بكلمة مبروك واختفت من أمامهم .



خرج الحاج من غرفته فتطلع لبانة وابتسم في دفء حينما رآها بهيئتها الجديدة عليه .



أشار لها بيده وقال بابتسامة " تعالى يا رامز يا بنيتي "



احمر وجه بانة وتحركت بخجل نحوه بينما صاح أحمد معترضا " أبي ! " أسمها بانة "



رد عليه الحاج وهو ينظر إليها بدفء" لا شأن لك هي تحب أن أدعوها بذلك .. بسم الله تبارك الله .. حفظك الله من شر العين "



أخرج الحاج سلسالا من الذهب فأحمرت من الحرج لكن أحمد أدرك أنها أحبت هذه اللفتة من الحاج .




أخذته وهي تمتم بالشكر تنظر للسلسال بعيني طفلة ممتنة .. بينما الحاج يربت على ظهرها بحنان أبوي ...


تدخل أحمد وقد نهشته الغيرة كعادته فأحاط ذراعه حول خصرها بلمسه خفيفة وهو يتمتم " اطال الله في عمرك يا حاج " وهو يجذبها بعيدا بحركة حاول أن تكون تلقائية لكنها لم تخفى على أبيه الذي ابتسم في تسلي .



على مائدة الطعام تطلعت إليهم بانة بسعادة كبيرة .. وتعجبت أن تشعر بهذه المشاعر فقط مع آل سماحة بالرغم من قضائها مع آل غنيم عاما كاملا لم يبخلوا عليها بشئ .



ويبدو أن أحمد قد قرأ أفكارها فمد يده يزيح خصلة عسلية متمردة يعيدها خلف أذنها فطالعته بابتسامة خجلة .




همس لها بعشق " أنا سعيد يا بونبونتي .. سعيد جدا "




قطع اللحظة عليهم أروى الساهمة منذ أن خرجت إليهم عندما جذبت بلوزته في صمت ويعلو وجهها عبوس طفولي.



نظر أحمد ليدها التي تشده من البلوزة شذرا ثم عاد ينظر لبانة بتجاهل متعمد .. فأدركت بانة ما يحدث بينهما وراقبت أروى وهي تشده مرة أخرى من طرف بلوزته وقد تقوس فمها للأسفل .



نظر إليها أحمد هذه المرة فرسمت تعبيرا طفوليا بائسا متوسلا على وجهها وأشارت إليه أنها تريد محادثته..



رد عليها أحمد ببرود " أنا عريس جديد ومشغول الآن "

ابتسمت بانة لمنظرهم الطفولي و تدخلت لأحمد بهمس أن يذهب معها .. قاوم أحمد قليلا ثم استقام على مضض وهو يتمتم " من أجلك أنت فقط يا بانة "






تحركت أروى أمامه بكرسيها وعندما استقرا في غرفتها وبخته بغيظ" أنت ندل وجبان "



سألها ببرود "ماذا تريدين مني؟"



كسى وجهها البؤس الطفولي مرة أخرى وقالت "ساعدني في القرار .. لا أعرف ماذا أفعل "



صاح بحنق" أروى انت تعرفين القرار لكنك جبانة في إتخاذه"



ردت بعصبية فجأة " أنت تعرف اني لست جبانة"



قال معترفا "أنا أعلم ذلك .. لهذا لا أفهم لماذا التردد "



عادت للعبوس الطفولي مرة تقول " أخشى أن أكون عبئا عليه "



مط شفتيه بامتعاض ثم قال" أرى أنك تبالغين في حمايته وهذا أمرا ليس صحيا في أي علاقة .. تحرري من هذا الشعور ستعودين أروى التي أعرفها بقراراتها الموضوعية "



سألته "وكيف اتحرر منه ؟"



رد ببساطة " إذا وثقتِ في قوة وعمق مشاعره تجاهك فلن تشعري أنك عبئا عليه أبدا .. وهي التي ستجعلك تتحملين أي صعوبات قد تواجهونها سويا في المستقبل .. وحدها الثقة يا أروى .. الثقة فيه وفي مشاعره ".



أطرقت برأسها كطفلة صغيرة فأشفق عليها أن تواجه كل هذه الانفعالات .. لتمارس فقط حقها الطبيعي كأي فتاة في الزواج من الشاب الذي تحبه .. لكنه آثر على اعطائها الفرصة لتقرر وحدها دون تدخل منه .



رفعت إليه وجهها تسأله باستجداء " وأنت كيف ترى حجم مشاعره تجاهي ؟



رد عليها بهدوء "عليك أنت اكتشاف ذلك دون مساعدتي "



هتف بغيظ "ولماذا لا تخبرني برأيك؟؟.. أنا أثق في حكمك "



مال بجزعه نحوها ينظر في عينيها وقال بهدوء "لأنه يتوجب عليك الحصول على الاجابة بنفسك حتى يكون قرارك عن اقتناع بعدها سأقولك لك رأيي "



أطرقت برأسها من جديد بينما تحرك أحمد يتركها غارقة في بحر أفكارها .






***



بعد اسبوع :



رن جرس الباب ففتحت آية لتجد عامل التوصيل يحمل باقة كبيرة من زهور التيوليب البيضاء مع سلة من قطع الشيكولاتة المختلفة الاحجام يزينها شريط من الساتان .




شهقت آية منبهرة وهي تحدق في عامل التوصيل فقال " الآنسة أروى سماحة ؟"




استلمت آية الهدية ووقعت بالنيابة عن أروى التي وقفت بكرسيها عند الممر متسمرة في مفاجئة .. ناولتها آية الباقة فتتطلعت إليها بانبهار .. بينما تدخل أحمد كالسهم يخطف الظرف المرفق مع الهدية والمغلق بعناية ...






وبخته بانة بغيظ لكنه لم يعيرها انتباها واستمر في فتح الظرف المغلق ببرود بينما إلهام تتطلع لملامح أروى بذهن مشغول ..




يبدو أن إبنتها تميل لعمرو .. فما لاحظته اليومين السابقين من ردود أفعال أروى من موضوع الزواج وكيف أنها لم تعترض من أول لحظة كعهدها حين يأتيها عريس .. يخبرها أن أروى تريده .



تطلعت للسعادة التي تتراقص في عيني إبنتها وهي تنظر للباقة بتأثر فتمتمت إلهام في سرها "فوضنا أمرنا إليك يا رب "




قرأ أحمد البطاقة التي كانت موضوعة بالظرف بنظرة استخفاف ثم أعادها مرة أخرى للظرف وألقاها في حجر أروى بامتعاض وهو يقول " أنا ذاهب يا أمي هل تريدين شيئا؟ "



تمتمت إلهام بسلامته فقال لبانة" هل تريدين شيئا يا بونبونتي "



حدجته بانة بنظرة غيظ وتكتفت وهي تشيح بوجهها بينما احتضنت أروى باقة الورد والظرف وتوجهت لغرفتها وقد انعقد لسانها .. فأشارت إلهام لأية أن تحمل سلة الشيكولاتة تضعها في غرفة أروى فنفذت آية بعد أن أمطرت الباقة والسلة بالتصوير أولا .




اقترب أحمد من بانة يشاكسها فقالت بغيظ " ألن تكف عن الفظاظة أبدا .. كيف تفتح الظرف دون استئذانها !!!"



قال لها وهو يهم بالمغادرة " إنها ليست زوجته بعد لذا لابد أن أكون مطلعا على تفاصيل الامور بينهما "



تكتفت وأشاحت بوجهها في غيظ فعاد إليها وطبع قبلة سريعة على الخد المواجه له فتفاجأت وتخضبت بالحمرة .. بينما توجه هو نحو الباب وهو يقول ببرود

" في كل مرة ستغضبين مني ستحصلين على قبلة .. فإختاري أيهما تفضلين .. الغضب مني أم القبلة؟ "



غمز ثم رفع إصبعين نحو جبينه يودعها وخرج من الباب بينما هي تحاول السيطرة على نبضات قلبها التي تقفز كالكرة المطاط .





أما أروى فكانت تواجه مشاعر أكثر قوة وهي تطالع باقة الورد وسلة الشيكولاته بتأثر .. كانت منذ قليل تتساءل لماذا هو هادئ هكذا منذ ذلك الاتصال بينهما من اسبوع .. صحيح أنها طلبت منه مهلة لتفكر .. لكنها شعرت بالفراغ الشديد طوال هذا الأسبوع .. تتطلع لهاتفها كثيرا في شعور متناقض .



فتحت الظرف بأصابع مرتعشة فوجدت عمرو يتعجلها للموافقة بالجملة الغنائية الشهيرة :



لك إبطاء المذلِ المنعمِ ..

وتجني القادرِ المحتكمِ ..

وحنيني .. لك يكوي أضلعي ..

والثواني جمرات في دمي .





***

بمجرد أن خرج أحمد من بوابة البيت لمح برقوق يقف يستند على الحائط المجاور للبوابة بوقفته المسترخية المستفزة ..

اعتدل برقوق حين خرج أحمد الذي بادره بالقول وهو يفتح باب سيارته دون أن ينظر نحوه " لماذا تقف هكذا يا برقوق ؟"




اعتدل برقوق يقول بهدوء ناعس" اعجبني الحذاء"



نظر أحمد لحذائه بسرعة ثم قال ببساطة "جميل "



أضاف برقوق بهدوء" لكني لا أحب الألوان الداكنة كنت أريده بلون فاتح "



نظر اليه أحمد باندهاش ثم قال" حاضر يا برقوق المرة القادمة سأجعلهم يشترون لك حذاء فاتح اللون .. فقط إلزم مكانك وابتعد عن المشاكل "



رد ببرود " أنا لا أفتعل المشاكل "



نظر إليه أحمد نظره خطرة فتراجع برقوق وغمغم " ربما بعض المشاكل القليلة "



ردد أحمد من بين أسنانه " قليلة !!.. أنا يوميا أتلقى شكوى بسببك .. تارة تشاكس زبائن المقهى وتارة تشاكس سائقي التكاتك .. "



مط برقوق شفتيه في هدوء وحرج دون أن يرد فأضاف أحمد مهددا " اياك أن أسمع عنك شكوى مجددا هل فهمت "




قالها ووضع النظارة الشمسية على وجهه وركب سيارته تاركا برقوق يعود الى غرفته في خطوات متهادية مسترخية .





***




تطلعت بسمة للعلبة المملوءة بالخواتم الذهبية بعينين لامعتين تحاول اختيار أحدهما ثم رفعت نظرها لسيد الذي يطالعها بابتسامة مشجعة أن تختار ..




بينما وائل يجلس على مكتبه أمامهما يطالعهما في وجوم على الرغم من تعامله بتهذيب مع بسمة منذ أن دخل بها سيد عليه يطلب لها هدية لعيد ميلادها.



تحاشى سيد نظرات وائل الممتعضة وحاول التركيز مع بسمة أكثر .. ربما عيد ميلادها فرصة له ليكفر بعضا من ذنوبه في حقها .



رن هاتف وائل ففتح الخط يرد بتحفظ " نعم "




تنحنحت ماجدة على الجانب الآخر تقول بتردد " هل ستذهب إلى العزومة التي دعانا إليها خالي رؤوف "



رد عليها ببرود " منذ متى وأنا أحضر أي تجمع يخص عائلة أبي يا ماجدة ! "



تلجلجت قليلا وفركت جبينها بارتعاش ثم قالت "كنت .. كنت أريد أن أحضر فأنا لم أزورهم منذ سنين طويلة وكما تعلم أخوالي لا يكفون عن الاتصال بي وإرسال السلامات و أنا ... "



قاطعها وائل بقلة صبر " وأنا لم أمنعك عن زيارة أخوالك من قبل .. أما هم كأعمامي فأنا لن أغير قراري بشأنهم .. تستطيعين الذهاب كما تريدين .. لكن إياك أن تأخذي البنات إليهم .. أتركيهم عند أمي حتى تعودين "




أسرعت بإنهاء المكالمة تتمتم بهمس " حسنا .. شكرا "



أغلق الخط وزفر في عصبية من سيرة أعمامه التي تجلب عليه ذكريات مؤلمة وكريهة ..




راقب سيد توتره لكنه لم يتدخل حتى لا يتكرر ما حدث له منذ اسبوع في الخن من انهيار وخروج عن السيطرة .. لكنه راقب بقلق حبة المهدئ التي بلعها وائل بشربة ماء ..






بعد قليل أوصلهم وائل إلى باب المحل وبسمة يزين وجهها ابتسامة واسعة وتتطلع لخاتم في يدها بفرح طفولي .



فجأة صاحت بسمة" أليست هذه آية ؟.. آية كيف حالك ؟"



كانت آية قد لمحتهم من بعيد فأسرعت خطاها تحاول تحاشي الالتقاء ببسمة لكن بمجرد أن نادت عليها الأخيرة .. جزت على أسنانها ثم استدارت ترسم ابتسامة صفراء واقتربت منهم .



عقد سيد حاجبيه في اندهاش من تصرف بسمة وتبادل النظرات مع وائل الي بدى متفاجئا هو الآخر .



طالعتها آية بكبرياء وقالت " أهلا بسمة "



ردت بسمة بسعادة " كيف حالك ؟"



تكلمت أية باقتضاب " بخير" ثم تبادلت التحية مع وائل وسيد .



تعلقت بسمة بذراع سيد وقالت" سيد كان يشترى لي هدية .. فاليوم عيد ميلادي "



حدجتها آية بنظرة باردة وتمنت ألا ترد لكنها لم تريد إحرج سيد فقالت بامتعاض " عيد ميلاد سعيد"



مدت بسمة يدها بالخاتم بدلال فنظرت إليه آية بغباء لا تفهم ما المطلوب لكنها تمتمت باستخفاف "جميل"



رفع وائل حاجبه بتسلي وهو يراقب المشهد بينما جز سيد على أسنانه وأشاح بوجه بعيدا في حرج.




استأذنت آية تغادر فقالت بسمة بسرعة وهي تخرج هاتفها " آية .. أعطيني رقمك .. إنه ليس معي"



استدارت آية نصف استداره وطالعتها من وراء كتفها بملامح مستنكرة .. بينما تنحنح سيد يقول "هيا يا بسمة سنتأخر "



ردت بسمة "سأخذ رقمها بسرعة "



ردت آية بحاجب مرفوع "خذيه من سيد .. سلام"







في شقة سيد بعد ساعة قال بغضب " لا أفهم لم فعلت ذلك؟!!"



ردت بارتباك " ما المشكلة أني طلبت رقم هاتفها؟!! "



رد بانفعال " المشكلة أنه ليس هناك علاقة قوية بينكما لتطلبي رقمها فجأة .. بالإضافة لمناداتها في الشارع أصلا "



هتفت بسمة بعصبية " لكنها على علاقة قوية بزوجي فلما لا تكون صديقتي أنا الأخرى!!"



انقض عليها يغرز أصابعه في ذراعها ويهدر بصوت مخيف " ما المقصود بهذا الكلام !"




تألمت من يده التي ستكسر عظام ذراعها وقالت منفعلة رغم اضطراب ضربات قلبها " المقصود أنه لو كانت تهمك بالتأكيد تهمني لأنك زوجي.. أم أنك لك رأيا آخر؟ "




بالرغم من شعوره بالذنب واعترافه بأخطاؤه لكنه انتهج اسلوبا ذكوريا متداولا وهو( قلب الطاولة ) فرد وهو يشد من قبضته على ذراعها " أرى أنك تتدخلين فيما لا يعنيك .. فأن كنت تريدين قول شيء فلتقولينه دون مراوغة "




هتفت بصوت باك " أنت تؤلم ذراعي يا سيد "




ترك ذراعها بعنف لكن ملامحه ظلت محتفظة بالغضب وإن كان غير مفهوما هل هو غضب منها أم من نفسه .



أكملت وهي تدلك ذراعها بألم " الحقيقة أنني أريد أن أفهم كينونة آية تلك في حياتك .. تحتل موقعا غير مفهوما .. وأمرها بات يضايقني "



رد سيد محاولا التحكم في مشاعر الغضب المتأججة بداخله " بسمة .. أخرجي آية من عقلك .. ولا تشغلي نفسك بها "



صاحت في عصبية " كيف لا أشغل عقلي بها .. وهي تحاصرك هنا وهناك "



اقترب منها يستشيط غضبا " من التي تحاصرني هنا وهناك ؟؟!!.. من أين جئت بهذا الكلام !!"




ردت بتحدي "أنا أعرف كل شيء خالتي شربات أخبرتني "



جحظت عيناه يقول بذهول " شربات زوجة خليل!!.. وما شأنك بها؟؟ وكيف تتواصلين معها؟؟ أخبريني"



قالها وهو يمسك بذراعها مرة أخرى ويهزها بعنف .. فردت وهي تقاوم الارتجاف فصوته وحده سيوقف قلبها من الرعب " أنا أتواصل معها منذ مدة عبر الهاتف .. هي من بدأت بالاتصال وبدأنا مبادلة الاتصالات .. وأخبرتها عن عدم راحتي لآية هذه فأخبرتني بكل شيء "




هدر فيها بعصبية " كيف تتواصلين معها ؟؟!! كيف يا بسمة .. أبعد ما حدث تودينها ؟.. ألا تعرفين أني أرفض التعامل مع كل ما يخص خليل؟ "



قالت بسمة بألم شديد " أترك ذراعي يا سيد ونتكلم "



حدق فيها للحظة يحاول الاستيعاب ثم ترك ذراعها بعنف فقالت مدافعة " أنا لا أرى المرأة شريرة .. إنها تودني وتتحدث معي كثيرا .. والوحيدة التي أعرفها من العاصمة "



صاح سيد بغضب إرتجت له جدران الشقة "بسمة .. هذه أخر مرة تتواصلين مع تلك المرأة .. هل هذا مفهوم؟؟ "



صاحت بغيظ "لأنها أخبرتني بخصوص الست آية وما تفعله معها؟"




شم رائحة كريهة في كلامها فسألها بفحيح مرعب " ومالذي تفعله بي؟ .. مالذي تعرفينه بالضبط ؟"



قالت بغيظ " أعرف كل شيء .. كيف تتدلل عليك وكيف تقابلها في الخن ليلة بعد ليلة وحدكما في سكون الليل .. وأعلم محادثاتكما معا عبر الواتساب والله أعلم شكل المحادثة ومدى نظافتها .. فلا تقنعني أن مدللة مائعة مثلها تتعامل معك كأخ كبير أبدا "



لطمة على وجهها أخرستها فلم تكمل حديثها .. ليرتمى جسدها على السرير بفعل قوة ذراعه .. وكمن فقد عقله أمسك بشعرها يقول وبركان غضب يشتعل في عينيه

"أسمعي .. اسمعيني جيدا .. أنا أسامح في أي شيء وأتحمل أي شيء.. إلا أمرا واحدا ألا وهو المساس بأي فرد من عائلة سماحة .. وخصوصا آية .. هل تفهمين يا بسمة "




على نشيجها فترك شعرها بعنف لتنزل على السرير مرة أخرى وأكمل وهو ينهت من فرط انفعاله " القاذورات التي ملأت شربات بها عقلك نظفيها .. وإلا سترين مني وجها آخر "




قالت من بين دموعها "كل هذا من أجل هذه المدللة التي ليس لها رجلا في عائلتها يحكمها "



زمجر بصوت مخيف وأقترب منها فصرخت تنكمش وتخبئ رأسها بين ذراعيها برعب.. فتراجع متشبثا بذرة عقل باقية تحكم بها في غضبه وأمسك بالكرسي وضربه عدد مرات في التسريحة ومرآتها حتى تهشمت هي والكرسي بينما بسمة تزداد انكماشا ورعبا .






وقف ينظر لها وهو ينهت ثم تركها وخرج قبل أن يرتكب جريمة قتل .





يتبع



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 01:13 PM   #835

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5



الندم ..



هو وأحد المشاعر التي تسيطر عليها هذه اللحظة .. لكنه ليس الشعور الوحيد حتى وإن كان له نصيب الأسد منها ..

من أول لحظة دخلت فيها لبيت خالها رؤوف .. لم تجد ذلك الشعور بالعائلة التي تفتقده إلى حد الوجع .. في محاولة فاشلة على ما يبدو بعد كل هذه السنوات الطويلة أن تعود لودهم ..



لكنهم لم يتغيروا ..




لم يتغيروا أبدا ..


نفس الكبر والعنجهية والاستخفاف بالضعيف ..




على الرغم من ترحيبهم بها لكنها أبدا لم تشعر بأي دفء أو أي شعور بالألفة .. حتى النساء .. حاولت أن تقترب منهم قليلا فشعرت بنظراتهم الساخرة منها ومن حالها ..



بالطبع هي تُعتبر علكة العائلة !.. يتسلون بالحديث عنها وعن حالها .. فالكل يعلم بطبيعة حياتها مع وائل.. يعلم بأنه لا يعتبرها سوى مربية بناته .. يعلم بأنه لا يقربها ولم يقربها منذ أول أسبوع من زواجهم كمنديل تمخط فيه ورماه ..




ويعلمون أيضا أنها إختارت البقاء في بيته حين خيرت على البقاء أو الرحيل عند اندلاع المشاكل بين العائلتين من أربعة عشرة عاما مضت .




لكنهم انقسموا في تبرير قرارها هذا مابين مؤيدا لها بأنها عاقلة .. فمادام ليس عندها فرصة للطلاق فلتنعم بثروته ولا تُحرم من بناتها ولا تحرمهم من أبيهم .. وما بين متهما لها بأنها باعت أهلها وأمها بالذات حين أختارت جانب وائل من أجل الثروة .. ومنهم من يراها ضعيفة الشخصية وينعتها بأسوأ صفات الخنوع والاستلام ... سواء استسلام لأمها قديما أو لوائل بعد ذلك وفرضه عليها حياة لم تقتل الأنثى فيها فقط .. بل قتلت أدميتها نفسها .




إنزوت تجلس في ركن القاعة الفخمة المصممة على طراز فاخر مصدرة وجهها الجامد تحاول أن تقنع نفسها بالبقاء قليلا .. ومتجاهلة النظرات المتباينة التي رشقت فيها من هنا و هناك .




بعد قليل شعرت بالملل فحملت حقيبتها وقررت المغادرة بهدوء حتى دون أن تودع أحدا .. فلم تكن بالأهمية التي تجعلهم يهتمون بوداعها على الرغم من اتصالاتهم المتكررة لها وارسال السلامات على مدى السنين الماضية لكنها أمورا يقوم بها البشر كنوع من الروتين أو كنوع من الشعور بحالة ( أنا رائع .. أنا أهتم بعائلتي ) دون التزام حقيقي بتلك الصلة .




وربما – وهذا ما ترجحه اكثر – أنهم كانوا يطمعون في أن تقنع وائل بالحضور.. فميراث وائل وأمير من والدهم يجعلهما الأكبر بينهم على الرغم من أن الاثنين لا يعيشان بهذه المظاهر المبالغة من الثراء .. بل يفضلون كأبيهم الحي القديم .. ويبدو أن الأخبار التي وصلتهم عن حالة وائل الصحية أسالت لعابهم للحصول على ما يمكن الحصول عليه .. وهذا يفسر جيدا استقبالهم لها بذلك الفتور أو عدم الاهتمام .



على أية حال لم يفعلوا الجديد فالشعور بأن تكون (لا شيء ) هو رفيقها منذ أن وجدت بهذه الحياة .





وقف يطالع قوامها المنحوت في ذلك البنطال الجينز والبلوزة السوداء بنظرة جريئة متفحصة .. ووجها الخالي من الزينة بشعر بني معقوص بربطة عادية خلف رأسها .



اقترب منها وهي تنتظر المصعد وقال بهدوء "كيف حالك يا ماجي؟ "




أجفلت ماجدة من الصوت القريب جدا من أذنها فإرتدت إلى الخلف قليلا في فزع ثم هتفت بعد أن تبينت هوية الشخص
" أهلا سامي .. افزعتني .. لم أعلم أنك ستحضر "




ابتسم لها وعينيه تأكلانها وقال " وكيف لا أكون موجودا ألستُ فردا من هذه العائلة .. صحيح والدي كوالدك من الفرع الفقير أو بمعنى أصح أن والدي أضاع ثروته فأذلنا .. لكني مازلت من العائلة "



ردت بحرج "لم أقصد ذلك .. أقصد أنك تسافر كثيرا فلم أتوقع أنك موجودا "



رد بلهجة ذات مغزى " أنا هنا منذ مدة يا ماجي وأنوى الاستقرار .. فالحمد لله حالتي المادية بأفضل حال .. كما أنني أرسل لك من مدة من رقم هاتفي رسائل ألم تلحظي أنها من رقمي المحلي؟"




ردت مرتبكة حين تذكرت رسائله التي يبعثها كل فترة وتمسحها فورا" بمناسبة الرسائل من الجيد أن قابلتك .. هلا توقفت عن ارسال هذه الرسائل التي لا تليق بإمرأة متزوجة يا سامي .. هل جننت!! .. أم تريد أن تجدد المعارك بين العائلتين يكفي أن خسرنا ما خسرناه "



قهقه بضحكة باردة ثم قال" ومن سيعاقبني على ذلك ؟ .. زوجك المتيم بك ! .. كلنا نعرف أنك لست سوى أريكة قديمة بمنزله فلا تنتفشي هكذا وتهدديني بتجدد المعارك بين العائلتين "



ثم مال نحوها يقول بنظرة ماكرة " عموما أنا سويت أوضاعي بين العائلة وعدت بأموالي لمكانتي فيها وأكثر .. فهيا انطلقي وبلغي زوجك وأريني ماذا سيفعل "



كلماته طعنتها في صميم قلبها وبالتحديد في ذلك الجرح النازف منذ سنوات طوال ... لكنها تمسكت بقناع الجمود وقالت بصرامة " ربما أنا كما تقول لكنه كأي رجل شرقي .. سيعتبر ما فعلته إهانة أن ترسل لزوجته كلمات حب وهيام ولن يسكت على ذلك أبدا .. خاصة أنه يعز أعمامه جدا فينتهز الفرصة بالتأكيد للتعبير عن هذا الإعتزاز "




فُتح باب المصعد فتنفست الصعداء وألقت بنفسها بداخله بسرعة لتجده يمنع المصعد من الانغلاق ويدخل وراءها ويقول بابتسامة واثقة " زوجك لا يحب العنف .. رقيق المشاعر يفضل الكلام والتعقل .. ويهرب من المشاكل .. فلا تتعشمي كثيرا في أن يهب لكرامته "




لاح الغضب في عينيها وصاحت فيه بحزم "سامي أنا أحذرك .. إياك وتجاوز الحدود معي هل تفهم !!"



هجم عليها فجأة يمسكها من ذراعيها فتراجعت في رعب لتلتصق بحائط المصعد تحاول التخلص من يده بينما همس سامي بحرارة " وهل تفهمين أنت؟؟!!.. هل تفهمين يا ماجي أن الشوق أضناني ولم أعد قادرا على التحمل ؟..

لقد ذهبت وتغربت وأكلت التراب من أجل أن أعود بثروة وأنقذك من هذا الرجل ومن زواجك البائس هذا .. أنا يا ماجي الذي أحبك ويحبك وسيحبك إلى الأبد .. أنا سامي حبك الأول .. أنا أكيد أن ما حدث له ولعائلته كان بسبب لعنتي عليهم كلهم فردا فردا بعد أن أخذوك مني وأجبروك على الزواج من هذا المجنون وائل .. "




لطمة على وجهه هي الرد الذي تلقاه من ماجدة بعد أن أستطاعت تحرير ذراعيها من يديه ثم قالت بوجه يتميز غضبا " دعك من تلك الأوهام .. وخرافة انك حبي الأول .. وإياك والتجروء على الاقتراب مني هل تفهم " .



انفتح المصعد فخرجت بسرعة مهرولة وهي تمسك قلبها الي يضرب بعنف من الرعب .. لا تصدق أن تغلبت على الخوف واستطاعت ردعه.




وقفت ترتجف تبحث عن سيارة أجرة وهي تسمع صوته من بعيد يهتف " لن أيأس يا ماجدة ..لن أيأس أبدا .. أنت لي في النهاية "




***





هل حانت لحظة المواجهة ؟!!





هذا ما فكر فيه سيد وهو يصعد لشقته بعد أن غاب لساعتين يجوب فيهما الشوارع بسيارته على غير هدى .



بعيدا عن قذارة ما تلفظت به شربات بخصوص آية .. وبعيدا عن حقيقة أن باتت علاقته بآية مؤخرا يتعمد فيها الإبتعاد بقوة كبيرة يفرضها على نفسه .. فإن ما كان يخشاه قد حدث وبسمة وصلها مالا يريدها أن تعرفه ..




أنه نذل وجبان وظالم .



هذه هي الحقيقة التي يعترف بها جيدا لكن كبرياؤه الذكوري لا يرضى أن تواجهه بها بسمة.. كما أن شفقة قلبه لن تتحمل أن يرى شخصا مجروحا بسببه .



دخل المصعد والحيرة تقتله .. ماذا إن واجهته وسألته سؤالا مباشرا عن آية ؟



كيف سيكون رده؟ .. أو .. كيف من المفروض أن يكون رده ؟ّ!.



هل يخبرها بالحقيقة المجردة فقط وعليها تقبلها كحقيقة واقعة ؟!...




أم يطمئنها أنه بات يفعل المستحيل مؤخرا للابتعاد عن آية .. وأنه لم يعد يراها إلا كل فترة ويتعمد أن تكون لقاءات داخل محيط العائلة وفي المناسبات .. كمناسبة زفاف أحمد التي كان يترقبها بقلب طفل يعد الأيام الباقية على مجيء العيد .. وقد جاء أخيرا .



جاء العيد جميلا فاتنا كالسكاكر الملونة .. ينعش روحه المحتضرة بجرعات مكثفة من الهواء ... صحيح ظل لسويعات فقط .. وتركه يعاني وحشة أقصى من سابقاتها .. لكنه جاء .



هل يخبرها أنه يتعذب حين تتصل به صغيرته تتحجج كثيرا للقائه لكنه يتعلل بالانشغال ويتحمل تقريعها تارة وإلحاحها المؤلم تارة أخرى .. ويكتوي بنار ردها خائبة الرجاء ... هل هذا سيثبت لبسمة أنه جاد في المحاولة؟ .




أم يعترف ويترك الأمر لها تقرر ما تريده بشأن حياتهما معا ؟؟




دلف إلى غرفة النوم بقلب تعذبه الشفقة يتفحصها في ذلك الوضع الذي تركها فيه .. فوجدها متكومة على السرير في نفس الوضع الذي تركها عليه .. شعرها يغطي وجهها وانتظام انفاسها يخبره أنها نامت ..






أعتصرت الألم قلبه وكواه الندم .. فلا يتحمل أبدا فكرة ضرب النساء .. إنه الشعور مؤلم أن يستخدم رجلا قوته مع كائن ضعيف مهما بلغ استفزازه أو وقاحته ..




رفع شعرها برفق وحاول إيقاظها بهدوء فنظرت إليه بمسكنة وعلامات يده التي تشبه المطرقة في ضربتها تلوح ببشاعة على وجهها ..




تمتم بعبارات هادئة قبل أن يعدل من وضعها على السرير ثم تركها قليلا وغاب ثم عاد بصحن فيه ماد بارد وأخذ يتعامل مع خدها بوضع كمادات .. وهو يقاوم رغبة في ضرب رأسه في الحائط لبشاعة ما فعله .




بعد قليل تحدث إليها بهدوء " شربات إمرأة حقود ولا تختلف عن خليل كثيرا .. وكل ما أخبرتك عن آية ليس صحيحا أنا لا أقابلها يوميا .. ولا أهاتفها يوميا.. ولا نتقابل في الخن وكل هذه الروايات القذرة أبدا .. تتحدث معي آية على الواتساب أو الهاتف من وقت لآخر إذا احتاجت لشيء أو لأخذ رأيي في موضوع .. كما أنها تستعد للامتحانات النهائية فلا يوجد عندها وقت لمقابلتي وتلك الأشياء القذرة التي أدخلتها شربات في رأسك .. وتعلمين أيضا اني مشغول مع أكثر من مطرب حاليا لتجهيز أغاني الموسم الجديد وأني غارق في العمل بشكل كبير مؤخرا .. هذا بالإضافة لأن آية ليست بالإخلاق التي وصفتيها "..






تطلع لاستكانتها فأكمل بعد أن أخذ نفسا يحاول أن يسيطر على انفعلاته ويجمل الوضع في محاولة يائسة للمراوغة " تعلمين مدى ارتباطي بآل سماحة وماذا يمثلون لي فلن أرضى أبدا أن يهان أحدا منهم أمامي .. وأعلمي أن آية لها معزة كبيرة جدا عندي .. لذا فأي إهانة لها قد تفقدني أعصابي كما حدث اليوم .. فإذا أردت أن نتحدث في أي أمور تخص آل سماحة وآية بالتحديد عليك تخير الكلمات حتى تكون المناقشة مثمرة .. لذا دعينا نؤجل الحديث في هذا الأمر قليلا حتى نهدأ"





ثم تحرك بعيدا عن السرير يقول" سأطلب طعاما هل تفضلين شيئا معينا ؟"



نادته بصوت واهن فاستدار لها لتقول " هناك أمرا نسيت أن أخبرك به علمته من شربات "



عقد حاجبيه باهتمام فأكملت " رحمة رحلت "



سألها بتعجب " رحمة من؟!! .. ورحلت إلى أين ؟؟"



ردت بوهن " رحمة خليل صبرة .. أختك التي أتتك لتوصلها لخليل .. رحلت من عدة أيام دون أن يعرف مكانها "

جحظت عينا سيد

وسقط قلبه في قدميه








****




نهاية الفصل الثالث والعشرين



قراءة ممتعة



Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 01:20 PM   #836

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
Elk

خلص الفصل 23



لو حبيت اديله وصف هقول فصل المشاعر



حب .. غيرة .. وجع .. افتقاد .. حرمان .. يأس





مشاعر كتير



أرجو يكون فصل على قد المستوى



أرجو أعرف انطابعتكم اي تعليق تحبوا تقولوه



أحلى المشاهد واوحشها



مواقف مؤثرة



شخصيات بتتكشف قدامكم



مين حبتوه ومين ما حبتهوش





بوجه تحية للمنضمين الجدد معانا بتوصلني لايكاتكم وبعرف اسماءكم

وبتسعدني تعليقاتكم



وبوجة تحية كمان للمتابعين القدامى التي بيشجعوني وبيحمسوني للمواصلة والتجويد





شكرا ليكم



وهنتظر انطباعاتكم سواء هنا





او في جروبات الفيسبوك التابعة للمنتدى



خالص تحياتي



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 31-07-18 الساعة 03:32 AM
Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 01:23 PM   #837

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مليكة وجدانى مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . مستنية الفصل ومفضية نفسي بس يارب يكون دسم لان بصراحة الفصل22 احداثة قليلة



اهلا مليكة وجداني

مبسوطة من حماسك لانه بيشجعني للمواصلة

وبالنسبة للاحداث القليلة بتاعت الفصل الي فات هو بس لانه كله كان عن احداث الفرح

لكن ع الورق الفصل الي فات اطول من الفصول العادية



يمكن عشان كله بيدور في ليلة واحدة

وعشان انا بقيت بحط كام مشهد في نفس المشاركة مش زي الاول كل مشهد في مشاركة فانتي حاسة بكدة



لكن الحقيقة

هو اطول من متوسط كلمات الفصول الي بنزلها



اتمنى يعجبك الفصل الجديد
تحياتي


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 01:52 PM   #838

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 39 ( الأعضاء 17 والزوار 22) ‏Shammosah, ‏ندى المطر, ‏nasmat ba7r, ‏زهرة الحنى, ‏زهرورة, ‏shammaf, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏Malak assl, ‏تاتا26071978, ‏frau zahra, ‏Shadwa.Dy, ‏nada alaa, ‏م ام زياد, ‏قلب حر, ‏مليكة وجدانى, ‏هامة المجد

Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 01:59 PM   #839

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

هذا الفصل لازم نسميه فصل معاناه الاربعة اصدقاء

أوجعني احساس وائل بالوحدة وبحاجته لشريكة يبادلها الحب والشوق وتسانده بمعاناته وألمه ..
سيد وتعبه من حبه لآية ومحاولة الابتعاد عنها.. وبنفس الوقت احساسه بانه عميظلم بسمه ..
عمرو وهو يعاني من حبه لاروى والشوق المستمر لها بانتظار موافقتها على الزواج منه
واخيرا.. الكونت احمد ومعاناته مع ست البنات "بنبونتي" .. وما اسموه الزواج المعلق .. انا شفقت عليه .. اما زواج كامل أو تبعد عنه .. الشب حيمرض من حمامات المي البارده .. ارحميه يا بنتي

صدقي مو قادرة اتوقع شكل العلاقة المستقبلية بين سيد وآيه .. ومو عارفه كيف حتحليها ..

بانتظار القادم عزيزتي ...


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-18, 02:40 PM   #840

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

فصل مليئ بالمشاعر حقاً ....في البداية اشعلها ابن سماحة بنار لاهبة ...ثم ما لبث ان اعطانا درساً في الصبر لا يوصف وغير معقول, مشهده وهو بحدث بانة من خلف الباب اثر في كتير وجعلني احترمه ....لكن الجميل في احمد انه لا يستسلم مثابر يريد ان يكسر قوقعة بانة حبة حبة حتى يخرجها منها بلطف وهذا سر النجاح ....
عمرو يا عمي على الرومانسية الي سيدنا الشيخ بدأ يتعلمها ....جميل خالص ....ورد وشوكلاته وكلمات عشق ...
سيد معاناه ما بعدها معانا ....افقدته اعصابه وقام بشيء يكره للغاية ان يؤذي الضعيف ....اظن ان هذا هو الشرخ الذي سيحدث في علاقته ببسمة ...التي من وجهة نظري كانت خطأ منذ البداية ...انا برأي انه كان لازم يصارحها بالحقيقة ويتركلها حرية الخيار ...اما يظل الوضع على ما هو عليه فهذا انتحار
أية ...شكلها بدأت تعرف انها بتحبه ....يا ترى هتتصرف ازاي
وتركت وائل وماجدة للنهاية ....الحقيقة قلبي وجعني على وائل وحسيت بمشاعره وغضبه .....لكن بنفس الوقت هو ضحية وماجدة ضحية تانية والاثنين بعذبوا بعض ... ....


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.