قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة *

[Shammosah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منو6

منجد مبدعه ماشاء الله والفصل شي خيالي
الشيخ وصى على عمرو يسأل ابو البنت اللي حيتزوجها عن حلم
واحلام الشيخ كانت تدور حول اروى
اذا اروى حتتزوج عمرو

اهلا منو

مبسوطة انك متذكرة حلم الشيخ

لكن عمرو مش متذكره لحد دلوقتي وهيفتكره بعدين

والمرة الجاية فكريني أقولك ليه أجلت تذكره للحلم





الله يخليك على كلامك الحلو الي غمرني بالسعادة

تحياتي

[Shammosah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجنونة الطب

السلام عليكم واااو شموسة الفصل رائع وخيال كتير حلو ابدعتيكتير بوصف المشاعر والأحاسيس بانتظار إبداعاتك 🙈

اهلا مجنونة الطب

كتتير مبسوطة بهذا الانطباع لاني بكون قلقانة بعد نزول كل فصل

يسلملي تشجيعك يا قمر

[Shammosah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zainab Abd Alkareem

فصل احلى من فصل وتشوق فصل لإبعاده ... اعجند تعجبني روح الكبرياء وأصر ارؤى احبها لعمرو ... عفاف دي عايزة بوكس 👊👊👊👊 على وشها مقلوب يااختي لا دوسي على القلب جتك وكسه في قلبك ياعفاف ام عمرو ... اعجيني أصر عمر على زواجه من ارؤى ولا يتزوج 💔💔💔 وجعيني قلبي عليه وهو يرى امه تجرح ارؤى 💔💔💔 تأثرت كتير بلقاء سيد واخته رحمة وابراتها ... ولا اية دي مش خجلينه من نفسها وهي بتقول أنه عينيه زايغة وما تقول نفسها وهي تحب رجل متزوج ، لميهم مع بعض هي والسيد .ياشوشو .. ليه مش مطمنة على خروج دي ... بانتظار الفصل الاحد نار 😘😘😘

اهلا زينب

بالنسبة لاية وسيد عايزة المهم والله بس نشوف بسمة الاول

وبعدين في ناس مهددني بالقتل لو لميتهم عشان متعاطفين مع بسمة



يسلملي مرورك يا عسل

[Shammosah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Malak assl

مذهله انت بتفاصيلك الرائعة

اهلا مروة

الله على كلامك الي يفرح القلب

ربنا يسعد قلبك يارب

[Shammosah]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 11 والزوار 7) ‏Shammosah, ‏نزف جروحي, ‏سوزان محمد احمد+, ‏zainabeisa, ‏يسورة93, ‏رباب بدر, ‏اسرار٢, ‏أميمه محمد, ‏Marwa AbdelAziz, ‏nada alaa, ‏shosho200

[حوريه77]

جميييله جدا بجد حبيييييييييييييت 😍😍😍😍😍😍✋

[Shammosah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوريه77

جميييله جدا بجد حبيييييييييييييت 😍😍😍😍😍😍✋

اهلا حورية

متابعة جديدة



مبسوطة دة انطباعك



طمنيني قرأتي لحد فين

وازاي تعرفتي على الرواية وقررتي تتابعيها

[Shammosah]

السلام عليكم ورحمة الله

أتمنى تكونوا بخير



هنلتقي بعد قليل

مع الجزء الثاني

من الفصل الخامس والعشرين



يارب يكون على قدر التوقعات



تحياتي

[Shammosah]

الفصل الخامس والعشرين

الجزء الثاني





ملحوظة

الاحداث في نفس الليلة التي حدثت فيها احداث الجزء الاول فبرجاء استعادتها من الذاكرة أو معاودة قراءة الجزء الاول من الفصل



**



في نفس الوقت في بيت سماحة وقف أحمد يسأل والديه بهدوء "ماذا قررتما ؟"


تطلع الحاج لإلهام التي بدت واجمة ثم قال "إن استطاع عمرو النجاة من ضغط والدته وأبدى إصراره على أروى فلتنوكل على الله "


أطرق أحمد برأسه يتنهد في راحة ويتمتم "إذن يبقى جانب عمرو الغبي "


رد الحاج بلهجة حاسمة " فلنعطيه مهلة يومين إن لم يفتح الأمر مجددا سنتفهم "


قال أحمد بثقة " عمرو لا يهرب من المواجهة إنه انسان صريح ومباشر وأيا كان قراره أنا متأكد أنه سيبلغك بها يا أبي "


قالت إلهام بقلب ملتاع "اللهم لا راد لقضائك ولا معقب لحكمك "


رن هاتف أحمد فلمعت عيناه ونظر لأبويه فتحفز الجميع ..



تحرك أحمد قليلا نحو الشرفة وقال بهدوء" نعم عمرو "
ساد صمت لثانيتين ثم أتاه صوت عمرو يسأل بهدوء حذر "أنا أقف أسفل البيت .. هل مازال مرحبا بي في بيتكم أم أن طلبي قد رفض وسيوفضوك لتسليمي استمارة 6 مع عبارات من نوعية (سنظل أصدقاء يا عمرو) ..( وأنا منذ البداية ضد المصاهرة بين الاصدقاء).. ؟"


قاطعه أحمد وهو يجز على اسنانه بغيظ " كفاك ثرثرة وإصعد فورا يا غبي "




بعد قائق دخل عمرو بأذنين حمراوين وقلب يرتجف من فرط الافعال التي مر به خلال هذا اليوم العصيب .. يقرأ الوجوه للتأكد من أن ما فهمه من رد أحمد كان صحيحا ..


كان ممتنا حين أعطاه الاذن بالصعود ليس فقط لعودة روحه لجسده بتجدد الأمل في الإرتباط بأروى ولكن أيضا للثقة في شخصه وتجاهل ما صدر من والدته اليوم ..


بادر عمرو بشجاعة" أنا أعتذر مجددا بالنيابة عن أمي عن سوء التفاهم الذي حدث اليوم ".



قاطعته إلهام تقول باهتمام "هل أسخن لك الطعام يا ولدي ؟أنك لم تأكل شيئا "


اتسعت ابتسامته وإن كانت مازالت متوترة وقال "سأكون شاكرا يا خالتي .. أنا فعلا لم آكل شيئا منذ الصباح "


ثم تجول بنظراته بين أحمد الذي يقف هادئا يضع يديه في جيبه والحاج الذي يبدو عليه الترقب فقال "ألن نحدد الخطوات الرسمية القادمة ؟"


رد الحاج بهدوء" علي أن أعرف رد أروى النهائي أولا فهي صاحبة الرأي الأول والأخير "


ثم أشار لأحمد لينادي أروى .




***



في غرفة أروى قبل قليل :



دخلت بانة تبحث عنها فلم تجدها بالغرفة .. طرقت على باب الحمام تنادي عليها فمسحت أروى دموعها وهي تقول "أدخلي يا بانة" .


كسى وجهها الألم وهي ترى وجه أروى المنتفخ من البكاء وجفنيها المتورمين .. فبادرتها أروى تقول ساخرة كعادتها" رأيتيني وأنا أتقمص دور الشهيدة وأنتحب ؟"


أشفقت عليها بانة لكنها دفعت كرسي اروى بحزم إلى الغرفة مجددا وهي تقول" أبك كيفما تشائين .. فمن منا لم يبك على حاله .. لكن إياك أن تبكي في الحمام مجددا يا أروى هذا الأمر غير مستحب أبدا ".



ابتسمت أروى تقاوم تدافع الدموع من عينيها وتمتمت ساخرة في حرج " أبدو كمراهقة بلهاء أليس كذلك ؟!"


ردت بانة بصدق " بل أنت صاحبة قلب شجاع ونفس أبية .. تحبين بتفاني وهذا يحتاج لشجاعة فكم من جبناء يهربون من الحب ويقاومونه مثل زوجة أخيك الماثلة أمامك الآن .. لكنك أحببت بشجاعة وأخلصت لمن تحبين وأبديت أستعدادا للتضحية من أجل حبك .. ووقفت اليوم في وجه هذه المرأة المتعالية بكبرياء ولم تمنحيها الفرصة لأن ترى ضعفك .. تكلمت عما تتقنيه ومالا تتقنيه بشجاعة وكبرياء .. فعلت ما يتوجب عليك فعله كمحاولة أخيرة لإقناعها بك ولم تجبُني من المواجهة بشجاعة .. أنا أخبرتك يا أروى من قبل أنكِ مثلي الأعلى الذي أحترمه وأقدره ..
أما دموعك هذه فلا تستكثريها على نفسك .. هل تعتقدي أن الأقوياء لا يبكون حين يختلون بأنفسهم.؟!!"


سألتها أروى من بين دموعها مازحة بملامح جادة "هل أنا فعلا كل هذا الذي قلتيه ؟!! "


ابتسمت بانة لطريقتها الفريدة في خلط الجدية بالمزاح وأومأت برأسها بتأكيد .


فقالت أروى ساخرة من نفسها وهي تمسح دموعها "إذن ما أروعني !!"


اتسعت ابتسامة بانة وقالت توافقها بصدق "أجل ما أروعك يا أروى !"


ابتسمت أروى هذه المرة ابتسامة واسعة متعمدة في محاولة مستميتة للسيطرة على وحش الكآبة الذي تصارعه في داخلها في هذه اللحظة ..



لإدراكها جيدا أنها إن لم تقاومه بحزم وشدة فإن انتصاره عليها سيعني ببساطة .. أن تستسلم لفكرة مغرية ..



مغرية جدا . .

ألا وهي ..


الانتحار ...

حيث التحرر من كل شيء ..
من الألم النفسي .. والجسدي..
من أوجاع القلب ورغباته ونداءاته ..
من الاحتياج العاطفي والجسدي ..
من كرسيها اللعين هذا ..
من ضجر جدران الغرفة منها ..
من الشوق إليه ..
من الأحلام المزيفة بالسير مجددا ..
من نداءات كمانها المهمل بالخزانة ..
من نظرة الحسرة عليها في عين أمها ..
من نفسها ..



أبتسمت واستغفرت من الشيطان الرجيم تدعو في سرها برجاء " ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين "





طرق على الباب ثم دخل أحمد بهيئته المعتادة يديه في جيبه وإن بدت عضلات جسده أقل تشنجا..


وقف يطالع أروى بهدوء يخفي وراؤه كماً من المشاعر الهائلة بشأنها .. محاولا السيطرة على انفعالاته ورافضا بكبرياء ذكوري أن يبدو أمامها وأمام زوجته عاطفيا أبلهاً .


لكنه يعترف بذلك في قرارة نفسه ..أنه فيما يخص أروى بالذات فهو ينقلب إلى ذلك الصبي العاطفي الابله .



دون كلام أشارت له أروى بيدها أن يقترب.. فاقترب في صمت يتأمل وجهها المنتفخ وجفونها المتورمة بشفقة أوجعت قلبه .. فأشارت له لأن ينحني .. وهمست بجدية ساخرة " هل أبدو في حالة تستحق أن تتعطف علي بسيجارة أم علي أن أزيد قليلا من اللطم والنحيب حتى تمنحني واحدة؟".


رفع رأسع يتطلع لوجهها قليلا ويتفحصه ثم قبض كفيه ومدهما إليها مشيرا للعبة كانا يلعبانها صغار .. و سألها " ستختارين أي يد رقم واحد أم رقم اثنين ؟ "


وقفت بانة تراقبهم بفضول لا يخلوا من التسلي .. تعشق أن تراهم سويا .. إنهما حقا ثنائي لا يُمل من مشاهدته... بينما دعكت أروى جفنها المتورم قليلا وهي تتفحص قبضتيه الممدودتين أمامها ثم قالت بنباهة "أختار رقم أثنين ".


لم يبد على ملامحه أي رد فعل سوى أنه مال عليها وهمس في اذنها "حسنا لقد فزت بعلبة سجائر كاملة "


شهقت أروى وهتفت بصوت مسموع في عدم تصديق" صدقا !!!"


اتسعت ابتسامة بانة رغم أنها لم تفهم عما يتهامسان ... بينما رد أحمد بكل جدية " بكل تأكيد"


هتفت أروى باندهاش ممزوج ببعض الفرح "هل أبدو في حالة كارثية ومريعة إلى الحد الذي يجعلك تشفق علي كل هذه الشفقة ؟!!"


مط شفتيه ببرود وأوما برأسه ثم تحرك ناحية الباب .. بينما ضيقت أروى عينيها قليلا في إرتياب و صاحت "انتظر "..


وقف عند الباب فتحركت بكرسيها إليها وقالت "أخبرني ماذا لو كنت اخترت رقم واحد ؟"


حرك كتفيه بلا مبالاة وقال" أنت أخترت رقم اثنين "


قالت بإصرار" أريد أن أعرف يا أحمد فيبدو لي أن رقم واحد به شيئا أكبر من رقم اثنين "


استفزها ببرود متعمد "لكنك اخترت اثنين وانتهى الأمر"



صاحت بغيظ " أحمد !!!!"


فمال على أذنها وهمس " رقم واحد كان أن تخرجي لتقابلي أمير موناكو "


اتسعت عيناها بصدمة وهتفت " تقصد عمرو!! .. أين؟!!!!! "


رد بهدوء "في الصالة مع أبيك كانوا ينادونك ليسألوك عن رأيك النهائي بشأن الإرتباط من أبي قردان "


ازداد اتساع عينيها .. ثم رمشت بعينيها المتورمتين عدة مرات في محاولة فاشلة للإدراك .. بينما صفقت بانة بيديها بفرح .


هم أحمد بالمغادرة يقول" سأخبرهم إذن أنك لا تودين الخروج إليهم".


أطبقت أروى على ساعده بكلتا يديها بعنف تمنعه من الخروج وهي مازالت غير مستوعبة لكنها هتفت ببؤس طفولي " سأختار رقم واحد "


مط شفتيه ببرود يقول" بل اختارت رقم اثنين وانتهى الأمر "


رفعت إليه وجهها تطالعه في استرحام أوجعه "هل حقا عمرو بالخارج ؟.. أنت لا تكذب علي.. ولا تلعب بأعصابي .. أليس كذلك ؟ .. لو كان مزاحا سأموت يا أحمد ".


تخلي عن البرود المتعمد وكسى وجهه بعضا من عاطفته الدافئة نحوها فمال يحتوي وجهها بين كفيه وقال بتأثر فشل أن يخفيه " أنا لا أمزح يا حبيبة أحمد .. إنه فعلا بالخارج يقف مترقبا ينتظر قرارك .. مرتعبا أن ترديه مكسور الخاطر ".



ترقرقت الدموع في عينيها فقبل رأسها وتمتم "لا تبك إن شاء الله ستنالين ما تتمنين.. " .


تدخلت بانة تقول بسرعة "هلا تركتنا قليلا حتى تعدل من مظهرها فلا يصح أن نتركه ينتظر طويلا ".


انتبهت أروى فقالت بهلع " أجل إذهب إليه ولا تعطيه فرصة أن يهرب "


اتسعت ابتسامته ورد " بكل سرور ما رأيك أهدده بالمطواة ؟".


فركت يديها قليلا بتوتر ثم ردت مازحا بملامح جادة" لا لا .. يكفي أن تربطه بالكرسي بحبل متين "


علت ضحكته مجلجة فابتسمت له أروى وهي تمسح دموعها وتتحرك بالكرسي نحو التسريحة.. بينما منحته بانة ابتسامتها الفاتنة وقلبها يرقص طربا من صدى ضحكته التي اشتاقتها واستدارت لأروى .. ولم تعرف أن ابتسامتها أضاءت له روحه في انشراح .





حاولت بانة وأروى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في وجه الأخيرة المتورم المنتفخ وقد فشلت مكعبات الثلج وبودرة التجميل في اخفاء أثار البكاء فخرجت أروى إليهم وقد تأخرت بالفعل وهي تمتم لنفسها بغيظ مكبوت" كان من الممكن تأجيل البكاء قليلا بدلا من هذا المنظر المريع ".





حين تطلع إليها عمرو بعد أن خرجت أخيرا وقد بدأ يقلق من تأخرها لم يحتاج لكثير من الذكاء ليعرف أنها كانت تبكي وبحرقة ...فآلمه وجعها وأنين كرامتها المجروحة .


راقبها متخصرا وهي تشمخ بأنفها في كبرياء تداري حرجها من منظر وجهها المنتفخ المتورم وتتحاشى النظر إليه .. بينما حدجتها إلهام بغيظ أن تخرح إليهم بهذا الشكل المزري.


سألها الحاج سماحة" أريد أن أسمع رأيك يا أروى في طلب عمرو فالقرار الأول والأخير لك يا بنيتي "


ازداد احمرار وجهها وتنحنحت تجلي صوتها وتقول بهدوء مصطنع" مادمتم موافقون فلا مانع عندي" .


اتسعت ابتسامة عمرو وهو يراها تتصنع الهدوء واللا مبالاة فلم يقدر على كبح لسانه ليرد ساخرا "جزاك الله خير آنسة آروى وكتر من أمثالك "


نظرت إليه بطرف عينها ثم أشاحت بوجهها مرة أخرى سريعا لترد باستهجان" ما معنى كتر من أمثالك هذه ؟..هل توي الزواج بأكثر من إمرأة؟!!"


احمرت أذنيه وابتسم .. فتدخلت إلهام بنفاذ صبر تقول " كفى مزاحا يا أروى ودعينا نقرر الخطوات القادمة .. فعمرو لم يأكل طيلة اليوم وسخنت الأكل مرتين حتى الآن ".



حدجته أروى بنظرة سريعة مرة أخرى في حرج قبل أن تشيح بنظرها بعيدا مجددا تقاوم الانفعالات القوية التي تموج بداخلها ... وتراقص نبضاتها ..




وجه الحاج الكلام لعمرو يسأله" ماذا تقترح بشأن الخطوات القادمة ؟"




رد عمرو بقلب يرقص فرحا "أقترح أن خير البر عاجله .. الخطبة تكون الخميس القادم والزفاف يكون بمجرد أن أنتهي من إعداد الشقة أي خلال ثلاث أشهر وإن شاء الله .. إن شاء الله .. سأبذل قصارى جهدي ليكون قبل ذلك" .


ردت إلهام باستنكار" الخميس القادم ! .. أي بعد أربعة أيام !!.. لا أعرف إن كنا سنقدر على إعداد اللازم أم لا ".


رد عمرو ببساطة "دعينا لا نتأخر يا خالتي يكفينا تأخير" .


فسألت إلهام "هل ستجدون قاعات أفراح شاغرة قبل الحفل بأربعة أيام ؟!"


تنحنح أحمد ويقول بلهجة ذات مغزى" نحن لا نعلم بعد يا أمي كيف يرغبون هو وهي في إقامة حفل خطبتهم "


نظرت إلهام لعمرو متسائلة فرد بحرج وهو ينظر لأروى مستغيثا أن تفهم ما يتحرج من قوله "كيفما ترغب أروى سأنفذ ".



ردت أروى بهدوء" لا أريد قاعات أفراح "


التفتت إليها إلهام محبطة وقالت" لماذا يا بنيتي؟"



قالت أروى بجدية" من المفروض أن يفرح أكثر يا أمي أنا أم الناس ؟"


ردت إلهام "بالطبع أنت حبيبة أمك أنا أريدك سعيدة "


رفعت أروى عينيها لأمها بتأثر وقالت "وأنا أحلى حفل خطبة عندي أن يضم فقط من أحبهم وأشعر أني سأكون على سجيتي في وجودهم .. لذا أفضل أن يتم هنا بالبيت بجلسة لطيفة عائلية تضم الاصدقاء المقربين فقط مثل يوم ميلادي الذي أقمته عند رامز العام الماضي هذا ".


ثم استدارت تبتسم لبانة التي تقف بجوار أحمد فبادلتها الأخيرة الابتسام بشجن .. بينما تحرك أحمد يحيط ذراعه حول خصر بانة التي أجفلت لثوان ثم حاولت الاسترخاء .. وتبادلت معه نظرات الحنين لتلك الاوقات التي كان كل منها يحب الأخر دون أن يدري .


أما عمرو فتنفس الصعداء مما قالته أروى فقد وفرت عليه الحرج في طلب أن يقام حفل بسيط راقي بعيدا عن حفلات الصخب والرقص وخلافه التي لا تتماشى ما شخصيته .. وترك الأمر على أروى بثقة لم يعلم كيف تأصلت فيه أن أروى ستفهم ما يريد .. وما قالته ملأ وجدانه الذكوري بالفخر والغرور .



تدخل الحاج يقول " اتركيهم على راحتهم يا إلهام"


ردت باستسلام " كما تحبون المهم أن نفرح "


تحدث عمرو بحماس "ألن نقرأ الفاتحة إذن ؟"


مد الحاج يديه ليمسك بكف عمرو وبدأوا بقراءة الفاتحة بينما أروى تحدق فيهم غير مصدقة وكأنها تريد تجميد المشهد لبعض الوقت كما تفعل مع مشاهد الدراما الرومانسية لتلتقط الانفاس ..


رفعت عينيها لأحمد الذي كان يراقبها وبمجرد أن التقت أعينهما تبادلا الكثير من الكلمات الصامتة المغلفة بالاحاسيس السعيدة .


ولم تكن أروى الأكثر تأثرا بما يحدث في تلك اللحظة فلا تزال في مرحلة الصدمة .. وإنما إلهام التي لا تعرف كيف تعبر عن فرحتها .. لا تصدق أن أروى أخيرا عروس .


اقترب منها الحاج وهو الوحيد الذي يعلم بفرط سعادتها رغم احباطها من عدم إقامة الحفل بقاعة أفراح وقال يشاكسها" أين الزغاريد يا إلهام ؟!!"


وكأنها كانت في انتظار الطلب ..



فرفعت إليه إلهام عينان طفوليتان تترقرق فيهما الدموع ثم أطلقت زغرودة عالية مدوية مدفوعة بقوة طوفان من السعادة المؤجلة لسنوات فملأت زغرودتها الشارع كله .


قال الحاج يسترضيها "ما رأيك أنزل أوزع الشربات على الحي كله الآن؟ .. وغدا بإذن الله نذبح عجلين واحد نخرجه صدقة والثاني نوزعه على أهل الحي" .


مسحت عيونها بكم عباءتها وأومأت بفرحة فقال يشاكسها مجددا "ما هذا يا أم العروس هناك من بالحي من لم يسمع بالخبر بعد.. أريد زغاريدا مدوية بالشرفة ".


لمعت عيناها بحبور طفولي وأسرعت للشرفة في حماس ... وظلت تطلق زغاريدها المدوية واحدة بعد الأخرى حتى كادت أن تسقط مغشيا عليها ... من الفرح .



يتبع

[Shammosah]

خرج وائل من الكنيسة أكثر راحة وسكينة بعد أن صلى من أجل عمرو وأروى ..



بمجرد أن خرج من الباب العملاق تردد قليلا ثم عاد ينظر مجددا في قاعة الكنيسة الفارغة أمامه ليتأكد أنه لا يوجد أحد في هذا الوقت من الليل .


لكنه برغم ذلك مازال يشعر أن هناك من يراقبه بالقاعة ! ..



سار عائدا للحي فالمسافة لم تكن بعيدة .. ليتطلع مجددا خلفه في ريبة .. فمازال ذلك الأحساس الغريب ينتابه بأن هناك أحدا يتتبعه .



رن هاتفه ففتح يقول "أهلا سيد ... هل تعرف شيئا عن عمرو ؟.. لقد اتصلت به مرارا بعد أن علمت بما حدث .. ولم أتلق من هذا الـ ( .... ) سوى رسالة مقتضبة أنه سيتصل بي بعد قليل ولم يحدث حتى الآن " ..


هتف سيد بصوت يملأوه الفرح " إنه غارق في السعادة الآن يعيش دور العريس يا اكسلانس "


هتف وائل بمفاجأة "صدقا تقول يا سيد ! .. لقد كانت الأمور مُحبِطة منذ ساعتين "


رد سيد بمرح" ربك كريم يا اسكلانس .. أين أنت الآن ؟"


قال وائل بتأثر" كنت بالكنسية أصلي من أجلهما "


مازحه سيد يقول " دعواك مستجابة يا أبانا "


قهقه وائل بسعادة وأستطرد سيد "تعال بسرعة الحاج يوزع الشربات ويتقبل التهاني .. "


تمتم وائل بحماس "مسافة الطريق .. سلام "


أغلق الهاتف ورفع عينيه للسماء بإمتنان ثم أحكم السترة الجلدية حوله والطاقية الصوفية على رأسه الحليقة وتطلع خلفه مجددا بارتياب.. ثم أسرع الخطى يقفز كالأطفال وهو يستنشق نسمة الليل الباردة بانتعاش ..


إنه يتلمس السعادة باستجداء .. فبرغم أنه فقد الأمل في انتظار حدثا سعيدا يخصه .. لكنه أصبح يستمد السعادة ممن يحبهم .. فقد القدرة على إفراز هرمون السعادة ذاتيا .. فأصبح يتلمسه ويستجديه من رفقاء الدرب ..



فأي حدث سعيد لأحد المقربين يجري عليه كالطفل الصغير حين يرى الحلوى .. ويبالغ في إغراق نفسه في لحظات الفرح تلك لاعتقاده أنها ستتبخر من داخله .. و سيعود سريعا لنفس الحياة الكئيبة المملة التي لا لون لها ولا طعم ولا رائحة .. حياة ليس لها هدف أو سبب حقيقي ليتمسك بها ..



لو بيده لاستسلم لمرضه وإكتئابه منذ من أعوام مضت ..



منذ أن مات اكلينيكيا بإجباره على الزواج كالنساء مما سحق كرامته الذكورية .. وتلاها المحنة التي تعرضت لها مريم وفاجعة انتحارها وموت أبيه ..وهذا الكم من القسوة والانانية والدونية التي قابلها بالبشر .. كلها أمورا لم تتحملها مشاعره الهشة التي انسحقت من أول محنة .





يعترف انه هذا الكائن المرهف المشاعر .. عاطفي النزعة بامتياز .. يتغذى على العاطفة ويستمد منها قوته ..
إنه ليس بطلا أسطوريا ولا يريد أن يكون .. ولا يملك نفسية المقاتلين كسيد أو بانة أو أروى .. جل ما كان يتمناه إمرأة يحبها وبيت بسيط بعيدا عن الرفاهيات بعيدا عن ضجيج المدن .. في أحضان الطبيعة .. في كوخ خشبي صغير على شاطئ البحر..



ابتسم حين تذكر أحلامه البريئة الساذجة التي رسمها مع مريم .. كانت تشبهه كثيرا شكلا وموضوعا .. بشقرة شعرها وزرقة عيناها مثله ورهافة حسها وهدوء شخصيتها كشخصيته .. كانا يتمازحان دائما فيما إن أنجبا أطفالا سيطلقون عليهم أسماء غربية تليق بهيئتهم التي من المؤكدة أنها ستكون بملامح غربية صرفة .




تنهد وهو يتذكر سيرتها .. يبدو أن خبر خطبة عمرو وأروى أنعش روحه ببعض من البهجة .. فأسرع الخطى يشتاق للحظات سعادة يلملمها من قلوب رفقاءه .




***



تطلعت أروى إليه وهي مازالت تحت تأثير طوفان المشاعر المتناقضة التي عاشتها اليوم .. غير مصدقة أنه هنا ..
معها ..



أمامها مباشرة ..



يسحب الكرسي ليجلس بحرج واضح أمام منضدة الطعام بعد أن وضعت لهما إلهام الطعام مرة أخرى ... بينما نزل الحاج للشارع يوزع الشربات ويتلقى التهاني والمباركات.




تقدم أحمد نحوهم ببرود يغمغم "أنا جائع فعلا "


تطلع إليه عمرو بإرهاق فلم يعد لديه أي طاقة باقية اليوم لتحمل صبيانية أحمد وغيرته .


مد أحمد يده نحو الطعام لكنها تجمدت قبل أن تصل إليه حينما أطبقت بانة بحزم تسحب ذراعه.


التفت إليها يقول مستنكرا "ماذا ! .. أنا جائع" .


قالت بانة من بين اسنانها "تعال سنأكل بالداخل"



رد ببرود "ولماذا نأكل بالداخل .. نأكل معهم هنا"



تحرجت بانة من الحديث أمامهم وقالت وهي تجز على أسنانها" هل صليت العشاء ؟"


رد أحمد "ليس بعد "


فقالت بحزم "إذن تعالى لتصلي أولا "


نظر لعمرو وقال "سأصلي معه بعد الأكل"



رد عمرو بإجهاد" صليت الحمد لله "


رمقه أحمد بغيظ فشدته بانة بحزم فذهب معها وهو يزمجر في إعتراض .


بمجرد أن أصبح بمفرده أخيرا مع أروى بادرها بالقول "لماذا تبدين بهذا الشكل؟ "


سألته مراوغه وهي تتحسس وجنتيها بحركة تلقائية "هل أبدو بشعة إلى هذه الدرجة ؟!!"


صمت قليلا ينظر إليها ثم رد بصوت مجهد يقاوم مشاعر جامحة ستفقده إلتزامه إذا ما طاوعها "أنت بشعة دائما يا أروى "


اشاحت بنظرها تتمتم "فظ بإمتياز "


ابتسم في إرهاق ثم سألها بقلق "هل كنت تبكين؟ .. لا تفعليها مجددا أرجوك حتى لو من أجلي ."


تطلعت إليه قليلا فتلاقت أعينهما .. غير أنها أشاحتها بسرعة عاجزة عن تحمل هذا الفيض من المشاعر الذي تجدد منذ قليل بعد أن وصلت لنقطة خطرة من الإحباط واليأس..



وتمتمت لنفسها "أنا لم أر أحدا من قبل يبدو وسيما بهذا الشكل بعد كل ما مررنا به اليوم من وقت عصيب"



سألها بشك "بماذا تغمغمين يا أروى أريد أن أسمع"


استدارت إليه تقول "كنت أقول من أوهمك أني كنت أبكي "


لاحت ابتسامة على شفتيه دغدغت مشاعرها ثم قال "صحيح أني غبي عاطفيا لكني لست أعمى وجهك يبدو تماما كسمكة الينفوخ ".


ياله من توقيت سخيف !!


سخيف جدا يا أروى ..



ما الذي تفعلينه الآن !!


هل هذا وقت تدفق الدموع !!..



بالتأكيد تبدين أمامه الآن كمراهقة في الثالثة عشر من عمرها !!


هذا ما دار برأسها عندما تدفقت الدموع من عينيها فجأة كالشلالات دون رابط يحكمها .


توتر عمرو وهتف في جزع "أروى ما بك ؟؟؟"..
بينما هي تحاول التحكم في هذا الانهيار السخيف الذي يحاصرها .


شعرت بالحرج الشديد ..
الأنثى المراهقة بداخلها التي كان حلمها الأثير أن تظهر أمامه في لحظة كهذه كأجمل نساء الدنيا تلطم على وجهها الآن ..


لحظتها شعرت أنها بحاجة لأحمد .. بحاجة لأن تختفي في صدره تتدارى من هذا المظهر المحرج .. إنها تبدو مريعة فعلا كسمكة الينفوخ .




لكن ما قام به عمرو أدهشها حقا .. ومنحها قدرا من الأريحية التي يشعر بها الحبيب حين يثق في قيمته عند الآخر ..



فلم تتوقع منه أن يتحرك بملامح جزعة متخليا عن تحفظه وكبرياؤه الأثير .. ويسحب نصف علبة المناديل بسرعة ثم يجثو أمامها على ركبة واحدة يناولها المناديل قائلا بصوت أجش قلق "أروى هل أنت بخير؟؟ .. لماذا تبكين مجددا؟؟.. أنا لم أقصد أن أجرحك يا أروى كنت أمزح أقسم بالله "..



حينما استمرت الدموع في التدفق من عينيها همس بقلق "أروى هل أنادي خالتي أو أحمد ؟"


حركت رأسها بلا وهي تأخذ من يديه كومة من المناديل كورتها ورفعتها نحو عيناها عل الدموع تحترم تلك اللحظة المهمة جدا الذي تعشيها حاليا وتتوقف على التدفق من عينيها .



أكمل عمرو بنفس الصوت الأجش" أنا .. أنا لم أقصد فعلا أنك بشعة وشبيهة الينفوخ يا أروى ..ظننتك ستفهمين "..


ثم اخفض صوته وقال" أنا أمازحك لأقاوم مشاعري التي تلح على بانفلات لم أعهده في نفسي سيودي بنا لكارثة وفضيحة وجبالا من الذنوب لن يكفي عمري كله لمحوها "....


ابتسمت بخجل من بين دموعها فمال برأسها قليلا يتأكد أنها ابتسمت فعلا ونظر للممر المؤدي للي غرف في توتر ثم همس " هيا يا أروى توقفي عن البكاء كيف تبتسمين وتبكين في نفس الوقت!
.. توقفي قبل أن يأتي أحد ويجدني جاثيا أمامك محدقا فيك هكذا كالأبله."


ردت بغيظ من بين أسنانها" هل تعتقد أني سعيدة بهذا المنظر المزري أمامك.. إنها تفعل ذلك وحدها ".


حدق فيها وسأل بغباء "من التي تفعل وحدها؟!! "


ردت بغيظ بسبب غباؤه "دموعي يا بني آدم دموعي "


أطلق عمرو ضحكة حاول قدر الإمكان أن تكون خفيضة .. إلا أنها أصابت أروى بالرجفة ..ثم قال بلؤم "وهل سبب تلك الدموع عمرو القاضي؟ ".


شمخت بأنفها بكبرياء تقول بملامح جدية تحاول انقاذ بعض الفتات من كبريائها الذي انسحق أمامه "بالطبع لا .. هل بت تهلوس هذه الأيام !! "


ابتسم لها ابتسامة حلوة فأشاحت بوجهها عنه تستغفر في غيظ من تعمده أن يطل عليها بوسامته في هذه اللحظة الحرجة من حياتها .



فسألها بإصرار وضحكة متسلية على زاوية شفتيه "إذن ما السبب الذي جعلك تبكين حين رحلت ؟"


أشاحت بنظرها تتطلع إلى السقف بعيدا عن وجهه الذي يتمثل أمامها بلحيته المغرية للمس وقالت "كانت دموع الفرح "


استند بساعده على ركبته المرفوعة عن الأرض وسألها بنظرة عابسة مستفهمة "دموع الفرح لأني رحلت !!"


فرددت "بل دموع الفرح لأني سأعود لإرتداء الجوارب القصيرة كما يحلو لي .. وسأتابع كل مسلسلات ووكي بكل حرية .. ولن يرسل لي أحدا زهور التيوليب البيضاء التي أحبها .. ولن أُهدى بإقتباسات من الأغاني تدغدغ مشاعري .. ولن يطل علي أحدا بلؤم وغرور ذكوري هكذا "


أطلق ضحكة ثانية غير قادر على كبتها وهو يتطلع لحالتها وطريقتها في السخرية من نفسها وكبريائها هذا الذي تحميه بالمزاح .. بينما قلبه يضرب بعنف على جدران صدره راغبا بالقفز إلى حجرها .



لم يكن يعتقد من قبل بوجود الحظ في الحياة .. لكنه بات أكيدا الآن أنه أكثر المخلوقات حظا إن كانت أروى من نصيبه.. ليس كزوجة فقط بل إمرأة تحبه حبا كالذي أبصر بصيصا منه منذ أيام قليلة ..


وقد لا يجرؤ يوما - بوازع من كرامته الذكورية - أن يعترف لها بأنه لا يعلم بالضبط ما العمل الرائع الذي فعله في حياته ليكرمه الله بمشاعرها تجاهه .. لكنه سيظل ممتنا لله عز وجل على هذا المنح العظيم .




أما أروى حين سمعت رنة ضحكته توقفت عن البكاء تحدق فيه بوجه تغرقه الدموع ثم صاحت موبخة "عمرو أمرك غريب والله تطلب مني أن أتوقف عن البكاء ثم تضحك تلك الضحكة التي أحبها و لم أسمعها من سنوات طويلة .. دون أي مراعاة لمشاعر العانس بداخلي .. كيف لم تتغير ضحكتك؟! .. إنها نفس ذات الضحكة الصبيانية ذات الرنة التي تـ شـــ بـــه .... "




قطعت كلامها تضغط على شفتيها لتخرسها .. وحدقت فيه بوجه تخضب بالأحمر .


ماذا قالت للتو ؟!!


تمتمت في سرها "لماذا تعجلت في إطلاعه جانبك الوقح يا أروى .. أتتغزلين في ضحكته بوقاحة من أول يوم يجلس فيه معك !!.. فضحتي نفسك يا بنت سماحة ".


تسمر عمرو يحدق فيها معقود اللسان وقد تعرق جبينه .. يشعر بشلل في أطرافه وغالبا لم يدرك أنه قد توقف عن التنفس .


لم يعرف كيف من المفروض أن يرد عليها ..



هل ينفجر ضاحكا لخفة ظلها وطريقتها الفريدة في التعامل مع المواقف؟ .


أم يترك العنان للدموع التي تختنق في حلقه ألما وشفقة عليها حين ذكرت كلمة ( عانس ) .. وباحت بمكنون مشاعرها في جملة قد تمر مرور الكرام لكنها وصلت إلى أعمق نقطه في قلبه ؟.


أم يعتذر لها لأنه يحمل قدرا من المسئولية عن كونها لم تتزوج حتى الآن ؟.


أم يستعطفها أن تسامح غباؤه و تخلفه العاطفي ؟.


أم يخبرها أن كل شيئ له أوان وأنه لا يجد عمرها كبير إلى هذه الدرجة ؟.


أم يخبرها كم هي ممتعة .. مغرية .. مهلكة أمامه الآن.. حتى بوجهها المنتفخ ؟.


أم يرد عليها ردا عمليا بليغا .. شاملا لكل ما سبق بأن يطلق سراح تلك المشاعر الذكورية العنيفة التي تفور في خلايا جسده الآن تصارع للخروج في رغبة جامحة لتولي مهمة الرد الكافي الوافي على ما قالته للتوه.؟!!.




تنحنحت أروى في حرج وهي تراقبه وقد تسمر على وضعه بملامح غامضة فلم تجد ما تقوله .. يبدو أنها أفسدت كل شيئ بغباء ...


ضغطت على زر الكرسي فتحرك للخلف قليلا يبتعد عن التمثال المتخشب أمامها يجثو على ركبة واحدة ثم أدارت الكرسي للخلف مغادرة وهي تتمتم بصوت هرب منها" تصبح على خير"


امتدت يده فجأة تشل حركة الكرسي ووجدت نفسها تسحب للخلف ثم يلف الكرسي بها لتواجهه مرة أخرى فغطت وجهها بكفيها في حرج .


زم شفتيه يتحكم في إبتسامة ملحة ثم قال بصوت مبحوح "أروى إرفعي يديك عن وجهك "


حركت رأسها بلا ..


فأشاح بوجه لثوان يحك لحيته يقاوم حمما سائلة في شرايينه ثم عاد يقول بصوت مبحوج " أروى دعينا نتحدث كالعقلاء "


رفعت وجهها فجأة لتقول " بالضبط .. إعتبر ما قلته منذ قليل نوعا من الهذيان "..





فجأة فتحت آية الباب ودخلت بحماس ثم تسمرت وهي ترى عمرو يجثو على ركبة واحدة أمام أروى والذي انتفض واقفا في حرج بمجرد أن دخلت ..


فقالت آية بارتباك" هل أعود إلى الشارع وآتي بعد قليل أم ماذا ؟"


قاله عمرو بعد أن تنحنح في حرج" كيف حالك يا آية ؟"


لمعت عيناها وردت بشقاوة "بل أنتما كيف حالكما .. لقد فوجئت حين وصلت للحي بالخبر السعيد "


تحركت إلى أروى ثم شهقت تقول "ماذا حدث لوجهك؟!! "


حدجتها أروى بنظرة عتاب بينما وضعت آية يدها على فمها تخرسه ونظرت لعمرو نظرة خاطفة فقهقه عمرو غير قادر على التحمل .



قالت آية بارتباك" سأذهب لأبلغ أمي أني وصلت"



تحركت خطوتين ثم عادت متردد لأروى ومالت إليها تحضنها بقوة وهي تغمغم بصوت هامس "مبارك لك يا أروى أنا سعيدة جدا من أجلك"



شعرت أروى بالاندهاش لموقف آية .. فلم تكن الأخيرة تعبر عن مشاعرها أبدا ..فأغرورقت عيناه بالدموع تأثرا بينما أشاحت آية بوجهها تداري دموعا هي الأخرى وانسحبت للداخل .


ابتلعت أروى ريقها وهي تترقب ما سيقوله عمرو الواقف أمامها يحك أرنبه أنفه بحرج ..



بعد لحظات قال" اسمعيني جيدا يا أروى وأرجو أن استطيع صياغة ما أريد إيصاله لك "..



قاطعته وهي تشير لكرسي السفرة وتقول" ألن تجلس ؟"


رد عليها بحزم "لا دعيني أقول ما أريد من هنا "


أومأت برأسها بتفهم ثم قالت بملامح جادة "كما تحب .. لكن لا تطيل لأن رقبتي ستؤلمني .. أمامك ثلاثة دقائق من بداية الكلام ... هيا إبدأ "


رفع عمرو يده إلى جبينه يغمض في استسلام وهو يضحك من جديد .


ثم وقف أمامها يضع يديه في جيبه باسترخاء و قال " لم أكن أعرف هذا عنك .. أنك تلجأين للمزاح حينما تتوترين ".


تحرك يستدير حول الطاولة ليجلس على الناحية الأخرى منها جاعلا المنضدة الكبيرة بينهما ..


فغمغمت أروى لنفسها "أرعبت الشاب من أول ساعتين يا بنت سماحة "


هتف عمرو بحزم" أروى لا أحب الغمغمة قولي ما تريدين قوله دون برطمة جانبية "


ردت أروى بعصبية" لو لم أغمغم وتكلمت بما يدور برأسي لن تجلس وبيني وبينك المنضدة .. ستترك البلد كلها من الصدمة "


ضرب عمرو فجأة على المنضدة وقال بصوت خفيض صارم "أروى أخرسي .. أخرسي تماما ولا تتكلمي .. أنت مصرة على أن أفقد عقلي بسببك الليلة "


أجفلت أروى وزمت شفتيها في طاعة .. فحك جبينه يحاول التركيز أكثر فيما كان ينوي أن يقوله فلم يجد كلمة واحدة باقية في ذهنه فتمتم يقول" أصبحت غير قادر على جمع كلمتين مما أريد أن أقوله ".




ثم نظر إليها قليلا فتلاقت أعينهما تتلألأ النجوم المضيئة بينهما .




يتبع