آخر 10 مشاركات
في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          سلام لعينيك *مميزة * "مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          القدر المحتوم _ باتريسيا ليك _ روايات غادة (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-18, 11:59 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






يُسمعني حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات..
يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات...
والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ زخات...
يحملـني معـهُ لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات...
وأنا كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات...
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات...
يهديني شمسـاً يهـديني صيفاً وقطيـعَ سنونوَّات...
يخـبرني أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات ...
و بأنـي كنـزٌ وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات..
يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المرقصَ والخطوات....
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات...
يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات....
وأعودُ لطـاولـتي لا شيءَ معي إلا كلمات...




نزار قباني




الفصل التاسع

وقفت مبهورة للغاية أمامه... نجمات من الفصوص اللامعة تنتشر بكثافة على الجزء العلوي بالكامل حتى ما بعد الخصر بقليل ثم يتباعد تدريجياً حتى نهاية الثوب الطويل على قماش من الدانتيل الفاخر الذي كان يحدد الجسم بروعة ثم تنتفخ التنورة لتعطي شكل ملكي فخم ,,ستصبح أميرة تزف لأمير أحلامها ..
هكذا رأت نفسها الباسمة عندما وقفت لا تتزحزح من أمام فستان أحلامها نظرت بطرف عينيها لهارون الذي كان بمنطقة الانتظار في المتجر الكبير حتى تختار ما يعجبها مانعة إياه من الدخول معها خجلاً منه ..وحمدت الله على اصرارها بمنعه فما سوف تفعله الأن سيعد أول كذبة بحياتهم الزوجية وستكون الأخيرة إن شاء الله ..فهي أحبت الفستان ولا تريد إحراج هارون وهي تعلم بضيق سعة يده ..
توجهت للبائعة وقررت شراء الفستان بدل من تأجيره فاستجابت البائعة فوراً مانحة إياها الجزء الأكبر من سعر الفستان من بطاقتها المصرفيه بينما تأخذ البائعة من هارون الباقي كثمن التأجير ...
وهكذا عادت لبيتها سعيدة بحصولها على فستان عرسها الذي حلمت أن تحتفظ به ..
فليس كل يوم تتزوج هارون...
وكانت كما تخيلت يوم عرسها أميرة متألقة لامعة أثارت إعجاب الجمع الغفير الذي حضر الاحتفال ..حضر والدها دامع العينين جزء من الاحتفال ثم تركها عائداً مع أخيه للمنزل ليكون باستقبالهم ..
كانت عيني هارون لا تحيد عنها يشاغلها بكلماته يسير حنقها بلمساته الجريئة حتى قرب النهاية أقترب منه مجموعة من أصدقائه يحملوه من جانبها ليقذفوه عاليا ثم يتلقفوه وبعدها تحلقوا حوله بدائرة واسعة يرقصوا على الأنغام
و كانت رقصتهم الجماعية و خبطة أرجلهم بالأرض كأنها ريح عصفت بدقات قلبها وقلبه

لا أدري كيف مشيت إليّ وكيف مشيت إليكِ
دافئةٌ أنتِ كليلة حب ...
من يوم طرقت الباب عليّ ابتدأ العمر
كم صار رقيقاً قلبي حين تعلّم بين يديكِ
كم كان كبيراً حظّي حين عثرت يا عمري عليكِ
آه يا ناراً تجتاح كياني
يا فرحاً يطرد أحزاني
يا جسداً يقطع مثل السّيف ويضرب مثل البركان
يا وجهاً يعجّ مثل حقول الورد ويرفض لحني كحصاني
نزار قباني

ومع كل نغمة وجملة شعرت أن هارون بين أقرانه يشاغلها بنظراته ويخصها بحروف العشق التي تسمعها معه حتى رأت إمرأة كانت كحية تتلوى بفستان بني بخطوط سوداء كجلد النمر اقتربت بهدوء بخطوات راقصة لتدخل بين مجموعة الرجال الذين لم يمانعوا وجودها بينهم أو يستغربوه فأعطى الباسمة لمحة من ماضي هارون بين هؤلاء الأصدقاء الذين جاءوا ليحتفلوا بوقوع أشهر عازب بينهم في قفص الزواج ..
ذلك الماضي الذي إخترق مساحة الغيرة الشاسعة داخل الباسمة لتشعر ناحيتها بالخطر فتقف هي الأخرى مكانها لتجذب الأنظار لها ويقترب زوجها بتحفز وكأنه قرأ أفكارها الجريئة عندما بدأت النغمات تلحن بكلمات نزار

قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني
قولي لي ماذا أفعل فيكِ .. أنا في حالة إدمان
قولي لي ما الحلّ فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني ..
من أين أتيتِ وكيف أتيتِ
وكيف عصفتِ بوجداني
نزار قباني
لترفع رموشها التي غطت لمعان عينيها البنية للحظة فتجد هارون يداريها بجسدة العريض من بداية وقفتها التي اكتفت فيها بتحريك ذراعيها بنعومة دون تحريك جسدها لتغمز له بعينيها القاتلة
فيهمس لها : أنا في لهفة لرؤيتك ترقصيها لي كاملة في خلوة تجمعنا لكن لكِ وعدي أن أعلمكِ قبلها أولاً كيف تتلوي هكذا تحت أنظار الرجال يا زوجتي العزيزة...
وينتهي الحفل .....

أخيراً وصلوا لبيتهم الذي علقت عليه
زينة من سلاسل المصابيح الصغيرة التي تطلق أنوار بألوان مبهجة ..
ساعدها بالترجل بفستانها الضخم من السيارة هامساً لها ضاحكاً : لا أدري كيف بجسدك الرقيق تحملي كل هذا الوزن ..
قابلت كلماته بابتسامة مهزوزة ثم وجدت والدها وعمها بانتظارهم بالشارع وسمعت التهاني والزغاريط من الجيران وهي بحضن أبيها الغالي التي تركته مرغمة عندما جذبها هارون منه بلطف لتتقدمه بالدخول من الباب الخارجي
ليقف هارون عابساً بغضب مكتوم عندما وجد أمه تركن بظهرها على جانب من الحائط تسد الباب وتضع ذراعها على الجانب المقابل في سلوك عفا عليه الزمن لتمر الباسمة من تحته فتكون حسب معتقداتها تحت طوعها
انتبهت احسان لفعلة اختها فبالمقارنة بين طول أختها القصير وطول الباسمة ستضطر العروس ان تنحني كثيراً حتى تمر وهي صورة سوف تتناقلها الألسن بكل جمع سيمر عليهم بالمستقبل فهي تعرف النسوة وثرثرتهم.... فجاءت من الخلف دون ان ينتبه لها أحد واخذتها بالحضن وهي تزيحها جانباً فيدخل هارون الذي لم يغفل عن ما حدث والباسمة الغافلة كليا عنهم وكل ما يدور بذهنها وعيد هارون لها بنهاية الحفل وهي توبخ نفسها بدل منه على صبيانية تصرفها
بينما علي كان يضحك ملئ فيه وهو يرى زوجته وأختها القصيرتان المكتنزتان يتصارعان خفية ليترائى للأعين التي تحيطهم أنهما بأحضان بعضهما للتهنئة لا لغير ...

كانت تتقدم هارون بفستانها وهو يحاول أن يساعدها تلكأت قليلا أمام شقة والدها ليحثها للصعود لشقتهم هامساً
: لا تقلقي بلمح البصر تكوني معه سواء كان بحاجتك أو لا ..
فنظرت له بدموع غشية عينيها وهمست تستنجد به :هارون
مد يده يمسح على خدها : عيوني
: هذه هي المرة الأولى التي أبعد فيها عنه ...
قاطعها هامساً بلطف وهو يضع يده على ظهرها يحثها على صعود السلالم
: هيا باسمتي أنا أسمع أصوات تتبعنا ..ثم من قال إننا سنبعد عن عمي حسن ..

استجابت لكلماته ودفعه الرقيق بيده على ظهرها لتجد نفسها بمساعدته بغرفة نومهم تنظر لنفسها للمرأة جالسه على المقعد الصغير ومن خلفها هارون يخلع سترته ورابطة العنق دون أن يحيد بعينيه عن تلك الباسمة التي خطفت قلبه اليوم بطلتها البهية ليتقدم منها ويمد يده يساعدها على رفع طرحتها الحريرية المشبوك بحجابها الأبيض حتى وجد شعرها الليلي بين يديه يحرره لتلتقي اعينهم للحظة فيهمس
: ما بكِ
حركت رأسها يمين ويسار : لا أعرف كأني بحلم
ظل يحرك أنامله بين حرير شعرها وبلطف: هل تريدي الاستيقاظ منه
نظرت لعمق عينيه وبثقتها التي تبهره : أبداً ..أبداً يا هارون
ووقفت برشاقة تحسد عليها داخل فستانها الثقيل والتفتت تكاد تصل لذقنه بحذائها ذو الكعب العالي وهي تحرك يديها بلغة الاشارة مع كلماتها الواضحة
: أنت أكثر من مجرد حلم يا ابن عمي ..لكن هل أكون بالنسبة لك كذلك و من فضلك كن صريح معي الأن حتى لا أرتفع بسقف طموحاتي فاحلم بحبك مثلاً

ابتسم بثقة: أنه أمر بيدك وحدك
:كيف
: الزوجة بيدها ان تكون مجرد شيء أو كل شيء
عبست بعينيها مفكرة ولكنها حركت رأسها بعدم فهم
فضحك وبصوت اجش اقترب منها : قد تكون زوجة فقط أو كل شيء كأن تكون صديقة عشيقة معشوقة وزوجة ....
لمس ثغرها برفق : هل فهمتِ

: وأنت ما دورك
إلتف من وراء ظهرها يبدأ بحل خيوط الفستان الصعبة
:دوري التركيز بتلقي كل هذه العطايا التي تمنحيني إياها محللاً شفرتها
: وبعدها
قبلها من عنقها الظاهر ليصيبها الخجل فتحاول البعد فيمنعها هامساً : بعدها يكون حل الشفرة إما صدق حبك أو كذب إدعائك

دارت لتواجهه بقوة وإصرار فهي ليست غافلة عن محاولاته الهروب من منحها وعده بالحب
: ما مشكلتك
تنهد رافعاً يديه بقلة حيلة ثم وضعهما يجيبي بنطاله
: بل ما مشكلتك انت يا ابنة عمي كما كنتِ عقلانية وأردتِ زوجاً أنا أيضا أردت زوجة وفكرت مثلكِ وحسمت أمري ووجدتك أكثر من ملائمة لي ..
غابت ابتسامتها مع تصريحه البارد أمام أعين هارون الذي تنهد بتعب
: باسمة لماذا نتحدث بهذا الموضوع الأن ألا تري أن الزواج التقليدي نجح مع والديك ووالداي .. فإذن هناك أمل لنا
ثم همس بتردد واضح
: لا أنكر أني اكتشفت.. أني أكن لكِ بعض المشاعر إذا كان هذا ما تبحثي عنه إلا إننا نحتاج لبعض الوقت
: لما
: لتفهميني
اقترب مرة أخرى منها يختصر القلق الذي أصابهما وهو يمرر بأنامله يفك عقدة جبينها ثم يمررها على ثغرها يحثها على الابتسام ويتابع
: ولكي أفهمك ولكي استطيع دائما الحفاظ على ابتسامتك وهذا هو وعدي لكِ
لم تفهم ..حاولت ولم تفهم ... ابن عمها وهو يحاول أن يكون واثق ومسيطر وأيضاً الرجل القوي نجح فقط بأن يجعلها تلمس قلقه ..هل يمكن أن يكون خائف من فشل تجربتهم كما فشل سابقاً وهل الرجل مثل المرأة يخشى تعدد مرات الفشل ..لما لا .. قد يكون هذا ما يريده منها فهمه واحتواء قلقه وأيضاً بذل مجهود اكبر لإنجاح زواجهم
ابتسمت برقة لما توصلت له وأمسكت طرفي فستانها الذي حل هارون شرائطه جزئياً
: امنحني وقت أريد أن أتوضأ لتؤمني بصلاة العشاء ومن بعدها ركعتي سنة الزواج
ضيق بين عينيه بتفكير من تبدل حالها فجأة بعد صمتها المفكر وهو يشير لها بذهول : بفستانك
ضحكت وهي تجر الفستان : حلم أخر من أحلامي تحققه لي
ضحك هارون عاليا : وبعدها
هتفت وهي تغلق باب الحمام : سنرى يا ابن عمي
همس وهو يمنحها الوقت ويبدأ بابدال ملابسه ضاحكاً : فعلاً سنرى يا باسمتي ..قد يكون عدم صلاتي في زواجي الأول هو سبب فشله
عبس بوجهه : ما الذي أقوله فهذه النجلاء كان لن يستقيم معها الأمر حتى لو حجيت لبيت الله ...
تتمطى بكسل وهي تشعر بدفء غريب يحاوطها ليس دفء غطاء محكم ولكنه دفء له رائحة تحبها بل تعشقها رائحة هارون ..
وعندها فتحت عينيها على وسعهما وانتفضت أو حاولت فهارون كان يحاوطها بيده نظرت لوجهه بالبداية بحذر ثم استرخت بهدوء وابتسمت و نظرت لسقف الغرفة..
تتذكر كل ما مر بها باليوم السابق فابتسمت عندما رأت نظرة الاعجاب بعينيه عندما شاهدها تخرج من صالون التجميل .. ثم عبست عندما تذكرت فستان عرسها الذي تعلقه بخزانتها الأن قلقاً من رد فعل هارون عندما يعلم بشرائها له ..ثم عادت وابتسمت عندما تذكرته وهو يُقذف لأعلى ثم تتلقفه يد اصدقائه ثم عاد العبوس لها عندما تذكرت تلك القزمة التي كانت ترقص معه ... وأصبحت الراحة بخبر كان عندما فكرت بكم العراقيل التي ستقابلها لنيل قلب ابن عمها فلازالت تلك الرنات المزعجة تأتيه حتى وإن كان يتجنب الإجابة عليها وهي معه ولكنه لا يبتر طريق الشيطان معهم ...
كان تقلب مشاعرها تحت أنظار هارون المراقبة فانتفاضتها من البداية ايقظته ..تخيله أنها كانت تريد زواج مؤقت أو صوري ترضي به عمه جعله على صفيح ساخن لا يدري سببه ولكن الذي هو واثق منه ان ابنة عمة اختيار رائع بكل المقاييس ...
على الأقل تخلص من رغبة أمه بتزويجه ليلى ..عندها ابتسم هارون ..ثم مال بجذعه ليقابل أعين الباسمة التي قرأت حركة شفتية بخجل أحمرت له خديها : صباح مبارك بسمتي الخجولة
ثم أمسك يديها التي امتدت ناحية الطاولة الجانبية تسحب منها سماعة الأذن خاصتها وأخذها هو ووضعها لها برفق
: أريدك ان تعلميني لغة الاشارة
عقدت بين حاجبيها بابتسامة : لماذا
: لأني أريد أن أفهمك عندما تكوني متوترة فلا تحتاجي أن تترجمي ما يدور برأسك من أفكار
:أنا لا ...
يقاطعها : بل نعم أنتِ عندما تتوتري تنسي لغة الكلام فتتحدثي بطلاقة بلغة الإشارة
هل هي صعبة
كان يحدثها وهو يمرر انامله بخفة على وجهها ويستقر على شفتيها فيرسمهما ببطئ وتصاب هي بنسيان لغة الكلام
يقبلها بهدوء ثم يهمس : هل ستعلميني باسمتي
تفيق على همساته لترد له بإشارة من رأسها بنعم ..
ويفيقا الاثنان على دقات قوية على الباب من اعتماد ثم ندائها الصاخب على هارون
فبعد هارون عنها ونام على ظهره واضعاً ذراعه على عينه
فهمست : أمك
ضحك هارون بتنهيدة وأبعد ذراعه عن عينيه يتابعها بنظراته : نعم أمي ..نسيت أن أخبرها أن لا توقظنا ..كان لابد أن أنبه عليها
وقفت الباسمة وارتدت روب على قميص النوم الأبيض ..ونظرت له بحيرة وقلق لمس قلبه
فتنهد هاتفاً وهو يجلس على طرف الفراش أمامها : أريد ان أطلب منكِ شيء واعتبريه رجاء
: تفضل
: لا تحزني من تصرفات أمي حاولي أن تعطيها العذر بكل مرة تخطئ بالتدخل بحياتنا وأوعدك أن لا أنفذ إلا ما نتفق عليه أنا وأنتِ ..ولكنه سيكون من المريح لنا أن تقول هي ما تحبه ونفعل نحن ما يريحنا وتأكدي إنها لن تعاتبنا بمخالفتنا رأيها لكنها تحب إبداء رأيها معظم الوقت أنا أعرف أمي جيداً قلبها طيب ولا تقصد الأذى
تقاطعه الباسمة : وتحبك وتغيير عليك
وقف هارون هو الأخر أمامها واضعاً يديه على كتفيها محدثها بجدية
: ما يهمني أن تعلمي جيداً أني لن استطيع أن أكون السبب بحزنها ومن واجبك كزوجة حثي على البر بها هل أطلب الكثير ... وهل ستكون هذه نقطة خلاف بيننا مستقبلاً ..
: لا ..لكني أحتاج وعدك أن تكون عادل بيننا عند أي خلاف
نظر لها بتمعن قليلاً بتفكير عميق : أعدك أن أكون عادلاً بقدر المستطاع لكنك بالمقابل لا تضعيني في موقف الحكم بينكم وحاولي أن تضعي نفسك مكاني ..هل كلامي مفهوم لكِ

أشارت له بنعم بوجوم وتركته لتجهز نفسها لاستقبال حماتها لا تريد أن تفتعل مشكلة لهم بأول يوم زواج ولكنها متوجسة خيفة من مستقبل علاقتها بهارون بوجود تدخلات من أمه
بينما خرج هو لفتح الباب لأمه وهو يفكر أن الباسمة غابت ابتسامتها بالرغم من وعده الذي أطلقه لها أن يحافظ عليها بالأمس القريب فقط ...

كانت جلسة لطيفة تخللها بعض الأسئلة المحرجة من خالتها اعتماد ولكن هارون كان يتدخل بمهارة لإلهاءها ..
أحضرت معها صينية كبيرة بها فطور العرسان كما يطلق عليه وكانت معها أختها إحسان التي كانت هي الأخرى مرحة معهم وهي تحاول التخفيف من كلمات اعتماد اللاذعة
كانت تقدم لهم عصير وبعض الحلويات وكادت تسقطهم من يديها عندما سمعت اعتماد تهتف: إحضرِ فستان العرس كي أعيده ونسترد نقود التأمين
رد هارون : أي نقود تأمين لم أدفع سوى سعر التأجير
ثم نظر للباسمة : هل دفعتِ شيء ولم تخبريني
كان ظاهر عليها التوتر الشديد عندما أجابته وهي تشير له بلغة الإشارة : لا لا
نظر لها قليلاً وهو يحرك يده على ذقنه لم يغب عليه قلقها الواضح فلم يرد إحراجها أمام أمه وخالته فهتف : لا داعي يا أمي سأعيده أنا بنفسي لا نريد أن نرهقك
أدارت عينيها بين الباسمة وابنها واستشعرت القلق : وما الذي سيرهقني سأذهب أنا وخالتك ونعود سريعاً
وقفت إحسان ممسكةً بيد أختها لتقف هي الأخرى : بل سَتُرهقي ونحن لدينا أعمال كثيرة هل نسيتي الحلويات التي سنوزعها على الأقارب والجيران بمناسبة العرس هيا لنذهب لعملنا ونتركهم ليتناولوا الإفطار
ثم قبلت هارون ومن بعده الباسمة وهي تربت بيدها الحانية على ظهرها
: إذا إحتجتِ شيئ من خالتك العجوز لا تترددي بطلبه
قبلتها الباسمة بتقدير لتلك السيدة التي لم تغفل عن يتمها
: أشكرك خالتي
وخرجتا تاركين هارون الذي ظل بمكانه واضعاً ساق على الأخرى مريحاً ظهره للخلف وعاقداً ذراعيه على صدره والباسمة تقف أمامه بذنبها الصغير تهرب بعينيها منه
: فسري
دارت على عقبيها هاربة من المواجهة لغرفتهم ترتدي حجابها هاتفة
: أبي لابد ان يكون استيقظ سأذهب لاطمئن عليه
تبعها وقد تأكد من إخفاءها أمراً وسحب من يديها حجابها الحريري
: ما الأمر ..لا أحبذ أن أفكر إنكِ ستبدأي حياتنا الزوجية بإخفاء أمر ما عني
نظرت للأرض بذنب وهي تمط شفتيها بطفولية متأوهة : لا ..أرجوك
مد يده بلطف يرفع وجهها لتنظر له وبابتسامه : صارحيني إذن
رفعت يديها تشير له بلغة الاشارة وهي تتلكئ بالحروف : عندما رأيته وقعت بغرامه ..فستاني الحلم ..دائماً ما كنت أحلم بفستان زفافي بتلك الصورة الملكية ..كنت أوعد نفسي بالحصول عليه والاحتفاظ به كي أرتديه كل عام بذكرى زواجي ثم امنحه لابنتي لترتديه بفرحها ...
ضيق بين عينيه وهو يقترب منها محركاً رأسه بعدم فهم : وكيف يحدث ذلك ونحن سنعيده للمتجر
أغمضت عينيها بتوتر : اشتريته
لم يحب توترها معه يحب انطلاقها.. وثقتها تمنحه القوة.. ولكن الأن كان أمام ضعف أنثوي لذيذ يموت شوقاً لإحتوائه و لهفةً لتحقيق أحلامها الصغيرة البريئة فابتسم بخبث لعينيها المغمضة واحتوى جسدها بيده اليسار لاصقاً إياها بصدره بينما يده الأخرى صفعتها من الخلف جالباً شهقة ذهولاً لفعلته بعد أن كانت تعتقد إنه يحتويها متنازلاً عن غضبه من كذبتها البريئة وهو يهمس بجانب أذنها التي تحمل وسيلتها للسمع
:تلك واحدة حتى لا تكذبي مرة أخرى ونقود الفستان ستكون عندك غداً
ثم صفعها أقوى جالباً شهقة ألم خفيف وخجل من تصرفاته وهتاف باسمه: هارون توقف ..
:تلك الثانية لتجرؤك أمس ورقصك أمام الناس أم أعتقدتي إنني نسيت ..
ثم رفع يده : أما تلك فهي وعدي لكِ بيوم ضربتني بغرفتك هل تتذكري..
أفلتت يدها التي كانت مقيدة بينها وبين صدره وأمسكت يده قبل أن يصفعها الثالثة وأغرقت وجهها الأحمر بصدرة هامسة بتدلل
: أعتذر عن أفعالي وأطلب السماح
وضع أنفه بين خصلات شعرها يشتم عبيره هامساً : جميل .. عليكِ إذن التكفير عن خطأكِ بالقبول بشرطي
ظلت بحضنه الدافيء مهمهمةً : وما هو
أجابها بصوت أجش : الرقص لي على أنغام نفس الأغنية
ظلت بحضنه قليلاً تحرك وجهها على صدرة تتنعم به ثم فجأة خطفت حجابها وهرولت للخارج على أنغام ضحكاته وهو يهتف
: سأظل أطالبك بشرطي للعفو عنك
هتفت من خارج الغرفة : ستنتظر كثيراً ..

اطلا على أبيها الذي كان يراقب فرحتها بعينين دامعة وخاصة عندما كان يشاهد هارون كل حين يهامسها أو يمسك يدها ويحبسها بيده فترة طويلة حتى تختطفها بغفلة منه وتحبسها بحضنها فيضحك هارون ويعود ويشدها بحضن يده مرة أخرى..
ثم تركاه عندما تأكدا من جنوحه للراحة وصعدا لشقتهما تعد له الإفطار الذي تركاه حتى يطمئنا على الغالي ..

بنظرة عابثة يراقبها عندما رأها تضع البسكويت بالحليب الساخن وتلتقطها بشفايفها سريعاً قبل أن تسقط كان يحرك لسانه بتلقائية معها ويبلع ريقه وهو يقاوم أن يرفع يده ..بل بالحقيقة فمه ليلمس فمها عوضاً عن يدها التي تحركها بنعومة فوق ثغرها الباسم ..
إذا كنت وصفتها قبلا ناعمة فهي الأن لينة مثل البسكويته المسكينة التي لمست الحليب ..
رفعت عينيها صوبه لتهاجمها قشعريرة نتيجة مراقبته لها أصابتها بالخجل فتركت ما بيدها هامسة : ماذا
ينتبه هارون لها ضاحكاً : كما أنتِ من صغرك تعشقي وضع البسكويت بالحليب وأكله لم تتغيري أبداً يا ابنة عمي ..
: و كأنك لم تفعلها في الماضي ..
هارون بتنهيدة باسماً: بل فعلتها كثيراً ولكن نسيتها كما نسيت أشياء عديدة كنت أفعلها ..
ثم نظر لها بنظرة ذئب جائع : سعيد أن استعيدها معكِ
أحمر خديها خجلا من تصريحه وهي تزيح طبق البسكويت ناحيته ثم تصب كوب حليب ساخن وتضعه أمامه : تفضل
اقترب برأسه منها وهو يكاد يلامسها وهمس : أفضلها عزيزتي من يدك كبداية ..هيا أطعميني ....

نهاية الفصل التاسع


=================================






معلومة للفائدة ..

اليتيم شرعاً هو: من مات عنه أبوه وهو صغير لم يبلغ الحلم، ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُتْمَ بعد احتلام" رواه أبو داود، وصححه الألباني






لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-18, 12:01 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




بُعد المسافات لا يرهبني كما يرهبني اختفاء لغة الحوار...
متى اختفى الهمس . .
متى اختفى البوح بما بالقلب...
متى اختفى كلام الأعين..
أعلم حينها أن المسافة بيني وبينك
هي المسافة التي لم أكن أتخيل يوماً أني سأقطعها بعيداً عنك
حبيبي .. بعد المسافات لا يرهبني
فما يرهبني بُعد تهامس القلوب بمكنون الصدور
فلا تبعدني أرجوك ...


r.h.




الفصل العاشر

ثلاثة أيام تتفنن اعتماد بالحول دون بقاء الباسمة بشقتها بالنهار بحجة استقبال المهنئين... كلما صعدت شقتها تنادي عليها حتى تكون باستقبال شخص ما ولو طفلاً جاء ليأخذ من حلوى العرس ..
كاد هارون يجن لكنه وجد الحل ..
: أخيراً
قالها عندما وجدها تدلف لحجرة المعيشة بشقتهم بإرهاق واضح
: إلحقي بي
لحقته لغرفة النوم وهي ترفع حجابها : ما الأمر
ظلت مكانها تراقبه بذهول وهو يضع حقيبة ملابس صغيرة فوق الفراش ويتنقل بين خزانته والحقيبة ينقل بها بعض ملابسه بنظام شديد يشتهر به
هتفت بحزن : هل انتهت عطلتك ..هل جاءك طلب استدعاء
اقترب منها مبتسماً وأخذ وجهها بين كفيه بحنية
: لا لم تنتهي عطلتي ..بل بدأت باسمتي ..سنهرب
ضحكت بتوتر : كيف وإلى أين
قبلها على وجنتيها : الاسكندرية
ثم واصل عمله : هيا ساعديني وإحضري ملابسك
: في هذا البرد
أخذها من يدها و قربها من خزانتها وهو خلفها يهمس بإغواء : وهل تحلى الاسكندرية إلا بالبرد ..شهر عسل نختصره لظروف عملي إلى أسبوع عسل ما رأيك
نظرت لوجهه من فوق كتفها : لن نستطيع.. ستحزن خالتي
أدارها ورفع رأسها لتواجه الإصرار بعينيه : بل نستطيع ..سنبحث بنفسنا على ما يريحنا ..لقد قابلنا طوال الثلاثة الأيام السابقة بشر لم أراهم منذ عزاء جدتي صباح ..
ضحكت هامسه : خالتي اعتماد تدعوهم للتعرف علي
: أعلم ..واشكر لكِ تفهمك وكما قلت لكِ سابقاً سنبحث عن سعادتنا دون جرحها
:ولكن
ضحك يقاطعها وهو يرفع يديها ناحية الأرفف : لا لكن أرجوكِ ... زوجك مل ..انظري أصبحنا قرب الفجر ولا زلنا نتحدث بأمر مفروغ منه أنتِ الأن زوجتي و واجب عليكِ طاعتي
و أبدلي ملابسك بشئ مناسب للسفر ولا تنسي إحضار معطف ثقيل
: سنسافر الأن أليس الأفضل انتظار الصباح كي نخبرهم أيضاً
توجه لخزانته وبدأ في تحضير ملابسه التي سيرتديها : نعم الأن فأنا أحب السفر بالليل كما إننا بتلك الطريقة نتجنب لحظات الوداع مع أمي ونضعها أمام الأمر الواقع .. ونجعلها تفاجئ بسفرنا ما رأيك
نظرت للأرض وبإحباط : لا استطيع السفر دون إخبار أبي
رفع رأسها بلطف وهو يمرر أنامله على جبينها يفك عقدته بعادة أصبحت تلازمه معها : باسمتي وهل استطيع أن أقرر السفر دون إخباره
هتفت سعيدة : صحيح
: نعم بالتأكيد .. .. و هيا يا ابنة عمي كوني جريئة
.....
هل كل هذه السعادة من نصيبها ..هل أخيراً وجدت نفسها بجانب فارس أحلامها وهي تضحك على حكاياته ومقالبه المرحة مع أقرانه ..لا تستطيع سوى أن تردد الحمدلله كل دقيقة ..
ساد صمت بالسيارة فترة قطعته الباسمة بمرح : هل تلعب معي
ضحك هارون وهو ينظر لها بطرف عينه ثم يعود وينتبه للطريق : الأن
: نعم لعبة بسيطة
ثم مدت يدها على مذياع السيارة وقالت : سأدير المذياع والأغنية التي ستنطلق منه ستكون إهداء مني لك و أنت بعدها تفعل المثل ما رأيك
ابتسم لها بحب : موافق
وأدارته وكأن الدنيا تزيدها فرح لتجد النغمات تلحن حبها لهارون وتختصر أمالها وأحلامها معه


هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً ..
إنما الحاضر أحلى..

كان يستمع للكلمات وكأنها رسالة تطرق قلبه ..يلمحها تومئ برأسها على كل كلمة وبشفتيها ابتسامة لولا طريق السفر كان وقف يلتهم حروفها..تثير جنونه بأفكارها لا تدع لحظة صمت تطول بينهما تملئ قلبه وفراغ وقته بالكلمات أو الابتسام ... دائماً وجهها راضي باسم تملئ الصدر محبة ..
أيام قليلة باتت فيه زوجته وأيام قليلة أيقن الفرق ....وهل هناك مقارنة يا هارون
وصلت رسالتها دون أن تحتاج لحروف تنطقها ... وأنا بالمقابل شعرت بتقبل رسالتها..بل شعرت بقلبي يرقص فرحاً من إحساسه بحبها له
توقفت النغمات فابتسم لها
: الأن حان دوري
ضحكت الباسمة بحب : نعم أريني إهداءك ...
وامتلئت السيارة بالصخب وهو يحاول غلق المذياع بينما هي بمرح تبعد يده فيوقف السيارة جانباً وعلى أنغام الأغنية يحاوطها ويوقف ضحكتها مرتشفها ومحتفظ بها بصدره عندما قبلها بشوق
ابتعد واضعاً جبينه على جبينها يلهث من روعة لحظة الحب بينهما
: كدت أجن إن لم أفعل ذلك
تراجعت مخطوفة الأنفاس مشتعلة الوجه تنظر لنجوم السماء من نافذتها المغلقة وهو يدير السيارة لينطلق في طريقه
ضاحكاً للموقف وعلى كلمات الأغنية التي لازالت تصدح بالسيارة


بطلوا ده واسمعوا ده ياما لسه نشوف وياما
الغراب يا وقعة سودة جوزوه أحلى يمامة
هى كانت فين عنيك يا يمامة
لما دورت بإديك ع الندامة
الصدامة.. اللمامة
انت عاجبك فيه جنانه
ولا لخبطته فى كيانه ... ولا تعويجة سنانه
اترك البلبل يا خيبة للقيافة
هي دي مش تبقي عيبة عالظرافة
اللطافة الخفافة
كل ده يطلع عشانه
اللي لو خبا في ودانه جوز أرانب لم يبانوا
.. بطلوا ده واسمعوا ده

أسبوع عسل بل أسبوع حب انطلقوا بالنهار برحلات لمعالم الأسكندرية تنتهي بوجبة الغداء دوماً عند الشاطئ وبالمساء انطلقوا برحلات البوح بما في الصدور والإحتواء والتفهم لمشاعر كل منهما للأخر ..
ودوماً يطالبها بتعليمه لغة الإشارة التي لم تشعر أنها بحاجة لها أبداً طوال فترة وجودهم فأين التوتر عندما نكون بحضن من نحب وحمايته وتفهمه ...
وأين القلق بينما قلبها يرقص فرحاً بقرب حبيبه ودفئه ...
ويكلل كل ذلك تاج الراحة استمرار والدها بتلقي العلاج والاستجابه له بصورة كبيرة..
وباليوم السادس بينما كانت نائمة بحضن حبيبها هانئة مطمئنة انتفضت من نومها وهمست بارتياع : أبي ..إنه صوت أبي ..
أشعل هارون الضوء بجانبه وهو يمسح على وجهها الغارق بالعرق يحاول إفاقتها : باسمة .. باسمة أفيقي هيا
فتحت عينيها بتشوش تنظر لشفتيه تتكلم فمدت يدها للطاولة متناولة سماعتها وهي تقف بعجالة وهي تكاد تسقط أرضاً من استعجالها : إنه أبي يا هارون أبي يناديني هيا
وقف يحاوطها وهو يحاول أن يجلسها ويهدئ من خوفها : كنا معه على الهاتف قبل النوم وكان بخير ..ماذا حدث
بكت بحضنه وهي تردد : لقد حلمت به يناديني ..أرجوك هيا لنسافر له ..أرجوك
: حبيبتي هو بخير لماذا التشاؤم ثم قلقك عليه هو ما يجعلك تحلمي بتلك الأحلام ..استغفري
: استغفر الله العظيم ..
ثم نظرت له برجاء : هيا لنسافر ألم تخبرني أنك تحب السفر بالليل ..
حملها برقه وأجلسها بحضنه : نعم حبيبتي ..لكن ألم تنتبهي لصوت الرياح والمطر بالخارج هل تريدِ السفر بهذه الأجواء
سمعت صوت الرياح الشديد بالخارج فهزت رأسها بلا : هل سنسافر بالنهار
: نعم
استقامت وعادت للفراش وساعدها هو للإستلقاء ودثرها جيداً
: هل ستعودين للنوم مجدداً
: نعم
جاورها وهو يأخذها بحضنه :هل أنت متأكدة
غرقت بوجهها بدفء صدره : نعم
كان يمرر يديه برقة على شعرها يهدهدها : لما
همست بنعاس :حتى يأتي باكر سريعاً
.....
عادت ملهوفة على والدها بالرغم من اتصالها الذي بدأت به يومها معه وإطمئنانها عليه ..
احترم هارون صمتها وتوترها بل شعر بالقلق يصيب قلبه هو الأخر واتصل بوالده الذي اكد له أن عمه بخير ..
استقبال أمه كان بصورة مثالية بكاء لم يصدمه وعيون حمراء ورابطة معقودة على مقدمة رأسها وجلبابها الأسود الحزين وأحضان كأنه كان بحرب ونظرات مؤنبة للباسمة كأنها هي صاحبة الفكرة التي بالمقابل لم تمهلها أكثر من سلام وهرولت على والدها حتى اشعرته بالوحدة بدونها عندما عوضت غياب الأسبوع بالبقاء مع والدها طوال اليوم ..تنظف وتغسل وتعد غذاء صحي تراعيه وتدلله ...
وأصبح هذا روتينها مضاف إليه تنظيف شقتها و كل ما يخص هارون ومساعدة حماتها التي رفعت يديها جزئياً تاركة أمر المنزل بيد الباسمة التي كانت لازالت بعطلتها بينما عاد هارون لعمله ...
ويمر الشهر الأول يليه الشهر الثاني وتزداد الباسمة إرهاقاً بالبيت التي أصبحت تحمله بكل تفاصيله على عاتقها خفية عن هارون الذي يعود مساءًا ولا يعلم ما يدورمع زوجته فكل ما يراه هدوء من أمه و دعوات له وهدوء أكثر من الباسمة التي يعود لها ليلاً ليجدها بكامل بهاءها مجنبة إياه تسلط أمه ومشاكلها كما وعدته طالماً هي سعيدة مع زوجها فلما تجعله يعود من مشاكله بالعمل ليجد مشاكل تافه في المنزل ولكنها تنغص حياة أي زوج فتجعله يهرب من بيته إبتعاداً عن الخوض فيها ..
هل فعلتِ الصواب يا باسمة ...
انتهاء عطلتها كان البارحة ..جهزت نفسها وسبقت هارون لشقة والدها أولاً ثم عمها ترتب إحتياجات والدها ليتولى عمها رعايته بغيابها..
على أن تتولى حماتها تفاصيل حياتهم اليومية كما مضى وصرحت لهم ..
بمجرد أن انتهت وجدت حماتها تعقد ذراعيها على صدرها وتقف أمامها تمنعها من المرور لخارج الشقة
: إلى أين
: إلى عملي.. انتهت عطلتي
: ولماذا لم تخبريني البارحة
: لم أكن أعلم إنكِ لا تعرفي أعتقد أني أخبرتكم بمدة العطلة من البداية
مطت اعتماد شفتيها : نسيت ..أليس من المفترض أن تخبريني بتحركاتك أول بأول
: ولكن هارون يعرف
أشارت إعتماد بسبابتها على نفسها : أنا قبل هارون ..كل ما يدور بهذا البيت لابد وان أخذ به خبر قبل حدوثه هل تفهمِ
هل يجب أن أرد عليها بنعم أفهم فيكون إقرار بموافقتي على تسلطها...
أم لا فيكون إقرار بغبائي فوقفت بدون إبداء أي رد فعل لأغمض عيني وأنا أكتم غيظي عندما سمعتها
: هل انتِ غبية أم تدعي الغباء أمامي ..
ثم ضاقت بعينيها مقربة من أذن الباسمة : هل تسمعيني
تراجعت الباسمة للخلف تخفي ضيقها وبهدوء : اسمعك خالتي
: الأن ماذا نفعل
: بماذا خالتي
وقفت تفتح يدها أمام الباسمة : أريد أن أحادث رباب على الحاسوب ..هاتي مفتاح شقة ابني
أمر أخر تريده إعتماد ولن ترتاح إلا لو حصلت عليه مفتاح شقة ابنها
وقفت أمامها الباسمة تفتح فمها بذهول مرددة لنفسها عن أي مفتاح تريد الحصول عليه
فهتفت بهدوء كاتمة غيظها
: وهل تعرفِ كيفية تشغيل الحاسوب والاتصال برباب
: الأن ترديها لي وتنعتيني بالغباء
ثم تراجعت للخلف وهي تبكي...
ستموت قهراً لو لم تحصل على هذا المفتاح وكأن حياتها معلقة به
دخل هارون على أخر جملة لأمه فعقدت الباسمة ذراعيها بانتظار ما سيفضي إليه المشهد الدرامي لخالتها
نقل بنظره بينهم وهو يضيق بعينه : ماذا يحدث
: تعال يا هارون اسمع زوجتك وهي تنعتني بالغباء
أحمر وجه هارون بضيق وهو يتنظر من الباسمة تفسير لما تقوله أمه فهو ليس غبي ليعتقد أن الباسمة قد تقول ذلك وتقف بهذا الهدوء أمامه ..
ولكنها ظلت بوضعها ولم تعقب لتجن اعتماد من هدوءها فتبكي وهي تحكي لهارون احتياجها للحديث مع أخته المغتربة
: أريد الاطمئنان على أختك أموت يا هارون إن مر اليوم دون أن أحادثها وخاصة وانها تكون بمفردها بالنهار بينما زوجها بالعمل ..هل أجرمت عندما طلبت من بسمة تعطيني مفتاح شقتك كي أحادثها ..أجبني بني هل أجرمت
واستمرت ببكاءها بينما يجلس هارون بجانبها أخذاً إياها بحضنه وهو يحاول تهدئتها
: أمي أرجوكي إهدئي لا اريد ان يرتفع ضغطك من الصباح ثم أن الأمر بسيط لا داعي لكل هذا الحزن ..
ثم نظر للباسمة : أليس كذلك
أشارت له الباسمة بنعم فاعتقد موافقتها الضمنية للموضوع بينما هي وافقته فقط على تفاهة الأمر
: انظري حتى الباسمة لا تعترض ..
رفعت اعتماد راسها هاتفة بفرح وهي تمسح دموعها : صحيح ..أين المفتاح
الباسمة بهدوء تعيد عليها السؤال السابق : وكيف ستقومي بتشغيله
اعتماد برفعة حاجب : كنت سأجعل ليلى تأتي وتساعدني بالإتصال بها
ردت الباسمة بسخرية : بشقتي ..ستدعي ليلى بشقتي وأكيد صديقاتك وقريباتك المقربين ..هل تعتقدِ إنني سأوافق بتحويل شقتي لنادي للتواصل
هارون انتفض غضباً أمام الباسمة وهو ينطق بتمهل هامساً بنبرةٍ لا تخلو من الحدة : أمي لا تطلب مرتين ..هل فهمتي .. هل هذا ما اتفقنا عليه
نطقت هامسة : وهل هذا ما وعدتني به أن تكون حكم عادل
اقترب منها جازاً على أسنانه هامساً : هل تعتقدي إنها ستحضر صديقاتها لشقتنا كما برعتي بالقول ووضحتِ ..
نطقت بتمهل وهي لازالت عاقدة ذراعيها بصوت تسمعه اعتماد قصداً : أنا أحافظ على خصوصية حياتي
يسمع هارون شهقة أمه على كلام الباسمة وبكائها المتزايد وهي تردد : لا أريد يا هارون دعها سأذهب لأختي وأحادث ابنتي من هناك أمام كل الناس حتى لا تستطيع حبيبتي البوح بما يقلقها ..مسكينة يا رباب... وحيدة يا رباب
: هل أنتِ راضية الأن ثم ما الذي سيجرح خصوصياتك هل تتصوري أن أمي ستفتش أو تتلصص على خزائنك
ظل منتظر منها إجابة أو رد فعل ولكنها ظلت بوقفتها وصمتها المغيظ فاستقام واضعاً يديه بجيب بنطاله وبإشارة أمرة من رأسه وبكلمات أكثر أمراً : مفتاحك إمنحيه لأمي
فأشارت برأسها بلا
فضيق هارون بين عينيه هامساً لها : كما تريدين لكن كنت انتظر أن تكوني أكثر تفهماً وتساعدي على تمرير أمر تافه مثل هذا
أخرج من جيبه سلسلة مفاتيحه الخاصة وأخرج منها مفتاح شقته وسلمه لأمه
: مالي هو مالك يا أمي بل تزيديه بدعواتك الطيبة .. واعتبري شقتي من اليوم شقتك تدخليها بأي وقت ودون حتى استئذان
ثم وجه حديثة للباسمة بهدوء: هيا حتى أوصلك للمدرسة بطريقي ..
وضعت الباسمة حقيبتها على كتفها وتحدثت ببرود : وهل لا زال طريقنا واحد يا ابن عمي
أمسكها من عضدها بقسوة وحثها للسير معه بإصرار : دوماً سيظل طريقنا واحد يا ابنة عمي
ساد الصمت بالسيارة حاول الحديث معها بلطف كي يخفف من حدة الموقف الذي لازال يرى انه لا يستدعي كل هذا الغضب فما المشكلة أن تحصل أمه على مفتاح شقته ولكنها لم تتجاوب معه بل رأها ترفع سماعة الأذن وتضعها بحقيبتها في تقرير برفض أي حوار معه وأراحت رأسها للخلف وعينيها على الزجاج المغلق الذي يعكس صورة حبيبها فتملئ عينيها برؤيته وقلبها بقربه ليصبرها على حزنها من موقفه المتخاذل من وجهة نظرها...
وهل كل ما تحتاجه ليحكم بينهم بالعدل سيكون هذا مسلكه يقف مع أمه حتى ولو ظالمة ..
هل هذا هو العدل من وجهة نظره ..
وقف بالسيارة بانتظار الضوء الأخضر ليسمح له بالمرور فسحب حقيبتها وأخرج منها سماعة الأذن ووضعها بيدها حتى ترتديها فوضعتها وانتظرت حديثه الذي سيكون بالتأكيد عن أمه والتي حاولت تأخيره حتى لا يتحدثان وهما غاضبان ولكنها وجدته يتنحنح باحراج وكأنه لا يدري كيف يحادثها
: كنت صغير عندما كان والدي يسافر ويتركني مع أمي تحارب وحدتها وقسوة جدتي صباح ..
وسائل الإتصال لم تكن سريعة مثل الأن وكان والدي يكتفي بمكالمة واحدة شهرية تستولي على معظمها جدتي بينما والدتي كانت تقتنص منها دقيقة أو اثنتين ..
لا انسى عندما كان يموت لها ابن بعد ولادته فتظل أكثر من شهر ليعرف أبي بمصابها وإن مصاعب حملها الذي مرت بها لم يعيشها وإن ولادتها الصعبة لم يقف معها فيها وأنها بالنهاية دفنت قطعة من قلبها دون أن يعرف بنفس اللحظة ليساندها ويخفف حزنها ..
أصيبت بتسمم الحمل نتيجة ارتفاع ضغطها بحمل رباب وحذرها الطبيب من إعادة تجربة الحمل والولادة ما دامت لا تستطيع الاعتناء بنفسها ..
تحملت الكثير في سفر والدي حتى عمي أخذكم وسافر فاتحملت وحدها بالإضافه لمراهق وطفله جدتي التي مرضت وماتت وأبنائها الذكور بعيدين عنها ..
ضعي نفسك مكانها ألا تري أن أمي سيدة تحتاج بعض الاهتمام وتنفيذ رغباتها ما دامت غير مؤذية
تنهدت الباسمه وبهدوء : وهل تريد مني تحمل أخطاء الأخرين والسماح لها بالتدخل بحياتي على حساب راحتي ..هل هذا رأيك
: بل أطلب منك القليل من المرونة
: وأحلامي يا هارون ..عشي الصغير ما دخله بمرض أمك او إرضاءها ..
أنا أرى إنك تغالي بالاهتمام و.
يقاطعها هارون بحدة : وهل تري إهتمامك بوالدك عدم مغالاة لدرجة إنك تطلبي ..
ثم صمت غضباً من نفسه كيف يزل لسانه بما لا يفكر فيه
ولكنها فاجأته وضحكت عالياً حتى أدمعت عينيها : إزدواجيتي تقلقك ..من قال لا تفكري بطلبك فهو كان الشرارة لإطلاق رغبتي بك يا ابنة عمي
دارت فوق مقعدها تواجهه دون الانتباه أنهم وصلوا فعليا لمحل عملها
: انظر.. أمر الاتصال برباب سوف أحله بطريقة ترضيها اليوم سأعتبره استثناء لكن من باكر هاتف من أحدث طراز سيكون عند والدتك والمفتاح لن أخذه منها ولكني سأغيره تماماً ..
قاطعها هارون بغضب وهو يجز على اسنانه : لن يحدث
: بل سيحدث
أمسك يدها وضغط عليها بعصبية أوجعتها دون أن يشعر : باسمة لا تثيري غضبي ...
جلست باعتدال بعد أن ترك يدها وحملت حقيبتها وهي تمسك مقبض الباب : إذا ظللت تعامل والدتك بهذه الطريقة سيصبح تدخلها بالمستقبل أكثر أذية ..أوقفها يا هارون نصيحة مني ..
واطمئن لن أفعل ما قلته لن أضعك بموقف محرج أمام أمك ولكني أحببت أن أبلغك بالتفكير العقلاني أما تفكير قلبي فيمنعني من التصرف بطريقة قد تحزن أم زوجي حتى إن كان زوجي لا يهمه حزني..
ترجلت من السيارة وهي تردد : أستودعك الله ..
قالت لن تفعلها جعلت قلبها الذي يئن ألماً من معايرته لها هو الذي يقرر ..كيف كانت ستصر على رأيها العقلاني وهي تُعاير بطلبها الزواج منه ..كان لابد أن تظهر عدم اكتراثها..وإلا كيف ستواصل حياتها معه ..
لكن إلى متى يا باسمة ..
ظل مكانه يؤنب نفسه كيف سمح لها بالترجل من سيارته وهي حزينة ودموعها مخنوقة بعينيها حتى لو منحته ضحكة صاخبة ولكنه شعر ببرودتها تقتله ..كيف وصل به ان يعايرها ..وهل بعد أن عاش معها وعرف جوهر قلبها جيداً يُعايرها ..
هل بعد أن حركت به مشاعر كان غافل عنها يُعايرها ..
لازلتِ أقوى مني يا ابنة عمي حتى وأنتِ تسمعي جنون ابن عمك و زلة لسانه لم تحاولي أن تعاقبيه عليها بل بكرم أخلاق تخطيتي قوله بمرح حتى ولو كاذب ..
سامحيني ..ما بالي لا استطيع أن انطقها بدل أن أبرر لها سلوك وتصرفات أمي التي لا ترضيني أنا شخصياً..
وهل أنا لا أريد ان أقولها أم لا استطيع أن أعطيها الأمان لأقولها ..

مرت الأيام والحال كما هو عليه أحداث ومواقف وتصادم مصالح وأحلام تدمر بعد أن كانت تحقق ببداية زواجها ..
ما بالي أقول بداية زواجي كأنه مر عليه سنين ولم يمر فقط ثلاثة أشهر ..
لولا تحسن صحة والدي وحنية هارون التي زادت بعد موقف الشقة كنت هربت بعيد عن حماتي ..
مؤمنه أن الدنيا تعطي بجانب من الحياة وتأخذ من جانب أخر حتى يستقيم الأمر ..
.....
أفضل أوقاتهم عندما يكونوا بخارج البيت بعيداً بطريق الذهاب والعودة من عملها التي يصر عليها هارون حتى بأشد أوقات عمله ازدحاماً .. أو مثل الأن وهم في طريقهم لوالدها الذي بجلسة علاج متأخر بالمدينة القريبة حتى يعيدوه ..
قبل خروجهم كان هناك مناقشة أخرى حامية سرقت الابتسامة من زوجته عندما اشتكت اعتماد من عدم انتهاء الباسمة من الأشغال المتبقية ليهاجمها كالعادة ويطالبها بالتفهم لأمه التي تستغل تراخي ابنها ليهتف بالباسمة

: كنت أعتقد إنك ستقدمي على مساعداتها دون طلب ...فكما تري البيت كبير ولا يوجد من يساعدها ..اعتبري نفسك مكان رباب على الأقل

تركت حقيبتها وبإحباط واضح : أنا لا زلت جديدة بالمدرسة ومع ذلك استنفذت عطلاتي ...أوعدك بمجرد عودتي سأقوم بكل ما هو مطلوب
تدخلت اعتماد وهي تمط شفتيها : دعها وعندما تعود يكون لي معها اتفاق يتيح لها القيام بواجباتها دون إخلال
أخفى هارون سريعا توجسه من المعنى المبطن لحديث أمه
وخرجوا لمشوارهم الهام لوالدها الذي يرافقه أبوه بالذهاب وهو والباسمة بالإياب بسبب إصرار حسن على عدم تعطيل أحد منهم عن أشغاله فأمر علاجه سيطول والدنيا لابد أن تسير بأحبابه
حاول تشغيل المذياع فأطفئته الباسمة فهي ليست بمزاج للعبتها الرومانسية فأمسك يدها يقبلها وعينه على الطريق
: ابتسمي أرجوكِ أكاد أشعر أني قاتل ابتسامتك
سحبت يدها ونظرت لبعيد عنه : لأخر مرة يا هارون أحذرك من تراخيك بالعدل بيني وبين أمك ..الانسان بطبعه غير صبور
قبض على المقود بعنف وهو يهتف :كل ما أطلبه منك بعض الليونة بالتعامل معها حتى تفهم أمي وحدها أنه لن يقل اهتمامي بها أو حبي بالزواج بكِ
نظرت له بحدة : أمك لم ينقصها أي اهتمام بل بالعكس أنا أشعر أنك توليها اهتمام أكبر من بعد زواجنا ثم إن خالتي حولها أنت وزوجها وأختها وكل صديقاتها بينما أنا من حولي ..
هل تتفهمني كما تتفهم أمك ..
هل تدرك احتياجي كما تدرك احتياج أمك ..
هارون أنا أفكر أحيانا أنك تعاقبني على مواقف لم أفعلها ..كما أنك تحذرني قبل أن تحدث المشكلة وتوبخني كطفلة بعدها ..
لا أحب أن أشعر إني أعاقب على أخطاء غيري ..
حدثها بغضب : من غيرك الذي تقصديه
: نجلاء التي لا تبخل خالتي بتعديد محاسنها أمامي وأنا أحاول التغاضي ولكن الأمر زاد عن حده ويبدو أن صمتي أعطاكم الحق بالتمادي ..لا تختبروا صبري أكثر من ذلك أنا الباسمة يا هارون
: هل تهدديني الأن ..هل تجرؤي على ذلك
: أنا لا أهدد يا هارون أنا أفعل أفضل من ذلك أنا أمنحك الفرصة لعلاج مشاكلنا قبل أن تتفاقم وأن تحكم بالعدل حتى تستقيم حياتنا ...وإلا ..
ثم صمتت بقصد ليفهمها وحده لتفاجئ بقبضته التي تلكم سقف السيارة وهو مكانه يصرخ بها
: عيديها مرة أخرى وهدديني ..أو لمحي لضعفي أمام أمي أو عقاب تلك عن طريقك ... كما أنتِ الباسمة أنا هارون العابد وإذا كنت تراخيت مع أمي إرضاء لربي فلن أتوانى عن عقابك وهو حقي ..
انكمشت الباسمة وغاب الكلام على لسانها وغابت البسمة وحتى الطريق الذي كانت تتمتع بالهروب من خلاله من نار حياتها مع حماتها أصبح هو الأخر جحيم مع زوجها التي كانت تعتمد على سعادتها معه كوقود للتحمل
فلما تتحمل الأن ....



......نهاية الفصل العاشر .....





=================================








عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره. رواه البخاري.
والنفث: نفخ لطيف بلا ريق





لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-18, 12:08 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..
أخافُ من عناقنا..
فباسْمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظلَّ حبنا جميلا..
حتى يكون عمرُهُ طويلا..
أسألكَ الرحيلا...

نزار قباني




الفصل الحادي عشر

بعد سماعها لكلماته الصادمة تجنبته تماماً وقضت ليلتها بشقة والدها بحجة ضعفه واحتياجه لها ومع اصرارها بخدمة والدها وافق هارون مرغماً وتركها تؤدي دورها ..
كانت بغرفته تحيطه بالعناية بضعفها الملفت بعيونها الغائرة وبشرتها الشاحبة حتى شعرها فاقد لمعانه ..
هو ادعى الراحة وعينه عليها وهي ادعت قراءتها بكتاب يحمل عنوان التاريخ الذي تعشقه لا ارتاح هو ولا فهمت هي كلمة مما تقرأ ليخترق صوته السكون
: ما بكِ
نظرت له بحيرة : ما بي
: لا تتذاكي على أبيكِ ..ومع ذلك تريدين إجابتي ..أين ابنتي
تركت كتابها جانياً مرددة بتنهيدة : معك يا أبي لم تتركك لحظة
: التي أمامي ليست ابنتي .. ابنتي كانت مرحة نشيطة باسمة أما التي أمامي فهي شبح لابنتي جسد بلا روح ..
هل أرهقتك بمرضي أم هارون فعل ما يسئ لك
: لا هذا ولا ذاك أنت تتخيل
: لا أتخيل يا باسمة أنا أعرفك جيداً ..صمتك لا يعجبني .. اختفاء ابتسامتك يصدمني..أبحث عن السبب لكل تلك التغيرات ولا أراها .. عندما أتخيل إني بمكاني هنا محبوس بين أربع جدران وأنتِ خارجاً تعاني أكاد أجن ..
جلست بجانبه قبلت يديه بحب وهي تبتسم بوجهه : هاي ..إهدأ ..كل هذه تخيلات ..سوف أقر بالحقيقة ..
أنا لا أنام جيداً ..هذه هي المشكلة يومي العطلة الأسبوعية سأنام وستجدني إن شاء الله مستقبلاً أفضل ..هل توعدني أن تركز على صحتك ودعني أنا أتولى شئوني و كما تعلم أنا أجيد التعامل معها وتنظيمها
: هل أنتِ واثقة من قدرتك على تنظيمها
نامت على كتفه وهو يقربها أكثر منه و ربت على ظهرها بمساندة تحتاجها : أكيدة جداً
قبلها على رأسها بتفهم لأحوال ابنته التي لا تخفى عنه : أريدك أن تتأكدي من أمر واحد وهو أن أبيكِ يؤيدك بأي قرار تتخذيه لأنه يعلم قوتك ويعلم أنكِ لا تتخذي أي قرار إلا إذا كان بعد تفكير و دراسة
نظرت لعمق عينيه وهي تبتسم من قلبها أخيراً : أشكرك يا أبي.. هذا ما احتاجت باسمتك سماعه
باليوم التالي أعتبر ما حدث منها ومبيتها مع أبيها أمر طبيعي احتمال حدوثه وخاصة مع حالة عمه الحرجة ..لم يوجه لها كلمة عن قصد واكتفى بما صرح به قبلاً لكي تفهم جيداً ممن تزوجت ..
كما تعود منها بعد عودتهم من العمل تهرول على والدها تطمئن عليه ثم تصعد لشقتها تبدل ملابسها بملابس أكثر راحة وتهبط لشقة والده حيث يظل بانتظارها لتحضر الغذاء الذي تعد معظمه بمساء اليوم السابق ..روتين ونظام لا ينكر أنها تجيده..
جلس بغرفة المعيشة عندما دخلت اعتماد ووقفت أمامه تشير بأربعة أصابع قائلة : الرابع
هارون يضيق بين عينيه بتوجس : لا أفهم
تضحك اعتماد : الشهر الرابع من اتفاقنا أمامك شهرين
انتفض هارون بغضب : ما هذا الكلام يا أمي ثم كيف عرفتي
: لله الحمد زوجتك لا تفوت ركعة وهي لم تقربها من يومين ..لن أعيد كلامي
ظل يدور حول نفسه رافعاً رأسه للسماء : يا ربي إلهمني الصبر ...
وبتنهيدة لم يستطع مداراتها
: أه يا أمي مع كل ما تفعله الباسمة لترضيكِ ومع كل صمتي طوال الشهور الماضية على تصرفاتك مع زوجتي لازلتِ تعاني من الغيرة من دخول إمرأة أخرى حياتي
اعتماد بغضب : ليست غيرة ..إنهن اختيارك السيئ من يردن السيطرة على ابني الوحيد ..ابني الشرطي العظيم ..الجبل مثل جده ...وأنا لن أسمح أبداً بذلك ..يكفي ما حدث بزيجتك السابقة ..إذا لم تحمل الباسمة بعد شهرين من الأن أوعدك لن أطلب منك تطليقها ولكنك لن تعارضني بالزيجة الثانية والتي ستكون من اختياري
هارون بغضب وهو يجز على اسنانه :ابنك التي تقفي أمامه الأن وتعامليه كطفل مرتاح مع زوجته أليس لتلك الجملة صدى بقلبك .. لا تفكري بأني سأوافقك على جنون ارتباطي بأخرى ..ولا تتخيلي أن صمتي سيطول أنا أعطيكي الفرصة الكاملة لمراجعة نفسك .. أظن كلامي واضح
تركته دون أن ترد عليه وهي تردد لنفسها أن الباسمة استولت على قلب ابنها ..نجلاء بكل جمالها لم تفعل ذلك حتى وهو يضع بين يديها تقبله للحياة المشتركة وتقبله لتسلطها على زوجته كما لم يفعل مع زيجته السابقة فهو يبدو أنه كان يفعل ذلك حتى يمنعها من التفكير بأخرى ...و ها هو بدأ التغير والغضب لصالح زوجته التي سرقت عقله وقلبه..
لا ابداً .. لن أسمح لأي إمرأة أن تأخذ قلب وعقل ابني ...
لن تتعب وتسهر وبالنهاية تأتي من تتخيل إنها ميلكته والمسيطرة على حياته...
أما هو فاحمرار وجهه لا يعبر عن مشكلة تقابله دائماً مع أمه من يوم زواجه بالباسمة وخاصة مع حمل رباب من الشهر الأول لزواجها ..
ولا برجل يهتم حتى بما تثيره من أقاويل وأفعال ولكنه موضوع واحد ينغص عليه حياته

ليصعد لشقته وفي باله تصرف واحد يريح قلبه ...

: السلام عليكم
أكملت جمع شعرها أمام المرآة في جديلة طويلة : وعليكم السلام ..لماذا صعدت دقيقة وكنت انتهيت
جلس على طرف الفراش ينظر لها بهدوء : هناك أمر أردت رأيك فيه
اتجهت لتقف أمامه : تفضل
: ما رأيك ان نذهب لطبيبة متخصصة بأمور الحمل
جلست بجانبه وهي تنظر للأرض بخجل وهي تعض على شفتيها كيف تقول له ما تفكر به هامسة : لا داعي الوقت لازال مبكر
أمسك يدها بلطف :و ما الداعي للتأجيل.. أنا شخصياً غير متعجل لكن ما المانع أن نطمئن
أخذت نفس عميق وبضيق : خالتي من تتعجلك أليس كذلك
رفع رأسها ينظر لها بابتسامة : ألا تريدي أطفال
: بالطبع أريد
: أذن ما المهم إذا كانت أمي من تتعجلني أو لا إذا كان هدفنا واحد
عضت على شفتها بقلق أمام أنظاره
: باسمتي لما القلق الأن
رفعت يديها لتحدثه بلغة الإشارة فأمسكهم كلتاهما بيده اليسار وبأنامل يده اليمين لمس ثغرها يرسمها بلطف : لا داعي للقلق معي حدثيني بما تفكري به
همست : أنا أفكر إنك تزوجت من قبل و..
قاطعها أخذاً إياها بحضنه وهو يقبل عنقها أسفل أذنها التي تحمل السماعة الطبية هامساً : باسمتي من أجلك وقبل زواجنا حتى لا أظلمك معي تأكدت من قدرتي على الإنجاب
ابتعدت قليلاً تنظر بعينيه تتأكد مما سمعت وبحيرة : ولكن كيف..
استقام واقفاً ينظر لها من علو عابساً : لا تصدقيني
أمسكت يديه : لالا تفهمني خطأ ..انا أقصد هي..
قاطع استرسالها بإصرار : لا يهم ..أنا أسألك الأن هل توافقي على زيارة الطبيبة
وقفت أمامه ضاحكة تجنبه وتجنب نفسها الحديث عن نجلاء : طبعاً ..أنا في لهفة للاطمئنان والحصول على طفل لا تتصور سعادة أبي لو حدث ذلك أكاد أقرأ بعينيه سؤاله الصامت
وضع يديه على كتفيها وقربها منه يقبل جبينها
: إن شاء الله نحقق له أمنيته وأحصل أنا على ابنه جميلة تشبهك
...
بعد أسبوع من اتفاقهم كانوا عند الطبيبة...
كان هارون يجلس أمام مكتبها في حين الباسمة مع الطبيبة خلف ستارة حاجبة تقوم بإجراء الأشعة فوق الصوتية سمع بوضوح الطبيبة بعد فترة تسألها
: هل تتناولي حبوب منع الحمل
الباسمة بفزع : لا بالطبع
وقفت الطبيبة وتركت الممرضة تساعد الباسمة على الوقوف : هل تتناولي أي أدوية من أي نوع
صمتت قليلاً الباسمة تفكر بحيرة : فقط حبوب فاتحة للشهية
: ما نوعها
: لا أدري لم انتبه لنوعها
: حتى ولو كان لا أظن هي السبب فيما أرى .. عموماً هناك تحاليل أريدك أن تجريها سأكون رأي نهائي بعدها ..
عادت الطبيبة لمكانها خلف المكتب تكتب على ورقة التحاليل المطلوبة بينما عادت الباسمة تجلس شاحبة الوجه أمام هارون الذي كان يكتم غضبه وهو قابض على يديه حتى ابيضت مفاصلها ..
قالت الباسمة : أريد أن أطمئن
سلمتها الطبيبة الورقة وهي تبتسم بوجهها : لا تقلقي الأمر بسيط قد يكون عندك بعض الاضطرابات في الهرمونات بعد التحاليل سنحدد خطة العلاج
حركت الباسمة رأسها يمين ويسار : لكن أنا فعلاً لا أتناول ...
قاطعتها الطبيبة : سنتحدث بعد التحاليل ومن هنا لوقتها حتى الحبوب فاتحة الشهية أوقفيها
غادر هارون الصامت تبعته الباسمة هامسةً : إن شاء الله
...
بالسيارة لم تستطع كبح دموعها التي سمعها هارون كأنها حافز لثوران أفكاره ليصرخ بها
: لا اريد أن اسمع صوتك
: صدقني يا هارون أنا لم ..
رمقها بحدة : ماذا قلت ..
أخفت وجهها بين كفيها تكتم صوت بكائها لماذا يفعل ذلك الطبيبة قالت قد يكون اضطراب هرموني لماذا يصدق عني أنني قد أتناول ما يمنع حملي وبجرأة أيضاً ..
ثم كيف يا ربي وهو حلمي ..
أما عنده فلم يفكر سوى بمحاولتها التمنع للذهاب للطبية بحجة أن العيب منه..
وأنا الذي صدقت حبها ولهفتها على الأطفال ولو من أجل أبيها ..
وتذهب معي عند الطبيبة متصورة إنها كذبة لن تُكشف..
ماذا تعتقد أني لازلت حل مؤقت بالنسبة لها مثلاً وأننا قد ننفصل ومن الممكن أن تعود لذلك اللزج أحمد مستقبلا ..
عند تلك النقطة من تفكيره ضرب المقود بعنف

ورعد بصوته حتى كاد جسدها ينهار خوفاً فهارون عندما يغضب تتلاشى الحدود بين سلوك متطلبات وظيفته مع حياته الخاصة
: حسابي معك بالمنزل
وبالمنزل كانت تتبعه بتوجس ورعب من منظره الإجرامي حتى دخلا غرفتهما فتحت عينيها بدهشة
لا تستطيع يقيناً التأكد لكنه فعلاً يفعلها نعم أنه يبحث بأشيائها بطريقة واضحة يفتح الجوارير ويلقي ما بداخلها يبحث بين طيات الأغطية حتى تحت الفراش
سالتة بخوف : ماذا تفعل ؟
نظر لها فجأة عابساً وكأنه فوجئ بوجودها : لا شيء
: هارون أنك تبحث بأشيائي
كان رده ابتسامة لم تصل لعينة وبجمود شديد أصابها بالرعب : لماذا أنت خائفة ..هل تخبئي شيئاً لا تريدي مني الاطلاع عليه مثلاً
نقلت عينيها بينه وبين خزانتها التي كان يقف أمامها ثم اسقطت كل محتوايات الأرفف بحركة سريعة على الأرض
واقتربت منه وهي تحاول أن تكون هادئة : هارون أنت تصدق إني تناولت حبوب لمنع الحمل
: أنا لا أصدق إلا الحقائق ..وأنا الأن أبحث عن الحقيقة
: تبحث عنها في أشيائي ..ألا توجد ثقة أنا مرعوبة من فكرة تأخري بالإنجاب وبدلاً أن تواسيني تبحث عن حقيقة خيالية ..
مدت يدها تمسك ساعده وهي تديره ليواجهها
: انظر لي هنا وواجهني إسألني وأنا أجيبك ..
وقف أمامها بطوله الفارع واضعا يديه على خاصرته
: جيد ..هل تتناولي دواء لمنع الحمل
نظرت لها بثبات : لا
: حسناً صدقتك ..لكن بعد نتيجة التحاليل إذا اكتشفت إنك كاذبة
قاطعته بثقة وهي رافعة الرأس : لم اكذب
نظر لوقفتها أمامه وهو يضيق بين عينيه هنية ثم هتف بجمود : إذا حدث العكس ستري هارون أخر لن يعجبك
وتركها و غادر الغرفة بل البيت كله..
لا تصدق ما يحدث معها ..
هل جن هارون ليتصور ذلك ...
نظرت لأشيائها بالأرض فلمحت شالها الوردي الحريري فحملته بيدها وبكت وهي تكاد تمزقة
: حتى أنت لن تنجح بجعل عالمي وردي فصاحبك وسر قوتك السحرية أفقدني البصر ...
مر أسبوع بعدها تحاول أن تجري حديث عقلاني معه وهو يقاومها ويرفض..
كل ما يدور بباله فقط نتيجة التحاليل التي ينتظرها وكأنها ترياق حياة..
حتى ظهرت وليتها ما ظهرت لتتحول حتى لحظاتهم التي كانا يسرقوها من بين أنياب أمه إلى عذاب خالص..
بحث لا يتوقف داخل شقتهم وتطاولت يديه للبحث بغرفتها بشقة والدها نظرات مؤنبة وتسامح مبالغ فيه مع أمه التي زادت بجبروتها وأعمال المنزل الشاقة ..
لازالت صامدة ولا زالت تحاول أن تصل معه لسبب لكل ذلك ..
همس لها مرة إنه يصدقها مرة واحدة ولكنه لم يصدقها كفاية لدرجة إنه يتوقف عن البحث ..
الدواء الذي أوصت به الطبيبة أشرف بنفسه عليها بتناوله..أصبح لديه وسوسة ناحية كل شيء يخصها حتى ولو علاج للصداع الذي كثيراً ما يصيبها بسبب سماعة الأذن يحضره بنفسه بعد أن يشاور الطبيبة عنه إذا كان مسموح أم لا ..
وهي تقابل كل ذلك بصبر غارقة بين أبيها وبين المطلوب منها من واجبات دون أن تحاول أن تتوقف لحظة للتفكير بهارون وتصرفاته لأنها تعلم نفسها لو توقفت لحظة ستكون النهاية ..
تجلس بغرفة المعيشة تتحدث بالهاتف وهي ترفع قدميها عن الأرض التي كانت تمسحها الباسمة التي كانت تضحك بداخلها متصورة نفسها سندريلا وتنتظر الأمير الذي سينتشلها من بين أنياب زوجة الأب ..
ووسط غيمة أفكارها فوجئت باعتماد تهتف بصوت عالي
: وهل هناك مثل نجلاء يا أختي .... حبيبي هارون كان لا يقبل كلمة في حقها فما بالك بمد اليد أو الصوت العالي ..لكن ماذا أقول عين هي ما أصابتهم فحبهم وصورتهم البراقة للناظرين كان سبب في افتراقهم ..لقد أكد لي هارون العديد من المرات إنه لازال يحلم بها ويتخيلها ..حتى إنه قال لي من قريب إنها لولا زواجها من أخر كان أعادها لعصمته ملبياً لها كل طلباتها ...
وقفت الباسمة فجأة قائلة بحدة : كاذبة ..
أغلقت اعتماد الهاتف وهي تصرخ بها : هل تنعتيني بالكذب هل هكذا ربتك أمال
صرخت بها الباسمة بالمقابل : إنك تتعدي حدودك وتكذبي وبالأخير تتجرأي وتأتي بسيرة أمي على لسانك
دخل هارون ووالده على أصواتهم العالية
: تعال يا هارون اسمعك زوجتك وتطاولها على أمك
لم يسأل فقط سمع صراخ الباسمة وهو كافي له ليعاقبها فأمسكها من عضدها بقسوة دافعاً إياها أمام والدته : اعتذري ..حالا
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول تمالك نفسها أمامهم : هارون اسمعني أولاً
علي بحدة : يكفي لهنا اصعدي يا ابنتي لوالدك
قاطعهم بنبرة قاسية وأمر قاطع دون الإلتفات لكلام والده وهو يقرص بيده الثقيلة عضدها : حالاً ولا تعيديها مرة أخرى وترفعي صوتك على أمي ..كم مرة كررت على مسامعك إن أمي أولا
لمحت الباسمة بسمة ساخرة من حماتها التي وقفت تهز رجلها وهي عاقدة ذراعيها أمام صدرها ..
فنظرت له بثبات رافعة الرأس دون حتى أن تتلكئ بحرف : عندك حق
ثم نظرت لاعتماد : أعتذر خالتي ...أتمنى أن لا تحزني او تغضبي مني فأنا أعتبرك كأمي تماماً وأتمنى أن تعتبريني كرباب أو على أقل تقدير كنجلاء زوجة هارون السابقة التي لا تكُفي عن تعديد محاسنها أمامي ...
ثم تركتهم وهرولت على والدها بداخلها قرار واحد لن تحيد عنه فالصبر عليهم انتهى ...
جلست اعتماد وهي تداري توترها الواضح أمام انظار ابنها وزوجها الحادة
: هل أنتِ راضية عني يا أمي
: قلبي راضي عنك يا ابني
اقترب وقبل يديها بعمق ثم رأسها مغمغماً برضا : الحمد لله ...
صمت للحظة وهو ينظر لأمه بتركيز يستعيد سيطرته الواجبة أمامها
ثم استقام بضحكة لم تصل لعينيه وهو يدخل يديه بجيبي بنطاله : يبدو أنكِ لا زلتِ تحبي إبداء النصائح لكنتك بصورة ملتوية بذكر محاسن الأخريات ...لكن أعتقد ان الباسمة لا تحتاج لكل تلك المراوغة الأسلوب المباشر أفضل لها ولي ...فأنا متأكد إن هناك ما تعرفه باسمة عن نجلاء قد تسيئ فهمه فتعتقد بذكائها المحدود كما دائماً ما ترددي لها أن ترك البيت وعدم مراعاتك ووالدي .... وأيضا التقليل من احترامي بعدم تنفيذها لأوامري هو ما تفضليه بالكنة ... وهو طبعاً عكس ما تتمنيه لأبنك ..
أليس كذلك...
ثم تركهم وصعد لشقته دون أن يبدي أي رد فعل على سلوكه القاسي نحو زوجته أو تأنيب ضمير فعقابه لها لازال مستمر
عقاب لشيء لم تفعله ..

رفعت نظرها لأعلى بعد سماعها لتأنيب هارون العنيف فوجدت علي يقف وجسده كأنه مشدود على وتر
: إتقِ الله يا إمرأة ..لقد تماديتي ..ألم يُخلق بالدنيا رجل سوى ابنك ..كنتِ خجولة رقيقة لا يكاد يُسمع لكِ حس أصبحتِ متحكمة بغيضة لقد أصبحت أكره التواجد معكِ بمكان واحد ..
تكادِ تشعريني بالغثيان من أفكارك وأنتِ تدبري وترسمي الخطط لتفرقي بين هارون و زوجته..هل نسيتي إنك امرأة كتلك التي تتأمري عليها ..
واجهته بقوة تقاطعه وهي تكاد تجن أن كل تعبها بالسنين الماضية يلخصها زوجها الأن بأفعال غير مسئولة
: هذا رأيك بي بعد كل هذه السنين أنا متحكمة وبغيضة لتلك الدرجة ..
تراجعت للخلف وببرود
: لكن أتعرف إذا كنت تراني كذلك فأنا أفخر بذلك..
من ترك البيت ومسئوليته على عاتقي لدرجة تحولي من إمرأة كاملة الإنوثة الى ذكر بشارب كما تحاول أن تقول أليس أنت ..
من كان يخشى إغضاب أمه المتسلطة فيستسلم لأوامرها المتجبرة ويأتي يشتكي لي ..
هل بعد شكوة الزوج من عدم قدرته على المواجهة مع أمه و الحياة وصعابها تستطيع المرأة الحرة ان تترك المركب ان يغرق ..
نعم أخطأت لكن أخطات ليستقيم هذا البيت ليصبح البكري رجل شرطة والبنت جامعية يقسم بأخلاقها ...
نعم جعلت هارون على ما عليه من جبروت حتى يعوض نقص إحساسي بوجود الرجل المسئول بالبيت فتشبثت برجلي الصغير ليصبح الرجل الذي نتكئ بسنوات غيابك أنا وأخته عليه فلا يصيبنا من الزمان الغدر ومن الناس الشماتة ..
نعم أصبح متجبرة متسلطة سليطة اللسان وأفخر بذلك يا علي ...
لتتحرك من أمامة متماسكة ظاهريا فقط حتى تختلي القوية بنفسها ..
تركت رجل يؤنب نفسه عن تغاضيه عن أفعال زوجته ..
أمه صباح كانت لا تملك من القسوة إلا لسان توبخ به ابنيها الذكور ليصلب عودهم وأبداً لم تفعل أكثر من ذلك بينما زوجته الباهرة الجمال التي خطفت عينيه و قلبه عندما رأها أول مرة تدليله لها جعلها تعتقد أنه ضعف منه لتأخذ دور المتحكم دون رادع ..
لكن إلا الباسمة يا اعتماد فإن لم يحميها هارون سيكون عليكِ ملاقاتي أنا ..

مر الوقت سريعاً وحمل سكون الليل الأفكار وأرجل غاضب نحو شقة عمه باحثاً عن زوجته التي تحتجب من يومين بشقة والدها
دخل غرفتها فوجدها تغطي وجهها بشال حريري وردي اللون فيرفعه عن وجهها فتقابل لمعان عينيها البنية بسبب دموع محبوسة عينيه
: ما حكاية شالك الحريري
كان يعلوها مستنداً على كفيه
: تقصد شالك الوردي
نظر له وهو يفكر : ماذا تعني
تقبل دفعتها الرقيقة وابتعد عنها ليقابلها بمجلسه فوق الفراش مجلسها
: هديتك لي يوم عزا أمي هل تتذكره
حرك رأسه بنعم وهو يأخذ نفس عميق ونظرة مع الشال بيده
شعرت بالذهول لتغمغم : غريبة أن تتذكره بعد مرور تلك السنين
ابتسم وهو يرفع الشال ويضعه على رأسيهما معاً ليكون فوقهم كخيمة رقيقة : أنا لا أنسى أي شيء يخصك
ضحكت بسخرية : أكاد أتخيل أن تقول بعد ذلك أنك تحبني
نظر لها بقوة بعمق عينيها : نعم
غابت السخرية وجذبت الشال ولمته بحضنها وسألته بتوجس : ماذا قلت
: لماذا لا تصدقيني
: هل تحدثني عن حبك لي ..هل ما يصلني من سماعة الأذن صحيح أم أصابها ما أصاب أذناي العطب ...
: صدقيني أحبك بل أهيم بحبك
تقاطعة باسمة بمرارة : متى يا ابن عمي .. يمكن عندما سمحت لخالتي اعتماد أن تهيني أو تضغط عليك للزواج من أخرى وتنهي زواجنا .. زواجنا الذي وإن كنت أخطأت بطلبه منك من أجل والدي ولكنك ارتضيته... ارتضيته ووثقته بحمية بعهود حماية لم أجدها منك..
كنت استعطف فيك يوم بعد يوم عدلك فأجدها تتسرب بين يدي كالثلج أشعر به ويترك أثره ولكن بلحظة يختفي ..
للحق شهر واحد من السعادة ورفرفة فوق السحاب ثم اسقطتني من عليائي للواقع ...
لماذا تقول كلمة لا تستطيع الوفاء بها أنا لا أستحق كل تلك القسوة منك..
حاول أن يقربها منه ولكنها دفعته واستقامت واقفة بعيد عنه فهتف : صدقيني
: أسأل نفسي الأن متى ..متى أحببتني حقا هل عندما كنت تذكرني كل ليلة إني كنت أقل من اي أمرأة كنت تلتقيها بشقة المرح أو تحادثها أمامي دون خجل
انتفض ووقف بمقابلها وبحدة : أنا لم أقابل اي واحدة من يوم زواجنا
: نعم ..نعم يا زوجي لم تقابل أي واحدة ولكنك لم توقف اتصالاتهم بك حتى وأنت تتمنع أحياناً أو ترد بعنجهية أحيانا كنت أسمعك كنت أقرأ حركة شفتيك كخنجر مسموم بصدري
مرر يديه بعنف على رأسه وصرخ بها : لم أفعلها وأنا قاصد إهانتك كنت فقط أعاند نفسي كنت أحاول أن أذكر نفسي بتلك المحادثات إنه ليس هناك من يقيد حريتي
هبطت بيديها التي كانت تشير بهم مرددة بإحباط : لكني زوجتك ..وأبداً الزوجة تكون قيد ..الزوجة سكن يا هارون ..الزوجة أمانك أن لا تقع بالمحرمات ..أنا زوجتك يا هارون زوجتك ..أم لأنني أقل من كل من عرفتهم هل تؤذيك أعاقتي لهذه الدرجة
عاد للخلف بدهشة : لهذا لم تواجهيني وتدافعي عن حقك بي . ..لهذا تنازلتي عن حقك أمام أمي ..
تركتيني أتصور أني أمر مؤقت بحياتك وأنتِ تتنازلي لإعاقتك
تراجعت وبغصة : ليس إعاقتي فقط بل طلبي منك الزواج ..أمران أهونهما مر
ضحك بسخرية وبقسوة فاجأتها : تفكيرك هو المعوق يا باسمة وليس أنا ..أنتِ من أجل أبيكِ وصحته دوستي على كرامتك وطلبتي مني الزواج ...
أليس من حقي أن أشعر بنفس درجة الأهمية بقلبك فتدافعي عن زواجنا
أنتِ من استسلم لجعل من حولك يشعروكي بالنقص بالرغم أني من بداية الزواج نبهتك إنه زواج أبدي كل منا له دور فيه لاستمراره..
مد يده يشدها من جديلتها فيؤلمها لتشعر بألمه منها وهو يجز على أسنانه : تنازلتي عزيزتي عن حقوقك فلا تطالبيني أنا أن أبحث لكي عنها أو استرجعها لكِ فما ان تنازلتي أصبحتي بدون حق ..
كان يشدها حتى التصقت بصدره فرفعت له رأسها تغرق بقسوة حديثه وغضبه المكتوم منها
:من البداية كنت أمرر لكي بعض الأمور حتى يكون جوابك هو المانع لأي تدخل بحياتنا أعطيتك كامل الصلاحية أن تبني بيتك خيرتك بكل أمورنا لكن ببساطة رفضتي تحمل المسئولية وتركتي لي الأمر هل كنتي تتصوري عندما تطلب مني أمي أمراً كنت سأرفضه إذا كنتي أنتِ منحتيني مباركتك فلماذا أرفض وأنا بينكم أكون هارون الرشيد في زمانه ...
ترك جديلتها ونقر بسبابته جبينها
: شعورك بالنقص هو خطأك وحدك فأنا لم أشعرك يوما بالنقص بل كل استناج يخص هذا الموضوع أنتِ من زرعتيه برأسك وتغذيه حتى كبر وتعاظم ...
تراجعت صارخه به وهي تنهت : طبعاً سيكون هذا تفكيرك ..وتفكير أي رجل يريد الراحة ببيته دون النظر لشريكة حياته ...
نعم بالظاهر أعطيتني حرية الأختيار لكن في باطنه رفض لأي محاولة لتخطيك أو تخطي تحكمات والدتك ...
لا تسألني عن كمية اللاءات التي خرجت من جوفي ولم تجد الصدى عندك لإنها ببساطة لم تخرج من فمي فقط حتى لا أشعرك بالضيق وأجعل رجوعك لمنزلك راحة تتطلع لها وتهفو إليها ..
يا زوجي الزوجة تريد من زوجها القيادة بكل أمورها بالحياة تريد تفهمه تريده يعرف ويعالج مشاكلها دون ان تنبهه أو توجهه لا تريد منصب كفله للرجل بالشرع والقانون والتقاليد ..
أشارت له بسبابتها لصدره
: لست أنا من أعقت نفسي بل أنت من أعقتها
أمسك يدها التي تلمس صدره وضغط عليها : أنا أحببت من أرادتني بقوة لدرجة إنها أخذتني بطلبها على حين غرة ليست تلك الضعيفة التي توارت بعدها بخزي ..أنتِ يا حياتي من سحبت يدها بعد أن كانت تقودني وسط الأمواج العالية لتتركيني وتكتفي بنفسك عني أنا أحببت قوتك وليست تلك الضعيفة التي تتوارى وراء خجل وعاهة لا أحد يراها سواها ..
تحرري من عقدتك فتكسبيني ..تحرري منها وأمنحيني الحياة ببسمتك ...
رفعت رأسها بقوة وتراجعت بعيد عنه :لا تطالب بشيء لن تستطيع مواجهته لا تطالب بقوتي يا ابن عمي فأنا أحميك منها
وقف هارون ينظر لها بتوجس : ماذا تقصدي
فتحت باب غرفتها : أقصد ما فهمته يا هارون
انا عدت قوية ..عدت للباسمة التي تعجبك وأول قرار لي هو كما طلبت منك الزواج سابقاً أطلب منك الان ..أه
اندفع بيده على ثغرها يحبس الكلمات داخله غير منتبه لتألمها الواضح وبصوت خفيض حاد : لا تقوليها لو خرجت تلك الحروف منكِ الأن لن أتفهم وجود عمي مريض بالداخل ..بل سأجعلك تندمي على لحظة تجرؤك وفكرتي بها ...
ثم غرس أصابع يده على جانبي وجنتيها بعنف
: ليس أنا من يقول أحب فتقابلني حبيبتي بالرفض ..خافي من غضبي ..
هذه نصيحة من ابن عمك ..

دفعت يده عن وجهها وهي تتوجع : ابتعد إنك تؤلمني هل جننت
: بل أنتِ يا باسمة التي جُنت حتى نسيتي مع من تتعاملي معه
هتفت وهي تملس موضع اصابعه على وجهها : ألا يوجد نهاية لعنجهيتك هل يدرسوكم بكلية الشرطة قلة الحيا وطولة اليد واللسان
: بل يعلمونا عدم الثقة إلا بمن يستحق ولا نعطي وجه لمن هم أقل منا فيتتطلعوا للعلى ولا يحترموا موقعهم الحقيقي
تكسر داخلها فشعورها بالنقص أمامه لا زال يسيطر عليها فعقدت بين عينيها
فأخذها بأحضانه عندما أدرك زلة لسانه والتي لابد أن تفهمها خطأ
همس بعاطفة : أتعبتيني ..تلك طبيعتي التي لن استطيع تغيرها بيوم وليلة وأنتِ عليكِ بعض الذنب
همست بين ضلوعه : أنا
: نعم حبيبتي أنتِ من تنازلتي عن تقويمي ومحاولة تغيري
ضحكت بغصة وهي تحرك رأسها بصدرة فابتسم لحركتها : أه يا هارون لا مجال لتغيرك ستظل هكذا يا ابن عمي جلف
صفعها بيده الحرة : أنا جلف
دفعته وتراجعت للخلف وهي تلمس مكان صفعته وهو يضحك محركاً حاجبيه بمرح
هتفت بغضب :ألن تتوقف عن وقاحتك وجرأتك
أشار لنفسه : أنا أمامك ربيني
لكمته على صدره وهو يضحك ويمسك معصميها ويحاول تقبيلها فتوقفا وابتعدا عن بعضهما كاتمين ضحكهم عندما سمع نداء والدها الذي سمع جلبتهم ليساعداه على الوضوء عندما حمل سكون الليل صوت قرآن الفجر من المساجد المحيطة
ساعداه على الوضوء والصلاة ثم استكانا بغرفتها على فراشها الصغير قليل من الوقت المتاح قبل ذهابهما لدوامهما
كان يتقلب بصعوبة وهو يحاول ألا يزعجها
: سأغيره اليوم
همست وهي مغلقة العينين : ما هو
: هذا الفراش
فتحت عينيها وهمهمت :لماذا
همس بغيظ : إذا كنتِ بعد استردادك لقوتك على حسابي كل يومين ستأتي لتنامي هنا فلابد أن أغيره فأنا لم أعد أطيق النوم في شقتنا بدونك
ضحكت بضحكتها الرقراقة التي تخطف قلبه: تعرف نفسك وتعرف إنك دوماً ستغضبني
أخذها بحضنه هامساً بصوت أجش : بل أعرف أمي
تنهدت بصمت ثم همست : لابد أن تجد حل يا هارون
:سامحيني
نظرت لعينه بقوة ثم همهمت : سامحتك ثم بعد
أغمض عينه بضعف للحظة : دعيني أفكر بحل
:لازلنا لم ننهي شكك في تناولي مانع الحمل وهذا أهم عندي من أمر خالتي
حرك رأسه برفض : أنا لم أشك
: بل شككت لا تختبر ذكائي
نفخ بغضب من نفسه : نعم شككت
فتحت عينيها باتساع متحركة من حضنه بعيد عنه
جلس محولقاً ثم أراح رأسه للخلف : لا تغضبي ..أنتِ من أصرت بالسؤال وأنا أجبت بالحقيقة
: إجابتك ليست كافية لابد وأن يكون هناك تبرير حتى أجد لك مخرجاً بقلبي وأسامحك فعلاً
: عندي تبرير أحب ان احتفظ به لنفسي
هتفت غاضبة : ليس من حقك يا هارون أن تخفي حقائق تريح قلبي وتجعلني أتقبل شكك بأمري ...
شدها لحضنه للحظة وقد قرر أن يبرر لها ولكنهما توقفا مرددين
: لا حول ولا قوة إلا بالله ..ماذا يحدث
عندما سمع صوت جلبة خارجاً ثم صوت شيء قاسي أحدث صوت عنيف في سكون الصباح انتفض هارون من على الفراش تتبعه الباسمة وفتح نافذتها المطلة على الحديقة الصغيرة ليفاجأوا بمنظر الصفصافة و فروعها قد قطعت والشجرة نفسها تقبع كجثة هامدة بجانبهم ..
تراجعت الباسمة حتى جلست بضعف على طرف فراشها ودموعها تغرق وجهها بصمت
لينادي عليها هارون الذي هاله ما حدث : باسمة
لم تستمع له بل تحركت خارجاً مرددة : حسبي الله ونعم الوكيل ,, حسبي الله ونعم الوكيل وصلت لغرفة والدها الذي أزاح الغطاء جانبه واحتضن دموع ابنته وهو ينظر بلوم لهارون الذي تبعها صامتاً وهو يحرك رأسه بأسف
وهتف بأسى : لم أعلم يا عمي صدقني
: أحيانا من واجبنا كرجال التوقف عن تبرير أخطاء المقربين لنا بحجة أن الدين لم يسمح لنا بتوبيخهم متغافلين عن أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
أنا لن أطالبك ان تمنع برك بأمك ولكني لن أسمح بظلم ابنتي ..أنا أكتفيت بحياتي من ظلم آحبائي .. ولا تقول إني لا أتفهم موقفك فأنت أدرى الناس بي ..
أغلق الباب خلفك الباسمة ستبقى بالمنزل اليوم فأنا أحتاجها
وهكذا بفعلة جديدة من أمه تراجعت محاولاته لمراضاة زوجته وأصبح حتى بنظر عمه متخاذل ..
كيف يكون متخاذل وهو يحاول إرضاء رب العباد ..
هل يجوز عقاب الأم وتوبيخها على تصرفاتها ..
هل يجوز ..
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالميين


نهاية الفصل الحادي عشر

=========================================





عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.
(متفق عليه)




لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

=====================

توضيح

التوضيح بخصوص حبوب منع الحمل والتي ذكرتها وأكيد هاتسألوا كيف عرفت الطبيبة الجواب ببساطة هناك أنواع تسبب ترقق بطانة الرحم وهذا ما شاهدته الطبيبة من خلال الأشعة الفوق صوتية وبالتالي عدم قدرتها على الحمل .. وتتأكد الطبيبة من خلال التحاليل ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-18, 07:48 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//




سأَلوني: لِمَ لَمْ أَرْثِ أَبي؟ ورِثاءُ الأَبِ دَيْنٌ أَيُّ دَيْنْ

أَيُّها اللُّوّامُ، ما أَظلمَكم! أينَ لي العقلُ الذي يسعد أينْ؟

يا أبي، ما أنتَ في ذا أولٌ كلُّ نفس للمنايا فرضُ عَيْنْ
هلكَتْ قبلك ناسٌ وقرَى ونَعى الناعون خيرَ الثقلين
غاية ُ المرءِ وإن طالَ المدى آخذٌ يأخذه بالأصغرين
وطبيبٌ يتولى عاجزاً نافضاً من طبَّه خفيْ حنين

إنَّ للموتِ يداً إن ضَرَبَتْ أَوشكَتْ تصْدعُ شملَ الفَرْقَدَيْنْ

تنفذ الجوَّ على عقبانه وتلاقي الليثَ بين الجبلين

وتحطُّ الفرخَ من أَيْكَته وتنال الببَّغا في المئتين

أنا منْ مات، ومنْ مات أنا لقي الموتَ كلانا مرتين



أحمد شوقي






الفصل الثاني عشر
والأخير

وكعاداتها مؤخراً ظلت صامتة متقوقعة على ذاتها متخذة من نصرة أبيها لها ملجأ ..
ومحايلة هارون لها منفذ حتى لا يقسوا قلبها ويفترعشقها له ..
ولكنها أبداً لم تطالبه للعودة لتفسير شكه بها بعد حادثة الشجرة أو حسابه على أفعال أمه ..
فالصمت أحيانا أبلغ من الكلام
طال الصمت بهما بالسيارة بطريق المدرسة وحتى المذياع لم يساعد على كسر حدة الحوار الصامت بينهما ولكنه لم ييأس من محايلتها أبداً وهي بداخلها تشكر له ذلك
أدار وجهه لها بلمحة خاطفة : هل تشعري بالجوع او العطش ..
همست :لا ..هل لازالت المسافة طويله ..
ضحك متمتماً :ألا تدري ..
:لا ..
نظر لها بدهشة أجاد تمثيلها : حقاً .. لماذا إنه نفس الطريق
احمرت وجنتيها بفتنة جذبت نظره وقالت بتردد : أأنا .. لا أحفظ الطرق
يضحك هارون :إنه الطريق نفسه الذي نسلكه كل يوم يا باسمة كيف لا تحفظيه ..
همهمت بخفوت : عندما أكون معك أشعر أني لا أحتاج أن أكون متيقظة فمعك أترك نفسي تماماً لا أحمل هماً فأنا واثقة أنك ستصلني لوجهتي بأمان ...
عندما انتهت وأدركت ما قالت في غفلة تملكها الخجل بشدة فأدارت وجهها بعيد عنه لكن عنده كان تأثير كلماتها البسيطة كبير فقد ايقظت فيه شعور أكبر للحماية ومسئولية أكبر تجاه ابنة عمه وزوجته الباسمة لمست شغاف القلب بقوة ..
أخذ نفس عميق في نفس لحظة وصولهم ليدير رأسه ناحيتها وأمسك يدها التي بقربه وقبلها بتمهل شديد وهمس بحب : الباسمة
نظرت له بضعف يتملكها عندما ينطق اسمها بكل هذا العطف والحب
: اطمئني تماماً حبيبتي ..سأكون أنا دائماً هنا لإيصالك لبر الأمان..
غادرت السيارة وهو يشاهد خطواتها المهرولة مبتعدة بعد أن منحته ابتسامتها الساحرة التي أعطته أمل بالقادم ..
قاد السيارة وهو يضحك بشدة على نفسه فاحتمال أن تعرف الباسمة الطريق بعد فترة قريبة ستكون معجزة لأنه كل يوم كان يتخذ طريق مختلف ..
والغريب أنه كان يفعل ذلك من قبل حتى أن يتزوجا حتى لا تعتمد على نفسها كما كانت تردد وأيضاً حتى يطيل الطريق في الذهاب والعودة ...
......
:اتركيني وهارون وحدنا
قالها حسن وهو متكئ على فراشه مغمض العينين بعد أن عاد من جلسة علاجه
فهمست وهي تدثره : أنت مرهق الأن
ربت بيده بحنية على كفها التي تضعه على صدره : أنا بخير ..أخرجي وإغلقي الباب خلفك
فعلت ما أراد وجلس هارون بجانبه على مقعد ملاصق للفراش وهو يميل بجذعه للأمام سانداً بمرفقيه على ركبتيه يولي عمه كل انتباهه بكل احترام
:أردت أن أحكي لك تجربة عمك ..أمال كانت زوجة لطيفة المعشر لم ترفع صوتها يوماً مطالبة بحق لها ..لم تغضب يوماً من تطاول أمي عليها ..لم ترفض لي يوماً طلباً ..ولم تشتكي يوما من ضيق سعة اليد
همس هارون : كلنا نعلم يا عمي
تنهد حسن : إلا مرة واحدة ..عندما أصيبت الباسمة بالحمى الشوكية ونجت منها بإعجوبة وخرجت من مرضها ولله الحمد فقط بفقد قدرتها على السمع بطريقة طبيعيه ..وبدأت تعاني ابنتها حينها ارتفع صوتها مطالبة ليس بحقوقها وإنما بحق ابنتها وأنا ضعفت وأخذتهم وهربت
: حقك يا عمي ..وكلنا كنا نعلم الضغوط التي تعرضت لها
تنهد حسن بحزن : ولكن الذي لم تعرفه أن عمك أخطأ ولأول مرة أخبر أحداً بذلك..
رفع هارون عينه ليواجه ضعف عمه ودموعه ويجده يجاهد ليخرج الحروف
: عمك أخطأ بحق أمه ..أمي السيدة الطيبة التي لم تأذيني ...
إنها لم تفعل سوى الكلام ..وهل كانت ستقتلني الكلمات ..
مرضت وماتت وأنا بعيد عنها كيف أعيدها يا هارون وأقول لها سامحيني يا أمي ..
كيف يا ابني
وأخذ يبكي الرجل الكبير وهو يغطي بيديه وجهه وهارون أمامه عاجز عن أن يهدئه أو يجد كلمة يقولها يخفف بها عنه ..
وبعد فترة همهم عمه : إفعل الصح بني ..إفعل ما لم أقدر أنا على فعله ..
واجه مشاكلك مع أمك بعقل فقدته أنا بلحظة ضعف ..
حافظ على زوجتك فكراماتها من كرامتك ..
قود عائلتك نحو بر الأمان دون أن تخسر دينك ..
وأدعو لعمك أن يغفر الله له ..
أغمض هارون عينيه وغمغم بالدعاء لعمه ثم ساعده على الاستلقاء
.......
كانت وهارون يساعدانه في الوضوء لصلاة الفجر ..
أصر أن يمدوا له سجادة الصلاة ليصلي وقفوا جميعاً معه ليصلوا خلفه بأخر سجدة ظل على السجادة ولم يرفع رأسه سلم هارون والباسمة بعد شعورهم أنه أطال السجود اقتربوا منه يحركوه بلطف اعتقاداً إنها إغماءة أصابته كالعادة ولكن عندما لامسوه عرفوا إنه ذهب ..
العم حسن مات ...
حمله هارون ووضعه على الفراش وعاد لتلك التي كانت تحرك رأسها يمين ويسار برفض هبط على ركبتيه أمامها مردداً
: إنا لله وإنا إليه راجعون
يردد ويردد لعلها تسمعه وتبرد قلبها بقولها ولكنها أدارت رأسها ناحية والدها وأخذت تبكي فأخذها بحضنه باكياً معها
صوتها الذي ضاع مع صراخاتها المستمرة ... حركتها العنيفة الهاربة من أحضانه كل محاولاته كانت لكبح حركتها لخوفه عليها من الانهيار ظل الصراع بين المحب الخائف والمكلومة بفقد والدها فترة حتى تركت نفسها أخيراً مستسلمة لحضنه تنهت بقوة ..
تنهت حتى سكنت تماماً حتى كاد يعتقد إنها غابت عن الوعي تلاشت قوتها من داخلها فقدت العزيز فقدت أخر ما جعلها تتمسك بتلك الحياة وعند احساسها بذلك ابتعدت بلطف عن أحضانه متمتمة بكلمة ظلت ترددها : انتهى ..انتهى
وتحركت ببساطة ناحية والدها تقبل جبينه ثم همست
: إنا لله وإنا إليه راجعون ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ...
.......

صماء مع سبق الاصرار ..
تلمس هارون سماعة الأذن التي بيده بإحباط ...
تركها لها تعني شيء واحد أنها تريد ان تُخرس الأصوات حولها ..
تلقي بالسماعة وتغلق عينيها معظم الوقت هي طريقة الباسمة في الانفصال عن أصوات خبيثة حولها ...

تزوج الصماء لماذا تأخرت في الحمل هل هي مثل أمها لا تنجب وكأن أمها لم تنجبها ..

أمه لا تساعد أبداً صحيح لا تشارك بتلك الهمسات ولكنها لا تبترها وهو لا يدري ماذا يفعل معها ..
وخاصةً وهو يشعر أن صمت الباسمة لن يؤدي لنتيجة جيدة ..
لا حول ولا قوة إلا بالله يرددها ثم يقف من خلف الباب يراقبها بخفية لازالت تحوم بالمنزل بخطواتها الرقيقة طريقة أخرى للباسمة تخرج بها شحنة غضبها وتعود له باسمة ...
لكن منذ وفاة عمه منذ ما يزيد عن الشهر وهي تفعل كل ذلك دون أن تعود له الباسمة ..
لم تترك شقة عمه فعل أخر يوجع قلبه ولا يدري ماذا يفعل معها ..
تجنب لفت نظرها ولكن إلى متى ..
........

: ولمتى ستظل بشقة والدها
جلس هارون أمام أبيه الذي تضاعف عمره بعد وفاة أخيه : حتى تهدأ أحزانها قليلاً
اشاح علي بيده :إذن ستنتظر العمر كله ....وهل فراق أبيها سيجعلها يوما تنساه ..
لا أعرف بماذا يعلموكوا بالمدارس ... هل عندما أموت ستنساني أم ستضعني دائماً في ركن خفي بقلبك وتداوم الحياة
:أبي
ردد خلفه بسخرية : أبي..
اقترب من ابنه بجدية : تعلم يا هارون من أبيك الجاهل الذي ترك المدارس لفشله فيها ..لا تترك زوجتك تواجه احزانها بمفردها ..
: لكنها لا تريد
عاد بظهره للخلف هاتفاً بغضب : لا تريد مواساتك الظاهرية
مسح هارون على وجهه بكلتا يديه : أنا نفسي مكلوم بوفاة عمي
نطق بنفاذ صبر : وهل حزنك يساوي حزن البنت على فقدان أبيها
: أرادت الخصوصية
هتف علي بغضب : بل أرادت حربك لتقتحم خصوصيتها
هتف هارون بقيلة حيلة : أبي أنا لا أعرف كيفية التصرف معها أصبحت أكثر انغلاقا على نفسها
: أحببت مجالستها بفرحها وكرهته بحزنها
انتفض هارون بحمية : لا والله
: إذن بني لا تتركها تفهم ذلك لأني لو مكانها كنت تخيلت مثلها



"أصون كرامتي من قبل حبي
فإن النفس عندي فوق قلبي
رضيت هوانها فيما تقاسي
وما إذلالها في الحب دأبي
فما هنت لغيرك في هواها
ولا مالت لغيرك في التصبي
ولكني أردت هوى عفيفاً
ورمت لك الهنا في ظل قربي
تبادلني الغرام على وفاء
وأسقيك الرضا من كأس حبي
ولما أيقنت روحي بشر
وكان الغدر في عينيك ينبي
هجرتك والأسى يدمي فؤادي
وصنت كرامتي من قبل حبي

كانت بشقتها تجمع بعض الأغراض التي تحتاجها بشقة أبيها عندما سمعت هارون يدلف للشقة ويصادف أن يصدح هاتفه برناته.. للحق لم يعد يتحدث معهن ولكنه لا يقدم على فعل يريحها ويقطع هذا الطريق فاليوم هو لديه القدرة على المقاومة لكن ماذا تفعل عندما يأتي يوم تتلاشى فيه مقاومته ...
فخلعت السماعة من أذنها بنفس اللحظة التي دخل بها غرفتهم فارتبك للحظة لكن عاد لصلابته عندما شاهد السماعة بيدها بفعلة تذكرها بالماضي عندما كان يفعلها ظناً منه إنها لا تسمعه فتقرأ حركة شفتيه الهامسة والضاحكة فأثار الأمر غثيانها لمجرد تذكرها لخزي صمتها
فشعرت ببرودة تسري بعروقها مسببة الشلل بأطرافها استندت على الخزانة التي تقف بجانبها وسقطت الأشياء التي تحملها وأغمضت عينيها ...
صعب أن تشعر بأنه تُستغل تحديداً بإعاقتك ..
بمجرد أن شاهد وقفتها الضعيفة تخلص من الهاتف وحملها ووضعها برفق على فراشهم الوثير ثم دار من الناحية الأخرى وصعد بجانبها ليشدها إليه برفق حتى تستريح على صدره دون أن يحادثها أو تبدي هي أي استعداد ..
كانت لحظة هامة لهما معاً أن يشعرها بنبضات قلبه حتى لو لم تسمعها بإصرارها على عدم التواصل معه وتركها لسماعة الأذن .. أخرجه من أفكاره التي تحاول الوصول لطريقة تساعده على إيصال مشاعره ناحيتها همسها الضعيف
: لقد افتقدته .. انتظر بكل لحظة أن يظهر لي فيحدثني بضحكته المميزة إنه كان يضاحكني وإنه لازال موجود ..
أغمض عينيه بتعب كيف يرد عليها ويخبرها أن أبيها سيظل موجود بذاكرتك وقلبك فبدل من الكلام أخذ يمسح بيده الحرة بهدوء على شعرها وظهرها لتعاود همسها
: أنا أحبك
ثبتت يده على شعرها يكاد النفس لا يخرج من صدره أول مرة تنطقها ... أول مرة يسمع منها كلمات حب صادقة ليهمس لها : وأنا أعشقك
ولكنها لم تسمعه أرادها ان تسمعه لتفاجأه بقولها
: ولكني أحب كرامتي التي دوست عليها أكثر
ينتظرها أن تكمل فقد شعر بانقباض بقلبه ولم تكذب ظنونه
ابتعدت عنه وكأنها لم تلقي بقذيفة من العيار الثقيل على رأسه
: طلقني
وغادرت.. تركته بمكانه...وجَرؤت بالخروج من الغرفة بل من شقتهما ...
انتفض من مجلسه يدور بالغرفة يمنع نفسه من الانقضاض عليها وصفعها على الكلمة التي نطقت بها .. يكاد يشد شعره وهو يوبخ نفسه على استمراره بعدم مراعاتها وتأخره بأخذ إجراء قاطع ضد تجاوزات أمه ورنات هاتفه التي كانت تحزنها معتقداً إنه بهذه الطريقة يمتلك زمام الأمور ويمتلك حريته ..
: غبي وكأنه أمر يستحق حتى تثبت به حريتك ورجولتك ..
يتذكر الأن إشاراتها المتكررة كلما سمعته يحادث إحداهن لقد فهمها ولكنه أدعى عدم فهمها ..
فهم إنها تردد له الحديث الشريف


عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ...
صحيح مسلم
: استغفر الله العظيم ..
كيف تجاهلت و سقطت في فخ الرجولة المزعومه ..فخ لسان أصدقائي بأنك سُجنت في قفص الزواج يا رجل وستتحكم بك بعد الأن ظروف تسمى زوجتك ..
فلن تتهنى بصحبة الأصدقاء ولا بمهاتفة النساء ..
صحيح لم يعد لشقة المرح ولكنها تلك المحادثات التي كان يقوم بها قبل ثورتها عليه .. وهاتف رقمه لازال باب لم يغلقه ودخل منه الشيطان ليفرق بينه وبين ابنة عمه وزوجته
وقف عن الحركة يهتف بغضب
: بل حبيبتي
نظر حوله يبحث عن هاتفه فيجده بالأرض بجانب دفتر وردي يخص الباسمة حملهما بيده وتوجه لطرف الفراش وأخرج من الهاتف الشريحة وكسرها ليغلق هذا الباب بعزيمة ورغبة باسترداد باسمته ..
وبينما يعيد الهاتف على الطاولة بجانب الفراش يده حركة المذكرات الوردية لتسقط على الأرض لتفتح على الصفحة التي كتبتها الباسمة بدموعها لتلفت نظره كلمت كذبت فتجرأ وأخذ يقرأها
كذبت عليك يا أبي...
لأول مرة أفعلها ...
نظرت بعينيك وبجرأة قلت لك أني حامل
ما أصعبها من حروف كاذبة خرجت من لسان كان يدعو الله الصدق بها
أبي تمنيت اليوم أن أبشرك بقلبي بحملي من رفيق أيامي وتوأم روحي كنت أتمنى ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ...
أبي أدعو لي بحمل البذرة التي أن فارقني صاحبها بقيت هي ترافق أيامي
أدعو لي يا أبي أن يتحمل هارون قربي حتى يمنحني نبضة قلب صغيرة بأحشائي تمنحني الحياة وبعدها أقسم لك أن أمنحه مباركتي للارتباط بمن يريد حتى لو ذبحتني الغيرة وتمزق الفؤاد لوعةً
أغلق المذكرات فما قرأه يكفيه ليتأكد من حبها..و ليتأكد من غباء شكه أن تكون تناولت ما يمنع حملها ..
للمرة الألف سامحيني يا باسمة قلبي فتلك ليست أمنيتك وحدك بل أكبر أمنياتي أن تحملي طفلي ليربطك بهارون الجبل الذي سقط من عليائه بحبك ..
فتح الجارور بجانب الفراش ليضع دفترها الوردي لتقع عيناه على علبة فاتح الشهية التي كانت تحرص على تناولها بوقت من الأوقات حتى منعتها الطبيبة ..أمسكها بيده يقلبها وفجأة أغمض عينه برعب وفتحها وأمسك واحده منهم ليضيق بين عينيه بتوجس بحجمها الصغير جداً الذي لا تتناسب مع حجم فواتح الشهية والمقويات التي يعرفها
وقف يردد : يا رب سترك ... يا رب سترك
ثم انطلق خارجاً ليتبين الحقيقة التي ما إن اكتشفها حتى كاد يغيب عن الوعي ..عبوة دواء لفاتح شهية بداخلها سم مغلف بالسكر ..كيف لم ينتبه إنها فكرة أمه ..كيف لم ينتبه أن أمه كانت واثقة من عدم حمل الباسمة ..كيف يا هارون يا رجل الشرطة لم تتبين خبث الأفكار والنوايا عندما تتحكم الغيرة بالقلوب ..
جلس على سلم بيتهم أمام باب شقة والده وهو يحاوط رأسه بيديه مغمغماً
: كيف يا عمي سأفعلها ..كيف سأحكم عقلي ..
كيف سأحفظ ديني ..كيف ..
لماذا لم تخبرني بالطريق الذي سأسير به..
كيف نبرهم وهم من يقودونا لعصيانك يا إلاهي ..
هل لتلك الدرجة صعبه ..
نعم إنها صعبة يا هارون وإلا لم يبلغنا سبحانه وتعالى بوصيته بهم بكتابه العزيز ..
صعبه يا إلهي ..والله صعبه


بسم الله الرحمن الرحيم
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا.
صدق الله العظيم
(لقمان14-15)


لم تصدق أمه عندما خرجت من شقتها فتجد ابنها البكري على درجات السلم يعاني ..
لتجلس بجانبه تأخذ رأسه بحضنها
: هارون بني ... ما الذي يؤلمك حبيبي ...فداك قلبي يا نور عيني ..يا رب خذ عمري ولا تحزن ابني ..يا رب
كانت تبكي وتتساقط دموعها على رأس ابنها المكلوم ليهز رأسه بحضنها ويرفعه بينما هي تمسح دموعه ..فيمسك بيدها بين يديه ينظر لها يكتم غضبه عليها فهي بتلك اليد حضنته وبها أعطت زوجته ما يمنعها من حمل ابنه ..هي لحظة غضب تملكته وهو يستمع لدعائها على نفسها بالموت بمقابل سعادته ..فيقبلها ثم ينظر لها بضعف
: أمي أنا أحبك وأنتِ تحبيني أليس كذلك
: أحبك فقط لا والله بل أنا أفديك بروحي
: أنا أعرف أن دعوة الأم مستجابة هل تدعي لي من فضلك
: بليلي ونهاري أدعيلك يا ابن قلبي
: الباسمة تريد تركي وأنا أموت بدونها ..ابنك لأول مرة بحياته يحب ..هل تدعو لي براحة البال
ابتعدت اعتماد و بامتعاض اجابته : ولماذا تريد ابنة أمال تركك وهل كانت ..
قاطعها هارون بفكرة راودته فجأة : لقد وجدتها أمس تصرخ بكلام غير مفهوم عن علب دواء كنتِ تحضريها لها ..وعندما حاولت الاستفهام منها وجدتها تهمس بكلمات مثل مانع للحمل أو ما شابه ثم صمتت فجأة والدموع تغرق وجهها وهي تردد بحسبي الله ونعم الوكيل ثم طلبت الطلاق واعتصمت بشقة عمي ..
ثم حدق بها : هل تعرفي شيء عن كلامها ذلك
وقفت أمه وهي تعصر يديها برعب جلي : ومن أين لي أن أعرف ثم أين ذلك الدواء
: الغريب أنها ألقت بها من النافذة وعندما خرجت ابحث عنها لم أجدها
بلعت الغصة بحلقها وهي تبتسم باضطراب : بسمة حزينة لموت أبيها ولابد إنها كانت بتلك الحالات التي تصيب المكلومين
هارون بهمس وهو ينظر لها بتدقيق : هيسترية
انتفضت هاتفة : نعم تلك ..أكيد هي السبب أيضاً بطلبها الغير معقول بالانفصال عنك ..
أمسكت يديه وحثته للوقوف
: أصعد حبيبي لها إنه واجبك أن تتحملها وتساعدها على تخطي حزنها ..أم تريد مني أن أكلمها .
وقف أمامها بقوة أجفلتها وهو ينظر لها بعيون حادة : أفهم من ذلك إنك لن تعترضي على مواساتي لها والإهتمام بها ..وإنها لظروفها الخاصة وضعفها الظاهر لن تجعليها تساعدك بشئون البيت وتكتفي بشئون بيتها .. وإنه لا بد أن تحتفظ بخصوصياتها بشقتها ..أليس كذلك ولن أنسى بالطبع عدم ترديدك لأمر زواجي المرتقب بغيرها نتيجة عدم حملها والأكيد عدم تنغيص حياتها بتذكيرها بنجلاء أو حمل رباب
أجفلت إعتماد من نبرة هارون وتهديده الواضح فأرخت رموشها تغطي اتضطراب نظراتها : نعم بني حتى أنني سأحضر لك مفتاح شقتك حتى تضمن ذلك
هز هارون رأسه وهتف : نعم يا أمي غداً صباحاً سأمر عليك لأخذه منك وبعد عودتي من عملي سأحضر لكِ جهاز هاتف تستطيعي مهاتفة رباب منه ..
ثم قبلها يديها وبلطف زائد : لن أنسى لكِ يا أمي أبداً تفهمك ورعايتك للباسمة ونصيحتك لي ودعواتك لولا ذلك كنت أخذتها بعيد يا أمي بعيد جداً لترتاح قليلاً بل لنرتاح جميعاً..
هتفت باكيةً : لا لا بني ..لن أكون سبب بحزنها أبداً او تعبها فهي حبيبة ابني ..لن تفعلها يا هارون أليس كذلك ..لن تبعد عن أمك
ظلت تنتظر رده وهي تكاد تموت رعباً ان ينفذ تهديده
فهمس : ولما أسافر ..
ثم تركها بمكانها تكاد تذوب خجلاً من فعلتها وإحساسها إنها كادت تخسر ابنها وعادت لشقتها لتصطدم بعلي الذي نظر لها باحتقار وهو يقترب منها فتراجعت حتى اوقفها لطمته التي أدارت وجهها ثم أمسكها من عضديها يهزها وقد غاب عقله
: كيف فكرت ودبرت ونفذتي بغفلة منا ..كيف تحولتي لهذا الشيطان ..كيف كنت أعيش مع إمرأة مثلك حية بثوب براق كيف
كانت تهز رأسها برعب فهمست وهي تجمع الكلمات : لا لا لم أقصد ..لم أفعلها ..
:لا زلتِ تقولي لم تفعليها لا تكذبي
صرخت به وهي تبتعد عن مجال يديه التي تريد البطش بها : فعلت ما يجب ..فعلت فقط ما يجب
كان يدور حولها يتبعها من مكان لأخر وهي تهرب أمامه : ما يجب هل أنتِ مجنونة هل تريدي أن تقنعيني الأن أنك أمرأة مجنونه فاعذرك .. لكن اسمعي حتى لو مجنونة لن أعذرك هل تفهمي
جلست أرضاً وهي تنوح : فعلتها من أجلها هي... من أجل الباسمة
صرخ بها بجنون من علو : من أجلها تحريميها من الذرية ... تحرمي ابنك
رفعت رأسها تشاهده كالأسد الذي يريد إفتراسها فأخذت تصرخ بكلماتها وهي ترفع يديها تحمي بها وجهها : نعم نعم فعلتها ..نعم ألا ترى ما أراه هل أنا فقط التي ترى صباح ..
بهت علي من سماع كلماتها واستمرارها بالصراخ بها
:صدمتني الباسمة عندما عادت لنا ..صدمتني قوتها وثقتها بنفسها ..رأيت صباح أمامي
رأيت قوة أمك ..أردت فقط أن أكبح قوتها قليلاً ..كان سيذوب فيها هارون
أمسكها من كتفيها يوقفها أمامه وهو يحدثها وقد غرقت عينيه بدموع القهر : هل ترديني عندما أقابل أخي ويعاتبني لما لم أحمي ابنته أقول له أن زوجتي رأت أمك في ابنتك ..هل تريديني أن أجن يا إمرأة
ابتعدت عنه وهي تحرك رأسها يمين ويسار : لم أراها كما تتصور كجني تلبسها او تلبسني ..رأيتها قوية واثقة محبوبة ..لم يكن هارون سيظل طويلاً دون أن يدرك حبه لها بل عشقه الذي لمحته بعينيه عندما شاهدها أول يوم خطت بقدميها بيتنا ..رأيت العشق الذي يُنسي الرجل حاله ويُلغي بها عقله ويهرول خلفها
ظل يتلفت حوله بتيه وهو يرفع يديه بعدم فهم : لا أفهم وما علاقة ذلك بتلك ..لماذا أردتي منعها من الحمل
: بل التأخير بالحمل فقط .. عدة شهور حتى أكبح جماحها أكبح ثقتها أميت صباح بصدرها قبل ان تغرقنا جميعاً ..
ثم همست بتعب وهي تنهت : رأيت نفسي عندما كنت صغيرة ودخلت هذا البيت وحملت بهارون كنت أمشي مختالة بينكم أكيد لأمال لتأخرها وأتدلل عليك ..تذكرت كل ذلك فأنا كنت أفعل ذلك وأنا صغيرة وضعيفة فما بالك الباسمة شبيهة أمك ماذا ستفعل عندما تدرك عشق زوجها وأيضاً تحمل بطفله الأول
جلس وقد هده ما سمعه وهو يضغط بيديه على جانبي رأسه : لا أصدق ما اسمعه ..لا أصدق
ركعت أمامه وهي تبكي : صدقني يا على لقد توقفت قبل وفاة حسن لم يعد لديها غير علبة واحدة وهي لا أدري كيف علمت بأمرها ورمتها
حرك رأسه وهو يهتف بها : وهل تصدقي ابنك وحكايته ..هارون فقط الذي عرف بفعلتك القذرة ..
لو عرفت الباسمة هل كانت ستظل هنا بقوتها التي تدعي ..أو كانت صمتت عنك ..
لقد خسرتينا ابنك يا اعتماد ..
لقد خسرتينا ابنك يا اعتماد
كيف سأواجه بسمة وانظر بعينيها شبيهة أبوها ..
ثم أمسكها من كتفيها وهو يغرس أصابعه بلحمها وهو يصرخ بها
: و ماذا سأقول لهم عندما أقابلهم.... ماذا أقول لأمي وحسن عندما أقابلهم يا اعتماد ..
كنت ضعيف أمام تقويمك فكنت سأخسر أمانة أخي
لكن لا يا اعتماد لم يعد لك حياة بهذا البيت
قاطعته وهي تمسك يديه تقبلها و تشهق باكية : بالله عليك لا تفعلها وأوعدك لن أقرب من ابنة أخيك
لا تقسم بالله عليك ..ستقتلني يا علي لو فعلتها ..ارحمني بالله عليك
: وهل أنت رحمتي احد بأفعالك ..
ظلت تبكي بحرقة وتقبل يديه : سأموت يا علي ..من أجل أبناءك ليس من أجلي أنا أخطأت وأقسم لن أقربها ..
ظل مكانه ينظر لها راكعة أمامه وهو يقلب بعينيه ويفكر بأمرها... لا يستطيع بعد هذا العمر أن يفضح نفسه أمام خلق الله ..ماذا يقول الناس ..
وقف وهو يزيحها من أمامه بقرف وهتف بها
: سأظل بشقة أخي ..ليس من أجلك يا اعتماد بل من أجل أولادي والباسمة التي لا أريدها ان تشعر بالقهر من عمها الذي وعدها بالحماية ولم يفعل
اقتربت تحاول ان تقنعه وأمسكت ذراعه بترجي : : أرجوك يا علي ظل هنا حتى بغرفة هارون
أزاح يدها واقترب من رأسها وهو يجز على اسنانه : من مصلحتك أن تدعيني أبعد عنك ..الحمد لله الذي كشفك وكشف ألاعيبك فتخسري ما كنتِ تحاربي وتتأمري من أجله..
ابنك وزوجك يا اعتماد
........
دلف لشقة عمه لباسمة قلبه الذي لولا وصية أبوها له كان خسر دنياه وأخرته
ولكن كيف سيعيدها لحضنه وكيف سيعيد ابتسامتها التي أصبحت الهواء الذي يتنفسه ..
وجدها بغرفتها وعلى فراشها تقرأ في إحدى كتبها جلس بجانبها فأدارت له ظهرها وحاولت أن تخلع السماعة فأمسك يديها هامساً
: من فضلك دعيها وإن لم يعجبك كلامي سأتركك من نفسي
تركتها من أجله ومن أجلها أرادت سماعه وبقوة ماذا يمكن أن يقوله ويجعلها تستمر بالحياة معه ..
شهقت وحاولت الابتعاد عندما وجدته يحل جديلتها التي لم تعد تتذكر متى أخر مرة تركت شعرها طليق ..
ثبتها أمامه وبهدوء : لا تحرميني من لمسه ورؤيته مسترسل فهو يكاد يقتلني وهو مخنوق داخل الجديلة
تركته يمرر أنامله بين خصلاته حتى فرده على ظهرها ولم يتركه من يده وهو يتمتم
: جميل ..رائع يا باسمتي
استسلمت للمساته الحانية فترة ثم أبعدته عندما أفاقت لنفسها وهبطت من على الفراش وهي تبعد عينيها عنه بخجل..
: لقد طلبت منك طلب
أخذ نفس عميق : لا تكرريها يا باسمة من فضلك لا تكرريها ..
أنا تركتك فترة لتريحي أعصابك وأظن أن الأوان أن نتحدث
صرخت به : لا أريد الحديث.. تلك الحياة لا أريدها ..لا أريد زوج يرفض أن يمس أمه حتى ولو أخطأت بينما يعاقب زوجته على أقل هفوة غير مقصودة ..
لا أريد زوج لا يحترمني ويتحدث مع الفتيات بالهاتف مستغلاً إعاقتي ..
لا أريد زوج لا يثق بي ....هل فهمت ..
حرك يده على جبينه وبألم : أريد دواء لألم الصداع الذي يفتك برأسي
وقفت شاحبة أمامه وهي تضم يديها لصدرها برعب : لا تستدر عطفي
رفع نظره بخوف عليها عندما أدرك حالتها وتذكرها لألم والدها
فاقترب منها أخذاً إياها بحضنه : حبيبتي أسف أقسم لكِ إنه صداع لا أقصد أن أستدر عطفك ..
أسف لأني سبب ألمك ..اسف لأني سبب حزنك ..أسف لأني سبب غياب بسمتك ..
أرجوكي تقبلي أسفي ..أرجوكي باسمتي ..
تركت قلبها يفكر وجسدها يستجيب لقبلاتها واعتذاره ..تركت عشقها له يتحكم بها ويقودها لسماعه عندما أجلسها أمامه يمسح دموعها التي لم تستطع كبتها
: لن استطيع التحمل يا هارون يكفي ..
أخرج هاتفه من جيبه وناوله لها
نظرت له بتيه دون أن تأخذه : ما هذا
وضعه بيدها وأحكم إغلاق أناملها عليه : انظري له وتأكدي بنفسك ..لا يحمل كلمة سر ..
حاولت أن تعيده له ورفض متمتمة : لا أريد
: بل يجب أن تريه ..يجب أن تعرفي أن هارون من الأن أصبح كتاب مفتوح أمامك لن يخذلك أبداً لن يستغل إعاقتك كما تقولي .. بل أكثر من ذلك لقد أخبرت أمي أنكِ من اللحظة لن تكوني مسئولة أبداً عن شقتها لتعود هي لتدبر حالها كما كان قبلاً حتى يمكن أن أجلب لها خادمة تساعدها كل فترة
همست بدهشة : وافقت
مسح على وجهها وبابتسامة : نعم وغداً ستجلب لي مفتاح شقتنا وسأحضر لها هاتف حديث تحادث به رباب ..
حركت رأسها يمين ويسار بذهول : لا أصدق
: بل صدقي حبيبتي
: كيف
تجنب النظر لها وهو يحبس بقلبه الكيفية التي أقنع بها أمه لن تحتاج الباسمة لذلك لن تحتاج أن تفقد الثقة بمن يحيط بها : أنا أردت قربك وحبك ورضاكي ألا يكفي تلك الأسباب أن استطيع بها محاربة العالم كله
ابتسمت بخجل وهي تنظر للأرض للحظة بتفكير ثم رفعت رأسها وهي تعض على شفتيها وهي ترفع الهاتف له : هل أنت أكيد أيضاً من ذلك الأمر
قبل يدها التي تحمل الهاتف وهو يهتف بسعادة : بل أكيد جداً باسمتي ولكِ كل الحق بعقابي إذا أكتشفت أمر كهذا مرة أخرى
تركت الهاتف جانباً ثم صمتت مرة أخرى وهي تفكر بالأمر الأخر الذي يؤرقها
:هناك أمر أخر يشغلك أليس كذلك
هزت رأسها بنعم ورفعت يديها تسأله بتوتر فأمسكهما فكانت يديها الصغيرة بين يده الكبيرة كعصفور صغير يرتجف من شدة البرودة فابتسم بلطف هامساً
: لا تجعلي بيننا حواجز وقلق حتى ولو كانت تلك الطريقة تريحك فهي بالمقابل تجعلني أشعر أني مقصر معكِ لدرجة أنك تتصوريني وحشاً سيلتهمك فتتوتري بوجودي
ثم لمس بأنامله ثغرها وبصوت أجش من العاطفة : صارحيني بأفكارك
همست بتلكؤ: لماذا شككت بي هل هي طبيعة عملك التي تجعلك تشك بكل شيء..
عندما لم يرد عليها ولاحظت توتره وابتعاده
فنظرت لعينه بعمق تقرأ الإجابة : لا ليست طبيعة عملك ماذا إذن هل هي خيانة
ما رأته الباسمة من ملامح الخزي ثم اسباله أهدابه ليبعد عينه عن مواجهتها
أعطتها الإجابة لتشهق واضعة يدها على فمها هامسة : إنها الخيانة
هذا الألم الذي ينغص عليك حياتك وجعلك تغرق في ملذاتك وتخوين أقرب الناس لك ..
ينطق أخيراً بصوت خالي من الحياة
: وهل الخيانة جسدية فقط ... من عشر سنوات شاب صغير ابن عائلة متوسطة الحال لأب تاجر غلال وقرية بالكاد يوجد اسمها عرضاً على اشارات المرور المهترئة كإشارة وحيدة على الطريق كان هو الأول الذي يلتحق بكلية الشرطة فيجلس يتربع موقعه على مكتب المسئولية ...
طاووس يتخيل إنه أصبح يملك سلطة ويملك الأولوية للحصول على أجمل بنت في القرية والذي كان مثار حسد كل شباب القرية بحصولي عليها
نجلاء كانت اسم على مسمى عامين من المؤشرات الواضحة إنها غُصبت على الزواج مني ولكني كنت من العنجهية حتى ألتقطها فمن بقريتنا التعيسة كان لا يحلم بالحصول على أفضل شبابها وأوسمهم ...
خلافات مع أمي لا تنتهي وغضبها كل حين ببيت أهلها المستمر ...
كانت بخيلة المشاعر والكلام ..و مع الوقت تحول وجهها الفاتن بعيني لوجه كرية من كثرة عبوسها وافتعال المشكلات ...
بعد أن كنت أجن حتى أحصل على عطلة لأقابلها وأتمتع باللجوء لأحضانها حتى ولو باردة أصبحت أتقبل الغياب بل أكثر من ذلك أصبحت أرفض العطلات و أمنحها بنفس راضية لزملائي ..
تحملت اقسم لكِ أني تحملت لكن كانت هناك القشة التي قسمت ظهري ..
النجلاء كانت لا تريد الإنجاب ... تخيلي أنها كانت تتناول ما يمنعها من الحصول على طفلي الذي كنت وعائلتي نهفو إليه ... والذي اكتشفت عبواته فجأة بين أثوابها وكتمته بصدري حتى أصل للحقيقة كاملة ..
وبابتسامة مريرة وهو ينظر لبعيد
: لقد تغلب عليا حسي الوظيفي وإن كنت أعتقد إن ما غلب عليا وقتها برود ونبذ لها فهي عكسك حبيبتي لم تمتلك قلبي ...
مد يده برهبة لموضع جنينه الذي يتمناه عند الباسمة وهو يحركها ببطء على بطنها المسطح ...
:كان هذا ما كان سيجعلني أتحمل لكن إذا كانت لا تريد فما الذي يجعلني أتحملها فهي لم تكسب قلبي الذي كنت على استعداد لتسليم حصونه لمن ارتضيت الارتباط بها وسعيت له ..لكنها نبذته ..
كسرت كبريائي وقتلت ببساطة النجاح الذي تتدرجت فيه في مجال عملي ..
أصبح لي شخصيتين واحدة أقابل بها الناس والأخرى لا استطيع حتى مقابلة نفسي بها بمرآة...
طلقتها لم يكن هناك أبسط من هذا القرار فحجتها بأنها كانت تريد التأكد من قدرتها على الاستمرار ببيت العائلة كما أسمته بالرغم من كونها كانت بشقة منفصلة ومعظم فترات وجودي بعملي كانت تقيم ببيت عائلتها لا تساوي خداعها لي بمنع نفسها من الإنجاب دون علمي .. ولا بالخيانة عندما علمت أسبابها الحقيقية والذي كان ابن خالتها الذي كانت تحبه ولكن أبوها رفضه لأنه بالمقارنة بهارون العابد كفة الميزان كانت لصالح اسمي بمراحل ...
طلقتها في جمع لأسرتينا عندما أرادوا التقريب بيننا فمبجرد ما قالت إنها تريد حياة منفصلة وشقة بالقرب من مكان عملي والذي كان بمحافظة أخرى وقفت بكل برود وقلت لها أسرتي أولاً وأنتِ طالق ...
صدقيني النظرة التي رأيتها في عينيها كانت تستحق فمهما كان المرأة تخونها ثقتها بنفسها عند الرفض وخاصة على الملأ .. تلك النظرة ردت لي جزء من كرامتي كرجل ..
بعد شهور العدة تزوجت ابن خالتها في غرفة صغيرة بشقة أمه وبظروف معيشية صعبة وأصبح الناس يروا أنها انحدر بها الحال ولكن.. أنا فقط ..أنا فقط يا باسمة أعلم أنها نالت النجوم بحصولها على حبيبها ...
أنا فقط الأن وبعد حبي لك أعلم معنى أن نحصل على الحبيب..اذا قلت إنه شعور يشبه لمس النجوم فأنا أكذب.. فهو شعور يشبه بنظري العيش بالجنه ....
اقترب منها وهو يحاوطها بذراعيه يحبسها بين ضلوعه
: امنحيني الحق بجنتك باسمتي امنحي انسان لازال يتعلم بخطى طفل يحبو كيف يثق وكيف يعبر عن حبه ..
ابتعدت تنظر له وهي داخل مجال ذراعيه عيونه اللامعة التي تعشقهم باحت لها بصدق حروفه التي خرجت من بين شفتاه لتلمس قلبها وتنشر الفرحة بدمها فردت بكلمات من ثغرها الباسم برقة حروفها المتأنية
: هل تعلم ان تصرفك الذي أردت منه رد كرامتك هو تصرف بمنتهى الرجولة ....الأن وأنت تدعي أنك كنت بمنتهى الضعف وبقمة جرحك كرجل تقول أنك اكتفيت أن تطلقها واكتفيت منها بنظرة مكسورة ليست من حقها برد جزء من كرامتك أشعر أني حصلت على جنتي مع رجل يستحق ...
وقفت أمامه بفخر رافعة الراس وهي تشير بيدها دون نطق الحروف : جبل كأسمك يا هارون ..
ثم أشارت لقلبها الذي حملته كطفل صغير ناحيته : هو لك
............................
بعد مرور عام ..
من الحب والكثير من الغيرة وسط صمت اعتماد المحاصر بنظرات علي الحادة
كانت متكئةً على الفراش بمستشفى الولادة تنظربحب لعمها ورباب التي جاءت بعطلة وهم يتدافعا حول اعتماد لرؤية ابنتها
أخيراً استطاعت رباب حملها بحب وأخذت تقبلها لتعود لتأخذها اعتماد من يدها وهي توبخها
: اتركيها و إذهبي لابنتك التي تركتيها لإحسان تربيها
: أمي أرجوكِ أريد أن أرى لمن تشبه
تحركت اعتماد وهي تضعها بأحضان الباسمة التي يحاوطها هارون من لحظة خروجها من غرفة الولادة
: لا تتعبي نفسك يا رباب إنها نسخة من أمها لم تأخذ منا أي لمحة ولو قليلة
فينظر هارون للفتاة الملفوفة بلفات من اللون الوردي
: حقاً ..
فنظرت له الباسمة بتوجس خفيف ضاع تماماً مع قبله هارون على جبينها بعد أن قبل ابنته ويهتف بكلمات صادقة نابعة بتأثر من قلبه
: الحمدلله لقد استجاب الله لدعائي ووهبني بسمة
همست بخجل : حقاً ستسميها بسمة
ضحك هامساً : وسأزرع لها صفصافة تجاور الأخرى التي زرعتها لك
ظلت تنظر له وهي تكابد تساقط دموع فرحها بلطفه معها وحنيته التي غمرتها
فهمس لها بحب عندما رأى دموعها
: ما بكِ حبيبتي ..لما الدموع
ابتسمت له للحظة واحدة قبل أن تختفي وتقابل نظرته المحبة بعبوس بسبب تكرار سماعها لنغمات رسائل ورنات فيضحك عالياً وهو يهمس لها وحدها وهو يفتح شاشة الهاتف أمامها : إفهمي حبيبتي إنهم أصدقائي و زملائي بالعمل يهنأوني بالمولود وسلامتك
تدير رأسها بخجل : أنا أحاول ولكنها تلك الغيرة التي لا تعرف الفهم
ضحك وهو يحاوطها بحب يهمس لها ويضع كفها على موضع قلبه : أحبك هل تحسيها هل تشعري بما يبوح به قلبي ..هل تحسي بدقاته ..
خفقاته تؤلم صدري يا حبيبتي لهفة وشوق لكِ..
أرجوكِ امنحيني فرصة أرد لكِ جميلك بمنحي الحياة ..
هزت رأسها وهي تكابد لمنع دموعها ولا تستطيع فوضعت رأسها على كتفه متمتمةً
: يا الله يا رحيم أن الكلمات تعجز عن وصف سعادتي اللهم لك الحمد ..


...... تمت ......
2/5/2018
10/5/2018





إهداء إلى ..
إهداء إلى كل باسمة استطاعت أن تملأنا حياة
وإهداء لكل من نظر لبسمتها فعرف إن كانت سخرية أم فرح
إهداء إلى من فك رموز ابتسامتي وحافظ عليها ..
إليك أنت ...


=============================





بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)
صدق الله العظيم
سورة ق




لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد




كلمة لصديقاتي الأعزاء...

الأحداث من خيالي وهي تعبر عن واقع قرأته بالمشاكل الأسرية على مواقع التواصل الاجتماعي ..
الباسمة أرادت الحب وتناست حقوقها واكتشفت بالنهاية أنها حصلت على العشق عندما بحثت عن حقوقها وتمسكت بالحصول عليها ...
هارون أراد الشعور بأنه محبوب ومرغوب من زوجته وأنها تحارب من أجله ونسى أنها لن تحارب إن لم يقدم لها حبه ودعمه ...والأهم العدل ..
الجميع ينتظر الانتقام من اعتماد على أفعالها ..وهل هناك انتقام أكثر أن تجد نفسها بين من تحب بهذا الضعف والخنوع أو أن تجد ابنها الذي كان يتمنى رضاها بهذه الحيادية أو الأصح العدل...
ليلى طفلة تحب الأطفال وكما لم تظلم زوجها الأول رفضت ظلم الباسمة أيضاً من أجلهم .. ولنا لقاء معها بنوفيلا قيد التفكير إن شاء الله واسميتها ..عندما يأتي المساء..

ولمن لديها مشكلة مع الفاتنات مسببة مشاكل لا تنتهي مع زوجك أريد منكن تجربة الأتي .. قولي لزوجك ..أمك أولاً بشرط أنا التي تليها فوراً بمعنى قبل أخوك قبل أختك قبل حتى ابنتك إذا وافقك خذي منه عهد ووعد وذكريه دائماً إذا تناسى بيوم ...
لا أدري إذا كانت نصيحتي بمحلها لكن هذه رسالتي التي اعتنقها ..
الأم أولاً...
بالنهاية لكل من شاركني بتجربتي الثانية ..
جزاكم الله خيراً.. ..
بحبكم في الله....

روتيلا حسن



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 04:14 PM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 07:16 AM   #16

فاتن حسن

? العضوٌ??? » 357752
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 392
?  نُقآطِيْ » فاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond reputeفاتن حسن has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.عيد سعيد وفطر مبارك إن شاء الله.
الرواية رائعة روتيلا. واسلوبك مميز وراقي ومفرداتك سلسة تنقل القارئ لجو الرواية ليتعايش مع الأحداث وينفعل مع الشخصيات.
قرأت لك الفراشة وهي لا تقل روعة عن الباسمة وبداياتك تبشر بكاتبة موهوبة مبدعة .استمري حبيبتي ودمتي دائما متألقة ❤❤❤


فاتن حسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 06:32 PM   #17

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-18, 12:08 AM   #18

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,823
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة جدا انصح بقراءتها

Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-18, 09:23 AM   #19

Iifhh

? العضوٌ??? » 343511
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 776
?  نُقآطِيْ » Iifhh is on a distinguished road
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

Iifhh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-18, 01:48 PM   #20

ولاءالغول

? العضوٌ??? » 332514
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 411
?  نُقآطِيْ » ولاءالغول is on a distinguished road
افتراضي

cooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo oooooooooooooooooooooooooool

ولاءالغول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.