آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          أجنحة الليل - كاترين بلير - ع.ج .. حصريااا** (الكاتـب : جروح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree68Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-18, 01:05 AM   #11

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي


اشكرك رغيدا وهحاول اظبط البنط بس المشكله اني بكتب من الفون وساعات مش بتظبط معايا

عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-18, 11:44 PM   #12

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

زهرة لو سمحتي القصة ماشية حلو بس حاولي تخلي الفصول اطول شوية

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-18, 01:02 AM   #13

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

حاضر بإذن الله
بس ياريت لو رابط البيدج اللي بيتم الاعلان عليه للفصول الجديده لانه راح مني


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-18, 01:13 AM   #14

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع

" بحياتك يا ولدى امراة عيناها سبحان المعبود......."
كان يستمع لتلك القصيدة وهو يشعر كأن كل كلمة كتبت من أجلها هي،هي التي إذا اجتمع شعراء العالم على وصفها لن يملوا منها أبدا يا ليتها الايام ترضى عنه وتجمعه بها ولكن هيهات لتلك الايام الغاضبة عليه.........،«لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود....»
ابتسم بمرارة عندما التقطت أذناه ذاك الجزء من القصيدة،تأكد يقينا أنها كتبت من أجلهما معا فكم حاول وحاول ليربط اسمها باسمه لكن باءت تلك المحاولات بالفشل،تذكر ليلة الاحتفال بتخرجها كانت كلؤلؤة مشعة كم تمني ان يضمها لصدره ويهنئها بنجاحها،كم تمنى أن يكون ذلك اليوم للاحتفال بزواجهما.
تمنى وتمني....... كم عدد الامنيات التى تمناها ولم تتحقق ايه امنيه.
إنطلق بذاكرته لتلك الليله عندما كان يقف مع والدها بعيدا عن الأنظار ليعيد عليه طلبا قديما، وأمنية بات يحلم بتحقيقها كل ليلة وكان ينتظرها حتى تنهى دراستها ليأخذها بعيدا عن عيون أقرب الأقربين له، ولكنه لم يكن يعلم أن غيره قد سبقه فرت دمعه حارقه من عينيه علي وجنته وهو يتذكر كلام والدها حرفيا:
«قولي اعمل ايه يا كنان،فواز جاى وبكل بجاحه يطلب ايديها ومعاه تسجيل ليوم الحادثه بيهددني بيه يا أقبل يا ينشره...كنان اتجوزها انت وخدها بعيد، ابعد بها دي هى اللى طلعت بيها من دنيتي مش ممكن أرميها كدا ...دا انا فضلت ساكت السنين دي علشانها هي.»
أما هو فكأنه يقف على حافة الهاوية وأقل حركه منه ستودي به إلى عمق هذه الهاوية.........،ما هذا؟ ! هل ما سمعته حقيقة؟ !لا ....لا يعقل من أين عرفها ولم هي بالذات؟
أسئلة كثيرة كانت تدور برأسه .........لكن ما من إجابة.
«كنان...،كنان بتفكر في ايه؟ »
انتبهت على سؤال عمى بماذا أجيبه أشعر كأن الكلمات جفت فى حلقى، لا بل هناك اسئله كثيره تبحث عن إجابات لكنها لم تجد السبيل للخروج.
هزه خفيفه على يدي أعادت إلى الحياة وسمعته يقول
«ليك حق تتصدم دى مصيبه،انا اللي غلطان ياريتني وافقت على طلبك من سنين كنت اخدتها وبعدت لبعيد.....انا اللي غلطان ..قولي...اعمل ايه ما تتكلم يا كنان »
رمشت بقوة لطرد رغبه قويه فى البكاء واستجمعت الباقى من قواى المتهالكة وقلت بصوت غلبته الحسرة والقهر «مفيش قدامنا غير الموافقه حاليا ،وخليها خطوبه يا عمي لما نشوف أخرتها إيه؟»

«خطوبه ايه يا كنان انت عارف فواز دا ايه ،أنا لا يمكن اوافق على ان اربط بنتي بيه حتي وان كانت خطوبه، لالالا يا كنان »
«يا عمي مش هينفع تجازف بماضيك وحاضرك علشان حاجه مفيش لك ذنب فيها، ارجوك جازف المجازفه دي وان شاء الله نقدر نوصل للحقيقة قبل ما يتجوزوا »
«عاوزني اجازف ببنتى عشان احمي نفسي دا بيشتغل في كل حاجه واي حاجه...لا....لا»
نظرت لموطئ قدمي وأجبته بقله حيله:
«لا يا عمي ،علشان كل اللي وصلنا ليه يستحق المجازفة،انت عارف إحنا بالفريق اللي عملناه حلينا كام قضية ..أنهينا كام عصابة ...وقفنا كام شحنة مخدرات وسلاح وانت اللواء عدلي قدرت تكون فرقة عمليات خاصة وعلي اعلي مستوي بتخلص شغلها من غير نقطة دم.....لكن لو هو نفذ تهديده السلطات هتحل الفريق دا خصوصاً ان اغلبنا مش من الشرطة »
عندما رفعت رأسى للسماء طلبا للمزيد من الهواء وجدتها تنظر باتجاهي وكأنها تحاول أن ترانى فتواريت خلف الشجرة متعمدا حجب وجهي عنها وانا اقول
"عمي،اتفضل انت وانا اوعدك انها هتكون بخير وهفضل جنبها"
تركني عمى وذهب إليها ليقطع عليها الطريق قبل ان تصل الينا.
واتخذت مكانا خفيا يمكنني من رؤيتها دون أن ترانى ولا اعلم ما سر تلك الغصه التي شعرت بها وهاجس يقول لى أنى سأفقدها.
وقد كان فقد ذهبت لمكتب الخارجية بعد يومين من حديثي مع والدها وهناك وجدت خطابا من الوزير بسرعة التوجه للوزاره وقد كانت تنتظرني ورقه بإمضاء الوزير شخصيا بترقيتي إلى درجة سفير،ترقية سابقة لأوانها وجاءت في وقت سريع فأنا بذلك أكون أصغر سفير في الدولة،وعندما عددت العدة للسفر وجدت فتون تخبرني انها ستذهب لحفل زفاف اخيها،…... ابهذه السرعة ؟!
شعرت كأنني أقف على أرض رخوة ولم تستطع قدماي أن تحملنى توجهت علي الفور الي منزلها لوقف هذه المهزلة وقد عزمت علي ان اتزوجها وليكن ما يكون لكن كان السيف قد سبق العذل وتزوجت ميرا من فواز، لا بل منيرڤا،فانا من أطلقت عليها ميرا لانها ومنذ قدومها لهذه الحياه….. قدرى انا ،وستظل حتى آخر أنفاسى، وإن كانت ملك لآخر.
افاق من شروده على صوت الأذان فتوجه لتلبية النداء عازما على الإتصال بها بعد تأدية صلاته.
*******
تمشي وحدها في طريق مظلم تبحث فيه عن احد يصاحبها او قبس من نور بمحيط تلك الظلمة.
فجأه انبثق شعاع نور من بعيد فأسرعت هي في خطاها متجهة إليه لكنها لم تصل
زادت من سرعتها حد العدو ولكنها لم تصل ايضا وبدأ وكأنه النور يتسرب ببطء ويختفي وقفت وهي تلهث ونظرت للاسفل تحاول التقاط انفاسها فوجدت قيود من نار تلتف حول قدميها ويشل حركتها ،حاولت أن تحل تلك القيود لكن الأرض مادت من تحتها وكادت تهوي بها في حمم نارية لولا تلك اليد التي امتدت إليها تسحبها لاعلي وفجأة دوى صوت
صفارات عالية.........
استيقظت منيرڤا فزعه تمسح حبات العرق التي تتساقط علي جبينها ووجهها
التفت الى الجهة المجاورة لها وأغلقت المنبه الموضوع بجانبها ،وتناولت كوب الماء ورشفت منه رشفة صغيرة تروي جفاف حلقها ،منذ مده لم يزورها ذاك الكابوس المزعج فما الذي حدث ليعود لزيارتها من جديد .
قامت لتؤدي صلاة الفجر لعلها تطمئنها وتزيل تلك الانقباضات عن صدرها.

أنهت منيرفا صلاتها وبثت شكوى قلبها لربها لعله يستجيب لها ويبث فيها الطمأنينة. استدارت بوجهها تجاه النافذة وتساءلت هل تستطيع حقا ان تمضي بقية حياتها وحيدة؟وهل ستقضي الباقي لها شخصية غير شخصيتها حتى صلاتها لا تستطيع ان تقوم بها في أي وقت؟! رفعت عيناها المليئة بالدموع الي السماء وهي تناجي ربها أن ينتهي ذلك الكابوس سريعاً.
لقد استمرت فيه مايزيد عن العام.....، تذكرت تلك الليلة في المزرعه قبل سفرها وكأنها منذ امد بعيد، كيف قابلته وكيف سيطرت عليها مشاعرها،وكم تمنته وارادته،فمنذ مقابلتها له بعد زفافها وعلمها انه قريب ونسيب لزوجها وسيطرت عليها مشاعر غريبه تجاهه حاولت كثيراً ان تنساها ولكنها لم تستطع بل كانت تزداد.
فكأن الدنيا تكالبت عليها وكانت تصطدم به في كل مرة تمر بمشكلة ما وتداخلت الأمور وتشابكت بعدها وكأن قطار الحياة يأخذها من محطة سيئة لاخري اسوأ منها وبسرعه شديده لم يمهلها الفرصة لالتقاط انفاسها.
كفي عن ذلك حالا،(حذرت نفسها)مثل هذه الأفكار لا تقود إلا في اتجاه واحد، تجاه الألم والمعاناة الي شعور بالعذاب الذي لن تصل من خلاله إلى شئ.
نغمه تليفونها الخاص اخرجتها من أفكارها وكان كنان يطلب منها الحضور للمكان السري الذي اتفقا على المقابلة فيه اذا تطلب الامر.
شعرت بقلبها يخفق بشده،استعدت ونزلت بسرعه لتقابله وهي تحاول تهدأه ضربات قلبها المتسارعة، لكم تمنت لو يخبرها بان مشاكلها انتهت وانها تستطيع العوده لبلدها، تمنت لو تملك الشجاعه الكافيه لتخبره بحبها الذي تكنه له منذ زمن،لكنها لم تستطع فكيف سينظر لها اذا علم بمشاعرها تجاهه وبماذا تخبره ان الحب الذي طالما حلمت به وتاقت اليه لا تستطيع ابدا الوصول اليه.
بماذا سيفكر بها؟... امرأة مستهتره يحق لزوجها ان يشكك بها.
توقفت قليلاً لتلتقط انفاسها وتوقف تسارع تلك الأفكار التي تسبب لها الالم، فهي لا تريد باي شكل من الأشكال ان تورط قلبها في امور لن تخرج منها الا خاسرة.
بالطبع......خاسرة،فالحب الذي تتمناه لنفسها ليس لها وانما ملك لاخري لم تجد منها الا نعم المعامله.
*********
ان مراقبة العمل بالشركات عمل مجهد جدا له كما أنه لا يحب العمل المكتبي لكنه أمر لابد منه وان كان مره كل شهر حتي يطمئن علي سير العمل بطريقة جيدة ومرضية له.
كانت هذه آخر ورقة يضع توقيعه عليها حين تلقي اتصال داخلي من الأمن يبلغه بوجود زائر يصر علي مقابلته،سمح له فواز باصطحابه عندما علم هويته "جواد الطحاوي".
ارتسمت علي وجهه علامات الغضب الشديد مما تسبب في خوف وارتعاش مديره مكتبه اغلق الملف وسلمه لها وهو يقول:
"فيه حاجه تانيه؟"
"لا يا مستر فواز عن اذنك تؤمر باي حاجه "
"لا اخرجي انتي دلوقتي "
بعد لحظات دخل إليه زائره الغير منتظر واغلق باب المكتب ،قام إليه فواز مرحبا به بوجه متجهم غاضب:
"اهلا اهلا،خير ايه سر الزيارة الغير منتظره دي؟"
نظر اليه جواد وهو يبتسم ابتسامة ضعيفة وقال:
"لقيتك اهملتنا الفتره الاخيره قلت آجي انا وأشوف؟"
فواز بصوت غاضب:
"انت غبي ازاي تعمل حاجه زي دي؟،وبعدين انت من أمتي بتتصرف من نفسك؟"
"وانت عايزني اعمل ايه بقالك سنه تقريبا ناسي شغلنا… خير يعني… لا انت اول واحد مراته تموت ولا اخر واحد مراته تخونه"
لكمه فواز لكمة عنيفة تلقاها هو على فكيه، اشتعلت لها عيناه غضبا وحاول أن يمسكه من مقدمة قميصه لكنه منعه بقوة ودفعه بعيدا عنه وهو يقول:
"انا هيبقي ليا كلام تاني مع ابوك يلا دلوقتي من هنا .....بقولك يلا امشي"
خرج جواد وهو يتوعد له أن يرد إليه تلك اللكمة واكثر،بعد قليل خرج فواز وهو في قمه غضبه وقف أمام المصعد وهم بدخوله عندما تلقى اتصالا من المختبر الخاص الذي يتعامل معه يخبره بأن نتيجه التحليل الاخيرة إيجابية.
ضرب فواز الهاتف بعرض الحائط وهو يتذكر يوم الاحتفال بالمزرعة عندما اخذ ادوات الاكل الخاصه بكنان ليقوم بتحليل الحمض النووي الخاص به ويقارنه بالتوأم وهاهو المختبر يعلمه أن النتيجة ايجابيه.
وصل المصعد الي الطابق الارضي والتف الحرس الخاص من حوله لكنه اوقفهم بإشارة من يده فهو يريد أن يكون بمفرده الآن،استقل سيارته وسار بها وسؤال واحد يتردد بذهنه متى ؟….متي حدث ذلك ؟
عاد بذاكرته إلى تلك الايام عندما ضغط على والدها ليزوجه بها فهو ومنذ علم من أخته بحب كنان لها ثارت ثائرته فكنان لن يفوز بها أبدا وقد كان لكنه خدعه وانقلب السحر علي الساحر
فبدلا من أن تكون زوجته وأم أولاده اصبحت زوجته وأم لأولاد غيره.
كنان........منذ الصغر وهو يكن له مشاعر جمة من الكراهية والحقد فدائما كنان متفوق عليه،ومسيطر على كل امور حياته حتى أنه استطاع أن يرافق اخيه ولم يقدر على مرافقه كنان ،لكان الآن ميت مثل اخيه لكن الأخير كان متيقظ له دائما.
لم ينسى بعد نظرات عمته له عندما قابلها اخر مره بالحفله هل يعقل أن تكون تذكرت ماحدث بالماضي؟
لكن لا ......فقد عمل جاهدا علي أن تظل فاقده للذاكره جزئيا وهو يتابع مع
طبيبها الخاص ويؤكد عليه أن يواصل علي اعطائها ذلك الدواء والذي يجعلها فاقدة لجزء من ذاكرتها،
فهي بعد وفاة زوجها وابنها وتلك الحادثة كل تلك الأمور جعلتها فاقده للذاكره جزئيا وهنا كان الحظ خادما له،لكنه تعجب عندما قابلته بجفاء،وعلي ذكر الجفاء تأتي ذكرى تلك الخائنة التى لم تعامله طوال سنين زواجهما إلا بجفاء ونفور وبرغم انه كان يقابل ذلك النفور بالقسوه الا انه لم يوفق في محوه ابدا.
كم يتمنى لو يجدها الان ،وكم يتمني لو يعلم متى تقابلت مع ذلك ال كنان في ظل تلك الحراسة والمراقبة الداخلية والخارجية لها فهو لم يتركها بمفردها ابدا حتى وهي في تلك المشفى.......
هل يعقل انهم تقابلا في المشفى ،شعر كأن عقله سينفجر من كثرة الأفكار بداخله،فتوقف في منتصف الطريق وأدار سيارته بعنف والتف ليعود أدراجه إلى مكانه المفضل،والذي يشعر فيه بمدى سلطته وقوته.
*******
كان ينتظرها في الكوخ السري"كان خلف حديقة المنزل الذي تقيم فيه فقد كانت واجهته عبارة عن شجرة ضخمه تخفي خلفها زر عند الضغط عليه يفتح باب جانبي، لكن يجب على الداخل أن يغلق اجهزه الليزر اولا"،لقد طلبها الآن لكي يصارحها بكل شئ لقد أراد ذلك منذ البداية،لكن كان يجب عليه ان يعيد ثقتها بنفسها مرة أخرى ويخرج منيرفا الحقيقية التي عمل فواز علي طمسها والآن أثبتت قدرتها الحقيقية على مسايرة الأحداث، فالعام الفائت كان شديد الوطأة عليها لكنها استطاعت ان تخرج منه وتستعيد نفسها مرة أخرى.

شعر بها قبل ان تدخل، التفت ناحيتها وفجأة ظهرت أمامه، تاهت منه الكلمات وانعقد لسانه رافضا للكلام،فظل ينظر اليها دون ان يتحرك وكأن على رأسه الطير.
ارتجفت هي من الالم،لم تشعر ابداً بمثل هذا الاضطراب وهذا الحزن في حياتها صدق من قال "ومن الحب ماقتل".
اخذت نفسا عميقاً، فليس عليها الان الا ان تحتفظ بمسافة كافية تفصل بينهم. دلفت الى الداخل ولم تتفوه بكلمه واحده حتى انها لم تكن قادرة على ان تلتفت اليه ولم تبدر منها اية بادرة سوى انها بقيت متسمرة في مكانها تحملق في الفراغ ببكاء صامت.
تناول كوبا من الماء يرشفه ببطء مستمدا القوة من تلك الدقائق القليلة،استجمع قواه وقال بنبرة هادئه:
"ميرا، اخبارك ايه؟"
هزه خفيفه من رأسها جعلته يتابع حديثه قائلاً
"ميرا،انا طلبتك انهارده علشان اهنيك علي براعتك الفتره اللي فاتت قدرتي تثبتي قدرتك علي الثبات الانفعالي بجد بس عاوزك تاخدي بالك كويس من الكلام اللي هقوله،
اولا الفتره اللي جايه هتحتكي بناس قريبه منك زي فتون مثلا فمحتاج منك الصبر والهدوء المفروض.......
قاطعت حديثه
"المفروض اني اجنبيه وانسي اي حاجه من حياتي القديمه بما فيها الاشخاص صح؟.....دا اللي جايبني علشانه؟ "
تابع حديثه متغاضيا عن استخفافها
"بما فيها ولادك يا ميرا، فاهمه ولادك"
نظرت اليه متعجبه ومتردده "ولادي!ازاي يعني"
أجابها ببرود شديد
"زي اي حد المفروض تنسيه ودا فرض ممكن يتم وممكن لا،يعني لو حصل وفواز جه هنا ودا انا عارف انه هيحصل في الحفله اللي فتون هتعملها لازم تدربي نفسك من دلوقتي انك تكوني بارده فاهمه؟"
نظرت اليه بشك قائله"هحاول ، هحاول"
استطرد حديثه قائلا"ثانيا،فواز يعرف انك عايشه بس ما يعرفش انك منيرفا فاهمه،وعندما اومأت برأسها تابع وثالثا
فواز ردك قبل العدة يعني......."
جحظت عيناها وهي تقول بشرود
"ردني تاني،يعني انا متجوزه…….. من تاني؟!"

********
"متجوزه..... فواز ردني ازاي؟!..."
نظرت اليه متسائلة وعلامات الصدمه جليه على وجهها وقالت بصوت يملأه التوسل
"كنان...قولي اني سمعت غلط! صح....او انت بتهزر...كنان ساكت ليه؟!...رد عليا"
تقدم منها وامسك بيديها بين يديه واخذ يهدأ من روعها
"ارجوك اهدي يا منيرڤا.... اهدي علشان نعرف نتكلم"
هو لا ينقصه الآن ان تصاب بانهيار عصبي او بانتكاسة نفسية اجلسها بهدوء على الاريكه المجاورة للنافذة،و تركها لبضع ثواني أحضر فيها كوبا من الماء وناولها اياه،وحثها على تناوله.
وقف امامها وهو يتساءل في نفسه هل تسرع في الإفصاح اليها بذلك الأمر، وكيف سيكون رد فعلها اذا افصح اليها بباقي الامور.
رفع عينيه إلى أعلى وهو يتضرع إلى الله سرا ان يمدها بالقوة لتواجه الآتي معه ولا تخذله. خاصةً وان طبيبها المصري حذره من مغبة كتمانها لمشاعر حزنها علي والديها.
جلس أمامها وهو يستند على قدميه وتعمد الهدوء في صوته ليمتص غضبها وهو يقول
"ميرااا... هديتي؟!"
وقفت بغضب شديد وهي تقول
"انت ليه بتعاملني كأني مجنونة، او طفله صغيره، هو انت قولتلي اني لعبتي انكسرت او الرحلة بتاعتي اتلغت، انت قولتلي اسوأ خبر ممكن واحده تسمعه…"
اخذت تدق بمقدمة رأسها علي الحائط وتابعت بيأس
" انا برغم اللخبطه اللي انا فيها لكن كنت حاسه ان الامور بدأت تتحسن مادام فواز طلقني وبرغم انه طلقني ظلم وكنت هموت ساعتها لكن بعد كدا عرفت ان الظلم دا كان احلى حاجه حصلت ليا...."
حاول الحديث فقاطعته قائله
"في ليله...... ليله واحده راحت امي مني.... وابويا و.....وولادي.. لاقيت نفسي مشوهة و...اااه..."
شرعت في بكاء شديد الوطأة على قلبه لكنه لم يستطع الاقتراب منها حتى تنهي ما بداخلها.... بعد مرور دقائق من البكاء......قالت بصوت باكي
"اكتر حاجه كانت محسساني ان اللي جاي هيكون احسن اني خلصت منه... جاي انت وبكل سهولة تقولي لا لسه...أن..."
قاطعها بلهجة ممزوجة بمرارة شديده
"يااااه، للدرجه دي؟!"
التفتت اليه وهي تبسط يدها علي جانبيها قائل
ه "واكتر،دا كان معيشني في منفي، بعيده عن اهلي والخروج يبقي معاه ولازم حراسة، مفيش حد اتكلم معاه غير فتون حتي الوقت اللي كنت بتيجي فيه عندنا او نتقابل انا وفتون وتكون انت موجود كان بعدها لازم يعمل خناقة معايا وتنتهي بالض..... بالضرب"
تركت جسدها يهوي علي اقرب كرسي بجوارها واندفعت الدموع بغزاره شديده وفقدت هي السيطرة عليها.
وازدادت شهقاتها.... بعد لحظات حاولت تمالك نفسها وهي تقول من بين تلك الشهقات
"لدرجه اني...دخلت المستشفى تلات شهور بسبب ضربه فيا"
مع كل كلمه تخرج من فمها كانت تزداد نار الغضب بداخله اشتعالا اتجه الي النافذه وضرب الاطار الخشبي بيده لعله يهدأ من ذلك الغضب المنصرم بداخله، التمعت الدموع بعينيه ومسحها بسرعه فهو لا يريد لها ان تراه بهذا الشكل، نظر اليها من فوق كتفه وهو يتساءل كيف نجحت في اخفاء تلك المعاناه عنهم لطالما ظهرت امامه بمظهر السعيده بحياتها الزوجيه، حتي انه فقد الامل في ان تشعر به يوما من فرط ما كانت تبدو سعيده امامه.
كل مايتمناه الآن ان يقابل ذاك الفواز ويعلمه كيف يرفع يده عليها.
صوت المنبه الصادر من تليفونه الخاص أخرجه من الحالة السيئة المسيطرة عليه ليعلمه بقرب ميعاد عمله بالسفارة تقدم منها وهو يخفي يديه بجيب سرواله حتي لا تري الغضب المتملك منه الآن
"يولاندا... دلوقتي لازم ترجعي البيت علشان تروحي شغلك في ميعاده وهنكمل كلامنا بعدين"
وقفت ببطء شديد يعكس التعب الشديد الذي تشعر به وقالت بسخرية
"يولاندا! المفروض اني آله تبرمج نفسها بسرعه الصاروخ وقت ما تكون عاوزها ميرا تبقي ميرا، ووقت ماتكون عاوزها يولاند تضغط علي الزر بسرعه تتحول يولاند صح..؟!"
قام بتحريك رأسه يمينا ويسارا وهو يشعر بما يعتمل بداخلها، فلم يخفي عليه ان ما يحدث معاها يفوق طاقتها علي الاحتمال،وقال بتفهم
"الظروف دلوقتي مش بتسمح لحد فينا انه يتهكم او يسخر منها، علشان كدا عاوزك تكوني قويه، انت لازم تساعديني علشان تثبتي براءة والدك... فهمتي؟!"
مسحت دموعها بقوه وحاولت ان تعود لطبيعتها الهادئه وهي تقول
"فهمت....ودا أقل حاجه اقدمها لوالدي...الله يرحمه بس سؤال.. انت بتعمل معايا كدا ليه؟"
ابتسم لها وقال بنبرة هادئه
"دا دين قديم لوالدك وانا بسدده دلوقتي"
نظر اليها لثواني صامتا ثم تابع قائلا
"حاجه اخيره.. مفيش اي اتصال ملموس بينا بعد كدا حتي ولو بالنظر فاهمه..... وقبل ما تسألي نتقابل ازاى او ليه كدا…. فدا علشان فتون بتتجسس عليا فمش عاوزها تلاحظ اي حاجه بينا تخليها تشك فيك بصي عاوزك تركزي علي بوكيه الورد اللي على مكتبي لو لقيته دايره من الورد الابيض ودايره من البنفسج يبقي هنتقابل انهارده فهمتي وعدد الدواير يبقي الساعه، خلاص فهمتي "
نظرت اليه بتفهم وهي تقول
"ربنا يعدي الفترة الجايه على خير عن اذنك انا همشي"
امسك بها من يدها وهو يقول بصوت شجي
"ميرا...انا كنت عاوز اتكلم معاك اكتر من كده لكن انا مستعجل.... ميراااا انا لسه.... انت... يعني... بكره هقابلك هنا في نفس الميعاد."
نظرت اليه بشوق وقالت بتلعث
م "انا...ان...يعني.... مش... انت بتقول.. "
قاطعها قائلاً برجاء
"ارجوك.... امشي دلوقتي وبكرة هقابلك"
تركته وخرجت مسرعة الخطى اغمض عينيه وهي يردد برجاء
"يا اله السموات.
*********
"يا فهمي انت اللي هتعمله غلط"
"مفيش غلط ولا حاجه عاوز تساعدني ونتقاسم ماشي،مش عاوز يبقي ولا كأنك شوفتني"
"فهمي انت اخويا اهرلكن لو عملت اللي في دماغك أنا هسلمك بنفسي للحكومة"
"وقبل ما تعمل كدا هكون قاتلك يا عادل.......... انت فاهم…… "

"مأمون.....مأمون.... انت هتنام بدري كدا"
استيقظ صاحب الجسد الممدد علي الاريكه واخذ يمد ذراعيه لاعلي ليزيل الخدر عنهم وهو يقول
"لا يا مكرم... لقيتك اتاخرت قلت امدد شوية"
"كنت بتفكر في ايه، ومنسيك الدنيا"
اشار باصبعه على نقطة وهمية امامه وهو يقول بنبرة هادئه
"فيه.... ذكريات قديمه... بحاول امسكها واربطها ببعض يمكن...... توصلني لحاجه"
أطلق الجالس امامه تنهيده طويله واتبعها بابتسامه واهية
"يظهر ان الفرقه دي مصيرها تعيش علي الذكري"
اعتدل مأمون في جلسته وسأله في يقين وتجهم
"انت قابلتها"
اشار له بعينيه وأردف قائلا وهو يضع يده اليمنى علي الجهه اليسري من صدره
"قابلتها وياريتني ما قابلتها.... ااااه......كل مره احس بنفس الالم هنا.... و....مأمون قولي اعمل ايه؟!"
مط الآخر شفتيه للامام وهو يقول
"سؤال وجيه...... لكن اتسأل للشخص الغلط،انا نفسي مش عارف اعمل ايه مع نوران لما كل دا ينتهي"
اشعل سيجارا وأخذ ينفث تلك الغيمة الصغيرة أمامه وتابع حديثه قائلا
"انت عارف يا مكرم ساعات بتمنى اكون مت فعلا، هيكون عندي اهون من المقابله دي"
تساءل الأخير في شرود
"وبعديييين"
أطفأ مأمون سيجاره وهو يقول
"سيبها للايام"
ومال برأسه إلى الأمام وقد بدا في صوته رنة الجد وهو يقول بصدق
"هي بنت عمك اه... وانت مفيش لك ذنب في اللي حصل،لكن في الحاجات اللي زي دي غلط الآباء بيفضل للأبناء"
تركه بمفرده مع عبارته الاخيرة والتي يتردد صداها في اركان الغرفه، عباره كل حرف منها يمزق نياط قلبه تمزيقا....
يرتمي بثقله على أقرب مقعد وأسند مقدمة رأسه على يده وهو يتذكر.....
ذاك اليوم الذي أتى فيه عمه فؤاد تمشي بجواره طفلة لم تتجاوز السابعة شامخة الرأس لم تهتز رأسها قيد أنملة ليستطلع ما حولها برغم من مظاهر الثراء الفاحش الباديه على حديقة القصر وما تحويه من العاب.
انتظرت بهدوء والدها وعندما احتدم الحوار بين الاخوين وعلت الأصوات وقفت بجرأة ليس لها مثيل ونهرته بشده وتحولت من الوداعة والهدوء إلى النقيض تماما.
وقتئذ حاول والده أن يستعيد ماء الوجه فقال بغضب
"ايه يا فؤاد مخلف البنات علشان ياخدوا حقك"
وقفت هي بين والدها وعمها وقالت بهدوء
"لا يا عمي مخلف البنات علشان يعلموك تتكلم ازاي"
وضعت يدها في يد والدها وخرجت بشموخ كما دخلت الا انها اخذت معها قلبه الفتي ولم تعيده له من يومها.
ذات العينين النجلاوين بلون الذهب السائل،والصوت القوي الثابت..... صاحبة الشعر الأسود المتشح بلهيب النار.
**********
وصل إلى مقر السفارة المصرية باليونان قبيل موعده مع وزير الخارجية اليوناني ونظيره المصري، ليطلع على مجريات الأحداث الأخيرة قبل اجتماعه بهما.
كان وزير الداخلية اليوناني قد أجرى اتصالا هاتفيا به قبل ساعات قليلة يطلعه على نبأ احتجازه متسللين غير شرعيين إلى الاراضي اليونانية وأنهم يزعمون أنهم ليسوا بمهاجرين وإنما علماء وباحثين مصريين.
اتاه الاتصال الذي كان ينتظره وكان من جواد يعلمه بحقيقة هؤلاء المهاجرين.
وضع سماعة الهاتف وأخذ ينقر عليها بأطراف أنامله وهو يفكر في طريقة للخروج من هذه الازمة فمعنى ان يتسلل الخبر بأن مجموعة من كبار العلماء والباحثين لجؤوا إلى هجره غير شرعيه قد يضر بالصالح العام بخاصة في هذا التوقيت الحرج.
عمد الى هاتفه المحمول ليتصل بماريا، انتظر لثواني حتي اتاه الرد علي الطرف الآخر، قال بمهنية صرفه
"ماريا عاوز منك طلب بدون اسئله لان الوقت ضيق، وبعدين هفهمك"
"......"
"عاوزك تنشري دلوقتي وعلي الصفحه الاولي نبأ القبض على مهاجرين غير شرعيين من الشباب المصريين، وتنزلي كام صورة لكام واحد كدا ما بين سن ال15 والعشرين هبعتلك الصور من هنا، تمام"
"....."
"بدون اسئله يا ماريا، سلام"
أنهى اتصاله بها وقام إلى اجتماعه المغلق.
**********
"انت بتقول ايه؟"
كان صوته متوترا من الجهد الذي يبذله للسيطرة على أعصابه، سمع الصوت على الطرف الآخر من الهاتف فقال بصوت منذر بالسوء
"انت لازم تعرف راحوا فين ولو لسه عايشين ولا لأ..... فتحي الصحافة عرفت؟"
انتظر لبضع ثوان وهو يحاول أن يكظم غيظه وعندما جاءه الرد انفجر قائلاً
"انت حسابك معايا بعدين.... لكن دلوقتي تسرب الأخبار أنهم كانوا علماء مصريين مضطهدين في بلدهم وحاولوا يدوروا علي مجال اوسع بره.... انت سامع"
بينما الطرف الآخر يجيبه كان هو يجذب شعره بشدة وعندما انتهى الاخر من حديثه قال الأخير بغضب هادر
"انت غبي.... لو هجره غير شرعيه تبقي عادي... انت تعمل زي ما قلتلك... فاهم؟!"
انهى مكالمته وهو يكاد يميز من الغيظ مما سمعه، فامر كهذا سيجعل الدنيا تدور من حوله ومن الممكن أن تنقلب الأمور رأساً علي عقب، ضرب بقوة شديدة على سطح المكتب واذ بباب الغرفة يفتح على مصراعيه وعندما هم بصب جام غضبه علي ذاك البائس الا انه ذم شفتيه حتى اصبحتا كخيط رفيع عندما تبين له هويتها، سألته باهتمام
"خير يا بشمهندس عزيز؟"
حاول تمالك نفسه وهو يقول
"خير يا بشمهندسه...فيه حاجه؟ "
لقد ادركت بحدسها الذي لم يخطئها ابداً ان هناك شيئاً غير طبيعي يحدث معه منذ فتره... واليوم فقط و بمظهره ذاك تأكد حدسها ذاك، كادت ان تتابع استجوابها إلا انها توقفت بغتة وهي تري العرق يتصبب من جبينه فآثرت السكوت قليلاً لتتركه يتمادى بقلقة ذاك حتى تستطيع أن تمسك عليه شئ او ان تلاحظ اشارة ما تجعله يذل بقدمه في خطئه.
سحب ملف ما من الملفات المرصوصه في خزانة الحائط المجاور له بلون مغاير لالوان الملفات الخاصة بالمزرعة فسألته باهتمام
"ايه الملف دا؟"
اجابها بتلعثم بعد أن لاحظ الخطأ الذي قام به
"مش..... بتاعي... أقصد يعني.... مش عارف"
مدت يدها قائلة بسخرية مبطنة
"والله! تمام..... هاته وانا اشوف بتاع مين دا"
حديثها زاده ارتباكا وغضبا حتى تلون وجهه بلون احمر واندفع العرق بغزارة على وجهه، إلا أنها لم تترك الملف له واخذته عنوة منه وهي تقول بصوت حازم
"شكلك تعبان انت اجازه يومين لما تتحسن.... يظهر ان تغيير الجو أثر عليك.... اتفضل يا بشمهندس"
**********************
كانت تقف بكل سهولة ويسر امام احد اكبر واعتى الرجال وكأنها تقف امام صديق لها، تحاوره بكياسة وسلاسة وكأنها تحاور زميل لها بالجريدة.
وصل إلى مسامعه صوتها الناعم وهي تقول
"عدد المهاجرين غير الشرعيين خلال الفترة من عام 2011 إلى الآن زاد بطريقة تدعو إلى الخوف والقلق"
لم ينتبه إلى إجابة الآخر اذ كان مسحورا بصوتها وجرأتها وانتبه لها وهي تقول
"بعد الثورة السورية اللاجئين السوريين في مصر زاد عددهم بالفعل، لكن وبسبب تدهور الأوضاع الأمنية في مصر خلال الفترة من 2011 الي 2013 فغالبية اللاجئين حذوا حذو المصريين في الهجرة وللاسف سماسرة الهجرة فتحوا الطريق لتركيا من خلال البحر وهناك ووصل عدد الذين عبروا بحر ايجه متجهين لليونان أكثر من 5000 مهاجر اسبوعيا"
سألها ضاحكاً
"العدد دا بيخرج من مصر اسبوعياً"
لكم اراد رؤية وجهها الآن فهي وان صدق تخمينه ستكون في أشد حالات غضبها من سخرية ذاك المسئول.
الا انه سمعها تقول بهدوء شديد
"لا يا فندم العدد ده بيتجمع من بلدان كتير في مدينة ازمير التركيه ويوصلوا لجزر اليونان القريبه من البحر وغالبيتهم اذ لم يكن اجمعهم بيتوجهوا لجزيرة كوس اليونانية"
اجابها بجدية هذه المرة قائلا
"بالفعل الكلام دا صحيح. والخارجيه المصرية دعت لاجتماع لوزراء خارجية العرب لبحث الأزمة السورية ومحاولة إيجاد حل ليها"
لم يفت عليه نبرة السخريه بصوتها وهي تقول
"اجتماع.... ومحاولة.... يا فندم الازمة مش سورية وبس الازمة عربيه انا بتكلم عن الاف من العرب بمختلف الجنسيات العربية بيلجأوا لطريق الهجرة وخاصة الغير شرعيه وتقريبا وحسب الاحصاءات 40%من المهاجرين دول بيموتوا في البحر او من البرد او الجوع دا بس عن طريق المتوسط اذا استثنينا طريق ليبيا الصحراوي"
وهنا شعر الجالس بعيداً عنها بان الحوار يتخذ مسلكا غير مبشرا فقام بسرعه من مكانه وجهته هي ليثنيها عن متابعة الحديث وإن كان بحملها على كتفيه، حتى يضمن الخروج لها من هذا المكان.
قطع حديثهما قائلاً
"استاذه ماريا ميعاد حضرتك انتهى ولازم نخرج دلوقتي"
انتهز المسئول الفرصة وقام مودعا اياها علي وعد بحوار آخر معها في القريب العاجل.
خرجت من المبنى وهي تذم وتلعن وكان هو في إثرها واجهته قائله
"ممكن افهم ايه دا ليه قطعت حديثي معاه….. انت بني ادم مستفز زيك زيه"
ابتسم مكرم لتعبيرات وجهها الغاضبة وقال
"انت عاوزه تتسجني ولا ايه انا خفت عليكي"
قالت بسخريه
"اتسجن… دا كان زمان دلوقتي بقي من حقنا نناقش ونفهم….. انا اللي غلطانه اني جبتك معايا"
اتسعت ابتسامته وتحولت شيئاً فشيئاً الي ضحكه عاليه، ازدادت لها غضبا وقالت
"وكمان بتضحك هو يوم باين من اوله.. يوم المعتوهين، الصبح واحد يطلب مني انشر موضوع من غير ما اعرف عنه حاجه ودلوقتي واحد بيضحك بدون سبب"
نظرت اليه شذرا وقالت
"هتوصلني الجريده ولا اشوف تاكسي"
فتح لها باب سيارته وهو يقول مداعبا اياها
"اتفضلي سواق سيادتك تحت امرك"

***********************
انبأها حدسها أنها هي من وراء هذا كله لكن لم يكن لديها البرهان الكافي لهذا الافتراض وهذا ما ستسعي جاهدة للبحث عنه. وأول الاماكن التي ستبدأ بها هو ذاك المحراب المقدس والمحرم عليها انتهاكه ولو بأي شكل من الأشكال.
توجهت بعيون لامعه بلهيب الاصرار والتصميم الي ذاك الجناح الا ان بابه المغلق لم يستجب لأي من المفاتيح بعلاقة مفاتيحها،اخذت تدفع ذاك الباب بقوه جاءت من تأكدها أنه مغلق علي اسرار كثيره.
توجهت الى احد الادراج بمطبخها وأحضرت سكينا رفيعة ووضعتها في منتصف القفل والقائم الخشبي واخذت تضغط وتدفع القفل بقوه تزداد كلما شعرت بالقفل النحاسي يضعف تحت يدها.
بعد مرور وقت من الجهد والمشقة انصاع القفل اخيرا وخر مكسورا امام قوتها وعزمها.
اندفع الباب للخلف متخاذلا امام ذاك الجبروت ودخلت هي بكل شموخ وعزة فهي زوجته وتلك الغرفه من حقها هي،لذلك لم تشعر انها تستولي على ما ليس من حقها رفعت قدما تلو الأخرى دالفة ببطء للداخل اول ما استقبلها رائحة المكان العبقه برائحتها فكانت كالشوك ينخر برئتيها نخرا حتى انها سعلت بشده لتطردها من صدرها الا انهافشلت،أضاءت مصباح الغرفه وهالها ما رأت من منظر، جدران الغرفه مزينه بصور رائعه الجمال لتلك الدخيله،واضاءتها مصممة هندسيا لتبدو روعه تلك الصور للناظرين اليها.
حتي أغطية الفراش لم تسلم من تلك العاطفة المحمومة فصورها مطبوعه عليه هو الآخر.
سقطت بضعف في منتصف الغرفه واحاطت نفسها بذراعيها اخذت تفرك كتفيها بشده لعلها تهدأ لكن كيف السبيل لذاك الهدوء.؟......فزوجها وحبيبها يحب غيرها ولا يقيم وزنا لعاطفتها تجاهه.
قامت بسرعه من مكانها وجمعت كل شئ يحتوي على صورة لها او ذكرى تجمعهم معا وقذفتهم بقسوه شديده نابعه من تلك النار المستعرة بداخلها داخل المدفأة الجدارية ازداد لهيب النار أمامها فابتسمت ابتسامه واسعه وهي تشعر براحة نسبية أمام ذاك اللهيب.
*********
ما أن سمعت صوت مفتاح الباب يدار بقفله حتي عاودها ذلك الاحساس الذي شعرت به حين اصطدمت بما رأته بتلك الغرفة منذ قليل .
جلست جامده بمكانها وهي تتخيل مدى الغضب الذي سيظهره لها بمجرد رؤيته لما فعلته بمحرابه.
اجبرت نفسها على الابتسام مرحبة به إلا انه تجاهلها كعادته، جلس مقابلا لها آمرا اياه بتجهيز وجبة عشاء مناسبة له، قامت بكل خنوع لتنفذ ما أمرها به فهي مستعده لفعل ما لم تكن وافقت عليه من قبل مع زوجها الاول لمجرد أن تعيد إشعال جذوة الحب القديم بينهم.



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 26-05-18 الساعة 11:27 PM
عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-18, 09:43 AM   #15

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي



um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 23-05-18, 09:51 AM   #16

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اخبارك زهورتي
ولو اني لحد الان غير متعوده على اسمك الجديد
وشوي كان لساني راح يفلت واتاديكي باسمك الاول
هههههههههههههه
المهم بالبدايه اريد اعرف انت ليش مستعجله
نزلتي 5 فضول بيوم واحد
وامس فصل واليوم فصل
نصيحتي ان تعطي مجال للقراء حتى يلحقوا
لاتنسي رمضان والتواجد يكون لفترة اقل في المنتدى
صح ان اكثر الروايات متوقفه
مغ ذلك وقت التواجد للاكثريه اصبح اقل ايضا
ممكن ان تحددي اوقات ثابته نضعها في الجدول

اذا كنت مستعجله ممكن ان تنزلي بين يوم واخر
لكن انا اقترح ان تنزلي فصلين بالاسبوع
بكل الاحوال الخيار لك وهناك من يفضل الفصول اليوميه
اسفه اني تاخرت عليكي لكن تعرفين جدول تواجدي ههههه
والان انا مشغوله مع حلقات المسابقه التي اعدها كل عام
همسه جانبيه ( ماشفتك بمسابقتي )
نرجع للروايه
انت غيرتي شي فيها
يعني لازم ارجع اقرأها من البدايه او اكمل من حيث توقفت اول مره

بالتوفيق حبيبتي


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 23-05-18, 11:26 PM   #17

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير ام سوسو وحشتيني جدا
انا تمام الحمد لله، بالنسبه للاسم... راغيدا نصحتني اغيره علشان فيه كاتبه اسمها زهرة نيسان
بالنسبه للرواية فانا نزلت فصول ورا بعضها علشان ابدأ من اول ما انتهيت في الاول وان شاء الله هتنزل الاحد والثلاثاء والخميس الساعه 11 مساءا
ما تحرمنيش بقي من متابعتك ليا


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-18, 11:26 PM   #18

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

هديه بسيطه بمناسبة عودة الروايه






um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 28-05-18, 01:42 AM   #19

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

أجمل هدية اتقدمت ليا، غلاف معبر فعلاً.
أشكرك um soso علي الهديه الجميلة دي


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-18, 01:50 AM   #20

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن

أشرقت شمس الصباح الدافئة بأشعتها الذهبية الهادئه علي حديقة المنزل فنشرت الدفء على زهور الحديقه و شجيرات الورد الندية فحولت قطرات الندي للآلئ ماسية تلمع تحت تلك الاشعة، دفعها ذلك المنظر البهي الطلعة للنزول للحديقة لعل الأشعة بدفئها تذيب الثلج المتراكم بداخلها.
بدلت ثيابها القاتمة اللون الي ثياب ذات ألوان زاهية في محاولة منها الي تغيير ما تشعر به داخليا،نزلت للحديقه واتخذت مقعدا بجوار شجيرات الورد المفضلة لديها،وشردت بنظرها في المشهد الموجود أمامها،وكيف تتقابل قطره الندي مع شعاع الشمس وتتفاعل معه فيجبرها الشعاع على الاستسلام والتبخر وكأنها لم تكن.
اغمضت عينيها ورفعت رأسها للسماء وهي تنتحب داخلياً، فيبدو أن كل شئ في الحياة خلق ليكون مجبراً لشئ أقوى منه ، قطرة الندي لم تقو على شعاع الشمس، والاخير لن يقوى أمام سحابة عابرة امامه.
تأوهت بألم وهي تفكر "واضح ان الضغط النفسي هيخليني أكلم نفسي"
وعلى ذكر الضغط النفسي قادها تفكيرها الى ذلك اليوم الذي جاءت فيه والدة زوجها كزائرة وتوالت الايام وتحولت من زائرة الي مقيمه، ومن مقيمه الي المتصرفة والمتحكمة في كل شئ، حتى حياتها الخاصة اصبحت متحكمه فيها بطريقة سافره والادهي من ذلك صمت زوجها المقابل لكل تصرف من تصرفات والدته.
وخلال الشهر الأخير تحول المنزل الى قطعة من الجحيم _وفي نظرها_ لايهونه عليها إلا وجود الاطفال بجوارها،واضحي زوجها أمام عينيها كقطعة من الديكور الزائده التي ليس لها اهميه.
ضمت قبضة يديها بقوه تعكس النيران المتفجرة بداخلها تتمنى لو لم يكن ذاك الرجل زوجها حقا لاستطاعت أن تضعه في موقعه المناسب لحجمه بالضبط.
قامت أسمي من مقعدها تسير الهوينا بين أشجار الحديقة وهي تتذكر اتصال ماريا بها منذ عدة أيام وتهنئتها لها بنجاحها باختبارات النصف الأول من العام الدراسي الحالي، هنا اغمضت عيناها بقوه شديده فهي وعلى الرغم من سعادتها الشديدة بنجاحها الا انها شعرت بالضياع لا تعرف ماذا تفعل؟
هاهي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق امنية لطالما تمنيتها فهي على وشك انهاء دراستها وبجدارة، وأنهت دوراتها التدريبية في قسمي اللغة الانجليزية والفرنسية إلا أنها ومنذ قدوم حماتها تشعر بعدم اهمية اي شئ وكأن ما قامت به هباء لا أهمية له.
شعرت باختناق شديد وكأن صخرة كبيره من صوان تجثو علي صدرها تمنع عنها الهواء-رفعت عيناها الي السماء تضرعا ورجاء -فبصرت عصفور صغير بجوار والدته يتعلم الطيران فابتسمت وهي تقول بصوت منخفض _ ياريتني كنت بجناحين يساعدوني علي الطيران من هنا لبعيد، لكن كأني عصفور قصوا جناحاته علشان يفضل محبوس وما يقدرش يطير _.
"يا اسمي...انت ياست أسمي..."
نداء حماتها لها أخرجها من خلوتها، فقامت بيأس شديد تلبي النداء، وهي تعلم ماتريده منها بالضبط.
***********
"السلام عليكم يا استاذه"
"خير يا هدي مش عارفه اني بشتغل وقولتلك مش عايزه ازعاج"
"اسفه يا استاذه بس فيه واحده عاوزه حضرتك بتقول أمر مهم جدا"
رفعت عيناها عن الأوراق وهي تسألها
"واحدة؟!...وموضوع مهم؟ اسمها ايه؟"
"اسمها الينا وتحسيها كدا ملكة جمال د…"
"قاطعتها وقد علمت هوية القادمة
"دخليها يا هدي واطلبي عصير ليها"
بعد قليل دلفت الينا وعلامات الغضب مرسومة عليها وآثار البكاء علي وجهها
فقامت ماريا إليها وهي تحتضنها بحنان شديد وتسألها عما بها فشرعت الأخري في البكاء من جديد.
فسحبتها ببطء واجلستها على الاريكه الوحيده الموجوده بالغرفه، سمعت دقات خفيفة على الباب فسمحت للطارق بالدخول،دلفت هدي وهي تحمل كوبا من العصير وضعته على المكتب وهي تتبادل النظرات مع ماريا تحاول ان تعلم ماذا حدث،نظرت اليها ماريا نظرات تحذيرية وقالت
"هاتي العصير يا هدي واتفضلي انت ومش عايزه اي ازعاج"
تركتهما السكرتيره واغلقت الباب خلفها، فرفعت ماريا الكوب لفم الينا تحثها علي شربه، بعد لحظات سألتها
"هديتي-وعندما وجدتها تبكي مرة اخرى -نهرتها قائله… مش معقوله يا الينا انت جايه تعطليني ولا جايه تقولي مالك ايه اللي وصلك للحالة دي؟"
كفكفت إلينا دموعها بظهر يدها واستجمعت شجاعتها وقالت بصوت يخالطه البكاء
"هاني...هاني يا ماريا مش عايز يسيبني في حالي علي طول ينطلي في النادي ويضايقني بكلامه"
لم تتفوه ماريا بشئ وإنما حثتها على الاستمرار في الحديث، فتابعت حديثها قائله
"من تاني يوم وهو مزهقني، ولما اشتكيت للادارة طلع هو من الاعضاء، وجيت من اسبوع اقدم استقاله اترفضت علشان الشرط الجزائي اللي في العقد،وانهارده وقفني كالعادة قدام النادي وطلب مني... وطلب..."
منعها البكاء من متابعة الحديث، فقامت ماريا وجلست القرفصاء أمامها ومسدت ذراعها لتهدئتها، حثتها على المتابعة قائله بهدوء
"طلب ايه؟"
رفعت الينا عيناها المليئة بالدموع وقالت وهي تشهق بالبكاء
"طلب يتجوزني"
نظرت اليها ماريا وهي متعجبه وسألتها
"ودا سبب يخليك عامله كدا؟ فيه ايه يا لين ما الطبيعي ان البنات تتطلب للجواز والطبيعي انها ترفض مش تبكي كدا!"
وضعت الينا راسها بين يديها وهي تقول
"لكن مش طبيعي معايا، هاني يبقي جوز امي"؟
**********
تقدمت الى داخل المنزل إثر سماع نداء والدة زوجها لها فوجدتها تقف بمنتصف المنزل وكلتا يديها مضمومتان إلى صدرها وفمها مزموم بشده وعلامات الغضب باديه عليها وحدثتها بحدة شديدة قائله
"كنت فين علي الصبح كدا يا هانم، ولا خلاص الشغاله والطباخ بقوا بيعملوا شغلك، وانت فاضيه للكلام في التليفونات وبس"
دهشت اسمي من ذلك الهجوم السافر عليها وهزت رأسها ولم تكن قادره علي الجواب للحظة ومن ثم قالت
"تليفونات ايه، انا كنت قاعده شويه في الجنينة، الولاد لسه نايمين، مش بيصحوا دلوقتي"
قامت هي بهز كتفيها وبدا عليها عدم الاهتمام بكلامها علي الاطلاق وانما استمرت في حديثها قائله
"وجوزك اللي وراه شغل مش هيفطر، وبعدين جنينة ايه اللي قاعده فيها شويه، عشنا وشفنا بنت الفلاحين بتقعد في الجنينة، انجري علي فوق شوفي جوزك صحا ولا لسه"
تركتها ودلفت الى الداخل وهي ترغي وتزبد بكلمات غير مفهومة، اما هي تسمرت مكانها فهذه أول مرة منذ اثنا عشر سنه تتهجم حماتها عليها لفظيا وبدون اسباب واضحه لها، استجمعت شجاعتها وقلبها يخفق بشده من التوتر والغضب وصعدت السلم متجهة الى غرفتها وفوجئت بزوجها يستعد للخروج فتقدمت منه وهي تفرك يديها وقالت
"انت ماشي دلوقتي"
فرد عليها بصوت جهوري والدفاع
"انت شايفه ايه ولا عاوزاني اقعد جنبك اسليك انهارده"
امعنت النظر اليه وهي صامته تشعر بوخز شديد بعينها جراء الدموع الحبيسه بها، لكنها قاومت دموعها واقتربت منه تسأله
"مؤمن،هو فيه ايه؟!"
نظر اليه وهو يبتسم ويبدي عدم اللامبالاة
"فيه ايه في ايه، مش فاهم؟!"
تصنعت الثبات وهي تقول
"يعني انت ووالدتك من فتره مش طبيعيين معايا، الكلام بصوت عالي ومامتك بتحاول تغلطني في اي حاجه وانت واخد جنب انا مبقتش عارفه انا عايشه فين ولا مع مين!"
التفت اليها وهو يتصنع الجديه
"اه قولي بقي زعلانه علشان ماما قاعده معانا، شوفي يا اسمي ماما هتقعد هنا علي طول لان الشقه أدتها لاختي وولادها، وانت تحترميها شويه عن كدا وتحاولي ترضيها لان امي مش بتحب الحال المايل وياريت تخرجيها من دماغك شويه علشان ترتاحي وانا ارتاح"
نظرت اليه بطرف عينيها وهي تبحث فيه عن الشخص الذي ارتبطت به منذ زمن أين هو؟!
واخيرا قالت
"اولا انا محترمة جدا ثانيا انا مش حطاها في دماغي دي هي اللي بتحاول تغلطني في حاجات كتير وبعدين دايما بتقول عليا بنت الفلاحين حتي قدام الاولاد،وثالثا تقصد مين بالحال المايل دا انا؟!"
رد عليها بصوت مرتفع قاصدا ترهيبها
"انت تستنتجي اللي انت عاوزاه من كلامي انت حره لكن كلامي يتنفذ وبدون نقاش، فاهمه"
تجاهلت اسمي نظراته الغاضبة وشعرت باحساس بالغربة يجتاحها، فتقدمت منه ببطء ووقفت امامه مرفوعة الرأس وهي تقول
"لا مش فاهمه، اي حاجه انت تقولها انا انفذها، انما اي حاجه يقولها حد تاني لا مش هنفذها،…….مؤمن انا هاخد الأولاد وهروح المزرعه شويه"
تقدمت من الباب لتخرج فامسك بيدها وضغط عليها بشدة وهو يقول بغضب
"تقصدي ايه بكلام حد تاني، يعني فيه حد بيقولي اعمل ايه واقول ايه، من امتى تعرفي عني كدا؟"
سحبت يدها بقوه وهي تنظر الي عمق عينيه وتقول
"يظهر من هنا ورايح، اسأل نفسك انت يا مؤمن من امتي!؟"
اتجهت الي دولاب ملابسها واخرجتها ووضعتها في حقيبة السفر الخاصه بها فقال لها في محاولة أخيرة لاخافتها
"اعملي حسابك لو روحتي المزرعه تخليك هناك علي طول، مش هتيجي هنا تاني"
ابتسمت،ثم باشرت عملها من جديد وهي تقول
"يكون احسن بردو ليا وليك، هسيبهالك يا مؤمن يمكن ترتاح ساعتها"
وقف خلفها وامسكها من كتفها وهي يقول بتوسل
"يعني هترتاحي بعيد عني يا اسمي؟"
اغمضت عينيها وهي تحاول السيطرة على عاطفتها
"خلينا نعتبرها اجازه لينا، لان بقالنا فتره واحنا بنبعد قوي عن بعض لغاية ما تلاقي نفسك وانا كمان احاول الاقي نفسي"
أسقط يديه بجانبه وقال بصوت يملأه الغضب
"انت حره يا اسمي، وابقي شوفي تاكسي يوصلك وسيبي مفاتيح العربيه هنا"
تركها وهبط السلم بسرعه وخلال ثواني سمعت صوت انطلاقه بسرعة بسيارته تركت الملابس منتشرة من حولها وشرعت في البكاء الشديد.
********************
لقد دأبت علي العمل منذ ثلاثه شهور بمفردها وقد الزمت نفسها بعدم الاحتكاك بأحد من موظفى السفاره باستثناء تلك التي تشاركها الغرفه.
سحبت مجموعه من الاوراق ووضعتها بالطابعة لتقوم بطباعه ما انتهت من ترجمته، لا تعلم ما السر فى تصميم كنان فى جعلها بقربه دائما لكنها لا تستطيع مناقشته فى ذلك حتى وان كان قربه منها لا يزيدها إلا عذابا.
سبحت بها الافكار لبعيد.........وجعلها النظر باتجاه الباب الفاصل بين الغرفتين تحس برجفه وهي ترسم بخيالها مشهداً له وهو يجلس بكل كيانه وحضوره خلف مكتبه يأمر ذاك ويعنف هذا ...تتخيله وهو يتناقش بكل صبر ودهاء مع آخر ؛بل ولكي تتسع دائرة الخيال أكثر معها تصورته يعانقها و يبثها حبه ومشاعره لها…"
احست بالهواء ينحسر رويدا رويدا عن رئتيها فرفعت رأسها لاعلي طلبا للمزيد منه فاصطدمت عيناها بتلك العينين الخضراوين ممعنة النظر فيها فشعرت بالرجفة تعتريها حتي انها لم تتمالك نفسها وقد بدا عليها الخوف والرعب.
جاهدت لتستعيد هدوئها فسمعته يسألها عن شئ ما او شخص ما الا انها لم تستطع استيعاب ما قاله،قاومت الرغبة في ان تنظر اليه وهي تقول:
"انا اسفه يا فندم انا مش...انا...حضرتك ممكن تعيد السؤال ؟"
زفر الهواء من رئتيه بشدة وهو يستعيد هدوءه ليقول:
"انا بسأل عن مدام رويدا!...كنت مكلفها بعمل نسخ عن الملفات دى ازاى تسيبها كده على المكتب وتمشي........ايه سفارة دي ولا ايه بالظبط....؟"
قابلت نظرته المشتعلة بنظره مرتبكه ومتوتره ورددت بصوت مهتز:
"انا...اس...اسفه...انا...مش...عار فه...انا مش عارفه راحت فين"
تابع بصوت قاطع وحازم:
"دورى عليها حالا خمس دقايق وتكون قدامي،الملفات دي مهمه جداً"
************
بحلول الساعة الثانية ظهراً، بدت ماريا منهكة القوى نظرت للأوراق بيدها وزفرت بيأس فمنذ ما يزيد عن الأربع ساعات تحاول هي أن تنجز شيء او تراجع مقالة ما الا انها لم تجد الذهن الصافى لإتمام ذلك أغلقت حاسوبها الالكتروني، وجمعت اوراقها وحملت حقيبتها الشخصية وتوجهت خارج المكتب، فعلي الرغم من ازدحام اليوم لديها بالأعمال إلا أنها لم تجد الطاقه الكافيه لإنهاء عملها أو حتي متابعته وبخاصة بعد تلك القذيفة التي ألقت بها إلينا امام وجهها.
أعطت تعليماتها إلى سكرتيرتها الشخصية وتركتها بحالة ذهول -فمن المعروف عنها أنها لا تترك عملها ابدا ولو من اجل الراحه فماذا حدث؟-دفعت ماريا الباب الخارجي للجريدة ووقفت على أول درجة من درجات السلم لاتعرف وجهتها بحثت بعينيها حولها واستقرت بنظرها على مطعم قريب من الجريدة فعزمت على الذهاب إليه لعل تناول طعام الغذاء به
والجلوس قليلاً بين الناس يغير من حالتها السيئه .
اصطحبها النادل الى طاولة بجوار النافذة تطل علي النيل، واملت عليه ماريا طلبها وركزت نظرها على ذلك المشهد البديع -الشمس بأشعتها الذهبيه تلتقي بصفحة النيل الفضية فتنعكس اشعتها ببريق ماسي بديع ليس له مثيل كم تتمنى لو استطاعت أن تقفز بهمومها داخل ذلك النيل فتخرج منه صفحة بيضاء لا يلوثها شئ ولا يثقلها هم-.
أما على طاولة أخرى فكان مساعدها الخاص مكرم جالسا في مكانه يتأملها وهي قرب النافذه واشعه الشمس تعكس فوق شعرها الاسود المموه باللون الاحمر لونا قانيا جذابا،كما تضيف علي مآقيها بلونها الذهبي بريقا لا مثيل له ولم يفت عليه انشغالها بالتفكير بأمر ما.
بينما هي كانت تفكر انها ورغم ما مرت به من أمور شخصية ، ورغم القضايا الأسرية التي تناولتها بمقالاتها إلا أنها لم تقابل قضية مثل تلك 'هل يعقل ان يكون ما أخبرتها به الينا صحيح،'هل مشاعر الأمومة اصبحت هباء لا تذكر امام مشاعر حب قديمة غير حقيقية وهذا ما استنبطته من حديث الينا فمجمل حديثها يدور حول ذاك الهاني الذي كان يعمل لدى والدها وتقابلا وخلال فترة قصيرة تقدم لخطبتها وقبل وفاة والدها تم عقد القران إلا ان والدتها رفضت إتمام الزواج بهذه السرعة، وبعد وفاة والدها تكررت زياراته لهم بوجودها وبغيره، وبعد انتهائها من اختباراتها النهائيه ذهبت له في المكتب الخاص بوالدها وهناك اكتشفت العلاقة المحرمه التي نشأت بين والدتها وزوجها وقد كانت والدتها تطلب منه الزواج الرسمي بعد تأكدها من حملها، هربت إلينا من المواجهة والادهي من ذلك ما حدث فيما بعد، فقد تنازلت عن ميراثها أمام حريتها، والآن يعود ذاك الهاني ويطلب منها الزواج مرة اخرى.
اي عاقل يستطيع حل تلك العقدة أو تفسيرها......... قطع شرودها سقوط ظل ما عليها فنظرت لاعلي فتلاقت عينها بعينين عميقتين بلون السماء الصافية وصوت ساخر يقول
"دا الموضوع كبير جدا"
اغتصبت ماريا ابتسامة واهنه وهي تقول
"موضوع ايه"
أشار مكرم بعينه للمقعد وهو يسأل
"طيب اقعد الاول ولا مش مسموح"
تلونت وجنتيها باللون الأحمر القاني وهي تجيبه
"اسفه، اتفضل انت مش محتاج اذن طبعا"
جذب مكرم المقعد المجاور لها -وقد تعمد ذلك - نظر إلى عينيها مباشره وهو يقول
"دي اول مره تيجي المطعم فقلت يمكن مستنيه حد وبعدين لقيتك سرحانه ومركزه قوي مع النيل فقلت يمكن عاوزه تقعدي لوحدك لكن......."
قطع حديثه مجئ النادل يحمل طلبها الخاص وظهرت عليه علامات الارتباك وهذا ما لمسته ماريا فسألت مكرم ان يشاركها الغذاء لتطمئن النادل ، فقال له
"انا كنت قاعد على طرابيزه 11 ممكن تجيب طلبي هنا مفيش مشكله"
حثته ماريا على متابعة حديثه
"كنت بتقول ايه"
"كنت بقول لقيتك لوحدك ولما مر ربع ساعه وانت لوحدك جازفت وقلت أفرض نفسي عليك"
ابتسمت ماريا مجاملة له وهي تقول
"هو انا بقالي ربع ساعة،الوقت عدى بسرعة"
نظر اليها مكرم مليا وعلق باهتمام
"يظهر الموضوع اللي كنت بتفكري فيه مهم جدا"
أردفت ماريا
"او معقد"
ابتسم مكرم وهو يتمم حديثها
"يبقى معقد،...لو حبيتي تتكلمي انا مستمع فوق الممتاز واهه الاكل جه ممكن نتكلم واحنا بناكل"
تناولا الطعام معا وأثناءه سردت عليه ماريا كل ما أخبرتها به إلينا من اول يوم لمقابلة هاني الي اليوم وطلبه الغريب منها ولم يفت عليها اخباره بعملها بالنادي وذاك المبلغ الكبير المطلوب منها للموافقة على استقالتها.
انهيا طعامهما ودعاها مكرم لتناول القهوة معه في الخارج،
وافقته ماريا علي استحياء منها، فقربها منه يبعث داخلها شرارت قلق وتوتر لا تعلم السر في ذلك الالم الذي يصيبها بمعدتها بمجرد النظر اليه، .
تقدمته للخارج واصطحبها إلى المقهى المفضل له.
جلس مكرم امامها وعندما لاحظ علامات الفزع علي وجهها،نظر اليها بتساؤل، فأجابته وهي تتلفت حولها
"دي اول مره اقعد في اماكن زي دي،'ونظرت اليه وهي تبتسم ابتسامه واهنه 'وتابعت واول مره اخرج مع حد غريب"
تصنع مكرم الغضب وهو يقول
"وانا غريب كدا تزعليني، مش احنا بنشتغل سوا"
شعرت ماريا بارتجافه خفيفه لتلك العباره والتي جمعتهما معا
وحاولت أن تستعيد هدوئها وهي تسأله
"انا...احمممم انا حكيت لك كل حاجه علشان تقول رأيك... يا تري عندك حل؟"
انتبه مكرم لتهربها الصريح من اجابته بسؤالها ذاك إلا انه لم يرد احراجها اكثر من ذلك فأجابها قائلا
"مبدئياً كدا انها تسيب الشغل مش حل لانه واضح كده انه هو اللي ظبط الشغل والعقد بحيث انها تكون قدام امر واقع واللي يعمل كده يبقى مش هيتنازل ببساطة وهيطاردها باستمرار"
بعد لحظات من التفكير سألته بيأس
"والحل؟"
ابتسم مكرم الي تعبيرات وجهها اليائسة
"حل ايه يا ماريا؟ عايزه حل لمشكلة زي دي في قعدة،طيب يبقي ازاي؟!"
سألته بغيظ
"وانا حكيت لك ليه؟"
ابتسم مكرم وعندما لاحظ تبرمها اتسعت ابتسامته وتحولت لضحكه عالية جذبت انظار ماريا و ألجمت لسانها فلم تستطع الحديث.
بعد قليل وضع مكرم يده على يد ماريا لكي يطمئنها وهو يقول
"اهدي أنت تقابليني بالينا وانا هحاول افهم منها اكتر ونشوف حل سوا"
ارتبكت ماريا مما بدر منه فقامت بسرعه وهي تحدثه بتوتر
"ان شاء الله هقولها يلا سلام دلوقتي، انا اتاخرت،سلام".
*************
وقفت تبكي أمام المرآة وأخذت تنهل من الماء المنهمر وتضع علي وجهها لتهدأ من روعها.
بينما الاخرى تبحث عنها بيأس حتى سمعت صوت بكائها من خلف الباب المغلق، فتحته بحذر شديد ووقفت حائرة امام ذلك المشهد المبكي، فعقلها يرفض دخولها من باب الحذر اما قلبها فيدفعها للدخول من باب الانسانية.
انتصرت الإنسانية اخيراً........ودخلت قائله بهدوء
"انا.... كنت بدور عليك..... انت كويسه؟!"
انتبهت لها رويدا وقالت من بين بكائها وقالت بصوت مخنوق
"لا.... لا انا مش....كويسه"
جلست بجوار الحائط بوهن غير قادرة علي ترتيب أنفاسها، ولم يكن امام الاخرى الا ان تجلس بجوارها تهدأ من وتيرة انفاسها المتلاحقة
"لو حبيتي تتكلمي انا ممكن اسمعك..... لو فيه اي مشكله... كنا....سياده السفير يقدر يحلها..."
جحظت عيناها وهي تقول بصوت عالي
"لا....لا.....انا...... دي مشكله خاصه بس تعبتني قوي"
"انا هسمعك"
"انا..... متجوزه قصدي كنت....... وجوزي طلقني..... ومش عارفه اعمل ايه...... عاوز.... يردني.. لكن. .... مش نافع."
انعقد حاجباها استفسارا
"انا.... مش فاهمه"
نظرت اليها الأخرى من خلف غمامة بكائها وقالت بتفهم
"انا نسيت انك مسيحية..... عندنا في الاسلام اللي جوزها يطلقها تلات مرات مينفعش يردها تاني الا بمحلل"
تساءلت منيرڤا متعجبة
"محلل؟!
"اه... يعني تتجوز تاني وبعدين ترجع ليه"
نظرت اليها منيرڤا مصدومه، تركتها وخرجت بوجه مطبوع عليه علامات الفزع، بعيون تائهة بين جنبات الماضي وعقل يدور في حلقة مغلقة من الأفكار.
قادتها قدماها لمكتب الذي اخبرها بعودتها لزوجها.....دلفت للداخل عازمة علي معرفة اساس لما يحدث لها.
دفعت الباب بقوه غير آبهة بأي من تحذيراته العديدة لها صباح اليوم، كان يضع سماعة الهاتف من يده فور دخولها وكان كأنه انتهى من حديث ما إلا أنه يبدو حديث غير سار
رفع رأسه تجاهها وصدم لدى رؤيتها فيبدو انه كان يتوقعها شخصا آخر.
فجأه...بدا لها تعبا مرهقا وقد تلاشت حيويته،الا ان ذلك لم يمنعه من ان يكون غاضبا أشد الغضب منها وقد بدا ذلك جليا في صوته وهو يقول
"انتي اكيد مجنونه "
تناول هاتفه الخاص وأجرى مكالمة سريعة طلب فيها من المعنى بالاتصال ان يؤمن المكتب .
فجلست بكل هدوء وقالت
"كان لازم آجي دلوقتى علشان تفهمني ازاي فواز ردني وهو مطلقني قبل كدا تلات مرات "
لم يستطع تصديق ما سمعته أذنه فسألها بشراسة متعجبا
"انت بتقولي إيه؟ إزاي يعني! "
ردت عليه بتهكم
"انا اللي بسأل على فكرة "
اجابها بصوت مرتفع جعلها تجفل ورفع إصبع فى وجهها قائلا
"إنت بتسألينى أنا...ليه هو أنا اللي كنت عايش معاه؟ !بقالك تقريبا سنة معايا ولسه فاكره تيجي تقولي دلوقتى"
وران عليهما الصمت الثقيل الذي أعقب صراخه ذاك حتى كاد يزهق أنفاسها وشعرت بتيبس شفتيها وهي تحاول تحريكها لتقول
"أنا ما....مش..عارفه "
قام من مجلسه غاضبا وقف أمامها وجذبها من كتفيها بقوة لتقف أمامه وسألها
"مش عارفة إيه؟ "
أخذت تفرك يدها بتوتر وهي مطأطأه الرأس خجلا
"أنا مكنتش اعرف ان ...يعني الأمور اللي زي دي كل معرفتي عن الإسلام معرفة سطحية كل واحد برأي وكل واحد يشكك في غيره ما كنتش اعرف امشي ورا رأي مين علشان كده كنت بتصرف باللي يناسبني"
أمعن النظر بمقلتيها السوداء وزفر الهواء من رئتيه على مهل وهو يقول بهدوء
"دا مش مبرر ناس كتير بتشكك في أغلب المفسرين والشيوخ ومع ذلك دا لا منعهم من أنهم يعرفوا أمور بسيطه زي دي ولا منعهم انهم يلجأوا للقرآن يساعدهم ولا انهم يلجأوا لأهلهم يعرفوهم حاجات بسيطة زى دى"
رفعت عيناها المليئة بالدموع وهي تقول
"وهما فين؟ امي كانت باحثة في الآثار أغلب وقتها كانت في شغلها حتي طفولتي كل اللي أفتكره كان مع ناس نسيت ملامحهم وابويا كان كل وقته لشغله وبس
المهم عنده يحقق النجاح فيه لكن انا مش مهم...أنا. ...انا همشي"
كانت في حاله يرثى لها فما كان منه إلا أن أحاطها بذراعيه ليهدئها،أما هي فشعرت بالوهن من شدة الارتياح بين ذراعيه فقد احست وكأن كل الثقل علي أكتافها قد زال بمجرد أن ضمها الي صدره.
لقد كانت تفتقد لذلك الإحساس الذي شعرت به وهي بين يديه إلا أنه ليس من حقها أن تفعل ذلك وإن كان لثوان معدودة وبدافع شعور الاخوه الذي يشعر به تجاهها.
أغمضت عيناها بقوة في محاولة منها لإبعاد صورة زوجته عنها إلا أنها لم تستطع فنزعت نفسها من بين يديه بتوتر، ونظرت إليه خجلة كان يبدو هو أيضا رائعا بذلك التعبير المرسوم على وجهه.
تمالكت شتات نفسها المبعثرة أمامه وحاولت الحديث إلا أنها فشلت في إيجاد صوتها فانسحبت من أمامه بسرعة قبل أن يلحظ عليها شئ
***********
حاولت جاهدة ان تخفي خيبة الامل التي اصابتها في زميل دراستها، عندما كانت تقلب صفحات الملف بين يديها فأوراقه كانت تحوي بيانات مخالفة لما هو علي الطبيعه.
رنين الهاتف قطع عليها تركيزها فعمدت إليه تستطلع هوية المتصل، الذي لم يكن الا ممدوح، سالته بهدوء
"ايوه يا ممدوح.. خير؟"
"......"
"ايه بتقول ايه؟.. انت فين بالظبط؟"
"...."
"منطقة ف.ج...خلاص دقايق واكون عندك"
وضعت سماعة الهاتف وهرعت اليه تستطلع حقيقة ما أخبرها به على الهاتف.
دقائق قليلة مرت وكانت نوران في المنطقه التي دعاها اليها ممدوح، استقبلها بغضب قائلا
"مصيبة يا بشمهندسه، المربع كله مزروع حشيش بين أشجار الفاكهة"
تبعته حيث اشار وبغضب ويأس صرخت بكلام جارح لم يكن لها ان تأذن لنفسها به وقالت
"معقول عزيز يعرف، ان المنطقه دي بتتزرع مخدرات؟"
ظهر على وجهها تعبير من الخوف والحيرة، الا ان اجابة ممدوح قطعت عليها الشك باليقين حينما قال
"ايوه والمشكلة الاكبر انه بيستخدم مجموعة من المزارعين وبيغيرهم بإستمرار بس الغريب انهم مش بيظهروا خالص بعد كدا"
نظرت اليه بعينين واسعتين مندهشتين وقالت متعجبه
"مش فاهمه؟ …استني كلامك دا بيفسر الأرقام والاسماء اللي لاقيتها في الملف اللي كان معاه… علشان كدا هو كان متوتر. ممدوح انت لازم تيجي معايا مكتب الأمن الوطني حالا"
***********
الدقائق تمر بطيئة وقاتله كان يجلس على كرسيه ينتظر بصبر ذلك الاتصال دار بكرسيه على محوره وحدق خارج نافذة مكتبه وهو يفكر ويتساءل....إلى متى سيظل حبها سكينا مغروسا بضراوة في كل خلية من خلايا جسده.
عام يطوي عام وحبها يزداد عمقا في قلبه.....وآآآه من ذاك الحب الذي ضرب بجذوره عميقا داخل طيات قلب يرفض اقتلاع تلك الجذور.
تذكرها وهي تقتحم عليه مكتبه منذ قليل كعاصفة هوجاء، الا انه حمد ربه انه كان قد أنهى اتصاله مع فتون.
وعلي ذكر الفتون…. اكتنفته الحيرة من تصرفاتها فهو لا يعلم سبب لتلك الحفلة التي تصر على إقامتها بمنزلهما.
آتاه الاتصال الذي كان ينتظره فالتفت بكامل كيانه قلبا وقالبا ليتلقاه ولم يلبث أن زفر بارتياح شديد حينما جاءه تأكيدا من وزارة العدل المصرية أن المعنية بالسؤال قد تم تطليقها بالفعل مرتين وقام زوجها المدعو فواز فهمي حافظ بردها مرة اخرى، ومنذ ما يقرب العام تم استخراج قسيمة طلاق للمرة الثالثة....أنهي الاتصال بفرحة لم يشعر بها منذ زمن.
قام باتصال آخر على نفس الخط الآمن وأبلغ الطرف الآخر بتنفيذ خطة عمل كانا متفقان عليها سابقا.
كانت الساعة تقارب الثالثة ، و أمامه أعمال كثيره إلا أنه عزم على تنفيذ ما يدور بخلده مهما كثرت تلك الأعمال .
ترك مكتبه واصطحبها معه لتنفيذ ما يريد قبل ان يذهب الى المؤتمر الصحفي الخاص بالمهاجرين غير الشرعيين .
********************
بحلول الظلام اجتمع ثلاثتهم حول الطاولة يستمعون لصوت اسطورة الشرق وكوكبه اللامع في رائعه من روائعها الغنائية باستمتاع صامت.
كل في فلك ذكرياته يسبح، الي أن أتاهم ذاك الاتصال المنتظر فقطع عليهم سيل ذكريات كان قد بدأ في المسيل.
تناول مأمون الهاتف بتأفف ظاهر لم يجاهد في إخفاؤه، كان الاتصال من حبيبته تخبره بموعد حضورها للاسكندريه، وتطمئنه ان الشحنة قد تم إرسالها بأمان.
انهي الاتصال بنفور صريح مما دفع مكرم توبيخه قائلاً
"انت مالك كدا؟ دي طريقه تكلم بيها حبيبتك اللي المفروض غايبه بقالها ست شهور"
وقف الاخر صارخاً بقوه
"بس ما تقولش حبيبتك دي، ربنا واحده اللي يعلم انا قضيت السنتين اللي فاتوا دول ازاي؟"
بادله الأخير الهتاف الصارخ قائلاً
"هو انت لوحدك، ما كلنا كدا كل واحد فينا خسر حاجه علشان الهدف دا"
حديثه ذاك لم يهدأ من تلك النار المستعره بداخله بل زادها حده واشتعال فقال والغضب يملأ عينيه
"اه خسرتوا حاجه واحده، انا خسرت اتنين او اكتر، كفايه ان ابني يعمل عملية زي دي وانا مكنش جنبه ولا جنبها......."
قاطعه مكرم قائلاً
"انت بتقول ايه؟ انت نسيت احنا جازفنا ولاول مره وخليناك تتبرع ليه وفضلت هناك يومين؟"
نظر للثالث القابع بمقعده دون حراك يتابعهم بصمت فاستحثه علي إبداء رأيه إلا أنه قام بإعادة تشغيل جهاز الصوت مرة اخرى دون ان يشترك معهم بجدالهم.
بعد وقت قصير نظر لكل منهما غاضبا وقال
"احنا قدام مصيبه هتتدخل البلد بكره او بعده وانتوا بتدوروا علي اللي خسر اكتر من التاني"
نظرا إليه بندم واضح على وجه كل منهما وقال مأمون
"هي قالت الشحنة وصلت بأمان"
تساءل مكرم قائلاً
"هي الشحنة المره دي عباره عن ايه؟"
اجابه جواد بهدوء
"3صواريخ عابره للمدن، 5قذائف ار بي جي 1500 طلقه خارقة للدروع بوصة ونص بوصة نظارات ميدان، مناظير تحديد اهداف 60 بندقية آلية وقناصه 200 طلقه جرينوف واجهزة اضاءه"
لم يتمالك السائل نفسه أمام تلك الارقام فارغ فاهه متعجبا
وما كان من مأمون الا ان ضحك على مظهره فوبخه جواد
"انت بتضحك دي مصيبه وداخله البلد، عن طريق شحنه الاغذيه اللي داخله البلد من قناه السويس وبتضحك"
وهنا تساءل مكرم
"مش دي الشحنة اللي فواز متعاقد مع الشركه الاجنبيه علشان يستوردها الشهر دا؟!.......وعندما اومأ جواد بالموافقة تابع......دي مصيبة لو الشحنة طلعت من الحاوية هتبقي مشكلة دبلوماسية معاهم.... دا كدا فواز قاصدها"
سارع مأمون بالتعليق علي حديثه هذا قائلاً
"قصدك دا كدا قاصد كنان نفسه... يبقي كدا هو متأكد ان كنان معاه منيرڤا وهو بيلاعبه من تحت الحزام علشان يطلع كل اللى جواه"
ختم تعليقه بسؤال وجهه لجواد
"وهو عارف؟"
اشار جواد بالموافقة وتابع
" هو كلمني انهارده وطلب مننا ننفذ الخطه هو قال ان الشحنة دي لازم تتسرق قبل ما ضباط الميناء يفتحوها وتتعدم فوراً قبل ما حد يشم خبر...... ورجاله المخابرات هتساعدنا في دي ل.........."
قاطعه مكرم
"بس الشحنة متبلغ عنها اساساً زي ما انت قلت قبل كدا"
اجابه جواد
"اه انا سمعته بيبلغ عنها لكن مذكرش نوع الشحنة ولا الميعاد... فاحنا نبدلها باي حاجه تانيه"
أشار عليهم مأمون قائلاً :
"ايه رأيكم نبدلها بلعب أطفال بما أن الشحنة عبارة عن أغذية أطفال، ويبقي اكل ولعب"
حينما استقروا على وضع خطة مناسبة للاقتحام والتبديل اتصل جواد بكنان ليبلغه بما وصلوا إليه وسأله مساندته لهم باتصاله بمن لهم دراية مسبقة بتلك الأمور.



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 30-05-18 الساعة 01:18 PM
عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.