آخر 10 مشاركات
روايه بين مد وجزر بقلم ... إيمان مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          10 - أمرأة من دخان - راشيل ليندساى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          مؤلفات و كتب نيكولاس سباركس (الكاتـب : بندر - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-18, 11:38 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 إن جيتيني بدموع جابر الكويت ، صرت لك حضن فهد والمملكة / للكاتبة iblackengel






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
( إن جيتيني بدموع جابر الكويت ، صرت لك حضن فهد والمملكة )
للكاتبة / iblackengel




قراءة ممتعة للجميع






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 25-05-18 الساعة 09:41 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-18, 10:30 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



" لا أملك انتصارات روائية مدهشة ، لكني استطيع إدهاشك كيف خرجت من كومة الأوراق حياً "

مدخل :
أنا لا أكتب لأملأ فراغ ، أنا أصنع الفراغ لأكتب
أنا أكتب ، إذاً أنا أصلي
لاتقاطعني !

خجولة إن هذه روايتي السادسة ومازلت غير مقتنعة بما أكتب ، وبإنها ركيكة حتى أنها ماتليق بمستواي الذي أطمح له .
ولكن سأحاول جاهدة إن تليق هذه الرواية وتصيب معي لإبتسم بفخر عندما أقول ( الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات )
لا أرى نفسي بما يستحق أن أكنى ( كاتبة )
مازلت طفلة ترتب أفكارها عندما يطول طريق المشوار وعندما تنتهي من ورقة الأختبار
مازلت أخجل أن تخرج مشاهدي للعلن ممن ملاحظات هاتفي ف كلماتي صبية لم تنضج واخشى عليها من النقد فتنكسر قافيتها
أكتب لأرتب سلسلة المشاهد التي تراودني قبل خلودي للنوم
وأسمح لأنثاناءت دماغي بالعمل لينتج صغاره - أفكاره - ولا تظل حبسية بين قبضات أوردتي وشعيراتي ف تزاحمني
تسرعت بالبداية ونشرت أجزاء ماتليق بالمستوى الذي أريده , ولكن مازال الوقت مبكرا لأصحح أخطائي وأكمل من حيث أريد





مخرج :
" سلبت مني ديني ويقيني وتركتني في حيرةٍ لا أهتدي "




بسم الله توكلت على الله , وكفى بالله وكيلا ونصيرا .
علمًا : الرواية تنزل ب موقع من مواقع التواصل الإجتماعي ( الإنستقرام )





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 25-05-18 الساعة 09:43 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-18, 10:31 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//

( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم )
||

#العائلة_الأولى
الآب ( كويتي الجنسية ) :
-خـالد الـسليمان
غائب ، ولا آثر له بالسعودية من فترة طويلة .
الآم ( سعودية الجنسية ) :
-غزل الـجـامـح .
مفقودة من سنين طويلة .

-

الآبناء :
1/ ذياب بن خالد السليمان .
طبيب جراحة مُخ وأعصاب ، 29 سنة ، أعزب .
2/ شادن بنت خالد السليمان .
طالبة جامعية ، 24 سنة ، متزوجة بسياف ، وعندها بنت غِنى .


#العائلة_الثانية
الجد / الأب :
سـلـطان الـجـامـح ( أبو ماجد ) ، رئيس رُقباء بالصحة العسكرية ( أخو غزل )
الجدة / الأم :
تـرف ( أم ماجد ) .
-
الأبناء :
1/ الآبن الكبير :
ماجد ( عسكري ) ، متزوج ب حصة
وله 3 أبناء :
(
1 / تركي بن ماجد الجامح
30 سنة ، متزوج ب أنفال وله طفلة ( حصة )
2 / الجوهرة بنت ماجد الجامح
طبيبة جراحة عامة 26 عامًا .
3 / فهدة بنت ماجد الجامح
طالبة علم نفس ، 23 عامًا
).

-

2/ الآبن الثاني :
عبدالله ( موظف في وزارة العمل ) ، متزوج ب نورة
وله 4 ابناء :
(
1 / ثنيان بن عبدالله الجامح .
29 سنة ، ضابط ، أعزب .
2 / كسار بن عبدالله الجامح .
26 سنة ، مُبتعث لدراسة الماجستير ب الكيمياء .
3 / لمى بنت عبدالله الجامح .
24 سنة ، خريجة دراسات إسلامية .
4 / أفنان بنت عبدالله الجامح .
23 سنة ، طالبة إعلام وعلاقات عامة .
)

-

3 / الأبن الثالث :
حاتم ( محقق ، ويملك مؤسسة خاصة وموظف ب الأسلحة الحربية ) ، متزوج ب رنا
وله ثلاث بنات :
(
1/ وِصال بنت حاتم الجامح
طالبة تحضيري صحي 19 سنة .
2/ شذى بنت حاتم الجامح
طالبة ثانوي آخر سنة 18 سنة .
3/ جنى بنت حاتم الجامح .
طالبة أولى ابتدائي 7 سنوات .
)

-

4 / الأبن الرابع :
سيّاف بن سلطان الجامح
متزوج بشادن وله بنت غِنى ، 29 سنة ، موظف إداري بمستشفى حكومي . -
-
5 / الأبن الخامس :
يوسف بن سلطان الجامح
أعزب ، 26 سنة .
-
6 / السادسة :
لدن ، ووِهاد بنات سلطان الجامح
وآخر العنقود .
24 سنة ، لدُن خريجة أشعة .
ووِهاد طالبة قانون .


#العائلة الثالثة
الأب :
ذعار الكسار .
الأم :
نـدى الـجـامح ( اخت سلطان وغزل ).

-

الأبناء :
1/ مقرن بن ذعار الكسار .
قاضي ، 30 عامًا.. متزوج ب رُبى
وله طفلين ( ذعار ، ندى ) .
2/ جلوي بن ذعار الكسار .
استشاري طب أطفال ، أعزب ، 29 عامًا .
3/ ريناد بنت ذعار الكسار .
24 عاماً ، مُبتعثة وطالبة كيمياء .
-

-
الشخصيات ابدًا مو كثيرة
لإنهم عائلة واحدة مترابطة
وكل واحد له قصة مختلفة وشخصية غير عن الآخر واسم مميز
بتحفظونه بالرواية بسهولة زي ماحفظتهم انا بإذن الله â‌¤ï¸?




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-18, 10:32 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




مدخل :
يوم الطفولة والشقاء والجهالة , كان يسوق لهبال الشقاوة بشاير
ياما أشتكاه أبوك في بيت خاله , ومرة حلف يبطل هباله
وقبل يكمل فك أخوه الستاير , ثم طالع الشباك لين أنك قباله
وفي أقل من لمح البصر جاك طاير , ولا شاف زول أبوك حذف نعاله
الحب جاير لكن العود أبوك جاير !
وجاية تسأليني أحبك ؟ معقولة نسيتي ؟
من على صدره ربيتي , عاشق دمعة عيونك تربكه
كل ماجيتيه بدموع جابر صار لك حضن المملكة .
https://instagram.com/p/Bi5Bh6sFEu2/
||
الجزء الأول :

على مُتن الطائرة المقلعة من مطار الملك خالد ، في الرياض الى مطار بينظير بوتو الدولي في أسلام آباد , عاصمة باكستان .
تنهد سياف وهو يمسح بكفوفه وجهه من تعب الرحلة
ومن بكاء طفل بالشهور الأولى بالمقعد الذي خلفه
ابتسم ابتسامة ساخرة على حاله
وبكاء الطفل ما عكر مزاجه مثل بقية الرُكاب
بل هيج ذكرياته الغبّرة
استند على كرسيه بالدرجة السياحية
وهو يضع سدادة الإذن والذكريات تروي نفسها في ذكراته :
( قبل شهرين من الآن
في جلسة امه الشعبية في حوش بيتهم
كان يجلس سياف بضحكة
تحت اقدام امه اللي ب جانب ابوه ويمينه خواته لدن ووهاد
ويساره اخوانه حاتم وعبدالله
قاطع ضحكاتهم وانفعال سياف
باب الريموت ب زاوية الحوش
انفتح لتدخل سيارة سوداء يوكن 2010
عبدالله بإستغراب :
ماهي سيارة من سيارتنا
هز سلطان رأسه ، وكأنه يعلم من تحمل هذه السيارة :
توكلوا جوا ياعيال - وآشر لسياف - وانت اقعد
حاتم بمقاطعة :
وانتم بنات قبلنا ، السيارة فيها سواق اخاف ينتبه لكم !
ماقاطع توصيات حاتم
باب السيارة اللي أنفتح ، قاطعه الأنثى اللي نزلت من السيارة
بثقل أردفته ب صلابة / جبروت , وكأنها موكب سمو الأمير
لتقرع بكعبها
أرضية منزل سلطان وقلب كل من يسمعها
لتصل الى الحديقة متجاهلة كل من فيها
وانظارها مُركزة على شخص واحد فقط جالس بالأرض ( سيّاف )
قام حاتم ليلحق بإخوه بعد ماخزّه ابوه
عندما تفحص الانثى المجهولة ب نظراته
خفض سياف انظاره للأرض وكتم انفاسه لبُرهه
وهو يعلم تماما هذه العيون جيدًا في ظل استغرابهم لهذه المجهولة
العيون اللي مافارقت جفونه السمراء منذ سنتين ، العيون اللي كلما اغمض عينه شافها وتذكر ليلة الفندق
نفض رأسه وتلك الذكرى تقشعر جسده ك انتفاضة كهرباء
من بيكون غيرها ؟ من بيكون غير الشادن ؟
انبعث الحروف من شفتي شادن
ب قوة تخالف ضعفها ب الفندق
ب جبروت / جلمود ينافي كل بكاءها ونياحها في تلك الليلة
وكأن ماسواه سياف فيها
ب مثابة إعادة بناء شخصية لا تخاف ولا تهاب شيء :
لو تقف على باب الجنة ومابينك وبينها الا اني اغفر لك وتحلل من ذنبي !
والله ما احللك
ولكن بكون افضل منك لإن تربية خالد ماهي مثل تربية سلطان
بقول لك ان لك ضِنى يحمل دمك واسمك ولا يتشرف فيه ولكن هذه كتبة الله
- ضحكت بسخرية - عشان مايكون الضنى مجهول لك
مثل ماتعذرت ان زوجتك اللي هي انا ماكنت تدري عنها !
رفع سياف راسه بإبتسامة باردة
عكس الحرقة اللي بداخله من سُم كلامها
اللي مايلذعه لوقاحته
ولكن يلذعه لإنه امام اهله :
اولًا تقولين ضنى عشان تخفين عني جنسه ؟
ليش ماتقولين بنتك ياسياف ؟
وثانيًا وعلى فكرة احسنتِ بالإختيار غِنى احلى ريما
وثالثًا لا تقولين تربية خالد
قولي تربية ذعار افضل
صرخت شادن بحرقة بعد ماظنت انها تحمل الورقة الرابحة وإن سياف مايدري ان له بنت
ولكن يصدمها ويتقدم عليها بخطوة ويصير عارف تفاصيل حتى حيرتها بتسمية بنتها :
ورابعًا مالك شيء عندي لا تنسب بنتي لك
غِنى بنتي لحالي
لا انت اللي شهدت ولادتها ومرضها وخطوتها الاولى ونطقها الاول
ولا شيء ياسياف ولا شيء
يكفيها اسمك ! يكفيها رداة حظ لا تأخذ بنتي حظي ).
نفض رأسه وهو يرمي السدادة بعيدًا بغضب عندما فشلت ب منع بكاء الطفل من ان يقتحم رأسه !
وقف متوجه الى دورات المياه ، حتى يتصرفون اهله معه
وقف وهو يسمع كابتن الطائرة يعلن :
اعزائي المسافرين
نحمد الله على سلامتكم
الرجاء البقاء في مقاعدكم والحفاظ على الأحزمة لأن سنهبط في مطار آسلام اباد الدولي
جلس بكرسيه وهو يشكر الله ويربط حزامه مجددًا وهدأ بكاء الطفل
استند برأسه على قاعدة الكرسي وهو يتذكر سبب مجيئه الى باكستان :
( كان يمشي بخطوات رزينة / ثقيلة
بعد مارمى أطراف شماغه الأحمر خلف ظهره المستقيم بلا انحاء
وكأن الرياض بأكملها على كتفيه يخشى ان تسقط
وب سبابته وابهامه يتحسس مرزامه
بترّ خطواته
يد ضخمة باللون الأسمر تقطع طريقه وبنبرة مستنكرة :
عندك موعد ومين معي ؟
غمض عيونه ببطئ
وهو يستنشق الأوكسجين الذي خالطه ريحة دهن العود الكمبودي الملكي
دون ان يزفره حتى يحافظ على هدوءه
فتح عيونه بقوة وبحدة :
مايجهلنا عمك ذعار ، جايين نأخذ الأمانة !
بتر جدالهم
خروج حارس ب خفة
من نصف الباب الخشبي العريض
بزخارف اسلامية رُسمت ب دقة باللون البيج والفيروزي والبرتقالي
لمن ينظر لأول مرة
لكن من يتفحصها ب دقة
يرأها ( ذعار الكسّار )
ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامة انتصار
وهو يرئ الحارسيين يفتحون الباب من المقبض ب نصف الباب
ليظهر له مكتب أكبر من مجلس الرجال في بيته وان صارح نفسه قليلا
ب يدري أن ثلاثة أرباع مساحة بيته بمساحة هذا المكتب .
أختفت ابتسامته
وعادت ملامحه بلا تعابير
تكسوها عزة / هيبة
ولا كأنه الكداد اللي يسعى خلف رجل رجل في سوق الغنم الى المغرب في طلب الرزق
بعد ماشاف الكرسي المُلقية ظهره خلف المكتب يلتف بهدوء حتى أستقر
ببإبتسامة فيها من السخرية
وهو يرمي قلمه على المكتب بتفاجئ مصطنع و نبرة ترحيب :
قرّت عيني بك ياسياف
جلس سياف ببرود على كرسي الضيافة من الجلد
مقابل لـ ذّعار :
ب شوفة نبيك
ذعار :
جابك الشوق ولا الحاجة ؟
سيّاف بنظرة حادّة من تعمد ذعار أن يستفزه :
جابتني الأمانة
اتسعت ابتسامة ذعار بإستغباء :
اي امانة ؟
رفع سياف عيونه على الحارسين بالبدلة الرسمية السوداء
خلف ذعار كـ اصنام بوذية
بمعنى ( طّلعهم )
آشر لهم ذعار بسبابته احترامًا لرغبته ، وبثواني
ماتبقى بالمكتب غيرهم
سياف بهمس :
وينها ؟
كررّه بحدة بعد ماتجاهل سؤاله :
شادن وينها ؟
ذعار وهو يولع سيقارته ببرود ظاهري :
مالك عندي احد ياولد سلطان
سياف ب إصرار غاضب :
حرمتي وينها ياذعار ، لا تختبر صبري !
ذعار وهو يرفع حاجبه :
اي حرمة ؟ الحرمة اللي تركتها تحت جناحي قبل 12 سنة ؟
أها ولكن قبل تصير حرمتك ، تراها بنتي
ضحك سياف بسخرية :
يلحق اسمها خالد مايلحقه ذعار
لا تنسب محارمنا لك ولا تنسى انك زوج خالتها وانك ابوها بالرضاعة مايشفع لك
همس ذعار :
باكستان
اكمل وهو يزيل علامات الاستفهام من ملامحه :
حرمتك في باكستان ).
/

\

/

{ في مكتب طبيب جراحة المخ والإعصاب || في مستشفى الجامعي }
رمى ذياب نفسه ب الاب كوت
على الكرسي الاسود بتنهيدة طويلة وكأنه اخرج كل مافيه جسمه من ذرة ثاني اكسيد الكربون
خذ جواله من الدرج
وهو يشغله بعد ماكان مُغلق كعادته من تكون عنده عملية
ضحك بسخرية لإني يقفله ومافيه احد يتصل عليه اصلا
بحث عن رقم اخته شادن
في جهات الاتصال
وكان رقم الانثى الوحيد بين عدة ارقام تعد على الاصابع
اتصل عليه مرة ، مرتين ، وكانت الثالثة قفلت جوالها
تنهد بغضب وهو يرميه بقوة على مكتبه
مرت شهرين ومازالت شادن زعلانة عليه وتضنه السبب
تذكر قبل ثلاث شهور ، في اجتماع خواله :
( كان جالس بهدوء
وفي حضنه لاب توبه يتابع عمليته الأخيرة المصورة بتركيز وكأنه طالب بين طيات الجامعة مو طبيب هو من اجراء هذه العملية
رفع رأسه
وصوت سيّاف ماكان لحاله اللي شدّه
شدّ ذياب جملة سياف الهامسة لـ جلوي :
مين هذه ؟
شاف جلوي يتفرج على جواله
وبجانبه صديق طفولته سياف ينظر معه
انتبه على وجهه جلوي المُرتبك وكأنه طلعت الصورة بالغلط ، اكتفى بالصمت
جاوب سياف سؤاله بنفسه وهو يهمس بحدة وعينه على ذياب :
بنتي صح ؟ - لف على جلوي ب لهفة حاول ان يكابر ويخفيها - وش اسمها ؟
تكلم مقرن اخ جلوي الكبير وفي نفس الوقت اخو شادن بالرضاعة
الغير راضي على حركات شادن
بعقلانية وهو يشوف من حق سياف ان يعرف حياة بنته :
بالبداية سمتها ريما , لكن غيرت رأيها بعد فترة وسمتها غِنى )
بعد لقاء شادن وسياف بالسعودية
ظنت شادن ان ذياب هو اللي معلمه وزعلت عليه
تنهد وهو يلعب بالقلم ب هم :
لو تدرين ان علاقتنا ماعادت زي اول
يوم كنت انا وجلوي وسياف ثلاث ارواح ب جسد !
صار الواحد فينا يستثقل يسأل الثاني شلونك ؟
وكله ياشادن عشانك
/
*
\
*
/
*
\
{ في بيت سلطان الجامح || الصالة السفلية }
غمزت لدن لـ تؤامها وِهاد
هزت وهاد رأسها
وهي تلف بجسمها لأمها
وبتردد وهي تلعب بالمخدة اللي بحضنها :
يمه بسألك بس لا تعصبين
( أم ماجد أو ترف ) وهي تقصر على صوت التلفزيون :
وش عندك انتي واختك
تتغامزون لكم ساعة ؟
وهاد بسرعة وخوف من ردة فعل امها :
الحين صدق اخوي سياف متزوج وعنده بنت وكم عمرها ؟ وليش انا ماندري ومحد قال ؟ وليش هي معصبة عليه ؟
عقدت ام ماجد حاجبها بغضب
وقاطعتها لدن بسرعة :
تكفين يمه قولي لنا
والله شهرين عجز الموضوع يطلع من بالي
وزاد الطين بلة يوم سافر سياف لذعار بالشرقية عشان يجيبها
ترا مالك بنات غيرنا وتطمني يعني سرك في بير
تنهدت ام ماجد وطاري زواج سيّاف يضيق على انفاسها :
السالفة قديمة ، قديمة يابنيّاتي !
بس برجعة شادن في ليلة وضحاها
فتحت جرح قد انبرئ ، وسرّ قد اندفن
وكل خصلة شيب في رأس ابوكم
كأنها تذكره ولكن تجاهل
تجاهل السرّ اللي تركناه قبل 12 سنة
ب مكانا ذاك
بالحوش اللي جمع
عمتكم ندى وزوجها ذعار
وابوكم سلطان
وعمتكم غزل اللي مالحقتوا عليها كبار - وهمست -
وذياب ولد غزل وسياف ولدي ولما طلعوا
وتركوا السر يبقى هناك وكلموا حياتهم وكلن شاف نصيبه !
وهاد وهي ترفع حاجبها بإستغراب
من كلام امها المبهم :
تكفين يمه قدري غبائي
وتكلمي بدون ألغاز
أم ماجد بتنهيدة وهي تناظر وهاد :
يعني يايمه ، حصل موضوع قديم
موضوع مرّ عليه 12 سنة
وبعد هذا الموضوع اختفت عمتك غزل وتركت عيالها عندنا
وخذت عمتك ندى شادن لما سافر ذياب يدرس
تربيها عندها لانها امها بالرضاعة
حزتها كانت مرضعتها مع بنتها ريناد وهم صغار
وبعدها نقلت ندى للشرقية وانقطعنا
ونسينا شادن وموضوعها مع سيّاف !
- ابتسمت وهي تناظرهم -
ظنيت ان كلنا نسينا موضوع زواج شادن وسياف
ولكن يوم قالت شادن انه لهم بنت
دريت ان سياف مانسى ولا نسى شادن !
لدن وهي تحاول ان ترتب الموضوع بدماغها :
الى الآن وزوج عمتي غزل
وبنفس الوقت ابو شادن وذياب ماله دور بالقصة
هو ميت ولا مسجون ؟
ام ماجد وهي تهز رأسها بالنفي :
لا ، مازال بالكويت بس ماندري عنه ولا سأل عن عياله ولا سألنا عنه
لان عمتك غزل خذت عيالها وجت للسعودية عندنا
وهاد بصدمة :
يعني سياف متزوج شادن من قبل ١٢ سنة
لما كان عمره ١٧ سنة وعمرها ١٢ سنة
ليه زوجتوهم ؟ وبعدها فرقتوهم ؟
ولدن وهي تفكر بعمق :
وعمتي ليش انحاشت من زوجها للسعودية ؟
وليش زوجها مافكر يسأل عنهم ؟
وهاد :
وليش عمتي انحاشت من زوجها ثم منكم
ولا سال ابوي عنها
ولا عمتي ندى اللي ندري زوجها علاقاته كثيرة ويقدر يطلعها بدقايق ؟
ناظرتهم ام ماجد بخوف
وهي تملك الاجابات عن جميع اسئلتهم
ولكن تخاف من سلطان ان تعلم بناته ويذبحها
وقفت حتى تعتق نفسها من اسئلتهم :
مدري ، انا مثلكم ما اعرف الا اللي قلته لكم
توجهت لغرفة ابنها يوسف تتطمن عليه
وهي تستشنق نفس عميق
بعد ان انتهت من تحقيق بناتها
حتى القصة اللي قالتها لهم
حذفت منها كثير
حتى لو سلطان او ندى عرف ان بناتها يعرفون مايخافون من الفضيحة
لانها ماقالت لهم لبُ / اساس الموضوع .
وهاد وهي تهمس لتؤامها :
صدقتي كلام امي ؟
لدن وهي تبتسم بخبث لأختها :
كان هذا الجدار سمع ، فأنا صدقت
تفكرين باللي افكر فيه ؟
ابتسمت وهاد وهي تضرب كفها ب كف لدن :
قدام ! محد بيكشف سر شادن وسياف الا احنا
بس نستعين ب بنات اخواني ؟
لدن وهي تشهق :
ليش تبين بكرة قناة العربية CCN الأمريكية تنشر قصتنا ؟
فضيحة ذولي مايبقى ب بطنهم حكي
يكفي والله لو درى سياف ان ننّبش وراه بينتفنا
انا بس سألته عن شادن بغى يموتني بنظراته
وهاد بقهر :
بس حقيرة وراها تهين اخوي قدامنا وش مسوي لها ؟
تحمد ربها ان بنتها الهيليقة احنا عمانها
ابتسمت لدن بضحكة :
وش معنى هيليقة ؟
ضحكت وهاد وهي متوجهه لغرفتها :
مدري بس اسمع الكويتين يقولونها بمسلسلاتهم
لإني قاعدة احفظ كم سبة بالكويتي
تحسبًا للظروف الحرجة مع مرت اخونا
ضحكت لدن وهي تلحقها :
تراها كويتية مو اسبانية
متحمسة اشوفها
لما جتنا كانت متنقبة وكل مرة نزور عمتي ندى ولا تزورنا ماتجيبها ولا نشوفها
تتوقعين ترضح ترجع مع سياف ؟
لإن بعد كلامها والحقد طالع من عيونها ما اتوقع
وهاد وهي تهز كتفها بلا مبالاه :
لا تستعجلين ، الوقت كفيل يجاوبنا
/

\

في سيارة تاكسي مُتجهه من آسلام آباد ( عاصمة باكستان ) الى قرية نائية / فقيرة قريبة
تحمل سياف
اللي ربط قميصه الأبيض على جبينه من شدّة الحر وهو يهف على نفسه بالكاب وعينه على المكيف اللي يشك انه يبرد
طلع جواله من جيبه حتى يضيع الوقت
ابتسم بخلق
وهو يشوف محادثة مقرن الأخيرة بالواتس اب
ملئ جواله ب صور وفيديوات لأبنته ( غِنى )
مو كل هذا حُب ابوي هذا حب انتصار بأنه تفوق على شادن وبيكسب بنته
فتح المقطع الاخير لأنه شدّه وهو يشوف بنته ب فستان أبيض
وبيدها علم الكويت وعلى خدها اربع خطوط بالالون من احمر واخضر وابيض والاسود
ليداهمه صوت شادن بفرح استشعره بصوتها
وهي تغني وغنى تصفق بضحك طفولي :
وطني الكويت ، سلِمت للمجد
دخل صوت انثوي آخر بلهجة كويتية :
غنو ياسعودية صغيرة ماحبيتي نشيدنا الوطني ؟
شادن قلبت الكاميرا لتظهر
وغنى في حضنها وغنّت :
تاريخ يشهد بالغزو لما وقفوا ب وجهه العدو ، شيعة حضر سنة بدو - وبفخر - هذا هو الكويتي
ضحكت شادن
وهي تشوف غنى تصفق بحماس وتحرك رأسها يمين وشمال تبي شعرها يتحرك :
ياعمتي صمود انا اعرف بنتي وش تحب !
رفع سياف حاجبه بإستغراب وهو يسمع ( عمتي صمود ) يعني مصورة هذا الفيديو بالكويت ، عند عمانها
معقولة شافت ابوها ؟
هز رأسه بعدم اهتمام ، بيعرف كل شيء منها .
شدّ انتباهه بعد ماقفل جواله
تجمهر مجموعة كبيرةحول شيء ماوضح له من الزحمة
آشر لتاكسي يوقف وهو ينزل متعمد بينهم حتى يسالهم عن شادن لعل احد منهم يعرفها
نزل بعد مافك قميصه وحمله بيده ، ولبس الكاب ونزل شناطه
شاف صبي يعطيه عمر ١٦ سنة يبيع لبن ، قرب منه وهو يطلع صورة غنى :
You can speak Arabia ?
ابتسم الصبي وهو يحك شعره بخجل :
اتعلم عربي قليلا من القرآن
سيّاف :
هل تعلم هذه الطفلة اين اجد والدتها ؟
هز الصبي راسه بحماس :
اي هذه ابنة الكاهنة
فتح سياف عيونه بصدمة ورفع عيونه للصبي :
كيف يعني كاهنة ؟
الصبي :
هي تخبرنا اذا ستأتي عاصفة قريبًا او لا
حتى نحمي اغراضنا
وتعلم امور كثيرة سحرية والقرية مختلفة بأمرها البعض
يقول ان شادن ساحرة والبعض يقول انها كاهنة
قرب منه الصبي وهو يهمس بإذنه :
حتى ان لها ابنة لا نعلم من اباها ولم تخبرنا ، والبعض يضنون انها تلد طفل بلا اب
بعدّ سياف عنه بسخرية :
استغفرالله ، أين اجدها ؟
الصبي بلا مبالاه :
تجدها بحبلة المصارعة
لف سياف بصدمة لتجمهر الناس
كانوا متجمعين حول حبلة مصارعة فيها اثنين مايدري هم بنات او اولاد
ملامحهم ناعمة ولكن بهيئة صبيّان
اقترب وهو يبحث بعيونه عن امراة منقبة او متثلمة لعلها شادن
طاحت عيناه بصدمة وهو يشوف وحدة النسخ واللصق من شادن بالقرب من الحبلة تستعد لـ الدخول للحبلة
ب لون بشرة سمراء من حرقة الشمس ، وشعر بُوي وملامح خليجية اصيلة بانت بين ملامح الباكستانيات
كان يضنه ستايل ولكن انها تكون مسترجلة صدق هذا اللي مايصدقه
اقترب بغضب ولكن من الاستحالة يدخل بين هذه الزحمة
خذ ولاعته من جيبه
وهو يرميها بالحبلة
حتى بثواني اشتعلت نارًا
وتراكضوا الناس من حولها بخوف وصُراخ
وقف خلف شادن وهو يستغل ركضها
حتى مسك ذراعها بقوة وهو يدخلها اقرب دكان خلفه
ابتسم سياف بسخرية وهو يسمع شهقتها وهي تتأمل ملامحه من تحت الكاب :
يامحاسن الصدف
ماتوقعت شادن ١٪؜ تشوف سياف وفي باكستان هذا المستحيل بأم عينه :
انت وش جايبك هنا ؟
ابتسم وهو يقعد ويفتح قارورة المياه :
ليش باكستان بأسم شادن بنت خالد ؟
شادن بسخرية وهي تتكتف :
اي
ضحك وهو يمسح وجهه بالماء :
طيب مو عيب عليك ماتضيفين ابو بنتك ؟ - تحولت نبرته لحدة - بعدين وين الغطاء ؟ وش هالستايل الصبيّاني ؟ الشعر وبلعتها ، لكن ملابسك يالأخت وين انا فيه ؟
ناظرت لبسها ، في ظل كلامه
كانت لابسة بنطلون جينز أزرق
شبه واسع من تحت
وقميص رجالي مفتوح اول ثلاث ازراره
وشبشب باللون الأبيض
مثل عادة الرجال الباكستانين اللي يعترفون به انه حذاءهم اليومي
وشعرها مايلامس الا طرف أذنها
سيّاف بإشمئزاز وهو يعيد النظر فيها من فوق لتحت :
أسالك بالله انتي راضية عن نفسك ؟
المشكلة لو شفتك لحالك انتي كذا بس
كان قلت مجنونة وقضينا منها
لكن الظاهر الديرة كلها منهبلة
نص بناتهم عيال الله لا يبلانا
رفعت حاجبها وهي تآشر عليه
من فوق لتحت بطرف سبابتها بصدمة مصطنعة :
انت مستوعب وش قاعد تقول ؟
ضحكت ضحكة طويلة حقيقة
لدرجة انه لثواني شك سياف
ب انها فعلًا مجنونة بس ماعلموه
خذت شادن نفس عميق
وهي تستريح من ضحكها
وتمسح دموعها اللي تسللت على خدها من فرط ضحكها :
يالله وش هالبلوة ؟
- لفت عليه -
انت مستوعب جايني بعد 12 سنة ، 12 سنة
سرقتها من عُمري يا أخ - مطّت الكلمة بهمس - تحاسبني ؟
وتطبق علي دورك ك زوج
بس تصدق انا مو مصدومة ولا مستغربة
لانها مو اول شيء جاني منك - صرخت بحرقة والموضوع مازالت تحس بآلمه وكأنه صار امس مو قبل سنتين -
ما استغرب منك ياسياف جيتني بعد 10 سنين هاجرنب
وخذيت حقوقك الشرعية والجسدية مني بكل برود
ولما ضمنت انك اول رجل يسرق عذريتي
خذيت ثيابك وطلعت من الفندق
وتركتني اعيد سنوات غيابك !
سكت سيّاف ثواني وهو يتنهد ، اكمل بهدوء :
الحين اللي مضايقك بس
اني خليت ذياب يجيبك لي من قبل سنتين
وخذيت حقوقي منك ؟
شادن ونطقه لها بكل برود
وكأنه شيء عادي
وهو شيء دمرها نفسيًا وجسديًا ينرفزها :
ياليته هذا اللي مضايقني وبس
كان اهون على نفسي
اللي مضايقني انك جاي لأخوي ذياب
بكل برود تكذب عليه وتقوله
( جيب لي اختك شادن ، نتفاهم انا وياها وبعدها اطلقها وكلن يروح بنصيبه )
هدمت حلمي بإني برجع هنا بورقة طلاقي
والحقيقة إني رجعت هنا ب بنت من لحمك ودمك وتحمل اسمك
من اسوء ليلة في حياتي
وكأن الله رزقني ب غنى بنتي
عشان يثبت لي
اني مهما سويت وبذلت ماراح انسى ذيك الليلة السوداء ولا انساك
رفع سياف رأسه لما سكتت
وماصار يسمع الا انفاسها السريعة
ومحاولتها بأنها تقاوم
وتحافظ على اتزان حنجرتها
رفع حاجبه لما طاحت عينه بعينها
بمعنى ( كملي )
أرتكبت شادن من تشابك اعينهم
جلست على الارض الرملية وهي تلعب بالتراب :
خليتني افقد ثقتي بأخوي
وخليتني اشك انه كذب علي عشان ترضي شهواتك
سياف وهو يتكتف بإقتضاب :
وهو فعلا ماكذب عليك
ولا انا كذبت زي ما انتي متوقعه
انا كنت ناوي اقولك كلمتين واطلقك
ولكن غيرت رايي بعدين ماعد ابي اطلق
وين المشكلة ؟
قاطعته شادن
لأنه لو استمر بهذه النبرة الباردة ممكن تذبحه :
مو كافي انكم خليتوني اكره ذياب بالثانية ألف مرة
لانه رضى يكون ولي امري بزواجي عليك قبل ١٢ سنة ؟
ولانه رضى يمشي معكم في خطتكم القذرة
قاطعها سياف بإستنكار :
اي خطة قذرة ؟
شادن بسخرية :
خطة ابوك سلطان بأنه يزوجني ولده سياف
عشان لما يجي ابوي يدور عن عياله بعد ما انحاشت فيهم زوجته من الكويت للسعودية
يكون ذياب يدرس برا وبعيد عن ابوي
وانا
يكون ماله حق فيني لا بمحكمة ولا غيره
لأن سياف بن سلطان صار ولي امري - كشت على نفسها ب غبنة وهي تخرج من الدكان بغضب - والكوبة !
رفع سياف عيونه يتابعها بخوف
ينتظرها تكمل
ولكن تنفس بطمأنينة لما شاف هذا اللي تعرفه بس
والباقي من القصة مجهول لها
ابتسم وهو يتأمل رجال القرية يحاولون يخمدون الحريق ب موية
لانها اساسا حلبة بالأسم
ماكان فيها الا خيط يحاوطها فقط لفقر القرية
قاطعه صوت مرّ من جانبه
القى عليها نظرة بتفحص من تحت الى فوق
شاف هندامها مُرتب
بعكس القرية اللي حالهم يرثى له من شدة الفقر ولكن لون بشرتها الفاتحة لفت انتباه
انتبهت له وهي تأخذ حذاءها من راعي الدكان :
شو خيو بدك تأكلنا ؟
بعد سيّاف عيونه بإرتباك وهو يعيدها لخارج الدكان اللي بدون ابواب :
المعذرة ، ماكانت ادري انك عربية
جلست جمبه وهي تقيس حذاءها :
انا لاجئة سورية
حصلت عمل بالمدرسة اللي هنا واستقريت
لف عليها سيّاف بإهتمام وكأنه وجد ضآلة :
الى الآن من جيت مالقيت بنت ب شكل يليق بأنثى وما اتوقع كل هذا بسبب الفقر
الفقر ماراح يخليهم يضطرون يتخلون عن شعورهم
ابتسمت اللآجئة وهي تحاسب الراعي :
احيانا مو الفقر سبب كل شيء
ممكن العادات والتقاليد - توجهت الى الباب -
كنت مصدومة مثلك اول ماستقريت هنا
كل طالب عندي بالفصل ما ادري هو بنت او ولد ولكن اكتشفت سر اذا شفته يلعب ببراعة بالكورة عرفت انها بنت مسترجلة
واذا كان فاشل فهو ولد حقيقي
سياف بنبرة مرتفعة حتى تسمعه :
مو المفروض العكس ؟
اللآجئة :
في اي دولة مفروض العكس الا باكستان
لذلك اهلا بك في باكستان
ركض خلفها سيّاف :
وش تقصدين بالعادات ؟ اي عادة ؟
اللاجئة وهي تدخل منزلها وتغلق الباب بقوة في وجهه :
عادة باشا بوش
وانا مو قوقل تسألني عن كل شيء
كشّ سياف على بابها ب خيبة
وكأنه فقد مرشد سياحي
طلع جواله وهو يبحث عنها
ابتسم بإنتصار وكأنه اكتشف كنز من كنوز القرن الأول وهو يقرأ
( ببعض قرى افغانستان وباكستان
اي بيت مافيه ولد يجعلون اناث البيت ذكور حتى لا يلحق العار بهم )
رفع سياف حاجبه :
والله ما انت هين ياذعار
مارميتها هنا عبث رميتها حتى تربيها وتطلعها عن مية رجال ، واولهم أنا
/
*
\
*
/
*
/
{ تحت سماء عاصمة المملكة ( الرياض ) || في مكتب القاضي مقرن بن ذعار الكسار }
كان مقرن يجلس على كرسي جلدي أسود ، خلف مكتبه باللون البني المحروق
وامامه كومة ملفات سوداء
تحمل قضايا يراجعها قبل ان يحكم فيها غدًا بالمحكمة ويصدر الحكم علنًا
رفع مقرن حاجبه بإستغراب
وهو يشوف جواله الثاني اللي مخصصه لـ العائلة
يرّن !
مين بيتصل فيه ب هذا الوقت
اذا زوجته تعرف انه من المحظورات ازعاجه وهو يعمل
فصخ نظاراته العملية
وهو ماعنده وقت يضيعه بالتفكير
استغرب من الرقم اللي بدأ برمز باكستان
ولكن هذا مو رقم شادن
رد وهو يستعيذ بالله ان يكون شر اصاب شادن :
Hello
سيّاف وهو يمسح بكفه وجهه بخجل من مقرن :
هلا والله ابو ذعار ، عسى ما انت نايم ؟
مقرن وهو يتنفس بإرتياح يوم عرف صوته :
هلا والله بولد الخال
لا آمر ؟ وش موديك باكستان ؟
سياف :
وعشان كذا انا داق
ابيك تتوسط لي عند أختك المصون
تتعوذ من ابليس وتترك الهبال وتصير حرمة وترجع معي
مقرن وهو يضيق عيونه
وبنبرته الرسمية دائمًا وكانه في قاعة من قاعات المحكمة :
اولا ماتلاحظ انك اخطئت بإختيار الشخص ؟
تركت شقيقها والاقرب لها ( ذياب )
وتركت ابوي ( ذعار ) اللي بحسبة ابوها وهو ابوها بالرضاعة وشادن ماتعصي له آمر
وتركت امي ( ندى ) اللي هي امها من الرضاعة وتغليها شادن ب غلا عيونها
وتركت اخوي ( جلوي ) اللي يعرف يجيب رأس شادن لانه حليو ولسانه لطيف
وجيتني أنا ؟
قاطعه سيّاف وبإصرار :
ايه جيتك انت يامقرن وتركتهم كلهم
لان شادن تخافك
وتحسب لك ألف حساب قبل ترد لك طلب
وماتخاف من احد كثر ماتخاف منك
وموضوع رجعتها لي
والله ماراح يقدر يجبرها احد ترد لي
الا انت بعد الله !
مقرن بسخرية من ثقة سياف :
عفوا وش هذه الثقة اللي متخيلها
اني ممكن اجبر اختي على شيء تتمنى الموت ولا تتسكر عليها غرفة معك
واكرّها فيني وادمر عيشتها عشانك ؟
سكت سياف ثواني وهو يفكر بكلام مقرن
مُحق / صادق بكل كلمة يقولها
مو معناه انه وقف معه كذا مرة قدام اهله
يعني بيرضى يدمر اخته عشانه
ولكن ردِ سياف بإندفاع :
انت داري اني اقدر اخذها غصبًا عنها
وارجعها لي ولا همني واحد فيكم
ولكن ابيها ترجع برضاها وبكيفها وب علمكم
قاطعه مقرن وصبره نفذ من قلة ادب سيّاف
وكأن الدنيا فوضى :
انتبه لنبرتك ، قبل اقلب الموضوع شخصي
بيني وبينك ياسياف
تنفس سياف بعمق وهو يحاول ان يضبط صوته :
انا اقدر اطالب بنتي ب المحاكم
واكسب القضية وتموت شادن بحسرتها
ولكن خليت الموضوع بين الأهل وتجي الام مع بنتها معززة مكرمة
مقرن بهدوء وتهديد :
ونقدر نخلعك احنا بعد بالمحاكم
ماتعجزنا ياولد سلطان
عمّ الصمت لثواني طويلة بينهم
بادّر مقرن وهو يبي ينهي هذا النقاش او الاتفاق :
طريقكم مسدود
وانت من سدّه بصخرة وش كبرها
بحركتك مع شادن قبل سنتين
وفضحيتك كلن درى بها
حاول تصلح اخطائك بنفسك وابعدنا عن الشر
تنهد سياف وهو يحك دقنه :
وهذه الصخرة من كبرها كسرت ظهري
ثقيلة علي لحالي يامقرن
مقرن :
وش يثبت لي مصداقية كلامك ؟
سياف ب نبرة حماسة ولما شاف مقرن بدأ يلين :
تخير بين الشمس والقمر وابشر - بإصرار لما طال صمته - جربني يا ابو ذعار !
مقرن وهو يأشر بسبابته بوعيد وكأن سياف ينظر له :
6 شهور مالك غيرهم ياسياف
6 شهور ما ينقصها يوم ولا يزيدها
اذا انتهت وانت
وشادن مابينكم نية صُلح
العقد اللي جمعكم ب نية عقد قرآن
يفرقكم ب نية فصخه وعقد طلاق - اكمل بنبرة حادة وكأنه يحرص سياف على هذه النقطة اكثر من غيرها -
وتوقع على تنازل حضانة غنى
لـ شادن طول ماغِنى حية
وانك مو قد الأهلية بكونك أب
سياف بإستنكار مصدوم من شرط مقرن :
حتى لو تزو
قاطعه مقرن وهو يشوف ساعته :
حتى لو تزوجت شادن
بنتك مالك حق فيها ولا بحضانتها - أبتسم
لما سمع اضطراب انفاس سياف ، وهذا يدل على غضبه
يتمنى لو يشوف وجهه الآن -
هذا الكلام اللي عندنا ياولد سلطان
ولا عندنا غيره
وان وافقت كسبتني بصفك
وان رفضت نجوم السماء اقرب لك من اختي
قاطعه سيّاف بدون نفس
مو مقتنع بشرط مقرن
ولا ١٪؜ ولكن اذا كانت حاجتك بيد الكلب قل له ياسيدي :
تم
مقرن وهو يلعب بقلمه على المكتب :
اسمع لكل كلمة بقولك اياه بالحرف الواحد
اي غلطة منك بتضيعنا وبتطيح بيد الوالد - وبسخرية - وماهو من زين حظك ولا من زود محبتك عند ابوي يكتشف اني خدعت شادن عشانك .
مرت دقائق
ومقرن يلّقن سياف الخطة خطوة ، خطوة
عقد مقرن حواجبه
وهو يشوف زوجته ( رُبى )
دخلت عليه بدون ماتضرب الباب :
بالتوفيق يا ابو غنى ، واذا صار شيء بالعكس لا سمح الله
عطني خبر عشان انفذ ب جلدي من الوالد
رمى جواله على المكتب وهو يسند دقنه على كفه وبهمس حازم :
وش بغيتي يا أم ذعار ؟
تكتفت ربى بضيقة
بعد ماتأكدت من ربطة روبها الستان فوق بجامتها من نفس الطقم
وبيدها ميزان الحرارة وهي تتوجهه بهدوء اليه :
حرارة ندى بنتك 40 ، كمدتها وروشتها وعطيتها خافض ومازالت حارة
غمض مقرن عيونه بتنهيدة :
يارب اني قاضي مو ممرض - فتح عيونه وهو يضوقها حتى يرى ربى بوضوح ب ظلام مكتبه
الا من الابجورة اللي بزاوية المكتبة -
وش بيدي يعني ياربى ؟
انا ليش شهريًا ادفع راتب لسواق وكاسر ظهري ب مخالفاته ؟ عشان ينام وانا اترك شغلي
وبين مستشفى الى مستوصف




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-18, 04:05 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



اختنقت حنجرة ربى وهي ترمي الميزان على اوراقه :
صح انك قاضي مو ممرض ، بس أنك قاضي أب !
- سحبت مفاتيح سيارة السواق من على مكتبه بقوة وهي متوجهه الى الباب -
سلمني على السارق والزاني والظالم والفاسد اللي عشانهم تركت بنتي يرعاها سواق
قاطعها مقرن بحدة حتى تقف ولا تتجاهله :
خفتي على بنتك ماخفتي علي ؟ ما اتوقع انك تجهلين بالدين ، قال النبي ( من ولي القضاء فقد ذُبحَ من غير سكين ) من عظم مسوؤليته وانتي مو مقدرة هذا الشيء ؟
ربى ومافيه طاقة لأي نقاش عقيم مع مقرن :
ربي يعلم اذا انا مقدرة او مقصرة ، تصبح على خير
وقف مقرن بتنهيدة غضب بعد ما آخذ جواله
وهو يسحب المفتاح من يده بقوة وهو يرميها على مكتبه :
بحمي السيارة لين تلبسين وتنزلينها /

\

/

\

/
{ قرية من قرى باكستان النائية || بيت العائلة اللي تسكن معهم شادن وابنتها }
تحت سقف غرفة صغيرة طينية تحمل 6 بنات وشادن سابعتهم
ابتسمت وهي تمشط شعر ابنتها ( غِنى ) يستعدون للنوم
وتضحك على نكات خواتها اللي ماجمعهم دم ولا بطن واحد ولكن جمعهم حب نظيف واخوة دنيا صادقة
قاطع ضحكاتهم رنين جوال
وماكان احد يملك جوال بهذه القرية الا اشخاص معدوين على الاصابع ومنهم شادن
استغربت وهي تشوف رقم مقرن ، طلعت لحوش البيت وهي ترد :
هلا ابو ذعار
مقرن بهمس وهو يقف امام غرفة الضماد
وعينه على السرير
اللي مستلقية عليه ندى بنته وجمبها ربى تمسح على شعرها ، وبكذب :
بشريني لقيتي رحلة على السعودية ؟
رفعت شادن حاجبها :
وش رحلته ؟ ليش وش صاير ؟
مقرن بنبرة مصدومة مصطنعة :
ابوي ماقالك !
اجل وراه يقول لي تطمن على امور اختك لين توصل بالسلامة
-- بنبرة خوف كاذبة - ضفي اغراضك وبنتك ، وبسرعة الى اسلام اباد مع سياف
لين تلقين لك رحلة للسعودية او الكويت
صرخت شادن بغضب :
نعم وش دخل سياف بعد ؟
مقرن :
تتوقعين ليش بنقوله عن مكانك يعني ؟
عشان سواد عيونه ؟ عشان ترجعين معه
شادن وقلبها قرّصها من كلام مقرن ، ماتدري وش يقول ولا وش يقصد :
مقرن الله يخليك شوي شوي وعلمني كل شيء بالتفصيل
مقرن وهو يدعي الله بقلبه ان يسخر له قلب شادن وتطيعه :
وصلت ابوي اخبار وهو بيمشي لدبي
ان الإستخبارات السعودية تتجهز لدخول آمني على القرية اللي انتي فيها
مسكت شادن قلبها بخوف :
الاستخبارات السعودية شكو ب قرية ب باكستان
مقرن :
تعرفين صاحب المخدرات اللي يتعامل مع مندوبين خليجين حتى يوصل المخدرات لـ الخليج ؟
قاطعته شادن :
قد قالي ذعار بس قال ان حتى الاستخبارات الكويتية تدخلت بالموضوع
وماتدري الى الآن عن المكان الرئيسي لتصنيع مخدراتهم
همست وهي تخاف احد يسمعها :
شفيك نسيت اني اعرف العملاء الكويتين بالاستخبارات اللي هنا ؟
مقرن وهو يحاول ان يكتم ضحكته من صدمته ، ماتوقع شادن بهذه الغباء بتصدقه :
لا مانسيت
بس الاستخبارات السعودية تعمل لوحدها والكويتية لوحدها
والسعودية اكتشفت قبل وبترسل قواتها
بالتعاون مع آمن باكستان
عشان يقضون على ساس البلاء
مسكت رأسها بخوف
ممكن هذا اقسى ثاني سمعته بحياتها من بعد خبر زواجها
شلون يقولها تطلع وتخلي ناس ربت بينهم
وكلت وشربت من نفس سفرتهم
وضمها جناحهم وسقف بيتهم
يوم الكل شال يده من مسوؤليتها
بأنهم بيعيشون بخطر
وتحت ضغط حكومتين ورجل عصابة مخدرات
الخوف عليهم ، والحُب لهم
اعماها
صدقت مقرن رغم وضوح كذبته وضوح الشمس
لأن احيانًا الثقة ستار اسود على بطانة عقولنا
مثل ان ينسكر امامك كأس زجاج وانت اعمى مثل ثقتك
وتصدقينه عندما يقول لك ( امشي الآن )
هزت شادن رأسها وهي تطرد كل هذه الافكار ، وبإصرار :
انا من أهل هذه القرية ، واللي بيحصلهم بيحصل لي
مقرن بصدمة وهذا اللي مايبغاه ، بإندفاع :
انت من اهل هذه القرية
بس بنتك لا شئتي ام ابيتي بنتك سعودية
بتتوقعين السفارة السعودية
بترضى بطفلة من اراضي سعودية يسجل اسمها بحادثة القبض على صاحب تجارة مخدرات ؟
اذا انت رضيتي ، لا سياف ولا ديرتها ترضى
خذي اغراضك وبنتك وتوكلوا مع سيّاف
شادن ومازالت ترفض فكرة سياف حتى لو اقتنعت بكلام مقرن :
وليش سياف معنا وانا اقدر اهرب ب بنتي لحالي ؟
مقرن بغضب من اصرار شادن :
شادن ماعندي وقت اضيعه اكثر
انا بمستشفى وبنتي مريضة عشان اجاريك كطفلة !
انتم الى الآن ابرياء حتى تثبت ادانتكم
وبتبثتين براءتك حقيقة
لا خذيتي زوجك معك
وكملتوا مسرحية العائلة السعيدة اللي مرت بالقرية وبباكستان سياحة
سكتت شادن
وهي تحاول ان تضبط رجفة يدها من غضب مُقرن
لو تحلف ان لا أحد مثل عصبيته يزلزل اركان اي دولة قوية صامدة
وكأن الله صب غضب العالمين في شخص واحد
هزت رأسها بإيجابية وهي تسكر جوالها
دخلت وهي تشوف الجميع نام واولهم بنتها
ابتسمت وهي تطلع الشنطة بهدوء من جمب فراشها على الأرض
غيرت ملابسها بما انهم متوجهين الى اسلام اباد
ماراح تحتاج لكركتر البنت المسترجلة
سكرت شنطتها وشنطة بنتها
وكتبت رسالة وحطتها على سريرها تعتذر
شالت بنتها بهدوء
وهي تمسح على شعرها
ثم سحبت شنطتها
وهي تسكر باب البيت الهزيل خلفها بخفة حتى لا يسقط من خفته
مشت بخطوات ساكنة
الى مقر سيارتها في مدخل القرية
وهي تتأمل الشوارع الساكنة والبيوت المظلمة
فتحت باب سيارتها الخلفي وهي تركب غنى بكرسي الاطفال وبهمس :
بسم الله عليك
سكرت الباب بعد مالحفتها ببطانيتها القطنية
تيّبست عظامها وهي تشوف ب زجاج الشباك إنعكاس جسم خلفها
مافيها الجرأة الكافية تلف وتشوف
ولا فيها صبر النبي أيوب حتى تنتظر وش بيصير ؟
مدت يدها بهدوء وهي ثابته
الى الحديدة اللي ساندتها فوق الكفر
سحبتها بسرعة وهي تلف فيها عليه
كانت يده اسرع من يدها
لأنه انتبه لها من بدري وهو يرد الحديدة
ويرميها بالأرض بفزع
توقع أبسط الإيمان تشهق تصرخ
اما انها تكون مأخذة احتياطها وبتضربه
هذه من المستحيلات
نفض سيّاف الغبار من يده وهو يخزها :
اول نقطة من صالح تصرفاتك الصبيّانية
تقدرين تستثمرينها
وتحمين بنتي ب الأوقات الحرجة
فتحت باب السائق
وهي تحس بغثيان ب معدتها من قُربه
حمدت الله ان ربي لطيف فيها
والدنيا ظلمة وماتشوفه بوضوح
ولا كان خانتها معدتها وتقيأت
وقفها وهي تركب سيارتها
صوت سياف وهو يناديها :
شادن
خز بعيونه المفاتيح بين يدينها
ويرفع يده ينتظرها ترميها عليه
ركبت بلا مبالاه وهي تغلق الباب وراها
وتشغل السيارة :
ماتدل الطريق - وبإستهتار - ناوي تضيعنا من بدايتها ؟
ناقصين
مد يده بسرعة وهو يعكف يدها
اللي كانت على مدخل المفتاح بحدة :
جربي مرة ثانية تنحاشين بها
وتتجاهلين وجودي بحياتها
لا تختبرين صبري تراه مايسرك
فكت يدها بقوة من يده وبحدة امتزجت بغضب :
ولا تختبر صبري بوجودك
ولا تجرب تمد يدك علي مرة ثانية
تراه يضرك مو بس مايسرك
قاطع حرب العيون والشرار من ألسنتهم
بكاء طفلة بالخلف بخوف من اصواتهم
طفلة سخط عليها حظها وجمعها بينهم
لفوا عليها ثم عادت نظراتهم مرة ثانية لبعض بعصبية وبصوت واحد منهم
شادن : كله منك
سياف : خوفتيها
مدت يدها حتى تهدها وتهديها
اقشعر جسمها وهي تحس بيدها استقرت على يد سياف اللي سبقها حتى يسكت غنى
ابعدت يدها بسرعة حتى تستقر على الدركسون بارتباك
ربط حزام الأمان حتى ينهي هذه المهزلة
ويشغل اللمبة بالسقف لأن الدنيا كلها مُظلمة
الا من انوار السيارة الامامية ببرود
استغل انشغال شادن بالطريق
لف بعيونه بتوتر على غنى
هذه اول مرة يشوف ابنته على الطبيعية
شعور غريب عن رؤيتها بالصور
استرق النظر لشادن بخوف من ان تسمع خفقان قلبه
لوهلة حس ان باكستان كلها تسمعه
مد يده بهدوء
وهو يتحسس يد غنى الصغيرة
ماقدرت حتى تغطي اصبع يده الصغير
رفع عيناه وهو يتأمل غنى ، كانت ملامحها ماتميل لأحد منهم كثير
استند بجلسته بعد ماشافها عفست ملامحها بانزعاج من لمساته وبعفوية :
تشبه ذيّاب اكثر مني ومنك
عمّ الصمت لثواني بينهم ، ليقطعها سؤال سياف :
كم عمرها ؟
مازالت شادن محتفظة بموقفها
ومتجاهلة ان معها شخص ثاني بالسيارة وكأنها ماتسمعه
مرت دقيقتان ، ثلاث
همست وهي توقف عند اول محطة واجهتهم :
سنة و٣ شهور
/
*
\
*
/
*
\
{ بيت سلطان الجامح || في غرفة آبنه يوسف }
أبتسمت ام ماجد ب شفقة امومية
وهي تمسح طرف شفتي يوسف
بمنديل ورقي التي تلطخت ب شوكلاته الدونات
آشر يوسف ب طرف سبابته
بضحكة خجولة طفولية على الدونات :
حلوة احبها
ضحكت ام ماجد ، وهي تطلع له البوكس من جمبها
وتفتحه ب تعابير متفاجئة مصطنعة :
فيه كثير ، بس اذا صار يوسف شاطر
ويأكل ويشرب علاجاته في موعدها
اعطيه اياها كلها
استندت لدُن
على باب غرفة اخوها يوسف بإبتسامة رحمة ، في ظل احاديثه الطفولية مع امها
تأملت يوسف بملامحه الرجولية
اكثر اخوانها وسامة وجمال
ب دقنه اللي يحلق له ابوها سلطان
بكل ظهر يوم جمعة بطريقة مرتبة تزيده وسامة
او من تصفيفة شعره المرتبة
اللي تحرص ام ماجد
ان تكون اول من يستقبله لما يصحى
حتى يظهر بأجمل حُلة
ولا ينقصه عن ابناء جيله شيء
او بهندامة المُرتب
وكأنه رجل من رجال فرنسا
ب ملابسه المنسقة قطعة قطعة من تنسيق لدن ووهاد
اخواته الوحيدات وامهاته الثانيات بحنيتهم !
صح اخوها يوسف عمره 26 سنة
ولكن عقله عقل طفل لم يتجاوز 10 سنين
اقتربت لدن
وهي تجلس على ركبتها امام يوسف
ويدها على ركبته
ولا تصل حتى منتصف صدره من طوله الفارع :
خلّ الحلويات عنك لا يجيك سكر ، ونلعب انا وياك وش رأيك ؟
يوسف وهو يناظر الباب بإستغراب طفولي :
ما ابي العب معك خلاص طفشت منك
كل يوم تلعبين معي
ابي سياف يلعب معي
هو يقول انه اخوي وبيلعب كل يوم معي
أم ماجد وموضوع سياف
اللي مو راضي يتسكر في هذا البيت ؛
يخفض لها سكر ، ويرفع ضغطها ، وتسّلط مرارتها .. بإبتسامة مجاملة لأبنها :
سياف مسافر ، وبيجي ومعه مفاجاءة جديدة لك - خذت اصابع يوسف وهي تعد عليها -
بيجي ومعه بنت
تصير بنت اخوك بتلعب معها اسمها غنى ، وبيجي معه زوجته
اسمها شادن
وهي حلوة بتشتري لك العاب وبتطلع معك للحديقة كل عصر
بمُجرد ما انذكر اسم شادن
انصفق وجهه يوسف
وكأنه لا توجد ذرة دم واحد تسري في جسده ليتلطخ باللون الأصفر ، صرخ بذعر :
لا لا مانبيها
لا تجي شادن انا ما احبها هي بتذبحني
وقفت لدن بفزع وخلفها ام ماجد من انفعال يوسف المُخيف
لدن وهي ترفع حاجبها باستغراب :
انت ماتعرفها ، ولا قد شفتها شلون تدري انها ماتحبك ؟ ولا بتذبحك ؟
جاء سؤال لدن
مثل ماء بارد انسكب على يوسف
ليهدأ وكأنه فضح نفسه امامهم بانفعاله
ضربت ام ماجد كتف لدن بعتب :
خوفتيه
لا توترين ولدي ولا تكلمينه بهذه اللهجة مرة ثانية
اكيد انه حاس انها عقربة عويذ الله من شرها
حتى المسكين
اللي مايدري وين الله حاطه فيه درى بشرها
جلس يوسف ودفن رأسه في حضن امه بخوف من طاري شادن
طلع لسانه تجاه لدن حتى يقهرها :
ياصديقة العقربة
/
*
\
*
/
*
\
{ بيت عبدالله بن سلطان الجامح ( ابو ثنيان ) || غرفة أفنان & لمى بنات عبدالله }
دخلت أفنان غرفتهم بتنهيدة مُتعبة
بعد ماخلصت المطبخ بحُكم ان اليوم دورها
ناظرت دورات المياه ، ثم الساعة اللي كانت تُشير الى 9 مساءًا
الغت فكرة انها تتسبح الحين
وآجلتها للصباح قبل تروح الجامعة وتستغل وقتها الآن وتكتب مابدأت فيه بالأمس
طاحت عينها على لمى اختها المنسدحة على سريرها وبيدها جوالها :
وش هالتنهيدة مكسرة حصى ؟
أفنان وهي ترميها بمخدة سريرها الصغيرة بقهر :
مو انتِ اللي مغسلة المطبخ والمواعين
ووراك جامعة في قلعة وادرين
قاطعتها لمى :
بس بس كلنا درسنا قبلك وتخرجنا
وبعدين تراني ماسكة البيت يومين عشان عندك اختبار
وقاعدة تذلينا بغسيلك اليوم ؟
تجاهلت أفنان كلام لمى
وهي تكمل تقريرها بشغف اللي يتكلم عن ( فساد البنية التحتية للإعلام العربي )
ابتسمت ابتسامة عميقة تتضمن : انبهار ، إنجاز ، لذة التمام
وهي تحوله الى ملف PDF وتنشره على تويتر بأسم مستعار ( الكلمة سلاحي )
ضحكت أفنان
ضحكة اثارت استغراب لمى
اللي تحمدت الله وشكرته على نعمة العقل
وهي تقرأ التغريدات تحت تغريدتها
اللي ماكملت دقيقتين من نشرها
وصلت 332 منشن ، ب فضول الناس وحماسهم تجاه اسماء الشركات الفاسدة
اللي بتنشرها اذا وصل هذا التقرير اكبر عدد ممكن
استغربت أفنان وهي تشوف الخاص
مُشير بعلامة وجود رسالة جديدة !
رفعت حاجبها وهي تذكر انها مغلقة الخاص ، مين بيقدر يكلمها ؟
فتحت الرسالة بلا مبالاه
وهي متوقعة عبارات اعجاب وثناء كالعادة
ولكن خفق قلبها من فرط استنكارها
وهي تقرأ الرسالة
للمرة الألف بعد المية ان صحّ حسبتها ( تراجعي عن اللي تسوينه ، لمصلحتك ! )
ارسلت بعد دقيقتين وهي تحاول ان تضبط إتزانها
بالنهاية هذا حساب مجهول وجديد مسوية عشان يكلمها ولو يملك الجراءة اللي ضمن تهديده جاءها من حسابه الشخصي
مايستحق كل هذا التوتر :
( اذا طلعت الشمس من مغربها ، ممكن أفكر بالموضوع )
ماكملت الرسالة ثانتين من ارسالها
حتى جاءها الرد بسرعة وكأنه متوقع ردة فعلها :
( قد أعذر من أنذر
رفعت الاقلام وجفت الصحف )
فتحت عيونها على كبرها بإستنكار وهي تقرا جملته الاخيرة
مُعلن انه انتهى النقاش تمام
حست بنبرة التهديد في كلامه وان لم تسمعها
قفلت شاشة لابتوبها بقوة
وهي تحاول ان تتناسى الموضوع مو اول مرة يوصلها تهديد
ولكن ليش لأول مرة تخاف ؟
لمى وهي ترفع حاجبها من شكل اختها
وجهها اصفرّ ، وعيونها تائهه بلا دليل ، واصابعها تترجف وكأنها فتيات تتراقص الباليه :
صاير شيء ؟
هزت أفنان رأسها ب النفي
وهي متوجهه الى الحمام حتى تستحم لعله يخرج الموضوع من بالها وتلهى بنفسها
/
*
\
*
/
*
\
*
\
{ في فندق الماريوت بأسلام آباد || جناح سياف & شادن }
كان جالس سيّاف بالصالة وعيونه على الأرض بحدّة وكأنها سيفٌ / بتار لا تحمد عقبى نظراته لأي شخص الآن
ويده تستند على فكه ومُلتزم الصمت وعينه تسترق النظر لجواله مُنتظر قدوم ذياب من السعودية بعد ماتطورت الأمور مع شادن وصار وجودهم لحالهم خطر !
رفع عيونه وهو يشوفها واقفة ومعطيته ظهرها
وفي حضنها غنى وعلى أذنها جوالها
ومن حركة جسدها عرف من المُتصل ( مقرن )
ابتسم بسخرية واول شيء قابله هذا الصباح ، ان شادن اكتشفت لعبتهم
كانت لابسة طقم ليقنز وتيشيرت لنصف بطنها أسود من adidas بسليبر Pink
لأول مرة من وصل باكستان يشوفها بهذا المنظر الأنثوي
استرق السمع وهو يسمعها تكلم مقرن بسخرية ، او الاصح نبرة عتب :
كثر الله خيرك يا ابو ذعار
هذه جزاة الاحسان ؟
وماجزاء الاحسان الا الاحسان ياقاضي يامتعلم ياكبير - ضحكت بسخرية وهي تبوس خد غنى اللي تبتسم بجهل -
خذيت بحق كل ما اعتزى فيك وعدلت بين كل ولاك آمره
وماسطى سوطك وظلمك الا على اختك ؟
كلمتها الأخيرة جلدت مقرن كسوط من نار على دماغه ، لوهلة حس انه مايملك اي حرف من ابجديته حتى يقدر يرد على شادن :
عشان مصلحتك ، عشان بنتك
عشان ماتندمين بيوم على سياف ترا سيّاف يستاهل فرصة وبيجيك يوم وتشكريني
قاطعته شادن وهي بتنهي هذه المكالمة :
الا ياخوفي يجي يوم وادعي عليك يامقرن ، ولا تخاف دعوة المظلوم ولكن خاف ربك ( قاضيان بالنار وقاضي بالجنة )
سكرتّ السماعة بدون ماتنتظر اي رد منه وهي تسمع صوت جرس الجناح
رفعت حاجبها باستغراب مين بيجيهم ؟
فتحت عيونها بصدمة
وهي تشوف ذياب يسلم على سياف
هذا اللي ناقصها
ذياب وهو يلمح شادن خلف سياف :
وش صاير ؟
سياف :
الموضوع صار ماينحل بدون طرف ثالث
اختك رأسها يابس ومجنونة
و لو اقعد معها زيادة ذبحتها
اقترب ذياب من شادن وهو ياخذ غنى من حضنها :
مافيه الحمدلله على السلامة ؟
جلس ذياب وبجانبه سياف :
الحين وش تبغين بالضبط ؟
متى بتعلقين وتشوفين الامور من منظور ثاني ؟
شادن وهي تحط رجل على رجل :
وش المنظور الثاني اللي كلكم سبحان الله تبوني اشوف منه ؟
ذياب :
تبطلين تفكرين بنفسك
وتشوفين غنى انها محتاجة اب
وسياف محتاج بنته ومحتاجك
قاطعه سياف بحدّة وهو يهدد بسبابته :
اسمعي يابنت خالد
هي كلمتين ماعندي غيرها
بتصيرين حرمة وعقلك برأسك
وانا وعدتك كلها فترة نجرب ان ماكتب ربي بينا نصيب
كلن يشوفه طريقه وبنتك معك
وان رفضتي الآن دربك خضر وانسِ بنتك
لانك بنفسك مابغيتي مصلحتها ما اقدر آمنها معك
مسك ذياب يد سياف وهو ينزلها بحدة :
يدك ماتطول اختي بحضوري ولا بغيابي يابو غنى
طلع ذياب من جيبه
ثلاث تذاكر على الخطوط السعودية متوجهه الى الرياض
وهو ينقل انظاره بين سياف وشادن :
هذه تذاكرنا للسعودية اليوم
بعد المغرب الرحلة
انتم الآن بتحددون لي نتوكل على الله ونشحن الشنط
و يسهلها الله او هذه مردّها الزبالة اكرمكم الله - وقف وهو يبتسم لـ غنى اللي كانت بحضنه ، تناظرهم بجهل مُستنكرة سياف - واكرم الله
هذه العلاقة من انها تنتهي
منتهى التذاكر
شادن ب نفي وهي تعتدل ب جلستها :
وش مزعلتكم باكستان فيه ؟
خلونا هنا ، بطلوا تكتموني بالسعودية عشان تضمنون اني تحت رحمته
ابتسم سياف حتى يغيضها
وهو يستند بجلسته بكل رجولته ولا كأنه شرارة النار اللي كادت ان تؤدي بها للتهلكة :
انسي باكستان
اذا هم كانوا راضين ب الهيّاتة واللي تسوينه فهذا عهد عيال ذعار وذياب
ولكن انا ما ارضى ، وهذا عهد سياف ب سلطان
ذياب وهو يتوجهه الى البلكونة
حتى يعطيهم المساحة يتحدثون بأريحية بدون وجوده ، متجاهل استفزاز سياف :
انا بخليكم تأخذون راحتكم وتصفون حسابات قديمة
ولكن تأكدوا لعبة مقرن ومهلته انتهت
والآن هذه لعبتي ماعندكم الا هذه النصف ساعة
شادن وهي تناظر الأرض بهدوء :
لو قبل 12 سنة
انكشفت لك اوراق المستقبل وايش بيصير فيني بتوافق على هذه الزيجة ؟
ذياب ابتسم :
بكون مصرّ اكثر
/

\

/

\
{ تحت سماء عاصمة فرنسا ( باريس ) || في جامعة المدرسة العليا للأساتذة ENS }
دخل كسار بن عبدالله الجامح بهدوء مبتسم ابتسامة عملية كلية طلاب البكالوريس
بعد ماطلع من مبنى كليته لطلاب الماجستير
كان بجانبه ( مشعل )
طالب كيمياء بكالوريس ، يصير اخو صديق كسار
ووصاه على كسار
بما انه مايعرف احد ب باريس
ابتسم مشعل وهو يدخل الحديقة الخلفية للجامعة :
هنا دائمًا بتحصلنا موجودين انا وقروبي
اذا مالقيتني ماراح يقصرون
هز كسار رأسه :
قلنا انك وصيّ علي ، بس عاد بطل رسمية
احسني متوتر يكفي البدلة
ضحك مشعل وهو يفسخ نظارته الشمسية :
احد يلبس بدلة رسمية في جامعة ؟
هذه اول غلط حاول تتفاداه اول ماتبلش بدوامك
كسار وهو يفتح الزر بمنتصف جاكيت بدلته
قاطعه ؛ دخولهم بين اصحاب مشعل
عقد كسار حاجبيه بإستنكار
وهو يسمع الصوت اللي ألزمه الصمت
كانت بنت بآول العشرينات
ب فستان قطني كاجول الى منتصف ساقها ب لون رمادي
وعلى خصرها تربط قميص كاروهات أحمر
وكوتش أبيض
بعد ما انتهى كسار من النظرة التفحصية ابتسم بسخرية وهو يشوفها تلبس نظارة شمسية
غطت نصف وجهها
وبيدها كوب قهوتها الباردة
وهي تقفل كتاب زميلها ( ناصر ) بجانبها بملل :
المراجعة قبل الاختبار
تلخبط معلوماتك
سولف معي أفضل لك
مشعل وهو يرمي كتبه على الطاولة بإستغراب :
ريناد لا يكون لاحسة الكتاب ؟
ضحكت ريناد وهي تتأمل الشخص الجديد ب جانب مشعل :
مالحقت على القرعة ؟
كنت محتارة اي مادة ما اذاكرها
ووقع الاختيار على كيمياء اللانثانيدات والأكتنيدات
مشعل باستنكار استهتار ريناد :
ولكن هذا فاينل
بتحملين المادة وانتِ على وجه تخرج
ريناد وهي تفصخ نظاراتها ببرود
وتمرّق كسار بتفحص :
ومن قالك اني ابي ارجع السعودية ؟
جلس كسار بجانب مشعل
وهو يتفحص القروب المكون من بنتين
وولدين هو ثالثهم بسخرية ردًا على ريناد :
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا
ريناد وهي تستند بحدة ظاهرية
والفرح بالحقيقة يمزقها انها لقت احد تنشغل فيه بدل اصحابها اللي يذاكرون :
جايب لنا احد من الـ م.ش.ن ؟
مشعل بخجل ان يفهم كسار معنى الاختصار ، غمز لريناد :
بطلي هبال ، هذا صاحبي طالب بالماجستير بغيت اعرفكم عليه
وقفت صديقتها ( رغد ) بلا مبالاه لهذه الضجة :
باقي 3 دقائق ، وتتوزع الاوراق
قاموا كلهم بإستعجال وبيدينهم اوراقهم يراجعون مراجعة سريعة
باستثناء ريناد على نفس جلستها ، وهي ترمي على رغد بوسة :
بالتوفيق حبايبي
وقف ناصر باستغراب :
ماراح تدخلين على الاقل ؟
ريناد بإبتسامة مصطنعة :
كنت ، ولكن هونت مو عيب عندنا ضيف وادخل اختبر واخليه ؟
عقد كسار حاجبيه بعد مافضت الطاولة الخشبية الا من ريناد :
وش حادك تقعدين بفرنسا ؟ اصدقاءك ؟ اللي محد فكر فيك
ريناد بمقاطعة ، وكلمته عن اصدقاءها جرحتها انهم مهمشينها :
عندهم اختبار ، طبيعي بيختبرون
كسار :
كان يمديهم يسوون زيك ويقعدون
ولكن رجحوا كفة مستقبلهم لما كنتي في الكفة الثانية
وانتي وزنتي كفة اصدقاءك لما وزنتيها بمستقبلك
ريناد وقفت بحدّة ، واول نقطة تكرها بالطرف الثاني ( انه ينصحها ) فكيف بواحد مثل كسار :
مالك دخل ، اذا كاسرة خاطرك لهذه الدرجة ادخل اختبر عني !
وقف كسار بتحدّي وهو يمد كفه :
عطيني بطاقتك الجامعية
فتحت ريناد عيونها بصدمة :
نعم ؟
كسار تأفف بملل وهو يتخصر :
مازلت انتظر يا آنسة
طلعت ريناد بطاقتها من محفظتها بتردد
وهي تحطها بيد كسارّ
نفضت ان كسار يقدر يختبر عنها
ولكن فضولها يجبرها تشوف آخرها معه
كسار ب حماس وهو يدخل البطاقة في جيت بدلته السواء :
وين القاك فيه ؟
\

/

\

/

\
{ في بيت عبدالله بن سلطان الجامح || في صالة الجلوس }
على كنبات صالة الجلوس البيج ، وكراسي مُفردة تركوازية ومخدات صغيرة ب لون كموني ، رمادي ، ابيض
كان يجلس عبدالله بن سلطان ( أبو ثنيان ) بنظارة القراءة وهو يقرأ في جواله ، رسائل الواتساب
داهمه رنين جواله ب إتصال من اخوه حاتم
عبدالله وهو يجيب الأتصال :
حيا الله أبو وصال
حاتم بغضب وهو يركب سيارته :
الله يحيك يا ابو ثنيان ، ولا يحي افنان
عقد عبدالله حاجبه :
شفيك على بنتي ؟
حاتم وهو يرمي رأسه على الدركسون :
يا اخوي انت عايش بالربع الخالي ؟ ماعندك أنترنت تشوف اسم بنتك ؟
انفلتت اعصاب عبدالله من مقدمات حاتم
يعرف حاتم المُتصف بالحلم والصبر
اكيد ماعصبه الا الشديد القوي :
لا ترفع ضغطي علمني وش صار وش مسوية افنان ؟
تنهد حاتم وهو يشغل سيارته :
انا بطريقي لبيتي
صعبة اكلمك برسل لك التغريدة على الواتساب
سكر عبدالله وهو على اعصابه ، رفع رأسه لـ لمى اللي تناظره باستغراب :
روحي نادي لي اختك - صرخ - بسرعة
فزت لمى وهي تركض على الدرج ، اولا من صوت عمه اللي تسمعه من خلف السماعة
ثانيًا من شكل ابوها المرهق وهو مابعد سمع الخبر
همست وهي تتعدى درجتين وتمشي درجة :
الله يستر منك وعليك يا أفنان
طلعت أفنان من غرفتهم متوجهه الى المطبخ ، وعلى وجهها ملامح النوم
بعد ماصحت من قليلولة الظهر
وهي تشوف جوالها اللي ماينتهي الاتصال الاول حتى يداهمه الاتصال الثاني من الكل :
وش صاير بالدنيا ؟
لا يكون اعرست وانا ما ادري ؟ ولا كسار طاحت فيه الطيارة ؟
كنت حاسة الله يرحمه
قاطع تبرير لمى
صرخة عبدالله وهو يصعد الدرج :
أفناااان
فزعت أفنان من صرخة أبوها
لأول مرة يصرخ عليها حتى ملامح النوم هربت من وجها من فرط خوفها من أبوها
عبدالله وهو يرمي جواله في حضنها بقهر :
انا على آخر عمري ، يتشهر ب اسمي وسمعتي وبنتي ؟
رفعت افنان جواله ابوها وهي مستغربة ، اي تشهير ؟ وش صار ؟
فتحت عيونها بصدمة وهي تنقلها بين ابوها ، ولمى ، والجوال
قرئت نص التغريدة
وكل قطرة دم في جسدها اعلنت انسحابها
من العمل ، ليشحب لونها
كل نبضات قلبها
شدّت الرحال مهاجرة حتى اصبحت قبائل تتعارك على هيئة خفقان من يخرج اول
كل القوانين والنظريات الفيزيائية لم تكون سبب كافي ليتزن جسدها
كان نص التغريدة ، من نفس الحساب المجهول اللي هددّها بالامس :
( الشخصية المحاربة للمجتمع ، وللاعلام
ولنشر الفتنة والفساد بين اصحاب العمل والشركات الكبرى
هي خلية فاسدة نشئت من طالبة جامعية ، صاحبة حساب ( الكلمة سلاحي ) :
أفنان عبدالله سلطان الجامح )
رجف صوتها وهي تأشر على الصورة :
والله العظيم مو نفس اللي هو يقوله
صرخ عبدالله بقهر
وام ثنيان ماسكته بخوف لا يتجرئ ويمد يده عليها :
وش بعد هالمسخرة مسخرة ؟
سعيت لحلمك اكثر من سعيك له عشان تتخصين اعلام
سايرّتك بكل خطوة وبكل بحث عشان ما تقولين ابوي سبب فشلي
ليش قلبتي الطاولة علي حتى كسرتيها على ظهري ؟
صرخت أفنان ب بحة باكية :
والله انا مو كذا
انا اكتب تقارير تكشف الصورة السيئة اللي يصير خلف الشاشات لا أكثر
عبدالله بغضب بعد ان اشتطّ لأن صراخها اللي قلل من احترامه آثاره :
اذا انتِ طفلة ماتعرفين تقدرين الامور لا تقبلين على امور اكبر منك !
هذا قضية سياسية واعلامية وتشهيرية يجرجرونك فيها ولا متابع ولا معجب بينفعك لا ضاع شبابك بسبب تفاهاتك
ام ثنيان بغضب من تبرير ابنتها التافه :
محد طلب منك تصلحين هذا العالم
خلِ كل فاسد بفساده دام شرّه بيضرك
صراخهم كان نتيجة سلبية لخوف افنان ، وخلها تنفعل وهي تصرخ بحدة حتى تضبط نفسها لا تبكي :
اللي بيضرني ان لي ام واب مو هامهم وش آثار هذا الاعلام اللي يدس السم بالعسل
ويدمر ابناءهم ووطنهم المهم سمعة الناس لا اكثر
لف عبدالله على لمى بحدة :
تجيبين جوالها ، ولاب توبها وتحطينها بغرفتي
لف عبدالله للدرج من خلفه
وقاطع تهديده صوت ثنيان خلفه ووجهه يفيض غضبًا بلون احمر طال حتى بؤبؤة عيناه :
يبه طعني قبل تقول شيء مايقدم ولا يأخر
اسم بنتك صار ترند بالسعودية بثواني والكل بدا يطلع له لسان ويبي محاكمتها قانونيا حتى تكون عبرة لمن لا يعتبر ، ان بغيت تربيها طعني !
\

/

\

/

\
{ جامعة المدرسة العليا للأساتذة ENS || في الحديقة الخلفية }
ضربت ريناد الارض ب رجلها بتوتر وهي تفصخ خلخالها
اللي زاد توترها من صوته وهو يقرع صداه على مسامعها
الى الآن مرت ساعة ونصف وما للشخص الغريب اي حس
رفعت رأسها بصدمة وهي تتذكر انها حتى اسمه ماتدري وش هو
كيف بكل غباء تعطيه بطاقتها الجامعية وهي ترمي عليه بالحكي كل شوي
لو كان رجل سيء وانتقم منها بطريقته وهي غبية سايرته ؟
ندبت حظها بعد ماخنقتها العبرة ، كلامه صح ولا احد من اصدقاءها فكر فيها او اصر عليها تختبر كلهم نفسي نفسي
والحين ضيعت مستقبلها ، وحياتها من اول خطوة تركوها فيها اصدقاءها
قاطع ظنونها السوداء ، بنت سمراء وقفت عند رأسها وبيدها ظرف بني وبلكنة بريطانية :
You Renad ?
ريناد وهي تهز رأسها ب إي وبالها مو معها
مدت لها الظرف بلا مبالاه وهي تكمل طريقها
خذت ريناد الظرف بإستغراب
وهي تقرا عليه بالعربي ( توجهي للقاعة وانتي تحفظين )
شقت الظرف وهي متأكدة ١٠٠٪؜ انه هو ( الشخص الغريب ) ولكن وش احفظ ؟
فتحت عيونها بصدمة وهي تتلفت يمين ويسار خوفًا من احد يشوفها
كان اسئلة الاختبار النهائي ب تاريخ اليوم وأسم المادة والدكتور ومحلولة بعد !
ركضت للقاعة وهي تحفظ كل سؤال تطيح عينها عليها ( درجته عالية ) حتى يمديها تعدّي المادة
رمت الاسئلة في الزبالة وهي تشوف الدكتور واقف عند الباب وبجانبه كسار وهو يبحث بعيونه في الساحة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-18, 04:05 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



اختنقت حنجرة ربى وهي ترمي الميزان على اوراقه :
صح انك قاضي مو ممرض ، بس أنك قاضي أب !
- سحبت مفاتيح سيارة السواق من على مكتبه بقوة وهي متوجهه الى الباب -
سلمني على السارق والزاني والظالم والفاسد اللي عشانهم تركت بنتي يرعاها سواق
قاطعها مقرن بحدة حتى تقف ولا تتجاهله :
خفتي على بنتك ماخفتي علي ؟ ما اتوقع انك تجهلين بالدين ، قال النبي ( من ولي القضاء فقد ذُبحَ من غير سكين ) من عظم مسوؤليته وانتي مو مقدرة هذا الشيء ؟
ربى ومافيه طاقة لأي نقاش عقيم مع مقرن :
ربي يعلم اذا انا مقدرة او مقصرة ، تصبح على خير
وقف مقرن بتنهيدة غضب بعد ما آخذ جواله
وهو يسحب المفتاح من يده بقوة وهو يرميها على مكتبه :
بحمي السيارة لين تلبسين وتنزلينها /

\

/

\

/
{ قرية من قرى باكستان النائية || بيت العائلة اللي تسكن معهم شادن وابنتها }
تحت سقف غرفة صغيرة طينية تحمل 6 بنات وشادن سابعتهم
ابتسمت وهي تمشط شعر ابنتها ( غِنى ) يستعدون للنوم
وتضحك على نكات خواتها اللي ماجمعهم دم ولا بطن واحد ولكن جمعهم حب نظيف واخوة دنيا صادقة
قاطع ضحكاتهم رنين جوال
وماكان احد يملك جوال بهذه القرية الا اشخاص معدوين على الاصابع ومنهم شادن
استغربت وهي تشوف رقم مقرن ، طلعت لحوش البيت وهي ترد :
هلا ابو ذعار
مقرن بهمس وهو يقف امام غرفة الضماد
وعينه على السرير
اللي مستلقية عليه ندى بنته وجمبها ربى تمسح على شعرها ، وبكذب :
بشريني لقيتي رحلة على السعودية ؟
رفعت شادن حاجبها :
وش رحلته ؟ ليش وش صاير ؟
مقرن بنبرة مصدومة مصطنعة :
ابوي ماقالك !
اجل وراه يقول لي تطمن على امور اختك لين توصل بالسلامة
-- بنبرة خوف كاذبة - ضفي اغراضك وبنتك ، وبسرعة الى اسلام اباد مع سياف
لين تلقين لك رحلة للسعودية او الكويت
صرخت شادن بغضب :
نعم وش دخل سياف بعد ؟
مقرن :
تتوقعين ليش بنقوله عن مكانك يعني ؟
عشان سواد عيونه ؟ عشان ترجعين معه
شادن وقلبها قرّصها من كلام مقرن ، ماتدري وش يقول ولا وش يقصد :
مقرن الله يخليك شوي شوي وعلمني كل شيء بالتفصيل
مقرن وهو يدعي الله بقلبه ان يسخر له قلب شادن وتطيعه :
وصلت ابوي اخبار وهو بيمشي لدبي
ان الإستخبارات السعودية تتجهز لدخول آمني على القرية اللي انتي فيها
مسكت شادن قلبها بخوف :
الاستخبارات السعودية شكو ب قرية ب باكستان
مقرن :
تعرفين صاحب المخدرات اللي يتعامل مع مندوبين خليجين حتى يوصل المخدرات لـ الخليج ؟
قاطعته شادن :
قد قالي ذعار بس قال ان حتى الاستخبارات الكويتية تدخلت بالموضوع
وماتدري الى الآن عن المكان الرئيسي لتصنيع مخدراتهم
همست وهي تخاف احد يسمعها :
شفيك نسيت اني اعرف العملاء الكويتين بالاستخبارات اللي هنا ؟
مقرن وهو يحاول ان يكتم ضحكته من صدمته ، ماتوقع شادن بهذه الغباء بتصدقه :
لا مانسيت
بس الاستخبارات السعودية تعمل لوحدها والكويتية لوحدها
والسعودية اكتشفت قبل وبترسل قواتها
بالتعاون مع آمن باكستان
عشان يقضون على ساس البلاء
مسكت رأسها بخوف
ممكن هذا اقسى ثاني سمعته بحياتها من بعد خبر زواجها
شلون يقولها تطلع وتخلي ناس ربت بينهم
وكلت وشربت من نفس سفرتهم
وضمها جناحهم وسقف بيتهم
يوم الكل شال يده من مسوؤليتها
بأنهم بيعيشون بخطر
وتحت ضغط حكومتين ورجل عصابة مخدرات
الخوف عليهم ، والحُب لهم
اعماها
صدقت مقرن رغم وضوح كذبته وضوح الشمس
لأن احيانًا الثقة ستار اسود على بطانة عقولنا
مثل ان ينسكر امامك كأس زجاج وانت اعمى مثل ثقتك
وتصدقينه عندما يقول لك ( امشي الآن )
هزت شادن رأسها وهي تطرد كل هذه الافكار ، وبإصرار :
انا من أهل هذه القرية ، واللي بيحصلهم بيحصل لي
مقرن بصدمة وهذا اللي مايبغاه ، بإندفاع :
انت من اهل هذه القرية
بس بنتك لا شئتي ام ابيتي بنتك سعودية
بتتوقعين السفارة السعودية
بترضى بطفلة من اراضي سعودية يسجل اسمها بحادثة القبض على صاحب تجارة مخدرات ؟
اذا انت رضيتي ، لا سياف ولا ديرتها ترضى
خذي اغراضك وبنتك وتوكلوا مع سيّاف
شادن ومازالت ترفض فكرة سياف حتى لو اقتنعت بكلام مقرن :
وليش سياف معنا وانا اقدر اهرب ب بنتي لحالي ؟
مقرن بغضب من اصرار شادن :
شادن ماعندي وقت اضيعه اكثر
انا بمستشفى وبنتي مريضة عشان اجاريك كطفلة !
انتم الى الآن ابرياء حتى تثبت ادانتكم
وبتبثتين براءتك حقيقة
لا خذيتي زوجك معك
وكملتوا مسرحية العائلة السعيدة اللي مرت بالقرية وبباكستان سياحة
سكتت شادن
وهي تحاول ان تضبط رجفة يدها من غضب مُقرن
لو تحلف ان لا أحد مثل عصبيته يزلزل اركان اي دولة قوية صامدة
وكأن الله صب غضب العالمين في شخص واحد
هزت رأسها بإيجابية وهي تسكر جوالها
دخلت وهي تشوف الجميع نام واولهم بنتها
ابتسمت وهي تطلع الشنطة بهدوء من جمب فراشها على الأرض
غيرت ملابسها بما انهم متوجهين الى اسلام اباد
ماراح تحتاج لكركتر البنت المسترجلة
سكرت شنطتها وشنطة بنتها
وكتبت رسالة وحطتها على سريرها تعتذر
شالت بنتها بهدوء
وهي تمسح على شعرها
ثم سحبت شنطتها
وهي تسكر باب البيت الهزيل خلفها بخفة حتى لا يسقط من خفته
مشت بخطوات ساكنة
الى مقر سيارتها في مدخل القرية
وهي تتأمل الشوارع الساكنة والبيوت المظلمة
فتحت باب سيارتها الخلفي وهي تركب غنى بكرسي الاطفال وبهمس :
بسم الله عليك
سكرت الباب بعد مالحفتها ببطانيتها القطنية
تيّبست عظامها وهي تشوف ب زجاج الشباك إنعكاس جسم خلفها
مافيها الجرأة الكافية تلف وتشوف
ولا فيها صبر النبي أيوب حتى تنتظر وش بيصير ؟
مدت يدها بهدوء وهي ثابته
الى الحديدة اللي ساندتها فوق الكفر
سحبتها بسرعة وهي تلف فيها عليه
كانت يده اسرع من يدها
لأنه انتبه لها من بدري وهو يرد الحديدة
ويرميها بالأرض بفزع
توقع أبسط الإيمان تشهق تصرخ
اما انها تكون مأخذة احتياطها وبتضربه
هذه من المستحيلات
نفض سيّاف الغبار من يده وهو يخزها :
اول نقطة من صالح تصرفاتك الصبيّانية
تقدرين تستثمرينها
وتحمين بنتي ب الأوقات الحرجة
فتحت باب السائق
وهي تحس بغثيان ب معدتها من قُربه
حمدت الله ان ربي لطيف فيها
والدنيا ظلمة وماتشوفه بوضوح
ولا كان خانتها معدتها وتقيأت
وقفها وهي تركب سيارتها
صوت سياف وهو يناديها :
شادن
خز بعيونه المفاتيح بين يدينها
ويرفع يده ينتظرها ترميها عليه
ركبت بلا مبالاه وهي تغلق الباب وراها
وتشغل السيارة :
ماتدل الطريق - وبإستهتار - ناوي تضيعنا من بدايتها ؟
ناقصين
مد يده بسرعة وهو يعكف يدها
اللي كانت على مدخل المفتاح بحدة :
جربي مرة ثانية تنحاشين بها
وتتجاهلين وجودي بحياتها
لا تختبرين صبري تراه مايسرك
فكت يدها بقوة من يده وبحدة امتزجت بغضب :
ولا تختبر صبري بوجودك
ولا تجرب تمد يدك علي مرة ثانية
تراه يضرك مو بس مايسرك
قاطع حرب العيون والشرار من ألسنتهم
بكاء طفلة بالخلف بخوف من اصواتهم
طفلة سخط عليها حظها وجمعها بينهم
لفوا عليها ثم عادت نظراتهم مرة ثانية لبعض بعصبية وبصوت واحد منهم
شادن : كله منك
سياف : خوفتيها
مدت يدها حتى تهدها وتهديها
اقشعر جسمها وهي تحس بيدها استقرت على يد سياف اللي سبقها حتى يسكت غنى
ابعدت يدها بسرعة حتى تستقر على الدركسون بارتباك
ربط حزام الأمان حتى ينهي هذه المهزلة
ويشغل اللمبة بالسقف لأن الدنيا كلها مُظلمة
الا من انوار السيارة الامامية ببرود
استغل انشغال شادن بالطريق
لف بعيونه بتوتر على غنى
هذه اول مرة يشوف ابنته على الطبيعية
شعور غريب عن رؤيتها بالصور
استرق النظر لشادن بخوف من ان تسمع خفقان قلبه
لوهلة حس ان باكستان كلها تسمعه
مد يده بهدوء
وهو يتحسس يد غنى الصغيرة
ماقدرت حتى تغطي اصبع يده الصغير
رفع عيناه وهو يتأمل غنى ، كانت ملامحها ماتميل لأحد منهم كثير
استند بجلسته بعد ماشافها عفست ملامحها بانزعاج من لمساته وبعفوية :
تشبه ذيّاب اكثر مني ومنك
عمّ الصمت لثواني بينهم ، ليقطعها سؤال سياف :
كم عمرها ؟
مازالت شادن محتفظة بموقفها
ومتجاهلة ان معها شخص ثاني بالسيارة وكأنها ماتسمعه
مرت دقيقتان ، ثلاث
همست وهي توقف عند اول محطة واجهتهم :
سنة و٣ شهور
/
*
\
*
/
*
\
{ بيت سلطان الجامح || في غرفة آبنه يوسف }
أبتسمت ام ماجد ب شفقة امومية
وهي تمسح طرف شفتي يوسف
بمنديل ورقي التي تلطخت ب شوكلاته الدونات
آشر يوسف ب طرف سبابته
بضحكة خجولة طفولية على الدونات :
حلوة احبها
ضحكت ام ماجد ، وهي تطلع له البوكس من جمبها
وتفتحه ب تعابير متفاجئة مصطنعة :
فيه كثير ، بس اذا صار يوسف شاطر
ويأكل ويشرب علاجاته في موعدها
اعطيه اياها كلها
استندت لدُن
على باب غرفة اخوها يوسف بإبتسامة رحمة ، في ظل احاديثه الطفولية مع امها
تأملت يوسف بملامحه الرجولية
اكثر اخوانها وسامة وجمال
ب دقنه اللي يحلق له ابوها سلطان
بكل ظهر يوم جمعة بطريقة مرتبة تزيده وسامة
او من تصفيفة شعره المرتبة
اللي تحرص ام ماجد
ان تكون اول من يستقبله لما يصحى
حتى يظهر بأجمل حُلة
ولا ينقصه عن ابناء جيله شيء
او بهندامة المُرتب
وكأنه رجل من رجال فرنسا
ب ملابسه المنسقة قطعة قطعة من تنسيق لدن ووهاد
اخواته الوحيدات وامهاته الثانيات بحنيتهم !
صح اخوها يوسف عمره 26 سنة
ولكن عقله عقل طفل لم يتجاوز 10 سنين
اقتربت لدن
وهي تجلس على ركبتها امام يوسف
ويدها على ركبته
ولا تصل حتى منتصف صدره من طوله الفارع :
خلّ الحلويات عنك لا يجيك سكر ، ونلعب انا وياك وش رأيك ؟
يوسف وهو يناظر الباب بإستغراب طفولي :
ما ابي العب معك خلاص طفشت منك
كل يوم تلعبين معي
ابي سياف يلعب معي
هو يقول انه اخوي وبيلعب كل يوم معي
أم ماجد وموضوع سياف
اللي مو راضي يتسكر في هذا البيت ؛
يخفض لها سكر ، ويرفع ضغطها ، وتسّلط مرارتها .. بإبتسامة مجاملة لأبنها :
سياف مسافر ، وبيجي ومعه مفاجاءة جديدة لك - خذت اصابع يوسف وهي تعد عليها -
بيجي ومعه بنت
تصير بنت اخوك بتلعب معها اسمها غنى ، وبيجي معه زوجته
اسمها شادن
وهي حلوة بتشتري لك العاب وبتطلع معك للحديقة كل عصر
بمُجرد ما انذكر اسم شادن
انصفق وجهه يوسف
وكأنه لا توجد ذرة دم واحد تسري في جسده ليتلطخ باللون الأصفر ، صرخ بذعر :
لا لا مانبيها
لا تجي شادن انا ما احبها هي بتذبحني
وقفت لدن بفزع وخلفها ام ماجد من انفعال يوسف المُخيف
لدن وهي ترفع حاجبها باستغراب :
انت ماتعرفها ، ولا قد شفتها شلون تدري انها ماتحبك ؟ ولا بتذبحك ؟
جاء سؤال لدن
مثل ماء بارد انسكب على يوسف
ليهدأ وكأنه فضح نفسه امامهم بانفعاله
ضربت ام ماجد كتف لدن بعتب :
خوفتيه
لا توترين ولدي ولا تكلمينه بهذه اللهجة مرة ثانية
اكيد انه حاس انها عقربة عويذ الله من شرها
حتى المسكين
اللي مايدري وين الله حاطه فيه درى بشرها
جلس يوسف ودفن رأسه في حضن امه بخوف من طاري شادن
طلع لسانه تجاه لدن حتى يقهرها :
ياصديقة العقربة
/
*
\
*
/
*
\
{ بيت عبدالله بن سلطان الجامح ( ابو ثنيان ) || غرفة أفنان & لمى بنات عبدالله }
دخلت أفنان غرفتهم بتنهيدة مُتعبة
بعد ماخلصت المطبخ بحُكم ان اليوم دورها
ناظرت دورات المياه ، ثم الساعة اللي كانت تُشير الى 9 مساءًا
الغت فكرة انها تتسبح الحين
وآجلتها للصباح قبل تروح الجامعة وتستغل وقتها الآن وتكتب مابدأت فيه بالأمس
طاحت عينها على لمى اختها المنسدحة على سريرها وبيدها جوالها :
وش هالتنهيدة مكسرة حصى ؟
أفنان وهي ترميها بمخدة سريرها الصغيرة بقهر :
مو انتِ اللي مغسلة المطبخ والمواعين
ووراك جامعة في قلعة وادرين
قاطعتها لمى :
بس بس كلنا درسنا قبلك وتخرجنا
وبعدين تراني ماسكة البيت يومين عشان عندك اختبار
وقاعدة تذلينا بغسيلك اليوم ؟
تجاهلت أفنان كلام لمى
وهي تكمل تقريرها بشغف اللي يتكلم عن ( فساد البنية التحتية للإعلام العربي )
ابتسمت ابتسامة عميقة تتضمن : انبهار ، إنجاز ، لذة التمام
وهي تحوله الى ملف PDF وتنشره على تويتر بأسم مستعار ( الكلمة سلاحي )
ضحكت أفنان
ضحكة اثارت استغراب لمى
اللي تحمدت الله وشكرته على نعمة العقل
وهي تقرأ التغريدات تحت تغريدتها
اللي ماكملت دقيقتين من نشرها
وصلت 332 منشن ، ب فضول الناس وحماسهم تجاه اسماء الشركات الفاسدة
اللي بتنشرها اذا وصل هذا التقرير اكبر عدد ممكن
استغربت أفنان وهي تشوف الخاص
مُشير بعلامة وجود رسالة جديدة !
رفعت حاجبها وهي تذكر انها مغلقة الخاص ، مين بيقدر يكلمها ؟
فتحت الرسالة بلا مبالاه
وهي متوقعة عبارات اعجاب وثناء كالعادة
ولكن خفق قلبها من فرط استنكارها
وهي تقرأ الرسالة
للمرة الألف بعد المية ان صحّ حسبتها ( تراجعي عن اللي تسوينه ، لمصلحتك ! )
ارسلت بعد دقيقتين وهي تحاول ان تضبط إتزانها
بالنهاية هذا حساب مجهول وجديد مسوية عشان يكلمها ولو يملك الجراءة اللي ضمن تهديده جاءها من حسابه الشخصي
مايستحق كل هذا التوتر :
( اذا طلعت الشمس من مغربها ، ممكن أفكر بالموضوع )
ماكملت الرسالة ثانتين من ارسالها
حتى جاءها الرد بسرعة وكأنه متوقع ردة فعلها :
( قد أعذر من أنذر
رفعت الاقلام وجفت الصحف )
فتحت عيونها على كبرها بإستنكار وهي تقرا جملته الاخيرة
مُعلن انه انتهى النقاش تمام
حست بنبرة التهديد في كلامه وان لم تسمعها
قفلت شاشة لابتوبها بقوة
وهي تحاول ان تتناسى الموضوع مو اول مرة يوصلها تهديد
ولكن ليش لأول مرة تخاف ؟
لمى وهي ترفع حاجبها من شكل اختها
وجهها اصفرّ ، وعيونها تائهه بلا دليل ، واصابعها تترجف وكأنها فتيات تتراقص الباليه :
صاير شيء ؟
هزت أفنان رأسها ب النفي
وهي متوجهه الى الحمام حتى تستحم لعله يخرج الموضوع من بالها وتلهى بنفسها
/
*
\
*
/
*
\
*
\
{ في فندق الماريوت بأسلام آباد || جناح سياف & شادن }
كان جالس سيّاف بالصالة وعيونه على الأرض بحدّة وكأنها سيفٌ / بتار لا تحمد عقبى نظراته لأي شخص الآن
ويده تستند على فكه ومُلتزم الصمت وعينه تسترق النظر لجواله مُنتظر قدوم ذياب من السعودية بعد ماتطورت الأمور مع شادن وصار وجودهم لحالهم خطر !
رفع عيونه وهو يشوفها واقفة ومعطيته ظهرها
وفي حضنها غنى وعلى أذنها جوالها
ومن حركة جسدها عرف من المُتصل ( مقرن )
ابتسم بسخرية واول شيء قابله هذا الصباح ، ان شادن اكتشفت لعبتهم
كانت لابسة طقم ليقنز وتيشيرت لنصف بطنها أسود من adidas بسليبر Pink
لأول مرة من وصل باكستان يشوفها بهذا المنظر الأنثوي
استرق السمع وهو يسمعها تكلم مقرن بسخرية ، او الاصح نبرة عتب :
كثر الله خيرك يا ابو ذعار
هذه جزاة الاحسان ؟
وماجزاء الاحسان الا الاحسان ياقاضي يامتعلم ياكبير - ضحكت بسخرية وهي تبوس خد غنى اللي تبتسم بجهل -
خذيت بحق كل ما اعتزى فيك وعدلت بين كل ولاك آمره
وماسطى سوطك وظلمك الا على اختك ؟
كلمتها الأخيرة جلدت مقرن كسوط من نار على دماغه ، لوهلة حس انه مايملك اي حرف من ابجديته حتى يقدر يرد على شادن :
عشان مصلحتك ، عشان بنتك
عشان ماتندمين بيوم على سياف ترا سيّاف يستاهل فرصة وبيجيك يوم وتشكريني
قاطعته شادن وهي بتنهي هذه المكالمة :
الا ياخوفي يجي يوم وادعي عليك يامقرن ، ولا تخاف دعوة المظلوم ولكن خاف ربك ( قاضيان بالنار وقاضي بالجنة )
سكرتّ السماعة بدون ماتنتظر اي رد منه وهي تسمع صوت جرس الجناح
رفعت حاجبها باستغراب مين بيجيهم ؟
فتحت عيونها بصدمة
وهي تشوف ذياب يسلم على سياف
هذا اللي ناقصها
ذياب وهو يلمح شادن خلف سياف :
وش صاير ؟
سياف :
الموضوع صار ماينحل بدون طرف ثالث
اختك رأسها يابس ومجنونة
و لو اقعد معها زيادة ذبحتها
اقترب ذياب من شادن وهو ياخذ غنى من حضنها :
مافيه الحمدلله على السلامة ؟
جلس ذياب وبجانبه سياف :
الحين وش تبغين بالضبط ؟
متى بتعلقين وتشوفين الامور من منظور ثاني ؟
شادن وهي تحط رجل على رجل :
وش المنظور الثاني اللي كلكم سبحان الله تبوني اشوف منه ؟
ذياب :
تبطلين تفكرين بنفسك
وتشوفين غنى انها محتاجة اب
وسياف محتاج بنته ومحتاجك
قاطعه سياف بحدّة وهو يهدد بسبابته :
اسمعي يابنت خالد
هي كلمتين ماعندي غيرها
بتصيرين حرمة وعقلك برأسك
وانا وعدتك كلها فترة نجرب ان ماكتب ربي بينا نصيب
كلن يشوفه طريقه وبنتك معك
وان رفضتي الآن دربك خضر وانسِ بنتك
لانك بنفسك مابغيتي مصلحتها ما اقدر آمنها معك
مسك ذياب يد سياف وهو ينزلها بحدة :
يدك ماتطول اختي بحضوري ولا بغيابي يابو غنى
طلع ذياب من جيبه
ثلاث تذاكر على الخطوط السعودية متوجهه الى الرياض
وهو ينقل انظاره بين سياف وشادن :
هذه تذاكرنا للسعودية اليوم
بعد المغرب الرحلة
انتم الآن بتحددون لي نتوكل على الله ونشحن الشنط
و يسهلها الله او هذه مردّها الزبالة اكرمكم الله - وقف وهو يبتسم لـ غنى اللي كانت بحضنه ، تناظرهم بجهل مُستنكرة سياف - واكرم الله
هذه العلاقة من انها تنتهي
منتهى التذاكر
شادن ب نفي وهي تعتدل ب جلستها :
وش مزعلتكم باكستان فيه ؟
خلونا هنا ، بطلوا تكتموني بالسعودية عشان تضمنون اني تحت رحمته
ابتسم سياف حتى يغيضها
وهو يستند بجلسته بكل رجولته ولا كأنه شرارة النار اللي كادت ان تؤدي بها للتهلكة :
انسي باكستان
اذا هم كانوا راضين ب الهيّاتة واللي تسوينه فهذا عهد عيال ذعار وذياب
ولكن انا ما ارضى ، وهذا عهد سياف ب سلطان
ذياب وهو يتوجهه الى البلكونة
حتى يعطيهم المساحة يتحدثون بأريحية بدون وجوده ، متجاهل استفزاز سياف :
انا بخليكم تأخذون راحتكم وتصفون حسابات قديمة
ولكن تأكدوا لعبة مقرن ومهلته انتهت
والآن هذه لعبتي ماعندكم الا هذه النصف ساعة
شادن وهي تناظر الأرض بهدوء :
لو قبل 12 سنة
انكشفت لك اوراق المستقبل وايش بيصير فيني بتوافق على هذه الزيجة ؟
ذياب ابتسم :
بكون مصرّ اكثر
/

\

/

\
{ تحت سماء عاصمة فرنسا ( باريس ) || في جامعة المدرسة العليا للأساتذة ENS }
دخل كسار بن عبدالله الجامح بهدوء مبتسم ابتسامة عملية كلية طلاب البكالوريس
بعد ماطلع من مبنى كليته لطلاب الماجستير
كان بجانبه ( مشعل )
طالب كيمياء بكالوريس ، يصير اخو صديق كسار
ووصاه على كسار
بما انه مايعرف احد ب باريس
ابتسم مشعل وهو يدخل الحديقة الخلفية للجامعة :
هنا دائمًا بتحصلنا موجودين انا وقروبي
اذا مالقيتني ماراح يقصرون
هز كسار رأسه :
قلنا انك وصيّ علي ، بس عاد بطل رسمية
احسني متوتر يكفي البدلة
ضحك مشعل وهو يفسخ نظارته الشمسية :
احد يلبس بدلة رسمية في جامعة ؟
هذه اول غلط حاول تتفاداه اول ماتبلش بدوامك
كسار وهو يفتح الزر بمنتصف جاكيت بدلته
قاطعه ؛ دخولهم بين اصحاب مشعل
عقد كسار حاجبيه بإستنكار
وهو يسمع الصوت اللي ألزمه الصمت
كانت بنت بآول العشرينات
ب فستان قطني كاجول الى منتصف ساقها ب لون رمادي
وعلى خصرها تربط قميص كاروهات أحمر
وكوتش أبيض
بعد ما انتهى كسار من النظرة التفحصية ابتسم بسخرية وهو يشوفها تلبس نظارة شمسية
غطت نصف وجهها
وبيدها كوب قهوتها الباردة
وهي تقفل كتاب زميلها ( ناصر ) بجانبها بملل :
المراجعة قبل الاختبار
تلخبط معلوماتك
سولف معي أفضل لك
مشعل وهو يرمي كتبه على الطاولة بإستغراب :
ريناد لا يكون لاحسة الكتاب ؟
ضحكت ريناد وهي تتأمل الشخص الجديد ب جانب مشعل :
مالحقت على القرعة ؟
كنت محتارة اي مادة ما اذاكرها
ووقع الاختيار على كيمياء اللانثانيدات والأكتنيدات
مشعل باستنكار استهتار ريناد :
ولكن هذا فاينل
بتحملين المادة وانتِ على وجه تخرج
ريناد وهي تفصخ نظاراتها ببرود
وتمرّق كسار بتفحص :
ومن قالك اني ابي ارجع السعودية ؟
جلس كسار بجانب مشعل
وهو يتفحص القروب المكون من بنتين
وولدين هو ثالثهم بسخرية ردًا على ريناد :
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا
ريناد وهي تستند بحدة ظاهرية
والفرح بالحقيقة يمزقها انها لقت احد تنشغل فيه بدل اصحابها اللي يذاكرون :
جايب لنا احد من الـ م.ش.ن ؟
مشعل بخجل ان يفهم كسار معنى الاختصار ، غمز لريناد :
بطلي هبال ، هذا صاحبي طالب بالماجستير بغيت اعرفكم عليه
وقفت صديقتها ( رغد ) بلا مبالاه لهذه الضجة :
باقي 3 دقائق ، وتتوزع الاوراق
قاموا كلهم بإستعجال وبيدينهم اوراقهم يراجعون مراجعة سريعة
باستثناء ريناد على نفس جلستها ، وهي ترمي على رغد بوسة :
بالتوفيق حبايبي
وقف ناصر باستغراب :
ماراح تدخلين على الاقل ؟
ريناد بإبتسامة مصطنعة :
كنت ، ولكن هونت مو عيب عندنا ضيف وادخل اختبر واخليه ؟
عقد كسار حاجبيه بعد مافضت الطاولة الخشبية الا من ريناد :
وش حادك تقعدين بفرنسا ؟ اصدقاءك ؟ اللي محد فكر فيك
ريناد بمقاطعة ، وكلمته عن اصدقاءها جرحتها انهم مهمشينها :
عندهم اختبار ، طبيعي بيختبرون
كسار :
كان يمديهم يسوون زيك ويقعدون
ولكن رجحوا كفة مستقبلهم لما كنتي في الكفة الثانية
وانتي وزنتي كفة اصدقاءك لما وزنتيها بمستقبلك
ريناد وقفت بحدّة ، واول نقطة تكرها بالطرف الثاني ( انه ينصحها ) فكيف بواحد مثل كسار :
مالك دخل ، اذا كاسرة خاطرك لهذه الدرجة ادخل اختبر عني !
وقف كسار بتحدّي وهو يمد كفه :
عطيني بطاقتك الجامعية
فتحت ريناد عيونها بصدمة :
نعم ؟
كسار تأفف بملل وهو يتخصر :
مازلت انتظر يا آنسة
طلعت ريناد بطاقتها من محفظتها بتردد
وهي تحطها بيد كسارّ
نفضت ان كسار يقدر يختبر عنها
ولكن فضولها يجبرها تشوف آخرها معه
كسار ب حماس وهو يدخل البطاقة في جيت بدلته السواء :
وين القاك فيه ؟
\

/

\

/

\
{ في بيت عبدالله بن سلطان الجامح || في صالة الجلوس }
على كنبات صالة الجلوس البيج ، وكراسي مُفردة تركوازية ومخدات صغيرة ب لون كموني ، رمادي ، ابيض
كان يجلس عبدالله بن سلطان ( أبو ثنيان ) بنظارة القراءة وهو يقرأ في جواله ، رسائل الواتساب
داهمه رنين جواله ب إتصال من اخوه حاتم
عبدالله وهو يجيب الأتصال :
حيا الله أبو وصال
حاتم بغضب وهو يركب سيارته :
الله يحيك يا ابو ثنيان ، ولا يحي افنان
عقد عبدالله حاجبه :
شفيك على بنتي ؟
حاتم وهو يرمي رأسه على الدركسون :
يا اخوي انت عايش بالربع الخالي ؟ ماعندك أنترنت تشوف اسم بنتك ؟
انفلتت اعصاب عبدالله من مقدمات حاتم
يعرف حاتم المُتصف بالحلم والصبر
اكيد ماعصبه الا الشديد القوي :
لا ترفع ضغطي علمني وش صار وش مسوية افنان ؟
تنهد حاتم وهو يشغل سيارته :
انا بطريقي لبيتي
صعبة اكلمك برسل لك التغريدة على الواتساب
سكر عبدالله وهو على اعصابه ، رفع رأسه لـ لمى اللي تناظره باستغراب :
روحي نادي لي اختك - صرخ - بسرعة
فزت لمى وهي تركض على الدرج ، اولا من صوت عمه اللي تسمعه من خلف السماعة
ثانيًا من شكل ابوها المرهق وهو مابعد سمع الخبر
همست وهي تتعدى درجتين وتمشي درجة :
الله يستر منك وعليك يا أفنان
طلعت أفنان من غرفتهم متوجهه الى المطبخ ، وعلى وجهها ملامح النوم
بعد ماصحت من قليلولة الظهر
وهي تشوف جوالها اللي ماينتهي الاتصال الاول حتى يداهمه الاتصال الثاني من الكل :
وش صاير بالدنيا ؟
لا يكون اعرست وانا ما ادري ؟ ولا كسار طاحت فيه الطيارة ؟
كنت حاسة الله يرحمه
قاطع تبرير لمى
صرخة عبدالله وهو يصعد الدرج :
أفناااان
فزعت أفنان من صرخة أبوها
لأول مرة يصرخ عليها حتى ملامح النوم هربت من وجها من فرط خوفها من أبوها
عبدالله وهو يرمي جواله في حضنها بقهر :
انا على آخر عمري ، يتشهر ب اسمي وسمعتي وبنتي ؟
رفعت افنان جواله ابوها وهي مستغربة ، اي تشهير ؟ وش صار ؟
فتحت عيونها بصدمة وهي تنقلها بين ابوها ، ولمى ، والجوال
قرئت نص التغريدة
وكل قطرة دم في جسدها اعلنت انسحابها
من العمل ، ليشحب لونها
كل نبضات قلبها
شدّت الرحال مهاجرة حتى اصبحت قبائل تتعارك على هيئة خفقان من يخرج اول
كل القوانين والنظريات الفيزيائية لم تكون سبب كافي ليتزن جسدها
كان نص التغريدة ، من نفس الحساب المجهول اللي هددّها بالامس :
( الشخصية المحاربة للمجتمع ، وللاعلام
ولنشر الفتنة والفساد بين اصحاب العمل والشركات الكبرى
هي خلية فاسدة نشئت من طالبة جامعية ، صاحبة حساب ( الكلمة سلاحي ) :
أفنان عبدالله سلطان الجامح )
رجف صوتها وهي تأشر على الصورة :
والله العظيم مو نفس اللي هو يقوله
صرخ عبدالله بقهر
وام ثنيان ماسكته بخوف لا يتجرئ ويمد يده عليها :
وش بعد هالمسخرة مسخرة ؟
سعيت لحلمك اكثر من سعيك له عشان تتخصين اعلام
سايرّتك بكل خطوة وبكل بحث عشان ما تقولين ابوي سبب فشلي
ليش قلبتي الطاولة علي حتى كسرتيها على ظهري ؟
صرخت أفنان ب بحة باكية :
والله انا مو كذا
انا اكتب تقارير تكشف الصورة السيئة اللي يصير خلف الشاشات لا أكثر
عبدالله بغضب بعد ان اشتطّ لأن صراخها اللي قلل من احترامه آثاره :
اذا انتِ طفلة ماتعرفين تقدرين الامور لا تقبلين على امور اكبر منك !
هذا قضية سياسية واعلامية وتشهيرية يجرجرونك فيها ولا متابع ولا معجب بينفعك لا ضاع شبابك بسبب تفاهاتك
ام ثنيان بغضب من تبرير ابنتها التافه :
محد طلب منك تصلحين هذا العالم
خلِ كل فاسد بفساده دام شرّه بيضرك
صراخهم كان نتيجة سلبية لخوف افنان ، وخلها تنفعل وهي تصرخ بحدة حتى تضبط نفسها لا تبكي :
اللي بيضرني ان لي ام واب مو هامهم وش آثار هذا الاعلام اللي يدس السم بالعسل
ويدمر ابناءهم ووطنهم المهم سمعة الناس لا اكثر
لف عبدالله على لمى بحدة :
تجيبين جوالها ، ولاب توبها وتحطينها بغرفتي
لف عبدالله للدرج من خلفه
وقاطع تهديده صوت ثنيان خلفه ووجهه يفيض غضبًا بلون احمر طال حتى بؤبؤة عيناه :
يبه طعني قبل تقول شيء مايقدم ولا يأخر
اسم بنتك صار ترند بالسعودية بثواني والكل بدا يطلع له لسان ويبي محاكمتها قانونيا حتى تكون عبرة لمن لا يعتبر ، ان بغيت تربيها طعني !
\

/

\

/

\
{ جامعة المدرسة العليا للأساتذة ENS || في الحديقة الخلفية }
ضربت ريناد الارض ب رجلها بتوتر وهي تفصخ خلخالها
اللي زاد توترها من صوته وهو يقرع صداه على مسامعها
الى الآن مرت ساعة ونصف وما للشخص الغريب اي حس
رفعت رأسها بصدمة وهي تتذكر انها حتى اسمه ماتدري وش هو
كيف بكل غباء تعطيه بطاقتها الجامعية وهي ترمي عليه بالحكي كل شوي
لو كان رجل سيء وانتقم منها بطريقته وهي غبية سايرته ؟
ندبت حظها بعد ماخنقتها العبرة ، كلامه صح ولا احد من اصدقاءها فكر فيها او اصر عليها تختبر كلهم نفسي نفسي
والحين ضيعت مستقبلها ، وحياتها من اول خطوة تركوها فيها اصدقاءها
قاطع ظنونها السوداء ، بنت سمراء وقفت عند رأسها وبيدها ظرف بني وبلكنة بريطانية :
You Renad ?
ريناد وهي تهز رأسها ب إي وبالها مو معها
مدت لها الظرف بلا مبالاه وهي تكمل طريقها
خذت ريناد الظرف بإستغراب
وهي تقرا عليه بالعربي ( توجهي للقاعة وانتي تحفظين )
شقت الظرف وهي متأكدة ١٠٠٪؜ انه هو ( الشخص الغريب ) ولكن وش احفظ ؟
فتحت عيونها بصدمة وهي تتلفت يمين ويسار خوفًا من احد يشوفها
كان اسئلة الاختبار النهائي ب تاريخ اليوم وأسم المادة والدكتور ومحلولة بعد !
ركضت للقاعة وهي تحفظ كل سؤال تطيح عينها عليها ( درجته عالية ) حتى يمديها تعدّي المادة
رمت الاسئلة في الزبالة وهي تشوف الدكتور واقف عند الباب وبجانبه كسار وهو يبحث بعيونه في الساحة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 01:25 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رفعت حاجبها بتوتر وهي تشوف الدكتور يبحث عنها
لأنه هز رأسها وهو يشوفها
كسار وهو يخاطبه باللغة الفرنسية :
هذه هي
اتمنى اني اديت الامانة على اكمل وجه
ابتسم الدكتور وهو يصافحه :
شكرا لك
ريناد من الطلبة المتمزين في الفصل
واستغربت عدم حضورها للاختبار
كسار وهو يغمز لها :
اتمنى ان تكون بصحة جيدة ، الى اللقاء
ريناد وهي تهمس :
وش سويت ؟ وين بطاقتي ؟
الدكتور بإمتنان وهو يودع كسار :
اتمنى ان تشكريه ياريناد انه فتى مهذب
رأى بطاقتك الجامعية بعد الحادث
واتى حتى يسلمها خشية ان تحتاجينها
اتفهم تأخيرك عن الاختبار
تفضلي قبل ان ينتهي الوقت لم يتبقى الا ساعة ونصف
ضربت كتف كسار بتنبيه
وهي تدخل خلف الدكتور :
لا تروح لين تعلمني وش سويت
ضرب كسار تحية عسكرية بإستهزاء :
حاضر سيدي ).
مسكت ريناد رأسها
وهي تذكر كل هذا بثواني معدودات
بعد ماطلعت من الاختبار
دورت كسار لمدة ساعة الا ربع
مترت الجامعة رايح جاي وللاسف
مالقته وكأنه فص ملح وذاب
ولكن المصيبة والادهى والآمر
وهي تشوف سيارتها الصدام ( من الامام )
معدوم كليًا !
ومحجوزة بالجامعة
لأنه اعلنوا عنها مرتين
بسبب ان السيارة ترّن تلقائيا من الصدمة
ومحد قدم بلاغ ان السيارة له
درّت ان مافيه غيره يتجرئ يسويها ، ولا وش الفايدة من بطاقتها ؟
ونظام المواقف مخصصة للطلبة والاساتذة فقط
وكل موقف تقدم بطاقتك الجامعية قبل
وهو استغلها عشان يعرف مكان سيارتها
صرخت ريناد ببكاء وهي تضرب رجلها بالأرض
ماهمها ان يشوفها احد :
الله ياخذك ياحقير
/

\

/

\

{ في جناح من أجنحة الماريوت آسلام آباد }
راقب سياف بعيونه ذياب ان دخل البلكونة
وقف وهو يجلس على الطاولة
مقابل شادن بهدوء وهي يعد من ظ، الى ظ،ظ والعكس حتى يضبط نفسه
جلس قدامها
وهو يسند كوعه
على مقدمة ركبته وكفه تحت دقنه
وهو يرمقها بنظراته بهمس :
أسمعك وش يرضيك وترجعين ؟
كتمت شادن انفاسها
وهي تلصق جسدها بالكرسي بقوة حتى ماتلامسها انفاسه القريبة :
اللي يرضيني مايرضيك
وانا مايرضيني الا عقوبة قانونية
وللاسف - بسخرية - مافيه اي دولة عربية
تجرّم الاغتصاب الزوجي
سياف تنهد :
لا حول لا قوة الا بالله ، صرت مغتصب بعد ؟
وقف سياف وهو يأخذ المصحف
من مكتبة التلفزيون
ويجلس امامها تحت انظارها بصدمة
حط يده على المصحف
وهو يدري ان هذا آخر حل يفلح فيه مع شادن
ان يجعل ( الله ) وسيط بينها وبينه :
اقسم بمن احل القسم
ومن رفع سبع سماوات وبسط الارض
ومن روحي بيده ؛ اني ابيك انتي
ما ابي بنتي ولا ابي افرض رأيي
- ببّحة وهو يرمقها بحدة -
طخِي ياشادن طخي اتعبتيني
كلها يومين ولكن شيبتي رأسي فيها
انتي ماتخافين الله فيني ؟
رفعت شادن عيونها بذهول وهي تسمعه
رمشت ثلاث مرات متتالية
بتتأكد اللي قدامها حقيقة او مشهد مُسرب من مسلسل رومنسي
حفظه سياف عشان يطبقه عليها ؟
سكتت وكأن الحروف سرقت من حنجرتها
مالكلام سياف ردّ
اكمل سياف متجاهل صمتها :
شادن ماطلبت منك الا 6 شهور تشوفيني فيني اذا اناسبك ولا كلنّ في نصيبه
ماطلبت منك الا حقي ان تكون عائلتي معي
مزعلتك سالفة قبل سنتين ؟ مزعلك اني مأخذ حق من حقوقي الشرعية ؟
ما خذيتي من هذا الموضوع حسنة - ابتسم وهو يناظر ذياب اللي معطيه ظهره وفي حضنه غنى وبيدها جواله - ربي رزقك غنى ؟
قاطعته شادن وماتبيه يضغط على نقطة ضعفها وهي بنتها :
شلون تبيني آمن نفسي عندك بعد ماسويته امس وهو اللي وصلنا لهذا الحال ؟
سيّاف بغضب وهو يتذكر وش صار امس عند المحطة :
واقفة بين ظ£ظ ظ عامل ويده تلمس يدك واسكت ؟ شايفتني ديوث ؟
يكون بعلمك من الآن هذا كل اللي يصير بتنسينه
ولا هو راضيني ولكن انتظرك من نفسك تتركينه
رفعت شادن حاجبها :
بدينا ؟
سيّاف ابتسم وهو يلتقط المغزى من كلامها :
بدينا ؟ يعني اقول السكوت علامة رضا ؟
شادن باحراج وهي تندب حظها اللي خلها تقتنع :
ان وافقت فهو عشان بنتي
و اخواني عشان اثبت لهم كيف مخدوعين فيك
والظاهر ذياب اكتشفك قبلي - ابتسمت بسخرية -
وش وصل علاقتك انت وذياب لهذه المرحلة من القطاعة ؟
انا ممكن بعيدة عنكم ، بس مو عميانة
وقف سيّاف وهو يأخذ التذاكر متوجه الى ذياب بتوتر من سؤال شادن ولكن تظاهر بالصلابة والبرود :
عشان مصلحتك اعفيني من هالإجابة
اجابته ماتكسر الا انتي - ابتسم بعيارة - وانا ما ارضى على حلالي بالذّلة
سبّق ذياب سياف وهو يدخل مبتسم وعيونه على التذاكر بيد سياف :
لا يكون جاي ترميها بوجهي ؟
ترا الرسول يقول الهدية لا تُرد ولا تهدُى
ضحك سياف وهو يدخل غرفة النوم :
بدري عليك ياولد خالد ارد شيء ببلاش
جهز السيارة
لف ذياب عليها بهمس :
ودي اصدق انك وافقتي بسهولة لوجه الله
ضحكت شادن من قلب على ذياب اللي يلقط الفكرة وهي طائرة ، مسكت بطنها :
انا جوعانة ماتريقت
ابتسم بحب وهو فهم منها شيئين الاول انها رضت عنه وصدقته
الثاني انها تصرف الموضوع :
يخسى الجوع لا درى انك اخت ذياب /

\

/

/
{ بيت عبدالله بن سلطان || في مجلس الرجال }
وقف عبدالله وهو يلتقط المغزى من كلام ثنيان
طلع وهو يصرخ بأسم افنان
لقاهم بالصالة يهدؤن افنان اللي تصرخ باكية
وتهدد ثنيان اللي بيقلب راس ابوها
لف على أفنان بتهديد :
كم باقي لها سنة على التخرج ؟
ام ثنيان بخوف من سؤاله :
هذه اخر سنة
أبتسم عبدالله :
هما ابوك يضرك ؟
انا اوريك شلون بضرك واكسر ظهرك
تروحين بكرة مع امك وتسحبين ملفك من الجامعة
‏لف ثنيان رأسه
حتى لا يرى ردة فعل أفنان
تحت شهقة لمى وأم ثنيان وصمت أفنان
كان هدوء ماقبل العاصفة اللي بتنتشل عبدلله وثنيان
قريبًا من مطارحهم لتيار ( أقدار الأيام )
‏حبس أنفاسه حتى لا تخرج تنهيدته
يدري بإن شوره على أبوه خطأ
‏تذكر قبل ثواني معدودة
بكلمتين أقنع أبوه
ولكن الحقيقة ماكانت كلمتين تصنعهم أو رتبهم من قبل
وبمعنى أصح كان يفضفض لأبوه
‏ولأنه طلع من القلب إلى القلب أقنع أبوه (‏(
‏جلس ثنيان مقابل ابوه بسؤال هو يعرف إجابته :
‏تتوقع اللي نشر اسمها بينشره وبيوقف ؟
‏ضحك عبدالله بسخرية
وهو يصفق كفوفه ببعضها : ‏
وش بعد أسمها يردف أسمي من فضيحة يقدر يسويها ؟
‏هز ثنيان رأسه بالنفي
وهو يحلل الموقف بديهيًا : ‏
لا يايبه هذا واضح بينتقم
‏نشر اسمها وهذه خطوة البداية
أما وش يقدر يسوي ؟
اللي وصل لإسمها وهي متخبية بأسم مستعار
مو صعبة علي يوصل لأشياء أقذر
وباين له بنتك صيدة سهلة
وشفت بنتك قبل شوي ؟
ماعندها نية تتوب ولا تعتذر
ناوية بتطولها يعني غن يالليل ما أطولك
عم الصمت ثواني
يحبس عبدالله فيه أنفاسه
وهو يستعيذ من الشيطان : ‏
إن الذين إذ أصابتهم مصيبة قالوا
إنا لله وإنا اليه لا راجعون
سند ثنيان يديه على ركبته
وهو يتنهد بقل صبر :
ولله يايبه بالدوام ان وجهي انقص
والشباب يسالوني هذه اختي ؟
شفت ناس لاول مرة بحياتي
ادري انهم معي بالدوام
لما دروا انه اختي الكل صار يعرفني فجاءة
‏قاطعه عبدالله وكلام ثنيان مايهديه
‏بل يشعل النار حطب :
‏اخلص علي وش اسوي ؟
لا ترفع ضغطي ب ذا الكلام
‏ثنيان وهو يفكر بعمق :
‏مو تخصصها اللي وصلها هذه المهزلة ؟
‏والحيّة ماتنقص من ذيلها يايبه
الحية تنقص من ساسها حتى ينتهي سمّها
وقف عبدالله وهو يلتقط المغزى من كلام آبنه البكر
أن لا فايدة بالعقاب والعذاب
دام أنها مازالت بتخصصها
خرج بخطوات كل وحدة تسبق أختها حتى يوصل لـ أفنان )
‏ ولكن هي من أجبرته وجابته لنفسها ب نفسها
طرت على باله آية
‏وهو يلقي بالذنب على أفنان
أنها هي سبب مشكلتها
قالها بهدوء وعيونه بالأرض :
‏ ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت )
‏ضحكت أفنان من هول الصدمة ضحكة شاردة :
‏كمل الآية ؟
ولا تأخذ منها ما يعجبك ؟
( بما كسبت لا ظلم اليوم )
‏وانتم ما ظلمتوني وبس انتم بتضيعون مستقبلي
‏أبتسم ثنيان ومن داخله يحترق من حرقتها :
‏هذه ضربية العلم
أفنان صرخت وعيناها أحمرت
وكأن دم جسدها تجمع فيها
حتى يتحرر من جفنيها على هيئة دموع :
هذه ضربية كلام الناس
‏أنتم حتى ما فتحتوا حسابي تشوفونه
سمعتوا طراطيش الحكي ويالله يا أفنان أفصلي
- بتحدي وهي تمسح دموعها بطرف كمها -
أجل جربني ب ضريبة الجهل بفشلك أكثر
أقترب ثنيان وهو مستعد
ليشلع خد أفنان من ضربة كفه بحرّة
أنها صادقة فعلا
ما يدري وش مهببة
ولكن كلام دوامه
هو من حده يشوش راسه أبوه ‏ولكن كان يد أبوه أسرع وأقوى
لتمسكه بحدّة :
‏ثنيان مالك كلمة ولا يد على أخواتك
وأنا حي ولا ميت
‏ناظر ابوه بقهر
ثم توجهه طالع من البيت
بعد مارمقه ابوه ب نظرة
خلته يكره نفسه لأنه حط عينه ب عينه بدون اي احترام
وبنفس الوقت مايطيق الآن
اي بيت او هواء تشاركه فيه أفنان
حتى مايذبحها ويترك قبرها
معلم سياحي لكل مذنب لا يعتبر !
/

\

/

\
{ في بيت حاتم بن سلطان الجامح || في غرفة التلفزيون }
كانت رنا ( زوجة حاتم )
جالسة قدام التلفزيون وبيدها الريميوت
تقلب بين القنوات ب ملل
وهي تنتظر حاتم يوصل من دوامه
وامامه طاولة رخامية تحمل صينية قهوة وحلا كعادة حاتم يوصل من الدوام ويتهقوى
وينام واذا صحى يكون غداءه وعشاءه واحد
اقتربت شذى الابنة الثانية لحاتم
وبيدها جوالها بصدمة :
يمه شفتي افنان بنت عمي عبدالله ؟
لفت رنا بصدمة وهي تشوف ملابس شذى :
انتي من جيتي من المدرسة ماغيرتي مريولك ؟
ماهان عليك على الاقل
تفصخين شرابك ترمينها بالغسيل
شذى بملل :
وسؤالي طيب وش صار عليه ؟
جنى اصغر بنت لحاتم
ذات السبع سنوات بإستهزاء :
ارميه بالغسالة مع مريولك ياوصخة
اعتدلت وصال اول ابنة لحاتم
بحماس وهي مازالت بعبايتها
لأنها توها توصل من جامعتها :
انا دريت صديقاتي سألوني
اذا اعرفها انصدمت ماتوقعت
كنت اتابعها على عماي
اعتدلت رنا بجلستها والفضول يداعبها :
وش مسوية بنت عمكم ؟
شذى بحماس :
تخيلي كان عندها حساب بتويتر
كل يومين كذا تنزل تغريدة
تفضح اشخاص من ساحة الإعلام
اما يستقبلون رشاوي
ولا اي شيء قذر يسوونه تفضحهم هي
واليوم جاء واحد فضحها بأسمها
رنا باستغراب :
طيب وش فيها ؟
قاطع حديثهم دخول حاتم
وهو يخلع قبعة بدلته ب تعب
من حرارة الشمس :
السلام عليكم
جنى وهي تقلد خواتها ببلاه
وماتدري وش يقصدون :
وعليكم السلام يا عم الفضيحة
فتحت رنا عيونها بخوف :
جنى عيب وش هالكلام تقولينه لابوك
جنى بعصبية :
صح بابا نسيت انا مو شذى
عشان اقدر اقولك اي شيء بدون ماتهاوشني
عقد حاتم حاجبيه
وهو يأخذ فنجانه من يد رنا :
انتي من علمك هذا الكلام ؟
جنى وهي تآشر على وصال :
وصال دائمًا تقوله
لف على وصال اللي كانت تغمز لجنى بتهديد
تنهد وهو ماله خلقهم الآن
طاحت عينه على شذى
اللي وقفت متوجهه الى غرفتها حتى تغير ملابسها
بعد ماكاد ان يصيب عين امها شلل
من كثر ماغمزت لها حتى تقوم
نزل حاتم رأسه وقلبه ينقبض
كل ما شاف شذى تواجهه صعوبة في المشي
بسبب عرج قدمها ، وبهمس :
جعل يدي تكسر
شدّت رنا يدها بقوة على كفه ب نظرة معاتبة وبهمس
وهي تسمع هذه الدعوة من زوجها
من 13 سنة كل مالمحت عينه شذى :
بسم الله عليك !
تنهد حاتم بضيق وهو يشعر الرياض تستقر على جهازه التنفسي تمنعه يتنفس بأريحية
ونفسه انسدت من احداث اليوم
بدايتها بالمجرم الالكتروني اللي شيّب راسه ، ثم افنان ، ثم كلام بناته وشذى
رغم انه يشوف بكل يوم منذ ظ،ظ£ سنة
بهذه الحالة الا ان الآلم كل يوم يتجدد
وكأنه عضلة من عضلات قلبه
مايقدر يتخلى عنها ؛ لو انها كانت مميتة !
وقف وهو يفتح اول زرين من بدلته متوجهه الى غرفة نومه :
لا تصحوني على العشاء ، خلوني اشبع نوم
وقفت جنى وبيدها ايباده وبنعاس من فرط نشاطها بالأبتدائية :
بابا عادي اجي انام معك ؟
ابتسم حاتم بحنية أبّ
يقاوم كل ملذات الدنيا
ويصبح اضعف خلق الله عند نطفة ثم علقة ثم آبنة خرجت من رحم رنا :
اذا بدون الآيباد ، حياك الله حضني لك اوسع من السرير /

\

/

\
{ في بيت سلطان الجامح }
دخل بهدوء وهو يتسحب حتى لا يثير اي ضجة او يشد انتباه احد انه جاء
نقل نظراته بين حنايا حوش بيت سلطان اللي على الطراز القديم منذ 20 سنة
تكون مساحة البيت كبيرة
وكل بركتها بالحوش
مستحيل يخبي الاوراق جوا ، اكيد بينظفون وبيشوفونها اما الحوش مُهمل محد داري عنه
ابتسم بخبث وهو يشوف ملحق سيّاف ب طرف الحوش
عمرّه له سلطان عشان يستفيد من الحوش
وعشان يستقر فيه سياف ايام مراهقته
ومن كبر سياف معد يدخله ولا يقرب منه ، لو يحط الاوراق هناك مستحيل احد يدري عنها لين يلقى لها مكان آمن
اقترب بهدوء وهو يفتح باب البيت
تأفف وهو يشوفه مقفل
دخلها من تحت الباب وترك طرف الصفحة عشان يسحبها فيما بعد
خذ طين من حوض شتلات جدته وهو ينثره على الباب حتى ماتوضح
ابتسم وهو ينثر الغبار من يده ويتوجهه الى الباب
بسرعة قبل يشوفه احد
كتم انفاسه بخوف وهو يسمع صوت الخدامة تطلع من باب البيت متوجه الى باب الشارع وبيدها قمامة البيت - اكرمكم الله - وتسولف ب جوالها
ركض لسيارة سلطان وهو يختبئ خلفها وهو يحاول ان لا يثير ضجة
رغم انها ماراح تسمعه من سماعاتها اللي بأذنها وعُلو صوتها اللي ينافس افضل محطات الإذاعة بالقارات الثلاث
تنفس بإرتياح بعد مادخلت الخادمة مرة ثانية بعد دقايق وخرج هو بنفس ما دخل بهدوء
ولكن كان هذا كله تحت أنظاره شباك غرفة لدن من الدور الثالث ب بيت سلطان
تراقب تحركاته من لما دخل الى ان خرج بإستغراب من تصرفاته المريبة خالطه شك
/
\
/
\
/
{ في بيت عبدالله بن سلطان الجامح || غرفة لمى & أفنان }
فتحت عيونها بإنزعاج وبطء بإستغراب وهي ما تذكر متى نامت
مدت يدها الى الكومدينة وهي تبحث عن جوالها عشان تشوف الساعة
تأففت ب هم وكدّر وهي تذكر وش صار العصر لما مالقت جوالها
رفعت عيناها لساعة غرفتها
شافت الساعة اللتي تُشير الى 10 ونص مساءًا
فركت عيونها المتورمة من النوم وهي تبعد البطانية عن رجولها
قاطع وقفتها
فتحة الباب بهدوء على دخول لمى
ابتسمت لمى وهي تشوفها صحت :
وانا قاعدة اتسحب احسبك نايمة مابغيت ازعجك
رفعت أفنان شعرها ب ربطتها المستقرة على معصمها وبتأفف :
ياليتني لما نمت ماقمت
هزت لمى رأسها ب عتب :
مايجوز ! نهى النبي عنه
( لا يتمنّ احدكم الموت لضر نزل به )
حست أفنان بالدمعة اللي تحاول ان تحبسها
تحرقها ك حرارة اللهب :
أستغفرالله
ياكبر احلامي !
قايمة خايفة يفوت الوقت وانا ماذاكرت
وتذكرت كلام ابوي وثنيان هه ليش اتعب نفسي ؟
جلست لمى امامها وهي من العصر تفكر بموضوع اختها :
غيبي كم يوم لين يهدئ الموضوع ثم كلمي أبوي
لأن من العصر وامي معصبة عليه وزعلت على ثنيان
وبكلم عمي حاتم وعمي سياف يقنعونه وان شاء الله يقتنع
أفنان وهي ترأ بصيص امل من كلام اختها ، مسحت دموعها بطرف كمها :
لو رفض طيب ؟
لمى وهي تهز كتوفها ببساطة :
عادي ، احذفي هذا الترم
وخلي كسار يقول لأبوي ما اقدر على الغربة لحالي وانتي فاضية
ويخليك تروحين معه
وتكلمين هناك معه بباريس تحت نظر كسار وابوي وثنيان مايدرون
صرخت افنان بفرحة وهي ماتدري شلون ماطرت على بالها هذه الفكرة
ولو ان نسبتها تحقيقها 1ظ?طœ ولكن شعور الأمل موجود مريح :
احبك
ابتسمت لمى بإرتياح من فرحة أفنان اختها الوحيدة :
للأمانة مافكرت لحالي
بنات عمي وعماتي بقروب الواتساب
كنتي موضوع حديثنا وفكرنا سوا لين طلعنا بهذه الفكرة
أفنان وهي ترفع يدها للسماء ب صدق نابع من قلب :
جعل الدنيا تفتح بوجيهم وين ماراحوا - لفت بتردد - لمى ابي جوالك شوي بشوف حسابي
قاطعتها لمى بخوف :
انتي ماتبتي ؟
الحين تبين ابوي يرضى عليك وهو لو درى والله بيزعل صدق
أفنان بترجي وهي تتشبث بكفوفها :
والله العظيم ماراح اسوي شيء ولا اكلم احد بحسابي
عشان محد يدري اني دخلت
بس بشوف الحيوان اللي نشر عني هذا الكلام كلمني او لا
مدت لمى جوالها لها بخوف :
طيب بطفي اللمبات واقفلي الباب
عشان يحسبونك لسى نايمة
اذا طقيت عليك الباب
اشبكيه بالشاحن كإني مخلية جوالي هنا يشحن
هزت أفنان رأسها بإيجابية
طلعت لمى متوجهه الى الباب
وهي تغلقه خلفها
وتسمع افنان تقفله بالمفتاح مرتين متتالية
استعاذت بالله من فكرة
ان يكشفون امرها ابوها او ثنيان وتروح في خبر كان .
\
/
\
/
\
{ في بيت سلطان الجامح || في الحوش }
( وصل سياف وشادن الى بيت سلطان
ذياب بسيارته اللي كانت بالمطار ثم توجهه لدوامه
حصل سياف امه وابوه نايمين
والبقية بغرفهم مايدرون ب وصوله
سياف بتأفف وهو متعب من الرحلة ، ومواصل من أمس :
وبعدين يعني ؟
هزت شادن كتوفها بعدم اهتمام وهي تلاعب غنى :
وش دخلني ؟ انت اللي جبتنا ، انت دبرنا
قلت لك نروح فندق - قلدت سيّاف وهو ينهرها -
اي فندق بيعطيني غرفة الحين ؟ ثم بيطلعني منها ظ،ظ¢ الظهر انا واحد ابي اشبع نوم
مسح وجهه ب كفوفه حتى يكتم ضحكته ، لا يضحك على شكلها وهي تقلده :
قلت لك امشي نامي بغرفتي القديمة مارضيتي وش بيضرك ؟
شادن بغضب وهي تعيد كلامها للمرة الألف بعد المليون ، آشرت على مخه :
هذا يشتغل طبيعي زينا ؟
قلت لك يا اخي ما ابي ثم بضطر اشوف اهلك
انا مو مستعدة نفسيًا لأي مقابلة الآن لين ارتب اموري
فتح سياف عيونه بصدمة من غباءها :
انتي بقرة ؟ وش اسوي بك انومك بحضني ؟
قلت لك بيتي - آشر على بيته المنعزل ب زاوية الحوش - ماتأثث مافيه حتى ملعقة وبتكتمون من الغبار من سنين الطواعين مادخلته
تأففت شادن بقل حيلة ، دف سياف شنطته على عجلاتها بقوة حتى وصلت للبائكة بعدم اهتمام :
انا حتى شنطتي مالي خلق اشيلها ، بخليها هنا لين ادخلها بكرة بتجين معي غرفتي اهلا وسهلا
ماتبين خلّ تطقك الشموس انتي وبنتك )
كان يتذكر سيّاف اول مادخلوا بيته اهله
لين ان رضخت شادن تنام بغرفته وهو يسمعها تشتمته بهمسها ولكن تجاهل انه يسمعها بيتفضى لها بعدين اذا صحصح
لف رأسه لها بالظلام وهي نايمة على سريره اللي يكفي شخص واحد
وفي حضنها غنى نايمة وهو مستلقي على الأريكة
تأفف بطفش وهو اول ما انسدح
طار النوم
مرت ساعة ونصف حاول يتقلب يتقلب ماجاءه النوم
همس :
شادن نمتي ؟
غمض عيونه بملل وهو يلعب ب دقنه
لما مرت دقائق طويلة وماردت أكيد نايمة
شهق وهو يحس بالمخدة تصفعه بوجهه
صرخ بغضب ناسي غنى النايمة :
وجع يامال الكسر
خير ؟
وقفت شادن بغضب وهي متوجهه الى الدولاب :
حتى بنومي كاتمني
ضحك سياف من قلب
ضحكة تصنف من ضمن قائمة ( ثامن السبع العجايب )
قائمة ( أغرب امور حدثت في 2018 ) مسح دموعه وهو مايدري هل فعلا الموضوع يضحك او سكرة النوم لها دور فعال او لانه ماضحكها من فترة طويلة
وهو يفهم مقصدها
شمّ مخدته اللي كانت تفوح بريحة عطره :
ياما ناس تتمنى
شادن وهي تبحث عن مخدة بعد ماشغلت الابجورة :
أكيد عندهم جيوب أنفية
ابتسم شبه ابتسامة وهو يشوفها توقف على اطراف اصابعها :
لا تعبين نفسك مافيه
- كتم ضحكته وهو يردف جملته -
الا كانك بتجمعين لك بلوزتين من بلايزي وتنامين عليهم بس ترا حالهم ماهو احسن من المخدة بالريحة
القى جملته واردفها بضحكته الصاخبة
وقفت بصدمة وهي تذكر ان شنطتها تحت متجاهلة خفة دمه :
وش اسوي وش انام عليه ؟
فتح له سياف ذراعه وهو يكتم ضحكته
حتى لا تسمعها في صوته
وهو يشير على صدره :
حياك
مخدة طبيعية مكونة من اضلاع وقصّ ومنسوجة بشعيرات واوردة يشاركهم صمام
فتحت شادن عيونها بذهول
والحمرة الخجل تجمعت في وجنيتها
اصبحت أمُ
ومازالت خجل العذراء يكسوها
اردفت بتلعثم بعد ماحست ان الحرارة تسخن جسدها
وان التكييف الغرفة ماعاد يجدُي نفعًا :
قلة أدب
رفع سيّاف حاجبه
والجدية عادت تكسو ملامحه :
شوفي اجل من بيدور لك مخدة الحين - اكمل بخبث وهو يمسك خديدات الأريكة - كنت بضحي لك منهم
رفعت شادن يدها من بعيد وبنعاس :
عطني والله نعسانة ابي انام
قبل تصحى غنى واصير مواصلة يومين
سياف بلا مبالاه :
تعالي خذيها
رفعت شادن حاجبها بشك في نيته :
ليش اجي ؟ ارمها علي
سياف وهو يقاطعها بحدة مصطنعة حتى ماتكثر بالحكي :
قلت لك تبينها تعالي
انتهى النقاش
تأففت وهي طاقتها الحالية ظ،ظ?طœ مافيها اي حيل تجادل :
مابي منك شيء
وعمري مانمت
انسدحت على السرير بجانب غنى
وهي تمد ذراعها وتسند رأسها عليه بلا مبالاه وغمضت عيونها
شهقت وهي تشعر بالمخدة تصفع وجهها
من رمية سياف عليها
بعد ان كشفت مخططاته ان بيسحبها له لو قربت :
خذي يالشكاكة
هزت رأسها بعد ان تنهدت بقل صبر :
لا حول ولا قوة الا بالله
قاطعها سياف وهو ينظر لها في الظلام :
وش قصتهم يلقبونك بالكاهنة ؟
قاطعته شادن وهي مو طايقة سياف فعلا :
يالله ياسياف وش كثر حكيك
خلاص عندك ست شهور اسالني كل يوم سؤال بس الحين خلني بنام
تجاهل سياف ، شادن
وهو يفتح جواله
يشوف احد صاحي يسليه لين ينام
داهمته رسالة حاتم :
وش مسهرك ؟
سياف :
نفس اللي مسهرك
حاتم :
ماعندك خفارة ف اكرمنا بسكوتك
انتبه سياف على مخدته اللي بحضنه ومازالت مضايقته من ضيق الاريكة
رماها بحرة على شادن للمرة الثانية
واسلوبها مستفز له
ولكن ربي يحبها مسخره لها اليوم من الملل
او كانت الآن في عداد الموتى
بعد ان يكفر فيها ب كف يعدل فيه حنكها
فتح عيونه بإستنكار وهو يراقب حركتها
فزت بقوة من السرير بعد ان طاحت المخدة على وجهها الى دورات المياه
طاح على ركبتها وهي تستند على المرحاض
وتفرغ مافي معدتها الخاوية الا من كوب قهوة بالطيارة
شعرت فيه وراها
وهي تسحب منديل وتمسح فمها ب تعب
خالط نبرتها عتب او ترجي عجز يحددها :
ماقلت لك خلاص ؟
خلاص ياسياف خلاص وتسوي حركات اطفال
اجيك من طريق
يحافظ على طريقة تعاملي معك
وتحدني اطلع اسوء مافيني
ليه لازم اقولك اياها بصريح العبارة
ما اطيق قربك ما اطيقه
عمّ الصمت بينهم ثواني طويلة
كان عاقد فيها سياف حاجبيه ومضيق عيونه
وهو يرمقها بنظرة غريبة
نظرة لا معنى لها ب قاموس شادن
اكملت شادن
وصمت سياف يهيض رغبتها للفضفضة :
الغرفة اللي جمعتني معك ؛ عشان يكسب ذياب اجري واجرك
ب ( اصلاح ذات البين )
ماهو من كثر شوقي ولا الوله
والختم اللي يزين الصفحة الثالث
من جوازي الازرق
ماهو قبول اعتذارك
هو يثبت عبوري للجمارك السعودية اولًا
وما اكسر كلمة عطاها اياك اخوي مقرن ثانيًا
لا اقل ولا اكثر
ناظر سياف قارورة الماء اللي بيده لما سكتت مرة اخرى
سحبها من ثلاجة غرفته الصغيرة لما سمع شادن تتقيأ وبهمس :
خلصتي ؟
سكتت شادن
وهي تقف وترمي المنديل ب الحاوية المنعزلة بزاوية الحمام
وقفت متوجهه الى الباب ولكن سياف يُعيق / يسد طريقها
شافته يفتح الموية ويمدها لها بصمت وسكون تام
مدت كفها حتى تأخذه من كفها وتبل ريقها
شهقت وهي تحس ببرودة الماء على جسدها
لأن حركة سياف كانت اسرع منها
وهو ينثر الموية على بطنها ومقدمة فخوذها بإبتسامة ساخرة
رمى القارورة الفارغة على الأرض وهو يتوجه الى دولابه
طلع ثوبه ولبسه بحركة سريعة ثم آخذ مفاتيح سيارته وهو يغلق الباب خلفه .
/

\

/

\

/
{ في بيت عبدالله بن سلطان الجامح || غرفة أفنان & لمى }
قفلت أفنان الباب قفلتين متتالية بالمفتاح بعد ماطلعت لمى
ركضت المسافة القصيرة القاطعة بين الباب وسريرها
وهي تفتح تويتر بحماس
دخلت على إضافة حساب
وهي تدخل يوزرها والباسورد
ماكانت الا ثواني تتحدث الصفحة فيها لتستقبل البيانات الجديدة
ولكن كانت بمقدار أعوام على أفنان
حطت يدها على بطنها بقلق
تبغض مغص القلق
يضرب ب قولونها عرض الحائط
فتحت عيونها من فرط حماسها
وهي تضغط على خانة الرسائل الخاصة لما شافتها تشير باللون الازرق بالرقم ( 1 )
غمضت عيونها وهي تسمي بالله
فتحت عيونها وهي تفتح الرسالة بسرعة
وقولونها يقرع معدتها بقوة كتأنيب ضمير على اللي تسويه بنفسها
قرئت رسالته
مرة ، مرتين ، ثلاث ، ألف ، مية ألف ، الألف بعد المليون
وبكل مرة تقرأها ببطء
وكأنها طفل بالسبع سنين يتعلم تكوين الكلمات
والمرة التي بعدها طفل بثلاث سنين يتعلم فهم الجمل
ولكن ماتدري تحتاج كم العُمر حتى تتحمل وقع الكلمات عليها
صرخت أفنان بقهر
بعد ان مرت ربع ساعة وهي تقرأ بصمت
رمت الجوال على ارضية الغرفة
حتى صارت الشاشة متهشمه لـ قطع لا ترى بالعين المجردة
مسكت رأسها
غير مبالية بقطع الزجاج اللي في اصابع وهي تسد اذانها
وكلامه يرن فيها :
حذرتك ، واللي مايسمع الكلام
نعاقبه
واذا ماسمع الكلام مرة ثانية
نقص لسانه ننقله للطوارئ
واذا ماسمع الكلام مرة ثانية
نزفه لثلاجة الموتى !
طاحت عينها على انعكاسها
ب مرآة التسريحة
شكلها ذابل وهذه نتيجة حزن يوم واحد فقط
دموعها تكاثرت
حتى اتفقت تتحد
وتكون نهر النيل على وجنتيها يمتد على عنقها
وش بقى ماخسرته ؟
جامعتها ، اهلها ، الشيء الوحيد
اللي كان يشعرها انها انسانة
لها دور فعال بالجتمع
مو عالّة على الوطن تاكل وتشرب وتنام وتمسح ايدينها بالجدار
وتقول هل من مزيد ؟
مابقى لها اي نقطة ضعف تكسر مجاديفها
ليش تستلم له من اول عقبة ؟
مسحت دموعها بطرف كمها بقوة
وهي تبتسم آبتسامة تشبه تلك الابتسامة اللي ماشهدتها
ولكن تخيلتها مريرا وتكرار
على شفاة هتلر
لما اراد ان يخوض الحرب العالمية الثانية
وينصر المانيا ولو كرهه الاوروبين
وهي ستنصر شرف الإعلام الشريف
ولو كرهه المفسدين
خذت جوال لمى اللي اصبح خردة
ولكن المهم ان توصل رسالتها
كتبت بنشوة وهي مستعدة تخسر كل شيء في سبيل شيء واحد :
لمعلوميتك
ما استجيب للتهديدات
ماتزيدني الا تمسكًا بالموضوع ( عناد )
واحب المستشفيات كثير
افزعها وهي تضغط على ( Send ) صوت طرق الباب بصوت هامس :
أفنان انا لمى لحالي وش صاير ؟
فتحت أفنان الباب بسرعة
وهي مبتسمة بحرج وتمد لها الجوال :
أسفة - اكملت بسرعة وهي تسمع شهقة لمى - بس اوعدك بعوضك والله العظيم
بكرة بتنزل مكافاءتي
بقسط لك جوال من جرير عشان بطاقتي
ابتسمت لمى برضا
وهي تمسح على شاشة جوالها :
عندك لابتوبي بثاني درج بالتسريحة لو حبيتي تفرغين غضبك
وابي بداله ماك بوك عشان ماتتعبين نفسك وانتي تفكرين واكون لك من الشاكرين
/

\

/

\

/
{ في بيت سلطان الجامح || غرفة سياف }
فصخت عبايتها وهي تصفط سجادة الصلاة اللي بالموت حصلتها
لوهلة شكت ان سياف يهودي
تنهدت وهي تشوف الساعة شارفت على 4 العصر وسياف ماله آي آثر
طلت من الشباك ولكن للاسف سيارته مو موجودة
ورقم جواله مو معاها
وانكتمت بهذه الغرفة ولا معها اغراض بنتها ولا اغراضها وش بتسوي ؟
ارسلت لذياب تطلب رقم سياف السعودي
حست بإحراج انها مامعها رقم زوجها ولكن شتسوي مضطرة
في نصف استخارتها الروحية
انفتح الباب ليدخل سياف وخلفه الخادمة الفلبينة تساعده بالشنط
ابتسم لها وهو يدخل الشنطة الأخيرة :
Thank you
هزت رأسها مبتسمة وهي تغلق الباب خلفها
لف بهدوء على شادن وبنبرة باردة :
ب نحولّ على اهلي حول المغرب ، تولمي
عقدت شادن حاجبها باستنكار
رفع حاجبه وهو يشوفها تبي تقول شيء ولكن مترددة :
وشو ؟ سارق حلال ابوك ؟
حكت شادن شعرها بإحراج :
ياليت اهون بس لا
وشو هذه نحول وتولمي ؟
ناظرها سياف ببلاهه لثواني
وبدت ترتخي ملامحه تدريجيًا وهو يمر لسانه على شفتيه حتى يداري ضحكته :
في ذمتك تسالين صادقة ؟ انتي وين عايشة ؟





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 01:30 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



شادن وهي تعدد ببراءة :
بالشرقية والكويت وباكستان بس ماقد سمعتهم
سياف وهو ينسدح على السرير بجانب غنى :
مشكلة تضارب الثقافات
تولمي يعني اجهزي
بنحول يعني بننزل
جلست على ركبتها وهي تفتح شنطتها
مالت شفتيها بتردد ماتدري وش تلبس
وملابسها الرسمية في بيت خالتها
كل اللي معها كاجول
لفت شبه مبتسمة وهي تسمعه يهمس وذراعه على عيونه :
الجمبسوت الأبيض
رفعت حاجبها بإقتناع
وهي تشوف جمبسوت ابيض
باكمام كت عريضة
ومكسر من بداية الفخذ كسرتين خفيفة
وقف سياف وهو متوجهه الى الدولاب :
غيري بنتك اول
بنزل انا وياها قبل واذا خلصتي الحقينا
طلعت لغنى شورت ابيض وتيشيرت مورد ب Pink
وصندل بيج وجدلت لها مقدمة شعرها
جديلة هندية أو السمكة
مسحت خلف اذنها ب مسك
على خروج سياف من غرفة الملابس
وهو يتعطر بإبتسامة حانيّة لانعكاس غنى له بالمرآيا
لفت شادن بعفوية :
حلوة ؟
عض سياف خد غنى بهمس :
موت
جلس سياف وبحضنه غنى وهو يصورها
جاءه صوت شادن من غرفة الملابس :
وين نمت امس ؟
ابتسم سياف بخبث وهو يشوفها مهتمة لآمره وان كابرت
ما اكتملت ابتسامته على محياه لأنها اكملت :
ثوبك تقول عالجته بقرة
قاطعها سياف بقهر :
مالك دخل وعجلي امي متلهفة على بنيتي
طلعت من الغرفة
وهي تسكر السحاب بضحكة
وقفت امام المرآة
وهي تمشط شعرها على الخلف
وتلبس اكسسوارتها وتتعطر
انحنت تغلق صندلها :
ننزل ؟
عقد سياف حواجبه :
وين جلالك ؟ ما اضمن إخواني
قاطعته شادن :
انقطع قلبي قبلك ادور جلال هنا
اصلي فيه مالقيت
بنزل واذا جو بخلي خالتي تعطيني
سياف :
تستهبلين انتي ؟
لوقت ما امي تعطيك
بيكون وقتها اخواني مستعدين يرسمونك
هزت شادن كتوفها بقل حيلة
تنهد سياف وهو يطفي اللمبات ويطلع من غرفته
طلعت خلفه شادن وهي تقفل الباب خلفها
وقفت وهي تشعر بإن الرياض وماجاورها يرقصون طربًا
على صخب دقات قلبها المتوترة
لأول مرة تشوفهم ب لقاء ودّي بعد 12 سنة
ودعتهم وهي طفلة ما تمت الـ 13 سنة
وعادت لهم أم وزوجة آبنهم ذات 24 سنة
فتحت عيونها بصدمة وانخرست
وهي ترمش 3 مرات متتالية
لما حست بيدين رجل ضخمة
تحاوط كتوفها العارية ويلفها له بقوة
فتح يوسف عيونه بصدمة
وهو يشوف في يديه أنثى
لأول مرة يلمحها ولكن عيونها ماكانت غريبة
العيون اللي ارعبته ليالي من شهرين
هذه الشادن ، هذه زوجة اخوه
انتقلت عيونه من عيناها الى جسدها
اللي يرجف في يديه
رفع يوسف حاجبه
وهو يشوف الكلمات تختنق في حنجرتها
ولا تخرج منها الا ( اااءء س س ) :
اي ؟
دفع شادن بقوة خايفة
وهو يشوف سياف ينظر لهم بصدمة
وينقل نظره بين يدين يوسف
اللي تحتضن شادن ثم الى محياهم
\
/
\
/
\
/
دخل ذعار ( أبو مقرن ) منزله بعصبية
وخلفه حرسه الشخصيّن الأثنين
سعودين الجنسية
مايفارقون ذعار الا عند النوم ، ودخوله دورات المياه
وقفوا عند باب المنزل وهو يبتسمون لـ الحرس الآخر المحاوط البيت
وهو يدخل ثائر من غضبه
يبحث بعيونه عن مقرن آبنه
اللي يسكن معه بنفس المنزل ولكن بجهة منعزلة تماما
تلبية لرغبة مقرن بخصوصيته
كانت ندى تجلس على الأريكة
باللون الرمادي والخدادية النيلية في حضنها وبيدها اليسرى جوالها
ويدها اليمنى على صدرها بخوف من صوت ذعار وهو يصرخ بحدّة :
ولدك وينه ؟ عاملات بيته يقولون مو موجود
وقفت ندى بخوف
وهي تفرك كفوفها ببعض من ذعار اللي لا يُبقيِ ولا يذر اذا غضب :
ولدي مقطوع سره بالمحكمة ، تلقى عنده قضية بيخلص وبيجي للبيت ان شاء الله
وش فيك وش بغيت فيه ؟
ذعار وهو يآشر بحدّة
واسنانه منطبقة على بعض
وكأن الكلمات تخرج من بينهم بعد ان تفتفت فتات حارق يلسع مسامع ندى الخائفة :
ان كانه رجال من صلب رجال
يجي وريني شلون يسترجل من وراي على آخته ويقابلني ويسمعني آخر بطولاته
عقدت ندى حاجبيها :
وشفيها ريناد ؟
ذعار وهو يجلس ويأخذ قارورة الماء الباردة بنصف الطاولة الزجاجية يبرد على قلبه بعد ان حرّقه مقرن :
اقصد الثانية ، شادن
غمضت ندى عيونها وهي تنتهد بقل حيلة
عراك مقرن وذعار دائمًا
بسبب موضوع شادن
مقرن تأكله غيرته وخوفه على أخته ، وذعار لا يكسر كلمة لشادن ، وشادن ماتسمع لأحد
وهي الضحية
بين هم جبروت زوجها ، وخوفها على آبنها ، وشفقتها على بنت اختها وابنتها بنفس الوقت بالرضاعة
وقف ذعار
وهو يصعد الى الدرج وخلفه الخادمة من الجنسية الأندونسية
المسوؤلة عن جناح ذعار & ندى :
مايصبح بكرة الا وعفشك جاهز
وارسلي عاملاتك وعاملات ربى الليلة مع صالح ( حارسه الشخصي )
لقصر الرياض يجهزونه لكم
ضوقت ندى عيونها وقلبها انقبض من طاري الرياض اللي اصبحت تبغته ، واسم الرياض يمر على مسامعه ب اسم ( المصائب ) :
ومتى بنرجع ؟
وقف ذعار بالدرج وهو يفصخ شماغه ويسلمه العاملة ، بلا مبالاه بردة فعل ندى :
لما اصير ياغالب يامغلوب
يعني يا أنا وشادن ولا يا سياف ومقرن
وقتها بترجع الشرقية تستقبلنا بأحضانها !
\

/

\

/
{ في باريس ؛ مدينة النور ، الحب ، والموضة || في كافيه لوبغوكوب }
دخلت ريناد بخطوات غاضبة
وهي تدخل جوالها بقوة في شنطتها المعلق سيرها على كتفها الأيمن
متوسطة صدرها حتى تستقر بقية الشنطة على خصرها
بحثت بعيونها عن طاولة اصدقاءها ( ناصر ، مشعل ، رغد ) بعد ماعلمتها رغد وين مكان تجمعهم بهذه الظهرية
طاحت عينها على رغد
وهي ترفع لها يدها مبتسمة تلوح بها حتى تنتبه لهم
اقتربت متجاهلة ترحيبهم بها
وهي تقف امام مشعل :
وين صاحبك الحيوان اللي جبته لنا ؟
تجاهلها مشغل
وهو يأكل من قطعة كيكته بإستمتاع مصطنع
حتى تتأدب بأسلوبها معه
ولا كأن فوق رأسه وحدة
تشابه بغضبها غضب فرعون
لما أُلقيا السحرة لرب موسى ساجدين
وبرجلها اليمنى تقرع الارض الخشبية
حتى تهدي من غضبها
رفع ناصر حاجبه بإستغراب :
وش صاير ؟
يومين مانشوفك
ويوم جيتينا جيتي بشرّك تنفاخين وتهوشين ؟
خبطت ريناد يدينها على الطاولة
حتى ارتدعت الكأسات من اماكنها من اثر ضربتها
متجاهلة الأنظار اللي التفت اليها بإستغراب
من هذه قليلة الذوق ؟ :
لان ياحضرة الاستاذة ناصر
مو انت اللي تمرطرطت
من تاكسي الى تاكسي حتى توصل هنا !
مو انت سيارتك اللي انحبست بالجامعة يومين
وفوق هذا
صارت سيارة بالأسم ولا بالحقيقة خردة
بسبب واحد
حتى اسمه ما اعرفه
ولا فكر واحد فيكم يكلف على نفسه يسأل عني
ناظر مشعل الشباك الزجاجي
المطل على شوارع باريس التي لا تنام
فكيف بوقت ذورة مثل الآن ؟
رفع كوبه وهو يرتشف منه بكل برود مصطنع
حتى يغيض ريناد :
سبحانه ياناصر !
يقول لك الشخص
يقدر يشتري كل شيء بفلوسه
الا الأسلوب او الأخلاق بشكل عام
مدت ريناد يدها وحركات مشعل
الشخص الوحيد اللي يعرف يتلاعب بأعصابها
ترميها في حفرة تفيض من اللهب
كأنها قعر جهنم
وهي تلف مشعل من اكتافه لها بقوة
وبنبرة متلعثمة من حدة أنظار مشعل :
انت اصلا لو أنك رجال
حطيت عينك بعيني
وقلت اللي تقصدني فيه مو لناصر
دف مشعل يدينها بقوة من على جسده :
لو اني مو رجال
كان ماقدرتي تتجرئين تقولين هذا الكلام بوجهي
لان تدرين ان يدي بتعلّم على جسمك
ولإني رجال
قلت الحكي لناصر حتى ما ابكيك
بلعت رياد ريقها
وهي تتراجع خطوتين للخلف
ولو تملك الجرأة لحلفت ان اضعف ماخلق الله ؛ هي
لوهلة توقعت انها قوية لا يضهيها قوة
ولكن الحقيقة كان كل من حولها
ينتظر يشوف آخرتها معها ؟
همست
وهي تبلل شفتيها الجافة بطرف لسانها
حتى لا تبكي وانظار الجميع عليها
ومشعل يمارس طقوس غضبه الان عليها
مرت بذاكرتها عيارة جلوي لها بكل نقاش يتفوق عليها ( يالبكاية ) :
انت اصلا لو فيك خير
اعتذرت عن صاحبك اللي من شفته ماشفت خير
ولكن الطيور على اشكاله تقع
هو حقير ولقى من يخاويه مثلك
وقف مشعل
وأسلوب ريناد يخرج اسوء مافيه
بالاول تغلط عليه برجولته
ثم تهينه وتطلعه قليل ذوق وأصل
وقف امامها وهو يأشر باصابعه
في وجهها بنبرة اقتلعت مدينة الطمأنينة في قلب ريناد :
انتي قليلة أدب مافيها خلاف
ولكن ماتورينا شطارتك علي
بأي حق اعتذر منك وانتِ الغلطانة ؟
انتي من بديتي تتلفظين عليه ب م.ش.ن
تتوقعين غبي لدرجة مايفهم
انها اختصار لكلمة ( مستشرفين ) ؟
فشلتيني معه !
من بعدها معد لقيته بسببك
وقفت رغد هي تشوف النقاش
بدأ يتأخذ مجرى ثاني
والناس اللي تناظرهم زادت ربكة الموقف :
بنسأل عنه جوزيف
هو مسؤول عن تعريف الطلبة الجدد بالجامعة
ممكن يعرفه
قاطعها ناصر وبسخرية :
وين بتلقينه فيه عمتي رغد ؟
رغد :
في الكافية اللي دائمًا نلقاه هناك
وقف ناصر معها
وهو يأخذ مفاتيح سيارته من الطاولة :
مافيه روحة لحالكم
وبعدين تحتاجون سيارة المقهى بعيد
طلعت ريناد
وخلفها رغد وناصر
اللي تغمز حتى يصمت لا تبكي ريناد
ركبوا السيارة
والصمت سيد الموقف احتراما لدلع ريناد
ماكانت الا ٤٥ دقيقة في شوارع باريس المزدحمة
هدئت سرعة ناصر تدريجيًا
حتى يوقف سيارته بالباركينق
المخصص للكافيه
ويجمع أغلب اعضاء جماعة
( الجماعة الحمراء او جماعة الدم )
تجاهلت ريناد سلامتها
وهي تفتح الباب
والسيارة مازالت تمشي متوجهه الى الكافيه
فتح ناصر عيونه بذهول من غباءها
وهو يوقف السيارة بقوة خائفًا يدعسها
نزلت رغد خلفها
شافتها تبحث بعيونها عن جوزيف
آشرت لها على شخص بملامح برازيلية
جالس بزاوية المقهى المُظلم
ولا كأنهم ظهر
وفي حضنه جهازه متجاهل الصخب
وقفوا رغد وريناد ومعهم ناصر امام جوزيف
ريناد بغضب بالفرنسية :
هل تعرف شخص سعودي
سيدرس ماجستير الكيمياء بالجامعة ؟
ابتسم جوزيف بسخرية على وصف ريناد الفتاة الثرية المدللة :
لم اعلم ان في باريس فقط
شخص واحد سعودي يدرس ماجستير الكيمياء
قاطعه ناصر :
اسمه كسار ، اسمه مميز بالتأكيد
قاطعهم جوزيف
وملامحه الساخرة انخطف منها لونها
لتصبح صفراء
وهو يآشر على شاب جالس
ب جانب رئيس العصابة الحمراء
ضوقت عيونها ريناد بصدمة
وهي تتعرف على ملامحه جيدًا
ريناد ورغد وناصر بذهول جميعًا :
كسار من العصابة !
/

\

/
رفع سياف انظاره ببطء وبنبرة هامسة ليوسف :
انت وش قاعد تسوي ؟
رجع يوسف خطوتين للخلف بخوف وهو يمسك اذنه من فرط توتره :
انا انا امي قالت شف بنت جديدة
فوق تلعب معها انت انت بتهاوشني ؟
اقترب منه سياف بخطوات
كل واحدة منهم تسبق الآخرى
والشر يتراقص رقصة التانغو في عيناه
وهو يرص بأسنانه على بعض
وبسبابته يآشر على شادن :
وهذه البنت الجديدة اللي بتلعب معها ؟
- صرخ وهو يمسكه من كتفه - حمار انت ؟
غمض يوسف عيونه
وهو يقلص جسمه بيده بخوف من غضبه
وهو يرجف بشكل غريب
ولونه انخطف وكأنه في حالة احتضار
دفه سياف من آثر صرخة سلطان بمنتصف الدرج :
سياف
اقترب وهو يرمقه بحدة :
عندي يوسف والموت
جاني على نفسك لهذه الدرجة ؟
سياف وهو يحاول ان يتحكم باعصابه احتراما له :
شوي وينوم زوجتي بحضنه
تبيني ابوسه على راسه
واقول شاطر حبيبي بس لا تكررها
اقترب سلطان امام سياف ولا يفصل بينهم الا قدر أنمُلة ، وهو يهمس بحدّة :
تبوس رأسه ويده واذا تطلب رضاه
تبوس رجله بعد
رفع سياف عيونه بصدمة
من جديته بالتهديد
نزل عيونه مرة آخرى
بعد ان خزه ابوه على قلة احترامه ، همس وهو يبرر موقفه :
يبه صغر عقله مايشفع به كبر جسمه !
يبه يوسف رجال شئتم ولا آبيتم
عقله يعيش بسن ١٤ - ١٥ سنة
يعني مراهق وفاهم واعي بشكل كافي
ماهو طفل ١٠ سنين
انتم من خليتوه يعيش حياة طفولية بتعاملك انت وامي ولا كان قدر يتجاوز هذه المرحلة ويصير ارجل رجاجيل المجالس
صرخ يوسف بحرّقة من استنقاص سياف له :
لا تكلمني كذا انا مو بزر انت البزر انت والله بيحطك بالنار
غمض سياف عيونه
وكلمات يوسف " الله بيحطك بالنار "
وإن كانت تهديد طفولي
الا انها نجحت في كش شعر جسده من هول الكلمة
مشى سلطان متوجهًا ليوسف
وهو يحتضنه ب حنيه ، وينفث عليه
من آيات الروؤف والسكينة حتى هدأ في حُجره :
هو البزر والهيس الأربد
بس لا تحرق عمرك وانا ابوك
ولو تبي اطقه طقيته
- عاد سؤاله بنبرة آمر وهو يأشر على سياف -
اطقه ؟ قلّ
رفع يوسف عيناه بخوف ببطء
وهو يسترق النظر لأخوه من حضن سلطان
شاف سياف بعالم غير الذي يعيش فيه هو وابوه
عالم كان يسكنه هو وشادن فقط
كان سياف واقف امام يوسف وسلطان
ومكتف ذراعه في حضنه
وعاقد حاجبه وكأنه يقيم كوارث
( سوريا - بورما - غزة .. ألخ ) في دماغه
ويرمق شادن بنظرات
شطرت آخر ذرة طمأنينة في قلبها
ولكن وجود ابوه واخوه يعقد لسانه عنها
هز يوسف رأسه ب لا .
رفع سلطان رأسه بإحراج
وهو يشوف شادن واقفة بزاوية المشهد بذهول
وكل كلامهم بالنسبة لها ( ؟ )
أشفق على لونها الشاحب
من هول الموقف ، وبنبرة حانية
وكأنه يكلم يوسف :
تعالي يمه شادن سلّمي
لفت شادن عيونها بسرعة عن عيون سياف
وكأن نداء سلطان رحمة ربانية انقذتها منه
فركت كفوفها بقلق ب بعض
وهي تشير بأنظارها ليوسف
مسح سلطان على رأسه يوسف
ثم قبله وكأنه يقبل الحجر الأسود من خشوع ملامحه :
ماتنطبق عليه الشروط الكافية الأسلامية
عشان كذا ماهو واجب عليك تتغطين عنه
أبعد يوسف عن حضنه
وهو يتقدم خطوتين حتى يسلم عليها
بعد ماشاف اي ردة فعل منها
وكأنها خايفة من ان تقترب ويقتلع رقبتها سياف .
/

\

/

\

/
{ في بيت تركي بن ماجد بن سلطان || غرفة نوم تركي & أنفال }
كانت أنفال متسندة على الباب وهي متكتفة
وأنظارها تصور كل حركات تركي
اللي كان يقف امام التسريحة البُنية
وهو يسكر ازرار ثوبه الأبيض ويمشط شعره على الخلف
ويختم شكله المُعتاد
برشة من عطره الرجالي
عقد حاجبه بإبتسامة وهو يشوف لوشن جديد على تسريحته :
شكله جديد ، متى شريتيه وبإيش ؟
أنفال وهي تبتسم بسخرية لتركي
اللي مايغلط في شكله ولا غلطة
حتى بإختيار مرطبه يدينه
وكأنه عريس ب ليلة زفافه :
زبدة الشيا بالفانيلا
فصل تركي جواله من الشاحن
وهو يتأكد من مفاتيحه
انها تستقر بجيب ثوبه
ثم ادخل جواله
وهو يحاول ان يخفي الاشعارات
لا تسقط عليها عيون انفال
مرّ من جانبها وهو يبوس خدها بإبتسامته :
لا تنتظرني نامي انتي الليلة
احتمال اسهر بالإستراحة
العيال بيضبطون العشاء وبنشوي وشكلها صبّاحي
أبتسمت أنفال على تفكيرها
وهي تشوف ابتسامة تركي الدائمة
وكأنه بدعاية لمعجون الأسنان :
غريبة - وبنبرة استهتار -
مو عادة ربعك السهر لين حزة الدوامات !
العادة ماشاء الله مع صلاة العشاء تدخلون مفارشكم
تأفف تركي من سخرية أنفال
وهو ينزل حصة بنته من حضنه :
الواحد اذا قال لك استهترتي
واذا ماقال لك زعلتي وطينتي عيشته اذا رجع
وش تبين بالضبط ؟
دخلت أنفال المطبخ
وبصوت عالي حتى يصل مسامع تركي :
هذاك اول يوم كنت استنكر سهراتك وانا عروس
ياعزتي لي كنت احسب الناس ابوي واخواني
لكن الحين لو ترجع بدري بحلفك بالله
انك مو مطلوب لشرطة الرياض والمباحث
ضحك تركي ، واردف ضحكته
بإبتسامة حقيقة ماكانت تعقيبًا لكلام أنفال
لا !
كانت الابتسامة نتيجة الكلام
اللي انار فيه جواله من إشعار من الواتس اب
وهو يطلع بخطوات سريعة خارج شقته
وبإبهامه يبحث عن الرقم ب جهات الإتصال .
طلعت انفال من المطبخ بإستغراب
لما سمعت باب الشقة يتسكر
لفت على ابنتها حصة ذات الأربع سنوات :
بابا ماقال بيرجع ؟
حصة وهي تناظر الباب ، وبيدها ايبادها ب بلامبالاه :
لا وقفل الباب بالمفتاح
رفعت أنفال حاجبها بإستنكار
وبيدها شنطة ( عدّة الشوي )
اللي مايطلع تركي لعشاء الاستراحة الا وهي معه !
شلون راح من دونها ؟
/

\

/

\

/
حس كسار بإنظار تخترقه من خلفه
لف بإستغراب وهو بيتأكد من شكوكه
فتح عيونه على كبرها تدريجيًا
وهو يشوف أول وجيه تعرف عليها
من خطت قدمه طُرقات باريس وبينهم ( ريناد )
شاف كسار ريناد تقترب منه بخطوات غاضبة
لمحّ كفها الأيسر
رغم ان المكان مُظلم والزحمة
الا ان ربي شاء انه يرأها
وهي تسحب سكينة المائدة من على الطاولة
وتخفيها بكفها بهدوء
حتى دخلته في كم جيبها وتبقى طرفها في كفها
قفز كسار قفزة خفيفة على الأرض الخشبية
من الكرسي المرتفع اللي يحاوط طاولة ( المشروبات الكحولية )
وخلفها نادلة جميلة وزجاجات كحولية عتيقة تملئ الرفوف
مسك كتف ريناد
قبل ان ينتبه الرجال اللي معه ؛ عليها
وهو يحاول ان يبعدها عن مكانه
ويطلعها لـ مكان انظف واهدئ
غمض عيونه وعض على شفته السفلية بأسنانه العلوية
وهو يسمع صوت غليض من خلفه :
Where you go ?
رجف كسار بقدمه
قدم ريناد حتى يهز اتزانها وتتحرك امامه
لأول مرة يشعر بنعمة عرض جسده
حتى يخفيها فيه عن انظارهم :
‏I'll come back
ونتّ ريناد بآلم وهي تقفز بمكانها من رجلها :
خير ؟
قاطعها كسار وهو يمشي بإستقامة واحدة :
اذا تبين تطلعين حيّة
امشي بدون مايلاحظونك
على نفس استقامتي - بحدّة عشان تستجيب ريناد بسرعة - اخلصي !
هزت ريناد رأسها بسخرية ضاحكة
وهي تنصاع لكلام كسار
رفع كسار حاجبه بفضول من ضحكتها :
وش يضحك ؟
ريناد بتساؤل مصنطع وهي تفتح باب الكافيه ، وينفك حصار كسار عنها :
السؤال اللي قضيت سنوات غربتي
ابحث لإجابة عنه وفشلت
ليش السعوديين لما يشوفون سعودية يصيرون بقدرة قادر روبن هود ؟ - ب لهجة مصرية وهي تستند
على عامود الأضاءة -
ماتسيبؤا الناس تعيش وتعيشوا ؟
اردف كسار بنبرة غرور
وهو يعدل ياقة قميصه :
نرضع الشهامة بالمهاد - مرر لسانه على شفتيه - نجحتي ؟
لفت ريناد عيناها عنه وهي تتأمل المارة
وكأنها لم تسمع سؤاله ماتبي يكون له فضل عليها
لما يعرف انها نجحت ب A+
همست بعد ان مرت دقايق :
وش تسوي معهم ؟
كسار وهو يمسح على دقنه بنبرة هادئة
وكأنه يتكلم عن حدث مرت عليه عقود من الزمن
مايتكلم عن عصابة تضمه من اعضاءها الآن :
تتوقعون نجحتي بفضلي لوحدي بعد الله ؟
فتحت ريناد عيونها بصدمة
يعني العصابة هي اللي اجتهدت
حتى دبرت لها حبّكة القصة واوراق الاختبار ؟
صرخت بخوف وهي تشير على الكافيه :
انت مجنون ؟ تدري هذولي مين ؟
كانت بطاقتي بيدهم يعني الله اعلم كم مصيبة ورطوني فيها
والقانون لا يحمي المغفلين امثالي اللي ضنتك رجال وقدّ كلمتك
كسار ونظرات الناس المستغربة لإنفعالها ويخزون كسار بشك وكأنه تحرش فيها
لا يطيقها :
انا الآن اماشيهم عشان اراضيهم
وبدفع لهم وبعدها معد يربطكم شيء
ضحكت ريناد ، ضحكة قهر
ضحكة ستضعها بقواميس اللغة
هي من اخترعتها لغباء كسار اللي اقحمها بهذه البلوة
مسحت عيناها وهي لا تدري هذه دموع خوف او سخرية القدر :
انت تدري انهم مايقبلون فلوس
ولا يسون خدمة لوجه الله
نظامهم عطيناك ، عطنّا
يخدمونك حتى تخدمهم
والآن عندهم خدمتين منك ومني
اسمهم العصابة الحمراء ومشتق اللون من الدم
يعني
مررت اصبعها على رقبتها بمعنى ( قتل )
/

\

/
ابتسمت شادن بمجاملة
وهي تمرر يدها اليسار على كتفها الأيمن حتى تدفئ جسدها البارد من القلق
تتمنى ان تتحرر من هذه المجاملات الباردة ، وتصعد غرفة سياف
لدن وفي حضنها غنى
ناظرت سياف وشادن ثم اردفت بإبتسامة :
غريبة ماتشبهكم وانتم امها وابوها
شادن :
تشبه ذياب اخوي
سلطان بهدوء :
وذياب يشبه امك
يعني بنتك تشبه جدتها
تلاشت إبتسامة شادن الباردة تدريجيًا
وعيونها المستقرة على ابنتها ولدّن ؛ ارتعدّت وكلمات سلطان تُهيج غريزتها بالضرب ولن تفرغ من لذتها
حتى تشعر ب دمه بين اصابعها
سقطت عينها ب عين خالها سلطان
وهي ترّمقه ب نظرة ( لا معنى لها )
وكأنها بدأت تصبح سياف بحركاتها
دون ان تشعر
رفع سلطان حاجبه وهو يرأها
وكأنه ماقاله ليس سر ، ولكن انه غير قابل للنشر
وكأنه ارتكب ذنب ، هو ذنب صغير ولكن لا يُغفر
همست شادن بنبرة قاسية وكأنها تلوم بها سلطان :
بنتي ماتشبه الإ ذياب ، ومالها الا جدتين ندى وترف !
قاطعها سياف
وكأنه وجد شيء يفرغ فيه غضبه على شادن ، بإبتسامة خبيثة :
وغزل ، ثلاث جدّات
الظاهر الغربة علمتك تصيرين قليلة خاتمة حتى على أمك
التقطت شادن المغزى
قالها سلطان بعفوية وخذاها سياف وسيلة استفزاز يحرق به قلبها
ولكن هيهات هيهات ارضخ من اول عقبة
إبتسمت ب خُبث لا يليق بها ولا كأن اللي تتحدث عنها امها :
اذكروا محاسن مواتكم
رشت الملح على جرح سياف وسلطان معًا بذكر غزل انها ( ميتة ) وهم فعلا مايدرون عن اخبارها هل هي حية ترزق ؟ ولا صدّقت شادن وكانت غزل من الأموات
اكملت وهي تسند رجلها اليُمنى على اليسرى
حتى تكشف عن خلخالها المستقر ب اسفل ساقها وفوق حذاءها :
ودي اقول الله يذكرها بالخير !
لكن مافيه خير سوته تنذكر فيه
قاطعها سياف ، وهو يمارس حيلة ثانية
الخبث ودّق الكلام والاسلوب الصهيوني / الصبياني مايجدي نفع ب شادن
ولكن يعرف كيف يخلخل إتزانها ، ويفجر حُمرتها ، ويضرب طبول اعضاءها ، ويصعد بحرارتها الداخلية :
وماجزاء الاحسان الا الإحسان
عمتي غزل لها عليّ فضل وحسنة - ابتسم ابتسامة بانت به صف اسنانه العُلوي - جابتك لي ، ويامحلاها من جيّة !
ضحكوا لدن و وهاد ، مع طيف ابتسامة على شفتيِ ترف ( أم ماجد )
من سياف اللي قلبّ الطاولة والجو المشحون حتى سكنت شادن بذهول من مباغتة سيّاف لها امامهم
قاطعتهم غنى وبيدها جوال وها ، مدت سبابتها لأمها وهي تشير على الجوال :
شادن ابي بابا بابا
أم ماجد وهي تنهي سالفتهم ، لتضيع الموضوع
آشرت على سياف :
هذا بابا
ناظرت غنى سياف بعدم رضى ، ولفت على شادن بغضب :
بابا بابا شادن
ضحكت وهاد وهي تقرص خدها :
الحين ليش مطيحة الكلافة بزيادة ؟ قولي ماما مو شادن
وقفت شادن وهي تمشي متوجهه الى غِنى ومايفصلهم الا خطوتين ولكن حسّت بإنها تمشي ب سور الصين العظيم من طول المسافة من أعين سياف اللي تتفحصها من شعرها الى اطراف اصابع قدمها
انحنت على ركبتها وهي تمد لها جوالها ، بإبتسامة لـ ام ماجد :
تقصد أغنية جوني جوني
وقف سياف وهو يتحسس جيوبه حتى يتأكد من مفاتيح سيارته :
نمشي ؟
وهاد بإستغراب :
وين بتروح ؟
سياف وهو يبعثر شعرها بكفه مبتسم :
حرمتي انتي ؟ وش عليك ؟
وقفت ترف مع وقوف سياف وشادن :
تونا ! صرنا بيت واحد وين بتمشون ؟
قبل سياف رأسها ، وشادن من خلفه صعدت لغرفته تأخذ عبايتها :
فرصة اخلي غنى هنا مع البنات
بأخذ شادن نشوف غرفة نوم على الأقل
ناظر سلطان الساعة الفضية التي تستقر على معصمه :
أجل مالكم رجعة قبل الساعة 12
ابتسم سياف بسخرية ، وهو يشوف زحمة المرور في خريطة Google :
حياك الله ب الرياض ، شوارع ماتنام ولا تفضى
سلطان وهو يقف لما سمع آذان صلاة العشاء ، ويشمر اكمامه :
على خير بعد أسبوع عزيمتكم وواجبك ياشادن
ودت شادن لو تصرخ وتقول ( ياويلكم من الله يكفي )
جلسة برفقة سياف بين اهله
شافت الموت ولا لقت طوق نجاة
كيف ب حفل تعريف أشبه بزفاف ب ( حرم سياف بن سلطان )
ماتقدر تطيق اشخاص من سلالة سياف
تراهم يحملون نفس الدم وتأخذهم بالإحضان
إبتسمت مُجاملة وهي تدعي الله ان لا تؤثم على إبتساماتها الكاذبة :
لا ماعليه السموحة
عماني من ايام حملي بغنى وهم ودّهم بعزيمة كبيرة لي عشان الكل يدري ب زواجي ويفرح الجميع
لو دروا اني رضيت بعزيمتكم الآن ورفضت عزيمتهم بيزعلون
سلطان وهو يعقد حاجبيه من طاري السليمان ، وبنبرة جافة وهو يأشر على غنى :
انتي بنت اختنا ، وحرمة ولدي وهذه بنتنا
محد اولى بعزيمتك مني
لبست شادن بنقابها وهي تنهي النقاش :
وانا بنت اخوهم وبنتهم وهذه حفيدتهم
هم اولى فيني من الجميع
هز سلطان رأسه بهدوء وقلبه يردد
( والله بنت خالد قول وفعل ودم
عوبا ماتترّوض ترد على الكلمة بعشر قبل ماتتنفس
الله يعينك ياوليدي ) :
اللي تشوفينه
طلعت شادن ، وخلفها سياف وهو يغلق الباب الداخلي خلفه
طلع مفاتيحه من جيبه وبنبرة ناقدة :
ماكان له داعي اسلوبك مع ابوي
ماذبح لك أحد
مشكلتك معي تعلمي تتعاملين مع مشاكلك
بدل ماتربين لك عدوات جديدة
تجاهلت شادن نبرة الآمر التي غلبت الانتقاد بصوته :
بشوف الملحق قبل
ما ابي اختار على عماي
رفع سياف ميدالته الفضية امام عيناها
وهو يآشر على المفتاح باللون الأبيض مختلف عن البقية :
خذيه
كتمت إنفاسها من مراوغة سياف اللا منتهية
وهي تشوف المفتاح المقصود قريب من كفه ، بتلامس اصابعه ب ظهر اصابعها حتى تطلعه من الميدالية
استقر المفتاح في يدها
وعيناها على شيء آخر
على الحرف المحفور في بطن ميداليته ( SH )
حرفها !
سحبت المفتاح بعنف وهي لا تطيق الصبر حتى تشوف آخرتها معه
ارتسم طيف ابتسامة على شفتِيه
وهو يحقق مبتغاه
دخل الميدالية ومشى معها :
ماتذكرين البيت وش كان مكانه ؟
همست شادن
وذكرى الطفولة هي المسكب الوحيد من حياتها التعيسة :
ارض كأنها براحة
كنا نلعب فيها





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 01:34 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

ضحكت شادن والذكرى اثملتها ، بقدر ثمالة نبيذ عتيق أحمر صُنع في لندن :
وان بغيت اجابة حق على سؤالك ، الذكرى المتصدرة هي كم مرة جلدك ابوي هنا سوا بسبب ولا بدون سبب
فتحت الباب وخلفها سياف مبتسم ابتسامة ضاحكة وهو يتحسس مكان الإضاءة :
ياما جلدني اكثر من ابوي ولكن لا توصين ، كل شيء من ابو ذياب دين برقبتي بوفيه ب بنته
شغلها وهو يكمل حديثه :
قبل فترة مر ابوي بضيق مادّي
واضطر هذه البراحة يقسمها من البيت
ويخليها دور مستقل يأجرها وقلت له لك شاري مو بس مستأجر وكنت الوسيط بينهم
في ظل حديث سياف ، انحنت شادن وهي تشوف ظرف بُني عريض مُلفت
عقدت حاجبيها بإستغراب ( اكيد تخص سياف )
رفعتها من الارض وهي تضعها على اقرب قطعة واجهتها
لفت على سياف وهي تسمع قصته
مشى سياف وخلفه شادن الى غرفة النوم وهو يفتح اللمبات
والذكرى تهدم حصون شخصيته المستقلة معها :
لما تمتت اجراء البيعة
وجاء وقت العقد لقى ابوي اني الشاري - ابتسم وهو يشوف دهشة شادن - اي شريته من ابوي ، ماعندي استعداد ابيع ألطف ذكريات العُمر
اشياء هنا صارت ، ماضنتي بتعود
سكتت شادن وهي تتفحص الغرفة ، وقفت واقدامها شّلت وهي تسمع آخر كلام سياف !
لفت بقوة وعيونها مذهولة
واصبح الذهول / الدهشة / الصدمة
مثل فرض الصلاة
منذ ان صارت السعودية تضم شادن وسياف تحت سقف واحد :
قلتها بنفسك !
لما قلت الطف ذكريات العمر كنت تقصدني ماكنت تقصد نفسك بأن هذا المكان الطف ذكرياتي !
وبينا هُدنة ، وهي ست شهور
وبقضيها في هذا المكان اللي شهد على كل لحظات طفولتي
ولما قلت ( كل شيء من ابو ذياب دين بوفيه ب بنته )
ماكنت تقصدها ساخر !
كنت تقولها متعمد
بتكرهني بكل شيء وكل مكان شهدني اضحك بيشهدني ارثيها ب دموع من دم
وقف سياف وهو يمر من جنبها مرور الكرام متجه الى الباب :
فطينة وفرتي علي عناء الشرح - بنبرة خبيثة وهو يذكرها بكلامها ب ليلة امس بغرفته -
اذا كنتي ماتطيقيني ، واجب علي اخليك ماتطيقين كل مكان تمرينه معي !
/

\

دخل وهو يشمر اكمامه
مُتجهه الى دورات المياه بالملاحق حتى يستعد لصلاة العشاء
بالجامع القريب من بيت سلطان
فتح صنبور الماء وهو يغسل كفيه تحت الماء ثم انفه وفمه ثم غسل وجهه بعد ان ملئ كفيه واغمض عيناه
فتح عيونه وهو ينفض رأسه حتى تتظاير قطرات الماء من عليه
وهو مبتسم لنفسه بالمرآة :
ناقصني صابونة دوڤ واسوي دعاية
خفض انظاره للماء مرة اخرى وهو يمسح على شعره
لحظة !
انتبه لشيء غير مؤلف
انتبه لشيء لما اغمض عيونه مرة اخرى
فتح عيونه وهو ينظر بالمرآة
لف رأسه بقوة على بيت سياف ، بيته مولعة انواره
يعني في أحد في البيت
احد شاف اوراقه
ترك صنبور الماء يندفع ب إسراف في حوض المغاسل الذهبية
وعيناه مستقرة ولكن تائهه وكأنها اضاعت الخريطة بالمرآه وهو ينظر للباب ينتظر شخص يخرج ويجاوب اسئلته
( كيف - متى - ليه - وش صار ؟ )
شاف سياف يطلع غاضب متوجه الى سيارته
نزل رأسه بسرعة وهو يكمل وضوءه ، مع انه نسى عند ركن من اركان الوضوء توقف
عقد حاجبه بإستغراب لأن مازال البيت منور بإضاءته !
رفع عيونه وهو يسترق النظر
طلع جواله من جيبه وهو يغلق الماء بعد ان فاضت المغسلة بتأفف ، ماكان الا ثواني معدودة حتى اجاب الطرف الثاني
قاطعه وهو يدخل دورات المياه ويتحدث بهمس حتى تمشي سيارة سياف المركونة في حوش البيت
دون ان يرآه
همس وهو يغلق الباب خلفه :
حرمة مع سياف في بيته ، طويلة ماهي من حريم البيت
اسال لك يمين ويسار وعلمني من هي !
قفل جواله وهو يدخل جيبه وقلبه يخفق بشدّة
رفع حاجبه بفضول ليه سياف كان معصب ؟
معقول شاف الاوراق وجاي يدور عنه !
/

\

/

\
مسكت ريناد رأسها بكفها الأيمن ، وهي تبكي بحرّقة من فرط الخوف
بطاقتها كانت بيد عصابة مجرمة برفقة شخص غبي مثل ( كسار ) الله وحده اعلم وش سووا فيها كل هذا الوقت ، نجح بفضلهم بعد الله
يعني لهم فضل عليها ولن تموت حتى ترد لك دينهم !
تعاركت مع اعز انسان على قلبها ( مشعل ) ومشعل لا زعل معد رضى وكل هذا بسبب كسار
مقرن وش بيسوي فيها لا درى عن كل هذا ؟
رفع كسار حاجبه بإستنكار
وهو يكره بكاء البنات :
انتي مثل اللي ضحكنا قال الله يكفينا شر هذه الضحكة ، إنسان متشاؤم
مابعد صار شيء ليش تصيحين ؟
ريناد رفعت ريناد رأسها وهي جالسة على الأرض متكية على عامودة الانارة
مسحت دموعها بطرف كمها وبنبرة حاقدة :
لازم اتكلبش بالحدايد وارمى خلف قبضان زنزانة ويدرج اسمي مع نظام الشرطة من له سوابق عشان
ابكي ؟
ضحك كسار وهو يلعب بإطراف اصابعه على فخذه المتكي على اسوار الكافيه مقابل ريناد :
انا قلت الحين على كذا هالنياحة ، تبكي على شيء يسوى - حك دقنه حتى يخفي ابتسامته الخبيثة - مثلا تبكي اتعاضًا ، انها نجحت بالغش
وتذكرت ( من غشنا فليس منا ) يعني فوق الذنب وان رزقها فيما بعد بيكون حرام وفوق هذا خارج امة محمد ، وهذه المصيبة لعلها تكفيرًا للي سويتيه ولعلها عقوبة من ذنبك
قاطعته ريناد وهي تصرخ حتى تسكت كسار ، الذي ايقظ ضميرها وبدأ يُنبأها بأنها تستاهل :
اوص ! يا اخي انت بجيح والله العظيم ابجح انسان شفته في حياتي
حتى كلمة آسف مستكثر تقولها ؟
ابتسم كسار بسخرية ، وهو يستعدل بوقفته :
انتي تنتظرين آسف وانا انتظر شكرا
ولكن ماعليه الظاهر اني نسيت ان النساء ناكرات للعشير
تنكر حتى فضل زوجها فما بالك ب رجل غريب قدم لك خدمة ؟
مشى متجهه ليدخل الكافية مجددا وهو يكمل حديثه :
ولكن من لا يشكر الناس لا يشكر الله
شكرا لك لإنك دعمتي نظريتي تجاه الحريم
بإني متاكد ان ادمغتهم بحجم حبة الخردل
شايفة شقد صغيرة ؟
ايوا بالضبط نفس حدود تفكيركم
ماتعرفون تتعاملون حتى مع ابسط المواقف
غير بالنياح والصراخ
هي من كانت عضو ب 24 حملة
تؤكد على حقوق المرأة بكافة دول العالم
هي من كانت تقف سمًا في حتجرة كل شخص يهين المرأة
هي اول من يسلم الشيكات
لدعم اي قضية تعنيف مرأة
كسار هو نقطة من بحر !
ولكن لماذا نبرة الثقة بصوته
جبروته وهو يحادثها وكأنه بيدهسها ب سبابته
ان اطالت بالبكاء
جعلتها تغرق في هذا البحر
وقفت بإندفاع
وهي تحاول ان تستجمع الـ 28 حرف من العربية
والـ 26 حرف من الإنجليزية
والـ 26 حرف من الفرنسية ب حنجرتها
حتى تشتم كسار ب كل أبجديتها
لكن الـ 80 حرف التي حاولت ان تعدها للجهاد
في سبيل الرد على كسار
باءت بالفشل
لعله من ضيق حنجرتها وكثرة الحروف
شعرت ب شيء حاد يؤلم مكان النبض في معمصها
فتحت عيونها بدهشة سعيدة
وهي تذكر السكينة المسروقة من الكافية
توجهت بخطوات سريعة بإتجاه كسار
وشفعت لها خفة جسدها
ألقت نظرة سريعة على جسده
وهي تختار من اي مكان تصيبه ؟
ماهي مجنونة حتى تكاد تقتله
ولكن فخذه مكان ممتاز لعله يفقد القدرة على المشي
اقتربت جدا
ماعاد يفصل بينها وبين كسار الا مجرى النفس
ولكن كسار اللي كان يراقب انعكاس ريناد من الباب الزجاجي بسخرية
متحسبًا لردة دفاع
لف بقوة
وهو يحاوط رقبتها المنحنية لرؤية رجلها ب ذراعه
وهو يثبتها بقوة على بطنه
مد يده اليسرى
وهو يمسك السكينة بقوة
ويضعها امام عيناها بعد ان جرها الى الزواية
واعطى العامة ظهره
وبهمس حادّ وقلبه مازال يرتعد من هيبة الموقف :
تلوميني اذا قلت دماغك بحجم حبة الخردل ؟
كنتي تقدرين تمارسين نفس اسلوبي
وتقولين ناكرات للعشير
ولكن اكمل لك نصف دينك
بس شفتي انك حتى نفسك
ماتقدرين تحكمين غضبها ؟
اقدر ارفع عليك دعوى تشهير بالسلاح
وقضية قانونية وذنب ديني وقول الرسول
( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه ، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه )
ولكن أحب آخذ حقي بيدي
مرر السكينة بهدوء حتى تلمس جبين ريناد تحت صرخاتها المكتومة ب كف كسار
ابتسم وهو يدفع ريناد بقوة على الارض
وجبينها يعّلم ب جرح سطحي
رمى السكينة جمبها
صرخت ريناد ويدها تتحس جبينها بخوف
وهي تفهم قصده من هذا كله
يبي يخوفها لا آكثر حتى تتوب
ونجح ب ذلك
حتى اصبحت اسنانها ترتعد ببعض
ممكن انها لا تقدر الامور
ولكن ليست غبية حتى ماتلتقط المغزى
والخوف اخرج كل قوات الدفاع بداخلها :
ياشيخ ياعلامة تأخذ من الدين اللي يعجبك ؟ ليش ماخذيت قول النبي بمن يروع مسلم ؟ ( من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة )
ابتسم كسار بسخرية وهو يغير وجهته ويتوجهه الى سيارته :
على البركة ، بديتي تتعلمين والجاي أكثر
صرخت ريناد حتى يسمعها وهي تدعي بحرقة :
الله ياخذك
رفع كسار يده وهو يصرخ حتى تصل دعوته لمسامعها :
للجنة ، تخاويني ؟ - اكمل وهو يتعمد استفزازها حتى تبكي ويشعر بلذة الانتصار - عاد يقولك اكثر اهل النار النساء !
وقفت ريناد وهي تنفض الغبار من ملابسها وبهمس :
بدخل الجنة برحمة الله ماهو بفضلك او مخلدة بالنار عشاني انثى وانا الجنة تحت اقدامي
دخلت الكافية حتى تنادي رغد وناصر ، ويمشون بعد ان استفذ كسار كل طاقتها /

\

/

صدى صوت كفرات سيارة Land Rover 2016 بحدة عندما توقف ذياب بقوة بعد ماكان مُسرع أمام بيت عبدالله بن مقرن الجامح ب غضب
نزل من السيارة وترك بابه مفتوح
ضغط بسبابته على الجرس ولم يرفعه
الى ان يخرج له احد
تأفف وهو يشوف قفازاته البلاستكية
مازالت بيده من خرج من غرفة العمليات ملطخة بالدم
خلعها ورامها على الارض بلا مبالاه
فتح الباب ثنيان بغضب وهو متوقع ان ابناء الجيران :
ماعندنا لكم كورة
بتر كلامه بإحراج وهو يشوف ذياب ، ب سكراب باللون السماوي
ويده اليسرى تستند على خصره بغضب
بنبرة ترحيب خالطها الاستغراب من علاقتهم السطيحة بذياب وش يبي فيهم جاي من دون موعد ؟ :
السموحة يا ابو خالد ، حياك الله اقلط
قاطعه ذياب بحدة :
ماجيت اشرب فنجانك ، وما اشرب فنجاني في بيتك الا كان في عزا اختك
رفع ثنيان حاجبه
وقلبه انقبض من كلمة ( اختك )
وكل الضنون السوداء ب افنان خطرت على باله وبحدة تشابه نبرة ذياب :
احشم البيت اللي واقف قباله واهله ياذياب
قاطع احتداد نبراتهم ، حتى بدت تضخ شرارة من حرارة احتكاكها
صوت عبدالله ( ابو ثنيان )
وبيده مسبحته بحجر كريم وهو يستغفر بعد ماخرج من المسجد على اقدامه متوجه الى منزله :
ياهلا والله ب ذياب ، افا ياثنيان مخليه على الباب
ثنيان وهو يشير بسبابته :
هو خلا احد يضيفه ، جاي يهدد مدري وش يبي
ذياب برز جواله في وجهه وبنبرة مقهورة
وقد تعوذ النبي من قهر الرجال :
انا ما ابي الا شيخ يفتي ب جواز قتل بنتكم
وأكون من الشاكرين
امي اللي من ١٢ سنة
محد تجرأ يغلط ب حرف عليها
الا وقصيت لسانه من علباه وزينت فيه قبره
تجي بنتكم مافقست من البيضة تشهر وتقذف فيها ؟
بتر عتابه
ثنيان اللي دخل يركض كثور هائج يصرخ بأسمها ولن يخمد نيرانه الا افنان بين يديه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-18, 12:42 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.