15-08-18, 09:07 PM
| #1113 | ||||||
| عضو ذهبي 
|  الفصل الثاني والعشرون ابدلت قمر ملابسها بثوب جميل ينفع للخروج في اوقات العصر وما بعدها .. تأخرت فعلاً في اختيار اللبس الذي ستخرج به رغم انها غير متشوقة للذهاب .. نظرت الى الساعة التي كانت تشير الى اقل من السادسة مساءً بقليل .. ذهبت الى الصالة واخرجت هاتفها وبدأت تقلب فيه بإنتظار مجئ اختها ندى وزوجها علي مع اخيه سامي كي يمرو عليها ويذهبو جميعاً لشراء ملابس الطفل الجديد والذي سيأتي بعد شهرين تقريباً .. هي تعلم انها مجرد حجة دبرتها اختها وزوجها كي تقارب بينها وبين سامي الذي وحسب ما فهمت فيما بعد طلب من اخيه ذلك ينتابها القلق من هذه الخطوة التي ستحدد بعدها ان كان سامي سيصبح اكثر من مجرد قريب او لا فهي حتى الان لا تستطيع ان تحدد وضعه بالنسبة لها يوجد شعور ثقيل يجثم على قلبها ويجعلها غير سعيدة يرافقه شعور بالوهن اصبح يلازمها منذ ان وافقت على الموعد مع اختها .. تسأل نفسها لمرات باتت لا تعرف عددها ان كانت تفعل الصواب بذهابها معهم ام انه كان يجب عليها ان تغلق موضوع سامي نهائياً او على الاقل حتى يحين الوقت الذي تشعر فيه انها استطاعت نسيان مالك وابعدته من تفكيرها تماماً .. فهي رغم كل ما فعله معها ورغم حقارته التي اصبحت تعرفها بل وتتذكرها جيداً الا انها لا تنكر انه ما زال يؤثر بها وبأكثر من طريقة ويثير بها نوعا من المشاعر التي ترغب بنسيانها .. فبمجرد اقترابه منها ينتابها شعور غريب باللهفة وهذا ما تاكدت منه اخر مرة حين التقته عند بيت الخالة ام فاطمة .. لا تستطيع ان تنكر انها تتمنى بداخلها ان تستطيع نسيانه فعلياً لكنها لا تخدع نفسها بإدعاء ذلك .. فهي لا تنكر اعجابها بشخصيته حينما عرفت انه يقوم بمساعدة اشخاص امثال أم فاطمة .. فبالنسبة لها ان من يقوم بمساعدة الاخرين هو شخص يملك قلباً رائعاً .. لكنها لا تريده .. ليس بعد كل ما فعله بها .. فهي حتى وان شعرت بالحنين اليه الامر الذي اصبح يلازمها بعد مواجهتها معه في حديقة عبير ورافد الا انها تعود لتتذكر بكاءها وتوسلها اليه بأن يتركها .. كلما تتذكر تقبيلها لقدميه تنزلت دموعها بغير ارادة منها مثل الان .. أسرعت للذهاب الى المرآة ومسحت دموعها لتضع مجدداً بعض المكياج تخفي فيه اثار بكاءها .. فاختها ندى سرعان ما تراها وستعلم انها كانت تبكي وستعزو سبب بكاءها لمالك مجدداً .. ندى لا تستطيع اخفاء سعادتها الواضحة بما يحدث وباتت لا تتكلم الا عن سامي وكيف سيتزوجو من نفس العائلة ليصبحو معاً دائماً بل وتمادت في تخيلاتها الى الحد الذي اخبرتها ان اولادهم سيتزوجو من بعضهم البعض ايضاً .. اما امها والتي لا يهمها شخص بعينه قدر اهتمامها ان تطمئن على ابنتها مع رجل جيد يراعيها ويهتم بها كسامي .. وحده زيد لم يتدخل بكل ما يحدث ونأى بنفسه عن كل ما يدور حوله .. وعندما لم تتمكن من النوم ليلة امس بسبب افكارها حول الامر ذهبت لسؤال زيد عن رأيه بسامي اجابها انه شأن خاص بها وانها يجب ان تقرر بنفسها ان كان سامي هو من تريد ان تكمل حياتها معه ام لا اخيراً سمعت صوت السيارة منبهة اياها لوصولهم الى بيتها فوقفت بغير رغبة لتأخذ حقيبتها وتغادر البيت ونظرات امها تلاحقها بسعادة . ** ما ان فتحت الباب حتى رأت سامي يخرج من سيارته والابتسامة تعلو وجهه .... مد يديه متعمداً للسلام عليها وتبدو عليه السعادة لرؤيتها وقال :ـ مرحباً يا حلوة .. ما هذا الجمال .. مدت قمر يديها بتردد نحوه وشعوراً بالخجل ينتابها وقالت :ـ مرحباً بك اسرع سامي لفتح الباب لها فرأت ان ندى وزوجها يراقبون ما يحدث بفرح .. ما ان دخلت واستقرت في مكانها حتى شعرت بقرصة على ساقها وسمعت ندى تقول بصوتٍ هادئ لا يسمعه سواها :ـ ألم اخبرك انه يحبك .. انظري اليه .. كم هو سعيد بوجودك معنا لا ارادياً بحثت بعينيها عن سامي فألتقت اعينهم من خلال المرآة فأسرعت لتحني رأسها بخجل منه بعد ان شاهدت ابتسامته الواسعة .. صدحت الموسيقى فقام علي بالغناء ترافقه ندى وبعدها سامي لينتهي الجميع بالغناء معاً وشيئاً فشيئاً بدأت قمر بالارتياح واندمجت معهم بسعادة .. توقفو بعد نصف ساعة الى احدى المولات المشهورة والتي افتتحت حديثاً والمكونة من اربع طوابق مليئة بالمحلات التي تبيع مختلف الاشياء .. كانت هذه اول مرة تحضر بها قمر للمكان فتوقفت عدة مرات تنظر حولها وتشاهد واجهة بعض المحلات مقررة ان تشتري لنفسها بضعة ملابس فيما لو اعجبها شي ما .. أتجهو مباشرةً الى ملابس الاطفال والتي كانت تقتصر على ثلاث محلات فقط .. كانت قمر وسامي يتفرجان فقط اما ندى وزوجها فكان منظرهم يوحي بالحميمية وهم يتحدثون عن طفلهم القادم .. نظرت اليهم قمر بينما يضع علي يديه محتضناً بها خصر اختها مقرباً اياها منه وهم يتكلمون بصوتٍ منخفض بينما يقلبون ببضعة اشياء تخص الاطفال .. ابعدت قمر نظراتها وبدأت تتفرج على باقي المعروضات وعيون سامي تلاحقها .. اقترب منها ليشاهد معها بعض الملابس التي كانت تقوم بإنتقاءها .. اخذ واحداً بلون ازرق وهو يقول :ـ أليس جميلاً ؟ أيدته بهزة من راسها ليضيف متابعاً :ـ تخيلي منظر الطفل بهذه الملابس .. سيكون رائعاً كخالته ابتسمت قمر ونظرت اليه ثم قالت :ـ بل هو رائع لأنك عمه ارتاح لجوابها وقال :ـ هذا الطفل سيكون شيئاً مشتركاً فيما بيننا .. انت الخالة وانا العم .. ما رأيك بذلك ؟ اخذت قطعة الملابس مجدداً وقبل ان تستطيع اجابته حضرت اختها وبيدها بعض الملابس التي اختارتها وقالت بسعادة :ـ سأشتري هؤلاء .. ثم نظرت لقطعة بيد اختها وبدأت تقلب بها وقالت :ـ وهذا ايضاً .. سنشتري كل ما يحتاجه الطفل حتى عمر الثلاثة اشهر خرجو بعد قليل ليأخذو جولة في المحلات الاخرى .. توقفت قمر تنظر الى واجهة محل وعينيها تحدق بفستان باللون البنفسجي الغامق .. اقترب سامي منها واشار لفستان بقربه باللون الازرق وقال :ـ يذكرني هذا بالفستان الذي كنتِ ترتديه بخطوبة اختك التفتت اليه قمر متفاجئة من كلماته ومدى تأثيرها عليها .. لم تتوقع انه ما زال يتذكر ذلك فخرجت منها كلمات عفوية قبل ان تعي ما تقول :ـ هل ما زلت تتذكر ؟ نظر لها بألفة وقال :ـ وكيف انسى اول مرة رأيتك فيها ؟ اقترب علي وهو يعي نظراتهم لبعضهم وقال :ـ ما رأيكم هل نأكل هنا ام عندكم اقتراح آخر ؟ ابعد سامي عينيه عنها واجاب اخيه بتذمر :ـ هل كان يجب ان تأتي الان ؟ ضحك علي وندى التي وكما يبدو قد سمعت ما قال فخجلت قمر وهي تعي نظرات الجميع بإتجاهها .. انقذتها اختها قائلة :ـ فلنأكل هنا .. الجميع يقول ان طعامهم لذيذ اقتربت قمر منها مؤيدة ما تقول وهي ترغب فقط بالابتعاد عن سامي وقالت :ـ انا اتفق مع ندى .. لا داعي لذهابنا الى مكان آخر بينما يوجد عدة مطاعم هنا صاح سامي بموافقة :ـ حسناً اذن .. لقد اتفقنا اجابت اختها بلهفة وهي تشعر بالجوع :ـ هيا اختي .. انا جائعة واستطيع ان آكل خروف كامل صاح علي قائلاً :ـ كُلي ما تشائين .. فالطفل يجب ان يخرج قوياً وبصحة جيدة صاحت ندى وهي تدعي الزعل :ـ انت لا تهتم بي مطلقاً وتفكر فقط بالطفل القادم ذهب سريعاً لمراضاتها الامر الذي استغله سامي مازحاً معهم حول الامر وايدته قمر لتمزح معهم ايضاً فشاع جواً من المرح والمزاح الخفيف طوال الجلسة يتخللها النقاش الجدي ليعودو للضحك من جديد في النهاية اوصلو قمر الى البيت وهي تشعر بالسعادة لقضاءها وقتاً ممتعاً معهم فقد سار كل شئ بأروع مما كانت تتخيل .. لم يزعجها سامي بمشاعره بل كان مرحاً جدياً معها رغم انه في بعض الاحيان كان ينسى نفسه فيقوم بمغازلتها الا انه يعود من جديد ليتصرف بشكلاً طبيعي .. اغلقت باب البيت وذهبت متجهة الى غرفتها كي تبدل ملابسها وما زالت الابتسامة تعلو ملامحها لتستلقي بعد ذلك على سريرها لتنام بهدوء ************* التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 15-08-18 الساعة 09:35 PM | ||||||
|  |
|
15-08-18, 09:12 PM
| #1114 | ||||||
| عضو ذهبي
| على مكتبها وبينما تقلب في الاوراق امامها بخصوص عقد مع شركة جديدة رن هاتفها فرفعته لتجد انه يوسف .. بينما تتناول هاتفها رأت سمارة تدخل عليها بنفس الوقت فقامت مرحبة بها وهي تفتح هاتفها بينما ينتابها شعور بالذنب حيال يوسف لانها قد نسيته تماماً طوال هذه الفترة .. بقيت تتحدث اليه وهي تنظر لصديقتها التي تجلس امامها .. رتبت موعداً معه واخته وزوجها للذهاب للعشاء .. رغم انها رفضت في البداية الا انها وبسبب حضور اخته هناك وبعد الحاح منه قررت القبول . سمارة والتي كانت تستمع لها وهي تقوم بتحديد الموعد .. شعرت داخلها بالحزن .. ان تنسى اخيها وتبدأ صفحة جديدة مع شخص غيره هو شعور لم تستسغه ابداً .. صحيح هي تتفهم موقفها بعد كل ما قام به نادر والذي لا يمكن لأي فتاة ان تنساه بسهولة ولكنها رغم ذلك تتمنى ان تعطي اخيها فرصة اخرى لانها تعلم ان اخيها ما زال يحبها ويفكر بها والدليل على ذلك انه مازال يستقصي اخبارها منها هي شخصياً متوقعاً انها لا تفهم ما يقوم به .. فاستجوابه اياها حول كل ما تفعله ريام جعلت الامر مكشوفاً بالنسبة لها . انهت ريام المكالمة لتلتفت لسمارة سعيدة بوجودها بعد غياب عدة ايام عن الشركة فسألتها بلهفة :ـ منذ متى اتيت من السفر ؟ ـ البارحة ليلاً .. اعتذر لمجيئي الان ـ لا يهم .. هل تمتعتِ بعطلتك ؟ اجابت سمارة بضجر :ـ اخبرتك سابقاً عن والدتي .. فهي لا تحب غير التسوق وزيارة معارفنا هناك .. إلا انني تمتعت رغم ذلك بعد اقناعها بصعوبة ان تزور معي بعض المتاحف التراثية ضحكت ريام وقالت :ـ امي تفعل ذلك ايضاً وتقول دائماً ان التسوق هو افضل ما تتمتع به المرأة .. وانا اضطر لمجاراتها بعض الاحيان دخلت قمر مقاطعة الاثنتان وذهبت بسعادة للسلام على سمارة ما ان رأتها وقالت :ـ لقد إفتقدناك في الشركة .. متى اتيت ؟ اجابت سمارة من جديد قائلة :ـ البارحة ليلاً .. هل صحيح انكم اخذتم المناقصة ؟ نظرت قمر وريام احداهما للاخرى ثم سألت ريام :ـ من اخبرك ؟ ابتسمت سمارة بسعادة من الموقف وقالت :ـ مالك من اخبرني وقد كان غاضباً جداً فسألت ريام بسرعة دون ان تستطيع السيطرة على كلماتها :ـ ونادر ؟ اتسعت ابتسامة سمارة ثم اجابت بضحكة :ـ كان يبتسم فقط شعوراً غريباً اجتاح ريام في ذلك الوقت فسرحت في تذكر ابتساماته النادرة التي كان يوجهها اليها عندما كانت تعمل عنده .. شعور بالشوق خارج ارادتها سيطر عليها فسألت سمارة بترقب :ـ هل ابتسم فقط دون ان يقول شيئاً .. ـ نعم .. الا انه اخبرني ان اقول لك .. جيد انك طردتي مدير شؤون الموظفين فهو يستحق ذلك ما ان سمعت ريام كلماتها حتى هبت من مكانها غاضبة لتقول :ـ من ينقل له اخبار الشركة ؟ اضافت سمارة متابعة بإبتسامة عريضة :ـ ويقول ايضاً ان عليك لا تغضبي من هذا الشخص فجميع من في الشركة بات يعرف بالامر هدأت ريام بعد ان شعرت ان نادر يتلاعب بها فقط فالواقع ان الجميع فعلاً اصبح يعلم لماذا طردت ذلك المدير .. ارادت متعمدة ان تؤذيه مثلما يفعل معها فقالت موجهة كلامها لقمر .. متعمدة ان تنبه سمارة مجدداً بموعدها :ـ بما ان هالة ذهبت للغداء الان فاريدك ان تلغي مواعيدي لما بعد الساعة الثالثة من يوم الخميس فعلي تحضير نفسي للذهاب الى العشاء مع يوسف فهمت قمر تماما مالذي تفعله ريام فقالت :ـ تبدين متلهفة هزت ريام كتفيها بلامبالاة قائلة :ـ لمَ لا .. احب ان اتعرف عليه اكثر .. وتابعت مغيرة الموضوع :ـ قمر .. يجب ان نذهب الان لنعاين الارض التي افكر بشراءها واستدارت بعدها لسمارة قائلة :ـ كوني مكاني حتى عودتي واسألي هالة بخصوص اي تفاصيل جرت خلال فترة سفرك اجابتها سمارة بإبتسامة :ـ حسناً ********** بعد ساعتين دخلت ريام الى الشركة وحدها تاركة قمر خلفها تجلب بعض الاوراق .. مرت من امام هالة والتي ما ان رأتها حتى نادت عليها قائلة :ـ ريام .. اردت اخبارك ان والدك معه ضيوف منذ اكثر من ساعة ابتسمت ريام لها بتلقائية وشكرتها ثم ذهبت لمكتب والدها وهي تفكر من تراه يأتي بدون موعد هكذا .. ما ان فتحت الباب حتى تفاجأت بوجود كلا من نادر ومالك اللذان وقفا ما ان رأوها تدخل اليهم . انفعلت ريام وهي تراهم ... تذكرت كل ما فعلاه بها وقمر .. لا تصدق ان لهم الجرأة على المجئ لشركتها بعد كل ما فعلاه فقالت اول شئ تبادر لذهنها :ـ لماذا جئتم ؟ مالذي تفعلوه هنا ؟ استغرب والد ريام كلام ابنته ... وقف بعد كلماتها وانتابته الحيرة واراد ان يستفسر منها لكن قاطعه دخول قمر حاملة بعض الاوراق وهي تبتسم قائلة :ـ ريام اعتقد انني لا استط .... لم تستطع ان تكمل عبارتها لإنها رأت الجميع هناك ... خاصة مالك ... كانت قد بدأت تعتاد غيابه بل لم تفكر به منذ ان خرجت برفقة اختها .. والان وهي تنظر اليه تشعر بأن كل شئ عاد كما كان .. عادت مشاعرها تتأرجح مابين حبه وكرهه في نفس الوقت .. ثم عادت لتتذكر كل شئ فعله بها وهي تسأل نفسها لماذا لا يتركها .. ألم تخبره سابقاً ان لا يحوم حولها لماذا لا يساعدها كي تنساه وتعيش حياتها دونه قاطع استرسال افكارها والد ريام سائلاً :ـ هلا يخبرني احدكم مالذي يحدث هنا ؟ دخول سمارة قاطع كل اسئلته مجدداً .. ابتسمت سعيدة ما ان علمت بوجود اخوتها فتقدمت قائلة :ـ هربت منكم لأجدكم قد لحقتموني الى هنا ... تقدمت بعدها للسلام عليهما حتى مالك التي اضطرت للسلام عليه ايضاً رغم انها لا تتحدث معه منذ ان عرفت بما فعله بقمر .. قالت بعدها :ـ هلا تخبروني عن سبب مجيئكم خلفي ؟ اجاب نادر وعينه على والد ريام :ـ لقد فكرت بمشروع خيري من الممكن ان نشترك فيه معاً ... قفزت سمارة سعيدة بالخبر وقالت :ـ لا تقل لي انه مشروع دار الايتام الذي كنت تفكر به منذ فترة ؟! ايدها نادر قائلاً وهو ينظر لريام :ـ هذا صحيح استدارت سمارة اليها سائلة بعفوية :ـ ما رأيك ريام ؟ انه مشروع سيفيد الاطفال اليتامى المحرومين من اهلهم ... ابتسمت ريام ابتسامة تعمدت ان تكون ساخرة وكأنها تخبره انها تعلم جيدا مالذي يخطط له .. التفتت بعدها لوالدها الذي قال بإستفسار سائلا بصورة غير مباشرة عن سبب هجومها قبل لحظات :ـ ريام ؟ كان ابيها بإنتظار جوابها .. ان يعرف لماذا لم ترحب بهم عندما رأتهم وهي التي كانت تعمل لديهم لأشهر طويلة .. شعرت ان الزمن قد توقف بالنسبة اليها وهي تنظر لأبيها تارة ثم للجميع واحدا واحدا تارة اخرى ... الكل كان بإنتظار قرارا منها ... هل تقول لوالدها كل شئ وتضرب بالجميع عرض الحائط .... ام تصمت وتبدأ صفحة جديدة وتتعامل معهم على هذا الاساس وتنسى كل ما حدث في الماضي ... المشكلة ان اليتامى وحدهم من سيخسر في هذه المعادلة الصعبة فكيف تستطيع القرار ؟ نظر نادر الى ريام وهو يحتويها بعينيه ....نظرة اثرت بها .. بالرغم من انها غير مستعدة للاعتراف بالامر .. كانت نظرة رجاء ... كأنه يريد منها ان تنسى وتفتح صفحة جديدة .. كان يعرف ان مجيئه الى هنا فيها مجازفة كبيرة .. ويعلم جيداً صعوبة الامر بالنسبة لها لكنه سينتظر قرارها ويتمنى ان يكون لصالحه .. للحظة شعرت بالضعف وهي تنظر لنادرالمترقب لقرارها ... فهي تعرف كما يعرف هو انها اذا قبلت المشروع فكأنها ستعطيه فأساً لكسر الصومعة التي بنتها حولها طوال تلك الفترة .. استدارت لقمر وكأنها تطلب رأيها .. وجدت ان قمر قد استعادت شئ من هدوءها لتهز كتفها قليلا بمعنى .. القرار لك قالت ريام بعدها وهي تنظر لوالدها المنتظر لقرارها وما سوف تقوله بشأنهم :ـ لنتكلم عن المشروع اولا ثم نقرر فيما بعد تنفس الجميع الصعداء وشعرو بالراحة .. نظر والدها لريام التي تجنبت النظر له , اراد الاستفسار منها اكثر حول الموضوع الا انه بعد التفكير وجد انه لا داعي للخوض في الامور اكثر من ذلك فلو ارادت ريام الكلام فهو اكثر من مستعد للاستماع لها وهي تعلم جيداً هذا الامر ... تقدم نادر للجلوس قريبا منها وهمس لها دون ان ينتبه اليه احد ... شكراً لك ... قالت له وهي حريصة ايضاً ان لا يسمعها غيره :ـ ليس من اجلك فهم منها ان الامر يخص الايتام لذلك هي غير مستعدة لخسارة شئ يعود عليهم بالفائدة .. الا انه كان سعيداً رغم ذلك بموافقتها وحدها قمر انسلت بخفة من المكان وخرجت مغلقة الباب خلفها بهدوء وعيون مالك تلاحقها حتى خرجت . جلست هناك بمكتبها تفكر بكل ما حدث قبل لحظات ... تشعر بنفسها حزينة مجروحة .. لم تشفى جراحها حتى الآن ... كيف ستتحمل رؤيته كل يوم .. وهل كان يجب عليها ان تعترض على وجودهم ام ان ما فعلته هو عين الصواب وانها يجب ان تتابع حياتها دون ان تعطيهم الفرصة للشفقة عليها او هدم حياتها من جديد ... لماذا لم تنطق بشئ عندما رأته امامها ... ألم تخبره انها لا تريد رؤيته بأي مكان ... ان ينساها .. لماذا اتى اليوم خلفها معيداً اياها الى نقطة الصفر معه من جديد فُتح الباب فجاة فإستدارت لترى مالك واقفا هناك ينظر لها .. وقفت تنظر اليه ايضاً دون ان تقول شئ ... اقترب منها بخفة وقال :ـ هل انتي منزعجة لحضوري الى هنا ؟ ـ وماذا تعتقد ؟ ألم يكفيك كل ما فعلته ؟ لماذا ما زلت تلاحقني ؟ قال وهو يقترب اكثر :ـ احبك .. ولا استطيع الابتعاد عنك رغم تأثرها بما قاله الا انها لم تستطع الاستجابة اليه لم تستطع الاقتراب منه لتخبره انها ايضاً تحبه .. لكن لحظة .. هل احبته فعلاً ؟ لم تعد تذكر منه سوى الالم والتوسل والبكاء وكأن كل السواد اتى مغطياً كل ما كانت تعيشه معه من مشاعر نقية صافية بريئة وحب فقالت له بقسوة :ـ لا يهمني ولا اريده خرجت بعدها تاركة المكان لتلوذ بغرفة جانبية مختبئة بقية اليوم من رؤيته .. جاءتها ريام بعد فترة من الوقت قائلة :ـ لقد ذهبو .. لم اعطهم قراري حتى الان .. هل تريدين ان الغي الامر ؟ ـ كلا .. لا داعي لذلك .. قالت ريام بإبتسامة فهمتها قمر جيداً :ـ اذن اريد منك ان تفكري بشروط تعجيزية لغرض الموافقة على المشروع معهم ضحكت قمر بسعادة واجابت :ـ سأفعل ************ التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 01-09-18 الساعة 09:40 PM | ||||||
|
| |
|
15-08-18, 09:17 PM
| #1115 | ||||||
| عضو ذهبي
| في اليوم التالي وضعت قمر جميع الاوراق على مكتب ريام ... ضحكت الاخيرة قائلة لها بسعادة :ـ هل انتهيت من دراسة الاوراق بهذه السرعة ؟ ـ انه مشروع يخص الايتام .. انتي تعرفين انني ضعيفة امام هذه المسائل ابتسمت ريام وقالت :ـ هل تصدقين ... للحظة كنت سارفض الامر ولكن بعد ان فكرت ان الاطفال وحدهم من سيخسر تراجعت عن قراري قالت قمر وهي تجلس امامها :ـ كان ذكاءً من نادر ان يفكر بهذا الامر .. ـ اعترف بذلك ولكن اريد منك ان تبلغي الجميع باجتماع الغد ... صمتت ريام فترة ثم سألت قمر :ـ هل ترغبين بحضور الاجتماع ؟ عرفت قمر انها تقصد مالك فقالت لها بثقة :ـ نعم .. مالك انتهى من حياتي ويجب ان لا اتصرف معه وكأنه شئ مهم بالنسبة لي ـ وهل مازال يرسل لك الورود كل يوم ؟ ـ نعم ... الا انني ومنذ التقيته في بيت الخالة ام فاطمة وانا اشعر اني اصبحت اقوى من قبل وكأنه لم يعد يمثل لي اي شئ .. ********** حضرالجميع للاجتماع بخصوص ملجأ الايتام بإستثناء نادر ... نظر مالك لقمر نظرة جانبية بينما تجاهلت هي وجوده .. مما آلمه كثيراً فهي ومنذ ما حدث وهي تتجنب النظر اليه مباشرةً .. فما ان تلتقي عيناهما حتى تشيح بوجهها عنه رافضة اي تواصل بينهما .. لكنه اعطاها الحق بذلك .. فهو يعلم تماماً ورغم ادعاءها القوة معه الا انها ما زالت تتألم مما فعله بها .. يرى ذلك في نظراتها الخاطفة اليه وفي تعبيراتها التي يلمحها في بعض الاحيان .. لكن كيف يجعلها تسامحه وتغفر له .. حتى لو لم ترد حبه وعاطفته من جديد الا انه يريد ان ينال غفرانها .. جلست ريام وهي تنظر حولها مدعية الجهل وسألت :ـ هل حضر الجميع ؟ قمر :ـ الجميع موجود بإستثناء نادر ... هل نبدأ بدونه ؟ طافت ريام بنظراتها على الموجودين وقالت :ـ اكيد .. لن ننتظر اكثر مالك :ـ اعتقد ان علينا الإنتظار قليلاً بعد لحين قدوم نادر؟ ريام :ـ كلا ... فالجميع لديه اعمال اخرى .. ويبدو انه لن ياتي ... لنحضر مسؤول الحسابات العم ابو صلاح بدلاً عنه ما ان حضر مسؤول الحسابات حتى بدأ الاجتماع ... ريام المبتسمة والتي تحاول عدم اظهار تآمرها مع قمر بخصوص نادر .. فقد تعمدت ابلاغه بالموعد عن طريق هالة وقبل الاجتماع بربع ساعة بعد ان علمت من سمارة ليلة البارحة انه سيأتي متأخراً الى منزله وراهنت مع قمر على عدم رؤيته لمالك حتى يأتي الموعد .. وفعلاً جرى كل شئ حسبما خططته بالضبط .. قالت بعد ان جلس الجميع :ـ اعتقد ان الكل الآن لديه فكرة اوليه حول المشروع ... الذي يتكون من بناء كبير .... لم تكمل كلامها لان نادر فتح الباب بقوة ... بل الاحرى ان تقول اقتحم المكان داخلاً على الجميع وقال بعد ان سلم على الموجودين :ـ انا اسف على التاخير ... لقد بُلغت بالاجتماع قبل قليل فقط ثم مشط الموجودين بنظراته .. استرعى انتباهه انه لا يوجد كرسي فارغ كي يجلس عليه فقال بعد ان رأى ابتسامة ريام السرية لقمر وبدأ يدرك لعبتها :ـ اممم يبدو انه لا يوجد مكاناً لي ... هل ستجعليني اقف قريباً منك ( مذكرا اياها بما فعله بها سابقا ) ثم اكمل غامزاً لها :ـ فقد تحتاجين شيئاً تفاجأ الجميع بكلماته وخاصة ريام التي لم تعرف بالضبط مالذي عليها فعله او كيف ستجيبه ... طريقته في التعامل معها امام الجميع تجعل الجميع يفكر انهما على علاقة خاصة جداً الامر الذي لا تقبل به مطلقاً ... فقالت بعد تفكير :ـ اهلاً نادر... لقد تأخرت عن الموعد لذلك بامكانك الذهاب او تستطيع جلب السندويجات لي وللآخرين ... ثم اضافت بخبث :ـ بالنسبة لي احب سندويج اللحم وعصير التفاح بدا جميع الموظفين مندهشاً حائراً من هذه اللعبة الكلامية بينهما ومترقباً بفضول لردة فعل نادر فالكل يعرف انه يملك شركته الخاصة وهو يُعَد من الاغنياء والمعروفين في مجال الاعمال لذلك هل من المعقول ان يحضر لها ما طلبت ... نظر لمالك ورأى انه كان مستمتعاً بالذي يحدث امامه ... خائن .. هذا ما فكر به .. رأى قمر وهي تجاهد بإخفاء ابتسامتها عن الجميع ... ثم اخيراً القى نظرة خاصة باتجاه ريام واستطاع ان يرى نظرات التحدي التي تخصه بها .. شعر بأنها تستطيع المضي لآخر الامر فقط للانتقام منه . فقال اخيراً ما فاجأ الجميع :ـ بالنسبة لي انا جائع ... والحقيقة انا اعرف بالضبط ماذا تريدين ... وما هو ذوقك في الطعام ... ملمحاً لها انه يفهم تماما لعبتها ... واكمل قائلاً بإبتسامة مستفزة :ـ لا تنسي انك كنت تعملين لدي ... حتى اننا اكلنا عدة مرات معاً تحداها بعينيه ان تنكر ما قال ... ابتلعت ريام ريقها من الاحراج فقررت ان لا تستسلم وترمي بمالديها دفعة واحدة فقالت :ـ اتذكر جيداً تلك الايام ... كانت ممتعة ... اقصد عندما لم تكن تعرف من انا .. أليس غريباً على رجل اعمال مثلك ان لا يعرف شيئاً عن موظفيه ابتسم على كلماتها التي ارادتها ان تكون محرجة له امام الجميع فاذا هو يضحك بسعادة ... نظرت اليه مشدوهة من ضحكاته ... خاصة عندما اضاف بابتسامة وهو ينظر الى الموجودين ويوجه لهم كلماته :ـ ألست معذوراً ؟ فتاة بجمالك تجعل الرجل ينسى اي شئ عندما يكون معها ... حتى نفسه ابتسمت قمر لكلماته ورفعت نظرها تلقائياً لترى ان مالك ينظر لها وهو يبتسم ايضاً فأشاحت بوجهها بعيدا عنه . اما نادر والذي رأى خجل ريام من كلماته ..... قرر ان يخفف من وقعها قليلاً فاضاف قائلاً :ـ لكن بالتأكيد سأجلب الطعام لكلينا فانا جائع ايضاً ولكن ليس الان فأنا اريد الانتهاء من توقيع العقد اولاً ... ثم ذهب تاركا خلفه علامات التفكير على الموجودين بإحتمال وجود علاقة تربط بين الاثنيين .. دخل بعد قليل جالباً معه كرسياً من خارج المكتب وافسح له الجميع مكاناً بالقرب منهم وقال بعد ان جلس بإرتياح :ـ حسناً .. لنبدأ نظرت اليه بغضب وهي ترى تصرفاته المغيضة واريحيته في التعامل معها الا انها لم تقل شئ بخصوص الامر وفتحت ملف العقد ليحذو الجميع حذوها بعد ذلك .. تنحنحت قمر لقراءة شروط العقد والذي كان مفاجأً لنادر واخيه تماماً .. بقي احدهما ينظر للآخر بإرتباك .. احتار كلاهما من شروط ريام القاسية والمحكمة بنفس الوقت ودار نادر بإنظاره على الاخرين والذين كما بدا له انهم كانو على اطلاع ودراية بتلك الشروط فقال :ـ دعيني افهم ما تقولين .. بناء يتكون من ثلاثة مجمعات وما مجموعه مئة غرفة على ان تكون الادارة كاملة لك وبمبلغ سنوي لمدة عشر سنوات منا للصيانه والتعديلات والمصاريف .. أليس امراً مبالغاً جداً برأيك ؟ اقصد انت لا تفعلين شيئاً ولن تخسري اي شئ .. رفعت ريام رأسها اليه بشموخ وقالت :ـ لست مضطراً للموافقة .. الامر بيدك اجابها :ـ توقعت انك ستضعين شروطاً منصفة لهذا المشروع .. ثم تناول ورقة وكتب عليها " رجاءً لا تدخلي خلافاتنا الشخصية بهذا الامر " شعرت بالخجل بمجرد قراءتها لما كتبه .. صمتت ولم تقل اي شئ فسمعت مالك يقول بحيادية :ـ لماذا لا يكون الامر مناصفة بيننا ؟ نحن نشتري الارض ونتكفل بالمصاريف السنوية وانتم عليكم تكاليف البناء نظرت ريام الى قمر وقالت سائلة اياه :ـ ما رأيك بذلك ؟ اجابت قائلة :ـ تكاليف البناء ستكون اعلى من سعر الارض بفارق الثلث اجاب نادر :ـ لا تنسي اننا سنتكفل بالمصاريف طوال عشر سنوات استدارت ريام الى المحامي سائلة اياه عن رأيه بذلك تنحنح المحامي واجلى بلعومه قليلاً ثم اجاب :ـ كما قالت قمر تكاليف البناء ستكون عالية جداً الا ان مصاريف السنوات العشر ستكون كبيرة ايضاً ولكن من السهل جداً لأحداً منهم التنصل منها في المستقبل بوجود محامي جيد استدارت ريام وقالت :ـ لنجعل الامر مناصفة بكل شئ بدأً من الارض ومروراً بالبناء ثم اخيراً المصاريف القادمة لكن بشرط الادارة تكون من قبلي وافق الجميع على ما قالته وابتدأو بكتابة العقد .. خرج نادر بعد قليل الامر الذي استغربته ريام الا انه عاد وهو يحمل صينية الطعام وعليها مجموعة سندويشات وقدحين من العصير ... وضعها على المكتب داخل الغرفة .. كان من الواضح انه يفكر بتناوله مع ريام لوحدهما ...فقال موجهاً كلامه للموجودين :ـ فلنأخذ استراحة لمدة ساعة ثم نجتمع من جديد ... ريام التي رفعت حاجبها متفاجئة من وقاحته وطريقته التي يتحدث بها نيابة عنها الا انها بقيت هادئة لحين خروج الجميع حتى قمر التي يتبعها مالك . وقف نادر مكتفاً يديه وكأنه بإنتظار انفجار ريام بأية لحظة الا انها بقيت هادئة تنظر اليه فقط دون ان تقول اي شئ ... اخيراً رفع نادر يديه بإستفسار قائلاً :ـ هل ستبقين طويلاً جالسة مكانك ؟ بقت ريام جالسة وقالت :ـ مالذي يجعلك تتوقع ان اشاركك طعامك ؟ ـ هيا ريام ارجوك .. لقد اصبحنا شركاء منذ قليل .. انتِ تعرفين انني فعلت كل ذلك من اجلك .. هبت من مكانها غاضبة منه بعد ان ارجعت كرسيها الى الخلف وقالت :ـ لا اريدك ان تفعل ذلك من اجلي .. اعمال الخير هي شأنك الخاص فلا تربط الامر بعلاقتي معك ابداً رفع يديه موقفاً اياها وقال :ـ انا اسف لم اقصد ذلك .. قد تكوني من عجلت في تنفيذ الفكرة الا انني اقسم انني كنت افكر بهذا منذ وقت طويل .. ألم تسمعي سمارة وما قالته حين علمت بالامر ؟ اضاف بعدها حين لاحظ صمتها :ـ لكن ريام .. انا وانتِ نعرف جيداً انك تشتاقيني مثلما اشتاقك ... فلماذا هذا التعنت من قبلك ؟ اقتربت منه وسخرت من كلماته قائلة :ـ ارى انه لا ينقصك الثقة بالنفس انفعل نادر قائلاً :ـ لا افهم شيئا .. انا اتذكر كيف كنت معي .... كنت تحبينني ... لقد شعرت بهذا دائماً سخرت منه قائلة :ـ شعرت بذلك ؟ عادت لتجلس على مقعدها وتابعت :ـ على العموم حتى لوكنت كذلك .. لكنك وكما قلت قبل قليل ... كنت ... لا انكر انني في وقت ما شعرت بشئ تجاهك الا انني عندما عرفتك ... وعرفت اي شخص هو انت في الحقيقة ... كرهتك .. نعم اكرهك ولا استطيع نسيان ما فعلته بي ابداً اقترب منها بعد سماع ما قالت ونظره ما زال عليها ثم امسك بيدها قائلاً :ـ انت تعلمين انك شخص مميز بالنسبة لي ... منذ ان رأيتك اول مرة ... ألا تستطيعين اعطائي فرصة اخرى ... واكمل بصوت اجش :ـ انا اشتاقك ابعدت يده عنها وقالت :ـ لا استطيع ... ألا تفهم ؟ ما بيننا انتهى قبل ان يبدأ انفعل نادر عليها وقال :ـ اجلسي لنتكلم في الامر بينما نتناول الطعام ـ لا اريد ـ اقسم اذا لم تجلسي سأذهب لغلق باب الغرفة وابقيك هنا معي بالقوة هزت رأسها علامة اللا فائدة لتقول :ـ ما زلت تعاملني بنفس الطريقة ونفس الاسلوب ... ثم تابعت قولها بعد ان فكرت قليلاً :ـ على الاقل اسمح لي بالذهاب الى الحمام ... ارتاح لجوابها وقال :ـ حسناً سأنتظرك هنا .. لا تتأخري عليّ اما مالك وبمجرد ما خرجو من قاعة الاجتماع امسك قمر من يدها ليديرها نحوه وقال ما ان استدارت :ـ قمر ... هل يمكنني التحدث معك ؟ نفضت يده عنها بقوة وقالت :ـ اتركني ... إفهم .. لا اريد التحدث معك ـ ارجوك ... انا بحاجة للتكلم معك ... هل لنا ان نجلس قليلاً ؟ نظرت قمر اليه ... تعرف انه سيبقى يلح عليها الى ان توافق على ما يطلب .. الا انها لا ترغب بذلك .. ما زالت تكرهه وتكره حتى النظر اليه الا انها وفي داخلها ما زالت تشتاقه كثيراً وتحن الى ايامهما معاً ... اي تناقض تعيشه .. كيف ما زالت تحن اليه وهو من فعل بها كل ما فعل .. فقالت وهي تنظر الى الاوراق في يدها :ـ سوف اضع هذا الاوراق وآتي بعد قليل فرح مالك بموافقتها وقال انه سينتظرها في مكتبها .. اومأت براسها وهي تذهب بمجرد ان ذهبت ووضعت الاوراق في غرفة ريام بدأت تفكر كيف ستغادر الشركة دون التحدث مع مالك .. فهي لا ترغب بتاتاً بالكلام معه .. تعرف انها اذا بقت وتحدثت معه سوف تحن اليه وقد تغفر له .. الامر الذي لا تريده ... المنطق يقول ان شخصا فعل ما فعله مالك لا تستطيع إئتمانه على نفسها .... سرعان ما دخلت ريام وهي تنظر اليها ثم تتوجه الى حقيبتها لتأخذها وتنوي المغادرة .. سألتها قمر :ـ ريام ؟؟ الى اين ؟ ـ يريد نادر اجباري على التحدث معه .. اخبرته انني ذاهبة الى الحمام لكني ساغادر الشركة ... وتابعت ضاحكة :ـ سينتظر طويلاً شاركتها قمر الضحك ثم سألتها :ـ ريام هل لي بالمجئ معك ... مالك طلب مني ايضاً التحدث والجلوس معه ـ هيا بنا اذن .. لنذهب شعر نادر بالتململ من انتظار ريام ... فُتح الباب بعد قليل فشعر بالراحة ان ريام قد اتت اخيراً الا ان تعابير وجهه تبدلت ما ان رأى مالك الذي قال :ـ اتوقع انك ما زلت بإنتظار ريام ـ اخبرتني انها ستعود بعد قليل امال مالك فمه بسخرية وجلس امامه وقال :ـ لقد غادرت مع قمر قبل قليل علامات الدهشة ظهرت بوضوح على نادر الذي قال :ـ لكنها اخبرتني انها ستأتي ـ نفس الشئ فعلته قمر معي ... لا اعتقد انهن يرغبن بالتحدث معنا ... بالإضافة ان السكرتيرة قد ابلغتني بإلغاء الإجتماع لما تبقى من اليوم ومتابعته الاسبوع المقبل ... ثم مد يده ليأكل من الطعام الموجود امام نادر والذي انتبه لما يفعله اخيه فأوقفه قائلا بغضب :ـ دع سندويج اللحم لي .. سآكله لوحدي ابتسك مالك في سره واخذ من السندويجات الاخرى الموجودة على المكتب . ***** يوم الخميس في المساء وبينما تجلس سمارة مع اهلها انتظاراً للعشاء قالت بعفوية تعمدتها كي يسمع نادر :ـ لماذا لا نذهب الى العشاء في الخارج ؟ اجابتها امها :ـ تأخر الوقت للذهاب .. لنأجلها الى يوم غد قالت بعناد :ـ لمَ لا ؟ اخبرتني ريام انها ستذهب اليوم مع يوسف للمطعم الجديد الذي تكلمنا عنه سابقاً ... قاطعها نادر بسرعة غاضباً :ـ ماذا ؟ ماذا قلتِ قبل قليل ؟ التفتت اليه هازة كتفيها ثم قالت :ـ اخبرتني بنفسها ذلك وسمعتها ايضاً .. حتى انها الغت مواعيدها لما بعد الساعة الثالثة قائلة انها يجب ان تجهز نفسها للموعد وقف نادر بعد سماع كلماتها وقال سائلاً اياها :ـ هل انتِ متأكدة انهم ذاهبين لهذا المطعم ؟ كررت له الاسم وهي تقول :ـ لقد سمعتها بنفسي .. وكان الموعد الساعة السادسة خرج بسرعة من المكان مجيباً والدته التي طلبت منه ان لا يذهب قبل تناول الطعام قائلاً :ـ سوف اكل هناك .. لا تنتظروني التفت لها مالك وقال بذكاء :ـ لقد تعمدتِ قول ذلك له .. أليس كذلك ؟ هزت كتفيها واستدارت بوجهها عنه وقالت :ـ يجب على شخصٍ ما ان يخبره .. إنتهى الفصل التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 15-08-18 الساعة 10:16 PM | ||||||
|
| |
|
15-08-18, 11:08 PM
| #1117 | ||||||||
| مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي 
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 10 والزوار 11) [type=880034]اولادي جنتي, k_meri, kittyhala, Shadwa.Dy, هالة بريك, توين الحربي, memo77, Amelch, جنغوما, Iman-H-Alakurt[/type] | ||||||||
|
| |
|
15-08-18, 11:12 PM
| #1118 | ||||||||||
| نجم روايتي وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية  
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل قد اقول محير وحيرتي وقد اقول حتى في الحياة الواقعية لم الرجل حين يخطئ ومهما كان خطؤه كبير فانه بمجرد ان يفكر بانه احس بانه مخطئ فعلى الطرف الاخر المراة ان تقبل بانه عليها تخطي الامر لانه حصل وانتهى وهاهو يعلن لها ان عليها تجاوز الامر باعتذاره ان اعتذر ... نادر الذي يعلن الان انه اعجب بها من الاول الم يقهرها واهانها لافكار في راسه . الم يكن قادرا على سؤالها بعلاقتها بالمدير السابق ... مالك وقمر حقيقة انه منذ البداية كان متيما بها و لكن هل من يحب يقبل بترهات عمه عن الاصلح له للزواج ؟واتصل بها واعطاها موعد متاخر في المكتب وبمجرد ان سال عن المستندات واظهرتهم لم لم يسالها عن سبب تواجد الاوراق معها ؟؟الم يكن يعلم بمدى كره سكرتيرة نادر لها ولريام .. طريقهما طويل نادر ومالك قمر وريام اتفهم مشاعرهما هما رغم صدمتهما في من احبا يجدا نفسيهما في صراع طبيعي بين حالتي الكره والحب وهما في كلتا الحالتين تحتاجان لفترة للخروج من شعور الصدمة والبدء بالتفكير بموضوعية . وكلا من نادر ومالك مستعجلان وشكرا جزيلا ننتظر حكاية كل من معتز وسماهر وهالة ويوسف كما يجب القاء بعض الضوء على ما حدث لسلوى وظافر في الانتظار باذن الله | ||||||||||
|
| |
|
15-08-18, 11:42 PM
| #1119 | ||||||||
| مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي
| مسااااء العسل يا عسل بسم الله نبدأ بصراحة الفصل ملغوم بالمفرقعات النارية هههه المسكين سامي حاليا طااااير للسما ... لكن أنا متأكدة أن قمر ستنزله إلى سابع أرض بعد فترة بسيطة بعد أن تشفى جروحها من مالك لأن القلب لا زاااال ينبض صااااارخا مالك .. مالك.. مالك قرررري وإعترررفي يا قمر ... و بدأت لعبة القط والفأر ورضيت ريام بالمشروع مع شركة نادر و طريقنا أخضرررر بإذن الله أحلى ما في الفصل الإجتماع و قول المحروسة ريام للسيد نادر .... ( بالنسبة لي احب سندويج اللحم وعصير التفاح ) حااااااضر عيوني تتدللين ولا يهمك ... ههههههه والموقف اللي مووووتني ضحك ... طلب نادر من مالك أن يترك له سندويج اللحم ... بعد أن هرررربت ريام مع قمر .... الله الله الله ... حتشوفو أيام زي اللوز إنتو الجوز يا نادر ويا مالك ههههههه وخُتِم الفصل بعد أن بدأت ريام بالضرب تحت الحزام بذهابها للعشاء مع يوسف وأخته ليخرج نادر مصعوقا بهذا الخبر ... فما الذي سيحصل في المطعم يا ترى ؟!!!!!! ر وووووعة وردتي الغالية سلمت يمينك يا قمري ووفقك الله لكل ما يحب ويرضى . | ||||||||
|
| |
|
15-08-18, 11:46 PM
| #1120 | ||||||||
| مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 13 والزوار 24) [type=391129]اولادي جنتي, سحر البتول, Amelch, انس السهلي, ghanyarji, sonia28, ميمو٧٧, amana 98, جنون امراه, Donya-14, مايا محمد علي, Iman-H-Alakurt, رانيا مصطفى[/type] | ||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| romance story |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
26Likes
.png)
العرض العادي
