آخر 10 مشاركات
406 - ضياع - سارة كريفن (الكاتـب : monaaa - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          136 - وجه في الذاكرة - ساره كريفن (الكاتـب : pink moon - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          ♥♥ خـواطـر قلبيــه ♥♥ (الكاتـب : فراس الاصيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree319Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-23, 07:16 PM   #1

نور الكور

? العضوٌ??? » 429672
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » نور الكور is on a distinguished road
Rewitysmile27 إليكَ غفراني *مكتملة*


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
انا متابعة قديمة للروايات ومنذ عدة سنوات بدأت بكتابة خواطر واقعية ولاقت صدى وإعجاب عند الكثير لذا تجرأت وكتبت أولى رواياتي وهي رواية اجتماعية واقعية ربما تكون قصتها مطروحة من قبل لكن أحببت مناقشتها وإيجاد حلول مختلفة لها
أرجو منكم متابعتها للنهاية وسأكون بكامل شوقي لنقدكم وكلماتكم وآرائكم بما أنها تجربتي الأولى

الرواية أنهيت كتابتها ومراجعتها بالكامل بفضل الله وسأبدأ الآن بنشرها أمامكم

*تنويه الرواية حصرية لمنتدى روايتي*

*مواعيد النشر كل اثنين وخميس بإذن الله*

•••••••••••

رواية إليكَ غفراني

بين القلب والعقل
بين جروح الماضي والخوف من المستقبل
بين الحب واللّاحب
بين الرغبة والعائلة
مَن ستربح كفته في النهاية وينتصر على نقيضه، وهل ما زال هناك أمل في الغفران ومحو الآثام؟

••••••••••••••••� �•••

المقدمة

دخلت إلى المطعم بتوتر ورهبة متسائلة: هل حقا ستستطيع لقائه ومواجهته، هل ستمنحه غفرانها؟

تلفتت حولها باحثة عنه لتجده جالسا على إحدى الطاولات بقرب النافذة ويراقب المارة خارج المطعم، هل يبحث عنها؟

أخذت نفسا عميقا ثم دفعت نفسها للتقدم نحوه، بضع خطوات مشتها بارتجاف وتردد حتى وصلت عند طاولته ووقفت أمامه تنظر له من علو.

شعر بوقوف أحد بقربه فالتفت ونظر نحوها ليجدها أمامه، وقف مُرحباً بها ومدّ يده نحوها للسلام، نظرت نحو يده بتردد ثم مدّت يدها وسلّمت عليه برؤوس أصابعها لتسحب يدها بعدها بسرعة وتجلس على الكرسي أمامه.

كانت تنظر له من خلف نظارتها الشمسية وتسبح بذكرياتهما معا، تغير شكله كثيرا، غزا الشيب شعره والتجاعيد ملأت وجهه، هو القريب منها جدا في المسافة وصلة القرابة، لكنه أبعد ما يكون عنها.

خلعت نظارتها الشمسية ووضعتها جانبا لتحتل الصدمة عيناه ويرتجف قلبه برهبة، لا يصدق ما يراه، هل هذه إحدى أحلامه الكثيرة حين كان يحلم بها وهو راكعا أمامها طالبا منها العفو ومقدّما قلبه قربانا لها عساها تسامحه وتغفر له، هل هو يحلم الآن وسيصحو بعد قليل ليجد نفسه في سريره وطيف الحبيبة قد غادره؟

لا يصدق ما تراه عيناه أمامه الآن، كان دوما يراقبها من بعيد ويتابع أخبارها ويشاهد بعض الصور لها، لكن الآن وهي جالسة أمامه بهذا القرب وبعد أن خلعت نظارتها ورأى عيناها، لا يصدق كم تشبهها وكأنها هي حبيبة قلبه التي رحلت عنه منذ زمن.

.......................

اتصال هاتفي وصله ليسأله المتحدث حانقا بغضب: أين كنت ولماذا هاتفك مغلق؟ ثم أنهى كلامه قائلا: الحق بنا إلى المشفى فالوضع خطير.

انطلق بسيارته مسرعا ولسان حاله يقول: هل سأخسرها؟ هل هذا عقاب الله لي على ما فعلت، لا يا ربي لا، إلا هي.. إلا هي، لا يمكنني العيش دونها، لا تعاقبني بها يا رب.

وصل المشفى وهرع إليهم راكضا يسأل عنها لكن ليس لديهم إجابة سوى أنها ما زالت في غرفة العمليات.

وقف ينتظرها وقلبه يقرع في صدره بقوة خوفا من فقدانها، لا يمكنه أن يخسرها، إلا هي يا رب، امنحني الغفران يا الله.

دقائق وخرج الطبيب إليهم بملامح جامدة، أزال الكمامة الطبية عن وجهه ثم نظر نحوهم وأخبرهم بما جعل الدم يجف في عروقهم: تأخرتم كثيرا في إسعافها، النزيف كان شديد وخسرت الكثير من الدم، أعتذر منكم.

طنين عال صمّ أذنيه بينما قلبه يخبره أنه السبب في موتها وأن الله قد عاقبه بها.


فصول الرواية

الفصل1.2.3 (أسفل الصفحة)
الفصل4.5.6
الفصل7.8
الفصل9.10
الفصل11.12
الفصل13
الفصل14.15
الفصل الأخير والخاتمة

************



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 16-06-23 الساعة 08:48 AM
نور الكور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-23, 07:41 PM   #2

نور الكور

? العضوٌ??? » 429672
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » نور الكور is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول

البيوت أسرار، والناس صناديق مغلقة، وداخل كل صندوق خفايا وخبايا، هناك مَن ما زال عالقاً في الماضي مقيّدا بأغلاله عاجزاً عن التقدّم في حياته، وهناك من امتلأ حاضره بالأشواك وفقد ثقته بالأحباب والأصدقاء فيتمنى لو يعود في الزمن للوراء حيث الأمان والوفاء.

...............................

تجلس ريما أمام طاولة مطبخها تقطع الخضار وعقلها شارد في دوامات أفكارها التي لا تنتهي، يقاطعها رنين الجرس المتواصل بإلحاح، تذهب لفتح الباب وما إن تفتحه حتى تهب في وجهها عاصفة هوجاء على شكل امرأة جميلة.

تدخل المنزل وهي تقول: متأكدة أن زياد سينفصل عني هذه المرة ولن يسامحني أبدا.

تنهدت ريما وهي تغلق باب المنزل ثم التفتت نحو رهام صديقتها وهي تقول لها: ما الكارثة الجديدة التي فعلتها؟

بعد قليل في المطبخ

وضعت ريما كوبي القهوة على الطاولة وجلست مقابل رهام تقول لها: توقفي عن قضم أظافرك ومحاولة الاتصال به واشربي قهوتك لتهدئي.

أجابتها رهام بصوت مرتعش: لا يجيب على اتصالاتي، سينفصل عني نهائيا هذه المرة ولن يسامحني.

عادت لمحاولاتها في الاتصال بخطيبها وهي تهز قدميها فتهتز الطاولة معها.

سحبت ريما الهاتف من يدها ونهرتها قائلة: قلت لك توقفي عن الاتصال به، وتوقفي أيضا عن هز قدميك، ستنسكب القهوة بسببك.

حاولت رهام الاعتراض فزجرتها ريما: ولا كلمة، دعينا نشرب قهوتنا أولا ثم نتحدث.

وما إن أنهيا قهوتهما حتى انقضّت رهام على الهاتف وعاودت الاتصال بخطيبها مجددا.

هزت ريما رأسها باستسلام من صديقتها ونهضت لتكمل طهو طعامها قائلة: والله معه كل الحق ألا يرد عليكِ، هل يعقل أن تقتحمي غرفة الاجتماعات في مكان عمله وتحرجينه أمام الناس رغم أن السكرتيرة أخبرتك أنه في اجتماع عمل.

دافعت رهام عن نفسها: ماذا أفعل يا ريما، حين اتصلت به ولم يجبني قلقت وذهبت لمكان عمله، وعندما رأيت السكرتيرة متوترة وتتلعثم في كلامها معي، شككت في الأمر واقتحمت الغرفة لأتفاجأ بعدد كبير من الرجال والنساء ينظرون نحوي باندهاش وزياد يعتذر منهم ويقترب مني ويسحبني نحو الخارج ويخبرني أن أذهب من هنا حالا، ثم تركني وعاد لهم دون أن يستمع لي.

قلّبت ريما الشعيرية في الطنجرة وردت عليها: طبعا سترتبك وتتلعثم السكرتيرة من رؤيتك، أنسيتِ كم فضيحة سببتها لهم في العمل، وإحداهما كانت معها هي المسكينة حين اتهمتها بوجود علاقة بينها وبين زياد وانقضضت عليها كالمجنونة تجذبينها من شعرها وتصفينها بأسوأ الكلمات واتضح بالنهاية أنها متزوجة وفي بداية حملها وزوجها موظف هو الآخر معها في الشركة ولولا لطف الله لكانت أجهضت بسببك.

أخفضت رهام نظراتها ولفّت إحدى خصلات شعرها خلف أذنها: حسنا صحيح ما تقولينه، ولكن هذا كان قديما والمرأة الآن أنجبت وأصبحت صديقتي.

نظرت لها ريما باستخفاف: صديقتك! المرأة خافت منك ومن شرّك لذلك وافقت على صداقتك.
تأففت رهام بضجر: دعينا منها الآن وأخبريني ماذا أفعل ليسامحني زياد.

أخفضت ريما النار تحت طنجرة الطعام وعاودت الجلوس حول طاولة المطبخ وبدأت بتقطيع الخضار للسلطة متجاهلة الرد على رهام.

جلست رهام بجانبها: ريما أرجوك تحدثي معه، زياد يقدّرك ويستمع لك.

استمرت ريما على صمتها متجاهلة إيّاها، فقالت رهام بعصبية: ريما أنا أكلمك لماذا لا تردي.

تابعت ريما تقطيع الخضار وأجابتها: لن أتدخل.

رهام بِمَسكنة: وهل يرضيك أن ينفصل عني.

نظرت لها ريما وضيقت عينيها: نعم، يرضيني جدا، وانا من سأبحث له عن عروس أخرى تسعد قلبه وتنسيه جنونك.

ردّت عليها بعصبية: لا تستفزيني، زياد يحبني ولن يتخلى عني وانا أيضا أحبه، أرجوك تحدثي معه.

تنهدت ريما باستسلام مجيبة: حسنا سأحادثه، ولكن هذه آخر مرة أتدخل فيها وأرجو حقا أن تعقلي وتتوقفي عن الشك والغيرة الحمقاء التي تأكل دماغك.

اندفعت رهام نحوها تعانقها وتمطرها بالقبلات: لا حرمني الله منك يا صديقتي الصدوقة.

أبعدتها ريما وهي تضحك: يا غبية كدت أجرح نفسي بالسكين بسببك.

تناولت رهام هاتف ريما لتعطيها إياه: هيا إذا اتصلي به.

ناظرتها ريما باندهاش: الآن؟

-نعم الآن أرجوك ولا تنسي فتح مكبر الصوت.

هزت ريما رأسها بيأس ومسحت يديها بمنديل قريب منها ثم تناولت الهاتف منها واتصلت بزياد، فقابلتهما الرسالة المعتادة حين يكون الهاتف مغلق.

نظرت رهام للهاتف ببؤس: مغلق! لماذا أغلق هاتفه؟

نظرت لها ريما من أسفل رموشها: ربما لأنك اتصلت به أكثر من خمسين مرة متتالية.

- وما الحل الآن.

" اتركيه قليلا حتى يهدأ وسأعاود الاتصال به لاحقا وتعالي وساعديني بتحضير الطعام ريثما يصل رامي والأولاد.

قاطع حديثهما رنين هاتف ريما، نظرت ريما للهاتف أمامها وشحبت معالمها بينما سألتها رهام بلهفة: من؟ هل هو زياد.

نظرت ريما نحوها وهزت رأسها بنفي: رقم غريب لا أعرفه.

ابتأست ملامح رهام غافلة عن شحوب صديقتها وارتعاش جسدها وارتدت مريول المطبخ لتبدأ بجلي الأطباق.

توقف رنين الهاتف ثم عاد للرنين مجددا بنفس الرقم المجهول.

سألتها رهام: ألن تجيبي؟

ريما بارتباك: لا أحب الرد على الأرقام الغريبة ربما يكون شخص مزعج.

هزت رهام أكتافها وتابعت أعمالها ليعود الهاتف للرنين مجددا، رمت رهام ليفة الجلي من يدها ثم سحبت الهاتف قائلة: إذا كنتي لا ترغبين بالرد فأنا من سأجيب.

سحبت ريما الهاتف من يدها بعصبية وهي تصرخ بها: اتركي هاتفي ولا دخل لك به، أخبرتك أنني لا أجيب الغرباء.

رهام: ولكن هذا شخص مُصر، ربما كان من مدرسة الأولاد ويريدونك بأمر ضروري.

ارتبكت ريما أمام هذه الفكرة، لتجيب على الهاتف بصوت مرتعش: أهلا، من معي، لا لست سعاد الخياطة، الرقم خاطئ.

أغلقت الهاتف وهي تتنهد بارتياح أن خابت ظنونها، ثم بدأت بتجهيز طاولة الطعام هي ورهام ومع انتهائهما وصل رامي زوج ريما ومعه أطفالهما.

ركض كل من حلا وآدم نحو والدتهما ليمطراها بقبلاتهم وأخبار يومهم الدراسي فقاطعتهم ريما: اذهبا إلى غرفتكما وقوما بتبديل ملابسكما وغسل أيديكم فالطعام جاهز، وبعدها تخبرونني بما حصل معكما.

رحب رامي برهام ثم اقترب من ريما وقبّل رأسها وهو يسألها: كيف حال حبيبتي اليوم، اشتقت إليكِ.

ابتسمت له بحب: وانا أيضا، هيا بدل ملابسك وتعال لنأكل.

-جيد، لأني جائع جدا وعليّ العودة إلى المحل سريعا.

غادر رامي لتبديل ملابسه بينما رهام تتنهد: عيني يا عيني على الحب، مرات أتمنى لو كانت علاقتي بزياد مثل علاقتكم انت ورامي، ابن خالتك وتعرفينه منذ ولادتك، كبرتما معا وتعرفان كل شيء عن بعضكما، ربما لو كنت أعرف زياد منذ صغري لكانت حياتنا أسهل.

أجابتها ريما بشرود: وانا أيضا أتمنى في بعض الأوقات لو أن رامي لم يكن ابن خالتي ولم أعِ على الدنيا بوجوده قربي، لربما كان القرار أسهل.

سألتها رهام باندهاش: أي قرار؟

انتبهت ريما أنها تحدثت بصوت عالي عن أفكارها فارتبكت أمام صديقتها، لكن عودة أطفالها وطلبهما للطعام أنقذاها من الإجابة فهرعت لتلبية طلباتهما مع عودة رامي ثم جلسوا جميعا حول المائدة وبدأوا في تناول الطعام.

.................................

اليوم التالي صباحا في إحدى المقاهي

يجلس زياد وريما متقابلان حول الطاولة، سألها زياد: كيف حال رامي والأولاد.

ريما: بخير الحمدالله، رامي يبلغك سلامه والأولاد بين الدراسة والمشاغبة التي لا تنتهي.

ابتسم زياد قائلا: حفظهما الله.

تنحنحت ريما بتوتر: زياد انت تعلم أنني طلبت مقابلتك من أجل رهام وما حدث في الأمس.

اشتدت ملامح زياد: طبعا طلبت منك مصالحتنا معا، كعادتها تثير المشاكل ثم تلجأ لكِ للدخول بيننا.

قاطعهما اقتراب النادل، وضع أمامهما فنجاني القهوة وكأسين من الماء ثم غادرهما لتبدأ ريما كلامها: صدقا يا زياد انا وبّختها كثيرا لما فعلته معك وهي أيضا نادمة جدا وتريد الاعتذار منك، وتعدك ألا تكررها ثانية.

زياد بعصبية: أنا سئمت يا ريما من شكوكها التي لا تنتهي، هل تدركين عدد المرات التي أحرجتني بها أمام عائلتي وفي مكان عملي وأمام أصدقائي، هل أخبرتك عن الفضيحة التي سببتها لي قبل شهرين مع أحد العملاء وزوجته؟

هزت ريما رأسها بالإيجاب فتابع زياد كلامه: كنت أجلس مع أحد العملاء وزوجته التي هي بالمناسبة شريكته في العمل ونقوم بالاتفاق من أجل مناقصة مهمة جدا لشركتنا، بعد قليل اعتذر الرجل للذهاب إلى الحمام وبقيت جالسا انا وزوجته نتحدث في بنود العمل، لأتفاجأ بعد قليل بالمرأة أمامي مسحوبة من شعرها وكأس الماء يرشف في وجهي وعلى ثيابي، وطبعا رهام هي التي سكبته علي وهي من تسحب المرأة وتقذفنا بأبشع الألفاظ، وفشلت كل محاولاتي في إنقاذ المرأة من بين يديها ولم تهدأ حتى عاد الرجل وعلمت أنه زوج المرأة وأنه كان يجلس معنا، وماذا حدث بعدها؟ غادر الرجل غاضبا وزوجته منهارة بجانبه وانا تعرضت لفضيحة في مكان عام وخسرت المناقصة التي أحضر لها منذ أشهر بسبب رهام.

- أخبرتني رهام بذلك وأنها ذهبت إلى الرجل وزوجته واعتذرت منهما كثيرا حتى سامحاها ووافقا على إعادة الاتفاق معك.

" صحيح، وذهابها للاعتذار منهما هو ما جعلني أسامحها، ولكن ها هي تسبب لي فضيحة جديدة وانا حقا تعبت من كل هذه الفضائح والمشاكل والشكوك التي لا تنتهي.

- لكن زياد انت تعلم أن رهام تحبك وأن كل ما تفعله سببه ما حدث في الماضي.

قاطعها زياد: وانا أيضا أحبها، ومعرفتي لما حصل معها سابقا هو ما يجعلني أسامحها في كل مرة، لكنني حقا مللت يا ريما ولا يمكنني الاستمرار في هذا الوضع أكثر.

سألته باندهاش: هل ستنفصل عنها؟

نفى زياد قائلا: لا طبعا، انا أحب رهام ولن أتخلى عنها، ولكن لن أستمر معها بهذه الشكوك والأوهام لذا فكرت في حل لمشكلتها وسأحتاج لمساعدتك في إقناعها.

سألته ريما باستغراب: ما هو الحل؟

وضع زياد مرفقيه على الطاولة واستند إليهما وهو يخبر ريما بفكرته وطلبه الذي جعلها تفتح عينيها على اتساعهما ويرتفع حاجبيها وهي تقول في سرها: اجعل العواقب سليمة يا رب.


*********************
نهاية الفصل الأول


نور الكور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 12:59 AM   #3

bahija 80

? العضوٌ??? » 436190
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,075
?  نُقآطِيْ » bahija 80 is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة جدا

bahija 80 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 01:28 AM   #4

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

بداية جلوة الله يستر من الخطة

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 05:24 PM   #5

نور الكور

? العضوٌ??? » 429672
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » نور الكور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bahija 80 مشاهدة المشاركة
رواية جميلة جدا
ألف ألف شكر ياقمر أسعدني كلامك ومرورك
اتمنى تعجبك للنهاية


نور الكور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 05:31 PM   #6

نور الكور

? العضوٌ??? » 429672
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » نور الكور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
بداية جلوة الله يستر من الخطة
ألف ألف شكر لكلامك وتشجيعك وأتمنى تعجبك للنهاية


نور الكور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-23, 09:48 PM   #7

shimaa he

? العضوٌ??? » 413320
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 310
?  نُقآطِيْ » shimaa he is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

shimaa he غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-23, 04:33 PM   #8

نور الكور

? العضوٌ??? » 429672
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » نور الكور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shimaa he مشاهدة المشاركة
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله


نور الكور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-23, 04:47 PM   #9

نور الكور

? العضوٌ??? » 429672
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » نور الكور is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني

حين نشعر بالتعب أو الألم الجسدي، نسارع في الذهاب إلى الطبيب وإجراء التحاليل والفحوصات الشاملة، وإن احتجنا للدواء فنأخذه دون اعتراض.

لكن ماذا لو كان الألم في الروح، والتعب في النّفس، هل تذهب حينها إلى طبيب نفسي يساعدك في اكتشاف سبب آلام روحك ومداواتها، أم ستخاف المجتمع وتخجل منهم وترفض الذهاب إلى طبيب نفسي لعلاجك؟

.................................

طبيب نفسي! وهل انا مجنونة لأذهب إلى طبيب نفسي؟ قالتها رهام بعصبية وهي تدور حول نفسها في الغرفة.

حاولت ريما تهدئة صديقتها: ما هذا الكلام يا رهام هل كل من يذهب إلى طبيب نفسي يكون مجنون؟

رهام بعصبية: ولماذا يريدني السيد زياد أن أذهب إلى طبيب نفسي إذا؟ أم أنه يريدها حُجّة له كي ينفصل عني.

تنهدت ريما الجالسة في منزل رهام وأجابتها: زياد يحبك ولن يتخلى عنك وهو من أكد لي هذا الكلام، وفكر أنه قد يساعدك الطبيب على حل مشكلتك، (ثم اقتربت من رهام الواقفة بتشنج ووضعت يدها على كتفها) متابعة: رهام انت لم تتعافي مما حصل وانت صغيرة وهذا ما يسبب لك المشاكل في علاقتك مع زياد، ربما يستطيع الطبيب مساعدتك وتجاوز ما حصل، وحينها ستنحل مشاكلك معه.

أشاحت رهام بأنظارها جانبا: انا لا أعاني من شيء، وما حصل نسيته وتجاوزته منذ زمن، حتى أنه لا يستحق التحدث فيه لذلك لا أرى أي داعي لذهابي إلى الطبيب.

أمسكت ريما بوجه صديقتها وأجبرتها على النظر إليها رادة عليها بصبر: نحن لسنا مجرد صديقتين يا رهام، نحن أخوات، درسنا سويا وكبرنا معا، لذا انا أعرفك أكثر من نفسك، وأعرف أنك لم تنسِ يوما ما حصل، والدليل هو شكك الدائم بزياد وتهربك دوما من تحديد موعد لزفافكما، الذهاب إلى الطبيب ليس من أجل علاقتك انت وزياد فقط، بل من أجلك أيضا ومن أجل أمك رحمها الله ومن أجل جدتك التي كل أمنيتها أن تراكِ مستقرة مع زوجك ولديكِ أطفال.

ارتجفت شفاه رهام وتساقطت دموعها عند ذكر والدتها: رحمها الله، ربما معك حق، عليّ تجاوز ما حصل ونسيانه، زياد تحمل الكثير من أجلي، وأنا أيضا تعبت من الشك والخوف الدائم من خيانة زياد لي أو خسارتي له، أعدك أن أفكر بالأمر بشكل جدّي.

شدّت ريما على يدي صديقتها: فكّري جيدا وتذكري، انا وزياد سنكون معك دائما وندعمك ولن نتخلى عنك أبدا.

شكرتها رهام بامتنان: لا أعلم ماذا كنت سأفعل لو لم تكوني موجودة بحياتي، لا حرمني الله منك.

ريما بتأثر: ولا حرمني منك يا حبيبتي.

قاطعهما دخول جدة رهام وهي تحمل صينية عليها أكواب من العصير، لتركض رهام إليها وتحمل عنها الصينية وهي تقول: لماذا أتعبت نفسك يا جدتي.

جلست الجدة على الكنبة قائلة: لا يوجد تعب ولا شيء، ثم إن صديقتك لها أكثر من ساعة عندنا ولم تضيفيها شيء حتى الآن.

ارتشفت ريما من كوب العصير قائلة: لست غريبة عنكم يا خالة، سلمت يمناك العصير طعمه رائع جدا، مؤكد أنه صُنعك.

ابتسمت لها الجدة: في الهناء والشفاء، نعم أنا من صنعته، وهل يوجد ألذ من العصير الطبيعي المحضر في المنزل، عصائر السوق كلها منكهات وألوان.

أجابتها رهام: هناك بعض العصائر التي تباع في الأسواق طبيعية تماما يا جدتي.
لوحت الجدة بيدها: حتى ولو، يبقى الصنع المنزلي أفضل، ثم التفتت لريما تسألها: كيف حالك حبيبتي والأولاد وزوجك، لم أراكِ منذ فترة.

وضعت ريما كأسها على الطاولة أمامها: حقك علي يا خالة والله لكن تعلمين الانشغال بين البيت والأولاد، الحمد لله جميعنا بخير.

دعت لها الجدة: أسعد الله قلبك يا ابنتي، (ثم نظرت نحو حفيدتها) وأكملت: ليت غيرك يتعلم منك أن الواحدة منا ليس لها في النهاية إلا زوجها وبيتها.
نظرت رهام لجدتها بعبوس: ما ضرورة هذا الكلام الآن يا جدتي.

وضعت الجدة يدها فوق الأخرى قائلة: ضرورته أن تلحقي نفسك وتوافقي على تحديد موعد للزفاف، خطيبك لولا أنه يحبك ما انتظرك كل هذا الوقت، ومع ذلك سيأتي يوم ويفقد صبره ويبحث له عن عروس أخرى وحينها لا تلومي إلا نفسك.

انقبض قلب رهام وهي تتخيل أن يملّ زياد منها ويتركها ليبحث عن عروس أخرى.

قالت ريما التي لاحظت شحوب وجه صديقتها: لا تقلقي يا خالة ان شاء الله قريبا سنفرح بهما ويرتاح بالك، زياد يحب رهام ولن يتخلى عنها.

تنهدت الجدة قائلة: والله هذا ما أتمناه يا ابنتي ولم أعد أريد من هذه الدنيا إلا أن أفرح برهام وأطمئن عليها ببيت زوجها وليأخذ الله أمانته بعدها.

احتضنت رهام جدتها بسرعة: بعيد الشر عنك يا حبيبتي، أطال الله في عمرك لتزوجيني وتَرين أطفالي وتفرحي بهم أيضا.

طبطبت جدتها على ظهرها: أسعد الله قلبكم يا ابنتي وحفظكم من كل شر.

أمّنت ريما على دعوتها: آمين، وحفظك الله وأطال عمرك، ثم نظرت لساعة يدها ونهضت قائلة: أستأذنكم عليّ المغادرة قبل عودة الأولاد ورامي إلى البيت.

ودعتها الجدة قائلة: مع السلامة حبيبتي ولا تتأخري علينا في الزيارة.
قبلتها ريما بمحبة مع وعدها بأن تزورها مجددا ثم ودعت صديقتها وغادرت إلى بيتها.

..........................................

مساء... بيت ريما ورامي

(قال زعيم القرية: الحمد لله، المحصول لهذا العام كثير وسيكفينا جميعا إن شاء الله
هللّ الأهالي فرحين وسجدوا لله شاكرين).

أنهت ريما القصة ونظرت لطفليها فوجدتهما نائمين، أحكمت الغطاء عليهما وقبلتهما بابتسام ثم غادرت غرفتهما وذهبت إلى غرفتها.

وقفت تنظر إلى نفسها في المرآة، امرأة جميلة في الثانية والثلاثين من عمرها، ملامحها ناعمة وجميلة، متوسطة الطول، عيناها سوداء كبيرة، متزوجة من ابن خالتها رامي حبيبها الأول والوحيد منذ كانا أطفالا صغار، أم لطفلين (حلا 9 سنوات وآدم 6 سنوات) ربة منزل واهتماماتها محصورة في بيتها وعائلتها، كل من حولها يرون حياتها مثالية، ولا أحد يعلم عن النيران المشتعلة داخلها وحربها المستمرة بين قلبها وعقلها.

قاطع أفكارها صوت إغلاق باب المنزل معلنا عن وصول زوجها رامي، نظرت لنفسها نظرة سريعة في المرآة، مسحت على قميص نومها الحريري بلونه الأحمر ومسّدت شعرها الأسود متوسط الطول سريعا ولم تنسَ نثر قطرات من عطرها الجميل على جيدها، ثم ذهبت لاستقباله بابتسامة كبيرة.
وضع رامي مفاتيحه وهاتفه ومحفظة نقوده على الطاولة ثم التفت يستقبل زوجته ويقبل رأسها: مساء الخير، (ثم أمسك يدها وأدارها حول نفسها) وهو يقول: ما كل هذا الجمال.

أجابته بدلال: هل أعجبك.

نظر لها بإعجاب: انت تعجبينني دوما حبيبتي وانا أحبك كيفما كنتِ.

تألقت عينا ريما بزهوٍ وفرح لكلماته.

سألها رامي: هل نام المشاغبان.

ريما بتنهد: ناما بعد أن أرهقاني بالدراسة والركض خلفهما طيلة النهار.

ضمها إليه مقبلا خدّها: تتعبين معهم كثيرا لكن انت من ترفضين وجود خادمة تساعدك.

أجابته بعبوس: أخبرتك أنني لا أحب وجود الخادمة في المنزل ثم ابتعدت عنه قليلا تسأله: ظننتك ستتأخر الليلة أيضا.

ردّ عليها وهو يتجه نحو غرفة نومهما لتبديل ملابسه: لم يكن هناك ضغط في المحل اليوم فغادرت باكرا.
لحقت به قائلة: هل أجهز لك العشاء؟

التفت لها وهو يغمز بعينه: بما أن الأولاد نائمان فلدينا فرصة لنسهر معا على راحتنا.

احمرت وجنتاها أمام نظراته الهائمة لتسأله: وماذا عن الطعام.

سحبها من يدها وأجابها بنبرة عابثة: دعينا نؤجل الطعام قليلا ونستغل نوم الأولاد في أمور أخرى فلقد اشتقت لكِ كثيرا.

ابتسمت له بحب لا ينضب وتركت نفسها تستمتع بتلك اللحظات الجميلة بينهما مُلبية نداء قلبها ومتجاهلة صوت عقلها... حاليا على الأقل.

..........................

بعد عدة أيام

تجلس رهام وإلى جانبها خطيبها زياد في سيارته، مشدودة الملامح ومتوترة
نظر زياد نحوها وسألها: خائفة؟

نظرت له هامسة: قليلا.

وزع نظراته بينها وبين الطريق وقال: إذا كنت لا تشعرين بالراحة يمكننا تأجيل الموعد لما بعد.

سألته مستغربة: ألست أنت من طلب مني الذهاب إلى الطبيب النفسي؟

أجابها بهدوء: نعم وما زلت عند رأيي، ولكنني أريدك مقتنعة لا أن تشعري نفسك مغصوبة على الذهاب.

سألته مجددا: ألن تغضب مني لو طلبتُ تأجيل الموعد؟

أمسك زياد يدها قائلا: مؤكد لن أغضب، كما أخبرتك أريد ذهابك للطبيب لكن وانت مرتاحة ومتقبلة للأمر.

شدّت على يده قائلة: لا تقلق انا فكرت بالأمر كثيرا واقتنعت بكلامك وكلام ريما، وانا متقبلة الآن للأمر وتوتري أظنه طبيعي وأتمنى أن يزول بعد مقابلتي للطبيبة.

أجابها بحماس: لقد سألت عنها كثيرا والجميع يمدح بها وبأسلوبها، ومع ذلك إن لم ترتاحي معها يمكننا البحث عن طبيب آخر.

هزت رهام رأسها بصمت بينما تابع زياد: ها قد وصلنا، هيا بنا.

ركن سيارته بينما نظرت رهام نحو العيادة برهبة ودعت الله من قلبها أن يلهمها القوة وأن تستطيع الطبيبة مساعدتها، ثم غادرت السيارة رفقة خطيبها.

...............................

في عيادة الطبيبة النفسية ابتسام، كانا يجلسان بانتظار دورهما وسط توتر رهام واشتداد أعصابها، قليل من الوقت ثم جاءت مساعدة الطبيبة لتخبرهما بأنه حان دور موعدهما وطلبت منهما الدخول.

شدّد زياد على يد رهام يبثها دعمه ثم نهضا معا إلى غرفة الطبيبة ابتسام التي استقبلتهما بابتسامة ودودة مرحبة بهما: أهلا بكما تفضلا.

سألها زياد: هل من الأفضل بقائي معكما أم أنتظر خارجا.

وجهت الطبيبة نظراتها نحو رهام وسألتها: ما رأيك؟ القرار لك.

ابتلعت رهام ريقها ثم نظرت لزياد تخبره: لا بأس، انتظرني خارجا وسأبقى بمفردي مع الطبيبة.

شّيعها زياد بنظراته قائلا: حسنا سأكون بانتظارك ريثما تنتهي حبيبتي، ثم غادرهما وأغلق الباب خلفه.

جلست الطبيبة على مقعدها خلف طاولة مكتبها وأمامها جلست رهام على كرسي آخر وهي تهز قدميها وتوزع أنظارها في أرجاء الغرفة.
تأملتها الطبيبة بعيون فاحصة، فتاة شابة جميلة، عيونها عسلية اللون، شعرها مموّج ولونه بني فاتح يصل حتى آخر ظهرها.

بادرتها الطبيبة سائلة إياها: ما رأيك بي وبعيادتي المتواضعة؟

رفعت رهام نظراتها نحوها، طبيبة بشوشة الوجه ملامحها هادئة ومريحة تبدو في بداية عقدها الخامس، نحيفة وقصيرة وترتدي حجابا يلائم بشرة وجهها القمحية ويزيد على هيئتها وقار وجاذبية.

أجابتها رهام بارتباك: جيدة، أقصد جميلة، أقصد انت جميلة وعيادتك جيدة.
ابتسمت الطبيبة: هذا إطراء جميل منك، أن تقول شابة في غاية الجمال مثلك عني أنا العجوز جميلة فهذه شهادة أعتز بها.

" انت حقا جميلة ثم أنك لست عجوز كما تقولين.

- كم تعتقدين عمري؟

"أظنك في بداية عقدك الخامس.

ضحكت الطبيبة وقالت: انت تعززين ثقتي بنفسي كثيرا يا رهام، فأنا قد تجاوزت الستين من عمري.

أجابتها رهام باندهاش: لا يبدو عليكِ العمر أبدا، تبدين أصغر من ذلك.

ـ شكرا لإطرائك، ثم شابكت الطبيبة كفيها ببعض وسألتها بنظرة فاحصة: ما الذي دفعك للقدوم إلي يا رهام؟

***************************
نهاية الفصل الثاني ويليه الفصل الثالث


نور الكور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-23, 04:49 PM   #10

نور الكور

? العضوٌ??? » 429672
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » نور الكور is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث

قد تظنّ البوح هيّناً، وعلاج الجروح سهلاً، ومداواة الآلام يتمّ سريعاً.
والحقيقة أنّ البوح يحتاج جرأة كبيرة، وعلاج الجروح صعباً وموجعاً، والآلام تحتاج وقتاً طويلاً لتُشفى.
لكن لا بأس، بُح أوجاعك وعالج جروحك وداوي آلامك، فالوقت ما زال أمامك لتعيشه بعد التخلص منهم بسعادة.

...............................

نظرت الطبيبة لرهام بتفحص وسألتها: ما الذي دفعك للقدوم إليّ يا رهام؟

أجابتها رهام: خطيبي.

ضيقت الطبيبة عينيها قائلة: هل هناك مشاكل بينك وبين خطيبك؟

ردّت رهام بسرعة: لا، أقصد نعم، أقصد يعني نعم هناك مشاكل بيننا، ولكن ليس هو السبب بها، ولكن هو من شجعني للقدوم إليكِ.

ابتسمت الطبيبة وقالت: حسنا، ما رأيك إذا أن تحدثيني عنك قليلا وتعرفيني بنفسك أولا.

سألتها: أحدثك عن ماذا؟

هزت رأسها بِخفة: أي شيء ترغبين في الكلام عنه، طفولتك، عائلتك، المرحلة الدراسية، أصدقائك، خطيبك، أي شيء تريدينه وانا سأستمع لك.

سألتها رهام: ألن تطلبي مني التمدد على كرسي المرضى وتجلسين على كرسي بجانبي وتسجلين ما أقول.

قهقهت الطبيبة ضاحكة: لا لن أطلب منك شيء، لك مطلق الحرية في فعل ما تريدين، يمكنك الجلوس أينما تريدي أما بالنسبة للتسجيل (توقفت عن الكلام ووضعت أمام رهام جهاز تسجيل صغير) هذا الجهاز سيقوم بتسجيل كل ما تقولينه بعد سماحك لي طبعا.

ابتلعت رهام ريقها: أفضل البقاء جالسة هنا على الكرسي.

على راحتك، أجابتها ابتسام ثم سألتها: هل نبدأ الآن؟
-
هزت رهام رأسها موافقة، فضغطت الطبيبة على جهاز التسجيل ليبدأ بتسجيل حديثهما.

بدأت رهام بالكلام: "لا أعلم من أين أبدأ، ربما من الأفضل أن أعرفك على نفسي أولا، اسمي رهام وعمري اثنان وثلاثون عاما، تخرجت من كلية الصيدلة، وأعمل في صيدليتي الخاصة حيث تعرفت هناك على زياد، صديقتي المقربة اسمها ريما وفي الحقيقية هي أخت لي وليست مجرد صديقة، منزل عائلتي وعائلتها في نفس الحي، لذلك انا وهي تربينا سويا وكبرنا معا ودرسنا في نفس المدرسة، حتى بعد زواجها استمرت صداقتنا ولم نتخلّ عن بعضنا أبدا".

ثم التفتت للطبيبة وقالت: بالمناسبة هي أيضا شجعتني للقدوم إليكِ.

ابتسمت الطبيبة: جميل أن يكون في حياتنا صداقة قوية هكذا.

هزت رهام رأسها مؤكدة: ريما من أجمل الأشياء في حياتي.

حثّتها الطبيبة على المتابعة: وماذا عن والديك وأخوتك؟

ازدردت رهام ريقها: والدتي متوفية منذ كان عمري خمسة عشر عاما، وانا أعيش مع جدتي (أم والدتي).

-ووالدك؟

اشتدت ملامح رهام: هو على قيد الحياة لكن علاقتي به منقطعة.

-هل لديك أخوة؟

" لدي أخوة من والدي لكنني لا أعرفهم.

-انتبهت الطبيبة لتشنج ملامح رهام عند ذكر والدها لذلك آثرت تأجيل الحديث عنه وسألتها: وماذا عن خطيبك؟

" اسمه زياد، ونحن مخطوبان منذ سنتين.

-كيف التقيتما وتعرفتما ببعض؟

"ابتسمت رهام للذكرى وبدأت تسرد عليها لقائها الأول بزياد:
قبل ثلاث سنوات .... في صيدلية رهام}
كانت رهام ترتب الأدوية على الرفوف وتسجل الناقص منها لترسله للمندوب الذي يورّد لها الأدوية، أنهت مهمتها ثم دخلت إلى الغرفة الداخلية في نفس الوقت الذي دخل فيه زياد الصيدلية وهو يتحدث بالهاتف: فهمت، والله فهمت يا اختي وحفظت طلباتك، كيس حفاضات أطفال للبشرة الحساسة وحليب وسيريلاك بطعم الفواكه، أغلقي الآن لأنني وصلت الصيدلية.

أغلق زياد هاتفه وهو يتأفف من ثرثرة أخته وطلباتها التي أعادتها على مسامعه عدة مرات وكأنه طفل صغير سينسى ما طلبته منه والتفت مناديا: لو سمحت، ألا يوجد أحد هنا.

خرجت رهام من الغرفة الداخلية بصيدليتها قائلة: تفضل ماذا تريد.
انعقد لسانه حالما رآها ونظر نحوها باندهاش.

أعادت رهام سؤالها بصوت أعلى: تفضل يا أخ ماذا تريد؟

لم يعلم ما الذي أصابه حين رآها، هل توقف عقله عن الاستيعاب أم قلبه هو الذي توقف ثم عاد لينبض بسرعة وقوة، ما يعلمه أنه كان كالمسحور بعينيها ولم يستطع إرخاء أنظاره عنها.

اشتدت ملامح رهام أمام نظرات هذا الوقح الذي يكاد يأكلها بنظراته وسألته بعصبية: لآخر مرة أسألك هل تريد شيئا أم لا؟

أجابها زياد بتلعثم وهو مستمرا بالنظر إليها بانشداه: أريد، أريد حفاضات أطفال بالفواكه وسيريلاك للبشرة الحساسة.

نظرت رهام له بصدمة ثم ضحكت على كلامه: تقصد حفاضات أطفال للبشرة الحساسة وسيريلاك بالفواكه.

أجابها زياد مبتسما: نعم صحيح هذا هو.

سألته: وما هو عمر الطفل؟

عبس زياد وهو يفكر: عمره! ثم بدأ يحادث نفسه وهو يفرك برأسه كم عمره؟ كم كان عمره؟

سألته رهام باستخفاف: هل نسيت عمر ابنك؟

أجابها بابتسامة: ليس ابني، بل ابن أختي، أنا لست متزوج.

تنهدت رهام: حسنا اتصل بها واسألها.

عقد زياد حاجبيه مستفهما: هل ضروري معرفة عمره.

أجابته: طبعا ضروري كي أعطيك ما يناسب عمره وحجمه.

تنهد زياد محبطا: إذا لا مفر من الاتصال بها وأخفض صوته مكملا: كله منك ومن عينيك تلك هي من أنستني، ثم رفع هاتفه متصلا بأخته ليسألها عن عمر ابنها لتجيبه بعد لحظات: نعم زياد.

بادرها زياد قائلا: أختي حبيبتي كنت أريد سؤالك متى عيد ميلاد ابنك.

أجابته باستغراب: ولماذا تسأل؟

زياد: كنت أفكر بشراء هدية له لعيد ميلاده.

ندى: ما زال هناك وقت طويل لعيد ميلاده لا تشغل بالك من الآن.

نظر زياد نحو رهام التي كانت ترمقه بملل ثم ابتعد عنها ليجيب أخته: أريد معرفة عمر ابنك لأشتري له الحفاضات المناسبة له، هل ارتحتِ الآن.

أصدرت ندى صوت استهزاء قبل أن ترد عليه: لا أصدق أنك نسيت وانت الذي كنت تقول لي قبل قليل (ثم غيرت صوتها مقلدة إياه) حفظت وفهمت وها أنت دقائق قليلة ونسيت.

استغفر زياد ربه طالبا الصبر منه ثم أجابها من بين أسنانه: هل ستخبرينني أم أعود للمنزل دون أن أشتري لك طلباتك.

ندى: حسنا لا تغضب، عمره تسع شهور.

أغلق زياد هاتفه والتفت تحو رهام بابتسامة: عمره تسع شهور.

ومنذ ذلك اليوم أصبح زياد يرتاد على الصيدلية بشكل شبه يومي وكل مرة يطلب شيء (دواء ضغط لوالدته – شراب سعال لابن أخته – دواء السكري لوالده – {حبوب للصداع – مرهم للحروق وغيرها من الأدوية التي لا تنتهي)

خرجت رهام من ذكرياتها على صوت ضحكات الطبيبة ابتسام وهي تقول: يا إلهي يبدو أنه حب من أول نظرة.

ردّت عليها رهام بخجل: صحيح هذا ما يخبرني زياد به دائما (لقد وقعت في سحر عينيكِ من أول نظرة وما زلت واقعا حتى الآن).

-وكيف سارت الأمور بعدها.

" تنهدت رهام مجيبة: استمر زياد بالتردد على الصيدلية بحجج مختلفة وفي كل مرة كان يخبرني بشيء عن نفسه، في البداية كنت أراه مزعجا، ولكن مع الوقت أصبحت أنتظر قدومه، شخصيته المرحة ولطفه هي أول ما جذبني إليه، لا أنكر طبعا وسامته فهو طويل وأسمر بجاذبية خاصة، عيونه عسلية اللون تشعّ حنانا.
واستمر بنا الحال هكذا عدة أشهر حتى جاء في أحد الأيام وأخبرني أنه معجب بي ويريد عنوان منزلي ليأتي مع أهله ويتقدم لخطبتي.

ثم نظرت للطبيبة وأكملت: لكنني رفضته.

سألتها ابتسام باندهاش: لماذا؟ ألم تقولي إنك كنت معجبة به.

أرخت رهام أنظارها: الأمر لم يكن يتعلق بزياد، انا كنت ضد فكرة الزواج وأرفض كل من يتقدم لي.

-لماذا؟

صمتت رهام عدة دقائق قبل أن تجيبها: لأنني لا أثق بالرجال، جميعهم كاذبون، مهما أظهروا حبهم لنا، سيأتي يوم ويتخلون عنا ببساطة.

-ومن أين أتيت بهذه القناعة؟

اندفعت رهام تجيبها: إذا كان أبي قد..، ارتجفت شفتاها وتوقفت عن المتابعة ثم أخذت نفسا عميقا ونظرت للطبيبة تسألها: هل يمكننا التوقف هنا ونتابع فيما بعد.

أجابتها بابتسامة: كما ترغبين، نكتفي بهذا القدر اليوم ونتابع في جلستنا القادمة ان شاء الله.

وقفت رهام مودعة الطبيبة وغادرتها بعدما شكرتها، لتمسك الطبيبة بجهاز التسجيل وتقربه منها قائلة: يبدو أن مشكلة رهام متعلقة بوالدها لكنها لم تبوح بها بعد، ضغطت على زر الإيقاف في جهاز التسجيل ووضعته جانبا.

في حين استقبل زياد الجالس خارجا بتوتر رهام وسألها بعدما لاحظ شحوبها: هل انتِ بخير؟

أجابته رهام بارتجاف: بخير، أريد المغادرة من هنا فقط.

أحاطها زياد بيديه وخرجا معا نحو سيارته.

.....................................

أنهت ريما ترتيب المنزل وتنظيفه ثم نظرت نحو ساعة الحائط لتجد الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة فحدثت نفسها: ترى هل انتهت جلسة رهام مع الطبيبة أم ما زالت عندها؟

أمسكت هاتفها لتتصل بها ثم تراجعت عن قرارها وقررت تأخير اتصالها قليلا لتتأكد من انتهاء موعد رهام مع طبيبتها، داعية أن تكون الطبيبة جيدة وتساعد صديقتها في تجاوز مشكلتها.

شردت بنفسها قليلا تعترف بقرارة نفسها أنها تتمنى لو كانت تملك الجرأة لتذهب هي أيضا للطبيبة واستشارتها فيما تعانيه منذ سنين، ربما استطاعت مساعدتها، لكنها جبانة وتخاف أن يكون الحل الذي تقدمه لها هو ما تهرب منه دائما.

نفضت عن رأسها تلك الأفكار وذهبت نحو المطبخ لتبدأ بتجهيز الطعام مؤجلة اتصالها برهام لبعض الوقت.

.............................

تجلس أمام البحر ساهمة في الذكريات التي غزت عقلها، تستند برأسها على ركبتيها المضمومتين نحو صدرها، بينما يتطاير شعرها البني خلفها، تلف يديها حول جذعها علّها تبث روحها القليل من الدفء.

- تفضلي فنجان قهوتك.

رفعت رهام أنظارها نحو زياد الممسك بكوبي قهوة بين يديه ويقدم أحدهما لها، أخذت منه الكوب شاكرة بخفوت، لتعود بأنظارها نحو أمواج البحر المتلاطمة على الشاطئ.

جلس زياد بجانبها وبدأ يرتشف قهوته الساخنة محترما صمتها وسامحا لها بالاختلاء بنفسها.

استمرا جالسين هكذا بصمت تام إلا من صوت البحر الذي تمنّت رهام أن يغطي بضجيجه على صوت عقلها.

حين أنهيا قهوتهما وقف زياد واضعا كوب القهوة جانبا وأمسك يد رهام يقول لها: ما رأيك بسباق جري على الشاطئ، وسأتساهل معك لأنني أعلم أنك ازددت وزنا ولن تستطيعي مجاراة لياقتي.

رفعت رهام حاجبها تسأله مستنكرة: من تلك التي ازداد وزنها؟ (ثم نهضت واقفة لتدور حول نفسها أمامه) وتتابع كلامها: انظر جيدا لجسدي الرشيق ثم أخبرني مجددا من تلك التي ازداد وزنها؟

تأمل زياد قوامها بإعجاب شديد فهي حقا رشيقة وجسمها متناسق مع طولها، ولكنه أراد استفزازها ليخرجها من حالة الحزن التي كانت فيها فقال: هي بضع كيلو جرامات حبيبتي لا تشغلي عقلك بها، ثم أنني أخبرتك بأنني سأتساهل معك وأجعلك تبدئين السباق قبلي.

نظرت نحوه بحاجبين معقودين ثم كزت على أسنانها: ستتساهل معي إذا! حسنا لنبدأ السباق ونرى من سيفوز والفائز سيطلب من الخاسر طلبا وعليه تحقيقه، سأعد حتى ثلاثة ونبدأ السباق، واحد اثنان ثم بدأت رهام بالركض بينما زياد يهتف من ورائها: أيتها الغشاشة هذا غش أين ذهب رقم ثلاثة؟

كانت تعلم أنه يمازحها ليخرجها من شرودها وحزنها، لذا جارَته في مزاحه، وانطلقت ضحكاتها من أمامه رادة عليه بتهكم: الكيلو جرامات الزائدة لدي هي من ابتلعت رقم ثلاثة.

تابعت ركضها بينما انطلق زياد راكضا ورائها وصوت ضحكاتها يطرب قلبه العاشق لها.

******************************
نهاية الفصل الثالث


نور الكور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.