آخر 10 مشاركات
ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          310 - رحلة الى السراب - لين غراهام (الكاتـب : monaaa - )           »          71 ـ طال إنتظاري ـ ع.ق ( كتبتها أمل بيضون)** (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          [ تحميل ] بين الأمس واليوم ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          1056-نهاية التحدي -كارول مورتيمر - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1006 - تشابك الأقدار - هيلينا داوسن - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1058-لمسة حنان-بني جوردن-قلوب ع (كتابة/ كاملة )** (الكاتـب : miya orasini - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          567 - قانون التجاذب - بيني جوردان - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree1Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-18, 12:30 AM   #11

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 02-07-18, 07:33 PM   #12

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


مـلا? اللـي تتـظـاهـر بالــ م ــرض
هـربـا مـن قــ س ــوة أهـلـها
مـا سـبـب تـلـ? الكـراهـيـة
المـوجـهـة لـهـا
كـره وحـ ق ــد غـيـر طـبيـعـي
ولا أحـد متـقـبـلهـا
لـم يـرحـموا صـغـر
سـ ن ــها ولا يـتمـها
الـ ج ــميـع يتـفـنـن
بالـ ق ــسوة عـليـهـا
حـتـى والـدها اللـي
مفـروض يكـون سـ ن ــدها
محـرومـة مـن حـ ن ــانـه
و حــضــنــه
بـل لا يـطـيـق رؤيـتـهـا
كـل هـذا لسـبـب لا ذنـب
لـهـا فـيـه أكـيـد
المـوضـوع يـتـ ع ــلـق
بوالـدتـهـا
لـكـن مـا هـو
مـاذا يـنتـظـرهـا أكـثـر
مـمـا هـي فـيـه
بـ ع ــد سـوء الفـهـم
اللـي صـار
وأصـبـحـت زوجـة خـالد



تـ س ـلـم يـ م ـينـك

بانتـظـار بـ ق ـية الأح ـــداث

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً  
قديم 02-07-18, 11:13 PM   #13

غروب الشروق

? العضوٌ??? » 86832
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 858
?  نُقآطِيْ » غروب الشروق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيك العافيه الروايه روعه ببدايتها وتحاكي واقع وان شاء الله تكون مكتمله وبانتظار البارتات


غروب الشروق غير متواجد حالياً  
قديم 06-07-18, 09:48 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رحلة عذابي انا
بارت (5)
بعنوان #في_بيت_عمي

رفعت رأسها بصعوبة بالغة لتناظر نفسها بالمرآة وهنا كانت الصاعقة التي الجمت لسانها الا من شهقة مخلوطة بآهاات وحسرة !! وجهها تماما اختفت معالمه ، كله منتفخ من عينيها وانفها وشفاهها وجبهتها ووجنتيها ، ولونها قاني بلون الدم يخالطه سواد وزرقة .
بشاعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؛ سقطت دموعها حرة لتزيد ايضا من آلامها واوجاعها ؛ لكنها دموع ما كانت تقدر على منعها ، دموع الظلم والقهر واليتم.
كانت تشعر ان اباها يركز ضرباته على وجهها وكأنه يتعمد تشويه معالمها ، حتى انه لم تأخذه ادنى درجات الانسانية ليسأل كيف حصل او لما حصل ، انه لا يرى في انسانة اصلا وبحنق : داسني بقدمه كحشرة حقيرة لا بد من سحقها من الوجود كله !! نظرات حقده ارعبتني مثلما ارعبني ضربه!!
اااه من مرارة اليتم والوحدة وانعدام السند والظهر والمعين.

لا بد لها ان تخرج الآن ورغم صعوبة ذلك لكن البقاء هنا يعني مصيبة جديدة ..
اتكأت على الجدار وسارت بخطوات بطيئة حتى وصلت المخرج ، الوقت كان ليلا . ياااااه هل امضت كل هذا الوقت غائبة عن الوعي !!!! وبدات بعبور الحديقة باتجاه القصر .. الا ان يداً جذبتها بقوة ، زادت آلامها ، نظرت فاذا ب مليكة تحمل كيسا صغيرا ناولتها اياه واشارت لها الى سيارة متوقفة امام القصر لتركب بها .
لم تعرف ماذا تفعل ، ولكنها متأكدة انها لا يمكن ان تعارض كبيرة الخدم ؛ فسارت بهدوء وركبت السيارة مسلمة امرها لله وما كتب لها.
نظرت الى الكيس فاذا به ما يصح ان يطلق عليه ملابسها ؛ فهذا كل ما تملكه في هذا القصر .
السيارة توقفت بعد مسافة قليلة لا تزيد عن الدقيقتين امام قصر في غاية الرؤعة والجمال والفخامة والحداثة والاخيرة هي ما تميزه عن قصر جدها . فتح لها السائق الباب ونادى على خادمة ، حضرت واشارت لها لتتبعها الى الداخل. بخطوات مثقلة وتعبة سارت مسافة ليست بالقليلة حتى دخلت البهو المتسع والمتناهي الفخامة في القصر .اقبلت من بعيد وبصوت يزمجر وخطوات متسارعة وصوت يهدر: يا فاسقة يا مجرمة يا بنت الشوارع ، انا اربيك ،والله لدفعك الث......... سكتت بذهول عندما اقتربت من البنت وواجهتها ، بلعت ام عبدالله ريقها برعب ، ولم تستطع اكمال كلماتها ، منظر ملاك كان كافيا !!!!!!! واضح انها ضربت الى ما يقارب الموت ، ولكن رحمة الله شاءت ان تبقى على قيد الحياة ؛ حتى لا يبتلى بها احد ، واي ضربة اضافية حتما ستودي بها الى القبر لا محالة .
في عز توترها حضر كل من رماح وحنين وكلاهما رغم نعومتهما الا ان ما بداخلهما من غل كان واضح على محياهما .
رماح بشماتة : تستاهلين الله لا يردك يا مجرمة ... يا ريتهم ذبحوك وخلصونا منك. واكملت حنين : وهنا تنشبي وتحطي راسك بالتراب واياك اشوفك طالعة من غرفتك يا بنت منال ؛ لحد ما ييجي الوقت ونرميك على ابوك ويتصرف معك يا وسخة .
لا تملك قوة ولا طاقة ولا ارادة للرد فهي منهكة حد الموت حتى فكها لا يمكن ان تحركه يؤلمها جدا وعيناها المنتفختان حد الانطفاء لا توصلان اي رسالة او تعبير ، مسلوبة القوة والارادة ، ولكن ان اراد الله وشافاني فلن اسكت ولن ابقى تلك الساكتة المضطهدة ، فانا اخترت بطواعية تمثيل التوحد حتى تتوقف اساءاتهم لي ولكن الآن وقد عادت الاساءات كما كانت بل واكثر وافجر ؛ فانا لن اسكت لن ..... ولم تشعر الا بالعالم يسود من حولها وسقطت على الارض مغمى عليها فما عاد جسدها النحيل يحتمل شيئا ....
اجتمعت العائلة على العشاء ولا زال خالد يرفض النزول . الوجوم سيد الموقف . روعة بتشفي : تستاهل عمي سعود ضربها وشووهها هالحقيرة ؛ حتى ما عاد تستغل جمالها وترمي بلاها على الناس .
جحرها ابو عبدالله ثم توجه بالكلام الى زوجته : اهم شي ما تغادر غرفتها ابد وطعامها وشرابها يوصلها وعينك عليها .
وعبد الله باكر تودي هدية لخطيبتك ما ودي شي من اللي حصل يأثر علينا وعلى قدرنا واحترامنا ..فاهمين .
وانتن يا بنات من باكر تروحن بيوتكن ولا من درى او سمع واي شي بلغنا مباشرة .
الكل اشار بالايماء والسمع والطاعة وعاد الوجوم والهدوء ليسيطر على جلسة العشاء .

الجد وبحنان واضح : شلونك يا ام قاسم طمنينا عنك .
ام قاسم والدموع تسابقها : وش اقولك يا ابو قاسم !!!!! الله اعلم بالحال ؛ والله اني ما قصرت بتربيتها ؛ ولا تغفل عيني عنها ؛ كيف استغفلتني بنت منال وحطت روسنا بالتراب!!!! وابتلت حفيدي الغالي مثل ما امها تبلت ؛ قاطعها ابو قاسم بحزم : انت ما حد قال عنك شي ، البنت الاجرام بدمها وبذرة السو فيها وش ما حاولنا ننظفها ، وهاي ارادة الله ،وحفيدك ما صار عليه شي ، باكر نجوزه اشرف وارقى البنات ، ونجيبه ونسكنه عندنا وتكحلي عينك باولاده بس انت لا تتعبي صحتك وتكدري خاطرك ، لكن تدرين كان لازم نجوزها لخالد عشان سعود وشرفه . يكفيه الجروح الي شافها من ورى البنت وامها .

ساعات الليل الطويلة رافقها حدث غريب ؛ هي تستيقظ بدوخان والم شديد ؛ لكن الالم الذي لا يمكن لها احتماله هو الجوع والعطش ؛ وهذا ما عانته في سنوات طفولتها الحزينة كل شيء يهون الا الجوع لن لن تحتمله .
تريد ماء واي سوائل ممكن لانها مستحيل ان تقدر على مضغ الطعام وبلعه .
هذه الغرفة الصغيرة المظلمة حتما في جناح الخدم . فالكل له نفس التفكير فيها.
لم يخب توقعها ابدا خرجت في العتمة تبحث عن المطبخ ، رغم عدم وضوح الرؤية حتى رأت بصيص ضوء كانه ضوء الثلاجة .
قبلها بدقائق احس بتحسن من صداع رأسه مع جوع قاتل ؛ فهو من ايام لم يأكل ونزل الى جناح المطبخ يتسلل بهدوء كي لا يرى احدا من اهله الذين لا يجرؤ حتى اللحظة على مواجهتهم خاصة امه وابيه .
لا نفس له للطعام ولكن لا بد له .
فتح احدى الثلاجات المليئة بالاصناف المعدة والمغلفة من الطعام ، لكنه اختار سلة من التوت البري ليأكل منها رفعها وادار ظهره ليجلس ولكن ما رآه افزعه وجعل السلة تتطاير من يده بكل ما فيها حوله وحول الكائن الغريب المواجه له !!!!
عيناه جحظتا وانفاسه انكتمت ؛ وبارتجاف : بسم الله الرحمن الرحيم ؛ اللهم اسكنهم مساكنهم ... اللهم اسكنهم مساكنهم ؛ من انت .... انس والا جن .... اعوذ بالله من الشيطان ومن همزه ولمزه .
مدت يدها وعينيها مثبتات عليه واخذت قارورة ماء واخرى للعصير ؛ وبصوت لا يكاد يخرج من ضعفه : جنية اللي تتلبسك وتاخذك وتريحني منك يا خالد .
وغادرت ... في عتمة المكان كما ظهرت وهو لا يزال يرتجف ولا يعي شيئا : جنية ... والله جنية وتعرف اسمي !!!!!!!
والا بعدني مخدر واهلوس ؟؟؟؟ اعوذ بالله من ابليس الخسيس وركض عائدا الى غرفته ليتغطى وهو يرتجف ويردد المعوذات والاذكار .
فتحت عينيها بصعوبة لتجد عينين بريئتين تتأملانها باستغراب .. طفلة سمراء المحيا مع جمال التقاطيع ... رفعت رأسها وناظرتها فاذا بالباب يفتح وتظهر امرأة في الاربعينيات من العمر... يبدو في وجهها البشاشة والحنان ... لكن الاوضح ان هذه الصغيرة تشبهها كثيرا.... هي معتادة على اهانات الخادمات لها واستحقارها باعتبارها مجنونة عند بيت جدها ولكن هذه السيدة بادرتها بابتسامة اذن هي مؤكد ليست خادمة .
صباح الخير يا بنتي ازيك ؟؟ انا سعدية ودي بنتي سعاد . جالت بنظرها بينهما دون اي كلام ؛ فاكملت سعدية بذات الابتسامة : ازيك طمنينا عنك النهاردة في حاجة بتوجعك ؟؟؟ تبسمت بصعوبة من سخافة السؤال !!
يعني المكتوب ما هو مبين من عنوانه !!
انا مشرفة على شؤون القصر وكنت البيبي سيتر للست روعة ومن وئتيها وانا بتابع كل حاجة .
اجيب لك حاجة ... اشارت بسرعة الى فمها .... قالت سعدية بحنان : دالوئت حاجيب لك حاجة تاكليها ، بس انت قومي وخدي الاواعي دول غيري هدومك وانا حرجعلك.
عادت سعدية بطبق من شوربة اللحم والغنية بالخضار... لانها ادركت ان الصغيرة لن تستطيع تناول طعام صلب ...... تفاجات بها لم تقم من فراشها ؟؟؟
مؤكد من الرضوض التي فيها . مسكينه هذه البنت.
ارادت ان تعطيها الملعقة لتشرب ؛ ولكن ملاكنا تناولت اناء الحساء باكمله وبدات محاولة ارتشافه بجوع واضح.... وكأنها لم تأكل منذ سنين وسنين .
دخلت احدى الخادمات باسمة ويبدو ان الابتسام هو سمة العاملين هنا . سألتها سعديه : في ايه يا ايفا مالك بتضحكي ؟؟
ايفا بعربية مكسرة : هذا استاذ خالد فيه جنان مش تبيعي !!
باستغراب شعدية : استاز خالد ليه ايه الي حصل ؟؟
ايفا : هذا قول في جنيه هنا محل لازم جيب شيخ !!
ههههههه ضحكت سعدية : بسم الله الرحمن الرحيم .... الله لا يئدر ؛ ايه الي جراله عالصبح ؟؟
ساعدتها سعدية على تغيير ملابسها وكلها حزن على هول الكدمات والرضوض فيها ..... هذه البنت كما اخبرتها ام عبدالله احضرتها من عند اهلها الذين اوسعوها ضربا لسوء اخلاقها وانها تعاني من نوغ من التوحد وهي تريدها ان تكون محط انتباه سعدية ومراقبتها الدائمة ..... وان تردعها عن اي سلوك مؤذي ..... لكن قلبها يقول لها ان هذه الطفلة هي عنوان للبراءة ..... لكن لا يجب عليها ان تتسرع في حكمها .....
مرت الايام على طفلتنا وهي لا تغادر غرفتها وتحضر لها سعدية الطعام حتى في غير مواعيد الوجبات لحاجتها الدائمة ... واحضرت لها من الصيدلية مراهم وادوية متعددة مضادة للالتهاب فبدونها جروح الصغيرة قد تلتهب او تترك اثارا لا يحمد عقباها ...... استغربت سعدية عندما اخرجت الدواء وبدأت تقرا بصوت مرتفع مكان وكيفية استعمال كل منها ؛ ان الصغيرة فهمت بسرعة دون اعادة !!!!
كيف؟ واين ؟ ومتى تستخدم كل دواء؛ بل اخذته واحتفظت به في خزانتها !!
بالنسبة لملاك هي لا تضمن ان ام عبدالله او بناتها اذا ما رأين العلاج ان يحرمنها منه فلا بد من تخبأته

سعاد تحضر كتبها واقلامها عند ملاك وتستمتع بدور المعلمة وتحل الواجبات وتسرد القصص والحكايا لملاك المستمعة فقط فهي اعتادت على الصمت التام. التام ، ولا تشكل مهارة الحديث اي اغراء لها بالاضافة الى التعب الشديد الذي يمنعها من كثرة الحركة وغيرها.

الخادمات في هذا القصر مختلفات فبالاضافة لايفا هناك راني وريما وسوني وغيرهن لم تحفظ بعد اسماءهن ؛ يتسمن باللطف وحسن المعاملة ، ربما لان المشرفة هنا تختلف ؛ فسعدية انسانة خلوقة ومتعلمة تحمل درجة في علم النفس الاجتماعي وطيبة جدا ؛ وان كانت حازمة لا تقبل الخطأ او تجاوز التعليمات ... بعكس مليكة الشمطاء التي اذاقتها الامرين ، منذ طفولتها ؛لكن ما يدريني فقد تتغير سعدية ايضا مع مر الايام وتصبح اسوأ منها .
سعدية احضرت لها مجموعة من الثياب المستعملة ولكنها تنم عن ذوق وفن ،واحضرت لها حجاباً وامرتها ان تلتزم بارتدائه ؛ وطبعاً هذا اكيد من توجيهات ام عبدالله .
لاحظت اهتمام سعدية بالصلاة وقراءة القرآن وخاصه في غرفتها وتعمدها تعليم ابنتها ذات العشرة اعوام اهمية المحافظة على الصلاة وانها عماد الدين ومن تركها انهدم دينه.
هي تعرف كيف تصلي لكن كانت تخاف ان تنكشف فيعاودون ضربها وايذاءها.
الآن قررت ان تعود لتصلي وتقرأ القرآن وتعود لتصل مع ربها حبال السكينة والطمأنينة التي قطعتها بجهلها وخوفها.
سعدية بقمة السعادة والذهول لكنها لن تدخل في متاهات هذه الطفلة واسرارها بل لن تحدث احداً بما تغير فيها ، فمهما كان هذا شيء ايجابي وستساعدها في تطويره.

لم تواجه احدا من اهل القصر وهذا يريحها كثيراً ؛
بدأت تخرج احيانا مع سعاد الى صالة للخادمات يجلسن لمتابعة التلفاز وتبادل الاحاديث وهي تستمع لهن بانتباه ؛ حياة العديد منهن مؤلمة؟، غربة وشقاء ومفارقة الاهل والاحباب ، ومشاعر الشوق والحنين للغوالي، هذه المشاعر التي لا تعرفها ابداً الا اذا تذكرت امها الغالية _ رحمها الله _ لا زالت متعبة ولكن بعينيها تراقب وتتعلم كما اعتادت دائما .وفي كل يوم يمضي يزداد استغراب سعدية منها ومن حالتها لكن الاكيد ان وراء هذه الطفلة الكثير من الاسرار.
تنبيهات مستمرة من الجميع بضرورة مراقبتها وردعها ، وكأنهم لا يعلمون ان لا حيلة لهذه الصغيرة بشيء سوى عينيها اللتين تجولان في كل شيء .
الكل عاد لممارسة حياته الطبيعية ولا كأن ما حصل قد حصل ، طلال فهم من امه معاناة ابيه ؛وانه اخطأ وتزوج امرأة تبين له لاحقا ، سوء اخلاقها فطلقها وقد انجبت له طفلة .
مع تركيز اختيه هديل وهناء على ضرورة اخفاء وجودها وعدم اعلان ذلك خاصة امام زوجيهما ومراعاة لامه الغالية ثريا هانم ولكبريائها امام المجتمع المخملي الذي لن تسمح بأن تخدشه هذه الزلة من الدكتور سعود.
حاول طلال ان يتناسى ويركز على دراسته الثانوية ، وكذا الكل انشغل باعماله وشؤونه ، حتى خالد دفن نفسه في العمل ، ونادرا ما يعود الى البيت لانشغالاته المستمرة.

دخلت عليها رماح الغرفة وبعصبية مبالغة اخذت تجول في الغرفة وتمعن النظر في كل شيء حتى ملاك .... واعطت ملاحظات مشددة مجددا لسعدية بمراقبتها ...... ووجهت كلامها لها ... ترى حنا عيوننا عليك .. ولا تفكري مثل ما كنت ماخذة راحتك وتلعبي على كيفك وقد اعذر من انذر يا بنت منال ... وعن قريب بتردين بيت ابوك .... ااااااخ كم تكره بمناداتها ببنت منال بل يا ريت منال هذه لم تلدها وتحضرها للحياة البئيسة ... ثم اصلا لماذا احضروها لبيت عمها ابو عبدالله .... ام لم يوجد حل آخر ... فمؤكد بعد الفضيحة التي حصلت .. لن تستقبلها الجدة في قصرها مؤكد..وابوها بالطبع لن يستقبلها ويحزن ابنه المدلل باي شكل ولن يزعج زوجته الراقية ثريا هانم باي شكل من الاشكال.

يد سعاد تجرها بسرعة ، ولا حيلة لها لمنعها ، خرجت بها الى الحديقة ، مؤكداً ان امها لا علم لها ، بنات خلينا نلعب البت دي معانا ؛ حيبقى اللعب اجمل كدة.
نظرت الفتاتان باستحقار نحو ملاك ، الاولى باستخفاف : انت مجنونة ودك ذي المتوحشة تلعب معنا ، قاطعتها الاخرى : قصدك الوحش اعوذ بالله من هالاشكال ، مو هذي بنت منال ، الي طردوها من بيت جدي الكبير يا نور !!!!!.
اجابت نور بسخرية : اي هذي اللي يقولون لها بنت منال .
ضحكتا كلاهما بشدة الا ان صفعة على خد نور اسكتتهن !!
ملاك وبكل قوتها المتواضعة صفعت نور ، لم تعد تستطيع التحمل اكثر والسكوت عن ظلمها ، بدأت الفتاتان الصغيرتان تهاجمانها بقوة ، سيف الذي رأى هذا الهجوم ، انطلق الى المنزل مسرعاً، رأى عبدالله امامه ؛ وبصراخ : خالي ، خالي في بنت متوحشة هجمت على البنات تريد تذبحهن .
انطلق عبدالله كالسهم وبثواني كان يفصل بين الفتيات ، بنات اخواته ، وفتاه اكبر منهن سناً ، ترتدي حجاباً احتاس فوق رأسها جرآء المشاجرة ، نظر الى البنت بغضب ، والجم لسانه عن النطق منظرها المروع ووجهها المنفخ المشوه ، ارتعد رغماً عنه ، هذه الملامح يعرفها ، انها ابنة عمه ، وزوجة خالد، لكن اين ذهب جمالها الأخاذ ،وباستنتاج : هذا اكيد بفعل عمي سعود ، لما يعصب ما يشوف قدامه ، يا فرحة قلبك يا خالد ، تعال وشوف زوجتك فعلا صبرت ونلت .

عاد وتماسك ووجه لها نظرة استحقار ، مكيفة على حالك تهاجمين بنات اصغر منك ، روحي انقلعي من هني لاحسن انادي الخدامات يشيلونك .
ردت بتحدي : انت اللي انقلع يا جوز هبة ، ثارت عصبيته ولوى ذراعها بشدة : وش تقولي يا كلبة.
وبتحدي وعينيها في عينيه : مثل ما حرتك الكلمة انا ما اسمح يقولون لي بنت منال .

ارخى يدها بصدمة ،اولاً لانها تتكلم ولا كأنها مريضة وتعاني وثانياً لان منطقها سليم ؛ فالكلمة مؤذية وتجرح .
نفضت يدها من يده ، وغادرت الى الداخل بكبرياء هش ، فما بقلبها من ألم تعجز عن حمله الجبال .
هو كان لا يفتأ من محارشتها بالكلام والسخرية والسباب احياناً ، ومنذ صغرها ، ربما كانت محاولة منه لاستكشاف عوالمها الخفية ، او تعبيراً عن احقاده المتراكمة ، الناتجة عن كره رجال العائلة ونسائها لها ، لكن لم يسبق لها ابداً ان نظرت له مثل هذه النظرة المتحدية ؛ او ان ترد عليه بهذا المنطق .
عاد في طريقه وهو على حاله من السرحان والتفكير العميق ؛ ويد خالد تشوح امام وجهه : هيه، وين سرحان ! لتكون الخطوبة ضيعت باقي عقلك؟
رد بابتسامة : والله انت اللي الجيزة ضيعت كل عقلك ، الجنية اللي اشغلتنا بيها من اسبوع ؛ هي زوجتك يا فهيم .

يتبع الاحد باذن الله




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 06-07-18, 03:49 PM   #15

غروب الشروق

? العضوٌ??? » 86832
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 858
?  نُقآطِيْ » غروب الشروق is on a distinguished road
افتراضي

بارت رائع تغير الأحداث مافيه غموض والأجمل تقبل ملاك للتغيير
ننتظر البارت القادم بشوق


غروب الشروق غير متواجد حالياً  
قديم 07-07-18, 01:44 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأقوم بنشر الفصل السادس
وذلك لانشغالي يوم الاحد
متابعة ممتعة ودمتم بود






رواية رحلة عذابي انا

بارت (6)

بعنوان #نفسي_استعيد

الابتعاد عن مسببات الكدر من اهم اسباب السعادة والسلامة.
تلتزم غرفتها وجناح الخادمات فيه من الراحة الكثير ، وسعاد تجد في ملاك الاخت والصديقة التي طالما تمنتها ، رغم عدم تفاعلها معها سواء في الحوار او بالتعابير والانطباعات ، ربما هذا افضل ؛ ف سعاد ثرثارة الى حد كبير وتحب السيطرة في الحديث والجلسات.
امها تحبها كثيراً ومتعلقة بها جداً ، وتخاف عليها حد الموت وملاك لرؤيتها هذا الحب والحنان تتحسر على ما فاتها من حب أمها وحنانها ولكنها ارادة الله ولا اعتراض على حكمه.
ام عبد الله بعد ان رأت حجم الضرب الذي لاقته ملاك من ابيها آثرت الابتعاد عنها وعدم الاحتكاك بها خاصة مع تطمينات سعدية المستمرة لها ان هذه البنت تحت السيطرة والمراقبة ، وهي تثق بسعدية كثيراً وتثق باخلاصها وأمانتها.
دخلت حنين بضجر من اولادها ومناوشاتهم التي لا تنتهي : بسك عاد انت وهي صراخ زيادة احرمكم من الجية معي ، يلا روحوا العبوا بدون ازعاج.
سحر بطاعة وفرح : حاضر ماما ، يلا سيف ، يلا سمر وراااي .
حنين بحرص : عينك عليهم لا يبعدوا
خرج الصغار فرحين مستمتعين ، وعادت هي الى وجومها والضيق على وجهها .
ام عبدالله بحنان : هلا ماما ، ليه متضايقة عسى ما شر.
حنين بشكوى : تعبوني الصغار ما امون عليهم ، والافندي ما له شغل كل تربايتهم علي لحالي !!
قاطعتها امها : الله يعينه جوزك مسؤوليات كبيرة يتحملها ، وانت المفروض تساعدينه ما هو طول الوقت شكاوي ، كذا تهججينه منك .
حنين بغبن : يعني صاحباتي اللي بعمري طول السنة سفرات وطشات وشمات هوا واطلبي واتمني ، انا حتى شوف ما اشوفه ، يا مناوب يا طوارئ ......اوووف والله شي يملل .
ام عبدالله بمزح : عاد هاذ اختيارك واتحمليه هههههه.
علي ينزل من الدرج ويستمع لضحكات امه ، وبانشراحٍ ملاحظ : الله لا يحرمني من هالضحكة ، وين زمان ما سمعناها يا وردة الدار .
ام عبدالله : الله ينتقم منها اللي نكدت علي حياتي ، ويخليلي اياكم دوم حولي وحوالي .
علي : يما عاد منك ، سالفة وعدت انسيها وافتحي صفحة جديدة.
حنين بقهر : وشلون انتهت وهالشيطانة صارت بحلوقنا وانكتبت علينا .
ام عبد الله : مقهورة على خالد وحالته ، حتى قعدة بالدار ما عاد يقعد ، الا غصب يا يشتغل يا مسافر ؛ والله كاسر خاطري كانه يهرب مننا ومن العالم كلها .
علي بتخفيف : يما الله يهداك ؛ خالد من قبل شغله مستقل ووده تركيز ، بس انت مزودتيها ، وتحبيه اكثر مني لو اغيب شهر ما تسألي عني
ام عبد الله : انا ما اسأل عنك ، والا انت الي ما ترد ، ابغى اخطب لك وافرح بيك وانت تطنشني !!!!
حنين : اما شفت لك بنت يا علي ، تقول للقمر قوم واقعد محلك ، بنت عز وذوق وا
قاطعها علي : هو وقتي الحين خل نخلص من عبدالله وجيزته وبعدين يفرجها الله ، انا تأخرت عالشغل .
ام عبدالله : ما ودك تفطر .
علي : لا مستعجل ، ولا تنسون تجهزون العصر جايب عمال الصيانة للمسبح ، ما لنا غنى عنه، يلا سلام
بحنان كلتاهما : الله معك وييسر امرك .
حنين : شفتي يما كل ما تجيبين له سيرة الجيزة يتهرب .
ام عبدالله : لا تخافي ، بس يشوف اخوه معرس ، يغير رايه .

لا زال جسمها ضعيفاً وتؤلمها الحركة الكثيرة ، مع ان الرضوض في جسمها اخف ، الا ان آلام يدها اليسرى وكذلك فخذها الايمن لا زالت تؤرقها وتأخذ لها مسكنات باستمرار.
في قلبها مع كل آهة الم يتنامى حقد ويتضاعف على كل فرد في هذه العائلة البغيضة ، بدءاً من المدعو ابيها ، الى اصغر نفرٍ من افرادها ، وكلها تصميم على الانتقام من ظلمهم وجبروتهم.
ايه النظرة دي يا بت دانت بتخوفي ، قاطعها من سرحانها كلمات سعدية الساخرة .
نفسي كدا اشوفك فاردة وشك مبتسمة ومتفائلة للدنيا!!
هذه الكلمة لوحدها كانت كافية لتجعلها تبتسم بسخرية محضة ، اي بسمة واي دنيا واي حياه واي تفاؤل وهي لم تذق فيها سوى طعم الذل والاهانة والحرمان وختمتها بتشويه سمعتها فأي معنى لوجودها اااااه وبداخلها وجع ينوح : نفسي بس استعيد نفسي الي ضاعت من كان عمري ثمان لما كنت اشوف الحياة كمملكة وانا اميرتها وطموحاتي ما لها حدود ، كان كل صعب في عيوني يهون ، كان التحدي والغرور اميز صفاتي ، كنت اناظر البشر بعين قوية ، اول ما كسروا بي كرامتي وكبريائي بالضرب والاهانه والتجريح وب مين بامي اعز انسان على روحي ، اخترت اتنحى لعواصفهم وابتعد قدر الامكان وكفيت خيري وشري لكن بالنهاية خسرت حتى سمعتي وباقي كياني.
اغمضت عينيها بضيم شديد علق بروحها وجسدها .

اقترحت عليها الخادمات مرافقتهن للاشراف على تهيئة الاستراحة حول المسبح لاتمام عمليات الصيانة هناك .
جلست تحت مظلة تستمع للاحاديث وتجول بنظرها بين خلايا العمل الدؤوب والمنظم ، العمل عبادة هذه كلمة سعدية وصدقت ، فكرت ملاك ان تتعلم صنعة ما قد تفيدها بالمستقبل ، وعدتها ريما ان تعلمها التطريز عندما تشفى اصابع يديها وسوني طلبت منها مرافقتها لتعلمها صنع الحلويات بانواعها ، وربما مع الايام تصبح عندها مهارات اخرى على سبيل المثال ام عزمي التي تزود المنزل بالخضر والبقوليات ومواد اخرى تقول انها في منزلها عملت مصنع مصغر وتؤجر فتيات لمساعدتها في تنقية الخضار وتغليفها وهذا وفر لها دخل جيد.
قطع افكارها صوت دخول رجال على الاغلب العمال ومعهم علي هذا دينامو البيت حتى في قصر جده ، وكعادته يرتدي ملابس رياضية تساعده على العمل وكاب على راسه عن اشعة الشمس ، وسيم ومبتسم كعادته ويجامل الجميع وابعد ما يكون عن الغرور .
انكفأت في زاوية ابعد ما تكون عن مرمى بصره ، فلا ينقصها المزيد من المشاكل ، تنظر الى العمل الدؤوب والتنظيف وتصريف المياه الزائدة والمكلورة عبر قنوات متعدده تتبعها بنظرها ، وان احست بخلل في الامر لم يعجبها ولكن ما لها بهذا فالامر لا يعنيها.
غفت دون ان تشعر واستيقظت فجأة على صوت الخادمات ونداء وصراخ ، الكل بنفس النغمة والاسم
سمر ، سمر
اقتربت سعاد وهي تبكي : وانا مالي ماما بتئولي ليه ما خدتش بالي منها ، طب ماهي اختها كانت معاها!!!
احدى الخادمات بتوجس : ساعة ونس بنت لا شوف ماما ينجن ماما حنين اصرخ .
فهمت ملاك ان الطفلة الضائعة هي ابنة حنين وعمرها ثلاث سنوات ، في داخلها شعرت بشيء من التشفي والغل ، لكن سرعان ما زال هذا الشعور فهي لايمكن ابد ان تتمنى الاذى لطفلة .
الكل يصرخ وقد فقد عند اغلبهم الامل حتى انه تم ابلاغ والدها الذي جاء مسرعاً مشوشاً ولكن اين تذهب فالبوابات مؤمنه تماماً وكاميرات المراقبة اخر ما التقطت صورتها تلعب مع اخوتها ....
ملاك شعرت بشيء من الكدر والضيق لا تدري لكن في بالها شيء وتحتاج الى شيء من التركيز !!!
نعم لقد شعرت بخلل ما!!! صح ؟؟ هناك عدم انتظام
نعم ...نعم ...قنوات الماء صحيح اكيد الطفلة لا بد انها هناك..
اخذت تركض وبجنون لفتت الانظار اليها
الكل ينظر الى هذه المجنونة التي تمشي في ممرات الماء الضيقة وتفتح كل منهل تمر منه ثم غطست بوجهها في احد القنوات حيث يبدو ان هناك منهل جانبي المفروض ان تمر الماء منه ولكنه مغلق لذلك الماء يغير مساره تلقائيا وفي اعلى المنهل فتحة صغيرة يتسرب منها الماء الى الداخل .
اخرجت ملاك رأسها من الماء وقد تبللت تماماً بالماء المكلور الذي اصبح يحرق جسدها بقوة خاصة مع جروحها التي لم تلتئم بعد ، والعاملون ينظرون لها بسخرية والخادمات بدهشة ماذا اصابها!!!
وباعلى ما اعطاها الله اياه من قوة في تلك اللحظة صرخت باعلى صوتها : علي علي بسرعة يا علي لحق البنت يا علي ..
علي ومعه محمود زوج حنين ركضا بدون وعي نحو ملاك التي اكملت وبنفس متقطع : هذا المنهل مغلق اكيد سمر هنا ، بسر بسر عة لا تغرقها المي!!!
ازاحها علي بسرعة عن طريقه وغاص هو ومحمود ولحقهما باقي العمال وفتحوا المنهل الذي ينفذ على قناة صغيرة لها منهل آخر هو ايضاً مغلق وقد قاربت القناة على الامتلاء بالماء وسمر الصغيرة تحاول جاهدة التنفس والصمود في الماء اسرعوا باخراجها ومحاولة انعاشها وسرعان ما بدأت بالصراخ والنداء على امها التي اقبلت كالمجنونة تحضن ابنتها وتقبلها وهي تصرخ .
جسد ملاك الذي يصرخ الماً من اثر الكلور دفعها للمرور من بينهم لتعود الى غرفتها وتغتسل .
لكن صوت محمود المستغرب اوقفها : انت شلون دريتي انه بنتي هني والله لولا رحمة ربنا ثم انت كان ماتت البنت وغرقت .
نظرت حنين بحقد على ملاك : انت سكرتي على بنتي ودك تموتيها ، ودك تقتلينها يا مجرمه ؟؟.وهجمت عليها وبدأت تضربها بدون رحمة وبصعوبة استطاع محمود وعلي ابعادها عنها .
واخذتها سعدية الى غرفتها وهي تئن من شدة الاوجاع .
الطبيب طمأن العائلة على صحة الصغيرة التي كانت نائمة في القناة ولم تستيقظ الا عندما غمرتها المياه ، ولكنها تحتاج الى علاج لتنفسها الماء المكلور ، ولله الحمد امورها بخير والكل يتحمد الله ويشكره .
محمود وعينيه على زوجته : مين هاذي البنية ، وليش اتهمتيها شو بينك وبينها ؟
تلعثمت حنين وادارت عينيها نحو والديها علهم ينقذونها من الاجابه ، وفعلا ام عبدالله اصطنعت اجابة : هذي قريبة واحدة من الخدامات جاية زيارة وحنين ما تعرفها فكرتها بتخطف سمر والله لطف .
واضح ان الاجابة لم تقنع محمود الذي يشغل منصباً كبيراً باحدى الوحدات الامنية ، فاجاب باقتضاب : اعطوني اسمها وانا اتأكد من معلوماتها
ابوعبدالله بتوجس : ماله داعي البنت عالبركة وما ظنيتها تاذي حد .
قطع عليهما الكلام دخول سحر مع اخيها سيف الذي كان يبكي بحرقة وخوف!
علي كان يسرح بنظره عند البركة يراجع ما حصل وكيف حصل ، شاهد سعدية من بعيد ، ركض جهتها وسألها : شلون البنت ؟؟؟
سعدية بحزن : يا ئلبي عليها الكلورين اسر على جسمها اوي وهي لسا جروحها عميقة ما التئمتش ، اهو اديني كل شوي بدهن لها وربنا يشفيها .
تركها علي ودخل المنزل وفي الداخل سيف يصرخ باعتذار انهم كانوا يلعبون : والله يبا نلعب استغماية وانا سكرت عليها وما كان في مي ، وبجوح واضح : بعدين نسيت وين مكانه وخفت تعاقبوني وانخرط في بكاء حاد .
قررت حنين وعائلتها الصغيرة البقاء في القصرعدة ايام وهم شاكرين رب العالمين الذي سلم هذه الصغيرة من موتٍ محقق .
اما ملاكنا حتى المسكنات لم تنفع في تسكين آلامها وجروحها الملتهبة ، صراخ وانين لم تقو على كتمه ، سعدية استأذنت ام عبدالله في اخذها الى المشفى لكنها رفضت ، بحجة انها تستحق ما نالها ، لقد رأت الطفلة تختبئ وبقيت متكتمه حتى كادت الطفلة تفقد حياتها ، وفي الحقيقة هي فقط خائفة من فتح تحقيق في المشفى عن اسباب جروحها.
اكتفت سعدية باحضار ابرة مسكن قوية من الصيدلية واعطتها اياها ، فتخدر جسمها واغمضت عينيها في سبات ٍ لطالما تمنت ان لا تستيقظ منه ابداً.
لكن الجوع ألمها الاكبر أبى الا ان يوقظها من نومها العميق ، ابتسامة سعدية دواء وبلسم للروح ، احضرت لها صينية الطعام واكلت بنهم شديد ، سعدية ذهبت الى القصر لمتابعة الضيوف وعلى رأس الاهمية العروس هبة مع امها ، جئن للاطمئنان على الصغيرة .
قررت استغلال غياب سعدية والخروج ليتنفس جسدها المنهك شيئاً من هواء الليل المنعش.
اصوات الاطفال ولعبهم تحيي هدوء الليل وتكسر صمته ، لم تجرؤ نور وسحر على الاقتراب جهتها بعد ضرب ملاك لهما ، يبدو ان هذا ما يجب ان تفعله ل رماح وحنين حتى لا تتجرءا على ضربها وشتمها مرة اخرى.
يبدو انه لا يعيش في هذه الدنيا الا القوي .
ميزت صوت تعرفه جيداً من تلك الليلة الكئيبة في استراحة الرجال ، كان واقفاً بقرب المسبح مع علي ويتحدث بانسجام ، اظن اسمه عامر ، ااااخ ما اسوأ ذلك اليوم ليتني لم ادخل الاستراحة ، وليتني خرجت عقب خروجهما من القاعة ، لماذا بقيت ؟ ولماذا نمت ؟ ، وذلك الحقير خالد استغل الموقف ، لكن الله سلمني منه ، وما الفائدة وسمعتي وشرفي تلوثت ااااااه ومع التنهيدة : الله يريحني من حياتي كلها!!!.
جاء الى القصر محبطاً فهو يتعمد ان يغرق روحه بالعمل حتى يتناسى مصيبته ونكسته ، لكنه مضطر للعودة ليطمئن على سمر الصغيرة بعد ان اخبره عبدالله بنجاتها من الموت ركن سيارته ونزل بهدوء ، سمع ضحكات علي وصديقه عامر فقرر الذهاب للسلام ، عامر صديق عزيز له ايضاً وكثيراً ما كانوا يجتمعون في استراحة قصر الجد للترفيه .
سلك طريقاً مختصراً ، رأى من بعيد خيال فتاة ، واضح انها تنظر باندماج جهة علي وعامر اقترب بحنق ف حتى لو كانت خادمة لن يسمح بهذا ، نظرت بخوف الى القادم المصعوق اكثر منها ، تمالك نفسه فما يسيطر عليه الآن الغضب وليس الخوف كما المرة السابقة ، نظر في وجهها المنتفخ وبغضب : وش تساوين هني ؟؟؟؟
لم تعره اهتماماً ، ادارت رأسها وعادت بسرعة الى جناح الخادمات ، فهي لا تريد المزيد من المشاكل ولا حمل لها لضرب جديد ؛ ما فيها من آلام وجروح يكفيها ويغنيها لشهرٍ كامل.
استغرب هروبها وخوفها بعكس المرة السابقة ، وأدار الاسباب برأسه !! هل من الممكن !!! لماذا لا ؟؟؟
الشيء المقتنع به دائماً ان تلك الطفلة ابعد ما تكون عن العفة والطهارة وانها معتادة على دخول استراحة الشباب وان لها علاقة او اكثر ، هل يمكن ان يكون عامر ؟؟؟
هذا الصديق الذي يدخل بيوتنا كذئبٍ متخفي ! ولما لا والا لماذا تنظر له هكذا ولماذا خافت مني وهربت ؟.
صوت من داخله : لكن عامر صديق الطفولة وعمرنا ما شفنا منه الا كل خير وتقوى وصلاح ، وش هالوساوس الشيطانية ، فعلاً انها شيطانة مثل ما تسميها الوالدة !!
اااخ ليتني لم اعد الى البيت ، ناداه علي : يا هلا بالغائب ، وينك زمان عنا ؟
بغموض : وين عامر ، هالحين شفته معك ؟
علي : عنده شغل ، انا ناديته يعاين شغل المسبح ويقيمه ، تعرفه خبير دولي هههههههههه.
خالد : الله يسترنا من شغلك ومسابحك كان راحت الصغيرة.
تحول لون علي الى السواد والوجوم الشديد : الحمد لله الله سلم ، الله سلم ، خلنا نطمن عنها .
في القصر رأى الوجع الآخر الذي يحاول جاهداً ان يتناساه ، هبة بكل اناقتها وجمالها وضحكتها ، اسرع في غض بصره وابتلاع غصته ، توجه الى اخته حنين وقبل رأسها وهنأها بسلامة سمر ، جلس قليلاً ثم استأذن للذهاب للنوم ، رغم ان الكل يحثه على الجلوس والعشاء معهم ، اعتذر بهدوء وذهب الى جناحه.
حمام بارد لم يطفئ نيران عقله وقلبه ، قلبه مشغول بكيفية نسيان هبه وعقله مشغول بمصيبته الشيطانية .
لبس ثيابه على عجل وخرج باحثاً عن سعدية ، وجدها في صالة الطعام تشرف على اعداد المائدة للعشاء ، ناداها الى صالة اخرى وبكل جدية : البنت الي عندك ليه تخلينها طالعة وداخلة على كيفها ، ما نبهنا عليك عيونك عليها.
سعدية مستغربة جداً من شدة التحريص الدائم على هذه البنت المسكينة والبريئة في نظرها ، اجابت بهدوء : والنبي البت دي غلبانة دي لولاها كان ...
قاطعها بغضب : ما طلبتك رايك فاهمة انا بنبهك انها ما تخرج من غرفتها ابد ، مهما حصل ، وان شفتها مرةٍ ثانية طالعة ما يصير طيب .
قال هالكلمتين وغادر غاضباً ، بينما سعدية عزت عليها نفسها ان يصرخ فيها هكذا ، وعزت عليها تلك الطفلة المكروهة من الجميع ، وفي ذات الوقت كلها استغراب من تدخل خالد في ملاك وما شأنه بها ؟؟.
بات ليلته بنوم مضطرب كعادته ، اما في الجناح المجاور فهناك من استيقظ مذعوراً من نومه على صوت صراخٍ داهم احلامه : علي علي بسرعة يا علي لحق البنت يا علي !
استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، وصورة وصوت وحالة البنت المشوهة لا تفارق خياله ، هو بطبعه حساس ويكره الاساءة لاحد ويعامل الجميع بلطفٍ وتواضعٍ جم ، وما أشعره رؤية ابنة عمه وما فعلته اليوم ، احتل حيزاً كبيراً من ذاكرته المرهفة ، وفي نفسه : البنت ذي ما هي زي ما يقولون ما اكذب عيوني واحساسي ! .
واستمر في تقلبه وكوابيسه المزعجة وافكاره المتلاحقة.

ام اسلام بعصبية : ما يصير يا ولدي توصلنا وما تسلم على خالك واولاده ، وتتحمد لهم بسلامة البنية ، وش يقولون عنا!
اسلام باختصار : عندي اشغال ما اقدر أأخرها ، ازورهم مرة ثانية.
نزلت ام اسلام وابنتها من السيارة واستعد اسلام للمغادرة في لحظة خروج عبدالله من القصر بسيارته .
نزل بسرعة وتوجه الى اسلام يدعوه للدخول ، اسلام رفض وهم بالمغادرة لكن عبدالله ركب معه في السيارة وقال ببساطة : وين ما تروح خذني معك اريد نتكلم زمان ما جلسنا مع بعض .
ام عبدالله تحب اسراء كثيراً ويعجبها جمالها واناقتها نعومتها على رقتها وتتمنى ان تصبح زوجةً لأحد ابنائها ، لذلك اكثرت من الترحيب بها واصرت على علي وخالد بضرورة السلام على عمتهما والترحيب بها .
جاءا ورغم الوسامة المميزة التي تخفي التعب والارهاق من الليلة المزعجة لكليهما الا ان قلب اسراء لا يرى ولا يخفق الا لاصغرهما سناً ، احمرت وجنتيها وتبعثرت نظراتها وارتجفت اوصالها ؛ فرغم المصيبة التي حدثت هي لا يمكن ان تنسى حبه ومشاعرها تجاهه ، هو حلمها منذ الطفولة .
روعة بسخرية : علامك كذا وجهك قلب طماط ، خير وغمزتها بعيونها وبصوت اخفض : لتكوني خقيتي على اخواني ادري بهم يذبحون قلوب العذارى ههههههه .
جحرتها اسراء بعينيها وبتوعد : حسابك بعدين يصير خير.
علي بابتسامة : طمنينا اسراء ايش ناوية تشتغلين بعد ما تخرجت .
اسراء بنعومة : اسلام يبغى يشغلني مديرة تحرير لوحدة من المجلات الالكترونية اللي يديرهن ، لكن انا مأجلها شوي لبغى ارتاح من تعب الدراسة.
خالد عند سماعه اسم اسلام تذكر ما فعله ، سأل بهدوء :وينه اسلام ليه ما جا معكم .
ام اسلام : عنده مشاغل ما يقدر يأخرها.
اسراء وجدتها فرصة تكلم خالد : اي ماما لكن عبدالله شافه وطلع معه بالسيارة ، اكيد هالحين هم سوا .
خالد استأذن وخرج بسيارته ، اتصل على عبدالله وبهدوء : وين انتم ، ولا تحسس اسلام بشي
في المقهى وجلسة هادئة في صباحٍ لطيف مع رائحة القهوة ، كان عبدالله يحادث اسلام المتشكك بكل ما حصل مع خالد في ذلك اليوم ، دخول خالد المفاجئ وسلامه الهادئ دفعه للقيام والاستئذان لكن خالد امسك بيده ، واتصل على وليد وقاله يفهم اسلام بالي حصل ، مع ان خالد قاطع وليد واستراحته ، لكن لا بد من هذا الاتصال حتى يبرئ نفسه امام ابن عمته ، ولأن اسلام يعرف وليد جيداً وكذلك يعرف مهيب وكان صديقه في الطفولة وسمع بانقلاب احواله وادمانه المخدر ، ربط الاحداث معاً وان كان لا زالت تتمة القصة غير مقنعة له.
غادر متجهاً ليأخذ امه واخته وكذلك ليطمئن على الطفلة ويهنئهم بسلامتها دخل ساحة القصر منشغلاً بهاتفه ، لكن نبهه صوت سعدية وهي تحادث شخصاً ما : احمدي ربنا ان ام عبدالله وافئت اخدك على دكتورة جلدية اعرفها ، ما تعاندنيش بئا ، خلي نهارنا يعدي على خير .
صاعقة اصابته ، او صدمة ، او ان عيناه فيهما خلل ، هل هذه ملاك !!! معقول !! ماذا حصل لها ومن شوهها هكذا ؟؟؟
وقف امامها مذهولاً : مين سوى فيك كذا ؟؟
سعدية بتدخل : بيئولوا الي ما يتسمى ابوها ربنا ينتئم منه .
لا وما سدئت تتحسن راحت رامية روحها في المية المتكلورة عشان تنقز البت فرح يا بختها المتنيل التهبت جروحها من جديد.
اسلام بغصة : انا الحين اوديكم احسن طبيبه بالمنطقة.
صعقة ثانية خلال دقيقتين فقط : ما حد طلبك تتدخل وهذا شي ما يخصك.
سعدية باعتذار : جرى ايه يا بت عيب عليك دا اسلام بيه سكرة وعايز يساعدنا ، ما يصحش تكلمي كدا .
ملاك بغضب اكبر مع صوتٍ متعبٍ رفيع حاد : والله من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه ، يلا مشينا احسن ما ابطل وارجع .
سارت ولحقتها سعدية التي اعتذرت من اسلام بلطف .
قلبه لم يتوقف عن الصراخ وعينيه اصابهما شلل باتجاه واحد ، وجسده اعلن العصيان فلم يتحرك قيد انملة وكل ما فيه يتتبع هواه الثائر المتحدي رغم جراحه الكثيرة .
لاول مرة يسمع صوتها ، صدقت ظنونه هي ليست مريضة ، لكن كيف سلمت نفسها لخالد المخدر ، وهل نال منها شيئاً ، نار تحرق صدره اجبرته على المغادرة تاركاً امه واخته واحلامه وراه.......




انتهى الفصل


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 07-07-18, 02:06 PM   #17

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مـاذا يـنـتـظـر مـلاك

مـتـى تـنـتـهـي رحـلـة

عـــذاااابـــــهــا

وتـتـهـنـى بــ ح ــيـاتـهـا

أكـيـد أنـهـا مـاراح تــ س ــكـت

عـلـى الــ ع ــذاب اللـي تــ ج ــرعـتـه

و القــ س ــوة و النـبـذ

و الــذل و الإهـــانـة

اللـي عـاشـتــهــم

ويـأتـي اليــوم اللـي

تـنـتــ ق ــم فـيـه مـنـهـم

واحــد واحــد

وأولــهــم مـن يـقـلـون عنـه والـدهـا

كــ س ــروهـا وحـرمـوهـا

تــ ع ــيـش طـفـولـتـهـا

مـثـل أقــرانــهـا


إسـلام مـن تــ ص ــرفـاتـه

واضـح أنـه يــ ح ــب مـلاك

لـكـن ضـاعـت مـنـه فـهـي

الآن زوجــة لــ غ ــيـره


تـــ س ـــلـــــم يـمـيــ ن ــ?

عـلـى البـارتـيـن


بـانـتـظـار بــ ق ــية الأح ـــداث


موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً  
قديم 07-07-18, 07:02 PM   #18

غروب الشروق

? العضوٌ??? » 86832
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 858
?  نُقآطِيْ » غروب الشروق is on a distinguished road
افتراضي

تعجبني شخصية ملاك سيأتي يوم وتنتقم من الجميع وأولهم والدها أمنيتي مايتزوجها خالد وتكون من نصيب إسلام
الجده دائما معروفه بقلبها الحنون العطوف وهنا بالعكس
نتابع ونرى كيف تنقلب الموازين وتقف ملاك بوجههم وتكون بموقف القوي


غروب الشروق غير متواجد حالياً  
قديم 09-07-18, 03:03 PM   #19

محبة الاقصي
 
الصورة الرمزية محبة الاقصي

? العضوٌ??? » 408062
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 99
?  نُقآطِيْ » محبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond reputeمحبة الاقصي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الروايه رائعه ومميزه جدا
اتمني اعرف مواعيد تنزيل الفصول
وبحقيق قلمك رائع
ودومتي مبدعه


محبة الاقصي غير متواجد حالياً  
قديم 10-07-18, 09:35 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية "رحلة عذابي انا"

الفصل السابع

بعنوان #بناء_الذات

ملاك تجتهد في متابعة سعاد ودروسها ، من جهة تستعيد معلوماتها في المدرسة الابتدائية ، ومن جهة اخرى تقطع الوقت وملله القاتل ؛ فهي محبوسة في الغالب في غرفتها وجناح الخادمات لا تغادرها برغبةٍ منها وبوجود المراقبة المشددة من الجميع عليها .
تستغرب سعدية من ذكائها المميز ، تحل اصعب المسائل باسهل الطرق وساعدت في رفع مستوى سعاد كثيراً ، حتى ان المعلمات في مدرسة سعاد يتساءلن عن سر هذا التطور الايجابي المحمود.
حاولت سعاد اقناع ام عبدالله بالحاق ملاك في المدرسة ، لكن طلبها جوبه بالرفض المطلق والنهائي ، حتى انها حاولت اشراكها في الدراسة المنزلية ، لكن لا يمكن ذلك بدون وثائق او هوية ، مسكينة هذه الطفلة الكل وكل الظروف ضدها .
مع التحسن البطيء الذي تشعر به بدأت بمتابعة الخادمات في المنزل والتعلم منهن قدر المستطاع ، اي شيء وكل شيء ، هدوءها المحبب واستماعها للتوجيهات جعلها مقربة من الجميع ، في الغالب لا تتكلم ، ولا تُشعر احد بوجودها .
بدأت الخادمات بالاستعانة بها في بعض الامور من باب تعليمها سواء في الطبخ وعمل الحلويات والحياكة واعداد المشروبات الساخنة والباردة ، والاجمل تعلم اللغات .....
أكثر الخادمات يتقن اللغة الانجليزية بالاضافة الى لغة بلادهن الاصلية ، وملاك تبهر الجميع بسرعة استيعابها وفهمها لكلمات وجمل من هذه اللغات ، ملاك ايضاً حنونة تقوم باعمال من تشعر بالتعب او الاجهاد منهن ، ملاك قريبة من الكل ، وملاك يحبها الكل ، والشعور الاجمل بل اجمل الاجمل الذي تتعايشه ملاك ان الكل ايضاً يناديها ملاك .......

دخلت مع صديقتها المقربة سوني لتنظيف الغرف والاجنحة في القصر ، لم ترغب في الذهاب ، ولكن سوني متعبة وهي اكبر الخادمات سناً فآثرت الضغط على نفسها والذهاب خاصةً ان القصر فارغٌ تماماً فكل افراد العائلة ذهبوا الى قصر الجد ابو قاسم في احتفالية سنوية لعيد ميلاده ، وهي مناسبة تعرفها ملاك جيداً لا يمكن لأحد ان يتخلف عن حضورها ويستمر اجتماعهم الى ما بعد الفجر.
طبعاً التنظيف متعب لان الاجنحة كبيرة ، واجملها جناح روعة ، اسمٌ على مسمى ، يخلب الابصار بالوانه الجميلة وديكوراته وحتى أثاثه الراقي والانيق ، لكن البنت بحد ذاتها فوضوية ، لا تهتم بترتيب ملابسها او سريرها او تسريحتها ، تركن على الاغلب على الخادمات .
واحد اجنحة الشباب يشابهها في قلة الاهتمام بالترتيب ومن الملابس عرفت انه جناح علي ، جناحه بشبهه ، متواضع الى حد ما في اثاثه وديكوراته ، واتعبها لضعف جسمها العمل وظهر على محياها ، اقترحت عليها سوني الذهاب للاستراحة في الجناح المقابل ريثما تنهي سوني عملها وتتبعها هناك.
وافقت ملاك بايماءة متعبة وتوجهت الى الجناح المقابل ، واضح انه جناح احد الشباب ، ولكن يتميز بالذوق والترتيب كانه قطعة هندسية ، كل شيء فيه منسق ولا يبدو ان سوني ستتعب في تنظيفه ، فضولها ادخلها غرفة الملابس لتعرف من صاحبها ، كالعادة كل شيء مرتب ، قسم للاثواب وقسم لملابس سبور شبابية وقسم ملابس رياضية ، جناح كامل للاحذية والساعات والقبعات المميزة ، طبعاً بسهولة عرفت صاحب الجناح ، انه البغيض خالد ، أتتها فكرة بان تحرق الجناح بكل ما فيه او تمزق الملابس ، او اي شيء سيء تقدر عليه .
قطع افكارها الجهنمية صوت انفتاح باب الجناح ونحنحة رجل مع عطره الذي يسبقه دفعها الى الاختباء في احدى الخزائن مذعورة وترتجف : اي مصيبه رميتي حالك فيها يا ملاك ، دخلتي بيت الذيب برجليك!!!!
لم يستطع الذهاب الى قصر الجد ولأول سنة لا يحضر هذه المناسبة وفي واقع الامر منذ الحادثة لم يدخل بيت جده ابداً فلا قدرة له على مواجهتهما بعد ما حصل ، رغم اشتياقه لهما ولكن فكرة ان الصورة المثالية التي لطالما رسمها له جداه انهارت ، هذا لوحده اكبر مانع ، وكله من تلك الشيطانه لعنة الله عليها .
دخل غرفة الملابس مجهداً مرهقاً وبدأ بنزع ازرار قميصه ، ذكاؤه المميز جعله يحس بشيء ، فتح باب الخزانة بخفة ، واندفع ليحيط المتسلل بجسمه ويحكم قبضته عليه ، حاولت الهرب لكن لم تفلح ، دفعها الى الحائط وهو يشد ذراعيها الى الخلف ، خرجت منها ااه متألمة من شدة قبضته.
خالد بسخط : يا حياالله ببنت العم ، ايش جابك هني !!
ملاك ضربت ساقه بقدمها فأفلتها متألماً ، سارعت بالخروج من غرفة الملابس باتجاه المخرج لتهرب ، لكنه كان اسرع منها ، حملها بذراعيه والقاها بقوة على السرير ، وكل حقد وغضب الدنيا يسيطر عليه .
وين تهربين يا شيطانه ، جاوبي الحين ، ليه جيتي جناحي .
لم تجب فقط حاولت الهرب ، امسكها من جديد وصفعها بقوة على وجهها حتى شعرت بالدوار ، ادركت ان الفرار لم يعد ممكناً وان هذا الذئب سبق وان حاول الاعتداء عليها والان الفرصة متاحة وكتلك المرة هذا خطأها هي .
امسكها من كتفها بيد وشد ذقنها باليد الاخرى : ليه ساكته ، فكرك تكملي خطتك وتحطيني تحت الامر الواقع ، ايش هالخبث الي عندك .
نزعت يده من فكها وتكلمت بخوف : خالد اي خطط ؟ انا انا !!!
اجاب بقسوة : انت بنت حقيرة ، ومتعودة تصيدي الرجال ، هالحين قولي مين صاحبك الي كنت تستنيه بالاستراحة ؟
ناظرته بصدمة ! واكمل هو بتحقيق : قولي الصدق ، والا يا بنت منال نهايتك على يدي .
زادت في حدة نظرتها رغم وجهها الذي لا زال فيه زرقة وانتفاخ : مالك شي عندي وماني مضطر ابرر لأمثالك يا حقير .
بغضب شديد مزق قميصها ثم شدها من شعرها ودفعها باتجاه المرآة الطويلة : اتطلعي على حالك شوفي حقيقتك ، انسانة بشعة من الخارج ومن الداخل ، لا دين ولا اخلاق ولا جمال وشو ما اساوي بيك الحين قليل عليك ، والله لاخليك تندمي عل كل شي .
خالد اتركني خلني اروح انا ما ادري انه جناحك انا جيت بالغلط .
بجنون اكثر صرخ : يا قليلة الحيا ، لجناح مين كنت رايحة ومين ناوية تتبلي ؟؟
قبل ان تجيب صوت ابواب وهرولة في الصالة ، ارخى يده ليرى من المتلصص، استغلت انشغاله فتحت الباب وهربت باقصى ما عندها من طاقة حتى وصلت جناحها واغلقت الباب وجلست على الارض تلهث غير مصدقة ان الله انجاها للمرة الثانية من هذا الذئب ، نظرت الى ملابسها الممزقة وبخوف: هذا اكيد مو طبيعي يا يتعاطى او يسكر ، شلون يهون عليه يعتدي على بنت عمه الي من دمه وما تحلل له !! الله ينتقم منه ما كفاه شوه سمعتي منه لله .
بدات دموعها كالعادة تشاركها احزانها ، وقامت لتغيير ملابسها الممزقة ورائحة عطره التي احتوتها للمرة الثانية في حياتها ، تشعر بها قد تسربت الى كل خليةٍ في جسمها.

سوني جاءت لعندها لتطمئن عليها ، لانها سمعت صراخ خالد عليها فاصابها الجبن وهربت من القصر خوفاً من ان ينالها شيء من العقاب ، واخذت تبكي ومع الدموع الرجاء الحار ان لا يبلغ السيد خالد سيدة البيت ، حتى لا تؤذي الفتاة المسكينة ، او يتسبب بطردهما معاً وملاك تنظر لها باستخفاف وتمني يا رب يطردوني وارتاح منهم كلهم .

ذهب للاستحمام وتوجه الى ربه بالصلاة والدعاء ان يبعد عنه شر هذه الشيطانه ونواياها السيئة وكيدها ومكرها ، واضحٌ جداً انها تخطط لايذائه وايذاء عائلته .

انهى صلاته وهم بالقيام واذ بشيء يلمع على الارض لفت نظره ، سلسلة ذهبية فيها برواز يتوسطها اسم الجلالة ، فكر قليلاً : لا بد انه لتلك الشيطانه سقط منها ، اخذه ووضعه في احدى علب الساعات التي يملكها ، وفي باله : هذه القذرة لا تستحق ارتداء سلسلة عليها اسم الله ولن يسمح لها ابداً.

لم تترك مكان في غرفتها الصغيرة وفي جناح الخادمات الا وبحثت عنها وكذلك بعثت سوني لتبحث لها عنها في القصر ، لا يمكن ان تفقدها ، لن تتحمل ذلك ،هي الذكرى الوحيدة الباقية من امها الغالية ، تطوق عنقها في عشقٍ ابديٍ لا ينتهي ، تلامسها بيديها كل دقيقة في حب وحنان ، تشكو اليها اوجاعها وآلامها وتستمد منها القوة للبقاء في غابة البشر المفرطة بالقسوة والظلم .
جلست بحزنٍ شديد بالقرب من جناح الخادمات وهي توزع عينيها يميناً وشمالاً لعلها تلتقط قطعةً سقطت من قلبها في هذا المكان ، لكن بلا جدوى .
سعدية اقتربت منها وساعدتها على النهوض وادخلتها الى حجرتهاا لترتاح فهي لم تنم ليومين في حملة البحث المضني ، غطتها بحنان وقرأت عليها المعوذات حتى نامت مرهقةً ومتعبة القلب والفكر والجسد.
عبدالله من مكتبه الفخم يحادث هبه بحنانٍ وود : حياتي اخاف عليك تسافرين لندن بروحك ، ودي اروح وياك اسليك واحميك .
هبه بدلع : مين قال بسافر بروحي ، معي امي حبيبة قلبي ويجوز هديل وهناء يجون ورانا ، بعدين حياتي انا رايحة اجهز للزواج ما يصير تكون ويانا .
عبدالله خق من دلعها : يا ويل قلبي متى ذاك اليوم وحنا ويانا ووياكم واحد وما يصير ..
قطع كلامه باب مكتبه يفتح ويدخل عمه الدكتور سعود
عبدالله برسمية : كمان جيب معك شهادات المنشأ ولا تتأخر ، يلا بالسلامة وامان الله ، اغلق الهاتف وقام من مكتبه باتجاه عمه لتحيته وليجلس بقربه احتراماً وتقديراً له .
ابو طلال بابتسامة : شفت يا عبدالله هبه وامها مسافرات ويتركني بروحي ، والحين اتصل على هبه اودعها القى تلفونها مشغول ، اتصل على امها : تقولي لها ساعة تودع بخطيبها ، ضحك ابو طلال على منظر عبدالله الذي احمر وجهه خجلاً ، واخرج هاتفه ليتصل بهبه : اكيد الحين تلفونها ماهو مشغول خلني اودعها هههههههه.
الجد ابو قاسم وبنبرة حازمة : الحين تجي وتجيبه معك والا يمين الله لاجي عنده بنفسي ، اغلق الهاتف بغضب ووجه كلامه لام قاسم التي تناوله فنجان القهوة : الولد ذا موجع قلبي من يوم ما صار الي صار ما دش بابنا ولا سأل عنا ، حتى العشا ذاك اليوم ما حظر ، والحين لازم انهي هالمهزلة .
بعد دقائق دخل ابو عبدالله ومعه خالد الذي يبدو عليه الارتباك ، رد السلام على جديه ثم اقترب من جده وانحنى يقبل قدمه ويبكي بحرقة ، فرفعه الجد واحتضنه وهو يجاهد الدموع التي خانته وسالت متبعة خطوطاً اختطها الزمن على وجنتيه ، وبكل حنان : وحد الله يا بوي واجلس يمي ، شلون هنت عليك تقاطعني كل هالمدة .
خالد بانكسار : والله يا بوي مالي عين اقابلك بعد الي صار .
اشارت له جدته ليقترب منها واحتضنته بحنان واضح : ندري يا نظر عيني وهذا مقدر ومكتوب ، المهم دير بالك على حالك ولا تخلي شي يهز ثقتك بنفسك واتعلم الدرس زين واحذر من رفقة السو .
خالد بعد ان هدأ وتمالك نفسه : يبا انا غلطان واعترف بغلطي ، لكن وربنا شاهد ما ادري ولا اوعى على روحي ، والا ما اقبل بأي شكل لو على ذبحي اني اتعدى على بنت عمي وهي عرضي وشرفي .هذه الكلمات كانت على مسمع الدكتور سعود الذي جاء بناءً على طلب ابيه ، وما ان رأى خالد اراد المغادرة ، ولكن نداء الجد الحازم اليه اعاده وهو يوجه نظرات الحقد الى خالد :يبا عندي اشغال بعدين اعاود.
ابوقاسم وبغضب : اجلس يا سعود ، هاذ الخلاف لازم ننهيه الحين ، وخالد غلطان ومعترف بغلطه وهو صلحه وبنتك الحين مرته على سنة الله ورسوله. سعود بغل : لا تقول بنتي الله ينتقم منها واشوف جنازتها عن قريب .
ام قاسم من قلب : آمين يا رب وتحمي اولادي من شرورها
ابو قاسم بعقلانية : ما في جنازات هاذ واقع وحصل ، واليوم قبل باكر ودنا ننهي هالخلاف وننسى الماضي يكفينا الجراح الي ما قدرنا نلمها ، ما ودي اخسر من جديد اي حدا منكم ، قدامي الحين يا خالد بوس راس عمك واستسمح منه ، قام خالد وباس راس عمه واستسمح منه ، وقبل ابو طلال الصلح على مضض لأنه يعلم ان ابيه لن يحتمل خلافات جديدة تعصف بالعائلة .
ام سعد وام قاسم الصغير يشرفن على اعداد العشاء الذي اصر الجد على اعداده وحضور جميع افراد العائلة له ، ام قاسم بغبن : نحن المسخوطات كل شي علينا وباقي الحريم يجن ضيفات ورجل على رجل ، دخلت ام احمد على هذه الكلمات ، وبابتسامه : علامها مرت ولدي تتذمر ، هاذ وانا جاي اساعدها . خجلت ام قاسم من كلماتها : والله ما قصدي يا خاله ، انا بس كنت اتمنى كلنا نعيش سوا ما هو كل عيلة بجهة .
ام احمد بحنان واضح : حنا من الاسبوع الجاي راجعين عالقصر ، ابو احمد قرر وان شاء الله عن قريب يجتمع شمل عايلتنا .
ام سعد بتحليل : اكيد ما دام بنت منال طلعت ، عمي بيرجع هني ما يقدر يبعد اكثر من كذا .
ام قاسم بصراحة : والله اني احزن على خالتي ام عبدالله تورطت بيها وصارت برقبتها .
اكملت ام سعد : واكثر واحدة مبسوطة خالتي ثريا هم وانزاح عنها .
واكملت باريحية : عبد الرحمن سألني اذا هي مع خالد بجناحه ، وانا اقوله ما ادري!!
نظرت كلتاهما الى ام احمد بانتظار الجواب : ام عبدالله تقول انها سكنتها بجناح الخدم ومانعتها تطلع او تروح وتجي ، وبتحقيق : وعبد الرحمن ليش يسأل ؟ ايش له بسوالف الحريم ؟؟
غادرت المطبخ وذهنها مشغول والمخاوف تزداد في عقلها من نوايا ابنها عبدالرحمن ، فهي لا تنسى في العام الماضي عندما اختلف مع زوجته ووصلت الامور بينهما الى الطلاق حينها جاءها غاضباً وطلب منها ان يزوجوه ابنة منال ، لكن هي وقفت في وجهه وحذرته : لو يسمع ابوك هالكلام والله ليذبحك بيدينه ، واستمرت في نصحه حتى استعاد رشده وترك الفكرة ، يا ويل قلبي اذا الموضوع لسا بباله ، خاصةً اذا طلق خالد البنت وهذا متوقع ومرجح في اي لحظة.
سجود كعادتها تحب المزح : اخبارك يا روعة ، طمنينا عن مرت اخوك الجديدة ، ليه ما جت معك ؟؟
روعة : فشرت تجي معي ، وخالد والله ليتجوز ست البنات واكيد بيها العواذل يا بنت عمي .
عهود برد : اي بس اذا جانا يبغى واحدة منا ترى ما نقبل واحد متجوز .
روعة بهدوء : من هالناحية لا تخافي خالد ما يخطب واحدة مرجوجة وخفيفة .
وقامت من مكانها قبل ان تسمع الرد
سجود بتمثيل : دا احنا تهزأنا يا جدعان ؛ الله يرجك يا عهود الا تهيجي ابو الشباب علينا ، وغرقت في الضحك مع توأمها.
اسراء نظرت لهما مبتسمة وهي تهز برأسها وكأنها تقول : هالتوم ابد ما منهن امل ، وام عبدالله تراقبها من بعيد وكلها امل ان تصبح عن قريب زوجة لاحد اولادها .
في المقابل اسلام كان ينظر الى خاله بغل ويتمنى لو يقدر ان يقول كل ما في قلبه له ، لعله يراجع نفسه فيما فعل ويفعل بابنته الصغيرة ، رماها منذ طفولتها دون رعاية او حب او حنان او مراقبة ، وعندما اخطأت حاسبها بكل جبروت وظلم .
وفي قلبه : دكتور كبير في الاقتصاد ويدير موازنات بالمليارات ومستكثر على بنته اي اهتمام او ادارة وبالآخر كان رح يذبحها ويخلص عليها لولا ارادة رب العالمين ، ما يخاف من عقاب ربنا ، واذا امها غلطت هي شو ذنبها ، يعني هو الحين مبسوط انه بنته غلطت وصارت سمعتها سيئة .
نبهه صوت عبدالله : علامك مكشر تقول انا ماكلين حلالك؟
اسلام بذكاء : طبعاً اكشر وانت من اول الجلسة ساحب علينا وتراسل بالحبيبة ، وغمزه بعينه.
عبدالله بخوف وقد اعتلت ملامحه الغضب: وانت شلون دريت لتكون مهكر تلفوني ومتابع كل شي ، تراك تسويها يا ابو التقنيات !!!
ضحك اسلام رغماً عن احزانه : يعني الي توقعته طلع صح ، وانا رميت هالكلمتين اطقطق عليك .
احمر وجه عبدالله وبحنق : تطقطق علي قم قم لا بارك الله بك ، انطر لما تخطب والله لاردها لك .
وقع اسلام على وجهه وهو يضحك ، والكل يتساءل عن السبب وكلما اراد الكلام ، وضع عبدالله يده على فمه ومنعه من الكلام ، حتى صار الشغل الشاغل لجميع الشباب معرفة الشيء الذي يخفيه عبدالله واضحك اسلام هكذا .
بعيداً عن هذه الاجواء الصاخبة كانت متقوقعة في غرفتها ، وعينيها لا تفارقان السقف كأنهما تحاولان اختراقه والانطلاق عبره الى الافق الواسع كذرة هواء او كسحابة عابرة او حتى كطائرٍ جريح ، لا قيد ولا استعباد ولا ظلم ولا مخلوق يحكمها ويحاكمها ويبسط سلطته عليها .
سلسلة امها كانت تربطها بالحياة وتعني لها الكثير وبدونها تشعر بضعفٍ شديد ووجعٍ عميق ..عميق لدرجة انها لا تستطيع تحديد مركزه .
جاءتها سعدية الحنونة وبيدها المصحف ، ناولته بكل حنان الى ملاك وهي تقول : يا بنتي كتاب الله دا فيه شفاء لكل حاجة ، استعيذي بالله من الشيطان الرجيم وأومي اتوضي واقرأي في كتاب الله ، وربنا حيجعلك من كل ضيقٍ مخرجا.
أطاعتها بهدوء وفي فكرها بدأت تخطط لبناء ذاتها بعيداً عن كل الاذى والالم الذي استوطن فيها.
ومرت الايام والايام والشهور على ملاكنا ، مع كثيرٍ من التغييرات : تحسنت حالتها كثيراً ووجهها بدأ يستعيد جماله ونظارته ، وايضاً لا تخرج من جناح الخادمات الا عند قدوم ام عزمي وتساعدها في ادخال بضاعتها وتفقدها ، ولا يضايقها في ذلك الا نظرات سالم مشرف الحدائق وتحديقه المستمر بها ، حتى انه يتعمد الاقتراب والمعاونة في حمل الاكياس بأدبٍ جم وكلمات ٍ لطيفة تقابلها ملاك بالتأفف والتجاهل الكامل.
ام عزمي ماهرة في كل شيء الا الحساب ،دائماً تخطئ في حساب قيمة فاتورتها وملاك تنبهت لذلك ، وكل مرة تصحح لها المبلغ المستحق لتكتشف ام عزمي انها كانت ولا زالت تخسر مبالغ ليست بالقليلة من تجارتها المتواضعة ، مما يثير استياءها وبعصبية ملاحظة : تعالي واشتغلي معي واتركي الشغل بالقصر وانا اعطيك راتب زين ، ملاك تبتسم لها : انا اساعدك بدون مقابل يا خاله ،انت بس زوديني بالقوائم وانا اكتبلك عليها المبالغ .
طبعاً هذا شجع ام عزمي على القدوم دائماً وتوزيع لوازم القصر لعدة ايام اسبوعياً حتى يتسنى لها الاستعانة بملاك قدر الامكان ، وهذا لم يزعج ملاك ابداً فهي ترى في ام عزمي نافذة على واقع الحياة خارج القصر تتعلم منها الكثير ، بل انها اصبحت تحضر لها قطع مطرزات من جارتها التي تعمل في الخياطة ، واذا ما انجزتها ملاك تعطيها مبالغ قد تبدو زهيدة لكنها تساوي الكثير في وجهة نظر ملاك ، بالاضافة الى بعض الاعمال التي توكلها لها ام عزمي وتعطيها مقابل مادي ولو كان بسيط لكن بالنسبة لملاك ان تمتلك دخلاً بجهدها وتعبها هذا اول خطوات الاستقلالية وبناء الذات.

#انتهى الفصل




لامارا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.