آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          121 - خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة(حصريا)( مكتوبة/كاملة )** (الكاتـب : miya orasini - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree1Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-18, 05:49 PM   #21

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماذا بعد التطور وتكوين الذات
وسعيها لتكون أفضل مما هي عليه
تعزيز ثقتها بنفسها
وتنمية مواهبها
فقط لو تحدث فرصة
وتكمل تعليمها


إسلام يحبها
والعامل معجب بها
متى تتحرك مشاعر خالد لها

ماذا حدث وسبب كل تلك الكراهية
الموجهة لملاك من الجميع
واضح أن الأمر متعلق بوالدتها
ربما قضية شرف
ومهما كان الموضوع
اعتقد أن والدتها بريئة
وبيوم ما راح تظهر براءتها
وربما أول شيء تفعله ملاك
هو أن تثبت براءتها
ممكن من يدري ..


سـلـمـت يـمـيــ ن ــ? عـلـى الفـصـل الراااائــع

بـانـتـظـار بــ ق ــيـة الأح ــداث


موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




..




أميرة الوفاء غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-18, 08:39 AM   #22

مرمر1
alkap ~
 
الصورة الرمزية مرمر1

? العضوٌ??? » 200309
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,068
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا اختى ترى روايه موجوده فى قسم روايه قصقص

من وحى الاعضاءوشكرا


مرمر1 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
قديم 12-07-18, 07:18 PM   #23

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 12-07-18, 10:54 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية "رحلة عذابي انا"
الفصل الثامن
بعنوان #بينهم_غريبه

الاستعدادات تجري على قدمٍ وساق لحفلة زفاف عبدالله .
ام عبدالله مشغولة تماماً ولا يكفيها ٢٤ ساعة في اليوم لتجهيز امورها ، واشغلت الجميع معها ، رماح وحنين ، في اقامة دائمة بمنزل الاهل ، وسعدية عليها حملُ ثقيل في متابعة كل صغيرة وكبيرة .
هذه اول مناسبة ستعيشها هذه العائلة الغنية ولا بد من انجاحها وبشكل مبهر .
*****
العروس اتمت تجهيز نفسها بكل ما يلزم من خارج البلاد وداخلها ، واطمئنت بنفسها على تجهيز جناحها الفاخر في قصر الجد ، حتى الاثاث استورد خصيصاً حسب رغبتها وذوقها الراقي او لنقل المكلف ، فالمظاهر تعني الكثير ل هبة ابنة الدكتور سعود ، حتى انها عملت في الخارج وبعلم امها عمليات صغيرة لتكبير الشفاه ونفخ الخدود وشفط بعض الدهون رغم نحافتها اصلاً ولكنها شخصية تحب التميز والكمال في كل شيء وساعدها في ذلك تدليل والديها المفرط لها وتلبيتهما لجميع رغباتها دون نقاش.
بالطبع لم يفتها ان تنشر على صفحاتها في وسائل التواصل كل مظاهر الفخامة والرقي لتبهر او لتغيض صديقاتها وتظهر هول الامكانيات المادية التي بين يديها .
دخلت عليها هديل واحتضنتها برقة ، ثم جلست بجانبها تراقبها بحنان .
هبة بتحقيق : وين بزرانك ما اسمع لهم صوت؟
هديل برقة : تركتهم عند خالتهم هناء وجيت اشوفك
هبة ودون مراعاة : خير ما عملتي ، لن وجودهم دايم ينرفزني ويوتر اعصابي صراخهم .
هديل بتمني : بكرة يصير عندك بزران ويقرقعوا فوق راسك اربع وعشرين ساعة ههههههه.
هبة : فال الله ولا فالك وش بزران وخلفة ، انا ابي اعيش حياتي واسافر وما فكر بالخلفة غير لما اطق الثلاثين .
هديل بسخرية : اي صدقتك ، عاد وعبدالله يرد عليك ويقلك حاضر وامرك ، وهو طول النهار يشيل ببزران خواته ويلاعبهم ، والله انك مسكينه.
هبه بتحدي : ومين قالك اني مستني رايه ، انا شريت حبوب المانع من الحين وما رد على حد.
هديل باستغراب : واذا جوزك رفض وش تساوين؟
هبه وهي تدور بفستانها الذهبي تستعرضه على مرآتها الثلاثية الابعاد : اصلاً ما حاقوله واوعك اسمع انك قلتي لحد فاهمة .
خرجت من عندها هديل وهي تطمئن نفسها : بكرة تعقل ، وتصير مثل البسة عند عبدالله ، لو اظل مقابلها كمان شوي غير تجنني ، اروح اقابل امي اشوى .

***********
علي كعادته يشرف على اغلب التجهيزات ومنها الساحة الكبيرة امام القصر لسهرات الشباب التي ستمتد في الغالب ل ثلاث ليال قبل الحفلة الرئيسية ، واخذ منه العمل وقتاً وجهداً كبيراً حتى انه لم ينتبه لحرارة الشمس المتعامدة على رأسه فاصابته بدوار خفيف وكاد يسقط على الارض لولا ان احد المساعدين له أسنده ثم اوصله الى اقرب مكان لاسعافه ...جناح الخادمات.
طرق العامل الباب بقوة واخذ ينادي ، لم يكن في الجناح احدُ الا ملاك فكل الخادمات مشغولات في القصر .
اعاد العامل الطرق بقوة مع الصراخ طالباً الاغاثة ، نظرت من النافذة فرأت علي مسنوداً على الارض وشبه فاقدٍ للوعي .
بارتباك سألت العامل مما يشكي ، فاخبرها انها ضربة شمس ، ولأنها تدرك خطر ضربات الشمس ، لم تتوانى عن الاسراع بفتح الباب ، ثم مساعدة العامل في ايصاله الى الكنبة الكبيرة في الصالة ، ثم سارعت باحضار الماء ، ورشه على وجهه ثم قربت الكأس من فمه وبهدوء : بسم الله ، اشرب يا علي المي على مهلك .
بدأ علي بشرب الماء بهدوء ، ثم فتح عينيه ، ولوهلة ظن انه قد مات وان الله اكرمه بالجنة ، وان امامه احدى الحور العين ، تسقيه من شراب الجنه .
لكن مهلاً هل ترتدي الحور العين حجاباً يحتاس على الرأس وتخرج من كل جانبٍ فيه خصلاتُ شعرٍ متمردة ؟؟؟
بدأ شيئاً فشيئاً يستعيد وعيه مع رذاذ الماء الذي استمر هذا الملاك برشه على وجهه ، وصوتٌ دافئٌ حنون يخاطب العامل برزانة : لو سمحت نادي الخالة سعدية من القصر .
تحرك العامل وهو قد وقف طوال الوقت فاغراً فاه كمعتوهٍ لا يفقه ولا يحرك ساكناً .
الآن اتضحت له الرؤية ، هذا الملاك الجميل برقة العالم كله هو احدى الخادمات في القصر .
يا ويل قلبي كل هالزين عندنا وانا مادري وش ذي معقول !!!
وبغباء : انت من اي بلد جابوك ، اوكرانية والا روسية ؟؟؟؟
ملاك وبانتقام سكبت كل ما تبقى من الماء على وجهه ، جفل علي وصرخ : ليه تصبين علي المي كذا يا متخلفة .
ملاك وهي تكتم ضحكتها على منظره : ما حد متخلف غيرك ، انا بنت عمك وتقول روسيا وما ادري شو .
هذه المرة فعلاً كاد يغمى عليه ، وبتردد : انتي بنت منال ؟؟؟
ردت عليه بصراخ ولو لم يكن رجلاً لخنقته بيديها : اسمي ملاك يا محترم ، وانا بنت عمك عيب تقولي بنت منال ، لكن الي ما يستحي يفعل ما يشاء.
بلع علي ريقه وباعتذار : اعذريني ، لكن انا ما اعرف ايش اسمك ، وكذا الكل يناديك.
قاطعته باحتقار : طيب قم... قم ، اشوفك زين وما بك خلاف ، روح بدربك واطلع من هني ، ما يصير تظل انا قاعدة بروحي .
قام ونفض ملابسه عن الماء وبدأ يمشي بذهول يخالطه تعب ودوار ، وما ان وصل المخرج ، وقبل ان تغلق الباب خلفه ، التفت ناحيتها وسأل باستغراب : وجهك اتذكره قبل شهور كان غير ، انت مساوية له شي ؟؟؟
نظرت له وباستخفاف : انت يا انك اهبل يا انك اهبل واحد من الثنتين ، اقول امشي بدربك لا تجيك ضربة شمس ثانية تخلص على باقي عقلك قول امين .
بدون وعي اجاب : امين .
وسار في طريقه يتمايل حتى لاقته سعدية واعانته على السير واوصلته القصر ، ليتم اسعافه واحضار طبيبٍ له ، لكن كل اطباء الكون ، لا يمكن ان يعالجوا الصاعقة الربانية التي اصابت قلبه وجعلته لاول مرةٍ يخفق ويخفق بدون توقف .

************

بدأت حفلات الشباب وسهراتهم الأكثر من رائعة تقطع سكون الليل ، واصوات الطرب الاصيل تقتحم سكون غرفتها التي عزمت ان لا تخرج منها ابداً مهما يحصل ، بدأت ترقص وتتمايل مع انغام الموسيقى الطربية فهي لطالما عشقت صوت العود ودقاته الجميلة ، حتى صوت المطربين يبدو مألوفاً ولكنها لا تعرف اسماءهم ، ولا يهمها ، المهم ان ترقص وتفرح روحها المنكسرة .
للحظة تخيلت انها هي العروس وترتدي الفستان الابيض الجميل وتمشي مختالة بين المعازيم والكل يغني ويزغرد وهي قد توردت خدودها من مديح الحاضرين ، بس مين يكون المعرس ، وليه يعني لازم يكون فيه ، المهم تلبس الابيض وتفرح وتنسى كل همومها .
افاقت من تخيلاتها على اصوات الالعاب النارية تنير الفضاء بجمالها الأخاذ.
اصوات الاطفال يلعبون بل الاصح يصرخون تخترق مسامعها بلا رحمة ، طفولة جميلة بكل معانيها ، هذا الجدال المستمر بينهم الى ما لا نهاية هو بداية صنع شخصيتهم وهواياتهم وحتى قناعاتهم ، نور ابنة رماح تشبه روعة كثيراً وتقلدها في تصرفاتها ، اخويها الصغار ناصر وراكان اشبه ما يكونان بمحاربين شرسين ، لكن لا تعرف من عدوهما من صديقهما ، فهما دائما الشجار مع الجميع وضد الجميع ، بمعنى اين ما هبت هبوا ......
هكذا هي منذ طفولتها ترى الكل وتحلل الصفات والشخصيات وهي في النهاية غريبة بينهم لا تنتمي ولا باي شكل او صورة لأي منهم ......هي فقط بنت منال !!!

*************

ايقظتها سعدية في الصباح بابتسامة ، وجلست على طرف سريرها ، واضح ان عندها كلام ، وكلام اكيد مهم يجعل سعدية مهتمة هكذا ومتهيئة .
سعديه : انتي يا ملاك اعتبرك متل بنتي ، والشهور اللي مضيناها سوا ، شفت فيك البنت الجدعة والاصيلة والمتربية ، وانا لحد دالوئت مش عارفة الخلاف بينك وبين اهلك او ايه اخريته !!
ملاك بهدوء : ليش هالمقدمة ، قولي يا خالة اللي بخاطرك .
سعدية بصراحة : انا حأسألك بصراحة كدة ، انت في امل ترجعي لأهلك تاني ، والا حتفضلي هنا على طول.
ملاك بامتعاظ : ما ادري ، لكن عالاغلب ما ني راجعه لعند ابوي ابد .
وغصت في الكلمة الاخيرة ، سعدية بحنان : انا مئصدتش اهيج عليك المواجع ، لكن كان لازم اسألك على شان الموضوع الي حكلمك فيه.
ملاك بانصات : تكلمي يا خالة ، انا باسمعك.
سعدية : بصراحة يا بتي ، الواد سالم الي بيشتغل هنا ، كلمني على شانك ، وعايزك على سنة الله ورسوله ، قلتي أيه ؟؟؟
ملاك باستغراب : مو سالم ذا متزوج والا انا غلطانه ؟؟؟
سعدية : ايوة متجوز ، بس المسكين ما جالهوش خلفة خالص ، ومراته دي كانت مرات اخوه المرحوم هي اكبر منه وما عادتش تئدر تجيب عيال وهو اتجوزها على شان يربي اولاد اخوه ، ما هانش عليه يضيعوا ، وجاه دوره يعيش حياته ، ويتجوز ، ها ألتي ايه؟؟؟
ملاك بغموص : خليني افكر يا خالة سعدية واردلك خبر .
طوال النهار وهي تفكر ، الموضوع ليس سهلاً ، ويحتاج دراسة عميقة لا يمكن ان تستعجل في امرٍ كهذا ، مهما كانت ظروفها .

ظروفها هذه الكلمة ترن في اذنها ، تعيش مهانه في بيت عمها ، محتقرة من الجميع ، وهناك تهديد من ابن عمها خالد ، الذي اتضح لها انه فاسد ومنحل ، مع انها كانت ترى فيه الدين والوقار والاتزان وقوة الشخصية ، لكن ولاول مرة تخيب تحليلاتها ، هذا المجرم حاول الاعتداء عليها مرتين وتسبب في تشويه سمعتها ؛ فلا تستبعد عليه ان يعاود الكرة ، ابوها قد نبذها والقى بها كقمامة بعد ان رفسها بقدميه ولم ولن يعترف بها ابداً ، جداها بعد ما حصل مؤكد لا مكان لها بينهم ، ماذا اذاً ؟؟؟؟؟

سالم شاب عصامي ، وصاحب دين ، وشكله مقبول ، وسنه ملائم ، لا تنكر ذلك رغم انها تضايقت من نظراته المستمرة نحوها ، لكن له عذره ما دامت نيته الزواج فربما أراد اختبار اخلاقها ودينها ، وهو انسان شهم لم تقبل عليه نفسه ان يتربى اولاد اخيه دون أب ؛ فجار على شبابه وتزوج أمهم ليعتني بهم ، مثل هذا الشخص تأتمنه على عمرها وشبابها ، ومؤكد سيصونها وهي ستكون زوجة مطيعة وام اولاده وسيصبح عندها بيت واسرة وتنسى الماضي الكئيب خلفها .
راقت لها الفكرة بعد تفكيرٍ طويلٍ معمق ، همست لخالتها سعدية بموافقتها ، واخيراً ستتخلص منهم ومن قصورهم وظلمهم وتجبرهم وتبدأ حياة جديدة ، وهي واثقة تماماً من موافقتهم بالاجماع ودون تردد ، وهكذا سيرتاحون منها الى الابد .

سعدية ايضاً فرحت بموافقتها فهي تعرف سالم منذ سنوات وهو انسان محترم ومتدين ومؤكد سيصونها .
سعدية بانشراح : ربنا يتمم على خير ، أوليلي بئا ايه عنوان اهلك على شان يطلبك منهم؟
لم يخطر هذا الشيء على بالها ، لكن الحل الوحيد المتاح هو عمها ابو عبدالله فهو الآن ولي امرها والمسؤول عنها .
ملاك بخجل : خليه يكلم ابو عبدالله هو الحين مسؤول عني .
استغربت سعدية : الله ، يعني عادي يخطبك من سعد بيه !!
ملاك : ايوة .

وقامت الى غرفتها بخجل وهي تفكر في مستقبلها وقادم الايام الجميلة ، بالامس كان الفستان الابيض حلم ، واليوم اصبح حقيقة ، اخيراً سترتديه وتخرج به من هذا المجتمع الذي لطالما كانت فيه غريبة غريبة .

قامت من فراشها على استعجال لتلحق ب سعدية ، وصلتها وهي تلهث : انا ابغى حفلة وفستان ابيض وكوشة ووووو وبس، ثم سكتت خجلاً من تصرفها ، احتضنتها سعدية بحنان : طبعاً يا بنتي ، دا احنا حنعملك اجمل حفلة ونوزع الشربات واحلى احلى زفة .... دمعت عيناها ولم تستطع اكمال كلماتها . اجتمعت الخادمات على وقع هذه الكلمات وبدأن بالغناء والصراخ والمباركة للعروس الصغيرة ...ملاك.

علي يجلس مع ابيه في المجلس يراجعان تجهيزات الحفل والذبائح وباقي تفصيلاتها التي كلها على عاتق علي لوحده ، عبدالله مشغول في اعداد نفسه وملابسه وزينته واللمسات الاخيرة على جناحه ، وخالد ينأى بنفسه عن كل تفاصيل الحفل ولا احد يعلم ما سبب هذا الابتعاد ؟.

مسكين علي لا زال مجهداً من ضربة الشمس التي اصابته ، ومجهداً لقلة النوم لاسباب لا يعلمها الا هو وقلبه المرهف .
دخل سالم المجلس بعد الاستئذان ورد السلام ، اقترب وجلس بالقرب من ابي عبدالله وعلي مشغول بحساباته ولا يعيره انتباهاً.
سالم بتردد : عمي ابو عبدالله انا نويت اتزوج ، وانت تدري بظروفي واحوالي .
ابو عبدالله بابتسامة وصوت مرتفع : يا ريته الف مبروك ، سامع يا علي هي سالم قدك نوى عالثانية وانت بعدك تقول افكر ههههههه ، ووجه كلامه لسالم بنخوة : ترى كل تكاليف الفرح علينا ولا تحمل هم ، انت طول عمرك تشتغل عندنا وما شفنا منك الا الاخلاص ومخافة ربنا ، وعساه بالمبارك .
سالم بتشجع : الله يبارك بيك يا عمي ، ويطول بعمرك ، خيرك مغرقني ، وان شاء الله أكون عند حسن ظنكم يا رب ..
وبتردد : بس اريد يا عمي تكون واسطة خير عند اهلها وتزكيني عندهم .
ابو عبدالله : ابشر يا ولدي ولا يهمك ، وترى هم الكسبانين ، مين اهل البنية ؟؟؟
سالم بتردد اكثر : والله ما اعرفهم يا عمي ، لكن الخالة سعدية تقول انت تعرف اهلها .
علي ترك اوراقه واشغاله وركز نظره واهتمامه الكامل ل سالم ، لا زال لا يفهم لكن هناك شيء جعله يتابع ...
ابو عبدالله : من هي ذي الي انا اعرف اهلها ، ماني فاهم عليك .
سالم : البنت الي تشتغل عندكم واسمها ملاك .
ابو عبدالله باستغراب : من هي ملاك ما اعرف حدا بهالاسم؟؟
.
.
.
بركان لا يحتمل بدأ بالثوران فجأة في هذا المجلس ولا احد يعلم عاقبته ، هذا الثوران هو الاخطر والاكثر كارثية ممكن كما يقول علماء الطبيعة ، لان لا احد يعلم او يتوقع ثورانه ؛ فعندما يثور تكون حممه مخيفة وقاصمة قاتلة لا ترحم .
هذا علي الهادئ لم يسبق ان ثار او غضب او حتى ابدى انزعاجه قام بلا وعي وهجم على سالم بعنف شديد ، وبدأ بضربه ، وسالم المسكين لا يدري ما السبب وما ذنبه ، حاول حماية نفسه وتجنب الضربات بمساعدة ابي عبدالله الذي للآن لا يعلم سبب ثوران ابنه ، وجهوده باءت بالفشل ، نادى على بعض العاملين لمساعدته في الامساك بهذا البركان وتمكنا من ابعاده بصعوبة ، وهو يكيل الشتائم والسباب ل سالم الذي لم يعد سالماً بعد ما ناله من ضربٍ مبرح !!!!!
ابو عبدالله بغضب شديد : اهجد يا علي لا تتسبب لي بجلطة كان ذبحت الرجال ، فهمني وش في ؟؟
علي بغضب : الحقير يتعدى على شرفنا واسكت له والله لاذبحه ، وعاد يهاجمه من جديد .
قدوم عبدالله ومساعدته لابيه مكنهما من ابعاد علي من جديد .
ابو عبدالله امسك عضدي ابنه وبهمس : يبا اي شرف قولي وش فيه ؟؟؟
علي بألم وبنفس الهمس: يبا وده يخطب بنت عمي سعود واسكت له ؟؟؟؟
عبدالله ببلاهة : زوجتي !!!
علي بصبر : يبا بنت منال ، هذا جاي يطلبك بنت اخوك ومرت ولدك !!!.
ابو عبدالله الآن فقط فهم .

وبحنكة الكبار وتعقلهم اسند سالم واخذه الى المجلس الآخر وبهدوء : يا ولدي انت قد جلست مع البنت شي او كلمتها ؟؟؟
سالم من بين اوجاعه : لا والله يا عمي ابد ابد لكنها عجبتني وقلت لخالتي سعدية تسألها اذا تقبل تتزوجني ، وهي وافقت وقالت : خله يخطبني من ابو عبدالله .
قل لي انا وش اذنبت وليه علي يتهجم علي.
ابو عبدالله بغموض : حقه يغضب ويزعل لان البنية محيرة لواحد من ربعنا وانت متعدي بسالفتك على حرمات الناس .
سالم بألم : محيرة !! والله يا عمي ما اعلم ، وهي ما قالت ، مدري ليه عملت كذا وورطتني معكم ، الله لا يسامحها
وبدأ بمسح الدماء عن وجهه.
ابو عبد الله : روح يا ولدي بطريقك ، ومن باكر دوامك نقلته للمزرعة الشرقية ولا عاد تجي هني ابد فاهم ، وانا ارد اصلحك مع علي ، وافهمه .

*********

سالم خرج يلملم جراحه دخل هذا المجلس خاطباً وخرج منه متخبطاً وجمع اغراضه ، بعد ان ارسل الى الخالة سعدية التي حضرت مبتسمة ومتوقعة كل خير ، اختفت بسمتها عندما رأت حالته وانحبس السؤال في جوفها بسبب الصدمة .
سالم بغضب : هذي البنت طلعت محيرة ، وهم يفتكروا بي السو !! ليه ما قالت وورطتني مع ابو عبدالله وتسببت بقطع رزقي ؟ الله لا يسامحها وينتقم منها .
وغادر وسط ذهول سعدية واستغرابها .

**********

ابو عبدالله بخيبة : وانا اقول عنك العاقل الفهمان ومسلمك ادارة شركاتي واموالي يطلع منك كل هالجنون وقلة الفهم !!! وش خليت للبزران !! يا حيف عليك.
علي لم يرد على ابيه فذهنه مشغول وداخله توقد نار الاسئلة المتضاربة : متى شافها ؟ وهل كلمها ؟ وبأي حق يطالع حرماتنا ويفكر بها كزوجة !! ااخ يا القهر ، لازم ذبحته وشفيت غليلي منه .
قاطع افكاره صوت ابيه : ما عندك رد والا هالحين بس عرفت خطأك ، الله ستر لو ما لحقتك كان بليتنا بجريمة وقضيت على مستقبلك .
قام علي بامتعاظ من كلام ابيه ، لا يريد ان يدخل معه في نقاش ، وللآن لا يستحمل هدوء ابيه ولا كأن هذه البنت تعني له شيئاً ، فعلاً هذه البنت مظلومة تعيش بين اهلها كالغريبة !!!
ام عبد الله بحنق : لا تزيدها عالولد هو اكيد حس بغلطته ، الدور وباقي على هالبنت الي ما تستحي ولا تخاف الله .
عبد الله بمزح : والله يا سالم ما انت هين ، عرفت تختار ههههههههه.
رماح بعجرفة : اخبث من هالبنت ما قد شفت بحياتي ، شلون توافق تنخطب وهي على ذمة رجال .
روعة بتحليل : وانت الصادقة هذي قصدها تنكد علينا بفرحتنا وتساوي لنا مصيبة ، الله ينتقم منها.
ابو عبدالله موجهاً كلامه لزوجته : مو قلتي انه سعدية مراقبتها ، وما تخليها تغلط !!
ام عبد الله : سعدية تقول انه الخطبة عن طريقها والبنت ما كلمته ولا شافته .
ابو عبد الله : وهي البنت ليه ما قالت ل سعدية انها متزوجة !
حنين باحتقان : لانها خبيثة ، ودها تثور خواني وتلفت النظر عليها ، وللاسف نجحت لدرجة انه علي الوديع الهادي ثار وكان حيقتل الرجال !! الله ستر ما كان خالد موجود ، الله اعلم باللي كان رح يصير؟؟؟
على آخر جملتها دخل خالد المجلس .
سأل بخوف واضح : خير ايش فيه ، شل اللي صاير ؟؟
عم الصمت المكان ، والكل خائف من ردة فعله ، فاذا علي الهادئ انفعل هكذا ، فكيف ستكون ردة فعل خالد الذي معروف عنه اذا غضب او انفعل لا يؤتمن شره ، وهذه صفة يشترك بها مع عمه ابو طلال ..
بغضب اكبر : علامكم ليش ساكتين ، وش في يبا ؟؟
ابو عبد الله بهدوء : ما في شي يا ابوي ، شغلة بسيطة .
خالد بقلة صبر : وش بسيطة وانتم وجوهكم ما تبشر بخير ؟؟؟
عبد الله بابتسامة : لا تنفعل انت بعد علينا ، كل ما فيه انه حرمك المصون اجاها عريس .
خالد بدأ يستوعب الكلمات ببطء ، فهو في الغالب ينسى انه متزوج ، ولا تخطر في باله بنت منال الا عندما يستعيذ بالله من مكر الماكرين وحقد الحاقدين ومكائد الكائدين به وبأهله ، يعني عبد الله يقصد ان هناك رجل جاء ليطلب يد بنت منال للزواج !! هل يعقل ان يكون حبيبها الذي تواعده في استراحة الشباب ؟؟
نظر خالد الى عبدالله بقرف : تكلم عدل من غير هزرتك الناقصة .
واشاح بنظره جهة ابيه وبهدوء : ومين هاذ الي جاي يخطبها ؟
روعة بتدخل : المسكين سالم البستنجي، وقعته بشباكها وقايلتله اخطبني من عمي ابو عبدالله .
خالد باستغراب : سالم ال ..... ما غيره ؟؟
ابو عبدالله بحذر : ايوة وتراه مسكين ما يدري انها متزوجة ، وعلي من زعله قام وضربه .
خالد : الحين ما اقدر اطلقها ، ما صدقت بالله اصالح عمي ابو طلال ، وسالم ما لقى الا ذي وده يتزوجها صدق من قال المعثر معثر .
وقام من المجلس وهو لا يلقي للموضوع اهمية ، وسط استغراب الجميع وراحتهم ايضاً ان خالد لا تهمه البنت ولا تعني له شيئاً وهذا اكثر ما يريح ام عبدالله وبناتها .
سعدية مع حزنها على سالم وما ناله من اهانة وضرب الا ان همها الاكبر كيف تبلغ ملاك بما حصل خاصةً عندما دخلت عليها صالة الخادمات وهي توزع الادوار على صديقاتها في حفل الزفاف .
ملاك بفرح :سوني تجلسين جنبي زي ام العروسة ، وتقرين علي المعوذات ، وانت يا روني ابغاك ما توقفين رقص ...
سعدية بهدوء : السلام عليكم
ملاك نظرت لها بفرحة سرعان ما انطفأت بمجرد رؤية وجه سعدية ، هي امهر من يقرأ الوجوه والتعابير وتحلل المواقف .
اغمضت عينيها متخيلةً الاسوأ وركزت نظرها على سعديه : في شي يا خالة ؟
سعدية بغصة : ابداً يا حبيبتي ، بس ...بس ....يعني كل شي في الدنيا ئسمة ونصيب .
اخذت ملاك بيدها بهدوء ، وسط صدمة الخادمات وحزنهن ، الى غرفتها الصغيرة .
علميني يا خالة ، ليه سالم غير رايه ؟؟
سعدية بحزن : لا سالم ما غيرش رايه ، لكن ابو عبدالله أله ما فيش نصيب ، الظاهر انه ابوك مخطبك لحد وانت ما تعرفيش.
ملاك بذهول : ما ظنيت ابوي اصلاً يفتكر وجودي ، لكن هذي حجة من ابو عبدالله حتى اظل تحت رحمتهم ، حسبي الله ونعم الوكيل بيهم .
خلاص يا خالتي ابغى انام وارتاح طفي اللايت وخليني بروحي.
واغلقت عينيها وغرقت في ظلمات غربتها واحزانها ، حتى سالم طاقة الامل الوحيدة الي ربنا بعثها
استكثروها عليها مع انها لا تعرف سالم ولا يهمها امره لكن هي نظرت اليه كمخرج مريح من واقعها المؤلم ربما هذا درس جديد تلقنه لها الحياة بأن لا تركن في تغيير واقعها على أحد ، التغيير الحقيقي تصنعه بنفسها وارادتها ....

كثرة الاسئلة التي تؤرقه جعلته يدخل المطبخ الكبير ويبحث بعينيه عنها بين خلية الخادمات النشطة وعندما لم يجدها تظاهر بمتابعة التحضيرات لضيافة الليلة ، رأته سعدية وكلها عتاب على ضربه المبرح لسالم : وربنا حرام يا ابني دا سالم طيب وامير ، ما يستاهلش يتبهدل كده .
علي بكلمات مقصودة : خليه يتعلم ما يكلم بنات الناس من ورى اهلهن .
سعدية بدفاع : والله ما عمره كلمها ابداً ، هو كلمني انا ، والراجل ما لوش في السكك البطاله .
علي ومن كل قلبه : ملاك بأمانتك يا سعديه ، هي صغيرة وما تعرف تدبر امورها ، اعتبريها زي بنتك سعاد ، وراعيها واهتمي بيها .
سعديه بسعادة ان يوجد في هذا القصر من يحن ولو قليلاً على الصغيرة ملاك : ربنا شاهد اني اعتبرها زي بنتي ، وربنا يعلم أد ايه البت دي طيبة وملاك زي اسمها .
واغرورقت عيناها بالدموع . غادر علي وقلبه يتألم على حال ابنة عمه ، ولكن ما السبيل لتغييره للافضل ؟ هذا السؤال لا يملك له جواباً ، على الاقل في الوقت الحالي .

استيقظت في المساء على اصوات الليلة الاخيرة من سهرات الشباب ، لم تنسجم معها ، ولم تطربها الالحان كما كل ليلة ، فما بداخلها من مشاعر واحساس تحجر امام قسوة الحياة وغلب عليها فقط شعور الغربة الذي ساكنها طويلاً ولكنه الآن تمكن واستوطن.
هذه الاحتفالات لزفاف ابنة الدكتور سعود الذي تسمع مدحه في اهازيج المطربين ، اي زفاف اختها !! يعني المفروض هي الآن في ابهى صورها وتتنقل بين الضيوف كفراشة تختال بثيابها الزاهية وابتسامتها العريضة ترحب بهذه وتجامل تلك وترقص بزهو وفرح كبير ، والكل يهمس : هذه الاخت الصغرى للعروس ، وتقبل النساء على التعرف اليها والحديث معها ، وفي نهاية الحفلة تدمع عينيها على فراق اختها ، فيأتي اباها ويحتظنها بحنان ويهمس باذنها بكلماتٍ تطيب خاطرها فتحضنه بود : الله لا يحرمني منك يا ابوي .
فيضمها ابوها بحنانٍ اكبر : ولا يحرمني منك يا عين ابوك .
هذا الخيال اكبر من قدرتها على الاحتمال ، انفجرت في نواحٍ وبكاءٍ شديد ؛ فالغربة تؤلمها بقوة ولا مسكن لآلامها ، ليتها فعلاً بلا اب وبلا اهل لكان ذلك اخف ألماً وأقدر على تحمله والتعايش معه ، أما في حالتها فإن الآلام لا تحتمل ولا تطاق لا تطاق...
جاءت عندها روني الخادمة الوحيدة في الجناح ؛ فالكل مشغولٌ في القصر ، وقد احضرت لها بعض الطعام .
ليس لها شهية لتناول شيء ، لكن روني تناولها بيدها ولا تقدر على ردها خائبة .
روني : هاد سالم ترك هنا روح مزرعة
ملاك متفاجئة : ليش يترك ويروح المزرعة؟ بعيدة عليه!!
روني : في ضرب كتيير كتيير وجهه وجسمه كمان اطرد برة.
ملاك بغضب : مين الي ضربه وطرده ؟
روني : ابن بابا كبير ما اعرف انا .
ملاك بحزن وغضب : ما في غيره خالد المجرم ، طبعاً هالقذر ما يقبل اني اتزوج واصير حليلة رجل بالحلال ، هالواطي الخسيس ، لكن انا اوقفه عن حده .
انتهت السهرة الاخيرة قبيل الفجر وغادر الجميع ما عدا اهل البيت، توضأوا وخرجوا لصلاة الفجر وعندما عادوا توجه كل منهم الى جناحه متعباً ينشد الراحة والنوم استعداداً لليلة المرتقبة والزفاف الميمون .
ما عداه فهو لا يشعر بالتعب ، لانه لم يشارك بشيء من التجهيزات ، ويشعر بالأرق كالعادة .
توجه للمجلس بعد ان نادى على احدى الخادمات لتحضر له دلال القهوة لعله يجد فيها ونيساً في هذا الصباح الندي .
ملاك باستفسار : لمين هذي القهوة ؟
سيلفانا : هادا بابا خالد .
ملاك : وينه جالس ؟
سيلفانا : مجلس رجال
ملاك : معه احد ؟
سيلفانا : لا بابا بس
ملاك بتشجع : زين عاد انا جاي معك ، ولا تتركيني مهما يصير ، سامعة .
هزت رأسها سيلفانا بالموافقة ، لبست شالتها على استعجال وخرجتا معاً باتجاه المجلس ، وكلها عزم على وضع حدٍ لهذا القذر وشروره ، لن تخافه بعد اليوم .
دخلت المجلس وهو متمددٌ على الفراش منسجمٌ بحضور فيديو أرسله له احد اصدقائه ويضحك بصوتٍ مرتفع غير آبهٍ بمن دخل فمن يكون سوى الخادمة تحضر القهوة .
داهم انسجامه صوتٌ رفيعٌ ناقمٌ يعرفه ؛ فقد سمعه من قبل : اسمع يا خالد للمرة الاخيرة احذرك تتدخل بي او بحياتي .
رفع رأسه وجسده بتأهب للمكيدة الجديدة التي جاءت بها هذه الشيطانه وقد اعد نفسه لمواجهتها مستعيناً بالله على شرورها : هي ان......
لم يتمكن من اكمال جملته فالصدمة الجمته

#انتهى_الفصل





لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 17-07-18, 11:59 AM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية " رحلة عذابي انا "
الفصل التاسع
بعنوان#السندريلا


دخلت المجلس وهو متمددٌ على الفراش منسجمٌ بحضور فيديو أرسله له احد اصدقائه ويضحك بصوتٍ مرتفع غير آبهٍ بمن دخل فمن يكون سوى الخادمة تحضر القهوة .
داهم انسجامه صوتٌ رفيعٌ ناقمٌ يعرفه ؛ فقد سمعه من قبل : اسمع يا خالد للمرة الاخيرة احذرك تتدخل بي او بحياتي .
رفع رأسه وجسده بتأهب للمكيدة الجديدة التي جاءت بها هذه الشيطانه وقد اعد نفسه لمواجهتها مستعيناً بالله على شرورها : هي ان......
لم يتمكن من اكمال جملته فالصدمة الجمته
لأن من كان يعتقد انها بنت منال لم تكن هي مع ان صوتهما متشابهٌ جداً فقط الصوت أما الشكل معاذ الله ان تتشابها فمن امامه فتاة حسناء ورائعة الجمال بطولها المميز وقدها الجميل تضع يديها على خصرها بثباتٍ وتحدي واضح وكل خلية من جسمه تصرخ : واااااه ما احلى هالصباح ..
ابتسم رغم التهديد ، فما يراه يدخل السرور للقلب بكل الاحوال والظروف .
لم تعجبها نظراته واكملت بثبات : تعرف يا حقير انه مستحيل تقدر تنول ظفري مهما عملت ولا تفكر لما تطرد سالم لانه رايدني بالحلال انك تقدر علي يا خسيس. اللي مثل سالم يسوى مليون واحد تافه مثلك ، وهذا اخر تحذير الك يا واطي .
غادرت مسرعة كما دخلت وهي تدرك انها ليست قوية كما تدعي وان ما فعلته لن يشفي غليلها منه ابداً ولكن الله اقوى منه ومن جبروته سينتقم لها منه ومن كل الظالمين .

ألجمته الصدمة لكن ليس طويلاً فهو لا يزال غير مصدق نادى سيلفانا التي تشعر بالحرج وتحاول الهرب .
سيلفانا بخوف : انا ما لي سغل هي اجا ما لي سغل .
وهربت باسرع ما تحمل قدماها .
جلس من جديد مذهولاً مما حدث ، عقله لا يستوعب ان ما رآه الان هو نفس الفتاة التي دخلت جناحه من شهور او ان هذا الكائن المتحدي زوجته وحلاله !!!!

*************
سوني تشتكي للخاله سعدية من تحقيقات خالد معها عن ملاك ، وبشك واضح : بابا خالد يمكن شوف ملاك حرامي .
سعديه : ليه يعني؟
سوني اخبرتها عن دخول ملاك لغرفته عندما ساعدتها بتنظيف الاجنحة وغضبه الشديد منها وانه ربما اعتقدها دخلت لتسرق!
وسعدية تزداد قناعة ان ملاك يجب ان تبقى بقربها وتحت رعايتها حتى لا تقع في المزيد من المشاكل.

**************

بسبب انشغال علي كان لزاماً على خالد ان يرافق عبدالله ويلازمه في هذا اليوم السعيد ، حاول ان يقاوم شعور الحسرة والالم ويظهر الابتسام والانشراح على ملامحه ، لكن هذا لا يخفى على عبدالله .
عبدالله بتمني : عقبال عندك يا خالد ، وبغمزة : شد حيلك .
خالد بسخرية : شكلك ناسي اني متزوج قبلك ، والحمد لله والشكر ، وامال فمه بحسرة واضحة.
عبدالله بغصة ومن قلبه : والله يا خوي ربنا غير يعوضك وتتزوج الي تستاهلك وتعوضك عن كل شي صابك.
كلمات عالوجع ، وتلامس جرحه مباشرة ؛ ربما عبدالله يقصد بكلماته ملاك .
ولكن خالد وبكل أمل ورجاء للمولى عز وجل ردد بقلبه : اللهم امين ، يا رب عوضني بزوجة خير منك يا هبة والله يهنيك مع اخوي وتكون ايامكم الجاية عنوانها الفرح والسرور ، واسأل الله ان يعينني على خضراء الدمن الي انبليت بيها ، ويقدرني اتجنب الاعيبها ومكرها،حتى سالم المسكين ما سلم من اغواءاتها ! لا وجاية تحاسبني ليه حرمتها من الزواج منه ! يا قوة عينها ! وانا اصلاً ليش اتعب روحي وافكر بيها ، مالي غير الصبر لما ربنا يريحني منها والله على كل شيء قدير .
تنهد بعمق ، تنهيدته هذه جعلت اخاه الاكبر يستبدل ابتسامته
الساحرة بأخرى باهتة ، فيها من المعاني الكثير .

**********

سعاد تختال بفستانها الوردي الزاهي والاشبه بفستان عروسٍ صغيرة ، وملاك تبتسم لها وتساعدها في وضع مساحيق التجميل على وجهها وهذه مهارة جديدة تضاف الى سلسلة المهارات التي تتعلمها كل يوم .
اقتربت منها سعدية تحمل كيساً بيدها ، ثم اخرجت منه فستاناً قصيراً بلونٍ احمرَ جذاب ، ورغم بساطته الا انه كان انيقاً .
نظرت لها ملاك بتساؤل ، سعدية بحنان : انا طلبت من ام عزمي تستأجرلك فستان لزوم الحفلة من جارتها الخياطة ، ايه رأيك ؟ حلو مش كدة ؟؟
ملاك انبهرت بالفستان ، بالنسبة لها لا مثيل لروعته ، اول فستان في حياتها سترتديه ولا يكون بالياً .
اخذته بسرعة الى غرفتها لارتدائه والكل ينتظر خروجها ، نعم الكل مشتاق ان يراها بثيابٍ تليق بها وبجمالها .
دقائق وخرجت على استحياء لان الفستان قصير على غير عادة ملابسها وله فتحة الى ما مادون منتصف الظهر ، سعاد شهقت : واااااو ايه الجمال دا ، لا انا كدة بغار .
سعدية تصلي على النبي وتقرأ عليها المعوذات وسائر صديقاتها يشعرن بالسعادة لمرآها الخلاب .
ملاك وبامتنان شديد : تسلمي يا خالتي والله فرحتي قلبي اول مرة البس شي حلو وجديد حتى ما لي قلب اشوف روحي بالمراي .
واحتضنت سعدية وقبلتها ، ثم اردفت : لكن الحين ارجعه لاني مستحيل اروح هذي الحفلة .
سعدية باستغراب : ليه يا بنتي ؟؟
ملاك بغصة : ناس ما اعرفهم ولا يعرفوني ولا حتى يعزموني ، ما صير اروح وافرض روحي عليهم ، ما هي زينة بحقي .
وطأطأت رأسها بحزنٍ خفي .
سعدية بثقة : اولاً انت رايحة مع خالتك سعدية ، على سن ورمح ، وما حدش يقدر يقولك حاجة .
ابتسمت ملاك على اسلوب سعدية الواثق .
ثانياً : انا بصراحة ما أدرش اخليك هنا والكل رايح ، فاهمة علي يا بتي ؟
ملاك بألم : معليش يا خالة اسكر على روحي زين وما ارد على حدا ، ما ابغى مشاكل والحفلة كلها ما تعنيني ولا تهمني بشي .
سعدية متوقعة اجابتها : خلاص براحتك يا بنتي ، وانا كمان مش حاروح ، واهو نسلي بعضينا ...
قاطعتها سعاد بغضب : جرى ايه يا ماما ، ازاي ما تروحيش ، وانا حاعمل ايه هناك لوحدي .
سعدية بحزم : وانتي كمان يا سعاد مش حتروحي الحفلة ، انا بخاف عليك لوحدك فاهمة .
سعاد تنتظر هذه المناسبة من شهور ولا يمكن ان تفرط بها مهما كانت الاسباب فصرخت وكلها دموع : لا مش ممكن الي بتئوليه يا ماما حرام عليكي ، ليه بتعملي فيَّ كدة ، انا مش مسامحاكي .
وانطلقت باقصى سرعتها الى غرفتها هي وامها لتجوح بصوت عالٍ يفلق القلوب .
ملاك بدهشة : كيف ما تروحين وتزعلي سعاد ؟ انتم ما انتم ملزومين فيني ، وبابتسامة ، ولا تخافين علي ادبر روحي .
سعدية بحزم : انا الي عندي أولته ، يا نروح سوا ، يا نئعد سوا .
وادارت وجهها دون انتظار رد ملاك واشغلت نفسها في توزيع الخادمات ومهامهن في قصر الافراح ، ثم ذهبت معهن الى حيث توجد الاغراض والتجهيزات التي ستتحمل مسؤوليتها كل منهن .
لم تحتمل ملاك الصراخ والبكاء المستمر لتلك الصغيرة ودون توقف ، دخلت عندها تحاول تهدئتها وطمأنتها بأنها لا محالة ستقنع سعدية بالذهاب دونها لكن سعاد اجابتها من بين تنهيداتها : متتعبيش روحك ماما وانا عرفاها كويس مش حتغير رأيها ابداً . وعادت للنواح من جديد..
وللاسف ملاك تعرف الخالة سعدية جيداً وأنها اذا صممت على شيء لا يمكن ان تتراجع ابداً.
لذلك استسلمت لواقع الامر فهي لن تقبل ان تشعر سعاد بذرة ألمٍ مما عايشته هي طوال حياتها حتى لو كان ذلك يعني أن تسير بقدميها الى ساحة اعدائها المليئة بالغام حقدهم التي لطالما ادمت قلبها وأنزفته دون رحمة .
بدات بتجهيز نفسها ، بعد ان اعلمت الخالة سعدية بموافقتها على الذهاب ، وهي تشعر بالخوف والتوجس مما سينالها هناك .
وبقلبها : الله يسامحك يا خالة سعدية جبرتيني اروح للي من شهور طويلة ارتحت من أذاهم واحتقارهم ، حتى ام عبدالله وبناتها من شهور ما شفتهن وربنا ريحني منهن ، الله يستر ويبعد عني شرورهم.
ساعدتها ريما برفع خصلٍ من شعرها الاسود الطويل وترك ما تبقى منه منسدلاً كشلالٍ يخطف الأبصار ، واكتفت بوضع الكحل واحمر الشفاه باللون القاني ، فهذا انسب لسنها ولأن الله منحها من الجمال الرباني ما يغنيها عن اي اضافاتٍ تضر ولا تنفع .
كما احضرت لها سوني حذاءً احمر بكعبٍ أنيق ويبدو انه من القبو الذي تلقي فيه العائلة ملابس قديمةً لا تستعملها ، مع انه يبدو جديداً جداً ، مؤكد انه ل روعة واصبح صغيراً على قدميها فلا ترتديه .
تجرأت ونظرت الى نفسها بالمرآة ، ومن سعادتها بمنظرها احتضنت ريما ثم سوني واخيراً سعدية وشكرتهم من كل قلبها .
نظرت لها سوني بحنان : لسا في حاجة كمان لازم انت البسها .
ملاك باستغراب وهي تتفحص نفسها : كمان ، ايش في ؟
سعدية بعتب : يعني حتخرجي ادام الناس كدة يا مجنونه ، من غير عباية وغطا للراس .
ملاك ببلاهه : اي والله جد نسيت هههههه بصراحة عمري ما طلعت مشوار بحياتي ، وبتفكير : حتى عباية وغطا ما عندي.
سعدية بابتسامة : ما دام سوني موجودة ما تحمليش هم وغمزت لها .
وفعلاً كانت سوني قد احضرت لها من ذات القبو عباءة جميلة مع غطاء وايضاً قامت بغسلها وكيها فصارت تبدو كأنها جديدة .
ودون ان تنتبه رشت عليها سيلفانا عطراً فواحاً جعلها تبتسم من كل قلبها .
ركبت مع سعدية وسعاد ومعهما بعض الاغراض باتجاه قصر الافراح وطوال الطريق قلبها يرجف خوفاً من القادم وتهدأ نفسها بأن بقاءها وعدم الذهاب ربما كان يتيح المجال ل خالد بأن يتهجم عليها مستغلاً الفرصة ، وان وجودها باستمرار بقرب الخالة سعدية هو الأكثر امناً بعون الله .
كان الوقت مبكراً قليلاً واكثر الضيوف لم يصلوا بعد ، علي يطمئن على جاهزية كل شيء ولما رأى سعدية قادمة في احدى سيارات القصر اسرع نحوها وبقلة صبر : وينك يا ام سعاد ؟ ليه تأخرتي ؟ انت لزوم تكوني قبل الكل !
سعاد بامتعاظ وهي تخرج من السيارة : كله من السندريلا ، فضلت تتدلع مش عاوزة تيجي لحد ما أخرتنا .
سعدية جحرت ابنتها لتسكت .
علي بسخرية : والسندريلا هذي تطلع مين ؟
سعاد باستعجال : ما تنزلي بئا يا ست الحسن ما تأخريناش بزيادة.
نزلت ملاك بهدوء وهي تتمنى لو تمسك بسعاد وتخيط لها فمها الثرثار ، وسارت بهدوء جهة الخالة سعدية دون النظر الى علي أو حتى رد السلام ، ووقفت خلفها منتظرة ان تنهي سعدية الكلام مع علي وتسيرا معاً الى الداخل .
علي تناسى سعدية والتجهيزات وحفل الزفاف بأكمله وما عاد في كونه الا هو وهي وطبول قلبه التي ما عادت تقف عن القرع و........صوت ابيه الذي يصرخ منادياً من خلفه يدعوه للمجيء .
استغلت ملاك الامر وسحبت سعدية من ذراعها بلطف : يلا يا خالة ما هي زينة وقفتنا بالطريق.
اومأت سعدية رأسها بأيجاب ودخلتا معاً الى قصر الافراح بعيداً عن الطريق وبعيداً عن علي ، الذي تجاهل ابيه وأراد ان يعاود الى مداره المشتعل ، ولكن للاسف وجده فارغاً يدور فيه وحيداً هو ودقات قلبه التي تحولت نغماتها الى الحانٍ عنوانها الحزن والضياع.
جلست بأوامر سعدية في احدى الغرف التابعة للخادمات تراقب التجهيز والاستعدادات مع انها ارادت المساعدة ولكن سعدية أبت ذلك حتى تحافظ على أناقتها .
سعدية لا تثبت في مكان وتغيب طويلاً أحياناً الى الخارج والى الغرف الاخرى والصالات الرئيسية.
من النافذة رأت علي أكثر من مرة بحركةٍ دائبة ذهاباً واياباً ، واحياناً يكون معه صديقه عامر ، واعداد من شباب العائلة ورجالها وكلهم تحمل لهم في قلبها ذكرياتٍ مقيتة وخاصة هذا الطويل ذو النظرة المتعجرفة وهو يتجاهل الفتيات المقبلات بكامل أناقتهن وزينتهن التي تظهر منها عباءاتهن اكثر مما تخفي وعطورهن التي تسلب القلوب ، وتجبر الشيب والشباب الى النظر ولو خلسة او دون انتباه خاصةً مع بعض الضحكات الرنانة !
الا هو يقابل هذه التحديات الاغرائية بلا مبالاة ! هذا من جديد يثير استغرابها ويعيدها الى الصورة الاصلية التي رسمتها لشخصيته طبعاً بالاضافة لتعلقه ب هبه ، اذاً لماذا معها بالذات تصرف بحقارة وحاول استباحة جسدها لولا لطف الله ورحمته !! معه هو فقط تتملكها الحيرة ويلازم حيرتها خوفٌ دائم.
أشار هو وعلي لجميع الشباب بالابتعاد قدر المستطاع عن هذه المنطقة والالتزام مداخل الصالات المخصصة للرجال فقط . وهي تراقبهم مضطرة للاعتراف بانها لا تلوم هؤلاء الفتيات مع هذه الوسامة والأناقة المفرطة لشباب العائلة وأقربائهم !!

تقريباً امتلأت صالات النساء بالضيفات وكلهن من علية المجتمع ، والخالة سعدية ما عادت تظهر .
سعاد ركضت جهة ملاك وبتأفف : انت لسا لابسة العباية يا مجنونة ؟؟ وبسرعة نزعت عنها عباتها وغطاء الرأس وسحبتها من يدها باتجاه صالات الفرح ، وهي تمشي بصعوبة لانها غير معتادة على ارتداء الكعب ، وكذلك بخوف مما يمكن ان يحصل ولا يحمد عقباه .
أفلتت يد سعاد وبهدوء : خلص يا سعاد أمشي بروحي .
ورفعت نظرها في جولة سريعه نحو الحاضرات ، وبانبهارٍ شديد اقل ما يقال عنه قمة قمة الفخامة : سواء الصالات بجمالياتها المبهرة او الحضور من ملابس فاخرةٍ ومجوهرات وتسريحات وحتى الضحكات كأنها مصنَّعة خصيصاً لهذه الفئة من علية القوم .

في المقابل خالد ينظر بحنق الى الشباب مترددة اصوات الرسائل المتلاحقة من هنا وهناك الممزوجة بضحكات وتعليقات ، وبسخرية خاطب اسلام : شو هالجيل كل واحد مشغول يا حبيبة او قول حبيبات .
اسلام بنغزة وغمزة : طيب وانت تلفونك ما وقف كمان؟؟
خالد بضحكة : والله ما عرف ولا واحدة منهن وما ادري من وين يجيبن رقمي !
اسلام ببراءة مصطنعه : اعطيني الارقام وانا اجيب لك قرارهن .
خالد بمزاح : لا يا خوي اخاف عليك يسحبنك وانت بعدك عودك طري ههههههههههه.
اسلام بجدية : ودك الصراحة اكثر بنات العوايل محترمات وما عندهن خبص وترقيم ؛ لكن في فئة ولو انها قليلة تخرب وتشوه وما نقول غير الله يهديهن.
خالد وهو يتذكر مصيبته رد بهدوء : اللهم امين.
*********
لا تستطيع الجلوس او المشي بهدوء فهي تشعر بالنظرات تلاحقها ، مع انها الأقل زينة وبهرجة وفخامة من كل الحاضرات حتى انها لا ترتدي اي قطعة مجوهرات امام فيضان الالماس المتلألئ والمتحدي لإنارات الصالات المبهرة والساطعه .
ابتعدت عن الصالة الرئيسية التي بمجرد أن اطلت برأسها رأت جدتها ام قاسم بكل هيبتها ومعها أغلب نساء العائلة وفتياتها ، تنهدت بارتياح لابتعادها لكن يد قوية امسكت بذراعها وبحنق : انت وش تساوين هني ؟
ام عبدالله جاءتها مسرعة بعدما سألتها احدى الحاضرات عن تلك البنت الجميلة من تكون ؟ وام عبدالله استغرقت عدة دقائق قبل ان تتعرف عليها وساعدها على ذلك وجود سعاد بالقرب منها .
قبل ان تجيبها ملاك انقذتها سعدية وبهدوء : أنا جبتها معي اصل ما أدرتش اخليها لوحديها في الئصر وزي ما أمرتيني ، تفضل تحت عيني.
ام عبدالله بغضب مكبوت : الله يسامحك يا سعدية ، هالحين الي صار صار لكن خليها تحت نظرك ، واي شي تساويه البنت هذي مسؤوليتك .
وذهبت غاضبة وهي تدعو ربها ان لا يعلم أحد ان هذه البنت تكون زوجة ابنها الغالي خالد.
تشعر بالتوتر لأن اكثر من سيدة راقية تقترب منها وتسلم عليها وهي تجامل برقة تبهر ، ثم يأتي السؤال المؤلم : انتي بنت من ؟
سؤال قد يبدو عادياً ولكن اجابته مؤلمة جداً !
الهروب طريقها الاوحد لتجنب الاجابة .
تتمنى لو تجيب بكل تحدي انا ابنة الدكتور سعود ، لكن الاصداء التي ستعود اليها مؤكداً ستؤلمها ، ابي لا يحبني ولا يهتم بي ويتجاهل وجودي اصلاً .
عدا عن النقمة التي ستحل عليها من الجميع لذلك الاستمرار بالهرب هو الاقوى والأنفعتم تخفيض الانارة وتسليطها على بؤرة محددة بتلاحم لونيٍ مبهر وزفة رائعة لعروسٍ اكثر روعةٍ وجمال ، وما تلاها من اغانٍ ورقصاتٍ مبهرة واستعراضاتٌ كالخيال من المجتمع الموغل في الرقي ، حتى انه في كل صالةٍ حلقاتٌ منظمة من الرقص والامتاع البصري اللا متناهي .
ترى الفرحة في عيون الجميع ، ثريا هانم وبناتها يحطن بالعروس الجميلة ومعهن رماح وحنين وروعة وتشكل بناتهن الجميلات اكليلاً من الروعة حول الكوشة المعدة للعروسين.
لمحت عيون الجدة تدمع فرحاً وهي تتأمل بفرحة وفخر حفيدتها العروس الجميلة !
رقصات روعة والتوأم على انغام اغنية يبدو انه متفق عليها مسبقاً ...كل شيء يبهرها وتراقب بدهشة ؛ لكن بتنهيدة اشاحت بنظرها واغمضت عينيها بدعاء صادق : الله يهنيهم ويهديهم يتركوني بحالي ؛ الله عالم اني ما احسد أحد وما احب ال صابني يذوق عشره مخلوق ؛ لكن من صغري ما حد رحمني ولا حد عاملني كبشر ، حتى الحيوانات الرفق بيها واجب !

قطع تأملاتها صوت امرأة كبيرة بالسن على كرسي متحرك تسحب يدها بضعف ، نظرت لها ملاك بحنان بعد ان جلست الى مستواها : آمري يا خالتي شلون اقدر اساعدك ؟
المرأة بضعف : ما ادري هالخدامة وين راحت وتركتني ؟ يا بنتي جريني بعيد عن التكييف البرد ذبح عظامي.
رحمت ملاك ضعفها وابعدتها عن التكييف وبكل حنان : وين بناتك والا حريم عيالك عنك ؟
اجابت بحسرة : بنات ما عندي وولدي الوحيد محارب الجيزة ما وده يفرحني بيه ، وبابتسامة : لكن لو يشوفك متأكد يغير رايه ، الا انت بنت من ؟
السؤال الموجع نفسه ، وبحزن : يا خالة لا تسأليني ، الوجع الي بي مكفيني ..وقامت مبتعدة من عندها لتراقب المشهد الآخر في سلسلة احزانها التي لا تنتهي ... زفة العريس!!
جاءت زفة العريس بعد الاعلان للجميع وسارعت هي والحاضرين بارتداء عباءتها والمراقبة عن كثب ؛ فمع عباءتها تستطيع تغطية وجهها ولا يزعجها أحد .
دخل عبدالله ومعه والده وعمه الدكتور سعود وخلفهم طلال وجمعٌ من شباب العائلة برقصاتهم الجميلة على انغام الزفة والتي واضحٌ انها سلبت قلوب الفتيات بلا استثناء ؛ للاسف عيناها ودون رأفةٍ بقلبها المتعب تركز على شخصٍ واحدٍ فقط وتتجاهل كل من حوله ، انسان تتداخلها في هذه اللحظة رغباتٌ متناقضةٌ نحوه ؛ احداها تريد ان تستقر في احضانه استجداءً لحبه وحنانه والاخرى ترغب في الثوران في وجهه وتفريغ كل مشاعر الكبت والحقد فيه ، لكن لا تقدر على هذه او تلك.
اجبرت جسدها المتخشب على الابتعاد والانزواء في مكانٍ قصي عن ابيها تتابع من بعيدٍ ونيران جوفها تتلوى بهمس: الله يسامحك يا خالة سعدية ، قلبي ما عاد يحتمل .
خرج الحضور الذكوري وبقي العريس وبدات احتفالية خاصة له ولعروسه ، لم تعرها انتباهاً حتى انها نسيت التخفي عن احبابها اللدودين وبدأت الاشارات والهمسات نحوها ، وتكاثر العتب على ام عبدالله بتواجد هذه البنت هنا ولكن الحساب عند ام قاسم سيتأجل الى بعد حين فليس هذا وقته .
الغيرة بدأت واضحة على بنات العائلة من ملاك وخاصة انها خطفت الانظار اليها ، بعد خروج العريس لم تنزع عباءتها وغطاء الرأس ؛ فقد شعرت انه من الافضل ان تبقى هكذا ..
سعاد تشير لها من بعيد وبنفسها : هذي اكيد الخالة سعدية بعثتها ، يا رب نرد القصر .
ومشت بتثاقل نحو الغرفة التي اشارت لها سعاد وهي احدى ملاحق الخدمة القريبة من المدخل والبعيدة كلياً عن أجواء الحفلة وصخبها .
دخلت الغرفة بهدوء واذ بيد تسحبها وتغلق الباب بقوة وبغل : يا قليلة الحيا جاية عالحفلة وبكل عين قوية ناوية تخربيها والا تفضحينا .
باستخفاف وبتحدي لاستفزازات روعة ردت ملاك : او يمكن جاي اشوف لي عريس احسن ما أوصل عمرك واعنس .
فاجأتها روعة بالهجوم ونزعت عنها غطاء راسها استعداداً لهجومٍ اكبر.
ملاك بتحدي أكبر نزعت عباءتها وبصوتٍ واثق : اقربي جاي والله لاطلع كل مراري فيك.
طرقات قوية على الباب لم تلقي كلتاهما لها بالاً.
روعة بقهر : والله وصارلك لسان يا بنت منال وتعرفي تردين !
هذه الكلمة دفعت ملاك لتهجم وبعنف على روعة وتشدها من تسريحتها وتعفسها لها عفساً مؤلماً اعقبه سقوطها على الارض.
قامت رغم تفاجأها بقوة ملاك وردت بهجمة اكبر ساحبةً شعر ملاك الطويل وألقتها على الأرض .
ثم تشابكت ايدي الفتاتان بعراكٍ يغلبه الصراخ والشتم ، أوقفه انكسار الباب ودخول شخص .......آخر من كان تتمناه او تتوقعه ملاك !!!!
خالد بعنف ابعد روعة عن ملاك وقذفها الى الزاوية البعيدة ، وهو يلهث ويرمقها بنظرةٍ مخيفةٍ والغضب يملأ ملامحه حتى ان روعة لم تتجرأ على الحراك او المقاومة .
اتبعه دخول ام عبدالله واغلاقها الباب المكسور حتى لا يلاحظ احد ما يحصل وواضح أنها من أحضر خالد كحلٍ أخير لمنع كارثةٍ وفضيحةٍ مرتقبة بعد ان اعلمتها سعاد أن روعة جعلتها تنادي ملاك واغلقت الباب خلفهما .
أعاد نظره الى الفتاة الاخرى المنصدمة بوجود رجلٍ امامها وهي بهذه الهيئة والملابس ، ولا تدري ما تفعل وعباءتها التي قد تسترها عنه بعيدةً في الجهة الأخرى.
امسك ذراعها ثم رفعها عن الأرض بقسوة جعلها تتأوه من الألم ، وقربها من وجهه وانفاسه الملتهبة بعد ان امسك بذراعها الاخرى أيضاً : والله لاحاسبك حساب عسير يا بنت منال ،صبرت عليك لكن أكثر من كذا ما اقدر.
وأفلت ذراعيها وهي تشعر بهما خلعتا من شدة قبضته ولكن لثواني فقط عاد لمسكها بعد أن القى على كتفيها العباءة والغطاء وأعاد سحبها وامه تسير خلفه نحو سيارته فتح الباب وألقاها في المقعد الخلفي ثم ركب السيارة وسار مسرعاً.
للحظة تنبهت أن ام عبدالله لم تركب معهما السيارة وأنها تركتهما لوحدهما !!كيف هذا وبأي دين او عرف !!
صرخت بعد أن استجمعت قواها : وقف السيارة ، رجعني لخالة سعدية .
وهو ساكت لا يجيب : وبصراخ اكبر : نزلني يا واطي يا حقير ، رجعني لخالة سعدية .. والا ولله لأجمع عليك خلق الله .
ايضاً لم يهتم او يجيب !!
ما خافت منه حصل ؛ السيارة دخلت باحة القصر وما ان توقف وفتح الابواب حتى سارعت الى الخروج بأقصى سرعتها والركض بلا وعي حتى ان عباءتها سقطت وتعثرت بكعبها العالي ؛ فنزعته بسرعة وهي تهرب باتجاه جناح الخادمات وهدفها الاوحد الهروب من هذا الذئب المتوحش الذي يطاردها ...
وهو ينظر لها فاغراً فاه امام هذا الجنون والغباء الغير مسبوق ، وينظر حوله ليتأكد أن لا أحد رأى هذه الغبية تركض شبه عاريةٍ في باحة القصر .
تحرك ليرفع عباءتها ثم حذاءها وتوجه خلفها الى جناح الخادمات وهو يهمس : يا صبر ايوب .
وصلت وهي تلهث خائفةً الى الجناح والباب مفتوح دخلت وارادت اغلاقه لكن لم يكن له مفتاح ؛ سارعت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها وارتمت على الأرض تلتقط انفاسها المتقطعة وكل خليةٍ في جسمها ترتعد خوفاً .
دخل بهدوء جناح الخادمات ووقف في الصالة لا يعرف اين تكون ، فصاح بتوعد : في بنت محترمة ترمي عباتها على الدرب وتركض بهالشكل يا حمارة ؟
بغضب ردت : محترمة غصب عنك وحمار الي يرفسك يا خالد الواطي ، ثم عضت شفاهها بندم ما لازم تكلمت ، كذا عرف مكانها .
رمى بكل غضب فردتي حذاءها نحو بابها المغلق ، وهي فزعت من الصوت وصرخت بخوف : يما
وقف امام الباب وبكل هدوء : كل يوم تزيد قناعتي انك بنت بلا اخلاق ولا حيا ولا احترام ، الله يريحني منك يا واطية .
كلماته جرحتها في كرامتها بقوة فردت بغل : وما تسيل ريالته على واطية الا واحد اوطى منها .
تملكه الغضب من جديد وبقوة ضرب باب غرفتها ، هربت لتختبئ خلف الخزانة وهي تلوم نفسها على استفزازه ، لم يستصعب عليه كسر قفل الباب بسهولة لانه رياضي وعنده لياقة بدنية كبيرة ، اقترب منها وعينيه تشتعل غضباً : انا لو يخلصوا كل نسوان العالم ولا يمكن في يوم أناظرك او تهزي بي شعرة يا "بنت منال" .
الكلمة السحرية تلك دائماً تشحذها بقوة حتى هي نفسها لا تدري مصدرها ، نظرت بعينيه المشتعلتين بتحدي صارخ : والي صار بالاستراحة وبعدها بجناحك والحين ؟؟ كل هاذ وش تسميه يا ، وباستهزاء : يا محترم !
رد باستهزاء مضاعف : هيك قلتي استراحة الرجال وش وداك ؟ ثم غرفتي كمان وش وداك ؟ والحين حفلة ما احد يحبك أو يطيقك كمان وش وداك ؟ اقترب بوجهه اكثر حتى ما عاد يفصل بين انفاسهما سوى لهيب كرههما المتبادل ، و وباستخفاف : انا اقولك؛ لانك بنت صايعة وقليلة أدب وهمس باذنها : وهذا شي يجري بدمك ما تقدري تمنعيه !
بكل ما أوتيت من قوة صفعته على وجهه، واتبعتها بدموع تسيل دون توقف ، أي اهانة أكثر من هذه واي احتراق لذات الانسان وكرامته أكبر من ذلك ومن كل قلبها : الله لا يسامحك لا انت ولا ابوي .
هو كان سيرد عليها صفعتها ولكن شلال دموعها منعه ، وللحظة رق قلبه لها ؛ ولكن في اللحظة التالية لها جاءه صوت عقله الاقوى : لا تخليها تضحك عليك .
مسك خصلة من شعرها ولفها بكفه بهدوء ، ثم شدها بقوة : دموع التماسيح ذولا العبي بيهن على غيري ، ناظر نحرها وبحنق وهو يقاوم جمالها واغراءات جسدها المحلل له : لا وكمان بوقاحة تلبسين سلسلة عليها لفظ الجلاله ، وبتهديد : للمرة الأخيرة أحذرك تبعدي عني وعن أهلي ولا تحاولين تأذيهم بأي شكل والا والله لانحرك بأيدي وقد أعذر من أنذر .
أفلت شعرها بقرف وغادر بهدوء وقلة او انعدام راحة .
اول مرة يتجرأ مخلوق على صفعه ولكن لا يشعر برغبةٍ في ردها، فهو قد اهانها بأقسى الاهانات وابشعها ،وبهم : استغفر الله العظيم كل الدلائل تأكد انها ما هي عفيفة لكن نظرة واحدة لعيونها تلاقي كل البراءة والطهر والا انا شكلي وقعت فحبالها هالملعونه ، والله ما ني عارف مين أصدق ؟ الله يوريني بيك يوم يا مهيب الكلب انت سبب كل اوجاعي .

انتظر حتى أحضر السائق خادمتين من الحفل وأمرهما بملازمة الجناح ، وعاد هو وفكره مثقل من حاله واحواله ومصيبته التي واضح انها تحتاج منه مزيداً من الانتباه والمراقبة وقلبه يحدثه : ااه واي مراقبة ومجرد النظر لها يوجع القلب ويذيبه ، ربما لو اختلى بها مرةً أخرى لن يتمكن من كبح جماح نفسه .
نظر حوله فاذا هو وسط الاحتفال والمعازيم والاهازيج ، متى وصل هنا ؟ والله لا يعلم !
ثم طولها الفارع وهيئتها وهي تركض وتنزع حذاءها ك غزالٍ يهرب من صياد.
سامحك الله يا امي كنت مرتاح ومنسجم مع الشباب لماذا اتصلتي بي تستنجدي من اقتتال فتاتين قد يفسد الحفلة ويسبب فضيحة كبيرة ، وبمن كانت ستستنجد غيري ؟ أنا التعس الوحيد من ابنائك المحرم للفتاتين معاً.
وبتنهيدة : كم عمرها يا ترى ؟
اكتشفت انني لا أعلم عنها شيء ! تبدو كطفلة ، ولكن طويلة !.
اووف لماذا لا تخرج من عقلي ؛ أتعبتني واتعبت فكري وعلى ما يبدو ستتعب قلبي .
على يمينه يجلس عمه ابو طلال ، وبدون تفكير : عمي أبي عقد الزواج والاوراق الثبوتية لمرتي .
حدق به ابو طلال بنظرة معناها الحرفي " الله ينكد عليك"
واجاب باقتضاب : باكر ارسلهن لك .

***
هي لا زالت تبكي بحرقة وتدعي من كل قلبها على ابيها وعلى خالد وعلى كل انسان في هذه العائلة ، نظراتهن الساخطة والمحتقرة لها قبل قليل في الحفلة كانني حشرة دخيلة حتى من جدتي ! ليتني لم اذهب .
وزاده تهجم روعة وكلمات خالد الحقير والتي متأكدة كل التأكيد انه تعمد جرحها حتى تستسلم له ، ما أخبثه ! وما اصعب تجنبه اذا كانت امه وبكل وقاحة سمحت له ان يدخل على الصالة ويراها هكذا بل الاصعب تركته يأخذني لوحدي ! اخ واحر قلباه ، كل هذا اكثر من احتمالها ، هي على يقين الآن أن بقاءها معهم يعني احتراق ما تبقى من روحها ، وذوبان آخر خيطٍ يربطها بعالم الانسانية .....

نزل من سيارة الأجرة بهدوء وانتظر دقائق وهو يدير عينيه في الفضاء وفي الانحاء وفي كل شيء .
سار بخطواته الواثقة مع ان بذلته الرسمية تضايقه مع حرارة البلاد في هذا الوقت من السنة ؛ لكنَّ ضيق الوقت لم يمكنه من تغيير ملابسه وارتداء ملابس اكثر ملائمة.
دخل الصالة المكتظة وبصوته الجهوري : السلام عليكم
الدهشة والمفاجئة سادت الوجوه .........

انتهى الفصل



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 19-07-18, 11:56 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية " رحلة عذابي انا"
الفصل العاشر
بعنوان #بعد_الغياب




نزل من سيارة الأجرة بهدوء وانتظر دقائق وهو يدير عينيه في الفضاء وفي الانحاء وفي كل شيء .
سار بخطواته الواثقة مع ان بذلته الرسمية تضايقه مع حرارة البلاد في هذا الوقت من السنة ؛ لكنَّ ضيق الوقت لم يمكنه من تغيير ملابسه وارتداء ملابس اكثر ملائمة.
دخل الصالة المكتظة وبصوته الجهوري : السلام عليكم
الدهشة والمفاجئة سادت الوجوه ، لم يتحرك أحد ، ولم يجب أحد ، الا من همهماتٍ متباعدة لعادة رد السلام .
اكمل مسيره باتجاهٍ واحدٍ لا ينظر الى غيره ؛ حيث ذلك الشيخ الذي ارهقته السنون ، واغتالت من جسمه وصحته الكثير ، مد يديه معاً بعد أن انحنى لمستوى مجلسه وألقى نفسه في تلك الأحضان والدموع أبت الا ان تأخذ مجراها ، وبصوت اجش تكلم : اشتقتلك يبا !
ذلك الشيخ المنهك المشتاق مدّ يديه نحو هذا القادم واحاطه بذراعيه وبكل حنان الدنيا : سل سلطان ! ماني مصدق عيوني ! اخيراً رجعت يا ولدي !
سلطان بألم : اي يبا رجعت ، اذا لي مكان وتقبلني يا ابوي .
ابو قاسم بألم : كل المكان لك وان ما شالتك الارض تشيلك عيوني .
قبل رأس ابيه وجبهته وعينيه ويديه ودموعه لا زالت متمردة ؛ وأقبل اخوته وابناء اخوته على احتضانه والسلام الحار عليه ؛ والصدمة لا زالت تسيطر عليهم واصوات الترحيب واهازيجها غمرت سماء الحفل والمحتفلين ، الفرحة فرحتين .

********

والأخبار تنتقل كشرارةٍ عبر الهواتف النقالة الى صالات النساء وانزعاج ام قاسم وآل بيتها من ملاك واقتحامها افراحهن تحول الى احتفالية صاخبة لا تنتهي ؛ فالغائب عاد بعد غربةٍ تزيد عن الخمس عشرة عاماً دون اتصال او تواصل او خبرٍ متناقل .
ام قاسم فرحتها لا يماثلها فرحة وأخيراً عدت يا فرحي ويا نوارة قلبي ويا صغيري الكبير ؛ كيف أصبحت ؟وكيف هنت عليك وفارقتني كل هذا العمر ؟ وهل كنت سأغادر هذه الدنيا دون ان تتكحل عيني بمرآك ؟

***********

زُفّ العروسان كأحلى ما تكون ؛ نهاية احتفالية ارتبطت بفرحة لا تماثلها فرحة .
ابو طلال اوصل ابنته الى السيارة واوصى عليها عبدالله وهو يقاوم دمعه ولم ينس أن يوصيها في عبدالله خيراً فهو بمثابة ابنٍ له وغادرا معاً في السيارة التي يقودها أحمد وأوصلهما الى الفندق الفخم الذي سيمضيان فيه ليلتهما .

الافراح عادت لتتواصل في قصر الجد وام قاسم لا تفلت ابنها الحبيب من بين يديها مع التعليقات المتتابعة والمازحة ، والاكثر دموعاً كانت ام اسلام ؛ فلا شيء يعادل معزة اخوتها ومحبتهم عندها .
عبدالرحمن بمزاح : لازم اغيب لي كم سنة حتى تشتاقون لي وتحظني جدتي كذا .
رد عليه خالد : انت بس فارقنا وغيب وما عليك .
اصوات الضحكات تتعالى والفرحة تغمر الجميع ما عدا الذي اختار التنحي والابتعاد لا يريد ان ينزع فرحة ابويه وقد رأى بعينيه ما حل بهما طوال السنوات الماضية وفي ذات الوقت لا يستطيع طي صفحة الماضي الأليم ومرارة الخيانة.

*************

ملاك تجلس في الصالة وبين يديها حبات اللؤلؤ تلتقطها بعناية وتغرزها في قطعة القماش وقد قاربت على الانتهاء ، في ذات الوقت تتابع كالعادة الاعمال والحوارات وسعدية الحنونة التي تقدم لها بين الفينة والاخرى طعاماً أو شراباً يسندها ؛ بل سعدية بحد ذاتها سندٌ في دنياها المتهالكة وكبرت بعينيها بعد أن اعلمتها سعاد عن توبيخ سعدية القاسي لروعة وتسببها بطرد ملاك من الصالة .
الاحاديث حولها لا تعنيها كثيراً ولكن خبر عودة شقيق ابو عبدالله يطغى واليوم يوجد عشاء فخم على شرفه عندهم أصر عليه ابو عبدالله ليعلن فرحته بزواج ابنه وعودة اخيه المغترب .
لذلك الكل متأهب ومشغول وملاك بسخرية تحمد الله أن منَّ عليها بعمٍّ جديدٍ يغدق عليها حبه وحنانه .
دخل علي جناح المطبخ لمتابعة التحضيرات ولمح ملاك في الصالة من بعيد وهي تحيك في القماش وتتابع واجبات سعاد في ذات الوقت .
استغل الفرصة واقترب بعد أن تنحنح من سعاد ليسألها عن دروسها ويعرض المساعدة ويحاول ان يجد الفرصة ليتكلم مع ملاك التي حمدت ربها أنها لا تنزع حجابها في الصالة ابداً تحسباً لمثل هذا الموقف .
تفاجأت به عندما ناداها باسمها : ملاك
نخزت اصبعها بالابرة من الارتباك وتأوهت بألم .
اسرع علي باحضار لاصق للجروح من المطبخ وناولها اياه وهو يعتذر ؛ كم هو رقيقٌ ولطيفٌ هذا الانسان بعكس اخيه المجرم.
علي وهو يحاول ان يفتح معها حواراً : تدرين ان عمي سلطان رد من الغربة .
لم تجب ولا ترغب بتبادل الحديث معه لكن علا وجهها الدهشة عندما قال : ملاك ؛ عمي سلطان اليوم معزوم عندنا عالعشا اذا تبغين تسلمين عليه .
ردت باقتضاب : انت سلم عليه وقوله ملاك الي ما احد يعترف بيها تتحمدلك بالسلامة .
وقامت من مكانها بهدوء متجهة الى غرفتها لتغلق عليه باب الحوار والاخذ والرد وأيضاً حتى لا تنفعل في وجهه بردودٍ اقسى لانه انسان لا يستحق منها الا الاحترام .

**************

حنين وهي ترتب شعر ابنتها سحر : ماما ، عمي ابو طلال بيحضر اليوم العشا .
ام عبدالله بحزن : لا ؛ بيقولون سافر عنده اشغال.
حنين : يعني حزة السفرة هالحين كان انتظر حتى يسافر عبدالله وهبه شهر العسل وبعدها يسافر والا ذي حجة بس عشان ما يقابل عمي سلطان .
ام عبدالله : الله يصلح حالهم ؛ خلص كافيهم عداوة وغربة واردفت : انا متأكد جدك واعمامك ما رح يخلون الوضع كذا .

حضرت جميع العائلات مبكراً وبدأ صخبهم واصواتهم تتعالى وخاصة صغارهم المزعجين .
هبه تختال بجمالها وتسريحتها والكل يهنأها ويتمنى لها التوفيق في حياتها مع عبدالله .
هبه بحنق تهمس لامها : يعني عمي سلطان ما جا الا يوم عرسي .
ام طلال بتساؤل : وش فيها يا امي ؛ الكل يقول وجهك خير عليهم .
هبة : اي ادري وجهي خير لكن ما احب احد يسلب مني الاضواء والاهتمام او يشاركني فيه .
عبدالله يبتسم بسعادة بالغة وهو يستقبل التهاني والتبريكات
مع المزاح والتلاعب بالكلمات والعبارات .
عبدالله يناظر خالد الذي يبدو عليه السرحان : الي واخد عقلك يتهنى به.
خالد بسخرية : قصدك الشياطين الي انكتبت عليه
عبدالله بجدية : كافي لهنا وبس ؛ خلص طلقها ورجعها عمي سعود.
الكلام استرعى انتباه علي وناظر خالد بترقب لرده.
خالد بتصريف : أكيد لكن ما هو وقته خصوصاً مع رجعة عمي سلطان ؛ ما اقدر ازيدها على عمي سعود ؛ الموضوع لازم يتأجل.
علي وبحذر : يعني يا خالد انت على كل الاحوال رح تطلقها .
خالد : أكيد ؛ مستحيل أخليها على ذمتي ، لكن الصبر زين .
تنفس علي بارتياح فهذا الجواب الذي يريده عقله وقلبه والحمد لله ان اخاه لا تعني له ملاك شيئاً ولا يرغب ببقائها على ذمته .

*********

ملاك بتذمر : يا خالة سعدية قولي للسيد علي ما يظل رايح جاي ؛ بطلت اقدر اطلع من غرفتي .
سعدية : هو كدة طبعه يحب يطمن على كل حاجة ما تاخديش في بالك ؛ خدي سعاد واطلعوا بالجنينة الخلفية ما فيش حد هناك وتئعدي براحتك.
خرجت ملاك مع سعاد وجلستا بهدوء لكن سعاد لا تحب الهدوء ؛ سمعت صوت الاطفال يلعبون فاسرعت اليهم تاركة ملاك لوحدها .
ابتسمت ملاك على شكل سعاد واستغرقت بقراءة كتابٍ احضرته معها .
دقائق هادئة مرت اتبعها صوت ضحكة قريبة ، نظرت جهة الصوت فاذا بها ترى رجلين يسيران ويتحدثا بانسجام ، الاول تعرفه جيداً ، احمد ابن عمها ، اما الآخر فشكله يبدو مألوفاً ولكنها تراه لاول مرة .
طويلاً ورفيعاً بملامح جذابة وضحكة ساحرة رغم الشيب الذي ينافس خصلات شعره السوداء ؛ يشبه شباب العائلة كثيراً ! ايكون هذا هو العم سلطان ؟ اعتقدته اكبر سناً !
على كل حال ما شأنها هي ولماذا تهتم ؛ كل هذه العائلة لا تعني لها شيئاً .
عادت من جديد لتقرأ في كتابها ، واجبرها الهدوء على النوم باسترخاءٍ على المقعد الخشبي .

**********

احمد يهمس ل خالد : زوجتك بنت منال جالسة في الحديقة الخلفية روح قلها تنظب جوا لاني اشوف الشباب يتمشون بذيك الجهة .
جن جنونه وقام بغضب عارم الى متى سيبقى يتحمل استهتارها وقلة حياها ؛ هذي البنت تجاوزت كل الحدود .
خلال ثواني كان في الحديقة يبحث عنها ، لم يجدها !
اين ذهبت ؟ هل عادت الى غرفتها ؟ .
همَّ بالعودة لكن لمح على احد المقاعد المنزوية طرف شعرٍ متدلي ، اقترب ليتفاجأ بمصيبته نائمةً باسترخاء على المقعد وتحتضن كتاباً على صدرها .
جلس بهدوءٍ على طرف المقعد بعد ان رفع الكتاب واخذ يقرأ فيه ؛ كتابٌ ممل رغماً عنها ستنام وهي تقرأ.
أعاد نظره اليها يتفحصها وهي نائمة ؛ رموشها الجميلة وانفها وخدودها المتوردة وشفتيها المبتسمتان ، يا ترى لماذا تبتسم ؟ وبماذا تحلم ؟ يا ليتني التقيتها في غير ظروف كنت سأكون اسعد انسان على ظهر البسيطة .
عمرها ثماني عشر ، المفروض ان تكون هذه السنة الاخيرة بالثانوية ولكنها تركت المدرسة منذ سنوات ، لا بد انها غبية او لا تحفل بالدراسة واسمها ملاك ، ما اجمل اسمك يا زوجتي ، هذه المعلومات عرفها من وثائقها التي بعثها له عمه ابو طلال
لمس خدها الناعم بخفة وناداها بهدوء : ملاك ..ملاك
لم تجب ؟ وهي فعلاً نومها ثقيل لا تعي بسهولة ما حولها !
بصراخ وهو يضرب على خدها : ملاك
استيقظت مذعورة على صوته وصورته ، ضمت نفسها بخوف ولم تفته حركتها تلك.
اشار لها بسخط : هذا آخرتها نايمة بالحديقة قدام الرايح والجاي .
نظرت حولها ولم تر احداً غيره ؛ ردت بحنق : والله ما أحد رايح وجاي غيرك ؛ وش دخلك بيني انام اقعد اطير ؟.
رد بغضب : لسانك كل يوم يطول شبر ؛ اقول قومي اتقلعي داخل لاحسن ما يصير طيب .
قامت بتأفف ومشت مبتعدة خطوات ، ثم عادت واقتربت منه بهدوء ، قلبه في تلك اللحظة تزايدت دقاته ومع كل خطوة تتضاعف تساؤلاته ، هل سترتمي في حضني؟ هل ستعاتبني ؟ هل ستطلب السماح عن اخطائها ؟ .
سوف اتجاهلها قليلاً ثم سأسامحها من كل قلبي واحضنها بكل حنان فهي زوجتي وملكي وطفلتي ...
كل هذه المشاعر ظهرت في لحظة ولمجرد اقترابها منه ! ألهذه الدرجة انا ضعيف ولا أقوى على مقاومتها ، اهذا سحر وافتتان ام غباء وجنون .
كانت تنظر في عينيه بتوجس وهو ينظر لها بافتتان ، وفي اكثر لحظاتها اقتراباً ..... خطفت الكتاب من بين يديه وهربت بأقصى سرعتها مخلفةً وراءها بقايا رجل قد أدرك للتو مدى افتتانه وتعلقه بها .

***********

ام احمد بتساؤل : ليه سلطان ما جاب مرته واولاده معه يا خالتي؟
ام قاسم : يقول لما يستقر ، يرسل لهم .
ثريا بتعالي : ان شاء الله بس تكون مرته من مستوانا .
ام سعد : عبد الرحمن يقول اهلها من ديرتنا بس لهم سنين طويلة مستقرين بالمانيا ومعهم جنسية .
رماح بارتياح : كمان هي دكتورة معه بالجامعة ويقولوا عنها بروفسورة .
حنين بتأكيد : محمود قالي انه اهلها راقيين ومحترمين .
سجود بفرح : واذا صارت تدرس بجامعتنا انا وعهود تتوصى بينا ونشطح بالعلامات .
روعة : حبيبتي هذول ترباية الاجانب ما يعطون العلامة الا للي يستحقها ؛ ما عندهم واسطات وغش يا فهيمة .
كشت عليها عهود : انت بس اطلعي منها يا بومة وحنا ندبر روحنا .
قاطع حوارهن الرائع تأفف هبه : اوووف ؛ متى يقدمون الاكل ؛ وهالثلاثي يسكتون اوجعوا راسي !
روعة : ياي عالنعومة لا تسيحي علينا يا مرت اخوي !
التوأم ضحكتا معاً بصوت مرتفع : احلى احلى قصف .
قامت هبه بانزعاج : الحق علي الي مقابلتكن يالمرجوجات .
قامت معها هديل وتبعتها الى الغرفة المقابلة ؛ ثم مسكت يدها بخوف .
هديل : سلامتك حبيبتي ، في شي متعبك ؟
هبه بدلع : اي والله الزواج كله تعب ، يا ريتني ارجع بالزمن والله ما اتزوج واظل مرتاحة ببيت ابوي .
هديل : يعني عبدالله ما هو زين معك !
هبه : لا أبد بالعكس غامرني بحبه وحنانه لدرجة اني احس روحي مخنوقه منه ؟
هديل بتقليد : غامرني بحبه وحنانه يا شيخة خوفتيني ، قلت الحين الرجال مسود عيشتها.
هبه بجدية : بس الزواج ما هو زين ودك تظلي اربع وعشرين ساعة متزينة ومبتسمة وتجاملي والله شي يملل.
هديل : وليه ما تكوني على طبيعتك احلى واحسن وشوي شوي تتعودون طباع بعض .
هبه باعتراض : والله من صجك واخلي له مجال ينتقدني او يشوف بي نقص ، لا حبيبتي انا هبه الي تطيح الطير بنظرة عينها ما اسمح بهالشي ابد.
وادارت رأسها بحثاً عن القليل من الراحة من عناء التصنع والتكلف الذي غلفت حياته به.

****************

كان يصعد بتهالك وقلب نابض نحو جناحه غير راغبٍ بالعودة الى مجلس الشباب ، يريد أن يجلس مع نفسه يحاورها فيما جرى ويقنعها بخطأ الحسابات ويروضها على مقاومة المفاتن الموبقات ، رأته اسراء واتجهت نحوه يسيرها حبها المفضوح لا عقلها الواعي وبخجل واضح !
اسراء : مساء الخير خالد
خالد بمجاملة : مساء الورد ، هلا اسراء، كيفك؟
اسراء : الحمد لله انا بخير دامك بخير .
خالد اراد متابعة سيره لكنَّ صوتها استوقفه
اسراء : تعبان او في شي يألمك؟
استغرب من كلامها الهذه الدرجة ملامحه واضحة
رد باقتضاب : لا ابد ، ما فيني شي والحمد لله
اسراء : انزين، ليه لعاد تارك الجلسات وطالع غرفتك ؟
خالد بتصريف : ابي اجيب شغلة نسيتها بجناحي
وهم بالانصراف للمرة الثانية لكن استوقفته كلماتها
اسراء بغبن : طيب الحمد لله ، واكملت بحزن : آسفة ان دمي ثقيل واني اتدخلت بخصوصياتك .
وأدارت جسدها بعتب لتذهب ، لكنه عاجل بقوله
خالد : له يا بنت عمتي ما هو تدخل ولا شي بالعكس مشكورة على اهتمامك وانا الي بعتذر لاني مشغول ومضطر اروح.
وانطلق بسرعة نحو جناحه لا ينقصه المزيد من الارتباك تاركاً ورآءه قلباً متشبع بحبه وبأمل ان يجمعهما في ذات يوم عش الزوجية .

*************

سلطان في احدى الغرف المنعزلة يكلم زوجته واولاده بكل حب وشوق ، دخلت امه تمشي مستعينةً بعصاها فأنهى مكالمته واقترب من امه يساعدها على الجلوس ويقبل يديها بحنان .
ام قاسم : الله يرضى عليك يا ولدي ولا يحرمني منك.
ومسحت دموعها وهي للآن غير مصدقة أن صغيرها قد عاد
وبحزن اكملت : والله للحين ماني مصدق انك رجعتلي وخايف انه حلم .
سلطان : ما هو حلم يا الغالية وانا رديت لك وما عدت ابعد عنك ابد واتمنى تسامحيني على السنين الي طافت من غير ما اتصل او اسأل لكن انت ادرى بالسبب.
قاطعته ام قاسم بحدة : الماضي مضى وانساه ما اسمح لشي يبعدكم عني الا اذا ودكم تموتوني وترتاحوا مني.
سلطان : بعد الشر عنك يا جنتي وعهد علي ما افارقكم من اليوم وصاعد والله اعلم شلون مرت علي سنين الغربة والتعب من بعادكم .
احتضنته ام قاسم وبحنان : ادري يا امي انك تعذبت وانحرمت لكن الله ردك لي ولابوك وعساه ما يفرقنا ابد.

*******

ابو احمد بكل جدية يحادث اباه وبحضور ابنيه احمد وعبد الرحمن : يبا حنا لزوم نصلح بين سلطان وسعود خلص الي فات مات ويفكونا من هالقطيعة والخلاف.
ابو قاسم بهم : اخوك سلطان ما هو راضي يفتح الموضوع ابد ،كلمته امس وقالي ما هو وقته يبا.
ابو احمد بتصميم : الا وقته وغصب عنهم يتصالحون.
ابو قاسم : يا ولدي الزعل الي شفته بسلطان خلاني أأجل الموضوع الحين الاهم نظمن انه يستقر بينا ويجيب اهله وينقل اشغاله وبعدها غير الله يفرجها.
احمد بتأكيد : والله يبا جدي صادق انا من يومين ملازم عمي سلطان وحسيته عتبان كثير على عمي سعود وما له نية للصلح معه ، ولو سمعته يبا يسولف عن سنين الشقا والتعب بغربته بدون مال ولا اهل كان رحمته تعذب حتى كون نفسه وما في شغلة الا واشتغلها حتى يأمن مصاريفه
ومصاريف دراسته لحد ما الله وفقه وخلص الدكتوراه.
ابو احمد بحنق : ما احد جبره غير راسه اليابس
قاطعه ابو قاسم : خلص يا بوي ما ودنا نعيد ونزيد والله ينتقم من الي كانت السبب
الكل بصوت واحد : آمين يا رب.

**********

ينظر اليها باعجابٍ شديد وهي تتانق امام مرآتها في المنتجع السياحي وبحب احاط خاصرتها بذراعيه، عبدالله : يا ريتني مراية .
هبه بدلع : ليه تتمنى شذي.
عبدالله بغبن : عشان تظلي مقابلتني بدل منتي مقابلة هالتسريحة طوال اليوم.
هبه بدلع يخقق : يعني ما تبغاني اكون انيقة .
عبدالله : اسألي عيوني وقلبي يجاوبنك ودشرك من التسريحة تراها تبي تاخذك مني .
هبه بتصريف : اي حبيبي انا جهزت خلنا الحين نطلع بالجولة .
عبدالله : وانا غيرت رايي ما عدت ابي اطلع ؛ على بالي نظل بالجناح تعبت من الطلعات والسياحة .
هبة وبقلبها الله يجيبك يا طولة البال : لا حبي هذي الجولة بالتلفريك من زمان محتريها وكمان وعدت صاحباتي ابثها لهن بالسناب .
عبدالله برجاء : يعني صاحباتك وصورك اهم مني يا حبيبتي .
هبه بتمثيل : مثل ما ودك الحين اغير ملابسي وبالطقاق انا وطلباتي .
عبدالله باستسلام : اقول يلا يلا قومي نطلع وش فايدة نبقى بالجناح وانت زعلانة كذا ، لكن احسبي حسابك هذي الجولة يبيلها ضريبة مضاعفة يا قلبي .
هبه بغنج مصطنع : يا بعد قلبي ادري بك ما اهون عليك تزعلني !

************

ام عبد الله والفرصة مواتية لها ان تجتمع ب علي بوجود والده في زحمة اشغالهما.
ام عبدالله : ها يا حبيبي ايش رايك نفرح بيك خلص مالك عذر عبدالله واتزوج وهيه الله يهنيه بشهر العسل الدور عليك.
ابو عبدالله بتأييد : اي والله يا ولدي ؛ فرح قلوبنا ونشوف اولادك وترى جدك من اسبوع وهو يلح علي بموضوع زواجك .
علي بطولة بال : ان شاء الله يا بوي ربي ييسرلي بنت الحلال واتزوج وافرحكم بعد لكن الموضوع مأجله الحين.
ام عبدالله : بالنسبة لبنات الحلال يا كثرهن وبالنسبة للوقت هذا انسب وقت وانا امك ما في داعي للتأجيل !
ابو عبدالله : شسالفه ليه التأجيل فهمني ؟
علي بهدوء : كذا عندي اسبابي ؛ وان شاء الله ما اطول واقول لكم نويت اتزوج.
قام بسرعة متعذراً بأشغاله وهو يدعي من كل قلبه أن يعجل خالد بطلاقه من ملاك وينتهي هذا الزواج الشكلي والظالم لأخيه ولملاك البريئة وعندها سيخطبها من عمه ابي طلال ولن يتردد فهو واثق من نقاء هذه البنت وطهارتها ويعلم ان ما حصل سوء فهمٍ لا اكثر واكبر دليل التزامها وحجابها واسلوبها في الكلام ومراقبته الدائمة لها في كل مرةٍ يحادثها بها لا ترفع عينيها في عينيه بحياءٍ واضح وكذلك نبرتها في الكلام البعيدة كلياً عن الغنج والدلال فما ساقها الى استراحة الشباب في تلك الليلة الا قدرها المتعثر .

*************

مرت الايام وملاكنا عندها هدف معين تريد تحقيقه ؛
وهو استعادة سلسلتها الذهبية .
كل اليقين انها عند خالد باعترافه في تلك الليلة المخيفة واين يمكن ان يحتفظ بها سوا جناحه .
اليوم جاءها الخبر السار من سعدية ؛ ان خالد سافر الى فرنسا كالمعتاد لمتابعة اعماله التجارية وهذا المطلوب .
المهم التنسيق مع سوني لدخول الجناح وتفتيشه والوقت الوحيد المناسب كان مع الظهيرة .
سارتا معاً بخفة وسوني معها عربة التنظيف بحجة تنظيف الجناح ولكن لا حجة لوجود ملاك الا حاجتها لمساعدتها في التنظيف .
ما أن دخلتا الجناح تنفست ملاك الصعداء وبدأت البحث بخفة عن سلسلتها الضائعة ولكن يمضي الوقت دون فائدة واجتهدت في تخميناتها حتى انها بحثت في ادراج مكتبه الفخم والمنظم وللاسف اغلب ادراجه مقفلة بالمفاتيح

ما عدا احد الادراج الكبيرة فتحته وبحثت جيداً دون جدوى
استرعى انتباهها ان هذا الدرج حجمه من الخارج كبير ولكنه في الداخل صغير اذاً لا بد من وجود درجٍ خفي بداخله وفعلاً صدق حدسها عندما رفعت الحاجز الحديدي داخل الدرج ليكشف عن درجٍ صغيرٍ آخر فيه عدة اوراقٍ منظمة ومرتبة مع مغلفٍ صغير ، فتحت المغلف وهنا كانت المفاجأة!
هوية شخصية باسمها ؛ كيف ولماذا ! ثم فتحت احدى الاوراق المطوية فاذا بها شهادة ميلاد تحمل اسمها !
فكرت : غريبة ماذا تفعل اوراقي الثبوتية عند هذا المعتوه ! ألم يجدو أعقل منه ليحفظوا مستنداتي ! الله يا ابو طلال اعجزنك كم ورقة تحفظهن عندك رميتهن مثل ما رميتني للناس! .
همت بتناول الورقة الاخرى لكن صوت انفتاح باب الجناح جعلها تعيد اغلاق الادراج كما كانت بعد ان اخفت وثائقها في ثيابها .
وتظاهرت بتنظيف المكتب ؛ فُتِح الباب بغضب بيد روعة التي نظرت الى ملاك باتهام .
روعة : ايش تساوين هني ومين سمحلك تدخلين جناح اخوي.
قبل ان تجيب ملاك ؛ حضرت سوني معتذرة ومتعللة بألم ظهرها وانها طلبت من ملاك مساعدتها .
روعة اعطت الأمر لسوني ومرافقتها بالمغادرة باحتقار.
ملاك لم ترغب في ان تدخل معها في عراكٍ جديد فجلُّ ما تريده الآن النفاذ بأوراقها الثبوتية لعل وعسى أن تفيدها في قادم الأيام.

*************

باريس عاصمة النور والموظة تخطف ببريقها قلوب الشباب وافكارهم ؛الا هو رغم اشغاله الكثيرة لا يخطف افكاره الا تلك القابعة في جناح الخدم تقتحم افكاره بلا رحمة وتستثير مشاعره الوليدة واحاسيسه الجياشة .
صوت افكاره التي تنهاه عن الانغماس في وحلها يخفت كلما لاحت له نظرات عينيها المتحدية وشفاهها الوردية وجاذبيتها اللافته .
لم يكن لديه من الاشغال ما يحيجه للسفر الى فرنسا اذ كان بامكانه انجازها وهو في الوطن ؛ لكنه اراد أن يبتعد قدر الامكان عن محيط تأثيرها وجاذبيتها ؛ لانه لم يعد يضمن ان يتحكم بنفسه وبدفاعاته امام اسلحتها الفتاكة .
رن هاتفه النقال بنغمة ينتظرها
خالد : هلا وحي الله ابو محمد .
ابو محمد : الله يحييك ؛ بدون مقدمات عازمك عالعشا وتقولي وش جايبك الحين وحنا معرضنا الشهر الجاي .
خالد بمزح : اشتقتلك يا شريك والا بعد ما يطلعلي.
ابو محمد : لا يطلعلك وزود ؛ جهز حالك امرك نتعشى سوى.
اغلق الهاتف مبتسماً من اسلوب ابو محمد شريكه في أحدث مشاريعه والذي يشمل عمل معارض بالمنتوجات لمصنعه تمهيداً لتسويقها في اوروبا بدءاً من العاصمة الفرنسية .
ابو محمد لم يأخذه الى المطعم كالمعتاد بل الى منزله الجميل في العاصمة الباريسية ؛ بحديقتها الرائعة الجمال واناقة الذوق والترتيب .
ابو محمد توجه الى ام محمد التي كانت تذاكر الدروس لابنهما الصغير مالك وباحترام وحب اعتاده مع زوجته وطلب منها اعداد الطعام له ولشريكه الجديد في اعماله .
أعدت ام محمد المائدة التي تقابل جلسة ابو محمد وضيفه بهدوء واتقان ملفت ورائحة الطعام الشهي تتعالى بعد سكبه .
خالد باستغراب : ليه ما تجيب لام محمد شغالة تساعدها ؟
ابو محمد : والله هي ما ترضى ما ادري كيف طبعها تحب تجهز كل شي بنفسها حتى تدريس الاولاد تقول ان الخدم حواجز بين المراة وزوجها وبيتها واولادها.
خالد بتأييد : صادقة والله ؛ عسى ربي يحفظها لك ولاولادك.
ابو محمد من كل قلبه : يا رب

************

قرار سعدية المفاجئ بالسفر الى بلادها لانجاز معاملات الميراث الخاصة بزوجها المتوفى منذ سنوات اربك ملاك فهي معتادة على تواجد سعدية وسعاد حولها وتعتبرهم جزءاً من عائلتها بل هم عائلتها الوحيدة .
غياب سعدية جعل ام عبدالله باستمرار تحضر جناح الخادمات لمتابعة العمل ولمراقبة ملاك عن كثب وتشديد الحصار عليها بل كلما زارتها احدى بناتها يتكفلن بالمهمة على اقبح صورة واصبحت الفرصة مواتية ل روعة بالتحكم بملاك واهانتها واحتقارها خصوصاً امام الخادمات !.
السبب الوحيد الذي يدفعها لمغادرة غرفتها او جناح الخادمات هو استقبال ام عزمي ومساعدتها وتسليمها اشغالها وتأخذ بالمقابل الاجر الزهيد بقدره والعظيم بقيمته في براءة ملاك واحلامها .
علي الذي يستغل العزائم والمناسبات لزيارة المطبخ الكبير والبحث بعينيه عن ملاك ما عاد يراها ابداً فهي بذكاءها اصبحت تعرف مواعيد قدومه فتلتزم غرفتها ولا تعطيه مجالاً لرؤيتها حتى لا يجلب لها ذلك مزيداً من المشاكل والاتهامات حتى انه في دخوله باحدى المرات دون انتباهها أسرعت واغلقت باب غرفتها وهذا سبب له الألم الكبير ؛ هل هي لا ترغب برؤيتي يا ترى ؟

**********

خالد الأكثر حرصاً على تجنبها حتى لا يزداد تعلقه بها ؛ بل انه وضع لنفسه خطة بحيث يضمن عدم سيطرتها على قلبه ووجدانه حتى كان هذا الموقف الذي اخرجه من جديد عن طوره وسيطرته.
أراد ان يدخل بسيارته الى ساحة القصر عندما لمحها تأخذ ورقةً من سائق سيارة اجرة وبعد مغادرة السائق ، ادارت جسدها وهي تفتح الورقة بيدها وتبتسم ؛ الشك داخل قلبه وتملكه الغضب ؛ نزل من سيارته مسرعاً واتجه نحوها وعندما لمحته اسرعت بخطواتها لتهرب ولكنه زاد في سرعته مع صراخه وتهديده لها بالتوقف ؛ فأسرعت بالركض وهي تنظر خلفها فتعثرت بحاجزٍ من الطوب الملون وسقطت على الأرض على يدها فصرخت من الألم وهي تحاول القيام مجدداً ولكنه كان أسرع منها ؛ امسك بها من خاصرتها بيد وأقبض يده الثانية على كفها التي تحمل الورقة .
انتزعها بكل قوة وهو لا يزال يمسك بخاصرتها كي لا تهرب ؛ ورفعها الى عينيه ليقرأها وهو يتوقع الأسوأ.
خط سيء يصعب عليه قراءته ومع صراخها وتأوهاتها من الم يدها لم يستطع فهم المكتوب ؛ قرب الورقة من وجهها وبغضب : اقري المكتوب .
صرخت ملاك بألم : اااخ يدي اتركني ماني مستحمل.
رد بغضبٍ اكثر :اقولك اقري الكلام والا ما يصير طيب .
ما عاد يهمها شيء الا ان تتخلص من قبضته وامساكه له بهذه الطريقة الفاضحة ؛ فقرأت بصوت متألم : ذرة وبرغل وورق عنب وقمح اسمر وفريكة .......تقرا متجاهلة الكميات المكتوبة المهم ان تنتهي وينتهي العذاب .
اعاد تأمل الورقة ؛ فعلا هذا المكتوب ؛ سال بتحقيق : مين الرجال الي عطاك الورقة .
اجابت باختصار : سايق بعثته الحرمة الي تورد لنا البقوليات عشان الحساب .
الان فقط فهم كل شيء .
افلتها واعطاها الورقة واكملت مسيرها وهي تقاوم الألم الذي لا يحتمل ودموعها تسيل دون توقف .
بينما هو اكمل طريقه للقصر مستغفراً من سوء الظن والغضب الذي يشل للانسان تفكيره.

**********

ألم لا يحتمل ويدها تورمت وازرق مكان السقطة وما عادت المسكنات تفي بالغرض ؛ ليلة كاملة قضتها دون نوم وهي تدعي على خالد جراء ما فعله بها وتسبب لها من آلام واوجاع فهو منذ حادثة الاستراحة السبب الرئيسي لكل آلامها واحزانها بل ومخاوفها ايضاً .
ام عبدالله رفضت الموافقة على طلب الخادمات بأخذها للمشفى واكتفت بالسماح لاحداهن بالذهاب الى الصيدلية لاحضار مرهم لعلاجها.
لكن المرهم لم يوقف الألم بل انه يزداد مع كل حركة ٍ لها وهي من شدة ألمها تستنجد بالخالة سعدية الغائبة يا ليتها هنا ما كانت لتتركها تتألم هكذا كانت ستعالجها رغم انف الجميع .
حاولت تثبيت يدها بجسدها كي لا تتحرك ولكن هذا لم يوقف الالم وان كان قلله قليلاً
وجاءت الليلة الثانية والألم يأكلها بلا رحمة .
نادت سيلفانا وبهمس : اسمعي روحي شوفي علي وينه بس تلاقينه تعالي ناديني .
دقائق عادت سيلفانا لتخبرها بأن علي في الاستراحة مع اصدقائه يلعبون البولنغ.
تحاملت على آلامها وارتدت العباءة اياها من يوم الحفلة المشؤوم وغطاء الرأس واستعانت بالله متجهةً الى الاستراحة وسيلفانا ترافقها بخوف من تصرفاتها فهي سبق أن رافقتها وندمت على ذلك.
طرقت سيلفانا الباب لكن لم يجب أحد بسبب صوتهم العالي وصوت الموسيقى ؛ حاولت مجدداً لكن لا فائدة .
فتحت الباب وهي تتوسل الى سيلفانا الدخول معها ولكن الاخيرة رفضت بل انها هربت بكل ما اوتيت من قوة خوفاً من أن تورطها ملاك مجدداً .
الألم اقوى من كل التحديات ؛ فتحت الباب ودخلت ؛ اتجهت الى حيث صوت الشباب وصخبهم ؛ رأت علي منسجماً في اللعب والتحدي ، نادت بصوتها المتعب : علي ...علي
علي وكل رفاقه تركوا ما بين ايديهم ونظروا الى جهة الصوت الانثوي الساحر المتألم !!!.

انتهى الفصل
نلقاكم الاحد المقبل باذن الله




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 21-07-18, 12:40 AM   #27

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nessrine noussa غير متواجد حالياً  
قديم 23-07-18, 12:23 AM   #28

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

بلييييييييييييييييييز كملي

nessrine noussa غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-18, 12:04 AM   #29

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

waitiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiing

nessrine noussa غير متواجد حالياً  
قديم 30-07-18, 11:51 AM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية رحلة عذابي انا
الفصل "الثالث عشر"
بعنوان #واتضحت-الصورة

رفعت رأسها بانتصار واصلحت حجابها المحتاس على رأسها بتعب لتتفاجأ بمن هم امامها واقفون متفاجأون مشدوهون أو ساخطون او محتارون او معجبون !! انهم كثر على كل حال ويملؤون المجلس بهيئاتهم الفخمة والمهيبة شيباً وشباباً ...انها في مجلس الرجال.
دون تفكير وبأقصى ما عندها من طاقة وقدرة ركضت خارجةً يملؤها الخوف والاحراج ؛ اليوم ذبحها اصبح مؤكد ؛ على يد واحد من الوجوه التي لمحتها ؛ ابوها ؛ جدها ؛ اعمامها ..
لا تدري المهم ستموت لا محالة هناك من يطاردها ؛ وللاسف ضيعت طريق حجرتها في متاهة هذا القصر ؛ صوتٌ يستوقفها متهدداً متوعداً !! اوووووف هذا صوت خالد ؛ ماذا يريد منها هذا المنحل أولم يجدوا اكثر منه حمية ليطاردني ويتوعدني ؛ هو يقترب وهي من خوفها تبحث عن اي مخرج ؛ هنا جلسة النساء واضح من الصوت والصخب ودخول الخادمات وخروجهن ؛ دخلت دون تردد ..

الكل يصفن بتعجب من هذه الدخيلة ؛ من يعرفها يشعر بالحنق الشديد عليها وبان في الوجوه التوعد والوجوم ؛ ومن لا يعرفها يتفحصها بتعجب واستغراب ! وهي واقفة تلهث من شدة الخوف والتعب .
ام عبدالله بتداركٍ للموقف قامت جهتها وامسكت بيدها تريد سحبها للخارج ؛ ملاك شدت على يدها بخوف : ما اقدر اطلع خالد برة يبي يذبحني .
ام عبدالله بهمس وغيظ : ليه يذبحك ؟ وش ساويتي ؟
ملاك بخوف : دخلت بالخطأ مجلس الرجال .
ام عبدالله شهقت بصدمة : الله لا يعطيك العافية وش موديك عالرجاجيل يا الداشرة .
ملاك تجاوزت الاساءة وبقلة حيلة : بعدين افهمك ؛ الحين ترضين ولدك يروح بستين داهية بسبتي ؛ احميني منه ووديني غرفتي تهت ما ادل دربها.

في خارج مجلس النساء ..
خالد "بغيض": والله لاذبحها واخلص عليها ؛ هذي ما ترتاح الا لما تمردغ راسي بالطين.
علي : اهدى يا خالد ماله لزوم هالكلام ؛ واضح انها ما تقصد ولا تعرف انه مجلس الرجال ؛ وهي صغيرة وجاهلة.
خالد : والله ما احد جاهل غيرك هذي ما ترتاح الا لما تساوي مصيبة وما ينفع الا ذبحها.
علي "بخوف": الله يهداك وش تذبحها وتضيع عمرك طلقها وريح راسك ؛ ما احد رح يلومك .
خالد ضرب علي على كتفه وقال بغضب : وانت وش دخلك بيها هذي زوجتي ؛ واكثر من موقف ما عجبني تدخلك ؛ تبعد عن طريقي لاحسن ما يصير طيب.
لحظتها ام عبدالله خرجت وتختبئ ملاكنا خلفها مثل قطةٍ مرعوبة وشاهدت ابناها العزيزان على وشك العراك .
تكلمت بحزم : اجلوا الهواش بعدين لخاطر اختكم روعة ؛ حرام تفشلوها قدام اهل جوزها ؛ البنت الحين اوديها غرفتها ؛ ما ابغى اي صوت .
خالد بتوعد : والله لاذبحك واخليك عبرة يا ال..
قاطعته امه : ما هو وقت الكلام يا خالد ؛ انا حرمة مجلوطة اذا تبي تترحم علي خذ هالبنت وساوي الي براسك .
امسكت بيد ملاك بعنف وسحبتها الى غرفتها وهي تشتم وتدعي عليها بالموت عاجلاً غير آجل ثم اغلقت عليها الباب بالمفتاح ووضعت احدى الخادمات حارسة على الباب تحسباً لأي طارئ.
عادت لترى ابو احمد وسلطان يقفان مع علي وخالد والاتفاق على العودة الى المجلس دون اي انفعالات ؛ وحساب هذه الجريئة الوقحة تم تأجيله .
خالد لم يستطع العودة مباشرة الى المجلس بل ذهب الى جناحه وفي نيته الوضوء وصلاة ركعتين ليطفئ غضبه.
وام عبدالله عادت الى مجلس النساء لتجد رماح وحنين قد عالجن الموقف وكالعادة هذه البلهاء قريبة احدى الخادمات اتت لزيارتها ولا تجيد التصرف ؛ هذا الكلام طبعاً للضيفات الغريبات من اهل العريس وقريباتهم ؛ ولم يصعب عليهن تصديق ذلك من ملابسها البالية .
******
في مجلس الرجال
ناصر يجلس امام ابيه باكياً وبصوته العالي : يبا ملاك ما تبي تكملي القصة تقول باكر وانا ما اقدر انطر لباكر ويستأنف النواح بطفوليته البريئة.
ابو راكان بهمس : اي هذي عاد ملاك !! والله ما لومك لو ليل نهار تسولف بيها .
احمد يهمس ل عبد الرحمن بغضب : كملت الحمد لله الحين كل الرجال بعد يعرفون اسمها .
رد عليه عبدالرحمن : ما شاء الله عليها طولانه كثير بنت منال وزايد حلاها .
زجره احمد : علامك يا رجال البنت فضحتنا وانت تقول طول وجمال !
ابو طلال يشد من غيظه على السبحة بيده حتى قطعها ؛ وهو مطأطئ رأسه يشعر بالحرج وقلة الحيلة وبصراحة هو لم يعرفها لم يرها منذ اكثر من عام ؛ تبدو اطول وأقوى و.. ااااخ من همها وبلواها .
ابو قاسم يهدأه وبصرامة : ما في داعي تظهر شي قدام الرجاجيل انا متأكد خالد غير يربيها لا تضايق روحك يا ولدي .
أومأ ابوطلال رأسه دون ان يرد بكلمة فما يشعر به تعجز عنه كل الكلمات
احد الشباب يهمس لرفيقه : يهنيالك يا ناصر شفتها شلون اهجمت عليه يا ريتني محله.
رد عليه صديقه وهو يكتم ضحكته : مدري من كلامها كانها من الديرة معقول من بناتهم!
وما بين الهمسات الساخطة او الساخرة او المنبهرة ؛ كان عامر في عالم آخر وحرقة والم فهذه التي خطفت قلبه ؛ وواضحٌ عفويتها وبراءتها وصغر سنها يا ترى من تكون ولماذا لحقها خالد غاضباً هكذا ويتبعه علي ؛ معقول هناك سر في هذه العائلة لا يعلم به.
*********
في غرفتها بعد ان استردت انفاسها وانتظم قليلاً نبض قلبها ؛ تربعت على سريرها تتفقد قطعة الثوب خوفاً من ان يكون اصابه التلف .
وخيالها لا يستوعب سقطاتها المتتالية ؛ مجلس الرجال يا ملاك ! مرة واحدة اكيد الدكتور سعود أصابته جلطة مثل خالتي ام عبدالله ذاك اليوم؛ تغطت وهي تطمئن نفسها : وش رح يساوون بي اكثر ما عملوا ؛ ما ياخذ الروح الا الي عطاها وكلت له امري هو حسبي ونعم الوكيل.

سعد في احدى الغرف حيث امه وام قاسم وام احمد مع سجود وعهود وهديل ورماح يتكلم بحماس ..
سعد : .....ودخلت المجلس مثل الثور الابرق ونطت على ظهر ناصر المسكين وقامت تضربه وتصيح عليه .
رماح بغضب : الله جعلها بالناقة الي تبطحها وتكسر راسها .
ام احمد : وش صار بعد كذا .
سعد : ولا شي قامت وناظرت الرجاجيل ثم ركظت مثل المجنونة وقام خالد ركض وراها وعلي لحقه وما ادري وش صار عقب .
ام احمد : البنت هذي قوية وكاسرة ما في كلام والا من يساوي سواتها ؛ الله يعينك يا ام عبدالله على بلواك.

سارت الملكة بهدوء وكان العريس عامر اقل الناس فرحاً فقد صبر طويلاً وتأنى في أمر الزواج حتى يختار من ترضي قلبه وعقله ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ؛ والآن هو جالسٌ يقابل من هي قدره وقسمته ؛ جميلة وانيقة ويبدو عليها العز والدلال ؛ ومع ذلك فيها شيء من الجرأة وفي قلبه يقول : الله يستر ما باكر تختلف مع خواتي لازم من اولها احط النقط عالحروف .

*********

انارة ساطعة جعلتها تغمض عينيها بقوة ثم يد تربت على وجهها لتوقظها ؛ قلبت جسمها الى الجهة الاخرى لتكمل نومها ولكن عادت الصفعات لتزيد !
ملاك :اوووووف سوني اتركيني انام .
صوت مخيف اجفل قلبها بقوله : الله جعلك تنامي ما تقومي يا كلبة .
فزت من فراشها مثل المجنونة وجذبت الغطاء الى جسمها بخوفٍ واضح وفتحت عينيها على وسعهما غير مصدقة ما ترى وبصوت يرتجف .
ملاك : خالد ...انت وش تساوي بغرفتي عيب ...
قاطعها والشرار يقدح من عينيه : انت وش وداك مجلس الرجال ؛ انت لوين تبغين توصلين بي ؛ انجن واذبحك يعني واريح العالم من حقارتك .
ملاك بقوة مصطنعه : انت الحقير ؛ كيف تدخل غرفتي وتتهجم علي ما عندك ذرة مخافة لله .
خالد : جيت اربيك وهالليله يا قاتل يا مقتول ما عدت اتحمل اكثر من يوم ما ابتليت بك وانا ماني من البشر ولا عايش مثلهم مالي حل غير اذبحك وارتاح منك.
ملاك بدفاع : انت الي تبليت علي بالاستراحة وانا ما وعيت الا وانت جنبي لا تعمل حالك بري !
خالد بحنق : انا كنت مخدر ؛ صديق لي الله لا يسامحه شافني متضايق حيل قام عطاني حبة وانا افتكرها مسكن اتاريها مخدر والله حطش يالواطية بطريقي وبلاني بيك.
ملاك بتحدي : طيب ذاك الوقت كنت مخدر ونقول مسكين ومعذور والحين وش عذرك؟
خالد : ما فهمت وش قصدك؟
ملاك : لا جد والله اضحكتني ...وبحدة : وش تساوي بغرفتي بنص الليل يالي ما تستحي ؛ الحين يا تنقلع مثل الكلب يا اصرخ والم عليك خلق الله ؛ لا تفتكرني رخيصة لان اهلي رموني ترا..
قاطعها بقرف : فكينا من افلامك المحروقة ؛ وسبق قلتلك لو يخلصن الحريم من الكون كله ما اناظرك ؛ واكمل بغصة : مع اني انجبرت عليك وصرتي زوجتي يا حقيرة .
الصدمه صعقتها ما عادت تستوعب ولا تمتلك من حواسها شيئاً وشريط الاحداث يعود بذاكرتها الى كل ما مرت به من مواقف معه ....هذا تفسيرها المنطقي الوحيد انها زوجته !!
صحت من سرحانها على سمومه التي ينفثها بما تحويه من حقدٍ وكرهٍ مرير ..
خالد : كل يوم وكل موقف تثبتين لي حقارتك ودناءتك ؛ بكل وقاحة تجيني المجلس تبغيني ازوجك سالم المسكين الي ضحكتي عليه واغرتيه ؛ اخوي تستنجدين به يسعف كسر يدك ما احترمتي وجودي وفوق كذا تحرضيه على امي وخواتي ؛ وتكملينها علي تدشين مجلس الرجال بلا حيا ولا مستحيا ؛ كل هذا وزعلانه اني جاي بهالوقت يا قو عينك !

لا تعرف ولا تقدر ولا تستطيع ان تقول شيئاً ؛ مصدومة لحد التشنج والانسلاخ عن هذا العالم بكل ما فيه من ظلم وانعدام العدالة والانصاف ؛ لماذا لم يخبرها أحد انها تزوجت؟؟ وممن؟؟ من خالد !! الذي امضت العام الفائت كاملاً خائفة وهاربة منه وظنت به كل ظنون السوء في العالم وفجأة ينكشف لها نبله وحسن اخلاقه بزواجه منها وبكل موقف تبع ذلك وهي في غفلة وانعدام معرفة.
انتهى الامر وانقضى ؛صورتها امامه مليئة بالسواد وانعدام الشرف والاخلاق ولن يصلحها شيء ؛ لو بررت له سبب تواجدها بالاستراحة لن يقتنع ؛ لو سردت له قصة خطبة سالم لها لن يتغير شيء ؛ أو حتى لو قالت انه من كسر يدها ايضاً لن يفهم ؛ ولن يصدق دخولها مجلس الرجال بالخطأ وستبقى بنظره الفتاة القذرة التي ساقه حظه العثر الى احضانها في تلك الليلة المشؤومة.
بصعوبة حركت شفتيها وبألم : اغسل عارك طيب واذبحني .
صفعها على وجهها وبصراخ : هذا كل الي عندك طبعاً ما لك عذر بشي ؛ من الحين انت محبوسة بهالغرفة ولو تفكرين تطلعي ما تلومي الا نفسك ؛ فاهمة يا بنت منال .
لم تؤلمها الكلمة كالعادة بل ان مستوى مؤشر الآلام في داخلها تجاوز النسبة المسموح بها فما عادت تحتمل المزيد ؛ طأطأت رأسها بخضوع تفاجأ هو منه ؛ واجابت بهدوء : فاهمة.
ثم بدأت دموعها تسيل بلا وعي ربما لتفرغ بعض الكبت من داخلها المجروح ؛ لم يحتمل مشهد دموعها ؛ قام بكدر وضرب الباب باقصى طاقته علَّه ايضاً يفرغ به بعض حزنه وخيبته وآلامه.
لها اسبوع في وحدة وعزلة لم تتأفف ولم تطلب الخروج ولم تحادث أحد ؛ عادت كتلك الملاك التي تعاني التوحد ؛ لا تستجيب ل سوني أو ريما او سيلفانا او اياً كان ؛ احياناً فقط تطالع كتبها لتذاكر وتعيد اغلاقها بعد برهة ؛ وسوني تحضر لها مزيداً من الكتب من القبو ؛ واكثرها تخص خالد ؛ يبدو انه شغوفٌ بالقراءة ؛ هذه المرة قرأتها دون كرهٍ أو تأفف ؛ فهذا المدعو خالد يبدو انه ضحية ايضاً وقد تكون هي سبب في تحطم حياته ومستقبله ؛ والاصعب نظرة الناس له .
بالنسبة لها هي مكروهه ومحكوم عليها من سالف الازمان فما تغير عليها شيء ؛ اما بالنسبة له فعالمه المبني على ثقته بنفسه واحترام الآخرين له ولمكانته انهار وهي تعتبر جزء من الاسباب ؛ هذا لوحده يقتلها فهي بحسها المرهف لا تحتمل ان تؤذي اياً كان ولو بغير قصد ؛ حتى لو كل العالم أشبعوها من أذاهم واحقادهم .
نظرتها له فعلاً لم تكن خاطئة وما ينتظر مستقبلها معه هو بعلم الغيب .
**********
رماح تتأفف بحنق : يما لازم تحلين المشكلة لي ؛ نواف يقولي ما تمونين على امك تعيرنا الخدامة وبنتها الاولاد ذبحوا ابوهم بالشكوى يبغون القردة بنت منال وهو ما هو متقبل عذر مني .
ام عبدالله : انسي الموضوع يوم او يومين وينسى.
رماح : وين ينسى الله يهداك وهو الحين مكلمني من المستشفى يسال ايش صار بالموضوع ؛ واذا ما امون عليك يبغى يكلم ابوي يطلبها منه.
دخل خالد وهو يحمل راكان بابتسامة ويلاعبه : وش يبغى يطلب من ابوي حضرة الدكتور نواف.
رماح ترددت في الكلام ثم تشجعت وقالت .
رماح : ايش رايك اخذ بنت منال عندي منها اخفف عليكم ومنها تسلي اولادي متعلقين فيها كثير .
نظر لها خالد بغضب بعد ان رمى راكان من يديه : ايش تقولين ؟
رماح : ما اقول شي ابغاها تحت عيني وبعيدة عنكم.
خالد "وقد استبد به الغضب" : وجوزك يا مدام يوافق ؟؟
رماح "بغباء" : اي اصلاً هو اللي مصمم اجيبها عندي لاجل الاولاد.
خالد بصراخ : تبغين زوجتي تعيش عند زوجك الغريب يا قليلة الحيا ؛ وهو الحقير شو عرفه بيها ولويش يبغاها عندكم .
رماح من شدة غضبه وشدة عتبها لم تتمكن من الكلام ؛ فتدخلت ام عبدالله بسرعة .
ام عبدالله : يا ولدي هو ما يدري عنها بس الاولاد يحبون البنية وكل يوم يبغون يجون عشان يشوفوها ؛ عشان كذا جوزها يقول جيبوها بالمرة عندهم يفتكرها خدامة .
خالد بانهاء للنقاش : ما عاد اسمع هالموضوع ينفتح واولادك لو يبغون يسكنون هنا ما عندي مانع لكن تطلع هالبنت من هني هذا على جثتي .
وخرج بعكس ما دخل ، غاضباً ومنزعجاً فهو لا يفوته ان الدكتور نواف قد شاهد ملاك عندما دخلت الى مجلس الرجال؛ هذه الحقيرة الى متى سيبقى يعاني بسببها ما عاد يحتمل اكثر .
رماح بحنق : علامه هب علي كذا ؛ كيف لو ما هي بنت منال!
ام عبدالله سرحت قليلاً ومخاوفها كل يوم تزيد في ان يتعلق ابنها ببنت منال ؛ ثم التفتت الى رماح وبكل جدية : ايش صار بموضوع العروس لخالد لسا ما شفتي البنت ؟
رماح "بضجر" : لا كل ما احدد موعد تكون مسافرة برة الديرة مع امها .
ام عبدالله : ظلك متابعة مع اهلها تراهم زينين ؛ وابوها منصبه كبير وامها دكتورة بالجامعه ؛ هذي الي تلوق بخالد .

بسبب الحاح امه المتواصل ذهب علي لزيارة خطيبته اسراء ؛ ترحيب عمته اميرة لا يماثله ترحيب وفيه تبهيرة عتب لقلة الزيارة والتواصل .
اطلت اسراء على مضض وهي تفتعل الابتسامة رغماً عن قلبها المحروق ؛ وهو يعد الدقائق يستحثها على الاسراع ليغادر ؛ كلاهما غير مرتاح للآخر وهذا مريح لها ومربك له ؛ كان يتوقع ان يحتاج الأمر منه جهوداً لاخفاء امتعاظه من الخطبة ؛ لكن يبدو ان الشعور متبادل مما زاد في ضيقه وتساؤلاته.
عبارات عابرة من المجاملة قدم خلالها هديته لها ؛ خاتم من الالماس ؛ لم تكلف نفسها بفتحه وتجربته ؛ حتى هو لم يره فقد كلف حنين بشرائه ولكن عزت عليه نفسه ان لا تجربه امامه وتتباهى به يعانق اصبعها هذا اقل ما يجب ان تفعله ؛ ثم اصرارها على ارتداء الشال امامه اكل هذا حياء !! لا أظن ؛ الأمر اكبر من هذا بكثير .
جاءها مجبراً وخرج من عندها حائراً ؛ اهكذا هي مرحلة الخطوبة ؛ ام انه خطأه وقلة احتكاكه بها .
في المساء وبعد تردد دق رقم جوالها ؛ كادت الرنات ان تنتهي قبل ان تجيب وبرسمية .
اسراء : السلام عليكم
علي : وعليكم السلام
لحظة سكوت ...قطعها علي : اخبارك
اسراء : الحمد لله .
لم تساله عن احواله !
علي : ها جربتي الخاتم ؟
اسراء بكذب : اي جربته مشكور كثير .
علي : اجا على مقاس اصابعك.
اسراء : اي
علي : طيب انا كنت ابغى اطمن ؛ تصبحي على خير
اسراء : تلقى خير ؛ مع السلامه
هكذا فقط ؛ في قلبه يقول :اريح ما علي شي اجت منها ؛ ما ادري وش بلاني اكلمها ؛ او على ويش شايفة حالها ؛ التجاهل احسن .
********
ام عبدالله تنظر الى هبه بحب وحنان وهي تدعي من كل قلبها ان يصبح لها حفيد عن قريب وبهمس.
ام عبدالله : بشري يا بنيتي ؛ ما في شي كذا والا كذا؟
هبه بتمثيل : لا والله يا خالتي ما في ؛ الله كريم ادعيلنا .
ام عبدالله "بصدق": يا رب ترزقهم الذرية الصالحة وتفرح قلبي بشوفة احفادي قبل ما اموت.
عبدالله بانزعاج : بعد الشر عن قلبك يا الغالية ؛ الله يطول عمرك وتشوفين احفاد احفادك .
ثم ناظر هبه وبنغزة : هي بس لو تترك الرجيم والنظام الغذائي كان حملت من زمان.
ام عبدالله : والله يا بنتي كثير ضعفك صايرة مثل عود القصيب ؛ اتركي عنك الرجيمات وعيشي حياتك.
هبه بدلع وقد أفرحها ملاحظة خالتها لضعفها الشديد : ان شاء الله يا خالتي .
ام عبدالله : الا امك وينها فيه ما عدنا نشوفها كثير عسى ما شر ؟
هبه : من مرضت جدتي دايم تظل عندها تعتني بها وتدرين جدتي ما لها احد غير خالي معاذ وهو مهاجر برة الديرة .
ام عبدالله : الله يشفيها ويطمنكم عنها.

*********

الاطفال يملأون غرفتها ولا يكادون يفارقونها رغم عدم وجود وسائل الراحة او الترفيه فيها ؛ بيدها القوائم التي بعثتها ام عزمي لتحسبها لها وريما تخبرها بكل ما فاتها من أخبار صديقاتها الخادمات وعتب ام عزمي عليها لانها لا تأتي للسلام عليها مع ان الخادمات وضحن لهأ شروط الخدمة داخل القصر ؛ واليوم جميعهن فرحات بانتهاء العمل بجناح الخادمات وانهن سينتقلن الليلة اليه ؛ تفاجات بان غرفتها اصبحت لخادمة جديدة ولا مكان لها بينهن لا تريد البقاء هنا فهو اشبه بسجن بالاضافة للزيارات الغير مرحب بها دائماً من ام عبدالله او حنين او روعة ورمي الكلام المسيء اليها والتوعد بقرب رميها الى ابيها .
هذا يعني ان خالد ربما سيطلقها قريباً وحسب قولهم سجنها القادم هو بيت الدكتور سعود ؛ اي ثريا هانم تلك المتعجرفة لا يمكن ان تعيش معها في نفس البيت بل لا يمكن ان تتقبل وجودها مع الدكتور سعود ابغض انسان على وجه الأرض ..
جاءتها سيلفانا تلهث : هي بابا كالد وسل .
ملاك بتوتر : انزين قوليله ملاك تبغاك ضروري ماشي .
اومأت سيلفانا برأسها وانطلقت خارجاً ؛ وما يريح ملاك ان نور معها بالغرفة تحل واجباتها بمساعدة ملاك ؛ وهكذا لن يظن خالد في نيتها السوء ؛ وهذا اصبح نمط يومي يحضرون بعد دوامهم عندها لمتابعة دروسهم ثم التسلية والمرح ولا تدري يقيناً لكن مؤكد هذا احد اسباب تراجع رماح عن الاساءة اليها وشتمها.
كان يهم بالصعود الى جناحه عندما اقتربت منه سيلفانا وباحترام : بابا كالد ؛ ملاك ريد انت .
استغرب لكن هو لم يرها منذ ملكة روعة ؛ ماذا تريد ؟
تنهد بعمق ثم توجه الى غرفتها ؛ رآها تقف بتوتر تكتف دون كلام او سلام ؛ كأنه يقول وش تبغين ؛ مما زاد في توترها .
اخذت نفس ورفعت راسها تجاهه ثم سارعت بانزاله خجلاً عندما التقت عيناهما ؛ وبتردد..
ملاك : غرفتي في جناح الخادمات صارت لخادمة جديدة ...
ثم سكتت ..... منذ ان علمت انه زوجها وهي تشعر بخجل شديد من هذا الامر ومن مواجهته والآن فقط تشعر بالندم لاستدعائه ..... انه امرٌ محرج .
تأفف بصوت مرتفع وهو يتظاهر بالضيق رغم ان قلبه يرقص فرحاً لرؤيتها وكانه يقول له : مر وقت طويل وانت تحرمني من رؤيتها ؛ يا لجبروتك يا خالد ؛ وهو ينازع قلبه ويحذره : لن اسمح لك بالسيطرة علي مهما كان جمالها واغراؤها وحياؤها المصطنع ؛ فيجيبه قلبه بغبن : كل هذا الحياء وتقول مصطنع يا لجبروتك يا خالد .
اسكت صراعه الداخلي المزمن بقوة عقله ورجاحته وقال بسخرية : الي ساعة واقف وش في عندك اخلصي علينا.
اخذت نفس عميق واكملت : ابغى ارجع غرفتي بجناح الخادمات هناك اتسلى واتعلم ؛ وهنا مثل السجن حتى الشمس لي شهر ما شفتها وجسمي اوجعني من قلة الحركة .
شعر للحظات بصعوبة وضعها ؛ بل ان حبسها هذا وان استحقته الا انه غير مقبول .
تكلم بهدوء : تبغين ترجعين هناك تاخذين راحتك لا رقيب ولا حسيب ؛ وباكر تبعثيلي احد يخطبك .
ارادت الكلام لكنه قاطعها بحدة : اشوف اخرتها معك رح اسمحلك تروحين بالنهار عند جناح الخادمات بشرط تلبسين عباية وغطا للراس وما تكلمين احد من العاملين او الشباب لأي سبب وتقدري تطلعي برفقة واحدة من صديقاتك للحديقة الخلفية ساعة باليوم والاهم آخر النهار ترجعي تنامين هني بغرفتك ؛ مفهوم كلامي
اومأت رأسها بسعادة ؛ وبابتسامة : مفهوم يا افندم .
عفويتها تكاد تقتله وابتسامتها رسالة ليديه لتندفعا باحتضان وجنتيها المحمرتين ؛ ولابهامه ليلامس شفتيها الغضتين ؛ لكن في خياله فقط فلا تجرأ اي منهما على مخالفة عقليته وفكره الغير متسامح معها ..
ايقظه من شهوة فكره صوت نور وهي تشد ثوب ملاك لتحل لها مسألة مستعصية ؛ فخرج يجر خيبات امله الواضحة في محياه الشاب الذي سيشيخ حتماً ان بقي في صراعه الداخلي المتعب ؛ لاقته امه في طريقها ونظر اليها كأنه يستنجد بها ؛ امه وباستغراب : ايش تساوي هني ؟
خالد : البنت ذي سمحت لها بالنهار تروح جناح الخادمات بلا ما نكسب آثام من ورى حبسها بغرفة.
وادار ظهره متجهاً الى جناحه
ولكنه سرعان ما ادار ظهره نحو امه وبكل جدية : انت للحين ما لقيتي عروس لي ؟
ام عبدالله بفرح : اي يا ولدي بنت مثل القمر وابوها وامها من خيرة الناس ... وهم مبدءياً ما عندهم مانع.
خالد بانشراح : انزين لعاد حددي معهم موعد ؛ والله يكتب اللي فيه الخير.
ام عبدالله من كل قلبها : يا رب يا رب
*********
دخلت جناح الخادمات وهي ترتدي العباءة والغطاء ؛ يا سلام كأني ليدي هههههههه ؛ استقبلتها الخادمات بحفاوة فهي صديقتهن المقربة ؛ قلبها عاد له بعض الفرح من جديد ؛ ولكن كان ينقصه وجود سعدية وسعاد ؛ وكأن ظروفهم من الصعوبة بحيث اصبحت عودتهن مستبعدة للأسف .
ملاك أعطت روني وسيلفيا جزءاً من النقود التي كسبتها من عملها لتشتري لها ملابس مستعملة ؛ فملابسها ضاقت عليها وما عادت تصلح .
عادت من جديد تجلس معهن وتستمع اخبارهن واحاديثهن الجذابة ولفت سمعها خبر احتمال خطوبة لخالد ؛ معقول ! لا تدري لماذا ازعجها الكلام ؛ ربما لانه زوجها هههه

*******
ابو عبدالله وام عبدالله واولادهم جميعاً في اجتماع عائلي ... دعت له ام عبدالله للضرورة القصوى.
ابو عبدالله : صالح نسبه زين وطيب وان شاء الله تتم الامور على خير .
الجميع : آمين يا رب.
ام عبدالله بتحذير : المهم ما ابغى أحد يجيب سيرة بنت منال او زواجها من خالد ؛ لانهم اكيد ما رح يوافقون .
ابو عبدالله "بتأكيد": كلنا نعرف ظروف هذا الزواج ؛ وخالد قريب يطلقها ؛ ثم لا تنسون انه بيسكن عند جده مثل عبدالله فما له داعي الكلام او الخوف منها .
كل هذا وخالد صامت ويستمع فماذا سيقول ؛ لكن تدخل علي الذي بات يغيضه جعله يتكلم.
علي : وليه ما يطلقها من الحين ويا دار ما دخلك شر.
خالد " بانفعال": وانت وش دخلك بالموضوع .
تفاجأ الكل من عصبيته.
ام عبدالله : اخوك يبي مصلحتك ما قصده شي .
خالد : ما هي اول مرة يقلي طلقها ؛ هذا شي ما يخصه.
قام علي بغضب وغادر المجلس منزعجاً من عصبية خالد واسلوبه ؛ وفي نفس الوقت خائفاً من عدم رغبة خالد بتطليق ملاك وعصبيته وغيرته الزائدة ..... وآخرتها مع هذه القصة .
********
احضرت لها صديقاتها ملابس ملائمة لها ؛ فرحت بها كثيراً ؛ رغم استغراب نور الصغيرة التي تلازمها من عدم شراء ملابس جديدة.
سيلفانا اشترت ساري هندي جميل جداً تريد ان تتصور به وتبعث الصورة لزوجها واولادها ؛ سوني باقتراح : ملاك البس ساري اكيد حلو عليك.
الاقتراح اعجب الجميع ولكن ملاك شعرت بالخجل من ارتداءه ، ومع تزايد التشجيع والالحاح خاصة من نور الصغيرة رضخت ودخلت غرفة سوني لتجربته.
خرجت على استحياء وسط شهقات الجميع ، حتى رئيسة الخدم الشديدة بهرها جمال ملاك وروعة الساري عليها .
ادارت سيلفانا اغنية هندية وبدات تراقص ملاك التي تعلمت الرقص الهندي من سيلفانا مسبقاً ونور ترقص معها بكل الفرح الطفولي البريء .
خالد مغتاظ من تدخلات علي المستمرة في ملاك وقرر الذهاب الى جناح الخادمات للتأكيد على رئيسة الخدم بعدم دخول احد غير العاملات ؛ ويا ليته لم يحضر ؛ رأى ملاكه ترتدي الساري وترقص بخفة ودلال ؛ منظر أثاره وأدمى قلبه الغارق في عشق هذه الفتاة ؛ لم يتحرك ساكنا حتى انتبهت له العاملات واغلقن الموسيقى .
نظرت باستغراب الى حيث ينظرن وتجمدت مكانها من الخوف والحياء .
فاق من غيبوبة غرامه واقترب منها بهدوء وقال بصوت يرتعش : ايش ذا الي تساوينه ؟ هذا اتفاقنا !
حاولت سيلفانا الكلام لكن خالد جحرها بعينيه فسكتت.
وتابع هو كلامه : انا ما قلت لك تلبسي العباية والغطا ؛ ها ؛ القاك لابسة ساري وترقصين بعد .
نظرت اليه بعينيها الساحرة لوجدانه ؛ نور اخرجت من جيبه هاتفه النقال في عز اندماجه مع ملاكه المعذب لقلبه ؛ والتقطت لهما صورة وهما ينظران الى بعضهما ؛اخذ منها خالد الهاتف بغضب وعاد الى توبيخ ملاك ليجدها قد هربت الى غرفة سوني وأغلقت على نفسها الباب وقد تملكها الخوف من غضبه وردات فعله .
هو اكتفى بالتشديد على رئيسة الخدم وجميع العاملات بعدم تكرار هذه الفعلة وعدم ابقاء الباب بين المطبخ والصالة مفتوح ابداً وقد اعذر من أنذر ؛ ثم غادر يجر قلبه المنحور على محراب ملاكه وهو ينزف حباً وهياماً.

********
الاستاذ صالح انسان مثقف وواعي ومنفتح الفكر ؛ هذه الامور استخلصها خالد من كلامه معه ؛ وابناه الأكبران يبدو عليهما التأثر بالحضارة الغربية في ملابسهما واسلوبهما الى درجة ان اكثر كلماتهما باللغة الانجليزية مع دماثة اخلاق وحسن استقبال ولكن احياناً الدراسة في الخارج تجعل الشباب يتشربون حياة الغرب حتى تتداخل مع جذورهم وعاداتهم وطباعهم.
فُتح الباب ودخلت سيدة في أواخر الأربعينيات مع ملابس محتشمه ورقي وجمالٍ مميز ؛ رحبت بخالد وتكلمت معه قليلاً ؛ ويبدو انها قبل السماح لابنتها بالدخول ارادت اخذ صورة اولية .
ثم خرجت وعادت بعد دقائق لكن هذه المرة معها شخصٌ آخر .
رفع خالد نظره تجاه الفتاة التي جلست بين امها وابيها باستحياء ؛ وهنا كانت المفاجأة .......
.
.
انتهى الفصل
الفصل القادم يوم الخميس باذن الله
دمتم بود




لامارا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.