آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          41 - شفاه لا تعتذر - سوزان نابير (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          عـن ألـف وجـه للـوجـع (2) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-19, 02:22 PM   #41

Refat hasan22

? العضوٌ??? » 437282
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » Refat hasan22 is on a distinguished road
افتراضي


جنيييد حيجلط شكيله بكل بروده ومعاملته المستفزه😝 بارت رائع بالتوفيق

Refat hasan22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-19, 04:47 PM   #42

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك .. موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-19, 06:14 AM   #43

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



صباح الخير يا جميلاتي ..



لا يلهيكم الرواية عن صلاة ..




(21)..

في مدينة موسكو ..
يجلس على أريكة المنفردة في مكتب والده..
ذهل بما قرأه في الورقة .. التي قدم له سكرتير والده ..
ابتسم بسخرية .. ونظر إلى والده .. الذي كان يجلس أمامه ويضع ساق على آخر ..
تحدث بخذلان وبقهر .. ويشعر بطعم الوجع في حنجرته .. نادر " عشت طول عمري ككلب وفي .. وسويت الي تبغاه .. ليش مستخسر علي الفرحة .. كيف فكرت تغتال قلب ولدك !.. " انهى كلامه وهو يشعر بغصة تعيقه لإكمال كلامه ..

أبعد السيجارة التي كان بين اصبعه السبابة والوسطى عن شفتيه .. بعدما ارتشف منه بسعادة .. ضحك بصوت مرتفعاً .. ساخراً من ابنه ..
وكأنه ينظر إلى نفسه !..
سامي .." عواقب الي يتمرد علي! .. " وبنبرة مرتفعة .. بغضب أكمل حديثه .." لا تحسب إني مغفل يا ولد نورة إنك تنبش في أمور جاهدت إني أخفيه عن العالم .. سكت لك عشان اشوف ايش اخرتك !.. " وباستحقار .." ولا وحدة بدون اصل من آخر اهتمامي .. كان مشيت لك .. لو ما كانت حامل!.."

صُدم بما سمعه للتو .. لقد الجمه والده عن الحديث .. وكأنه تلقى صفعة !..

أكمل والده وبأمر .." قدامك دقيقتين والاقيك موقع لي على ورقة !.. " واكمل بوعيد .." ولو فكرت إنك تتمرد يا نادر .. والله الي خلقني ما راح ارحمها .. "
وقف وحدق به .. " خليها تعيش بسلام .. ولا تكون سبب موتها!.."

وغادر تاركاً خلفه بقايا رماد ..
لم يستطع الوقوف بما سمعه من والده ..
وكأن ألقى عليه من فوهته رصاصة اخترقت جسده ..
حدق بالورقة الذي أمامه موضوعة على طاولة ..
وهو يشعر أنه مختنق .. وكأنه ليس في مكتب والده .. بل مستلقي في المقبرة ..
ولا يستنشق سوى أكسيد الكربون ..
سقط دمعة قهر ووجع من عيناه ُ.. الذي جاهد لمنعه من السقوط .. ولكن لم يستطع ..
صرخ بقهر وغرس أصابعه في خصلات شعره .. وهو ينظر إلى عقد موته !..
اقترب منه سكرتير فهد ..
.
.
.
.
لقد مرت يوم على ما سمعته هي !..
وتدس نفسها في غرفتها .. كالنملة خائفة أن يدهسها اقدام القدر ويقتلها..
ما زالت عاقلة على آخر الوجع !..
وكأنه لا يوجد منعطفاً أخر لكي ينقذها ..
ويحاصر الوجع حصون قلبها ..
الذي جزء منها ينهار ويصرخ كأطفال البائسين .. وجزء يقاوم .. وجزء لا يبالي بها وكأنه أعتاد ..
وينتظر الوجع متى ستسقط تلك الحصون.. لكي يشن الحرب مرة أخرى ..
أغمضت عيناها .. وأدارت عيناها داخل جمجمتها .. وهي تنصت بالصمت إلى الضجيج بداخله .. الذي لم يتوقف لحظة ..
ويضيء تلك الذكرى المؤلمة كهالات سوداء أسفل عيناها.. ومقلية عيناها فارغ من الحياة ..وكأنه في عالم الأموات ..
لقد صُعقت وسقطت في القاع !.. ولم تستطع استيعاب الموقف ..
وفقدت النطق في تلك لحظة .. وكأنها خرساء ..
تعرف أن لا جدوى من البكاء
ولكنها حيلة الوحيدة لديها .. ليقلل من وطء وجعها ..
اعتكفت على سجادتها .. وكأنه أخر ملاذها في الحياة ..
ابتسمت ساخرة من نفسها ..
لقد شعرت للحظة أنها كانت تنافق ذاتها بأنها قوية .. طوال الايام الفائتة ..
ولكنها لم تكن تعلم أن بداخلها تجهش بالبكاء بمرارة ..
لم ترحمها الحياة ! يوماً ..
لقد غرست مخالبها فيها .. لا يكفيها بما فعلت ؟!..
كم مرة يجب أن تقتلها .. لكي ترضي غرورها!..
أغمضت عيناها بيأس .. لكي تنجو من ذلك ليلة .. ولكنها غرقت ولم تستطع إنقاذ نفسها من الغرق في ذلك اليوم المؤلم !..
لقد كان يشير ساعة غرفتها الموضوعة على منضدة واحدة ليلاً ..
كانت تجلس على الأرض بقرب خزانتها تبحث .. عن شاش ومطهر جروح التي وضعته في داخل خزانتها .. غضبت بقهر .. وتشعر أنها ليس لديها قوة لتتحمل وجعها التي يستيقظ في ذراعها منذ الثلاثون يوماً ..
لم تشعر به كانت غارقة في البحث ..
ظلل جسدها النحيل .. بجسده ضخم وهو يجلس بقربها ..
رجعت إلى الخلف .. هل لكثرة اشتياقي له بدأت أراه أمامي!! ..
حركت راسها غير مصدقة .. وهي تشعر أنه أضغاث عشقها .. وما زالت غارقة في ضجيج أفكارها التي لا يريد أن يتوقف ..
ولكن كفه كان كفيلاً لينتشلها من عقلها إلى واقعها .. صرخت بألم التي يقتلها ببطء .. واحمرت مقلية عينيها بوجع ..
ولكنها تماسكت .. وهي تشعر بدقات قلبها .. الذي ينبض لأجله ! .. كانت غاضبة وسعيدة .. وحزينة وحانقة عليه .. تشعر أن ستجن من شعورها المختلط .. وتذكرت عندما وجدته أيضاً لأول مرة في غرفتها بعد اختطافها .. وأعفى عنها عيناها لكي يسقط دموعها .. ذلك اليوم ..
شتت نظراتها .. وتمالكت نفسها أمامه .. ولا تريد أن يشفق عليها مرة اخرى .. واستقامت في جلوسها .. ومسكت بأنامل مرتجفة قميصها من الأمام التي لم تغلق أزراره .. كانت تريد سكب المطهر على جرحها .. وتدفنه في شاش الأبيض لكي يشفى .. فهي أجهدت ذراعها المصاب قليلاً اليوم .. وايضاً انتهى لديها مرهم الموضعي .. حدقت بكفه الضخم التي ما زال يحيط بذراعها المصاب ..وتحدثت بنبرة غاضبة .. وخبأت في داخلها عشق طاهر لرجل يجلس بقربها ..
شكيلة .. " بفهم مافي في قاموسك شي اسمه خصوصية يا سيد جنيد ؟! .. " عقدت حاجبيها بألم .. واكملت بنبرة غير متزنة" ولو سمحت سيب يدي !.. "

كان يحدق بها بصمت .. إلى عيناها سوداء التي لا يعرف كيف قاومه لفترة طويلة ..
عيناها الذي يواسيها على دمار الداخلي التي يحيط بقلبه ..
عيناها وكأنه مدينة مزهرة بالسعادة والبهجة ..
وحاجبيها كثيفة ومرتبة ..
وإلى شفتي صغيرتين ممتلئة كرزتين الدافئتين .. التي تلقى العناق من شفتيه سابقاً.. وبصعوبة ابتعد عنها .. ذلك اليوم ..
زاد وسعة ابتسامته.. وبصوت منخفض أشبه بالهمس .. تحدث بغرور ممزوج بسخرية .. على ما قالت له .. لقد أعتاد عليها .. على تعدي مملكته البائسة .. وكيف تريد مني أن اضيف في قاموسي خصوصية !..
جنيد .." من يوم شفتك محيتها !! .. " أكمل وهو ينظر الى التعرجات جبينها .. وإلى أناملها الطويلة المرتجفة تضم قميصها لصدرها لكي لا يكشف منها شيئاً ..
ويتصبب العرق من جبينها .. ووجها الذي أصبح شاحب قليلاً.. وغرسها الناب سنها بقوة في شفتها السفلية .. لكبت وجعها ..
لقد أتى لغرفتها لكي يوبخها .. لماذا تتجاهل المكالمات والدها .. وغاضباً منها كيف تتصرف .. دون رجوع إلى أحدما.. وتعطي موعد لصديقتها .. لكي تأتي وتخطبها رسمي .. مثل ما قالت له عزة .. ولكنه أَجَّل الحديث .. عندما نظر لحالتها سيئة للتو !..
أكمل بدون اللامبالاة .. ومسك كفها الايسر التي تضم قميصها .. لكي ينظر إلى كدمة التي لمح من الخلف قليلاً .. قبل أن يقترب منها.. وهي يتكئ نظره على عيناها الساحرتين .. وهو يشعر بدفء الذي غير طبيعي يخرج من جسدها .. " واول مرة اسمع إن واحد يجي عند زوجته يستأذن ! .."

حدقت بكفه بغضب .. ولم تبالي بما قاله .. وكأن عقلها الباطن غارق في وجعها الذي يستوطن في ذراعها ملتهب .. ولم يستوعب بما قال هو .. فقط تريد إخماد النار التي المستيقظ في ذراعها ..
وكأنها غير مهتمة لترهاته! ..
رفع حاجيه الايسر باستغراب .. ومازال يحدق بها .. كان يعتقد أن يرى نظرات الصدمة من ما قال له الأن ..
ولكن يجد الأن تجلس أمامه طفلة الوديعة .. وليست أنثى قوية المتمردة .. لا تثني ما تتفوه هي .. تفعل بما يملي عليها ضميرها .. اي الم الذي يستوطن في ذراعها .. لكي يجعلها هكذا !..

تحدثت غير مهتمة لما يقول هو .. وهي توبخه بحدة .. لكي يبتعد عنها .. شكيلة " بلا استه .." بتر حديثها.. وترك عالقاً في حنجرتها .. ..في حين غفلتها .. وهي تحدق به بغضب .. مزق كم ذراعها المصاب.. وازاح باقي القميص عن جسدها .. في دهشتها .. والقاه بقربه .. لكي يتسنى له لرؤية ذراعها .. دون ان يعيقها قميصها الاحمر .. و لا يحتاج الأن يتجادل معها !..
توسعت عينها بصدمة من فعلته .. كيف يتجرأ ويتعدى عليها .. ليس من حقه أن يفعل .. امتلأت عينها بقهر بدموع حارقة ..

مسك معصمها النحيل وضغط عليه بقوة .. بين كفه الايسر .. فهو متمرس لمعرفة ما يدور في ذهن من يكون أمامه ..
حدق بها بغضب .. وبنبرة حادة .. جنيد .. " راح امشي لك المرة ذي .. عشان حالتك !.. .." وبوعيد أكمل .." ولكن قسم ب الله يا شكيلة لو فكرتي تعيدي حركتك ذي مرة ثانية ما تلومين إلا نفسك .."
لم تستطع بكت بقهر وخذلان من فعلته ..
صعب عليها أن تتحمل .. من رجل تحبه .. لكثرة اشتياقها له .. تذهب إلى غرفة والدته .. وتستنشق من بقايا رائحته .. بقايا آثره في ذلك الغرفة ..
وتبحث عنه في أحاديث عزة !.. وتنتظر بفارغ الصبر .. لكي تتذمر هي وتتحدث عنه غير مهتمة لأنثى تجلس بقربها غارقة في عشقه .. كيف يستغل ضعفي وحالتي !!..
ولكن منذ أخر لقاء البسيط .. وما حصل بينهم .. عندما كان يريد اغتيالها ذلك الوغد مرة أخرى .. قاومت منذ لقائه الموجع .. وهي تصارع ثمالة قلبها .. ليكف عن حبه !..

.. قبل ربع الساعة ..
في غرفة والدة جنيد ..
انهت من صلاة الوتر وقراءة الجزء من القرآن .. زفرت بالضيق .. لم يعجبها الأحاديث سخيفة في حق الحفيدة عبد الطيف .. حزينة وغاضبة على التحكم في مصيرها قبل أن تلد .. مازال تتذكر ذلك اليوم المحزن ..
لم تكن راضية .. ورفضت تنفيذ وصيته ..
الا يكفي معناة التي عاشت هي ..
لن ترضى بإيذاء تلك الكاسرة .. التي راتها لأول مرة عندما كانت في السن التاسع .. وعرفت عن اليوم المأسوي التي قضته ..
تلك البائسة رات بسمتها ..
وأمانها .. وسعادتها .. تموت امام عيناها بوحشية !..
ولكن بعد موت حفيدتها .. وبؤس الذي يعيش طفلها .. ستنفذ تلك الوصية .. لأجل أن تنقذ ابنها من غرق في الحزن ..
يكفي ما عانى لأجل امرأة لم تكن سوى وجع له ..
ولكنها كانت صامته طوال تلك الفترة لأجله فقط ..
عرفت من عبد الله ان ابنته ستدرس في جامعة الاسلامية هنا في المدينة المنورة .. و عرفت ايضاً ما فعلت هي قبل وصولها الى المدينة المنورة .. وجدت فرصة لكي يوافق على ارتباط جنيد بشكيلة .. التي لم يكن يعلم عنه سوى هي وعبد الله .. الذي ايضاً لم يرفض ايضاً تلك لحظة ..
وطلبت منه ان يبلغ ابنها .. انه يريد ان يكون زوج ابنته لفترة مؤقتة !.. خائفة هي أن لا يرفض لو عرف هو انها هي تريد ..
ولكن لا تريد أيضاً أن يعرف تحكم جدها في حياته ..
واليوم أيضاً إحدى صديقاتها القدامى .. أعجبت بها .. وكانت تريد لابنها .. ندمت على صمتها ذلك لحظة .. ولم تبلغها أنها زوجة ابنها ..
و نادمة تأجيل الرد على أخ صديقتها ايضاً .. زفرت بالضيق ..
لا تعرف هل هذا الوقت المناسب لتتحدث في هذا الامر مع شكيلة .. ولكنها خائفة أن لا تتأذى تلك صغيرة بأقاويل كاذبة .. من افواه الاخرين ..
عزمت أمرها ..الليلة ستنهي كل شيء وستخبرها بكل شيء .. قبل أن يخرج الأمر من سيطرتها! ..
مترددة لـا تعرف كيف يكون ردة فعلها !.. ولكنها متيقنة أنها تميل له قليلاً ..
رتبت ثوبها الشتوي البدوي .. وغطت راسها بشال ثقيل الكشميري .. مشت بخطوات هادئة إلى المصعد .. خرجت متجهة إلى غرفتها ..
ابتسمت متفائلة .. وهي تنظر باب غرفتها غير مغلق ويظهر جزء البسيط من مكتبة .. عندما مسكت مقبض الباب ..
..
في تلك لحظة .. ضغط بخفة على ذراعها المصاب .. تشبثت به بوجع .. وأغمضت عيناها .. وهي تشعر أنها ستفقد وعيها ..
نظر إلى وجهها .. وبذهول .. جنيد .." عندك كسر !.. من متى ؟! .. " خاف أن لا يكون منذ أخر حادثة حصل لها ..
بغضب تحدث .. بصوت منخفض اشبه بالهمس مقترباً من اذنها.. جنيد .." ما ادري ايش الي ينفعك من ورا عنادك.. ما غير بتوجعي نفسك .. " وبوعيد وبنبرة حادة.." حسابك بعدين يا شكيلة !.. "

سمعت صوت ابنها .. دهشت وزاد وسعة عينها بصدمة .. لقد رفض بإعلان ارتباطه بها .. كيف يتجرأ ويأتي إلى هنا؟! ..
دخلت و حدقت به بصدمة وهي تنظر إليهم ..
بنظرها مخل .. فهو قبل عدة ايام أخبرها .. لا يريد شكيلة كزوجة له ..ويريد انفصال عنها .. فكيف يقترب منها ويأتي إلى غرفتها !..
بغضب بنبرة حادة .." جنيد .."

لم يكن لديها الطاقة أن تتحمل .. كل ما يحصل معها الأن .. أغمضت شكيلة عيناها باستحياء ..وادارت وجهها لا تريد مواجهة والدته .. لو عرف والدها سيقتلها بلا شك !.. وسقطت مغشياً عليها في حضنه ..
لم تتذكر ما حصل ..
فقط إنها استيقظت ووجدت نفسها مستلقية على السرير ..
و يفوح رائحة مطهرات التنظيف .. وبقربها ممرضة تنتظر استيقاظها ..
حدقت بذراعها المصاب الذي تم معالجته .. تنهدت براحة .. لا تشعر الان في ذراعها المصاب ..
فتح لها الباب سيارة .. نظرت بطرف عينيها .. وادارت وجهها مقتربة من الباب المقعد الخلفي .. وجلست بهدوء .. تنتظر لكي يجلس .. ويقود السيارة ..
لم يهتم هو أيضاً .. جلس هو ايضاً في الخلف واقترب منها .. امالت جسدها ورجعت تسند ظهرها على باب السيارة .. وحدقت به بنظرات خائفة .. مسك حزام الأمان من خلف ظهرها ووضع لها .. القى نظراته عليها بالصمت ..
اتكأت براسها على طرف النافذة التي كانت مغلقة .. واغمضت عيناها .. وتنصت إلى صوت الهادئ يتحدث مع أحدهم ..
لم تكن سعيدة أن تكون برفقته طوال الوقت .. قضت تلك الفترة بسيطة على أعصابها .. تمنت لو كانت معها عزة أو مريم ..
كانت سعيدة فوالدته تعاملها جيداً في فترة الاخيرة .. وتتقبل وجودها ..
ماذا ستخبرها؟! .. كيف تبرر لها الموقف الذي حصل امام عيناها ؟ ..
نزلت بهدوء من السيارة .. ولم تشعر بالوقت الذي قضته معه في السيارة ..
مشت بخطوات سريعة إلى الداخل .. وتمنت أن لا تجد عزة أو والدته .. دخلت بهدوء .. ادارت وجهها بصدمة بما سمعت للتو ..
اقتربت بخطوات بطيئة .. وحدقت بالثغر
عزة بالصدمة ..
عندما كانت تتحدث إلى أختها ..
ادارت وجهها بالصدمة وحدقت به .. وكان يقف خلفها ..
وما زالت غير مصدقة أنها زوجته !..
وقفت أمام عزة .. ولا تعرف كيف تمالكت الوقوف .. بعد تلك الصفعة التي تلقتها للتو من حديث عزة ..

وبنبرة غير متزنة حادة .. غير مصدقة ما سمعته هي !! .. شكيلة .. " صدق الي سمعته منك الحين يا عزة ؟!.. "

حدقت بها بخوف .. لم تشعر بحضورهم إلى المنزل .. منذ متى هي هنا .. وماذا سمعت هي !..
القت نظراتها إلى والدته .. وبهدوء مريب الظاهري .. وبداخلها عاصفة التي لا يريد أن يهدأ أو يتوقف .. اشارت بإصبعها سبابة عليه الذي كان ما زال يقف بقرب من صالة الداخلية ..
.." صحيح يا عمة أنا على ذمته ؟!!.."

تحدث بنبرة واثقة هو .. وهو يقذفها بقنبلة من اعترافه الصريح .. جنيد .." نعم .."

أدارت وجهها ونظرت إلى عيناه الحادة ..
رجعت إلى خلف بالخطوات متعثرة .. وقبل أن تقترب منها عزة .. اشارت لها بيدها .. لكي لا تقترب منها ..
تحدثت عزة بلطف معها .. " شوشو .."

ما زالت كانت تحدق به .. وتشعر بغصة كحدة السيف في حنجرتها !..
شكيلة .. " وشلون صرت على ذمتك!.. "

هو تلقى اتصال وغادر مسرعاً من المنزل ..
لم تتمالك عزة .. غادرت بالصمت هي ايضاً ..

امرتها والدته .. " اجلسي يا شكيلة .."
القت جسدها على أقرب اريكة كان منها .. وهي تشعر أنها تختنق ..
كيف يقسو والدها عليها .. ويربطها برجل دون موافقتها !..
كيف يجلب لقلبها خذلان ..
كيف لم يرحمها من قسوة أفعاله !!..
تحدثت والدته بعد صمت الذي دام دقيقة .. بنبرة حادة .. وبالثقة .. " جدك عبد اللطيف الله يرحمه .. موصي عبد الله يزوجك بجنيد .. "

نظرت وما زالت تشعر أنها ستفقد أعصابها .. وبنبر كاد يخرج من حنجرتها .. شكيلة .." ايش الجور ذا؟! .. انكم تربطوني بواحد ما ابغى !.. "

حدقت بها أم جنيد .. وزفرت بالضيق .. هي ايضاً لم تكن موافقة .. ولا تريد هي أن تغرق ما حصل في الماضي ! .. تمنت أنها لو تستطيع دفن الماضي .. ولكن يوماً ما سينكشف ما حصل .. اكملت بنبرة هادئة .." جدك عبد اللطيف كان مديون لابوي .. وخسر صفقة .. عرض على ابوي إن أول حفيدته راح يزوجه بجنيد .. عشان يتنازل عن دينه .. "

شكيلة وبسخرية على ما تسعمه .. حُكم عليها قبل أن تأتي الى الحياة البائسة .. وبقهر .. " وأنا ايش ذنبي .. وليه محد حكى لي .. وليه الحين تربطوني فيه .. " وقفت وبغضب .." وكمان أصلاً مستحيل أرضى بالمهزلة ذي !.."

حدقت بها بغضب .. وبنبرة حادة بأمر .. " قصري صوتك يا بنت عبد الله .. " وأكملت .. " محد كان راضي .. لا أنا ولا عبد الله بس جدك قبل ما يلفظ اخر انفاسه .. وهو يوصي عبد الله إن ينفذ وصيته .. " أكملت وهي تخفي أمور أخرى .. " وكمان أنا الي طلبت من عبد الله يجيبك هنا وننفذ الوصية .. بعد سواتك الي يسود الوجه وروحتك إلى مركز الشرطة !.. ما كفاكِ الي سوتيه قبل جيتك للمدينة ؟! .. "

احتقنت عيناها بسائل مملح .. وبغصة التي تشعر يستوطن داخل قلبها ..شكيلة .." مستحيل اوافق على شي ذا !.. مثل ما زوجتوني .. طلقوني منه كمان !.. "
حدقت بها .. وابتسمت .. " ما أظن ودك تنفصلي عنه!!.."

.. القت نظراتها صادمة عليها .. وهي تشعر أنها تلقت صفعات عديدة منها ..
لم تتمالك وسقطت على أرضية .. وتنفست وكأن لا يحيط بها سوى أكسيد الكربون ..
اكملت هي بصوت هادئ .. أم جنيد .." ما راح يفيدك طلاق بشي يا شكيلة !.. وغير كذا ومحد دراي بارتباطك فيه .. واذا انفصلتي .. محد راح يرحمك بكلامه .. عندك فرصة إنك تخليه يتعلق فيكِ .. ليه تعاني لوحدك من حبه !!.."

وقفت وقبل أن تغادر .." روحي غرفتك وارتاحي يا بنتي.."

كيف تقف وهي صعقت الأن .. كيف تستوعب ما سمعت للتو منها .. وضعت كفها الايسر على قلبها .. وبكت بكاء جنائزي .. على ما حصل فيها ..
.. غرقت في يوم الذي كان بداية ايامها المؤلمة ..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-09-19, 06:16 AM   #44

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




كان قبل ثمانية أشهر ..
كان الجو حار جاف .. مرت خمسة الساعات منذ وصولها من الأردن .. لقد نزلت في المطار جدة .. وستذهب الأن إلى المدينة المنورة .. شعرت ذلك الوقت .. أنها أخطأت عندما لم تبرر له .. لماذا كابرت .. وجعلته يسيء الظن بها .. وقف السائق بالقرب إحدى المحطات في طريق السفر إلى المدينة المنورة .. والذي بقرب ديرة ال .. خرج مسرعاً من السيارة واخذ معه المفتاح .. دون أن ينتبه أنه لم يغلق خلفها الباب .. وذهب إلى الحمام الذي كان بالقرب من المسجد .. في محطة صغيرة ..
ادارت وجهها وهي تنظر إلى السيارة التي تقف بقربهما .. طمست الفكرة التي مرت في بالها .. ولكن أدارت وجهها إلى مقعد سائق بغضب .. لماذا تدرس مرة أخرى .. ويعاقبها بإبعادها عن الجميع .. لم تجد مفتاح السيارة .. مسكت مقبض الباب سيارة ..
ابتسمت بسعادة عندما وجدته غير مغلق .. خرجت من السيارة ..
اقتربت من السيارة الذي ترجل منه جسد الضخم .. كانت تنظر إليه من خلف نافذة سيارة مظللة التي كان يقودها سائق .اقتربت من سيارته .. وجلست وهي تستنشق رائحة عود معتق .. لم يخيب ظنها .. أنه لم يأخذ مفتاح السيارة ..
ابتعدت عن المحطة .. بسرعة متوسطة .. عضت شفتها سفلية بغضب .. وهي تنظر إلى السيارة الجيب .. الذي يقف بقربه رجل بزي رسمي ومعه زميله .. تنهدت ليس لديها غير .. أن تزيد سرعة السيارة .. ليس لديها متسع الوقت لكي تفكر أكثر ..
ذاك كان يقف تحت الشمس حارقة .. وهو يحدق بالسيارة مريبة تقترب منهما .. ببطء من نقطة التفتيش .. وهو يتحدث مع صديقه ..
دهش وهو ينظر .. بابتعاد سيارة من امامه مسرعاً .. لم يكن يفصلها سوى عدة خطوات ..
جلسا في السيارة جيب .. ولحق سيارتها .. وأخر أتصل لطلب المساعدة ..
توترت وهي تنظر من المرآة السيارة الخارجية .. وهو يلحق بها .. التفت إلى المقعد .. وهي تنصت إلى صوت الرنين هاتفها النقال .. لم تبالي فهي تعلم أنه سائق !.. ولكن لسوء حظها عندما دخلت المدينة .. كان يوجد هناك تفتيش ..
وصدمت من الامام بالشاحنة صغيرة التي كانت أمامها .. اصطدم مقدمة راسها .. رفعت راسها وهي تنظر إلى شاحنة صغيرة ..
ويحاصرها من الخلف سيارة شرطة التي كانت تلاحقها .. وهناك سيارتين يقف في وسط الشارع السريع .. تقدم الشرطي بخطوات سريعة منها ..ودهش منها .. وذاك خرج بخطوات سريعة من السيارة .. رفع حاجبه وهو ينظر إليه الذي ترجل من سيارته .. واقترب بخطوات غاضبة من السيارة .. وفتح الباب بقوة ..
مسك ذراعها واخرجها خارج السيارة.. متجه إلى سيارة التي كان يقوده لوحده ..
والقى جسدها في المقعد الخلفي .. ويطلب منها رقم ولي أمرها .. رفضت هي بإعطائه .. ولم تبالي لتهديداته .. كانت غارقة في أفكارها وتفكر بالطريقة لتنقذ نفسها .. اتجه ذاك إلى اقرب مركز شرطة منه .. وهو يوبخها على فعلتها !..
في داخل غرفة مدير مركز الشرطة ..
لقد غادر قبل قليل المدير .. الذي يدعي لها بالصلاح والهداية .. ولم تتحدث معه .. طلبت فقط أنها تريد التحدث إلى محامي .. تنظر إلى ارجاء المكتبة
بالصمت وتضع ساق فوق الأخر .. مرت نصف ساعة لجلوسها وحيدة داخل المكتب .. ظنت أنه سيجلب لها محامي لكي تتحدث معه .. ليدافع عنها .. القت نظرتها إلى الباب الذي فتحه والدها .. وقفت بالصدمة حدقت به .. اقترب منها وصفعها بقوة ..

أبو شكيلة .. وبنبرة حادة " مالك نية تعقلي يا قليلة حيا .. وعقاباً لكِ ما راح تجلسي في المدينة لوحدك .. بطسين عند عمتي في ديرة .."

احتقنت عيناها بسائل المملح .. وباعتراض .. شكيلة " أعرف اني غلطت .. بس مستحيل أروح ديرة .. راضية على كل عواقبك .. بس مستح .."

بتر والدها حديثها بنبرة حادة .. " ولك وجه تعترضي .. احمدي لو رضت هي ب جلستك عندها .. امشي قدامي وانتي منخرسة .. الله لا يبارك في ابليسك .."

خرجت برفقة والدها من المركز الشرطة .. وكان هو يقف مع المدير ..

حدقت بالسيارة التي تقف امام المركز الشرطة .. الذي كانت تقودها هي قبل قليل.. جلست في المقعد الخلفي .. خلف والدها الذي جلس وهو يعتذر منه ..
رفعت حاجبها ..واستنشقت رائحة عطره إذن إنه كان صاحب السيارة .. ولكن كيف يعرف والدها .. لم تهتم وغرقت مرة أخرى في افكارها .. لكي تجد حلاً لها .. ادارت وجهها بغضب إلى نافذة سيارة .. ولكن كان ثواني معدودة وحدقت بظهره العريض بدهشة ..
إنه ابن عمة والدها !! ..
انتهى ذلك اليوم بقدومها إلى عالم .. لم تكن تعرف أنه سيرهقها .. ويخذلها !..
ادارت عيناها .. وخرجت من جمجمتها ..
.. وقفت بصعوبة وأدارت ظهرها .. مشت بخطوات هزيلة .. بائسة .. وهي تنصت إلى صوت الاذان .. ردت بهمس خلفه ..
متجهة إلى الحمام .. لكي تتوضأ وتصلي .. حدقت إلى نفسها في المرآة .. إلى تضاريس وجهها باهتة الذي فقدت رونقها خلال يوم فقط .. و تلك الهالات التي أسفل عيناها تشعر وكأنه دخان فاسد اخرجه جمجمتها .. وتركه تحت عينيها .. وإلى شفتيها الجافة .. وذبول أهدابها كروحها .. بكت بخذلان .. بقهر التي تشعر به في هذه اللحظة .. كيف يخذلها والدها .. ألا يكفيه أنها تركت مكرهاً حياة التي كانت تعيش هي .. وتمثلت لأمره ببدء الحياة لا تشبهها ..
دست وجهها مرة أخرى في سجادتها .. لكي يخفف من وطء قهرها .. وخذلانها وبؤسها ..
فالدمار الذي يحيط بها .. لا تعرف كم تحتاج لكي ترممه ..
.
.
.
.
في المدينة المنورة ..
نظرت إلى مجفف شعر بالغضب .. الذي سقط عليه القهوة .. نظرت الى الساعة يدها .. كان يشير إلى السابعة مساءاً .. ليس لديها متسع من الوقت .. لكي تضيعه في إصلاح المجفف الشعر .. سيأتي هو ساعة الثامنة مساءاً ليذهبا إلى المطعم .. نظرت إلى خصلات شعرها المموج .. خرجت من الحمام .. ستخاطر وستنفذ الفكرة الذي مرت في عقلها ..
في تلك لحظة دخل إلى منزل .. و يمسك في يده باقة الورد .. دخل بالخطوات هادئة وهو يبحث عنها .. اتجه إلى الداخل الغرفة .. وما زال يبحث بعينيه .. توقف وهو يحدق بها بالصدمة.. وجدها تضع راسها على غطاء السرير .. وتمرر مكواة على شعرها المموج .. غضبت وهي تريد أن يصبح شعرها ألمس .. تعرف طبيعة شعرها الذي يتعبها دائماً .. كانت لـا تهتم سابقاً .. ولكن لا تعرف .. لماذا لا تريد أن تظهر أمامه بهذا المنظر .. بكفها الايسر وضعت جل على شعرها .. وفي غفلتها وضعت على اصبعها السبابة مكواة .. صرخت وافلتت من يدها .. ورفعت راسها لكي تنظر على إصبعها المصاب ..
وقبل أن يقترب منها .. وضع مسرعاً باقة الورد على طرف السرير .. وجلس على الارض بقربها وهو يحدق بها بالخوف .. يراها لأول مرة هكذا .. لطالما كان منجذب لجمالها البسيط ..

تحدث بالعتب على فعلتها .. ثابت .. " الله يصلحك في أحد يكوي شعره .. وريني يدك .."

وقفت سريعاً .. وكأن لم تكن تفعل شيئاً !.. رتبت فستانها شتوي القصير ..
ومسكت بكفها الايمن شعرها .. وبنبرة واثقة .. وهي تبرر له .. ريلام .." ما عجبني تسريحة الي سويت في شعري .. وما كان عندي وقت إني اروح وارجع اغسل شعري .. "

وقف واقترب منها مبتسماً .. تذكر أنه رأى صورة لطفلة بشعر المموج تقف بالقرب من امرأة .. في البوم صور الذي وجدها في حقيبة السفر في غرفته.. ابعد اصابعها عن شعرها .. ورتب شعرها بيده بخفة ..
بنبرة هادئة .. وهو ينظر إلى عيناها .. ثابت .." بالعكس يليق فيكِ .."

لا تعرف أنه يعرف أن شعرها المموج طبيعي! .. عاندته وبالثقة .. وازاحت بعض الخصلات عن وجهها .. وهي تضع يدها الايمن على خصرها .. ومثلت اللامبالاة.. ريلام .. " لا .. لا .. استناني ثواني واغسل شعري وجاية .. لأن أنا بصراحة مو عاجبني !.. "

زاد وسعة ابتسامته .. لم يتمالك وضحك .. رفعت حاجبها بحنق وحدقت به ..
ثابت .. بسخرية .. " يا خوفي لا يرجع اخس من الاول !.."

دفعته بالخفة .. واقتربت من المرآة .. وسرحت شعرها .. الذي بعض خصلاتها تطاير في الهواء .. ولم يفيدها جل المثبت الشعر ..وعيناها ممتلئ بالدموع .. وابت أن تذرفه ..
اقترب منها بالخطوات هادئة .. وعانقها من الخلف .. وطبع قبلة على شعرها المموج ..
كانت تنظر على أناملها المتشابكة بخجل .. هذه أول مرة يقترب منها .. فهو لم يقترب منها منذ ارتباطهما .. هي التي اقتربت منه في تلك ليلة .. عندما كانت تستكشف في جماله ..
ادار جسدها .. وما زال كلتا كفيه على ذراعها .. عقد حاجبيه .. ومسح دمعة قبل أن تسقط على خدها ..
ثابت .. بالطف " اعتذر على كلامي .. ما كان قصدي اضايقك .. " وبنبرة صادقة وبالحب .." بالعكس بكل حالتك حلوة .. اعترف إنك نعمة كبيرة في حياتي واشكر ربي عليه .. وعلى فكرة ترى .. "

حدقت به بصمت .. ولـا تعرف اي جراءة أتتها في تلك اللحظة .. وتشبثت بكلتا أناملها ب ثوبه .. واقتربت من شفتيه لعدة ثواني ..
رفع حاجبه الايسر .. دهش منها كان يعتقد أنها خجولة جداً .. ولم يقترب منها نهائياً .. إلى أن تعتاد عليه .. ولكنها اختصرت عليه اليوم بفعلتها .. نظرت بالطرف عينيها إلى ردة فعله .. فتحت عينيها بذهول وهو يقترب منها مرة أخرى .. دفعته بخفة مبتعدة عنه وهي ترتدي عبائتها سريعاً ..
ابتسمت له ..ريلام .." جوعانة يلا نمشي .."

وضع كلتا يديه في جيب ثوبه الابيض .. وما زال يحدق بها مبتسماً .. أخرج يده الايمن .. وبإصبعه اشار لها أن تأتي ..
كانت هي تقف بقرب باب الغرفة .. رفضت أن تأتي .. وحركت حاجبيها باستفزاز ..ضحكت على نظراته مدهوشة ..
ادارت وجهها مبتعدة عن الغرفة .. وما زالت تضحك هي بالسعادة بالغة ..
لقد قضت ثلاثون يوم معه جميل ..
وكأنه كالضماد لها على ايام الموجعة التي عاشته هي ..
.
.
.


مرت عليه يوم ايضاً لقضائه في المدينة المنورة ..
وهو غارق في عمله ..
أوكل رامي ببحث عن موظف الذي أستأجر منه فايز على سيارة ..
اتكأ بكلتا كفيه على طرف الطاولة .. وهو يحدق إلى الاوراق مهمة الذي كان موضوع امامه على طاولة بتركيز ..
ما زال يفتقر إلى ادلة لكي يعتقله !..
لقد تلقى صباح اليوم مكالمة من والد فايز .. إن ابنه منذ ذلك اليوم لم يأتي المنزل .. ولم يتصل على والدته .. التي قلقة عليه ..
انهى مكالمته بأمل كاذب ..
هو ايضاً بحث عنه ولـم يوجد له أي اثر لخروج من السعودية ..
ولا يعرف أين اختفى هو ؟!..
سقط عينيه على ملف الشخصي لمازن ..
أنه درس في الخارج ولم يكن معهما سوى عامين فقط .. وأن افعاله دائما مريبة .. ولكن ما زال يفتقر للمعلومات عنه !..
تذكر ذلك اليوم .. في ليل عند اغتيال شكيلة مرة آخرى .. لم يتذكر أنه ابلغ رجال الشرطة بأن احدما يلاحق أحد من اهل بيته .. فقط طلب منهما ان تأتي معه سيارتين الشرطة ..
وصورة التي التقط لفايز في طريق السفر كانت قديمة .. وزيف تاريخ الذي يوجد على صورة .. لقد طلب من رامي في البحث عن سيارة فايز الذي مفقودة ايضاً ..
هو يعرف فايز حق المعرفة ويثق فيه كثيراً .. كان الرجل صادق ونبيل ..
لا يصدق أنه يطعنه ويؤذيه ..
نظر إلى الساعة هاتفه النقال ..
لديه أمور أخرى يجب أن ينجزه ..
زفر بالضيق .. متجهاً لكي يصلي وتر ..
وتلك الانثى الذي يضج منها الانوثة عالقة في ذاكرته .. والتي لا تبرح بمغادرته وتركه .. نادم الأن لذهاب تلك ليلة
إلى غرفتها ..
منذ ذلك اليوم .. لم يذق طعم الراحة والنوم! ..
لانها تستوطن في عقله ..
.
.
.
.
في المدينة موسكو ..
في مزرعة بعيدة عن الضجيج المدينة .. كان يجلس على الكرسي ويرتشف القهوة بالهدوء .. وكأن ليس الأن سيرتكب الجريمة في حق الأنثى .. التي لم ترى سوى القسوة في حياتها ..
حدق بها كانت تجلس على الارض وترتدي ملابس انيقة .. ولديها جروح طفيفة على تضاريس وجهها .. وكلتا يديها مربوطة .. وحافية القدمين .. حدقت بهم بخوف ..
مال شفتيه ساخراً على نظراتها .. ووضع ساق على أخر .. وتحدث بغرور ..
سامي .. " حمد لله على سلامتك يا حرم نادر! .. عرفت بصعوبة رجالي قدرو يجيبوكي إلى هنا .."

هي لم تكن تعرف انها حامل .. ولكن قبل مجيئها عرفت عندما سائت صحتها قليلاً .. وعرفت انها حامل .. وفي الشهر الاول ..
حدقت به بغضب .. وبنبرة حادة خائفة .. أن لا يصيبها سوء .. ريلام .. " مين انت؟! .. ايش تبغى مني حسبي الله عليك .. " تحدثت إلى إحدى رجاله الذي يمسك ذراعها بقوة .. " اتركني انت يا زفت .. .." صرخت بالصوت مرتفع .." الله لا يبارك فيكم ايش تبغو مني .. سيبوني.. الله لا يوفقك .."


ارتشف من قهوته .. وزاد من وسعة ابتسامته .. كان يريد تقليل ألم عليها لأجل ابنه .. ولكن لن يرحمها الأن .. وضع الكوب على طاولة .. ومسك الورقة .. واقترب منها وجلس أمامها .. ورفع الورقة لكي تنظر هي ..
سامي .. وبالسخرية تحدث .. " توقعت ان يحبك مستحيل يرضى يوقع الورقة .. ويرضخ لي بالسهولة ذي !!.. بس أدهشني وتنازل عنك في خلال دقيقة .. " وضحك بالصوت مرتفع ..

ووقف وادار ظهره .. وهو يأمر طبيب .. بنبرة حادة .. سامي .. " لا تخدرها.."
صرخت بصوت مرتفع وهي تطلب منهم ابتعاد عنها .. وحدقت به بصوت باكي ترجته .. أن يتركوها ..
ولكن كان الجميع قاسيون معها!!..
لم يمر دقيقة كانت مثبتة على الطاولة .. وذاك الطبيب بكل وحشية .. مزق ملابسها بين صرختها وبكائها .. ومسك المِبْضَعُ وغرس في اسفل بطنها بالقوة .. لم يكن يحتاج سوى إلى عشرون دقيقة وانهى مهمته .. كانت تبكي بالنحيب ..
لقد تلقت هي رسالة من نادر أنه سيأتي إحدى رجاله الشخصي لاصطحابها إلى موسكو .. كانت سعيدة تأنقت في داخل طائرة قبل نزولها ..
وقبل خروجها من المطار .. مشت خلف الحارس الذي كان يرافقها طوال الرحلة .. فتح لها الباب السيارة .. لم تشعر باطمئنان .. لرجل الذي يجلس في المقعد الخلفي .. ابتعدت خطوتين إلى الخلف .. ولم توافق على الجلوس في السيارة .. اخرجت من حقيبتها سريعاً هاتفها النقال وقبل أن تتصل به اختطفوها ..
توقفت عن الحركة .. وكأنها بقايا أنثى .. تنتظر متى تنتهي حياتها !..

انهى مكالمة من ابنه قايد .. ومشى بخطوات بطيئة ..مقترباً منها .. وهو ينظر إليها باحتقار .. ومسك بأصابعه ب وحشية فكها .. سامي .. " اعرفي مكانك .. قبل ما ترفعي صوتك على اسيادك .."
.. اشار إلى رجاله .. لفك وثاق كلتا يديها وقدميها .. ومازال يمسكونها من ذراعها ..

وهي تنظر بالنظرات فارغة من الحياة .. إلى طفل الذي لم يلد .. ولم يمر عليه سوى شهر مع رحمها!! .. ويمسك إحدى رجاله بالحبل الذي يحيط بطوق العنق الذئب .. ويأكل بشراسة ..
زاد وسعة ابتسامته .. وهو ينظر إلى نظراتها ..
ادار وجه إلى سكرتيره فهد .. الذي هو الذي ذهب لجلبها من المطار ..

تحدث بأمر .. سامي .." ارموها في واشنطن عند زوجها السابق .. راح اعفي عن حياتها بس عشانها كانت عشيقة نادر .."

غادر بخطوات واثقة .. وخلفه سكرتيره فهد ..
تاركاً خلفه جثة .. بعد ارتكاب بكل وحشية جريمة في حقها ..
فقدت وعيها .. بعد ما مرت في الخلال عدة الدقائق هي ..
.
.
.
.
في مدينة عمان ..
داخل إحدى شقق مفروشة بسيطة ..
منذ البداية كان يعلم أن هناك أمر مريب .. في أيام الفائتة .. عرف الحقيقة من الممرضة جمانة .. يركن سيارته بالقرب من بناية سكنية ..
كان يراقبها دون أن تشعر هي .. لقد خرجت للتو إلى شارع ..
كان ينظر إليها باحتقار وكره ..
لقد عرف لماذا تخلصت من شكيلة هي .. لأنها عرفت حقيقتها !..
ابتسم بخبث .. ياسر " قرب يومك يا وسخة .. انتي وزبالة الي معاكِ .."

بقرب من باب سيارتها ..
دفعته وبدلع .. سلمى .." لا خلاص كفاية قد كذا عليكِ يا بيبي .. أخاف لا يشوفنا احد .."

رجع وعانقها مرة أخرى .. " وربي ما شبعت منك !..

مثلت الحزن هي .. سلمى .." ولا أنا شبعت منك .."

جلست في سيارتها وغادرت مبتسمة .. كان مريض لديها ..و لقد كان يكن لها مشاعر .. ولكنها لم تكن مهتمة .. عندما عرفت شكيلة عن حقيقتها .. اقتربت منه .. لكي تتخلص منها .. قبل أن تفضحها ..
غرقت في ذلك اليوم الذي جعلته أن يشاركها في جريمته ..
كانت هي السبب في إعطاء لوالده صور وهي تلعب القمار مع مجموعة رجال وإناث!!..
داخل عيادتها ..
كانت تقف أمامه .. وتبتسم له .. سلمى .." ايش يثبت لي إنك تحبني !.. "

..تحدث بنبرة صادقة .. غير مصدق أنها اهتمت له .. مروان .. " الي تبغينه مني راح اسوي لك واثبت لك حبي .."

رفعت حاجبها .. وابتسمت بخبث .. مدت له الظرف .. سلمى .." اوكِ .. ابغاك تفربك الصور الى جوات الظرف !.. "

فتح الظرف باستغراب .. تحت نظراتها.. وأخرج الصور ..حدق بها بصدمة .. وبهتت ملامح وجهه .. ولم يتحدث هو ينظر إلى ثغر أنثى تبتسم في الصورة ..

عضت شفتها .. خائفة من رفضه .. اقتربت منه وحاوطت عنقه بالدلع .. سلمى .." لا تشيل هم أنا راح اتكفل بكل شي .. ما عليك غير انك تاخذ صورها وتفربك وتجيب لي .. " زادت من اقترابها .. " لو من جد تحبني اثبت لي !.. "

غرق فيها .. حرك راسه بالموافقة .. ابتعدت عنه .. وغمزت له ..

سلمى .." لك مني سهرة راح تنسيك عمرك .. لو سويت الي طلبت منك .."
.
.
.
.
في المدينة لندن ..
جلست بغضب على الكرسي .. ووضعت أمامها موضي كاسة ماء.. للتو كشفت أن هناك من كان يراقبها منذ فترة طويلة ..
أم حاتم .. نهرتها بحدة .. " وخير يا طير ليش مكبرة الهرجة! .. عارفة طبيعة شغله واكيد خايف عليكِ من اعدائه.. واحمدي ربك إن هو خايف عليكِ لا يصيبك بلا .. "

ردت بنبرة حادة .. إلى والدتها التي تقف في صفه .. تحدثت بكره .. أماني .." الله ياخذه لا تقول لي خايف علي .. هو أكبر عدوي .. وكمان من يوم يومه شكاك وحقير.. ما اعرف ليش مصرة توقفي في صف المريض ذا !.. "

تحدثت هي بخبث .. موضي .." كلامها صحيح يا خالة .. ليش يخاف عليها انتي وحاتم مو مقصرين معاها .. ماله حق بالصراحة .. "

حدقت بها بحدة .. ولم تهتم بما تفوهت هي للتو .. عضت موضي شفتها بقهر ..
ادارت وجهها إلى ابنتها .. أم حاتم .. " بطلي جنونك يا بت .. واهجدي لا ترفي ضغطي بزيادة .. وأنا بنفسي راح اتفاهم مع جنيد .. "

ضحكت بسخرية .. أماني .." يعني متأكدة راح يقول لك الصدق الحيوان ذا .. مستحيل اسكت له .. ومحد له شغل ف .. "

صفعتها بقوة على خدها ..
ام حاتم .. بنبرة حادة .. " سكت لك بما فيه الكفاية .. و طسي لغرفتك يا قليلة الادب .. "

زاد كرهها لجنيد اضعافاً .. غادرت إلى غرفتها .. وجلست على طرف سريرها وبكت ..
لحقت بها موضي .. وأغلقت الباب خلفهما ..
وجلست أمامها على كرسي ..
موضي .." الله يهدي الخالة ما ادري ايش مسوي فيها .. عشان واقفة بصفه ؟؟.. ما توقعتها يوصل فيها تمد يدك عشانه !.."

نظرات بحزن إلى اصابعها .. وما زالت يسقط من عيناها سائل مملح .. ودعت بكره عليه .. أماني .." الله يدمر حياته مثل ما دمر حياتي .. مقهورة وربي مو مصدقة ماما تضربني عشان مين عشان الحقير ذا !!.. "

أمالت جسدها وحضنتها .. ومررت أناملها على ظهرها .. وابتسمت بخبث .. تحدثت إليها .. موضي .. " لا تسكتين له .. كفاية المريض سجنك في ديرته الخايسة .. والحين يخلي وراكِ واحد يراقبك .."
ابتعدت عنها .. وضمت اصابعها داخل كفيها .. وبنبرة صادقة .. أماني .. " آسفة يا موضي .. على أخر مرة الي حصل بيننا .. وربي ما راح الاقي وحدة زيك الي تفهمني .. وتهتم لي .. لو ما دريت منك إن في أحد يراقبنا .. كنت لحد الان على غفلتي .. "

ابتسمت وهي تخفي كرها .. موضي .. " لا .. لا يا امنية الغلط كان مني .. شايفتك مبسوطة ونكدت عليكِ .. لا تشكريني أنا اشكري استاذ قايد هو الي اكتشف ان في أحد لمدة ذي كلها كان يراقبك .. ما عرفت ايش اسوي غير اني بلغت حاتم .. "

ابتسمت لن تجد رجل نبيل مثله !..
تذكرت رسالته في ذلك اليوم ..
ابتعدت عن سرير .. ومسكت هاتفها النقال .. وفتحت على رسالته .. الذي ما زالت تحتفظ به ..
قرئت مرة أخرى ..
.." لو قلت لك إنتي سبب في سهرتي يا اماني!.. "
تنهدت وكتبت له .. " شكراً لك .."
كانت تراقبها موضي بصمت .. لم تكن خاطئة ..
سهل ايقاعها .. إذا كان الامر يتعلق ب جنيد !!..
.
.
.
.
في منزل المقابل لهما .. في المدينة لندن ..
كان هو يلقي جسدها داخل البانيو .. ويتصاعد البخار من ماء دافئ ..
وضع كاسه على طرف طاولة .. ومسك هاتفه النقال .. وفتح رسالتها .. ابتسم بخفة .. إنه بداية فقط يا اماني ..
ضحك وهو ينظر إلى صورتها .. قايد .. " لو ما خليتك برضاكِ تجي عندي ما أكون ولد ابوي .. "
واكمل احتفاله .. لقد استطاع في شن الحرب ضد اخيه .. وجعل والد يتكفل .. وهنا موضي ..
.
.
.
.
في المدينة المنورة ..
ساعة عاشرة صباحاً ..
خرج من سيارته جنيد التي يركنه بعيداً عن منزل .. لقد ذهب متأخراً مازن اليوم للعمل ..
كان يرتدي زي للموظفين في صيانة الطرق .. اقترب من المنزل الذي يمكثه ..
استطاع فتح الباب .. ودخل داخل شقة ..
واضاء المصباح الذي في يده ..
أوقف سيارته بالقرب من باب البناية السكنية .. لقد نسى هاتفه النقال في المنزل ..



وانتهت جزء 21 ..
وبإذن الله في أقرب وقت راح التقي فيكم يا عزيزاتي ..
انتظر تعليقاتكم ..




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-09-19, 01:37 PM   #45

Maaraam

? العضوٌ??? » 434920
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » Maaraam is on a distinguished road
افتراضي

رائعه من جمالها نفسي اقرا اكثر من بارت في اليوم

Maaraam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 04:54 AM   #46

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



صباح السعادة على حلواتي ..

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة ..


(22) ..

في المدينة المنورة ..
يراقبه منذ فترة طويلة .. بين مساعده فايز ومازن أمر لا يعرفه هو ..
لم يخبر أحد عن دخوله لمنزل مازن ..
حدق به كان يمشي بخطوات سريعة إلى سيارته الذي كانت مركونة بقرب سيارات أخرى .. أمام البناية السكنية ..
كان يضع في حضنه لابتوب .. ضغط على زر لكي يعطل الكاميرا الذي أمام باب شقته ..
خرج من سيارة بعد ما وضع على راسه كاب .. وهو يرتدي الملابس صيانة الطرق .. وفي يده الحقيبة حديدية بداخله أدوات لكي يساعده على دخول منزل مازن ..
ابتسم بخفة .. حدق ب كالون الباب ببصمة.. وضع لصقة على اصبعه الخنصر لبصمة مازن .. الذي اخذه دون أن يشعر هو .. تطابق البصمة .. وفتح الباب له ..
دخل بخطوات هادئة .. وهو ينير طريقه بالمصباح الصغير الذي في يده ..
لكي يستكشف أرجاء المنزل ..
..
كان يقف أمام الإشارة المرور .. بحث في جيبه عن هاتفه .. ولم يجده تافف بصوت مرتفع .. لقد تأخر اليوم .. ما زالت نظرات جنيد ذلك اليوم الذي ذهب لاغتيال شكيلة مرة أخرى .. عجز تفسير .. ويشعر أحياناً وكأنه كظله يرافقه ..
ارهق نفسه طوال الليل .. لكي ينجو من جنيد ..
لو عرف انه هو الذي قتل ابنته أيضاً!!..
أدار سيارته بعد أن اصبح الإشارة لون أخضر .. أوقف سيارته امام المنزل .. وخرج متجهاً إلى المنزل .. بخطوات سريعة ..
عقد حاجبه وهو ينظر بطرف عينه ..إلى رجل يمر من قربه يرتدي ملابس صيانة الطرق .. لم يعره اهتمام .. فتح الباب سريعاً .. ودلف إلى داخل .. التقط هاتفه من فوق سريعاً ..
أدخل يده في جيبه وهو يمسك ابرة .. وهو يشعر أن هناك أحدما دخل منزله ..
خرج مرة أخرى من المنزل بخطوات سريعاً .. وهويشك برجل الذي راه للتو!..
.
.
.
.
في المدينة موسكو ..
كان يجلس في صالة المطار خاص لرجال الأعمال .. برفقته أنثى سمراء بجمال اغريقي النقي .. سيسافران إلى جزر المالديف .. لقضاء شهر العسل .. ارتبط بها مكرهاً .. لأجل أن ينقذ من سلبت قلبه ..
تركها لكي لا تتأذى مرة أخرى ..
لقد ارتبط بها البارحة .. وانتشر خبر ارتباطه في جميع البلدان فهو ابن إحدى رجال الأثرياء .. فهو ارتبط أيضاً بابنة رجل ثري في الحزب السياسي لإحدى دول العربية ..
ما زال يتذكر عيناها التي أعتاد عليها في كل صباح ..
اقلع طائرة ذاكراته إلى أخر اليوم الذي كان برفقتها ..
انتهى من قضاء الوقت ممتعاً معاً ذلك اليوم .. وابلغه برحلته مستعجلة إلى موسكو ..
تفاجأت و ابتسمت له .. وغرقت في عالم آخر ..
الذي بات يكرهه هو أن يراها تغرق نفسها فيه ..
لقد عاش معها فترة وجيزة .. ولكن وقع في حبها!..
كانت تقف بقرب عتبة المنزل .. ما زال كان حزين على صمتها ..
هي جاهدت إخفائه .. ولكن لم تستطع ..
اقترب منها وهو لا يريد ابتعاد عنها .. ولكنه يجب أن يفعل لأجل أن يحميها !..
مسح بلطف على راسها .. وأحاطها بكلتا ذراعه .. وخبأها بداخل حضنه ..
وبصوت منخفض .. همس في أذنها مبتسماً لها.. نادر " أشوفك على خير يا قلبي .."
وقبل أن يبتعد عنها .. اقتربت سريعاً منه وتشبثت بذراعه .. وغرقت في بكائها ..
ادار جسده .. مسحت بكفها الاخر عيناها ..
ترجته بعينيها .. بسمة .." ما يصير تأجل سفرتك !.. قلبي مو مرتاح لروحتك.. ولا أقول بلاش تسافر .. أجله عشاني .."
طبع قبلة على راسها .. وحاوط وجهها بكلتا كفيه ..نظر إليها مبتسماً بحب .. نادر .." لو بيدي ما اسافر واجلس هنا .. بس ضروري ما يتأجل .. "
وعانقها .. واكمل حديثه .. وهو يسمع صوت أنينها .. التي جاهدت أن تسجنه بداخلها .." الله يهديكِ يا بسمة مو رايح للحرب .. شوية شغل وراح ارجع بإذن الله بعد كم يوم .."
أومأت بإيجاب .. وهي تنظر على كفه الضخم التي تتشبث به بكلتا كفيها .. ولم تتوقف في ذرف دموع ..
لا تعرف تشعر هي بشعور سيء .. عندما ابلغها .. عن رحيله ..
كان اخر لقاء معها ..
لقد عقد والده معه صفقة .. أنه سيتركها دون ان يغتالها ..
ولكن بشرط أن يقترن بأنثى الذي تجلس بقربه ..
قلبه كان غارقاً في الحزن .. ولم يصدق ما يحصل له ..
.
.
.
.
في ديرة التي لا يعمه سوى الهدوء وجمال الطبيعي ..
ويغار منها ضجيج المدن !..
كان المساء مزهراً برونق روحها ..
خرجت اليوم من غرفتها بعد اعتكافها يومان بداخله ..
تناولت الغداء معهم بصمت .. وتتحاشى الجلوس معهم ..
فهي ما زالت تشعر أن جرحها طري ..
و يصعب تتقبل أن يستغفلها الجميع ..
طوال تلك الفترة الماضية ..
وكأنها كانت كالدمية .. تتحرك مثلما يريدون ..
كانت ساعة معصمها السوداء تشير إلى الخامسة مساءاً ..
جلست على الكرسي التسريحة .. سـتأتي نجد وريلام لزيارتها .. مثلما ابلغتها والدة جنيد ..
مسكت بمرطب الوجه ووضعته على وجهها ..
نظرت في المرآة ..على شحوب الذي ما زال يلازم وجهها .. قوست حاجبيها ..
وزمت شفتيها بقهر ..
على عقلها الذي لا يرحمها .. بطمس جنيد من ذاكرتها !..
لم تكن بتلك الضعف مثل الأن ..
لطالما سخرت من الذين يضعفن امام الحب !!..
ولكن هي لم تضعف فقط .. بل سقطت في غرامه .. أصبحت كالغصن مهترئ ..
ولا تعتقد أنها تستطيع تحليق مرة أخرى ..
لطالما قلبها الأحمق ..
متيم في حب ذاك الرجل القاسي !..
سقط قطرة ندى من عينها الأيمن .. مسحته بأنامل نحيلة حزينة ..
كرهت قلبها .. الذي ما زال يتمسك في الحب لا جدوى منه ..
ولن تجد سوى الحزن ..
تمنت لو تستطع إخراجه من قلبها ..
ولكن كيف تفعل هي ..
ويزداد شوقها له في كل لحظة ..
لكثرة اشتياقها له لا تشعر أن العناق البسيط يكفيها! ..
كتمت صوت بكائها .. ولكن عينيها لم يتوقف من ذرف سائل الذي يزيد من عجزها ..
وضعت مساحيق التجميل لتخفي هالات سوداء .. وذبول روحها ..
ولكي يستر عورة قلبها !..
رفعت خصلات شعرها بربطة الشعر ..
وقفت واقتربت من خزانة ملابسها .. سمعت صوت رنين هاتفها النقال ..
ادارت وجهها .. ومشت بخطوات بائسة مقتربة من سريرها .. حدقت ب الشاشة هاتفها .. يظهر لها رقم بدون اسم .. زفرت بالضيق .. هل ينقصها ازعاج من هاتفها النقال .. لقد مرت عدة أيام وتتلقى مكالمة بأرقام دون اسم ورسائل!.. أغلقت هاتفها النقال .. والقته بغضب داخل الدرج طاولة مكتبها ..
ليس لديها مزاج لتهتم من يزعجها ..
اقتربت من خزانتها وهي تبحث عن شيء بسيط لكي ترتدي هذه المساء .. حدقت إلى ملابس الذي ارتدته .. لكي تلتقي به ..
كانت كالصبية بريئة ما زالت لم تخرج من حدود المدينة الوردية ..
لم يخدش قلبها الحزن ..
ولم تسلك ظلها سوى طريق البهجة ..
ولم ترتدي ثغرها سوى سعادة ..
ولكن منذ اطرق حبك قلبي يا جنيد !..
فتحت له كالبلهاء .. وطمعت في سعادة أكثر .. إلى أن سقطت .. كالورقة الخريف ممزقة ..
كيف فكرت إنني استطيع جلب الدفء لقلبك الذي كالجليد قاسي ؟؟..
أي جنون الذي تلبسني وجعلني أمشي في طريق الذي كان مسدوداً .. منذ البداية ..
لو تعرف !!..
إنني أردت دفنك في مقبرتي .. ولكن لم أكن امتلك صبر الكافي ..
في إبعاد نفسي عنك .. وأخرجتك يا جنيد ..
لو تعرف .. إنني أقدس حبي ..
لأنه غارق فيك ..
رفعت راسها .. وأغمضت عيناها .. كأخر محاولة لمنع من الهطول الزخات من عينيها .. بدئت تستغفر ..
لكي يهدأ قلبها .. الذي لا يكف من البكاء عليه ..
ولا يشفق عليها ..
وعقلها الذي يأنبها منذ معرفتها الحقيقة ..
ولم يتوقف من جلب الأيام الذي جمعها معه..
وحجم سخافتها .. عندما تأنقت كالحمقاء .. لكي تلتقي به ..
لأكثر من مرة ..
منذ أن عرفتك أصبحت امرأة غير عادية يا جنيد ..
وضعت كلتا كفيها على أذنها .. لتكتم حديثه القاسي والموجع للقلب ..
ويدمي روحها ..
تذكرت تلك الليلة ..
الذي قاومت فيه ثمالة حبه ب الصعوبة ..
وعندما ارادت الهروب منه ..
لم يرحمها هو من سوط كلماته القاسية ..
تتذكر تلك اللحظة بوضوح ..
عندما نعتها بالجبن !..
نعم كنت جبانة وتافهة يا جنيد ..
لو طلبت مني الغفران .. على اشواك الذي الصقتها بالساق روحي ..
كنت سأغفر لك بدون أي تردد ..
ولكن لم تكتفي بمحاصرة قلبي بحديثك القاسي .. بل صفعتني بالحقيقة .. وجعلتني خرساء .. لا أقوى بمواجهة ما حَّل بي!..
مشت بخطوات هزيلة إلى الحمام .. لكي تتوضأ ..
.
.
.
.
في المدينة واشنطن ..
فتحت عيناها بالصعوبة .. وهي تشعر أن الألم يقتلها ببطء ..
وكأن يخطو ذلم الألم بخطوات بطيئة إلى الموت ..
نظرت إلى أرجاء الغرفة .. وتريد المعرفة اين هي .. وما زالت لم تكن بكامل وعيها .. أخرجت صوت وجعها من بين شفتيها ..
بعد النصف الساعة ..
بدئت تستيقظ تدريجياً من غيبوبة التي لم تعرف متى سقطت فيه .. رفعت نصف جسدها بصعوبة .. صرخت بألم .. والقت مرة أخرى ظهرها على السرير الذي لم يكن مريحاً لجسدها المتعب ..
عقدت حاجبيها ..
وبأنامل مرتجفة وضعت على أسفل بطنها .. وهي تستكشف سبب ألمها ..
أبعدت يدها بذعر عن الأسفل بطنها .. وعقلها يسترجع الرعب الذي عاشته .. بمدة ليست طويلة ..
صرخت بعجز .. وهي تتذكر ما حل بها !!..
حركت جسدها والقت نفسها على الأرض ..
وما زالت تبكي .. ويرتفع صوت جنونها ..
زحفت على الأرض كالدود .. واقتربت من المرآة تسريحة الأرضي .. رفعت بأنامل مرتجفة .. قميصها ونظرت إلى خط طويل بلون الأحمر وعليه خياطة بقطعة حديدة .. والذي يخبئ ما نزع من أسفل بطنها .. وضعت يدها على أسفل بطنها .. وغرقت في بكائها بقهر ..
أصبحت خلال دقيقة هائجة كاللبوة .. وضربت بقوة على المرآة .. وكأن تكسر قيود البؤس عن نفسها .. تناثر قطع صغيرة من المرآة على طاولة وبقربها .. مسكته في كفها الايسر .. وغرسته بداخل كفها .. وصرخت بعجز .. الذي تشعره في هذه اللحظة ..
لن يفهم أحدما شعورها الذي تمر به هذه اللحظة !..
لن يفهم أحد ما حجم معاناتها ..
كانت البحر بأمواجها تتمسك بأطراف أيام المجهولة .. ولكن خذلها ..
وأسقطها !..
تلك الصبية البائسة .. زاد كرهها أضعاف للحياة التي لم تكن سوى القسوة والوجع .. ومجردة من الرحمة ..
كان في الخارج .. دخل إلى المنزل اقترب بخطوات سريعة من الغرفة النوم ..
القى نظراته عليها وهو يقترب منها ..
حدقت به بنظرات عجز عن تفسيره ..
كانت عيناها خالي من الروح ..
تحدثت وهي تشعر أن هناك أشواك الحادة في حنجرتها .. التي يمنعها من الحديث ..
وتشعر بالطعم السائل الدافئ الأحمر .. يسقطه عيناها ..
كان صوتها ممتلئ باليأس والعجز .. والخذلان ..
كان صوتها ممتلئ بالحزن .. واليتم ..
بسمة .." اترجاك اقتلني !.. " ارتفعت نبرة صوتها .. وأكملت بقهر .." كان وجودي من البداية غلط في هالدنيا .. ما كان في قلب البشر رحمة لناحيتي .. انت اشفق علي .. وانهي حياتي .. اترجاااك.."
لـا ينكر أنه كان سعيداً .. عندما عرف أنها رجعت له .. مرة أخرى ..
ولكن عندما راها كانت فاقدة الوعي .. وحالتها مزرية من الداخل .. وثياب الذي كانت ترتدي لم يستر قسوة التي وشمت على جسدها ..
كانت أمامه ليست أنثى الذي تضج منها تفائل ..
أمامها الحطام .. أمامها شجرة الجافة ..
زهرة الذابلة ..
ماذا فعلو بها لكي تصبح بهذه الشكل ؟؟..
ما القسوة التي عانت منه ..
وأصبحت تريد الاختباء في المقبرة من الحياة !!..
جثى على ركبتيه بقربها .. وأجهش في البكاء ..
.
.
.
.
في المدينة عمان ..
داخل إحدى الأحياء الراقية .. في فلة بالتصميم الكلاسيكي ..
كانت تجلس برفقة أم حفيدتها بالرضاعة .. وتحدق بها .. كان صدمة ظاهرة على وجهها .. تحدثت بعد دقيقة .. غير مستوعبة ما سمعت .. كانت سعيدة ان ابنتها تبرئت بما قيل عنها .. ولكن تلك الامرأة الوقورة أدهشتها بخبر زواج ابنتها ..
أم ياسر .. بنبرة غير متزنة .. " من متى هالشي صاير ؟؟ .. ليش محد قالي لي .. مستحيل ارضى اعطي بنتي لواحد متزوج .. وغير كذا اكبر منها .. دامها ما تدري إنها على ذمته .. ترجع ويطلقها .. عادي تجلس عندي طول عمرها معززة مكرمة .. ولا إن تأخذ واحد بدون عرس وكأن استغفر الله من بنات يلي منيب قايلة !.. ايش ناقصها عشان ابوها يرخصها كذا ؟؟ .. "
زفرت بالضيق .. هي ايضاً كانت غير موافقة .. ولكن لم تجادل ابنها بسبب مرضه ..
أم عبد الله .. نهرتها بحدة .. " لا حول ولا قوة إلا بالله .. استهدي بالله يا حرمة .. لا تخربي علي فرحتي .. ادري الي سواه عبد الله غلط .. بس ذا كان وصية ابوه !.. "
تحدثت وهي تشعر بغصة في حنجرتها .. أم ياسر .. " ما قلنا شي على تنفيذ وصية .. بس يجي يخطبها زي الناس والعالم .. مو تنرمي رمية ولا كأن وراها أهل وسند .. " لم تتمالك بكت .. أكملت بحزن .. " الله يهديكم .. تراكم ظلمتوها مرة .."
ادارت وجهها .. وبكت بالصمت ..
نظرت تلك المسنة إلى انحناء ظهر انثى نقية .. واهتزاز جسدها بسبب البكاء ..
لـا تلومها تعرف هي مقدار حبها لشكيلة ..
طبطبت برقة على ظهرها بكفها .. أم عبد الله .." لا حول ولا قوة الا بالله .. قومي يا بنتي اشربي لك كاسة موية وتعالي .. قبل ما يجي ياسر .. عاد مين راح يفكنا من تحقيقه !.. "
زمت شفتها بقهر .. ومدت يدها وأخذت منديل .. ومسحت برقة عيناها .. وهي تفكر بزيارتها .. لن تصمت على ما يحصل لابنتها ..
مشت بخطوات حزينة إلى حمام .. وبكت مرة أخرى .. كيف سيكون شعورها لو عرفت هي ؟!..
.
.
.
.
في ديرة ..
في حديقة القصر هادئ ..
كان تجلس برفقتهم بالقرب من شلال الصناعي في ركن الحديقة ..
كانت ترتدي القوة واللامبالاة .. و تجلس بشموخ أمامهم .. وتضع ساق على الاخر ..
وتغرق في الضحك على أتفه أحاديثهم البسيطة .. وتارة تمرر أناملها الباردة تحت جفنها الملتهب بسبب حزنها ..
كانت تخوض معهم الأحاديث سخيفة بتركيز .. وكأنها تتحدث في أمور البالغة الأهمية !..
كانت تقضي وقت معهم .. فقط لكي تهرب من المخالب حزنها ..
بعد النصف الساعة .. أدهشتها نجد من حديثها الموجع ..
أراحت هي الفنجان الذي كانت تضمها لفترة طويلة في كفها الأيمن .. بغضب على طاولة ..
واخترقت نجد بنظراتها الحادة ..
كانت حانقة لم يعجبها.. بما سمعتها للتو منها .. كارهة ضعفها .. ثارت عليها بشكل مفاجئ ..
شكيلة .. " وسكتي له ؟؟.. بدون ما تاخذي حقك .. ذا الرجم قليل عليه وربي .. ما خاف ربه وهو ينتهك شرفك .. " نظرت إلى احتقان عينيها بدموع.. وعلى وشك النزول .. أكملت بحدة .." وأمه ما استحت فين بتروح من ربي !! .. مفروض ترفعين قضية عليهم.. على فكرة تراكِ جبانة ط.."
بترت كلامها .. باستغفار بصوت منخفض .. أغمضت عينيها..
.." جبانة " نعتها هو في تلك الليلة ..
زاد غضبها وحزنها .. شتمته في قلبها ..
خبأت نجد وجهها خلف كفيها بحزن وبكت .. كانت تمثل القوة طوال الفترات الماضية .. ولكن بعد ما قالت لها شكيلة .. سقطت باكية بوجع ..
حزنت عليها .. وابتسمت بلطف .. وتحدثت بنبرة هادئة .. ريلام .. " حسبي الله عليهم .. ربي راح يتكفل فيهم ..و يعوضك على كل شيء .. اهدئي يا قلبي "
حدقت بها وهي تشعر بتأنيب الضمير .. ما ذنب نجد .. لكي تقسو عليها ..
تنهدت بحزن .. وامالت جسدها الى الأمام قليلا .. ومدت لها المنديل .. ووبختها وكأنها تتحدث إلى نفسها .. شكيلة .." امسحي دموعك .. لا تسكتين له .. وارفعي قضية عليه وخذي حقك على كل الي سواه فيكِ الحقير ذا !.. "
لم تتمالك وهي تنصت إلى صوت بكاء نجد ..
اقتربت منها .. ومسحت عينيها برقة .. وحاوطت بكلتا كفيها وجهها دائري ..
تحدثت بنبرة هادئة .. مبتسمة بحزن .. شكيلة .." ويعني بكائك راح يغير شي يا نجد! قولي لي هل راح يغير ؟! .. لأ !.. راح يزيد ضعفك وبؤسك .. اذا سكتي اليوم راح تسكتي طول عمرك .. كيف يتجرأ الحقير ويقول لك ان البزر الي كان في بطنك مو له .. وما اجهضتي غير لأن مو منه .. كوني مرة منصفة لنفسك يا نجد .."


.
.
.
في المحلق ..
رفع حاجبه وهو ينظر إلى صديقه بإعجاب .. الذي ليس فقط بسبب دراسته العليا أصبح في المنصب عالي .. بل بسبب جهده وولائه لوطنه ..
ثابت .. " بإمكانك تستجوبه بدال كل الحوسة الي مسويه! .."
هو كان ينظر بتركيز إلى لابتوب .. لقد وضع كاميرات في منزله ..
جنيد .. بنبرة هادئة وبثقة .. " مستحيل يخلي سامي واحد جبان جاسوس بيننا .."
أكمل جنيد وهو ينظر إلى ثابت .. " سامي ناوي يستقر في جدة !.."
خبأ نظراته دهشة .. خلف بروده ..
زفر بالضيق .. وهو كاره سيرته ..
ثابت .. " ومن فين لك معرفة بجبته ؟!.."
ابتسم بخفة .. وبخبث .. جنيد .." تلميذه .. " وقف مبتسماً .. واقترب من آلة صانع القهوة .. لكي يغير الجو الذي يعمه هدوء ثابت مريب ..
.." تشرب معايا نسافيه .."
ادار وجهه مستغرباً .. عندما لم يتلقى الرد منه ..
حدق به كان يبتسم .. وغارق في عالم آخر !..
ادار وجهه وهو يصنع كوبان مبتسماً ..
.
.
.
.
في المدينة موسكو ..
ضحك وهو ينصت إلى ما قال له ابنه ..
الذي ليس أقل منه ذكاءً ..
دهش عندما عرف منه .. ان أخيه نادر .. عرف عن أعمالهم غير شريعة .. وتواصل مع محققين .. وينوي شن الحرب ..
وكان فكرته بإبعاد نادر عن بسمة ..
لم يكن فقط ابعادهما !!..
هو الذي وضع في عقل والده .. بنزع طفل الذي لم يلد من أحشائها .. لكي تكون عبرة .. وتعرف من تكون هي ..
ابتسم بحب لابنه .. وهو يحدق به من شاشة لابتوبه .. سامي .. " لو كنت ادري من زمان كان خليتك تروح لندن !.." وسأله بجدية " وكمان ايش علاقتك بجنيد ؟؟ .."
ابتسم هو أيضاً .. وتحدث بثقة .. وهو ينظر إلى عيني والده ..
قايد .." عنده مهرة تعدل المزاج .. " وأكمل بتملك .. " ابغاها لنفسي .. "
زاد وسعة ابتسامته .. من تصريح ابنه ..
.. سامي .. " حلال لك .."
هو أيضاً كان بمزاج عالي .. اكمل وهو يبتسم أيضاً .. قايد .. " بس صعب ترويضها .."
القى نظراته على ابنه .. مبتسماً على ما قال له .. سامي .." ما عليك لجل عيونك نروضها لك ونجيبها عند رجولك .."
ضحك قايد .. " تيجي عندي وكفاية !.."
.
.
.
.
في الديرة ..
انتهى سهرتها البسيطة ..
لم تغادر الحديقة .. بعد ذهابهما ..
هناك الأمور كثيرة الذي يشغلها .. ابتسمت وهي تتذكر عندما كانت ترهق نفسها .. كانت تجازي نفسها بسفر ..
ولكن الآن تغير كل شيء .. وأصبحت مقيدة بعشقه ..
تنهدت بصوت غير مسموع ..
وقفت متجهة إلى الداخل .. لم تستغرب من الهدوء المنزل .. لقد اعتادت عليها في الأشهر الأخيرة .. فالجميع يستيقظون قبل صلاة الفجر بساعة !..
ادارت وجهها قبل أن تذهب إلى غرفتها .. لترى يتسلل الضوء من غرفة عزة .. زمت شفتيها .. لا تقوى على صدها لفترة طويلة .. لقد اعتادت على القضاء اغلب الوقتها معها ..
فهي الوحيدة التي تهون عليها غربتها !..
اقتربت بخطوات هادئة .. راتها تضع علبة دوائها داخل الدرج ..
دلفت إلى داخل الغرفة .. باستغراب مقتربة منها .. فتحت الدرج مرة أخرى هي .. تحت أنظار عزة الهادئة .. قرئت ما كتب عليه ..
زمت شفتيها وحدقت بها بالصمت ..
جلست على طرف سرير .. وحضنتها ومررت كفها على ظهرها .. وبنبرة هادئة ..
شكيلة .. " سلامتك يا عزة .. ليش مكتئبة ؟!.."
شعرت باهتزاز جسدها بسبب البكاء .. في حضنها ..
رفعت عيناها .. الذي كان ممتلئ بسائل .. واصبح جفنها احمر .. بسبب سجنها لدموعها .. كيف استطعت ان تقسو عليها !..
على صبية بريئة طاهرة ..
كيف لها أن تكون سبب ذبولها ..
طبعت قبلة على راسها ..
.. شكيلة .." الله لا يوفقني لو إني سبب وجعك يا عزة .."
ابتعدت عنها .. ووبختها بحنان .. عزة .." استغفري ربك يا بنت .. كيف تكون بسمتي سبب وجعي .. "
مسحت عيناها كأطفال .. وابتسمت برقة لها .. وهي تضم أناملها النحيلة بين كفها ..
عزة .." سامحيني يا قلبي .. يشهد علي ربي ما كنت ادري إن جنيد راح يكبر الموضوع .. لو كنت ادري كان انهيت من البداية الهرجة مع نجد .. ولا اشوفك في الحالة ذي !.."
رفعت حاجبها باستغراب .. إذن هناك أمر أخر لا تعرفه أيضاً !..
إذا لا نية لهم لتوقف من استغفالي !..
شكيلة .." نجد !.. ايش دخلها ؟؟.."
زفرت بالضيق .. والقت نظراتها متوترة عليها .. خائفة من ردة فعلها ..
عزة .. " من كم شهر خطبتك نجد لأخوها .. وما قدرت اردها .. لأن حالتك واجد كان سيئ في ذيك الوقت .. وكمان كنتِ على ذمة جنيد .. تمنيت إن جنيد يعلن زواجه منك .. مجرد فكرة إني افقدك .. خلاني افكر بأنانية وزنيت عليه عشان يوافق .. بس هو الله يصلحك إلا راف .. "
وضعت أناملها على شفتيها .. وبترت بقايا الحروف .. داخل فمها ..
ما زالت كانت هادئة .. وتتذكر ما قال لعزة .. عندما ذهبت لإدلاء شهادتها ..
" الله يرضى عليكِ شيلي الفكرة من دماغك .. ومكتفي ب أماني .. "
غيرت مجرى الحديث هي .. ومازالت مبتسمة .. وكأن ما قالت للتو .. لا يخصها هي !..
شكيلة .. " وين وعدك لي يا عزة انك ما راح ترجعي له ؟؟ .. ايش ما صار معاك ! .."
تقصد دواء الاكتئاب الذي كانت تأخذه عزة ..
مسحت عينيها .. عزة .." أنبني ضميري يا شكيلة .. ما قدرت استحمل اشوفك بذي الحالة .. وأنا سبب إني قلت لجنيد إنك موافقة على اخو صحبتك .. لجل يحس شوي !.."
رجعت مرة أخرى ومسكت أناملها .. وبنبرة صادقة .. " والله تمنيت إنك تعيشي بسعادة معه يا شكيلة .."
مالت شفتيها .. وحادثت نفسها .." مستحيل الاقي سعادة بقربه يا عزة .. "
حررت كفها الأيمن .. ووضعت على خد عزة ..
وبلطف .." الله يصلحك يا عزة تقومين وتأذي نفسك عشان ترضي غيرك يا قلبي .. ايش ما كان يا عزة لا ترجعي له .. أوك يا عينيا .. "
حركت راسها بإيجاب مبتسمة لها .. تحدثت لها بشغف .. عزة " على فكرة سجلت في تحفيظ الي في المسجد النبوي .. ومن بكرة راح اداوم .."
ابتسمت لها هي أيضاً .. شكيلة .." يا عمري يا عزة .. الله يسهل عليكِ ويوفقك .. احلى خبر وربي سمعتها .."
امالت جسدها قليلاً .. وطبعت قبلة على راسها بحب ..
شكيلة .." أجل تصبحي على كل حاجات حلوة يا قلب ورح شوشو .. واحلام سعيدة .."
عزة .." الله لا يحرمني منك ..وانتي من اهله .."
غطتها جسدها .. ومسكت في يدها قارورة صغيرة .. خارجة من غرفتها .. دون أن ترا عزة ..
مشت بخطوات متعثرة إلى الأعلى ..
غير مصدقة ما سمعت أيضاً للتو ..
زفرت بالضيق .. وسقطت عيناها عليه ..
عقدت حاجبيها .. ما الذي جعله أن يأتي إلى هنا ؟؟..
قبل أن يغادر إلى جناحه ..
ادار وجهه مقترباً منها .. كانت ما زالت واقفة بقرب السلم ..
تحدث جنيد إليها بنبرة متزنة .. وهو يكبت غضبه .. منذ معرفته أن اماني عرفت .. انه وضع رجل لكي يحرسها .. كان غاضباً .. وتقلب مزاجه .. الذي كان جيداً منذ الصباح .. جنيد "ايش عندك يا آنسة ليه ما تردي على اهلك !.."
أمالت شفتيها وبسخرية.. لأول مرة تكون بقربه على طبيعتها .. وحانقة عليه !..
لا نية لها أن تصمت له .. من دون أخذ ثأر لكبريائها ..
شكيلة .." شي راجع لي .."
قبل أن تمر من أمامه .. مسك ذراعها بقوة مقترباً منها ..
تحدث بنبرة غاضة .. ساخراً منها هو أيضاً.. جنيد .." قايل لو الحمار يعقل إلا انتي !!.. " اكمل بأمر .." طسي واشوفك بكرة ساعة خمسة تحت .. "
ترك ذراعها .. وأدار وجهه .. لكي يغادر إلى جناحه ..
عقدت حاجبيها .. ولم يعجبها أسلوبه معها ..
ابتسمت وهي تريد اغاظته .. تحدثت بثقة .. شكيلة .. " في ذا انت صادق !.. وأكبر دليل حضرتك .. وكمان وفر أوامرك لزوجتك .. مو انا الي تتكلم معاي بالأسلوب ذا يا جنيد .. "
زم شفتيه .. على حديثها المبطن .. وتقصده انه حمار .. اقترب منها بخطوات هادئة مبتسماً .. على كلامها الاخير .. وهو يحدق إلى عيناها آسرتين .. وليس كان غاضباً قبل عدة ساعات ..
تحدث بنبرة هادئة .. وهو يقف متكتف ذراعه ..
جنيد .." وانتي كمان حلالي !.. " مسح على راسها بخفة .. " تصبحي على خير .."
حدقت به بحنق .. يصرح الأن !.. لو لم تكن تعرف الحقيقة .. كان ما زال يعاملها بجفاء .. لها حق أيضاً .. أن تكون كالباقي الاناث .. ترتبط برجل يعاملها كأميرة وليس مثل ما فعل هو بها ..
تمتمت بصوت منخفض بغضب .. " وانت على تعاسة يا جنيد .."
دخلت غرفتها .. وأقفلت الباب خلفها بقهر .. مجرد أن تتذكر .. أنها كالحمقاء تتزين لكي تلتقي به .. وهو كان يعاملها بقسوة .. تشعر بقهر وندم على أفعالها !..
.
.
.
.
في المدينة لندن ..
جلس بقرب والدته .. نظرت إليه بطرف عينها .. ولم تهتم .. ما زالت غاضبة على ما يفعلون طفليها !.. وقبل أن يتحدث ..
أم حاتم .. بهدوء .." وفر كلامك يا حاتم .. ما لي خلق لك ولا أختك !.. كفاية الي فيني منكم.. "
اقترب منها وطبع قبلة على راسها باحترام .. حاتم .." ما يهون علي زعلك يا غالية .. ما غلطت بنتك في شي .. لها حق تزعل .. اذا زوجها ما يثق فيها وحاط لها واحد يتجسس عليها .."
حدقت به .. وزفرت بالضيق .. أم حاتم .." انت اخر واحد اسمع منك الكلام ذا في حق جنيد !.. لو كان شغلته عادي كان قلت ايوه ماله حق يسوي واحنا معاها .. واخرتها الرجال خايف على زوجته .. لا يصير فيها شي مثل ما صار في بنته .. " مسحت دمعة التي سقط من عينها .. وأكملت حديثها بنبرة هادئة .." مستحيل أم تكره عيالها إلا تكون وحدة ناقمة .. "
قاصدة على أخر نقاش حصل بينهما .. عندما أتى حاتم إلى المنزل .. ولم يكن موافق على ما فعل جنيد .. ورفضت هي اتصال عليه ..
تحدثت ابنتها من بين بكائها .. وهي تقترب من غرفتها ..
أشارت بإصبعها وهي تتحدث إلى أخيها .. أماني " أمك ذي ظالمة يا حاتم .. عسى ربي ينتقم منك .. "
كانت تحدق بها بصدمة .. ما زالت غير مصدقة ابنتها .. تدعي عليها وتنعتها ظالمة ..
منذ تلك اللحظة شطرتها ابنتها إلى نصفين ..
تمنت لو هي ايضاً ماتت .. ولم تسمع من ابنتها ماقالت لها !..
مسحت عيناها بحزن .. ادارت وجهها إلى ابنها ..
أم حاتم .. " احجز لي اقرب طيارة لجدة .. مالي جلسة هنا من بعد اليوم .. كفاية سبت بيتي وجيراني فترة طويلة .. "
حضن والدتها .. حاتم .. " الله يصلحك يا يمه لا تاخذي كلامها بجدية .. كانت وقتها أماني مقهورة ومعصبة .. "
أم حاتم .." لو كذا أجل كلنا غلطنا على ابائنا .. "
أبعدته عن نفسها بغضب .. متجهة إلى غرفتها ..
تنهد هو ويلقي نظراته على غرفة اخته ..
.
.
.
.
في الديرة ال ..
صباح كان يتأنق بهم !..
كان يجلس في الحديقة .. منشغلا في عمله ..
مشت شكيلة بخطوات غاضبة .. مقتربة منه مرة أخرى .. طلب منها ارتداء الملابس رياضية وتـأتي ..ومرة الأولى لم تهتم على ما قال لها البارحة .. غفت وهي تقرأ الأذكار الصباح دون أن تشعر .. ولكنه هو سرق غفوتها البسيطة .. بسكب الماء عليها .. قبل عدة دقائق ..
كانت ستعانده ولكن نظراته الغاضبة جعلها .. أن تجاريها لكي تعرف ما نهايته!..
كانت ترتدي ملابس رياضية .. ببنطال رياضي.. وعليه جاكيت بياقة مرتفعة بأكمام طويلة ذا لون اسود .. ..مزين بخطوط الماركة اديداس بلون ابيض
وبلوزة قصيرة بنمط صدرية رياضية من نايك بلون ابيض ..
وقفت على راسه .. تحدثت بغضب .. شكيلة .." ايوه وبعدين يا أستاذ جنيد !!.."
ابتسم وهو يحدق بها .. إلى عقد حاجبيها بغضب .. وعيناها الاسرتين مختبئة خلف نظارتها الشمسية ..
ومشى هو مقترباً من العربة كهربائية .. بمقعدين فقط ..مقترباً من مكان الذي لا يأتيه سواه !..
دهشت لم تكن تعرف بوجود ميدان للجري .. وصالة كبيرة مليء بعدة رياضة .. وركن مخصوص بحائط للتصويب ..
القى نظراته على ساعة يده ..تحدث معها بجدية وبأمر .. جنيد .." بسبب لكاعة حضرتك .. راح تجري ساعة ونص .. واي اعتراض راح يصير ساعتين !.."
وخرج من السيارة متجهاً إلى صالة ومعه لابتوب وقارورة ماء ..
وضعت طرف كفها على جبينها .. وهي تتحكم في اعصابها ..
عضت شفتها بقهر .. وتنفست وكأنها ينقصها الاكسجين ..
لحقته بخطوات سريعة ..
شكيلة .." بفهم ..ايش الهدف من ذا كله ؟!.."
جنيد .. " عشان تعرفي تحمي نفسك في حالة الحرجة .."
وضعت يدها على خصرها وبغرور .. شكيلة .." أجل مالي عازة .. ومريم معايا !.. "
عقد حاجبه .. تحدث بنبرة ساخرة .. وهو ينظر إليها بطرف عينه .. جنيد .. " على أساس خليتي فيها عظم سالم .. من ورا تهورك وعنادك !!.."
زمت شفتيها بقهر .. شكيلة .. " استغفر الله واتوب اليه .. ابغى اعرف انت ليش مصر ترمي لوم علي ؟.. في أي شي يصير .. وحط في بالك يا جنيد انك من ورا سوء ظنك ما راح تجني غير اثم !.. وعموما عين وحدة ثانية على بال ما تتحسن مريم .. لأن بصراحة كانت مريحتني مرة.. "
دخل إلى داخل وهو يضع لا بتوب على طاولة امامه .. ويجلس على الكرسي .. وكتف يديه .. ووضع ساق على الاخر .. وهو يحدق بها .. لقد عرف من مريم .. سبب ذهابها الى مدينة .. بسبب الم الذي كان يلازمها عدة الساعات المتواصلة .. وانخفاض ضغطها .. ولكن أراد أن تشعر بتأنيب الضمير .. لو ابلغته قبل ذهابها .. لن يجعلها ترجع .. بل تركها في الفندق برفقة والدته وعزة ..
ولم يموت حارس البوابة .. ويـتأذي السائق ومرافقتها ..
تحدث مبتسماً .. جنيد .. " كفاية ضحايا الي راحو فيها بدون ذنب بسببك !!.. وكمان على الأقل لو رحتي في أي داهية ما راح اشيل هم واقلق عليكِ .. وبالمرة اشيل اسوارة من يدك .. "
بانت اسنانها كلؤلؤ .. بسبب وسعة ابتسامتها .. ساخرة من قلبها .. وكأنها توبخها على غرق في حبه .. وهو يقسو عليها ب كلامه ..
اقتربت منه .. وأمالت نصف جسدها عليه .. مقتربة من اذنه .. وتتكئ كفها الايمن على ظهر الكرسي ..
تحدثت بنبرة هادئة وبثقة .. وبصوت منخفض .. شكيلة " هه .. خل في بالك يا جنيد انك مدين لي باعتذار .. ماشي !.. وراح يكلفك دنيا وآخرة !.. "
ابتعدت عنه .. ومشت بخطوات سريعة ..
انهت محادثتهم السخيفة .. ب خروجها من الصالة ..
بدئت بالجري .. ومررت إصبعها بقوة أسفل عينها .. لكي لا يسقط دمعة أخرى .. عضت شفتها .. وهي تسجن سائل المملح في مقليتها .. ابتسمت وهي تتدعي إنها بخير !.. تعرف لو سارت في طريق الوجع .. لن تخرج بسهولة منه ..
واست نفسها أنه الأيام قليلة ستنتهي سلسلة أوجاعها وترجع لحياتها السابق من دونه .. نزوة وسينتهي هذا ما قالت لنفسها .. لكي تقلل من وطء حزنها ..
..
هو تخلص بالصعوبة .. من ثمالة قربها للتو ..
يعترف انها تجعله أن يأخذ حذره منها !..
رجع إلى عمله .. وطمسها من عقله بجفاء
..
.
.
.
.
في المدينة المنورة ..
داخل المسجد النبوي .. جهة النساء ..
لقد سجلت قبل عدة الأيام ..
تجلس معهم في حلقة التحفيظ ..
ولكن سعادتها ابترتها تلك سليطة لسان ..
محتقرة وجودها .. من معارفهم .. لطالما كانت معروفة بأية الناس ..
ابتسمت وهي تخفي ارتجاف اناملها منها اسفل استاند القران ..
ولكن تلك لم ترحمها من قسوتها .. وهي تنظر إليها باستصغار .." اها يعني ما جلستي عرجاء .. والله طلع في اختك خير .. اسمعي بدل ما تيجي هنا .. شوفي لك واحد عجوز يرضى فيكِ.. بدل منتي صايرة عالة على قلب اختك وجالسة لها عانس .."
لم تتمالك .. مسكت حقيبتها بأصابع مرتجفة .. وخرجت بخطوات سريعة غير متزنة من المسجد النبوي .. متجاهلة ندائها !..
جلست على الدرج .. خارج البواب العملاق ذا لون الذهبي للمسجد النبوي ..
غطت وجهها وبكت بقهر ..
.
.
.
.
في ديرة ..
داخل صالة ..
كان يعلمها فنون القتال ..
رجعت إلى الخلف عدة خطوات .. وهي تضع كفها على ثغرها .. لم تستطع مجاراته .. وابعاد نفسها .. شعرت بطعم السائل البغيض في فمها ..
القت نظراتها عليه .. وتحدثت بنبرة مرتفعة بغضب.. شكيلة .." يا أخي مين مسلطك علي اليوم !.. "
بصقت في مغسلة .. ومضمضت بماء .. لكي تتخلص من سائل الأحمر البغيض من فمها ..
القى نظراته .. غير مهتم لثرثرتها تافهة في نظره ..
تحدث بحدة وهو ينهرها ..
.. جنيد .." بت !.. لا يعلى صوتك .. تعالي بسرعة هنا .. بلا دلع زايد .. لو ما تعلمتي الحركة .. فاعرفي إنك راح تقضي يوم كامل هنا .."
بأناملها النحيلة .. اراحت خصلات التي تمردت على وجهها خلف اذنها ..
تحدثت بغضب .. غير مهتمة لأوامره .. شكيلة .." انت الي افهم ماني من عساكر الي تحت امرك يا سيد جنيد .. وماني مجبورة اتعلم .. " أكملت مبتسمة بخبث .. ستغيظه قليلاً .. سترد له على ما فعلها بها للتو !.. " ولا أنا مفروض أكون بحضن إلي في بالي ! .. "





متعوب على القفلة هههههههه ..
وأسفة يا حلوات كل ما احدد يوم والاقي نفسي مرتبطة بالشي..
إذا انتو حابين يوم معين انزل لكم ما عندي مانع ! ..
والله يخليكم ليا يارب ويسعدكم ..
ولا يحرمني منكم ..






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-09-19, 02:28 AM   #47

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




ازيكم يا قميلات ..
قراءة ممتعة لكم ..


تنبيه ..

"لا يلهيكم الرواية عن الصلاة "




(23)..



في ديرة ..
كان يشير الساعة إلى التاسعة والنصف صباحاً..
للتو انهت قبل عدة دقائق من الجري في الميدان ..
كانت تجلس على الأريكة جلدية طويلة يكفي لثلاثة أشخاص ..
مددت ساقيها واراحت راسها إلى الخلف .. واغمضت عيناها ..
وتنصت بهدوء إلى دقات قلبها .. الذي يدق بجنون ..
وكيف لأ!! .. وبرفقتها رجل الذي غرقت في حبه !..
قضت فقط على الاريكة سوى عشر دقائق .. لكي يهدأ جنون قلبها ..
ويرجع أنفاسها منتظماً طبيعي مثل القبل ..
زمت شفتيها .. واقتربت من الثلاجة لكي تشرب ماء البارد ..
و هي تشعر أنها تحترق من أوجاعها ..
لم تشعر به .. وهو يمد يده ويأخذ منها قارورة الماء الذي كان باردة ..
نظرت إليه بطرف عينها .. تقدم منها وهو يمد لها قارورة أخرى بماء فاتر ..
فتحت تحت أنظاره .. وشربت دفعة واحدة ..
وأغلقت بطرف حذائها الرياضي باب الثلاجة الصغيرة ..
وأدارت جسدها .. مبتعد عدة خطوات عنه ..
أدخل كلتا كفيه بداخل جيب بنطاله الرياضي ذا لون ازرق ..
وعقد حاجبين وكأنه لم يعجبها طريقة شربها للماء .. واغلاق الباب الثلاجة ..
تحدث بنبرة هادئة .. ساخراً منها .. جنيد .." في أداب الشرب يا آنسة !!.. ولا ؟؟.."
أنهى حديث وكأن يريد منها تعترف إنها خاطئة ..
هي لـا تنكر إنها شعرت بإحراج وهي تشرب أمامه بهذه الطريقة .. ولكن خبأت نظراتها عنه .. وهي تدعي اللامبالاة وكأنه لم يتحدث معها للتو ..
يتمتم هو قاصداً امامها .. جنيد " الحمد لله .. " وأمرها .. بنبرة واثقة .. " الحقيني .."
عضت شفتها سفلية .. وحدقت به من طرف عينها بحنق ..
شعرت بشعور غريب ..
وكأنها في عالم لا يخصها !..
شعرت من انهاء كلامه ..
وكأنها مع رجل آخر ..
ليس الذي وقعت في عشقه ..
التي مازالت مذهولة ..
متى وقع قلبها في حبه !..
وقف على بساط ناعم ذا لون أخضر فاتح ..
ومازال كلتا كفيه في جيب بنطاله الرياضي .. ويحدق بها بصمت ..
إنها أول أنثى تكون برفقته في مكان يقلل من وطء وجعه ..
اقتربت منه بخطوات بطيئة ..
تكره شعور الذي يعتريها وكأنها تائهة .. الذي يجعلها أن تضعف أكثر ..
القت نظراتها عليه .. تنتظره بصمت .. ماذا يريد منها أن يفعل الان ..
تحدث معها برسمية .. وكأنه يتحدث مع الذي يعملون معه !..
جنيد .." راح اعلمك طريقة الدفاع عن النفس .. وركزي معايا يا بت ..
إذا حسيتي إن في أحد يراقبك .. لا تتوتري او تبيني له انك حسيتي فيه .. تعاملي مع الامر بهدوء بدون خوف .. اقرئي كل تحركات خصمك .. وخليكِ مستعدة .. إذا جاء يهاجمك من ورا .. "
اقترب منها بخفة ووقف خلفها .. دون أن تشعر متى غادر من امامها ..
كان يقف خالفها .. لكي يجعلها أن تفهم ما يشير إليه هو ..
أكمل هو .. ويستحوذ على ذراعها .. وسحب إلى خلف بخفة .. لكي لا يؤذيها ..
" اذا مسك ذراعك وسحبها للورا .. يكون مسيطر على الجزء العلوي من جسدك .. ونتيجة يكون ضغط شديد على اكتافك .. فركزي على .."
عقد حاجبيه .. وتوقف عن الحديث .. وهو يحدق بها بغضب ..
كانت غارقه هي في سبات افكارها !..
وهو لا يعرف الصبية الكاسرة بين ذراعه .. تاهت من قربه ..
بصعوبة استطاعت تنظيم أنفاسها .. وتوترت من صوت قلبها المفاجئ ..
لم تكن مهتمة لترهاته .. بل كانت مع قلبها الذي يتحدث بتفاهات .. مثل ما يسميها عقلها !..
زاد عقدة حاجبين .. من صمتها وغرقها في أمر يجهله ..
تحدث بصوت هادئ .. مقترباً من أذنها .. بالهمس .. جنيد .." شكيلة !.. "
شعر بارتجافها .. وعلى صعوبة تنفسها !.. وانسدال جفينها وتعرجات جبينها ..
هي كانت غارقة في العالم الذي بناها لها قلبها ..
عالم وردي .. عالم مليء بالحب والبهجة ..
عالم بالوان الزاهية ..
ولكن استيقظت من سبات أضغاث عشقها !..
على صوته رجولي .. على حديثه مؤلماً كان على قلبها .. وكأن تلك الحروف الابجدية .. أصاب قلبها بجرح غائر !..
كان موجع وقاسي في آن واحد .. عندما نطق بكل برود تلك المعزوفة القاسية عليها!!..
كان صوته .. ممتلئ ب اللامبالاة .. والذي شطرها للنصفين ..
" كفاية ضحايا الي راحو فيها بدون ذنب بسببك !!.. وكمان على الأقل لو رحتي في أي داهية ما راح اشيل هم واقلق .. وبالمرة اشيل اسوارة من يدك .. "
لو تعرف إنني أنا ضحية يا جنيد !..
ضحية حبك الاحمق ..
كان وقع تلك الكلمات ك جمرة على روحها ..
.." وكمان على الأقل لو رحتي في أي داهية ما راح اشيل هم واقلق .."
تنهدت وكأنها ستتخلص من أكسيد الكربون .. كانت عينيها ممتلئة بأحاديث .. تخبئه عنه الآن !.. يكفيها ما تلقت منه ..
رجعت مرة أخرى تنهدت بصوت غير مسموع .. وتريد حقاً التخلص من ثرثرة عقلها ..
أستيقظت على صوت ندائه مرة أخرى ..
أدارت وجهها .. كان قريباً منها جداً .. رفعت حاجبها .. وهي تشعر بأنفاسه على تضاريسها الفاتن .. سقطت سهواً كلتا عينيها كالسواد ليل .. على عينيه المتغطرسة الذي سلب منها راحتها ..
مررت لسانها على شفتيها بتوتر .. عينيه يجعلها أن تصبح مشتته .. فكيف لو غرقت به أكثر ..
ولكن كالبلهاء ..
ولكن كالفضول أطفال ..
ارادت أن تستكشف عالم الذي طالما ارادت أن تراه من قرب ..
مالت سفتيها بسخرية ..
كان حدة أنفه الذي توارثه من والدته ..
ومشت خطوات عينيها .. وتوقفت لوهلة !!..
أمام شفتيه وكأنه ثمرة لم يخلق إلا لتذوق سكرته ..
تنهدت دون أن تشعر .. وتريد التهامه بشغف ..
أسرعت بخطوات عينيها مبتعدة عن خطر محدق! على قلبها .. واقتربت بهدوء
على عوارضه الذي كانت مرتبة .. وتزيده جاذبية ..
أدارت وجهها مرة أخرى سريعاً .. وكأنها رجعت من منتصف طريق استكشاف تضاريسه .. الذي يغرقها أكثر ..
بصعوبة استطاعت الرجوع إلى واقعها ..
تركت وقع خطوات عينيها على حاجبيه ..
على لون عينيه .. الذي يبث منه الدفء ..
إلى تلك حفرتين صغيرتين الذي عندما يبتسم يظهر ..
إلى أهدابه ..
إلى أمور كثيرة ..
وكأنه كوكب آخر ..
تجهل هي أنه ماهر في قراءة الاعين ..
ولقد قرأ عينيها للتو !!..
كان هو يقف مذهولاً خلفها .. ويدير وجهها إليها .. كان قريباً منها ..
غير مصدق ..
هذه الكاسرة غارقة في المرض المزمن ؟!..
لقد كانت عينيها ممتلئة بأحاديث كثيرة ..
عينيها فقط يحتاج إلى الف سنة .. لفهم ما بداخلها ..
ولن يفهمها سوى من غارق مثلها في الحب !..
لقد كان يشعر بكل حركة وردة فعل يصدر منها ..
كان يلاحظ أدق تفاصيلها ..
ما زال تلك الضجيج الأفكار في جمجمته لم يتوقف ..
حررت نفسها .. مبتعدة إلى أمام خطوتين .. وادارت وجهها إليه ..
وحدقت به .. وقاومت اقترابه لذيذ على قلبها ..
تحدثت بنبرة هادئة .. وجاهدت إخفاء غصة في نبرة صوتها ..
يكفيها وجعاً منه ..
ابتسمت وارادت ستر عورة عينيها .. وضعت يدها الايسر على خصرها ..
بنبرة ساخرة تحدثت معه ..
شكيلة .." في طريقة اسهل .. بدل العبط ذا ؟!.."
رفع حاجبه باستغراب .. وكتف كلتا يديها ..
غير مهتم معتقداً أنه خاطئ ..
وحدق بها بجدية وتركيز ..
زاد وسعة ابتسامتها .. لم تستطع أن تتمالك لكي تضحك على ردة فعله .. والذي تعلم أنه سيغضب عليها ..
شكيلة .." أتفل عليه على بال ما يستوعب .. أكون فلت نفسي .. هاا .. ايش رايك في الفكرة ؟؟ .. بلاهي مو مخي داهية ؟!."
لم يخيب ظنها .. عندما رأت الى عقدة حاجبيه مرة أخرى .. بسبب إخفاء غضبه ..
ادارت وجهها إلى جهة أخرى .. وعضت على شفتها .. لكي لا تضحك .. ولكن لم تستطع سقطت على الأرض ضاحكة .. ادارت ظهرها وقوست ظهرها بحزن ..
ومسحت بأناملها اسفل عيناها .. وكأن تلك الأناملها النحيلة تمدها صبراً ..
لم تستطع ستر وجع عينيها أكثر ..
ووقع احاديثه القاسية على قلبها بعمق !..
الذي كان قبل الساعة والنصف ..
تحدت هو بحدة .. جنيد .." حضرتك تستخفي دمك !!.."
وقفت وهي تشعر بغصة الذي زاد أكثر ..
وادارت وجهها .. وهي تستند على ثغرها الذي يتلبسه الابتسامة بسيطة ..
شكيلة .. ببحة يزيد فتنتها .." أوك .. علمني شي الي افلح فيه .. "
تحدث بحدة .. وهو يشير إليها بيده لكي تقترب منه .. جنيد .. " تعالي يا بت .."
عاندته ورجعت عدة خطوات إلى الخلف .. شكيلة " لأ .. يا انك تعلمني الحركة غيره .. ولا ماله داعي .."
توترت من ابتسامته .. ولم يغضب ..
لقد كان يجاريها .. يعلم منذ البداية .. لـا تبالي بأوامره ..
جنيد .." أوك .."
اقتربت منه وهي لا تشعر أنها على ما يرام !..
فنوتات الذي يصدر قلبها .. يرهقها جداً ..
حدق بها .. اردف بجدية .. جنيد " راح اعدي لك المرة ذي .. بس المرة جاية حطي في بالك ما راح تطلعي من هنا .. إلا وانتي متعلمة كل حركات القتال .. ماشي .. "
أوأمت له بإيجاب ..
ستجاريه إلى أن يمل منها ..
تحدث هو يخبرها طريقة كيف تتفادى لكمة ..
إذا هاجمها المعتدي ..
فجأة دون أن تشعر هي ..
مثلت بمثل ما قال لها ..
جعلت قدم إلى خلف بهيئة استعداد.. وأخرى إلى الامام .. لكي تتفادى لكمته ..
واستطاعت تفادي لكمته .. وكان يجب هي أن تلكمه الأن .. ولكن لم تستطع مجاراته في القتال ..
رجعت عدة خطوات إلى الخلف .. ووضعت يدها الايسر على ثغرها بقهر ..
وشعرت بطعم سائل الدافئ بغيض في فمها ..
لقد تلقت منه لكمة ..
القت نظراتها عليه .. وتحدثت بنبرة مرتفعة بغضب .. شكيلة " وجع .. مين مسلط اليوم علي يا أخي !.. "
اقتربت بخطوات سريعة .. وبصقت في المغسلة .. ومضمضت بماء .. لكي تتخلص من سائل الأحمر ..
القى نظراته عليها .. غير مهتم لثرثرتها تافهة في نظره ..
تحدث بحدة وهو ينهرها ..
.. جنيد .." بت !.. لا يعلى صوتك .. تعالي بسرعة هنا .. بلا دلع زايد .. لو ما تعلمتي الحركة .. فاعرفي إنك راح تقضي يومك هنا .."
بأناملها النحيلة .. اراحت خصلات التي تمردت على وجهها خلف اذنها ..
اقتربت منه بخطوات سريعة .. ولم يفصلهما سوى آلة السير ..
تحدثت بغضب .. غير مهتمة لأوامره .. ومررت طرف إصبعها سبابة على طرف شفتيها الذي يقطنه جرح صغير منذ دقيقة ..
شكيلة .." انت الي افهم ماني من عساكر الي تحت امرك يا سيد جنيد .. وماني مجبورة اتعلم .. " أكملت مبتسمة بخبث .. ستغيظه قليلاً .. سترد له على ما فعلها بها للتو !.. وضعت يدها الايسر على خصرها .. ومن يدها الأخر مررت في منتصف شعرها لكي يتساوى للرجوع إلى خلف ..
" ولا أنا مفروض أكون بحضن إلي في بالي!.. "
لـا تنكر إنها شعرت بخوف .. فنظراته لا يبشر بالخير .. مثلما كان يوحي لها ..
ندمت للحظة على تهورها .. ولكن تماسكت أمامه ..
مبتسمة بشموخ ..
و هو كان هادئاً جداً .. اقترب منها مبتسماً أيضاً ..
وهو يدَّعي اللامبالاة .. وكأنه غير مكترث لها ..
وكان لا يهمه أمرها ..
وضع ذراعه الايسر خلف ظهرها .. لكي تكون أقرب إلى عينيه ..
وسمع صوت شهقتها غير مسموع .. كان ردة فعلها .. وتلقي نظراتها الدهشة عليه !..
اعتقدت أنه سيصفعها !..
أي شي ولكن أن يكون هادئ ..
يجعلها أن تتوتر ..
أزاحت أناملها النحيلة عن صدره .. الذي وضعته خوفاً منه .. عند ما باغتها فجأة بوضع ذراعه خلف ظهرها ..
رطبت شفتيها بتوتر الذي ما زال يلازمها .. وهي تشعر أنها تقف أمام جبل شامخ ..
أدارت عدسة عينيها سوداء إلى يده الاخر الذي كان في جيب بنطاله الرياضي ..
تحدث معها بصوت منخفض أشبه بالهمس ببرود .. ويحدق بها بالصمت ..
.." ومين ذا إلي ودك تكوني مفروض في حضنه .. قولي يمكن نحقق لك ؟؟.."
.. رفعت حاجبها الايسر .. وحدقت به .. متنهدة ..
و ما زالت مذهولة من ردة فعله ..
لو كان رجلاً أخرى هل كان مثله لم يكترث من اعترافها الكاذب ؟؟..
هل كان سيتركها دون توبيخ !..
هل كان سيعاملها مثله ببرود ..
تمنت لو تستطيع افصاح بما في قلبها ..
ولكن تمالكت بكبرياء .. لو تنازلت لأجل حبها ..
لن يتأذى أحد غيرها !..
فماذا ستتلقى من رجل .. الذي يعاملها باللامبالاة !..
..بعد تصريحها المدبر من عقلها ..
تحدثت بغرور .. وبثقة .. شكيلة .. " لا بالعكس أنا إلي كنت أمنية لأكثرهم !.. يلا الله يعوضهم .. "
ابتسم وهو يحدق بها .. وعلى ردة فعلها الغاضبة ..
تلك الحمقاء لـا تعلم .. وهو يقرأ ما يقطن في عينيها ..
لا ينكر هو لقد شعر بالغيرة تسري بداخله .. بل تحرقه .. تمالك أمامها وهو يدعي اللامبالاة ..
أي رجل شرقي مثله .. لن يصمت لأنثى تفصح أن تكون في حضنه غيره ..
وهي من حقه !!..
حتى لو عينيها يفضحها ..
بما داخله ..
أخرج يده من جيب بنطاله الرياضي .. ومسك خصلة الذي كانت تحتضن خدها ..
متعجب من لون شعرها الفريد ..
والذي لا يليق سوى بها !..
وكأن القمر تستمد رونقها وفتنتها من شعرها ..
جنيد .." أجل نقول كسبت الأجر في المقرودين .. وعسى الله يعوضهم بالجنة .. "
شكيلة .. بحنق .. " مو كثري والله .. ويعوضني معاهم .. " تقصده هو ..
تحدث بنبرة واثقة .. ساخراً منها .. جنيد .." الطمع مو زين !.. ولا ؟!.."
لم يتمالك ضحك وهو ينظر إلى عينيها .. وكانه يؤكد لها أن لم يخطئ ..
حدقت به بقهر .. وهي تعرف ماذا يقصد هو ..
كانت كارهة بروده ..
شكيلة .. " هه .. المشكلة الثقة الزايدة .." أنهت حديثها بقهر .. لم تستطع اخفائه ..
ولم تبالي على تأكيده على ما قال لها ..
أشار بإصبعه سبابة على جبينها على اليمين بقرب من منابت الشعر .. والذي تخفيها من خصلات شعرها .. والذي بانت له .. عندما مسك خصلة شعر ..
أشار جنيد بعينه لها ..
بانت لؤلؤ البيضاء التي يزيد فتنة ثغرها ..
وهي تتذكر من فعل بها ..
حدقت به بخبث .. وكأن استمدت عدم الاكتراث والقوة منه للتو ..
شكيلة .." الي يستوطن قلبي !.."
وعند انتهاء من ما قالت له .. تقوست شفتيها بالحزن ..
كانت تقصد أخيها .. لقد فقدته بشدة .. طوال أشهر الفائتة ..
القت عينيها عليه .. رأته يبتسم ساخراً منها .. وكأنه يخربها من يستوطن قلبها الأحمق !.. لم تبالي له .. وسرحت بعائلتها الذي اشتاقت لهم ..
ولكنها استيقظت على فعلته ..
وتوقفت من التنفس .. وهي تشعر بلسمة الناعمة تستقر الى تلك الجرح لم يبرز سوى الخياطة رفيعة لها ..
حدق من القرب إلى عينيها الاسرتين .. والى احمرار وجنتيها .. عقد حاجبيه وهو يراها تجاهد بمنع نفسها من الاكسجين ..
زاد وسعة ابتسامته .. وبانت غمازتين ..
اقترب من أذنها .. وهمس لها ببرود الظاهري .. جنيد .." أجل الله يقويه .."
ورجع مرة أخرى القى عينيه على عينيها .. التي تحدق به من طرف عينيها بقهر ..
وضعت طرف اناملها التائهة .. على طرف كتفه ..
تريده ابعاد ثقل جسده عنها .. فهو يستند بذراعها الذي خلف ظهرها ..
اكمل كلامه وهو خبأ غضبه خلف نبرته الحازمة وبتأكيد .. جنيد .." يلا يا شاطرة تتدربي .. "
أدار وجهه مبتسماً .. وهو ينصت إلى صوت أنفاسها غير منتظمة ..
هي فتحت سحاب جاكيتها .. وتلوح لنفسها بيدها .. بسبب حرارة الذي تشعر به يسري في عروقها ..
لم تتجادل معه .. نفذت مثل ما طلب .. وهي تريد تخلص من ثرثرة عقلها فقط ..
وهو رجع إلى عمله .. مبتسماً ظاهرياً ..
وتذكر عندما كان البارحة مع ثابت ..
في الملحق ..
اتجه إلى مكتبه ..
وشعر تحت خف قطعة طويلة ..
وضع طرف كفه .. وأدار عجلات الكرسي المكتبي ذا لون أسود ..
خطوة إلى الخلف ..
وقوس ظهره قليلاً .. لكي يرى ما كان تحت خفه ..
وجد قلمه وورقة !!..
عقد حاجبيه باستغراب ..
إنه ليس فوضوي ..
ويكره أن لا يكون كل شيء غير مرتب ..
التقط سريعاً .. مقترباً من مكتبه ..
وضع القلم على الطاولة ..
وفتح الورقة المجعدة ..
زاد عقدة حاجبيه .. وهو يستنشق بقايا رائحتها ..
ممزوج بعود معتق مع رائحة الورد ..
تذكر عندما وجدها في تلك الليلة ..
هنا تحت مكتبه مختبئة ..
اراح ظهره على ظهر الكرسي ..
ورفع ساقه الأيمن واثنى واضعاً على فوق فخذه الايسر ..
كتُب بالخط جذاب وجميل ..
لقد أحيت الحياة في الورقة .. بأناملها التي زينت الورقة
كالسماء فاتنة من نجومها ..
.." قاتل ماجد .. ورد .. وأنا !"
وضعت أمامه علامة التعجب ..
وكتب على سطر أخر ..
الذي كان هزيلاً .. وحزين مثلها ..
" لكن ما فارقت الحياة !! .."
عند نهاية جملتها البائسة .. كانت آثر بقعة واسعة جداً..
لقد كان النقطة بعمق وجعها ..
كان اسطرها دافئاً ..
ينبض بتفائل ..
وما زال أسطرها متمسك بالحياة ..
وأسفل الورقة ..
كتب بفضول ..
" مازن ؟؟.."
وشطب على اسم فايز ..
عدة مرات ..
وكأن تعرف أنه أيضاً أصبح في عداد الأموات ..
تنهد وهو يلقي نظراته عليها ..
ابتسم بهدوء .. ويراها تارة بأنامل منزعجة تثبت بعض خصلات خلف أذنها ..
وتارة تلقي نسمات دافئة من ثغرها عليها بغضب ..
أدار عينيه مسرعاً على شاشة حاسبه المحمول ..
مُدَّعياً انشغال ..
عندما سقط عينها سهواً عليه ..
ولكن رجعت مرة أخرى أدارت جسدها ..
وهو رجع مرة أخرى منشغلاً في ذلك الورقة المجعدة يخصها هي ..
رفع حاجبه !.. مبتسماً عليه ..
لو عرفت أنه سيجعلها مصيدة لكي يسمك في ذاك ..
ماذا ستفعل ؟؟..
.
.
.
.
في جزر المالديف ..
على قمة الجبل المتوسطة .. في منزل بتصميم جذاب ..
كان يجلس في الحديقة .. ويضع ساقيه على كرسي الذي كان بقربه ..
والقى نظراته على البحر الذي امامه .. ويتلبسه الهدوء ..
لم يبالي لأنثى التي معه ..
يكفيه انه اقترن بها .. مجرد أن يفكر أن يقترب منها يشعر باشمئزاز ..
وتلك الطاهرة تشغل باله ..
وكل أفكاره منحصر بها ..
اتصل بها ولكن وجد هاتفها مغلق ..
هذه كان سابع وستون مكالمة ..
شعر بقلق عليها .. أن لا يكون مسها سوء ..
عقد حاجبيه وهو يتذكر عندما القى على مسامعه والده خبر حملها .. وقف سريعاً
كيف نسى أنه والده لن يتركها وفي احشائها طفل يخصه ..
ضرب بطرف حذائه .. على جذع الشجر بقهر ..
اقترب من طاولة .. ومسك هاتفه النقال .. واتصل على سكرتيره ..
أتاه صوته الهادئ .. " السلام عليكم .."
نادر .. " وعليكم السلام .. " أكمل حديثه .. بأمر .." أبغاك الحين تروح لبيتي .. وبلغني إذا وصلت .."
ذاك سأله باستغراب .. و باستفسار .. وهو يعرف أنه اقترن بأنثى البارحة .. " عسى خير يا أستاذ نادر .. صاير شي لا سمح الله .."
مسح هو بأطراف أصابعه على مقدمه راسه .. تحدث بجدية ولم يستطيع إخفاء ضيق في نبرة صوته .. ويتمنى أن تكون بخير .. لا يريد أن يخسرها مثل ما خسر والدته ..
نادر .." ما صار شي .. إذا وصلت يا أحمد بلغني .."
انهى المكالمة .. والقى هاتفه على طاولة مرة أخرى ..
كانت هي تتكئ على طرف دربزاين الشرفة .. وتراقبه بالصمت ..
ابتعدت متجاهلة ما يفعله ..
.
.
.
.
في المدينة جدة ..
كانت سعيدة وحزينة أنها غادرت المدينة الطبية ..
مدينة الأمان ..
مدينة السعادة ..
لقد اعتادت على هدوئه ..
وعلى بساطتها وطهرها ..
لقد أخبرها ليلة أنهما سيرحلان بعد صلاة الفجر إلى جدة ..
كانت الساعة يدها تشير الثانية عشر ظهراً الأن ..
دخلت غرفة الذي كان سابقاً غرفة والديها ..
جلست على حافة تسريحتها .. والقت نظراتها سريعاً على كل شي في الغرفة ..
لقد تغير كل شيء .. لم يعد كالسابق ..
لقد فقدت رائحة عود والدها المعتق .. وبقايا آثر والدتها في أرجاء الغرفة ..
لقد اعتادت والدتها أن تضع في ركن الغرفة سلة ملابس ..
لكي يضع والدها ملابسه بداخل سلة .. ولا يلقيه على اريكة الذي بقرب نافذة مطلة على الحديقة ..
كان والدها لا يشارك غطائه مع والدتها .. لأن لا يستطع النوم من دون أن يغطي جسده كاملاً ..
القت نظراتها على أسفل .. بقرب قدميها .. كانت تضع هنا سابقاً والدتها سجادتها ..
زفرت بالضيق .. وتمتمت الدعاء لهما .. بصوت منخفض .. غير مسموع ..
عقدت حاجبيها.. وهناك شي جذب انتباهها .. مررت على طرف غلاف البوم قديم ذا لون أحمر القاني ذا حجم متوسط .. بدا لها مألوف ..
موضوع على طاولة التسريحة ..
مسكته وهي تضع على كفها الايسر .. وبيدها الأيمن فتحت .. ذهلت وهي ترى صور يخصها هي .. لقد عاد لها ذكرى .. كانت تملك البوم معها .. عندما أتت من مدينة الدوحة .. لقد نست بين زحام أيامها .. زادت عقد حاجبيها ..
ما زال يفعل البوم هنا ؟!..
تذكرت أنها عند قضائها بضع أيام هنا .. كان بداخل حقيبتها .. إذن هو يعرف من أنا!..
لقد تكرر ذلك الموقف التقائها في مدينة الدوحة .. امام بيت لينا .. مرة أخرى ..
ولكن كان هذه المرة في المدينة المنورة .. وفي مواقف سيارات المسجد النبوي ..
لمح لها أن هذه الموقف مكرر .. ولكن هي أدعت اللامبالاة ..
وأنه خاطئ .. لو عرف أن هي الذي رشت عليه رذاذ فلفل .. ماذا يكون ردة فعله ؟!..
أدارت ظهرها وهي تخبئ خلف ظهرها البوم .. عندما سمعت صوته الرجولي هادئ ..
الذي اعتادت عليه في ايامها السابقة ..
كان يتكئ على طرف الباب .. بعضده الايسر .. ويطوي كلتا يديه على صدره ..
القى نظراته عليها .. وهو يرى يتصبب العرق من جبينها .. وأنفاسها غير منتظمة .. وكأنها بذلت مجهوداً في شيء ما ..
سألها مبتسماً بخبث .. ثابت .." لقيت في غرفتي .. تدري !.. كانت في وحدة متشردة مستوطنة في بيتي .. "
عضت شفتها .. تعرف أنه يقصدها .. ولكنها أدعت الجهل ..
وتحدثت بنبرة متزنة .. تدعي عدم الاهتمام .. ريلام " اهاا .. الله يرزقها ويهديها .. "
وضعت على طاولة .. وابتعدت خطوة إلى خلف .. وتشابكت كلتا اناملها .. وحدقت بالبوم .. ورجعت القت نظرها عليه .. وبررت له ..
وهي تشير اليه بإصبعها سبابة .. ريلام .." افتكر كان البوم في المستودع .. "
هو وكأن راق له .. أن يستفزها قليلاً .. زاد وسعة ابتسامته ..
ثابت .." بس لقيت في شنطة السفر ؟! .."
حدقت به .. وبحنق .. ريلام .." يوه .. قلنا لك الله يهديها .. يمكن بالغلط خذت .."
وما زال كان يبتسم .. اقترب منها ..
ثابت .." ايش عرفك كان في شنطتها !!.."
رطبت شفتيها بطرف لسانها .. والقت نظراتها الغاضبة عليه .. ابتعدت عنه بالهدوء ..
لـا تريد أن يعرف هو .. أنها تلك الانثى كانت في المنزل لينا ..
خائفة أن لا يتركها .. و يعتقدها أنثى فاسدة .. ومثل الاناث التي تتنازل عن جسدها مقابل بعض أوراق نقدية !..
لقد ارتبطت به .. بشرطها أن يكون نصف المنزل لها ..
وافق هو ولكن بشرطه بعد عشر سنوات .. كانت حانقة عليه .. وغاضبة من شرطه .. ولكنها وافقت في سبيل أن ترجع إلى المنزل الذي تنتمي له منذ صغرها .. لا تعرف سبب وضعه عشرة سنوات .. وكأن يضمن نفسه أن يعيش السنوات القادمة ..
ولكنها الأن تغيرت .. لا تطيق الابتعاد عنه لحظة !..
وما زالت علاقتهم هادئة بسيطة .. لم يقترب منها نهائياً ..
بسبب خوفها وتوترها منه ..
رمت عبائتها على الاريكة .. والقت جسدها على سرير .. وغطت نفسها من الغطاء الشتوي الثقيل ..
إنها مرهقة من عقلها الذي مؤخراً كان منشغلاً برجل الذي يشاركها الغرفة الأن ..
زفر بالضيق .. ولم يرضيه انطفاء توهج روح امرأته !..
متجهاً إلى الحمام لكي يستحم .. ويخلد هو أيضاً للنوم ..
بعد تعب وارهاق أيام الفائتة والسفر ..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-09-19, 05:56 AM   #48

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




.
.
.
.
في المدينة لندن ..
داخل غرفتها .. خالي من موضي ..
حدقت بأخيه بنظرات غاضبة .. أماني .." الحين مصحيني من نومي عشان تطربني إنها بتسافر .. لأن ما قلت غير الحق .." وأشارت بإصبعها سبابة .. على نفسها .. تحدثت بقهر .." بيجي يوم راح اموت من ضيم وقهر بسببكم .. طبيعي يكون ردة فعلي كذا .. يوم ادري زوجي المصون مراقبني طوال الوقت .. أنا خلاص نفسي طابت من الانسان ذا !!.. " رفعت كلتا كفيها .. وبحقد دعت عليه .." ما أقول غير الله ينتقم منك يا جنيد مثل ما سلبت مني اهلي .. يأخذ منك اعز نا.. "
بتر دعائها .. واخترقها بنظراته الحادة .. ووبخها .. حاتم .." استغفري ربك .. ولا تظلمين ناس ماله ذنب بينكم .. انت ادرى فيه وما سوى غير عشان مصلحتك .. " اكمل بأمر .." قومي يلا واعتذر لأمك .. واجبري بخاطرها بكم كلمة !.. "
تذمرت .. من طلبه .. أماني .." تمام .. تمام أول ما اصحى راح أراضيها .."
رفع حاجبه بغضب .. من برود اخته .. تحدث معها بحدة .. حاتم .. " بت قدامي يلا .. وكمان إذا ما تبينه انفصلي عنه .. وفكينا من مشاكلك .."
حدقت به بنظرات هادئة .. واخفت نواياه .. وغيرت مجرى الحديث .. مبتعدة عن سريرها .. أماني .." لو على كذا كل وحدة على اتفه أمور تنفصل عن زوجها .. ما لقيت الحين أحد مرتبط .. وكمان كنت تيك ساعة معصبة يا حاتم .. وأي وحدة في مكاني بيكون ردة فعلها أشين مني !.. وكمان امي الله يصلحها ثارت فيني ووقفت بصفه .. بدل ما تكون معاي .. ويلا اهو قمت .. اغسل وجهي وجاية .."
القى نظراته على سريرها الفارغ منها .. زفر بالضيق .. وخرج من الغرفة .. بخطوات غاضبة .. متجه إلى غرفة والدتها ..
كانت تقضي وقت فراغها .. بمحادثة إحدى رفيقاتها .. التي أدهشتها بخبر مريب ..
انهت اتصالها سريعاً .. تحت أنظار ابنها المستغرب ..
تحدث بنبرة هادئة .. حاتم .." مساء الخير يا غالية .. كيفك يا قلب ولدك ؟.."
تنهدت والقت نظراتها عليه ..
أم حاتم .." هلا يا يمه .. مساك رضا ربي عليك .. بخير الحمد لله .. "
حاتم .." من زمان ما طلعنا وغيرنا جونا .. ايش رايك نتمشى ونتعشى بره اليوم .."
حركت رأسها بإيجاب مكرهاً .. فقط لأجل سعادته .. هي حقاً لا تريد الخروج .. إلى أي مكان .. لا يروق لها أجواء لندن ..
سقطت عيناها على ابنتها .. التي اطرقت الباب .. ادارت وجهها بزعل إلى جهة أخرى ..
اقتربت بخطوات متزنة من والدتها .. وانحت ظهرها إلى اسفل .. وطبعت قبلة على راسها ..
أماني .." العذر والسموحة يا غاليه .. كنت مضغوطة ما ادري كيف قلت لك كذا .."
رق قلب تلك المراءة المسنة و لم تتمالك .. سكبت من عينيها سائل مملح .. وهي تحتضن راس ابنتها لصدرها ..
.
.
.
.
المدينة عمان .. في الأردن ..
في داخل المستشفى .. كانت امام باب المستودع التموين الطبي ..
رجعت عدة خطوات إلى الخلف .. ودخل هو بخطوات واثقة ..
ويضع كلتا يديه في جيب معطفه ..
أحكمت بمسك حقيبة سوداء صغيرة في يدها .. أخفت توترها خلف ابتسامتها ..
سلمى .." دكتور ياسر! .. ايش جابك لهنا ؟؟.. تبغى شي !.. "
حدق بحقيبة .. ورجع القى نظراته عليها .. تحدث بهدوء ..
ياسر .." اظن يحق لي اروح أي مكان يا سلمى ؟؟.."
سلمى .. " ايه اكيد يحق لك .. "
شتت نظراتها سريعاً .. والقت نظراتها على ساعة يدها .. " أكيد في جناح الطوارئ المرضى .. لازم اروح الحين .. "
وقبل أن تمر من قربه .. قدم ساقه الأيمن للأمام .. لكي يمنعها من المرور ..
حدقت به من طرف عينها ..
رفع حاجبه .. مبتسماً .. ياسر " لا .. لا .. على وين .. بدري يا سلمى " انهى كلامه ساخراً منها .. وأكمل هو .. اخترقها بنظراته الحادة .. " مو قبل اعرف من فين جبتي مضاد كلاريثروميسين؟!.."
بهتت ملامحها .. وتشعر أن حنجرتها جافة جداً ..
وأن لا مفر منه .. ندمت على استعجالها ..
وأنه ليس مثل البقية تستطيع إغراءه .. ولقد عرفت من ممرضة جنى .. أنه سألها عن ما حصل بينهما ..
رجعت إلى خلف .. وجعلت ساقها الأيمن بالقرب من ساقها الايسر .. حدقت به مبتسمة .. وأدعت الجهل !..
سلمى .." مضاد كلارثروميسين ؟؟.. اول مرة اسمع عنه !.. "
أدار جسده كاملاً عليها .. وكتف كلتا ذراعيه إلى الأمام ..
وما زال هادئاً أمامها ..
ياسر .." اهاا .. يعني ما تعرفي !!.. "
اقترب منها .. ولم يكن بينهم سوى مسافة صغيرة جداً .. وحاوط بكفه الضخم عنقها بقوة ..
ومسكت بهلع بكلتا يديها كفه .. وتريد أن يفلتها .. ضغط عليها ..
أكمل بحدة .. ياسر .. " لا تستغبي علي .. ولا قسم بالله ما راح تشوفي خير .. سامعة .."
افلتها مبتعداً إلى خلف .. ويحدق بها باحتقار وكره .. أثنت ساقيها وجلست .. وتضع كفها الأيمن على عنقها .. واستنشقت هواء .. شعرت لثواني أنها ستموت ..
غطت عنقها بكفها الايسر وكحت بقوة ..
ضربها بطرف حذائها .. وتحدث بنبرة حادة .. ياسر .." اتكلمي ليش سويتي معاها كذا ؟!.."
لقد عرف هو من ممرضة جمانة .. أنها كانت تكره شكيلة .. ولا تعرف السبب!! .. وهي التي نشرت إشاعة بين الجميع .. أنها تستغل الاخرين هنا بسبب والدها .. لتغطيتها لذهاب للعلب القمار .. ولقد صادفتها عدة مرات ..
لقد راقبها ذلك اليوم .. ورأها مع رجل الذي كان مريضاً لديها .. وكان يكن لها مشاعر .. لقد استغلته لأجل أن يساعدها في التخلص من شكيلة ..
واكتشف أيضاً أنها كانت تأخذ كميات كبيرة من أدوية النادرة وباهظة الثمن من المستودع الطبي .. لكي تبيعه في الخارج أعلى من سعره ..في السوق سوداء ..
سقط جسدها على ساقها الايسر .. عند ضربها بخفة من طرف حذائه .. واسندت نفسها على كفها .. وحدقت به بحقد وكره ..
سلمى .. بحنق .." هذا جزاتي إني سترت عليها وتنازلت عن حقي ..
وتقوم تتبلى علي !.. "
القى نظراته عليها .. قهقهة قليلاً .. وهو يضع اطراف أصابعه على مقدمة راسه .. رجع وادار وجهه عليها .. وأثنى ركبتيه وجلس بالقرب منها ..
تحدث بنبرة هادئة .. ياسر .." سترتي عليها !!.. هه ".. اكمل بحدة .. وبإصبعه سبابة نقر عدة نقرات بقوة على كتفها .." تدري يا قذرة لجل لا تفضحك !.. وسترت عليك بعد فعايلك مفروض أقل شي تنرجمي حد الموت .. فضلت هي تبتعد عن أهلها .. تعرفي ليش كانت تبغى إنك تصحي على نفسك وتتوبي بدل العالم ذا يكرهك وينبذك .. بس انتي زي ذيل الكلب الاعواج .. حتى لو ادفنك واطلعك ما راح تتغير يا خسيسة !.."
وأكمل بسخرية .. وحدق بها باحتقار .. " وعلى فكرة زلابة إلي قضيتي معاه ليلة اعترف بكل شي .. لذلك اختصري وانطقي .."
ووقف مبتعداً عنها بنفور ..
ابتسمت .. لن تخسر بهذه سهولة .. اقتربت من ساقيه ..
وأدعت البكاء .. برجاء كاذب .. سلمى " استر علي الله يوفقك .. وربي كل الي انقال عني كذب وافتراء .. "
دفعها بقوة .. ياسر .." أحد يقدر يفتري عليك يا مصيبة .. "
حدقت به بحقد وكرهه .. وقفت وهي تعيد ترتيب هندامها .. ابتسمت بخبث ..
سلمى .." هه .. تساهلت مرة .. لأسف ما راح الومك لأن ما كنت ادري انك مثل أختك .. اعتقد مثل عمك وابوك أغبياء .. وها ترى .."
صفعها بكل قوة أعطاه الله .. و لقد زاد غضبه أضعاف ..
ياسر .. تحدث بحدة .." لا عاد اشوفك تطري على لسانك الوسخ طاريهم .. سامعة يا قليلة الحيا .."
كانت أنفاسها غير منتظم بسبب الغضب والحقد ..
وقفت مرة أخرى ولكنها بعيدة عنه بعض خطوات ..
سلمى .." والله راح أدفعك ثمن يا ياسر .. وقول ما قلت لك .."
مسحت بطرف اصبعها بقعة دماء على طرف شفتيها .. والقت نظراتها عليه بخبث ..
فتحت أزرة معطفها الأبيض .. ومسكت من ياقة تي شيرت .. وقطعت امامه .. وتناثر عدة أزرار .. ومسكت حمالة صدرية وأزالته رمت على الأرض .. وأزاحته قليلاً ..
رفع حاجبه .. وهو يحدق بها باحتقار ..
زاد وسعة ابتسامتها .. وازلت حجابها عن راسها .. وحررت شعرها من ربطة الشعر .. مررت يدها بداخله ..
وبطرف أظافرها تركت أثر .. ذا لون أحمر يميل إلى وردي فاتح ..
صرخت بصوت مرتفع ..
ما زال كان يحدق بها .. وصدم من فعلتها !..
.
.
.
.
في الديرة الذي بين المدينة المنورة .. والمحافظة البدر ..
منذ قدومها من المسجد النبوي الشريف ..
لم تكف عن البكاء ..
لقد كان يلازمها منذ صغرها اكتئاب .. رحلت والدتها تاركة خلفها ..
لقد عاشت منذ صغرها عند أختها خلود ..
كانت والدتها أرملة فاتنة .. تقدم لها ابن إحدى قبائل أغنياء لم ترفض .. رضت أن تكون زوجة ثالثة له .. فقط لكي تتخلص من لقب الارملة ..
وهي في عقد ثالث ..
ما زالت تلك ذكرى موجعة عالقة في قلبها .. ولن يبرح بتركها !..
كانت في السن الحادية العشر ..
كانت صبية في بداية مراهقتها ..
بداية أيام المغامرة ..
بداية أيام جميلة مزهرة كالربيع ..
بداية أيام لكي تفرد جناحيها وتحلق في سمائها ..
اقتربت بخطوات متعثرة من مجلس جدها ..
لم تكن عرجاء فقط !!..
بل سمراء !..
ومنذ خروجها رحل والدها إلى مقبرة ..
أصبحت ملعونة ..
أصبحت منبوذة ..
لم تكن تعي سبب كره والدتها ..
كانت صغيرة جداً لتفهم معنى الكره ..
كانت تلك المسكينة نقية كالقطعة ثلج ..
بسبب صعوبة في أن تخطو خطواتها .. أخذ الوقت قليلاً معها ..
كانت تسند جسدها على الحائط خلفها .. بقرب الباب ..
استنشقت الاكسجين بقدر المستطاع لإكمال دخولها إلى مجلس جدها ..
الذي كان في عقد الثامن ..
ولكن الزمن لم يغيره بتاتاً ..
ما زال كان قاسي وذا قوة ..
سمعت صوته الرجولي الحاد ..
ارتعشت بخوف .. لم تتجرأ أن تتدخل ..
وهو في الداخل ..
كان عند رؤيتها يرق قلبه ..
أحبها من كل أحفاده الأجمع ..
لم تكن عرجاء فقط بل كان يلازمها الخجل أيضاً ..
القت نظراتها على ظهر والدتها ..
كانت صوتها والدتها يحمل الرجاء والكره والغضب ..
مسكت كف والدها .. وطبعت قبلة عليه ..
.." يبه مو انت تقول الرجال ما يعيبه شي !.. وظلمتني مع فواز .. ليش الحين رافض صلاح يعرس علي .. وكمان أنا ايش ذنبي أعيش انسجن مع وحدة عرجاء وكريهة .. لي حق أعيش مثل غيري .. "
أغمضت عيناها عندما سماع صوت جدها الحاد .. على والدتها .. نهرها بغضب ..
.." بت !.. انهبلتي ذي بنتك .. وكمان الرجال ذا ما راح يسعدك .. ما غير من الحرمة لحرمة .. كم يوم وراح يرميك عندي .. " انهى كلام بحزم وأمر .. " مو كفو ياخذك ويستر عليكِ .. قومي روحي غرفتك .. "
تحدثت بكره .. ومسحت بطرف اناملها سائل المملح .. " ظلمتني مرة يا ابوي .. الله يأخذ العبدة العرجاء ذي .. ما غير نحس علي كانت .. وربي مو مصدقة ذي بن .."
كانت أول مرة ترى جدها ثائر على والدتها .. صفعها على خدها بقوة ..
أشار على الباب .." طسي من قدام وجهي يا قليلة الأدب .. واحذرك يا جوهرة لا عاد اسمعك مرة ثانية قايلة عن حفيدتي عبدة .. يلا طسي لا بارك الله فيكِ من بنت .."
وقفت وهي تغطي شعرها بقطعة سوداء ناعم ..
حدقت بابنتها بكره ..
منذ ذلك الساعة لقد ماتت هي ..
لشدة كرهها للحياة لازمها اكتئاب حاد ..
لم تكن هي الآمان والسعادة والجنة الذي طالما اعتقدتها ..
لم تكون والدتها ..
بل إمراءة أخرى كانت ..
أمرها صوته الحاني بالدخول والاقتراب منه ..
لأول مرة تنصاع لأمره غير مكرهاً بسبب خجلها ..
لا .. هذه المرة كانت تحتاج إلى جذع لكي لا تسقط على الأرض ..
ولكنها سقطت منذ رحيل جدها ..
إلى المقبرة ..
بعد مرور أسبوع على وفاته .. تزوجت والدتها ..
وأخذت اخوتها معها .. ولكن تركتها ..
كم فعل الجميع معها ..
ولكن تلك الصدر الحاني الدافئ .. مسكتها قبل أن تسقط هي ..
انقذتها من مرضها ..
لم تكن أخت فقط ..
بل أم الذي رأت منها الأمان والدفء
والجنة !..
هي التي القت الربيع في ضلع قلبها ..
هي التي لم تجعل أن تتقوس ثغرها ..
كانت خلود ك نقطة ..
بين مرضها .. وتعاستها ..
انهت هي أوجاعها ..
ازالت لقب العرجاء عنها ..
لقد أزدهرت كالزهرة تحت حنانها ..
ولكنها ذبلت مرة اخرى .. عندما رأت أختها بقايا أنثى ..
ملقية على الأرض في غرفتها ..
لم يترك بقعة في جسدها ..
دون أن يعتدي عليها بالضرب ..
مارس قسوته عليها ..
لم تكن زوجة بل كانت كالعسكر ..
أي فعل صغير يصدر منها خاطئ ..
كان يعاقبها ..
وكان سبب تافهاً ..
سخيفاً ..
لكي يفعل بها هكذا ..
لقد ذهبت البدر برفقة ابنها المصاب بالحمى ..
إلى مركز الصحي مع السائق !..
منذ ذلك اليوم كرهت الجنس الأخر ..
كرهت كل شيء .. الذي يجلب لأختها الحزن ..
منذ ذلك الوقت ..
سلك الاكتئاب الطريق إليها ..
إلى أن تمكن منها ..
وما زالت كانت ..
لكي تنفض عنها الاكتئاب ..
تلجأ لأدوية الذي اعتادت عليه منذ صغرها ..
اليوم تلك الامرأة البغيضة ..
ايقظت أوجاعها من سبات العميق ..
أيقظت طفولة بائسة ..
أيقظت بداية مراهقة المحزنة ..
لقد فتحت خزانة الأوجاع التي القت بها في المقبرة جمجمتها ..
ليست هي فقط ..
أيضاً وجوه تافهة في حفل الزفاف ..
وصلت لمسامع قلبها همساتهم السخيفة في حقها ..
ما زال الجميع يلقبونها العرجاء ..
سمراء ..
قبيحة ..
لعنة ..
عانسة ..
كانت أعينهم لم تحمل لها سوى شفقة ..
والسخرية ..
فتحت درج بأنامل هزيلة ..
لم تجده ..
جلست على طرف سريرها ..
ثبتت طرف ذراعها على ركبتها ..
وخبأت وجهها بين كلتا كفيها المرتجفة ..
إذن ذلك اليوم أخذت شكيلة منها ..
رفعت ساقيها وغطت نفسها تحت الغطاء الشتوي الثقيل ..
وغرقت في سباتٍ عميق ..
.
.
.
.
في المدينة لندن ..
لقد قضت ثلاث الساعات برفقة أخيها ووالدتها ..
لم تكن تريد المجيء .ز فقط بسب أخيها الذي لم يتركها .. و خرجت مكرهاً برفقتهم ..
كانت تجاريهم طوال الوقت ..
جذبها الفستان الشتوي على المانيكان ..
القت نظرها على ظهر أخيها ووالدتها ..
ورجعت مرة أخرى أدارت عينيها على ذلك الفستان ..
دخلت بخفة بخطوات سريعة إلى الداخل المحل ..
لكي تلقي نظرة من القرب ..
ابتسمت وهي تنظر إليه بإعجاب ..
.." يليق عليكِ .."
كانت صوته هادئاً دافئاً إلى قلبها ..
كان يقف خلفها لا يفصلهما سوى عدة سنتيمترات ..
أدارت ظهرها بذعر ..
لم تطمس ابتسامتها .. تحدثت وهي تدعي عدم الاهتمام ..
أماني .. بنبرة ساخرة منه .. " ما أظن مصادفة !!.."
قهقهة وابتسم لها بحب .. قايد .. " والله مصادفة .. "
رفعت حاجبها .. ودون أن تشعر سألته بفضول .. أماني .." ايش عندك هنا ؟.."
جاوبها بنبرة هادئة .. وهو يشير بعينيه الذي كان في يده حارسه علبة ضخمة .. قايد .." ابد .. يا ستي .. هدية لزوجة أخوي .."
عقدت حاجبيها .. والقت نظراتها عليه غير مصدقة .. أن لديه أخوة !!..
أدعت عدم المبالاة ..
زاد وسعة ابتسامته .. وأشار للموظفة ..
وتحت أنظارها المستغربة ..
مسك معصمها وجرها برفقته إلى الغرفة خاص للشخصيات مهمة ..
جلسا على اريكتين بجلد أحمر .. أمام مسرح صغير ..
نهرته بحدة .. أماني .." مو كأن أخذت وجه بزيادة ؟!.."
لم تتلقى الرد منه ..
القت نظراتها عليه .. كان يضع ساق على الأخر ..
وينظر بتركيز إلى شاشة هاتفه ..
هي أدارت عينيها إلى ستارة .. الذي ازاحت أمام عارضة شقراء جميلة ..
عضت شفتها .. وهي ترا كلتا ساقين العارضة تظهر من فتحة الفستان ..
بأكمام طويلة .. وبفتحة من الخلف .. وبياقة دائرية .. كان لون الفستان رمادي .. وعليه خطوط طولي بلون أزرق واصفر .. في جهة اليمين فقط ..
.."اعتقد راح تحليها أكثر منها !.."
أدارت وجهها عليه .. كان ينظر على العارضة بهدوء ..
وكأنه يليق عليه فقط الهدوء !..
تعثرت في ردها عليه ..
ورجعت أدارت نظرها على العارضة سريعاً ..
عندما نظر إليها من طرف عينه ..
أكملت بنبرة متزنة .. أماني .." أحتفظ لمعتقداتك لنفسك .. "
القى نظراته عليها مبتسماً بخبث ..
أشار لموظفتين عليها ..
لم تشعر بكلتا يدين تمتد إليها .. وجذبها إلى الغرفة تحت نظراتها مدهوشة ..
زاد وسعة ابتسامته .. ووصل إليه صوتها الغاضب عليهم ..
ولكن اختفى ابتسامته .. تنهد وهو يفكر بطريقة اخراس أخيه الأصغر !..
لقد عرف للتو .. أن أخيه يبحث عن زوجته !!..
سقط عينيه على أنثى غرق فيها ..
اراح جسده على ظهر الاريكة .. متكئاً بذراعه على طرف الاريكة .. كانت أمامه واقفة .. وبقربها أربعة موظفات ..
وضعت يديها علي خصرها ..
وبحنق تحدثت .. أماني .." تراك زودتها واجد .."
رجع الابتسامة على شفتيه ..
أشار بعينيه عليهم .. وغادرو بالصمت ..
فتحت عينها بدهشة .. وقبل أن تخطو هي خطواتها إلى الباب ..
جذبها بيده الأيمن بقوة إليه .. وسقطت في حضنه ..
سمع صوت شهقتها ..
كانت هو يحيط خصرها بيده الأيمن .. لكي لا ترحل من قربه ..
ويحدق بها بالصمت .. غارقاً في جمالها البدوي الأصيل ..
مثني أصابع يده الايسر .. ومتكئاً عليه رأسه ..
كانت هي يظهر ساقيها الحنطية من الفستان الشتوي ..
وكلتا يديها على كفه الضخم .. وتريد ابعاد نفسها عنه ..
وذعرت من صوت دقات قلبها ..
وضعت يدها الايسر على صدرها ..
وكأن بفعلتها تخرس قلبها ..
وغرقت في رائحة العود الرجالي ..
الذي يفوح منه ..
كان يخترقها بنظراته .. إلى افعالها التائهة ..
تحدث بهدوء .. وبنبرة واثقة ..
وهو يرى تأثيره عليها ..
لقد كانت وديعة ..
ليست كعادتها شرسة ..
لقد عرف من موضي .. أنها لقد تزوجت مكرهاً من جنيد!..
وإن زاد كرهها اضعاف بعد اغتيال ابنتها ..
وما زالت يزيد عدد الكره ..
بعد ما عرفت أنه وضع رجلاً يراقبها ..
قايد .." ايش به قلبك كذا ؟.."
وكأنه يخبرها أنه أيضاً يشاركها في استماع صوت دقات قلبها ..
حدقت به بدهشة ..
شعرت بأصابعه الدافئة على ظهرها الباردة ..
وزاد من توترها ..
أدارت عينيها عليه .. بعدما تنهد بصوت شبه مسموع ..
شهقت مرة أخرى .. عندما لامست ثغرها شفتيه الرطبة ..
مالت راسها إلى خلف قليلاً ..
وزاد فتحة عينيها بدهشة .. عندما رأت وجهه قريباً منها جداً ..
لقد أستيقظ هو من ثمالة عشقها ..
على صوت رنين هاتفها المزعج !..
حررت نفسها سريعاً منه .. مقتربة من حقيبة ..
التقطت هاتفها من حقيبتها .. تحت أنظاره ..
وما زال يجلس بهدوء ..
مررت يدها على شاشة بإصبعها بخفة .. ووضعت على أذنها ..
ولم تستطع تنظيم أنفاسها ..
سمعت صوته أخيها قريباً من أذنها ..
بلعت ريقها بتوتر ..
وتحدثت بهدوء .. بنبرة غير متزنة ..
وهي تضع أطراف اصابعها على طرف مقدمة راسها ..
أماني .. " بالعافية عليكم .. " وأغمضت عينيها .. وأكملت بكذب ..
تحت ابتسامته ..
" تعبانة رجعت البيت .. يلا مع السلامة .."
تنهدت ورمت هاتفها .. على الاريكة ..
وغادرت إلى الغرفة تبديل الملابس ..
صغير بقرب المسرح نصف دائري ..
خرجت بعد ربع ساعة ..
لم تكن غاضبة ..
بل هدوء مريب يحيط بها ..
عقدت حاجبيها .. والقت نظراتها في أرجاء الغرفة ..
كان فارغاً منه !..
.
.
.
.
في ديرة ..
لقد كانت متعبة .. ومرهقة جداً ..
ومنذ قدومها القت جسدها على السرير .. لم تشعر بنفسها وغرقت في سبات نومها ..
كانت تقف أمام المرآة الحمام ..
بمزاج متعكر ..
وتمسك في يدها الأيمن فرشاة الأسنان ..
لقد كانت تشعر هي بصداع حاد في راسها ..
بسبب غرقها في النوم عدة ساعات ..
تذكرت ذلك الكائن اللطيف ..
وعدت أنها مهما تمر في ظروف ..
لن تهمله مثلما فعلت في أيام الفائتة ..
القت فرشاة الأسنان تحت الماء .. ووضعته في سلة دائرية صغيرة ..
ومضمضت سريعاً .. وخرجت مسرعاً .. من الغرفة
نزلت إلى الأسفل ..
فتحت الباب المطبخ .. الذي يطل على الحديقة ..
كان المكان خالياً من قفص ..
ولا يوجد آثر له ..
عضت شفتها بقهر .. وهي تعلم أين ستجده ..
أدارت وجهها إلى خادمة التي دخلت للتو ..
اقتربت منها سريعاً ..
ذعرت هي من هيئتها ..
شكيلة .." الزفت ذاك وينه ؟!.."
لم تتلقى الرد من الخادمة .. ولم تفهم هي ما قصدها !!..
مررت لسانها على شفتها .. شكيلة .." جنيد وينه ؟.."
.." فوق في جناحه يا مدام .."
عقدت حاجبيها .. وخرجت من المطبخ .. ووقفت في من المنتصف السلم الواسعة .. الذي يتوسط في هذا المنزل .. والقت نظرها على سلم الذي في جهة اليمين ..
خطت خطواتها سريعاً .. مستغربة وجوده هنآ !!..
منذ معرفتها الحقيقة ارتطباها به.. بدأ يظهر أمامها في كل أرجاء المكان ..
رفعت نظرها .. وسقط على آلة صغيرة بقرب من الباب .. مقترباً من الباب..
تنفست بغضب .. ورأت خادمتين خرجت ومعها عدة التنظيف ..
وسلة دائرية صغيرة مليئة .. بمالئات عليها الغبار ..
أمرت الخادمة بفتح الباب لها .. وقبل أن تدخل أخذت البطاقة من يدها ..
تحت أنظارها المدهوشة ..
منذ دخولها رحبت بها رائحة العود .. وبرد قارس بسبب من تكييف ..
كان جناحه بتصميم لا يشبه مثل تصميم بقية القصر ..
القت نظراتها سريعاً على كل شيء .. بالقرب منها ..
خرج للتو من الغرفة تبديل الملابس بعدما لبس بيجامته ..
أدارت وجهها .. وحدقت به ..
ابتسم وهو يرى عقدة حاجبيها ..
إذاً عرفت هي !..



انتهى الجزء 23 ..
وانتظر تعليقاتكم الحلوة ..
دمتم بحفظ الله ..




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-09-19, 12:22 PM   #49

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 09:00 AM   #50

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




تنبيه !..
لا يلهيكم الرواية عن الصلاة ..




(24)..

في المدينة لندن ..
كانت تجلس على الطرف سريرها .. والقت نظرها بالهدوء إلى العلبة الذي كان ذا الحجم المتوسط ..
عندما خرجت بعد ما غيرت ما ترتديه ..
مدت لها مديرة المحل بنفسها العلبة ..
ومعها بطاقة بملاحظة عليه ..
كانت سترفض .. ولكن بعدما قرئت بما كتب ..
.." راح اعتبر كان موعدنا التاسع !.. "
تذكرت اتفاق الذي كان بينهما ..
زمت شفتيها ..
والقت عينيها على النافذة المغلقة ..
ومررت أطراف اصابعها على ثغرها كالجمرة كرزتين ..
وما زالت تشعر ببقايا أثر شفتيه الرطبة عليه ..
تعترف أنها منذ ذلك الوقت لم يتوقف نبضات قلبها ..
أنها كانت في قمة سعادتها ..
لم تكن هكذا مع جنيد !..
جنيد !!..
لم يكن أي علاقة حميمية بيننا ..
ولم نكن كأصدقاء ..
ولم نكن أحباء ..
وليس كنا كأخوة!! ..
علاقة كانت تافهة ..
لقد كانت من دون أي مسميات !..
كنا ك الأغرباء ..
متضادان ..
كالصيف والشتاء !..
ولم نكن نندرج لأي علاقات ..
كنت سعيدة لعلاقتي الغريبة الذي بيننا ..
وكرهت ..
تلك الليلة ؟ ..
الذي جذبني له ..
وقد مت بعد ذلك الليلة ..
كرهته كالرجل ..
كالزوج ..
كالحبيب ..
استحرمت عليه كل شيء ..
ولكن !..
عليه هو احللت ..
لماذا الأن أشعر أنني متعطشة لرؤيته ؟؟..
لماذا أريد أن اتحدث اليه ؟..
لماذا لا أشعر بالذنب ؟..
لماذا إنني سعيدة ..
وأريد التهم شفتيه ..
الذي كان كالفاكهة المحرمة ..
على ثغري ..
كالطير الذي مكث على وريدة قلبي ..
وغادر بالصمت ..
لا يليق به هدوء ..
أدرك جيداً هناك شيء يتنامى بيننا ..
وإنني بكل انانيتي اريده !!..
زفرت بالضيق .. ولـا تريد تفكير به أكثر ..
اقتربت من العلبة والقت به داخل الخزانة ملابسها ..
وادارت جسدها مرة أخرى مقتربة من المكتبة الصغيرة ..
وبدئت بالمذاكرة ..
خلف نافذتها .. كان يقف هو في الشرفة ..
قاومها بالصعوبة وغادر ..
لم يتمالك نفسه عندما لامس عمداً شفتيها ..
كانت بين ذراعه ..
كانت بالقرب منه ..
ابتسم .. ويتذكر كيف كانت وديعة كالقطة في حضنه ..
وصوت أنفاسها غير منتظمة ..
حدسه كان يخبره ..
أن نبضات قلبها لا يتوقف ..
القى عليها طعم ..
وذهل عندما شاهد صدمتها ..
إذن لم يكن خاطئ ..
كره التوقيت والمكان لم يكن مناسباً ..
لو كان في المكان الآخر .. لن يتركها ترحل بسلام ..
دون أن يتذوق طعم فتنتها !..
أنتشله صوت رنين هاتفه النقال ..
ادار وجهه إلى هاتفه النقال ..
دخل إلى الداخل ووضع كاسة الخمر على طاولة ..
والتقط بخفة هاتفه .. عقد حاجبيه وهو يلقي نظره على
اسم الذي يظهر على شاشة هاتفه النقال ..
ضغط على زر .. وهو أيضاً لا يريد ارهاق نفسه بها !..
ووصل إلى مسامعه صوت أنثى بغنج يخصها .. ابتسم عندما سمع صوتها ..
إنها ترضيه غروره ورجولته .. كالذئبة هي تعرف كيف تفترس فريستها ..
لقد تعرف عليه بصدفة عندما كان يدرس في جامعة هارفرد ..
يتذكر عندما كان يجلس لوحده في الحديقة في الحي الذي كان يقطنه ..
جلست بهدوء أيضاً بقربه ..
لقد اعتاد عليها منذ تلك اللحظة عندما يكون مرهقاً وحزيناً ..
يلجا لها كالطفل الرضيع !..
كانت كالحائط الذي يستند عليها ..
كانت له كل شيء ..
ف علاقتهم كالسماء والأرض ..
و كالليل والنهار ..
يختلفا في كل شيء ..
ولكن في أمر واحد يتشابهان ..
أنهم يعشقون بدون قيود !..
يعترف أنه يحب أن يكون برفقتها ..
فهي تروق له .. تعرف كيف تنتشله من أفكاره ..
وكأن عرفت الأن أنه غارق بأنثى تقطن خلف شرفته ..
تفاجئه كالسماء بتقلب أجوائه ..
رد عليها بنبرة متزنة .. " مسائك السعادة .."
حررت جسدها من بنطال الأسود الرسمي .. ومن الأعلى ايضاً تخلصت من جاكيت..
فقط كانت ترتدي تي شيرت ذا لون وردي ..
كان نصف جسدها على سرير .. وساقيها على الأرض ..
وبين اناملها سيجارة ..
اردفت مبتسمة .. و بمشاكسة .. صفاء .." وانت سعادتي .."
سمعت صوت قهقهته .. زاد وسعة ابتسامتها ..
على ما قال مؤكداً لها ..
قايد .." نتقابل .."
دائما يكون محادثتهم بسيطة .. وكأن أفكاره هو يتواصل معها مباشراً ..
لطالما هي التي عودته باختصار المحادثات ..
فهمت مقصده ..
أي أنه يعرف أنها في المدينة لندن ..
اردفت بالسعادة .. صفاء .. " نتقابل ليش لأ.. "
وأغلقت هاتفها ..
لا تحتاج إلى موعد والمكان ..
خطواتهم يتكفل بكل شيء لهما ..
لم يجمعهم علاقة الحب ..
ولكن كالفصول ..
يأتيه هو متى يشاء ..
ويرحل متى يشاء هو !..
وهي كذلك ..
ضغطت بإصبعها سيجارتها واطفأته في صحن الزجاجي الصغير ..
وسقطت في سبات نومها ..
متشوقة للالتقاء به غداً ..
وهو ايضاً كان سعيداً .. حقاً كان يحتاج إليها ..
وضع بقربه هاتفه النقال ..
واعتدل بجلوسه ..
ووضع كلتا ساقيه على طاولة امامه .. ومسك كاسة وارتشف منه بهدوء ..
.
.
.
.
في الديرة ..
داخل جناحه ..
كانت تنظر في الأرجاء بتفحص .. جذبها التصميم ..
ولكن لم تبالي .. بدئت ببحث عنه بعينيها !..
فهي قد اعتادت العيش برفاهية ..
منذ صغرها ..
ولا يصل ما كانت تراه هي !!..
سقطت عينيها على البرواز صورته برفقة أماني ..
رفعت حاجبها وحدقت بالصورة بالهدوء ..
كان رجلاً أخر مبتسماً مزدهراً بسعادة ..
ليس بارد ومغرور الذي أتت لرؤيته ..
زاد عكر صفوة مزاجها .. وغضبها من يمكث في أضلع قلبها ..
مالت شفتيها ساخراً على حالها ..
كيف فكرت أنه بدأ بمكوث في المنزل لكي هي تعتاد عليه؟ ..
انها اشتاق لتلك القبيحة في عيني قلبها ..
حقا انني كنت حمقاء .. عندما اعتقدت إنه منجذب لي !..
تباً لك يا جنيد ..
متى تترك من ينبض بين أضلعي في حال سبيله ؟!..
خرج جنيد بخطوات هادئة من الغرفة تبديل الملابس ..
وفي يده أي باد ..
وهاتفه النقال فهو وضع رجل أخر لمراقبتها .. خوفاً عليها ..
لكي لا يمسها السوء ..
أنه يحبها بجنون .. ولن يترك الموت أن يأخذه منها ؟!..
سيجن لو رحلت هي ..
لقد رضى لدراستها في الخارج فقط أن تكون هي سعيدة ..
وتتخلص من حزنها ..
استيقظ عقله .. وسقط عينيه ..
على الكاسرة التي تقف أمامه !..
وكأنها لم تشعر به ..
كانت ترتدي منامتها الشتوي ذا لون وردي ..
وحالة شعرها مزرية .. وكأن لم تمشطه منذ فترة الطويلة ..
وأطراف أناملها النحيلة طويلة بارزة من كم قميصها ..
وتنظر إلى فراغ .. مثلما اعتقد هو !!..
تنهدت بحزن .. تمنت لو تستطع الحرق هذه الصورة بيدها ..
ادارت وجهها وتخلصت من آثار ثمالة حبها ..
رأته وكأن كان يراقبها منذ فترة .. ولكن لا تعلم منذ متى .. اقترب جنيد منها يريد الدخول الى غرفته لكي ينام ..
ولكن وجهها لا يبشر أنها ستجعله أن يرتاح ..
مال شفتيه مبتسماً ..
إذا عرفت هي !..
لا ينكر إنها تقلل أحياناً من وطء وجعه ..
يعرف أنه خاطئ عندم يلقي ثقل قلبه عليها ..
لكي فقط يتخلص من تستوطن في قلبه ..
فقط لكي لا يفكر بها ويرهق نفسه ..
ثبتت خلف أذنها من كلتا اناملها شعرها ..
تحت أنظاره الصامتة .. خبأت غضبها عندما رأت ابتسامته ..
إذن كان متعمداً..
سألته بنبرة هادئة ظاهرياً .. شكيلة " وين شكسبير ؟!.."
وحدقت ب ظهرها الضخم .. وهو يدخل داخل غرفته ..
اداره وجه بدهشة .. لم يتمالك وضحك ..
زمت شفتيها بحنق .. وبقدر المستطاع تحدثت بهدوء معه ..
وكلتا يديها على خصرها .. شكيلة .. " جنيد لا تشيب راسي!! .. وينه شكسبير ؟.. "
أدخل يديه في جيب بيجامته .. وهو يحدق بشعرها مبتسماً ..
ويريد معرفة سر شعرها ..
كان يعتقد أنها أطلت شعرها بلون رمادي ..
ولكن دهش عندما عرف من عزة ..
أن لون شعرها ..
اردف ساخراً منها .. جنيد .." في قبره !.."
وادار ظهره مرة اخرى مقترباً من سريره مبتسماً .. ووضع اي باد وهاتفه على المنضدة ..
عضت شفتها بقهر .. وما زالت تقاوم غضبها ..
يكفيها ما فعل بها صباحاً ..
لقد تعمد وتركها تأتي مشياً لوحدها ..
شكيلة .. بحنق" تستهبل علي حضرتك !!.. وعلى فكرة ترى مالك اي أحقية إنك تاخذه .. "
القى نظراته عليها .. كانت واقفة أمامه .. ولا يفصلهما اي شي !..
حتى تلك النسمة الباردة تركت أنثى البائسة ورحلت ..
كتف كلتا يديه .. وابتسم بخبث .. وبنبرة هادئة واثق على ما يقول لها !!..
جنيد .." في وحدة تيجي عند زوجها بشكل ذا !.." وأشار بعينيه على سرير ..
قاومت خجلها أمامه .. قوست حاجبيها بحزن .. وما زال ثغرها يرتدي الابتسامة باهتة .. على وشك الغروب .. ولكن تقاوم أن لا يغادر .. ويتركها لوحده أمام متعجرف الذي مغرمة به ..
اردفت بهدوء .. شكيلة .." وبعدين معاك !.. "
يا الله !!..
كان نبرة صوتها مثقلاً من الوجع والبؤس ..
تنفست بقدر المستطاع .. وهي تشعر أنها تختنق ..
حدقت به لوهلة .. إنها ليست أقل خبثاً منه! .. ستجاريه في العابه ..
وايضاً لماذا تعكر مزاجها !.. وتصب لجام غضبها عليه ؟؟..
فقط لأنها رأت صورته برفقة تلك الأنثى ..
هل يحتاج كل هذا الغضب؟ ..
لأجل صورة !!..
إنها ليست هنا .. وتكرهه أيضاً !..
بإمكانها أن تجذبه لنفسها ..
ولكن ايقظها عقلها من ترهات قلبها ..
أنه لا يحبها جداً !..
بل غارق بها ..
لو كان منجذباً لها قليلاً.. كان سيعلن ارتباطه بها !..
لن يتركها وحيدة في الركن هذه القصر الكبير ..
لم يمكن يهجرها .. طوال هذه الأشهر الفائتة ..
شعرت بألم في قلبها بالحقيقة الذي أخبرها عقلها ..
أنه اقترن بها مكرهاً ..
اقترن فقط لأجل وصية ..
فقط لأجل الدين !..
كان يحدق بها بالصمت .. مستغرباً من انطفاء روحها فجأة ..
أنها غامضة جداً ..
ويصعب أحياناً أن يفهمها !! ..
ويكره أن يجهلها ..
تنهد والقى كفه الايسر داخل جيب بيجامته .. وبيده الأخر مرر على شعرها الناعم ..
رفع حاجبه بسخط .. جنيد .." كسولة .. ما ادري كيف غيرتي ملابسك ونمتي؟؟.." اكمل وهو يلقي عليها فكرته .. الذي جاء في باله للتو !..
واراد أن ينتشلها من صمتها المريب ..
.." عادي ما عندنا مانع نغسل لك !!.." وغمز لها ..
زفرت بالضيق .. وازاحت كفه الضخم عن شعرها بهدوء .. مبتسمة ملقية انظارها عليه ..
وفتحت زر قميصها تحت أنظاره مذهولة منها .. كان يعتقد أنه ستخجل وستغادر من هنا! ..
ولكن عكس ما فكر هو .. مد كفها الايمن لكي يمنعها .. حركت حاجبيها باستفزاز له ..
شكيلة ..بخبث .." الله وكيليك عجزانة .. عن جد راح أكون ممتنة لك وبتكسب فيا آجر .. "
تنهد بصوت غير مسموع على جنون أنثاه الكاسرة .. أغلق زرين الذي كان فوق سرتها ..
عقد حاجبيه وتذكر أمر ما .. ازاح كم قميصها عن كتفها المصاب ..
والقى عينيه عليه .. مرر انامله الباردة عليه ..
اردف بلطف مبتسماً.. جنيد .." كيفه يدك الحين ؟!.."
.. دفعت بخفة بكلتا يديها .. معتقدة أنه ما زال يسخر منها ..
تمتمت بصوت منخفض .. بحنق.. شكيلة .." هه .. يقتل قتيل ويمشي بجنازته !!.. "
لا تنكر كانت سعيدة !..
ولكن لا تريد أن تضعف ..
خائفة أن لا يؤذيها !..
هو كالهيب يحرق أطراف قلبها ..
ببروده ..
جذبها جنيد بقوة إليه وعانقها .. ومرر بخفة على شعرها يده ..
احتنقت عينيها بوجعها ..
لماذا يا جنيد تتفنن في تعذيبي ؟..
لماذا تجعلني تائهة من دون ملاذ ..
لماذا يروق لك انكساراتي وانيني..
إنه كالبحر تارةً يشدني إليه بأفعاله تافهة ..
وتارة يدفعني بقوة .. ويلقي بي من فوق السابع السماء ..
لا تستطع مقاومته أكثر ..
يتمكن منها بأفعاله البسيطة والتافهة ..
يكسر الحصون التي وضعته هي ..
إنها تظهر قوة .. ولكنها هشة من الداخل كالزهرة ..
أبسط الامور يضعفها !..
ولقد فقدت سيطرة على روحها ثائرة في حب هذا المجرم !..
اتكئ بطرف مقدمة راسه على جبهتها .. وهو يحدق بعينيها الجاذبة ..
ويضع كلتا كفيها على وجهها ..
همس لها .. جنيد " أنتِ هالكِ !.."
يعتذر بقوله هذا .. لطالما كان لديه معتقدات يخصه ..
لقد حقق مع مريم .. وابلغته أنه لم يستطع التعدي عليها .. ولم تصاب في ذلك الوقت ..
تذكر هو عندما صفعها في لحظة الغضب سقط شمعدان على كتفها ..
وراقب تعرجات جبينها .. ذلك الوقت .. ولكن لم يبالي ..
كان غاضباً منها .. معتقداً أنها فعلت لأن أقسى عليه في تلك الليلة عندما كانت في ملحق ..
لا ينكر منذ معرفته الحقيقة تاكل الندم عقله ..
استغربت من قوله .. ولكن لم تهتم اعتقدت ما زال يستفزها ..
اردفت بحنق .. شكيلة " إذا خلصت من استهبالك علي .. ياليت الحين تامر الي ماخذ شكسبير يرجعه في مكانه .. " وبوعيد .. وأكملت بثقة .. " والله يا جنيد مو من مصلحتك انك تستفزني !.."
اردف جنيد بحدة قليلاً .." بت .. لا عاد اشوفك مرة ثاني تتكلمي معايا بالأسلوب ذا!!.. فاهمة ؟!.."
عقدت حاجبيها .. ولم يعجبها حدة نبرته .. اردفت بقهر .. شكيلة .." لا ما فهمت يا روحي .. " نطقت بعفوية دون ان تشعر هي ..
ارتابت من ابتسامته الذي ينتشلها من كل أوجاعها ..
وكأن امام الجمال ثغره أمر تافه ..
زاد غضبها عندما امتلئ المكان بضحكته !..
مبتعدا عنها عدة خطوات ..
على انفعالها واحمرار ارنبة انفها بسبب البرودة الجو ..
عضت شفتيها بغضب ..
واقتربت منه بخفة .. وتركت أثار على عنقه ..
وخرجت مسرعاً إلى الأسفل .. تحت دهشته .. ندمت لحظة على تهورها ..
ولكن تشعر أنها ما زالت لم تغمد غضبها ..
على استفزازه وسخريته منها ..
القت تلك العينان المجعدة نظرها باستغراب على حالتها ..
وهي تتنفس بصعوبة .. بعد الجري ..
أم جنيد .." علامك يا بت ؟! .. وكأن يلاحقك عفريت !.."
لم تتمالك على ما قالت في الأخير لها وضحكت ..
تمتمت مبتسمة .." اي والله انه عفريت .."
جلست بالقرب منها على سرير ..
اندثرت تحت الغطاء الثقيل .. اختبأت عنه عندها ..
لو مسها بسوء ستكون والدته برفقتها ..
لم تشعر بنفسها من الدفء الذي تلقته .. وغفت وهي تحدق بالظهر تلك المسنة ..
التي جلست على الاريكة وغارقة في كتاب ما ..
ولم ترفض مكوثها في غرفتها ..
هو صدم بفعلتها .. ووضع كفه الايسر على عنقه .. مرر عليه بخفة اصابعه ..
ادار وجهه وهو يلتقط هاتفه النقال ..
رفع حاجبه باستغراب .. واردف بجدية مع رامي ..
جنيد .." خير يا رامي ؟.."
تحدث هو بحزن .. والقى نظره على مكان الذي أشبه مهجور .. ولا يحيط به سوى الجبال .. والهدوء والظلام .. وسيارة فايز خالي منه ..
تحدث بالهدوء .. وغير مصدق بما يراه هو .. " لقينا سيارة فايز.."
تحدث بحزم .. جنيد .." ارسل لي موقع .."
اغلق هاتفه .. وخرج من غرفته .. لكي يغير ملابسه ويغادر ..
.
.
.
.


في المدينة عمان ..
داخل السجن ..
كانت ما زالت تحت تأثير الصدمة .. تنظر إلى الفراغ بالصمت ..
اعتقدت ان بكيدها ستنال منه ..
وتجعله تحت سيطرتها بفعلتها ..
ولكن بهتت ملامحها عندما دخلت امرأتين في زي عملهم ..
تحدثت معها إحداهن .. والأخرى وضعت على يدها طوق حديدي ..
.." قيد الاعتقال بسبب السرقة وتحريض مروان ولك حق في توكيل المحامي .. "
كان اليوم جلسة الأولى في المحكمة ..
وخسرت هي لوجود أدلة قوية لدى الطرف الأخر ..
وحكم عليها سبعة سنوات بسبب السرقة ..
وبسبب التحريض مروان لفبركة الصور سنتين ..
وإقامة علاقة محرمة مع الرجال ..
ترجم وتغريب الذي أقام معها العلاقة المحرمة ..
لقد خسرت كل شيء ..
وزاد صدمتها من عائلتها الذي تبرأت منها ..
لم تتمالك غير راضية بما يحصل معها ..
انها اصبحت وحيدة في هذا السجن الضيق ..
اقتربت من الباب .. وصرخت لكي يخرجوها من هنا ..
كان عائلتها لم يرفضو ما كانت تفعل .. بل كانو مايدين لها ..
.
.
.
.
في جزر المالديف ..
داخل الغرفة .. كان يضع ثيابه داخل الحقيبة السفر ..
ادار وجهه وبالغضب اردف بحدة .. منذ معرفته أنها ليس في المنزل ..
كان غاضباً جداً .. وخائف عليها أن يكون مسها السوء ..
اراد الذهاب إلى واشنطن للبحث عليها ..
ندم عندم وقع على ورقة الطلاق ..
لقد تنازل لكي يحميها .. ولكنه كان مخطئ ..
كان جباناَ عندما تخلى في دقيقة عنها بعد تهديد والده ..
نادر .." طسي يا اصايل من قدام وجهي ابد مو رايق لك .."
اقتربت منه وتحدثت بالغضب مماثل له .. أصايل .." أكيد ما راح تكون .. " جلست على طرف سرير .. وكتفت كلتا يديها .. ووضعت ساق على الاخر .. واكملت بغرور .." اسمعني زين بمزاجي عديت المسخرة الي جالس يصير من يوم جيت معاك هنا .. بس لهنا وخلاص .. "
لم يهتم لثرثرتها تافهة .. ويدعي بداخله أن تكون هي بخير ..
ابتسمت بسخرية .. لقد تم ترتيب ارتباطها به منذ فترة طويلة ..
لطالما اعتادت أن تعرف عن كل شيء يحيط بها ..
دون أن يدس عنها ..
وكيف وهي سترتبط برجل لا تعرفه عنه شيء !..
لقد سافرت إلى المدينة واشنطن .. فقط لكي تعرفه عنه بالكثب ..
واستطاعت شراء لولوة بمالها .. لكي تكون جاسوسة لتعرف
بما صرح هو في الصحف ..
هل حقاً مغرم بها ..
أم هناك أنثى أخرى ..
ولقد فعلت بما امرتها ..
ودهشت لولوة بين سكرته يردد اسمها ..
مالت شفتيها باستصغار .. وهي تتذكر عندما التقت بها في الصباح ذلك اليوم ..
لكي تعرف عنه كل شيء ..
هي الي رتبت لهما الموعد ..
القت نظراتها عليها وتحدثت بالهدوء .. وهي تضع ساق على الأخر ..
ويقف خلفها اثنان من حارسي الشخصي لها ..
أصايل .." وهو من فين يعرفها ؟!.."
اردفت بالصدق .. لقد سألت من جاسر .. عن علاقته مع بسمة ..
قص عليها كل شيء .. دون أن يعرف السبب ..
لولوة .." كان سبب في خسارة وظيفتها كالمضيفة .. وتقابلو مرة الثانية قدام البار مع زوجها .. قايم فيها الضرب وانقذها من زوجها ..
واجبر زوجها يطلقها .. وارتبط فيها ! .. بس ذا الي اعرفه طال عمرك .." أكملت بتردد .." متى راح تنقذي جاسر من أزمة المالية ؟؟.."
حدقت بها .. ولم يروق لها بما سمعته للتو عن نادر ..
سترتبط به مكرهاً لأجل العمل والدها ..
ولكن أن يكون هو الى أنثى أخرى .. لا يرضيها غرورها !..
تحدثت بجدية .. أصايل .." بكرة راح تتقابل سكرتيرتي مع زوجك .. "
ووقفت والقت نظرات الاشمئزاز عليها .. كانت ستغدر بها ..
ولكن لأجل أن تشتري صمتها .. ستعقد مع زوجها صفقة بسيطة ..
افاقت هي من ذلك اليوم ..
على صوته مرتفع جداً ..
كانت تنصت له بالصمت .. فقط لتعرف سبب غضبه ..
جلس على طرف سرير .. لم يستطع الوقوف بعدما عرف ما حل بحبيبته ..
غير مصدق ما فعل والده بها !..
كيف يغدر به ..
لقد نفذ كل ما يريد هو ..
لقد اجبر نفسه ليتنازل عنها لأجلها !..
فقط تعيش بسلام ..
كيف استطاع ايذاء قلب ابنه ..
احتقنت عينيه بقهر وخذلان ..
ادخل في جيب بنطاله هاتفه النقال ..
وقفت سريعاً ولحقت به لكي تمنه من المغادرة ..
ولقد عرفت أنه عرف الحقيقة ما فعل والده بها ..
.
.
.
.
في الديرة ..
داخل الغرفة والدة جنيد ..
كان يشير الساعة إلى الثالثة فجراً..
شعرت بالثقل على النصف جسدها .. وبذراع كالأغصان ممتدة على ظهرها .. ويطوق بها ويمد لها الدفء ..
عكرت مزاجها وهي تشعر بالصداع .. بسبب اطالتها في النوم ..
فتحت عينيها وتريد معرفة الثقل الذي عليها ..
زاد وسعة ابتسامته .. وهو يزيد من احتضانها ..
لقد وصل قبل ساعتين من المدينة المنورة ..
وعرف من والدته انها في غرفتها منذ الساعة الثامنة مساءاً ..
أي منذ هروبها منه !!..
ابتسم وهو يتخطى والدته إلى داخل غرفتها .. وابلغها أنه سينام في غرفتها ليلة فقط ..
لا يريد ايقاظها ..
راق لها فكرة .. وابتسمت وهي ترى عيني طفلها يشع من السعادة ..
تمنى هو أن ينام قليلاً .. يجب عليه مرة أخرى المغادرة الساعة الثامنة صباحاً ..
ولكن ابى أن ينسدل جفن عينيه .. بسبب الارهاق الذي يلازمه ..
شهقت شكيلة وزاد وسعة عينيها بدهشة .. ومن إضاءة خافتة بالقرب من سرير..
وهي ترى نصف جسده عاري عليها محتضنها .. لا تتذكر أنه كانت معه ..
القت نظرها سريعاً على كل شيء لكي تعرف اين هي ..
عضت شفتيها بخجل .. وتذكرت انها في غرفة والدته ..
أغمضت لوهلة عينيها بحياء ..
لقد اتت مختبئة منه .. لكي لا يؤذيها على فعلتها .. أو يوبخها !..
ولكن الأن بين يديه .. كانت ستغضب عليه .. ولكنها في الحالة الحرجة ..
يجب عليها ان تخرج من هنا سريعاً..
رفعت كفها الايمن بخفة .. وتريد افلات نفسها منه .. دون أن يشعر هو بها ..
وبعينيها تبحث عن والدته ..
كان يدفن وجهه في خصلات شعرها الرمادي .. ويحتضنها بتملك لكي لا تهرب منه ..
ملقياً نصف ثقل جسده عليه .. ويطوق بكلتا ذراعيه ..
لكي تكون اقرب منه ..
تحدث بالصوت منخفض .. بالقرب من أذنها ..جنيد .." مو موجودة !.."
شهقت مرة اخرى بصوت مسموع بذعر .. وادارت وجهها عليه ..
مررت لسانها على شفتيها بتوتر .. كانت تعتقد أنه نائم ..
وببلاهة سألته .. شكيلة .." ليش وين راحت هي ؟؟.. وانت ايش جابك لهنا ؟؟.."
رفع راسه وهو ينظر إلى عينيها ..
واعتدل والقى جسده بالقرب منها .. ولكن ما زال يحيط بذراعيه جسدها ..
وضع يده الايمن تحت رقبتها .. ومن ذراعه الاخر يحاصر خصرها ..
تحدث بسخرية مبتسماً .. جنيد .." ايش راح تسوي بين زوجين !!.. " واكمل بخبث .. " وخاصة في ليل!!.."
احمرت وجنتيها بخجل .. اردفت بغضب .. شكيلة .." قليل ادب .."
عقد حاجبيه .. ادارت عينيها وعرفت انه لم يروق له شتيمتها ..
شهقت مرة اخرى .. عندما شعرت بالقرب من ثغرها شفتيه ..
صرخت بوجع وحدقت به بالغضب .. وتشعر بألم في شفتها سفلية ..
كان قريباً منها .. ويشعر بأنفاسها غير منتظمة .. وتتنفس بالصعوبة ..
عندما اقترب منها للتو .. كان هو بمزاج العالي منذ مجيئه ..
تحدث بصوت منخفض .. لكي تسمعه هي فقط ..
جنيد .." لعاد اسمعك مرة ثانية تقولي كلمة ذي .."
ادارت مرة أخرى عينيها عليه .. ورفعت حاجبها ..
اردفت بقهر .. وما زالت تشعر بلسعة في شفتها سفلية من فعلته للتو ..
شكيلة .." وجع !.. "
نظرت به بطرف عينها .. وراته يحدق بها .. ويمسك خصلة من شعرها بين انامله ..
اردفت سريعاً .. متذمرة منه .. شكيلة .. " استغفر الله .. يا اخي مين مسلطك علي ؟!.."
ورفعت راسها .. ووضعت كلتا كفيها على ذراعه واكملت .." ابعد عني ابغى اقوم .. "
لم يبالي لتذمرها وطلبها .. وهو يرجع مرة أخرى يحتنضها مثل قبل ..
اردف بالهمس لها .. جنيد .. بحزم .." اشش .. ابغى انام ساعة قبل صلاة الفجر .."
قاومته .. ما زالت تتذمر هي .. شكيلة .. " خير !!.. انا ايش دخلني في نومتك .. جنيد ترى وربي .."
بتر وعيدها محشوة في ثغرها .. وهو يعيد فعلته على نحرها ..
وضعت اطراف اناملها النحيلة على كتفه العاري .. لكي يبتعد عنها..
وتحدثت بحدة .. شكيلة .. " وقح .. اقسم بالله ما راح يحصل لك خير اذا ما.."
اخرسها وهو يعيد فعلته مرة أخرى وفتح بأنامله بخفة زر قميصها ..
ومسك معصمها الايسر بقوة .. والاخر لـا تستطع تحريكه فتحت جسده قليلاً ..
لأخافتها لتتوقف من الشتم والتذمر .. ولكن هي زاد غضبها منه ..
نهرته بلطف لكي يتوقف عن فعلته .. ويبتعد عنها .. لا تريد ان يتمادى أكثر معها ..
ولكن لم يتوقف هو وكأنه غرق بها ..
لطالما قاومها .. ونفاها عن قلبه ..
ولكن لم يستطع الأن ..
يكفي أضاع ساعات وايام وشهور ..
وهو يبتعد عنها أميالاً ..
لا يغيب عليه تأنقها عندما أتت لأول مرة لإدلاء شهادتها ..
ومرة في تلك الليلة عندما وبخها ..
كانت في ذلك الوقت .. يتوهج عيناها بسعادة ..
ولقد زاد الحب نضجها وجمالها أكثر ..
ولكن أبعدها هو عن حدود قلبه ..
بأحاديثه القاسية ..
تتمنى أن تتوقف هي وتبتعد عنه ..
ولكنها زادت الاقتراب منها ..
واستعمرت على قلبه البائس ..
الذي غارق في الأنثى أخرى بجمال البدوي التي يخصها فقط هي ..
لم تقاوم هي .. كرهت في هذه اللحظة ضعفها ..
ولكن اعتادت على ضعف امام جبروت قلبها ..
وطوقت من يدها الأيمن رقبته من الخلف .. وجذبته إليها بسعادة ..
ابتعد عن ثغرها بجفاء .. وكأن استيقظ من حماقته للتو .. التقت أنفاسها وهي تشعر أنها كانت ستختنق ..
اقترب من جهتها ملتقطاً هاتفه النقال .. شاهد اشعار تلقي الرسالة النصية ..
زاد عقدة حاجبيه .. بعدما قرأ .. اتجه مسرعاً إلى جهة الاتصال ..
ووضع على أذنه .. زفر بالراحة عندما سمع صوتها .. تحت أنظارها التائهة !!..
وكان فقدت وطنها ..
وفقدت نفسها !..
ولكن اردف بخوف عليها .. تناسى وجودها !..
فكيف لا !..
وهو مغرم بها حد الموت ..
لقد كان يظللها من جسده ..
و ما زال يحيطها من جهته جسدها بكفها الذي يتكئ عليه .. ومن جهة الأخرى يمسك هاتفه النقال ..
جنيد .." سلام عليكم .. سلامتك يا قلبي .. انتي بخير؟.."
استغربت اتصاله .. ولـا تنكر ارادت افراغ غضبها .. ولكنها تجلس بقرب والدتها ..
التي سقطت مغشياً عليها بسبب ارتفاع ضغطها المفاجئ ..
أماني .. " وعليكم السلام .. الحمد لله .. جنيد أنا مع أمي الحين .. بعدين راح اتواصل معاك .. مع سلامة .. "
اغلقت تحت اعتراض والدتها .. أن تذهب الى خارج وتتحدث معه ..
ولكنها رفضت بإنهاء مكالمتها سريعاً معه ..
زفر بالراحة .. ما زال غير مصدق انها بخير ..
ابتعدت عنه بوجع الذي تشعر به ينحر روحها .. عند انشغاله بمكالمة سخيفة مثلما اخبرها عقلها ..
كرهت ضعفها ورضوخ له .. وكأن من فعلته للتو ايقظها عن أضغاث عشقها ..
وكأن افاقت من سكرة حبه ..
اردفت بقهر وبحدة .. وحدقت به بكره الي كان في ذلك اللحظة فقط ..
شكيلة .." حسبي الله عليك يا جنيد .. " وضربت بقوة على صدرها .. " والله يحرقه الي ذلني لك واجد .."
لم يفهم ذلك الجاهل .. كان صوتها ممتلئ بالوجع !..
خرجت بخطوات متعثرة .. بخذلان .. بقهر ..
لقد كسرها حقاً بفعلته .. وكرهت تلك النظرة التي رات في عينيه ..
كرهت خضوعها له ..
مسحت بقوة وبغضب على شفتيها ..
ويعيد لها عقلها ابتعاده عن ثغرها بنفور .. وكأنه كان مكرهاً ..
وكان استيقظ عن جنونه ..
.. نادماً على اقترابه منها ..
اغمضت عينيها .. وتخلصت ما كانت ترتديه ..
والقت به في سلة مهملات صغيرة في غرفتها ..
اتجهت الى حمام .. واستلقت في ماء بارد ..
لكي يقلل مرارة وجعها ..
ومددت جسدها إلى أن اغرقت وجهها .. وتوقفت عن التنفس هي ..
.
.
.
.
في المدينة لندن ..
بالقرب من المقهى ..
توقف عن المشي وهو يحدق بها .. تقترب منه بخطوات واسعة ..
لقد وصلا سوياً في تلك اللحظة ..
حضنته بقوة مبتسمة ..
ضحك على جنون أفعالها .. وهو ايضاً يزيد احتضان بها ..
سقط الكوب القهوة الورقي من كفها .. تحت انظارها صادمة !!..




انتهى الجزء 24 ..
وانتظر تعليقاتكم الي يسعدني ..
استودعتكم الله ..





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.