آخر 10 مشاركات
رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          276 - قلب فوق البركان - بيني جوردآن (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          10 - تعالي إلى الأدغال - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          صفقة مع الشيطان (145) للكاتبة: Lynne Graham (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          599 - قيود امرأة - باتي ستندارد ( تحت سقف واحد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حصاد الامس (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-19, 12:44 AM   #51

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكورة على البارت الجميل واتمنى منكي ان تنتبهي للاخطاء الاملائية فهي كثيرة

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-09-19, 02:03 PM   #52

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 11:05 AM   #53

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(25) ..


في المدينة لندن ..
بالقرب من النافذة غرفتها .. ويشير الساعة يدها إلى الثامنة مساءاً..
لم تشعر وهي تحيط بعينيها الشرفة الذي اصبح مهجوراً من جسده ..
منذ ذلك اليوم الذي رأته بالقرب من المقهى يعانق أنثى ..
كان يبتسم ..
ويغمره السعادة في تلك اللحظة ..
ودهشت عندما حدق بها قبل دخوله خلفها داخل المقهى ..
وكأن لم يكن مهتم بها!..
وكأن لا يعرفها ..
ليس الذي يحيطها في الأيام الفائتة بابتسامته ..
يحشر نفسه في أيامها الماضية..
حتى لو لم تكن راغبة به ..
ولكن لماذا الأن تشعر بالوحدة !..
لـا تنكر كان الفضول يقتلها لكي تسأله ..
ولكن أدهشها في يوم أخر بغيابه ..
وحضور بروفيسور آخر !!..
منذ ذلك اليوم عقلها ممتلئ به ..
ارهقت نفسها بالتفكير به ..
إنها مكتئبة منذ ذلك اللحظة ..
وتريد البكاء .. ولكن تقاوم بالصبر على أن يتصل بها ..
ويحدد كالعادة بنفسه موعد لكي يلتقيا في إحدى المطاعم .. أو المقاهي ..
دخلت موضي مستغربة من وقوفها أمام النافذة ..
تتذكر منذ معرفتها بأنه يمكث هو مقابل بنايتهم السكنية ..
كانت تحدق بها بدهشة غير مصدقة ..
تحدثت وهي لـا تعلم ماذا حصل بينهم في ذلك اليوم ..
موضي .. باستغراب .." علامك سرحانة ؟!.. "
لم تتلقى الرد منها ..
اردفت وهي تلفت نظرها إليها ..
بعدما وضعت صندوق الصغير على الطاولة ..
وجلست على الكرسي أمام طاولة المكتبة ..
موضي .. " توه سلمني واحد صندوق ذا .. باسمك ترى كان ؟؟.. " وأكملت وما زالت مستغربة منها .." من قايد !.."
أبعدت عن ثغرها الكوب القهوة بدهشة .. واقتربت بخطوات سعيدة ..
ومسكت بلهفة الصندوق .. اختفى حزنها ..
رحل عنها الإرهاق ..
و تلاشى كل الشعور السلبية الذي كان تشعر به قبل ثانية !!..
بحثت عن المقص الصغير بعينيها سريعاً .. ولم تجده على طاولة ..
و لقد نفذ منها صبراً !.. مسكت القلم بين اصابعها ..
وضعت على بداية لصقة وغرست بقوة ..
إلى أن وصلت إلى الحد النهاية ..
تشعر أن ثواني الذي غرقت في الفتح الصندوق ..
وكأنه دهر ..
عقدت حاجبيها باستغراب ..
ورأت صندوق صغيرة بغلاف مخملي ذا لون أسود ..
مسكت وفتحته والقت نظرها بالصدمة على ما يحتوي ذلك العلبة ..
التقطت أسورة يخصها كان .. بين أصابعها بالصدمة ..
وأدارت عينيها إلى النافذة ..
الذي كان الوصل بينها وبين من يزعجها في الأيام الفائتة ..
القته على طاولة .. تحت أنظار موضي المذهولة ..
ارتدت عبائتها على بيجاما .. وغطت راسها بحجاب سريعاً ..
ومسكت هاتفها ..
خرجت من المنزل تحت الهدوء الذي يحيط به في هذا الوقت ..
اقتربت بخطوات سريعة من بناية الذي يمكث هو به ..
فهذه الحي له رجال الأمن خاص به ..
وكاميرات المراقبة ..
وقفت أمام الباب الذي خلفه رجل بعثرها في الأيام الفائتة !..
ضغطت على الجرس .. لم تتلقى الرد ..
اطرقت بخفة ..
زفرت بالضيق .. وما زالت لم تتلقى الرد ..
فتحت على الرسالة النصية .. مسحت بضع الحروف كتبت هي ..
وبحثت عن رقمه في جهات الاتصال ..
وضعت على أذنها بعدما ضغطت على اسمه الذي جن جنونها للتو ..
حركت بتوتر ساقها الأيمن .. ووضعت يدها الايسر على خصرها ..
حدقت إلى شاشة هاتفها .. وأعادت الاتصال به ..
وأطرقت بيدها الايسر ..
ابتعدت خطوة إلى الخلف .. عندما فتح لها رجلاً ليس الذي تمنت رؤيته ..
كان يرتدي فقط شورت .. وعاري الصدر ..
ادارت وجهها بحياء ..
تحدث بالغضب وهو يسألها ماذا تريد هي ..
ادارت وجهها بالصدمة ..
بما سمعته منه ..
ادارت جسدها .. ومشت بخطوات خائبة ..
بعدما أغلق بوجهها الباب ..
عندما كررت عدة مرات سؤالها غير مصدقة عليه ..
شعرت أن ساقيها ثقيل .. ولـا تستطيع المشي أكثر ..
جلست على الأرضية داخل المصعد ..
مررت بخفة أناملها على خدها ..
وحدقت بهدوء إلى سائل مملح على طرف أصابعها ..
شهقت ولم تتمالك بكت ..
ولا تعرف لما تبكي هي !..
هل لأن افتقدته حد الجنون ..
أم لأنها مكتئبة ..
من الحياة التي تعيشها هي ..
زاد بكائها ..
وتشعر أن رائحته عالقة هنا ..
بأصابع المرتجفة اعادت الاتصال به مرة أخرى متفائلة لكي يجيب عليها ..
زاد بكائها وهي تسمع صوت أنثى تتحدث بعملية ..
وتخبرها أن هاتفه مغلق في الوقت الحالي ! ..
كيف يرحل عنها هكذا ؟!..
بعدما اعتادت عليه ..
في أيام القليلة ..
كانت تشعر هي أنها ليست بخير ..
فكيف الأن ..
ستجن !..
تريد أن تراه الأن ..
ولكن كيف !!..
لا يحق له أن يتركني ويغادر ..
إلى أنا أشعر بضجر منه وارحل عنه ..
خرجت بخطوات متعثرة من المصعدة ..
وجلست على الكرسي الخشبي الذي كان يتوسط بين بناية سكنية ..
ويحيطه الأشجار ..
رفعت نظرها شعرت لوهلة وكأن يحدق بها مبتسماً ..
ولكن خاب ظنها ..
ادارت عينيها إلى الأسفل ..
وحدقت إلى الخف التي ترتديه في المنزل بالصمت ..
.
.
.
.
في المدينة المنورة ..
خارج الحدود المدينة الطيبة ..
في مكان لا يحيطه سوى الجبال .. وللتو أشرقت الشمس ..
مرر يده وتناثر من بين أصابعه التراب ..
وفي كفه الاخر يضم قطعة زر الثوب ..
يجلس على الأرض .. ويحيط المنطقة شريط الصفراء ..
وأصوات كاميرات لم تتوقف ..
وينتشر فريق الجنائي في المنطقة ..
منذ الليل ..
تمنى للحظة أن يكون أمامه ويقتله بكلتا يديه ..
عندما خرج من القصر بعد رؤيته لشكيلة ..
بعد الحديث المرهق معها ..
اتجه الى الملحق ..
ورجع إليه ..
لكي يبتعد عن كل أمور يرهقه ..
في أوان الأخيرة ..
ومن الأنثى موجعة للروح..
إلى أن ينتهي هذه الليلة ..
رسم شبح الابتسامة على ثغره ..
وهو يتذكر رهانها ..
لو تعرف تلك الصبية الساذجة ..
أنه مهزوم منذ تخطى حدودها ..
انهى أمور البسيطة ..
ووضع الملف على جهة أخرى ..
سيفاجئها الليلة ..
سيبدأ معها مرة أخرى ..
يكفي السوء الفهم ..
والاحاديث القاسية بينهما ..
لماذا كل هذه التعقيدات والابتعاد عنها ..
وأن تلك الانثى لم تخلق سوى للحب ..
والجنون ..
والعشق ..
كانت مغرية في ثوبها الأسود الذي يزيد فتنة تضاريس جسدها الرباني ..
استغفر لكي يبعدها عن عقله ..
ولو للحظة ..
لا يعرف كيف سيصمد أمام عدة الثواني .. و الدقائق .. والساعات ..
رفع حاجبه وهو يرى اسم رامي ..
الذي كلفه في بحث المنطقة الذي وجد فيها السيارة فايز ..
وقف مدهوشاً بما سمعه للتو ..
بعدما تخلى عن بشته اسود على الاريكة جلدية بالقرب من طاولة مكتبه ..
خرج في زينته بسيطة ..
بالثوب الأبيض بعجلة ..
ليس لديه وقت لكي يستحم ويغير ملابسه ..
وقف مصدوماً أمام الرأس فايز ..
الذي كان شديد السواد بسبب الحرق ..
وما زالت عينيه مفتوحان ..
وكأن تم حرقه وهو على قيد الحياة ..
وقف لعدة دقائق ..
وهو يحدق بالصمت إلى وجه الذي كان وفي وجاد لبلاده ..
لم يكن مساعده فقط ..
بل مثابة أخيه الأصغر ..
شعور العجز والقهر يلازمه طوال تلك الفترة ..
لقد خسر ابنته ..
والمسن الذي خدامه منذ عهد والده ..
والأن فايز!..
لا يستحق أن يكون اب واخ وسيد ..
تنهد بالوجع ..
ومسح تلك الدمعة العالقة على أهدابه ..
قبل أن يراه أحدما ..
و قضى جنيد ليلاً هنا ..
لم يتحرك خطوة من هناك ..
منذ رؤيته بقايا من فايز ..
والذي لم يتبقى منه سوى الوجه !..
والذي أمر رامي لفريق الطبي ..
أخذ راس فايز ..
لم يتحدث رامي قط معه ..
وتركه في هدوء الذي كان كالأموات ..
كان نادماً على استعجاله واخباره ..
لقد عرف عن ارتباطه مرة أخرى !..
اقترب بخطوات واثقة منه ..
وهو يراه ظهره ..
لقد أبلغه رامي بما حصل ..
وعن جنيد !..
والذي وكأن لم يعتاد على الرؤية جرائم القتل بالوحشية ..
و لكن لن يصل أكثر القسوة الذي حصل لمساعده ..
زفر بالضيق ..
يكن هو لفايز المعزة والتقدير ..
فكيف لا ..
لن يجد مثله رجل شهم ووفي ..
وضع كفه على كتفه ..
وتمتم بالحزن وهو يواسيه .. ثابت .." إن لله وإنا إليه راجعون .."
ادار وجه إلى ثابت ..
وكان افاق للتو من الصدمة التي لازمه لعدة ساعات ..
ووقف وتحدث بالحزم ..
وليس الذي كان قبل عدة الساعات كان كالغصن المهترئ !..
وبعملية .. جنيد .." إن لله وإن إليه راجعون .." وأكمل وهو يقف ويحدق بثابت .. بجدية .. " راح اخلي لك كل شي .."
وخطى خطوات سريعاً متجهاً إلى سيارته ..
لن يتركه يفلت من دون عقاب !..
سيجعله أن يتجرع العذاب ..
سيجعله أن يتمنى أن يموت ..
ولكن سيخيب ظنه ..
ويجعله قيد الحياة ..
لا يكفيه لتعذيبه قرناً كاملاً ..
على ما فعل ..
.
.
.
.
في المدينة لندن ..
تتكئ بطرف ذراعها على درابزين الشرفة .. وتضم في يدها الأخر سيجارة ..
وبتركيز تنظر إلى الشارع العام ..
إلى ضجيج السيارات ..
إلى صخب المارة ..
ليس وكأن هي في طابق 65 ..
أدارت وجهها إليه مبتسمة ..
كانت ترتدي تي شيرت يخصه ..
رفع حاجبه .. واردف بسخرية .. قايد .." مو كأن ماخذه وجه بزيادة .. "
حدقت به مبتسمة .. ومدت يدها وأخذت الكوب .. واردفت بدلع .. صفاء .. " لك شرف يا جميل .. " وعقدت حاجبيها .. وأكملت بسخط .." وكمان مين أمس عامل عمايله وما سمع كلامي .. "
اشارت بعينيها إلى ملابسها الممزقة بالقرب من السرير ..
الذي ما زال ملقاه على الأرض منذ لا يقل من 11 ساعة ..
لم يكترث لها ..
وجلس الكرسي .. بعدما اخذ الكوب قهوته ..
وهو يلقي نظراته إلى عدة مكالمات من أماني ..
جلست هي أيضاً .. واطفئت السيجارة ..
وأخذت هاتفه النقال من بين كفه .. وضعته على الطاولة ..
رفع حاجبه ولم يعجبه فعلتها ..
ابتسمت بخبث .. صفاء .." بدرجة زي متعلق فيها .. ركز على شغلك .. ولاحق عليها .. "
ومدت له هاتفها ..
عقد حاجبيه باستغراب .. وأخذ من بين كفها هاتفها .. وشاهد بالصمت لمقطع فيديو لها تجلس على أرضي المصعد وتبكي .. عض شفته لا يليق عليها الحزن ..
وكيف وهو يكون السبب !..
زاد وسعة ابتسامتها بالحزن .. وادارت عينيها إلى الفراغ ..
ورجعت مرة أخرى وبين شفتيها سيجارة جديدة اشعلته ..
وغرقت في رجل ..
الذي قضت نصف حياتها في مراقبته فقط ..
لأنها ديانتها صوفية ..
.
.
.
.
في الديرة ..
داخل غرفتها مستلقية على السرير .. لم تتحرك منذ استيقاظها ..
تغطي جسدها من الغطاء صيفي ..
ما زالت لم تتخطى عينيه حادتين جاذبتين ..
لقد انتهت الشتاء البارد المؤلم ..
الذي بدأ منذ وقوعها في الحب النقي ..
ونهايته ما زالت طريقه مجهول لها! ..
لقد أتى الشتاء مهرولاً إليها ..
ولكن رحل قبل عدة أيام بالصمت ..
دون الصخب كالصيف ..
لقد حاولت هي ..
في الأيام مضت ..
لا بل حاربت بكل الطرق ..
وخسرت في البداية خطواتها !..
وكيف لـا تخسر ..
وقلبها الأحمق غرق أكثر في حبه ..
لقد مر أسبوعان على حضور والدتها وأخيها ..
وعلى هدنة بينها وبين جنيد! ..
أًصبحا في الأيام السابقة كرفقاء ..
يتقابلان ليلاً ليشربا سوياً القهوة ..
ويتشاركان رايهما على كتاب ما ..
يتناولان غدائهما سوياً في الحديقة ..
يتجادلان عندما يعلمها حركات الفنون القتال ..
ينتظرها دائماً بالقرب من العتبة الباب غرفتها ..
ويمد لها الأزهار لكي تزين غرفتها ..
وتغادر معه للجري سوياً في الصباح ..
يوبخها لو وقفت عن الجري ..
يرجع بخطوات إلى خلف ويقف بالقرب منها ..
إلى أن ترجع وتبدأ بالجري معه ..
يسرح لها في المساء شعرها ..
ويتوه بوضع رباط الشعر لها ..
وتنام بالضفيرة متعرجة من صنعه ليلاً مبتسمة ..
وهي تعيد تثبيت ازار قميصه الرسمي ..
عندما يأتيها مستعجلاً ..
توبخه على انحناء راسه ويقف ثابتاً ..
وتبتسم له ببلاهة عندما كانت لا تعرف في البداية ..
وكذبت عليه أنها ماهرة ..
ولكن كشفت من اول مرة ..
واستغرقت نصف الساعة على زر واحد ..
ولم تبالي لتذمره ..
وابتسمت على انجاز بسيط التي كان من فعلها ..
وتعد له العشاء ليلاً ..
ويراقبها بالصمت على الكرسي الخشبي يتوسط المطبخ الواسع ..
يفاجئها باحتضانها من الخلف .. لكي يتذوق ما صنعت له ..
ولكن يخيب عندما ..
يجد استيك لحم ..
الذي تعد له بالصلصات مختلفة ..
ويختلفان على اريكة الذي بالقرب من المدفأة ..
وينتهي يومها تدير له ظهرها وتغادر لملاذها الذي أصبح في الأيام الأخيرة ..
لم تكن مع رجل الذي مغرمة به ..
بل صديق يشاركها الأيام البائسة ..
لكي تتخلص من جنون حبها ..
كان خالياً من الحب !..
لقد كانت سعيدة جداً ..
لن يسع سعادتها هذا الكون صغير لها ..
في أيام الماضية معه ..
وأصبحت انانية جداً ..
واستندت عليه لكي تتخلص من الأوجاعِ ..
من بؤسها ..
ومن خذلانها ..
استدارت جسدها .. واستلقت على ظهرها .. وهي تنظر إلى السقف ..
إلى ثريا كريستال يكمل جمال السقف به ..
أغمضت عينيها .. وابى عينيها هذه اللحظة من ذرف الدموع ..
وكأن نفذ صبره من أنثى بائسة مثلها!!..
ورحل عنها هو ايضاً ..
إذا أصبحت مرة أخرى وحيدة ..
ومنبوذة من دموعها وعلقها ..
ولماذا لأ!!..
فهي أنثى قوية بائسة يصعب فهمها ..
مررت أطراف أناملها على شفتيها بخفة ..
وبقايا من ابتسامة رسمت على ثغرها ..
لقد كسرت قسمها البارحة .. ويجب عليها ان تصوم ثلاث أيام ! ..
وتناثر ابتسامتها .. وتقوست بالحزن شفتيها ..
وادارت عينيها داخل جممتها لكي يرشدها ..
ورجعت مرة أخرى .. تعيد تلك الليلة ..
التي لا يريد هجرها ..
والرحيل عنها ..
وكأن ذاكرتها علقت ..
على تلك الليلة التي قضت معه موجعة..
وقاسية في آن واحد عليها ..
كان يجذبها إليه بدفئه ..
لم تستطع أن تنسى ..
وكأن كيان منها ..
جزء من ذاكرتها ..
خرجت بخطوات متعثرة عن تلك الليلة بانزعاج ..
وأدارت ظهرها لتلك الليلة ..
وكأن تريد الغرق في أمر أخر ..
ولكن لم تكن تعلم أن البارحة كان أشد القسوة عليها ..
جلست على طرف اليوم بالصمت ..
كان طويلاً نسبياً عليها ..
ودون أن تشعر هي ..
غرقت فيه..
في اليوم الذي أعلنت ارتباطها به ..
الذي كان البارحة ..
والتي فاجأتها والدته .. قبل الأسبوع القت عليها الخبر ..
بعدما قدمت لها بطاقة الدعوة ..
مزينة اطرافه الذهبي برسومات هندسية صغيرة والذي كان مطلي بالذهب ..
وصناديق الضخمة بأحجام مختلفة .. بماركات العالمية المختلفة ..
وتم طلبه خصيصاً لها .. من المدينة باريس ونيويورك ..
والتي لـا تعرف متى كان تاريخ وصولهم إليها ..
لقد كانت كأميرات تتوهج على السجاد الحمراء مزينة بالورد الطبيعي ..
لقد حضر الشخصيات مهمة يعرفه هو ومعارفهم .. وأخيها ووالدتها !..
ولكن كان خالياً من والدها وجدتها ووالدها من الرضاعة ..
رفضت هي اعلان بكبرياء .. ولكن كان الجميع ضد قرارها !..
حتى قلبها ..
كان هذه القصر ممتلئ من البهجة الوجوه التي طمسها عقلها لكثرته!!..
كان ممتلئ ..
من رائحة العود ..
من الملابس المبهرجة ..
من خصلات مثبتة من رذاذ مثبت الشعر ..
من ضجيج الأحاديث ..
والصخب الضحكات ..
من الورد ..
من الدفء الشموع ..
من نجد وريلام ..
من أطعمة ..
من القهوة والعصائر ..
من كل شيء ..
حتى تلك الكائن اللطيف يغرد على نافذتها شاركها ليلتها ..
ما عدا منها !..
كانت حزينة..
تشعر ان الأيام الماضية قضت معه ..
كان خالياً من رجل الذي مغرمة به ..
ارادته حبيبياً..
وليس رفيقا في حزنها ..
وغاضبة ..
لأن تشاركها أنثى أخرى !..
وقلبه تستوطن تلك الأنثى متعجرفة ..
وكانت تعتقد أنها والدتها ستكون في صفها ولكن صدمت بها ..
وهي تؤيد اعلان للجميع عن ارتباطها ..
كانت سعيدة جداً أيضاً !..
وليست التي كانت رافضة منذ قدومها .. ارتباطها بجنيد ..
وأخيها أيضاً !..
لم يتوقف عن مدحه ..
اعتقدت أنها ستهرب منه ..
ستبتعد عنه ..
لكي تتحكم في قلبها الشقي ..
وأدعت أنها لم تحبه ..
في الأيام الفائتة ..
اخبرت نفسها إنها نزوة وسينتهي ..
عندما تبتعد من هنا ..
ولكن أنهى الجميع المسافة الذي ارادت وضعها هي ..
انتشر في الأرجاء الغرفة الواسعة ..
صوت ضحكتها العالي ..
الذي كان ضحكتها كاهله مثقلاً من بؤسها ..
أبعدت عن شفتيها أناملها النحيلة ..
وابتسمت بالصدق لأول مرة ..
ليست كان باهتاً اللون او حزيناً ..
تذكرت ردة فعل الجميع البارحة ..
لقد تبقى النصف الساعة على انتهاء اليوم الثلاثاء !..
عندما خرجت لكي تزف هي له ..
وشرعت خادمتين على فتح الباب الضخمة من جهتين ..
خلف نظرات جنيد مذهولة ..
شعر لوهلة أنه كان مخطئاً ولا يتأكد من اللون ..
خطت خطواتها بالشموخ إليه مقتربة منه وضمت ذارعه بأناملها مبتسمة ..
ولم تعطيه فرصة ..
لمجادلتها !..
مشت بثقة وكأنه يستر عورة قلبها ..
ويمدها بالقوة ..
لم تكترث على سخط الحاضرين ..
ولم تكن مهتمة لوجوه تراقبها بالصمت ..
زاد وسعة ابتسامتها وهي ترى والدتها تلقي نظرتها الصادمة عليها ..
وايضاً عزة ووالدته ..
والجميع الحاضرين !!..
غير مصدقين بما ترتدي هي ..
كانت ترتدي فستان ذا لون اسود قاتم !..
وأعلنت منذ ذلك اللحظة تمردها على الجميع ..
يكفيها الضعف ..
ورضوخ لهما ولقلبها ..
لقد أفاقت من سبات المؤقت الذي كان من فعلة قلبها ..
وكان القى عليها تعويذة ..
لكي لا يبتعد عنه ..
زاد جمال ثغرها بابتسامتها النقية ..
لقد كانو خاطئين عندما اعتقدو إنها عاجزة وضعيفة ..
وإنها ستتقبل برحابة الصدر بما يأمرون عليها ..
لماذا لا يعي الجميع ..
أن الضعف لم يخلق لها !..
لقد أصيبت به فترة مؤقتة ..
واستعادت نفسها من حمى الوجع ..
زاد وسعة ابتسامتها .. وهي تدير عينيها إلى الملأ ..
ستعيش هذه الليلة مثلما تريد هي ..
وصلت إلى النهاية برفقته ..
واقتربت والدتها بخطوات السريعة بالندم لتركها لوحدها في الغرفة ..
ولقد كان يساورها الشك منذ البداية .. أن خلف هدوئها ورضوخها لها ..
عاصفة !.. ولكن استعاذت من الشيطان ..
كان يجب أن لا تثق في صمتها ..
باركت لجنيد مبتسمة بإحراج ..
طبع القبلة على راسها باحترام لوالدة أنثى الذي تقف بقربها ..
وتنهد وهو يرد عليها ..
جنيد .." اللهم أمين .."
اقتربت منها وحضنتها ..
قرصتها بغضب على ذراعها .. ادار عينيه عليها .. عندما سمع صوت شهقتها غير مسموعاً نسبياً كان ..
رفعت حاجها الايسر .. حدقت به كان يبتسم ولأول مرة ترى غمازة على خديه !..
الذي يزيد وسامته ..
قهقهت شكيلة بقهر .. لقد اعتقدت أنه غاضب .. ولكن ما تراه غير مكترث !!..
ويحيط به البرود ..
رجعت القت نظراتها إلى والدتها مبتسمة ..
حدقت والدتها بجنيد بإحراج عندما راته يدير عينيه عليهم .. ورجعت مرة أخرى تلقي نظراتها الغاضبة عليها ..
تحدثت بالصوت منخفض في اذنها ..
.. بحدة .. أم ياسر .." حسبي الله عليك من البنت .. في وحدة تخرب ليلتها .. بفهم مين ميت عندك يا مصيبة.. هااا ؟.."
اردفت شكيلة مبتسمة .. " في وحدة تتحسب على بنتها في ليلة فرحها .. " وأكملت بغرور وثقة .." وتعرفي أبيض ما احبه .. "
أم ياسر .. وبختها بالغضب .. " لو وحدة زيك راسها يابس .. اقل شي ينفع معاها خيزرانة مو بس تحسيبة .. ومو عذر إنك ما تحبي ابيض .. اقسم بالله محد راح يجيب أجلي غيرك يا رفلة .. لعنبو إبليسك متى راح تعقلين .. وتفكينا من جنونك!.. "
بترت توبيخها وتركته محشو في فمها .. وابتسمت لوالدة جنيد.. الذي كانت غاضبة أيضاً ولكن لم تتحدث .. مدت لابنها صندوق المجوهرات لكلي يلبسها الطقم الذي بداخله ..
وكانت تقف عزة بالقرب من أختها .. نادمة لإعطائها بطاقة بنكها ..
كانت سترفض لو تعرف ماذا ستفعل هذه المتمردة الحمقاء ..
ادارت جسدها إليها .. ومتيقنة أنه سمع ما قالت لها والدتها ..
تحدثت بالصوت منخفض .. مبتسمة بحزن وتلقي نظرها إلى جنيد ..
أردفت بسخرية .. وتذكرت عندما كانت في امَّس الحاجة للأمان ..
ذلك اليوم عندما أراد ذاك الوغد اغتيالها مرة أخرى ..
هو وبخها بالقسوة .. غير مكترث لحزنها .. وهو يلقي رصاصة من فوهته عليه في تلك اللحظة بقوله ..
"حسبي الله عليك ِ !.. لو لا أبوكِ كان رميتك من زمان في مصحة النفسية .. لأن مستحيل راح تتغيري .. "
لقد هجرت عمداً.. حديثه القاسي من عقلها ..
تركت ذلك الكائن الصغير يبني بخيوطه البيضاء لكي لا يستطع تفكيرها للوصل اليه ..
ولكن كانت تلك الخيوط رفيعة جداً ..
انتهت خلال ثانية على ما قالت لها والدتها .. قبل ما أن تنهي توبيخها ..
اردفت بابتسامة باهتة بسخرية وهمست له .. شكيلة .. " ماما كمان تشتكي .. خذ لي موعد عند دكتورة .. لجل يشوف حل لجنوني .. "
حدق بها مبتسماً .. وعرف ما تقصد هي !.. تذكر تلك الليلة عندما وبخها وقال لها في لحظة الغضب ..
أكملت بقهر .. وهي ترى بروده .. اشارت على فستانها الذي لا يقل فخامة فستان زفافها الذي كان ترتديه لثلاث ساعات فقط ..
في التصوير ..
كان ذا لون اسود الملكي .. يزيد فتنتها وجمالها ..
كان عاري الظهر .. ومن الأمام أيضاً ويبرز اكتافها بدي دانتيل .. ومنفوش بتل ناعم ..
كانت تضع مساحيق التجميل بسيط جداً ..
والذي ابرز تفاصيل تضاريس وجهها الكاسر..
ويبرز جمال عينيها رسمة فرنسية .. وحمرة احمر اللون قاني ..
وتسريحة عقدة منخفضة ..
شكيلة .. بكذب .. " ها .. ايش رايك ترى يختصر الي جواتي " وأشارت على قلبها !..
قهقهة جنيد .. وهو يحدق إلى عينيها ..
لـا ينكر أنه كان غاضباً ..
وفعل كل شيء لأجلها !..
يقترب منها عدة خطوات ..
وتبتعد هي عنه أكثر ..
زفر كانت عينيها الأسرتين باردتين ..
ليس كالسابق يتوهج منه الدفء ..
ويفضحها مثل الأيام الماضية ..
لقد فقد تلك عينين التي كانت مغرمة به جداً في السابق !..
اخترقها بعينيه الحادة .. وتحدث بالهدوء الظاهري امامها .. وهو يذكرها بعقد اتفاق بينهما .. جنيد .. " كان في اتفاق بيننا يا شكيلة ؟ .."
رفعت حاجبها .. و قهقهت بقهر ..
اردفت بثقة .. مبتسمة له .. شكيلة .." اتفاق !.. ما افتكر قلت لك إني موافقة على اتفاقك .. "
لم تتلقى الرد منه .. غير أن زاد وسعة ابتسامته لها ..
كيف له أن ينسى أن آنثى مثلها لا يعقد معها الاتفاق !..
اقترب منها أكثر .. حاوطها بكلتا ذراعيه ..
توترت لحظة اقترابه منها .. وعضت شفتها بحياء حتى لو مثلت اللامبالاة ولكن فقط من اقترابه يسقط حصونها .. وشتت توازنها رائحة عطره قوية الذي كان يحاصرها ..
و شعرت أنه بعثر لها قوتها الذي كانت تلبسه منذ البداية اليوم ..
من قربه الدافئ لروحها ..
وزاد نبضات قلبها ..
سعيداً لاقترابه منها ..
وكأنه هو روح الذي يجعلها على قيد الحياة ..
وسبب لازدهار هذا القلب بسعادة ..
يا جنيد كيف لك أن ترهق قلبي ؟..
الطفلة الذي بداخلي تريدك وبشدة ..
وأنا ايضاً !..
لو تعرف .. بسببك !!..
لقد هجرت قلبي بالوحشية ..
ولكن كيف لأنثى ترحل عن طفلتها !..
لو تعرف أنه يضيء لك متمرداً علي ..
منذ أن يغادر الشمس عن سمائك ..
ولا ينطفئ إنارة العشق .. فقط لكي لا يتوه خطواتك مساءاً عنها ..
وتجلس بالقرب من النافذة ..
تنتظرك بالشغف ..
لكي تحيط بها مثل هذه اللحظة ..
زفرت وارادت التخلص من أكسيد الكربون ..
عندما شعرت عقد الماس بسيط يلامس عنقها ..
وشعرت أن لهيب وجعها الذي أيقظ لها في تللك الليلة لم تنطفئ ..
الليلة مشؤمة ..
مثلما اسمته هي ..منذ مغادرة غرفة والدته ..
باتت أنثى أخرى هادئة وقوية جداً ..
أليس البؤس يجعلك قوياً بدرجة بإمكانك هدم المدينة بأكمله ؟؟..
ليست كالسابق كالحمقاء تذرف الدموع عليه ..
كرهت الانصياع له في ذلك الليلة ..
ما زالت تشعر لم يكن الأثار قبلاته بل كان الوجع رسم على نحرها قسوته!..
تمنت لو ابتعدت قبل أن ترى عينيه ..
وكأن اقترب مكرهاً بسبب حبها من طرفها فقط!! .. والذي كان نادماً ..
وغير مصدق كيف انجرف لها ..
لم يكتفي عينيه التي في تلك الليل أوجعتني..
بل أحرقني ب حديثه الدافئ مع زوجته! ..
وهو بالقرب مني ..
أتعرف ما كان شعور في تلك اللحظة ..
إنني ك عاهرات !..

لقد أوجعتني كثيراً يا جنيد ..
يد الذي مد لك لكي تزهر في خريفك ..
أحرقت اغصانه بجفائك ..
بالقبلة دافئ التي عانقت شفتيك تلك الليلة في شتائك البارد..
قتلتني واستبدلت تلك الدفء إلى الوجع ..
بالحب الذي كان متلبساً ربيعاً مقترباً منك بحياء دمرته بقسوتك ..
كان في الجيب الحب ..
مفاتيح السقف الذي سيحتضنني أنا وأنت فقط !..
وخزانتي ممتلئ ..
بالملابس الفاخرة ..
تنتظر بالشغف مواعيد معك..
وحمرة الشفاه التي هجرتها عمداً ..
باتت تنتظر بفارغ الصبر ..
لكي يعانق ثغرك..
وتختم بأثرها على الطرف شفتيك انتهاء يومي الجميل برفقتك..
وأحذيتي تنتظرني متى اقص التذاكر لكي التقي بك ..
وتحتفظ لقائي الغرامي معك ..
وزجاج العطر ممتلئ لم أنفض الغبار الأيام منه ..
تلك الليلة يا جنيد كان البداية دخولي في السن ثلاثون ..
ولم يمكن أمنيتي غير أن اقضي ليلة فاخرة ..
مليئة من الجنون حبي ..
ومن ضحكاتي ..
ومنك ..
تمنيت ان يكون احتفالي معك فريداً ..
ولم يسبقه أحدما قبلي ..
لم أتمنى ان اتذوق الكعك ..
ولا اطفاء الشموع ..
ولا الصخب الموسيقى ..
كالبقية ..
احتفلت معك مستيقظة في النصف الليل من الحلم الجميل ..
من الحلم كان درس لي ..
ولكني فاشلة مثلي لقد أخفقت ..
لو تعلم !! ..
قبل أن أغفو ..
كنت منشغلة بك !..
بدرجة
اعتقدت انك الحلم الجميل نفسه ..
ولكن بائسة مثلي ..
لم تفهم أنه أضغاث عشقي ..
كان ينذر لي ذلك لقاء بك في الحلم ..
سوى قسوتك القادمة لي !..
هل رأيت كم إنني بائسة ؟..
وأردت لقاء بسيطة معك ..
عندما احببتك ..
باتت امنياتي بسيطة جداً ..
سطرت في عقلي ..
للقاءات الدافئة برفقتك ..
وارتوي من ثغرك ..
وقبل أن اغفى على صدرك .. اراقب عينيك الذي يضعفني ..
ويجعلني تائهة أمام جبروت عينيك ..
والتي كأنني اراقب السماء ..
واشاهد نجومه ..
هل رأيت كم إنني تافهة !!..
وبلهاء لم أعي إني الوجع بتر لي أمنياتي منذ زمن الطويل ..
وإنني فقط الشجرة الجافة في هذه الحياة القاسية ..
و كالمدينة مهجورة ..
من اراوح ورائحة الخبز وسيجارة ..
وإن اليتم يعانق أمنياتي منذ ولادتي ..
قبل أن أتمنى قربك ..
تمنيت والدتي !..
ولكن كنت ساذجة ..
وصدقت تفاهات الكاذبة التي قص الجميع لي..
أتعرف عندما أصبحت في السن التاسع والعشر ..
أتعرف اين وجدتها ..
في المقبرة ..
خلف الحدائد التي يحيطها هي والبقية الذي لـا أعرفهم ..
أتعرف ..
ذلك العجز ما زال يلازمني ..
ويقتلني ببطء ..
وأعي يا جنيد ..
إن قلبي لم يعيش كافياً مثلي لكي ينضج ..
ولكن عندما يفيق ..
سيدير ظهره إليك ..
فأعلم أنك ستشيع الجنازة ..
لخسارة أنثى مغرمة بك ..
آه ..
كيف اخبرك؟ ..
إنني ..
بت لا اشتهي الأن الحياة ..
ولا يغريني الازهار ..
ولا ثرثرة العصافير على نافذتي في الصباح ..
ولا يبهجني رائحة الكعك ..
ولا يثيرني أثواب الفاخرة ..
ولا يسعدني القهوة ..
بت أنثى أخرى ..
لو ترى ما بداخلي ..
لو ترى الدمار ..
الذي يعم بين أضلعي ..
فقدت رونق سعادتي ..
و أصبحت كالمسنة بدون الروح ..
أحد اليوم نفسي وقوتي ..
أمام الحب ..
الذي ركع له قلبي ..
خرجت بخطوات سريعة ..
خطت خطواتها خارجة من عقلها ..
الذي يؤذيها في أوقات سيئة جداً ..
ويخذلها دائماً أمامه ..
أغمضت عينيها .. وقطرة الندى متمردة سقطت من عينها الايسر ..
حمدت ربها .. أن عينيها يدير ظهره للجميع .. ويستر عورة وجعها خده ..
ولكن لم تكن تعلم أنه كان يراقبها بالصمت ..
إلى تفاصيل مملة يصدر منها..
قضى بضع أيام الفائتة معها ..
ولكنه وجد كالدمية ..
كالأموات ..
ويكره بالشدة أن يراها هكذا ..
عانق تلك كرزتين مطلي بلون احمر القاني بدفء ثغره ..
وطمس تلك القطرة الذي كانت قريبة من ثغرها من شفته !..
فتحت عينيها بدهشة .. وحدقت به وتشعر أنها مختنقة حقاً منه .. وتحتاج الى أكسجين ..
لا بل تحتاج إلى الحياة أخر ..
لكي يقلل من ثقل كاهل روحها ..
همس له في أذنها مبتسماً.. مردفاً بالنبرة الصادقة ..
القى عليها ما جاء في عقله للتو .. جنيد .." سيجهر الجمال موطني ليستقر في ثغرك إذا ابتسمتِ .. "
زاد وسعة ابتسامتها باهتة .. وحدق هو إلى عينيها الأسرتين ..
خيل له أنها ضحكت للتو ..
لم يكن يتخيل !.. بل حقاً ضحكت هي ..
كانت تعتقد أن يسخر منها ..
عقدت حاجبيها .. لا يكفيه يا جنيد !.. فشفتي ذبلت منذ تلك الليلة!..
أصبحت باهتة اللون كالزهرة ..
لقد استحرمت عليه لذة سَّكر من ثغرك !..
و اقسمت إنني لن أجعله يشعر بعناق دفء شفتيك ..
ولكن لم أكن اعي إنني ضعيفة جداً امام جبروت حبي ..
عانقته بكلتا يديها رقبته .. ووقفت على الطرف أصابع قدميها ..
فحذائها بإنزيم 8cm .. قصير أمام طوله الشامخ ..
ابتعدت عن ثغره بالصعوبة !..
واقتربت من اذنه وهمست له ..
شكيلة .. " راح يكون في بعدك يا جنيد .."
وزاد وسعة ابتسامتها على ثغرها ..
وهي ترى الصدمة في عينيه ..
غير مصدق بما سمعه للتو !..
تمالك في اللحظة الأخيرة ..
جنيد .. اردف بجدية .. ورسم مرة أخرى الابتسامة على شفتيه .." صعب السماء يهجر أرضه .."
ويقصد من كلامه أنها لا تستطيع تركه ..
مالت شفتيها .. واردفت بسخرية .. " هه .. غلطان .. " وأكملت بالتحدي .. " وأتراهن معاك على الليلة ؟!.."
رفع حاجبه وحدق بها ..
سيكون أحمقاً لو تركها الليلة أنثى مثلها ..
بجمالها الكاسر ..
ازاح بهدوء كلتا ذراعيها عن نفسه بالصعوبة ..
و خطى خطواته واثقاً ظاهرياً..
و تاركاً خلفه دمار الذي نتج منهما للتو ..
مبتسماً ابتسامة باهتة ..
يعترف أنه لأول مرة يندم على فعلته في تلك الليلة ..
واراد اللحاق بها ..
ولكن انشغل مع عزة ..
التي كانت مريبة بهدوئها ..
يعترف ..
أنه لا يستطع تعبير عن ثقل صوتها بالوجع ..
الذي ما زال يصاحبه ك قرينه ..
منذ تلك الليلة ..
لقد أشفق عليه ..
فالصعب جداً أن تحب أحدما ولا يبادلك الشعور ..
لا ينكر كان يريد أن يبدأ معها ..
والتخلي عن كل شيء ..
في تلك الليلة ..
ايقظه من السعادة وقتية في تلك اللحظة سوى صوت البغيض لتلقي الرسالة من هاتفه النقال ..
لقد طرد رجلاً الذي وضعه مرة أخرى لمراقبة أماني ..
عندما أوصل له خبراً كاذب ..
لو تعرفي يا آسرتي ..
ما حل بي !..
عندما ادرتِ قلبك وغادرتي ..
لو تعرفي أصبح ايامي باهتة اللون ..
بل اصبح رمادي من دونك !..
أخشى عليكِ من الحزن ..
ومن نفسي ..
ما يفيدك يا آسرتي من تتشبثي بالرجل المرهق من هذه الحياة؟ ..
من الرجل شاب لأجل الحب ..
إنني كالصيف جاف ..
لن تجدي سوى الوجع معي ..
كانت تغطي والدته وجهها بحياء .. كان كثيراً عليها ..
لم ترى طفلها يقفد توازنه أمامها هكذا ..
لقد أصبح رجلاً أخر ..
رجل مهزوم ..
أمام الأنثى الطاغية بجمالها الليلة ..
غطت والدتها أيضاً شفتيها بأصابعها بحياء ..
ابتعدت عنهما لكي يكونا لوحدهما قليلاً تلك اللحظة ..
لقد ختما الليلة من جنونهما..
حدقت بها والدتها بالحدة وتستغفر !..
فهما عائلة محافظة ..
لا يرضيها ..
أن ترى ابنتها وزوجها يفعلان امام الملأ هكذا ..
رفعت جسدها عن سرير .. ولامست ساقيها الأرضية ..
وأغلقت الباب عقلها ..
ابتعدت عن السرير .. ومررت بالضجر أصابعها النحيلة في خصلاتها رمادية ..
وهي تحيط أنظارها إلى كل الشيء ..
فقط جهة أخرى من سريرها ..
تغض بصرها عنه ..
لقد خسرت هي الرهان ..
حقاً لم يأتي الليلة !..
تباً لك يا جنيد ..
كيف لك أن تكترث لجنوني ..
كيف لك تتركني ..
كيف لك أن تهتم لحماقاتي ..
اقتربت من المرآة .. الطاولة التسريحة ..
وزمت شفتيها .. وهي ترى نفسها ..
رفعت شعرها إلى الأعلى بإهمال بربطة الشعر ..
ومسحت الطلاء الوردي الذي ما زال يغطي ثغرها ..
ورائحة الأزهار القوية ممزوجة مع العود ..
يفوح من جسدها الغض ..
كانت ترتدي لا نجري علاقي حرير مزين اطرافه من الصدر من دانتيل ذا لون أحمر القاني ..
ابتسمت بحزن ..
تعترف أنها تزينت له حقاً ..
كانت كاذبة في كل ما قالت له في تلك اللحظة ..
عندما يتعلق الامر بك أصبح متناقدة ..
لدقيقة سأخبرك إنني أريدك ..
وتارة ادير ظهري بجفاء عنك ..
وتارة أهرب من كل شي والتجئ لك ..
حدقت بنفسها لعدة دقائق ..
وكان تلقي نظرها على أنثى مسنة ..
تقف امامها ..
لو تعرف ..
إنني الانثى البائسة التي غارقة بك ..
أصبيت بلعنة الحب ..
وأخشى من الموت ..
وأتشبث بيأس بهذه الحياة الفانية..
فقط لا أفقدك !..
تنهدت بالوجع ..
وتمتمت أذكار المساء ..
وأنهت بالصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام ..
خطت خطواتها باهتة ..
مقتربة من دورة المياه بالحزن ..
.
.
.
.

في المدينة موسكو ..
داخل مكتبه ..
والذي كان يعمه غضبه ..
كانت تضع الساق على الأخر .. وتجلس امامه بالصمت ..
منذ أن رحل عنها .. كانت غاضبة جداً .. لن تصمت على هذه الإهانة ..
كيف يتركها لوحدها ويرحل حقاً ..
ولم يكترث لها ..
هو ابنه مفقود لا يعرف أين اختفى ..
منذ معرفته عن بسمة ..
مثلما عرف من أنثى التي تجلس على الاريكة بالصمت ..
ولم يخطي هو خطوة داخل الواشنطن ..
وابنه الاخر لا يجيب على هاتفه ..
يجب عليه أن يتصرف قبل أن يقوم نادر على اقدام على فعل أحمق..
تحدث إليه بهدوء .. وهو يلقي نظراته عليها ..
منذ أن أتت من جزر المالديف ..
لم تبرح على المغادرة مكتبه ..
سامي .." روحي يا بنتي ارتاحي .. "
حدقت به متنهدة وتشعر بإرهاق والتعب ..
.. وأخذت حقيبتها من فوق الطاولة ..
الذي كان امامها .. وخرجت وخلفها الخادمة ..
لكي ترشدها إلى جناح الذي كان يمكث فيه نادر قبل أن يقترن به ..
نظر إلى اسفل على هاتفه النقال على طاولة مكتبه ..
التقطه سريعاً .. وجلس على الكرسي ..
ويدخن بشراهة ..
تحدث قايد مبتسمة .. لقد كان في المزاج عالي ..
يكفيه أنه قضى مع الأنثى الليلة ..
ومن تكون ..
صفاء ..
.." مساء الخير على الغالي .."
تنهد .. سامي .. " أي خير واخوك ما ادري فين انذلف .. الله لا يبارك فيه .. "
وقف مبتعداً عن الاريكة .. خارجاً من الجناح الذي كان في الفندق .. والذي لا يقل فخامته من الجناح .. قايد
.. اردف مستغرباً .. لقد التهى بصفاء .. في أيام الأخيرة .. وتناسى امر أخيه ..
مسح على جبينه .. " نادر .. ليه مو في واشنطن .. "
ذهل بما سمع من والده للتو ..
سامي .." لأ .."
زاد استغرابه .. قايد .." لأ .. ليه وين راح ؟؟.."
زفر بالضيق .. سامي .." ما أدري .."
اردف غير مكترث له ..قايد.. " بتلاقيه مختفي في أي بلد .. أول ما يهدأ .. راح يرجع كعادته لك .. اعطيه وقت وخله براحته .. وأكيد كمان تكنسلت روحتك لجدة .."
سامي .. اردف مبتسماً بخبث" لأ طبعاً .. لزوم أحضر افتتاح المعرض .. "
أنتهى مكالمة بسيطة بينه وبين ابنه ..
بعد عدة دقائق ..
لقد أرسل الدعوة لجنيد ..
أن يجده عاجزاً امامه ولا يستطع الاقتراب منه ..
يجعله يسقط ضاحكاً بسخرية عليه ..
.
.
.
.


في المدينة جدة ..
كان يراقب المنزل منذ فترة طويلة ..
لقد هرب من كل شيء ..
وضع كلتا يديه الدخل جيب بنطاله ..
ويغطي راسه من كاب .. ووجه من الكمام الوجه ..
ويقف أمام البيت بالتصميم الجميل ..
يحتاج أن ينهي كل شيء ..
وهو أن يدخل منزله ..
ولكن كيف ..
لقد فشل لأكثر من مرة ..
لم يملك ثقة كافية لمقابلته ..
ادار جسده مغادراً ..
ولم يشعرها كانت تراقبه منذ فترة طويلة ..
ابتعدت عن نافذة بذعر ..
اقتربت سريعاً من سريرها ..
والتقطت هاتفها النقال ..
القته مرة أخرى .. وهي تجلس على طرف السرير ..
مدعية أنها كانت تتهلوس ..
.
.
.
.


في الديرة ..
عندما خرجت بعد الاستحمام ..
كانت ترتدي فستان علاقي يصل إلى نصف ساقيها ذا لون اصفر ..
وشعرها ما زال كان رطب بسبب استحمامها ..
ولم يجف من مجفف الشعر ..
تركته على طبيعته ..
رسمت عينيها برسمة بسيطة يبرز عينيها ..
وحمرة الشفاه ذا لون بنفسجي ..
وساعة اليد .. وأظافرها يكسوها الأحمر ..
وسلسلة بتعليقة مظلة صغيرة جداً ..
الذي اهداها هو في ايام الماضية !..
واطلق سراح معصم يدها من تلك الإسورة ..
ولا تعلم بداخله جهاز صغير لمراقبتها ..
نزلت إلى أسفل بكامل زينتها ..
ورائحة عطرها يسبقها ..
بحثت بكلتا عينيها وكان خالياً منه مبتسمة ..
قبل نزولها سألت الخادمة ..
التي كانت ترتب الجناح الذي كان يخصه هو وأماني ..
اخبرتها أنه لم يأتي ..
قلبها احمق قلق عليه ..
وكبريائها يمنعها باكتراث لأمره ..
لم تتمالك سعادتها..
عندما اخبرتها ايضاً لقد شوهد أخر مرة في الملحق..
ضحكت ساخرة منه ..
لقد باتت تعرفه ..
عندما يكون مشتتاً يرهق نفسه منشغلاً في العمل ..
إذاً إنها لم تخسر !..
عقدت حاجبيها .. على ما قالت والدتها لجدتها ..
جلست بالقرب منها ..
انهت مكالمتها .. وهي تدير وجهها عن ابنتها ..
غير راضية على أفعالها ..
لماذا تعاند وهي مغرمة به ..
عضت شفتها .. أمالت جسدها وطبعت القبلة على خدها بالحب ..
شكيلة .. " يا مساء شوشو وسعادتها .."
لم تجيب عليها وهي تضع لنفسها قهوة ..
أخذت الفنجان من يدها ..
وقدمت لها القهوة .. أخذت وما زالت تدير ظهرها ..
رفعت حاجبها .. وعضت شفتها .. كتمت ضحكتها ..
لا نشعر بتفاصيل المملة في حياة يومنا ..
إلا عندما نفقده ..
وقد فقدت كل تفاصيل مملة تفعله مع والدتها ..
شكيلة .. " تدري يا روحي ما يهون علي زعلك .."
أدارت وجهها لكي تجيب عليها .. ولكنها ذعرت وهي تضع الفنجان على الطاولة ..
وتمرر أطراف اصابعها على كتفها ..
اردفت بالخوف .. أم ياسر .." كيف عورتي نفسك ؟؟.. من متى.. يعورك يا قلبي ؟.."
اردفت مبتسمة .. وهي تضم كفها الذي كان على كتفها المصاب سابقاً .. ولكن عليه الأن غرز رفيعة جداً ..
لا تظهر إلا من القرب ..
وما زال عائلتها ليس لديهم خبر ما حصل فيها !!..
هي التي طلبت بعدم اخبارهم ..
لا تريد الشفقة منهم ..
إنها ما زالت قوية بين وجعها ..
شكيلة .. " كويس في شي خلاكِ تعطيني وجه .."
رفعت حاجبها بسخط .. وقرصتها على فخذها .. صرخت وهي تمرر كفها بألم ..
أم ياسر .." ما يسوى قدام فشلتي أمس .. الله يغربل ابليسك لو مستعجلين واجد كان خليتنا نزفك لغرفة النوم .. بدل ما تفشلينا قدام الخلق .. "
وتذكرت أمر ما .. وقبل أن تمد يدها .. ابتعدت بهلع عنها وضحكت ..
أكملت توبيخها .. " ارجعي يلي منيب قايلة مين الي ما كان راضي وما يبيه .. وجاب لي الشيب في راس .. وشوي أمس تشفطينه بكبره يا قليلة الأدب .. "

اردفت مبتسمة .. بين ضحكاتها .. شكيلة .." بذمتك في واحد زيه قدامي كيف أتركه يروح .. بدون ما اجرم فيه!.. وكمان البادي أظلم " .. وغمزت لها ..
عضت شفتها بحياء والدتها ..
أم ياسر .." ههه .. يعني لزوم تردي له يا العوبا.. "
رجعت وجلست بالقرب منها .. وهي تضع القهوة لنفسها ..
اردفت مبتسمة .. شكيلة .." ولا يهمك مرة الجاية في الغرفة .."
بادلت الابتسامة .. يكفيها أن تراها سعيدة ..
كانت حقاً ستقف ضد ارتباطها به ..
ولكن وجدت طفلتها مغرمة به ..
ولم ترد أن تكون سبب وجعها ..
لقد راتها عدة مرات حزينة ..
ولكن فشلت لتجعلها تفشي لها ما يهلكها ..
ولكن عرفت اليوم بالصدفة من الخادمة أنه جنيد كان غائباً منذ الليل ..
إذن كانت وحيدة طوال الليل ..
ولم يغادرها عينيها الحزينة عن عقلها البارحة ..
عندما غارد هو ..
هي التي اقتربت منه وأيقظتها من مراقبتها له وهو يغادر ..
ماذا بينهما لكي يكسوها الوجع ..
سألتها وما زالت تبتسم لها .. ام ياسر .." ما نام معاكِ جنيد الليلة ؟!.."
شرقت في قهوتها .. مسحت برقة طرف شفتيها من منديل .. ابتسمت وهي تخفي دهشتها ..
اشارت إلى أظافرها مطلي بأحمر ..
لم تصدق حجتها .. وهي تعرف أنها كاذبة .. لم يمر فترة ازدهارها سوى عدة أيام !!..
.
.
.
.

في المدينة لندن ..
داخل الفندق الذي يقطن فيه أيام الماضية برفقتها ..
بعدما ترك المكوث امام انثى يحبها ..
ذهل بما سمعه للتو من موضي ..
ادار وجه بغضب إلى جسدها ملقاه على الاريكة مزدوجة ..
وتلقي نظرها بضجر على مجلة الذي كان بين متناول يديها ..
أقفل سريعاً من موضى ..
واقترب منها ووقف على بالقرب من راسها ..
نادماً للحظة عندما سمع كلامها وترك الشقة ..
وسألها بحدة .. قايد .." مين طلب منك ترسلي اسورة لها .."
القت نظراتها عليها .. وعدلت من جلوسها ..
رفعت حاجبها بسخط .. صفاء .. " خير يا قايد .. مين الي قال لي اسوي بدون ما اشاورك .. "
واكملت وهي تلقي نظرها على هاتفها النقال .. بعدم الاهتمام .. " وكمان وريتك الصبح فيديو لها منهبلة عليك .. أقول عين من الله خير .. خلص امورك وبتلاقيها راح تجيك بنفسها وقول ما قالت لك صفاء .. اثقل وخلها تيجي هي بنفسها لعندك .. "
وقفت واقتربت منه .. وحاوطت ذراعه ..
واردفت مبتسمة .. صفاء .. " طفشانة خلينا نطلع ونغير جونا .."
اردف بسخرية قايد .." إذا فقدتيه مرة .. روحي واعترفي له وريحي نفسك .."
ابتعدت عنه مقتربة من الغرفة التبديل الملابس ..
مبتسمة بالحزن .. صفاء .." دقايق وراح أكون جاهزة .. ويا ويلك ما الاقيك جاهز .."
زفر بالضيق ..
كان الوصل الوحيد بينهما ..
عندما كان يفتقدها يلتقي بها بحجة اسورة ..
.
.
.
.

في جهة أخرى من المدينة لندن ..
ما زال حقيبة السفر على السرير .. وبالقرب منه ملابسها ..
كانت تجلس بالقرب من ابنتها .. ولم تكن مصدقة بما سمعته من جارتها ..
التي أدهشتها بخبر زواج جنيد ..
ادارت وجهها بحزن على والدتها .. أماني .. اردفت ساخرة .." الحقير الي وقفتيه ضد بنتك .. جايب علي ضرة .. ههه .. مستحيل جاهل مثله رضى على دراستي .. لأن كان شايف له شوفة .. الله لا يبارك فيه .. "
زفرت بالضيق والدتها .. واردفت بالصدق وبصراحة .. أم حاتم .." عمري ما وقفت ضدك في الغلط .. ومحد أعطاه فرصة غيرك يا أماني .. كويس إن كان ساكت كل ذا الفترة .. مر على زواجك خمسة سنوات وانتي مو متقبلته .. وأول ما نرجع لجدة راح اخلي يطلقك .. "
اردفت بخبث .. أماني .. " لأ .. ما ابغى انفصل عنه .. وراح ارجع بيتي .."
وقفت دون ان تعطي لوالدتها فرصة لإكمال النقاش .. تعرف ما يكون نهايته ..
القت ملابسها بغضب وقهر داخل الحقيبة السفر ملابسها ..
مالت شفتيها موضي بسخرية منها .. ما زالت تفعل ما تخبرها هي ..
مثلت أمامهم أنها منشغلة في ترتيب ملابسها ..
ولكن كانت تنصت عليهما ..
.
.
.
.

في المدينة المنورة ..
داخل شقة مازن ..
لم يكن له اثر .. وكأن هجر شقته خلال عدة ساعات ..
عقد حاجبيه مقترباً من خزانة طويلة التي كانت مريبة قليلاً ..
فتح الباب بخفة ..
وزاد عقدة حاجبيه ..
وهو يضيء لنفسه الطريق من الكشاف هاتفه النقال ..
ووجد المصباح الأرضي بالقرب من طاولة المكتبية صغيرة ..
أضاءه سريعاً .. رجع إلى خلف بدهشة ..
وهو يلقي نظراته المدهوشة على الحائط ..
وعلى الطاولة سلة مهملات ..
واحرق الأوراق بداخله ..
وبعض الصور متناثر بالقرب من الطاولة ..






انتهى الجزء (25) ..
أتمنى يعجبكم ..
ولي بكم لقاء في أقرب وقت بإذن الله ..





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-10-19, 11:20 PM   #54

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-19, 05:43 PM   #55

أم غزلان?

? العضوٌ??? » 452309
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » أم غزلان? is on a distinguished road
افتراضي

أتوقع أماني مسحورة ....
ونادر سوف يقتل قايد أو سوف يبلغ عن عصابة والده....
.شكيلة ستحمل من جنيد....
.وسيطلق جنيد أماني....
هذه توقعاتي
والقصة جدا رائعة..وتسلسل الأحداث وتطورألغازها تثير التساؤلات والحماس.....عموما نحن نتظر

.بالتوفيق. زيزو


أم غزلان? غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 12:41 AM   #56

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



مساء الخير والسعادة يا حلوات ..
اعتذر إني تأخرت مرة عليكم ..
حبيت اطول الجزء لكم أكثر ..
وأعوضكم يا جميلاتي ..


تنبيه !
"لا يلهيكم الرواية عن الصلاة .. "



(26)..


في المدينة لندن ..
لقد ساءت مرة أخرى حالة والدتها .. خرجت بعدما راتها في سباتٍ عميق .. مشت إلى المقهى الذي كان أخر المكان التي التقى أعينهم .. وبعدها لم تراه .. خطت خطواتها بطيئة إلى الداخل .. جالت نظرها في الأرجاء الداخل المقهى .. ولكن كان فارغاً منه وممتلئ بالوجوه لا تتمنى رؤيته هي .. سقط نظرها على إحداهن تجلس في الركن المقهى ..
بجمال الدمشقي .. حدقت بها لفترة .. زاد وسعة عينيها .. نعم هي التي رأتها برفقته ..
زمت شفتيها مقتربة منها بعجل .. غير مصدقة أنها وجدت طريقة للوصول إليه .. أخبرتها موضي أنه لا يجيب عليها ايضاً .. ولم تستطع إخبار أخيها أن يتحدث إليه .. فهو منشغلاً بأمر تجهله هي .. ولكن لم تبالي فهي يهمها هو فقط ..
ألقت السلام بالصوت منخفض عليها .. مبتسمة بتوتر ..
ابتسمت هي باستغراب .. واردفت ايضاً بنبرة منخفضة ..
صفاء .. " وعليكم السلام .. أهلا أختي ؟؟.. "
اردفت بتوتر خائفة أن لا تكون مخطئة .. أشارت على نفسها .. أماني .. " معاكِ أماني .."
صفاء .." تشرفنا .. وانا صفاء .. تفضلي .."
بللت شفتيها وجلست على طرف الكرسي .. ووضعت على ساقيها حقيبة الكتف ذا لون اسود والتي كان مزينة بأصداف.. ووضعت كلتا أصابع يديها فوق حقيبتها متشابكة .. ويظهر توتر عليها ..
اردفت صفاء .. " تفضلي بدك شي ؟.."
كانت نبرتها يحمل الاشتياق له .. ولم تشعر على نفسها .. عندما سألت عنه ..
أماني .. " قايد .." وحدقت بها .. تنتظر بالفارغ الصبر أن تقول أي شيء عنه !! ..
ولكن لا تخيب ظنها ..
كانت صامتة وتلقي نظراتها عليها بإعجاب .. يحق له أن يجن عليها .. فالتي تراها أمامها ليست بشرية !..
أي جمال يسكن فيها لكي يجعلها هي ايضاً تجذب لها .. لوهلة شعرت بالغيرة منها .. ستغيظها لن تجعلها يلتقي بك ..
عقدت صفاء حاجبيها .. صفاء .." عفواً .. مين هو ؟؟.. "
وقفت ولم تجيب عليها .. وخرجت بخطوات خائبة من المقهى ..
أين سأجدك ؟؟..
كيف لك أن ترحل دون إخباري ؟..
رجعت إلى غرفة والدتها .. ورسلت لجنيد رسالة النصية يضم اسم المستشفى ورقم الغرفة .. لكي يهتم هو ..
ووضعت غضبها عليه بفعلتها .. هي التي رفضت أن تتحدث والدتها إليه أو إلى والدته .. فهو لا يهمها نهائياً ..
لقد عرفت أنه مرة أخرى وضع رجل لمراقبتها ولكن قام بخطأ فادح وخسر وظيفته .. و لم تكن تعرف إلا عندما اتصل بها عندما كانت والدتها مريضة .. وخرجت من عندها واتصلت عليه مرة أخرى بغضب ..
وأخبرته أنها لن تغادر دون أن تخبره .. ووافق هو ..
استغربت سبب موافقته سريعاً .. ولكن لم تهتم هي .. فقط أن تتخلص من قيوده يكفيها ..

.
.
.
.

في المدينة جدة ..
الساعة الرابعة والنصف صباحاً..
سجد وأجهش باكياً لمدة ليست قصيرة ..
كان روحه مثقلاً بالوجع واليأس ..
أنهى صلاة الفجر .. وما زال كان جالساً على سجادة ..
لا يعرف كيف صبر ووصل إلى هنا ..
وتركها خلفه !..
تركها في تلك المدينة البائسة لوحدها ..
وفر هارباً كالجبان ..
ما زال غير مصدق !..
كيف غير رأيه وأتى هنا ..
لشن الحرب على والده وأخيه ..
ولكن صعق بسماع من المدعو مازن ..
خبر جعله ليومان تحت تأثير الصدمة ..
وغير مصدق بما سمعه ..
خرج من المنزل ..
ومشى بخطوات بطيئة هزيلة ..
ويتجول في شوارع المدينة جدة ..
رفع رأسه لم يشعر بنفسه وهو يقف أمام منزله ..
وضع كلتا يديه في جيبه ..
وحدق بالصمت على النافذة ..
كان الساعة ثامنة صباحاً ..
ولم يكن هناك في أرجاء الحي ..
يعمه الهدوء ..
حدق بالحزن ..
وما زال يشعر بذهول من معرفة عنه ..
مال شفتيه بسخرية ..
ماذا حل في هذه اللحظة بمدعو بمازن ..
تذكر مكالمته ..
لقد كان متردداً .. لكي يجيب عليه ..
ولكن رسل له صورة لرجل في عقد الثالث ..
ذهل بل صعق وهو ينظر إلى شبيه والده ..
بقليل الاختلاف ..
كان يبتسم مثله ايضاً ..
ولكن لما كان عينيه مثقلاً بالوجع ..
وكأن الحياة تستند عليه ..
لوهلة شعر أن والده ..
لم يتمالك وهو يتصل عليه بالفضول وخوف ..
أن لا يكون مكيدة له ..
لم يتحدث نادر تحدث بعجلة مازن بعد دقيقة ويعرفه على نفسه ..
ابعد بقوة عن أذنه هاتفه وهو يريد كسر هاتفه ..
عندما ابلغه مازن أنه يعمل جاسوس لوالده ..
ولكن تمالك في لحظة الأخيرة ..
وتحدث بالهدوء ويريد معرفة نواياه ..
وكيف حصل على رقمه ..
تغير ملامح وجهه إليه محتقراً ..
كيف يريد رجلاً مثله ..
أن يساعده ويحميه من والده ..
اعذرني يا مازن لست وفياً
لأمثالك ..
تقدم إلى نحو الباب بثقة ..
وهو يضغط على جرس المنزل ..
وسمع صوت انثى ببحة التي لم تستطع اخفائه ..
عرف أنها زوجة أخيه ..
كررت أكثر مرة وتسأل من يكون ..
لا يجيب عليه ..
تنهد أراد الرحيل كعادته ..
خائفاً أن لا يتقبل به ..
وينبذه ..
ثابت .." نادر .."
ادار وجهه باستغراب ..
زاد وسعة عينيه بهلع .. وحدق به مدهوشاً..
يا الله ..
حتى صوته أيضاً !..
احتقن عينيه بدموع ..
لقد أحب والده جداً ..
لقد كان قدوته ..
وفعل كل ما امره ..
فقط لكي ينال رضاه ..
ولكن لم يجد غير أنه يفضل قايد عليه أكثر ..
واعترف له مرة في حالة سكر ..
أنه يشعر بالفخر لأنه انجب قايد ..
وسخر منه .. وأكمل سوط حديثه القاسي ..
اخبره ..
أنه اتى بدون رغبته في هذه الحياة !!..
ولم يوافق بولادته ..
فقط لأجل كان يحتاج من يدير تجارته ..
منذ ذلك الوقت أصبح هادئاً ..
وغرق في عمله ..
واستقر في واشنطن ..
اقترب منه بخطوات متعثرة كالرضيع ..
واحتضنه بالقوة وبكى مرة أخرى ..
وكأنه كان تائه ووجد عائلته ..
وأمانه ..
كان يقف مذهولاً ..
أمام جسد تحتضنه ..
وكأن يتشبث به هارباً من الحياة ..
اعتراه شعور غريب ..
لا يعرف كيف يفسره !!..
لقد أخبره جنيد عنه ..
لقد شعر في تلك اللحظة بالشفقة عليه ..
والحزن ما حصل لزوجته ..
أيها القاسي ..
كيف دهست على ابنك ..
وجعلته بقايا من الحطام ..
الا يكفيك أنا !! ..

.
.
.
.

في الديرة ..
باتت في الأوان الأخيرة سعيدة جداً ..
لقد تصالحت مع قلبها ! ..
وازدهر جمالها الكاسر أكثر ..
والقمر يمد الجمال إلى السماء من خصلاتها ..
لم يتبقى على الرمضان سوى يومان ..
تنهدت وتحتضن كوب قهوتها ..
الذي بات صديقها في الأيام الأخيرة ..
وكأنها توارثت من والدها .. الشرب القهوة سوداء في الليل .. صحيح !..
باتت تتحدث بسعادة معه ..
تخبره قبل انهاء الوصل بينهما ..
قبل أن ينقطع صوته دافئ الذي يمدها بتفاؤل والسعادة ..
أنها افتقدته جداً ..
وشعرت بالوحدة في الأيام الفائتة لأنه لم يكن معها ..
وضعت على الأرض بالقرب منها كوب قهوتها ..
صورت له كوبها مع الازهار .. وأرسلت له وكتبت متبسمة له ..
.." ايش الي كان يرهقك ويخليك تلجأ له في الليل ؟!.."
تقصد بسؤالها عن شربه لقهوة بكثرة في الليل ..
وضعت هاتفها في الجيب فستانها صيفي الذي كانت ترتدي هي ذا لون سماوي ..
تلقت الرد منه .. أبعدت عن ثغرها الكوب .. وضعت مرة أخرى على الأرض ..
كان تجلس تحت الإنارة ذا طول الفارع الذي كان يضيء لها الورد المديني ..
مسكت هاتفها النقال باللهفة ..
متشوقة لمعرفة السبب ..
عقدت حاجبيها محدقة إلى شاشة هاتفها بالصمت ..
زمت شفتيها .. لقد رد عليها بسؤال ..
.." الظاهر جنيد أرهقك ؟!.."
أنه لم يرهقني فقط يا ابي ..
بل أصاب قلبي بالأرق والتعب ..
لو تعرف أني قلبي يلازمه حمى الوجع ..
ويوقظني فجأة من العمق سبات نومي .. فقط لأجله !..
وضعت هاتفها بالقرب من اذنها مبتسمة ..
سمعت صوته الذي ينتشلها من كل شيء ..
يجعلها كالسماء تهطل بالسعادة ..
وتارة يجعلها تلقي الشهب بؤسها .. نعم إنها مغرمة بوالدها !.. فكيف لا تحبه .. فهو الذي يعرف ما بها دون ان تخبره هي .. والذي ايضاً يبهجها .. والأمان لروحها .. وسعادة لثغرها ..
اردفت بالصدق .. شكيلة .." ومين الملام ؟؟.."
سمعت صوت ضحكته .. ابتسمت لسماع صوت ضحكته .. تحدث هو ايضاً معها بالصدق .. وقد كان صريحاً معها ..
أبو شكيلة .. " لو ما كان يستاهلك ما كان خليتك دقيقة على ذمته !.. "
عقدت حاجبيها .. على حديثه ..
كان يسألها قبل دقيقة إذا أن ارهقها !!.. والأن يخبرها أنه يستحقها ..
لماذا الجميع يقفون في صفك .. ماذا فعلت بهم ..
سألها بلطف .. خائفاً أن لا يكون مسها سوء ..
أبو شكيلة .." ايش بك يا قلب ابوك ؟!.. "
كانت فترة طويلة أن تكون صامته وهي تتحدث إلى والدها ..
أخذ منها دقيقة لتعترف له ..
تنهدت .. اردفت وقد فضحت قلبها ! ..
شكيلة .." ليش الحب يوجع مرة ؟؟.."
لم تتلقى الرد من والدها .. فقط صوت تنهده وصلت إليها ..
تحججت سريعاً قبل أن تغرق أكثر في الأمور تعلم أنها الوحيدة ستتعب ..
وأقفلت متجهة إلى الداخل لكي تنام وقد نال الأرق كفايته منها ..

.
.
.
.

في المدينة واشنطن ..
توقفت الأمطار للتو من الهطول .. وما زالت السماء هادئة جداً .. والشمس غادر مهرولاً إلى موعد ما !.. ولقد تأخر في الرجوع ..
ويعم على الأرض ضجيج الفوضى المارة في الطرق .. ولقد كان صخب أصواتهم مزعجة جداً !! ..
داخل المقبرة الذي يعمه فقط الهدوء ..
كان يجلس بالقرب من قبرها ..
ولا يعتلي على وجهه علامات السعادة والغضب .. أو الرضا والسخط .. أو كره أو الحب .. كان خالياً من كل شيء ..
وكأنه كالتراب الذي يحيطه ..
لقد ماتت !..
تحقق أمنيتها البائسة ..
ساءت في تلك الليلة حالتها .. لم يستطع أخذها إلى المركز الصحي .. أو بالأصح لم يبالي
لمرضها .. معتقداً إنها حزينة لأنها افترقت من ذاك الرجل الذي أنتشلها بالقوة منه ..
وذهل عندما تواصل معه رجل يعرف باسم فهد ..
ألقاها عنده وأعطاه الظرف بملغ باهظ .. لو يجلس يعده إلى نهاية عمره .. لن يتوقف !.. يعتبر مبلغ الضخم مثل أمثاله المتشردين .. لا ينكر كان سعيداً جداً .. لا لم يكن سعيد بل يشعر أن سعادة كثيرة عليه ..
ولكن ذعر من منظرها ولجرح لا يعرف ما سبب!!.. ولكن فترة وجيزة لم يكترث لها .. ووضعها على سرير .. ولـا يعرف ما حصل بها ..
عندما رجع إلى المنزل بعد اللهو في إحدى البار في أخر الحي .. ووجدها في حالة يرثى ..
وكأن أخطأت أنها مدت بسمتها وأتت للحياة القاسية ..
ترجته كأنثى ..
كالرجل مسن ..
كالطفل على إنهاء الحرب الذي دمر بداخلها السعادة ..
وهي !!..
فقدت صوتها الذي كان يقف معها .. ويطلب منه أن يساعدها ..
وعينيها منذ دخوله .. رأى تحتضر للرحيل ..
كان يجب أن يعرف عندما رأى عينيها خالية من الحياة !..
أنها سترحل للأبد ولن ترجع مرة أخرى ..
إنه حزين ليس لأنه خسرها ..
بل كان هو السبب ما حل بها !..
لو لم يأخذها تلك الليلة للبار لبيعها ..
لم يكن أن يراها قبل أن تموت بحالة سيئة ..
سيئة !! ..
لا لم يكن حالتها سيئة ..
بل تركها ليدهسها الحياة بقسوته ..
كانت صغيرة على الوجع ..
لم يكن لها نصيب من اسمها ..
من سماكِ بسمة وجعلك سخرية للحياة ؟..
كان يجب أن تعي باكراً ..
ليس لك نصيب من اسمك يا بسمة ..
سوى الوجع ..
زفر بالحزن .. منذ فقدانها لم يتوقف قلبه من البكاء ..
لقد صرف المبلغ الذي أخذه .. لأجل أن يكتم عنها ..
عليها بعدما غادرت ..
تمدد وهو يحتضن قبرها بأسى ..
يعترف كانت ملاذه وأمانه ..
ولكن هو وذلك الوغد الجبان ..
لم نكن سوى سبب تهلكتها !..
غفا ولقد بكى دون ان يشعر ..
لم يشعر بنعمة الذي لديه ..
إلا عند زوالها !..

.
.
.
.

في الديرة ..
الساعة العاشرة صباحاً ..
كانت تضع رأسها في حضن عزة بضجر .. التي لم تشعر بها ..
لقد نزلت والدتها وأخيها إلى المدينة .. و ذهب والدته إلى غرفتها لترتاح ..
حدقت بعزة بالصمت .. كانت تلك السمراء الجميلة ..
غارقة في الفراغ ..
عقدت حاجبيها شكيلة .. لقد نستها بين زحام أوجاعها ..
كيف تخلت عنها في أيام الفائتة !..
آه منك يا جنيد ..
لقد سرقني حبك منها ..
عدلت من جلوسها .. وكان خطوات سؤالها سريعاً .. من فرط الحماس ..
شكيلة .. " عزة كيف معاكِ التحفيظ ؟.. على فكرة كان .."
بترت فضولها ورفعت حاجبها .. كان لها أول يوم هي ايضاً .. عندما أيقظها جنيد لكي يعلمها فنون القتال ..
نعم منذ ذلك اليوم لم تراها سعيدة .. ويحيطها الهدوء دائماً ..
وعينيها فارغتين من الحياة ..
ما حَلَّ بها ؟؟..
من سرق راحة من مقلتيكِ ؟..
من شرخ الجرح في قلبك .. وبث سموم الوجع إليه ..
ولم تراها تذهب في الصباح إلى المسجد النبوي ..
سألتها بشك أن لا يكون مسها السوء ..
وتراها ما زالت صامتة ..
مسكت بين كفيها وجهها .. وادارت إليها لتلف انتباهها ..
اردفت بحنان بالغ .. شكيلة .." ايش بك يا روحي؟؟.. "
ما زال جسدها كان ساكنا بالهدوء ..
وحدقت ورأت القلق في عيني شكيلة .. ازدرقت ريقها ..
و اردفت بنبرة هادئة .. عزة .." ولا شيء .."
زمت شفتيها .. إنها حقاً ليست بخير !!.. تركت وجهها وحضنتها بقوة .. وربتت على ظهرها بالحب ..ببساطة و تعرفها جيداً أن لن تخبرها بسهولة ..
كان يكفي ليجعلها تبكي بالحزن وقهر ..
لما يعاملني الجميع إنني لا أستحق العيش ؟؟ ..
وإن متعرجة مثلي لا يحق لها أن تكون سعيدة ..
دهست نفسي منذ الثالثة عشر في الحياة ..
لقد اختبأت كالنملة ..
من بشاعة الوجع ..
ألا يكفي المدة ؟؟..
وخزها قلبها بالحزن عليها .. كيف أهملت هذه اللطيفة طوال الفترة الماضية ..
صوت أنينها يؤذي قلبها أكثر بلوم ..
لم تتحدث تركتها لتفرغ قلبها من الوجع ..
من كل شيء الذي أرهقها وجعلها صامتة كالأموات ..
مرت النصف الساعة ولم تصمت هي ..
ما زال راسها كان على صدرها .. كانت كالطفلة في حضنها .. وكأنها تختبئ من الجميع ..
مسحت على راسها .. ومددت يدها لطاولة الذي كان قريباً من ساقيها .. وفتحت القارورة الماء .. ومدت لها بلطف .. لكي تشرب عزة ..
أخذت القارورة منها ووضعت على طاولة .. ومسحت بأناملها النحيلة طرف شفتيها .. وما زالت تضمها بحنان .. أمالت راسها وطبعت قبلة دافئة على راسها بخفة .. ولقد غفت هي ..
قرئت سورة الانشراح بالصوت المنخفض لها فقط .. ونفخت عليها ورجعت مرة أخرى وأعادت السورة ..
ابتسمت لذكرى الذي حضر للتو في بالها ..
عندما اختطفت وكانت حالتها يرثى .. كانت تقرأ عليها طوال الوقت سورة الانشراح ..
سألتها مرة لماذا تقرأ عليها فقط سورة الانشراح .. أخبرتها أنه سيجعلها بخير !..
فقط عليها أن تتأمل الآيات .. وتنام بالراحة .. وأخبرتها أن جدها لم يورثها سوى قراءة سورة الانشراح ..
لقد اورثها السعادة .. ولكن كانت حمقاء ولم تحافظ عليها منذ صغرها .. لم تعي أن ما يحملها الآيات من الطمأنينة وراحة الروح .. أنه ينتشلها من القاع الحزن .. ينهي جروح الذي مازالت غائرة في داخل .. ينهي وحدتها وبؤسها ..
كانت تحتاج هذه اللطيفة أيضاً أن يقرأ أحدما عليها طوال الفترة الماضية ..
كان يقف منذ النصف الساعة وهو يراقبها بالصمت .. لقد أتى ليغير ملابسه ويرتاح قليلاً .. فلديه يوم طويل ينتظره ..
ابتسم وهو يحدق بها تحيط عزة بدفئها فقط .. لما هي شحيحة معه ..
لا هو الذي اضاعها بسبب حماقته .. كيف له أنه لم يدير قلبه لها !! .. كيف له قسى عليها وأخبر نفسه أنها لا تليق به ! .. بل هو الذي لا يستحق هذه الكاسرة .. تباً لك يا سامي بسببك اضعت الليلة جميلة معها ..
قليلاً من وقتك يا فاتنتي ..
قليلاً من صبرك ..
لكي أتخلص من كل شيء .. وأتي إليك فارغاً من ألم الوجع .. ومن كان يريد أن يجعل الموت فاصل بيننا ..
قاده ساقيه إليها .. ويشك أن ابتسامته لم يذهب قبل خطواته مهرولاً إليها! .. لكي يجعلها أن تدير عينيها إليه ..
جلس بالقرب منها ووضع بالصمت هو ايضاً راسه على كتفها .. رفعت حاجبيها ونظرت إليه بالطرف عينها ..
وشتمت قلبها الذي كان صامتاً قبل قدومه .. وكيف يدق بالسعادة الأن !! ..
كانت ستعاقبه بأن تدير ظهرها له بكبرياء .. كيف يرحل ويأتيها متى يشاء ..
ولكن لأجل عزة التي يسكن راسها في حضنها .. ستخرس لفترة مؤقتة ..
همس له بالصدق .. وبنبرة واثقة ما يقول لها .. جنيد .." اشتقت لك !!.."
ذهلت منه .. هل شعر بها ؟..
هل حقاً لم يضيع انتظار قلبي هباءً منثور ..
لا ايتها الحمقاء .. أنه يراكِ كالمحطة.. أتى إليكِ لأنه فقط يحتاج ليستند عليك .. و سيغادر لوحده كالعادة ..
ليرتكك خلفه وسأحشو داخل شفتي كالعادة بأنامل لأدهسه بالحزن على رحيله ..
اردفت بالهدوء .. وهمس لها .. " اسف لأن سبتك لوحدك في الليلة زواجنا !.. "
بهت ملامحها لوهلة .. رطبت شفتيها بلسانها .. وكأن رشت الماء على قلبها الذي معه منذ حضوره لكي يفيق من ثمالة عشقه !.. وعينيها كانت ثابتة إلى اصبعه سبابة الذي يمرر على كفها الايسر يربت على راس عزة ..
اردفت هي ايضاً مثل هدوئه وبحياء .. خائفة أن لا تستيقظ عزة وتراه بالقرب منها .. شكيلة " جنيد وخر عني لا تصحى عزة .."
زاد وسعة ابتسامته .. وكأنه لا يريد توقف من اعترافاته اليوم .. جنيد .." لأول مرة أعرف اسمي حلو !.."
تحدثت بحنق .. ويكسوها خديها احمرار .. بسبب الحياء .. شكيلة .." بلاهي .. كويس انك قلت لي لأن بصراحة ما كنت اعرف.."
شعرت باهتزاز جسده .. بسبب ضحكته .. هي ايضاً غزى ثغرها البسمة ..
جنيد .." مو زين العصبية راح تشيبي بدري يا حبيبتي .. "
لقد أخرس ثغرها بكلمة بسيطة جداً .. تاهت هي !.. كيف لي ستة أحرف أن يفعل بي هكذا ؟..
كيف يجعلني أن أزيد في عشقك .. إنني لم أخلق إلا للحب ولأجله فقط ..
لقد أخضر قلبي بسعادة يا جنيد .. وصوتك كمعزوفة جميلة يجلب أمان لروحي ..
أشعر إنني كالطائر ولا أريد التوقف من فرد جناحي وطيران في سمائي ..
دقي يا قلبي طبولك .. فرجلك قال لك حبيبتي !!..
أكمل هو يتشابك أصابعه بأناملها التي كان يسكن على راس عزة وجعلها في حضنه ..
جنيد .." تصبحي على السعادة وحبي .."
افاقت منه .. وتعثرت في حديثها ويكسو وجنتيها الاحمرار .. شكيلة .." يا ويلك لو نمت .. جنيد اقسم بالله ترى ما راح يحصل لك خير لو ما وخرت عني ! .."
لم تتلقى الرد منه .. وكان هادئاً جداً .. وصوت أنفاسه منتظم .. هل حقاً غرق في السبات عميق ..
كانت ستبتعد عنه لو لم تكن عزة هنا .. بكبرياء ظاهرياً ولكن لو طلب حضنها ستعطيه بدون تفكير .. ليحظى بدفئها ..
تمتمت بالصوت منخفض .. شكيلة .." تراك محظوظ يا روحي لو ما كانت عزة .. كان ما خليت راسك دقيقة على كتفي .."
هو كان ثغره يرتدي البسمة .. ولم يجيب عليها ..
وزاد وسعة ابتسامته وتذكر عندما أخبرتها عزة .. لكي تجعله أن يعلن زواجه بها ..
عندما أخبرته أنها تريد أن تناقشه في امر مهم جداً .. ولا تستطيع تأجيله ..
أخربها أن تتحدث ماذا تريد إخباره وكان منشغلاً بالملف الذي أمامه .. ولكن كان يسمعها بتركيز ..
جلست عزة .. وبقهر ألقت القنبلة عليه لعلى وعسى أن لكي يستيقظ من حماقته ..
عزة .. " صحبتها كلمتني أكثر من مرة وبصراحة كلمت شكيلة و لقيتها موافقة وأعطتهم هي موعد عشان يجو يخطبها رسمي !.. "
رفع راسه وبغضب اردف .. جنيد .." نعم كيف تعطيهم موعد من عندها .. وبعدين معاها !.. ما كفاها نزلت المدينة بدون ما تبلغ وراحت عند صحبتها " اكمل بوعيد .. " عموماً راح أحاسبها بعدين .. خليني أخلص من الي مهببة الانسة .. "
عزة .." جنيد ذا مو وقتك تتوعد .. الناس جايين بعد كم يوم .. وانت ما همك غير ليه نزلت المدينة .."
جنيد .. " من الأخير قولي لهم ما لكم نصيب عندنا .. "
عزة .." يا سلام عليك .. إذا البنت ما تبغاها زوجة لك .. خلها تشوف نصيبها .. وأقرد من كذا مو عارفة هي إنها على ذمة رجال .. يا تخليها زوجتك زي الخلق أو خلها تروح في حال سبيلها! .. "
عقد حاجبيها .. وكان ما زال غاضباً .. وهو يتلقى المكالمة من والدها .. جعل هاتفه النقال صامت ..
تحدث بحزم .. " ما ابغى اعيد وازيد في نقاش منتهي .. قولي لهم الي قلت لك يا عزة! .. "
لم يتلقى الرد من عزة .. غير أنها غادرت وهي غاضبة ..
كان ذلك اليوم بداية لضماد وجعي .. لا أعرف لماذا اصبحت في ذلك الوقت أناني ورفضت ارتباطك برجل أخر .. هل شعر قلبِ بي ؟؟.. هلى عرف إني وقعت في حبك .. ولكن أكابر ولا اريد الاعتراف لكِ ..
وأوهمت إنني ما زالت أحب أماني ..
كنت مخطئ عندما اعتقد إنني لن استطيع التخلص من عشقها .. كان يجب أن أعي إنني تخلصت منذ رحيل وردة منها.. كان يجب أني أعي إن جذور حبي في انتظارها جفت و ماتت .. ولن استطيع أحياء الميت مرة أخرى .. كانت نهاية حبي من طرفي فقط عندما غادرت ابنتي ..
كان يجب أن أعي أنكِ نعمة الذي وهبني الله في عمق وجعي .. لم يكن حبك من طرفك فقط .. كان قلبي يميل لكِ منذ البداية .. ولكن كنت كأحمق لوحدي أدري ظهري لك ..
علمني قربك أن الحياة ما زالت زاهية بدفئها وليست باهتة مثلما كان يرى عيناي ..
علمني حبك إن رجلاً مسن في العشق مثلي ما زال يخفق قلبه لأجل الحب ..
لو تعرفي إنني سأجعل ..
من قلبك منبراً لكي القي عليه في كل الليلة قصائد حبي ..
وكل اشواقي يقف إجلالاً أمام جمالك الطاغي ..
ودون ان تشعر هي أيضاً غفت معه .. وامال خدها على راسه بخفة ..
استيقظت عزة من نومها العميق .. وهي تشعر بالراحة يستوطن روحها ..
رفعت راسها عن حضن شكيلة .. لقد نالت كفايتها من النوم الهادئ ومريح خلال ساعتين ..
شهقت بالصوت غير مسموع .. وهي تضع يدها على شفتها بإحراج .. ورأت جنيد الذي كان يكسو وجهه التعب ونائم بالقرب من شكيلة ويميل رأسه على كتفها .. ابتسمت بالحب لهما .. وقفت مقتربة من الخزانة في الركن الصالة الداخلية .. واخذت غطاء خفيف ووضعت عليهما .. واطفئت الإنارة وأزادت من البرودة .. وتركت المصباح بالقرب من جنيد مضيء .. وخرجت بالصمت دون أي الضجيج ..
لم يمر سوى عشر دقائق واستيقظ هو أيضاً .. وسمع الصوت أذان الظهر .. تمتم خلف المؤذن ..
لم يكن له النية أن يغفو .. فقط عاندها لكي تصمت هي .. وينال قليلاً من دفئها .. ولكن لم يشعر وغفى ..
ابتعد عنها وهو يضع يده تحت خدها .. ورفعها عن صوفا المزدوجة .. وحملها بين يديه ذاهباً إلى جناحهما ..
وضعها بخفة على السرير .. وغطى جسدها وجلس بالقرب منها وحدق بها .. بعدما قرأ الأذكار النوم عليها ونفخ عليها كعادته ! .. نعم في الأيام الماضية .. قبل اعلان زواجه بها .. كان يأتي دائماً الليلة ليقرأ الاذكار النوم عليها ..
ابتعد لكي يصلي وينام بقربها .. اطال قليلاً في الاستحمام .. فهو منذ تلك الليلة لم يرتاح .. لقد قضى اربعة أيام مستيقظاً في البحث مازن .. والذي لم يكن في منزله .. ولا يعرف اين ذهب ..
خرج وارتدى منامته ذا لون ازرق .. وصلى صلاة الظهر والسنن .. أطبق السجادة ووضعها على المنضدة ..
واقترب منها التي كانت ما زالت على وضعها .. جذبها إليه ووضع يده تحت راسها .. واحتضنها بعدما قرأ سورة الملك واذكار النوم .. وكأنه يهرب من كل شيء وإلتجأ لها ..
وكأن هي الوحيدة في هذا الكون ..
وكأن لم يخلق غيرها في دنياه .. هي التي منفاه وسعادته ..
نعم يا صغيرتي ..
يا أسرتي لقد وقعت في غرامك .. والحياة من دونك سوى الجحيم !..
وكيف لا يكون جحيما ؟.. ومن دونك خالياً .. من ثغرك .. من دفئك .. من بهجتك .. من قلبك النقي ..
من خطواتك الزاهية على الأرض قلبي ..
أخبرك بكل صدق يا حبيبتي ..
إن حبك كالحبل المشنقة يطيق قلبي .. سيموت لو ادرتي ظهرك لي ..
اريد اخبرك أيضاً يا فاتنتي ..
أن في الأيام الماضية يراودني الخوف أن ترحلي بعيداً عني ..
زاد من احتضانها .. ونام هو ايضاً ..
محتفظاً باعترافه إلى اليوم اخر ..


.
.
.


في المدينة جدة ..
داخل منزله كان يجلس برفقة أخيه ..
الذي وكأنه بقايا هيكل فقط .. ويحيط أسفل عينيه سواد الليل .. والحزن والوجع يتوهج من عينيه ..
ما زال ثابت لا يعرف كيف يصف شعوره .. فهو يحتاج لوقت لكي يعتاد أنه لم يكن وحيداً ..
ابتسم نادر وحدق به بالحزن .. وبنبرة صادقة اردف .. " مو مصدق لحد الأن لي عزوة والسند .. ما ادري ايش كان راح يصير فيني .."
وضع يده على كتفه وضغط ثابت مبتسماً .. وكأن يخبره أنه هنا لأجله ..
وغاضباً من الرجل الذي يحمل وسامته .. وزاد كرهه له اضعاف .. الا يكفيه ما فعل به .. لكي يفعل بأخيه الأصغر ..
اخبره نادر بكل شي .. بالصوت مثقلاً بالحزن واليأس .. لقد بدأ عن نبشه في تجارة والده غير الشرعية وما فعل في بسمة .. وأنه لم يكن يريد أن يزج والده في السجن .. لم يكن يريد فقدانه هو واخيه الأكبر الذي كان له ..
ولكن قتل والده بداخله كل شيء .. على ما فعل في بسمة .. كيف ينتشل بالوحشية من جسدها طفله وحفيده .. كان يجب لأجل الطفل الذي لم يرى النور الحياة أن يوافق بارتباطه بسمة ..
لقد كره الحياة .. أراد أن يموت ولكن لا يعرف كيف فر هارباً .. متجه إلى المصر لكي يتوه والده لفترة ولا يعرف أين هو .. حقاً لا يريد مقابلته .. ولا ينكر أن المدعو مازن زرع بداخله الأمل ..
الذي لم يعرفه إلا عندما أخبره أنه تقابل مرة في مكتب والده .. مجرد أن اخبره من طرف والده لقد كره بشدة .. ولكن أنصت له بالصمت .. لأجل أن يعرف ماذا يريد ..
وصعق عندما اخبره أن لديه أخيه .. أي أن له سقف لكي يلتجأ إليه ..
أنه له حضن واسع يتسع له ..
أنه له عائلة ..
في تلك اللحظة وافق على طلب مازن .. فقط لينال مراده هو .. وبعدما اعطاه مبلغ ابلغه عن اخيه .. ويتبقى أنه يتصرف ويجلب له جواز السفر .. مقابل أنه اخبره من يكون أخيه .. ولكن لو خدعه سيقتله .. هكذا القى كلماته المههدة على مسامعه ..
هو عندما كان ينبش في تجارة والده .. لقد عرف أنه مطارد من قبل جنيد .. تنهد إذن يجب عليه أن يتواصل مع جنيد .. لا ينكر كان خائف منه جداً .. ومن ردة فعله .. ولكن دهش عندما استقبله براحبة الصدر ..
وقد كان جيداً .. وساعده جنيد عندما اخبره عن مازن .. أراد أن يجعله يلتقي بثابت .. ولكن رفض نادر لأنه ما زال لا يشعر أنه غير متهيء لمقابلة أخيه الأكبر الذي كان منهم .. ودهش عندما عرف أنه يعمل ايضاً في القوات الخاصة .. لقد تراجع في التقاء به .. عندما عرف أنه هو يريد سجن والدهم .. تردد أن لا يستقبله مثملا فعل جنيد .. خاف أن يمقته مثلما يفعل مع والدهم ..
وقف مبتسماً .. نادر .." يلا استأذن .."
عقد ثابت حاجبيه .. وقف هو ايضاً .. ولم يعطيه الفرصة لكي يخبره أين هو ذاهب .. خائف أن لا يفقده ..
ولن يتفاجأ من والده إذا قتله ..
ثابت .. " الحقني .. "
لحقه نادر مستغرباً منه .. خرجا من المنزل متجهاً إلى البيت الشعر .. ادار ثابت وجهه ..
ثابت .." راح تنام هنا .. "
وخرج ورجع بعد خمسة دقائق وهو يحمل له عدة النوم .. فرش له على الأرض ..
وابتسم له ثابت .. " ارتاح الين ما أخلي أختك تجهز لك العشاء .. "
بادله نادر ابتسامة .. وحرك راسه بإيجاب .. كثير عليه كل ما يحصل له ..
دخل ثابت إلى الغرفة النوم .. وجدها تجلس على طرف السرير .. وتنتظره بفارغ الصبر ..
لقد أخبرته أنه هناك من يأتي ويحدق إلى المنزل .. وعرف هو أنه نادر .. لقد اخبره جنيد عنه ..
وتفاجأ عندما أتى الى المنزل .. وجده بالقرب من الباب بالصدفة .. ولكن ادار وجهه لكي يرحل .. ولكن استوقفه هو عندما نطق اسمه ..
سألته بخوف .. فهي لا تعرف من يكون ..
ريلام .. " ايش صار ؟؟.."
ابتسم له بحب .. وبث بداخلها الطمأنينة .. وهو يخبرها بالسعادة ..
ثابت .." نادر أخوي الصغير .. لا تروحي لبيت الشعر راح يبات هناك .. الله يرضى عليك جهز لنا عشى .. جوعاان مرة .."
زفرت بالراحة .. وحدقت بظهره بالصمت .. ما زالت تجهل عنه الكثير ..
ادار وجهه بعدما تخلص من كبك وساعة يده ..
اقتربت منه واحتضنته .. تمنت لو تعرف قليلاً عنه .. تشعر أحياناً أنهم كالغرباء ..
وتكره هي الشعور الذي يراودها بين فترات ..
ثابت .." ايش بها قلب ثابت ؟ .. "
لم يتلقى الرد منها .. غير الصمت .. حقاً تريد المعرفة كل شيء عنه .. بدلاً كالحمقاء تكتشف نادراً شيء ما عنه .. زفرت بالضيق ..
لا تعرف كيف تعيش من دونه !.. لقد اعتادت عليه بدرجة تشعر أنه ستموت لو فقدته !!..
فتحت عينيها .. للتو استوعبت ما طلب منها .. فهي لا تعرف اعداد الغداء ..
هو ايضاً استوعب ما طلب منها .. وتذكر عندما أحرقت العشاء .. عندما كان في المدينة المنورة ..
وعندما رجع البيت كان الدخان منتشر في الارجاء المطبخ والصالة .. وبالصعوبة تخلص وحمد ربه أن لم يحترق المنزل .. حدقت إلى ساعة يدها ..
ريلام .." ما في أي مطعم أظن راح يكون مفتوح في الوقت ذا ؟؟.."
تنهد هو والقى نظراته إليها .. ثابت .." ثواني استحم واجهز العشى .. "
كسى خديها الاحمرار .. وهي تحدق به مبتسمة .. شتمت نفسها بعدما ابتعد عن نظرها .. كيف لها أن تكون فاشلة في كل شيء .. ضربت بطرف أناملها جبهتها بغضب ..

.
.
.
.

في الديرة ..


كانت بمزاج عالي لا تعرف سبب هي ايضاً ولكن هل لأنها كانت برفقته ولم يشاركهم حديثه القاسي .. رفعت جسدها عن سرير .. وبحثت عن هاتفها النقال ولم تجده بالقرب منها ..
أدارت وجهها إلى الجهة .. وكان خالياً منه ولكن رائحته ما زالت عالقة ..
عقدت حاجبيها .. متى جلبها إلى هنا .. القت نظرها سريعاً على نفسها زفرت بالراحة .. ما زالت ترتدي فستانها الجينز علاقي يصل لنصف ساقيها .. إذن إنه لم يقترب منها .. ابتسمت ولكن خلال ثانية تلاشى ابتسامتها .. وتذكرت إنها ما زالت في زينتها البسيطة ! ..
زمت شفتيها .. تكره ان تنام بمساحيق التجميل ..
لا تشعر بالراحة إذا لم يكن تضاريس وجهها خالياً من رتوش المساحيق .. أبعدت الغطاء عن جسدها .. متجهة إلى الطاولة التسريحة .. ابتسمت لذكرى السلسلة الذي يحيط نحرها بحزن ..
كان ذلك اليوم غاضباً جداً منها .. مثلما اخبرتها مريم !!.. فهي ذهبت إلى الجامعة الإسلامية .. وأجلت دراستها لمدة هي أيضاً تجهله .. فهناك أمور كثيرة يرهقها.. وأيضاً لم تستمع بدراسة لكثرة غيابها .. لقد كسرت العادة .. الذي غرس بداخلها هو .. أن تقوم بالرياضة صباحاً وتتعلم الفنون القتال ..
ولكن لسوء حظها عندما رجعت إلى غرفتها في تلك الليلة .. الليلة موجعة في غرفة والدته .. قضت مدة هي تجهله ايضاً في البانيو ..
ومنذ ذلك اليوم كان يلازمها الحمى .. واليوم ارهقت نفسها لذهابها إلى الجامعة .. والشرب قهوة مثلجة .. وقد اصابت باحتقان في الحنجرة ..
كل ما فعلته هي أنها تخلصت من حقيبتها .. والقت نفسها بتكاسل على السرير وغطت نفسها بغطاء ثقيل وغرقت في الموت محتمل .. وعند استيقاظها وجدت كمادة دافئة على مقدمة راسها .. وتخلصت من اسورة .. الذي لا يذكرها إلا بأيام الموجعة .. وبدأ شيء أخر يرافقها منه ..
رفعت راسها ووجدته نائم على الكرسي ذو العجلات الدائرية .. ويظهر التعب عليه .. حدقت به لفترة طويلة .. تنهدت بصوت غير مسموع .. وهي تدير جسدها كاملاً .. وأغلقت عينيها مرة أخرى .. لتهرب منه ومن وجعها ..
عند استيقاظها ذاكرتها من ذلك اليوم .. تلقت العتاب من قلبها .. كيف تركته نائماً على الكرسي .. وهي رأته يظهر عليه التعب ! ..
كان يستحق ذلك .. هذا ما قالت لقلبها بغضب .. اتجهت إلى دورة المياه .. رفعت شعرها من ربطة الشعر .. وفتحت خزانة وأخذت القطن ذا شكل دائري .. ومزيل المساحيق التجميل .. بللت القطعة الدائرية ومسحت وجهها منه .. القت به في سلة المهملات .. تمنيت هكذا اتخلص يا جنيد من حبك .. انني انزع الأيام الذي جمعني بك .. والقيه في السلة المهملات .. ولكن وجدت نفسي عاجزة !.. فتلك الأيام ثمينة جداً لي .. بإمكاني القي كل الأيامي ولكن الذي معك لا أستطيع !.. حتى لو كانت موجعة ومؤذية لي ..
رفعت راسها ونظرت إلى قطرات الماء يتساقط من وجهها .. مسكت فرشاة فوريو لونا 2 ذا لون وردي .. وضعت عليه غسول الوجه .. ومررت على وجهها لثلاث دقائق .. ولكن هذه الأنثى البائسة سرحت به .. بل غرقت فيه ونست أن مرت عشرة دقائق وهي تمرر على وجهها !!!.. القت به تحت الماء .. ووضعته على رف وغسلت وجهها من الماء .. فرشت اسنانها سريعاً .. ومسحت وجهها بمنديل ووضعت على وجهها ماسك الطين .. لكي يزيل من بشرتها بقايا المساحيق مغروس في جذورها بشرتها .. ونزعت ملابسها والقت به داخل السلة الغسيل الملابس .. بعدما امتلئ البانيو من الماء دافئ .. القت قلبها المرهق بداخله .. وضمت ساقيها ورجعت مرة أخرى جلست بالقرب من عقلها .. فهي خلال الأيام الماضية يراودها الشعور إنها تائهة .. وهي تكره أن ترى نفسها هكذا .. أن يحيط قلبها راحة البال وروحها الأمان .. مسكت تعليقة بخفة بين اصابعها .. وتنهدت على الفكرة الذي حضر في بالها للتو .. لقد أخبرت نفسي إنني لست شجرة لكي تختبئ تحت ظلي وتتركني مرة أخرى .. ولست محطة لكي يمدك بالسعادة وتهجرني يا جنيد ..
لم تقضي وقت الطويل لتستحم خرجت سريعاً .. وضعت على جسدها كريم الترطيب ورشت معطر الجسم .. اقتربت من الخزانة الملابس .. وسقط عينيها على الصندوق متوسط الحجم يضم الثوب الذي أشترته لكي ترتديه .. ولكن لسوء حظه أن لم يحظى أن يكون على جسدها !.. عقدت حاجبيها .. ومرت عزة على بالها للتو ..
ارتدت تنورة برسمة زهور متوسطة الطول منسدلة .. وطرفه السفلي بفتحات جانبية .. وتوب قصير بفتحة صدر مستقيمة وأكمام لأسفل الكوع سادة ذا لون أزرق .. وسرحت شعرها ويفي ..
رطبت وجهها بكريم الترطيب .. ووضعت أحمر الشفاه ..
اتجهت بخطوات هادئة إلى غرفة عزة .. ووبخت نفسها لأنها غفت في الوقت خاطئ .. وفات عليها الصلاة الظهر .. وصلت بعد صلاة العصر ..
ألقت نظرها بهدوء داخل الغرفة و أطرقت الباب بخفة .. هلعت عزة وسقط علبة الدواء من يدها .. عقدت حاجبيها شكيلة مقتربة منها .. هذه مرة الثانية تراها !!.. رفعت عزة بعجلة ومسكت في كفها ..
أخذت من كفها تحت أنظارها .. وذهلت عندما رأت انتهاء تاريخ صلاحيته .. عضت شفتها سفلية وغزى قلبها القهر .. فكرة راودها أنها ستخسر عزة جن جنونها ..
ضغطت على العلبة ذا الشكل دائري الصغير بقوة .. اقتربت من الباب غرفتها وأقفلت ..
أدارت وجهها وجلست بالقرب منها .. وأحكمت في غضبها .. اردفت بنبرة هادئة وبلطف معها .. لكي لا تذعر هي ..
شكيلة .." ايش الي حدك له يا عزة ؟.. ايش صار لك توصلي تاخذي دوا منتهي صلاحيته ؟.. " وأكملت بحزن .." ليه تحرميني منك ؟! .. " واستحرمت عينيها من ذرف سائل مملح ..
لم تتمالك في إحكام بغضبها الذي كان ثائر كالبركان ويريد انفجار وتريد قتل كل ما يحيط بها بفوهتها في هذه اللحظة .. وقفت متجهة إلى دورة المياه بخطوات سريعة .. والقت بحبات ذا شكل دائري وفتحت صنبور الماء عليها .. ومسحت طرف أهدابها بقوة لتمنع الدمعة أن يسقط .. ويضعفها أكثر ..
رجعت لها مرة أخرى .. وتبتسم لها بحب ..
شكيلة .. " حسبي الله من وجعك .. " واكملت حديثها بعتب .. " وين وعدك لي يا عزة إنك ما راح تسيبني لوحدي .. احكي يا روحي فضفضي لي .. خففي من وجعك .. ليه تكتمي في قلبك .. "
أذرقت ريقها عزة .. مسحت بطرف كفها قطرات الندى التي كان على جبينها .. وعم الصمت لمدة طويلة جداً ..
اردفت بعد مدة طويلة من طرفها كان .. بنبرة موجعة مثقلة من الحزن ..
أخبرتها ما يثقل كاحل قلبها منذ صغرها .. أخبرتها أنها عرجاء .. وكرهتها والدتها لأنها سمراء وخلقت بعيب خلقي .. أخبرتها من بين كومة وجعها انتشلتها أختها وابعدتها عن قسوة الحياة .. مدت لها قلبها لكي تحتضنها لكي لا يمسها السوء .. ولقد كانت تحتاج أختها أن يسمد على شعرها أحدما ويخبرها أن الحياة ما زالت بخير !..
وأنها أنهت لقب كريه كان يلاحقها منذ صغرها .. وأنهت عذابها من الأفواه الحمقاء السخرية عليها..
أخبرتها أنها تخلصت من الاكتئاب الذي لازمها عندما هي مدحت جمالها ك جدها .. وبثت بداخلها السعادة ..
ولكن قاع الحزن عميق جداً .. لم تستطع الهروب منه ..
ما زالت تتلاقى السخرية والشفقة من الأعين سخيفة ..
مسحت شكيلة كفيها على وجهها .. لأول مرة تقص عليها هذه الفاتنة بوجعها لها .. لطالما أخبرتها عدة مرات .. ولكن كانت تهرب هي .. وقد غرفت فجأة أنها اكتئاب يلازمها لفترة هي تجهله .. لأن تخبرها هي !..
وعرفت الأن سبب عدم ذهابها لمسجد النبوي الشريف .. أدارت عينيها وسقط على صندوق الصغير مفتوح وبداخله صوف وسنارة .. زفرت بالضيق .. تمتمت بصوت منخفض .. بذهول ..
شكيلة .." مو مصدقة إنك عزة إلي أعرفها !!.. "
ألقت نظرها إليها .. وتمنت لو كانت تلك أنثى سخيفة أمامها لصفعتها .. على قسوتها وعلى سلاطة لسانها ..
شكيلة .. بقهر .." وعطيتها فرصة تستحقرك يا عزة ؟.. مين هي عشان تقول عنك عانسة وعالة على قلب أختك !!.. " مسكت بذراعها وعكرت مزاجها منذ سماع ما حصل بها .. أكملت بغضب ..
" قولي لي في ايش أخطأتِ عشان زي الجبانة تيجي تتخبي في غرفتك يا عزة .. ليه تحرمي نفسك من الحياة .. "
توقفت عن الكلام عندما بكت عزة .. تنهدت بالحزن عليها ..
وقفت واقتربت منها وحضنتها وربتت على ظهرها ..
أردفت بلطف وحنان .. شكيلة .. " لو من جد يا عزة كنتِ عالة على قلب أختك مثل ما قالت .. ما خلتك دقيقة عندها .. ولا صبرت وعالجتك .. يا عزة وربي كلنا بنحبك .. " ابتعدت عنها وانحنت ومسكت بكلتا كفيها ناعمة وجهها .. واكملت بصدق .. " عزة ربي إذا أخذ منك شي عوضك بشي ثاني جمال وأخلاق .. لو الف الدنيا كلها ما راح ألاقي شبيه لك !.. عيشي حياتك وما عليكِ من الدنيا .. تدري احرقيهم في داخلك حتى لو تأذيتِ منهم ما راح تتأثري يا عزة .. " طبعت قبلة بخفة على راسها بحب ..
وأكملت شكيلة .. " أوعديني يا عزة إنك ما راح تحرقي قلبي بضعفك .. وراح ترجعي وتحفظي القرآن وتحققي أمنيتك بحفظ القرآن .. يلا قومي يا روحي غسلي وجهك وتعالي تحت من زمان ما جلسنا سوى .. "
مسحت دموعها بأناملها برقة .. وخرجت بالصمت .. ونزلت إلى أسفل وتشعر إنها ما زالت غاضبة ..
رأت أم جنيد ووالدتها .. في الحديقة يجلسان .. توقفت عن المشي ولم تقترب منهما .. وسمعت ما قالت والدتها للتو !.. ابتسمت تستطيع الأن تنفيذ ما فكرت به قبل عدة ساعات .. وذهلت عندما أخبرت والدة جنيد عن مجيء زوجته !..
ابتعدت ورجعت دون ان يشعرا بها .. بخطوات حزينة لمعرفة رجوعها ..
لم يكون عقلها خاطئ عندما أخبرها صباحاً أنه كالمحطة له ..
يفر من كل شي وياتي إليها .. ولقد فعل تركها لوحدها مرة أخرى وغادر دون ان يخبرها ..
شعرت بالم من أشواك غصتها في حنرجتها .. واقسمت على مقتليها أنها لن تذرف دموعها عليه ..
فهو لا يستحق أن تبكي لأجله ..


.
.
.
.

في المدينة لندن ..
الساعة الثامنة مساءاً ..
كان يقف بالقرب من الباب الجناح للتو رجع من زيارة والدتها .. لقد وضع في المقهى باقة الورد ويضم البطاقة اسمها .. كان يضم كلتا ذراعيه إلى صدره .. ويحدق بالصمت إلى صفاء التي خرجت من المنزل بعجل .. ولم تجيب عليه سبب خروجها مسرعا ..
اقفل الباب مقترباً من مكتبه .. ابتسم وهو يتذكرها ..
لقد اخبرته صفاء أنها التقت بأماني بالصدفة .. وشيدت على جمالها البدوي ..
وأردفت ضاحكة أن يحق له لم يكن يريد الابتعاد عنها .. فهو لم يترك المكوث في ذلك البناية السكنية .. فقط للتخلص من جاسوس جنيد .. وأيضاً انشغل في فترة الأخيرة بأخيه .. ويعترف أنه مدهوش من ردة فعله .. لطالما أعتقد أنه ضعيف الشخصية .. ويرضخ لهما ولكن وجد العكس ..
زفر بالضيق .. لقد أضاع أخيه الاحمق فرصة .. لا بل الفرص بالتقاء بها ..
لقد عرف عن هروب أخيه إلى المصر ..
لقد ذهب لزيارة والدتها لقد عرف أن ساءت حالتها مرة أخرى .. واخبرته موضي عن ارتباط زوجها بأنثى أخرى .. ضحك ساخراً منه .. كيف له أن يرتبط بأخرى ويتركها ؟؟.. لو كان في وضع اخر .. لم يكن سيترك فرصة قضاء الوقت معها ..
تخلص من جاكيت الرسمي .. مع الربطة بالعنق .. والقى بهم على المنضدة داخل الغرفة تغيير الملابس ..
ادار وجهه مستغرباً لماذا تطرق هي الجرس .. هل نست بطاقة القفل الإلكتروني مرة أخرى ..
مسك مقبض الباب .. وفتحه واردف بسخرية ..
قايد .. " مستحيل تبطلي عادتك يا العجوز !.. "
بتر سخريته وهو ينظر إليها بدهشة !!.. كيف عرفت هي أنه هنا ..
تشجعت ودفعته بخفة دخلت بخطوات سريعة إلى الداخل .. لقد كانت غاضبة جداً .. ورأت تلك بجمال الدمشقي خرجت من هنا للتو !.. اقفل الباب وما زال غير مصدق أنها هي !!!.. بالقرب منه ..
وأمام عينيه ..
اردف وهو يريد تأكيد أنه لا يتوهم .. " أماني .."
لم تجيب والقت نظراتها بتفحص في ارجاء الصالة .. كانت حمقاء ارهقت نفسها بتفكير به .. وهو يقضي وقته بالسعادة مع أنثى أخرى .. هل كان يخدعها طوال الفترة الماضية .. هل كان يوهمها .. نعم كان يفعل .. فلماذا يسترجع الاسورة .. ويغادر بالصمت .. لأنه وجد أنثى أخرى .. سيوهمها بالحب ويتركها مثلما فعل بها !..
ضغطت بالقوة على باقة الورد .. وقد مرت في بالها أنه كان يلهو معها لفترة مؤقتة .. هل كان يراها ك موضي أو إمراءة التي تبيع جسدها لأجل ورق نقدية .. أنه خاطئ لو كان يفكر بها هكذا !.. لم تتمالك وهي تشعر بالقهر .. قامرت عليه لأجل أن تتخلص من جنيد .. ولكن لم تجد سوى خسائر فادحة !!..
ادارت وجهها واقتربت منه وضربت على صدره بباقة .. وتناثر بتلات على الأرضية ملساء ذا لون ابيض ..
اردفت بغضب .. والغيرة يقتلها .. مجرد أن ترى تلك الأنثى كانت برفقته .. ألقت على الأرض باقة الورد .. اشارت عليها بإصبعها سبابة اليمنى ..
أماني .." الحمد لله ما أخطأت يوم قلت إنك لعاب يا قايد .. " وضربت صدرها بقوة .. وأكملت بقهر وبنبرة يحمل الأن بحة .. ويعلن عن بكائها في أي لحظة .. " بس الحمار ذا كان يأنبني إني ظلمتك .. "
لم يتمالك ساقيها وجلست على الأرض وبكت بقهر وغبن ..
اردف هو بالهدوء .. كان سيكلفها حياتها !.. لو كانت أنثى غيرها تتحدث معه هكذا وتضربه أيضاً ..
أثنى ساقيه وجلس بالقرب منها ..
قايد .." مين جابك هنا ؟.. كيف عرفتي .."
رجعت هي إلى الخلف بنفور .. ووقفت مرة أخرى .. وعينيها يحمل الحزن .. حدقت به بالكره ..
مسحت بأصابعها بقوة سائل التي ذرف عينيها بصدمة .. وسقط عينيها للتو على القارورة الخمر ..
عقد حاجبيها مستغرباً من ضحكتها .. فكانت للتو تبكي ..
اقتربت من الطاولة ومسكت قارورة.. وحدقت به باحتقار ..
نهرها بحدة .. قايد .." أماني رجعيه في مكانه .. بلا جنان .. وتراكِ فاهمة انتي غلط .."
القت هي به على الأرض بقوة وتناثر سائل الأحمر على الأرض وفاح رائحة كريهة جداً ..
وبنبرة غاضبة اردفت مرة أخرى .. أماني .. " جنون .. لسة ما شفت شي يا أستاذ ! .. " كتفت يديها .. واكملت حديثها بغضب .. " هه .. ليه ناوي تكذب علي مرة ثاني .. ما يحتاج ريح عمرك لأن شفت بعيوني كل شي .. " وبكت مرة أخرى ..
زفر بالضيق .. وغاضب جداً كيف عرفت هي عنه .. مستحيل أنها كانت في المقهى عندما وضع الباقة ..
اقترب منها لكي تهدأ هي ..
اردف بلطف .. قايد .." اهدئي يا قلبي .."
مالت شفتيها بسخرية .. حقا إنه رجل لعوب .. لن تجعله يخضعها مرة أخرى .. رأيتك يا قايد ملاذي الأخير .. ولكنك أخذلتني ..
اردفت هي بالصدق .. من بين بكائها .. أماني .. " أتمنى لا عاد اشوفك مرة ثانية يا قايد .. "
وفي تلك اللحظة دخلت صفاء .. عندما جلست في السيارة الأجرة لم تجد بطاقة قفل الإلكتروني وتعرفه جيداً لن يستيقظ من نومه لكي يفتح لها الباب .. حدقت بهم بدهشة ..
اقتربت هي من الباب .. وأدارت وجهها .. واردفت بسخرية لاذعة .. " على فكرة لايقين على بعض .."
وخرجت ومشت بخطوات سريعة مبتعدة عن الجناح ..
مسكت يده قبل أن يلحق بها ..
وادارت وجهها صفاء عليه .. وسألت بالفضول .. " شو صار يا قايد ؟؟.. "
زفر مرة أخرى .. ولم يجيب عليها وافلت يده .. ودخل إلى مكتبه واقفل خلفه الباب .. لكي لا تأتي هي ..
القى كل شيء كان موضوع على الطاولة مكتبه على الأرض بغضب ..
غير مصدق ما حصل للتو .. مسك هاتفه النقال وأتصل على سكرتيره .. الذي ينفذ أوامره ..
اقفل هاتفه النقال وابتسم .. لا تستطيعي التخلص مني أماني ..
هي ادارت وجهها وعضت شفتها بقهر .. اعتقدت أنه سيلحق لها .. كنت سأعفي عنك أيها الوغد لو أتيت ..
اقتربت من السيارة بخطوات هزيلة ..
وهي تخبر نفسها أنها فلعت الصواب .. وأنه لا يستحقها ..

.
.
.
.

في المدينة المنورة ..
كانت البناية السكنية .. محيطة برجال قوات الخاصة .. وكان الجميع بملابس عادية ..
لكي لا يشك أحدما .. ولا يذعر أحدما ..
تم اخراج الجميع بأمان من البناية ..
لكي لـا يمسهم السوء ..
وينتظرون بالقرب من الشقة مازن ..
والذي أمرهم جنيد بعدم الدخول ..
دخل شقة مازن لوحده .. لم ينال بقسط الراحة بالقرب منها وتلقى اتصال ومنذ ذلك اليوم قضى أيام في المدينة .. لم يتسطع الوصول إليه لأن لم يستخدم هاتفه النقال منذ حادث فايز .. وعندما تواصل أخر مرة مع رجل الذي يعمل في إحدى المطاعم .. وحقق معه وعرف أنه يخبر طرف أخر بتأجيل في طلبه ..
ولقد عرف للتو ايضاً أن تم تعطيل الكاميرات الذي داخل شقته .. إذن ما زال هنا في المدينة لم يهرب ..
لم يكن له اثر داخل الشقة .. وكأن هجر لفترة غير معروفة ..
اين رحل في فترة قصيرة ..
متيقن أنه لم يكشف عن جريمة قتله ..
إلا هناك سبب ..
دخل المطبخ ..
ويشعر أن هناك شيء مريب هنا ..
فتح الادراج وكان فارغاً ..
وبداخل الثلاجة خزن طعام في وقت قريب ..
عقد حاجبيه مقترباً من الخزانة طويلة التي كانت مريبة قليلاً .. وحدق بالخزانة طويلة في نهاية الركن المطبخ ..
لما يضع القفل عليه !! ..
اقترب منه وفتح الباب بخفة .. وزاد عقدة حاجبيه ..
لم يكن مغلق .. ولكن لماذا يضع له القفل ..
أضاء لنفسه الطريق من الكشاف هاتفه النقال ..
ووجد المصباح الأرضي بالقرب من طاولة المكتبية صغيرة ..
أضاءه سريعاً ولا يصل إضاءته فقط على طاولة المكتب .. رجع إلى الخلف بدهشة ..
وما زال يعم الظلام بسيط داخل الغرفة ..
شعر جنيد برغبة لتقيؤ .. بسبب الرائحة الكريهة .. ممزوجة بالرائحة الحرق .. الذي كان عالقاً داخل الغرفة ..
كان خالياً من نافذة .. وكان الغرفة كالصندوق .. يعمه الظلام والكأبة ..
رفع عينيه لم يبرح بالنظر إلى جهة أخرى ..
كان ينظر مدهوشاً لصورتها ..
لما صورها كثيرة جداً .. وقد شوهت ايضاً ..
بهت ملامحه وهلع مجرد أن مرت فكرة أن يفقدها !..
وعلى الطاولة موضوع سلة المهملات ..
و بعض الأوراق احرقت بداخله بعجل ..
والصور متناثر بالقرب من الطاولة .. كأن هنا حصل شيء ما ..
ولكن لم يكن يعرف أنه برفقته الداخل الغرفة ..
كان مذعوراً ..
لقد استأمنه على سره ..
وذاك خذله في افشاء السر ..
لقد كشف أنه مهدد بالقتل من رجال سامي ..
وعرف سامي أنه خانه ..
ولا يستطع الهروب من جنيد ومنه ..
لقد استعان بنادر ..
لمعرفته أن شخصية مهزوزة ..
وليس كأخيه قايد وثابت !..
و أيضاً ما زال مدهوشاً كيف عرف سامي ..
أنه كان يخدعه طوال الفترة الماضية ..
وهناك رجال له يراقبه طوال الفترة الماضية .. وعرف أن هناك كاميرات في شقته ..
ولكن لم يتجرأ لمعرفة من الخلف لوضع الكاميرات داخل منزله ..
خائفاً لكي لا يكتشف رجاله أنه يعرف بمراقبتهم .. ويقتل هو !..
لقد كان قاصداً في إظهار بقايا من فايز .. لكي يشغل جنيد ويفر هارباً باستغلاله نادر ..
عقد اتفاق معه .. ولم يخبره عن ثابت .. إلا بشرط يساعده ليفر هارباً إلى مكان لا يعرفه عنه أحدما ..
ولقد وافق نادر .. وكان يجب أن يذهب الليلة إلى جدة لكي يأخذ جواز سفر مثلما وعده نادر ولقد استلم المبلغ منذ إبلاغه عن أخيه .. والمال الذي استلم يكفي أن يعيش هو لعدة سنوات براحة بدون قلق .. وكان يجب أن يرحل من هنا قبل عدة دقائق .. ولكن عندما خرج قبل ساعة لكي يعرف أحوال الخارج وكيف يرحل من هنا .. وعند رجوعه إلى المنزل وجد ورقة ملقاه بالقرب من باب المنزل ..
وكان المحتوى الرسالة ..
.." لا تستحق العيش أيها الخائن .."
ذعر وادار جسده سريعاً .. ولم يكن هناك أحدما سواه ..
دخل سريعاً لكي يأخذ مسدس .. ولكن سمع صوت خطوات داخل شقته ..
اختبأ داخل تلك الغرفة لفترة مؤقتة ..
تحدث جنيد بالهدوء .. وهو يكتف يديه ..
وما زال كان يحدق بالحائط ..
سأله جنيد .." كان يثق فيك ؟.."
فتح عينيه بهلع .. كيف عرف أنه هنا ..
وذهل وهو يحدق بظهره .. وبهت ملامح وجهه ..
اخرج من جيبه ابرة تخدير لكي يخدره ..
لكي يهاجمه سريعاً لكي يهرب ..
قبل أن يدير ظهره ..
ابتسم جنيد على أحمق الذي خلفه ..
عندما حقق مع مريم ليعرف طريقة القتال الذي هاجمها ..
و قد عرف أنه يهاجم من الخلف على رقبة بإداء حاد رفيع .. ويغرزه بالقوة ولكن لم يستطع فعله معها ..
ولكي يتأكد أنه لم يظلمه راجع مقاطع له وهو يتدرب ..
وقبل أن يغرس الابرة في رقبته بقوة .. في تلك اللحظة ادار وجهه ولكمه بخفة على الصدغ ..
لم يضربه بالقوة لكي لا يؤدي إلى الوفاة .. يريده حياً .. وقد عرف أن لكمة الصدغ المنطقة واقعة بين خلف العين و أمام الأذن .. يوجد منطقة عظم يدعي الصدغي والذي يشكل أحد عظام الجمجمة .. لو لكمه الأن بالقوة كان سيراه ميتاً خلال ثانية ..
رجع خطوتين مازن إلى خلف .. لقد شعر لوهلة أنه سيفقد وعيه ..من ضربة جنيد ..
يعترف لن يصل أمام قوة بنية وصلابة جسد جنيد .. وعرف أن ماهر في فنون القتال .. ولا يعطي لأعدائه فرصة لقراءة حركاته .. ولا يلجأ إلى اسلحة إلا نادراً .. ولسوء حظه أنه لـا يمتلك سوى ابرة التخدير والسكين الذي أخذه من المطبخ .. عندما دخل هنا سريعاً لكي يختبئ ..
اقترب منه جنيد وجلس بالقرب منه .. كان يأن متألماً بسبب تلقي لكمة المفاجئ من جنيد ..
حرك راسه وتنفس وشعر أنه سيفقد وعيه .. جلس بقربه جنيد ..
اخترقه بعينيه الحادة .. كان كالذئب ينظر إلى فريسته بالهدوء .. ينتظر أن يهاجم فريسه فجأة ..
لا ينكر أنه قتل الأمل بداخله لكي يعيش .. فهو ملقاه على الأرض أمام جنيد !!..
لا يستطع إغضابه لأنه سيقتله دون ان يرمش .. ابتسم لفكرة أن ينجيه .. وخائف من نتائجه ..
سأله بنبرة هادئة جداً .. وبجدية .. " الدم فايز ما راح يروح هدر يا خاين .. ما راح.."
بتر كلامه وفاجئه .. مبتسماً بخبث .. " ودم بنتك !.. ليه متنازل عنها .."
حدق به بصدمة .. لقد كان يعرف أن سامي حرض أحدما لقتل ابنته .. ولكن لم يكن أن يعرف أن يكون مازن!!.. كان امامه طوال فترة طويلة ولم يشعر هو ..
وبين صدمته طعنه مازن بقوة .. اخرج سكين لكي يغرس في رقبته ..
.
.
.
.

إنه خامس يوم على مرور بداية الرمضان ..
بعد الصلاة تراويح ..
داخل الصالة المطار المدينة الطيبة ..
كانت تجلس برفقة والدتها .. تبتسم بحزن على قلبها الأحمق ..
حركت بإصبعها الأخر دبلة الذي كان في إصبعها الايسر ..
رفعت عينيها على المارة .. وحدقت بهم بالصمت ..
عضت شفتها سفلية بقهر .. مجرد أن تتذكر برجوع تلك الأنثى متعجرفة عكر لها صفوة مزاجها .. و زاد غضبها منه .. أنه لم يأتي مرة أخرة كالعادة إلى المنزل ..
ضمت بين شفتيها مصاصة موكا بارد .. وشربت بهدوء لكي تطفئ جزء من حزنها ..
ماذا لو تحدث بدفء معها ايضاً ؟؟..
ماذا لو أحبها بجنون مثلها ؟..
أحبها مثلها!! ..
لا هي أنانية جداً ..
بإمكانها أن تجرم في حق غيرها !..
وأن لا يشاركها أحدما في حبه ..
لقد اقسمت جنيد إنني سأكف عن حبك ..
سأدير قلبي عنك ..
ولن اقع فيك ..
جعلتني أنثى أخرى ..
وها أنا سأدير لك قلبي وسأرحل عنك .. لن أجعلك حبي يذلني لك اكثر ..
استغربت من تأخر أخيها .. لقد تلقى الاتصال وغادر منذ النصف الساعة ..
ادارت وجهها أم ياسر إليها .. واردفت بحب لابنتها.. " ماله كان لزوم يا بنتي تيجي من الديرة عشان توديعنا .. وربي تعب عليكِ .."
ابتسمت لوالدتها .. وتحدثت مع نفسها .. شكيلة .." ما تدرين يا يمه إني راح اروح معاكم .. "
رفعت حاجبها .. واردفت بسخط .. أم ياسر .. " علامك شاقة حلقك كذا يا بت !.. " أكملت بعتب .. " يحق لك تنبسطي وعندك زين ايش له تزعلي على روحتي .. "
لم تتمالك وضعت يدها على شفتيها وادارت وجهها وضحكت ..
عضت على شفتيها ومدت يدها وقرصتها ..
ابتعدت بذعر عن والدتها التي لـا تترك أن يمضي يومها دون أن تقرصها ..
شكيلة .. " والله يوجع .. بصراحة بتفوزين ما يوصل قرصة عقرب زي قرصتك! .. " عدلت من جلوسها .. واكملت وهي تلقي نظرها عليها .. "فهميني لو ما كنت زعلانة ايش له أجي معاكِ !! .. الله يصلحك بس .."
هذه المرة ضحكت والدتها .. مررت يدها اسفل أهدابها بحزن لفراق ابنتها .. أتت لكي تأخذها معها ولكن راته واقع في حبها .. وتراجعت هي في قرارها .. وأنه تحدث معها البارحة .. واخبرها أن لا تقلق عليها ..
أم ياسر .. بحنان تحدثت معها .. " هالله .. هالله في زوجك حطيه بعيونك يا شكيلة .. لا تخلي زوجته تيجي وتخرب عليك .. اعرف ان محد يقدر يدوس لك على الطرف بس برضو ناخذ احتياطنا .. واعرف ان جنيد ما راح يظلمك .. لا تشيل هم بجيتها سامعة يا بنتي .. عليك في بيتك وزوجك .." تنهدت واكملت .."
والله توحشيني ماني مصدقة بنتي كبرت وصارت على ذمة الرجال .. الله يهدي أبوك ايش صار لو كان خلاكِ عندي .. " قلدت نبرة صوته .. " ما اقدر أعيش من بدونها مستحيل اخليها تروح معاكِ .."
أكملت مبتسمة .. " استغفر الله اغتبت الرجال بسبتك .. "
زفرت بالضيق هي .. لا أحتاج أن أهتم يا أمي .. لأنني سأرحل معك ..
لا استطيع أن اراه مع غيري !..
ويكفي لقد نلت من الوجع كفايتي ..
رفعت حاجبها .. وابتسمت هي أيضاً وقد اخفت حزنها .. واردفت بسخرية.. شكيلة .. " اشك بصراحة إنك امي .. مفروض توصينه هو علي موب أنا عليه !!.. لا والله كان الحين مت لو جلست عندك وما غير انقرص كل شوية منك .."
نهرتها بحدة .. أم ياسر .." الله يطول بعمرك في طاعته .. لا تقولي كذا من زود حبي لك أقرصك يا رفلة .. و كمان وصيته عليكِ والله يا شكيلة لو جاكِ منه وجع راح اخلعك منه .. لجل يعرف قدرك !.. " واكملت وتشعر غصة في حنجرتها يعيق بإكمال حديثها .. " ما اعرف كيف راح اصبر نفسي على بعدك عني .."
زفرت بالضيق واقتربت من والدتها بالصمت .. لم تتمالك والدتها وبكت ..
شكيلة .. " ويعدين يا ماما ترى اهلكتي نفسك من البكى !.. "
ابتعدت بعدما سمعت النداء .. مسحت دموعها بمنديل ..
اردفت بغضب .. ام ياسر .." أخوك وين طس ذا كمان ؟.."
ابتسمت بحب لوالدتها .. شكيلة .. بنبرة هادئة .. " ما ادري .. "
زفرت والدتها .. " اتصلي عليه .. لا نتأخر .. "
شعرت لوهلة بخوف .. أن لا تستطع الرحيل هي ايضاً ..
عضت شفتها لا تريد أن ترجع له مرة أخرى ..
مسكت هاتفها النقال وهي تبحث عن اسم أخيه في جهات الاتصال ..
وقفت والدتها و رفعت هي نظرها والقت على أخيها ..



انتهى الجزء (26)..
ولي بكم لقاء في أقرب وقت بإذن الله ..
وانتظر توقعاتكم !..





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 12:11 PM   #57

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-19, 04:34 PM   #58

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 829
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

جميييله بس اجمل ان تكون الرواية متتابعه عشان ماننساها ويفتر حماسنا متى موعد نزول البارت؟

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-19, 11:00 PM   #59

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اين صفحات الرواية

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-19, 01:49 PM   #60

Diannaa
 
الصورة الرمزية Diannaa

? العضوٌ??? » 455312
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » Diannaa is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
ارجو ان لا تطيلي الغياب فالرواية مشوقة وجميلة ♡♡


Diannaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.