آخر 10 مشاركات
482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          406 - ضياع - سارة كريفن (الكاتـب : monaaa - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          136 - وجه في الذاكرة - ساره كريفن (الكاتـب : pink moon - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree208Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-18, 01:15 AM   #1151

همسات ناعمه

? العضوٌ??? » 346100
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » همسات ناعمه is on a distinguished road
افتراضي


صباحك سعيد
في انتظار الفصل 🥰🥰


همسات ناعمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 01:15 AM   #1152

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عذرا على التأخير
جاري تنزيل الفصل


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 01:21 AM   #1153

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــــــفــــصــــل الـــواحـــــد و الــــعـــشـــرون و الأخـــــــيــــــــر



" الفراق حتم حين الحب "


مستشفى النورس الخاص

أسوأ شعور هو الندم ، يتغلغل كسرطان يقتلك حيا فيجعلك تأكل لحمك بأسنانك و تتمنى أن تعود بضع لحظات من الزمن كي تصحح خطأك
الزمن لا يعود ، و الجراح لا تلتئم
الضرر قد وقع ، و الخسائر كثرت
و شعور العجز و الفشل يطغيان عليه و يطبقان على صدره حد الاختناق
أخذ يحدّق في كفيه الملطختين بدماء سدن ، إحساس بالغضب يرافقه الألم يفتك بأعصابه ، و منذ ان ادخلوها لغرفة العمليات و هو مكانه لا يتزحزح
دقائق من الانتظار تحولت إلى ساعتين و لا خبر ،موت بطيء هو ذاك الذي يختبره ، استنزاف تام لكل تماسكه
رفع رأسه نحو اليد التي لامست كتفه فوجد صديقه المقرب "يعقوب" يشرف عليه و بجانبه "لينا " قبل أن ينضمّ إليهم حمزة ابن خاله الذي سأل :- كيف حالك ؟
حرك حيان رأسه بلا معنى ، يعيد نظراته إلى كفيه الداميين فيأتيه قول يعقوب :- لمَ لا تغسل يديك و وجهك و بعدها نتحدث ؟ ما رأيك ؟
- زوجتي و طفلي بين الحياة و الموت ، و أنا لن أتزحزح من مكاني .
- سيكونان بخير ،بإذن الله .
هز رأسه نافيا و نبرة صوته تحتد :- حملها خطير على صحتها ، و الرصاصة دخلت رئتها و كله بسبب إهمالي وقلة انتباهي ، لو أنني شغلت دماغي لانتبهت لكون أن احدهم يلاحقني .
جلس حمزة بجانبه على الكرسي و تكلم :- لا يمكنك لوم نفسك ، ليس لك ذنب فيما حصل .
أجابه منهزما :- بلى ، كل الذنب ذنبي .
ساد صمت كئيب الرواق الذي يحتلونه ، كل يبقي نظراته على الأرض ، في حين عيني يعقوب تخونانه فتحيدان باتجاه لينا التي تبذل جهدا جبارا في إبقاء عينيها بعيدا عنه فلا تفضحانها و تفصحان عن مشاعرها
بعد مدة زمنية ليست بالبسيطة خرج الجراح من غرفة العمليات و قال :
- لقد استخرجنا الرصاصة ، الجنين بخير ، لكن حالة الأم ما تزال موضع شك .
غمغم حيان :- ماذا تعني ؟
- الرصاصة دخلت رئتها اليمنى ، و مع مرض زوجتك فالأمور ازدادت تعقيدا ، حاليا نحن ندعم تنفسها بالآلات حتى نرى إن كانت تستطيع التنفس بشكل سليم لوحدها ، ستبقى تحت العناية المركزة إلى ذلك الحين .
استطاع نيل بعض الراحة ، يكفيه أنها على قيد الحياة و باقية معه ، و هكذا مضت عليه الأيام ، يداوم في المستشفى فيبقى طويلا إلى جانبها ينتظر استيقاظها بصبر ، يلامس بطنها و يقضي ساعات غارقا في صمته ، لا يدري ما ينبغي عليه قوله ، حتى في لحظته تلك ، و عيناه على وجهها المليح و التعب يحفر آثاره عليه ، حتى ويده تمسك بيدها مازال يبحث عن الكلمات الأبلغ كي يبوح بها
قال :- الآن و أنا أفكر بكل ما حدث ، ذلك التخوف الذي شعرت من قبولي للمهمة ، و ما قابله من خذلان حينما عدت و وجدت زوجتي قد تزوجت بشقيقي ، وجودك الذين فرضته الظروف عليّ ، كل شيء يبدو منطقيا ، وجودك في حياتي منطقي ، لأنكِ كنت مقدرة لي .
ابتسم و يده الأخرى تلامس بطنها فيتابع بوحه :
- لا أظنك قد تسمعين مني كلمات كالتي سأقولها ، لكنني أحتاجك بجانبي ، أنتِ هي القطعة التي كانت تنقصني .
اتسعت بسمته ما أن أحس بركلة ابنه فمال بجذعه يقبل المكان و يقول :
- اعتنِ بأمك و لا تتعبها .
بعد أن خسر مرة صار قلبه عجوزا يتكئ على عصا حبها كي يستقيم
لم يظن يوما أن الم خسارته قد يمحى بوجع حبها
كانت كل ما قد يتمناه و ما قد يحتاجه ، بضعفها ، بقوتها ، بحنانها ،صدق سريرتها ، نقاء مشاعرها و بكل ذرة من جمال تملكها
كان كلما ازداد خشونة معها ازدادت لينا حتى سكنت قلبه و جوارحه ، و ها هو يقف على عتبة الفراق و يتمنى أن يبقى ذلك الباب مسدودا عليهما
هذه المرة ، لن يتركها تبتعد عن ناظريه و لو اضطر لتقييدها سيفعل ، فلتستيقظ فقط و حينما سيريها حقيقة ما يحمله من مشاعر


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 01:22 AM   #1154

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"إني مفارقك و إن كنت آبى "
خالد إبراهيم


بعد أيام ..شقة المساعد طلحة

أحيانا يكون الألم كبيرا ، فيمتد كسحابة سوداء تغلفنا بالكامل، تصيبنا بالتبلد ، فيصير كل ما حولنا باهت ،حتى أرواحنا ستبدو ضبابية معتمة لا نستطيع التعرف عليها
هكذا كان شعوره بعد أسابيع طويلة من ابتعاد غزلان عنه بعد أن فارقت مريم حياته
ما عاد يهتم ، و لا يملك الطاقة ليخطو خطوة واحدة ،حتى التنفس بات شاقا عليه
يجوع ،و إن أكل علق في لقمة واحدة
يشعر بالإنهاك و إن وضع رأسه على الوسادة لا ينام
يفتش بجنون بين أروقة ذكرياته عن ذكريات سعيدة لمريم ،يحاول استرجاع رائحتها ،ابتساماتها و صوتها الرقيق
ينجح ، فيتألم وحيدا لا تؤنسه سوى دموعه
سمع صوت انفتاح الباب فانتظر بصبر حتى ظهرت أمامه غزلان، دامعة العينين و تبتسم :
- لقد مات، ذلك الحقير قاموا بقتله في السجن بعدما تعذب و تعرض للاغتصاب .
ضحكت بمرارة:- موته لم يمح الألم ، بل زاده أضعافا .
ظل ينظر إلى الأرض دون أن يختلج له طرف ، بدا منفصلا عنها، غير آبه و هي تتحدث و تبوح بكل يجيش داخل صدرها دون لحظة صمت ، بدت أكثر ارتياحا و آثار العلاج الناجح تظهر عليها و تنعكس على كلماتها ، و في لحظة خاطفة أدركت أنها تخوض نقاشا مع نفسها و أن طلحة لم يرفع عينيه إليها
لم يمنحها نظرة واحدة ، تعبر عن شوقه أو أي شيء !
اقتربت منه حتى وقفت أمامه ، رعشة غريبة سرت في أطرافها و خفقات قلبها تتحول إلى ضربات مؤلمة ، و صوت داخلها يهمس لها بأن الأمل الذي كان يدفعها لمقاومة الانجراف وسط وحل الحزن لن ينفعها
همست :- طلحة ،هل أنت بخير؟
أخيرا نظر إليها فحبست أنفاسها ما أن لمحت حزنه الجلي ، لم يكن مجرد حزن بل انكسار
قال :- تبدين بخير .
- نعم ، ماذا عنك؟
-لا أعلم .
ركعت على الأرض كي تماثله طولا ، ثم مدت يديها تحتضن وجهه بينهما ، تسعى بلمساتها المسح على جراحه لعلها تخفف عنه وجعه
- يجب أن نتحدث .
أجاب :- نعم ، لدي ما سأقوله .
يده امتدت نحوها ، تلامس شعرها ثم خدها ، عيناه تبثانها همه و تفصحان ما يضمره صدره من أحزان ، هناك شيء مكنون في نفسه ، يبغي الإفصاح عنه و مع ذلك يصمت
بدت له جميلة و نقية كساعة ليل حين السحر ، بدت أكثر استرخاءً و أكثر هدوءً عكس الصخب الذي ينبعث من أعماق روحه
- لقد طلبت من كاسر ،أن يساعدني كي يتم نقلي إلى مدينة أخرى .
بهتت و سكنت ملامحها و علامة استفهام كبيرة تظهر أمامها ، فلم يتأخر عنها بالشرح و قال :
- أنا اختنق هنا ، الذكريات ، الأصوات و كل شيء ..أريد أن أحمل نفسي و أذهب لأبعد نقطة في الكون .
نفسها استقلت قطار الخوف ، و قلبها ينبض داخلها بفزع فتمتمت :
- ماذا تعني؟
تنهد بيأس قائلا :- موت ميمي دمرني ، كانت الشيء الوحيد الذي يبقيني واقفا ، الشيء الوحيد الذي يربطنا ، أنا و أنتِ يا غزلان لا يوجد بيننا رابط قوي ، قد بدأنا كل شيء بشكل خاطئ ، بنينا زواجنا على الكذب .
هتفت :- أنا أحبك يا طلحة .
فأجابها بما أخرسها :- و أنا لا أثق بك ، إنها مسألة زمن فقط لينهار المعبد فوق رأسينا .
كم تمنى لو أن شعوره لا يغلبه و يعمي كل حواسه ، كم تمنى لو أنه يملك القوة ليتابع ، لينظر إليها و يفكر بها دون أن يجتاحه ألم لا يقدر على دحره
يتمنى و يتمنى ، و كثير من الأمنيات تجهضها الأيام
وقفت على طولها تتحرك بتوتر فوقف خلفها ينتظر منها أي قول ، فلا يحصل سوى على نظرات فزعة و وجه شاحب كأنه قد زلزل الأرض من تحت قدميها على حين غفلة فأوقعها من سحابة الأمان التي اصطنعتها لنفسها و علّقت على حبال الأحلام جل أمنياتها
اقتربت منه تمسك بيديه بين كفيها و تقول :- ربما نحتاج المزيد من الوقت .
هز رأسه نفيا قائلا :- لا ، ليس الوقت ، أنا أريد الابتعاد ، مجرد وجودك يمنحني ذكريات لا أريدها ، و أكثر ما يخيفني هو ذلك الصوت داخلي الذي يزورني أحيانا و يمنحني الرغبة في لومك و أنا لا أريد أن أصل لهذا الحد .
همست بصدمة :- تـ..تلومني؟
- وددت لو أفعلها لعل الألم يزول ، لكنني أدرك بأنه باقٍ مهما سعيت ، كان كل شيء بخير ، ثم ظهرتِ و نسفت كل ما بنيته .
تجمعت الدموع داخل عينيها العسليتين ، لا تكاد تصدق ما تسمعه ، و مع ذلك لا تلومه البتة
- أنا آسفة على كلّ ما سبّبته .
- الألم لحقنا سويا ، الأسف أو اللوم لن يغيرا شيئا .
اقتربت أكثر تسند جبينها على ذقنه ، تكاد تتنفسه مع كل نفس يدخل صدرها ، و هو على الجهة الأخرى كان يتمسك بها ، يمنحها بعض الدفء الذي سينفعها إذا اشتد عليها صقيع الزمن
قد قاومت رياح الزمن و عواصف الأيام ..و انهزمت أمامه و هزمته .
رددت :- لدي ما يجب أن أقوله يا طلحة ، ربما ستغيّر رأيك .
صمتت قليلا و حينما تكلمت كلماتها اختلطت بكلماته ، تماثلن في الزمن ، و اختلفن في القول و الأثر
خاصتها تمنحن الأمل و خاصته تحرقانه
- أنتِ طالق .
-أنا حامل


يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 22-12-18 الساعة 01:52 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 01:28 AM   #1155

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" مؤلم أن تتصنع الابتعاد و أنت من الشوق تكاد تنفجر "
جبران خليل جبران

منزل الرائد كاسر إبراهيم

أكبر حماقة هي الحب ، و اكبر حماقة في الحب ستكون الإنكار ، و ذلك ما تسعى جاهدة لإثبات ، إنكار حقيقة مشاعرها نحوه
تنكر الشوق الغريب الذي ينتابها اتجاهه
تسعى بشدة لتسيطر على عينيها فلا تسمح لهما بمراقبته و تدارس ملامحه عن قرب
دخلت غرفة المعيشة تحمل صينية بها بعض المكسرات و كؤوس من العصير فتفاجأ بمنظر ياسين النائم على صدر كاسر بعدما نال منه التعب بسبب لعب كرة القدم طوال النهار ، منظرهما بدا جميلا و أخّاذا فلم تتمالك نفسها و ابتسمت بسعادة ، قبل أن تكفهر و زوجها يغمز لها بمشاكسة و يهمس :- سأضعه على سريره ثم ارجع لنسهر سويا .
لم ترد عليه و اكتفت بمراقبته يحمل جسد ابنهما و يتوجه إلى غرفة الأخير ، و حينما رجع كانت في طريقها نحو غرفتها فاستوقفها :- إلى اين ؟
- إلى غرفتي ، ألا ترى؟
- ظننتنا تجاوزنا هذا العائق يا نورس.
- لم نتجاوز شيئا .
حاولت تجازه فصد محاولتها بأن أمسك عضدها و أبقاها بجانبه ، بل قريبا منه حتى صار يتنفس عطرها مع كل الحب الذي يحمله صدره لها ،فأخذ يحدق فيها كأن القمر يقتبس النور من عينيها ، و الحب يستوحى من شفتيها ، السعادة انعكاس لضحكتها ، و كأن كل الدنيا هي
لا يوجد شعور أعمق في الحب و لا اعلق بالقلب كشعوره نحوها
يتنعم بالحياة و إن أفناه حبها
كانت منى الروح ،و كل العمر
شاكسها قائلا :-قولي احبك لمرة واحدة على الأقل ، هل علي سحبها منك غصبا ؟
-ابتعد عن طريقي يا كاسر فلا وقت لدي
- إن لم تنطقي لن ابتعد
زفرت بملل و قالت ببرود :- حسنا أحبك .. مسرور ؟!
قال بغيظ :- لم تكن من قلبك كما أنها تبدو بلا طعم
ردت :- إذا أضف لها بعض البهارات و اتركني و شأني .
تبغي الفرار منه و من قربه ، الغضب ما يزال باقيا داخلها لكن ناره تخفت و ذلك يزعجها ، لا تريد أن تفقد السيطرة على نفسها و قلبها ،فذلك _حسب ظنها _ لن يعقبه سوى خذلان آخر ليست مستعدة له و لن تكون ،يكفيها ما خسرته ، يكفيها ما لقيته من ألم ..و ما ألحقته من ألم للجميع
قربها أكثر منه يهمس لها :- ما الذي يبقيك بعيدة رغم قربك يا نورس ؟
ليتها تدري فتجيبه ، تريد العيش دون ندم أو وجع ، ربما الخوف ما يمنعها ، لا تدري .
تتذكر قول الدكتورة نهى :- أتعرفين متى يكون الزواج منتهيا ؟ ..حينما يعجز الطرفان تغطية حاجيات الطرف الآخر ؟ .. اسألي نفسك ، هل يمنحك ما تحتاجينه ؟ هل أنتِ مستعدة لتحققي له كل احتياجاته؟
لحظتها صمتت و لم تجب فتابعت نهى :
- كي ينجح الزواج عليكما العمل حول اختلافاتكما ، أن تنظرا إلى ما تحتاجانه كفردين قبل أن تكونا كثنائي ، لا تضعي عراقيل في طريقك يا نورس ، كاللوم ، الغضب ،والتركيز على الألم المُحدَث.

كتمت أنفاسها لما لاصق جبينه جبينها و كلماته الهامسة تطرق مسامعها:
- ليتك تعلمين كم أحبك .
- كاسر ... !
شفتاه وقعتا على خدها و تابع بوحه :- يا وجع كاسر و كل عمره .
حين تلاقي الشفاه تسقط الكلمات و تبهت ، و ترفرف راية الحب رغم أنف الوجع


*
*
*

"المسامحة لا تغير الماضي لكنها توسع المستقبل"
بول بويس


بعد يومين ...لندن

القلب يحمل بين خفقاته عمرا كاملا من الأيام الجميلة و الذكريات الحزينة و بعض الحب خلق ليكون كذكرى فقط ، حزينة أم سعيدة ، ناقصة أم مكتملة ، هي مجرد ذكرى تزين الفؤاد و تطمسه ،تطوف في الأعماق و لا تندثر ..قد تذكرنا بها أشياء صغيرة جدا ، حتى مجرد نسيم يحمل عطرا ظننت بأنك مضيت عنه و استرحت
حينما كان واقفا أمام عتبة منزله يحادث دينا التي حضرت كي تُقّل ابنتها ، لم يتخيل أن طيف نورس قد يتمثل أمامه بشكل يكاد يكون كالحلم ، لوهلة ظنها مجرد خيال حتى أتاه التأكيد و صراخ ريان بلفظ "ماما " يأتي من خلفه قبل أن يتجاوزه فيحط بجسده بين ذراعيها المنتظرتين
بعد استقبال حار من ابنه اقتربت منه تبتسم له فابتسم بدورها رغم الألم الذي يشعر به في قلبه ، كان شوقا لم يضمحل بعد :- نونو !
- عامر ، كيف حالك ؟
- مسرور برؤيتك بخير .
تدخل ريان يقول بحماس :- لم تخبريني بأنك قادمة .
داعبت شعره بأصابعها و اجابت :
- اشتقت إليك ، أليس هذا سببا كافيا ؟ .
نظرات نورس انتقلت إلى دينا التي لا تحيد بعينيها "اللامعتين" عن عامر ، كأنها تبحث عن أي منفذ تعبر منه لقلبه ، تتمنى لو أن مشاعره التي يحملها لطليقته لا تكون عائقا أمامها كي تكسب قلبه و وده بعدما نالت احترامه و ثقته
تنحنح عامر بحرج يكسر الصمت الغريب الذي أحاط بهم و قال :
- نونو ، أظنك تعرفين دانا والدة مايا .
هزت نورس رأسها إيجابا و حيّت المرأة برسمية ، فمعرفتها بها كانت سطحية جدا ، و مع ذلك كان ترى نظراتها نحوها التي تصورها كأنها "تهديد " أو "عائق" يصد عنها سبيلها الوحيد
و بعد دقائق قليلة كانت و عامر يجلسان لوحدهما بعدما تركهما ريان ليجهز حقيبته ، الكلمات تهرب من كليهما و الحرج يعتريهما ، فبعد طلاقهما لم تكن هناك لقاءات كثيرة بينهما ، يسمعان أخبارهما المتبادلة من الوسيط المشترك "الجد إبراهيم "
تكلمت :- أنا آسفة .
عقد حاجبيه باستغراب ، كأنها بقولها أخذته بغتة ، كان يتوقع منها كل شيء إلا أن تتأسف
تساءل فأجابت :- أنا آسفة على ما سبّبته لك من وجع ، تصرفت بأنانية معك عامر ، رغم كونك تستحق كل السعادة التي لن استطع منك إياها .
لوهلة بهت أمام بوحها الغريب و ثم استجمع رباطة جأشه و ابتسم :
- كنت سعيدا معكِ ، و لم اندم على أي لحظة قضيناها سويا ، بل أنني ممتن لكِ لاعتنائك بريان .
قالت :- ريان ابني ، و من واجبي الاعتناء به .
فاجأها بسؤاله :- و هل تعتنين بنفسك يا نونو ؟
فغرت فاهها بحيرة ، تجهله مقصده من السؤال العجيب الذي طرحه ، بل إنها و للعجب ، تجهل الإجابة !
فسّر لها :- أنتِ أكبر عدوة لنفسك ، توقفي عن حساب خطواتك ، توقفي عن بحثك عن المثالية ، اتركي للأيام حرية قيادتك ، لا تضعي حواجزا لنفسك ، و جازفي لأن المجازفة تصنع متعة الحياة .
لا تعلم لمَ تجمعت الدموع في عينيها ؟
ربما لأن عامر رجل مختلف ، يفهمها و يحفظها كراحة كفه و رغم أنها أخطأت في حقه ما يزال يقدم لها النصيحة و يخاف عليها ؛ و ليته يدري كم هي ممتنة ، وجوده في حياتها كان مهما جدا ، و صنع منها امرأة مختلفة و لن تنسى له فضله
غمغمت :- شكرا لك على كل شيء يا عامر ، و أتمنى لك كل الخير .
نزل ريان يسبق الخادمة التي تحمل حقيبته ، فألقى بنفسه بين أحضان والده يودعه ثم غادر المنزل يسبق نورس التي توقفت عند عتبة الباب ثم التفتت تقول :
- دانا ، تبدو مهتمة لأمرك ، إن كان فيها ما تحتاجه فلا تتردد يا عامر ، يشهد الله بأنك تستحق الكثير من السعادة .
أومأ لها مبتسما فمضت في طريقها قبل أن يستوقفها سؤاله :
- هل تحبينه ؟
استدارت تنظر إليه دون أن تأتي بأي قول و حركة ، و بعدها أومأت فقال :
- كوني سعيدة دوما


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 01:31 AM   #1156

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" أسوأ ما يحدث ألا نعرف قيمة من نحب إلا بعد الفراق. "
جاين أوستن


بعد بضعة أيام .. مستشفى النورس الخاص

كان يهرول مسرعا في أروقة المستشفى بعدما قرأ رسالة نورس متأخرا مفادها بأن زوجته قد استيقظت منذ ساعات ، لم يهتم بلهفته التي تظهر و لا بستار مشاعره الذي طار مع الرياح فتظهر شفافة دون مواربة
و قبل أن يدخل الغرفة وجد " حماته المفترضة " أمامه تقول :
- ما زالت متعبة فلا تضغط عليها بالكلام .
- هل يمكنني أن أراها الآن ؟
رمقت نورس الرجل الذي يقف مقابلا لها بملامحه الجامدة رغم يقينها أنه في داخله يتمنى قتلها و قالت :
- رجاء فقط احرص على أن لا يتم تفجير الفتاة أو قتلها أو اختطافها مرة أخرى.
أجاب ببرود : - للأسف لا يمكنني أن أضمن ذلك و الآن تنحي جانبا و دعيني أمر .
ابتعدت عن طريقه تتمتم بغيظ :- حيوان بدائي .
ما أن فتح الباب و ولج وقعت نظراته تحت أسر عينيها الفسيحتين ، لثوان اكتفيا بتبادل النظرات قبل أن يفتر ثغرها عن ابتسامة متعبة فزمجر قلبه داخل صدره بصخب عنيف ، و بخطوات سريعة كان يقف أمامها ينحني ليلثم جبينها ثم خدها و يسأل :
- كيف حالك ؟ .. ما زلت تتألمين ؟
صوتها تزين ببحة جميلة و ردت بعشق ما بخلت به يوما :
- اشتقت إليك .
حرر نفسا عميقا يعبر به عن راحته ، شعور غريب بالثبات ينتابه ، و كل خلية فيه تبعثرت سابقا من الخوف عليها قد تجمعت و باتت كاملة بوجودها
داعب خدها بظهر أصابعه قائلا :- أخفتني عليك .
- ظننك لا تخشى الموت ؟
- لا أخشاه لكن أخشى عليك منه .
عقدت حاجبيه بحيرة ترى فيها شيئا مختلفا ، نظراته ، ابتساماته ، حتى نبرة صوته اختلفت أو لربما دماغها المتعب هو من يصور لها ذلك
أرخت جفنيها بتعب تغمغم :- سأنام ..
و قبل أن تسقط وسط حفرة الظلام أتتها كلماته تتبع قبلته على جبينها :
- نامي و سأكون هنا بجانبك .
و هكذا مرت عليهما الأيام حتى صارت أسبوعين كاملين ، هدوء عجيب يحيط بعلاقتهما ، يتحدثان و يتمازحان و في كل فرصة يسعى فيها لتوضيح كافة الأمور تغير سدن الموضوع أو تتدعي التعب المفاجئ ، حتى فقد صبره ، في لحظته تلك قال :- يجب أن نتحدث .
أومأت فقال :- أنا لن أتزوج امرأة غيرك ، ضعي هذا في رأسك .
سألت :- هل لأنني أصبت غيرت رأيك ؟
- لا ، لم أكن لأتزوجها ، لأنها ليست المرأة التي أريد أن أعيش حياتي معها .
فهمت مغزى كلماته و مع ذلك تنكر بعناد فألحت على غرس الوجع في حديثهما
- لكنك تحبها .
- لا .. نعم هي أول امرأة في حياتي و ستبقى جزء من الماضي .
- لكنك اعترفت يا حيان .
جلس على طرف سريرها ، ينظر عميقا داخل مقلتيها المتوجعتين ، يريد وضع كافة النقاط على الحروف ، قد لا يفقه أسلوب رص الكلمات وفق نسق قلبي مباشر ، لكن سيضع الأمور وفق نصابها الصحيح
- بلال رحمه الله ، كان يريدني أن أخسر ، خيرني بينك و بينها ، لو قلت لا حينها سأخرج منتصرا و تكون خسارته هو مضاعفة و حينها كان ليقتلها دون تردد يا سدن ، قلت نعم كذبا و قد عرف ذلك ، بتلك الـ"نعم" سأخسرك و هكذا حدث .
العجيب هو كونها تصدق كل كلمة يتفوه بها ، لكن بها من الوجع ما لن تشفيه بضع كلمات تعبر عن الحقيقة ، حتى و إن عنى بقوله كونه يحبها ، فهي لا ترى نفسها سعيدة كما كانت تتخيل سابقا
مدت يدها نحو وجهه تداعب وجنته بأناملها و غمغمت :
- أنا أحبك يا حيان ، لكنني أحتاج الابتعاد عنك .
- لن يحصل ذلك .
- بلى .
اتسعت عيناها ما أن أمسكت أصابعه بذقنها و قربها منه ليقول بخشونة :
- أخبري عقلك و خالك و العالم أجمع بأن لا ابتعاد لك عني ، أنت ملكي و مكانك معي و لو اضطررت لتقييدك و حبسك سأفعلها .
ردت ساخرة :- أنت لست جادا .
- جربيني .
- لكن حـ..
أخرسها بشفتيه حتى إذا ما ابتعد عنها أشاحت بوجهها عنه ، تعبس بشدة و اضطر لقضاء الدقائق التالية يسعى جاهدا ليسترضيها و هي تصر على رغبتها في الابتعاد
قالت :- أتعلم ما أكثر ما أوجعني منك ؟ .. هو شعوري بأنك اتخذت قلبي بساطا تمشي عليه ، قد تكون تحبني رغم عدم تصريحك المباشر ..لكن هذا لا يكفي يا حيان ..
- و الابتعاد ليس حلا .
- و لا بقائي حاملة كل هذا الوجع يعتبر حلا .. دعني أقضي بضعة أيام بعيدا عنك كي أستعيد نفسي .. لا تجعلني أترجاك .
بعد صمت طويل رضخ :- حسنا ، بضعة أيام فحسب .
و حينما دقت لحظة الفراق ، لبث لدقائق و هو يحتضنها بين ذراعيه ، بل يتمسك بها كأنه يخشى ذهابها ، لقد كاد يخسرها لمرتين أمام الموت و ها هو هذه المرة يخسرها أمامها
كانت قد حكمت بأن الفراق هو من سيحكم على علاقتها
رغم حبها له ، رغم حبه لها مازالت تظن عليها باللقاء و لا تسلم بصدق مشاعره نحوها
لا ينكر كونها أوصلته إلى ما بعد الجنون بكل ما فيها ، بتصرفاتها ، بخلجاتها
كما لا ينكر أن الحزن المتراكم في صدره يتلاشى بابتسامة من شفتيها ، يتراقص العشق في فؤاده بنظرة من عينيها
كانت له كل ما يملك و كل خسر و كل ما بقي


"أصبح القرب و البعاد سواء
بعد أن كنت لا تطيق فراقي
ثم جازيتني على صدق حبي
بقليل من الفؤاد الباقي "
أحمد رامي



*
*
*

"مؤلم ذلك الفراق الذي يحمل على عاتقه آمل اللقاء."
عبد الله العتيبي


شقة المساعد طلحة عثماني

ترجلت غزلان من سيارتها ، و صعدت درج العمارة تحمل في يدها صورة لطفلهما ، إن ظنها قد تستسلم ، و تسمح له بالهروب و الابتعاد فقد خسئ ، لأيام و هو يتجنبها و ينأى بنفسه بعيدا عنها ، فيبخسها حقها في المحاربة لأجله و لأجل عائلتهما ، قد خسرت مريم و لن تخسره هو أيضا ..لن تتحمل
الحب موجع ، و أن يلّطخ بأثر الفراق فهنا تكون النهاية
حينما سطّر نهايتهما بلفظة الطلاق شعرت بأن الأرض من تحتها مادت ، و أن الأنفاس ضاقت حتى اختنقت من شدة وجعها
أحست بأنها ضائعة لا يستقر لها قرار ، كأنها تطرد من مأواها الوحيد فباتت مشردة دون عائلة أو سكن
هو الآخر كان يقف حائرا و قد تصلب كل جسده ، لو اختلف الزمان لكان قفز من سعادته لكونها تحمل جنينه بين أحشائها ، لكان جلب لها الشمس في كل و القمر في الكف الآخر
انكسرت فرحته ، و تعثر أمله بصخرة الألم و الفقد
كيف يبتسم و فؤاده يتقطع ؟
أنى له الفرح و كل خلية فيه تبكي و ترثي و تنعي فلذة كبده ؟
ود لو كذب عليها و قال بأنه سيتمسك بها و يحاول منح ما بينهما فرصة أخرى ، لعل حالها ينصلح ، لعل الوجع الذي يجمعهما يزول و يندثر ... الكذب لن يشفي جرحا ازداد تقرحه ، و لن يستر حبا انكشفت ستر هشاشته
ما بينهما كان ليصمد أمام الكثير ، ألا أنه انهزم و بشراسة أمام الخسارة
فتحت باب الشقة و دخلت تبحث عنه ، فوجدته في غرفتهما يجمع ثيابه في حقيبة ما و لم يأبه لوجودها، اشتعل غيظها فاندفعت نحوه تستل القميص من يده و تلقي به أرضا قبل أن تلقى الحقيبة ذات المصير
لم تتردد للحظة و قبضت على تلابيب قميصه تجبره على النظر إلى النار التي تتقد داخل مقلتيها و هتفت :- قد قلت كلمتك و تجاهلت كلمتي ، صمتت و تركتك تستوعب الخبر و غادرتك ،و يكفيك هروبا !!
- غزلان
قاطعته :- اصمت و اسمعني !!
يداها ارتفعتا إلى وجهه ، تضمانه بحنو يناقض غضب نظراته و قالت :
- لست الوحيد من يتألم يا طلحة ، أنا أكثر من يفهمك ، لكن الهروب لم يكن حلا ، انفصالنا ليس حلا بل سوف يسبب الوجع لكلينا .
لوحدها لن تستطيع دحر الألم ، تحتاجه بجانبه ، يمسك بيديها ، يمنحها عصا حبه فتهش بها على أوجاعهما ، إن تركها لوحدها عارية أمام مواجع الدنيا فستموت
تابعت و صوتها يرق :- أنا احمل طفلا يجمعنا ، فرصة أخرى لنا ، لعله يخفف عنا وجع مريم .
ارتجف صوته و هو يردد بانهزام :
- موت ميمي هدّني ، و لم يبقِ فيّ ضلعا مستقيما .
ردت تتمسك بقميصه :- ما يجعلني أقف هو كتفك ، إن كان اعوجا أو مستقيما لا يهمني ، يكفيني وجودك فحسب و إن كان ما يربطنا هشا ، والله إنه يكفيني .
كان ضائعا وسط أمواجه الألم و أفكاره تمتطي سفينة الأحزان ، يشعر كان ليلا كئيبا ألقى بسدوله على صدره فأحال حياته سوداءً خاوية ، بات يفتش عن سبب يدفعه ليقف على قدميه و يعيش كالبشر
الصمت الذي يُغرقه يكاد يفتك به
الضيق الذي يعيش وسطه يكاد يخنقه
بات كالمجنون يبحث عن منفذ للهواء أو قبس من نور فلا يجده ،حتى غزلان و حقيقة حملها لم تخفف عنه شيئا
الحِمل لم يخف ، والوجع باق حتى يكاد يُفنيه
غمغمت :- طلحة ، أنا أحبك كثيرا ، و لا أريد غيرك في هذه الدنيا ، أنت عائلتي و منزلي و كل ما أملك .
انهارت على صدره تبكي فضمها بقوة بين ذراعيه ، يود لو يخبئها بين أضلعه حيث لن تلقى وجعا و لا ظلما ،كانت له السكن و المأوى لكنه لا يثق بأن ما بينهما قوي كفاية ليصمد
أساسات زواجهما لم تبن على الشفافية و الثقة ، بل على الكذب و الخداع
- اشش ..لا تبكي ..لا تبكي .
رددت باكية :- لا تتركني يا طلحة، إن كنت تحتاج الابتعاد فلك ذلك ، لكن أبقني على ذمتك ، أبقني زوجة لك ...
غلبته مشاعره فهمس بعدما قبّل جبينها بعمق :
- أنا أحبكِ أيضا ، أكثر مما قد تتخيلين .
تمسكت به أكثر :- إذا دعنا لا نفترق ، فلتأخذ من الوقت ما شئت ، لكن لا تفارقني إلى الأبد و لا تفصل طريقينا .
أبعدها عنه يحيط وجهها بكفيه ، و يحدق عميقا داخل مقلتيها الدامعتين:
- ستنتظرين ؟
ردت و شفتاها على شفتيه :- سأنتظرك أبد الدهر
حينما يكون الألم أكبر من الحب فسيكون الفراق حتما مقضيا
المؤسف أن الحب لم يكن أبدا الوجه الآخر للوجع ..بل كان هو الوجع متنكرا بثوب العاطفة



انتهى الفصل الأخير المتعب
كان باستطاعتي تأجيل الفصل .. لأنني كتبت إلا منذ ساعات بشكل خرافي .. و هذا هو سبب التأخير في التنزيل
بانتظار أرائكم و تعليقاتكم ..
موعدنا مع الخاتمة بإذن الله



عــن ألــــف وجـــــه للـــوجــــــع
حـكـايــة الــوجــع و الحــب .. و الــــوطــــن




التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 22-12-18 الساعة 02:24 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 01:58 AM   #1157

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي

آسفك غير مقبول ياعقاب كاسر!! اوجعتي حبيبي عومرتي وجايه تتأسفي 😤😤.. حضرتك عايشه حياتك مبسوطه مع زوجك وجرحتي واوجعتي عومرتي ومشيتي .. جاتك ستين نيله .. الهي تتكسري ولاتقومي منها سليمه .. يوم انك تحبيه ورا تزوجتي بأبني حبيبي!! محطه في حياتك اخذتي منها كل حاجه وماقدمتي ولاحاجه سوى الالم ؟! وتنصح الاخت احتفظي بنصائحك لنفسك اكرهك 😁😂😂😂..

من جد اكرهها واكره زوجها معها .. مستفزه انانيه بغيظه ..


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 05:11 AM   #1158

Aml Elhya

? العضوٌ??? » 430723
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » Aml Elhya is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Aml Elhya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 06:05 AM   #1159

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

بيرو مش هتكتب غير بمنطقيه😂بس الحمدلله أن الوجع فيه بعض الامل لحياه افضل وبس طبعا ده يحتاج لشغل من الطرفين
يعني عامر المسكين محتاج يعمل علي أنه ينحي نورس من أفكاره عشان يقدر يشوف الشخص ايلي بيحبه
وطلحه محتاج يعمل علي تناسي الوجع وهوه عارف أنه مش ممكن ينسي مريم بس يتكيف مع ذكرياتها وأنه يعيش لطفل جاي محتاج منه كتير
أما غزلان ف لاول مره يعجبني إصرارها بجد 👏
وجبات ده هيتأدب ويتربي 😂علي ايد الصغيره ديه 😂 اهو ده بقي ايلي فرحانه فيه


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-18, 08:12 AM   #1160

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

نورس عم تعاند قلبها مع انها سامحت كاسر ✋
وكاسر ما حيتوقف عن اغراءها لتعترف بحبه😎😎💋
زيارتها لعامر كانت لازم تصير لحتى يخلصوا من الماضي ياريت يتزوج دانا 😉😉❤
غزلان منيح انها ما سمحت لطلحة يطلقها هنن محتاجين فترة راحة ويرجعوا لبعض اللي صار لمريم صعب جدا بس لازم يعيشوا حياتهم 😭😭♥
سدن قطة بسبع ارواح ورجعت عاشت لكن بدها تبعد عن حيان لفترة مع اني كنت متوبعة انها تكون حازمة اكتر هي المرة بس دايما سدن بتسامح حيان الجلف ورح يستمروا مع بعض للنهاية 😊😊💃


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.