آخر 10 مشاركات
فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وحدها تراني (19) من سلسلة لا تعشقي أسمراً للكاتبة المبدعة: Hebat Allah (كاملة&مميزة) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree208Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-18, 09:32 PM   #171

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيان وسدن تحت رحمة عصابة ارهابية لن تترد بقتلهما
سدن عرفنا انها مريضة بمرض جينى قاتل
حيان هل سيقدر ان يهرب منهم. هو وسدن العالقة معه
عامر مؤلم شعوه وخشيته ان يفقد نورس بعد زواجهما
هل عودتها الى الجزائر ستزيد العلاقة بينهما سوءا ام ستقربهما ؟؟؟؟؟
كاسر ما زال غارق ومتالم من حبه لنورسين الذى لم يستطع نسيانها للان
مرام ما دورها فى حياة كاسر؟؟؟؟؟
اتنمى تكون نصيب كاسر وينسي نورس
طلحة وغزلان
غزلان ماحكايتها ؟؟؟؟وماهدفها الحقيقي؟؟؟؟
فطلحة يبدو انه وقع فى فخها
يسلموووو يابيلا
واعتذر عن تاخرى
متابعة معاكى
تحياتى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نونو و عامر يلي حصل معهم متوقع جدا ..اما كاسر فالكل يتمنى انه يقجر ينسى نونو و يكمل حياته مع مرام او غيرها
تسلميلي يا قمورة و نوريتيني و تنوري بأي وقت
سعيدة بانضمامك معنا


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 09:55 PM   #172

خفوق انفاس

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 245150
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,453
?  نُقآطِيْ » خفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond reputeخفوق انفاس has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك علينا الجزء الثاني وكالعادة مبدعه وانت تصفين الشعور والدواخل
نورس وعامر وجع وحب ومن ينتصر
كاسر وجع ثم وجع
حيّان وسدن وجع واشتياق للديار والحظ السئ الذي أوقعهم في يد الإرهابيين
غزلان وطلحه هناك اسرار وأوجاع
شكرااا كاتبتنا على الفصل رغم الظروف


خفوق انفاس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 10:09 PM   #173

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خفوق انفاس مشاهدة المشاركة
مبروك علينا الجزء الثاني وكالعادة مبدعه وانت تصفين الشعور والدواخل
نورس وعامر وجع وحب ومن ينتصر
كاسر وجع ثم وجع
حيّان وسدن وجع واشتياق للديار والحظ السئ الذي أوقعهم في يد الإرهابيين
غزلان وطلحه هناك اسرار وأوجاع
شكرااا كاتبتنا على الفصل رغم الظروف
الله يبارك فيكي حبيبتي و نورتيني بوجودك معنا
تقديرك بعتز فيه و اتمنى اكود دائما عند حسن ظنك
و تعجبك معالجة الشخصيات و حكاياهم


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 10:59 PM   #174

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعة مباركة للجميع
لحظات و ينزل الفصل الثالث


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 11:00 PM   #175

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــوجــه الــثالث


" الحب .. أن تأنس بالوجع "

منزل آل القاسمي

تجلس رزان على طرف سريرها و نظراتها العاشقة لا تفارق زوجها و هو يغير حفاظ ابنتهما "نيفين " و ابنة أبيها المدللة لا تتوقف عن الابتسام له و مناداته
مذ أتت و قد خطفت قلبه ، فلا يكاد يفارقها لحظة واحدة ، يتصل عدة مرات في اليوم كي يحادثها و يستمع لكلماتها المتعثرة ، يضيع ماله في شراء الملابس و الألعاب لها ،حتى عمها لا يبخلها دلاله ، أما الجد إبراهيم فتلك قصة أخرى
عبست ملامحها ما أن وصلها صوت شاهين بسؤاله :
- كيف كانت زيارتك لبيت خالتك ؟
-:أنا حقا منزعجة ، تصرفاتهم توحي بأنهم يعتبرون حيان ميتا ، هو لم يمت ، نعم غاب لسنوات لكن لم نر جثته .
-موقفه صعب ، الدولة رفضت التفاوض مع الإرهابيين و الاحتمال الأكبر أنه قتل و دفن في مكان ما نجهله .
- لا ، الموضوع كله لا يدخل رأسي ، لن أقتنع حتى أراه ميتا ، ربما لم يقتلوه.
أخذ شاهين يقبل عنق ابنته فيرتفع صوت ضحكاتها الرقيقة كصلصلة عذبة تخفف عنه همومه التي لا يكون مركزها سوى صغيرته الأخرى فيترك نيفين مع والدتها و يتوجه إلى نورس ، و بعدما دخل عليها وجدها مستلقية على سريرها تعبث بهاتفها لتضعه بعيدا عنها ما أن اقترب منها و استلقى بجانبها فيجذها إلى أحضانه في صمت تام منهما
- كيف حال صغيرتي ؟
- بخير .
أنامله وجدت طريقها إلى خصلات شعرها و شفتاه تقبلان جبينها وسط الصمت التام الذي يلفهما ، إنه يعرف شقيقته ، هي مسألة دقائق فقط و ستبوح لها بكل ما يجيش في صدرها
و هكذا حصل ، و قد جاءه سؤالها :
- أخي ، لمَ يعترينا الضعف ؟
- لأننا بشر ، الضعف من شيمنا ، نشقى ، نسعد ، نتعب ، نحزن ، لا أحد مثالي ، و لا أحد يجب أن يكون مثاليا ، على هذا جبلنا ، لكن ليس الضعف من يعطل أحلامنا و طموحاتنا بل الخوف .. مما تخافين يا نونو ؟
سمع تنهيدتها الحزينة فأدرك أنه قد وضع يده على وجعها ، لشقيقته طبيعة مختلفة عن باقي النساء ، ضعفها مختلف ،خوفها مختلف ، نونو دوما تحارب كل شيء و تنتصر فلا تخسر إلا أمام نفسها و هذا ما لا تدركه هي .
- أنا لا أريد أن أنكسر مجددا .
- و هل تظنين عامر سيكسرك ؟
- لا ،لكنني أظلمه ، أنا لا أمنحه الكثير .
ابتسم شاهين ثم قال:
- نونو ، الحياة الزوجية أساسها ليس أن تمنح مثلما تأخذ أو تأخذ بقدر ما تمنح ، بل أساسها أن نمسك أيدينا و نسير نحو الأمام ، مهما جرحنا ،مهما بكينا ، أيا كان ما سيواجهنا سنواجهه معا .
تلك الكلمات كان لها تأثير عظيم في نفس نورس التي أخذت تسترجع كل لحظاتها مع عامر ، دوما كان هو من يبذل كل الجهد ، هو من يتألم ، هو من يواجه أولا و هي من تهرب أولا
قلبها يتأرجح بين وصال وصد
بين قلق و سكينة
بين أمل و يأس
أما قلبه فكريم معطاء ، رغم الوجع الذي يعيشه ، رغم أنها لا تمنحه مثلما يمنحها يبقى مساحة آمنة تستكين إليها روحها ، ظلا تستظل به ، دوما يحمل عنها ما تكابده من خوف و ضيق و أسى
فما بال قلبها لا يلين و لا يميل نحوه كل الميل ؟
- الحياة يا نورس لا تمنحنا دوما فرصة ثانية ، عيشي بما لديك حاليا و لا تهدري فرصة السعادة و لا تبخلي على نفسك شيئا فلا أحد يعلم ما قد يحصل غدا .
همهمت موافقة ثم رفعت رأسها تقبل خد شقيقها و تهمس :
- شكرا لك يا أخي .
ابتسم شاهين و عندما كان على وشك النهوض وجد نورس تتمسك به و تقول :
- لا تذهب حتى أنام ، تلك العفريتة لديها أمها لتعتني بها .
ضحكته السعيدة دفعت بابتسامة إلى شفتيها ، نعم ، قد يرى البعض تصرفها طفوليا بحتا _وهو كذلك_ ومع ذلك لا تهتم و لا تخفي غيرتها من ابنة شقيقها
أغمضت عينيها حينما حطت قبلته على جبينها و قال :
- صغيرتي الغيورة ، نامي فقط و سأكون هنا .


يتبع...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 11:02 PM   #176

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بين الجبال

يجلس حيان على الأرض و طيف حبيبته يطرق محراب أفكاره فتلتعج الأشواق في قلبه ، قد شاركها لحظات لا تمحى من ذاكرته ، لعل أبرزها يوم أن دخلت عليه غرفته، فوقف يطالعها رافعا حاجبيه و يقول :
- ما الذي أحضرك إلى هنا ؟
فأغلقت الباب خلفها و جلست على طرف سريره و نظراتها لا تفارقه ، فتح خزانته و التقط قميصا ما يرتديه ثم قال :
- منذ متى تدخلين غرفتي هكذا ؟
ردت ضاحكة :- مذ صرت زوجتك .
لم يكن يتعجب من جرأتها معها ، فامرأة كوفاء تستخدم كافة الأسلحة المتاحة أمامها بكافة الطرق ، لا تأبه بالأسباب بقدر ما تهتم بالنتائج
منذ الأيام التي تلت عقد قرانهما و هي تتصيد أي فرصة لتنفرد به و لا يدري لمَ شعور داخله ينبئه أنها ستنال غايتها اليوم
فتلك النيران التي تضطرم في عينيها البنيتين كانتا تبوحان بالكثير ، كانت تملك عينين حالمتين تسافران به نحو عالم خارج حدود المكان و الزمان
ربما لم يكن يستخدم معها حلو الكلام ، من عبارات تودد إلا أن نظراته كانت تغازلها
كلماته و صوته حينما يحدثها كان يضمها بين حنايا قلبه
اقترب منها بنظراته الجادة التي تبعث فيها بعضا من التردد و القلق فوقفت من مكانها و أخذت تتراجع إلى الخلف في حين تمد يدها كي تمنعه من الاقتراب أكثر و تقول :
- حيان ، أنا آسفة ..لن أكرر ما فعلته .
حاصرها بينه و بين الجدار
بين قلبه و عينيه
بين هدفها و ربما حلمه
قال بجدية يصطنعها :
- ألم أقل لك سابقا أن لا تدخلي غرفتي دون طرق ، بل لا تدخليها من الأصل ؟
أومأت فتابع :- ما الذي أتى بك ؟
ردت بخفوت :- أمك طلبت مني تفقدك ، قالت أيقظيه .
- ها أنا مستيقظ ، فما الذي يبقيكِ هنا ؟
- أنت
- أنا ؟
أومأت و مقلتاها تتوهجان ببريق خاطف للفؤاد ، فترفع أصابعها كي تلامس بها وجنته الخشنة و صوتها الرقيق يزداد رقة عندما قالت :
- أنا أحبك .. و أعلم بأنك تحبني .. و نحن لن نفترق يوما .
عصافير الحب كان تنقر شبابيك قلبه فتتسارع نبضاته حبا ، بينما أنامل حبيبته تبلغ حافة عنق قميصه فتقترب منه أكثر و تهمس :
- ألن تقبلني يا حيان ؟
ارتفعت زاوية شفتيه بابتسامة عابثة و قال :
- لا .. لم نعقد قراننا المدني بعد
فترد باعتراض :- لكنني زوجتك شرعا .
فيقول :- القبل و الأحضان منكِ لن تكفيني .
ضحكت وفاء حينها قائلة :
- أنت تريد تعذيبي فقط ، و أنا أحبك كثيرا .. كثيرا
كان قد توقع منها كل شيء ، أن تجادل ، أن تغضب ، أن تغويه إلا أنه في أغرب أحلامه لم يكن يتوقعها ستقبض على قميصه و تجذبه نحوها في عناق للشفتين
عناق بريء منها تحول إلى أول درس في أبجدية العشق ، فكانت تلك أول قبلة لهما معا .

في خضم ذكرياته كان غافلا عن الابتسامة الصغيرة التي تزينت بها شفتاه و التي أثارت عجب سدن ، فمنذ دقائق تراقب ملامحه المسترخية ثم تفاجأت ببسمته تلك
ما تنفك تراودها أسئلة كثيرة عنه ، اسمه ، عمره ، ما يفعله حقا وسط هؤلاء الوحوش ؟ ، و كل شيء حوله
كان شهما ، لا يقترب منها و لا يتجاوز حدوده معها
ينصحها ، يستمع إليها حينما تتحدث عن حياتها قبل الخطف في محاولة منه للتخفيف عنها
لم تكن لتصدق أو تسلم بحقيقة أن رجلا بصفاته قد يكون قاتلا وحشيا متعطشا للدماء
فهيبته ، وقفته و كلامه كلها خصال لا توحي بذلك
قالت بتردد :- حضرة السيد .. أيها السيد ..أريد أن أسألك ؟
راقبته يرفع حاجبيه باستغراب و يكرر :
- أيها السيد ؟
احمر وجه سدن بحرج و ردت :
- و بم عساني أناديك ..يا ابن هذا الوطن مثلا ؟ .. لم لا تريد إخباري عن اسمك ..هل هو مهم لهذه الدرجة ؟ .. هل سيؤذيك أحدهم إن قلت اسمك ؟ .. أم لعلك فقدت ذاكرتك و نسيته ؟ .. يا الهي .. هل أنت حقا ..
- يا فتاة اصمتي .. أسئلتك أكثر من أسئلة ضابط شرطة أو معالج نفسي ..
تمتمت بغيظ :- حسنا يا عم ، أعتذر
رد حيان متفاجئا :- عمك ؟ .. معذرة لكن هل أبدو لك كبيرا لدرجة أن أكون عمك ؟
و قبل أن تنطق سبقها بقوله :
- نحتاج علبة دواء أخرى .
- لقد جلبت لك اثنتين و قد يكتشفون أمري ..لا لن أجلب المزيد .
- سدن
- لا ..لا تحاول
- سدن
- ماذا ؟
اقترب حيان منها فيهمس كأنه يخشى أن يسمعه أحد :
- إن فعلتها أخبرك بما سأفعله
تلك اللمعة في عينيها جعلتها تبدو كقطة حرك أمامها قطعة لحم ، فكتم ابتسامته بصعوبة ، فالفتاة تتصرف ببراءة و عفوية وسط الظروف البشعة التي تحطيها ، إنه معجب بقوتها و ثباتها ، حتى أنها تساعده في مهمته رغم عدم ثقتها التامة به
قالت :- و هل تظن نفسك تفاوض طفلة ، إنها حياتي التي تقف على المحك ..لا
- حسنا ، سأخبرك باسمي
للحظات ظلت تهز رأسها نافية و حينما ظنها لن تغير رأيها ،فوجئ بها تنحني للأمام قليلا فتهمس بينما تضيق عينيها ، فتبدو له كطفلة صغيرة حلوة المظهر :
- ستخبرني عن اسمك حقا ؟
- حقا
لحظتها رأى على شفتيها أجمل ابتسامة خاصة مع غمازتها التي ظهرت في خدها الأيسر فزادتها شقاوة ، ود لو أن لحظات كهذه تستمر فتتناسى الفتاة ما حولها و ما ينتظرهما ، هو قد تحمل و سيتحمل إنها هي و مع وضعها الصحي فإنه لا ريب يخاف عليها

*
*
*

بعد مدة
في كوخ الزعيم


وقف حيان إلى جانب رجلين آخرين يستمعون للزعيم الذي أخذ يمنحهم خطبة يذم فيها البلاد و جيشها و يحرف المعنى الحقيقي للجهاد و الاستشهاد ، شعور داخله أخذ يهمس له بأن ما سيعقب ذلك لن يكون جيدا على الإطلاق و قد حصل على التأكيد ما أن رفع الزعيم صورة لطائرة ما وهو يقول :
- بعد أيام ، سنكون على موعد حقيقي لانتقام ، وأنتم أيها السادة نلتم شرف المشاركة في العملية .
ثم أخذ بعدها بشرح النقاط المهمة :
- سنقوم باختطاف طائرة من الخطوط الجوية الجزائرية في المطار الدولي ، و مقابل الرهائن سنقوم إطلاق سراح بعض إخواننا هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعل الحكومة المرتدة تقبل بالتفاوض .
انتقلت نظراته نحو حيان و تابع ساخرا :
- بعدما تأكدنا أن جنودها ليسوا بذي أهمية ، فلنرى إن كان للمدنيين أهمية و بهذا ستكون ضربة لهم على مختلف الأصعدة ، اقتصاديا و عسكريا و سياسيا.
سأل أحد الرجلين :
- متى ستكون العملية ؟
- بعد بضعة أيام ، ستغادرون المعسكر قبل يومين من الموعد و ستكون وجهتكم العاصمة .
شعر حيان بأن كل ذرة فيه تشتعل ، فقد دقت ساعة الصفر و عليه تنفيذ ما جاء لأجله منذ ثلاث سنوات
العودة تبدو قريبة جدا
هي خطوة واحدة و سيعود كل شيء إلى حالته السابقة
تبقى فقط سدن هي المشكلة
اقترب منه الزعيم ليربت على وجنته فيقول :
- أنا اعتمد عليك يا أبا عبدالله ، حان موعد استشهادك و سترافقك زوجتك الصغيرة .
لو ظن بأن ما قاله سيغضبه فقد أخطأ ، فحقيقة أن سدن سترافقه خارج هذا المعسكر أراحته بل و حشدته بالطاقة
و يبقى على عاتقه مهمة إيقاف العملية بأقل الخسائر فهو و إن تعلم أمرا عن هؤلاء القتلة ، فإنهم لا يأتمنون لأحد و لا يؤتمن لهم
عاد بعدها إلى سدن فكانت تجلس على الأرض تطالعه بحيرة سكنت عينيها الواسعتين فقال :
- جهزي نفسك ، قريبا سنغادر .
وقفت على قدميها و وجهها يلتحف بثوب السعادة و الحماس فاقترب منها حيان ليقول بخفوت :
- هل أحضرت علبة الدواء ؟
أومأت فقال :- جيد ، اسمعيني ، سأقوم بطحن الحبوب و عليك وضعها في الطعام المخصص للقادة .
عقدت سدن حاجبيها تحاول استيعاب ما قد سمعته ، ألهذا طلب منها جلب أدوية القلب و ضغط الدم ؟
سيحاول تسميم الجميع وقتلهم و هي المنفذ!
مهلا! .. هي لم تكن يوما قاتلة و لن تكون !
تكلمت بغضب :- هذا جنون .. أنا لن أقدر
فاجأها بأن أمسك بذراعيها و نظراته عانقت عينيها و قال :
- لقد كنتِ قوية ، لأسابيع تحملتِ وجودكِ هنا و أنا فخور بكِ فلا تضعفي الآن .
"أنا فخور بك "
مضى وقت طويل منذ أن سمعت أحدهم يردد هذه الجملة على مسامعها بكل هذا الصدق
كانت لحظة هاربة من الزمن ، تاهت هي فيها وسط عينيه و أحست معها بشيء تفجر في داخلها ، يستهلكها ، كالمد ، كسحابة ثقيلة و صوت قلبها يقرع صدرها كالطبول
و الساذجة لم تكن تدري حينما أنها وضعت أول خطوة داخل وحل الحب ..و الوجع
همست :- من أنت ؟
قال :- حيان ، النقيب حيان ناصري .


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 11:07 PM   #177

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يوم السبت
خارج المسبح الأولمبي

تستقر غزلان خلف المقود و نظراتها على الفتاة الصغيرة التي تقف خارج مبنى المسبح الاولمبي تتلفت حولها في انتظار قدوم أحدهم أو إن صح القول " طلحة "
في طريق البحث عن الحق كل الطرق مباحة ،هذا ما تؤمن به
في هذا العالم لا وجود للفرص و لا للأحلام ،إن لم تلطخ يديك بالوحل فلن تنجح و لن تفلح
قد نالت درسها بأقسى الطرق ، بالحرمان ، بالوجع ، قد يراها البعض امرأة قوية صنعت نفسها فهم لم يروا روحها المجروحة ، لم يشهدوا نزف قلبها ، لم يشهدوا دمارها
كانت وحدها وسط الذئاب ، وحدها في الظلام
و قد حان وقت وضع قوانين جديدة للعبة و هذه المرة ستفوز مهما كان حجم الخسائر
ترجلت من السيارة و اتجهت نحو الصغيرة و على شفتيها ابتسامة لطيفة فما أن وقفت مقابلا لها حتى تراجعت الأخرى خطوتين و قد أوجست منها خيفة فقالت :
- ميمي ، أتذكرينني ؟ لقد التقينا سابقا في الثكنة مع كاسر و طلحة .
بدا على مريم الضياع التام و هي تحاول تذكر غزلان فسارعت الأخيرة تقول :
- أظنك بانتظار عمك و قد ..
هتفت مريم تقاطعها :
- ليس عمي إنه أبي
- آسفة ، والدك طلحة قد يتأخر عليك ، تعالي نجلس في مكان قريب لننتظره .
- لا أريد .. أبي قال بأن لا أرافق أحدا غريبا
- حسنا خذي هاتفي و اتصلي به إن كنت تحفظين رقمه .
بعد تردد وجيز ، استلمت مريم الهاتف و اتصلت بطلحة و حينما سألته إن كان بإمكانها مرافقة غزلان وافق رغم استغرابه ، فانتقلتا سويا إلى أحد المقاهي القريبة و لم تكن سوى دقائق قليلة و انضم إليهما طلحة و وجهه يرتدي تعابير التعجب و الحيرة .
- ما سر هذه المصادفة العجيبة ؟
ردت غزلان على سؤاله :
- كنت مارة من هنا و رأيت مريم تقف لوحدها فعرضت عليها المساعدة .
عيناه السوداويين لم تقطعا تواصلهما مع عينيها العسليتين الجميلتين ، كان كل منهما يحاول سبر أغوار الآخر
دوما ما كان حديث العيون أصدق من أي بيان ، كالغموض الذي لا يحتاج تفسيرا أو التفسير الذي لا يعقبه غموض
نظرات غزلان كانت تبوح بالكثير الذي لا يفهمه
بل إنها بكليتها امرأة عجيبة فريدة ، كأحجية يملك حلها لكن لا يفهمه
سأل : - ما الذي تحاولين فعله ؟
- ربما أحاول الإيقاع بك .
أخذ ينظر إليها و لم يختلج له طرف ، رغم قلبه الذي يبدو كأن أحدا جذب البساط من تحته فأخذه على حين غرة
مال طلحة قليلا نحو الأمام قائلا بخفوت :
- توقعين بي في حبك ؟
- لا ، في شباكي
- و هل هنالك فرق ؟
- نعم، فرق كبير .
ابتسامتها الواسعة تلك فتنته ، كانت تبدو مرتاحة بل و مستمتعة بما تفعله به ، و الوقحة تعلم بتأثيرها عليه و تتمادى
قال :- من أنتِ حقا يا غزلان ؟
ابتسمت قائلة بينما تقف لتغادر :
- عليك أن تكتشف ذلك بنفسك ..حضرة المساعد .
قيل ما قد تناله من الحب
الكثير من الأحلام .. و الضعف من الألم


*
*
*


بعد عشرة أيام .. عصرا
الثكنة العسكرية

تستند مرام بظهرها على إحدى الأشجار و نظراتها لا تفارق كاسر الذي يتحدث مع مجموعة من الجنود ، لسبب ما فإنها لا تستطيع إبقاءه خارج مجال نظراتها أو أفكارها ،علاقتهما عرفت توترا أقل و جزء يسيرا جدا من التفاهم و الود
لكن ، يراودها نحوه شعور غريب
في نظراته حزن غريب ، كثيرا ما تراه يتجول لوحده شارد الذهن و على ملامحه تعبير متألم كأنه يسير مرافقا للوجع في كل خطوة
تنهدت بيأس من حالتها ، فغيابه يجعلها تفكر فيه و تقتنص كل فرصة لتراقبه و حضوره يبعثر هدوءها و يعبث بعقلها و قلبها على حد سواء
قالت تخاطب نفسها :- ترى ما قصته ؟ حتى أنه يرتدي خاتم في بنصره الأيسر و هو غير متزوج .
- أنا سأخبرك .
التفتت مرام لتجد نفسها مقابلا للمرأة التي التقت بها في أول يوم لها في الثكنة فسارعت تقول :
- حضرة الملازم الأول ..أنا ..
فابتسمت لها الأخرى قائلة :
- غزلان فقط .. و لا داعي للارتباك .
كلتاهما نظرتا نحو كاسر فاستطردت غزلان تروي القصة كما سمعتها :
- الرائد تزوج امرأتين ، الأولى ابنة خالته التي انتهى بها المطاف في السجن بعدما قتلت ابنه الرضيع من زوجته الثانية " نورس القاسمي " امرأة من أثرياء البلاد و ابنة اللواء السابق " محمد القاسمي " .. لا يوجد أحد يجهل حقيقة عشق الرائد لها ، إلا أنهما انفصلا و تزوجت هي برجل أعمال بريطاني ـلبناني ، أما هو فلا يبدو بأنه تجاوز أمرها و لن يفعل ..إضافة لموت والدته في نفس الفترة .
كانت مرام ترمق كاسر ببعض الشفقة و انقباض خفيف ينتاب قلبها
لا تصدق أن رجلا مثله قابل كل هذا القدر من الوجع
وجع الحب
وجع الفقد
و وجع الوحدة
أتراه سينسى يوما ما ؟ ، إن زوجته السابقة تابعت حياتها فلمَ لم يفعل المثل ؟ فما يزال متعلقا بحبال حبه لها الذي ولى و استحال إلى ظل باهت جدا
أهان حبهما عليها ؟ أم أن ما بينهما انكسر و اضمحل ؟
- كيف استطاعت تركه و الاستمرار بدونه ؟ يبدو بأنه ما زال على حبها .
ردت غزلان :- هناك دوما وجهان من القصة .
ثم أردفت :- علي الذهاب الآن .
مضت الساعات التالية رتيبة على مرام ، و في كل لحظة تجد أفكارها تنجرف نحو الرائد كاسر و قصته الحزينة
أيمكن لرجل أن يعشق إلى هذا الحد ؟
ما الخطأ الذي ارتكبه و على إثره خسر المرأة التي يحب ؟
تنهدت بيأس و سارت نحو مكان ركن السيارات و قبل أن تفتح الباب قابلها كاسر الذي ركب سيارته بعدما حياها بإيماءة بسيطة ، و لسوء حظها فإن سيارتها قررت التعطل ، فحاولت مرة و اثنتين و ثلاث حتى يئست ، فقررت الخروج و فتح الغطاء الأمامي علها تجد العلة
- تحتاجين مساعدة ؟
رفعت نظراتها نحو كاسر ثم قالت بحرج :
- نعم ، فأنا لم أكن يوما ضليعة بأمور السيارات .
فرد عليها بتهكم بينما يتفقد أجزاء السيارة الداخلية :
- جيد بأنكِ اعترفت .
رمقته و الغيظ يملؤها من كلامه ، سحقا لها لأنها تشعر بالحزن عليه فالرجل لا يترك فرصة صغيرة أو كبيرة ليذلها و يسخر منها
- غرورك يفوق الوصف .
- غروري ؟
- نعم أنت مغرور متكبر و ..و كل شيء .
راقبته يبتسم باتساع و لا يبدو عليه الانزعاج مطلقا بل و لدهشتها فقد قال :- مغرور إلا أنك مدينة لي ، لمرتين .. هيا اذهبي و شغلي المحرك .
اكتسبت ملامحها بعض الراحة و السيارة تستجيب ، فأخرجت رأسها من النافذة تهتف لكاسر الذي ينزل الغطاء :
- شكرا لك حضرة الرائد .
لوح لها مبتسما ثم انطلق في حال سبيله
و ليته يدري بقلب مرام الذي بدأ يفتتن به
قيل أن القلب حينما يفتتن سيصبو إلى ما لا طاقة له به و قلب مرام ليس بمخالف
يسير بخطوات صغيرة نحو وجع لا نظير له


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 11:10 PM   #178

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بين الجبال .. في المطبخ


زفرت سدن بتوتر و نظراتها تتجول على المطبخ الصغير ، بطريقة ما وجدت طريقها إليه و أخذت تساعد النسوة الأربع في إعداد الطعام ، في كل ثانية تدعو الله أن يمر اليوم على خير فبعد ساعات سيكون موعد مغادرة بؤرة الجحيم هذه و ستعبر أول خطوة نحو الحرية
التجهيز انتهى و الطعام يطهى على النار
انتفضت ما أن نادتها إحداهن :
- أنت ، تعالي و اجلسي هنا و احرسي الأكل كي لا يحترق !!
ثم أشارت نحو اثنتين أخريين قائلة :
- أنتما ستساعدانني في طهي الخبر "الكسرة" خارجا .
كانت تلك هي اللحظة التي وجب عليها استغلالها خاصة و المرأة الوحيدة التي بقيت برفقتها وقفت تستخرج الأطباق و ترتبها
فما كان من سدن سوى أن مدت يدها نحو صدرها تستخرج قطعة مكورة من القماش ، فتحتها بأصابع مرتجفة و سكبت كل الحبوب المسحوقة في القدر الكبير المخصص للقادة و أخذت تحرك الطعام
- ما الذي تفعلينه ؟
تجمد جسد سدن تماما و المرأة تقترب منها حتى صارت بجانبها و كررت سؤالها فأجابتها بخوف :
- أنا .. كنت أحرك الطعام ..الملح ..لأتفقد إن كان يحتاج ملحا إضافيا .
اختطفت منها الملعقة الخشبية الكبيرة ببعض الحدة قائلة :
- لا تقتربي من هذا القدر مجددا ، تابعي ترتيب الأطباق !!
-حـ..حاضر
تنهدت بارتياح و تابعت العمل حتى أُذِن لها بالمغادرة فانطلقت بخطوات سريعة نحو الكوخ و هناك وجدت حيان ينتظرها و هو شديد الترقب للأخبار فقالت بغضب :
- أنا أكرهك !!
- كيف سارت الأمور ؟
- بخير
دنا نحوها مستفسرا :
- بخير! ..يعني أنك نجحتِ .
أومأت فمنحها تلك الابتسامة التي تشع فخرا فدفعت باللون الوردي ليغزو وجنتيها الناعمتين ، إن ما تعيشه لجنون بحت
إنها على وشك تسميم مجموعة من البشر و قتلهم و مع ذلك تبتسم خجلا !
قال :- سأقوم بتحفيظك بضعة أشياء سنحتاجها ، ما يزال أمامنا خطوة واحدة فقط و ننتهي ، اتفقنا ؟
فردت باستسلام :
- اتفقنا و أمري لله .


*
*
*

لندن ..مزرعة الجد إبراهيم

عينا الجد لا تزيغان عن عامر الذي يرمق فنجان قهوته بشرود ، لم يكن جاهلا بالوضع الذي يسود بينه و بين حفيدته ، بل إن صح القول فهو كان ينتظر انعطافا كهذا لأنهما ببساطة سارا في طريق مظلم لم يدرساه جيدا حتى تفاجآ بوجود حاجز يسد عليهما دربهما فإما أن يكسراه أو يعودا إلى نقطة الصفر
- ألن تتصل بها ؟
رنا عامر بنظراته نحو إبراهيم و قال :
- هي لم تتصل ، سأمنحها مساحتها الخاصة .
فيفاجئه الآخر برده :
- هذا هو خطؤك ، أنت لم تفهم طبيعة زوجتك و شخصيتها .
رد الفعل الوحيد الذي امتلكه عامر لحظتها لم يكن سوى أن يناظر الجد بحيرة أو ربما بصدمة ، فأن يقول له جملته تلك ، فهو كأنه يمحي كل ما جمعه بنورس طوال الأشهر الماضية
- أنت أحببتها و لا شك في ذلك ، لكن لا أظنك فهمتها .
- ما قصدك ؟
ابتسم إبراهيم مستطردا :
- نونو قد تبدو قوية إلا أنها تحتاج من يرشدها ، هكذا عاشت ، شاهين دوما ما أرشدها و أنا كذلك ، هي لا تجيد حل الأمور لوحدها و أنت تركتها وحيدة تواجه مخاوف المستقبل .
لقد منحها الحرية في قيادة علاقتهما ، أرادها أن تشعر بالقوة لا الخوف
أتراه أخطأ فعلا ؟
- عليك أن لا ترخي الحبل و لا أن تشده ، قم بتوجيهها ، أشعرها بأن كل الأمور بخير .
قال عامر :- أنا أخاف من ماضيها .
فيرد الجد :- ماضيها سيبقى جزءا يعيش داخلها و مهمتك أن لا تجعلها تعيش داخله ، خوفك يخيفها فاستجمع رباطة جأشك و لا تترك زوجتك لوحدها .


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 11:11 PM   #179

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباحا
مطار هواري بومدين الدولي


دخل المطار رفقة سدن و خلفهما رجلين ، بينما ثلاثة آخرون لا يعلم أماكنهم و لا وجوههم ، كان متوترا و قلقا فحياة العشرات تعتمد على كل حركة يقوم بها
ألقى نظرة على سدن التي لم كانت في أفظع حالاتها ، بعينيه الواسعتين المذعورتين و ازرقاق شفتيها ، كانت مريضة و الجو البارد أثر عليها
همس لها بخفوت :- سنكون بخير .. جاهزة ؟
منحته هزة خفيفة من رأسها و تابعت سيرها بجانبه ، حيان يعتمد عليها في إنقاذ الناس ، رغم خوفها ، رغم ضعفها و تعبها ستحاول أن لا تفشل
بلغا الشباك حيث تم التأكد من التذاكر
في حياتها لم تغادر مدينتها و ها هي الآن في العاصمة بل و ستسافر غربا
وجهتهم التالية كانت غرفة الانتظار ، فموعد الرحلة سيكون بعد ساعة ، ساعة واحدة ستفصل بين الكارثة و النجاة
ساعة واحدة تقف عليها حيوات العشرات
فجأة اصطدم حيان برجل كبير في السن جعل الأخير يصرخ به و يطالبه بالانتباه و حيان يعتذر منه و على مقربة منه ترى أحد الرجلين يهمس له بغضب :
- لا نريد شبهة ، تحرك هيا .
تابع أربعتهم سيرهم بشكل عادي و هذه المرة يد حيان أمسكت بيدها في حركة فاجأتها ، هذا إن تجاهلت الهاتف ذو الطراز القديم الذي حشر بين كفيهما .. هاتف الرجل العجوز .
جلست على أحد كراسي الانتظار ثم بدأت تسعل بقوة فجذبت انتباه الناس فاقتربت منها امرأة حاملة قارورة مياه تطلب منها شربها ، و مع ذلك فقد استمرت سدن في سعالها "المفتعل "
فقال أحد الإرهابيين :
- ما بها زوجتك ؟ ..أخرسها فهي تجذب انتباه المارة .
فيرد حيان :- إنها مريضة ألا ترى ..سآخذها إلى دورة المياه .
فيقول الثاني :- لا ..ستبقى هنا .
تابعت سدن ما تفعله حتى ظنت أمعائها ستخرج عبر فمها من شدة سعالها و أخذت تردد بتعب :
- سأتقيأ
فترى حيان يهمس للرجل :
- إن تعقد حالها ستكثر الجلبة ، خذها أنت إلى الحمام و سأبقى هنا .
لا بد و أن الاقتراح أقتنع الرجل فقد أومأ ثم سار و هي خلفه حتى بلغا دورة المياه فدخلت و بقي هو خارجا بعدما أمرها بعدم التأخر ، سارعت نحو حجرة ما و اتصلت بالرقم الذي أملاه عليها حيان سابقا فأجابها أحدهم فقالت بسرعة :
- أريد التحدث مع العقيد " ....." أخبره أن النقيب حيان ناصري يخبره بأن الحمامة غادرت السرب .
ساد الصمت التام لدقيقة كاملة حتى أتاها صوت رجل ما يقول :
- أين هو النقيب ؟ و من أنتِ ؟
- نحن في مطار هواري بومدين ، سنتوجه إلى وهران ، سيتم اختطاف الطائرة التي ستغادر بعد ساعة و حيان هو من طلب مني الاتصال بكم و يقول بأنه لا يجب منع الطائرة من الإقلاع و يجب أن تستمر العملية لأنه يشك في أن الإرهابيين يخططون لشيء آخر .
بعد نحو ثلاث دقائق غادرت سدن الحمام تحت نظرات مرافقها المتشككة فحاولت أن لا تبدي توترها و ادعت التعب و الإنهاك و حينما وصلت لقاعة الانتظار ابتسمت لحيان فاكتفى بمنحها نظرة اعتادتها منه ، نظرة توحي بفخره و امتنانه .

انتهى الفصل الثالث
قراءة ممتعة للجميع
بانتظار تعليقاتكم



عــن ألــــف وجـــــه للـــوجــــــع
حـكـايــة الــوجــع و الحــب .. و الــــوطــــن




bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 27-07-18, 11:40 PM   #180

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نورس و عامر ..... عامر خايف من ماضي نورس ..... و نورس شايفة ان عامل بيبذل عشانها كتير و هي مبتقدمش حاجة ..... طب نورس المفروض الخطوة الجاية منها هي ؟؟؟ و لا مستنية عامر هو اللي يتصل زي ما جدها قاله و لازم هو اللي يوجهها ...

غزلان لسه الغموض حواليها ....

مرام وقعت في الحب و مع مين مع شخص مش قادر ينسى زوجته و لا قادر يعيش من بعدها ....

اهل حيان اعتبروه خلاص انه مات و هو عايش على الذكريات بينه و بين خطيبته .... طلب من سدن الحبوب عشان يقتلهم !!! .... و هو سدن راحوا المطار .... ايه اللي هيحصلهم هناك بعد ما سدن بلغت عن العملية ؟؟؟

الفصل رووعة تسلم ايديك عليه و في انتظار الجااي 🎉🌷


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.