31-08-18, 10:47 PM | #342 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جمعة مباركة للجميع بعد دقائق سيتم تنزيل الفصل السابع .. كونوا في الانتظار | |||||||||
31-08-18, 11:06 PM | #344 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| الـــوجـــــه الـــســابـــع " بعض النهايات تكون مجرد بداية " مقر الناحية العسكرية كان طلحة غاضبا بشدة و هو يجلس على إحدى كراسي الانتظار ينتظر مقابلته ، الحقير النقيب أيمن كتب به رسالة شكوى إلى القيادة و ها قد تم استدعاؤه ، فلينهي ما أتى من أجله و سيرى منه ما لن يعجبه ، أفكاره انجرفت نحو غزلان و ما قالته قبل يومين "أريد أن تكون خطيبا " لوهلة خيل إليه بأنه قد السمع حتى كررتها - أريدك أن تكون خطيبي ، لوقت مؤقت فقط حتى آخذ إرثي . ظل لدقائق صامتا و هي تنتظر رده بصبر ، قلب الفكرة يمينا ثم شمالا و علامة استفهام كبيرة رفقة أخرى للتعجب تحتلان مساحة عقله لم يخطئ يوما حينما وصفها بالمجنونة و التي تكاد تكون من نسل الشيطان بأفكارها تلك ، تضرب الأعراف و المبادئ عرض الحائط . - لماذا أنا ؟ دون تردد قالت :- لأن نظرتك إلي في أول يوم كانت مختلفة ، حينما أتيت كنت غاضبة جدا و أنت كأنك كنت تقرأني و تحاول فهم نظراتي ، لهذا خمنت أنك ستساعدني إجابة لم تكن مقنعة بالشكل الكافي الذي يشبع فضوله و لكن تبقى مقبولة ، صمت قليلا ثم قال: -أيا كان السبب ،أنا لست عديم رجولة لأكذب على رجل آخر ، حينما أقول شيئا فإنني أعنيه . -ما الذي تقصده ؟ -فلنفترض أن والدك صدق مهزلتك ، لسنا متزوجين فيمكنه ببساطة أن يرفض و يشترط زواجك بأحد أبناء عمك . ردت بثقة :- لا ، هو لا يكسر كلمة رجل آخر . حينها اضطرم الغضب وسط ملامح طلحة و هتف بسخط : - و تريدين أن تُكسر كلمتي أمام رجال عائلتك !! ، لا يهمني ميراثك ، إن كنا سنذهب كمخطوبين فلا تراجع . وقفت من الكرسي ترمقه بذهول و تردد : - أنت ..أعني ..لا تقصد ما فهمته ،أليس كذلك ؟ وقف هو الآخر و قد كان يفوقها ببضع سنتيمترات فقط ، ربما هذا الشيء الوحيد الذي تشكر والدها عليه ، ورثت الطول منه نظرات طلحة السوداء كانت رهيبة جدا ، منظر بانورامي يستحق المشاهدة دون ملل ما بال قلبها يخفق ؟ ما سبب رغبتها الكبيرة في الابتسام ؟ كتمت أنفاسها حينما قال بحزم و إصرار : - تقبلين الزواج بي ؟ - بسبب الميراث ؟ -لا ، كنت سأفعلها حتى دون ميراثك السخيف . -أقبل . -بسبب الميراث تقبلين ؟ - لا، كنت سأفعلها حتى دون ميراثي السخيف اكفهرت ملامحه و تمتم بغيظ: - يا امرأة أظهري تمنعك و لو قليلا . ففعلت آخر شيء توقعه منها ،ضحكت بسعادة كطفلة صغيرة حصلت على قطعة مميزة من الحلوى قلبه كان سعيدا رغم الشعور الخافت بالخطر ..المجهول عاد من ذكرياته و صوت أحدهم من مكتب قائد الناحية العسكرية ينادي باسمه ، فيقف طلحة و يدخل ضاربا التحية للقائد إضافة لنقيب و عقيد متواجدين -اجلس حضرة المساعد . استجاب للأمر ، و عيناه تناظران العميد و هو يقلب بين أوراق الملف الذي يخصه ، لدقائق غلف الصمت الحجرة كاملة بقشرة من التوتر الهائل -ملفك يبدو ممتازا ، لا إنذار ، لا سجن ، لا توبيخ ، و يبدو أن قادتك يمتدحونك . -الحمد لله -أتعلم لمَ أنت هنا ؟ رد طلحة باحترام :- صدقا لا فكرة لدي ، لكن يسرني مقابلتكم وجها لوجه حضرة العميد . أجابه الآخر مبتسما :- تبدو رجلا منضبطا ، لكنك أهنت ضابطا أعلى منك رتبة ببذلتك المدنية أثناء مناوبتك الليلية . فعقب النقيب بتعجرف : - أنت اخترقت قانونا هاما في الانضباط ، و ذلك ليس هينا . تجاهله طلحة و ثبت تركيزه على العميد فقال : - النقيب الذي كتب الرسالة كذب ، كنت أرتدي بذلتي العسكرية فقط السترة كانت مبللة بعدما غسلتها و كان الجو باردا فارتديت سترة مدنية ، و لدي من يشهد بذلك . صمت قليلا و تابع :- و لأحيطكم علما ، الثكنة كاملة كانت بالملابس المدنية أثناء التجمع الليلي . فيهتف القائد :- ماذا ؟ ، أي سخافة هذه !! هذا خرق تام للقوانين . مد يده نحو الهاتف السلكي يطلب من أحدهم أن يصله بمكتب النقيب أيمن ، ثم انفجر العميد يوبخ من على الطرف الأخر و يسمعه القوانين للانضباط الداخلي و طلحة يردد داخله بشماتة " حفر لي حفرة حفرت له خندق ، الوغد " * * * بعد ساعتين كانت يدخل شقته ، فوجد غزلان تتحدث مع عمته و مريم اللتان عرفتا بأنهما سيتزوجان و لم تُعارضا ، صغيرته فقط من تدللت عليه قليلا و ألقت عليه محاضرة طويلة عن عدم التفريط بها و لم توافق حتى وعدها بأنه لن يحب غزلان أكثر منها اكتفى بتحية بسيطة لهن ثم اتجه إلى الغرفة ،يغير ثيابه و بعد دقائق كان يركب سيارته و غزلان بجانبه -كيف سار الوضع ؟ -بخير ، خرجت منه بسهولة دون عقوبة أو تحذير أو أي شيء . أومأت فتفاجأت به يلتفت نحوها و يقول محذرا : - إن رأيتك تحادثين ذلك النذل سأقطع لسانك . ابتسمت بمكر قائلة :- تغار ؟! فيردد من بين أسنانه بغيظ :- وقحة . بعد مدة كانا قد بلغا وجهتهما ، الاستقبال لم يكن حارا أو لطيفا و لولا تعريفه لنفسه بأنه خطيب غزلان و زميلها لكان والدها طرده ، حينما جلس طلحة رفقة والدها و ثلاثة من أعمامها إلى جانب أخويها ،لم ينتظر سؤالهم فاستطرد : - حينما طلبت من غزلان أن تدلني على ولي أمرها كي أطلب يدها أخبرتني بحقيقة وضعها و ها أنا أقصد بابكم طالبا للحلال . فيرد أكبر أعمامها :- ابني طلبها قبلك ، سنترك القرار لوالدها مع أن هذا ليس الوقت المناسب . تفاجأ بالمجنونة الوقحة التي تجلس بجانبه تقول بفظاظة : - القرار لي و أنا لا أقبل ، و من له قول غير هذا فليتكلم و سأغادر هذا المكان . كان "بشير "والدها يطالعها و عيناه تلمعان بالحسرة و الندم ، لسنوات بحث عنها و عن أمها حتى نجح، تفهم غضبها و رفضها المتكرر لمقابلته ،لكن و هي تقف على بعد خطوات منه ، تناظره بكره لا تحاول إخفاءه ينفطر قلبه ألف مرة في الثانية . قال :- لا أحد سيجبرك بنيتي ، لك مني كلمتي . حينما لم تقل شيئا تابع :- شقيقتاك و نساء العائلة يردن مقابلتك ، أعني إن .. - لم آتِ لأتعرف على أحد ، اقتطعتموني منكم سابقا و انتهى الأمر ، كل ما أريده هو أن تكون على قدر الكلمة التي منحتني إياها . - بنيتي ، أنا آسف على ما اقترفته في حقك و أتمنى أن تسامحيني ، أريد أن ألُمّ شمل عائلتنا فحسب . مجرد كونها تحترم طلحة هو ما يمنعها من الصراخ في وجهه ، فليذهب بعائلته إلى الجحيم فلن تهتم ، تركها و والدتها للفقر و الجوع و تحت رحمة أناس لا يرحمون ، تركها لوالدتها كي تفرغ سخطها فيها حتى دمرتها و الآن يطلب منها أن ترتمي في حضنه و تتقبله !! . - كل ما أريده منك هو حقي ، و أن لا تكون عقبة في طريق زواجي غير ذلك فلا أنت والدي و لا أنا ابنتك ، تسع و عشرون سنة مدة كافية كي أحذفك من قواميسي . يتبع ... | |||||||||
31-08-18, 11:07 PM | #345 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| شقة النقيب حيان يعبس حيان و هو يطالع العدد الهائل من الدببة المحشوة بكافة الأحجام والألوان ، لو كان الأمر بيده لأحرقها كلها لكن وجود زوجته هو ما يمنعه تكلم بعدم تصديق :- من بين كل الأغراض ، لم تطلبي غير هذه الدببة وبعض الصور ؟!" حركت رأسها بلا معنى و قالت : - هذه هي الأشياء المهمة التي بقيت هناك ، لن آخذ الأثاث خاصة و المستأجر سيكون هناك في غضون يومين ، لو كنت مكاني ما الذي ستأخذه؟ للحظات بدا لها يفكر في جواب ما قبل أن يمنحها إجابة متوقعة منه - لا شيء ، أي شيء يمكن استبداله . غمغمت بابتسامة :- حتى أنا ؟ فيرد مغيظا إياها :- حتى أنتِ . ضربت صدره بالدب الذي تحمله فقربها منه ضاحكا و شفتاه تتصيدان ثغرها بينما هي تبعد رأسها و تتمنع ، كأنها تعاقبه فيشاكسها بالقول : - لا تقولي لي بأنك ستنامين محتضنة دبك ؟ ابتسمت بانشراح حتى برز عمق غمازتها المشاغبة و نظراتها السوداء تلمع كالنجوم المتلألئة في سماء حالكة همست له :- لا ، أنت تفي بالغرض ، رغم أنني لا أطيقك أحيانا - أحيانا؟! صححت:- حسنا ،أغلب الأوقات فيبتسم مداعبا خدها بأنفه : - المهم ليس دائما ،ففي بعض الأحيان تطيقينني جدا . بعد مدة و قد فرغا من ترتيب دببتها في غرفة أخرى فارغة و قد منع حيان أيا منهم من التواجد في غرفتهما عدى دب ضخم أبيض اللون يفوق طول و حجم سدن ، و ذلك لن يشكل مشكلة فهو يعرف زوجته الجبانة التي تخاف من ظلها و توقظه ليلا بإشعالها لكافة أضواء الشقة في طريقها إلى الحمام ، طبعا رفقة ضوء هاتفها كذلك ! فسرعان ما ستخاف منه و تطرده بنفسها كانت تجلس في حجره كعادتها ، تثرثر كعادتها و هو يصغي ، في حالاته الطبيعية كان ليكمم فمها لكن ها هو يعترف بأنه يحب صوتها ، هادئ ، يدفعه للاسترخاء ، حتى صوت ضحكاتها يبدو ممتعا قالت و قد تبدلت نبرتها : - كل تلك الدببة ليست دليلا على أنني طفلة أو أتصرف كواحدة . في قرارة نفسه يدرك بأنها كذلك ، تحتاج دوما شخصا يعتني بها و يرعاها، يحميها و يطمئن خوفها لأن مرضها حرمها من عيش طفولة طبيعية . تابعت :- منذ أول مرة دخلت فيها المستشفى بسبب انهيار رئوي صارة عادة عند والدي أن يجلب لي دبا محشوا كي يسعدني و كلما غادرت المستشفى بسرعة كلما ازداد حجم الدب . سأل و أصابعه تمسح خدها الناعم: - كم تبقين في المستشفى عادة ؟ . - على حسب السبب ، أحيانا أسبوعين أو ثلاثة أو أكثر، أحيانا أيام فقط ، أنا أدخل غالبا بسبب الالتهابات و الانهيارات الرئوية و هذا يحدث نتيجة مرضي . ابتسامة صغيرة استقرت على شفتيها وهي تقول : - هناك من الأطباء من قال بأنني قد لا أتجاوز الثلاثين قبل أن أموت ، إن لم أحصل على رئتين أخريين ، لذا إن مت إياك أن ترمي الدببة خارجا. لا يدري كيف يمكنها الابتسام رغما عن كل شيء؟ إنها حتما من أقوى النساء ..حسنا ..و أجملهن . معها حتما يتنصل من جلدته و تتغير كل القوانين و المبادئ التي سلم بها سابقا ربما لن يمنح سدن كل شيء لكن لن يحرمها من الرعاية التي تستحقها ، هو مهما أنكرت السبب في كل ما لحق بها حتى انتهى بها المطاف زوجة لرجل يكبرها بثلاثة عشرة سنة ، كانت صغيرة جدا و قليلة الخبرة و يبدو أن والديها كانا يحبسانها وسط قوقعة مغلقة لحمايتها و هذا جعلها أضعف بكثير رغم قوتها و سلامها الداخليين لهذا لا يتصرف كحيان السابق ، تبا، حتى أمه منحته ملاحظة مشابهة حينما يذكر سدن بمواعيد دوائها بل و يحفظ جدول امتحاناتها و يركز على كل ما تتناوله عقد حاجبيه حينما قالت : - وإياك أن تُخرج السيد بوب من غرفتنا . ؟ - السيد بوب؟ أهذا اسمه ؟ أومأت فتمتم :- أتمنى لكِ الشفاء . ضحكت ثم منحت جبينه قبلة عميقة قبل أن تنسحب عن حجره فأعادها مكانها قائلا : - أهذا كل ما أحصل عليه ؟ قهقهت بخفوت ثم قبلت خده و هي تقول : - قبلة على الخد تكفي همس :- فقط؟ فتابعت هامسة و ثغرها يلامس ثغره بعد أن هدمت جدار الخجل بينهما : - و واحدة هنا أيضا . كانت قبلة أعمق ،أطول ، وأصدق صوت داخل حيان يهمس له بأنه سعيد معها أكثر مما تخيل و صوت داخل سدن يصرخ بها : أنتِ تغرقين ، و لن ينقذك أحد بعدها . لم تكن تهتم ، هي تحبه ، و لولا الوجع ما سمي الحب حبا * * * لندن تبتسم نورس بسعادة و عيناها تتنقلان على الأوجه الضاحكة حولها ، جدها ، زوجها و ابنها ، الكل يبدو سعيدا بخبر الحمل ، و قد بدأت مهمتهم في تدليلها أمسكت بيد عامر أسفل الطاولة واتسعت ابتسامتها حينما نظر إليها بحب لا تغفل عنه و اقترب منها يهمس :-أنا أحبك . أجفلهما صوت إبراهيم المشاكس : - انتظرا حتى تكونا لوحدكما . فيحمر وجه نورس و تهتف بغيظ :- جدي!! . - لا تنسي أن الطفل سيكون على اسمي . - لن يحدث ذلك . - و إن أهديتك يختا جميلا مصمم لكِ أنتِ ؟ اتسعت نظراتها و صرخت بحماس : - حقا يا جدي؟! يضحك إبراهيم ملء شدقيه وحفيدته تقفز من مقعدها و تركض نحوه تمطر وجهه المحفور بآثار الزمن بالقبلات ولا تتوقف عن ترديد مدى حبها له قال عامر :- أنت تدللها كثيرا ، ألا يكفي أنك كتبت لها بعضا من أسهم شركتك و تخطط لتمنحها حصتك كاملة ؟ ضربت نورس كتفه بعدما عادت إلى مكانها قائلة : - و أنت ما هي مشكلتك ؟ كما أنني أنتظر هديتك . مال نحوها مجددا يهمس :- أظنني منحتك هديتي في وقت سابق؟ رغم أن وجنتيها اكتستا باللون الأحمر همست له بعبثها المحبب : - لا ، لا أذكر ذلك . قهقهت حينما رد عليها بقوله :- سأذكرك لاحقا ما أن يذهب ريان لمدرسته. بعد مدة ، كانت نورس تقف أمام المرآة ترتدي سترتها فيأتي عامر من خلفها يحيط خصرها بذراعيه و شفتاه تلثمان عنقها ، رائحتها مسكرة ، كل ما فيها مسكر حتى يكاد يثمل من نظرة من عينيها ما عرف الزمن عشقا كعشقه لها ، ليتها تدري حقا كم يهواها و كيف أنه مستعد ليتجاوز النار من أجل نظرة حب منها كانت بهية تكاد ظلال الشمس تتكسر على رموشها كأنها قطعة من الجنة سكنت قلبه ضحكت حينما خلع عنها سترتها و اتخذ من قميصها هدفا ثانيا و قالت : - سأتأخر عن العمل ، سنتأخر يا عامر . لم يبد مهتما بالعمل و هو يديرها كي يقتنص ثغرها ، مستعد أن يفنى مقابل ساعة عشق بين ذراعيها نظرت إليه مبعثرة الأنفاس و همست : - سحقا للعمل إذن . كل ما يحتاجه منها دقة قلب و نظرة حب و بعدها سيندثر العالم يتبع ... | |||||||||
31-08-18, 11:08 PM | #346 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| الثكنة العسكرية يسير كاسر بغير هدى حاملا قهوته ، سابقا كلما ذاقت به الدنيا يجد في الذكريات المرفأ و الراحة ، و في لحظته هذه ها هو يسعى جاهدا ليهرب من الذكريات كل شيء يمضي و هو قابع في مكانه الزمن ، الحياة ، الناس حتى صديقه الذي أكد له مرارا بأنه لن يجد المرأة التي تتزوج به و تتقبل وجود مريم قد وجدها بالفعل ، و من كان ليتوقع ! ، المسكين وقع على وجهه في الحب كان كاسر لا يشعر بالاطمئنان من ناحية غزلان ، لا يرى في نظراتها حبا ، حتما تهتم و ترتاح لوجود طلحة ، إنما تحبه ! ..قطعا لا ، و مع قصة الميراث تلك يجد نفسه يضع ألف علامة استفهام توقفت خطواته ما أن بلغ العيادة ،فاقترب على مهل يطل برأسه من الباب المفتوح فكانت مرام تجلس على الكرسي و تتناول علبة ضخمة من "البقلاوة" ، عجبا ! ، أحيانا يشك في أن عائلتها تمتلك مصنعا للبقلاوة فبين كل حين و آخر تأتيه بعلبة صغيرة يضطر غصبا لتقاسمها مع طلحة . تنحنح يلفت انتباهها لوجوده فغصت في أكلها و أخذت تسعل ، و بدل أن يساعدها ضحك قائلا : - بسم الله ما شاء الله ، لم أكن أعلم أنك تمتلكين شهية جيش كامل ، تحشين القطع حشوا في فمك حتى كدتِ تخنقين نفسك . شربت جرعة كبيرة من الماء و قالت بعدما هدأ سعالها : - و أنت لا تتوقف عن الظهور فجأة كالعفاريت . راقبته بذهول يدنو نحوها و يلتقط قطعة من البقلاوة يتناولها ، غير عالم بقلبها الذي يصرخ داخل أضلعها ،حبا ، شوقا ، لهفة ..و وجعا ، كان كاسر يمثل كل ما هو جميل و مستحيل على حد سواء ، بأوجاعه ، بجروحه بأخطائه و بكل عيوبه جميل . أتراه يقرأ الحب بين عبارات نظراتها ؟ ألا يرى توسلاتها بأن يراها و يرى حبها ؟ - من يصنع هذه البقلاوة اللذيذة ؟ ردت مبتسمة :- أمي و خالاتي ، يصنعن الحلويات التقليدية و يبعنها للذين يطلبون .. عمل بسيط مشترك بينهن . - سلمت أيديهن . عقد حاجبيه لوهلة و سأل : - وأنتِ .. ألا تفعلين شيئا غير الأكل ؟ - أتقن صنع بضع الحلويات ، لست عاجزة ،ثم ما به الأكل ؟ ، لدي معدة و يجب أن أطعمها . استمر حديثهما لدقائق أخرى لم تفارق فيها البسمة شفتي كاسر ، صحبة مرام لم تكن سيئة و لكن ليست كافية ، لا ينكر أن كلام طلحة يعبث بعقله ، الوحدة تقتله ، الصمت الذي يغلف أركان منزله و كل زوايا روحه يخنقه مرام تبدو الحل الأمثل ، فقط لا يريد ظلمها و قلبه معلق بأخرى لا شفاء له من حبها . يتبع .. | |||||||||
31-08-18, 11:18 PM | #347 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| اليوم الموالي منزل آل ناصري تسللت وفاء بخفة إلى المرآب حيث يغسل حيان سيارته ، مستغلة غياب زوجها و انشغال سدن في المراجعة في الغرفة التي خصصتها حماتها للزوجين في حال أراد المبيت معهم لوهلة لم تمنع عينيها من تشرب تفاصيله و قلبها يقصف جدران صدرها ، بحب ، بوجع ، بندم خيانة تلك التي تقترفها ، بقلبها ، بنظراتها ، بتفكيرها ، خيانة لنفسها و لاحترامها لذاتها قبل الميثاق الغليظ الذي يربطها ببلال حينما رفع حيان رأسه نحوها و عيناه تتساءلان ثم تغضبان لمرآها و قد فلت اسمها من بين شفتيه ، ارتجفت يداها و كل كيانها ، كم اشتاقت لتلك النبرة التي يستخدمها في مناداتها ، يختلف فيها عن الجميع ، يمنح لاسمها بعدا و معنا أجمل اقتربت منه تقول بحزن : - لا تهرب مني أرجوك ، أحتاج لأن أتحدث معك ، لدقائق فقط . رمى الممسحة الصغيرة في دلو المياه و كاد يتجاوزها فاعترضت طريقه بجسدها ، تعلم بأنه يقف بين خيار لمسها كي يبعدها حتى و إن دفعها و هو ما لن يفعله ، و هو بذاك القرب كانت تستسقي من نظراته كل الغضب في حين تفتش داخل خضرتهما عن شيء من مشاعر أخرى ، لعل نار حبه لها لم تنطفئ ، لا يعقل أن تخمد بتلك البساطة أيخفق قلبه بعنف كقلبها ؟ أترتجف يداه كيديها ؟ أيتمنى لو تضيع كل الحدود بينهما كما تتمنى ؟ قالت :- ظللت لسنتين و نصف أنتظرك ، الكل يقول بأنك ميت و أنا أرفض ، واجهت أمي و ضغطها علي ، واجهت والدي الذي يصر على أن يأخذني معه إلى فرنسا ، تحملت كلام الناس و تأويلاتهم السخيفة و الحقيرة خاصة و قد تركت توكيلا لشقيقك . ردد من بين أسنانه :- اصمتي و ابتعدي عن طريقي أو غادري احتراما لنفسك و لزوجك . تجاهلت كلماته و تابعت تستجديه : - حيان ، أنا لم أتخل عنا ، لم أرد ، كنت سأنتظرك أبد الدهر ، لكن كلماتهم ، همزاتهم ، و أنا لم أكن صغيرة ، بلغت الثامنة و العشرين و أنت لم تعد و أنت تعرف عقلية الناس ، أمي كادت تجرني من شعري تخرجني من المنزل فقط لأنها تريد مني الزواج بابن زوجها ، كذلك أبي و إصراره .. أنا لم أرد . كان يضم قبضتيه بشدة ، ما يمنعه عن دفعها بعيدا هو حرمة جسدها ، و حملها ..من شقيقه ..سحقا لكل شيء ، يكاد يحارب كي لا يطفر الحب من نظراته مصاحبا لغضبه الشديد ، يحارب قلبه و عقله و نظراته و كل ذرة فيه زوجة شقيقه ..زوجة شقيقه ..زوجة شقيقه .. ما انفك يردد الجملة كي ينتصر على شيطان نفسه ، و سحقا لذلك !! تابعت و دمعة تسقط على خدها :- بلال اقترح أن يطلقني منك ، و يتزوجني كي يحررني من ضغط والداي ، رفضت لكن مع الوقت اقتنعت ، كل شيء كان عاديا ، لم .. - اخرسي . - لم نكن زو.. زمجر بغضب : - قلت اخرسي و لا ترخصي نفسك أكثر مما فعلتِ . عنيدة كما كانت دوما ، فقد نسفت بتحذيراته قائلة ببكاء : - لم نكن زوجين حقيقيين إلا حتى أشهر قليلة ماضية . لحظتها شهقت حينما دفعها بقوة بعيدا حتى أنها تمسكت بالسيارة كي لا تسقط و الأرض مبللة ، سمعته يشتم _في بادرة أولى _ثم يستغفر ، استمرت في نحيبها و قد ظنته قد تركها إلا أنها تفاجأت به يقول بجمود : - نعم تركت توكيلا له ، كي لا أظلمكِ ،كي لا أربطكِ بي و يضيع مستقبلك ، كان يمكن أن تتزوجي بأي كان ، ما كنت لألومك ، لكنك اخترتِ شقيقي . ازداد نحيبها و كلمات بلال تصفها "لأنه يعلم أي عديمة وفاء أنتِ " هذه المرة تحولت نبرة حيان الباردة إلى أخرى مخيفة : - و قسما بالله إن أذيتِ سدن بأفعالك أو كلماتك ، سترين مني ما لن يعجبك مطلقا . غادر المرآب و اتجه إلى الجهة الأمامية من المنزل ، في داخله غضب هائل ، لا يريد أن يحرره ، من أجل والدته و سدن فقط يكتمه كي لا تتأذيا لم يكن يدرك أن سدن قد نالت أذاها بالفعل و قد استمعت لكل ما قد قيل في المرآب و رأت كل خلجاته ، حتى الحب رأته في عينيه ، كانت في طريقها نحو غرفتها كي تستر دموع وجعها و وجيف قلبها حينما سمعت صوت بلال و هو يحادث أحدهم غاضبا : - لم يكن ذلك اتفاقنا ، أنا حاليا في إجازة ، سأداوم بعد يومين و حينها سندرس الاتفاق الجديد ، إياك أن تصرخ بوجهي !! أنت تحتاجني أكثر مما أحتاجك !! . صعدت السلالم حينما أنهى اتصاله فتتوقف خطواتها في منتصف الطريق و صوته يناديها : - سدن . حررت نفسا عميقا ثم التفتت مبتسمة بلطف : - نعم . بدا غارقا في حرجه و هو يقول و نظراته على الأرض : - أنا أريد أن أشرب قهوة ، أمي نائمة و وفاء كذلك ، أعني إن لم يزعجك ذلك ، هل .. قاطعته بقولها :- سأعد لك فنجانا . ابتسم لها شاكرا ثم اتجه إلى غرفة الجلوس و هي إلى المطبخ ، حسنا تلك المكالمة كانت غريبة بشكل مخيف ، ترى أي اتفاق ذاك الذي تحدث عنه ؟ و مع من ؟ بلال يبدو شخصا جيدا ، على الأقل يعاملها باحترام و لطف و لا يرفع عينيه عن الأرض كلما خاطبها . بعدما أنهت إعداد القهوة و سلمت الفنجان لصاحبه عادت لغرفتها كي تستمر برثاء قلبها ، إلا أن دخول حيان المفاجئ للغرفة أجفلها و هز كل ثوابتها ، كان غاضبا جدا و تعرف السبب ، و ترى أنه حزين أيضا ، يتألم أيضا اختطفها بسرعة لتكون بين ذراعيه ، شفتاه تجتاحان عالمها و كل جوارحها ، كان يفتح لها بابا كي ترى أعماقه بالقبلات و اللمسات ،لم تمانع أن يستخدمها لينفس عن مشاعره ، هو يعتني بها و ستعتني به بطريقتها ،رغم أن ذلك يكسر قلبها ، ستداوي قلبه و تقبل كل جرح فيه . يتبع ... | |||||||||
31-08-18, 11:32 PM | #348 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| بعد أسبوع لندن .. المساحة المحيطة بالمزرعة يسيران متشابكي الأيدي ، اللون الأخضر يحيطهما و السماء الغائمة تغلفهما ، نظرت نورس إلى جانب وجه عامر و ابتسمت ، حينما تزوجته لم تتوقع أن تنسجم معه بتلك الطريقة ، كانت تتوتر عند أي موقف تقارب بينهما ، تتململ كلما سمعت غزله لها إلا أنها مع الأيام تعلقت به ، لم تعتد عليه فشعورها به يضاهي ذلك بكثير ، بل انسجمت و امتزجت به ربما الحب الذي تملكه في قلبها له لا يضاهي حبه لها و ريما لا يكفيه لكنها مستعدة لأن تحبه أكثر ، تريد أن تحبه أكثر الحب خُلق لرجل كعامر ، رجل معطاء ، كريم و حنون ..ببساطة أكثر ..هو رجل بحق مالت برأسها على كتفه و قالت : - عامر ، أنت لن تتركني أبدا ، أليس كذلك ؟ أحاط كتفيها بذراعه يقربها منه أكثر و قال مقبلا أعلى رأسها : - لن أفعل يوما ، سأكون دوما معك ، أمامك ، خلفك ، حولك و أينما تولين وجهك . توقفت خطواته و وقف مقابلا لها ، عيناه الجميلتان تغازلان ملامحها الفاتنة و تتشربان كل جزء منها و كلما نظر إليها بهذا القرب يتراءى له الجمال يرقص على خديها الناعمين مع كل يوم يمر يزداد حبه في قلبها ، و قد أوصلته إلى ما بعد الجنون لا ينكر أنه محظوظ بوجودها في حياته و حياة ابنه ، منحتهما الكثير من العاطفة و الاحترام ، عاش معها أياما من السعادة التي لن ينساها ،الحياة منحته فرصة أخرى ، بعد الجرح المتمثل في بشرى ، كافأته و استرضته بنورس التي لن يستبدلها بألف امرأة ، من وحل الجرح تنبت زهرة الحب و هذا ما يصف قصته بزوجته هي الابتسامة هي نظرة الحب هي ضوء الفجر و نور الشمس هي كل شيء جميل و ناعم و دافئ اسند جبينه على جبينه و همس بحرارة و أصابعه تستقر فوق قلبها : - سأكون دوما هنا (ثم أشار إلى رأسها ) و هنا أيضا ، لأتحكم في غباءك و أساعدك في حل مشاكلك التي لا تنتهي . ضربت صدره ضاحكة :- لماذا أفسدت اللحظة الجميلة ؟! . ابتسم و مال نحو شفتيها :- أنا أحبك كثيرا ، تأكدي من هذا و لا تنسيه يوما . :- لن أفعل حبيبي . بعدها كل شيء سار بسرعة شخص لها بصرها و انفطر لها قلبها ، ثلاثة من الرجال الملثمين يخرجون من بين الأشجار ، يهاجمونهما حاملين خناجرهم ، عامر يبعدها و يقاتلهم بكل ما يمتلك من قوة ، صراخها و بكاؤها لم يتوقفا ، تطلب النجدة و تتوسل لهم ترك زوجها ؛عامر يسقط و الغلبة وقفت ضده ، دماؤه تغسل الأرض أحد الرجال يقترب يمنحها نصيبها من الطعنات فتلتحق بزوجها أرضا رحل المهاجمون و تركوهما نازفين ، يتناظران و الدموع تملأ عينيهما إحدى يدي نورس تستقر على بطنها في حين تمد الأخرى نحو عامر حتى أمسكت بيده قبل أن يجرفهما الظلام بعيدا ..بعيدا جدا . انتهى الفصل .. سلامتكم من القفلة الشريرة عــن ألــــف وجـــــه للـــوجــــــع حـكـايــة الــوجــع و الحــب .. و الــــوطــــن | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|