![]() | #841 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| ![]() "العاشق ضعيف ،أما المعشوق فقوي " نجيب محفوط بعد أسبوعين شقة النقيب حيان الحب ليس أولوية ،أو غاية ، أو شيء مثير للاهتمام عند معظم الرجال ،النساء هن اللائي يغطين كل ما حولهن بلحاف من الحب و يجعلن وجوده أساسا متينا في مختلف العلاقات ، كالزواج ... سذاجة ! بين معترك قلبها و عقلها كانت ترى نفسها خاسرة ، لهذا تتعمد السماح للتيار بجرفها. حياتها مع حيان لا تتصف بالهدوء حتى و إن ظهر العكس ، في كل يوم يمضي تشعر بأن عاصفة ما قادمة و بقوة ، تسبقها أعاصير صغيرة ،. أصابعه شدت شعرها كي يجذب تركيزها نحوه و قال : - ما بكِ شاردة ؟ . - أفكر فحسب . تبعته إلى الغرفة حيث أخذ ينزع عنه بذلته العسكرية و في كل لحظة تتوقف عيناه عند محطة عينيها في لمحة تساؤل سرعان ما تزول ، رأت رغبته في فتح نقاش فلم تجد غير الاختباء بين أضلعه كحل أيسر للهروب ، هناك الكثير من الكلمات تقف على طرف لسانها ، هناك الكثير من الضعف الذي يحتلها لا تود كشفه ، و هي ترفض قطعا الشعور بشفقته ، نعم تعشقه ..و كم تتمنى لو أنها لا تفعل ، لو أنها لا تتمنى أن تتخذ في حضنه سكنا و في قلبه وطنا ، أن ترى الحياة في عينيه الجميلتين ، أن لا تشتاق لاستنشاق انفاسه فتكون أقرب و أقرب إليه حب غريب ؟ ..مريض ؟ .. هوس! ..لا يهم تختلف المسميات و تتباين و يبقى تعريف الحب مجهولا .. إنه فقط شعور يعكس الوجع يده جعلت تمسح على شعرها في حين جبينه يستقر على كتفها ، فسألت : - هل أنت بخير ؟ - السؤال الصحيح ، هل أنتِ بخير ؟ أجابت بنبرة عشق لا يخطئها :- ما دمت بخير فأنا على أحسن حال . رفع رأسه ،يجول بنظراته فوق مساحات وجهها المليح ، فعقد حاجبيه سائلا: - تبدين كأنك تخفين شيئا ما . تلك الابتسامة العابثة التي نالها مصاحبة بالغمازة الشقية التي ظهرت ،أعلمته بأن "صغيرة الحجم ، واسعة العينين " الملقبة "زوجته " تخطط لأمر ما و لعله أحد مقالبها التي تنجح في إيجاد طرق مبتكرة لها - ربما أنا لدي مفاجأة لك . - مفاجأة ! .. إن كانت تشبه تغطيتك لقطعة اسفنج بالكريما و تزيينها ثم منحي إياها لآكلها فاعلمي أنك تخاطرين بحياتك . قهقهتها الشامتة دفعته للابتسام فتتحول إلى ضحكة خافتة ما أن ردت مغتاظة : - لا شيء يقارن بالقناع المخيف الذي ارتديته ، قسما بالله كدت توقف قلبي . يتذكر جيدا ذلك الموقف ، حينما كانت في الغرفة ترتب الثياب في الخزانة و ما أن اغلقت الباب قابلها وجه مخيف تملؤه الدماء فصرخت بهلع و ضربته بمنشفة ، كاد يغمى عليها من الخوف حتى انها بدأت بالبكاء و خاصمته اقتربت أكثر تحيط عنقه بذراعيها و تهمس : - جهزت لك مفاجأة جميلة جدا ستعجبك ، و ليست مقلبا أقسم لك . - أثرت فضولي . قبلت وجنته و قالت :- اصبر قليلا يا حضرة النقيب . عض خدها هامسا :- حضرة النقيب هذا سياكلك يوما ما . - متوحش . قبل أن يهجم عليها ارتفع رنين هاتفه برقم لا يعرفه و حينما اجاب أتاه صوت وفاء الهلع ، بجانبه كانت سدن ترى بوضوح توتر جسده و انقباض ملامحه و ما أن أنهى الاتصال قال : - عليّ الذهاب إلى المنزل ، أمي متعبة . - حفظها الله من كل شر ، هل هي من اتصلت بك ؟ ، ما الذي اصابها ؟ أجاب و قد استخرج قطعا من الثياب يرتديها على عجل و اجاب : - وفاء من اتصلت . - وفاء ؟ ..لديها رقمك ؟ استدار يناظرها بحدة و يحذرها بالقول :- ستفتحين لي تحقيقا أم ماذا ؟ . ردت باندفاع :- لا ، لكن ما أدراني بأنها لا تختلق كذبة ما لتلتقي بك ، أعني ، أنا أتوقع منها كل شيء . تلك النار التي ومضت داخل عينيه أخافتها ، القسوة التي اكتسبتها ملامحه الخشنة أثارت ارتباكها خاصة و قد هتف :- عقلك السخيف أوحى لك بأنها قد تستغل أمي و بهذا الشكل تكون الأخيرة مشاركة أيضا !! ، أم تريدين مني مقاطعة منزلي من أجل غيرتك ؟ - حـ..حيان .. - اخرسي يا سدن ، و تعلمي مراقبة ألفاظك جيدا ، أما أنا فسأغادر لأنك لن تدخلي "ذلك المنزل" طالما وفاء موجودة فيه، هذا رأيك حسبما أظن . دون أن يمنحها الفرصة غادر ، تاركا لها ساعات من الفراغ الكئيب فتحولت ليلتها من تجهيز لاحتفال بسيط لذكرى زواجهما إلى مجافاة تامة ، و لم تحصل منه على اتصال واحد قصير ، حيان حقا يحترف القسوة . حينما عاد فجرا و دخل الشقة كانت كافة الأضواء مُنارة ، صوت التلفاز يصدح بالقرآن الكريم فاتجهت خطواته نحو غرفة المعيشة فيحد سدن تنام على الأريكة يدها تتمسك بمصحف صغير ، و ما أثار انتباهه هو الطاولة بجانبها و ما عليها من أطباق للمكسرات و العصير إضافة لكعكة كتب عليها "عيد زواج سعيد " ، مسح بيده على وجهه بتعب و تنهيدة حارة تعبر شفتيه ، قد اقترب أعظم ذنب في حقها نسي ذكرى زواجهما تماما ! مضى يطفئ التلفاز ثم يحمل سدن لينقلها إلى سريرهما ، قبل أن يتابع مهمة إطفاء الأنوار و في المطبخ توقف أمام الطاولة التي تزينت بأطباق يحبها فقام بحفظ كل شيء في الثلاجة قبل أن ينضم إلى زوجته في سريرهما و فكرة واحدة تحتل ذهنه .. لقد أخفق عن جدارة . * * * الثكنة العسكرية "من لا يهتم لأمرك اترك أمره ، الحب جميل لكن الكرامة أجمل." آل باتشينو حينما تدخل حربا لا تعرف قوانيها فإنك تخسر ، لم تخسر حبها فحسب بل كرامتها ، خاصة و هي ترى من عشقه فؤادها يتفادى أدني لقاء نظرات يجمعهما ، يركن سيارته بعيدا عنها ، لا يسير في طريق مشت عليها درب الحب صعب ،تحفه المواجع و الآلام ، ظنت بأنها إن تعبت فستنال الفوز المظفر ، ظنت بأن أعدل نهاية هي بأن تفوز به و ها قد أدركت و بأصعب الطرق كون كاسر لم يكن من حقها و لن يكون ، هو رجل امرأة واحدة ، امرأة يُعتبر حبه لها جنونيا ،يكاد يتنفسها و يعبدها أراحت جبينها على المقود و سحبت نفسا عميقا لصدرها لعلها تخفف الوجع الذي يمزق فؤادها تمزيقا و يحيل أنفاسها إلى أشواك تخدش صدرها حاولت مرة أخرى تشغيل سيارتها فلم تنجح و هذه المرة أخذت تضرب المقود بعنف و تصرخ حتى سمعت دقات على زجاج نافذتها فانتفضت بفزع و وجه كاسر يظهر أمامها ينظر إليها بقلق ، حينما أخفضت الزجاج قال :- هل أنتِ بخير ؟ أومأت و عيناها تتفاديان النظر إليه بينما رعشات خافقها تشوش أفكارها فبالكاد سمعته يطلب منها فتح الغطاء الأمامي ، و مجددا يتكرر نفس الموقف الذي تشاركاه منذ أشهر عدة ، يا لسخرية القدر! بعدما نجحت في تشغيل السيارة ، أطلت برأسها تقول بابتسامة صغيرة : - شكرا لك . كان يشوب ابتسامتها ظلال من أسى و تلوح في نظراتها لمحة من الحزن لم تخف عن عيني كاسر المتفحصتين ، لم يكن يملك لها سوى اعتذارات صامتة ، لم يكن يريد لها وجعا كالذي تعانيه فلن يفهمها أحد أكثر معه ، خاصة و قد اختبر الوجع حرفيا يتبع ... | |||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #842 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| ![]() بين منطوق لم يُقصَد، ومقصود لم يُنطَق، تضيع الكثير من المحبة." جبران خليل اليوم الموالي شقة النقيب حيان خيبة الأمل ، الوحدة ، الهجران ، هي مشاعر تحمل انعكاسا واحدا للمرارة الأشد من العلقم ، حقيقة أنها ستضطر لمواجهت زوجها مجددا تدفعها بالرغبة في حبس نفسها في الغرفة لعله يمضي إلى عمله ، كلها قد انهارت ، لا تريد جدالا و لا نقاشا ، كل ما تبغيه هو الاختفاء او الانزواء بعيدا جدا حيث لا عين تلمحها و لا يد تلمسها تبقى المشكلة هي أن دوائها في المطبخ و قبل ذلك عليها بأكل شيء ما فلا حل أمامها سوى المواجهة بعد لحظات قليلة من التردد كانت تدخل عليه فلمحت قطعة من الكعك رفقة كأس من الحليب و آخر من العصير إضافة لدوائها و تفاحة ، كلها على جهتها من الطاولة ، إن ظنها ستنسى له فعلته بهذه البساطة فسيكون واهما مغفلا عديم المشاعر و انتهى بها المطاف تترك الكعك و تكتفي بدهن معجون المشمش على الخبز حتى أنهت فطورها و قبل أن تغادر استوقفها :- علينا التحدث بشأن .. كادت تتركه يتحدث لوحده لولا صوته الذي قال : - لن أكرر هذا مرة أخرى ، إياكِ و أن تديري لي ظهرك حينما أحدثك. - تريد التحدث ؟ ..حسنا دعني أفتتح جلسة المناقشة البرلمانية الديكتاتورية ، تصفني بمن تملك عقلا سخيفا و لا تمنحني الحق في غيرتي عليك ثم تغادر و تتركني لوحدي ، هل هذا ما تريد التحدث عنه؟ خطواته قادته نحوها ، أكثر ما تمقته فيه هو سيطرته الرهيبة على ملامحه ، فيتمكن في ظرف ثوان في التحول من الغاضب إلى البارد القاسي - أنتِ من أعلنت عدم رغبتك في دخول المنزل - لكن الوضع اختلف ، كما أنك لم تسألني بل رحلت فورا . انتفضت حينما ضرب قبضته على الطاولة فاهتزت الاواني و قال : - هل أنت غاضبة لأنني لم أحتفل بعيد الزواج ، لا أظن أن شيئا كهذا محتم عليّ فعله ؟ دوما ينجح في صفعها بكلماته القاسية ، حقا لم يكذب من قال بأنه على قدر الحب يكون الوجع ، مازالت تردد لنفسها بأنها لم تطلب مقابلا لمشاعرها و لا تنتظر من الأصل ، لكن بدا لها الموقف ظالما ، هي تتعب ، تتألم ، تتحمل فقط في سبيل رضاه و هو لا يسعى لفهمها ، لا تريد منه حبا أو تعاطفا بل تفهما لم يخف عنه الانكسار الذي مزق صوتها و هي تقول : - لم أكن انتظر أن تغدقني بالهدايا أو تعايدني ، مجرد كلمة او تلميح بأنك تتذكر كان سيعني لي الكثير حتى و إن كان من باب السخرية . كان ليعني لها بأنه يراها كإنسانة ، لا مجرد زوجة تلبي حاجياته و قد أخطأت ، رباه كم كانت مخطئة ! - أنت تركتني لوحدي ، و لم تتصل رغم علمك بأنني أخاف ، لن تتخيل كيف كنت أرتجف من الخوف و أنت ..أنت فقط .. كان متعبا من النقاش العقيم ، متعبا من الوضع بأكمله الذي يختبر صبره ، كلما تهدأ الأوضاع تأتي عاصفة أخرى تهز سكونه قال :- إن لم يكن لديك شيء آخر لتقوليه فاذهبي و غيري ثيابك كي أصولك قبل أن أتأخر . ببساطة يغير دفة الحديث ، دون أدنى ذرة اهتمام و دون أن تتمكن من حبس كلماتها صرّحت : - لو كنت أعلم ان خافقا متجمدا يكمن بين جنبيك ما كنت أحببتك و لا اهتممت لأمرك . للحظات ظل يناظرها بجمود تام اتبعه بتهكم : - ماذا؟ .. الحب السخيف ما عاد ينال إعجابك الآن ؟ فردت :- لا ، ليس الحب ، بل حبي لك أنت هو السخيف ، أنا هي الحمقاء المغفلة . و هكذا انتهى بهما المطاف متخاصمين ، كلاهما ينأى بعيدا و يختبئ في زاويته الخاصة ، ما أن غادر حيان حتى أخرجت هاتفها تتصل بالشخص الوحيد الذي ستتمكن من البوح له .. نورس و لم تتأخر "صديقتها " عنها و ما هي سوى دقائق و كانتا في المزرعة ، تتبادلان النظرات فحسب و كلا منهما تفهم الأخرى باشرت سدن بالبوح :- لا أعلم كيف أن قلبي يؤلمني و مع ذلك مصرة على الاستمرار . أن تحب شخصا لا يحبك يكاد يشبه مشاهدة فيلم سخيف تعرف نهايته و لا تملك سوى المتابعة ، تشعر بنفسها تهوي ،كأنها تركض خلف قلبها الذي يتدحرج على منحدر الألم فتزداد جروحه أكثر فأكثر تابعت و الدموع تتخذ من جفنيها شاطئا تسكنه : - أقول بأنني اكتفيت لكنني لا أكتفي منه ، أنا لا أستطيع التنفس بدونه ، أتعب و أشقى بدونه ، هل يوجد ما هو أتعس من حبي له ؟ علقت رفيقتها بمرارة :- إن حاولنا تفسير الحب فلن نجد له تفسيرا منطقيا ، اعتبريه لحظة غباء ، نوبة جنون ، نزعة ألم ، إنه فقط شعور محتم على القلب . الحب شعور كالمد يستهلك طاقة المرء ، يضعفه ، و ربما يكسره ، هي أكثر من يعرف ذلك ، في نظرها الحب دوما ما كان انعكاسا لفشلها و قد تعبت منه و من أوجاعه قالت :- أتعلمين يا سدن ، ربما فهمك خاطئ ، فإن كان تعريفك للحب هو استدرارك لرضاه فأنت مخطئة و واهمة ،ذلك لا يسمى حبا بل استذلالا و استعطافا. - ألا يعني الحب أن نجعل الطرف الآخر سعيدا ؟ ردت :- قبل أن تكونا كثنائي فأنتما فردين ،كلاكما يحتاج القليل من الآخر ، الحب لا يقوم على طرف واحد. كانت تخشى عليها من أن يستغل حبها ، يمنحها أملا تتمسك به دون جدوى ، يستبدل ابتساماتها و آمالها بالجراح فيحيل قلبها إلى حال رجل يعيش بين جنبي الهم و الغربة . مدت نورس يدها تمسك بيد سدن و تقول : - قد أمِن أفعاله بعدما ضمن حبك و شوقك إليه ، أمن أنه قد مزق جناحيك فكلما أردت الابتعاد عدت إليه . كانت ضائعة ، تتخبط وسط حيرتها ، هي ترى بأن قلبها محكوم بين خيارين ، أن يهواه أو أن يهواه ،لا مفر من عشقه قد يراها الآخرون على خطأ و هي ترى نفسها على حق ما دامت تملك القدرة على العطاء فستفعل ، و حينما تشعر بأن حيان ما عاد يهمه وجودها فسترحل دون تردد * * * "ما زلت أتساءل بعد كل هذه السنوات, أين أضع حبك اليوم" أحلام مستغانمي بعد بضعة أيام منزل الرائد كاسر إبراهيم تزوجته .. حتما تزوجته ! بأعجوبة وافق شاهين ، و قد أقنعته بأنها تحتاج طفلا يخصها و لها كامل المسئولية عليه خاصة و أنه ينتظر طفلا آخر من رزان لحظة جنون أم غباء لا تدري ما هو الوصف المناسب ، و الأعجب هو شعور الخواء الذي يغلفها مصاحبا ببرودة تحتل عظامها خطأ أم صواب ؟ .. لا تدري ما هي خطوتها التالية ؟ ..لا جواب لديها كانت ضائعة في مكان ما داخل نفسها فلا تفقه تحركاتها القادمة ، ما الذي يفترض بها فعله ؟ ، كيف ستتعامل معه و تشاركه سقفا واحدا و هي لا تملك القدرة على النظر في عينيه دون أن تتملكها الرغبة في قتله التقطت نفسا عميقا و عيناها تقعان على الباب المغلق ، احتاجت أن تقف وسط منزله لتدرك فداحة ما اقترفته في حق نفسها ، في حق قلبها ..و في حق يوسف .. تحركت سريعا نحو الباب و قبل أن تفتحه امتدت يد كاسر كي توقفها ، رجفة جسدها تصله بوضوح و لا يلومها ، كم مضى منذ أن اجتمعا بهذه الطريقة ؟ ..سنة ؟ .اثنتان ؟ ..أربع؟ الزمان مضى و هو لم يتزحزح من مكانه ، بقي مرابطا أمام عتبة حبها ، ينتظر و يتأمل و يتمنى لها السعادة مع غيره ، و حينما أتاه نبع ضوء ينبئه بأنها قد ترجع إليه ، لم يملك سوى أن يتمسك به و سيحارب و يتحمل الكثير مقابل أن يبدآ من جديد سيواجهان الكثير من الوجع ، ستجرحه و سيسمح لها ، ففي النهاية كل شيء يأتي بثمن ، و ثمن الحب دوما يكون باهظا - نونو ، أنظري إليّ. لم تستدر ، لم تقدر و لن تفعل أمسك بذراعها يديرها كي تقع نظراتها الخائفة تحت حصار عينيه المحبتين و المتأسفتين ، و هما يتناظران كان الكثير من الألم يضمهما ، كانت لحظاتهما السابقة تمر عليهما ، هو يرى الشوق و الحنين و هي تتجرع الوجع و تتنفس الغضب و القهر قال و قد اقترب منها :- أنا أعلم بأنك خائفة ،غاضبة ، و ربما حاقدة و أنا لا ألومك ، لكن اعلمي بأنني هنا في حياتك و سأبقى هنا حتى تحين ساعتي ، ردت غاضبة :- ليتها تحين الآن ،لأنني لا أريد تمضية ثانية واحدة معك. لم يملك سوى أن يبتسم و يجيب : - ربما قد أنستك الأيام أنكِ أحببتي لكنني لم أنس يا نورس ، حبك يجري مجرى الدماء .. لم أنس يوما حبك و لن أفعل . تتحداه بالقول :- صدقني لقد نسيتك ، عشت بسعادة و لم تخطر ببالي يوما ، و لا تتوقع بأنك بكلماتك السخيفة ستقوم باستمالتي لأنني سأحرص على جعلك تتمنى لو نسيتني . كانت معركة كلمات يحفها الوجع ، كل منهما يحاول ابداء قوته و ينسيان أن الحب يضعفهما و يعريهما من كل الدفاعات و لأنها كانت محاصرة بالباب اقترب حتى كان يتنفس أنفاسها التي اشتاقها و قال بخفوت يصاحبه رجفان لفؤاده المتوله بالغرام : - أنتِ هنا ، أراك ، أتنفسك ، أحبك ، فقولي بالله عليك ، كيف أنساكِ و لا شيء ينسيكي . أمواج المشاعر تصطفق بينهما ، عيناه تبعثان لها الحب و عيناها تصدان كل المحاولات ، مجرد وقوفها أمامه يعد معجزة ، في كل نفس يأخذه ترى الماضي يتصور أمامها ، ترى كل أوجاعها و خساراتها ، ترى خذلانه لها ، ما كان المفترض ان تلتقي طرقهما ابدا ، إن نظرت لياسين فستقول بأن ذلك يستحق العناء لكن بمحرد أن تختلي بنفسها و يأتيها ذلك الخاطر الذي يذكرها بأنها تزوجت الرجل الذي كسرها فإنها تتمنى لو تندثر و تختفي من الوجود ، الأمر كان خاليا من المنطق أو العقلانية غضبها يطفو على السطح أكثر ، فتزداد بوحا لكل شيء كتمته في جوفها ، فتكون كلماتها ساخرة تحمل من المرارة الكثير :- لا شيء ينسيني ؟ ، كنت تنساني بما فيه الكفاية و تلك المجنونة بين أحضانك . على عكس الموقف ، حافظ كاسر على هدوءه ، كل ما يسعى هو إليه معالجة ما مضى قبل أن يحاول معها البداية من جديد ، ربما ليست كل الأمور ستحل و لا يتوقع منها أن تنسى ، إنما يريد أن يجد مساحة صغيرة في قلبها تمنحه المسامحة - أنتِ أكثر من يعلم بأنني لم أقرب مليكة إلا لمرات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ، و كان ذلك تحت طلبها ، حينما أضع ما فعلته بابننا جانبا فإنني سأحاسب على ظلمي لها و لكرامتها . قالت :- تستحق ذلك ، قد قلتها لك سابقا ، أنت من أدخلتنا وسط معمعتك و نحن من دفعنا الثمن ، أنت من كنت السبب في جنونها و أنت السبب في اختطاف طفلي مني لأنك عديم الضمير . الأحرف غادرت شفاهه قبل أن يستوعب : - و ما محل ضميرك من الإعراب و أنتِ تتمسكين بفيديو الاغتصاب كضمان و ترفضين تسليمه ؟ ، أو عندما تقدمين رشوة كي تزجي بمليكة في السجن رغم علمك بأن المحكمة كانت سترسلها إلى مصح أولا ؟ و ما محل ضميرك و أنت تمنعينني عن رؤية أمي ، فتجعلينها تدخل عملية خطيرة وحيدة و خائفة ،فقط كي أستلمها كجثة ؟ بقيت صامتة تماما تناظره بعدم تصديق ، و كم كرهت أن تشعر بأنه في موقف قوة و هي المحاصرة في الزاوية - المبادئ يا نورس تبقى قائمة و لا تتقولب وفق المصالح الشخصية أو الغضب أو الانتقام ، هذا ما تتجاهلينه أنتِ ، ترين بأنك الوحيدة من تتأذى ، الوحيدة من تتوجع . حاولت دفعه فلم تنجح بينما استمر هو بكلامه : - أنا قد أخطأت ، كنت غبيا و غاضبا فدفعت ثمن تهوري غاليا و عشت الأيام بعد ذلك أعض أصابعي ندما ، تقولين بأنك كنت سعيدة ، فما الذي تفعلينه هنا ؟ أليس الرجل الذي تركته هو من تزوجته لأنه منحك ما لم أمنحك إياه ؟ ألا يملك طفلا يعتبرك أما له؟ ، ما الذي كان ينقصك ؟ أم تراه هو الآخر أخطأ في حقك ؟ - اصمت .. اصمت !! - رغم كرهي لما سأقوله لكن أنا و هو أحببناكِ رغم عيوبك ، فلمَ لا تتقبلين عيوب الآخرين ؟ لماذا لا تحاولين النظر إلى نفسك؟ فتفهمين بأنك لست مثالية و لن تكوني ، و بأن أنانيتك هي أكبر عيوبك و أسوءها . اقترب منها أكثر و انحنى قليلا فيلاصق خده خدها ، ذراعه تسللت إلى خصرها تضمها إليه ، قلبه يمد أذرعه كي يعانق قلبها ، يعقد صلحا معه و يسطران بنود العشق و الغرام و التوقيع هو النبضات و همس في أذنها :- أنا قد كسرتك فقط لأكسر نفسي أيضا ، كلما تخيلتك مع رجل آخر أشعر بنفسي أشيب حتى عجزت ،لم يكسرني شيء كما فعل حبك يا نورس . منح خدها قبلة عميقة ثم مضى مغادرا إلى غرفة ابنهما ..ياسين يتبع ... | |||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #843 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| ![]() ليلا منزل آل ناصري يتحرك بلال في غرفة الجلوس بتوتر ملحوظ ، ها قد عاد إلى المنزل في إجازة لمدة عشرة أيام ،شعور داخله كان يخبره بأن أحدا ما قد سمعه مكالمته الأخيرة لكن لم يستطع تبين إن كان ظنه صحيحا أم مجرد تخيل لا صحة له فإن كان على حق فسيكون أمام خيارين ، إما أمه أو وفاء مرر يديه على شعره بتوتر و مضى في طريقه نحو غرفة والدته التي تخاصمه منذ آخر شجار له مع شقيقه ، دق الباب و حينما سمع الإذن دخل عليها فرأى عبوس ملامحها بوضح و قبل أن يتحدث أو يأتي بكلمة ما سبقته بأن قالت :- غادر الغرفة يا بلال . أجابها و قد وقف أمامها :- هل كل هذا بسبب ابنك المبجل ؟ .. لن أعتذر لأنني لم أخطئ . لم يفقه كيف ارتفعت يدها كي تصفعه بقوة ، نظراته اتسعت و قد تكورت قبضتاه بعنف ، أراد أن يفهم ، أن يستوعب و هي لم تتردد في إبداء تصريحها الذي هز عالمه و هدد استقراره فضربت صدره بقبضتها و رددت :- هذه الصفعة لم تكن من أجل حيان ..أنت تعرف جيدا لماذا صفعتك . بنظرة منها كان يعلم ، هي من سمعته و قد خسرها للأبد ..لا ريب في ذلك - أمي .. هتفت و قد امتلأت مقلتاها الحبيبتان بالدموع : - يا خسارة تعبي عليك .. تتحالف مع الخونة قتلة الجنود ، أولئك كانوا سيقتلون شقيقك .. هم من قتلوا والدك ..و أنت تتحالف معهم في قتل الأبرياء !! أجابها و الغضب يلون ملامحه و يزين صوته : - هم مجرد أشخاص تمردوا من أجل حقوقهم المسلوبة ، ثم من قال لك بأنهم من قتلوا أبي ؟ .. قد كذبوا عليك .. و هل تظنين ابنك العزيز لم يقتل أحدا ؟ .. لقد قتل هو الآخر . جلست راضية على طرف السرير تبكي مصيبتها ، خلال الفترة الماضية لم تكن تستطيع تجاوز صدمتها بحقيقة ما سمعته ،و ضميرها ينهشها كل ليلة كي تفصح بما تعرفه لكن أمومتها تمنعها و رغبتها في حماية عائلتها المشتتة تدفعها للتكتم ركع بلال بجانبها و أسند جبينه على حجرها و همس : - سامحيني يا أمي ..سامحيني . أخذت تضرب ظهره بقبضتها و تردد :- لماذا فعلت ذلك ؟ ..لماذا ؟ - سامحيني .. قالت :- لأنك ابني فعلي حمايتك ، لن أخبر شقيقك لكن لا أريد رؤيتك هنا .. ارحل .. قبل أن يحاول جعلها تتراجع عن قرارها دخلت عليهما وفاء بملامحها الغاضبة و هتفت : - تحمينه ؟ ..تتكتمين عن إرهابي قاتل !! .. سأخبر حيان !! ..سأخبره!! انتهى الفصل قراءة ممتعة عــن ألــــف وجـــــه للـــوجــــــع حـكـايــة الــوجــع و الحــب .. و الــــوطــــن | |||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #847 | ||||
![]()
| ![]() غزلان لازم تفكر بطريقة لطيفة لحتى تفهم مريم انها امها ...طلحة لازم يساعدها مو يوقف حجر بطريقها ... حيان انسان سيء وعم يهين سدن كتير وما بهتم فيها لازم سدن تتركوا عنجد بكفي قلة كرامة ...قرفت من حيان وغباءه وجلافته وحقارته وانزعجت من تخلف سدن وضعفها المقرف .... نورس غبية ليش لحتى تتزوج كاسر عندها كان ابنه لعامر ليش ما مارست امومتها علي بتمنى تندم ع قرارها وتخلع الكاسر اما كاسر نفسي شوفوا متعذب بزيادة....ياريت مرام تقابل عامر وتحبه خسارة عامر بنورس ومرام بكاسر ...كاسر ونورس بصراحة بكرههم ... بلال امه سمعتوا وما حكت الغبية لازم تحكي وما تسكت هلأ وفاء عرفت ان شالله تحكي اللي سمعتوا مع اني بتوقع رح تصير تهدد بلال في حقيقته وتعمل اللي بدها ايا | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #848 | ||||
![]()
| ![]() يمااااااااا من قفلاتك 😭😭😭😭كملي كملي ام حيان هي الي سمعت مكالمه بلال وجايه التانيه تكملها سأخبر حيان ماصدقت يخرب بيتك انتي وبلال حيان يامزززي قسيت على سدن يازلمه اصحى واحتفل معها بزواجكم وريح حالك 😂 كاسر كلامه صح نورس انانيه هي شايفه حالها بس وصدق اكتر اتنين حبوها شو عملت لهم بس بدور على مصلحتها ياريت تفوق وتصحى لحالها هي كمان اخطأت | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #849 | ||||
![]()
| ![]() الثنائي المفضل عندي بالرواية حيان وسدن وقداش تعاني منه هالحيان عالم حاله الوحيد الفهيم ولا يتصرف ع كيفه ..محتاج درس مرتب من سدن واللي هو تتركها البيت وتروح أو تطلب الطلاق ..هني هو يتعلم ويمشي ع الصراط المستقيم مش معقولة مداير نفسه ملك زمانه ومش حاسس بمشاعر المسكينة مرته..وبالنسبة لغزلان فيها متهورة وحيزيد تهورها ف موضوع بنتها وزوجها المفروض يتفاقم هو وياها برواز يفهمها وجهة نظره بكل سلوسة بس طريقة نقار ونقير مش حدير نتيجة ومتوقعة حيكون فيه قنابل ومتفجرات بيناتهم الفصول الجاية هههههه ..كاسر ونورس لا تعليق ..بلال ماظن حيخلي وفاء تكلم حيان | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #850 | ||||
نجم روايتي
| ![]() وفاء اعتقد ب غباؤها انها سوف تتخلص من بلال اعتقد ان حيان سوف ينفذ أوامر والدتة و يبعد بلال و وفاء عن المنزل سدن تعانى بسبب قسوة حيان و تسلطة غزلان اختارت ابنتها و طلحة سوف يطلبها كاسر و نورس زواج فاشل و اعتقد ان كاسر سوف يتزوج عليها من مرام ... تسلم ايدك 💖💖 | ||||
![]() | ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|