آخر 10 مشاركات
موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          النسيان (الكاتـب : jourouh - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الطاغية - ساره كرافن - روايات ديانا ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          القلب والروح والنفس تطلبها *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          انا طير .. (الكاتـب : المســــافررر - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          إن كرهتكـــــــ فلا تلوميني ... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-19, 10:23 AM   #411

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخير
تسجيل حضور
بانتظار الفصل ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 08:09 PM   #412

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷





تسجيل حضور
بإنتظارك ❤❤❤

:e h_s(7):


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 09:33 PM   #413

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
مساء الورد
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷





تسجيل حضور
بإنتظارك ❤❤❤

:e h_s(7):


مساء النوورر حبيبتي.. ثواني و بينزل الفصل 💛💛💛


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 09:36 PM   #414

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس و العشرون


-كيف حالك الآن؟!. كيف تشعرين حبيبتي؟!.

فتحت رنيم عينيها على صوت زوجها الخافض ببطء شديد.. لم تتحرك أيا من ملامحها أبدا.. حتى أنها لم تنبس ببنت شفة.. فقرب رامي رأسه من رأسها ثم همس من جديد: رنيم.. أنا أحدثك..
آنذاك رفعت رأسها إليه و قالت بنبرة جوفاء بعدما أطالت النظر في مقلتيه: لم أستطع تصديق كل الوبال الذي حصل.. لقد مر ما يقارب أسبوعا كاملا إلا أنني ما أزال أتذكر كل شيء.. رؤى.. قصيل.. رائف حطمهنا أشد تحطيم.. فما الذي إستفاده؟!.
أبعدت بصرها بعد ذلك تنظر للبحر في سكون.. ثم لقدميها المنغمستين في الرمال.. شعرت بشيء يوخزها فوضعت كفها على بطنها ثم إبتسمت بعدما أردفت بملامح شاحبة: إنه يتحرك.. أعطني يدك..
إبتسم رامي بدوره فمد يده كي يمسد بها بطنها في حنان.. و يا له من شعور لا يوصف.. إقشعر بدنه قشعريرة طفيفة فما كان عليه إلا أن همس بحب و ثغره على جبينها: أحس بذلك حبيبتي.. أنا أحبك.. أحبك.. أحبك..
زادت إبتسامتها تألقا رغم الكآبة الشاملة التي كانت تحيط بها وقتذاك..

- قصيل سيتجاوز كل هذا صدقيني لأنه قوي.. إنه يحتاج القليل من الوقت فقط.. أما رؤى..
توقف عن الهمس لبعض الوقت و هو يضم رأسها إلى صدره أكثر ثم عاد يستطرد بنبرة صريحة يشوبها بعضا من الحزن: قصيل لم يرتبك أي خطأ.. فقط.. قلبه لم يطاوعه عن التخلى عن ريم و هي صغيرة في المهد.. لو كنت مكانه لفكرت في ذلك بدوري.. أما رؤى فبالرغم من أنها قد إرتكبت خطأ جسيما في حقها.. هي قادرة على إنقاذ نفسها بنفسها.. قادرة على الوقوف في وجه العالم من أجل الحصول على إبنتها مرة أخرى.. حتى أنها قادرة على التصدي لرائف مهما كان الثمن.!

حملقت فيه رنيم و سرعان ما كانت تهمس بغرابة: يبدو ذلك فقط.. من دون سند أمها و أبيها.. من دون ثقة عائلتها هي غير قادرة حتى على التصدي لأضعف شيء..
نهض فجأة.. و مد ذراعيه كي يتلقف جسدها المتعب بهدوء ثم راح يسير معها على الرمال بخطواته البطيئة إلى أن أردف بنبرة مبطنة: أشعر أن الأمر سيسوء أكثر من اللازم.. أتمنى ألا يرتكب كل من أخيك أو هي أمرا يفسدان به المتبقي من حياتهما الضائعة..
توقفت آنذاك ثم قالت بضعف و كلتا يديها على بطنها: ماذا تقصد..؟!. أهناك شيئا خطيرا سيحصل؟!. رامي.. أنت تخيفني هكذا..

إبتسم في ملامحها بهدوء ثم سرعان ما كان يخطف قبلة رقيقة على خدها قبل أن يستطرد بثبات: لا شيء يا قلبي.. لا.. أنا لا أفكر في أي شيء.. أنا فقط مشتاق إليك و بقوة..
أراحت رأسها على صدره الرحب بعدما أغمضت عيناها في إستسلام و أشعة الشمس تحس بها تتخلل خصلاتها فقالت من دون بدايات: رامي.. إن أصابني مكروه.. ماذا ستفعل؟!.
شعرت بنبضات قلبه قد إزدادت قوة و صدره قد تضخم أكثر فرفعت رأسها إليه آنذاك كي تتفاجأ من ملامحه الشاحبة.. و مقلتيه القاتمتين و تلك النظرة الشبيهة بنظرة شخص روحه مكسرة أشد تكسير..
لا.. أردت المزاح فقط.. تمنت لو نطقت بها قبل أن يهمس هو بصوته الغريب عنه أشد الغرابة: و أنت.. ماذا ستفعلين إن أصابني مكروه.. إن حدث..
أطبقت على شفتيه بقوة.. عيناها متسعتين.. وجلتين.. ثم قالت بذعر: فليحفظك الله لي.. فليبعد عنك شر العالم كله..
فرد عليها بإبتسامة شفافة: و أنت أيضا.. فليحفظك الله لي يا إمرأتي الحبيبة.. أنا أحبك.. أحبك كثيرا.. و أريدك أن تعدينني بشيء.. أن تبقي سعيدة من أجلي إلى آخر يوم في حياتك..
و حتى قبل أن ترد عليه كان قد ضمها إليه بحنان.. و عطر خصلاتها الشمسية ذاك أعاد إليه روحه من جديد.. فإبتسم بعدما إمتدت نظرات عينيه نحو البعيد.. حيث البحر.. حيث الشمس المخفية خلف شفق السماء الوردي..


يتبع


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 09:37 PM   #415

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

أتأخرت عليك ثانية؟!. آسفة.. آسفة جدا..
رفع سادن عينيه على صوت رحيق الآتي من بعيد... ينظر إليها بقنوط و غضب طفيف ثم همس و بصره على ساعة معصمه: تأخرت أكثر من نصف ساعة.. بالله عليك من أين كنت آتية؟!. هل من المريخ أم من بلاد الشرق الأوسط؟!.
أسرعت نحوه ضاحكة الملامح.. تأبطت ذراعه بإبتسامة مشرقة.. في حين هو أشاح ببصره عنها قائلا ببرود: أتركي ذراعي حالا.. لا داعي لرشوتك السخفية هذه..
ضحكت ضحكة خافتة ثم أردفت و بصرها على عينيه الزرقاوين: هيا.. لا تغضب يا صاح.. اعرف أنني أجبرتك على إنتظاري مطولا.. كانت نصف ساعة فقط و...
فحرك رأسه ينظر للمقهى أمامه كي يهمس: ماذا يا قلبي.. هيا.. هيا.. إصدميني قليلا..
ردت عليه بإبتسامتها الصافية الوديعة: كل شيء مباح في الحب.. و إنتظار شريك حياتك من بين قواعده يا روحي..
نظر إليها برقة.. قبل أن يبتسم لملامحها المشرقة.. عيناه على فستانها الأزرق و قفازاتها الصوفية.. إقترب من وجهها أكثر كي يردف بصوت خافض عاشق: و ماذا عن القبل؟!. ألسيت من بين قواعده أيضا يا حبيبتي؟!.
شعرت رحيق بالدفء الكبير و هو يقبلها من جانب ثغرها كما إعتاد في كل مرة كان يقبلها فيها.. أغمضت عينيها كي تستشعر ذلك الحنان الكبير.. و قبل أن تنجرف مع مشاعره الجياشة تلك كان صوته المستمتع يصل لمسامعها خافتا: لا تدعي الإغماء ينال منك.. هيا لندخل قبل أن نجمد من شدة البرد.. على كل الأزرق يليق بك يا رحيق الورد..

تنحنحت بإحراج.. إبتسامتها الحالمة لا تخفى عن نظراته.. تأبطت ذراعه من جديد ثم دخلا المقهى بهدوء.. خطا كلاهما بضع خطوات ثم توقفا في آن..
عقد سادن ما بين حاجبيه بغرابة و هو يرى أمامه جهاد الجالسة على إحدى الطاولات وحدها.. نظر لقنوط رحيق البادي على محياها في تلك اللحظة بإستمتاع.. ثم سار بها نحو توأمها بثبات..

- يالا الصدفة العجيبة..! أأنت هنا؟!.
أفاقت جهاد على صوته المرح فنظرت إليه بصدمة طفيفة قبل أن تحول بصرها لأختها فتتغير صدمتها تلك لغرابة ممتزجة ببرود..
- هل أنتِ وحدك؟!.
قالتها رحيق و هي تتخد مجلسها أمام السادن الذي جلس قُبالة إبنة خاله فردت عليها جهاد ببرود واضح: لا.. لست وحدي.. معي شخص و سيعود بعد وقت قصير.. كيف حالك يا سادن؟!.
أومأ سادن برأسه قائلا ببشاشة: بخير.. و أنت ما قصتك؟!. لما لم تعودي تظهرين في الوسط.. أنت مختفية دوما..
و قبل ان ترد كان أمجد قد ظهر من العدم هاتفا بمرح كمرح سادن بالضبط: رحيق.. كيف حالك؟!. يا لا روعة فستانك الأزرق..!
رفعت رحيق بصرها مجفلة.. تحدق لأمجد الذي كان قد إتخد مجلسه على يمينها كي ترد عليه ببلاهة: شكرا.. شكرا لك.. و أنت كيف حالك..
إرتشفت جهاد من القهوة متمتمة: أزرق.. يالا الجمال الآخاد..
في حين كان سادن يكمل عنها ببرود بدوره: شعر مشعت.. يا لا الروعة.. لم أكن أحسب أن هذا هو نوعك المفضل يا إبنة الخال الجميلة..

ثم نظر إليها فوجدها تحدق إليه فجأة.. و سرعان ما كان كلاهما يطلق ضحكة خافتة أجبرت كل من رحيق و أمجد ينظران إليهما فيهمسان في آن: ماذا.. على ما تضحكان؟!.
رفع سادن يديه قائلا ببراءة: لاشيء يا عزيزي لقد أخبرتني جهاد نكتة فقط.. فضحكنا..
فقالت رحيق بغضب: جهاد لا تحب النكت أبدا.

إبتسمت جهاد آنذاك بمكر.. فقالت و عيناها عليهما: و من قال أنني لا أحب النكت؟!.. فها أنا أنظر لأجمل و أروع نكتتين في العالم كله..
تنهد أمجد مستطرا بقنوط: هذا مبشر بالخير.. الحمد الله.. و أخيرا أراك تحبين شيئا..
فحولت رحيق بصرها لسادن البادي عليه امارات الفرح و السعادة..ثم لأختها التي إلتقطت هاتفها آنذاك و راحت تقرأ الرسالة التي وصلتها في تلك اللحظة..
تبدلت ملامح جهاد من السخرية للقتامة و الوجل فقالت رحيق بخوف: ما الأمر؟!..

نظرت إليها جهاد ثم قالت بثبات و نظرات غريبة: تعالي.. سوف نغادر حالا...
و حتى قبل أن يعترض سادن كانت تمسك معصمها كي تجرها وراءها بقوة.. و بعدها تستطرد و هي تتجاوز كل من سادن و أمجد: فيما بعد يا سادن.. فيما بعد..
ثم خرجتا بسرعة.. نظر سادن لباب المقهى بغرابة.. إستدار بعد ذلك كي يرى أمجد قد وضع ذقنه على كفه و راح يحدق للباب بدوره.. و سرعان ما همس بحزن: هل حقا أشبه النكت؟!. أنا.. بشعري.. بملامحي.. بجمالي هذا أشبه النكت؟!..
حملق فيه سادن ببرود و قد عرف ان نهاره مع رحيق ورده قد ضاع كله فقال: لا يا عزيزي.. أنت لا تشبه النكت.. بل النكت تشبك..

يتبع


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 09:39 PM   #416

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

تلاعبت نسمات الريح المسائية الباردة بخصلاتها الكحيلة الملساء.. تارة ترفعها فوق عينيها المتأملتين لفضاء الحديقة الفسيح أمامها و تارة تنسدل على جانب وجهها الأيسر فتحجب عنها الرؤية.. جالسة على الكرسي الخشبي الكلاسيكي بمعطفها الأسود و شالها الرمادي الذي لف رقبتها بالكامل.. تنظر لنقطة محددة بجمود كالصخر بملامحها الساكنة السمراء..

- هل أنت بخير؟!. لما لا تكلمينني يا رؤى؟!. منذ جلوسنا و أنت على هذه الحال؟!.
همست بها رنيم بخفوت حزين فردت عليها رؤى على الفور بنفس الجمود: أين هو؟!. لما لم يظهر بعد؟!. ألم يخبرك أنه يود لقائي؟!.
تنهدت رنيم تنهيدة قصيرة أتبعتها بعبارة خافتة جدا: سوف يأتي.. لقد وعدني بذلك؟!.

رفعت عيناها الذابلتين بعدما طال صمتها كي تحدق لرنيم بهدوء.. ناظرتها هذه الأخيرة بجبين منعقد.. فمدت كلتا يديها و أطبقت بهما على آناملها قائلة و إبتسامة شاحبة قد ظهرت على محياها: سوف يتصلح كل شيء يا قلبي.. لا تقلقي أكثر من اللازم..
إبتسمت رؤى بدورها إبتسامة عجيبة فقالت و عيناها على عيناي رنيم: و هل بقي لي أية مشاعر حتى أقلق.. أو أحزن.. أو أغضب..
فردت عليها الأخرى بنبرة كسيرة: يا رؤى.. كفاك حزنا على ما مضى.. أنظري للمستقبل.. فكري كيف ستأخدين إبنتك من رائف.. كيف ستقفين أمامه كإمرأة قوية.. جبارة.. تحارب بالغالي و النفيس من أجل قطعة من روحها..
آنذاك رفعت عيناها للسماء و حدقت إليها بموت.. و سرعان ما كانت تهمس بنبرة خالية من أية مشاعر: لقد إستنزفت طاقتي يا رنيم.. إستنزفت كليا.. يا الله..
إلتمعت عيناها بالدموع فبكت آنذاك ثم أكملت على نفس سجيتها: كل شيء محطم داخلي.. فقدت عائلتي.. مربيتي.. أمي الحقيقية.. و أبي.. أبي لم يعد ينظر إلي أبدا.. بدر.. شمس.. آمال.. الدكتور نادر.. الكل صار يعلم حقيقتي المخزية.. و ريم.. إبنتي التي سلبوها مني بكذبهم علي.. و الآن ماذا؟!. ليس لدي شيء.. لأنني فقدت كل شيء..

شعرت رنيم في تلك اللحظة بالعجز الكبير أمامها.. فسحبت يديها و غطت بهما وجهها بقوة.. لا يا رؤى.. أنت مخطئة.. كلنا معك.. كلنا بجانبك.. أرادت الصراخ بها و بت الأمل في جسدها إلا أنها توقفت تنظر لأخيها الذي كان يقف وراء رؤى.. يصيخ السمع لكل ما تتفوه به..
إزدادت دقات قلبها صدوحا فنهضت ببطء.. عيناها لا تحيدان عن خطواته البطيئة المتجهة نحوهما..
ضم قصيل أخته بحنان فور أن وجد نفسه يقف أمامها.. تمالكت رنيم نفسها بصعوبة و هي تضم خصره بقوة..
- كيف حالكِ؟!. هل أنت على ما يرام؟!.
همس بها بخفوت و إبتسامة حنونة زينت ثغره فأومأت برأسها إيماءة ضعيفة.. أبعد بصره الحزين عن عينيها فسار خطوتين نحو الطاولة كي يتخد مجلسه بالقرب من رؤى.. جلس الثلاثة في صمت مطبق.. الكل يجاهد على تمهيد الحوار غير رؤى التي كانت ما تزال شاردة في الفضاء.. غير آبهة لأي شيء..

- إن هذا الوقت يمثل النقيض ببرودته و صقيعه لذلك اليوم الحار.. اليوم الذي وجدت فيه ريم.. إبنتك...
إرتعشت رؤى على صوته الكسير المتحشرج المليء بالألم.. فأخفضت بصرها قليلا ثم صارت تنظر إليه بعينان ناعستين متألمتين في آن..

تنفست بصعوبة و هي تصيخ السمع إليك أكثر

- كانت صغيرة.. و حلوة.. كانت تبكي بقوة و فور أن حملتها بين ذراعي توقف بكائها قليلا.. رفعتها إلي و قمت بتقبيلها بنعومة.. تعلقت بها فلم أستطع التخلى عنها أبدا.. أخدتها إلى بيتي فربيتها فصارت كما لو أنها إبنة لي.. كما لو أني والدها حقا...
شعرت رنيم بعذاب حديثه... فشعرت بحزن شديد.. من جهة التي تئن أمامها تكون أقرب أصدقائها و من جهة أخرى يوجد أخوها السبب في ألم رفيقتها.. فأيهما تمد لهما يد الأمان..؟!.
نظر قصيل إلى رؤى مطولا فإستأنف كلامه الموجع ثانية: أكثر من خمس سنين عشت في ضياع و ذعر كبير.. ذعر من أن يكشف أمري أمام والدي فيختطفها مني و يضعها في ملجأ أيتام.. الشخص الوحيد الذي وقف بجانبي و ضحى بنفسه من أجل ألا يكشف أمري كان رائف.. إبن عمي.. أبوها الحقيقي..
آنذاك رفعت رأسها إليه أكثر و حدقت في عيونه الحمراوين اللتان لم تذوقا طعم النوم منذ أيام.. بادلها النظر بألم فقال من جديد: لم أكن لأفكر في ذلك أبدا.. لا في رائف أن يكون والدها الحقيقي و لا فيك أنت أن تكوني أما لها.. الآن.. الآن فقط أستطيع تخمين سبب كرهه لك.. مقته لك و جنونه عندما يراك او يفكر فيك..
إتسعت عيناها بذهول فهمست بخفوت متحشرج: هل صدقت أنني تخليت عنها؟!.
فتح أزرار ياقته بهدوء فأردف بألم: لقد أخبرتني رنيم كل شيء.. أخبرتني كيف كذب الطبيب على رائف و عليك.. صدقيني هذا الذي يمزقني أنك لم تتخلي عن إبنتك أبدا.. فلو كنت فعلت ذلك لما سمحت لك أبدا أن تأخديها مني بعد كل هذه السنين..
دمعت مقلتيها بقوة فأشاحت بصرها عنه بعدما أخفت وجهها بين آناملها تبكي في ألم..
في حين بقيت رنيم تنظر لكليهما و الألم يعتصر قلبها..

- آنا.. آنا آسف.. آسف جدا على كل ما عانيته في حياتك إلى الآن...
آنذاك حدقت رنيم في مقلتيه الحزينتين بإرتياع.. أخوها يعتذر.. يعتذر للمرة الثانية.. إهتز جسد رؤى إهتزازة صغيرة فرفعت رأسها و نظرت إليه قائلة بدموع: لماذا تعتذر مني؟!. أنت لم تفعل شيئا.. أنت أيضا لعب بك رائف كما يحلو له.. لقد لعب كلانا بين يديه كالدمى..

فتنهد تنهيدة طويلة.. صاحبت قوله الخافت الميت: لا أدري.. أحسست انه يجب علي الإعتذار ففعلت ذلك..
آنذاك قالت رؤى بقوة جنونية خافتة: الذي يجب عليه الإعتذار ليس أنت بل هو.. و صدقني لن أقبل إعتذاره ذاك مهما حدث.. أقسم أن آخد إبنتي منه مهما كان الثمن.. هل هي معك الآن؟!.
أومأ برأسه فردت عليه على الفور: سوف يأتي إليك كي يأخدها منك بالغصب.. لن يهمه امرك أبدا.. اظنه قد حان اليوم الذي سينتزعها منك..
شعر قصيل بغرابة الحوار.. و قبل أن يهمس كانت تردف هي بخفوت مرتجف: إخدمني هذه المرة فقط.. أبقي معك ريم لساعتين كاملتين..

- إنها معه يا رؤى.. و أين عساها تذهب و رائف.. كيف تعلمين أنه سيأخدها منه هذا اليوم؟!
قالتها رنيم بإظطراب.. فحل صمت كئيب عليهما.. عادت رؤى بجسدها للوراء كي تقول بأكثر المشاعر حزنا و ألما: عندما آخد إبنتي إلي.. عندما أقتلعها منه.. أعدك أن أسمح لك برؤيتها متى ما اردت.. سدد لي أول معروف بإبقاء إبنتي معك حتى أتصل بك.. آنذاك تستطيع إعطائها له..
ثم وقفت كي تولي ظهرها لهما و تغادر إلا أن قصيل أمسكها من معصمها فجأة كي يردف بجبينه المنعقد: إياك.. إياك و إرتكاب أية حماقة كيف ما كانت.. لا تدعي رائف يفوز للمرة الثانية بعدما لعب بنا كل هاته السنين..
لم تولي ظهرها له أبدا.. إنتزعت يدها من قبضته بهدوء ثم أكملت سيرها..


يتبع


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 09:43 PM   #417

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

( الساعة السادسة و الربع)


- ما الذي يجري؟!.لما تسحبينني هكذا كالخراف؟! جهاد توقفي..
هتفت بها رحيق بعد ولوجها البيت محاولة ما أمكن تخليص يدها من قبضة أختها المسعورة فلا تستطيع..
وقفت جهاد فجأة فإرتطم بها جسد توأمها بقوة.. تأوهت بصوت خفيض فهمست تشد علي جبينها: اللعنة على جنونك هذا.. تبا...

و فور أن رفعت بصرها تنظر لحديقة البيت إتسعت عينيها بقوة فصرخت بذهول: حور...

إرتعشت جهاد على صرخة أختها فأفاقت من شرودها الذاهل و صدمتها القوية.. حور عادت؟!. زوجة ميثم الشاروني عادت حقا؟!. تذكرت أمر الرسالة التي وصلتها قبل قليل و قد كانت منها.. تخبرها أنها في البيت.. في الوهلة الأولى لم تصدق فأرادت التأكد بنفسها.. و هاهي الآن تنظر حيث حور.. حيث زوجة أبيها جالسة بكل ملوكية ترتشف من قهوتها بكل هدوء..
أسرعت رحيق نحو زوجة أبيها و ضمتها بقوة.. هاتفة بمرح طفولي: متى عدت؟!. إشتقت إليك كثيرا...
إبتسمت حور بسعادة فهتفت بدورها: و انا أيضا يا حبيبة قلبي.. إشتقت إليك كثيرا..
ناظرتهما جهاد في صمت مطبق بعدما إتكأت بجسدها على حافة الجدار و صارت تتبع كل حركاتهما.. و فجأة كانت رحيق تبتعد عنها.. و هاهي الآن تسرع نحوها.. وقفت بقامتها الرشيقة تجابه جهاد قائلة بسعادة غامرة: سوف أخبر. أبي.. و روضة..
جمدت جهاد في مكانها.. عيناها الزرقاوين لا تحيدان أبدا عن جسد زوجة أبيها.. تنفست ببطء بعدما أحست بجسدها قادرا على الحركة آنذاك..
خطت نحوها بتثاقل شديد.. تضم جسدها بكلتا ذراعيها.. وقفت أمامها حيث لم يعد يبعدها عنها سوى بضع إنشات.. ضيقت عيناها فقالت بهدوء شرس: عدت إذن.. يا لا الروعة..!
تأملتها حور بعبائتها السوداء الطويلة بهدوء.. و سرعان ما أردفت بثقة و ملامح جميلة: هل ستبلغين الشرطة هذه المرة أم ماذا؟!. أنت لم تفعليها في المرة الأولى فهل ستفعلينها الآن؟!.
آنذاك.. إتخدت جهاد مجلسها بثبات أمام غريمتها.. نظرت إليها بقوة فإستطردت بصوت خافض مليء بالتوحش و الجنون: لم أفعل ذلك لأنني كنت أعلم أنك ستنفذين منها كالشعرة من العجين.. أخدت كل شيء.. الدبوس.. الفستان ثم غادرت..

- لا تكذبي على نفسك كثيرا يا جهاد.. لو كنت تريدين فعل ذلك لما وقف أي شيء في طريقك.. على الأقل كنت فضحتني أمام رجاء و أبنائها.. إلا أنك لم تفعلي ذلك..

قاطعتها حور بصوتها الخافض و الثابت.. فعادت جهاد برأسها نحو الوراء واضعة رجلا فوق الآخر.. حدقت إليها زوجة أبيها مطولا فعادت تقول بعدما وضعت ذقنها على كفها الأيسر: إذن.. أخبريني لماذا؟!. لماذا لم تفضحينني أمام ميثم و كذلك أمام عائلة لبيذ.. كنت تستطعين فعل ذلك حتما.. أليس كذلك يا جهاد الشاروني؟!.
فردت عليها بشراسة خافتة و عينان زرقاوين متقدتان: لأنك لست هي.. لست ياقوت.. لست من خطف توأمي و تسبب في دمار صحة ذمار و عائلته.. أنت.. أنت..
أمسكت عن الكلام تنهج فردت عليها حور قائلة ببرود: أنا ماذا؟!.
آنذاك لم تستطع جهاد التماسك أكثر فنهضت في لمح البصر.. نهوضها ذاك صاحب إستطرادها القوي الشرس: ما صلتك بياقوت.. و لماذا فعلتما ذلك برحيق و ذمار؟!. ألن ينتهي هذا الوبال؟!. ألن تكفوا عن أذية الناس أم ماذا؟!..
نظرت إليها حور بهدوء فأقسمت: قسما بالله ليس لدي يد في إختطاف أختك.. و لو عاد بنا الزمان للوراء لما سمحت بذلك أن يحدث أبدا.. أنت لا تستطعين تقدير معزة رحيق في قلبي مهما فكرت..
ثم نهضت.. إقتربت من جهاد كثيرا كي تحدق في عيناها بقوة أجبر هذه الأخيرة على القول بغرابة: من هي.. و ما قصتها مع أبناء عبد الناصر؟! و ما دخل رحيق في الأمر كل!.
فقالت حور بصوت كئيب جدا و ملامح حزينة: كل واحد فينا سيلاقي العقاب الذي يستحق.. حتى لو كانت رحيق.. حتى لو كان رائف و والديه..
نظرت جهاد لصورة حور الشاحبة ثم أردفت بإرتعاش: انا لم اصدقك أبدا.. لا لا.. و لما يفعل لبيذ ذلك..؟! ماذا سيستفيد من كل ذلك؟!

أشاحت حور بعينيها عنها كي تحدق لروضة الآتية بصحبة زوجها ميثم.. نظرت إليهما بإبتسامة حنونة ثم إستطردت بحزن: و هل سينتظر منا الآخر شيئا سيئا حتى يؤذينا.. بعض الناس مهووسون بالقتل و الدمار و أمثالهم لبيذ الجبار..
أرادت أن تخطو نحو زوجها إلا أن جهاد كانت قد أمسكت يدها فجأة و أردفت بغرابة: ماذا عن رائف و أمه و كذلك رحيق.. ما شأنهم بكل هذا إن كانوا قد أحبوا آصال حبا جما..؟!.
في تلك اللحظة تنهدت حور تنهيدة طويلة.. و من دون أن تستدير نحو جهاد كانت تهمس بأكثر المشاعر حزنا قبل أن تسحب يدها من قبضة جهاد و تغادر: لأن رائف و والدته و كذلك رحيق كانوا.. كانوا يعرفون بأن لبيذ هو القاتل منذ أحد عشر عاما إلا أنهم فضلوا السكوت و التكثم عن الأمر..


يتبع


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 09:45 PM   #418

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

(الساعة السابعة و النصف مساء..)

- تعالي و أنظري بالمنظار.. المكان تحفة..
رفعت إسمهان بصرها على هتاف إسحاق الذي كان يقف أعلى جدار المبنى بقامته الطويلة و معطفه الصوفي الأسود.. نظرت لظهره مليا ثم وقفت بعد ذلك.. سارت نحوه بخطوات بطيئة كي تحدق من فوق المبنى بدورها و تقول ببرود: ما الذي يعجبك في هذا المنظر البائس.. كثرة الناس و العالم.. هل أنت بخير؟!.
لم يعر كلامها أدنى إهتمام و هو يغوص بمنظاره نحو أسفل بعيد ضم ببعده لأكثر من سبعة عشر طابقا.. ظل ينظر إلى أن قال ن
بنشوة: أحب مراقبة الناس من بعيد.. إني أتسلى ألا تلاحظين ذلك ام ماذا؟!.
ضمت ساعديها لصدرها بكل هدوء.. فأغمضت عينيها من قوة الرياح.. احست بالدماء تغلي في جسدها رغم برودة ذلك المساء.. فلم تعر للأمر أدنى إهتمام..

- دمائك تغلي اليس كذلك؟!. تغلي كلافا البركان.. تحسين بالاحتراق؟!.
افاقت على همسه الخشن التي لم تغادره ذرات النشوة ابدا ففتحت عينيها الزرقاوين بصعوبة و حدقت لإسحاق قائلة ببرود تخفي به ضيق قلبها الكامن في صدرها منذ شهور: هل صرت طبيب نفسي و لم افطن لذلك..؟!.
رفع اسحاق كفه كي يبعثر به شعره و عيناه مثبتتان على ملامحها الشقراء قائلا بشرود و إبتسامة ظافرة: ماذا الآن.. هل ستتركين ابنة حسن اسماعيل تفوز عليك من جديد؟!. تلك ال.. رؤى حقا مغامرة جبارة.. من كان ليفكر بأن يكون لها ماضي مشبك مع ابن اخي الكريم رائف عبد الناصر...
آنذاك توحشت ملامحها فإزدادت قتامة.. اعتدلت في وقوفها فقالت بشراسة جابهت وقوفه الماكر أمامها: هي لن تظفر به أبدا.. إما أنا أو لا أحد.. رائف لي وحدي.. إسمهان و رائف إما أن يكونا خطان متقاطعان في طريق واحدة في النهاية أو لاشيء.. أفهمت؟!.
أمسكها من معصمها و قادها نحو الداخل.. شعرت إسمهان بالدفء وقتذاك إلا أنها لم تعلق بينما هو كان قد أردف من جديد بنبرته المستفزة و عيناه الماكرتين: بالله عليك كوني واقعية و لو قليلا.. هناك طفلة تجمعهما رغم أنفك.. رائف في قرارة نفسه لم و لن يكون لك أبدا.. فأكبري قليلا على مشاعرك هذه.. و فكري كما يفكر هو حاليا.. وقتذاك تستطعين فهم مخططاته...
ثم سار ينزل الدرج ببطء للطابق السادس عشر.. تبعته إسمهان من دون أن تنبس و لو بحرف.. وقفت بجانبه في المصعد ثم ضغطت على زر الطابق الأرضي و سرعان ما كانت تردف ببرود: لن تؤذي رائف أبدا.. و إن فعلت ذلك سوف تجدني أقف لك بالمرصاد هل فهمت؟!.
إستدار يحدق إليها مستطردا بوقاحة: أتعشقينه لتلك الدرجة الجنونية حتى تقفي في وجهي أنا؟!. يا لا إخلاصك.. إذن دعيني أخبرك يا قلبي.. لو علم عشيقك كونك السبب وراء كذب الدكتور عليه و على إبنة حسن إسماعيل سوف يمحيك من هذا العالم حتما.. فكري قليلا فقط.. القليل من التفكير و ستعين ما أود إخبارك به.. أنظري ما فعله برؤى بمجرد ان ظنها قد تخلت عن طفلته.. لم ينتقم منها قبل سنين بل إنتظر اللحظة المناسبة فحول حياتها لجحيم.. آخر شيء كنت سأفكر فيه و أنا أريد الإنتقام من أي شخص أن أدخله مصحة مجانين و هو ليس. بمجنون أبدا..

عقدت جبينها بقوة فقالت: من أين لك أن تعلم بذلك؟!.
فرد عليها ببساطة و المصعد يفتح أمامهما أخيرا: عرفت ذلك من أخي الأكبر لبيذ..
خرجا كلاهما من المصعد يسيران نحو الخارج بخطوات بطيئة.. إستدار يحدق إليها بمكر و إستفزاز و هو يتذكر آخر مرة رأى فيها حور.. عندما إستدار في لمح البصر فإستطاع رؤية عينيها السوداوين المرعوبتين آنذاك.. إلا أنه لم يفضح امرها أبدا في تلك اللحظة..
إبتسم بنشوة غريبة صاحبت قوله الخافض الماكر: آراك لاحقا... لدي عمل مع إحدى السيدات الراقيات... وداعا...
إستدارت بدورها تخطو نحو سيارتها الرمادية بثبات.. و فور أن شغلت المحرك إلتقطت هاتفها الذي رن رنة سريعة أتبعتها رسالة نصية قصيرة من رائف..

" تعالي.. أمام منارة البحر "

نظرت للطريق أمامها و هي تقود سيارتها ببرود.. و ما هي إلا لحظات قصيرة جدا حتى وجدت نفسها تقف وراء ظهره.. خطت نحوه بضع خطوات حتى وقفت بجانبه كي تقول بهدوء مزيف: ما الأمر؟!. هل هناك شيء؟!.

تلاعبت النسمات بخصلاته السوداء الرمادية فإستدار يحدق إليها ببطء شديد.. نظرت إسمهان لملامحه التي تعشق بهيام مخفي خلف أقنعة جمودها.. كانت عيناه خضراء لامعة.. في حين كان ذقنه مشذب بعناية أما خصلات شعره فكانت قد إستطالت بضع سنتيمترات حتى باتت تصل لرموش عينيه.. نزلت ببصرها لثغره المغلق فأوجعها قلبها أشد الوجع.. يوما ما كانت تمتلك ذلك الثعر.. كانت تمتلك قلبه و روحه.. بل كانت تمتلكه كاملا.. أما اليوم فلا تعلم إلى أي مسافة سيمتد إمتلاكها.. هيامها و عشقها المريض..


يتبع


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 09:46 PM   #419

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

- في يوم من الأيام.. كانت هناك فتاة.. فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها الواحد و العشرون.. في إحدى الليالي ثملت حد النخاع.. لم تعد تحس أو تشعر بنفسها.. سقطت بين يدي رجل فحملها بين ذراعيه و أخد منها ما أخد.. لما إستيقط الرجل لم يجدها بجواره.. نسي الأمر كما لو أنه لم يحدث أصلا..حيث ظنها بأنها ستكون نزوة من إحدى نزواته الكثيرة فلم يعلق أبدا.. إلا أنه و في إحدى المرات وجد نفسه يريد البحث عنها من جديد.. يوم بعد يوم.. شهر بعد شهر حتى إلتقاها في الأخير.. اليوم الذي رآها فيه كان يوما عجيبا بحق..فقد كان يوم وضعها للطفل التي كانت حاملا به لتسعة شهور..
لم تشح بصرها عنه أبدا.. و همسه ذاك أيقظ فيها الجنون الكبير.. إنه يحكي قصته.. قصته معها!.
نظر إليها مطولا بعدما أمسك عن الكلام لما يقارب الدقيقة الكاملة ثم عاد يكمل بنبرة غريبة جدا و كلتا كفيه في جيب معطفه الطويل الأسود: إنتظرها الرجل خارجا حيث لم يكن يحتاج للكثير من التفكير حتى يحس بنفسه متورطا في الأمر.. وقتذاك خرج الطبيب فحاصره و قال: ( كيف هي؟!. و كيف حال الطفل؟!. )
فرد عليه الدكتور في أسف: (كلاهما بخير إلا أن أمها قد تخلت عنها.. )
شعر الرجل بطعم الصدأ في فمه.. غضب و امسك الطفلة و أخذها.. نظر إليها نظرة واحدة ثم تخلى عنها بدوره أمام باب بيت إبن عمه.. عارفا أنه سيربيها.. و هكذا الرجل أحس بنفسه قد إنتقم من تلك الفتاة.. بتخليه عنها و بتسليمها لإبن عمه فتكون أمامه دوما و عندما يجد الوقت مناسبا يأخدها لنفسه قائلا : ( أنا والدها الحقيقي.. أنا أنا)

آنذاك إبتعدت عنه إسمهان ثلاث خطوات و راحت تحدق للبحر و هي تتنفس بصعوبة.. تبعها رائف بهدوء مستأنفا كلامه من جديد إنما بنبرة شرسة خافضة: و ذاك الذي سيحصل.. الرجل سيأخد إبنته أخيرا لكن الغريب و العجيب في الأمر أن الفتاة لم تتخلى ابدا عن الطفلة بل كذب عليها الطبيب كما كذب علي أنا بدوري.. يا ترى لماذا؟!..
فقاطعته ببرود: و لما تخبرني بكل هذا؟!. ما شأني بالرجل و الفتاة؟!.
آنذاك رفع رائف يده كي يداعب خدها و يكمل بهدوء بريء: ذهب الرجل بعدما علم الحقيقة كي يبحث عن الدكتور.. فقد كان سبيله الوحيد من أجل التأكد من كل تلك الحقائق الموجعه.. هه أتدرين.. لقد وجده ميتا؟!. مات قبل ثلاثة شهور؟!. أليس غريبا جدا؟!.

أخفض كفه لعند رقبتها و صار يدلكها ببطء و فجأة أطبق عليها كالمصعور فهمس: لأن ذلك الرجل هو أنا.. و تلك الفتاة هي.. رؤى.. رؤى.. إبنة عم خطيبة أخي رحمها الله.. أليس هذا غريبا بدوره؟!.
إختنقت من بين قبضته فسعلت بقوة.. في حين هو كان ما يزال يكمل بجمود مسعور: لقد عذبتها أشد العذاب.. كرهتها.. حقدت عليها.. حتى أن الجنون قد إستبد بي لدرجة كبيرة فأخدتها لمشفى مجانين كفأر تجارب.. ظننتها تخلت عنها.. قد تخلت عن إبنتي..

- ر... رائف.. تو.. توق.. توقف...
وصله همسها المتقطع خافتا فزاد من قوة قبضته على رقبتها و إستطرد بقبأ عينيه المتحرق: هل لك دخل في الأمر.. هل أنت من قتل الطبيب؟!. إنها أفعالك السوداوية صحيح؟!. هيا أجيبي...

-ل... لا.... ل. ل. لا
أغمض عينيه بقوة فتركها بعدما دفعها عنه بتوحش فسقطت على الأرض تكح بصعوبة.. عانقت أديم الأرض مجاهدة على إعادة الهواء لرئتيها فإستطاعت ذلك أخيرا..
نهضت بصعوبة و امسكت على رقبتها ثم حدقت إليه بجنون يوازي جنونه آنذاك.. فهمست بحقد: أنا ليس لدي دخل في أي شيء.. و إن كنت فعلا ذلك الرجل و أن لك إبنة من المساة رؤى فمبروك.. لكن ليكن في علمك أنني لن أسمح لها بالإقتراب منك أبدا... انت لي فقط.. لي وحدي..
شعر رائف بأنه يريد أن يضحك و بقوة.. و هو يفكر في إقتراب رؤى منه.. كيف سيكون ذلك؟!. من سابع المستحيلات أن تنظر إليه بعد كل ما فعله بها؟!
فتح أزرار معطفه الأسود بسرعة.. فهمس بشر و هو يشير نحوها بسبابته: فلتبتعدي عني و عنها.. و ليكن في علمك إني أبحث عن أي دليل يؤكد لي أنك المتووطة.. و إن كنت انت فعلا من له يد في كل ذلك...

- ماذا ستفعل؟!. ماذا؟!.
قالتها بخفوت و عينان متقدتان كالجمر أجبرته على الإقترب أكثر منها و الهمس أمام وجهها بانفاسه الملتهبة و عيناه الحمراوين : أقسم أن أقتلك.. إني أقسم بذلك..
ثم إستدار و إختفى من أمامها كالبرق.. في حين هي بقيت في مكانها تنظر للفراغ بجنون و سرعان ما كانت تهمس لنفسها بقوة شرسة: لن تقدر على ذلك.. لن تقدر يا إبن لبيذ مهما حاولت و إن تكتب و كان آخر نفس لي بين يديك فأعدك أن تكون إبنة نسيم نهايتها الأولى بين يداي..


يتبع


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 10:26 PM   #420

يوجّين
 
الصورة الرمزية يوجّين

? العضوٌ??? » 410657
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » يوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond reputeيوجّين has a reputation beyond repute
افتراضي

-هل أنت مستعدة يا قلبي.؟!. هل جهزت نفسك جيدا؟!...

رفعت ريم رأسها على صوت قصيل المرح فإبتسمت بطفولية و هتفت: جيدا.. جيدا.. متى ستأتي أنت؟!. لا تتأخر يا أبي..
إقترب منها بضع خطوات فإنحنى بجسده نحوها كي يعدل ثيابها جيدا فيهمس بإبتسامة حنونة: أنا.. أنا سأكون هناك قبل التاسعة.. أعدك بذلك..
إبتسمت ريم بعينان سوداوين ضاحكتين.. فرفعت كفها تمسد به خده قائلة: حسنا.. سأنتظرك... متى سيأتي رائف لكي يأخدني..

آنذاك.. لم يتمالك قصيل نفسه فضمها إلى صدره بقوة و راح يقبل رأسها قبلات متتالية.. من دون توقف.. سوف ترحل.. سوف تذهب عنه قرة عينه.. فلذة كبده و روحه..

طرق باب شقته طرقتين خافتتين فإرتعش جسده إرتعاشة غريبة.. نظر للساعة حيث كانت تشير للثامنة و خمس دقائق.. تنهد تنهيدة محترقة بعدما حمل ريم في حضنه و همس و هو يشبع عيناه من النظر إليها: لا بأس.. ما يزال في ملكنا عشر دقائق حتى تكتمل الساعتين..
وضعت ريم رأسها على صدره و همست بطفولة: لا تتأخر يا أبي مفهوم.. كن في بيت رائف قبل التاسعة مساء..
عاد الطرق مجددا.. فعاد ينظر للساعة.. إنتظر الوقت كله حتى تكتمل الساعتين.. آنذاك أنزل ريم بعدما طبع قبلتين عميقتين على كلتا خديها و همس بإبتسامة شاحبة: هيا.. إذهبي الآن..

(الساعة الثامنة و الربع)

فتحت ريم باب الشقة بهدوء تطل برأسها نحو الخارج كقطة صغيرة.. و فور ان ثبت بصرها على جسد رائف الواقف أمامها إبتسمت له بهدوء.. ثم هتفت: آسفان لأننا تركناك تنتظر مدة طويلة..
لم يبتسم رائف في وجهها فقد رفع بصره عنها بعد لحظات و صار يحدق لقصيل الواقف وراءها..
طالت نظراتهما لبعضهما فقال رائف بنبرة جوفاء و صوت ميت و هو يمد يده لكف ريم: ريم.. هيا بنا..
مدت ريم يدها ليده بسرعة.. ثم عادت تستدير لقصيل كي تهتف بسعادة و ضحكة طفولية: لا تتأخر أبي حبيبي.. أنا أحبك..
إبتسم في وجهها بعذاب فهمس بألم: لن اتأخر
. أعدك بذلك.. أنا أيضا أحبك..


- ريم.. إربطي حزام الأمان..
فعلت ريم كما أمرها رائف فأسندت رأسها على الزجاج بعد ذلك..
لم تمر سوى بضع دقائق حتى وصل للبيت أخيرا.. خرج ثم دار حول السيارة كي يفتح بابها.. نظر لريم بهدوء.. بغرابة.. بألم و هي تغط في نوم عميق.. أراد أن يحملها بين ذراعيه إلا أنه توقف فجأة ينظر بحقد لآخر شخص توقع أن يراه في ذلك اليوم..

فقد كان إسحاق يسير مع أبيه تجاهه و فجأة قد فتحت بوابة البيت فظهر من خلالها اخوه الأكبر ذمار.. بجانبه سادن و كذلك أمه.. تلاقت كل أزواج الأعين في ذهول و صدمة.. في حقد و برود.. في غضب و جنون..
عاد ببصره نحو ريم و قبل أن يمد ذراعيه كي يحملها كانت صرختها تشق طريقها لمسامعه.. لقد نادته بإسمه.. إسمه..! إنها... إنها.... رؤى....


يتبع


يوجّين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.