آخر 10 مشاركات
شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          4-عاصفة في عينيه-ليليان بيك-كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          سيمفونية الجليد والنار(117)-ج3 أسرار خلف أسوار القصور - noor1984*الفصل17ج1* *مميزة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-18, 06:42 PM   #21

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى سلام مشاهدة المشاركة
ألف مليون مبروك يا يويو
اهم حاجه مكرونه مازن😘😘😘
الله يبارك فيكِ يا حبيبتي
ايووووه بقى معجبات مازن اهوه


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 06:44 PM   #22

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروك يا قلبي 😘😘😘
مستنية اشوف مين اللي هتقوله انت مش ابويا 😂😂😂
مقدمة مشوقة واسلوب سلس وجميل 😘😘
بالتوفيق غاليتي وان شاء الله تلاقي النجاح اللي تستحقه روايتك 😘😘😘


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 06:53 PM   #23

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى سلام مشاهدة المشاركة
نورتى روايتى بيتنا الكبير😍😍
نووورك يا قلبي ❤❤


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 09:56 PM   #24

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
هبدأ تنزيل الفصل الأول، و إن شاء الله يحوز على إعجابكم


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 10:00 PM   #25

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الأول
وقف مع والده فى المطار، ينتظر وصول عمه بعد غربة دامت حوالي عشرين عاماً، أشار له والده باتجاه أحد الأشخاص، وهو يقول بلهفة:
"انظر طارق، إنه أخي، أخي عبد الله".
ثم تركه، و هرول إلى أخيه، ليحتضنه باشتياق، ودموعه تسيل رغماً عنه، ثم قال بصوت متحشرج:
"عبد الله، اشتقت إليك يا أخي، وأخيراً عدت".
ابتعد عنه قليلاً ليُمسك بوجهه، ثم تنهد بقوة، وأردف:
"آاه، إلهي، لا أصدق أنك هنا، وأني أراك ثانية".
انحنى عبد الله، ليُقبل يديه، وهو بقول بندم:
"سامحني أخي، صدقني أنا نادم على كل لحظة قضيتها بعيداً عنكم".
أبعد شقيقه يده، ليسحبه مرة أخرى إلى أحضانه.
حينها اقترب طارق منهما، و هتف: "حمداً لله على سلامتك عمي".
ابتعد محمد عن عبد الله، لينظر الأخير للشاب الماثل أمامه بتركيز، ثم همس :
"طارق".
و احتضنه بشوق و هو يقول: "يا إلهى لقد مرت فترة طويلة، اذكر أخر مرة رأيتك فيها، كنت في المرحلة الإعدادية".
ليقول محمد بفخر: "هذا كان في الماضي، إنه الآن الدكتور طارق".
ابتسم له عبد الله، في نفس اللحظة التي وصلهم صوت طفولي متذمر.
" أبي أنا متعبة، ألن نذهب من هنا؟"
ليقول عبد الله بتأنيب: "حيِّى عمك وابن عمك أولاً يا أسيل".
تأففت بملل، و هي تقترب من عمها، لتمد له اطراف أصابعها، و تهتف بنبرة باردة:
" أهلاً عمي".
ثم فعلت المثل مع طارق، لتعود وتحمل حقيبتها الصغيرة، ثم تقول:
"هل يمكن أن نغادر الآن".
ثم تبعت قولها بالسير أمامهم.
ليتنحنح عبد الله بحرج، و يقول: "اعذراها، إنها فقط مرهقة، فالرحلة كانت طويلة".
"لا مشكلة يا أخي"، قالها محمد بتسامح.
ثم نقل نظراته بين أسيل الواقفة على بُعد خطوات منهم، تنظر إليهم بضجر، و شقيقه الماثل أمامه، ليسأل باستغراب:
"أين زوجتك؟، ألم تأتي معك؟"
ليرد عليه شقيقه بغموض: "لا، ستأتى الأسبوع القادم إن شاء الله".
"هيا إذاً، لنذهب إلى البيت، فأم طارق من الصباح و هي واقفة في المطبخ من أجلكما".
ابتسم له عبد الله، وقال بشوق: "هيا، فأنا مُشتاق كثيراً للأكلات المصرية".

سار فى الحديقة، وهو يأكل أحد السندوتشات الذى اشتراه من مطعم للوجبات السريعة، تطّلع حوله لترتسم الابتسامة على شفتيه، وهو يرى الأطفال تلعبن وتضحكن بسعادة، ليتذكر طفولته، وكم كان والده رحمة الله عليه قوياً و حازماً فى معاملته، ولكنه ايضاً كان حنوناً، وحاول أن يُعوّضه عن غياب والدته، التى تُوفيّت وهو في العاشرة من عمره.
أفاق من ذكرياته على أصوات بكاء عالية، تطّلع حوله ليجد طفلة تبلغ حوالى التاسعة من العمر، لا يظهر منها سوى كفيها الصغيرين الممسكين بشعر طفلة أخرى- فى نفس العمر تقريياً - وتشده بقوة، وهى تصيح بكلمات غير مفهومة، بينما تبعثرت خصلات شعرها الكيرلى لتلتصق على وجهها.
ومن حولهما الأطفال تبكين، بينما تدّخلت إحداهن محاولة الإبعاد بينهما دون جدوى.
اقترب منهما، ليلتقط يد الطفلة، و يُبعدها عن شعر الطفلة الأخرى، وهو يصيح بغضب:
"ما الذى تفعليه يا فتاة؟، ستُقطّعين شعرها".
رفعت الطفلة عيونها العسلية الواسعة، والتى قد تحوّلت إلى اللون البنى من غضبها، لتنظر إلى الرجل الماثل أمامها بحدة، سُرعان ما تحولت إلى سعادة و لين!
تخلصّت من خصلات شعر صديقتها الملتصقة بيديها، ثم رفعتهما لُتبعد شعرها عن وجهها وعيونها، تنفست بعمق، ثم همست بنبرة طفولية، تحمل الكثير من البراءة، و عيناها تنظران إلى السندوتش الذى يحمله بجوع:
"أنا جائعة، أعطنى هذا السندوتش، أرجوك".
رفع الرجل أحد حاجبيه، وهو ينظر لها باستغراب من تحوُلها المفاجئ، لكن نظراتها إلى جعلته يُشفق عليها، ليعطيه لها، و هو يقول بحنو:
"هل تريدين أن آتي لكِ بواحد أخر؟"
أخذته منه بسعادة، وقالت: "لا شكراً، هذا يكفينى".
لتقضم منه قطعة كبيرة، و تردف بتلذذ:
"إنه لذيذ جداً".
ابتسم لها، ثم نظر للطفلة الأخرى، والتى كانت تمسح على شعرها بألم، و دموعها تسيل على وجنتيها..
اقترب منها، و ملّس على شعرها، و هو يبتسم لها بحنو، و قال:
"لا تبكي صغيرتي".
ثم أردف وهو يُشير إلى أحد الباعة، الذى يحمل حقائب بلاستيكية متعددة الألوان، تحتوى على حلوى غزل البنات:
"هل تريدين أن اشترى لكِ؟"
مسحت دموعها بكفيها الصغيرين، وابتسمت بسعادة وهى تُأومأً إيجاباً.
لتتسع ابتسامته، و يهتف بداخله بتعجب:
"كم هو سهل رسم السعادة على وجوه الأطفال!"
" وأنا، وأنا أريد".
صدح صوت لارا عالياً..
فالتفت إليها، ليجد شفتيها ملطخة بالطعام، بينما هى ممسكة بالسندوتش بقوة، وكأنه كنزها الثمين.
"وسأشتري لكِ أنتِ أيضاً، ولكن عِدوني اولاً ألا تتشاجرا ثانية".
لتصيح عندها تسنيم بغضب: "هى المخطئة، و أيضاً ضربتنى بقوة".
لترد عليها لارا بغضب مماثل: "تستحقين هذا".
لتُبادر تسنيم هذه المرة، وتقترب منها بغضب، وهي ترفع يدها استعداداً لضربها، ليقف إسلام بينهما، و يقول بصرامة:
"كُفا عن ذلك، و إلا لن اشترى لكما الحلوى".
حينها اقتربت منهم إمرأة تبدو في منتصف العقد الخامس من عمرها، ممتلئة القوام، يبدو على ملامحها القوة والحزم، بصحبة إحدى الأطفال، والتي على ما يبدو كانت قد ذهبت إليها وأخبرتها عن أمر المشاجرة، لتهتف حينما وصلت إليهم:
"ما الذى يحدث هنا؟"
ثم نظرت إلى لارا، وهى عاقدة حاجبيها بغضب، لتهتف بعصبية، وهى تسحبها من ذراعها:
"كان يجب أن أعلم أنكِ السبب، أتمنى أن أرى مرة مشكلة ولا تكونين طرفاً فيها".
صاحت لارا مبررة: "هى المُخطئة".
و هتفت تسنيم مُستعطفة: "انظري ماذا فعلت بي خالتي".
مررت المرأة نظراتها على تسنيم بتفحص، لتجد شعرها مبعثر بعشوائية، و وجهها أحمر يظهر عليه بعض الخدوش، وملابسها غير مهندمة، لتلتفت إلى لارا و تضربها على كتفها بعنف.
"حتى لو هى المُخطئة، لا يجب أن تضربى أختكِ هكذا، انظرى كيف أصبح شكلها، والجروح التى تملأ وجهها ، هل يُعجبكِ هذا؟"
عقد الرجل حاجبيه باستغراب، فكيف تنادى تسنيم المرأة بخالتي ، بينما هي الآن تقول للارا أختها؟
وما حكاية كل هؤلاء الأطفال؟
"اعتذر سيدتي ، لكن ماذا تقربين لهن؟"
انتبهت المرأة أخيراً إليه، فسألته بضيق: "و مَن تكون أنت؟"
فرد عليها بسخرية: "أنا مَن تدّخلت لفضّ الشجار، عندما كُنتِ أنتِ تلهين لا أعرف أين، و تاركة هؤلاء الأطفال لحالهن!"
ثم أشار إلى لارا، التي ما زالت مُمسكة بالسندوتش، وأردف: "و مَن تبرع لطفلة منهن بسندوتشه المُفضّل".
حينها انتبهت السيدة للسندوتش الذى تحمله لارا، بينما قبضت الأخيرة عليه بقبضتيها الصغيرتين بخوف.
مدّت السيدة يدها لتسحبه بعنف وسط اعتراضات الطفلة، و قالت:
"خذ هذا سندوتشك؛ أما بالنسبة لسؤالك".
و تابعت وهي تشير للأطفال اللاتى تنظرن إليهما بفضول: "أنا مشرفة بدار الأيتام الذى يضم كل هؤلاء".
ثم عادت بنظراتها إلى لارا، و قالت بغضب: "و أنتِ حتى نعود للدار و نُعاقبِك كما تستحقين، لن تُكملي الرحلة معنا".
هتف إسلام سريعاً مُحاولاً تهدأتها: "لا داعي لهذا سيدتي، إنه شجار عادي بين اطفال".
هتفت المشرفة بفظاظة: "وما دخلك أنت؟"
لتقوم بعدها بدفع لارا للأمام، باتجاه إحدى الأشجار الكبيرة.
أجلستها تحتها، وهتفت بنبرة صارمة:
"لا تتحركي من هنا حتى ننتهي ونعود إلى الدار، فهمتي؟"
هزت لارا رأسها عدة مرات، و هي ترمش بعينيها بسرعة كعادتها عندما تخاف.
لتقول السيدة بنفس النبرة التي لا ترحم: "لا اسمعكِ".
همست لارا بصوت منخفض، يكاد لا يُسمع: "فهمت".
عادت المشرفة إلى الأطفال، لتقول بصوت قوي:
"هيا عودن للعب، لم يعُد لدينا الكثير من الوقت للعودة".
تنهد إسلام بحزن، وكاد أن يغادر، لولا صوت تسنيم الذي اوقفه، عندما قالت وهي تُشير إلى البائع:
"سيدي، ألن تشترى لنا؟"
نظر باتجاه ما تُشير إليه ليتذكر البائع، ثم عاد بنظراته إليها، ليجدها تنظر إليه برجاء، فابتسم لها، و اتجه إليه ليشترى منه الحلوى.
لتتبعه جميع الأطفال بسعادة،
نظر إليهن باستنكار، فهو قد وعد اثنتين منهن فقط!
ولكنه لم يُرِد أن يزِل البسمة من على وجوههن، فاشترى جميع ما يحمله البائع من حقائب بلاستيكية، وأعطاها لهن، ليقفزن بسعادة ويعودن ليُتابعن لعبهن.
أما هو، فحمل اثنتين، وسار باتجاه لارا، ليُعطيهما لها.
لكن المشرفة قطعت عليه الطريق، هاتفة بحنق:
"إلى أين ستأخذهما؟"
عبس بشدة من أسلوبها الفظ، ليهتف باقتضاب: "سأعطيهما إلى لارا".
زفرت السيدة أنفاسها بضيق، و وبخته قائلة: "ألا تفهم يا سيد؟، إنها مُعاقبة".
"و ما دخل العقاب بالحلوى؟"، سألها باستغراب.
و لكنها لم تستمع إليه، و سحبت الحقائب من يده، واتجهت عائدة للأطفال، فاستوقفها قائلاً:
"عفواً سيدتي، ولكن ما أسم الدار التابعين لها؟، فأنا أفكر في التبرع لكم".
ويا للعجب!
حينما سمعت السيدة حديثه، ارتسمت على ملامحها ابتسامة سعيدة واسعة، و كأنها ليست هي مَن كانت توبخه منذ ثواني!
و هتفت بنبرة تملؤها السعادة :
" طبعاً وسأعطيك العنوان أيضاً، سجل معي".


نظرت لارا إلى أخواتها، لتراهن يلعبن سوياً بمرح، وبعدها أخذن يأكلن الحلوى بسعادة، وهن يتلذذن بطعمها الشهىّ.
عضت على شفتيها بقوة تُحاول منع دموعها من الهبوط، حركت وجهها لتتطاير خصلات شعرها الكيرلى بفعل الهواء، ثم بدأت باللعب بأرضية الحديقة، مُظهرة اهتمامها بما تفعله، و رسمت على وجهها ابتسامة كاذبة، كانت كافية لتُوصّل لهن أنها غير عابئة بهذا العقاب!

يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 10:05 PM   #26

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

دلفوا إلى البيت، لتقترب منهم سعاد، قائلة بفرحة: "حمداً لله على سلامتك يا عبد الله، اشتقنا إليك".
ليرد عبد الله بفرحة مماثلة: "سلّمِك الله يا أم طارق..
كيف حالِك؟"
"أصبحت بخير عندما رأيتك من جديد"، قالتها بحب أخوى
ثم اقتربت من أسيل وقبلتها بسعادة.
"هذه أبنتك، ما شاء الله، حفظها الله لك، وأراك إياها عروساً".
هتف بأمل: "أمين".
تطلعت حولها باستغراب، و هي تلاحظ عدم وجود زوجته، فسألته بفضول: "أين زوجتك؟"
ليرد عليها باقتضاب: "لم تأتي".
"لِمَ؟، لقد كنا متشوقين لرؤيتها و التعرّف عليها، يكفى أننا لم نراها من قبل إلا بالصور".
تنهد عبد الله بضيق، لقد فهم كلمات زوجة شقيقه الخفيّة، و تأنيبها له على عدم زيارتهم خلال السنوات الماضية التى قضاها بغربته، حتى أنهم لم يروا زوجته و لا ابنته من قبل، إلا من خلال بعض الصور التى كان يرسلها إليهم.
لاحظ محمد ضيق شقيقه من تغيّر ملامحه، هو يعتب عليه بالطبع، فمنذ أن سافر للدراسة فى بريطانيا قبل عشرين عاماً، و بعدها زواجه من إمرأة بريطانية، لم يعد للوطن ولو لمرة واحدة، حتى لو زيارة سريعة، لقد أغرته الحياة هناك، ليكتفي بالاتصال بهم و الاطمئنان عليهم.
لكن لا مجال للعتاب الآن، المهم أن عبد الله عاد، حتى لو بنية زيارة قصيرة لا تتعدّى بضعة أسابيع!
"زوجته ستأتي الأسبوع القادم يا أم طارق، و الآن اتركيهم ليرتاحا، و حضّرى لنا الطعام".
لتهتف سعاد بتأنيب لنفسها: "نعم بالطبع، بالتأكيد أنتما مُتعبان من الرحلة، اذهبا لترتاحا حتى أعدّ الطعام".



أدخلتها زوجة عمها إلى غرفة صغيرة لترتاح فيها.
نظرت إلى الغرفة بتقييم، والتى كان يغلب عليها اللون الوردي، كانت الجدران مطلية باللون الابيض، ويتوسط الغرفة سرير وردي، ودولاب من نفس اللون بأحد الاركان، ومكتب صغير بمقعده أيضاً من اللون الوردي احتلوا المكان المجاور للسرير، وباب جانبى خمّنت أنه يؤدي إلى الحمام، بينما افترشت الأرضية بسجاد من اللون الوردي والأبيض، وامتلئت الجدران أعلى السرير بصور متعددة لعمها وزوجته وابنه وفتاة غريبة لم تراها بعد، ولكنها علمت أنها أبنة عمها من حديث زوجة عمها.
"إنها غرفة أبنتي، هى من عشاق اللون الوردي، لذا ستجدينه محتل الغرفة".
لمع التساؤل في حدقتي أسيل، فقالت: "و أين هي؟"
ردت عليها سعاد: "إنها متزوجة، ستأتي لزيارتكما اليوم إن شاء الله، و ستتعرفين عليها".
ثم أردفت وهي تغادر الغرفة: "سأترككِ لترتاحين".
فتحت أسيل حقيبتها، لتلتقط ملابسها و تدلف إلى الحمام.
خرجت بعد فترة، لترتمي على السرير و هي تتأفف بملل!
لم تحب هذا المكان، وكم هي غاضبة من والدها لإصراره على أن تأتي معه، ولا تمكث مع والدتها و تأتى معها.
هى تعرف والدها جيداً، وتعلم أنه يُخطط لشئ، و إلا ما السر وراء إصراره على زيارة الوطن فى هذه الفترة تحديداً، و عدم انتظار والدتها حتى تنهى أعمالها و تأتى معهما؟
أمسكت بهاتفها، لتقوم بالاتصال بوالدتها عن طريق إحدى برامج التواصل الإجتماعى، هتفت عندما جاءها صوتها :
"مرحباً أمي".
صمتت تستمع لحديث والدتها ثم قالت: "نعم لقد وصلنا، نحن الآن في بيت عمي".
انتظرت قليلاً لتهتف: "عادى، لم يحدث شئ مهم، لقد رحبوا بنا، وبعدها أخذونا إلى الغرف لكى نرتاح".
لترد بعدها على سؤالها: "لا، أبي في الغرفة الأخرى".
لتبتسم بعدها و تقول: "حسناً، سأُحدّثِك ليلاً و أُبلغِك بما سيحدث".
لتغلق الخط بعد هذه الجملة، مقررة أخذ غفوة حتى ينادوها للطعام.



على الجانب الأخر
كان والدها يُرتِّب أفكاره بشأن ما سيفعله، وكيف سيقنع أخيه وأبنه بما يريده؟
فمنذ أن اكتشف مرضه وهو لا يفكر سوى في أبنته، وكيف سيكون مصيرها من بعده؟
لذا خطط جيدا،ً لتأمين مستقبلها والاطمئنان عليها بعد وفاته! وسيفعل المستحيل حتى لا تعيش أبنته مع والدتها مستقبلاً!
هو لا ينكر أنه كان يحب زوجته- والدة ابنته سوزان كثيراً - و لكنه ايضاً لا ينكر أنه خُدِع فيها!
فلقد سحرته منذ أول مرة رآها فيها فى جامعته، ليبدأ بعدها تتبُّعها، و التقصى عن أخبارها، غير مهتم بديانتها المختلفة عن ديانته!
حتى واتته الجرأة ذات يوم، و ذهب و أخبرها عن إعجابه بها..
و لكنه لم يكن يعلم أنها كانت تُحرّكه كما تشاء، تظهر أمامه فجأة و تختفي فجأة، حتى تجعله يجن بها، و لكى تستطيع السيطرة عليه و على تفكيره!
للأسف كل هذا لم يكتشفه إلا بعد زواجهما، بدءً من تعنّت زوجته على أصدقائه العرب و احتقارها لهم، و عدم موافقتها على العودة معه إلى وطنه بعد أن أنهى دراسته، مخبرة إياه أنها لن تقبل أن تعيش بمجتمع متخلف مثل مجتمعه، و تترك التقدم و الرقىّ الذى يملأ مجتمعها!
يذكر حينها أنه سألها:
"و إن كنتِ ترين أنني من مجتمع متخلف كما تقولين، لِمَ وافقتِ على الزواج بي؟"
أخبرته وقتها بكل البرود الذى تحمله بدمائها: "لأنك أعجبتني، و أردتك أن تكون لى، كما أنني كنت و مازلت واثقة أنك لن تتركني لتعود إلى وطنك".
تتابعت وقتها مشاعره بين الكره و الغضب و الأحتقار، ولكنه لم يُرِد أن يدخل معها في جدال عقيم، عن إنجازات العرب و تقدمهم الذى يفوق تقدم مجتمعها الذى تفخر به، فهو متأكد أن أمثالها لا يعرفون عن العرب سوى عبارات فارغة حفظوها و هم صغاراً، و عندما كبروا، بدأوا بترديد هذه العبارات إرضاءً لغرورهم.
وقتها كل ما استطاع قوله هو:
"سننفصل، أنا لا أستطيع إكمال حياتي مع زوجة تحتقرني أنا و وطني".
لتبتسم هى بسخرية، و تخبره بلؤم: "و ستتخلى عن صغيرك حبيبى، فأنا حامل".
لتقترب منه، و تضع يديها على صدره تحركها بإغواء، و تقترب بوجهها، حتى لامست شفتيها أذنه، فهمست بفحيح:
"انسى وطنك حبيبي، فلنعش هنا سوياً، أنا و أنت و طفلنا القادم،فى بلد يُقدِّر العباقرة و الموهوبين، صدقنى ستستفيد كثيراً هنا، ستجد مَن يُدعّمك و يقف بجانبك، و يوفر لك كل ما تحتاجه، و ستستطيع تحقيق ذاتك و طموحاتك".
ليستسلم لها من أجل طفله القادم، و بعدها يعشق الحياة هناك و ينجرف فيها، ناسياً وطناً وُلِد و تربّى فيه..
ليأتي مرضه يُذكّره بما نساه- وطنه و عائلته - فيقرر العودة له بعد غياب دام لأكثر من عشرين عاماً، مع القسم بأنه لن يجعل ما حدث له أن يحدث مع أبنته، و أنها ستُتابع حياتها بوطنها و وطن والدها، رغماً عن أنف زوجته!



ستون.. سبعون.. ثمانون.. تسعون.. مائة
ليصدح بعدها صوت طفولي عالياً: "سأفتح عيناي".
ليتحرك بعدها من مكانه، و يبدأ فى البحث عن أصدقائه.
لمح أبن خالته من بعيد، ليهرع إليه و يقوم بإمساكه، و هو يهتف بسعادة:
"أمسكت بك".
ليكرر بعدها هذه العملية عدة مرات، حتى أمسك جميع الاطفال الذين يلعبون معه، إلا واحدة، قام بالبحث عنها، و هو يصيح:
"رنيم، أين أنتِ؟"
و أردف بتصمبم: "سأمسِك بكِ أينما كنتِ".
ليركض بعدها، و هو يجول بنظراته بتركيز باحثاً عنها، حتى رآها أخيراً، ليهرع إليها و هو يصيح بسعادة.
تعالت ضحكاتها عندما رأته، لتركض بعيداً عنه، حتى أنها لم تنتبه إلى بوابة المنزل المفتوحة، و وجود عمال غرباء ينقلون بعض الأغراض، لتتخطاها هرباً من القادم خلفها.


توسّعت عيناه بفزع، عندما رأى الجسد المتحرك أمامه، ليضغط على مكابح سيارته بسرعة، مُحاولاً إيقافها، و لكن للأسف فات الآوان، لقد طار جسد صغير فى الهواء، ليصطدم بعدها بالأرضية الصلبة بقوة، و تحيط به الدماء بغزارة.


يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 10:08 PM   #27

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

حضّر له بعد الطعام الخفيف، فهو لا يحب أن يأكل كثيراً ليلاً، بدأ فى الأكل، ليتذكر الطفلة التى رآها فى الصباح، فتسائل كيف تشعر الآن؟، وماذا فعلوا بها؟، هل عاقبوها حقاً؟
تنهد بقوة وهو يتمنى فقط أن تكون بخير.
"لارا".



أدخلتها المشرفة إلى غرفة صغيرة مظلمة، و هتفت:
"ستبقين هنا حتى الغد دون طعام او ماء، كى تستمعين إلى الأوامر و لا تُخالفيها مرة أخرى".
ثم أحكمت إغلاق الباب عليها، لتمنع عنها الضوء الوحيد الذى كان يأتي إلبها من الخارج.
جالت بنظراتها المكان، وهى تحاول أن تبحث عن نقطة ضوء..
لتسقط دموعها دون سابق إنذار وهي ترتجف بخوف..
هي تخاف من الظلام، بل ترتعب منه، هتفت مُترّجية وسط شهقاتها:
"أرجوكن افتحن لي، أعدكن سوف استمع لحديثكن، ولن أخالف أى أمر لكن، ولن أفتعل المشاكل مرة أخرى، لكن لا تتركونى هنا، أرجوكن أنا أخاف كثيراً".
انتظرت لتحن عليها إحداهن وتفتح لها الباب، ولكن كان نتيجة رجائها الصمت.
استلقيت على الارضية الباردة، تضم جسدها مُتخذة وضعية الجنين، ثم أغمضت عينيها بقوة، وهى تهمس لنفسها:
"لا تخافي لارا، سوف تنامين، وعندما تستيقظين سيكون الضوء انتشر في المكان، وستخرجين من هنا، فقط نامى لتنتهي هذه الليلة".
وأجبرت نفسها على النوم، والخوف يسكن ملامحها، والدموع تجد طريقها على وجنتيها.

هتف عبد الله بصدمة، وهو يرى الطعام المرصوص أمامه على المائدة:
"ما هذا؟، مَن سيأكل كل هذا؟"
لترد علبه سعاد، بينما تضع أمامه المزيد من الصحون الممتلئة بأشهى المأكولات:
"لك بالطبع، بالتأكيد اشتقت لطعامنا".
ثم أردفت، وهى تنظر باتجاه أسيل: "وأنتِ حبيبتى، ماذا تريدين أن أضع لكِ؟"
لترد عليها الطفلة بسخرية: "وكأنني أعرف أى نوع"
لتقول سعاد: "انظرى هذه تُدعى الملوخية، وهذا طاجن بامية باللحمة، تذوقيهما سيُعجبوكِ".
تذوقتهما، لتنقلب ملامحها، وتُبعدهما عنها، وهي تقول: "لم أحبهما".
لتقول أريج: "جربي أنواع أخرى إذاً".
ثم أردفت، وهى تُقرّب منها أحد الصحون: "تذوقي هذا إنه".
ولكن أسيل لم تدعها تُكمل حديثها، حيث غادرت المائدة، وهي تتأفف.
نظرت أريج باتجاه عمها عبد الله، و قالت: "ما بها؟، هل أخطأنا في شئ؟"
ليرد عليها عبد الله بحرج: "لا حبيبتي، لكنها ليست معتادة على هذا الطعام، ستتعّوَد مع الأيام".


بعد فترة
طلب عبد الله من محمد وطارق أن يتحدث معهما في موضوع هام، فأخذه محمد إلى غرفة المكتب.
جلسوا صامتين لبعض الوقت، ليقطع محمد الصمت، قائلاً:
"خير يا عبد الله".
تنهد عبد الله، و قال: "اعلم أن ما سأقوله صعباً، ولكن أتمنى أن توافقا على ما سأطلبه، خاصة أنت يا طارق، فطلبي يتعلق بك".
ظهرت الحيرة والقلق على ملامح طارق، فما الذى يريده منه عمه؟!
ليتابع عبد الله بجمود: "أنا مريض بسرطان الدم، ونسبة شفائي ضئيلة، لأننى اكتشفته متأخراً، وللأسف السرطان انتشر بجسدي".
ثم اردف بقلق: "أنا مؤمن بقضاء الله، ولست خائف من الموت، ولكن كل خوفي على ابنتي، لا أريدها أن تُكمِل حياتها ببريطانيا، لا أريدها أن تعيش مع والدتها".
ونظر باتحاه طارق، وقال: "لذا طارق، سأكون ممتناً لك إن قبلت الزواج من أبنتي".
اعتلى الغضب ملامح طارق فور أن سمع طلب عمه، كيف له أن يطلب منه هذا؟
هل جاء ليُزوّجه أبنته، و يقلب حياته؟
ألهذا السبب فقط عاد بعد غربته الطويلة؟
"عمي، هل انت جاد بطلبك هذا؟"
ليهتف عبد الله ببرود: "نعم".
زادت عصبية طارق، بسبب برود عمه و بساطة حديثه، و كأنه متأكداً من موافقته!
"كيف تطلب مني هذا؟، ثم أبنتك طفلة، هل تعي معنى طفلة؟ كيف تريد تزويجها و هي في هذا العمر؟"
لم تعجب محمد طريقة حديث أبنه مع عمه، فقال بصرامة: "طارق، تحدث بأدب، لا تنسى أنك تتحدث مع عمك".
التفت طارق إلى أبيه، و هتف بنبرة عالية: "ألا تسمع ما يقوله؟"
ليهتف محمد بنبرة أعلى محذرة: "طارق".
نقل طارق نظراته بينهما، و الغضب بداخله يتفاقم، و مع ذلك قال بهدوء مزيف:
" اعتذر عمي، ولكن طلبك مرفوض، فأبنتك مازالت طفلة، كما أننى أحب أبنة خالتى، و سأتزوج منها".
أنهى حديثه، ثم سار خارجاً من الغرفة.
صُدِم عبد الله مما قاله، و شعر بفشل خطته قبل أن تبدأ
"أرجو ألا تُخبِر أسيل بحديثنا هذا، فهى لا تعرف عن مرضي، و لا عن نيتي بتزويجها، لقد أردت أن أعرف رأيك قبل أن أخبرها بأي شئ..
و أتمنى أن تفكر مرة أخرى و تقبل أن تتزوجها".
نظر له طارق بسخرية، ثم خرج صافعاً الباب خلفه، غير مبالي بما يقوله عمه.



تساءلت أريج عندما وصلتها الأصوات العالية من داخل غرفة مكتب والدها:
"لِمَ أصواتهم عالية هكذا؟"
لتهتف سعاد بقلق: "لا اعلم، سأذهب لأرى ما بهم".
نهضت متجهه لغرفة المكتب، ليُفاجئها خروج طارق، و وجهه محتقن من الغضب، فسألته:
"ما بك حبيبى؟، و ماذا يحدث بالداخل، و جعل أصواتكم تعلو بهذا الشكل؟"
زفر أنفاسه بضيق، و قال: "لا شئ أمي".
ليتحرك بعدها إلى غرفته، إلا أنه اصطدم بأسيل في طريقه، ليصيح بغضب:
"هل أنتِ عمياء؟"
فردت عليه ببرود: " أنت الأعمى، ألا ترى أمامك؟"
" انا مَن لا أرى أمامى أم أنتِ!
فأنتِ تحدقين بهذه الآلة التافهة بتركيز، و كأن مستقبلكِ معلق بها".
و تبع حديثه بسحب هاتفها الممسكة به، و ألقاه بقوة ليصطدم بالجدار، و يسقط متفككاً إلى عدة أجزاء.
"هذا لتنظرين أمامكِ عندما تسيرين".
بقت أسيل للحظات، تنقل نظراتها بينه و بين أجزاء هاتفها الملقاة على الأرض، لتستوعب ما حدث، و يتحول وجهها للون الأحمر، و تتوّسع عيناها من الغضب، و كادت أن ترد عليه رد يُعرّفه مَن هي، و يجعله يفكر أكثر من مرة قبل أن يتحدث معها بهذه الطريقة ثانية، لولا تدّخُل سعاد.
"اهدأ حبيبي، اذهب أنت لغرفتك الآن".
و أمسكت بذراع أسيل، و سحبتها بعيداً رغماً عنها، و هي تحاول أن تُهدّأ من غضبها.
" اعذريه أبنتي، لقد حدث شئ أغضبه، و عندما يغضب يتصرف بحماقة".
صاحت أسيل بحنق: "و ما دخلى انا بغضبه!
أنا لم أفعل له شئ".
هتفت سعاد بتوتر: "نعم .. نعم، أنتِ محقة، و لكن اعذريه، بالتأكيد حدث شئ كبير أزعجه، فلم يعد يُميّز مَن أمامه".
اقتربت منهما أريج، و هي تحمل هاتف أسيل، بعد أن قامت بتجميعه و تركيبه، قائلة بابتسامة ودودة:
" و هذا هاتفكِ سليم، لقد قمت بتركيبه و تشغيله".
أخذته منها أسيل شاكرة لطفها، و توعدت طارق بداخلها على رد صياحه عليها، فهى التى لم يُعنّفها والدها من قبل، حتى لو كانت مخطئة، يأتي هو و يرفع صوته عليها من دون ارتكاب أي ذنب!
و لكن صبراً و ستُريه مَن هى أسيل!


"ألا يوجد أملاً للعلاج؟"
تنهد عبد الله، و قال: "لا اعتقد، فحالتي متأخرة".
ليقول محمد بسخرية: "ولولا مرضك لم تكن لتتذكرنا وتعود إلينا، أليس كذلك؟"
نظر له عبد الله بغضب، مع أنه بداخله يدرك أن ما قاله شقيقه صحيحاً!
"كيف تقول هذا أخي؟
بالتأكيد كنت سأعود يوماً، فبالنهاية لم أكن لأرتضي أن أموت و أُدفن في بلد غريب".
ليقول محمد بسخرية أكبر: "ولكن ليس الآن، ولولا مرضك لم تكن لتعود".
"أُفضِّل ألا نتحدث فى هذا الموضوع الآن، فكل ما يُهمني أبنتي، أريد أن اطمئن عليها قبل وفاتي".
ليهتف محمد سريعاً: "بعيد الشر عنك يا أخي، لا تقل هذا، إن شاء الله ستتعالج وتشفى، الطب تطور كثيراً، و علاج هذه الأمراض ليس بالصعب الآن".
تنهد عبد الله بتعب، فعلى الرغم من الآلام الحادة التى يشعر بها دائماً، و تحذيرات الطبيب الذى اكتشف حالته، إلا أنه لن يُعرِّض نفسه لعذاب العلاج و انتظار أمل مستحيل للشفاء
"لا أريد أخي، العلاج لن يجدى نفعاً في حالتي، و أنا لا أريد أن أتعالج كيميائياً و أتعذب بلا فائدة، فأنا أشعر بقرب موعدي، كل ما أريده هو الاطمئنان على أبنتي".
إلا أن محمد لم يقتنع بأي من كلماته، واثقاً بالله تعالى، و بقدرته على شفاء شقيقه.
"لا سنذهب إلى الطبيب ليراك، و ستتّبع كل تعليماته في العلاج، و ستشفى إن شاء الله".
ثم أردف ليطمئنه: "أما عن أبنتك فستتزوج من طارق، فأنا لن أجد له أفضل منها".
هتف عبد الله باستغراب: "كيف وهو يرفض؟، و يقول أنه يحب أبنة خالته".
ليقول بتصميم: "لا تقلق بهذا الشأن، وستجده غداً يأتى إليك ليطلب يدها منك".
هتف عبد الله بشك: "هل تعتقد ذلك؟"
نهض محمد من على مقعده، ليقترب منه، ويُربِّت على كتفه قائلاً:
"بل أنا متأكد، لا تقلق واذهب لترتاح، و غداً إن شاء الله سنذهب إلى الطبيب".
ليقول بسأم: "و لكن أخي، أنا لا أريد الذهاب إلى أى طبيب".
"لا يا عبد الله، ستذهب إليه، و لا نقاش فى هذا الموضوع"، قالها بصرامة.
ليقف عبد الله و يغادر غرفة المكتب، مصراً على عدم الذهاب إلى الطبيب..
و متمنياً أن يفي محمد بوعده، و يقنع طارق بالزواج من أسيل، و إلا سيضطر أن يبحث عن شاب أخر، و يعرض عليه الزواج من أبنته!
تنهد محمد بعد خروج شقيقه بأسى، بالتأكيد لن يسمح لأبنة شقيقه أن تعود إلى بريطانيا وتعيش مع والدتها فى حالة إن توفّى شقيقه، فهو من البداية لم يكن موافق على زواج شقيقه من إمرأة أجنبية تحمل ديانة مختلفة عنهم، و لن يكن مطمئناً على أسيل معها لحالهما.
ومن ناحية أخرى، هو لا يريد أن يتزوج أبنه من أبنة خالته، ليس لعيب فيها، فهى فتاة محترمة و ذات أخلاق عالية، ولكنه يراها غير مناسبة له، لذا سيُدّعِم زواج طارق من أسيل بكل قوته!



دلفت إلى غرفة شقيقة زوجها، وابتسامة شامتة تعتلى ملامحها.
"هبه، لا تنسي غداً سنذهب إلى عرس سمية أبنة جارتنا".
نظرت لها هبه بنظرات باردة، وهمست بهدوء: "لا تقلقي، لن أنسى".
ابتسمت مشيرة بسخرية، وهى تنظر لها بنظرات ذات معنى، لتخرج بعدها من الغرفة.
تنهدت بهّم، فمنذ طلاقها و زوجة شقيقها لا تكُف عن الاستهزاء بها، وتستغل الفرص لتشمت فيها، هذا بجانب معاملة شقيقها لها، و التى تغيرت مائة وثمانين درجة..
شدته عليها، وعصبيته الغير مبررة، فها هى تكاد لا تخرج من البيت إلا للذهاب إلى عملها، الذى يريد شقيقها أن يمنعها عنه، معللاً بأنها يجب أن تجلس فى البيت، حيث أن ألسنة الناس لا ترحم، و هم الآن يترصدوا لها أى خطأ!
و إن حدث و خرجت للتنزه معه هو و زوجته في أى مكان، فلا تسلم من نصائحه عما يجب أن تفعله، و ما لا يجب أن تفعله، مُرفقاً بين النصيحة و الأخرى جملة ( لا تنسي أنكِ مطلقة ) و كأنها بطلاقها جلبت لهم العار!
انتهى الفصل قراءة سعيدة

Nana.k, duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 10:34 PM   #28

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 2 والزوار 9)
‏Aya-Tarek, ‏سوزان محمد احمد


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 10:44 PM   #29

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

نورتي المنتدى وقسم وحي الأعضاء يا عسووولة 😍😍

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-18, 10:55 PM   #30

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia bassam مشاهدة المشاركة
نورتي المنتدى وقسم وحي الأعضاء يا عسووولة 😍😍
ده نووورك يا دودو ❤❤


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.