آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )           »          Catherine Spencer - Tempting Lucas (الكاتـب : soul-of-life - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          رواية (حبيسة قصر الوحش)*مميزة ومكتملة* لـ رحاب عمر (الكاتـب : REHAB OMAR - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          288 - ضاعت العروس - لوسي غوردن (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-18, 09:56 PM   #61

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


مساء الخير، سيبدأ تنزيل الفصل الثاني الآن
قراءة ممتعة


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 09:58 PM   #62

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الثانى
دخل طارق غرفته، و هو يزفر أنفاسه بضيق، يعلم أن أبيه لن يتركه إلا بعد أن يتزوج من هذه المدعوّة أسيل، فبالتأكيد لن يتركها تعيش مع والدتها طالما عمه لا يوافق على ذلك.
اشتعل الغضب بداخله أكثر، عندما وصلت أفكاره إليها، كيف له أن يتزوج من هذه الطفلة؟
يا إلهي، لم تمر أربعة و عشرون ساعة منذ وصولها، و ها هي بدأت فى إرباك حياته، فماذا سيحدث له إن مكثت معه أسبوع مثلاً؟
أنّب نفسه على أفكاره هذه، فالفتاة ليس لها ذنب بما يحدث، هي حتى لا تعلم بمرض والدها، لا يصّح أن يضع اللوم عليها.
حرّك رأسه بقوة مُبعداً هذه الافكار عنه، مُقرراً أنه لن يتراجع عن رأيه، و لن يتزوج من هذه الطفلة، و يترك حبيبته مهما حدث!
حبيبته، و ها هى مشكلة أخرى تظهر أمامه، فإن علمت برغبة عمه و موافقة والده سيجّن جنونها، و وقتها لن يضمن ردة فعلها، لذا يجب عليه إنهاء هذا الأمر قبل معرفتها به!
التقط هاتفه ليتصل بأبنة خالته، ليهمس بحب عندما وصله صوتها:
"السلام عليكم حبيبتي، كيف حالكِ؟"
على الطرف الأخر
ابتسمت نشوى بدلال، وهي تستلقي على سريرها، وتعبث بخصلة من خصلات شعرها، وقالت:
"وعليكم السلام، حبيبتك غاضبة".
"مَن أغضبكِ؟"، سألها بضيق.
لتهتف بمشاكسة: "أنت".
لمعت عيونه بإدراك، و هتف بمرح: "و لِمَ حبيبتي غاضبة مني؟"
فردت بنبرة معاتبة: "لم تهاتفنى اليوم، ولم تبعث لي حتى برسالة واحدة تُطمئنى فيها عليك".
رد بهدوء: "تعلمين أن عمي وأبنته جاءا اليوم، وكنت مشغولاً معهما".
تملكتها الغيرة، و سألته: "و كيف هي أبنة عمك؟"
ليبتسم بعبث، مُدركاً ما تشعر به، و يرد بنبرة بريئة : "الحمد لله، تبعث لكِ السلام".
فصاحت بحنق: "طارق، أنت تفهم سؤالي جيداً، لا تراوغني في الحديث".
تعالت ضحكاته المستمتعة بغيرتها عليه، و همس بعبث:
"حبيبتي الغيورة، هل تخافين أن تأتي صغيرة وتأخذني منكِ؟"
فقالت ببساطة: "لا.. لا أخاف، لأنك إن نظرت فقط مجرد نظرة لأنثى أخرى سأقتلها، واقتلع عينيك الجميلتين كي لا تستطيع النظر بهما ثانية".
كتم ضحكاته بقوة، و هتف بخوف مصطنع: "يا إلهي أخفتيني".
لتقول بجدية: "قل ما تشاء، ولكن ثق أننى لن أسمح لأخرى أن تأخذك مني".
كاد أن يرد عليها، إلا أن طرق على الباب، وصوت والده قاطعه.
"طارق، ألا زلت مستيقظاً؟"
رد عليه: "نعم أبى، تفضل".
ثم قال لنشوى: "حبيبتى، سأُهاتفكِ لاحقاً، أبي يريدني".



عندما يحين قدر الله..
فنفقد قطعة من قلبنا دون سابق إنذار..
يكون الألم، كلمة قليلة على ما نشعر به!
أبنتي..
تخيّلتكِ عروساً ترتدين فستانكِ الأبيض..
و زوجِكِ يحملكِ إلى بيتكِ..
و لكننى اليوم أراكِ مُغطاة بالكفن الأبيض..
و أباكِ يحملكِ إلى الجنة!

أمام غرفة العمليات
قلوب تنتفض بخوف، و ألسنة لا تكُفّ عن الدعاء، آملين أن يستجيب الله لهم، و ينقذ صغيرتهم.
خرج الطبيب و هو يزفر أنفاسه بتعب، إثر العملية الصعبة التى كان يُجريها، لتقف أمامه عائلة الطفلة، ملامحهم ترسم من الألم الكثير، و من الأمل أكثر!
انتظر حتى يسأله أحدهم عنها، و لكن جميعهم كانوا صامتين، لا يجدوا الجرأة على السؤال، خوفاً من الإجابة، التى من الممكن أن تقضي على أملهم.
ليبدأ هو الحديث مُنهياً هذه اللحظات الصعبة، فقال بنبرة عملية باردة:
"فعلنا ما باستطاعنا، و لكننا للأسف لم نستطع إنقاذها، حالتها كانت صعبة، البقاء لله".
صياح، دموع، هتافات غير مصدقة، انتشرت فى أرجاء المستشفى.
لقد فقدوا صغيرتهم، مَن كانت تملأ البيت بمرحها و شقاوتها.
"لا،رنيم- أبنتي - لا".
صاحت والدتها، ليقترب منها زوجها، و يضمها إلى صدره، و دموعه تهبط على وجنتيه دون خجل، و كيف يخجل؟، وهو فقد طفلته، زهرة حياته، مَن كانت ترسم البسمة على شفتيه بكلمة منها!
بينما أخذت زوجته تهذي بانهيار، و هي تصفع نفسها:
"لقد ماتت، ماتت، لن نرى ضحكتها ثانية، لن نرى تذمرها عندما لا نوافق على طلب لها، لن نرى مشاكستها لشقيقها، لن نراها ثانية".
لتصيح بصوت عالي، يُعبّر عن حرقة قلب أم فقدت صغيرتها للتو:
"ماتت، أبنتي ماتت، رنيم ماتت".
لتبدأ بعدها ببكاء يُمزِّق القلوب، و الناس حولها تنظر لها بشفقة.



استند على الحائط وراءه، و هو غير مُدرك لما يحدث أمامه!
شقيقته ماتت، هل يعنى هذا أنه لن يلعب معها مرة أخرى؟
لن يصيح عليها عندما تشاكسه؟
لن تنام بحضنه بعد الآن؟
ليهمس بتأنيب لنفسه: "أنا السبب، أنا مَن قتلها..
لو لم ألعب معها..
لو لم أركض ورائها و أصمم على الإمساك بها..
لو لم تتخطّى البوابة..
لكانت معنا الآن!"
و تستمر ( لو ) دون فائدة، فأمر الله قد حان، و لن يستطع أحد رد قضاءه.


يتبع

Nana.k, duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:00 PM   #63

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


دلف محمد إلى غرفة طارق، ليقول طارق بجدية فور أن رآه:
"أبي، أرجوك، إن كنت قادماً لتُحدّثنى عن موضوع أسيل هذه، فأنا أعلنت قراري ولن اُغيرّه، أنا لن أتزوج منها، أنا أحب نشوى، ولن أتزوج غيرها".
ليهتف محمد بصرامة: "أيُمكنك أن تسمعنى اولاً!"
ثم أردف مُحاولاً إقناعه: "لِمَ تنظر إلى الموضوع على أنه زواج فقط؟ألا ترى عمك وخوفه على أبنته؟
هل تريده أن يموت وهو يشعر بعدم الاطمئنان عليها؟
لم أعهدك قاسي هكذا، لقد كُنتَ وما زلت تساعد الجميع.
فلِمَ لا تريد أن تسعد عمك وتجعله يشعر بالراحة؟"
تأفف بنفاذ صبر، قبل أن يقول: "ولكنها حياتي أبي ، حياتي وعمري الذى سأعيشه، وأنتم تريدون أن تُقَيدونى بفتاة لا اريدها".
ثم أردف بسخرية: "يا إلهي أى فتاة هذه، إنها طفلة، طفلة لم تتجاوز الخامسة عشر من عُمرِها بعد".
ليقترب من والده، ويجلس أسفل قدمَيه، هاتفاً بتوسُل:
"أرجوك أبي، لا تُجبرني على شئ، دعني اختار شريكة حياتي، و أتزوج من الفتاة التي أريدها".
ليقول والده بنفس نبرة ابنه: "و أنا أرجوك أن تفكر مرة أخرى، وألا تحرجني مع أخي".
ثم أردف بحزن: "و مَن يعلم، من الممكن أن يكون هذا أول و أخر طلب يطلبه منك، فلا تخذله".
ربّت على وجنته، ثم نهض ليغادر، تاركاً أبنه مُتخبطا بين قلبه الذى يخبره ألا يهتم لهما و يختار حبيبته، و بين ضميره الذى يصدح صوته مطالباً بتلبية رغبة عمه، وجعله يشعر بالراحة!



فتحت عينيها، لتجد أشعة الشمس مُنتشرة بالغرفة، من خلال الشرفة الزجاجية التى تحتل جزء كبير من أحد الجدران، نهضت من على الأرض، وهي تفرك عينيها بقوة، لتتجّه نظراتها نحو الباب، استقامت وسارت باتجاهه، لتقوم بفتحه، فيُفتح معها!
قفزت بسعادة، لتركض إلى المطبخ و تطلب الطعام، فهى تشعر بالجوع.
" انا جائعة، أُيمكنكِ أن تصنعي لي بعض الطعام؟"
لتقول الطاهية بصرامة: "لقد انتهى وقت الطعام يا صغيرة، لِمَ لم تلتزمي بالموعد؟"
بررت برجاء: "لقد كنت مُعاقبة، ولقد حبسوني في الغرفة المظلمة، ولم أخرج إلا الآن، أرجوكِ أعطيني سندوتشاً واحداً، فأنا جائعة".
فقالت الطاهبة بقسوة: "هذا لأنكِ طفلة مشاغبة، لا تحترمين أحداً، تستحقين العقاب".
ردّدت بحزن: "نعم، انا طفلة سيئة، واستحق العقاب، لكننى أريد أن آكل".
هتفت الطاهية بتهديد: "أخبرتكِ أن وقت الطعام انتهى، فلتنتظري موعد الغذاء، وإن لم تخرجي الآن، سأخبر المشرفة عن طلبكِ للطعام في المواعيد الغير مخصصة له".
تهدّل كتفيها بحزن واستسلام، لتهتف بصوت مختنق: "لا ، لا تخبريها، سأذهب".
ثم غادرت باتجاه غرفتها، التي تتشاركها مع ثلاثة من الأطفال، اتجهت إلى سريرها، لترتمي عليه، ويعلو صوتها باكياً.
اقتربت منها صديقتها ريناد، و احتضنتها هاتفة:
"لارا، لِمَ تبكين؟"
فقالت وسط شهقاتها: "لقد حبسوني أمس في الغرفة المظلمة، وتركوني فيها، واليوم لم يوقظوني بموعد الطعام، وعندما ذهبت إلى الطاهية، وأخبرتها أننى جائعة، لم توافق أن تعطيني شيئاً لآكله".
مسحت ريناد دموع لارا بيديها الصغيرتين، وهى تهتف بحماس:
"لا تبكي، لقد لاحظت عدم وجودكِ، لذا أخفيت سندوتشاً لكِ".
نظرت لها لارا بسعادة، ممزوجة بعدم تصديق، و قالت: "حقاً؟
ولم يروكِ؟"
لترد عليها بفخر: "بالطبع لا، و لقد ساعدتنى تسنيم أيضاً في تشتيت انتباههن".
احتضنتها لارا بقوة، وهي تقول: " أحبكِ ريناد، أين السندوتش؟"
ضحكت ريناد، ثم نهضت و اتجهت إلى سريرها، لتُخرِج من وراءه حقيبة صغيرة من البلاستيك.
عادت إليها لتُعطيه لها، و قالت:
"إنه ليس كبيراً، ولن يكفيكِ، لكن هذا ما استطعت أن أُخفيه".
هتفت لارا، قبل أن تلتهم قطعة كبيرة منه: "لا مشكلة".
نظرت ريناد باتجاه الباب، و قالت: "حسناً، أنا سأذهب و أقف عند الباب أُراقب الطريق، حتى لا تأتي إحدى المشرفات وتراكِ، وأنتِ حاولي أن تأكلين بسرعة".
هتفت لارا، وفمها ممتلئ بالطعام: " حسناً، لا تخافي".

يتبع

Nana.k, duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:02 PM   #64

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

استيقظ على طرق على باب شقته، كان يرتدي سروال البيجامة فقط، بينما صدره عارياً، وشعره الاسود مشعثاً، فتح الباب، ليجد طارق يقتحم الشقة، و يرتمي على الاريكة، وهو يتنهد بقوة.
نظر إليه بصمت، ثم اتجه إلى غرفته، و ارتدى قميصه، ليعود بعدها إلى طارق، فيجده يستتد برأسه على ظهر الأريكة، و ملامحه يظهر عليها الإرهاق.
فقال، بينما هو يتجه إلى المطبخ: "سأحضّر شيئاً لنأكله".
أوقفه طارق، هاتفاً: "لا أريد شيئاً".
رفع حاجبيه، وهو يراه بهذا الشكل، ليتجّه و يجلس بجانبه، التقط وسادة متوسطة يستند عليها بيديه بكسل، و قال:
"ماذا حدث؟"
أغمض طارق عينيه بقوة، و قال: "أبي يريدني أن أتزوج أبنة عمي".
اعتدل إسلام في جلسته، و قال بصدمة: "أبنة عمك! كيف؟، ماذا عنك أنت ونشوى؟"
فهمس بحزن: "عمي مريض بسرطان الدم، ويقول أنه يريد الاطمئنان على أبنته قبل وفاته".
رفع إسلام أحد حاجبيه، و سأله باستغراب: "و أين والدتها؟"
ليزفر بضيق، ثم يقول: "والدتها بريطانية غير مسلمة، و عمي غير موافق على أن تعيش الفتاة معها، إن حدث له مكروه".
فنظر له إسلام بشك، وقال: "و ما رأيك أنت؟"
صدرت من طارق تنهيدة قوية، قبل أن يقول: " لا اعلم، أنا لا أريد الزواج سوى من نشوى، ولكنها أيضاً أبنة عمي وأنا أخاف عليها، و لا أريد أن ارفض طلب عمي، فحالته لا تحتمل أى حزن أو إجهاد".
ابتسم إسلام ببرود، وقال: "تزوجها إذاً".
ليهتف طارق بغضب: "و اترك نشوى؟ مستحيل".
"مشكلتك صعبة يا صديقي".
قالها ثم زفر أنفاسه بقوة، وعاد بظهره إلى الوراء، ليستند على ظهر الاريكة.
حينها انتبه طارق له، وشعر أن هناك خطب ما، فهتف بتساؤل:
"هناك شئ يزعجك، صحيح؟"
رد إسلام بشرود: "لا اعلم".
نظر له طارق بتركيز، و قال: " لا تعلم!، إذاً هناك شئ، وشئ كبير أيضاً، أخبرني ماذا حدث؟"
قص له إسلام ما حدث بالأمس فى الحديقة، ليقول طارق باستغراب:
" لم أفهم، ما الذى يُزعجك في هذا؟"
ليهتف بحنق: "ألا تفهم طارق؟، أخبرتك أنها عاقبت الفتاة، و حرمتها من رحلتها".
ليقول طارق ببساطة: "و ما المشكلة في ذلك؟، نحن نسمع كل يوم عن دُور الأيتام وما يحدث فيها، إهمال.. ضرب.. اغتصاب ،للأسف ليس كل مَن يعمل في هذه الأماكن لديه قلب، و يُشفق على هؤلاء الأطفال".
ليعقد إسلام حاجبيه بضيق، ويهتف: "و لكن ما ذنب هؤلاء الاطفال، يعيشون هكذا و يُحرمون من أقل حقوقهم؟"
" ليس لديهم أى ذنب، الله اختار لهم هذا"، قالها طارق ببرود.
ليُسارع إسلام بحنق: "و لكن الله لا يرضى بالظلم".
استغرب طارق من انفعال صديقه الغير مبرر، فسأله: "ما الذى تريد أن تصل إليه؟"
ليقول إسلام بدون وعي: "أريد أن أكفل هذه الطفلة".
صمتا قليلاً، و إسلام يحاول استيعاب ما قاله!
لم يُفكر من قبل في هذا الموضوع، صحيح هو يُشفق على الأطفال الأيتام، ويشعر بهم، خاصة أن والدته توفت وهو صغير، فيعرف معنى اليُتم، ومعنى أن يتمنى الطفل حنان ولا يلقاه، ولكن أن يكفل طفل، فكرة لم تخطر على باله من قبل!
قطع الصمت صوت ضحكات طارق العالية، ليهتف بسخرية:
"حقاً؟، وكيف ستكفلها؟!"
ليرفع إسلام أحد حاجبيه، و يقول ببرود: "ما المضحك بالذي أقوله؟"
ليقول طارق بنفس السخرية: "تقصد ما المنطقي بالذى تقوله!
هل تعتقد أن الموضوع بهذه البساطة؟"
نظر له إسلام بحنق، ليردف طارق قائلاً:
"أخبرني كيف ستكفلها و أنت غير متزوج؟"
ليهتف إسلام باستغراب: "و ما دخل الزواج بهذا الموضوع؟"
لتتوسع عينا طارق بدهشة من عدم معرفة صديقه بالقوانين، و يقول: "الزواج هو الموضوع، لن تستطيع كفالة طفل إن كنت غير متزوج".
" ليس شرطاً أن أكون متزوجاً، سأبذل كل جهدي لكي أُسعدها و أُعوضها عما لاقته فى الدار"، قالها إسلام بعناد، و هو مصمم على كفالتها.
ليهتف طارق بنفاذ صبر: " إلهي، ألا تفهم؟، المسؤلون لن يُوافقوا على أن تكفلها، يجب أن تكون متزوجاً".
صمت إسلام مفكراً في كلام صديقه، بينما تنهد طارق، وهو لا يعرف ماذا يفعل مع عمه وأبنته!



وُضِع الطعام على المائدة، أمام ما يصل إلى عشرين طفلة، بدأن بعض الاطفال في الأكل بنهم، بينما تذمر الآخرين بداخلهن من قلة الأنواع الموضوعة، وعدم حبهن لها، ولكن لم تكن لديهن الشجاعة الكافية ليُعبروا عما بداخلهن، وحدها لارا َمَن كانت تمتلك تلك الشجاعة، لتهتف بتذمر طفولي:
"ألا يوجد قطعة لحم أو دجاج؟"
لترد عليها الطاهية باقتضاب: "لا".
زمت شفتيها بضيق، و تابعت بنفس النبرة: "و لا شيء غير الأرز و الفاصولياء؟"
ردت المشرفة بحدة خفيفة: "لا".
كادت لارا أن تُكمل تذمرها، لولا تسنيم التي قاطعت الحديث، وهي تضغط على يد لارا بقوة، وتنظر لها بتحذير.
"و ما بهما الأرز والفاصولياء لارا؟!
إن طعمهما لذيذ جداً، سلمّت يداكِ خالتي".
ابتسمت لها الطاهية بحب ثم نظرت للارا، و قالت: لا اعرف كيف أنتما الاثنتان صديقتان؟!"
ثم غادرت، عائدة إلى المطبخ، لتقترب تسنيم من لارا، هامسة:
"ماذا؟، هل تريدين أن يُعاقبوكي و يحرموكي من الطعام ثانية، كُلي و أنتِ صامتة، ولا تتذمري أمامهن".
لتهمس لها لارا بنبرة تحمل من الحزن والحرمان الكثير: "و لكنني مللت، كل يوم نأكل الأرز و الفاصولياء فقط، على الأقل يطهون لنا نوعاً أخر".
لتهمس تسنيم بشدة هذه المرة: "إن أخبرتيهن بهذا، ستجدينهن يصنعن لنا الفول، احمدي الله على النعمة و كُلي".
تنهدت لارا بقوة، ثم حملت ملعقة كبيرة من الأرز، و وضعتها في فمها، وهي تتمنى بداخلها أن يأتي اليوم الذى تتذوق فيه طعام مختلف.



عبس عبد الله بملامحه بضيق، لقد أصر شقيقه على أخذه إلى الطبيب، و لم يستطع أن يثنيه عن قراره، و ها هو الآن يتنقل من غرفة إلى أخرى، يقوم بإجراء التحاليل و الإشاعات التي طلبها منه الطبيب.
نظر محمد للطبيب بأمل، يتمنى أن يخبره أن شقيقه سيحيا، لن يحدث له مكروه، أن العلاج سيجدى فى حالته.
كاد الطبيب أن يبدأ حديثه، و لكن عبد الله سبقه قائلاً:
"أيها الطبيب، لقد أجريت فحوصات عديدة في الخارج، و أعلم عن حالتي، لذا لا داعي أن تخفى شيئاً".
كان من الواضح للطبيب أن عبد الله يعلم خطورة حالته، و يبدو اليئس من شفائه جليّاً على ملامحه، فحاول بث بعض الأمل في حديثه:
"حالتك خطيرة سيد عبد الله، و لكن هذا لا يعنى أن العلاج لن يجدى معك، إن اتبعت التعليمات التي سأخبرك بها، و انتظمت على العلاج، ستصبح بخير.. إن شاء الله".
ابتسم عبد الله بسخرية، لم يُخيّب هذا الطبيب ظنه، فقد ردد الكلمات التافهة التي يرددها أي طبيب، و هو يعلم بداخله أن نسبة شفاء مَن هم في مثل حالته مستحيلة.
شكر محمد الطبيب، واعداً إياه أن شقيقه سيبدأ العلاج معه من الغد، بينما عبد الله ظل صامتاً، و كأنهما يتحدثان عن شخص أخر.



"ستبدأ علاجك من الغد يا عبد الله، و لا أريد أي اعتراضات".
تجاهل عبد الله حديثه، و سأله بلهفه :
"هل وافق طارق على الزواج من أسيل؟"
رد عليه بثقة: " ليس بعد، ولكنه سيوافق، لا تقلق".
تنهد، ثم قال بضيق: "لِمَ أنت متأكد هكذا؟"
فقال محمد بتأكيد: "لأنني سأفعل المستحيل من أجل زواجهما، و لكنني أحتاج مساعدتك".
ليعقد عبد الله حاجبيه بتساؤل، و يقول: "كيف؟"
ليهتف محمد بغموض: "سأخبرك ، و لكن عدني أنك ستبدأ في العلاج".
ليهتف عبد الله بمراوغة: "أعدك أنني سأبدأ العلاج عندما اطمئن على أبنتي".

يتبع

Nana.k, duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:04 PM   #65

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

وصلا عبد الله و محمد إلى البيت، في نفس الوقت الذى وصل فيه طارق ، ليهتف عبد الله فور دخولهم:
"طارق، هل يمكننا أن نتحدث؟"
"بالطبع عمي ، سأبدل ملابسي، و آتي إليك"، قالها طارق و هو يتجه إلى غرفته.
ليقول عبد الله: "سأنتظرك في غرفتي".
دلف طارق إلى غرفته، وهو يزفر أنفاسه بضيق، لقد فكر بالموضوع مليّاً، لو لم يكن يحب نشوى ويريد الزواج منها، لكان وافق على طلب عمه بدون تفكير، فبالأخير هي أبنة عمه، وهو لن يجد أفضل منها ، ولكن حبه لنشوى هو ما يمنعه عن الموافقة، فكيف له أن يتزوج من فتاة، بينما قلبه مُعلّق بأخرى؟!



هتف حالما دخل إلى الغرفة: "اعتذر عمي عما حدث أمس، لقد كنت منزعجاً بعض الشئ".
ابتسم عبد الله بتفهم، و قال: "لا عليك، أي شخص مكانك كان سيفعل ما فعلته و أكثر".
هتف بندم: "و لكن لم يكن علىّ أن ارفع صوتي في وجودك انت و أبى".
و تابع: "المهم الآن، كيف حالك؟، و بما تشعر؟"
"صدقني طارق، لا يهمني حالي و لا مرضي، كل ما يهمني أن اطمئن على أبنتي"، قالها عبد الله بلا مبالاة.
"لا تقل هذا عمي، صحتك مهمة بالنسبة لنا".
ليتجاهل عبد الله كلماته، و يقول: "أعلم أن ما أطلبه منك صعباً، و لكنني أطمع في موافقتك".
ليتنهد طارق، و يهتف بمراوغة: "فلنفترض أني وافقت، مَن سيُزوِّجنا؟، فأبنتك تحت السن القانوني، ولن يسمح أحد بزواجها في هذا العمر".
شعر عبد الله ببدأ علامات القبول لدى طارق، فهتف بهدوء يُحاول إقناعه: "سوف تتزوجان عرفي".
ردد طارق بعدم تصديق: "عرفي؟"
"نعم، لا توجد سوى هذه الطريقة".
هتف طارق بتلعثم: "و لِمَ تفعل بها هذا؟، أعنى.. هكذا زواج و هي في هذا العمر، لن يكون مناسباً لها ، من رأيي لا داعي له، و لا قدّر الله إن حدث لك مكروه، فلتعيش هي مع والدتها".
ليعترض عبد الله بحزم: "لا، والدتها لا، سأفعل المستحيل لكي تبتعد أسيل عنها".
فتساءل طارق باستغراب: "لِمَ ؟، بالأخير هي والدتها، و بالتأكيد لن تفعل ما يضرها".
ضحك عبد الله بسخرية، ثم قال: " أنت تقول هذا لأنك لا تعرف سوزان، لقد قضيت معها ستة عشر عاماً في جحيم، لولا أسيل، لكنت طلقتها منذ زمن، و لكن وقتها كانت ستأخذ أسيل للعيش معها، فهي تحمل الجنسية البريطانية، و السلطات هناك لم تكن لتسمح لها بالعيش معي".
سأله طارق بحيرة: " لِمَ تزوجتها إذاً؟"
فأجابه عبد الله بتبرير: "وقتها كنت شاباً طائشاً، مبهور بالعالم الجديد الذى دخلته، و هي كانت إمرأة فاتنة.. ذكية.. استطاعت أن تجعلني أقع في حبها، و أتزوج منها".
تنهد و هو يتذكر أيام شبابه، و اعتقاده بحب سوزان، و أردف:
"و بعد الزواج، ظهرت على حقيقتها، لا أستطيع أن أُحدّثك عنها، فأنا اشمئز من مجرد التفكير فيها، يكفى أني كنت احمقاً، و لم انتبه لتصرفاتها الغريبة قبل زواجنا، و عندما قررت الانفصال عنها فاجئتني بخبر حملها، لتربطني بها إلى الأبد".
بدأ طارق بالميل للموافقة على الزواج، فحتى هو بدأ يخاف من بقاء أسيل مع والدتها، و مع ذلك، هتف مُحاولاً اختراق تفكير عمه:
"وإن لم أوافق على الزواج منها، ماذا ستفعل؟"
قال عبد الله ببرود: "سأعرضها على أي شاب أخر ليتزوج منها، وفق شروط أضعها أنا كي لا يظلمها".
توسعت عينا طارق بذهول من بساطة حديث عمه.
"بهذه البساطة!".
" نعم، إن كنت لا تعلم، فالمال يفعل أي شئ يا دكتور".
عمّ الصمت المكان، وحيرة طارق تزداد أكثر، هل يرفض ويُسّلِم أبنة عمه لشاب أخر من الممكن أن يستغلها؟
أم يوافق، و وقتها بكل تأكيد سيخسر نشوى!
وفجأة تراءت أمامه صورة صديقه، ليهتف وابتسامة غامضة ترتسم على شفتيه:
"إسلام".



في نفس الوقت
وصلت أريج إلى منزل والدها، لتقوم بتقبيل والدتها و السؤال عن حالها، ثم سألتها :
"أين البقية؟"
"أباكِ خرج مع عمكِ، و عندما عادا، خرج مرة أخرى و لا أعلم إلى أين، و أخاكِ يجلس مع عمكِ في الغرفة".
و أردفت بضيق: "و أسيل لا تجلس سوى في غرفتها، لا اعلم ما خطبها؟، و لِمَ لا تتقبلنا؟"
هتفت أريج بتبرير: "لقد عاشت خمسة عشر عاماً من عمرها بعيداً عنا، لم تكن تحدثنا، و لا تعلم عنا شيئاً، ستحتاج إلى بعض الوقت لكى تعتاد علينا".
و تابعت: "المهم أن تبعدي طارق عنها، فإن فعل معها ما فعله أمس مرة أخرى، سيزداد كرهها لنا بدلاً من أن تحبنا". ثم قالت و هى تنهض متجهة إلى غرفتها السابقة: "سأذهب لأتحدث معها".
**********
طرقت على باب الغرفة، لتدخل جزء من وجهها، و تقول:
"هل يمكنني الدخول؟"
أبعدت أسيل هاتفها لترى ابنة عمها، فهتفت ببرود:
"تفضلي".
"كيف حالكِ؟"، سألتها أريج، بينما هي تجلس بجانبها على السرير.
"بخير"، ردت أسيل باقتضاب، لتسألها أريج:
"هل لازلتِ غاضبة مما فعله طارق أمس؟"
تحولت ملامح أسيل إلى الغضب، و هتفت بحدة: "نعم، و إن كنتِ قادمة لتتحدثي عنه فمن الأفضل أن تذهبي".
لم تغضب أريج من حديثها، بل على العكس قالت محاولة كسب ودها:
"لا جئت لأجلس معكِ لنتحدث".
و تابعت باقتراح: "ما رأيكِ أن نخرج و نجلس بمكان هادئ؟، و فرصة لترين البلد".
و لأول مرة تشعر أسيل بالحماس منذ عادت إلى وطنها، فوافقتها بسعادة ، لتخرج أريج و تتركها لتبدل ملابسها، متمنيّة أن تستطيع كسر الحاجز بينها و بين أبنة عمها.



لم يُفكِر بالزواج من قبل، ولكن منذ أن أخبره صديقه عن ضرورة الزواج لكفل طفل، والفكرة لا تخرج من رأسه.
"لارا".
لا يعلم كيف أثرت به هكذا، كيف استطاعت أن تسرق قلبه في لحظات، كل ما يعلمه أنه يريدها، يريد أن يُعوّضها عن كل ما لاقته.
لتنتظر لبعض الوقت، و سيُحضرها للعيش معه، ومع زوجته!
صدح رنين هاتفه النقّال ليقطع عليه تفكيره..
فتح الخط، ليصله صوت طارق:
" إسلام أريد أن أراك الآن، سأنتظرك في المقهى القريب من بيتي".
رد عليه، وهو ينهض ويلتقط مفاتيحه: "حسناً".
هبط سريعاً ليستقل سيارته مُتجهاً إليه، فبالتأكيد هناك جديد في موضوعه مع عمه، و من الممكن أن يكون صديقه يحتاج إلى مساعدته.



ومن شرفتها، نظرت إليه وهو يغادر بسيارته، لتبتسم بألم وهى تدعو الله أن يحفظه، تعلم أنه من المستحيل أن ينظر شاب مثله إليها، ولكنها لا تكُف عن التمنِّي، و أن يأتي يوماً و يراها، و يقبل أن تكون هي.. كل شئ له.
همست لنفسها بسخرية: "أجُننتي يا هبه؟
هل سيرضى بكِ و أنتِ عقيم؟
لا تكوني حمقاء، ليس هناك رجلاً يرضى بإمرأة مثلكِ".


دلف إسلام إلى المقهى، ليجد طارق بصحبة أحد الرجال، يحتلا طاولة جانبية بأخر المقهى، اقترب منهما، وهتف:
"السلام عليكم".
وقفا طارق و عبد الله ليُحيُّيانه، لينظر الأخير إلى عبد الله باستغراب، و يهتف طارق:
"إسلام، إنه عمي عبد الله".
ابتسم له إسلام و قال: "حمداً لله على سلامتك عمي".
ابتسم له عبد الله، وهو ينظر إليه بتركيز، متأملاً إياه بدقة، جسد عضلي نوعاً ما، وشعر أسود يصل إلى أول عنقه، وعينان بنيتان، يظهر فيهما حنان كبير، وجهه يبعث الراحة في النفس، ربما هو يعرف أخلاقه فقط من حديث طارق و شقيقه، ولكنه ارتاح له.


قبل ساعات
تساءل عبد الله باستغراب: "إسلام؟"
اتسعت ابتسامة طارق بالتدريج، ليقول بسعادة، واجداً حلاً لهذه المشكلة أخيراً:
"نعم، طالما أنت تريد أي رجل أن يتزوج أبنتك، فليس هناك أفضل من إسلام".
و أردف وهو يشرح له فكرته: "إنه صديقي منذ أيام الدراسة شخص محترم جداً وأخلاقه عالية، كما أنه يعمل في بنك مشهور وله دخل ثابت، أنا متأكد أنه سيكون الأفضل لأسيل".
نظر له عبد الله بشك، ليتابع طارق حديثه:
"فكّر معي، أنا أحب أبنة خالتي، وغير مستعد للتضحية بالزواج من غيرها، خاصة أنها شديدة الغيرة، و إن علمت بما تخطط له، لا أعلم ما الذى ستفعله لأسيل!"
و أضاف مُحاولاً إقناعه: "لكن إسلام غير مرتبط، ستكون مشاعره ملكاً لأسيل فقط، وعندما تُكمل الثامنة عش، نُوثّق زواجهما و يُصبح رسمياً".
رفع عبد الله أحد حاجبيه بتفكير، و سأله: "وهل أنت واثق منه؟"
ليجيبه: "بالتأكيد، و إن لم تصدقني، يمكنك سؤال أبي، فهو يعرفه ويحبه كأبن ثانٍ له".
و أردف بسخرية: "كما أنه أفضل من أن تأتي بأي شاب لا نعرفه، و تُزوّجه بها".
فقال عبد الله باقتناع: "أريد أن أراه إذاً".

يتبع

Nana.k, duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:07 PM   #66

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

جلس إسلام، ليلتفت إلى طارق، و يسأله:
"ماذا هناك يا طارق؟"
نظر طارق إلى عمه، ثم أعاد نظراته إلى إسلام، وهتف:
"لقد أخبرتك أن عمي مريض، و يريد أن يُزوّج أبنته ليطمئن عليها".
ثم صمت، ليهتف إسلام حاثاً إياه على إكمال ما يريده:
"نعم، شفاه الله وعافاه".
ليهتف طارق، و هو يتأمل ردة فعل صديقه بتركيز:
"و هو سيكون سعيداً إن وافقت أن تتزوج منها".



اتصل محمد بنشوى، و أخبرها أنه يريدها في موضوع هام، و أنه ينتظرها أسفل بيتها في سيارته.
دارت نشوى حول نفسها بسعادة، وهى تقول:
"بالتأكيد هو قادم ليتحدث معي في موضوع زواجي من طارق، وألا ننتظر حتى أنهي دراستي، حبيبي طارق، بالتأكيد لجأ إلى والده عندما لاحظ إصرار والدي على إنهاء دراستي أولاً، سأخبره أن يتحدث مع والدي و يقنعه".
ارتدت ملابسها، وهى تدندن بإحدى أغانيها المفضلة..
خرجت من غرفتها، و أسرعت باتجاه الباب، و هى تصيح:
"أمى، سأذهب لأشتري غرضاً من السوبر ماركت".
و فتحت الباب، و خرجت دون سماع رد والدتها..
وقفت أسفل البناية، و جالت بنظراتها الطريق بتفّحص، لتبتسم ابتسامة واسعة، عندما رأت سيارة زوج خالتها، اتجهت إليها، و فتحت بابها، لتصعد، و تقول:
"السلام عليكم".
"وعليكم السلام، كيف حالكِ يا نشوى؟"
ابتسمت له، و هتفت: " الحمد لله، كيف حالك أنت يا عمي؟، و كيف حال خالتي؟"
رد علبها بهدوء: "الحمد لله".
صمت للحظات، ليختار كلماته بعناية، ثم هتف بحذر:
"نشوى تعلمبن أنني أحبك كأريج تماماً، و يشهد الله أن غلاتك عندي من غلاتها".
ابتسمت بخجل، وهمست: "و أنا ايضاً عمي، أحبك و احترمك كثيراً، و اعتبرك كوالدي".
ابتسم لها محمد بحب، و قال: "أنا أعلم أنكِ تحبين طارق، وهو يبادلِك المشاعر".
احتقنت وجنتي نشوى بخجل، و أصبحتا باللون الأحمر القاني، لتخفض رأسها أرضاً، بينما هي تسمعه يُضيف:
"ولكن صغيرتي، الحياة لا تعطي الإنسان كل شئ، و لابد أن يكون للقدر رأياً مخالفاً لما نريده، و في النهاية كما يقولون، الزواج قسمة و نصيب".
صُدمت بكلماته، لترفع وجهها، و تنظر بعيونه، و تهتف بتردد: "ماذا تقصد عمي؟"
تنهد محمد، و قال: "بالتأكيد طارق أخبركِ أن شقيقي عاد من غربته أمس".
"نعم أخبرني بذلك".
نظر محمد من نافذة سيارته، يتطّلع للمحلات أمامه بشرود، ثم همس بحزن:
"شقيقي مريض بالسرطان يا نشوى، و أيامه في الدنيا أصبحت معدودة".
شهقت نشوى، لتقترب منه، و تضغط على يديه بتدعيم، و تهمس: "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا تقل هذا يا عمي، إن شاء الله سيتعالج و يُصبح بخير، الطب تطور كثيراً".
أكمل محمد حديثه: "إن شاء الله، ولكنه لديه طفلة صغيرة".
ثم أدار وجهه ناحيتها، و نظر في عينيها، و هتف: "تخيّلي إن لم يُجدى العلاج معه، ماذا سيكون مصير أبنته؟
لن نطمئن عليها إن عاشت مع والدتها، فهي أجنبية تحمل ديانة مختلفة عنّا".
نظرت له بحيرة، فما دخلها هي بكل هذه القصة؟!
"أنا لا افهم عمي، ما دخلي أنا بكل هذا؟"
ليقول: "أنتِ فتاة طيبة يا نشوى، و لديكِ قلباً كبيراً، أنا متأكد أنكِ ستتفّهمين ما أريده".
همست بتوجّس: "خير يا عمي".
هتف، و هو يراقب ردة فعلها بتركيز: "نحن نريد أن يتزوج طارق من أبنة شقيقي، حتى لا قدّر الله إن حدث له مكروه، لا تستطيع زوجته أخذ أسيل للعيش معها".
صدمة!
شعرت فجأة بنصل حاد يُغرز في صدرها، و ألم كبير في قلبها..
طارق حب الطفولة و المراهقة، سيتزوج من أخرى!
لن تكون له و لن يكون لها..
و ماذا عن أحلامهما و تخطيطاتهما لمستقبلهما؟
أيُعقل أن تكون الحياة قاسية عليهما إلى هذا الحد؟
ظهر الألم بوضوح على ملامحها..
و سمعت عمها يقول:
"طارق غير موافق على الزواج منها من أجلكِ، لذا أتيت إليكِ على أمل أن تقنعيه أنتِ".
يكفى لا تريد سماع المزيد، أيطلب منها أن تقنع حبيبها بالزواج من غيرها؟!
هي مَن كانت تهدّده بقتل أي فتاة ينظر إليها، يريد عمها أن تذهب إليه، و تخبره أن يوافق على الزواج من أبنة عمه!
كيف بحق الله؟
أغمضت عينيها بقوة، و دمعة يتيمة هبطت على وجنتها البيضاء، و هتفت بتمنِّى:
"ولكن عمي، ألا يوجد حل أخر غير زواجهما؟"
تنهد محمد بإشفاق، لا يريد أن يجرحها، ولكن هذا لمصلحتهما!
فهو يرى أنهما غير مناسبين لبعضهما، و أنهما إن حدث و تزوجا، فسيكون مصير زواجهما الفشل.
"للأسف لا، الحل الوحيد هو زواجه من أسيل".
فهتفت بملامح مبهمة: "أنا موافقة، لنذهب إلى البيت لأرى أسيل، و أبلغ طارق بقراري!"
ابتسم لها بسعادة، و هو يقوم بتشغيل سيارته، و يقول: "بالطبع صغيرتي، شكراً لكِ".
انتهى الفصل قراءة سعيدة

Nana.k and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:08 PM   #67

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 1 والزوار 3)
‏Aya-Tarek


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 11:12 PM   #68

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 4 والزوار 18)
‏Aya-Tarek, ‏princess of love, ‏Shadwa.Dy, ‏ام فاطوم


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 11:37 PM   #69

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 8 والزوار 18)
‏Aya-Tarek, ‏Khawla s, ‏Shammosah, ‏ghanyarji, ‏مون شدو, ‏princess of love, ‏Shadwa.Dy, ‏ام فاطوم


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 12:02 AM   #70

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل بجنن تسلم ايدك قمري😘😘
طارق عرض على عمه يزوج اسيل لصديقة اسلام ماعجبني تخليه عن بنت عمة وبعد عرض محمد لنشوى طارق رح يتزوج اسيل
مسكينة نشوى الصدمة قويه عليها
هبة العقيم رح تساعد اسلام لكي يكفل لارا شو انوجع قلبي على البنات في دار الايتام وكم عجبني موقف ريناد مع لارا


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.