آخر 10 مشاركات
[تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          آنا (54) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الخامس من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          رواية حبيبتي (3) .. سلسلة حكايا القلوب * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          فرصة أخيرة -ج 2حكايا القلوب-بقلم:سُلافه الشرقاوي[زائرة]كاملة &الروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-18, 02:30 PM   #101

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي


من ادريان لجوليان يا قلبي لا تحزن 😒بس الصراحه جوليان معذور هوه مش بيشم علي ضهر ايده 😂 هوه سوء تفاهم بس وكان ممكن يتوضح
يكن نعمل ايه في الكاتبه ايلي لازم تطلع عينينا


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-18, 03:01 PM   #102

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0)
‏قمر الليالى44, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏ام زياد محمود


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 02-08-18, 05:44 PM   #103

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
من ادريان لجوليان يا قلبي لا تحزن 😒بس الصراحه جوليان معذور هوه مش بيشم علي ضهر ايده 😂 هوه سوء تفاهم بس وكان ممكن يتوضح
يكن نعمل ايه في الكاتبه ايلي لازم تطلع عينينا
ههههههه لا يحزن قلبك يا ام زياد .
وجوليان ولله معذور اصلي نويت اجننه قبل ما يحصل على مراده
ده هيتعب معاي قويييي :heeheeh:
فاستحملونا يا ستي اذا كان هو مستحملني هههههههه


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 10:16 PM   #104

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 2 والزوار 1)

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-18, 09:07 AM   #105

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

صباح الخير يا اصدقائي ...اليوم راح يتأخر تنزيل الفصل شوي لأنه كان عندي ظروف فما خلصت تدقيقه ....ان شاء الله اليوم المساء بإذن الله يكون جاهز ومرة ثانية بقولكم آسفة لتأخير ...

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-18, 11:49 PM   #106

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

مساء الخيرات سامحوني يا بنات بس اليوم تعقدت اموري كتير واجاني ضيوف ...فما قدرت ادقق الفصل وانزله في موعده سامحوني بس ان شاء الله بكرة من الصبح بخلص تدقيقه وبأنزله مرة ثانية ارجو المعذة من جميع المتابعين معي ....



ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 11:00 AM   #107

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

الفصل الرابع
في دوامة الماضي
أليس تتذكر




تأملت اليس طفلها الصغير العزيز وهو يلتهم الفطائر التي اعدها جوليان بشهية كبيرة حتى أتى عليها كلها ,لم تشأ ان تعترف بأن الفطائر كانت لذيذة حقاً فقد تذوقت احداها بعد ان اصر صغيرها بأن تأكل شيئاً منها ,لكنها فضلت ان تعزو السبب في التهام داني لها لأنه كان جائعاً جداً وليس لأنها لذيذة , وشعرت بالسوء لأنه ولأول مرة في حياتها تدع داني يبيت دون عشاء , لم تقصر معه يوماً كما فعلت ليلة امس والسبب كان اضطرابها الشديد , فخبر موت ادريان افقدها اتزانها وآخر مقدارٍ من الثبات كانت تتمسك به لمواجه ايامها السيئة ....

القت برأسها تعباً على مسند الاريكة القديمة - التي باتت ليلتها المضطربة فوقها- والتي تتوسط حجرة المعيشة الصغيرة في كوخها المتواضع ,فقد كانت مرهقة جداً ومنذ مدة ليست بالقليلة ,لقد اختلفت حياتها وتبدلت بالكامل منذ ان عرفت جوليان..

بأسىً بالغ تدافعت الذكريات المريرة لرأسها عن ذلك اليوم الذي عرفت فيه جوليان لأول مرة ,كانت حينها تعمل بدلاً من اختها ليزا في مطعم روني ,كان يوماً خريفي في اوائل شهر سيبتمبر وكانت اليس قد انهت لتوهاً مساقاً دراسياً اضافي اخذته خلال العطلة الصيفية ,وامامها اسبوعيّ اجازة ً قبل بدأ الفصل الدراسي الجديد ,ولمعرفتها برغبة شقيقتها الشديدة في قضاء بعض الوقت مع زوجها ,خاصة انهما لم يحظيا بعد بشهر عسل حقيقي منذ تزوجا بسبب وضعهما الاقتصادي الصعب ..فقد تبرعت أليس ان تحل مكان ليزا في عملها بمطعم روني خلال هذين الاسبوعين حتى تتمكن شقيقتها من الذهاب مع زوجها في رحلة استجمامٍ تستحقها بعد كل التفاني والتضحية التي قدمتها لها ....


فليزا رغم انها لا تكبرها سوى بعشر دقائق - فرقت بين ولادتيهما- لكنها دوماً ما كانت تتصرف كأختٍ كبرى لها ,وكانت نعم الأخت ...لطالما اعتنت بها وساعدتها بكل امورها ...فهي من هونت عليها فراق والديهما حين توفيا بذلك الحادث الرهيب وكانتا لا تزالان في الثانية عشرة فقط ....وهي من حملت على عاتقها التهوين من صعوبة الحياة حين اقامتا في ملجئٍ للأيتام لمدة عامين ,وكانت ترفض ان يفصلوا بينهما أو يفرقوا بينهما بأرسال كل واحدةٍ للتبني في منزلٍ مستقل...كانت ليزا تقيم الملجئ ولا تقعده ,وتثير بلبلةٍ كبيرة حتى يتم الرضوخ لقرار ابقاء التوأمين معاً ....

لذا حين جاءت عمة ابيهما العجوز سوزي وقررت اخذهما معاً ...وافقت الشقيقتان بترحاب....لأنه لا يهم اي مكانٍ تذهبان اليه طالما هما معاً ....

ولم تكن الحياة في منزل العمة العجوز –رغم طيبتها – سهلة ,فهي سيدةٌ قديمة الطراز وصارمة ,لكن ليزا بخفة دمها وحيويتها كانت تخفف عن اليس من وطأة تزمت عمتهما العجوز ,وهي من كانت تدفعها للنجاح والمثابرة بقولها المرح :

"انا لست ذكيةً مثلك يا أليس ولا احب الدراسة ...واظن انني سأصبح عارضة ازياء في النهاية ,لذا دعي العمل لي وادرسي عن كلينا "

وهذا ما كان يحصل دوماً ...اذ تحملت ليزا منذ الصبا عبئ العمل في المنزل والعمل بالخارج لتأمين قوتهما لتتفرغ اليس لدراستها ...وحين قدمتا للندن لتكمل اليس دارستها الجامعية ...عملت ليزا لفترةٍ في الترويج لبعض المنتجات التجميلة لنحو عامٍ ونصف ,لكنها تركت العمل بسبب تحرشات صاحب العمل التي لا تطاق ,وفضلت ان تعمل في مطعم روني البسيط وتتخلى عن حلم ان تكون العارضة الأولى لتلك المنتجات حتى لا ترضخ لمساومة الرجال على جمالها لقاء متعِ رخيصة ...


كم كانت أليس تقدر اختها وتحترمها ,لشجاعتها وطيبتها ومثابرتها وتضحيتها ,فكيف بعد كل هذا يمكن ان ترفض أي طلبٍ قد تطلبه ليزا منها ....

لذا ما ان علمت برغبتها بالسفر مع زوجها ورفض روني صاحب المطعم النزق اعطاءها اجازة طويلة لذلك , حتى سارعت فوراً بتلبية نداء الأخوة ...لذا عمدت الشقيقتان - كما كانتا تفعلان دوماً في وقت الازمات - واستغلتا الشبه الشديد بينهما وجهل الكثيرين – بمن فيهم روني وعماله – بأنهما شقيقتين توأمين ,وقررتا ان تنوب اليس عن ليزا في عملها خلال هذه المدة حتى يتاح للزوجين المحبين الذهاب في اجازتهما التي خططا لها منذ مدة.....

لازالت اليس تذكر جيداً ما حصل في ذلك اليوم وكأنه يحدث الآن ,و قد تكالبت عليها المشاعر المتضاربة في صدرها بين الحب والكره وهي تتذكر كل ما يتعلق بجوليان ...

كان يومها الثاني في العمل لدى روني وقد توجهت لمطعمه بعد ان مرت بالمكتبة كعادتها لأستعارة احد الكتب التي تفضلها ...وبمجرد دخولها المطعم وجدت روني يتشاجر مع شابٍ غريب حول الطعام ...ودون وعيٍ منها وجدت نفسها تفض الخصام بينهما, فهي تكره الشجار وتملك بالفطرة موهبة فض اي خلافٍ بين اثنين واسلوب اقناعٍ مثير ,ولطالما كانت هذه ميزتها وما دفعها لدارسة القانون الدولي ,لأنها ببساطة تكره النزاع وخاصةً الذي يؤدي لكوارث انسانية ...

وبحنكةٍ قل نظيرها استطاعت انهاء الجدال القائم بينهما فهدأت ببراعةٍ من ثورة روني الغضوب وعادت تُطمئن الشاب الوسيم بابتسامتها الندية وقد نجحت بالفعل ..

عادةً ما تقف على الحياد في اي خلافٍ تراه ولا تنحاز لرواية جانبٍ على آخر وتستطيع بمهارةٍ ايجاد حلول ترضي الطرفين ...إلا في حالتها تلك فقد وجدت نفسها دون وعيٍ منها تنحاز لجانب ذاك الشاب الوسيم الذي ضاعت في سحر جاذبيته الطاغية وغموضه المثير منذ ان وقعت عينيها عليه ,لكنها عزت الامر في البداية لأنه يثير اهتمامها كونه غريبٌ عن البلد وقد ظهر ذلك جلياً بلكنته المميزة ...

انهت الخلاف الدائر ثم دخلت غرفة النادلات لتستبدل ثيابها ,فدنت منها ماندي زميلة اختها الصهباء قائلةً بعصبية جليةً

"لقد سأل عنك هذا الشاب مراراً يا ليزا " قالت ماندي ذلك وهي تظنها ليزا...فلا احد في المطعم يعلم ان اليس تبادلت الادوار مع شقيقتها ....ولا احد يستطيع ملاحظة ذلك...

"اي شاب تقصدين؟؟" سألتها اليس بحيرة وهي تخلع سترتها وتضعها في خزانة الملابس الخاصة بالعاملين في المطعم

"ذلك الاجنبي المتعجرف الجالس هناك..والذي انقذته لتوك من بطش روني (علقت ماندي بحنق) لقد سألني عنك اربع مرات متى ستحضرين ,ولم َتأخرتي!!...انه مزعج حقاً .."

من خلال باب الحجرة المشقوق اختلست اليس نظرة نحو الشاب الوسيم صاحب اللحية الخفيفة والنظارات الشمسية الداكنة والذي تشاجر مع روني منذ لحظات.... لقد بدا وجهه مألوفاً لديها لكن لا تذكر اين رأته سابقاً ,هي تعرف كل اصدقاء اختها المقربين ولا تظنه احدهم ...فهمست بدهشة "انا لا اعرفه.." .

"لم ابقيته ودافعت عنه اذاً ؟؟"سألت ماندي باستغراب
"لأن روني كان سيرتكب حماقة في طرده...هكذا امور تعالج برويّة " علقت اليس بهدوء وهي تزرر زيها الخاص

"تفضلي يا صاحبة الرويّة ارني ماذا ستعملين؟؟ ...بالنسبة لي لم يطلب سوى الماء لنرى ماذا سيطلب منك؟؟."علقت ماندي بمكرٍ وبتلميحٍ مبطنٍ ..

فضحكت اليس باستخفاف من انفعال زميلتها الصهباء ,وأيقنت ان الشاب لا بد وأنه تجاهلها ولم يبدي اهتماماً كافياً بها وهذا سبب تكدرها بالتأكيد ,فماندي تعشق الاطراء والغزل...

اغلقت أليس الخزانة بعد ان وضعت ملابسها فيها ورفعت شعرها الطويل وعقدته على شكل ذيل فرس وقالت بثقة:

"سترين.." امسكت دفتر الطلبات ولوحت بخفةٍ بالقلم وخطت بثقة نحو قاعة الطعام وتوجهت مباشرةً نحو الشاب الغريب وسألته بكل صراحةٍ لكن لا تخلو من اللطف

"سمعت انك سألت عني ياسيدي هل من خدمة اقدمها لك ؟؟"

للحظة ارتبكت أليس وشعرت بأنه جمدها مكانها حين انزل نظاراته واخذ يحدق بها بعيونه الرمادية التي توطرها رموشٌ كثيفةٌ داكنة كلون شعره ذو التموجات الرائعة , بدا اكثر وسامةً واصغر سناً ...
ومن تحديقه بها بدا وكأنه يعرفها ...لكنها واثقة بأنها لا تعرفه ,ربما رأته في مكان ما هي لا تذكر حقاً ...لكنها واثقة من انها لا تعرفه لا هي ولا شقيقتها ..ربما اخطأت ماندي ولم تفهم ما يريد...بررت الامر لنفسها

بارتباك شديد انزلت عينيها لتمنع نفسها من التحديق به بجرأةً ادهشتها ,واحتمت بالنظر لدفترها وكأنها تستعد لتسجيل طلبه ,بينما هي تحاول السيطرة على انفعالاتها غير المبررة تجاهه ...

طال صمته وهو يحدق فيها بتمعن ,وقد يبدو تصرفه هذا بالنسبة للكثيرين فظاً وغير لبق ,لكنها بخبرتها تعرف ان تصرفه هذا قد يكون نابعاً عن جهله بطباعهم وتقاليدهم ليس إلا , فهو اجنبي بالتأكيد وقد ادركت ذلك من لكنته المميزة ,ومن لون بشرته المائل للسمرة قليلاً,فرجحت ان يكون من احد دول البحر المتوسط لأن سكان تلك المناطق يتمتعون بتلك البشرة البرونزية الآخاذة ,لكن لكنته غريبة وهي اقرب للكنة ادريان زوج شقيقتها والتي تمتزج بين الفرنسية والالمانية وهي نادرةٌ ومميزة وتختص بها بعض المناطق في اوروبا والتي لطالما كانت في وسط النزاع التاريخي بين تلك الدولتين......

كانت تحلل كل تلك المعلومات في عقلها النبيه بينما لا تزال واقفةً امامه دون ان ينطق ايٌ منهما بشيء ,ثم قررت ان تكون هي المبادرة كونها النادلة وهو الزبون ,فأبتسمت له بعذوبةٍ واخذت تعرض عليه قائمة الطعام بأسلوب ٍ فني محبب لكنه لم يظهر اي انفعالٍ او اهتمام بما تقول ,غير ان عيونه المحدقة بها بجرأة كانت تعكس لمعاناً غامضاً آسراً حبس انفاسها وزاد من إقاع نبض قلبها ....

لم تعلم حقاً ما اصابها بسبب نظراته تلك ,لقد شعرت برغبةٍ بالهرب من امامه لأنها احست ان نظراته تخترقها في محاولةٍ لسبر اغوار قلبها ,لكنها تمالكت نفسها وظلت تنتظر جوابه الذي فاجأها للغاية حين طلب كمية الطعام المهولة تلك ,لكنها رجحت في البداية ان يكون مرد ذلك لسوء فهمٍ او لأن الأمر ألتبس عليه بسبب جهله باللغة ,لكنها استبعدت هذا التحليل بعد ان حادثته وعرفت انه يتحدث لغتها باتقان كبير..

وبعد ان شبع توجهت اليس نحوه لاعطائه الفاتورة ...و لا ارادياً وجدت نفسها تعرض عليه المساعدة باقناع روني بتقسيط ثمن الطعام إن عجز عن دفع ثمنه ,لكنه فاجأها ثانيةً حين اخرج محفظته المرصوصة بالنقود ,ودفع ثمن الطعام الهائل الذي طلبه دون ان يرف له جفن,حتى انه عرض عليها اكرامية سخية ...بل اكثر من سخية ,عرض عليها اكرامية مهولة كانت ستسعد بها لو كانت من زبونٍ آخر ,لكنها شعرت بمشاعر مختلطة ومضطربة فرفضتها بسرعةٍ واستياء لم تعلم كنهه ...

ثم بررت مشاعرها المتخبطة نحوه بأنها شعرت بخيبة امل لأنه لم يوافق النموذج المرجو لعمل البحث عنه ,فقد كانت تتمنى ان يكون مجرد مهاجرٍ بسيط فقير ,ليتسنى لها محادثته وسؤاله عن احواله المادية وظروفه الحياتيه ,فهي تعد بحثاً في الجامعة عن المهاجرين الجدد والوضع القانوني لهم وما يدفعهم للهجرة لبلدها , واثر سوء احوالهم المعيشية في تحويل عدد منهم لمجرميين.... لذا اعتبرتها فرصة جيدة لتتحدث معه عن حياته والاسباب التي دفعته للهجرة .

لكن بعد ان اظهر سخاءه في الدفع فقد شكت ان يكون فقيراً ...ومن نظرةٍ تقيمية ٍ واحدة لثيابه الشبابية المرتبة - لكن غير المتكلفة - خمنت انه ربما يكون من اسرةٍ ميسورة الحال لكن ربما قدم هنا للعمل او الدراسة ....وكادت أن تنسف فكرة محادثته تماماً لأنه لم يطابق النماذج التي تسعى لدراستها ...إلا انه فاجأها برغبته بالتعرف على الجمعية الخيرية –بعد ان حدثته عن مبادرة التبرع ببقايا الطعام – بل وابدى رغبته بالتبرع بالمال وطلب منها مرافقته للجمعية لتساعده في ذلك ....

ترددت في قبول عرضه وحاولت التهرب منه وعدم الذهاب ,لأنه يربكها بحضوره وجاذبيته الطاغية , لكنه احتد بشكل ٍ غريب وكأنها جرحت كرامته برفضها مرافقته للحفلة الخيرية ... فتجرأت وقبلت مرافقته لتتبدل معالم وجهه ويظهر الإرتياح على محياه الوسيم,ثم مد يده مصافحاً إياها وسألها عن اسمها بعد ان عرّف نفسه لها بأسم جوليان....

تردد أليس بإخباره بأسمها ,لأنها لا تستطيع اطلاعه على اسمها الحقيقي في المطعم خوفاً من ان تفضح سرها ....لكنها ايضاً كرهت ان تكذب عليه ,وبينما هي مترددةٌ في امرها وإذ بروني ينادي عليها بصوته الجهور المزعج بأسم "ليزا "

وهكذا صارت ملزمةً بأن تظل ليزا امامه ,على الأقل امام روني ....

********************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 11:06 AM   #108

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

لم تعلم اليس كيف مرت الساعات عليها وهي تنتظر موعد الحفلة...كانت مضطربة وقلقة وفي نفس الوقت متشوقة للقاء جوليان ثانية....ولا تفهم حقيقة المشاعر المثيرة التي تشعر بها ....

وبمجرد أن انهت ورديتها سارعت لتبديل ملابسها وشعرت بالأستياء من هيئتها وتمنت لو اتيحت لها الفرصة للذهاب للمنزل لتبديل ثيابها بشيٍ اكثر بحجة ,ثم عادت تزجر نفسها على تفكيرها السخيف ,فهي ستدله على المكان وتعرفه بمسز بيكار مديرة الجمعية ثم تغادر...لن تظل معه او تراقصه او ربما لن تراه مجدداً فلمَ قد تكترث لما ترتديه....

لكنها رغم كل هذه التبريرات لم تستطع منع قلبها من الشعور بالإثارة والترقب لرؤيته ....وقفت امام المطعم تنتظره بفارغ الصبر....فدنت منها ماندي بفضول واخذت تحدثها بمكر

"اراك متحمسةً للقائه ؟؟"

نظرت لها أليس بحدة وسألتها باستنكار" ماذا تقصدين؟؟؟من هذا الذي انا متحمسةٌ للقائه "

"صاحبك الوسيم المتعجرف لقد سمعتك وانت تواعدينه على اللقاء بعد انتهاء الدوام " قالتها ماندي بنوعٍ من الغيرة الشديدة

فعلقت اليس بانزعاج لتلميحها "هو ليس صاحبي ...انا حتى لا اعرفه "

تطلعت اليها ماندي بشكٍ وقالت بخبث "لا زلت تصرين على حجتك الواهية تلك ...يا لكِ من خبيثة ...لقد رأيت كيف كان ينظر اليك وكيف كنت تنظرين اليه ...."

احمر وجه اليس بشدة لأنها شعرت ان نظراتها فضحتها وقبل ان تجد ما ترد به على كلام زميلتها الغيور عادت ماندي تنفث سمومها بالقول
" ترى ما رأي زوجك العتيد حين يعلم انك تواعدين رجلاً آخر ؟؟"

شهقت اليس بذعر ولم تفطن لهذه النقطة فكيف غفلت عن انها تلعب دور اختها والتي يفترض انها امام الجميع متزوجة ,فكيف ستذهب برفقة رجلٍ غريبٍ للحفلة وقبل ان تجيب ماندي بأنها سترشده لمكان الجمعية الخيرية وحسب ,توارت تلك الأخيرة داخل المطعم حين احست برذاذ المطر .

زفرت اليس بحنق من غباءها وقررت ان تدل جوليان على موقع الجمعية ثم تعود لمنزلها ....لن ترافقه حتى حتى لا تسمح لتلك اللعينة ماندي ان تؤذي اختها ليزا بكلمة ....
لكنها اقرت ايضاً ان أختها ليزا ما كانت لتكترث بترهات ماندي تلك ,ولن تلومها لو استجابت لتلك الرغبة التي تدغدغ حواسها بلقاء جوليان والذهاب معه....

تنفست بعمق تحاول السيطرة على خفقان قلبها غير المبرر ثم وقفت تنظر نحو السماء وتستقبل رذاذه المنعش بوجهها ,كم تحب الأحساس بقطرات المطر على بشرتها فهي تشعرها بأنها الاف القُبل الندية ...ولم تدري كيف هيئ لها عقلها انها قُبل جوليان ...

نفضت رأسها بقوةٍ لتطيح بتلك الأفكار الغريبة التي اجتاحتها من حيث لا تدري وقررت أن تذهب للبيت فوراً وتتخلى عن فكرة الذهاب معه فهي ما عادت تثق بنفسها ....كما انها تكره الحفلات بكل الأحوال وتكره نظرات ماندي المهينة - التي ترمقها بها من خلف زجاج المطعم - اكثر...

"اللعنة "زفرت بقنوط وظلت تقف مكانها بجمود يخالف تخبط افكارها ومشاعرها ,ثم تتلفت يمنة ويسرى دون ان تراه, ففكرت بضيق

"ربما كان يجاريني في الكلام وحسب ...ربما لم تكن لديه النية للذهاب منذ البداية " فكرت بسأم وبانهزام قررت العودة لمنزلها لكن ما كادت تخطو بضع خطواتٍ حتى عاد قلبها يؤنبها بشدة مشيراً لها بأنه ليس من العدل التخلي عن جوليان بعد ان وعدته بمساعدته ,ماذا لو جاء حقاً ولم يجدها سيظنها خدعته أو تهزء به ,وهذا ازعجها بشدة فهي لم تخلف وعداً قطعته يوماً ....ولن تخلفه الآن ... فكرت بحزم بأن بضع دقائق أخرى لن تؤذيها ..

لذا استجمعت شجاعتها وعادت ادراجها لتفاجئ بماندي تقف امامها حاملةً مظلتها وهي تنظر نحو سيارةٍ فارهةٍ حمراء بحسد ,وحين انتبهت لها اخذت تحدجها بنظرةٍ مغتاظة لم تفهم سببها وحاولت تجاهلها ..فلمَ عليها ان تكترث لرأي امرأةٍ لئيمةٍ حقودةٌ مثلها ,قد تسعد بتأليف عشرات القصص الزائفة عنها كما يحلو لعقلها المريض ان يفعل سواءً ذهبت مع جوليان ام لم تذهب ....

لكن ماندي فاجأتها حين همست بفحيح مريع دل على دنائة نفسها
"ماذا يا حلوة لم تستطيعي المغادرة وتضيع فرصة ركوب سيارة البورش المثيرة اليس كذلك ؟؟"

نظرت لها أليس بأستهجان وسألتها بحدة "عن اي شيءٍ تتحدثين ؟؟؟"

وضعت ماندي يدها على خصرها بينما بالأخرى اسندت مظلتها المريعة ذات الألوان المبهرجة ...ثم اكملت بحقد دفين دل على مقدار غيرتها

"كنت اثق دوماً ان خلف قناع البراءة الذي ترتدينه قناع ماكرةٍ تجيد اصطياد الرجال ..وليس اي رجل!... يالك من محظوظة ...هذا اللعين يمتلك سيارة بورش ,ومن يدري ماذا يمتلك ايضاً ؟؟,عن نفسي ما كنت لاهتم بزوجي الغبي سيث لو جاءني من يملك سيارة بورش مثلها ,خاصة ان كان بهذه الوسامة ,لكن اللعين يفضل الزائفات من امثالك ..."

"ما الذي تهذرين به ماندي ....؟؟" تسائلت اليس بانزعاج ,فاشارت ماندي للسيارة الفارهة ,وكم كانت دهشة اليس بالغة حين وجدت جوليان يجلس داخلها ...

فعادت ماندي تقول "ان لم ترغبي بالذهاب اليه ...سأذهب انا ..."

نظرت لها اليس بأزدراء وقالت بحدة "شكراً لعرضك السخي ...لكني استطيع ان اتولى الأمر بنفسي"

كم كرهت اليس تلميحاتها الدنيئة لكنها كرهت ايضاً ان تذهب ماندي له لتبدأ في محاولة اغرائه بطرقها المبتذلة ,تأجج في صدرها فجأةً شعورٌ غريبٌ لم تعهده من قبل وكأنها توشك على ان تنشب اظفارها في وجه ماندي واي واحدةٍ اخرى تسول لها نفسها الأقتراب منه ...وعزت هذا الشعور للرغبتها بحمايته والدفاع عنه من نساءٍ مبتذلاتٍ كماندي...

فخطت بلهفةٍ نحو سيارته حيث كان يجلس فيها مستغراقاً بالتفكير ولم ينتبه لها إلا حين قرعت زجاج النافذة ...
لاحظت ارتباكه وكأنها ايقظته من حلم يقظة مزعج....فأبتسمت له بود وسارعت بدخول السيارة بعد ان بللها المطر الذي زادت وتيرته فجأةً .... راقبت بحذرٍ ماندي التي كانت تقف بحنقٍ امام المطعم تطالعهم بعيونها القططية الماكرة ,فأشاحت بنظراتها عنها وقالت اول ما تبادر لذهنها ...

"كنت اقف امام باب المطعم منذ اكثر من ربع ساعة الم ترني ؟؟" ثم عادت بحماقةٍ تستذكر بأنها كانت في طريقها للفرار من مواجهته لولا نداءات قلبها المضطرب ...

رد عليها بارتباك جلي "اسف حقاً ,لكن الا تملكين مظلة تقيك المطر ..؟؟"

فادركت انه هيئتها مثيرةً للشفقة فردت بحرج "لقد نسيت مظلتي في البيت...لا يهم ..."

وعادت تتأمل سيارته بفضولٍ كبير وتفكر بتعليقات ماندي المزعجة ..هي قد استبعدت ان يكون جوليان مجرد مهاجرٍ فقير لكنها لم تتخيل انه غنيٌ لدرجة التي تمكنه من قيادة سيارة بورش حديثة كهذه ,ثم واتتها فكرة حين رأت ملصق شركة تأجير السيارات ,فادركت انها سيارةٌ مستأجرة ,وهي تعرف ان كثيراً من السياح الاثرياء يعمدون لاستئجار سيارة كهذه في اجازاتهم...فهل جوليان سائحٌ ثري في إجازة ؟؟؟

ودون وعيٍ منها اخذت تحلل كل ما قام به ,فان كان غنياً كما قالت ماندي فلمَ جاء لمطعهم المتواضع هذا بدل ان يذهب لفيفتين او مادسون ...

ثم قررت بجرأةٍ ان تعرف حقيقته ...فتجرات وسألته عما كان يزعجها حقاً فقالت له " كنت اظن انك ستأتي مشياً على الاقدام او في تكسي... ولولا ان زميلتي ماندي انتبهت لك لما عرفت انك تجلس في هذه السيارة , لمْ اتصور انك تقود سيارة كهذه..؟؟ "

فرد عليها بريبة "سيارة كهذه ماذا تقصدين ؟؟"

ردت بخفة "اعني انها حديثة للغاية وتبدو غالية الثمن"

ولا تدري حقاً لما بدى كئيباً ومتحفزاً حين تجاوز سؤالها وقال بحدةٍ جلية

" هل تريدين ان اصحبك...لمنزلكِ .."

تفاجأت اليس برده ذاك وسألته بحيرة
"منزلي ؟؟"

فتابع بحدة غير مبررة "لتغيري ثيابك فأنت مبتلة تماماً.."

كانت تدرك انها بحالةٍ يرثى لها وملابسها مبتلةً للغاية لكن ان طلبت منه ان يأخذها لمنزلها لتبدل ثيابها فقد تحيد عن موقفها وتدعوه للدخول ولا تدري حقاً ما كان يمكن ان يحصل لو فعلت ذلك وهذا الهاجس اربكها لذا تمالكت نفسها بصعوبةٍ وردت مدعيةً قلة الاكتراثٍ

"لا داعي.. لنذهب للجمعية الخيرية فهي قريبة من هنا..."

لم تنسى ابداً مقدار دهشته حين اجابته بذلك وكأنه كان يتوقع منها شيئاً آخر ,ساد الصمت بينهما لوهلة وهي تفكر بطريقةٍ لتسأله عما يحيرها لكنه بادرها بالحديث غير المبرر عن سياراته المتعددة ...وكيف لا يستطيع التحرك بدونها... "

نظرت له بشكٍ فقد شعرت انه يسعى بجهدٍ للفت نظرها نحو ثراءه ,وهذا امرٌ ازعجها فهي لن تكترث بماله ,ثم تلمست زلته حين اخذ يتبجح بالحديث عن محل الجواهر الذي يمتلكه ...عندها لم يعد في وسعها السكوت اكثر عن هذا التناقض الذي تراه في شخصيته وحين سألها عن رأيها في عمله اجابته بصدق

"لا ادري ..حين رأيتك في المطعم حسبتك اول الامر مهاجراً مغترباً جاء للبلدنا من اجل العمل أو الدراسة لم اتخيل انك سائحٌ ثري" ونطقت اخر عبارةٍ لها بتكدرٍ كبير ,ففكرة انه مجرد سائحٍ ثري جاء لتبذير ثروته على ملذات ٍ رخيصة قد اساءتها للغاية ...

بدى انه ارتبك من تعليقها وسعى بجهدٍ لضحد الفكرة حين قال "ومن قال بأني سائح ,انا هنا من اجل العمل ايضاً"
فسألته بشكٍ "في بيع المجوهرات ؟!!!"

كان يصعب عليها تخيل الأمر ....واخبرته صراحةً ان عمله ببيع المجوهرات لا يثيرها البتة بل على العكس ان صدق في قوله فهي سترغب بترك سيارته فوراً ,لأنها ليست سلعةً يتسلى بها سائحٌ غني يشعر بالململ ...

لكنه عاد بعد ذلك لينفي ما قاله واعترف لها بأنه سائقٌ يعمل لدى رجلٍ غني ....كم اراحها اعترافه ذاك ,فهي تفضل الرجل الكادح الشريف على رجلٍ غنيٍ لعوب ...

لكنها لن تدعه يفلت بكذبه بل عاتبته برقه "ما كان هناك من داعٍ لكذبك ,لا داعي لهذه المظاهر الخادعة ...كن على طبيعتك.."

كانت بالفعل تكره الأدعاءات والمظاهر الزائفة ولم تجد داعٍ من ان يخفي حقيقته عنها ....وقد ابدى دهشته من موقفها فحاولت ان تشجعه بقولها انها لا تميز بين الأغنياء والفقراء المهم عندها ان يكون رجلاً شريفاً صادقاً

شعرت بأنه يحلل كلامها ويحاول استيعابه ولم تفهم لمَ بدى مصدوماً من موقفها و ظل صامتاً بقية الرحلة ...
بينما هي شعرت براحةٍ لم تتخيلها ولا تدري كنهها ,ربما لأن جوليان بصورة الجديدة كعاملٍ مجدٍ قد وافق هواها اكثر من صورة صاحب المال المبذر المستهتر...

وحين وصلا للحفلة تبدل حاله بالكامل ,فشعرت بلهفته عليها وتشبثه بها وكأنه يخشى ان تغيب عن ناظره ولو للحظة ...وهذا دغدغ مشاعرها واشعرها بزهوٍ انثوي ...

لا تعلم حقاً ما حصل بعد ذلك وكيف تطور الأمر بينهما بسرعةٍ عجيبة ,في لحظةٍ كانت تحدثه عن اعمال الجمعية الخيرية ,لتجد نفسها بعد ذلك بين ذراعيه القويةً الدفئة وهو يضمها لصدره ويدعوها لمراقصته ...

حاولت التملص منه بأخباره بانها لا تجيد الرقص ,لكنه تشبث بها بشدة وكأنه يرفض اطلاق سراحها ,وتصرفه هذا وان كان اربكها لكنه اثارها بشدةٍ ,كم كان لطيفاً ومثيراً ومريحاً ...لقد احتمل رقصها الفظيع ولم يبالي بعدد المرات التي داست بها قدمه ....بل على العكس ظل يحدثها برقةٍ متناهية حتى افقدها تحفظها المقيت الذي دائماً ما يقف حائلاً بينها وبين التعرف بالجنس الآخر...

"انت تتصرف بغموض يا جوليان...من انت حقاً.؟." لا تعلم لم سألته ذلك لكنها بحق ارادت ان تعرفه , فرد عليها بتأثرٍ لامس قلبها بشدة ...

"انا ..مجرد شاب يبحث عن فرصة للنجاة .."

احست انه غارقٌ في متاهةٍ مظلمة ويريد الخروج منها ويتشبث بها وكأنها طوق نجاته ,فلم ترد ان تخذله بل على العكس ارادت ان تنقذه مما يكدره ... شعرت في تلك اللحظة انها تعرفه منذ الأزل وتريد ان تظل معه للأبد ...

سألها عن ندبتها فظنت انه انزعج منها فحاولت مداراتها بخجل ٍ كعادتها وهي تقص عليه قصة اصابتها بأسلوبٍ ساخرٍ تلجأ اليه لمدارات حرجها ,ففاجأها حين قبل ندبتها بحنوٍ شديد , فأربكها برقته المتناهية,لطالما ظنت ان الرجال ينفرون من النظر لها بسبب تلك الندبة الصغيرة, لكن جوليان اشعرها ولأول مرةٍ انها جميلة كما هي ,بندبتها وبخجلها وارتباكها ,وبرقصتها الخرقاء ...

بالكاد استطاعت استيعاب فعله حتى فاجأها ثانيةً حين قبلها بعمقٍ كبير فجر في صدرها مشاعر جياشةٍ مربكة ,فلم تقدر على مواجهة طوفانها الجارف فتركته وفرت هاربة ...ليس منه بل من قلبها الصارخ في صدرها يطلابها بالمزيد ...

لكن جوليان لم يدعها تهرب بل لحق بها وادركها ثم عاد يقبلها مثيراً فيها مشاعر حسبت انها لن تشعر بها ثانية ابداً ,حتى ان دفئ المشاعر التي شعرت بها معه خلال تلك الساعات القليلة فاق بكثير الانجذاب السطحي الذي شعرت به اتجاه ادريان ...

ولم تتخيل ان يثير مشاعرها بهذا الشكل المدمر بمجرد ان عانقها وقبّلها...مجرد لمسة منه فتكت باحاسيسها بصورة مفاجأة ,مجرد قبلة مثيرةٍ شغوفةٍ منه غيرت حياتها للأبد ...فتهيء لها بأنها احبته ...بل هي احبته بالفعل... وليتها لم تفعل...

******************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 11:11 AM   #109

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

تلمست أليس مكان القبلة بشكلٍ حالمٍ ثم زفرت بتحسر بعد ان تذكرت خيبتها حين انهى لقاؤهما الحميم بصورةٍ مريعة ,فقد افسد قدوم صديقها بيلي الأمر تماماً حين عانقها باسلوبه السخيف الذي يعمد اليه لأزعاجها فقط ...

و بمجرد ان ناداها بأسمها الحقيقي اليس ...حتى انقلب حال جوليان بشكلٍ غير مبرر ,ونظر لها باتهامٍ وشك ونفور ,ثم تركها دون ان يمنحها الفرصة اويسمع تبريرها ....

حاولت اللحاق به لتفهمه الحقيقة بأنها لم تخدعه بل هي تقوم بهذا العمل خدمةً لأختها ...لكنه كان قد انطلق كالسهم بسيارته مخلفاً اياها واقفةً بذهول وخيبة بعد ان ادركت ان حلمها الجميل قد انتهى حتى قبل ان يبدأ ...
شعرت اليس بالمرارة لما حصل معها ولم تجرؤ على اخبار أختها بما حصل ,فهي تملك شخصيةً كتومةً للغاية وبكل كبرياء تملكه اغلقت على تلك الحادثة في قلبها ,وحاولت نسيانها بعد ان لصقت بنفسها صفة الغباء لأنها انجرفت بمشاعرها وتعلقت بأنسانٍ بالكاد عرفته....لكن رغم كل هذا ظلت صورة جوليان وذكرى قبلته تؤرقها ....

*********************************

وبعد يومين حدث امر ٌغريب ,فحين عادت من العمل في المطعم كانت تتوقع ان تجد اختها تعد الحقائب للسفر لكن بدل ذلك وجدتها على خلاف حاد مع زوجها بسبب زيارة قريبه المدعو جوليان ...

"جوليان !! " هتفت أليس يومها بخيبة امل ما أن سمعت هذا الأسم على لسان شقيقتها ليزا وهي تردده بأتهام وانزعاج ,فتراءت لها فوراً صورة ذلك الشاب الوسيم الذي التقته قبل يومين في المطعم ,والذي قلب حياتها رأساً على عقب وغيرها تماماً ,فبالوقت القليل الذي قضته معه حملها برقته وغموضه وقبلته اليتيمة فوق عنان السماء ثم فجأةً وجدت نفسها تهوي لسحيق الأرض بسبب الموقف السخيف الذي وجدت نفسها فيه حين عجزت عن اخباره عن سبب إنتحالها شخصية ليزا ,لقد افسد ذلك افضل لحظةٍ في حياتها..أوعلى الأقل هكذا ظنت يومها .

سعت اليس بجهدٍ جبار لتنحية افكارها وخيبتها جانباً بعد ان عاد نحيب شقيقتها يعلو وهي تسعى جاهدةً لردع زوجها عن قراره ... فأجبرت أليس نفسها على نسيان صورة جوليان التي لم تفارق مخيلتها منذ يومين وركزت على مشكلة اختها وزوجها لعلها تهدأ الوضع بينهما خاصةً وانه لم يسبق لهما ان تشاجرا منذ زواجهما ,فقد كانا مثالًا للزوجين المحبين المتفاهمين ...

بصعوبة استطاعت اليس استخلاص المعلومات الشحيحة منهما وفهمت بالمجمل ان ادريان قرر وبشكلٍ مفاجئ السفر مع قريبه ذاك – والذي يحمل للصدفة نفس اسم الشاب الذي اعجبت به - دون ان يعلن عن السبب ...
فسعت بحكمة وتعقل للتخفف من حدة عصبية اختها غير المتوقعة وحاولت ان تفهم دوافع ادريان من قراره المفاجئ ذاك ,لكنه لم يخبرها بما يفيد و كان مصراً على السفر دون اعطاء تفسيرٍ واضح ,وقد عجبت من اصراره الغريب,فهي تعلم جيداً بأنه لم يكن في السابق يرغب بالعودة لبلده ابداً وكان دوماً يتحدث عن مشاكله وخلافاته مع اسرته ,فهو من كان يرفض دوماً ان يأخذ ليزا للتعرف بهم ,ورفض اقتراحها بدعوتهم للزيارتهم في لندن ,فما الذي جرى له الآن ليغير رأيه ويقرر السفر فجأةً ...ولوحده دون ان يصحب زوجته معه للتعرف بهم ؟؟؟...

حاولت اليس بشتى الطرق اقناعه بالعدول عن الذهاب أومعرفة اسبابه لكنه اصر قائلاً :

"علي ان انهي بعض الامور العالقة وسأعود قريباً ..لن أتأخر .."

فرد عليه اليس بأستنكار "لكن لمَ الآن (إدري ) كنتما على وشك الذهاب في رحلة استجمام انتظرتماها بفارغ الصبر..لا تنسى انا سأخذ مكان ليزا في العمل لأسبوعين فقط قبل بدأ الفصل الدراسي الجديد وانت ايضاً لن تستطيع اخذ اجازة اخرى حين يبدأ الفصل الجديد .."

"ادرك هذا اليس ..صدقيني سأعوضها عن كل شيء ..لكن الآن علي ان انهي الامر وبأسرع وقت " رد ادريان بانفعالٍ شديد ,والحقيقة بأنها لم تره منفعلاً هكذا من قبل فسألته بقلق

"اي امر هذا!!!..ماذا هناك يا (ادري)؟؟؟"

فلم يجبها بل قال لها بانفعال كبير وحدة "لا استطيع ان اخبرك الآن يا اليس لا استطيع ...لكن عديني ..ان تهتمي بليزا في غيابي ..ارجوك"

شعرت اليس بالقلق ساعتها فسألته بخشية "ما الأمر ؟؟!! لقد بدأت تخيفني حقاً ...هل الامر خطير ؟؟"

تجنب ادريان النظر اليها وقال بانفعال واضح " فقط عديني اليس ارجوك؟؟"

هتفتت بانفعال "طبعاً هل توصيني على اختي.."

سمعت اليس نحيب شقيقتها التي كانت تستمع لهما عند الباب بعد ان ادركت ان زوجها لن يغير رأيه ابداً فسارع ادريان نحوها واحتضنها برقة وقبلها بحب ثم همس بانفعال :

"لن اتأخر يا حبيبتي صدقيني..علي ان اصلح ما افسدته يا حبي..علي ان اتحمل تبعات عملي ..." رد ادريان بثبات وهو يمسد شعر ليزا الحريري

"ماذا تقصد؟؟" سألته ليزا بحيرة وهي تتلمس وجهه .

بأرتباك تجنب قول الحقيقة وعلق بانفعال "عندما اعود سأخبرك بكل شيءٍ اعدك ..لأني عندها سأكون حراً .."

"حراً من ماذا ؟؟؟انا لأ افهم "علقت بمرارة

فرد عليها بأسى "فقط انتظريني لحين عودتي وسأخبرك بكل شيء"

فهتفت بحنق" كل هذا بسبب ذلك اللعين جوليان ,ليته لم يأتي...ليتك لم تره...ارجوك لا تذهب معه يا حبيبي ..ارجوك..انا لست مطمأنة ارجوك (ادري) لا تذهب " صاحت ليزا باسى

فضمها ادريان بعاطفة وهمس بأنفعال " لا ذنب لجوليان في ما يحصل ...هذا خطأي انا ...وعلي تحمله .."
طالعته ليزا بعيونٍ ساحرةٍ دامعة فلم يستطع ان يقاوم دموعها وعانقها بشدة وهو يجاهد نفسه ان لا يبكي ايضاً ..

راقبت اليس ما يجري بوجومٍ فهي لم ترى ادريان بهذه الحالة والانفعال سابقاً ولم تفهم لمَ يريد الذهاب ان كان كارهاً للأمر وماذا قصد باصلاح ما افسده...لم تفهم ...ولم تعرف من هو جوليان الذي يتحدثان عنه ,لكنها لم تحتج لوقت كبير لتعرف الحقيقة .

فبعد يومين فقط اتى المدعو جوليان ليصطحب ادريان معه للمطار ... لكن ساعتها كانت اليس طريحة الفراش بعد ان اصيبت بالزكام الذي التقطت عدواه من شقيقتها التي بالكاد شفيت منه ... وزادت حالتها سوءاً بسبب ابتلالها بالمطر وتطور مرضها لألتهاب رئويّ حاد ولازمت الفراش ... حاول ادريان تأخير سفره لحين تحسن صحتها لكن قريبه جوليان اجبره على السفر معه دون تأخير.

كانت الساعة قد قاربت التاسعة مساءً ,وقتها افاقت اليس محمومةً ومتألمة بشدة وقد ظنت ان صوت الرعد المجلجل في الخارج هو ما ايقظها ,لكن تبين لها ان ما ايقظها هو نحيب ليزا وبكاؤها المرير ...نادت مراراً على اختها لكن دون مجيب فحلقها الملتهب حال دون خروج صوتها ِ..

فجأة أُطفِأت الانوار في المنزل كله فقد انقطع التيار الكهربائي بسبب العاصفة التي اشتدت ,وبصعوبة استطاعت اليس ان تجر نفسها لتخرج من سريرها فقد كانت تعاني من حرارة مرتفعة و كان جسدها يرتجف بشدة ,لكن بكاء ليزا ونحيبها الذي يقطع الفؤاد اجبرها على الزحف حتى تصل لها و تعلم ما اصابها ...

"ليزا تخاف من العواصف وتكره الظلام " همست اليس لنفسها معللة ...رغم انها شكت أن يكون بكاء ليزا المرير هذه المرة بسبب العاصفة وانقطاع الكهرباء فقط..

"اين ادريان..؟؟لمَ لا يطمأنها ..هو يعرف كم تضطرب ليزا من الرعد والظلام "
تابعت بخفوت وهي تجر نفسها بصعوبة حتى وصلت لحافة الدرج في الطابق العلوي ...تمسكت بالدربزين بصعوبة لتستطيع الثبات واقفة ,عندها لمعت السماء ببرق شديد اضاء الظلمة التي عمّت المكان فشاهدت من خلال ضوء البرق الساطع خيال رجل غريب بوجه جامد وكأنه قد من الصخر , حدقت بالرجل الغريب الواقف بشموخ امام ادريان والذي كان بدوره يقف كطفلٍ صغيرٍ معاقب حاملاً حقيبة سفره وليزا تتشبث به و تتوسل اليه ان يبقى..

عادت الانوار ثانيةً فاغمضت اليس عينها لوهلة من وهج الضوء الشديد , ثم سمعت صوتاً بدا لها مألوفاً للغاية رغم نبرته الباردة و القاسية .

"هيا يا ادريان ارحمني من مشاهدة هذه المسرحية الهزلية "

كادت اليس ان تسقط مغشياً عليها من شدة صدمتها وهمست بوجل ..."يا الهي انه هو نفسه ...جوليان الذي جاء الى المطعم...الذي راقصني ...الذي قبلني.."

لم تعد ساقاها أن تحملانها فانهارت على الارض من شدة صدمتها دون ان يلتفت احدٌ لها .

لم تصدق عينيها إنه حقاً هو (جوليان ) رغم انه بدا مختلفاً بدون لحيته وشاربه لكنها عرفته فوراً عرفته من صوته ومن هيئته من قسمات وجهه التي حفرت في عقلها دون وعيٍ منها ,ومن عيونه التي اسرتها سابقاً برقتها وها هي الآن تذبحها بقسوة من برود نظراته... ..

"جوليان...!!" هتفت بوهن ...

إنه من يشغل بالها منذ أيام ,إنه من حاولت ان تبحث عنه لتشرح له الامر وتخبره بحقيقة ما جرى وبأنها لم تخدعه ..انه من خفق قلبها للمسته الرقيقة الناعمة ولقبلته المثيرة..انه جوليان الذي جاء ليأخذ ادريان , انه جوليان الذي جاء للمطعم قبل ايامٍ وسأل عن ليزا...لكن لماذا سأل عن شقيقتها .. ؟؟

حين اخبرتها ماندي بأنه سأل عنها معتقداً انها ليزا ...لم تفهم لماذا؟؟؟ ...لكن الآن وهي تقف بترنحٍ عند حاجز الدرج في الطابق العلوي وتشرف على منظر اختها المنهارة الباكية وزوجها المطأطئ الرأس عرفت السبب ,عرفت بأنه كان يبحث عن ادريان لأيأخذه...وقد ظنها ليزا...

" اللعنة هل هذه خطته ...هل كان يغويني معتقداً اني ليزا ؟ هل ظن أنه بذلك يستطيع افساد الامر بين اختي وزوجها...يا الهي...ماذا فعلت.!!!! لقد اعطيته العذر ليفسد علاقة اختي بزوجها ..ربما اخبر ادريان بأن ليزا قبلته ...بينما انا من قبلته ...يا لي من حمقاء ماذا فعلت...؟؟؟ "

هتفت اليس بكل قوتها مناديةً على ادريان الذي تبع جوليان بخنوع ..نادته ليتوقف ولايغادر حتى تفهمه الحقيقة كاملة وبأنها هي من قبلته وليست ليزا... لكن صوتها المتعب لم يخرج اكثر من انينٍ متقطع ...

زحفت نزولاً على الدرج و بصعوبة حتى وصلت لشقيقتها المنهارة عند الباب و التي ما أن رأتها حتى القت بنفسها في حضنها تبكي بمرارة ....

كم لامت اليس نفسها منذ ذلك اليوم فهي السبب في البداية بتعرف ادريان على ليزا ,ثم كانت هي السبب في افساد علاقتهما بسبب انجذابها لغريبٍ جاء ليفسد حياتهم.....

"ليتني لم اعرف جوليان ابداً "

اقرت لنفسها وهي تستعيد كل ما جرى لشقيقتها بعد ذلك ,فقد بقيت ليزا كئيبة حزينة تنتظر بلهفة انقضاء الاسبوع الذي اخبرها ادريان انه كل ما يحتاجه لينهي مهمته وسيعود بعدها فوراً..

لكن الاسبوع انقضى وآخر بعده ثم اسبوع آخر وآخر ..دون اي خبر وأليس لا تجرؤ على الاعتراف لها بما جرى بينها وبين جوليان ,لكن بعد مضي اكثرمن شهر طرق بابهم رجلٌ مهيب الشكل يرتدي حلة رسمية سأل عن ليزا..واخبرها انه موفد من قبل مكتب محاماةٍ عريق موكل من قبل ادريان واسرته ليتمم اجراءات الطلاق ... عندها انهارت ليزا تماماً من فعل الصدمة .. واغمي عليها...

وحين فحصها الطبيب اخبرها انها حامل بالشهر الثاني ويلزمها الراحة التامة لسلامة جنينها ...ظنت ليزا ان اهل ادريان هم السبب في عدم عودته ...وهم من دفعوه لطلب الطلاق ...لكنها كانت واثقةً بأنه حين يعلم بحملها سيتحدى اهله ويعود لها حتماً .لذا رفضت ان توقع اوراق الطلاق وقالت بأنفعال وتفاؤل

"انا متأكدة ان ادريان يحبني ولايمكنه ان يتخلى عني.....انا واثقة من ذلك ,لابد ان اهله يحاولون ان يفرقوا بيننا .. او ربما ذلك المدعو جوليان هو من يمنعه من الحضور..فهو من اجبره على الذهاب منذ البداية ...إن ارسلت له اخبره بحملي سيأتي بسرعة انا واثقة.."

لم تستطع اليس البقاء صامتة اكثر وهي ترى ما يحصل لأختها فاعترفت لها بكل ما جرى بينها وبين جوليان
ثم هتفت برجاء "سامحيني يا ليزا ...لم اعرف انه ابن عم ادريان وانه قادمٌ لأخذه...لم اتخيل ان يستغل الامر ذريعة ليفسد الامور بينكما...سامحيني يا اختي.."

بقيت ليزا صامة لوهلة تحاول استيعاب ما قالته اختها ...صمتت لوقتٍ طويل حتى خافت اليس عليها ...فعادت تستحثها للكلام .."ليزا ارجوك قولي شيئاً "

عندها هتفت ليزا بثقة" لا ..يا اليس ...ادريان لم يغادر لأنه ظن اني خنته مع هذا المدعو جوليان...لا اظنه اخبره بما جرى بينكما حتى .. ادريان غادر لأن جوليان اخبره ان هناك امراً خطيراً في لوكسمبورج وعليه ان يصلحه...انا اظن ان جوليان خدع ادريان ليجبره على الذهاب معه ...انا واثقة انه يريد العودة لي لكن اهله يمنعوه..وحين يعلم بحملي سيتحداهم ويعود لي ...انا واثقة ...هو يحبني ..اجل يحبني..."

كانت ليزا واثقة من الامر لكن اليس لم تشاركها الرأي فقد ايقنت ان ادريان ذهب ولن يعود ,احساسها اخبرها انه لن يعود لكنها لم تستطع منع اختها من الامل والمحاولة ...

وبالفعل قامت ليزا بارسال الرسالة تلو الاخرى , لكن بدون جدوى فلم تتلقى اي رد منه,وظل المحامي يضيق عليهم الخناق لتوقع على اوراق الطلاق, حتى ان اليس اضطرت مرة لطرده من المنزل مهددة اياه بمقاضاته ان استمر في ازعاجهم...

ثم جاءت الصدمة الكبرى حين وصل الرد اخيراً بعد ثلاثة شهورٍ من مغادرة ادريان ,كان الرد عبارةً عن رسالةً مقتضبة باردة من امه الكونتيسة ازابيل وملحقةً بصور لادريان مع خطيبته الثرية ,وتطلب فيها من ليزا ان تترك ادريان وشأنه وتوقع على اوراق الطلاق لقاء مبلغ كبيرٍ من المال, وتقول الكونتيسة ان ابنها ندم على زواجه من ليزا ويعتبره غلطة ...فمكانته الأجتماعية تمنعه من الأقتران بفتاةٍ وضيعة الأصل وقد سأم من التصاقها به ...لذا عليهما ان يفترقا بشكل متحضر,اما بالنسبة للطفل فيمكن لليزا ان تحتفظ به او تجهضه ان ارادت فهو لا يعنيهم في شيء....لأن ادريان سيتزوج من شابةٍ ذات حسبٍ ونسب ٍ تليق به وهي من ستكون اماً لأولاده....وليس امام ليزا سوى قبول بالتسوية المالية المجزية والتوقيع على اوراق الطلاق ....أو سيضطرون لتفويض المحامي برفع قضية عليها بدعو انها خدعت السيدة ادريان فياندن وحاولت ابتزازه بحملها ....


لقد تحطم قلب ليزا لبشاعة ما حصل ,واكرهت على التوقيع على اوراق الطلاق لكنها بإباءٍ رفضت اخذ قرشٍ واحدٍ من عائلة فياندن ,وبعد ذلك ببضع شهورٍ أُرسِلت لها عبر البريد مجلةً خاصةٌ بالحديث عن المشاهير وكانت الصورة الأبرز على غلافها صورة ادريان برفقة زوجته الألمانية مارتينا ميتاغ ...وما أن رأت ليزا الصورة وقرأت الخبر حتى انهارت تماماً ...وحاولت الانتحار وكادت ان تنجح لولا ان تمكنت أليس من إيقافها في أخر لحظة وتمكنت من منعها من الأقدام على حماقة بأزهاق روحها وروح جنينها البريء ..

****************************
يتبع


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 11:14 AM   #110

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

تبدلت احوالهم كثيراً في تلك الفترة ,وظلت حالة الكآبة التي تطغى على ليزا مبعث قلقٍ لأليس...وزاد من سوء الوضع تردي حالتهم المادية ...خاصةً مع تقدم حمل ليزا واضطرارها للتوقف عن العمل...فقررت اليس ان ترجئ دراستها قليلاً لتجد عملاً يعيلهما على الأقل لحين وضع شقيقتها ...

وبعد شهور بينما كانت اليس عائدةً من عملها مرهقة ,فوجئت بجوليان يقف عند باب منزلها منتظراً إياها ,تجمدت للحظة حين وقع بصرها عليه ,وقد شعرت بأن قلبها يكاد يقفز من مكانه لشدة ما خفق لرؤيته ...كم بدى وسيماً وآسراً بجاذبيته الطاغية التي ظهرت جليةً هذه المرة بارتدائه لحلةٍ راقية من تصميم أرماني....لكن ذكرى خداعه لها وادعائه بأنه شخصٌ آخر اثارت في نفسها الحزن والألم فحاولت بكبرياء تجاهله وتماسكت وخطت بثباتٍ صوب منزلها مدعيةً عدم رؤيته ...

لكنه ما أن رأها حتى استقام واقفاً ودنى منها وفي عيونه نظرةٌ لم تستطع تفسيرها ...فقد بدت لها لوهلةٍ بأنها نظرات ندم وحزن ...لكنها حاولت تجاهلها كما تجاهلته حين مرت من امامه وهمت بدخول منزلها واغلاق الباب خلفها وكأنها لم تره ...

فهتف بلهفة ورجاء"....ارجوك امهليني لحظةً واسمعيني..."

تلفتت اليس بقلقٍ نحو الداخل مخافة ان تكون ليزا موجودة في المنزل وتعرف بوجوده ...عندها لن ترحمه شقيقتها بل ستمزقه ارباً ارباً لأنه بحسب اعتقادها هو من أخذ زوجها منها ...ثم تذكرت براحةٍ ان اختها عند الطبيب الآن لمعاينة حملها ولن تعود قبل ساعة ...فزفرت براحة وعادت تنظر لجوليان بحنق وتقول بحدة "لا اريد .."
وارادت ان تغلق الباب في وجهه ...لكنه وضع قدمه لتقف حاجزاً فيمنعها من اغلاق الباب في وجهه ثم هتف بها برجاء "ارجوك ليزا...اعطني فرصة ...واسمعيني "

تصلبت يدها عند قبضة الباب ونظرت له بدهشة وادركت انه لا يزال يظنها ليزا ,وقبل ان تهم بتصحح خطأ اعتقاده وجدته يقول برجاءٍ وهو يمد لها بشيك سطر عليه مبلغٌ خيالي " لقد جأت لأعطيك هذه "ومد لها بورقة الشيك البنكي..

فنظرت له بازدراء وقالت بحدة "..ماهذا ؟؟.."

تراخت قبضتها قليلاً فتمكن من دفع الباب والدخول وقف امامها يرمقها بنظراته الغامضة تلك ثم قال بصوتٍ اقسمت انها شعرت بنبرة الندم فيه لكنها انكرتها ....

" انه مبلغ من المال يمكنه ان يأمن لك منزلاً لائقاً ويمكنك ان تعشي في بحبوحة "

تطلعت له بذهول ولم تصدق ما يفعل ...هل اخذ ادريان ثم جاء ليعطيهم مالاً كتعويض ...فنظرت له بازدراء وقالت بأباء " لسنا بحاجةٍ لمالك اومال اسرتك القذر..اتسمع ؟!! لقد ذهب ادريان فهل تظن ان المال يعوض غيابه ..."

لم تنتظر أليس لحين عودة اختها لأنها كانت واثقةً تماماً بأنها سترفض المال تماماً كما فعلت هي...بل ان ليزا ستنشب اظافرها بوجه جوليان حتى تمزقه وتغير ملامحه الوسيمة ...لأنها تعتبره الشخص المسؤول عن مغادرة زوجها ....

فقررت اليس ان تتصرف بنفسها وان لا تنتظر اختها حتى تأتي وتتشاجر مع جوليان خاصة انها تخشى عليها بشدة من الأنفعال ...فمنذ أن غادر ادريان وحال ليزا في تدهورٍ مستمر ولن تساهم هي في زيادة توترها ,لذا حملت على عاتقها مسؤولية طرد جوليان بنفسها فنظرت له بازدراء وقالت بأباء

" لسنا بحاجةٍ لمالك اومال اسرتك القذر..اتسمع ؟!! لقد اخذت ادريان و دمرت اسرتي ولا شيء يعوض ذلك ,فاخرج من هنا قبل ان استدعي لك الشرطة ,اخرج من هنا ايها الحقير ولا اريد ان ارى وجهك ثانية.."

دفعته بكل قوتها فترنح قليلاً وتراجع خطوتين ودلائل الذهول والصدمة تلوح على وجهه ثم رأته يستدير نحو الباب بإذعانٍ ليغادر خائباً بعد ان ترك الشيك على الطاولة فتبعته بسرعة ومزقت الشيك والقته بوجهه وصاحت بحقد :

"خذ مالك القذر فلسنا بحاجته ,وقل لأسرة عمك البغيضة ...اننا لا نشترى بالمال ....اذهب من هنا ولا تريني وجهك المقيت بعد الان ..فقد تسببت بما يكفي من الالم..." ومن يومها لم ترى وجه جوليان ابداً حتى جاء بالأمس ...

فماذا يريد منها الآن ...؟؟؟

*****************************************

ومن ساعتها توالت الكوارث على ليزا تباعاً ,فقد عانت فترة حملها من تعبٍ شديد وكآبة ,وبعد ولادة داني بشهورٍ قليلة شخصت بورم خبيث في رأسها ولم يكن الاطباء متفائلين بنجاتها لأنها وصلت للمرحلة الرابعة من المرض دون ان تعلم..

زفرت اليس بكآبة وتعب وهي تذكر شحوب وجه اختها بعد ان عادت من زيارة الطبيب ذلك النهار ,حيث بقيت في غرفتها تنتحب لوقتٍ طويل ورفضت ان ترى اي شخص حتى هي ,فخافت اليس عليها من ان تعود لفكرة الانتحار وسعت جاهدة لأقناعها بالخروج من حبسها ....وبعد ساعات طويلة خرجت ليزا والوجوم رفيقها ,توجهت صوب طفلها الغافي في سريره فحملته واحتضنته بقوةٍ وهي تبكي بحرقة ...

"ليزا حبيبتي ما بكِ لمَ كل هذا الحزن "سألتها اليس بقلق

فهمست بتعب "انا ...سأغادر قريباً ..."

شحب وجه اليس وهتفت بهلع "ليزا ماذا تعنين ؟؟!!! هل ستلحقين بأدريان...؟؟ ارجوك تعقلي يا اختي لقد انتهى الامر, ادريان تخلى عنك وعن طفلك فلا تضيعي كرامتك بملاحقة رجلٍ حقيرٍ مثله "

ابتسمت ليزا بوهن وهمست "لا ..لن اتبعه ...بل على العكس ...أنا اتمنى له اسعادة بحياته الجديدة من كل قلبي "

تأثرت اليس بموقف اختها النبيل لكنها لم تستطع منع سخطها وحنقها من كل ما يمثله آل فياندن الاشرار ,فأخذت تشتمهم الواحد تلو الآخر بدأً من ادريان وابن عمه جوليان انتهاءً بباقي اسرتهم البغيضة ,ظلت بحنق تلعن الساعة التي عرفتهما فيها ...الى ان اسكتتها ليزا بصوتها الضعيف الواهي حين قالت

"توقفي اليس توقفي ما تفعلينه لا يفيد "

"انا اسفة يا ليزا سامحيني " دنت اليس من شقيقتها تلتمس عفوها "انا السبب في تعريفك بادريان انا السبب في كل هذا " وبكت اليس بندم .

فابتسمت ليزا وهمست بحب" اجل انت السبب يا خوختي الحلوة ...وانا اشكرك على ذلك ..فلولاك لما عشت تلك السعادة ولما تمتعت الآن بهذه الهدية الرائعة "وعادت تقبل صغيرها داني بحب امومي صادق ..

دمعت عيون اليس بكآبة وهمست برجاء "انسيه يا اختي انسي هذا الوغد وعيشي حياتك ...انه لا يستحقك"
تطلعت ليزا نحوها بكأبة وهمست بأنفعال وهي تغالب دموعها "اليس انا مصابة بورم سرطاني في رأسي...وايامي معدودة "

وقع الكلام كصاعقة على رأس اليس ولم تستطع استيعاب ما قيل لها فاخذت تضحك بهيستيرية معتقدة ان اختها تدعي اموراً ليست حقيقية ربما من شدة حزنها لما اصابها ,غير ان نظرات ليزا افهمتها بصدقها فشهقت بذعر وأخذت تهز ليزا بهيستيرية وعدم تصديق

"ماذا تقولين ؟؟؟لا يمكن هذا ..قولي انك تمزحين " لكن ليزا اكدت لها الامر واخبرتها ان الورم كان موجوداً في رأسها منذ مدةٍ طويلة لكنه كان في حالة ركود وقد استثارته عوامل ما فعاد للعمل وهو ينتشر بسرعة ...

"ستتعالجين يا اختي لا تخافي انا سمعت عن اناس..." صمتت اليس حين رفعت ليزا كفها لتسكتها ,فرأت نظرة حنو تعلو محياها الرقيق الهش وهي تهمس بوهن

"لا امل ...انه في مرحلة متأخرة...اظنها كانت مسألة وقت لا اكثر ..كانت النهاية ستأتي ان عاجلاً او اجلاً ...لذا اظن انه كان من الافضل فعلاً ان يتركني ادريان...ليعش حياته ....ما كان ليحتمل رؤيتي اذوي هكذا ..."همس باكية
صرخت اليس بانفعال وبكت تلعن كل من كان له يدٌ في تحطيم اختها التي فاجأتها بثباتها ويقينها حين قالت:

"انا لست خائفة او نادمة على اي شيء ...لقد كنت محظوظة بأبي وامي رغم انهما غادرا حياتنا مبكراً ...وانا محظوظةٌ بك يا اختي الغالية الرقيقة ...حتى اني كنت محظوظةٌ بعمتي سوزي رغم تذمرها ...فهي من ابقتنا معاً ,وأنا كنت محظوظة لأني عثرت على حب حياتي ,وتزوجت ممن احببت ,وانجبت اروع طفل في الوجود وكانت حياتي سعيدة ولست نادمة على شيء او قلقة من اي شيء .."

همست برقةٍ وهي تغالب دموعها ثم قالت بأنفعال "فقط امرٌ واحدٌ يا اليس... امرٌ واحدٌ يرعبني ..داني ..داني يا اليس عديني ان تعتني به ..ان لا تدعي احداً يأخذه منك...لا اريد لأبني ان يتربى في الملاجئ والمياتم ...اتذكرين العامين الذين قضيناهما في الملاجئ قبل ان تأتي العمة سوزي وتأخذنا لنعيش معها ....رغم تزمت العمة وصعوبة مراسها لكنها كانت رحيمة وعطوفة ...انا اخشى ان يعاني ابني في الميتم ...او أن تتبناه اسرة سيئة تظلمه وتؤذيه ...اريده ان يتربى بين احضانك يا اختي الحنونة ...ان حدث هذا فأنا سأغادر الدنيا وانا مرتاحة وسعيدة ومطمأنة ..."

*************************************

"بالتأكيد سأفعل يا اختي الحبيبة "همست اليس بأسى وهي تمسح دموعها بعد ان سافرت في ذكريات السنوات السابقة .. محاولة ان لا يلحظها داني المنشغل بطعامه بأستمتاع وفكرت انها ليست نادمة على التضحية التي قامت بها , فداني اغلى من روحها وهو جزءٌ من شقيقتها العزيزة ما كانت لتفرط به ابداً مهما حصل....

فبعد ان تأكد لها حرج وضع اختها قررتا التخلي عن كل شيء والابتعاد عن لندن حتى يتسنى لهما التخطيط لتبادل ادوارهما... فتخلت أليس عن متابعة دراستها بعد ان امضت فيها اكثر من عامين ونصف ,لأن داني اهم بالنسبة لها من اي شيئ اخر وحتى من اكمال دراستها او من حياتها كلها ,وانتقلت مع شقيقتها لمكان ريفيٍ هادئ في جنوب اسكتلندا وهناك استطاعت الشقيقتان ان تتبادلا الادوار بمهارة دون اي مشقة ,وبعد شهور قليلة ماتت ليزا بهدوءٍ وصمت بعد ان عانت من تدهور صحتها الشديد والسريع ,ودفنت بسرية وصمت كئيب كما رغبت دون ان يكون في جنازتها احدٌ سوى شقيقتها الوحيدة أليس والتي تحاملت على نفسها من اجل الصغير المسكين الذي حرمته قسوة الدنيا من اعز الناس على قلبه قبل ان يدرك الامر حتى...

لذا اقسمت اليس على ان تكون له خير ام وتحميه بروحها فدفنت اسمها وهويتها مع جسد شقيقتها الذاوي ورضيت بكل ترحاب باعتناق اسم اختها وصفاتها كنوعٍ من التخليد لذكراها ولحماية طفلها ..وهكذا ماتت ليزا بأسم اليس وبيقت أليس تحمل اسم ليزا ..وكله هذا من اجل داني...

******************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.