آخر 10 مشاركات
مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-08-18, 06:38 AM   #161

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


ظلت اليس تحدق في الباب بعد ان غادر جوليان وهي تحاول ان تستعيد ثباتها ,لكن عبثاً تحاول ...فسارع داني بضمها وهو يقول باكياً "ماما ...هل انتِ بخير...؟؟ "

بصعوبةٍ استطاعت هز رأسها دون ان تقوى على قول كلمة

"لمَ يفعل جوليان هذا ....؟؟" سألها داني بأسى فلم تستطع ان تجبه لأنها اخذت تبكي... لا من خوفها مما حصل بينها وبين جوليان قبل لحظات ,بل تبكي مشاعرها التي ضجت بقوةٍ في صدرها لتخبرها انها لا زالت تكن له مشاعر قوية لم تمحوها كل تلك السنين ....

كيف للقاءٍ واحدٍ جمع بينهما قبل سنوات ولقبلةٍ يتيمةٍ ان تؤثر فيها هكذا ...كيف ؟؟؟
لمَ لا تستطع ان تنزع تلك المشاعر الساذجة من قلبها ...بل الأسوء انه حين كان بقربها قبل لحظات وشدها نحوه بعنف كان كيانها ينتظر بلهفةٍ قبلةً محمومةً أخرى ...فأي بؤسٍ هذا الذي تعيشه ...

تحاملت على نفسها ونبذت بقوةٍ مشاعرها الواهنة الساذجة وقررت ان تغادر فوراً لتهرب منه ومن كل ما يذكرها بالماضي...مسحت وجنتيها وقالت لداني بحزم
"سنذهب الآن "

خرجت مع طفلها ثانية وكل ما يشغلها فكرة ان تجد أي عملٍ يمكّنها من مغادرة هذا المكان بسرعة ...حتى لو تطلب الأمر ان تصير خادمةً ....لكن خيبتها كانت كبيرة حين وصلت لمكتب التوظيف وتحدثت مع المسؤولة فيه السيدة كريستي والتي اخبرتها انه ومع الأسف لا يوجد حالياً اي وظيفةٍ شاغرة مناسبة لها ,فالوظائف المتاحة الآن كلها مخصصة للرجال ,والوظيفة الوحيدة المتاحة حالياً لفتاة تشترط كونها عزباء وبلا اطفال ...

واكدت لها السيدة كريستي بتعاطف بأن مكاناً صغيراً كبلدتهم يصعب ايجاد عملٍ به ,ونصحتها ان تبحث في الصحف والمجلات المحلية علها تجد وظيفةً مناسبة في بلدةٍ قريبةٍ ,ووعدتها ان تتصل بها ما ان تجد لها وظيفة مناسبة .

فغادرت اليس مكتب التوظيف والأحباط رفيقها ...ارادت العودة لمنزلها لتختلي بنفسها لتفكر بمعضلتها المزعجة ,لكن داني احتج بشدة وذكرها بوعدها بأن تصحبه للحديقة ,فتحاملت على بؤسها واخذته هناك ...

راقبت بقلبٍ ملتاعٍ صغيرها يلهوا بالأرجوحة بسعادة بينما هي تتخبط بأفكارها التي تبحث فيها عن طريقةٍ للخروج من مأزقها ...

"يال براءة الصغار ...لا يحملون اي همٍ او خوف ... يلعبون ويلهون دون ان تشغلهم هموم الدنيا ...وينسون الأسى بسرعة ,لمَ لا اكون مثلهم ؟؟؟"

زفرت بقوة ٍ وهي تبتسم لصغيرها الذي اخذ يناديها كل حين لتنتبه لحركاته التي يظنها مبتكرة ....ثم تنبهت حواسها بتوجسٍ وشعرت بقشعريرةٍ تنتابها حين احست بشخصٍ ما بقربها ...وقفت بتحفزٍ وتلفتت حولها بتوتر فلمحت رجلاً بسترةٍ جلديةٍ ونظاراتٍ داكنة يقف على مسافةٍ منها وهو يدخن بنهمٍ وينظر ناحيتها ,فباغتها شعورٌ داخليٌ انبأها بأنه ذات الشخص الذي كان يقف تحت عمود الأنارة المطفأ ليلة امس...

بآلية حمايةٍ دفاعية خطت نحو داني وعندها لاحظت رجلاً آخر قرب المدخل يخطو صوبهما ......فشعرت بالبرودة تجمد اطرافها حين ادركت انها وحيدةٌ هي وصغيرها في هذا المكان...ففي هذه الساعة المبكرة من الصباح لم يكن سواهما في الحديقة مع هذين الغريبين المريبين....

"داني...تعال الى هنا ...فوراً " هتفت بحدةٍ في صغيرها اللاهي عنها بلعبته ,حين لم يستجب لها خطت نحوه وشدته بعنفٍ فتذمر قائلاً "لم انهي اللعب بعد ماما..."

"فيما بعد يا صغيري فيما بعد " هتفت برعب واخذت تسحبه خلفها بقوة وهي تتلفت بهلعٍ للرجلين الذان بدأا يتحركان خلفها بهدوء مريب ...

حثت الخطى واسرعت نحو سيارتها لتصدم برؤية تلك السيارة الرمادية تقف على الجانب الآخر من الشارع...
بسرعةٍ اجلس صغيرها في المقعد الخلفي وعدلت المقعد ثم اندست خلف عجلة القيادة واطلقت العنان لسيارتها لتهرب من هؤلاء المريبين...

ظل داني يتذمر من تصرفها غير المفهوم ...لكنها تجاهلت الرد عليه وظلت عيناها تحدقان بهلعٍ في المرآة الجانبية وهي ترى الرجلين يركبان بالسيارة الرمادية ويلحقان بها ...

فادركت بما لا يدع مجالاً للشك انهم يلاحقونها ...ارادت ان تذهب فوراً لمنزلها لتحتمي به لكن ماذا لو تبعوها الى هناك ايضاً ...لذا بدلت وجهتها وتوجهت صوب مركز الشرطة في وسط البلدة وهي ترمق عداد الوقود الذي يوشك على النفاذ ,واخذت تبتهل ان يكفيها الوقود لحين وصولها لمركز الشرطة ...وبمجرد وصولها للشارع الذي يقع فيه مركز الشرطة نظرت في مرآتها فلم ترى السيارة التي كانت خلفها وكأنها تبخرت .... رغم هذا دخلت قسم الشرطة وقدمت بلاغاً رسمياً بالحادثة ,فأُرسِلتْ معها سيارة شرطة لترافقها حتى تصل المنزل بأمان...

نزل الشرطي معها وتفقد لها المنزل ولم يجد ما يثير الريبة لذا غادر بعد ان طلب منها ان تتصل بهم ان حدث أي شيء, لكن كلامه لم يطمنها وظلت خائفة ..

وفي اليوم التالي حصل معها ذات الأمر حين كانت في محطة الوقود ...اذ لاحظت تلك السيارة المريبة تقف عند ناصية الشارع ,وبمجرد ان تحركت بسيارتها تبعتها تلك السيارة ثانية ....وحالما توجهت صوب مركز الشرطة اختفت السيارة المريبة ...

و تكرر الامر معها ثانيةً في اليوم التالي والتالي حتى بات الخوف والقلق يعتمرها ...ولم تعد قادرة على الذهاب لأي مكان ولا حتى ان تأخذ داني للحضانة خشية ان يتجرأ احدٌ ويأخذه من هناك ....

"..هل هذا ايضاً من تدبير الكونتيسة...؟!! "تسائلت بضيق فقد بات الأمر كالكابوس المزعج , صار خروجها مخيفاً لان هناك من يلاحقها دوماً وبقاؤها في المنزل مخيفاً لانها باتت تسمع جلبةً حول كوخها المتواضع في الليل..

وعادت صدى كلمات جوليان وتحذيراته يتردد في رأسها ...فماذا عساها ان تفعل كي تحمي طفلها ....استدعت الشرطة اكثر من مرة ... لكن في كل مرةٍ يأتي رجال الشرطة ويبحثون في الأرجاء لا يجدون اثراً لأي شيءٍ يوحي بأن هناك احد ٌحاول اقتحام المنزل ..

"اقسم لك يا سيدي بأنه كان هناك احدٌ ما ..لقد كان يطرق بالحاح على جدران الكوخ..."قالت باضطراب والشرطي يراقبها بريبة دون ان يخفى عليه اضطرابها وتوترها الشديد.

"سيدتي هذه ليست المرة الأولى التي تستدعين الشرطة خلال هذا الاسبوع ,لقد حضرت لمنزلك اربع مرات وفي كل مرة لا اجد اي شيء مريباً ..ان استمر الوضع على هذا الحال سيعتبر الامر ازعاجاً للسلطات " قال مؤنباً

"انا لا اكذب صدقني ...هناك من يلاحقنا"

"سيدتي انت ترتابين فقط..اسمعيني رجاءً (ومد يده لجيبه واخرج بطاقة بيضاء وقدمها لها قائلاً ) لمَ لا تقومين بزيارة لهذا الطبيب انه رجل ماهر ويستطيع ان يعالجك من الرهاب الذي تعانين منه"

صرخت بحدة "انا لست متوهمة او مجنونة..اقسم لك اني اسمعهم كل ليلة ..ارجوك افعل شيئاً"

"سيدتي لقد سألت الجيران واهل الحي ولم يلاحظ اي شخصٍ فيهم وجود حركةٍ مريبة في الحي ولم يلمح ايٌ منهم تلك السيارة الرمادية التي وصفتها .."

"هذا لأنها تختفي ما ان اصل لمشارف الحي .."

"وماذا عن الحركة المريبة التي تدعين سماعها ...!! سألنا الجميع ولم يذكر ايٌ من جيرانك وجود شيءٍ مريب "

"الأكواخ في حيّنا متباعدة كما ترى ...وهم يعمدون لأصدار هذه الضجة قبيل الفجر دائماً وبجانب كوخي انا ...وعادةً ما يكون الجميع نيام ...ارجوك صدقني.."

لكنه قاطعها بنفاذ صبر قائلاً "ارجوك انتِ ....(زفر بتعب ثم قال بهدوءٍ اكبر ) لا املك سوى النصيحة ..لمَ لا تذهبين لتقيمين عند اقرباء لك او بعض الاصدقاء..ربما ترتاحين قليلاً .."

نكست رأسها ببؤس وهمست بخفوت "لا اقارب لي "وتذكرت بحزن عمتها التي ماتت قبل عامين دون ان تتمكن من رؤيتها الى يوم جنازتها ...فقد قطعت صلتها بها خشية ان تتعرف عليها وتفضح تنكرها فآثرت ان تظل على اتصالٍ بها من بعيد...فهمست بخفوت "لا احد لي.."

هز الشرطي رأسه بتفهم وقال " اتمنى لو تسمعين نصيحتي وتذهبين لأستشارة هذا الطبيب"

حدقت به بعيون دامعة وقالت بمرارة"انا لست واهمة ارجوك صدقني "

بنفاذ صبر زجرها قائلاً .." ما تقومين به ليس جيداً للطفل "واشار لداني الذي كان يجلس على الأريكة يشاهد التلفاز بسأم بعد ان حبس في البيت لأيام...

" سيتأثر طفلك بتصرفاتك العصبية ..وهذا قد يدفع هيئة حماية الاسرة لأخذه منك.."

شهقت اليس بوجل وهمست بخفوت "لا ..هذا طفلي لن يأخذوه مني.."

فرد بنبرة اهدأ "طبعاً لا..لكن عليك ان تخففي من توترك رجاءً ...واسمعي نصيحتي انها مجدر استشارة لن تضرك"

باستسلام هزت رأسها وقالت بخفوت"شكراً لك.." غادر الشرطي وتركها تائهة في دوامة مرعبة لا تستطيع الفكاك منها...

"ماما ...الى متى سنبقى محبوسين هنا..لقد مللت " سأل داني بضيق "اشتقت لاصدقائي في الروضة"

جلست بقربه واحتضنته وهمست بتأثر
"انا اسفة يا حبيبي..." وبكت بمرارة

"ماما..ماذا جرى لكِ !!!...لم تكوني هكذا سابقاً.."

مسحت دموعها واقرت لنفسها ان حياتها على وشك الانهيار وعليها التماسك من اجله...
"لا تقلق يا حبيبي..ستعود حياتنا كما كنا في السابق بل ستصير افضل..اعدك.."

احتضنها داني فاخذت تمسد شعره الأشقر بحبٍ وهي تفكر بحقيقة ما يجري معها فكل ما يحدث يدفعها للجنون ,عند هذه النقطة تفتق ذهنها عن امر خطير .

"هذا ما يريدونه ..ان اصاب بالجنون" فكرت بخوف و ادركت انها تواجه اشخاصاً منظمين يعرفون ما يفعلونه ,لو ارادوا اختطاف داني لفعلوا ...لكنهم يريدون دفعها لريبة والجنون ,فأن تم اتهامها بالجنون ستحرم من حضانة داني بكل بساطة

"داني (هست بخفوت )الامر كله متعلق بداني.." وتذكرت تحذير جوليان بأن ازابيل لن تتوانى عن فعل اي شيءٍ لتحصل على داني ...

نظرت لطفلها الصغير الذي غفى ببراءة في احضانها امالته على الاريكة وغطته جيداً وسارعت صوب سلة المهملات تبحث في يأسٍ عن البطاقة التي اعطاها لها جوليان والتي مزقتها في لحظة ارتباك ...

كانت ممتنة لأنها وبسبب كل ما جرى معها خلال الاسبوع المنصرم قد نسيت ان تفرغ السلة من الأوراق التي فيها...بلهفة افرغت محتوياتها على الارض وبدأت تبحث بين قصاصاتها على البطاقة الممزقة ..وحين عثرت عليها قربت الجزئين من بعضهما وقرأت ما خط على البطاقة...كانت تحوي رقمين احدهما لهاتفٍ خلوي خمنت أنه رقم جوليان لكنه قد فقد بسبب تمزق الورقة رقمين فيه ,والآخر رقمٌ لهاتفٍ ارضي – ومن أرقامه الأولى يبدو لهذه المنطقة وخمنت أنه للفندق الذي يقيم فيه – وقد صعب عليها تحديد احد الأرقام فيه بسبب الورقة الممزقة وشكت بأنه قد يكون (3أو 8) لذا لم يكن أمامها سوى ان تجرب كلا الرقمين ...

يتبع


noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-08-18, 06:45 AM   #162

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

بلهفةٍ جرت صوب السماعة ورفعتها واخذت تضرب الارقام المدونة امامها حاولت مع الرقم الأرضي والذي كان التخمين فيه اسهل وبدأت بالفعل برقم 3 لكنه كان لمنزلٍ ما ..فقامت بالأعتذار من اصحابه وعادت تضرب الرقم ثانية مستخدمةً رقم 8 ,

انتظرت لوهلة قبل أن يتهادى لها صوتٌ رخيمٌ محبب لسيدة تقول "فندق وايت روز(( The white rose)اي الوردة البيضاء).."كيف استطيع ان اساعدك...؟؟"

ترددت أليس في الحديث لحظة فهي لا تعلم أن كان ما تفعله صائباً ...هل تلجأ لجوليان...؟ هل سيساعدها ؟؟؟ اجل هو اخبرها انه سيحميها ....

"بما استطيع خدمتك ؟؟؟" عاد صوت السيدة يتهادى بلطف لكن اليس جبنت ولم تقوى على الحديث فالظنون مزقتها

"ربما جوليان مشتركٌ مع الكونتيسة بهذه المؤامرة ....ربما هذا ما يريده أن تشعر بالخوف لتشعر بالحاجة له وتقوم بطلب مساعدته وعندها سيأتي ويأخذ داني منها ...
"لا ..." هتفت برعب

"عذراً .." ردت صاحبة الفندق بحيرة وعادت تسأل بأدب "كيف أستطيع أن اخدمك...؟؟؟"

لم تجبها أليس بل أقفلت السماعة بعنف وهي ترتجف ثم ما لبثت أن انهارت باكية ...

**************************

"إذاً ستغادرنا سيد فالكانييه ,كم هذا مؤسف لقد سعدنا حقاً بوجودك معنا " هكذا رددت السيدة روز بأسف وهي تنظر لجوليان الواقف امامها بوجومٍ لم تستطع معرفة سببه ,فعادت تقول برجاء

"آمل ان اقامتك عندنا كانت مريحة ؟؟"

هز جوليان رأسه ببطئ واقر بخفوت "اجل..."

لم تستطع السيدة روز ان تكبت فضولها فعادت تسأله "لكن اخشى ان الأمور لم تجري كما تحب ؟؟؟"

نظر جوليان للسيدة الفطنة ملياً وابتسامةٌ باهتةٌ تزين زاوية فمه واقر "مع الأسف لا ..."

بحنكةٍ وذكاء هما طبعٌ فيها علقت روز مشجعة دون حتى ان تفهم ما هو الشيء الذي فشل جوليان بتحقيقه "لا تستسلم سيدي....قد تعاندك الدنيا احياناً لكن بالصبر والاجتهاد ستنصاع لك في النهاية "

زفر جوليان بسأم وكم ود حقاً ان لا تعانده الدنيا هكذا ...فقد قاسى منها الكثير...ورغم ذلك كان يصبر ويجتهد حتى تنصاع له –كما تقول السيدة – روبرتس , قيود عمه كُسِرت ,وحقق نجاحاً مبهراً في حياته العملية ,فصار اسم جوليان فالكانييه فياندن اسمٌ له ثقله ووزنه في عالم التجارة والتصدير.....لكن هذه المرة الأمر في نظره اصعب من كل ما سبق....لأنه يتعلق بقلبه ومشاعره ,يشعر بالضعف والوهن وقلية الحيلة ....
فهو لا يجد سبيلاً لأقناع ليزا بموقفه ,فأياً من الحجج التي ساقها لم ينل رضاها وثقتها....لا يستطيع اقناعها ولا يقدر على تركها ...فماذا يفعل؟؟؟

كان يصارع افكاره وحيرته والسيدة روز تراقبه بأهتمام...حاولت التخفيف عنه ثانية بقولها "لا تبتئس ....سيدي ...ستسير الأمور على خير ..."

ابتسم لمحاولتها التخفيف عنه وقال بفتور "كم اود هذا حقاً ...لكن يبدو ان الحظ يعاكسني هذه المرة ...لا بأس اشكرك سيدة روبرتس على لطفك وعلى خدمتك الطيبة وسعيدٌ بالأقامة عندك..." مد لها مغلفاً يحوي اجرة اقامته في فندقها مع اكراميةٍ مجزية

فمنحته روز اروع ابتسامةٍ تملكها واخذت المغلف منه بامتنان ووضعته في درج مكتبها دون ان تفتحه
فسألها جوليان بفضول "ألن تفتحيه ؟؟"

هزت روز رأسها وقالت بصدق "ربما لم اعرفك لمدةٍ طويلةٍ سيدي لكني اثق بأنك أهلٌ للثقة "

وبدل ان يسعده كلامها عبس بشدةٍ وقال "ليت هذا رأي الجميع فيّ"

فأدركت بفطنتهنا المعهودة انه يواجه مشكلة تتعلق بالثقة ,ولحدسها الذي لا يخيب فإن للأمر علاقةً بامرأة يهتم بها جوليان بشدة لذا قالت لتبهجه "الثقة لا تمنح بل تكتسب "

تأملها ملياً يفكر بقصدها فابتسمت له وقالت "وهي قد تتوه في دوامة الشكوك والظنون والهواجس ...لذا يجب ان تلاحقها بأستماتة لتنالها ..."

ابتسم لها بود وقال مودعاً "سأذكر هذا يا سيدتي ...اشكرك"

"انت على الرحب والسعة "

واشارت روز لأبنها النحيل ريكي ليحمل لجوليان حقائبه ويودعها في سيارته الرياضية ,ركب جوليان سيارته وانطلق بها قاصداً مدينة (نيو كاسل ) الواقعة على الساحل الشرقي ,ومن هناك سيستقل طائرةً محلية تأخذه للندن ومن ثم سيستقل طائرته المغادرة لفرنسا ...

انطلق بالطريق الريفي الهادئ وشمس المغيب تلوح في الأفق لتذكره بشعر محبوبته النحاسي...وخضرة السهول الممتدة امامه تعكس جمال عينيها الساحرتين ....

زفر بقوةٍ يحاول السيطرة على انفعلاته وضيقه وهو يتذكر ما حصل بالأمس ,فقد قرر ان يعود لها في محاولةٍ أخيرةٍ منه لاقناعها بعد ان انتظر ردها طويلاً دون فائدة ...فهي لم تتصل به وموعد رحيله قد ازف ...

ظل يقرع باب كوخها لوقتٍ طويل دون ان ترد عليه ...كان يعرف انها في المنزل فسيارتها الميني مركونة ٌامام كوخها ...فأيقن انها ترفض رؤيته ...تحامل على نفسه وكبريائه واخذ ينادي عليها بلهفةٍ

"ليزا ...ارجوك ان تفتحي الباب وأن تسمعيني ....."

فلم تجبه ,ثم لمح في الطابق العلوي الستارة تتحرك خلف احدى النوافذ فأيقن انها تنظر له خلسة فعاد يرجوها

"ليزا ...انا ( وكم ود لو يصرخ بملئ فمه *انا احبك *....لكنه استدرك قائلاً ) انا اريد مساعدتك ارجوك لا تبعديني ؟؟؟"

ولم تجبه ايضاً ..ثم نبهه صوتٌ غليظ من خلفه يقول
"ماذا تريد ايه السيد ؟؟!!"

نظر جوليان للوراء فشاهد رجلي أمنٍ احدهما نحيلٌ وطويل والآخر غليظ الشكل وفيه بعض البدانة ,كانا يزجرانه بنظراتٍ مريبة ...

"كنت ...أود ان اتحدث مع السيدة ليزا كولينز" رد جوليان بثبات

فرمقاه بريبةٍ وقال احدهما "لا اظنها تريد محادثتك ايها السيد..."

تصلبت ملامح جوليان من رده وخطى مبتعداً نحو سيارته وهو يرمق نافذتها بين الفينة والاخرى بانزعاج ,وقبل ان يفتح باب سيارته استوقفه الشرطي الغليظ وقال بحزم
"هلا أريتني هويتك ايه السيد؟؟"

فأجابه جوليان بحدة "لماذا ...انا لم افعل شيئاً ؟؟"

فتكتف الشرطي وقال بحزم "مجرد اجراء شكلي لا غير "

تقدم الشرطي من جوليان بنظراته المتشككة ,فزفر جوليان بسأم من الموقف السخيف الذي وجد نفسه فيه ,وقام بإخراج جواز سفره وقدمه للشرطي الذي اخذه منه بغلظة واخذ يدقق في محتوياته ,ثم نظر لجوليان بريبةٍ وقال
"انت غريبٌ عن هنا ..."

رفع جوليان حاجبيه بتحدٍ وقال "وماذا في ذلك؟؟؟"

تكتف الشرطي وقال بحدة " مضطرٌ ان اطلب منك مرافقتي لمركز الشرطة "

حدجه جوليان بعصبية وقال "ولماذا؟؟؟"

"ستعرف هناك ايها السيد "رد الشرطي باقتضابٍ وفتور

فتخصر جوليان بحنقٍ ورد بتحدٍ "وأن لم افعل ذلك ...؟؟"

فكشر الشرطي بغيظ وكاد ان يقول شيئاً لكن زميله النحيل تقدم وقال في مبادرة تخفيفٍ من حدة الموقف
" عذراً سيدي هناك شكوى مقدمةٌ من قبل السيدة كولينز بوجود مزعجين يترصدون لها ووجودك هنا مريب وعلينا ان نتحقق من غايتك فتفضل معنا رجاءً دون الحاجة لإثارة بلبلة .."

كم ود جوليان ان يصرخ فيهم قائلاً "انا هنا لأحميها "

لكن هل سيفيده ذلك حقاً , عاد ينظر صوب نافذتها وكان شبه واثقٍ انها تشاهد ما يجري بصمتٍ مقيت ,فزفر بغيظٍ وادرك ان لا فائدة من مقاومتهم ,فنظر للشرطي بكبرياء وهز رأسه بإمائة موافقة ,وتوجه نحو سيارته ليركبها ويتبعهم ,غير ان الشرطي الغليظ اشار له بتعاليٍ ان يركب معهم في سيارة الشرطة ...

فتحامل جوليان على نفسه واغلق باب سيارته ببعض العنف تعبيراً عن استيائه ثم توجه مع الشرطين في سيارتهما لمركز الشرطة ..

وهناك سأله مفوض الشرطة بعض الأسئلة الروتينيه عن سبب زيارته وعلاقته بليزا كولينز ...فاجاب جوليان على اسئلتهم بكل بساطة وثقة ,لكنه لم يشر لموضوع داني وملاحقة الكونتيسة له ,لأنه يدرك ان الكونتيسة قد اخذت احتياطاتها ويصعب ربطها بكل ما يحصل ...فادعى انه جاء للأطمئنان على ارملة ابن عمه الراحل وابنه وحسب ...

بدى على المفوض عدم الأقتناع فقام بإرسال استفسارٍ لمكتب الأستعلامات المركزي في لندن لطلب معلوماتٍ عن جوليان خشية ان يكون من اصاحب السوابق او مطلوب للأنتربول ,وفي هذه الأثناء قام جوليان بالأتصال بمحاميه الخاص في لندن هاري ماكلين واخبره بما حصل معه ...وفي اقل من نصف ساعة كان رئيس القسم يعتذر منه عن سوء الفهم الحاصل ...

"نعتذر منك سيد فالكانييه ,انت شخصية مرموقة لا غبار عليها ...لكن ابلغتنا السيدة كولينز عن تعرضها للمضايقة اكثر من مرة وحسبك الشرطي الشخص المعني ...نعتذر منك حقاً " وقام باعطائه جواز سفره ,فاخذه جوليان بصمتٍ وغادر والأنزعاج والحنق رفيقه ...

عاد ثانيةً للحيها ليأخذ سيارته التي خلفها ...ورغم استيائه الشديد منها لاعتقاده انها من ابلغت الشرطة عنه , لكنه لم يستطع ان يذهب دون ان يحدثها للمرأة الأخيرة ...تطلع بلهفةٍ نحو كوخها ولاحظ تحرك الستائر فادرك انها كانت تراقبه ,فعاد يقرع باب منزلها مراراً ونادى عليها برجاءٍ لكنها لم تجبه ,فايقن انها قد اغلقت في وجهه كل ابواب الحوار ولم تدع امامه اي فرصة ...فعاد لفندقه غاضباً مستاءً ...

وهاهو الآن يغادر وحيداً من دونها ....ضغط بقوةٍ على دواسة البنزين يفرغ فيها بعض انفعالاته واستيائه ...فسارعت سيارته الرياضية الحديثة تنهب الطريق الريفي شبه الخالي ...

كان عقله يدور في متاهةٍ لا تنتهي من الافكار المتخبطة ,يفكر بما هو قادم وكيف ستكون تبعاته ...لقد رفضت ليزا اي مساعدةٍ منه ورفضت تصديقه ,بل واتهمته بأنه يزعجها ...والأن عليه ان يغادر ليعود لعمله المتراكم منذ ايامٍ ...فكيف يتصرف ؟؟؟ هل سيستلم ويتركها – بسبب عنادها المزعج – لتستفرد بها ازابيل وتنال مبتغاها بتدميرها ..

هل يعقل ان يقبل بتركها وحيدةً دون حماية ...لا لقد اقسم على حمايتها هي وداني وهو سيبر بقسمه ,وحتى ان رفضته سيحاول بطريقةٍ ثانية ...بخفةٍ ومهارةٍ اخرج هاتفه الخلوي وعاد يطلب المحامي ماكلين ليطلب منه ان يعين من يراقبها اثناء غيابه حتى يتسنى له معرفة ما يحصل معها ...

وفجأةً تفتق ذهنه عن امرٍ مهمٍ فاته ملاحظته بسبب غضبه واستيائه الشديد مما حصل ,فحين كان في قسم الشرطة تحقق المفوض من نوعية سيارته وصحة اوراق تأجيرها وحين لاحظ ان كل شيءٍ قانوني قال له

"اذاً سيارتك من نوع بورش بيضاء رياضية وليست نوع BMW)) رمادية ؟؟؟إذاً ليست هي السيارة المعنية في البلاغ لذا نأسف على ازعاجك "

بانفعالٍ وقوة داس جوليان على مكابح السيارة فأوقفها بحدة وعنف في وسط الطريق وقد تصلبت قسماته بشدة بعد ان ادرك امراً ما ...

وعاد يتذكر قول رئيس الشرطة حين قال له " ابلغتنا السيدة كولينز عن تعرضها للمضايقة اكثر من مرة وحسبك الشرطي الشخص المعني "

تكدرت قسماته بشدة وهو يحلل الأمر ,فأدرك ان ليزا لم تبلغ الشرطة عنه بل كانت تتعرض للملاحقة من اشخاصٍ آخرين...وصادف تواجده في ذات الوقت فاشتبهت به الشرطة "

"اللعنة .." زمجر بحنقٍ واستدار في وسط الشارع وعاد ادراجه كالمجنون ...

*********************************
نهاية الفصل السادس
لقاؤنا بالغد بإذن الله مع فصلٍ جديد

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-08-18, 08:38 AM   #163

شيرين فرج

? العضوٌ??? » 407622
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » شيرين فرج is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع تسلم ايديك كل سنه وانتى طيبه

شيرين فرج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-18, 11:01 AM   #164

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرين فرج مشاهدة المشاركة
فصل رائع تسلم ايديك كل سنه وانتى طيبه
وانت بألف خير وعافية يا شرين فرج


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-08-18, 02:50 PM   #165

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الغبية اليس لو توجهت واخبرت جوليان عن تعرضها لمضايقات فهو سيحميها وقد اخبرها اكثر من مرة
وهى لا تصدقه لانه تظنها متامر مع الكونتيسة
واظنها ستوافق على الزواج منه حتى يحميها من الكونتيسة
هل سيجدها جوليان ؟؟؟؟؟؟؟
يسلمووووو يا ريبانزل
وكل عام وانتى بالف خير


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 21-08-18, 04:38 PM   #166

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
الغبية اليس لو توجهت واخبرت جوليان عن تعرضها لمضايقات فهو سيحميها وقد اخبرها اكثر من مرة
وهى لا تصدقه لانه تظنها متامر مع الكونتيسة
واظنها ستوافق على الزواج منه حتى يحميها من الكونتيسة
هل سيجدها جوليان ؟؟؟؟؟؟؟
يسلمووووو يا ريبانزل
وكل عام وانتى بالف خير
وانتِ بالف خير وسعادة يا قمر ...والفصل القادم الي راح ينزل بكرة كعيدية بإذن الله راح نعرف اذا راح توافق اليس على اقتراحه ولا لأ...اتمنى الفصول تعجبك


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 07:32 AM   #167

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

صباح الخير على الحلوين جاء الفصل السابع ان شاء الله ينال رضاكم



الفصل السابع
طوق الآمان


جالت اليس في ارجاء منزلها بتوتر وقلق وتفقدت كل النوافذ والأبواب كنوعٍ من الوسواس القهري الذي انتابها مؤخراً من شدة خوفها من ان يقتحم احدٌ عليها منزلها ...فقد عاشت في الأيام الآخيرة رعباً حقيقياً بسبب أولئك الاشخاص المجهولين الذين لاحقوها ...لقد ابلغت الشرطة عنهم وقدمت بلاغاتٍ عدة وذكرت اوصافهم واوصاف سيارتهم الرمادية , لكن مع الأسف فأيٌ مما قامت به لم يفيدها ...فبالنسبة لها ما عادت تستطيع الخروج من منزلها ولم ترى تلك السيارة ثانيةً ...لكنها لازالت تسمع حركةً مريبةً حول كوخها في الليل....
وفي كل مرةٍ تطلب بها رجال الشرطة يأتون اليها لكن لا يجدون شيئاً يدل على محاولة اقتحام محتملة ,فينظرون لها بنوعٍ من الريبة وكأنها انسانة واهمة او مجنونة...ويقولون لها بتهكم

"ربما كانت بعض الكلاب الضالة تبحث عما تقتات به ..."

وقد زاد شكهم في صدق كلامها حين سألوا اهل الحي ولم يؤكد ايٌ منهم روايتها ,وكيف لهم ان يفعلوا واصحاب السيارة الرمادية حذرون ويتجنبون دخول حيها ,فادركت انها خطةٌ مدبرةٌ منهم لأثارة خوفها واضطرابها ,وقد تأكد لها ذلك حين قام الشرطي بأعطائها بطاقة احد الأطباء النفسيين ناصحاً اياه بمراجعته ,فعرفت انها باتت وحيدةً في مواجهة مجموعةٍ من الأشرار .

ويوم امس حصل امرٌ مزعج للغاية ,فقد جاءها جوليان مرةً اخرى واخذ يقرع الباب بإلحاحٍ كبير ورجاءٍ بأن تفتح له الباب ليحدثها ,لكنها جبنت ولم تستجب له فهي لا زالت خائفة ومرتبكة ولا تستطيع ان تجزم بصدق ادعائه ....صعدت لغرفتها واختلست النظر نحوه من خلف الستائر ..

ظل جوليان يتوسلها برجاءٍ حار ان تفتح الباب له وكاد قلبها ان يطاوعه ويستجيب لنداءاته , لكن عقلها انبها وحذرها من مغبة ما قد يحصل...فهو يطلب منها امراً يصعب فعله ...فقد اشترط لحمايتها ان تصبح زوجته وهو امرٌ يستحيل حدوثه لأنه عندها سيعلم حقيقتها ...

وبينما هي تراقب جوليان من خلف الستائر جاءت دورية الشرطة التي باتت تمشط المكان في الآونة الآخيرة استجابةً لبلاغاتها المتكررة ...ولسوء الحظ اوقفوا جوليان واخذوه معهم مشتبهين ان يكون من اولئك الرجال ,سارعت اليس نحو الباب تريد ان توقفهم لتقول لهم دعوه انه ليس منهم ,لكن يدها تصلبت على أكرة الباب ولم تقدر على الخروج ...وهواجسها وشكوكها عادت لتعصف بها وتحول بينها وبين انقاذه..

راقبته خلسةً حين اخذوه ولم تقدر ان تمنع قلبها من الأنين حزناً عليه ...وظلت قلقةً على مصيره ,وفكرت مراراً بأن تتصل بالشرطة وتخبرهم ان يدعوه ,لكنها عادت تؤكد لنفسها انهم سيخلون سبيله بأي حالٍ إن اكتشفوا انه بريء...وهذا قد يصب في صالحها فهي ستتأكد حقاً من انه لا يعمل الكونتيسة ..

لازمت نافذتها تختلس النظر من خلالها بين الفينة والأخرى نحو سيارته البيضاء التي خلفها وراءه بعد ان ركب بسيارة الشرطى ,وكلها امل ان يعود لتتأكد انه بريء....وبالفعل لم يطل غيابه وبعد نحو ساعةٍ عاد ثانيةً ,وكم ابتهجت لذلك وامتلأ قلبها املاً ,لكن حين رأت مقدار تكدره وانزعاجه أيقنت انه استاء مما حصل له فاحجمت عن الخروج خجلاً وارتباكاً هذه المرة ..
ومع الأسف استسلم جوليان بسرعة هذه المرة وتركها وذهب ...وشعرت بفراغٍ كبير ورعبٍ بعد مغادرته ...حاولت مواساة نفسها بالقول

"ربما هذا افضل للجميع .."
لكن قولها هذا لم يفدها في شيء...فقد ظلت خائفة متحفزة ومضطربة...

من شدة اعيائها وارهاقها نامت على الأريكةً وعادت الكوابيس والاحلام المزعجة تهاجمها بشرسة, وافاقت فجأةً في نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل على حركة مريبة حول كوخها كانت اقوى من اي وقتٍ مضى , نظرت من خلف الستائر بوجل فرأت خيال اشخاصٍ عدة يقفون خارج سور حديقتها .. فذعرت بشدة وتوجهت صوب الهاتف لطلب الشرطة ,لكنها ترددت في اخر لحظة خوفاً من ان يهرب الرجال كالعادة حين تأتي سيارات الشرطة .. وعندها سيرمقها رجال الشرطة بتلك النظرات المتشككة في قواها العقلية ,وليس مستبعداً ان يتهموها بالكذب والادعاء مرةً اخرى ,وتذكرت تحذير الشرطي اخر مرةٍ حين قال لها "ان استمر الأمر هكذا سنعتبره ازعاجاً للسلطات.."

اخذت تتحرك بأضطراب وخوف لا تدري ماذا تفعل ,ثم عادت تسمع همهمة قريبة للغاية فعادت تنظر من خلال الستائر فرأت احد الرجال يتسلق سور حديقتها ,فابتعدت عن النافذة بوجل ,و تراء لها جوليان الذي ظل يرجوها ان تصدقه ,وفي تلك اللحظة تمنت لو انه هنا معها ليحميها ,ولعنت جبنها وشكها فيه ...فلو انها صدقته لكان الآن هنا... معها ...ليحميها هو وصغيرها منهم ...هو قال هذا
"سأحميك وابنك بدمي.."

"آه يا جوليان "همست بأسى وعادت تسمع همهمة الرجال المرعبة فما عاد امامها خيارٌ آخر...استجمعت شجاعتها وسارعت برفع سماعة الهاتف وقررت ان تتصل به وتخبره انه إن اراد ان يثبت لها صدق نواياه فليأتي حالاً و لينقذها من هؤلاء الاشخاص...

طلبت رقم الفندق بيدٍ مرتجفة وانتظرت بفارغ الصبر وهي تقدم اظافرها بتوتر ..وبعد عددة رناتٍ تهادى لها صوت نفس السيدة لكن بدا صوتها نعساً للغاية ,فأدركت انها ايقظتها من النوم ,وعادت تمسح xxxxب الساعة ببصرها واكدت لنفسها "اعرف ان الوقت تأخر لكن ماذا افعل؟!!"

"الو...من هناك ؟؟" تسائلت السيدة روز وهي تقاوم تثائبةً هجمت عليها من شددة نعاسها

بلهفةٍ سألتها اليس "هل جوليان هنا ؟؟"

"جوليان ؟؟!" سألتها روز بشكٍ من ان تكون سمعت الأسم خطأ..."جوليان من؟!!"

فترددت اليس ماذا تخبرها فهي لا تعرف ان كان مشهوراً بكنية فياندن او لا ؟؟ وتذكرت سيارته

فقالت لها بحماسة "الذي يملك سيارةً بورش رياضية بيضاء " بدت بالنسبة لها طريقةً سخيفة للتعريف لكن ما عساها ان تفعل غير هذا فهي لا تعلم اي شيءٍ عنه ...

فأجابتها روز بدهشة "هل تعنين السيد فالكانيية..؟؟؟ "

بدى لأليس ان هذه الكنية تليق به فردت بحماسة "اجل "

"لا ...مع الأسف ...فقد غادر السيد فالكنييه هذا المساء " .

"متى سيعود؟ "سألتها بقلق

"لا اظنه سيعود ياعزيزتي لقد دفع حسابه وغادر الفندق..."

شعرت اليس بالبرودة والخواء فجأةً من فكرة انه غادر ...غادر وتركها هنا وحيدة ....الم تكن هي من قالت له غادر ولا اريد ان اراك او اسمعك !!!...فلماذا تشعر اذاً بالخذلان...!!
ماذا توقعت ان يفعل بعد ان طردته مرتين واهانته وتجاهلته...هل توقعت أن يعود لها ويستجديها ان تصدقه ...!!

"ألو...ألو...."
عاد صوت السيدة روز تحدثها ,فتمالكت اليس شتات نفسها وهمست بخفوت وهي تداري دموعها ..."شكراً لكِ "

وقبل ان ترد السيدة لها الجواب اغلقت اليس الخط ...واخذت تبكي بحرقة شديد ,لقد ضيعت بغبائها وتعنتها فرصة انقاذ ابنها .....ثم قفزت من مكانها بهلعٍ ما ان عادت تسمع دوياً قوياً في الخارج ,فعادت للهاتف بلهفةٍ تطلب رقم النجدة بأصابع مرتجفة وهي تفكر بذعر ...

لايهم ان يتهموها بالجنون او الريبة ,المهم ان تخرج من مأزقها هذا ... ارخت السمع بلهفةٍ منتظرةً ان يأتيها صوت موظفة استقبال الحالات الطارئة التي ردت بصوتها العملي المميز "مركز الطوارئ بماذا اخدمك ؟؟"

بالكاد نطقت اليس "ارجوكم ...هناك احدٌ ...." حتى انقطع خط الهاتف..

"ألو ...ألو...!! "رددت اليس بهلع لكن دون فائدة فأدركت أن هناك من عبث بخط الهاتف من الخارج ..يريدون عزلها عن العالم ..

وفي تلك اللحظة وقبل ان تسترسل بلعن فقرها وظروفها التي لم تتح لها شحن هاتفها الخلوي منذ اسابيع قطعت الكهرباء ايضا ً ,وتعالى فجأةً صياح داني ينادي عليها بخوف "ماما ..انا خائف ..ماما"

"لا تخف يا حبيبي أنا قادمة "

وتلمست بصعوبة طريقها نحوه وتعثرت عددة مرات بسبب الظلمة واصابت ركبتها بكدمةٍ مؤلمة بعد أن ارتطمت بحاجز الدرج الخشبي ...لكنها تحاملت على ألمها واخذت تحدثه بصوتٍ مرتفعٍ لتطمأنه

"لا تخف يا حبيبي ماما قادمة ..." مدت يديها امامها تتلمس طريقها كفاقدي البصر..و شيئاً فشيئاً بدأت عيناها تعتادان الظلام ,صعدت نحو غرف النوم ودنت من داني وضمته لصدرها واحتضنته بقوة واخذت تهدئه بصوتها الرقيق الذي لم يخلو من التوتر ... كان يبكي بخوف شديد فهو يخشى الظلام تماماً كما كانت امه ليزا ..

"لا تخف يا حبيبي لقد قطعت الكهرباء ...ستعود بعد قليل .."

"انا اخاف الظلام مامي "

ردت عليه مدعيةً الشجاعة "لا تخف يا صغيري..ان الظلام لا يخيف ...دعنا نتخيل الامر وكأنها حفلة عيد ميلاد ..اتذكر لقد اطفأنا الانوار في عيد ميلادك .."

"اجل لكن الشمع كان ينير المكان.." علق ببراءة

"حسناً لمَ لا نحضر بعض الشمع ونضيئه ,ونتخيل انه عيد ميلادك .."

توقف داني عن البكاء وتشبث بها وهمس "حسناً "

فتوجها معاً صوب المطبخ حيث تحتفظ بالشموع اخذت بتوتر- تحاول جاهدةً اخفاءه- بالبحث عن الشموع...وقبل ان تجدها ..سمعت صوت تحطم شيءٍ ما ,ثم تلاه صوت تكسير زجاج النافذة في غرفة المعيشة

صرخت هي وداني مذعورين... وتشبثت بأبنها وتكورت في احدى زوايا المطبخ الصغير بعد ان اغلقت على نفسها الباب بأحكام وظلت تنظر بهلع نحو نافذة المطبخ خشية ان يكسرها احدهم ويدخل من خلالها ...

رأت انوار مصابيح يدوية تنعكس من خلال النافذة فخبأت رأسها خلف الخزانة حتى لا يلحظوها ....ثم زادت وتيرة الاصوات من حولها ,وأجفلت من الخوفٍ بعد ان سمعت همهمة وضحكات عابثة تصدح في الخارج ,ثم سمعت صوت حركة فوق السطح القرميدي لكوخها , فاغمضت عينيها واخذت تدعو الله ان يحميها وصغيرها ويخرجهما من هذه المحنة سالمين ....

فجأةً تهادى لها صوت هدير محرك سيارة مسرعةٍ قادمةٍ نحو كوخها ,ثم علا صوت صرير فراملها الشديد وبعدها سمعت هتاف احدٍ ما يصرخ بحدة :

"هاي انت توقف مكانك.."

ثم سمعت صوت خطوات اقدامٍ متعثرةٍ فوق السطح قبل ان يدوي صراخ رجلٍ ما وكأنه سقط من فوق كوخها ,ثم علت غمغمة كلامٍ غير مفهوم وأنين رجل يتألم ,وبعدها علا صوت عراك ٍ شديد ,ثم دوّى صوت المعدن فأدركت ان احداً ما ارتطم ببرميل القمامة خاصتها ,وأخيراً سمعت صوت محرك سيارة تنطلق مسرعة ,ثم هدأت الضجة مرة واحدة حتى عم السكون تماماً وعندها ادركت انها كانت تبكي هي وطفلها بصوت عاليٍ...

قفزت خوفاً حين سمعت طرقاً قوياً على بابها وشعرت بقلبها يقفز بين ضلوعها واعتقدت ان الباب سيكسر من شدة الطرق ,ضمت داني لها وعادت تبكي بذعر ..لكنها في خضم ذلك تنبهت لصوتٍ بدا مألوفاً لديها ,صوت لم تسعد يوماً بسماعه مثل هذه المرة , صوت جوليان ..كان يطرق بقوة على الباب وهو ينادي عليها بلهفة

" ليزا ..هل انت هنا؟؟ ..ارجوك افتحي الباب ..ليزا ...داني ..!!"

"انه جوليان يا ماما "هتف داني بفرح يوازي فرحها

"اجل انه هو" رددت بسعادة وحملت طفلها بين ذراعيها وسارعت لتفتح الباب

"ليزا..ارجوك اجيبيني ...هل انت بخير؟؟" كان جوليان يطرق على الباب بقوة ..

تلمست طريقها في الظلام صوب الباب وسارعت بفتحه ,وما ان شاهدت جوليان حتى ارتمت بحضنه تبكي بمرارة ,ضمها له بقوة فتشبثت به هي وداني وهما يبكيان واخذت تتحدث بصوت متشنج من شدة البكاء

" لقد كانو هنا...لقد خفت كثيراً..لقد ..قطعوا ..الكهرباء.. انهم..."

"ششش... اهدئي يا عزيزتي انت بأمان الان...أنتِ بأمان "

تلمس شعرها برقة ليواسيها ويطمأنها ,ثم حمل عنها داني بخفة واحتضن كتفها وسار بهما للداخل بعد ان اغلق الباب بحركةٍ خاطفةٍ من قدمه ..عاد يطمأنها بكلامه وصوته الهادئ ..حتى ذهب عنها الخوف قليلاً....

" لا تقلقي لقد هربوا "

اقتربوا من الاريكة فأنزل داني اولاً ثم تلفت حوله في المكان الغارق في الظلام ..

فعادت اليس تتحدث بتوتر " لقد قطعوا الكهرباء عنا و الهاتف ايضاً...لقد ذعرت كثيراً" وعادت تتشبث به بوجل .
فرد مهدئاً "لا تخافي.."

ثم اخرج من جيب سترته هاتفه المحمول الحديث ,واشعل ضوء الفلاش فيه فأنار المكان قليلاً ..رأى دموعها المنهمرة على خديها بغزارة فمد يده بتلقائيةٍ ومسحها برقة وهو يقول بلطف

"انا هنا معكِ الآن ولن اتركِ فلا تخافي"

هزت رأسها موافقة فقد شعرت بالفعل بالراحة لوجوده معها ...ولعنت غبائها وتعنتها في ابعاده طوال الفترة الماضية ..

ابعد جوليان يده عنها مكرهاً وقال بشكل عملي "اظن انه يجب ان نتصل بالشرطة لنخبرهم بما حصل ..."وادار هاتفه وسألها عن رقم النجدة ...

فردت بخفوت "هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا ...اعني قدوم هؤلاء الرجال ...لكنها المرة الأولى التي يقومون فيها بتحطيم النوافذ...في كل مرةٍ كنت اسمع جلبتهم اقوم بالأتصال بالشرطة فتأتي لكن للأسف بعد ان يكونوا قد هربوا ,والشرطة ترفض تصديقي ....اتهموني بالتوهم ..."

وعادت تنتحب باكية ,فسارع بضمها لصدره بحنان وحاول التخفيف عنها قائلاً
" اهدئي ارجوك ...واخبريني بكل ما حصل "

فاخذت تقص عليه ما حصل معها في الايام الماضية وكيف عانت الامرين مع داني وماذا قالت لها الشرطة..

" اللعنه انهم فعلا حقيرون ,يريدون ان يظهروك بمظهر الكاذبة . ..ثم عندما يضربون ضربتهم لن يصدقك احد ..كحال الراعي والذئب..."

لاحظ جوليان انتفاضة جسدها وارتعاشها خاصة وانها ترتدي لباس نومٍ قطنيٍ خفيف امسكها واجلسها بقرب داني وخلع سترته وغطاها بها

"اشكرك"همست بأمتنان واحتضنت داني المرعوب في حجرها وغمرتهما سترة جوليان الكبيرة بالدفئ .وانعشتها رائحته الزكية العالقة بها والتي تشربتها انفاسها بترحاب ..

" لمَ لمْ تخبريني بكل هذا ؟...لمَ تجاهلتني بالأمس حين جئت إليكِ ...لمَ ؟!!"سألها بعتب

فاشاحت وجهها بارتباكٍ وخجل وتجنبت النظر اليه , فهي حتى مساء اليوم كانت تضعه والكونتيسة في خانة واحدة...

فهم جوليان من صمتها ما كانت يدور بخلدها ...وشعر بغصةٍ مرةٍ في حلقه من خوفها منه وشكها فيه وتذكر كلمات السيدة روز حين قالت "الثقة تكتسب ولا تمنح ..."

فجثى امامها وأحتضن يديها بين كفيه..وشد عليهما بحرارةٍ وهو يقول بصدق
" ليزا ..انا اريد مساعدتكم ,صدقيني...فلمَ لا تثقين بي..؟!!"

همست باضطراب " انا خائفة ... ومرتبكة ولا اعرف ماذا افعل ...أو ماذا اصدق "
وعادت تبكي بمرارة

وضع جوليان يده تحت ذقنها ورفعها لتواجهه وقال لها بانفعال وصدق " عليك ان تثقي بي ,فانا اقسم اني سأحميك وابنك بروحي ودمي..لن اتخلى عنكما ..وهذا قسم اشهد الله عليه.."
شعرت في تلك اللحظة بصدقه ,كانت عيناه تأكدان لها ذلك .

انها تائهة وجوليان يمثل لها الآن طوق النجاة الوحيد فهل تتمسك به ام تظل تتخبط لوحدها في امواج متاهةٍ مرعبةٍ لا قرار لها , هي لوحدها لن تستطيع ان تقف بوجه شرور الكونتيسة وألاعيبها ,لكن مع جوليان يمكن ان يكون هناك أمل

فهزت رأسها موافقة وهمست بخشية وهي تضم داني الذي بدأ يهدأ قليلاً لصدرها
"انت لن تأخذه مني اليس كذلك ؟!!"

هتف بقوة "لا ..."
(وتطلع لداني الذي كان يدعك عيونه الدامعة بقبضتيه الصغيرتين ,فابتسم له ليبعث الطمئنينة في قلبه الصغير الخائف ,ولمس رأسه بحنانٍ وعاطفة فسارع داني بالأرتماء بحضنه الرجولي الأبوي الدافئ يستقي الآمان ,فاعتصره جوليان بعناقٍ ابوي حنون ,ثم نظر لها بعد ان رأى استرخاء ملامحها وتقبلها للانسجام بينه وبين صغيرها ووقال لها مشجعاً وبثقة )

"داني ابنك انتِ يا ليزا ...ولن يأخذه احدٌ منك....وانا سأحميكما ...هذا وعدٌ مني ..."

في تلك اللحظة لم تستطع ان تنكر ان قلبها صدقه منذ البداية لكن خوفها حال دون إقرارها بذلك ,لكن الآن هي تصدقه وتثق به .... فهمست بخفوت "أصدقك"

شعر جوليان ان الصخرةً الضخمةً التي جثمت على صدره طويلاً قد ازيحت عن كاهله حين قالت ذلك ,فأبتسم لها بسعادةٍ وبعفويةٍ ضمها لصدره بقوة ...وسرّ حين لم تبعده عنها بل تشبثت به بقوةٍ وبكت على كتفه بحرارة ...فهي في حالها تلك تشعر بالتخبط والضياع لكن بين احضانه احست بالآمان ولأول مرة منذ زمن طويل ...

*****************************

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 07:51 AM   #168

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

تملّكت اليس رغبةٌ عارمةٌ في أن تبقى في مكانها الآمن الدافئ قرب نبض قلبه الصارخ في اذنيها ,قرب دفئ انفاسه التي تلفح عنقها وبين لمسات يديه الحانية و المطمأنة ,لكنه حرمها من كل هذا حين ابعدها عنه مكرهاً ,فنظرت اليه بحيرة تستجدي تفسيراً لبعده الذي اربكها فهمس لها مطمأناً

" اظن ان علينا ان نغادر المكان الآن فهو لم يعد امناً"...

"لكن اين سنذهب ..؟؟" سألت بارتباك وحيرة

"يجب ان نذهب للندن ...لكن ليس الآن فالوقت قد تأخر بالفعل وانا فوت موعد طائرتي بالفعل ...يمكننا ان نبيت ما تبقى من هذه الليلة في الفندق الذي كنت اقيم فيه سابقاً...وغداً نقرر ماذا سنفعل "

نظرت له بتمعن قبل ان تسأله بحرج "كنت في طريقك للمطار اليس كذلك؟؟؟"

هز رأسه بتكدر وهو يفكر بأنه كاد يخسرها في لحظة انفعالٍ وغضب حين قرر المغادرة دونها ...ولولا انه ادرك خطورة ما يحصل معها لربما غادر وتركها تعاني وحدها ...اغمض عينيه بتكدرٍ يكره مجرد التفكير باحتمالية ما كان سيحصل لو تأخر عنها قليلاً ....

فتهادى له صوتها الخافت وهي تتحدث بحرج " حين اتصلت بك الليلة اخبرتني صاحبة الفندق بانك سافرت ...."

فتح عينيه وحدق بها مندهشاً وسألها بلهفة " هل اتصلت بي ؟؟متى حدث هذا ..؟"

بأرتباك ردت "ما حصل الليلة كان مختلفاً عن كل ما سبق ,تحركات هؤلاء الرجال كانت اشد من كل مرة ,وادركت انهم قد يقدمون على اقتحام كوخي .....كنت خائفة للغاية ,وخشيت ان اتصلت بالشرطة ان يحصل كما يحصل كل مرة ويغادروا قبل ان تأتي الشرطة فيتهموني بالكذب والتوهم ,فلم اجد سواك لألتجئ اليه ....فاتصلت بالفندق لكنهم أخبروني انك غادرت ,فخشيت ان يكون الآوان قد فات...."

عادت دموعها تنهمر رغماً عنها وهي تقول برعب "لقد خفت بشدة ..."

عاد يمسح دموعها بكفه وهو يقول بخجل " اجل ...كنت بالفعل في منتصف الطريق لمدينة نيوكاسل ,لكني لم استطع ان اذهب من دونك....انتِ مسؤوليتي الآن وعلي ان احميك ."

لم يخبرها بأنه كان قد عزم ان يعود من اجلها ليأخذها وصغيرها معه ,سواءً شاءت أو ابت ....ولو اضطر لخطفها بنفسه ....لكنه لن يخبرها بذلك الآن ...يكفيه ان يرى الحاجة واللهفة تشع من عينها ....وهذا ما سيكون كفيلاً ببقائها معه...

حدقت أليس به بانفعالٍ غير مستوعبةً ما قاله ... هل عاد من اجلها حقاً !!!.. بعد كل ما جرى !! بعد أن طردته مرتين شر طردة ...وأهانته وجرحته ...ولم تدافع عنه حين اعتقلته الشرطة لكن لماذا؟!! ...لماذا تمسك بها وعاد من اجلها ؟؟؟"

وخشيت ان تسأله ,لكنه كان يفهم نظراتها واجابها عن استفساراتها بكلماته الرقيقة التي اشعلت في نفسها مشاعر دافئة و حميمة .

"كنت اعرف انكِ لا تريدين رؤيتي ,لا تثقين بي...لكني لم استطع ان اتركك وحدك تواجهين ازابيل واعوانها... انتِ وداني مسؤوليتي منذ الآن .."

"جوليان ...انا.." لم تجد ما تقوله رداً على كلامه فنكست رأسها بارتباكٍ ولزمت الصمت

فتابع بتأثر "اعلم بأن الامر مربك لكِ...وأنا لا ألومك ..."

تطلعت له بعيونٍ دامعة وقالت بخجل "انا اسفة على كل ما سببته لك ..."

فلمس خدها برقةٍ وهو راضيٍ بقربها منه ,وبنظراتها المحتاجة له ...ثم قال " هذا ليس مهماً الآن ...المهم اني هنا ولن اتركك ابداً ...انتما بأمان في عهدتي فلا تخافي بعد اليوم "

هزت رأسها موافقة وقالت بحرارة "اجل وانا سعيدة لأنك هنا..."

كم سره قولها هذا ومحى اثر كل أساءاتها السابقة له ...خاصةً حين بدت قلقةً عليه حين سألته

"هل رأيت الاشخاص الذين كانوا في الخارج ؟!! هل اشتبكت معهم ؟؟؟هل أذوك ؟!! "

رد بتكدر وهو يذكر ما حصل "اجل... ..حين اقتربت من الحي لفت انتباهي ظلام الشارع فهو ليس مناراً كباقي الشوارع ..شعرت بأن امراً مريباً يحدث ,وحين اقتربت من منزلك شاهدت رجالاً يحومون حوله فاسرعت بسيارتي نحوهم وحين انتبهوا لي هربوا بسرعة , ,ثم لاحظت وجود أحدهم فوق السطح فصحت به محذراً فارتبك وهمّ بالهروب من الجهة الآخرى لكنه تعثر وسقط ,درت حول الكوخ لأقبض عليه لكني فوجئت بشخصٍ آخر يهجم علي ,اشتبكت معه وتشاجرنا بينما قام انشغل باقي الرجال بسحب الشخص المصاب واركبوه بسيارتهم ,وعندها دفعني الرجل الذي اشتبك معي وهرب صوب اصحابه الذين سارعوا بالانطلاق بسيارتهم....... "

نظرت اليس لكم السترته التي ألبسها اياها فلاحظت تمزقه وانتبهت لانقطاع ازرار قميصه ايضاً فأدركت صدق روايته
ثم اكمل بتهكم :
" والحقيقة ان لفظ رجال لا يناسبهم ....كانوا مجموعةً من الفتيان المراهقين ولا اظن اعمارهم قد تجاوزت العشرين ..."

تطعلت له اليس بدهشة فتابع شارحاً ..." انهم عصابة من الاشقياء ارسلوهم للعبث واثارة الرعب في نفسك ليس إلا ...وقد فضلوا الهرب على ان يفتضح امرهم..."

"كان بامكانهم ان يقتلوك.."علقت بخوف من تخيلها فظاعة ما كان سيحصل لو تمكنوا من أذيته ..

فسرّ لأهتمامها وقلقها الجلي عليه , وقال مطمأناً
"لا اظن ان الاوامر المعطى لهم تخولهم ذلك ...ان كانت الكونتيسة وراء الامر- وهذا ما اظنه - فهي تريد عملية نظيفة بدون شهود او ضحايا اخرين "

وعاد ينظر للزجاج المتكسر ويحلل الأمر ثم اقر لنفسه
" ان أولئك الفتية لم يكن في نيتهم خطف داني ...هم ليسوا خاطفين اصلاً بل مجرد شبانٍ عابثين ,ربما اغراهم شخصٌ ما بالمال والمخدرات حتى يقوموا بما قاموا به ...فلو ارادت اكونتيسة اختطاف داني لأرسلت اعتى المجرمين لفعل ذلك ,ولختطفوه منذ البداية ولما عمدوا لافتعال كل تلك الفوضى ,لكنهم ارادوا اثارة الرعب في قلبها ..او دفعها للجنون ...
وحتى ان جاءت الشرطة لن تستطيع اتهام اي شخصٍ بكل ما حصل بل على العكس ستلقي باللائمة على بعض الفتية الأشقياء المتسكعين ليس إلا ولن تلتفت لموضوع الاختطاف ....ربما يريدون دفع ليزا لمغادرة المكان على عجل وفي الطريق يضربون ضربتهم ويخطفون الطفل دون ان يستطيع احد ٌتتبع اثرهم....أو اثبات صلة الكونتيسة ازابيل بالأمر ...وربما كانوا سيلجأون لقتل ليزا لينهوا المشكلة تماماً "

تكدرت قسماته بشدة فسألته أليس بقلق "ماذا هناك؟؟؟ "

هز رأسه بصمتٍ ولم يصرح لها بفكرته تلك فقد شعر بمقدار خوفها وهلعها ولم يشأ ان يزيدها رعباً ... شد على كفها بقوةٍ يريد ان يبثها الطمأنينة ثم اكمل برقة )..هيا بنا ليزا لنغادر المكان..."

"هل سنغادر هكذا؟؟" تسائلت بحرج وهي تتلمس ثوب نومها الخفيف..

" المكان معتم هل تستطيعين ايجاد ثيابك في الظلام ..؟؟"

"اظن هذا..!!"

بلفعل تلمست اليس طريقها في غرفتها تحت ضوء الفلاش الصادر عن هاتف جوليان الخلوي وأستطاعت ايجاد معطفٍ خفيف لها ولداني ,وفي اقل من نصف ساعة كانت سيارة جوليان تنهب الأرض مسرعةً نحو اطراف البلدة نحو فندقه السابق ,دخل جوليان لبهو الفندق البسيط فشاهد شاباً يجلس خلف مكتب الأستقبال ويشاهد التلفاز وما ان رأه الشاب حتى هتف باستغراب

"...اه سيد فالكانيية ..ألم تغادر بعد هل نسيت شيئاً ما ؟؟؟ ام ..." وقبل ان يكمل الشاب كلامه انتبه للطفل الذي يحمله جوليان على كتفه وللشابة الجميلة محمرة الوجه ومنتفخة العينين الواقفة خلفه..ازاح بصره عنها بصعوبة وعاد ينظر باستغراب لجوليان الذي بدا واضحاً انه خاض عراكاً شديداً ..

"ماذا حصل سيدي هل انت بخير؟؟" سأل الشاب بقلق

" انا بخير يا ريكي لا تقلق ,لكن ظروفاً قاهرة اضطرتني للعودة ..وانا بحاجة لغرفة كبيرة .."

" غرفتك ما تزال شاغرة سيدي.."

" انا بحاجة للغرفة اخرى اكبر, وان كان بها سريران فذلك افضل ..."

عاد ريكي ينظر لأليس وداني بريبة وقال بارتباك ..

"لا اظن انه يوجد واحدة شاغرة بسريرين...لكن هناك الغرفة التي كان يقيم فيها الزوجين ريس ..لكنها تحوي سريراً واحدا مزدوجاً لكنه كبير كفاية ...هل يناسبكما الامر...؟؟"

ارتبكت اليس من تلميحه فنكست رأسها بخجل لكن جوليان اجابه بثقة "سنأخذها "

فامسكت اليس بكمه تستجديه تفسيراً فقال مطمأنناً " تستطيعين ان تنامي انت وداني في السرير وانا سأتدبر امري"
شعرت بالارتباك فسألته بهمسٍ متوتر " هل ستبيت معنا..في نفس الغرفة ؟؟"

دنى منها اكثر وهمس حتى لا يسمعه ريكي الذي كان يرخي السمع بفضول
" ..يجب ان نظل معاً ..يجب ان لا تغيبا عن ناظري ابداً " ابتسم لها برقةٍ فهزت رأسها بتفهم ,وحين شعر بقبولها التفت لشاب ريكي وقال مؤكداً "سنأخدها .. "

كانت غرفةً واسعةً بسيطة الاثاث لكن مرتبة ونظيفة كحال سائر الفندق ,فيها سرير كبير عالي المراتب..وفيها اريكة مستطيلة وبعض قطع الأثاث اللازمة ,وطبعاً ملحقٌ بها حمامها الخاص ,طلب جوليان من ريكي ان يحضر له اغطية ووسائد اضافية لينام على الاريكة ,فسارع الشاب بتلبية طلبه رغم شعوره بالفضول الشديد والحيرة ,لكنه لم يجرؤ على سؤال جوليان عن رفيقيْه ,ولا ان يسأله لمَ أمتنع عن اخذ غرفته السابقة واصر على البقاء مع الشابة وابنها ان كان لن يشاركها الفراش ..

وضعت اليس داني في السرير وقد كان غارقاً في النوم فقد كان متعباً للغاية ,فهو مثلها لم يذوق طعماً للراحة منذ عدة ايام ,دثرته جيداً وقبلته بحب ثم خطت بأرتباكٍ نحو الناحية الآخرى من السرير وهي تتجنب النظر ناحية جوليان والخجل يعتريها من فكرة مشاركته لهم نفس الغرفة , ودون أن تستدير خلعت معطفها و وضعته على الكرسي بجانبها ليظهر ثوب نومها القطني القديم والبسيط والذي دل على انها لا تحصل على المال الكافي لتتمتع برفاهية الثياب الجديدة ...

وكانت غافلةً عن رفيقها بالغرفة والذي تقلص قسمات وجهه بشدة وهو يراقبها بوجوم وضيق من أدراكه لوضعها البائس الذي تعيشه ,واقر لنفسه بأنه سيعوضها عن كل شيءٍ حرمت منه يوماً..و حاول جوليان أن يشغل نفسه بترتيب الاريكة لتصير سريره حتى لا يظل يحدق بقوام فاتنته فتأخذه افكاره بعيداً نحو أحلامٍ وردية لطالما راودته ..
جاهد نظراته وحاول اشاحتها لكنه عجز عن فعل ذلك ,فتلك الثياب الباهتة القديمة لم تستطع أن تخفي جمال الجسد الذي تسعى بجهدٍ لتغطيته ,لكن صاحبته حرمته من متعة اطالة النظر لها حين اندست بسرعة في الفراش بجانب صغيرها , فزفر بقوة مدركاً بأنها ستكون ليلة طويلة مرهقاً لأعصابه ...

انهى ترتيب الأريكة ثم تجرأ وعاد ينظر اليها وقال بخفوت "نامي جيداً.."

ابتسمت له باقتضاب وهمست بأرتباك "اشكرك.."

نظر لها بغموض ثم اقر "لا داعي للشكر.."

وبدأ بخلع قميصه ..فسارعت بأشاحة وجهها عنه بخجلٍ وارتباك..

فقال بحرجٍ بعد ان لاحظ اضطرابها "اعتذر لكن حقيبتي ظلت في السيارة "

فتمتمت بخفوت وبشكلٍ مبهم "لا بأس "

لكن صورته انعكست على المرآة التي تقابلها..حاولت ان لا تنظر اليه لكنها لم تستطع فقد خانتها عيونها التي انجذبت لتفاصيل جسده القوي والرشيق ..وبجرأة لم تتصورها اخذت تتأمل كل عضلة بارزة مصقولة في صدره وكتفيه وذراعيه والتي دلت على أن صاحبها شخصٌ رياضي بأمتياز ,لكن حين رأته يهم بفك حزامه ليستعد لخلغ بنطاله اغلقت عينيها فوراً ...وقالت بأضطرابٍ دون ان تنظر
"هلا اطفأت النور.."

نظر صوبها وقال باستغراب "زر الاطفاء بقرب سريرك..لكني اعتقدت انكِ قد تفضلينه مضاءً ليمنحك الآمان .."

"اي امان تعني..؟؟!!" خاطبت نفسها بتهكم "اشعر ان نفسي تخونني."

وسارعت بمد يدها لتتلمس مكان قابس النور دون ان تفتح عينيها حتى عثرت عليه فاطفأت الانوار بسرعة فساد الظلام في المكان ,لكن ان حجب الظلام صورته عن عينيها فلم يحجب الصوت الذي تناهى لأذنيها ,فقد كانت تسمع بوضوح كل نفس يأخذه كل حركة يقوم بها وهو يتقلب على الاريكة التي كانت واثقةً بأنها غير مريحة ,فشعرت بالاسف لأضطراره لأستخدامها لكنها لم تجرؤ على دعوته لمشاركتها سريرها المريح ,ولن تجرؤ على ذلك ابداً .

و رغم هذا كانت سعيدة وممتنة ويغمرها شعورٌ غريبٌ دافئ ومطمئن , فوجود رجل قوي بالقرب منها امر مريح ويبعث على الاطمئنان والآمان الذي افتقدته طويلاً ,وبعد دقائق احستها كالساعات تجرأت على الالتفات ناحيته ورغم الظلام تمكنت من رؤيته بسبب ضياء القمر الذي تسلل عبر شقٍ في الستارة ,فرأته ينظر صوبها ,فتلاقت عيناهما بحميمية صامتة وأرسلت بصمتٍ الآف الرسائل التي لم يستطع ايٌ منهما ترجمتها...

وأخيراً اسدلت جفنيها مخفية برموشها الطويلة النظرات المجنونة التي تراقصت في عينيها ,لكن عقلها بدأ يدور في حلقات متشابكة ويحدثها بأمور مثيرةٍ مستحيلة الحدوث, حاولت شغل نفسها عن هذه الافكار المربكة بسؤال خرج من فمها لا ارادياً " ماذا سنفعل الان ؟"

" اظن ان النوم سيكون فكرة جيدة"رد بمرح فلم تملك سوى الأبتسام له ثم ردت بخفة "لا اقصد هذا.."

زفر بتعب وهمس "لمَ لا نؤجل الامر للغد...نامي يا ليزا فأنت متعبة ..وانا كذلك "

لم تناقشه بهذا الأمر لأنه صحيح كما أنها اشارةٌ منه لأنه لا يريد الحديث معها الآن ,ربما يشعر بالانزعاج من الموقف السخيف الذي وجدا نفسيهما فيه خاصة انه ينام على اريكة صغيرة لا تتناسب مع طول قامته بينما هي تتمتع بدفئ السرير المريح ..

"هل سيرتاح في نومه يا ترى ؟؟" تسائلت بحيرة لكنها خجلت من التصريح بذلك,و قدرت تخليه عن النوم في غرفته السابقة وبقاءه معهم ليحرسهم ,فبقاؤه بنفس الغرفة يطمئنها ويبث الآمان في نفسها ...

اخيراً قالت "تصبح على خير..."

اجابها بصوت نعس "وانت ايضاً تصبحين على خير"
ولم تتخيل ان تتمكن من النوم لكنها نامت ملأ جفنيها وهي مطمأنة وربما لاول مرة منذ مدةٍ طويلة ..

لكن جوليان لم ينم مباشرة فقد كان يستمع باهتمام وسعادة لتنفسها المنتظم الذي يطرب اذنيه...ظل يحدق بها ويتأملها بحب...فها هي اخيراً بقربه , وهو لا ينوي أن يتركها تبتعد عنه ثانية أبداً ...وآخر كلمات رددها قبل ان ينام " تصبحين على خير يا حبي..."

*******************************

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 08:01 AM   #169

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

في صباح اليوم التالي استيقظت اليس على رائحة القهوة الزكية المنعشة ,فتحت عينيها بصعوبة لشدة نعاسها واحتاجت لدقيقة لتتذكر اين هي...رفعت نفسها مستندةً على منكبيها تجيل نظرها في أرجاء المكان فشاهدت جوليان وداني يجلسان حول الطاولة الصغيرة في منتصف الغرفة وداني يلتهم طعام الافطار بشهية كبيرة وبشكل متلاحق مما دفع جوليان لتنبيهه وهو يضحك :

" على مهلك ايها البطل فالطعام لن يطير " كان منظرهما رائعاً خاصة حين اخذ جوليان يمسح ما علق من بقايا الشطيرة عن وجه داني بمنديله ويسارع بأعداد شطيرةٍ جديدة له ويناوله كأساً اخر من العصير وهو يحدثه بحب ولطف كبيرين وكأنه والده العطوف الحنون,ثم تنبه لأستيقاظها فأهداها أروع ابتسامةٍ بعثت الدفئ في اوصالها ودفعت بدماء الخجل لتغرق وجنتيها بحمرةٍ مثيرة اثارت جنونه ...لكنه استدرك نفسه قائلاً بمرح:

"ها قد استيقظت ماما ...اسف ان كنا ازعجناك باصواتنا ..كنا سنتناول الافطار في الاسفل لكني خشيت ان صحوت ولم تجدينا ان تملأي الدنيا صراخاً "

ضحك بخفة وهي يدنو منها و يحمل بيده فنجان من القهوة...اعتدلت في سريرها وتناولته منه الفنجان شاكرة ...وقالت مؤكدة " لو اني لم اجدكما لذعرت فعلاً ...اشكرك"

جلس بقربها على حافة السرير واخذ يتأملها بصمت ويشبع عينيه من منظرها الرائع ,فهي لا تبدو بأقل جاذبية رغم انها بالكاد افاقت,فجانب وجهها ملئ بخطوط حمراء من اثر الوسادة وعيونها منتفخة قليلاً من بكاء يوم امس ,وشعرها مبعثرٌ بفوضى مثيرةٍ جذابة ,وفمها منتفخ وردي اللون كحبات الكرز الشهية التي تنتظر قطافها ...وكم ود لو يقطفها بفمه......

عند هذا الحد من جموح افكاره نهر نفسه بشدة وحاول ان يشتت فكره الذي سرح بعيداً لأيام قادمة تخيلها حين يستيقظ كل صباح ويجدها بقربه ,اجلى حنجرته بنحنحة قوية وقال ليغير الموضوع الحميم الذي يدور في عقله منذ الأمس ...

"لقد سمحت لي السيدة روبرتس صاحبة الفندق ان اتناول الطعام هنا هذه المرة فقط بعد ان اخبرتها ان داني لا يستطيع الافتراق عن امه "

(عاد ينظر صوب داني وينبهه بقوله)"على مهلك ياصغيري حتى لا تغصّ بالطعام . (ثم تابع ضاحكاً )انه يأكل بعجالة وكأنه لم يأكل منذ زمن ..."

علق بخفة دون ان ينتبه بأنه نكأ جرحاً مؤلماً الا حين اخفضت اليس بصرها وقالت بتكدر بالغ :
"هذا لانه لم يأكل جيداً منذ ايام ..."(اغرورقت عيناها وهي تصرح بأسى )

"في الحقيقة لم يعد لدينا شيئ في اخر يومين ولم استطع ان اخرج للتبضع ..خوفاً من ملاحقة أولئك الرجال و..؟(ازدرت ريقها بصعوبة واستياء وحرج ) ولأنه لم يبقى لدي أي مال..فأنا بلا عمل منذ مدة "

نظر لها جوليان بتكدر وقال معاتباً :
"ماكان عليك ان تنتظري كل هذا الوقت يا ليزا...كان عليك ان تلجأي لي ؟!"

نظرت له بألم وهمست بصدق والمرارة لا تفارق صوتها "وكيف كنت استطيع ؟!! وأنا كنت مرتبكة ومحتارة ..وخائفة !! كل ماجرى كان فوق قدرة احتمالي ..كنت خائفة ولازلت "

نظرت صوب صغيرها المنشغل بألتهام طعامه بشهية وأقرت بحزن "..ان داني هو حياتي ان اصابه مكروه سأموت ..اتفهمني ."

لم تعد تستطيع التماسك اكثر فأخذت تبكي بصمت فسارع جوليان بأمساك كوب القهوة الساخن من يدها حتى لا يندلق ويحرقها ووضعه على الطاولة المجاورة ثم دنى منها وامسك يديها بقوة و مسح دموعها بكفه ثم رفع ذقنها لتواجهه وهمس بأنفعال :

"لا تخافي بعد الآن فأنا لن أترككما ابداً وسأحميكما ..هذا وعد مني "

وحين لمس تقبلها لكلامه بعد أن استرخت قسماتها قليلاً رغب بشدةٍ في تقبيلها ...لكنه صبر نفسه التواقة لها لحين ان يسوي مسألة الزواج بينهما ...وبدلاً من تقبيلها داعب أنفها بحركة عفوية محببة ,وقال بمرح وكأنه يحدث طفلة صغيرة خائفة يريد طمأنتها

"..الآن اكملي قهوتك وسأحضر لك شطيرة لتأكليها.."هزت رأسها بأمتنان وخجل فهو يربكها بتصرفاته الرقيقة تلك وفي نفس الوقت يريحها ويبعث الامان في نفسها ...

******************************

" علينا العودة لمنزلك لأحضار متاعكما "هكذا أعلن جوليان بعد ان أنهوا افطارهم...

"هل علينا ان نبلغ الشرطة عما حصل بالأمس " سألته اليس بتوتر

فرد بخفوت "ان شئتِ ذلك ...رغم اني اظنهم سيقيدون المحضر ضد مجهول ولن يفيدنا ذلك في شيء...بالتأكيد عصابة الفتية الذين تهجموا على منزلك تم استئجارهم لمهمة اخافتك فحسب وليس لهم علاقةٌ مباشرة و وثيقة بأولئك الأشخاص اصحاب السيارة الرمادية...واظن انهم سيعمدون لتبديل خطتهم بكل الأحوال "

هزت رأسها بتفهم وادركت ان الشرطة لم تساعدها حقاً خلال المدة الماضية ...لذا لم تجد هناك ضرورة لأعلامهم بما حصل ....وعادت تسأل جوليان بترقبٍ وفضول حذر
"ماذا تنوي ان تفعل ...؟؟؟"

كان يدرك الى ما ترمي بسؤالها ,والجواب بالنسبة له انه سيتزوجها ...لكن لو عاد يفاتحها بالأمر الآن هل ستقبل به ام ستهرب منه وترفضه ...لذا قال بحيادية

" من الأفضل ان نغادر هذه البلدة أولاً ...لأننا لا نضمن ما سيقدمون عليه ...سنذهب للندن وهناك سنجد حلاً لهذا الأمر بالتأكيد "

تأملته أليس لوهلةٍ وهي تحلل موقفها ...هي لا تستطيع ان ترفض الذهاب معه لأنه لا خيار اخر امامها ...فهي لن تستطيع البقاء بكوخها بعد ما حصل ,ولا مكان آخر تذهب اليه ولا مال معها لتنفق على صغيرها ,وجوليان اقسم ان يحميهما ...لذا ستتبع حدسها وتسافر معه...

هزت رأسها بقبول ,فانشرح صدر جوليان وادرك انها باتت تقبل وجوده في حياتها وهذه خطوةٌ مهمةٌ للغاية ...

*************************************

توجهوا جميعاً نحو الكوخ ليتفقدوا الوضع ولتحزم اليس حقائبها ,فقد اخبرها جوليان بضرورة مغادرتهم للندن فوراً ودون أي تأخير لضمان سلامتهما ,وأكد لها بأنه سيوكل محاميه لينوب عنها في دفع إيجار الكوخ المتأخر وسيعمل على اصلاح النافذة المكسورة وخط الكهرباء والهاتف ,وسيرتب كل امورها العالقة ..

بدلت أليس ثيابها وثياب صغيرها داني وحزمت حقائبهم ثم عادوا للفندق معاً ....

دفع جوليان اجرة الغرفة وودع السيدة روز التي كانت ترمقه بنظراتٍ فضوليةٍ لكن برضى ايضاً وكأنها فهمت من ارتياح قسماته انه نال مبتغاه اخيراً ...

وفي اقل من ساعتين كانوا قد غادروا بسيارته الرياضية المستأجرة قرية (جريتنا جرين ),كانت الطريق امامهم طويلة فقد قرروا الذهاب براً للندن ,فهم لا يستطيعون ركوب الطائرة لأن أليس وداني لا يمتلكان جوازات سفر ...

كان جوليان يقظاً متنبه الحواس طوال الطريق ,يتأكد دوماً إن كان هناك من يتبعهم ام لا ...كثيراً ما ابطأ سيره ليتحقق من امر سيارة يشك بأنها تتبعهم ,وحين يطمأن للأمر يستأنف سيره ,استغرقتهم الرحلة اكثر مما قدروا بكثير وكانت مرهقةً لاعصابهم خاص لأليس التي تآكلتها الهواجس والظنون ,خشيت ان يكون افراد هذه العصابة قد نصبوا لهم كميناً في الطريق, وكلما أرتابت في ان هناك من يلاحقهم تبدأ تعتصر يديها وتفركها بتوتر شديد حتى كادت تدميها,

كانت تعلم ان جوليان قلق مثلها فقد بدا عليه ذلك لكنه يستطيع التحكم باعصابه بشكل يبعث على الاعجاب ,كان ثابتاً وقوياً ومرحاً في نفس الوقت ,فقد اخذ يلطف الجو بالحديث المرح مع داني حتى لا ينعكس توترها على الفتى الصغير .

وعند الساعة السادسة مساءً ..وصلوا لمدينة نيو كاسل وأقاموا بأحد فنادقها الجميلة ....لكن ليلتهم كانت مرهقة متعبة وليست كاليوم الذي قضوه في فندق (الوردة البيضاء)رغم بساطته ..

فأليس لم يغمض لها جفن وهي تراقب تحركات جوليان المضطربة ,فقد بقي مستيقظاً طوال الليل وكثيراً ما كان يتجه صوب النافدة وينظر من خلف الستائر نحو الشارع العام الذي يطل عليه الفندق ,فادركت انه مثلها قلق

,فسألته بتوتر وهي تضم داني الغافي بجانبها بخشية " هل تظن انهم قد يفعلون شيئاً ؟؟؟"


تطلع صوبها وادرك انها مرعوبة فلم يشأ ان يخيفها اكثر لكنه بالفعل بات يخشى من أن تضرب العصابة ضربتها في هذه الليلة ...رغم يقينه بقوة الأمن داخل الفندق لكن تحركاتهم باتت مريبةً للغاية ,فهو منذ نحو ساعة يلاحظ سيارتين مريبتين تجوبان الشارع كل حين ,اتصل بمحاميه وسأله عما يجب عمله فأخبره المحامي انه سيبلغ قسم الشرطة في المدينة ليأخذوا حذرهم ,وبالفعل وبعد نحو نصف ساعةٍ لاحظ جوليان دورية شرطة تجوب الشوارع ,فترك مكانه بجانب النافذة وتوجه نحو سريره لكنه لم يستطع ان ينام لشدة قلقه ....

بصبرٍ شديد وتوجس انتظرا طلوع الصباح ,بالكاد تناولا شيئاً من الطعام وقد ظهر الارهاق جلياً على محياهما, وفي تمام السابعة صباحاً اعلن جوليان بحزم بأنهم سيغادرون لكنهم سيكملون طريقهم بالقطار ..

"وماذا عن سيارتك ؟؟" سالته بحيرة

"بكل الأحوال كنت سأرجعها قبل سفري ...لكن الخطة تغيرت فبدل ان اسافر بالطائرة سنسافر بالقطار..."

"اعتذر بشدة عن تكبيدك كل هذه المشقة " همست اليس بخجل

فابتسم لها جوليان بتفهم وقال "ستحل هذه المشكلة حين نصل الى لندن ...سيصدر هاري لكما جوازات سفر بسرعة "

ارادت ان تسأله اين ينوي اخذهم ,لكنها اقرت ان اي مكانٍ سيأخذهما اليه سيكون افضل من البقاء تحت رحمة تلك العصابة المريعة ...

فهزت رأسها بصمت لكن صمتها كان ابلغ من الكلام فأيقن جوليان مقدار خوفها وقلقها ,والحقيقة أن الوضع بات مقلقاً فعلاً فطوال رحلتهم من (غريتنا جرين ) وحتى وصولهم لنيو كاسل كانوا مطاردين ,وقد تأكد لجوليان ذلك في اكثر من مناسبة ...وكان يخشى من ان تتجرأ العصابة ويقوموا بالهجوم عليهم ...لكنهم لم يفعلوا ذلك لحسن حظه...فربما كانوا ينتظرون الأوامر ..

لكن أياً ما كان سبب ذلك فقد جاء الأمر في مصلحته لأنه اعطاه الوقت ليغير من خطته ,لذا ما ان طلع النهار تناولوا فطورهم على عجل ثم توجهوا نحو محطة القطارات في نيوكاسل ,وهناك استقلوا القطار المتوجه لمانشيستر ومنها الى لندن ,وقد ابتاع جوليان تذاكر من الدرجة الثالثة المكتظة بالناس وفضلها على الدرجة الاولى ذات العرابات الخاصة حتى تؤمن الغطاء لهم ...

ظلت اليس تنظر بارتياب لكل شخصٍ حولها وشعرت بعدم الثقة والامان ,فقد اصبح الارتياب سمة اكتسبتها من اثر تجربتها السيئة...

كانت تنصت باهتمامٍ لجوليان اثناء محادثته لمحاميه المدعو هاري ماكلين , تحدث جوليان معه في امور كثيرة كتأمين جوازات السفر ودفع اجرة الكوخ ,وعلمت بأنه سيقوم بأرسال شخص ثقة ليقلهم من محطة القطار ...

قضوا وقتاً مضنياً ومتعباً حتى وصلوا في المساء للندن وكان في أنتظارهم شاب متوسط الطول داكن البشرة بشكلٍ لافت وكأنه من اصول هندية يحمل لافتة كتب عليها اسم جوليان ..ساروا نحوه فعرفهم الشاب على نفسه بقوله
"سيد فالكانيية انا ادعى برتاب سينج وانا مساعد السيد هاري مكالين..."

كان برتاب شخصاً خفيف الظل وكثير الكلام ,اوصلهم بسيارته لفندق فاخر في ارقى ضواحي لندن حيث علمت اليس حينها ان جوليان طلب من هاري ماكلين ان يحجز لهم جناحاً هناك ..

وبمجرد أن خطت بقدميها ارض الفندق حتى شعرت هي و داني بذهولٍ كبير من فخامة المكان وروعته ,فأخذ صغيرها ينظر حوله بأنبهار شديد وهو يصدر اصواتاً تدل على اندهاشه من كل ما يراه ,وبدأ يثرثر بأسئلة كثيرة عن المكان ظناً منه أنه قصر احد الملوك ,وللحقيقة هذا ما ظنته أليس ايضاً فهي لم يسبق لها أن رأت مكاناً بهذه الفخامة, حتى ان الفندق الذي نزلوا به في نيو كاسل رغم جماله وحداثته لكنه لم يرقى ابداً لروعة وفخامة هذا المكان ...

وقفت مرتبكةً تنظر لكل الأشخاص من حولها وشعرت بأنها ليست في مكانها الصحيح بالمقارنة بما ترتديه من رث الثياب وما يظهر من فخامة وترفٍ واضحين على كل من حولها ...ولم تفق من ذهولها إلا حن لمستها يد جوليان برقةٍ لتدفعها لتتقدم وهو يقول لها "هيا بنا..يا عزيزتي "

هزت رأسها بأرتباك وهي تحاول أن تتجاهل نظرات الأستهجان التي رمقتها بها إحدى نزيلات هذا الفندق والتي يظهر من مظهرها المترف بأنها ضيفة مهمة هنا ...لكن ما خفف من حرجها وأرتباكها ملاحظتها للإهتمام الكبير الذي يبديه الجميع حالما يسمعون بأسم جوليان فالكنييه فياندن...
كان اسماً له وزنه في هذا العالم الذي كان ولوقت قريب غريباً عنها ,لكن يبدو انها ستدخله مع داني ..(الكونت القادم)...من اوسع ابوابه..

امسك جوليان بمرفقها برفق بعد أن لاحظ شحوبها وقال يطمأنها .."استرخي يا ليزا ..نحن في آمانٍ الآن لن يجرؤ احدٌ على أن يؤذيك بعد الآن ...اعدك .."

كانت تلك الكلمات كافية ليزيح عنها اي بؤسٍ عاشته وأي خوف لقيته ...الأمان اجل هذا ما رأته بعينه ولمسته بدفئ صوته ..

الأمان .. هذا ما عرضه عليها وهي مستميتةٌ لتتمسك به ...

لذا شعرت بالفزع حين تابع القول " سيرافقك موظف لجناحنا الخاص وسأطلب لك العشاء وسأعمل على ان لا يزعجكما أي شيء .."

" الن تبقى معنا .."سألت بذعر وهي تتمسك بكمه بشكل لا ارادي ,ابتسم لها بعذوبة ورضى وهو يرى قبضتها المتشبثة به وقال بوداعة ٍ وهو يربت على يدها بحنو:

" لا داعي للخوف يا عزيزتي ستكونين بخير ...لكن مع الأسف علي أن اغادر مع سينج لرؤية هاري فهناك امور يجب ان انهيها معه الليلة ..سأحاول ان لا اتأخر أعدك ..."

عاد ينظر بسعادة ليدها المتشبثة به بإحكام ,فانتبهت لما كانت تفعله فأرخت قبضتها وسحبتها بخجل وقالت معللة قلقها :
"لكنك ...متعب ...ولم تنم جيداً منذ الأمس "

رد برضىً وسعادة لم يستطع اخفائها لتأكده من أنها قلقةٌ عليه ..."لا تقلقي علي فأنا معتاد على ذلك ,المهم ان ترتاحي انت وداني...ان احتجت اي شيء فقط ارفعي السماعة واطلبي ما تشائين وسيكون عندك في لحظات"
كانت تريد ان تقول له ..(لكني بحاجة اليك انت)...

لكنها احجمت عن قول ذلك وانكست بصرها خجلاً ثم انسحبت بأرتباكٍ مع صغيرها خلف موظف الخدمة الذي اوصلها للجناح الفاخر الذي حجزه لهما جوليان ,وما ان خطت بقدمها داخله لم تستطع منع شهقة دهشة افلتت منها ,فهي طوال عمرها لم ترى مكاناً بمثل هذه الفخامة في حياتها كلها ..


تركها الخادم وغادر بعد ان سألها بأدب إن كانت تحتاج اي شيءٍ آخر فهزت رأسها نفياً وهي تجيل بصرها بذهولٍ حولها ....ورغم فخامة الجناح الذي تقيم فيه وروعته لكنها شعرت فجأةً بالوحشة والفراغٍ الكبير من غياب جوليان عنها ,لكن رؤيتها لداني الذي اخذ يقفز من مكان لاخر فرحاً انستها قلقها وحزنها لبعض الوقت ,وشعرت بالسعادة للبهجة البريئة التي شعر بها صغيرها ,وقررت تلبية دعوته لها ومشاركته ذلك ,فجرت صوبه وبدأت تقفز معه على السرير الضخم ذو الفراش الزنبركي الذي يهتز بشكل رائع.. وكأنهما يقفزان على آلة ترامبولين..


بعد ان تناولا عشاءهما شعر داني بالنعاس فقامت بتحميمه وادخاله في فراشه ,ثم قصت عليه قصةً جميلة بالكاد سمع اول جزءٍ منها ثم غرق في نومٍ عميق لشدة تعبه ,وحين اطمأنت لأنه غط في النوم قررت ان ترفه عن نفسها قليلاً لتزيل عنها تعب الساعات الماضية المهلكة للأعصاب , فملأت مغطس الحمام -الذي لا يقل روعة عن سائر الغرف – بالصابون ذو الرغوة الكثيفة والمشبع برائحة الخزامة المنعشة من ماركة فرنسية تدعى العشق الأرجواني ,تبدو فاخرة للغاية رغم انها لم تسمع بها من قبل ..وكيف لها ان تسمع بها ...وكل ما تراه هنا وتجربه يبدو وكأنه قادمٌ من عالمٍ آخر لم يسبق لها ان رأته ...

لكن مع جوليان فهي بالتأكيد سترى الكثير والكثير وتختبر حياةً جديدة تماماً ...

فكرت انها وان استمتعت بكل هذا الترف فهي لم تستطع استاسغة فكرة ان ابنها قد يصير الكونت فياندن وبأنه سيرث ثروة كبيرة تمكنه من العيش كالملوك ...بدا الامر صعب التصديق وأن كانت تعيش فيه منذ الآن .

نظرت حولها لمظاهر الترف التي تحفها من كل جانب وتسائلت هل سيكونان سعيدين بكل هذا..وألح عليها هاجسٌ آخر أثار حيرتها وقلقها عما ينوي جوليان فعله الآن ,فهو لم يخبرها بخطوته التالية ...هل سيقترح امراً اخر عليها ام ان زواجها منه هو الحل الوحيد ...

وبدون ان تعي وجدت نفسها تسبح في دنيا الخيال حيث نُسِجت لها صورة جميلة مثيرة عن حياتهما القادمة إن صارت زوجة جوليان... تخيلت كيف ستصحو كل يومٍ لتراه بجانبها يغدقها بعشقٍ مثير حرمت منه طويلاً ...لكنها افاقت بسرعة من احلامها بعد ان اصطدمت بواقعٍ مربك وهي انها لن تقدر على الاقتران به دون ان يعرف حقيقتها ,وهي لن تجرؤ على البوح بحقيقتها الآن ...ليس قبل ان تتأكد ان داني بآمانٍ تام ...وأنه لن يستخدم الحقيقة ضدها ما أن يعرف بأنها ليست ام داني الحقيقة ...

ثم دون وعيٍ منها عاد سؤال ٌقديمٍ يلح عليها لأيجاد جوابٍ شافٍ له ...وهو لماذا كان جوليان يبحث عن شقيقتها قبل سنوات...وحين قبّلها معتقداً انها ليزا لماذا فعل ذلك؟؟؟

وتصرفه معها الآن هل هو حقيقي ام جزءٌ من خطةٍ ينفذها ؟؟.. هو حتى اللحظة يظنها ليزا , فهل كان يعلم ان لليزا شقيقة توأم ,هل اخبره ادريان بذلك ..ام لا ؟؟

افكارٌ كثيرةٌ تقاذفتها دون هدىً ,لكن فكرةً واحدةً ازعجتها اكثر من سواها ولم تستطع مع الأسف ابعادها وهي خشيتها بأن تكون بالنسبة له مجرد وسيلة يحقق بها غايته للحصول على اللقب ...

حاولت جاهدةً تنحية هذه الفكرة المزعجة جانباً واستعادت كلمات قسمه الذي بدا لها نابعاً من القلب, لقد اخبرها بأنه سيحميها وداني بروحه ودمه...فهل سيبر بقسمه

"ما حقيقتك يا جوليان..؟ما حقيقتك؟؟ "تسائلت بحيرة وعند هذا الحد اعياها التعب فخرجت من الحمام وجففت نفسها واندست بفراشها الوثير الدافئ ونامت قبل ان تصل لجوابٍ شافٍ ... وقبل ان يعود جوليان ...

***********************************

نهاية الفصل السابع قراءة ممتعة للجميع
ولقاؤنا غداً في العيدية الثالثة وفصل جديد بإذن الله


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 08:04 AM   #170

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 2 والزوار 1)
‏ريبانزيل, ‏الوفى طبعي الوفى


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.