آخر 10 مشاركات
في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          32 - خذ الحب واذهب ! - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : فرح - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-18, 10:08 PM   #201

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
فصل مربك لمشاعر اليس
خوفها وتخبط افكارها من رد فعل جوليان لو عرف الحقيقه كلها حاجات بتخلي سعادتها ناقصة بارتباطها بيه
اعتقد اقتراحه بتأجيل تفعيل جوازهم هيخلي فترة عذابها تزيد بسبب تفكيرها الدائم في رد فعله وهل هو هيتعاطف معاها ولا لاء
المقلق اكتر من رد فعله جوليان هي معرفة الكونتيسة الحقيرة بحقيقة اليس وانها فعلا تستغل الموضوع دا علشان تاخد داني
حبيت تصرفات جوليان جدا وطريقته في كسب قلبها وحبها هي وداني
فصل ممتع وجميل جدا تسلم ايدك
بالفعل الأقتراح ده هيخلي فترة عذابها تزيد وهو كمان هيتعذب معاها ....لكن الموضوع صعب جداً ...هي ممزقة بين خوفها من فقدانها لداني وبين خسارتها لجوليان الي ادركت انه بتحبه ....يا ترى الأيام مخبيالهم ايه؟؟؟

شكراً يا ام زياد محمود على تفاعلك معايا


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 08:20 AM   #202

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

صباح الخير على الحلوين اليوم موعدنا مع الفصل العاشر وارجو ان ينال اعجابكم

******************************
الفصل العاشر
تقلبات مشاعر


نظرت اليس لانعكاس صورتها في المرآة ومزيجٌ غريبٌ من الرضى والضيق يتصارع في نفسها ..كانت تشعر بالرضى لأن تصميم جوليان على قبولها الثوب الذي اهداها اياه لحضور مراسيم الزواج قد انقذها بالفعل من الظهور بمظهر باهتٍ كئيب لو اصرت بعنادها المعهود على ارتداء احد اثوبها القديمة...و بالضيق من هاجس الخوف والترقب بما قد تحمله لها الايام القادمة....

استدارت بخفةعلى كعبي حذائها الانيق الذي اصر جوليان ايضاً على شرائهما كأكسسوار تكميلي مع الثوب بالاضافة لحقيبة سواريه وقبعة أنيقةٍ تلائمهم تماماً..
تأملت منحنيات جسدها الرشيقة والمثيرة التي يظهرها الثوب العاجي بسيط التصميم والانيق في ذات الوقت ,حيث أحتضن قماشه جسدها بنعومة الحرير الطبيعي الذي لم ترتده يوماً ,بينما أطر خصرها النحيل حزامٌ اسود جميل التشكيل اضفى مزيجاً مدهشاً مع نعومة الستان المتهدل حول جسدها والذي يتمايل بتموجات ناعمة مع كل خطوة تخطوها ...

إن هذه الهدية الرائعة اظهرت لها حسن اختيار جوليان ورقي ذوقه ..

شهقت بقوة حين رأت بطاقة السعر التي انتزعتها قبل قليل وقد صدمها الرقم الخيالي الذي خط عليها والذي يفوق دخل ثلاثة شهورٍ من العمل ,وهذا يؤكد لها بأنها خطت بقدميها وإرادتها لعالم اخر مجهولٍ تماماً ومختلف عن عالمها الذي اعتادت العيش به ,فعاد الضيق يسيطر عليها من هاجس الخوف والترقب بما قد تحمله لها الايام القادمة ...

كانت تثبت بعض المشابك في تسريحة شعرها البسيطة والجميلة التي صنعتها بنفسها ,فهي رفضت ان تذهب لصالون التجميل للتتأنق كأي عروسٍ أخرى ,واكتفت بما تجيده من فن التزيين بنفسها ..وحين نظرت لعيونها المكحلة بخفة وللظلال الهادئة التي توجت جفنيها ولشفتيها التي تشع بلون ورديٍ شفاف اقرت بأنها احسنت صنعاً رغم انها لم تضع زينة منذ دهر..

امتدت يديها نحو قرطين ابيضين من اللؤلؤ الصناعي واللذين كانا الزينة الوحيدة التي رضيت بشرائها ,اخذت ترتدي قرطها بيدين مرتجفتين مجرد أن سمعت صوت دوي جرس الساعة في صالةِ الأستقبال معلنةً تمام العاشرة وهذا يعني انه بقي على موعد زفافها اقل من نصف ساعة ,وكلما اقترب الموعد زاد اضطرابها ,ومن شدة ارتجاف يديها اسقطت القرط ,فانحنت لتبحث عنه بتوتر ولم تنتبه للطرق على بابها ,وما لبثت ان صدمت برؤية ساقي جوليان امامها ,ببطئ رفعت رأسها فرأته يحدق بها بحيرة ويسألها باستغراب ...

"ماذا تفعلين ..؟؟"

نظرت له بارتاك وحبست انفاسها من روعة مظهره ,فقد كان يرتدي حلة سوداء انيقةً وحديثة التفصيل ,تظهر جسده - الرشيق القوي حسن التشكيل - بمظهرٍ آسر..وتحتضن عنقه القوي ربطةُ داكنة الزرقة تخالف لون عينيه الفاتحتين ,وقد صفف شعره للخلف بشكل انيق وعصري,فسارعت بتنكيس رأسها هرباً من منظره الجذاب وحبست انفاسها حتى لا يلاحظ لهاثها المخجل ,نظرت للأرض وهمست بخفوت

" لقد اضعت قرطي..لا ادري ربما سقط مني هنا.".

انحنى بخفةٍ قربها بعد ان رمقها بنظرة اعجابٍ شديد لكنه حاول التصرف بعملية محيداً مشاعره التي بدأت بالتحفز فور ان تنشق شذى عطرها الزكي الذي داعب احاسيسه ,وشغل عيونه عن تفحص جمالها بأن بدأ يبحث معها عن قرطها دون اي تعليق ..

كان قريباً جداً منها فتمكنت من افتراس ملامحه بدقة بينما كان منشغلاً بالبحث عن قرطها باهتمام بالغ ,تجرأت واخذت تحدق به بشغف شديد فقد بدا جذاباً للغاية ووسيماً بشكل مدمر ,تحرك بخفة حولها أثناء بحثه فحمل لها النسيم رائحة عطره الشذي الذي تخلل انفاسها فزادها ولهاً وأثارة ...

كان شخصاً لا يقاوم ,جذبها سابقاً حين التقته قبل ست سنوات رغم أنها لم تستطع تفسير سبب انجذابها له يومها,لكن الآن لا تستطيع الأنكار وادعاء جهلها بسبب ,فقد تبلورت شخصيته امامها ,وصقلت بصفاته واخلاقه التي باتت تلمسها كل مرة يتواصلان بها ,لتصنع امامها أنموذجاً خيالياً غير قابل لتصور لرجلٍ تحلم كل نساء العالم بأمتلاكه ,لكنه منهن جميعاً آثرها هي .

تهدج صدرها بأثارة ورغبة فخجلت من افكارٍ مثيرة اكتسحتها من حيث لا تدري وبشكل لم يسبق ان شعرت به اتجاه اي مخلوقٍ من الجنس الآخر,فتمنت ان تستطيع اغتنام هذه الفرصة التي وهبتها لها السماء لتعوضها فتصير زوجته بكل كيانها ,بروحها وجسدها..لكن !!!

"لا ..ليس الان..يا أليس ....اصبري بعد قليلاً ,فلعل الأيام تهديك فرصةً لتنالي قلبه وحبه " اقرت لنفسها برجاءٍ وأمل .
عند تلك اللحظة التفت جوليان صوبها وفاجأها على حين غرة ,فارتبكت خشية أن يكون ادرك افكارها المثيرة المجنونة وانتبه لأفتراسها اياه دون حياء , فاحمرت وجنتاها خجلاً فزادها ذلك رقة وألقاً في نظره ,وحين بانت اسنانه البيضاء اثر ابتسامة مذهلة منحها اياها ارتبكت وهمت بالوقوف بسرعة ,فلم تعد تقدر ان تكون بهذا القرب منه اكثر.

كان لا يزال جاثياً على ركبته قرب ساقيها ثم رفع يده بخفة واراها ما يحمل في راحته لكنها كانت مشغولة بالنظر لوجهه الذي لا زالت الابتسامة تزينه ,ولأول مرة انتبهت بأنه يحمل غمازتين خفيفتين على خديه تخفيهما اللحية الخفيفة التي تغطي وجهه ,فأعطته مزيجاً ذكورياً مثيراً...فظهر لها اصغر سناً مما هو عليه...واكثر شقاوة ..
حين لم تحرك ساكناً وقف بقربها وبخفة امسك بيدها وكم ود لو يقربها من فمه ويلثمها لكنه قرر ان لا يزيد من جرعة تأثره بها حتى يظل متماسكاً ...فسارع بفتح كفها بينما كانت هي ترتجف بين يديه كالورقة في مهب الريح ,استبقى يدها في راحته وقال بصوت مرح

"اخشى يا عزيزتي انك لن تستطيعي ارتداؤه بنفسك فأنت تهتزين كأوتار الجيتار أثناء العزف .."

ودون اي تعليق سحبها بخفة حتى لامست ارنبةُ انفها ربطة عنقه ,وانحنى بخفة نحو عنقها فظنت لوهلة بأنه سيقبلها حين شعرت بدفأ انفاسه تلفحها ,ضربتها امواجٌ من الشوق واجتاحتها مشاعر رغبة شديدة بمعانقته ,لكنها تمالكت نفسها في آخر لحظة وتشبثت بثوبها بشدة حتى لا تخونها يداها وتصعد نحوعنقه لتلتف حوله بأستملاك تتوق اليه .. واكتفت بأغلاق عينيها حتى لا تزيد وسامته الطاغية من الهاب مشاعرها المتأججة ,لكنها لم تستطع اغلاق حواسها الاخرى التي استجابت لكل حركة يقوم بها..

بمهارة وثبات يستحق الاعجاب ويخالف واقع مشاعرة الملتهبة ,تمكن جوليان من وضع القرط في اذنها الصغيرة الغضة التي أغرته بلثمها بشدة ,وكذلك فعل عنقها المرمري النابض قرب انفاسه ,لكنه وبصعوبةٍ بالغة احجم عن فعل ما تهفو اليه نفسه ,فهو يدرك أنه لن يكتفي بذلك فقط بل لن يتوقف ابداً ..فذكر نفسه بوعده لها بأن يدعها ولا يتسعجلها حتى تصير مستعدة لمبادلته المشاعر , عليه ان يصبر حتى ينال حبها ,لذا البسها القرط بكل احترافيه وابتعد عنها بهدوء يتأمل نتاج عمله .

كانت اليس لا تزال تصارع النار التي اشعلها قربه في جسدها ,وأخذت تحاول أطفائها بالتنفس بقوة كمن خاض سباقاً للجري ,وابقت عينيها مغمضتين ولم تدري انه انهى عمله الا حين شعرت بالبرد يلفح عنقها بعد ان غادرتها انفاسه الحارة.....اخرجها من ذهولها سؤاله البريء الذي لم تفهمه اول وهلة..

"..اين القرط الآخر..؟؟"

فتجرأت وفتحت عينها ونظرة استفسارٍ بلهاء تعلو محياها فهمست بخفوت "ماذا ..؟؟"

لم تسمع ما قاله او لعلها لم تعقله لتشتت فكرها ,فكرر سؤاله بخفة وحاجباه مرتفعين بمرح للمسه خجلها المثير "القرط الأخر!!!! "

" اسفة.." قالت ببلاهة وخجل ومدت يدها واعطته اياه بعد ان ترك آثاراً على راحتها من شدة ما كانت تسحقه داخلها ..

التقطه وعاد يكمل مهمته على الجهة الآخرى من رأسها ليعيدها لفصل العذاب شوقاً من جديد..لكنه لم يستغرق وقتاً هذه المرة بل انجز مهمته بسرعة وأحترافية ثم تركها وشعور الخيبة يطغى عليها ..شعرت بدوار خفيف ولولا يديه اللتان أمسكتا بكتفيها لهوت من فورها .

تأملها بصمت ٍ معجبٌ بتزيُّنها غير المتكلف , تماما ً كم يحبه تماماً ثم همس اخيراً بعد ان استطاع لجمة نفسه التواقة لتقبيلها .

"ها نحن ذا قد انتهينا...هل انت مستعدة ؟؟"

هزت رأسها بصمت دون ان تبنس ببنت شفة فحرارة كفيه تخترق ملابسها لتصل لجسدها فتشعله اكثر...اخيراً استطاعت القول بعد ان تعبت وهي تحاول ان تسيطر على صوتها.."اجل....."

استدارت عنه وشغلت نفسها بوضع قبعتها السوداء التي ولدهشتها خلق لونها الداكن مزيجاً ساحراً مع ثوبها العاجي الهفهاف , فبدت كأميرةٍ من اميرات قصر بيكنغهام ...تلاقت نظراتهما في المرآة لوهلة قبل ان تهتف بارتباك

"انا مستعدة "

مد لها يده فمنحته كفها بكل رضىً و تشابكت اصابعهما بحميمية كبيرة لكنها حدثت نفسها بأنها من طرفها فقط ,ولم تدري انه يشعر بملمس كل انشٍ من جلد كفها تحت راحة يده وكأن اصابعه تقبل راحتها بآلاف القبل كل لحظة..

************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 08:26 AM   #203

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

استدار جوليان وخطى معها بخفة وقادها لردهة الفندق حيث كان داني ينتظرهما بشوقٍ كبير وقد ارتدى بذلته (حلته) الجميلة وبدا كأشبينٍ صغير انيق ,كان برفقته المحامي هاري ماكلين ومساعده الهندي برتاب سينج...

شهق داني بفرح حالما وقعت عيناه على امه فصرخ بحماسة لفتت نظر كل من كانوا في بهو الأستقبال في الفندق نحو العروسين الرائعين اللذين نزلا بخفة على الدرج

"واااو ماما ..انت رائعة "

وجرى نحوها فأحتضنته بحب وغبطة وسرها منظره المتأنق ,فمنذ الصباح اصر جوليان على اخذه معه ليستعد للحفلة مصراً بأنه اشبينه لذا يجب ان يكون برفقته ,وقد اهتم به وبملابسه كأي ابٍ حقيقي يعتني بطفله الصغير ...

رفعت اليس رأسها ونظرة امتنان تغزوها خاصة بعد ان هتف جوليان بخفة وهو يمد يده نحو داني قائلاً

"هيا يا اشبيني المميز الرائع "

وسار ثلاثتهم بخفة وسعادة نحو السيد ماكلين ومساعده ثم ما لبثوا ان خرجوا من الفندق وركبوا بسيارة المحامي القدير التي اوصلتهم لمبنى البلدية حيث سيتم عقد زفافهما بشكل مدني...

لم يستغرقهم الامرٌ كثيراً وعلى خلاف ما ظنت أليس فلم يكن عقد قرانهما مبهجاً أو مثيراً ,بل كان عقداً بارداً خالياً من روعة الاحتفال التي تميز حفالات الزفاف الحقيقية ..وشعرت بخيبة امل شديدة ,فرغم انها لم تكن ممن يعبأون بأقامة حفلات العرس الكبيرة والمبهرجة غير انها وفي تلك اللحظة الباردة بالذات تمنت لو انها تزوجت جوليان بحفل بهيج حضره العالم بأسره لتعلن لهم حبها ...

لكنها لم تقوى على التذمر ,فقد الجمتها صدمة ٌأخرى حين احجم جوليان عن تبادل خواتم الزفاف التي اشتراها في السابق ..ودون أن يقول القاضي أي شيءٍ عن تبادل الخواتم بدأ في إجراءات الزواج المدنية الخالية من روعة تبادل النذور التقليدية ,واكتفى بقراءة بنود عقد الزواج والتسوية المالية وبعض الاجراءات القانونية الصرفة التي لم تستوعب اليس منها شيئاً ,لا لجهلها بالأمور القانونية ,بل على العكس لطالما كان القانون شغفها منذ الصبا ,لكن كآبة المشهد وبرودة اجواء عقد القران جمدت عقلها عن التفكير بأي شيءٍ آخر فلم تنتبه حتى لمقدار التسوية المالية الهائلة التي وضعت في عقد الزواج ...

ثم كأجراءٍ شكليٍ لا اكثر اخذ يلقنهما ما يجب ان يقولاه لأتمام الزواج...وكأنه استاذٌ يحاضر في جامعة وليس شخصاً يردد نذور زواج ,وبصعوبة بالغة استطاعت أليس اعادة صيغة الكلام الذي تلاه عليها , فقد توترت اعصابها وشعرت برغبة شديدة بالبكاء من شدة خيبتها ,فقد فقدت الكلمات معناها الحقيقي بسبب برودة الجو الذي احيطت به ,بصعوبة جاهدت نفسها لتمنع دموعها من السقوط حين لاحظت ان جوليان يعاني من الاضطراب مثلها لكنها رجحت ان يكون لأسبابٍ آخرى غير التي تعانيها ..

وتسائلت بمرارة " لمَ لم نتبادل الخواتم كأي زوجين طبيعيين ؟؟؟ ولمَ قام بشرائهم اصلاً إن لم تكن لديه النية والرغبة في أن نتبادلهما ....لمَ ؟؟"

وطغت فكرةٌ مقيتةٌ على مخيلتها فأقرت بمرارة " ربما لأنه مكرهٌ على الزواج بي ..فما الذي يدفعه للأقتران بامرأةٍ مثلي سوى الواجب وشعور الذنب الذي يؤرقه..."

كم كرهت هذا الامر تماماً وما زاد في تكدرها تلك الفكرة المقيتة التي تطل برأسها الشيطاني بين الحين والاخر لتعكر صفو حياتها عندما تظن أن الامر كله لا يعدو مجرد مصلحة يحفظ فيها جوليان اللقب لنفسه..

اشاحت وجهها بضيق وتكدر تحاول لملمة دموعها برموشها الكثيفة ونكست رأسها حتى لا تفضح هواجسها التي سطرت قسراً على صفحة وجهها فعكرت صفوه ,فان هي استساغت فكرة انه تزوجها واجباً ليعتني بها وبداني فأنها ابداً لن تطيق ان تكون مجرد ورقة رابحة يلعبها في حربه مع الكونتيسة...

"جوليان افضل من هذا بالتأكيد.."سعت لضحد شكوكها بحزمٍ وقوة ,غير انها لم تستطع ان تمحوها تماماً و ظلت تقف بجمودٍ وتكدر ولم تتنبه إلا حين سمعت داني يقول بكل براءة

"الا يجب على العريس ان يقبل عروسه..سام صديقي اخبرني بأن عمه قبل عروسه في زفافهما..."

نطق الصغير بهذه الجملة ببراءة وهو يقلب بصره بين جوليان وامه اللذان وقفا يحدقان ببعض بغرابة بينما القاضي والمحامي ومساعده الذين شهدا على عقد الزواج ينظرون لهم بفضول ...

لم يقدم جوليان على تقبيلها خشية ان يصدهُ ارتباكها الواضح وهو لا يريد ان يدفعها نحوه بسرعة حتى لا تنفر منه ,لقد وعدها بالتأني وقد الزم نفسه بوعده,وقد احجم عن ارتداء خواتم الزفاف التي اشتراها لأنه ارادهما أن يكونا توثيقاً حقيقياً لزواجهما وحبهما ...لقد اختارهما خصيصاً بسبب ذلك النقش الجميل (always*forever), والذي يمثل الحب والألتزام التام بينهما ,وبما أنهما أختارا ارجاء اتمام الزواج لحين ان تتقبله ليزا كزوجٍ بكل ما للكلمة من معنى , فلن يكون للخاتمين اي معناً ان ارتدوهما الآن...

لكن داني لا يعرف اي شيءٍ عن الوعود والأضطراب فعاد يكرر سؤاله "لمَ لا تقبلها يا جوليان...؟؟"

وقبل ان يجيبه جوليان بجوابٍ معقول يدركه عقله الصغير سمعها تؤنب صغيرها بحدة
"داني يكفي هذا ..."

فظن ان انفعالها وحدتها تعكس رغبتها بعدم تقبيلها ,فأجبر نفسه على الألتزام بموقفه وتجاوز نظرات الاستهجان التي رمقه بها القاضي..لكن هاري ماكلين لم يبدو عليه انه يكترث بالامر كثيراً ,فلربما رأى الكثير من الحالات المماثلة سابقاً بحكم عمله ..

ثم زفر براحة حين صرح القاضي بأنهما صارا الآن زوجة وزوجة واقر في نفسه .."لم ينتهي الامر بعد .. من هذه اللحظة انت زوجتي يا ليزا..وسأحافظ عليك بروحي ,وأعدك اني سأحارب أشباح ادريان التي تبقيك بعيدة عني..حتى اظفر بقلبك ليكون خالصاً لي .."

ولم يدري انها كانت تقاتل كبريائها المجروحة وتلك الرغبة المتمردة التي نشأت في نفسها لتحرضها على أن تهجم عليه بنفسها لتشده نحوها وتقبله بالقوة ان هو لم يرد ذلك ,لكنها خجلت ان تنصاع لتلك الرغبة وتكون المبادرة فيكون الصد والخذلان نصيبها ...فأكتفت بأن استدارت عنه وشغلت نفسها بتأمل ذيل ثوبها ...
*************************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 08:28 AM   #204

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

بعد اتمام عقد القران توجهوا لمطعمٍ قريب ليتناولوا فيه طعام الغداء والذي بالكاد تناولت أليس منه لقمة بسبب توترها الشديد وضيقها بعد ان سيطرت عليها مشاعر خيبة الامل والخذلان ...

حاول جوليان ان يخوض معها حديثاً مرحاً لعله يخفف من تكدرها لكنه بالكاد نجح في سرقة شبه ابسامة باهتة لاحت على شفتيها المزمومتين بشدة..نظر لساعته واعلن بفتور..

"أظن أنه من المستحسن بنا أن نغادر الآن لنستعد فطائرتنا ستغادر عند الرابعة عصراً .."

وكان هذا آخر حوارٍ شخصي خاضه معها ,فهي قد شغلت بعد ذلك بأعداد نفسها وداني للسفر وبحزم حقائبهما ...وتكفل السيد ماكلين بأيصالهما بنفسه للمطار وطوال الرحلة ظل جوليان يحدثه عن بعض المسائل المستعجلة المتعلقة بصفقةٍ ما ,وعندها فقط علمت –ومن خلال حديثهما – بأن ماكلين مسؤول عن انجاز المعاملات القانونية التي تتعلق بتجارة جوليان هنا في لندن ,لكنها لم تعرف طبيعة هذه الاعمال بعد لأنها لم تجد الفرصة لسؤاله ,فقد استغرق الرجلين بالحديث تماماً متجاهلين وجودها.

زفرت بحنق وحاولت أن تشغل نفسها بالحديث مع طفلها الذي انهال عليها بالأسئلة الفضولية عن كل شيءٍ يراه من حوله,و صلوا لمطار هيثرو الدولي وودعهم هاري ماكلين متمنياً لهم رحلةً طيبة ,وظنت ان الأمور ستتحسن بعد ذلك وتتاح لها فرصة الحديث مع جوليان ,لكن الأمر صار بعدها جنونياً ,فما ان خطوا ارض المطار حتى بدأت اجراء السفر الروتينية المملة, وبمجرد ان استوا في مقاعدهم واقلعت بهم الطائرة حتى استغرق داني بالنوم العميق بسبب انهاكه الشديد والأثارة التي عاشها في الأيام الأخيرة ,بينما انهمك جوليان فوراً في انجاز بعض أعماله المتراكمة ,فقد اهمل عمله لأسابيع اثناء بحثه عنها ومحاولته اقناعها بالسفر معه والزواج به ,ويبدو انه يريد تعويض ذلك الوقت المهدور منذ الآن..

لم تكن اليس بطبيعتها أنانية وعديمة التقدير لكنها كرهت تباعدهما المفاجئ بهذا الشكل و رغبت لو تمضي بعض الوقت بالحديث معه كأي عروسين طبيعيين ,وما زاد في سخطها واستيائها أمرين : الاول بأنها عرفت قبل صعودهم الطائرة بدقائق فقط بأنهم متجهون لفرنسا وليس للوكسمبورج كما حسبت اول الامر..وقد فسر لها جوليان ذلك بشكل مقتضب فاتر حين قال

"يجب أن أنهي بعض اعمالي المهمة هناك.." طبعاً دون أن يكلف نفسه عناء شرح طبيعة تلك الأعمال لها ...

اما الامر الثاني الذي ازعجها وبشدة ,جلوسها وحيدة دون ان تجد من تتحدث اليه ,فداني نائم وجوليان مشغلٌ عنها بعمله ,وهي لم تستطع الحديث مع ايٍ من ركاب درجة رجال الأعمال التي هم فيها ,لأنهم كلهم مشغولين بأعمالهم مثل زوجها العتيد...المشغول عنها بحاسوبه المحمول ...اما من كان هناك من النساء وهن قلة فقد كانت نظراتهم المتعالية الفضولية نحوها خير دافعٍ لتجنب الأحتكاك بهم ..

فأمضت معظم الرحلة تحدق من نافذة الطائرة نحو السماء المتلبدة بالغيوم الرمادية الكئيبة مثل نفسيتها ,مما سهل للأفكار المضطربة من افتراسها من جديد ,فبنظرها هي الآن متوجهة نحو المجهول تماماً كهذه السماء الملبدة الممتدة امامها بلا حدود او ملامح ..

فهي لا تعلم خطة جوليان بالنسبة لها ولداني..هل سيبقيهم في فرنسا ليبعدهم عن الكونتيسة ازابيل ومشاكلها ام سيأخذهم للوكسمبورج ...بل انها لم تعرف ان كان يقيم كل الوقت في لوكسمبورج او لا, ولم تفكر بسؤاله عن هذا الأمر من قبل الآن ,لأنها ظنت انه من البديهي بأن يقيم في لوكسمبورغ كحال اسرة فياندن , لكنها لاحظت أنه استعمل جواز سفره الفرنسي....فهل يعقل انه يقيم هناك؟؟؟

شعرت بالأنزعاج بشدة حين ادركت انها لا تعرف عنه الكثير لا اين يقيم اوماذا يفعل اوما هي طبيعة عمله؟!! .. لا تعرف شيئاً عن خططه المستقبلية بشأنهما..في الحقيقة هي لا تعرف اي شيئاً ابداً ..

استرقت نظرةً خاطفةً نحوه فوجدته منشغلاً بالحديث من خلال الهواتف الخاصة المزودة بالطائرة كخدمةٍ مميزة لركاب الدرجة الممتازة ورجال الأعمال التي يستقلونها , كان يتحدث بالفرنسية وباضطرابٍ جلي وانزعاج ...ولأنها تجيد الفرنسية بشكلٍ مقبول –وذلك من خلال درستها في الجامعة كمتطلبٍ مهمٍ للدراسة القانون الدولي - فقد فهمت انه يتحدث عن شحنة ما تأخر توصيلها ,رغبت بالذهاب اليه وسؤاله عما يكدره وعن كل ما يحيرها ويقلقها لكنها لم تجد الفرصة لذلك فقد كان ينتقل من مكالمة هاتفية لأخرى الى ان سمعوا الطيار يطلب منهم ربط الاحزمة لأنهم سيهبطون في المطار خلال دقائق...

"سنقيم هذه الليلة في باريس لأن الوقت تأخر وغداً مساءً سنستقل طائرة محلية لمدينة نيس"

كان هذا اول حديث له معها منذ ان ركبا الطائرة ,قاله بصورةٍ عرضية وهو يستلم جوزات سفرهم من مدقق الجوازات..

فطفح الكيل بها وهتفت بحدة واستهجان "نيس؟!! "

انتبه لنبرة صوتها فتابع موضحاً "اجل ..انها مدينة جميلة تقع في اقليم (بروفانس) جنوب شرق فرنسا "

لكن شرحه لم يخفف من حنقها بل زاده ,فردت عليه بحدة تسببت بها ساعات الوحدة والاضطراب التي عاشتها "انا لست غبية أنا اعرف ما هي نيس..لكن لماذا نذهب هناك؟؟؟"

كانت تتحدث بحنق شديد لتجاهله لها وعدم اخبارها بمخططاته ,فقد شعرت ان حياتها تدار من دون علمها ,وهذا اثار انزعاجها فهي طوال عمرها كانت المسؤولة عن قراراتها وحياتها ...وقد ظنت حين اخبرها انهم سيتوجهون للباريس بأنها مجرد محطة عبور(ترانزيت ) للوكسمبورج لا اكثر ..

لم يفهم جوليان سبب حدتها فأجابها بهدوء كعادته .." علي ان ازور امي.."

"امك؟!! " صعقت اليس بسماع هذا التصريح فهي لم تعلم بأن امه حية ..بل ادركت انها لا تعلم عنه اي شيءٍ وهذا زاد تكدرها..

هز رأسه بخفة دون ايضاح المزيد لأنشغاله بالإشارة لسيارة اجرة لتقلهم ,تجاوزها جاهلاً بثورة الغضب التي اجتاحتها واخذ يحدث السائق ويخبره بوجهتهم ,ثم بدأ بتحميل امتعتهم مع السائق وهو غافلٌ تماماً عن تلك التي وقفت بتمردٍ وهي تنظر له بضيق في محاولةٍ منها للفت انتباهه واظهار استيائها مما اعتبرته تجاهلاً لها ,لكنه كان غافلاً بالفعل عن المعركة الطاحنة التي تجري في عقلها ...

فبعد ان انهى الأشراف على ترتيب الحقائب حمل داني النعس واجلسه في السيارة ثم هتف بها لتركب بجانب طفلها لينطلقوا لوجهتهم دون تأخير ,فوجدها تقف بتصلب وهي تنظر له بغيظ فدنى منها وامسكها من يدها وساعدها للجلوس في مقعدها معتقداً انها مرتبكة من شدة تعبها ...ثم جلس بجانبها وانطلقت بهم السيارة ...

صكت اليس اسنانها بعصبية وتذمر من تصرفه المزعج وتجاهله ,لكنها لا تستطيع خوض شجارٍ معه الآن فتحاملت على نفسها وسألته بثباتٍ استجمعته بصعوبة "اين سنذهب الآن ؟؟؟"
ليرن جرس هاتفه الجوال الذي سارع لفتحه ما ان خطى خارج ارض المطار ,وما أن قرأ الأسم المدون عليه حتى ابتسم لها باقتضاب وحرج وقال لها

"علي ان اخذ هذه المكالمة يا عزيزتي ..انها ضرورية للغاية "

وقبل ان يسمع جوابها استغرق في حديثٍ طال كثيراً ,كان يتحدث بانفعالٍ واضح عن امور تلك الشحنة التي فيما يبدو تعاني من مشاكل مع الجمارك ,ظلت تستمع اليه بترقب في محاولةٍ منها لتستشف طبيعة عمله لكن لم تعرف الكثير....

بالكاد انهى تلك المكالمة التي ظنتها لن تنتهي ,وقبل ان تفتح فمها لتقول شيئاً , عاد جرس هاتفه يرن بألحاح وسارع هو بالأجابة بلهفةٍ وكأنه ينتظر تلك المكالمة بشوقٍ , ومن تلك اللحظة بدأت سلسلة لا تنتهي من الإتصالات العملية الشائكة التي شغلته عنها تماماً ,فأيقنت ان الحديث معه الآن مستحيل ,فزمت شفتيها غيظاً وحاولت ان تتشبث بالصبر حتى تنفرد به في الفندق,وشغلت نفسها بالتحديق في المناظر المحيطة بهم اثناء الطريق دون ان تراها حقاً ,و حين وصلوا للفندق وقبل ان تفتح شفتيها لتقول أي كلمة ,انخرط جوليان بتأمين اقامتهم ثم أخبرها بضرورة ذهابه لأنجاز عملٍ طارئٍ يستدعي قدومه لمكتبه في باريس..

وقبل ان تستوعب ما يحصل معها تركها لتخوض حرباً جديدة مع تلك الفكرة المقيتة بأنها - ومع الأسف - كانت منذ البداية مجرد ورقة استغلها واضافها لسجل حربه مع الكونتيسة من اجل ذلك اللقب اللعين...وحين ضمنها في جيبه بعد عقد زواجهما ,لم يعد لديه الوقت ليهدره معها ....

ظلت تذرع الغرفة ذهاباً واياباً بحنق شديد وهي تصارع تلك الشكوك السامة ..بينما كان داني غافلاً عن صراعاتها النفسية المريعة ,وأخذ يقفز بمرحٍ على مراتب السرير الضخمة كما يحلو له أن يفعل..
"هيا ماما تعالي لنلعب؟؟" علق الصغير بمرح لكنها لا تشعر برغبة بهذا فالتفكير انهكها ومزق خلايا دماغها المرهقة اصلاً ,وبعد ان سأم داني من استجابتها نزل على السرير الوثير واخرج بعض مكعبات الألعاب لديه واخذ يشكلها بمهارة..

شعرت اليس ان الغضب والتوتر يستنفذها لذا قررت ان تأخذ حماماً دافئاً مريحاً يهدأ من اعصابها ,وبمجرد ان وضعت داني في سريره بعد ان اخذ حمامه اليومي وتناول عشاءه ,خطت لمغطس الماء الدافئ المليئ برغوة الخزامة العطرة وغرقت به حتى ذقنها وتنفست بقوة عددة مرات حتى تزيل كل توترٍ اعتراها ..

وشيئاً فشئاً بدأت بالأسترخاء ودون أن تشعر غفت مكانها .. وبعد نحو ساعةٍ افاقت من شدة البرد بعد ان برد الماء فخرجت بسرعة وهي ترتجف ولفت نفسها بدثار الحمام المخصص, ثم ارتدت ثياب نومها على عجل وقبل ان تندس في فراشها الوثير لتنعم بالدفئ والراحة خطفت نظرةً سريعةً نحو الساعة فوجدتها قد قاربت على الحادية عشر ليلاً وتسائلت بقلق هل عاد جوليان , فخرجت الى الصالة الملحقة بجناحهما الفاخر فوجدتها غارقة بالظلام..

"أتراه عاد ام لا..؟؟"تسائلت بقلق وبعد تردد تجرأت ودخل غرفته بعد ان طرقت الباب بهدوء ولم يجبها احد ,لتفاجأ به نائماً في سريره على بطنه وقد بدا التعب ظاهراً عليه بوضوح ..رغم غضبها من تصرفه السابق ورغبتها الشديدة بمعاتبته على تجاهلها طوال هذا اليوم المزعج المرهق للأعصاب ,لكن قلبها رق فوراً لدى رؤيته بهذا الشكل البريء وتبخر غضبها في ثوانٍ ...واثارتها خصلات شعره الناعمة المنسدلة على جبينه بشقاوة ,فدنت منه بشكل آلي ومدت يدها وابعدت خصلات شعره ولم تستطع منع نفسها من الاقتراب منه وتقبيل جبينه بحب عميق يملأ قلبها ,وشعرت بهذه اللحظة انها لم تعد تملك قلبها حقاً ومهما فعل جوليان بها لن تستطيع تركه..او كرهه

*******************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 08:35 AM   #205

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

في نحو العاشرة مساءً عاد جوليان للفندق مرهقاً للغاية ,وبمجرد ولوجه لجناحه الخاص لاحظ ان غرفة زوجته وطفلها مطفأة ,ورغم شوقه الكبير لها لكنه لم يشأ ان يزعجهما بدخوله عليهما , فقد ظهر له بجلاء توترها الواضح خلال الرحلة المرهقة تلك ...

دخل غرفته وبالكاد استطاع خلع قميصه ورمى بجسده المرهق على السرير وفي ثوانٍ غفى من شدة التعب ...فتراءى له حلمٌ جميل بأن محبوبته جاءت لغرفته واخبرته بأنها تحبه وتريد البقاء معه للأبد ..بل وقبلته..فأراد ان يتشبث بها ويستبقيها معه ....

فتح عينيه بصعوبة وحدق بغرفته المظلمة واجال بصره بتعب في انحائها لكنه لم يرى احداً ..فهمس بخفوت وخيبة
"هذا خيالي فقط عاد ليعبث بي ويهيء لي اموراً اتمناها..."

******************************

استيقظ داني بنشاطٍ زائد منذ الصباح واخذ يلعب ويثير جلبة في المكان ,فأدركت اليس ان لا سبيل للنوم بعد الآن رغم حاجتها لذلك ,فقد قضت ليلة مرهقة تقاذفتها فيها امواج الحب المضطربة بالحيرة والقلق ..

رفعت نفسها بصعوبة وخطت بتعب صوب الحمام وبعد ان غسلت وجهها وبدلت ثيابها خرجت برفقة داني للصالة ليجدا جوليان يجلس حول طاولة دائرية في الشرفة المطلة على اروع منظرٍ يمكن أن تراه لمدينة باريس ,وقد بدا منتعشاً للغاية وهو يتناول فطوره و يقرأ الصحيفة ..وشعرت بانزعاجٍ لأنه بدا مسترخياً ولم يعاني من كوابيس وهوجس تؤرق مضجعه كما حصل معها ...

بكل عفويةٍ ويسر جرى داني نحوه وارتمى بأحضانه وبدأ يثرثر بمرح ٍكعادته وجوليان يضحك معه بخفة
فكرت اليس بتكدر "لمَ لا افعل مثل داني واجري نحوه وارتمي بأحضانه وابدأ بالثرثرة براحة,اليس هذا ما كانت ليزا لتفعله مع ادريان....."

فهي لو كانت كأختها ليزا لفعلت هذا بكل سهولة دون ترددٍ أو تفكير ,فشقيقتها الراحلة كانت مرحة وخفيفة كالعصفورة تحب المزاح والمرح وتكره التوتر والكآبة ,ولم تكن تترك شيئاً يقف في وجهها ليعكر صفو حياتها بل دوماً ما كانت تسارع لتبديد غيوم الكآبة متى رأتها ..وهذا ما احبه ادريان فيها ..انطلاقتها وعفويتها وحبها للحياة الذي مع الاسف سلب منها بكل وحشية .

لكنها مع الأسف ليست كليزا...رغم جرأتها وصراحتها لكن فيما يتعلق بمشاعرها واحاسيسها فهي كتومة واقل المشاعر تربكها ...

"لمَ لا اذهب اليه الآن واخبره بكل شيء يزعجني "

وقبل ان تستقر على رأيها فاجأها صوت جوليان المرح
"صباح الخير "

بالكاد ابتسمت وردت عليه بفتور "صباح الخير.."

لم يغب عنه مزاجها العكر لكنه لم يؤثر بمرحه حين هتف "هيا هيا..يا كسولة ظننت انك ستستيقظين باكراً...فأمامنا يوم طويل ورائع.."

جلست امامه تحدق به بغموض دون ان تنطق بكلمة واكتفت بسماع اجابته حين سأله داني

"اين سنذهب اليوم يا جوليان..؟؟"

"عندنا بعض الوقت قبل موعد الطائرة لنيس ...لذا سأخذكم بجولةٍ سريعةٍ في باريس فما رأيك؟؟"

علق جوليان بخفة فطار داني من السعادة وأخذ يقفز بجذلٍ ,لكن فيما يبدو ان امه لا تشاركه هذه السعادة ,وهذا امرٌ واضح بالتأكيد ولا يحتاج لذكاءً ...

ظن جوليان بأن اضطرابها عائدٌ لعدم اعتيادها فكرة زواجهما بعد لذا فوجأ حين سألته بتأنيبٍ شديد اللهجة
" متى كنت ستخبرني بهذا؟؟؟"

"ماذا تقصدين؟؟؟هل تعنين الجولة السياحية ؟؟" سأل بشكٍ فهو لا يفهم ما تقصده ..

فصاحت به بحدة "بل اقصد امك..وبقائنا هنا ..وكل شيء تخطط له منفرداً دون ان تكلف نفسك حتى بأستشارتي.."

حدق جوليان فيها لدقيقة او نحو ذلك دون ان يرد عليها,فهو بالفعل لم يفهم سبب كل هذه العصبية والضيق...
"لا افهم ما تقصدين..؟؟" رد بهدوءٍ زاد من سخطها

"اللعنة جوليان..لقد تزوجت رجلاً لا اعرف عنه شيئاً ..لا عمله ولا اين يقيم ولا حتى بأن له اماً .. انا اقف كالبلهاء وانت تحركني كيف تشاء..
(سنذهب لفرنسا )..تخبرني بذلك قبل ان اخطو معك للطائرة بدقائق..
(سنتوجه لنيس لأزور امي..سنذهب في جولة)...هذا يكفي.." علقت بعصبية كبيرة...

نظر داني وجوليان لبعضهما بريبة وحيرة وعادا ينظران لها بحذرٍ وهي تتحدث بعصبية زائدة ..
"ماما ..لمَ انت غاضبة .؟؟ الا تحبين السفر ؟؟."

سألها داني ببراءة ..عندها ادركت اليس بأنها كانت تقف وهي ترتجف من شدة الغضب وقد سكبت بعض القهوة من قدحها حين ضربت على الطاولة بعصبية شديدة دون أن تلحظ ذلك,فزفرت بحدة واخذت نفساً عميقاً لعله يهدأ من توترها والذي لا يعود فقط لأستيائها من كل ما قالته آنفاً وحسب ,بل وأيضاً لشعورها بأنها بعيدةٌ عنه ومعزولةٌ عن حياته ....

لكن رغم كل عصبيتها لم يغضب جوليان منها بل ظل صاماً ينظر لها بغموض فلم تتمالك نفسها وصاحت بحدة "ماذا؟؟؟ ألن تقول شيئاً ؟؟؟"

فكان داني من رد عليها بقوله "ماما هل تكرهين باريس ؟؟"

فوضعت اليس يدها على رأسها ونظرت لهما بألم لأنها شعرت بأن لا احد يفهمها ,لم تعد تتمالك نفسها وكادت تبكي ,لذا استدارت بسرعة وعادت لغرفتها واغلقت الباب صافعةً اياه بشدة..

*************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 08:41 AM   #206

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

"لماذا هي غاضبة؟؟" سأل داني بحيرة

"انها خائفة يا صغيري.." علق جوليان بخفوت .

"من ماذا ؟؟من الجولة السياحية ؟؟"سأل بسذاجةٍ طفولية

هتف جوليان بغموض "ربما ..(ثم أكمل بمرح ٍ مصطنع )سأذهب لأحدثها ...فما رأيك يا صغيري ان تنهي فطورك وتدعني اذهب لأطمأن على ماما"

هز داني رأسه موافقاً ...فخطى جوليان صوب غرفتها ثم توقف امام بابها بتردد يفكر بطريقةٍ يحاول فيها امتصاص استيائها ,لاحظ داني تردده فقال يحثه ببراءته المعتادة

"جوليان كن حذراً فماما تكون سيئة المزاج حين تغضب..ان كنت بحاجة للمساعدة فسأكون هنا "

لم يتمالك جوليان نفسه وضحك بخفة على اسلوب الصغير المثير ثم علق بخفة
"انا اعرف بأني استطيع الاعتماد عليك.."

هز داني رأسه بجد ورفع ابهامه في اشارة تأييد ,وعاد بعد ذلك ينشغل بدهن قطعة الخبز خاصته بالمربى والزبدة بينما جوليان يسير بقدميه ليخطو لأرضٍ ملأت بألغام الغضب والعصبية التي خلفتها اليس ورائها..
قرع الباب مرتين فلم ترد عليه لذا هتف بها منادياً بلطف

"ليزا ......هل تسمحين لي بالدخول ؟؟"

لم تجبه أيضاً لذا نظر لداني يلتمس عونه فوجده غارقاً بالتهام شطيرته ,فتنفس بعمقٍ وجازف ودخل دون أذنها فوجدها تقف عند النافذة تحدق بها بشكلٍ ساهم...

خطى نحوها ببطئ وسألها بهدوءٍ حذر"ليزا ..ما الامر ؟؟؟لمَ انت غاضبة هكذا؟؟؟"

لم تجبه لأنها لا تستطيع ,فقد ادركت بأنها فقدت اعصابها من شدة توترها وأن بدأت بالحديث الآن ستتحدث معه بعصبية كبيرة وتبكي ,وهي رغم اسلوبها اللبق وقدرتها على الحديث واقناع الناس الّا ان عيبها الوحيد بأنها حين تغضب تصبح عصبية وحادة المزاج ,وفي اكثر الاحيان تبدأ بالاندفاع بالكلام بشكل هيستيري فلا تتوقف الا بعد ان تفرغ غضبها كاملاً ,وكثيراً ما تندم على ما قالته..وهي لا تريد ان تندم على شيءٍ تقوله لجوليان فهي تحبه..اجل تحبه وبجنون وفي كل يومٍ تقضيه بقربه تتأكد لها تلك الحقيقة فتزيد المها ..

تنفست بعمقٍ تحاول التماسك وعدم البكاء ...وحين طال صمتها عاد يحدثها بتفهم

" اعرف انك مررت بوقتٍ عصيب.. لكن هذا الوقت انتهى صدقيني ..لن اسمح لشيء ان يؤذيك او يزعجك انت وداني..."

"يا الهي انه فهم الامر بشكل خاطئ "فكرت بانزعاج ونظرت له بكآبة ...فعاد يتحدث بلهفة ليخفف عنها حين رأى التماع الدموع في مقلتيها الآسرتين

"ستكون الامور بخير صدقيني.."

"ستكون بخير ان اخبرتني ما الذي تنوي فعله.." قالت بأسى

توقف للحظة يتأملها محاولاً استيعاب جملتها ,فأكملت بخفوت وهي تنظر لسماء باريس الزرقاء الصافية والتي لا تشبه بشيء سماء لندن الغائمة ...ثم تابعت بكآبة شديدة "لقد حدث كل شيء بسرعة وانا..."

ازدراى جوليان ريقه فهو كان يخشى شعورها بالندم للأقتران به..اراد ان يتحدث لكنها اوقفته برفع يدها وقالت بحدة وهي تحاول اسيطرة على انفعلاتها ..

"انا لا اعرف عنك اي شيء..الا يحق لي ان اعرف عن الانسان الذي تزوجته كل شيء..الا يحق لي ان اعرف اين سأذهب وماذا سأفعل..جوليان انا لست لعبة تديرها كيفما تشاء وتوجهها اين ما تحب.."

صدمه كلامها فهو لم يفعل ما تقوله ولم يقصد ان يبدو الامر بهذا الشكل السيء
"وهل فعلت.؟؟" سألها باستنكار

"اجل فعلت" ردت بأتهام..." حين لم تخبرني بأننا سنبقى هنا..."

"لكني اخبرتك بأننا سنذهب لفرنسا " علق ببراءة طفولية تشبه براءة داني الصغير حين تواجهه بخطئٍ اقترفه ..

فهمست بأسى "أخبرتني بذلك قبل موعد مغادرة الطيارة بقليل..لذا ظننت بأنها مجرد محطة ترانزيت لا اكثر ,ثم تأتي لتفاجئني بأننا سنذهب لنيس لنزور امك"

"وما الخطأ في زيارة امي..؟؟" سأل بحيرة

صاحت بأنفعال "لا خطأ في هذا سوى اني لم اعلم بأن لك اماً..."

الجمته كلماتها الغاضبة وادرك انه بالفعل لم يخبرها عن امه سابقاً فكيف غفل عن هذا الأمر ..ربما بسبب كل ما جرى خلال الفترة الماضية وتسارع الأحداث ..

صمت لوهلةٍ يحاول تحليل ما تقوله ليقر بأسف "حسناً معك حق..انا آسف لكن الامر غير مقصود صدقيني..ظننت اني اخبرتك عنها .."

رفعت حاجبيها استهجاناً فقال بانهزام

"حسناً انا مخطئ كان علي ان اخبرك بذلك قبل الآن "

"وليس هذا فحسب.." قالت بجد

"وماذا ايضاً ؟؟" سأل بخشية

"ان كنا سنخوض بهذا الامر معاً فيجب ان اعرف كل شيء..لا اسرار بيننا مفهوم.." قالت بحزم

فأبتسم جوليان على غير ما تخيلت وبدأ يضحك بمرح ..

"لماذا تضحك؟؟" سألته بريبة وهي تظن انه يهزأ بها

"ولمَ لا اضحك ام تفضلين ان ابكي.." وكشر وقوس شفتيه كمن يوشك على البكاء فشعرت بأنها تقف امام شخصية داني المكبرة والذي يتلاعب بمشاعرها بهذه الطريقة المثيرة فنهرته بحدة "انا جادة جوليان.."

"انا اسف "علق بمرح ثم اكمل بأجدٍ اكبر "حقاً لم اقصد ازعاجك لكن الامر..."

لم يعلم كيف يصوغ لها ما يشعر به..فقد شعر بالسعادة لأنها لم تكن ترفض فكرة زواجهما كما ظن ,بل على العكس فرغبتها بان يشاركها كل افكاره وخططه ونواياه تعني بأنها قبلت بهذا الواقع وهذه الخطوة الاولى لتوثيق
زواجهما..

"ماذا؟؟" عادت تستحثه ليبرر لها ما فعله فقال باستسلام لكن بصدق

"انا لم اعتد بعد على مشاركة احدٍ بما افكر به..اسف..كنت افعل كل شيء بنفسي ولوقتٍ طويل ...لذا لم افكر بأن الامر سيزعجك.."

"لكنه يزعجني.." ردة بحدة

فأجابها باعتذار "اسف ..سأخبرك منذ الآن بكل ما تريدين معرفته ..وسأشاركك بكل شؤون حياتي ...فماذا ترغبين بأن تعرفي....؟؟"

اراحها تقبله له واستعداده لمشاركتها بأموره لذا قالت بسرعة ولهفة "كل شيء....اخبرني كل شيء "

ابتسم بمكر وقال "كل شيءٍ مرة واحدة..سأمضي يوماً كاملاً في هذا..وانا اريد ان استغل الوقت لأريك باريس ..."

"ظريفٌ جداً "علقت بتهكم لكن دون غضب..وتابعت بخفة وراحةٍ اكبر بعد ان بدد بأسلوبه المرح حنقها ...."حسناً لمَ لا تبدأ بأخباري عن امك.."

زفر براحة وغبطة ثم قال بشكل حالم " امي..حسناً ...انها الطف انسانة على الوجود ..وانا لا اقول هذا لكونها امي ...انا واثقٌ بأنك ستحيبنها حين ترينها ..اسمها انجيلا...و.... "

واسترسل بالحديث عن امه ونشأتها وأين تقيم ووصفها بشكل ٍ خياليٍ حالم لا يخلو من الزهو والافتخار ,فتسائلت اليس بفضول

"هل حقاً هي لطيفة كما يصفها؟؟ وكيف ستتقبل زواجه مني ؟؟"

ثم اكمل جوليان بأمل "اذاً بعد ان اعتذرت لك وعرفت خطأي هل ستقبلين دعوتي للتجول في باريس..؟؟"

شعرت بأن غضبها كله تبدد بمجرد سماعها لكلماته الرقيقة هذه ..انه يمتلك سحراً لم تعهده سابقاً فكيف تستطيع أن تخيب رجاءه..

"اجل...بكل سرور.." ردت بخفة ومنحته ابتسامة رائعة انعشت روحه..

******************************

لم يكونوا يملكون الكثير من الوقت لزيارة كل الأماكن التي تشتهر بها باريس لكنهم رغم هذا قصدوا اشهرها واروعها ,فشعرت اليس بالاثارة والبهجة من كل ما رأته ,فهي لطالما رغبت بزيارة باريس وخاصة عندما كان استاذ اللغة الفرنسية مانويل موليير – الذي اخذ ادريان مكانه لبضعة فصول – يحدثهم عنها بفخر شديد ,وقد كانت باريس تماماً كما وصفها مزدحمة لكن جميلة وفيها لمسة شاعرية لا تخفى على احد:..

"انها حقا مدينة العشاق..."فكرت اليس بشكلٍ حالم وهي ترى المتحابين في كل مكان يسيرون بأذرع متشابكة او يعانقون بعضهم تحت الاشجار بكل راحة او حتى يقبلون بعضهم ...وكم تمنت لو انها تسير محتضنة جوليان كما يفعلون ..

نظر جوليان لها بودٍ وكأنه فهم ما تفكر فيه ,فأدناها منه بحبٍ واحاطها بذراعه القوية الحانية دون ان ينسى داني الصغير الذي تعلق بساقه بتملك ,وقفوا في نهاية جولتهم ينظرون للبرج ايفيل و انعكاس صورته على نهر السين بمنظرٍ ساحر خلاباً لن ينسوه ابداً...لم يكونوا يرغبون بأنهاء الجولة لكن موعد الطائرة قد حان ,فعادوا مكرهين للفندق لحزم امتعتهم ,ثم توجهوا للمطار...

****************************

نهاية الفصل العاشر قراءة ممتعة للجميع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 11:18 AM   #207

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

كنت واثقة ان اليس مش هتقدر تقول الحقيقة لانها متعرفش انه بيحبها وهتخاف عي داني.لكن اكيد جوليان
هيعرف الحقيقة بنفسه في الوقت المناسب. واكيد اانه بيعشقها هيكون في قمة السعادة انها عذراء.
فصل رائع وممتع.


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 01:49 PM   #208

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير سعد ام احمد مشاهدة المشاركة
كنت واثقة ان اليس مش هتقدر تقول الحقيقة لانها متعرفش انه بيحبها وهتخاف عي داني.لكن اكيد جوليان
هيعرف الحقيقة بنفسه في الوقت المناسب. واكيد اانه بيعشقها هيكون في قمة السعادة انها عذراء.
فصل رائع وممتع.
بالفعل يا عزيزتي تحليلك في مكانه ,سعيدة انه الفصل عجبك واتمنى باقي الرواية تنال رضاك


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 02:04 PM   #209

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اليس لم تستطع أخبار جوليان عن الحقيقة المخفية وهى لا تعرف انه يحبها وهو فى قمة السعادة لزواجهما
ورحلتهما فى باريس ووصفك لها كانت جميلة
بانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 02:04 PM   #210

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 4 والزوار 4)
‏قمر الليالى44, ‏ريبانزيل, ‏امم حور, ‏shammaf


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.