آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          255- ثقي بي يا حبيبتي- آن هولمان -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-18, 02:27 PM   #371

ورد الجلنار
 
الصورة الرمزية ورد الجلنار

? العضوٌ??? » 426418
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » ورد الجلنار is on a distinguished road
افتراضي


حولتي الادب الغربي بروايتك لظل شرقي بنكهته
كتبت لك رأي بروايتك الحرية في سماء الارجنتين في اخر الرواية
بت اعشق قلمك وروحك
احسنت 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻


ورد الجلنار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 08:23 PM   #372

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

مساء الخير ها قد أتيت وأعتذر عن التأخير


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 08:36 PM   #373

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

مساء الخير للجميع ...طبعاً أعتذر لكل من كان ينتظرني وتأخرت عنه في تنزيل الفصل ..,في الحقيقة احتجت لوقت طويل لتدقيق الفصل و حين دخلت هذا الصباح للمنتدى لأعتذر لكم ,تعذر علي الدخول ولا أدري هل السبب من عندي ام عطل في المتصفح ....المهم انشغلت بتدقيق الفصل ومع الأسف أنقطعت الكهرباء وطال انقطاعها ...فـتأخرت اكثر....وأكثر ولم استطع سوى تدقيق جزء منه

لذا سامحوني عزيزاتي القارئات وزميلاتي الحبيبات سأقوم بتنزيل الفصل على جزئين مع انه كان في نيتي ان انزله دفعة واحدة ...لكن قدر الله وما شاء فعل ...

سينزل بعد قليل الجزء الأول والثاني سينزل يوم الخميس بإذن الله ومرة أخرى اعتذر لكم بشدة




الفصل الخامس عشر
الحب يستحق فرصةً اخرى



لقد بدا صباحاً صيفياً جميلاً ومثالياً بامتياز ,استيقظ فيه جوليان باكراً وشعورٌ غامرٌ ومشاعرُ لذيذة ٌتملؤه ,إثر حلمه الجميل الذي لا تزال بقاياه عالقة بذهنه ,لقد حلم بها ليلة امس كما لم يحلم بها سابقاً ..كانت تنام بجانبه ,ملتصقةً به ,وتنظر له بحب بعد ان طارحها الغرام حتى جعلها تستصرخ بأسمه بعشق ...(جوليان)

ابتسم بزهوٍ ذكوريٍ لهذه الفكرة التي داعبت مخيلته قبل ان يخرجه صوت المنبه المزعج من تلك اللحظة الحالمة ,فأقفله بضيق وتلفت حوله بانزعاجٍ بعد ان خرج من المزاج الحالم سريعاً ,ثم نظر للناحية الاخرى الفارغةٍ من سريره فأقر بتكدرٍ وخيبة

"هل سيظل هذا الجانب من السرير خالياً ؟!! ....أم سيأتي معذبتي وتملأه يوماً بحبها لي ..."

ثم زفر بكآبةٍ واكمل بفتور " أم لعلها لن تأتي ابداً ,وستتركني اتخبط بأحلامٍ ورديةٍ صعبة التحقيق ..."

وفكر بقرار الأنفصال الذي اتخذه في لحظة ثأرٍ لمشاعره المجروحة ,فأدرك أنه اصعب قرارٍ اتخذه في حياته ...كان يتلوى على جمر الهوى كل ليلة وهي بعيدةٌ عنه مئات الكيلو مترات ,فكيف الحال بها الآن وهي لا تبعد عنه سوى خطواتٍ قليلةٍ يستطيع قطعها - من غرفته لغرفتها - في ثوانٍ معدودة ....كيف يمكن ان يفصلها عنه وهي توأم روحه والملاصقةٌ لقلبه ووجدانه ...

إن مجرد النظر اليها يهدد بدك تحصيناته ,فكيف لو ادناها منه واستنشق اريجها وضمها بين ذراعيه وقبلها بحرارةٍ كما حلم بها !!!

كيف سيكون حاله بعدها !!!....سيتهاوى في هواها مباشرةً ولن يصمد ...

فكيف إذاً سيستطيع الألتزام بقرار الأنفصال الذي اتخذه ؟!! لا لن يستطيع ,هو يدرك هذا جيداً ...ليس وهي معه وبقربه....فهذا عذابٌ ما بعده عذاب ....ألا يوجد حل ٌآخر يخرجه من هذا البؤس والضيق الذي يعيشه ؟؟!!

هل ستمضي السنون عليهما وهما منفصلين ومقترنين معاً بزواجٍ صوريٍ بارد ؟!

أنها ليست مجرد لحظاتٍ معدودة يحتملها لبعض الوقت قبل أن تذهب في حالها ....انها رحلة عمرٍ طويلة ,وستكون رحلةً قاسيةً وشاقة يمضيها برهبنةٍ وتبتل فرضت عليه قسراً لا رغبةً ... رغم انه صار متزوجاً ...فهل يعقل هذا؟؟؟
الأمر لن يستوي ابداً ,فحتى لو قيد قلبه بالقوة ومنعه من الأنجرار وراء وهم حبها ...
فهل سيستجيب جسده لقراره !!

لا لن يحتمل هذا التبتل القسري ...وسيظل جسده يطالبه بالتحرر من هذه القيود المقيتة ,فماذا يفعل ؟!!

هل سيلجأ لعلاقاتٍ عابرةٍ بين الحين والآخر لتكون سلواه وأنسه ...بينما محبوبته لا تبعد عنه سوى خطوات!!
في عزوبيته ربما كان هذا الأمر له ما يبرره رغم انه لم يلجأ اليه إلا نادراً ...فإن لم يلجأ لهذا الخيار في عزوبيته فهل سيفعلها بعد ان تزوج من حبيبة قلبه ....!!

لا... لن يقدر على خيانة حبه ,حتى وإن لم تحفل هي به....لكنه يرفض الأمر جملةً وتفصيلاً ...سيخضع جسده ولو بالقوة .

لكن ...حتى متى يستطيع فعل ذلك ؟!! حتى متى سيظل صامداً !!؟ ليس لوقتٍ طويلٍ بالـتأكيد فهو في النهاية بشر ...

وماذا سيكون من شأن ليزا التي قبلت بالبقاء معه حمايةً لصغيرها ,والذي لن يظل صغيراً للأبد ...فماذا ستفعل حين يكبر داني....هل ستقبل ان تظل مرتبطةً به بزواجٍ صوريٍ باهت....وتعيش برهبنةٍ طوال عمرها, أم سيأتي وقتٌ تمل فيه من حياتهما الفاترة معاً وتطالبه بالطلاق للأنطلاق بحياة جديدة وعلاقةٍ جديدة...مع غيره ...!!

تصلب جسده و تكدر بشدة لهذا الهاجس الذي لا يستطيع انكاره ,لكنه لا يستسيغه او يرضاه ,بل لا يستطيع احتمال مجرد التفكير به او تخيله .

"الطلاق..." كان وقع الكلمة عليه مريعاً

"لا ....لا يمكن ...لن اطلقها ....أبداً ...ليزا زوجتي ...انا ...وستظل زوجتي أنا مهما حصل..." هتف بعصبية وتملك محبٍ غيور لا يقبل بالتخلي عن من يحبه ,حتى لو كانت العلاقة بينهما باهتةً فاترة وبلا ملامح ...

لكن عقله يرفض تركه بحاله ,فعاد يسأله بلوم : حتى متى ستظل علاقتك بها ميتةً هكذا ؟!!

فسارع قلبه يجيب " ولماذا يجب ان تظل هكذا ؟!! هو زوجها وأحق بها ,وعليه ان يمتلك قلبها وكيانها ..."

"لكن كيف...كيف ؟؟؟" فكر جوليان بتكدر ,فعاد قلبه يخبره بتتهكم

"بنقض الأتفاق المقيت وقرار الأنفصال التعسفي الخاطئ طبعاً ....ويجب عليك ان تحاول اصلاح الأمر بينكما ثانيةً ,ومنح الحب فرصة أخرى"دوى صدى العبارة التي لهج بها قلبه في متاهات عقله فأناره ,ولاح له الأمل وسط امواج الظلام التي تعصف به ...

لكن عقله عاد يضع الشكوك والعقبات أمامه حين طرح له واقعاً مؤلماً آخر " لكن...ماذا لو ظلت مشاعر زوجتك باردةً نحوك ؟!! هل ستظل تنتظرها كالأبله الى ان تفتح لك ابواب حصونها الجليدية ؟؟؟!!

وهل ستقدر على محاربة اشباح الماضي التي تأسرها؟!!

أم ستعود في النهاية بعد فشلك تنحاز لكرامتك وكبريائك الجريحة حين تصدك مرةً أخرى ؟؟؟

فصرخ قلبه بعنفٍ يلجم عقله القاسي وقال بعنفوان الحب النابض به " ولمَ عليه أن يقف مكتوف اليدين دون ان يفعل شيئاً وهو يراها تذوي امامه كوردةٍ جفت عروقها ,بينما أنا مستعدٌ على ريها بدمي ونبضي؟!!

"...أجل ..."(رد جوليان بعزمٍ وتصميم بعد ان حسم المعركة لقلبه في مواجهة عقله ,واعتدل بجلسته وعاد يؤكد)

"لا يجب ان يظل الوضع على ما هو عليه ...أنا لن اقدر على ذلك ...علي ان اذيب الجليد الذي يغلف قلبها الانجليزي البارد واجعلها تتفتح كوردة فرنسية جميلة عطرة ,كما كانت قبل ست سنوات ,علي ان ادفعها لحبي ولو بالأكراه " فكر بعنف عاشقٍ جريح يتوق للفوز بقلب محبوبته ...

وعادت به ذكرى لقائهما الاول قبل سنوات حين اغرم بها, لقد اغرم بمرحها ولطفها ,بمشاكستها وابتسامتها , لقد اخترقه سهم هواها من حيث لا يدري...

لم ييأس عقله من وضع العقبات امامه حين عاد يخبره "لكن اين ذهبت تلك الفتاة التي احببتها اين ؟!! لقد تغيرت ...تغيرت كثيراً منذ ذلك الوقت ...وتبدل حالها واختلفت ...انت تسعى خلف وهمٍ لن تنال منه سوى الألم "

فوقف قلبه في مواجهته وقال بحدة "وكيف غيرتها الايام ؟!! ألم تنتزع منها مرارة الأيام - وبقسوة - مرحها وابتسامتها الدافئة وهدوءها ...وحولتها لأنسانةٍ عصبية متوترة !!!! ...

"أجل " همس جوليان بتكدر ...هو يدرك هذا جيداً ...هو يعرف كيف صارت محبوبته هكذا ,فكل المآسي والصعوبات التي مرت بها بدلتها وافقدتها بريقها المتألق التائق للحياة ,وعليه ان يعيده لها ....

وتدفعت فيه العزيمة والأصرار بأن يعيدها كما كانت ويقتحم حصونها قسراً ,ويستأثر بحبها مهما كلفه الامر ويفوز بقلبها ...ولن يهرب من حبها للمرة الثانية ....لا ....لن يفعل ...فالإنفصال نوعٌ من الهروب ,والهروب قد يبدو اسهل الطرق لتجنب المشاكل ,لكنه لا يحلها بل يفاقمها ...

وهو سأم الهروب ,وسأم البعد والهجر , يريد حياة زوجية حقيقية مليئةٍ بالحب والمشاعر الملتهبة والاحاسيس الصادقة..يريد ان يراها تتفجر رغبة فيه وتذوب بعشقه ,يريد ان يرى الوله يرقص في عيونها مرة اخرى وهي تتلوى بين ذراعيه وتهتف بأسمه , يريدها له وحده بأنانية مطلقة لا تحق إلا لعاشقٍ ولهان .. يريدها بكل مشاعر الرجولة المستصرخة فيه ان يأخذها بين ذراعيه ويمتلكها بحب لم تعرفه من قبل ,فينسيها كل المآسي التي عاشتها وكل من كان في حياتها قبله

فعزم على تصحيح خطئه حتى يأتي يومٌ تصبح فيه ليزا زوجته وحبيبته بالافعال لا بالاقوال ...لذا عليه ان يحارب من اجلها ,ويحارب اوهام الماضي و ذكرياته التي تقيدها وتبقيها بعيدةً عنه ....وسيفرض حبه في قلبها بالقوة ويفوز بقلبها مهما تمنعت ....

أمتلأ فجأةً بالعزم والأرادة والتصميم على تحقيق ما يصبو اليه, وبخفة قفز من سريره وقد وضع نصب عينيه تنفيذ خطته التي ترمي لردم تلك الهواة السحيقة التي سببها تركه اياها لأسابيع دون تواصل ...

بخفة توجه صوب الحمام ليأخذ حماماً منعشاً يمنحه الطاقة والنشاط استعداداً للمواجهة القادمة ... وبعدها بنحو نصف ساعة خرج من غرفته منتعشاً مرتاحاً ومتأنقاً ,فقابلته مدبرة منزله القديرة السيدة انطوانيت بأبتسامتها الدافئة المعهودة وبمجرد رؤيتها ثيابه العملية الشبابية المريحة ادركت انه لن يذهب لعمله ,وهذا ادهشها ,فسألته بلباقة بعد ان حيته باللغة المحلية (اللكسمبورغية ))

"صباح الخير ..هل اعد لك الفطور يا سيدي ؟؟؟"

ابتسم لها بلطف ورد التحية بمرح "صباح الخير انطوانيت ...اجل لو سمحتي اعديه لنا جميعاً وضعيه في الشرفة فاليوم جميلٍ للغاية ومن الخطأ اهداره بالجلوس داخل الجدران الكئيبة ,فليس اجمل من تناول الطعام في الهواء الطلق ,الا تظنين ان الجو مناسبٌ للتجول والتنزه ؟؟"

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 08:43 PM   #374

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

بخفة توجه صوب الحمام ليأخذ حماماً منعشاً يمنحه الطاقة والنشاط استعداداً للمواجهة القادمة ... وبعدها بنحو نصف ساعة خرج من غرفته منتعشاً مرتاحاً ومتأنقاً ,فقابلته مدبرة منزله القديرة السيدة انطوانيت بأبتسامتها الدافئة المعهودة وبمجرد رؤيتها ثيابه العملية الشبابية المريحة ادركت انه لن يذهب لعمله ,وهذا ادهشها ,فسألته بلباقة بعد ان حيته باللغة المحلية (اللكسمبورغية ))

"صباح الخير ..هل اعد لك الفطور يا سيدي ؟؟؟"

ابتسم لها بلطف ورد التحية بمرح "صباح الخير انطوانيت ...اجل لو سمحتي اعديه لنا جميعاً وضعيه في الشرفة فاليوم جميلٍ للغاية ومن الخطأ اهداره بالجلوس داخل الجدران الكئيبة ,فليس اجمل من تناول الطعام في الهواء الطلق ,الا تظنين ان الجو مناسبٌ للتجول والتنزه ؟؟"

لم تتمالك انطوانيت نفسها ورفعت حاجبيها باستغراب ,فهل يعقل ان سيدها المدمن على العمل والذي لم يهدر يوماً واحداً في حياته يقرر التخلي عن عمله ورتابة حياته لقضاء يومه في التجول والتنزه...!!!! إن شقته مقابل المتنزه القومي ولم يخطر بباله يوماً ان ينزل منها ويذهب لقضاء وقتٍ ممتعٍ فيه ,فماذا حصل له ليغير رأيه ؟!! ام لعل تلك الشابة الحسناء قليلة الابتسام التي احضرها معه قبل ثلاثة ايامٍ هي السبب في تبدل مزاجه العكر منذ اسابيع وانقلاب حاله !!

فقد فوجأت مدبرة المنزل الخمسينية القديرة بسيدها الشاب يعود قبل ايامٍ من رحلته القصيرة لفرنسا برفقة سيدة شابة جميلة - هادئة المنظر رغم عبوسها- مع طفلٍ صغير يرافقها ...وكم كانت دهشة انطوانيت عظيمة حين اخبرها جوليان بكل بساطةٍ بأن هذه الشابة زوجته وان الطفلها ابنها ...

لتقف المدبرة القديرة -المدربة بمهارة على التصرف بلباقة في اصعب الظروف والمواقف- عاجزة عن التعبير او الكلام...حتى لاحظت احمرار وجنتي الشابة من حرج الموقف ,فتنحنحت عندها واجلت حنجرتها وهتفت باللغة المحلية بالتحية ,فنبهها جوليان على ان تتحدث بالفرنسية لأن زوجته تجيدها ,فظنتها أول الأمر شابة فرنسية من قرية امه , لتزداد صدمتها حين علمت انها انجليزية ...والجمتها الدهشة تماماً حين عرفت لاحقاً بأنها طليقة ابن عمه الراحل ....

ارادت انطوانيت ان تحتج على ما فعله ,فقد خشيت ان يكون اقدامه على الزواج منها بسبب المعركة الدائرة بينه وبين الكونتيسة فياندن من اجل الفوز باللقب....لكنها سارعت بأستبعاد ان يكون اللقب هو الدافع الوحيد لأقدامه على ذلك ,فهي تعلم ان السيد جوليان ليس انهازياً ولا استغلالياً ابداً....

وبنظرتها الثاقبة المتمرسة ادركت ان سيدها هائمٌ بهوى تلك الحسناء الفاترة ....فتصرفاته تظهر بوضوح تعلقه وهيامه بها ...بينما تبدو زوجته الشابة غافلةٌ عنها تماماً ..

لقد لمست انطوانيت -دقيقة الملاحظة - فتور مشاعر تلك الشابة وتجنبها الاحتكاك بالسيد جوليان بشكل واضحٍ ومثيرٍ للتساؤل والريبة , بالرغم ان طفلها الصغير- على خلاف جمودها - يبدو متحمساً ,ومحباً ,ومتقبلاً لجوليان ,حتى انه يناديه (بابا ) بكل راحة وتقبل ...

ليكتمل المشهد العجيب الصادم حين نام كلٌ منهما في غرفةٍ منفصلة ,صحيح ان بعض الأزواج من الطبقة المخملية التي عملت لديهم في السابق يميلون للنوم بغرفٍ مستقلةٍ يصل بينها باب داخلي...لكن هذا البروتوكول الكلاسيكي لا يلقى رواجاً لدى ابناء الجيل الحديث ,وهي لا تظن ان سيدها جوليان من تلك النوعية من الناس التي تفضل النوم بغرفٍ مستقلة ...فهو تربى على دفئ المشاعر الفرنسية كحال امه ولا يكترث لمظاهر ارستقراطية بائدة تقولب المشاعر وتصغوها بقواعد اتيكيت باردة ....

ولأول مرة في تاريخها العملي يكاد الفضول ان يقتلها لتعرف حقيقة ما يجري وكيف ارتبط سيدها بطليقة ادريان ومتى ؟؟؟ وما حقيقة ما يحصل بينهما وسبب تباعدهما ؟؟؟

لكن دماثة خلقها والتزامها بالمهنية العالية ,التي كانت دوماً السمة الابرز فيها والتي مكنتها عبر السنوات الخمس وثلاثين الماضية -التي قضتها في العمل بأرقى بيوت لوكسمبورغ - وفي بيت عمه الكونت بالذات قبل ان تنتقل للعمل عنده قبل اشهر- من البقاء صامتة دون التدخل بحياته الخاصة.....

**************************

ابتسمت انطوانيت بخفة وأيدته بثقة "بتأكيد انه يوم ٌمثالي بأمتياز...ومن المريح ان اسمعك تتحدث عن التنزه يا سيدي ...لطالما نصحتك بهذا وكنت ترفض ذلك "

ابتسمت لها جوليان بأمتنان لمعرفته مقدار حرصها على راحته وأقر بصراحة "اجل ...اعترف بأني مدمن عمل يا انطوانيت...لكن اظن اني استطيع تغير عاداتي بقليلٍ من المجهود "

ابتسمت انطوانيت برضى وقالت "هذا جيد لك ....هل ترغب سيدي بأن (وترددت قليلاً تنتقي كلامها ثم اكملت بلباقة ) ان أوقظ السيدة فالكانييه ؟؟"

فهتف جوليان بسرعة وخفة "لا داعي ...سأفعل ذلك بنفسي ...اعدي انتِ الفطور لنا لأننا سنغادر بعد ساعة "
هزت انطوانيت رأسها بلباقة وغادرت لتكمل عملها والفضول يقتلها ,و استرقت نظرة خاطفة نحو سيدها الذي خطى نحو غرفة الضيوف التي تشغلها زوجته العبوس وصغيرها الذي تشبث بها بعنادٍ ليرافقهما بعد ان عرف بسفرهما ,ورغم محاولات انجيلا المستميتة في ابقاء داني - الذي تعلق قلبها به – معها , ورغبة جوليان ببقاء الصغير في فرنسا بعهدة امه وتحت رعايتها حماية له من اي محاولة محتملة من ازابيل ,لكن الصغير رفض بعنادٍ لا يقل عن عناد امه التي ابت ان تذهب لأي مكان بدون وجوده معها..فأستسلم جوليان لمشيئتهما في النهاية واحضرهما معاً ..

قرع جوليان الباب بخفة عدة مرات دون ان يتلقى رداً ,وعاد يحفز نفسه ويذكرها بخطته الجديدة ,تنفس بقوةٍ وقام بفتح الباب بهدوء ,وهتف بخفة

" ليزا ...هل لا زلت نائـــ....." صمت ولم يكمل جملته ,فقد تجمدت الكلمات في حلقه كما تجمدت ساقاه مكانهما بعد ان رأى فاتنته الحسناء التي تؤرق لياليه وتغزو احلامه فتشعل النار به بعذاب شهدٍ محرم ,ولا تتركه الاّ رماداً تعبث به انسام صباح اليوم التالي .

بانجذابٍ خفي خطى نحوها وابتسامة رضى تعلو محياه للصورة المثالية المرتسمة امامه لأمٍ رؤوم تعانق بحنانٍ طفلها الصغير المندس بقربها يتلمس دفئ احضانها ...كم شعر بالغيرة لحظتها من داني الصغير الذي يظفر بكل حبها واهتمامها ,فيما تشح عليه بفتات مشاعرها بعد ان ارقه عشقها وأضناه...

****************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 08:46 PM   #375

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

كانت أليس غافلةً تماماً عن نظرات جوليان الهائمة المفترسة لأدق تفاصيلها ,فقد كانت تنام بعمقٍ كبير بعد ليالي السهاد والارق التي قضتها في انتظاره بعد ان هجرها بقسوة ليتركها فريسة الهواجس والاوهام التي نشبت اظفارها في عقلها وافكارها ,فحولتها لامرأة شديدة التوتر والعصبية لا يعرف عقلها الراحة والهدوء ,كحال قلبها الذي يكره من يعشقه ...

لكن وبشكل غريب بعد هدنتهما تلك اللية و قبولها المجيء معه ,نامت ليلتها الاولى في لوكسمبورغ ملئ جفونها وكأنها اخيراً عثرت على مرفأ امانها الذي حرمت منه طويلاً ,فنامت بسكينة وهدوءٍ ..

تأملها جوليان لدقائق ملتهماً بشغفٍ كل تفصيلٍ صغير لجمالها الفطري الفتان البعيد عن الزيف والتصنع ...وقد راقه رؤية وجهها الجميل خالياً من تقطيبة الغضب التي شوهته خلال اليومين الماضيين ...

وقد احاطت جبهتها و وجنتيها - بشقاوةٍ حلوة – بعض الخصلات النحاسية ذات التموجات المثيرة ,والتي تدعوه بإغراءٍ لأن يخلل اصابعه فيها , ليتلمس نعومة ملمسها الحريري..

تعلقت عيناه بوله فوق شفتيها الكرزيتين الممتلئتين بشهية تدعوه لألتهامها فوراً ...وفتنه جيدها المرمري المثير , فخطى نحوها كالمغيب بسحرٍها الفتاك ,ليميل ويخيم فوقها بخفة يتوق لإرواء ظمئه من عذب شهدها الذي حرم منه بقسوة ...

اراد تقبيلها بشدة لإرواء شغفه بها ,لكنه توقف على بعد انشاتٍ قليلة من فمها ,فهو لا يريد قبلةً تُأْخذُ إختلاساً ...بل يريدها عطيةً تُمْنح برضى تام...

لا يدري اي قوة عجيبةٍ خارقة يمتلكها حتى استطاع لجم نفسه من الغوص في اعماق عشقها الملهب لمشاعره ,واكتفى بتسليته المفضلة في اثناء نومها بمشاكسة خصلاتٍ شاردةٍ حطت بشقاوة على جبينها ,فأخذ يطيرها بالنفث عليها وهو يكتم ضحكته كلما جعدت انفها الصغير -المكلل بحبات نمشٍ قليلةٍ محببة -حين تداعب أنفاسه الدافئةُ وجهها ..

اعاد الكرة مرات عدة بتسلية شديدة اعادت له بعض المرح الذي حرم منه ,فأخذت معشوقته تتلوى بكسل كهريرة مثيرة قبل ان تفتح عينيها فتبهره بزمردها الذي يتألق بلمعانٍ مثير عصف بثبات اعصابه ,كما فعلت ابتسامتها المشجعة, وكأنها دعوة صريحة له ليحنث بقسمه وينقض عهده ويسير بنهجه الجديد الذي نواه هذا الصباح ,فيروي ظمأه من حبها حتى التخمة ...

************************

لوهلةٍ ظنت أليس نفسها ما تزال تحلم بحلمها الرائع المثير حين رأت حبيبها القاسي ينحني فوقها وينظر لها بتلك النظرات التي تزعزع كيانها ,وتثير جنونها ,وتبعث فيها من جديد مشاعر دافئةٍ لم تعهدها مع غيره...فأبتسمت بسعادة لأن امنيتها قد تحققت وعاد لها بعد ان جافها بقسوةٍ لأسابيع ,وهذه المرة لم يعد حانقاً غاضباً منها ,بل عاد سعيداً مرحاً يغدقها بنظراته المثيرة الولهى ...واتسعت ابتسامتها بعذوبة وحب

وحين أحست بدفئ انفاسه تلفح وجهها وجيدها شهقت بصدمة وتراجعت قليلاً بارتباكٍ حين ادركت انها لم تكن تحلم ,ثم تمالكت نفسها قليلاً بعد لاحظت استرخاء معالم وجهه وخلوها من تجاعيد الغضب ,ولمحت شبه ابتسامةٍ تزين ثغره الحسي المثير ,وقرأت بنظراته رغبةً مكتومة لم تجد تحليلها جيداً ,لكنها اوحت لها بأنه ودع غضبه منها لغير رجعة .فتسارع نبضها ورقص قلبها طرباً على انغام افكراها المجنونة التي كانت تغريها بقوة لتمد يديها وتتلمس ذقته النابتة بروعة ,ثم تنزل براحةٍ على عنقه القوي وصولاً لصدره العضلي البارز امامها بكل جرأةٍ من فتحة قميصه الواسعة ...

لكنها احجمت بصعوبة حين رأت نظراته المثيرة الغامضة ,فهربت منها بإدارة عينيها فيما حولها بارتباكٍ لتدرك انها ليست في غرفتها التي باتت تألفها في فرنسا. وتدافعت لعقلها ذكرى جدالهما العنيف تلك الليلة و الهدنة التي عقدوها بعد ذلك,ثم قبولها المجيء معه للوكسمبورغ لحضورالدعوة الملكية - كالتزامٍ عليها الوفاء به كونها زوجة الكونت الحالي وام الكونت القادم ...

تذكرت رحلتهم الطويلة الكئيبة التي غلفها الصمت معظم الوقت الا من ثرثرة داني المتحمس كالعادة ,قبل ان تغفو مع صغيرها في سيارة الاجرة التي اقلتهم من المطار لتفاجأ بنفسها حين ايقظها جوليان بأنهم وصلوا لعمارةٍ كبيرة واثرية ,استقلا فيها المصعد نحو الطابق الثالث لتدلف لشقةٍ كبيرةٍ فاخرةٍ وعصرية ومريحةٍ بشكل كبير .

وقبل ان تستكين لهذه الراحة التي شعرت بها فوراً صدمت بالموقف المخجل الذي حدث حين تفاجأت مدبرة منزله انطوانيت بخبر زواجهما ,ليكون صفعة جديدة آلمتها بشدة وطعنت كبرياءها , فهو لم يكلف نفسه عناء الأعلان عن زواجهما حتى لمدبرة منزله الخاصة...

فعادت تنكفيء مرةً اخرى على ذاتها ,وتغلف قلبها ببرودةٍ جليدية باتت الغطاء الامثل الذي تخفي تحته مشاعر محمومة تهدد بالخروج في كل مرة , غير ان كبرياءها الجريح يمنعها بقسوة من اظهارها...وادركت انه من الغباء ان تبني احلاماً واهية بعودته لها بوقتٍ قصير بعد ان اخبرها بقراره الأنفصال عنها ....هما هنا من اجل مهمةٍ محددة تفرضها عليهم البروتوكولات الأجتماعية ,سينفذانها وبعدها ستعود ثانيةً لفرنسا حيث لمست الآمان مع انجيلا ,وهو سيستأنف حياته من دونها ...

لذا سعت لتجنب الاحتكاك به قدر المستطاع لتحتفظ بآمانٍ وهمي يحمي قلبها ولو قليلاً من الألم ...وبمجرد ان انتهى من لقاء التعارف المقتضب بينها وبين مدبرة المنزل الوقورة ,لاذت سريعاً بغرفة النوم المخصصة للضيوف والتي ستكون ملاذها الآمن خلال هذه الايام العصيبة التي ستقضيها معه ونار العشق المدمر تمزقها من جهة ,وانين كبريائها المجروحة النازفة من الجهة الأخرى ..

*******************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 08:58 PM   #376

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

عادت افكارها التي سافرت قليلاً لأرض الواقع ,وعيونها التي مسحت ارجاء الغرفة بصمتٍ عادت لتستقر على وجهه الوسيم الذي يبعد انشاتٍ قليلةٍ عن وجهها ...وسارعت بضم قبضتها بعنفٍ لتحول دون رضوخها للمغريات التي تجول بخاطرها ,والجمت اصابعها بقسوة حتى لا تنفلت اشتياقاً وتسارع بلمس وجهه ...

تنفست بعمقٍ لتسيطر على مشاعرها حين اربكتها نظراته الملتهمة لأدق تفاصيلها ,والتي اخذت تسافر براحة عليها حتى استقرت على نحرها ومن ثم على صدرها المتهدج بشدة ...فتتبعت بحذرٍ خط سير نظراته ,فلاحظت انحسار قميص نومها عن كتفها وجزءٍ من صدرها فسارعت بسحب الغطاء نحو ذقنها وقد امتلأت بحمرة الخجل , وهمست أخيراً بصوتٍ مرتبكٍ لا يخلو من نبرة الإتهام والمعاتبة .

" ماذا....تفعل هنا؟؟"

التمعت في عيني جوليان نظرةٌ عابثة شقية سببها كل تلك الأفكار المجنونة التي تدفقت لعقله من حيث لا يدري... وارتسمت على زاوية شفتيه الحسية ابتسامة ماكرة ,وهو يستمتع برصد ردة فعلها الخجلى ,فقال بتهكم مرح

"لا تخافي يا عزيزتي ,فلن آكلك..رغم ان الامر يبدو مغرياً للغاية ...وأنا لم اتناول فطوري بعد "

طالعته أليس بارتبك شديد فها قد عاد بصورة عجيبة يحدثها بغزلٍ مثير كما كان يفعل سابقاً ,رغم أنه صرح لها انه يريد الأنفصال عنها ...فماذا يحصل الآن؟!! وما غرضه من قوله هذا ؟!!

ازدرت ريقها بصعوبة وهمست بخفوت ,وبصوتٍ جاهدت كثيراً لجعله ثابتاً ورغم ذلك خرج مهتزاً مرتعشاً
" لست خائفة .."

ثم اخذت بحركات خرقاء تبعد خصلات شعرها المبعثر عن وجهها فزادتها تلك الحركات الخرقاء اغراءً في نظره ,فعاد يطالعها بوله شديد اربكها, فصاحت به محتجة لتداري اضطرابها

"ماذا؟!! لمَ تحدق بي هكذا؟؟".

رد بعمق دون ان تحيد عينيه عنها قيد انملة وقد راقه ما يرى " وهل يُمنع المرء من تأمل زوجته ..خاصة ان كانت تستيقظ كل يومٍ بهذا الجمال..؟"

همست بذعر من مشاعرها المتخبطة التي تزداد اضطراباً وتخبطاً بسماعها لكلامه المعسول " ماذا؟؟؟ زوجته ؟!! "
نظر لها بجوع وهمس برغبة "اجل زوجته ...أو لستي كذلك ...؟!! "

"بلى ...لكن مع وقف التنفيذ " فكرت اليس بارتباك ...

دنى منها جوليان اكثر فهتفت بارتباك "توقف.." فهي تشعر انها لا زالت تحلم ...فلا يعقل انه يغازلها ....
وتراجعت للخلف مبتعدة عن دفئ انفاسه ,وسحبت الغطاء وغطت نفسها بحركةٍ غريزية طفولية مثيرةٍ للضحك ,حتى لم يعد يظهر منها سوى عيونها الخضراء ,لكنها لم تثر ضحكه بل زادت من رغبته فيها بجنون ,خاصةً وهو يرى شعاع الزمرد في عينيها الناطقة برغبة دفينة تستصرخه بوله ان يدنو اكثر رغم محاولاتها الخرقاء الكاذبة لتجاهد بمداراتها ..

اقترب منها اكثر وبدت تشتعل في عينيه نظرة خطرة ملؤها الرغبة والعشق ,وبخفة سحب الغطاء الذي تتشبث به بقوة وتتوارى خلفه بسخافة , وقرب وجهه منها كثيراً حتى لفحتها انفاسه الدافئة اللاهجة بوله ,وكادت شفتاه تلامس شفتيها في قبلةٍ مجنونةٍ ملحة ,لكنها اشاحت بوجهها الذي اعتلته حمرة خجلٍ عذري عصفت بعقله ,فأستقرت شفتيه على خدها الغض الطري ,فواتته رغبة بقضمه ففعل بخفة ,وكأنها تفاحة شهية يتوق لتذوقها ..
فهمست بارتباك وهي تعي للرغبة الجامحة التي باتت تتفجر في كليهما .."(ددا... داني ..انه هنا) "

واخفضت عينيها واسدلت رموشها لتداري نظراتها التي تبوح بما يعتمل في صدرها من شوقٍ للمساته وقبلاته ,وارتعشت من قربه الشديد وتأثير رائحته المسكية المسكرة لحواسها ,واخذ صدرها يعلو ويهبط بحركة اثارت جنونه اكثر فبدت له بمزيجٍ مدمرٍ من براءةِ عذراء نقية واغراء سيدة خبيرة ...

فضحك بمرح وتسلية وقال هامساً وهو يداعب خدها بأنفه بحركة شقاوة لذيذة... "لولا هذا الملاك (واشار لداني ) لقلت انه لم يلمسك احد من قبل ...."

فزاد حرجها وارتباكها من قوله الذي لامس عين الحقيقة ,خاصة حين عاد يدني نفسه منها اكثر حتى استقر وجهه بتجويف عنقها واخذ ينهل منه بشغف ...

"جججولياااان .....اررررجوك ...دددداني هنا "همست بصوتٍ متقطع اغشته الرغبة المكبوته ,وهي تناقضه بدفعاتٍ واهيةٍ من يديها لأبعاده عنها ...

ماذا يفعل بي ....؟!! تسائلت بهلع وهي تنظر بزاوية عينها لطفلها النائم بعمق وتخشى ان توقظه اقل حركة ...
رفع رأسه قليلاً وناظرها بهيام وهو يزمجر بغيظ من احتجاجها المنطقي ,لكن عقله في تلك اللحظة مغيبٌ عن المنطقية كلها ,وعاد يدنو منها وفي مخيلته امرٌ واحد ٌفقط ,امرٌ سيطر عليه بجنون افقده كل تعقله ...يريد ان يحقق حلمه ... .

اغمضت أليس عينيها بعد ان ادركت نيته وكانت متأكدة هذه المرة بأنه سيقبلها فتراقص قلبها في صدرها فرحاً وبقوة انتظاراً لما سيفعله ...

لكنه – ولدهشتها –توقف على بعد مليمتراتٍ قليلة منها وسكن تماماً ,وتصلب جسده وتكدرت قسماته فجأةً ,واظلمت عيناه وكأنه ضاع في غياهب جبٍ مظلمٍ من أفكارٍ مرعبةٍ سحبته بعيداً ,فقد قفزت امامه فجأة ومن حين لا يدري فكرة مزعجة للغاية دفعته للتساؤل بغيرة قاتلة

"هل كانت تبدو بهذا السحر والاغراء كل يوم وهي برفقة ادريان ؟؟؟ وهل كانت تتصرف معه بهذ الشكل المثير المدمر للأعصاب؟؟!! الهذا وقع في غرامها؟؟ لابد من ذلك ...فهي تدفعني للجنون بما تفعله...فأكيد انها فعلت ذلك به "

كان يعرف جيداً ان ابن عمه لطالما كان مولعاً بالفتيات اللعوبات صاحبات الخبرة في العلاقات,فلم يستطع تخيل كيف استطاعت ليزا ان تدفعه لعشقها وهي تبدو كمراهقةٍ غرة تتعثر على عتبات الحب ...

لكن هل عليه ان يتسائل حقاً !!! اليْسَ الامر جلياً !!!...فهي قد فعلت اعاجيبها بقلبه الذي لم يخفق يوماً لأي المرأة قبلها ,لقد دفعته بتصرفاتها البريئة ليتصرف بتطرفٍ وغرابة لم يعهدها في نفسه...ولم تفلح اكثر النساء خبرةً وأغراءً ان يفعلن به ذلك...تقلصت ملامحه بشدة لمشاعر الغيرة الحارقة التي تفتك به لمجرد التفكير بأنها كانت يوماً لغيرة ,والاسوء حين يتذكر بأن حب ابن عمه لا زال محفوراً بقلبها .. . فانسحب مبتعداً عنها فجأة ليتبدل حاله بشكلٍ مفاجئ ويقول بحدة واضحة

"هيا استيقظي فأمامنا يومٌ طويل "...

صدمت أليس من تصرفاته المتقبلة و تبدل حاله المفاجئ والغير المفهوم ,فقد اقسمت انها رأت الحب يموج في عينيه حين كاد يقبلها ,لكنه ولسببٍ تجهله احجم عن فعل ذلك في آخر لحظة ,فما السبب ؟!! هل بسبب داني...؟!!

لا ...لم يبدو انه يكترث بوجوده منذ لحظة ,فما السبب إذاً ...؟!! .

اهي لعبة اخرى يفتعلها ليعاقبها على ما جرى بينهما يوم زفافهما ؟؟!!

اهذا اسلوبه في معاقبتها ...بأن يتودد لها مرة حتى يغرقها بعشقه ويعلقها بحبال الأمل الواهية ,ثم يجافيها في اخرى حتى يثير جنونها...!!

لأن هذا ما تسبب به تصرفه الغريب منذ قليل ..فعاد عنفوانها يألبها ضده فهتفت بحنق من جفافه الواضح
"ماذا تعني بكلامك هذا ..؟ "

رد بجمودٍ ولا زال يحارب اشباح الماضي التي ترفض تركه بحاله "سأصطحبك في جولة سياحية في المدينة..."

"جولة سياحية؟!!" همست باستهجان ..هل يدرك ما يقول !!!...يستنزف طاقتها منذ الصباح ويبعثر افكارها بتصرفاته المثيرة ,ثم يأتي بكل بساطة ويقول
"جولة سياحية ؟!!"

بغضب بدأ يغلي في صدرها هتفت " ومن قال لك اني اريد الذهاب لأي مكان..."

طالعها بغرابةٍ حين تنبه لحدتها ,وفكر ان تودده المباغت لها ربما قد ازعجها وجاء بنتيجةٍ عكسية ,لذا رد بلين اكبر حين لمس انزعاجها "يجب ان تتعرفي على المكان ...لأن ....."

لكنها هتفت بحدة مقاطعتة اياه
"لا اريد ان اذهب لأي مكان ...ولا أريد أن أتعرف على شيءٍ ...فأنا متعبة "

وعادت تستلقي قرب داني وتدثرت جيداً لتحمي نفسها من نظراته التي عادت تحدق بها بغموض ...

عاد يتلمس نفورها منه ثانية ,وهذا استفز شياطين غضبه التي يقيدها بصعوبة بأصفاد الروية ,وجاهد بضبط اعصابه التي باتت تستفز بسهولة هذه الأيام وقال بهدوءٍ اكبر...
"انه يومٌ جميل ...لا يجب ان تبديده في النوم..."

عن اي شيءٍ يتحدث !!! اي يومٍ جميل ؟!! وأي نومٍ هذا الذي قد تحظى به بعد ان افسد يومها بأفعاله منذ الصباح!!
طالعته بسخط فرأته يدنو منها ثانية ويهتف بمرح مصطنع هذه المرة "هيا ليزا ...لقد اخذت اليوم اجازة من العمل من اجلكما ...حتى اخذكما في جولة ,لا يعقل ان تظلي حبيسة المنزل طوال هذه المدة "

"عد لعملك جوليان ودعك منا..." ردت بفتور زاد من حنقه فهتف بعصبية

"ليزا لقد اتفقنا ان نتوقف عن مشاكسة بعضنا ...لقد وعدتني ان تتعاوني معي..."

"من الذي يشاكس من؟؟؟ انا ام انت..." فكرت بسخط ثم قالت بفتور "اتفقنا بشأن الدعوة ...لكن لم نتحدث عن الجولة " ردت بأستفزاز لتغيظه كما اغاظها

فتسائل باستغراب ودهشة "وما مشكلتك مع الجولة ؟؟ كنت اظن ان الامر سيسعدك!!! أنت منذ حضرنا لم تخرجي "

ظلت تحدق به بغيظ شديد ,فهي بالفعل كانت قد سأمت هي وداني من البقاء حبيسي المنزل بعد ان كانوا يمضون جل وقتهم بالتنزه في فرنسا ...لكنها لا تجرؤ على الخروج وحدها في مكانٍ لا تعرفه....واليوم تخلى جوليان عن عمله وقرر اصطحابهما في جولة فلمَ هي غاضبة ؟!!

"أنا لا مشكلة معي في الجولة ...المشكلة بمزاجه المتقلب " فكرت بحنق ...و راقبت كيف اخذ يمرر اصابعه في خصلات شعره الداكنة بحركةٍ عصبية باتت تألفها و تدرك انه يفعلها كلما اضطرب...شيء ما في نفسها لم يستسغ فكرة انها تسبب ازعاجه واضطرابه, فكل مناها ان تسعده لكن لماذا تسوء الامور بينهما دوماً ...؟!! لماذا يعمدان لجرح بعضهما البعض بهذا الشكل ؟!! هي لا تريد ازعاجه ...لقد اقسمت ان لا تفعل ....لذا همست باستسلام
" حسناً لا بأس سنخرج في جولة "

ارتاح لتبدل حالها وقبولها بالامر ووقف ينتظرها لتقوم من سريرها فرمقته باستهجانٍ وعلقت بتبرم "حسناً اخرج وسألحق بك..."

رفع احد حاجبيه بتهكم وقد عاوده فجأة شعور التسلية , فسألها بتحدٍ مرح "ولمَ لا تفعلين ذلك الان؟!! ....هل تخجلين من الخروج من السرير ؟؟!!..."

ردت بحنق "أخرج فقط جوليان "

فأبتسم بمرحٍ بعد ان ادرك حرجها فعلاً حين رفعت الغطاء بعنفٍ حتى ذقنها في اشارة لتأكيد موقفها..فانحسر الغطاء عن داني الصغير هذه المرة فتسبب في ايقاظه فهمس بتذمر بصوتٍ نعس
"ماما...اريد ان انام..."

بلهفة سارعت بتغطيته وهتفت بأعتذارٍ "اسفة يا صغيري "

ونسيت نفسها فأنسدل الغطاء عنها مظهراً قميص نومها القطني بسيط التفصيل ,والذي يظهر ذراعيها المرمرية وكتفيها النحيلين ,وقد انحسر عن اجزاءٍ من ساقيها الطويلتين حسنتي التقاسيم ,فلم يستطع جوليان ان يبعد عينيه عنها والتهمها بنظراته الولهى ,فرغم بساطة ثيابها التي تشبه لحدٍ كبير ثياب المراهقات لكنها بدت له مثيرة للغاية ,فانسته توتره السابق وغيرته الحمقاء التي ضيعت عليه لحظة التقارب بينهما , لتعود لديه الرغبة بمناكفتها ,فهتف بمرح ليوقظ الشخص الوحيد الذي قد يساعده في مراده

"داني هيا استيقظ ايها البطل فأمامنا يومٌ طويل...."

ثم اكمل بسره بانفعال "استيقظ قبل ان انقض على امك الجميلة فألتهمها لأشبع جوعي "
وخطى نحو الصغير واخذ يداعب بلطفٍ اذنيه وانفه ليشغل يديه بشيءٍ حتى لا تذهب وتسرح على جسد تلك الحسناء التي لم تفطن بعد لما تفعله به.....

تململ داني قليلاً ثم رفع رأسها وحين رأى جوليان همس باستغراب "جوليان ماذا تفعل هنا...؟؟"

رد عليه جوليان بمرح "الم نتفق على قول بابا...."

(هز داني رأسه مؤيداً فتابع جوليان بحب )جئت اتفقد اسرتي ..."

وبخفة دس نفسه بين أليس وداني وضمهما تحت جناحه وقال براحة "ياااه ما اجمل ان يكون للمرء عائلة "
ناظرته اليس باستغراب شديد من تقلب مزاجه السريع ,فساعة يبدو مرحاً ولطيفاً وفي اخرى ينقلب لنزق مزعج ,ليعود لهدوءه العجيب ومرحه المريب مرةً اخرى ...

ابعدته عنها بانزعاج من تقلباته غير المفهومة ,لكنه تشبث بها مستبقٍ اياها تحت جناحه ثم استرخى براحة على الوسائدة الوثيرة وشدها معه لترتمي فوق صدره ,ثم هتف بخفة
"رائع لم اكن اعلم ان هذا السرير افضل من سريري ,انه مريحٌ بالفعل ,لهذا اظل اتقلب طوال الليل دون ان اعرف طعم النوم......بينما تنامان انتما ملأ جفونكما ....اظن اني منذ اليوم سأنتقل هنا "

ثم داعب ظهرها بخفة مرسلاً الاف الشحنات الكهربائية التي سرت في جسدها فدفعتها للأنتفاض بقوةٍ ,لكنه تشبث بها وأبقاها قربه ...

تطلعت له اليس بذهول غير مستوعبةٍ بعد تقلب مزاجه ,وقبل ان ترد عليه بأي كلمة هتف داني ببراءة "هل يعني هذا انك ستنام معنا ..."

فتبسم جوليان بمكر وقال "بل الاصح ان تقول هل سأنام ...(ونظر لها بمكرٍ محبب وبتلك النظرات التي تثيرها بشدة واكمل ) انا وزوجتي العزيزة ...هنا "

صرخت اليس مذهولة "ماذا!!"

فتجاهل جوليان صدمتها وقال بهدوء شديد "ما الغريب في الامر السنا متزوجين يا عزيزتي ؟!!..لذا علي ان ابقى معك يا زوجتي الحبيبة ... (وعاد يشدها نحوه بتملك ويتحسس ظهرها باستفزاز ....ثم نظر لداني يلتمس تأيده) ها ما رأيك يا داني ..اين يجب ان انام.؟؟"

"جوليان توقف" نهرته اليس بحنق ووضعت كفيها فوق صدره ودفعته بقبضة يدها لتبتعد عنه , لكنه ظل متشبثاً بها ومتجاهلاً حدتها بحديثه مع داني فتابع بخفة "ما رأيك داني؟؟"

فاجابه الصغير ببراءة "حين بت عند الخالة مادلين كانت تنام هي والعم جآن لوك في غرفةِ خاصة بهما ...اما الاولاد فينامون بغرفهم لوحدهم..."

"اذاً الا تظن انه آن الأوان لتكون لك غرفةٌ خاصة بك...فقد صرت كبيراً اليس كذلك ؟؟.."هتف جوليان بمكر
فنظر داني لامه التي كانت تنظر لجوليان ببلاهة ,واجاب الصغير ببراءة

" اظن انني اصبحت كبيراً ماما واستطيع ان انام وحدي..."
ضحك جوليان بمرحٍ صبياني وقام بضمها هي وداني بقوة ,ثم قبل رأس الصغير قبل ان يستدير نحوها ويخطف قبلةً من خدها الندي رغم سخطها ..وقال بمرح يخاطب داني دون ان يحيد بنظره عنها ليزيد من استفزازها الذي يثيره

" اتعلم مكافأة لك يا داني ولأنك صرت فتى كبير ..سأجهز لك غرفة نومٍ خاصة بك ...اروع غرفةٍ على الاطلاق .."

"واو حقاً هل ستشتري غرفة نوم خاصةً بي" قفز داني بغبطة وتابع بحماسة "كغرفة ميشيل ابن العمة مادلين...؟!!"

"اجل "رد جوليان بثقة

"انا اريد غرفة اجمل من غرفته ...ارغب في غرفة سبايدر مان ..انتظر "

وقفز داني من السرير وتوجه نحو حقائبه التي لم تفرغ بعد ,واخذ يعبث في محتوياتها ويخرجها كيفا اتفق بحثاً عن مجلة فيها بعض صور غرف النوم الجميلة للأولاد استعارها من ألآن ليطلع عليها ولم يكن يتخيل ان حلمه سيتحقق بسرعة ...

فاستغل جوليان انشغال داني وعاد يضم اليس له اكثر وهي تدفعه عنها بغضب وتزمجر بصوتٍ خافت
"كفى جوليان كفى .. تصرف كالكبار "

فنظر لها بمكر وهمس بنعومة مريبة "حاضر "

وقلبها بحركةٍ مباغتة فصارت هي مستلقيةً على السرير وهو يخيم فوقها ,ثم تحسس ساقيها المثيرتين بجرأة وانحنى عليها ليقبل عنقها اللذيذ من جديد ,فابعدته بقوة عنها هذه المرة بعد ان اربكها بجرأته , وتفلتت من بين يديه وخرجت من سريرها وهي تنظر له بغضب وارتباك لا تفهم دوافعه من وراء ما يقوم به ....يفهمها في فرنسا انه سينفصل عنها ,ثم يقودها معه في رحلةٍ كئيبةٍ صامتة لم يكلف خاطره بتبادل كلمتين معها , ليأتي الآن ويعبث بأعصابها ومشاعرها بهذه الطريقة التي لا ترحم ضعفها وتثير جنونها ...

ضحك جوليان بتهكمٍ من تصرفها وقد راقته لعبة المداعبة تلك التي تهدف برأيه لأثارة مشاعرها المكبوتة ,تأملها بإعجاب دون ان يفهم كيف لقميص نومها البسيط بقماشه القطني و برسومه الكرتونية الصبيانية المضحكة ان يثيره هكذا ,ابتسم لها بمكر وقال مداعباً

" تبدين فاتنة يا زوجتي.."

نظرت لقميصها القصير بسخط وسارعت تعدل كتفه المنسدل وترفع ياقته المتسعة التي كشفت عن كثير ,ثم بلهفةٍ التقطت دثارها وارتدته واحكمت اغلاقه على نفسها وكأنها تقيد مشاعرها الواثبة بجنونٍ ,والتي تطالبها بالأرتماء في احضانه للإغتراف من عشقه ...

لكن لا ...لا يجب ان تنصاع خلف جنون مشاعرها المتحفزة ,اولاً لأن صغيرها معهما في الغرفة ,وثانياً لأنها لا تفهم لمَ يفعل جوليان ذلك ...هل يعاني من خطبٍ ما ,ام يحاول التلاعب بها وحسب ...

حاولت التماسك بصعوبة ورسمت تكشيرةً سخيفةً على وجهها وعقدت ذراعيها بتبرم ,بينما قفز داني –الغافل عما يحصل – في حضن جوليان يريه المجلة ويخبره بالغرفة التي يرغب بها ....

كان جوليان يجيبه احياناً عن تساؤلاته دون ان ينزل عينيه عنها ولو للحظة ,بل اخذ يحدق بساقيها الجميلتين الظاهرتين من اسفل دثارها القصير ايضاً ... فشعرت بسخطٍ من ناظرته الجريئة التي تثيرها بشدة حد الجنون ,و شعرت بأنزعاج اكثر من تصرفاته المتقلبة التي تربكها للغاية ,وكرهت تفحصه الدقيق لمفاتنها لأنه يرسل اليها اشاراتٍ متضاربة تخبرها انه يريدها ,يرغبها كأنثى ,فكيف يريدها وهو قد اخبرها ان حياتهما معاً قد انتهت ....ماذا يريد ان يثير جنونها ؟؟؟!

"بابا....انظر ...هذه جميلة اليس كذلك ؟؟" هتف داني بغبطة وهو يعرض عليه صورة غرفة نومٍ للأولاد من المجلة التي يحملها

ودون ان يشيح جوليان نظره عنها قيد انملة همس بخفوت "جميلة جداً...بل فاتنة "

لم يستوعب داني جوابه ,فرفع رأسه ليفهم ,فوجده ينظر لأمه وليس للمجلة ,فأخذ الصغير يقلب نظراته بين امه التي تقف متكتفة ونظراتها توحي بالانزعاج وبين جوليان الهائم بها بشدة ,فكشر الصغير وهتف بغيظ "انت لا تنظر جيداً "

فهتف جوليان بإثارة "بل انظر جيداً ....ولا استطيع ان اتوقف "

شعرت أليس تحت نظراته المسلطة عليها بأنها عارية ,فحاولت ستر نفسها بتحريك الدثار لعله يستطيل قليلاً ,لكنها لم تفلح بلجم نظراته الملتهبة وابتسامته المتهكمة التي اثارت حنقها وخجلها في آنٍ واحد ,ودفعتها للوقوف بشكلٍ دفاعيٍ سخيفٍ هكذا..ثم لم تعد تحتمل اكثر فسارعت بالهروب من نظراته للحمام ....وهو يقول بأثرها بكلامٍ مبطن متهكم ...

"لا تتأخري يا حلوتي فأمامنا جولةٌ مهمةٌ وطوييييلة...."

مدت لسانها بحنقٍ له قبل أن تختفي بالحمام واغلقت على نفسها بأحكام ,لا خوفاً من ان يلحقها ,بل خوفاً من ان تنقض عليه وترتمي بأحضانه تطالبه بالمزيد...

استدار جوليان نحو داني حين لمس الصغير خده قائلاً بلوم "ابي ...انظر الي ...انا احدثك"

فرد بمرح "أنا انظر ...وسأحضرها لك ,كل ما ترغب به سأحضره لك يا صغيري..." ثم اكمل بنفسه بشقاوة "فقط
دعني انام في الغرفة مع امك وحدنا..."

تكتف داني وهو يجحده بنظارتٍ متذمرة وقال "أنت لم تكن تنظر للصورة ,بل تنظر لماما وتزعجها "

رفع جوليان حاجبيه ارتباكاً ,مفكراً هل تمادى بمشاكستها امام الصغير؟!! ...وتذكر افعاله المجنونه معها منذ لحظة,اكيد انه فقد اتزانه ليتصرف بتهورٍ هكذا امام داني ,ازدرى ريقه وهو يفكر بما يمكن ان يكون الصغير قد رأه وبما سيبرر ذلك له ...لكن داني لم ينتظره ,بل جلس بحضنه ثانيةً وهو يضحك باستهزاء "انت تريد تقبيلها اليس كذلك ؟!! "

عبث جوليان بشعره باضطرابٍ بعد ان ادرك أن الصغير لم يكن غافلاً تماماً عما يجري بينهما, وسارع يبحث عن تبريرٍ مقنع "أنا ...تعرف ...الأزواج..."

عاد داني يضحك باستهزاء ويقول "انا اعرف...فالعم جان لوك يقبل العمة مادلين دوماً ....لكنه ماهر وأنت لا ..."

نظر له جوليان بصدمة وعلق بكبرياءٍ مجروحة "جان لوك افضل مني ...في التقبيل؟!! "

ضحك داني كثيراً على منظره ,فكشر جوليان وسأله بتبرم ٍ لا يخلو من الشك "وكيف تعرف انه ماهرٌ اكثر مني!؟؟ "

فرد الصغير ببراءة "لأنه حين يقبلها تضحك العمة مادلين...بينما انت تغيظ ماما"

شهق جوليان متفاجئاً من ان يكون داني واعٍ لهذا الامر وتمتم بغيظ "إذاً فالغبي جان لوك يقبل مادلين امام الصغار ...اللعنة وهي تضحك سعيدة ..."

وشعر بغيرةٍ حارقة بأن يستطيع جان لوك اسعاد مادلين بينما هو يفشل حتى بإثارة حبيبته ليزا "

ثم عاد يسأل داني بشك "إذاً انت تفهم بأن امك صارت زوجتي ,ومن الطبيعي ...ان اقبلها ,وأن تصير لنا غرفةً خاصةٌ بنا؟؟"

هز داني رأسه وقال "اجل....(ثم اكمل بتهكمٍ لا يخلو من براءة الطفولة ) لكن انت فاشل ...تغضب امي بتصرفاتك الحمقاء دوماً ,لذا لا تحب ان تنام معك في نفس الغرفة وتأتي لتنام معي "

عاد جوليان يعبث بشعره بعصبية من فطنة الصغير وقال بخشية "هل ازعجتها !!!..."

هز داني رأسه مؤيداً ثم قال محذراً ..."احذر بابا ...فهي تصبح عصبية ان ازعجتها ...وعندها ستحيل حياتك لجحيم "

ضجك جوليان بمرحٍ واقر بخفة بعد ان ادرك انه يسير بالدرب الصحيح الآن "بت ادرك هذا...(وابتسم بتسلية وقال مؤكداً ) وبت احبه ايضاً "

ثم همس لنفسه بهيام " فجحيمها جنةٌ بالنسبة لي"

*******************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 09:10 PM   #377

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

خطت أليس بترددٍ خارج غرفتها بعد ان عاد داني يستحثها على الخروج بسأم "ماما ...لقد تأخرتي ..."

لقد امضت اكثر من ساعةٍ تفكر بما قد ترتديه ...ليس لأنها من ذلك النوع من النساء المتكلفات اللواتي يقضين ساعاتٍ بالتبرج ...لكنها ببساطة لم تجد ما ترتديه دون ان يلفت النظر اليها ...وقفت بارتباكٍ تعدل ياقة قميصها الفضفاض وهي تجاهد بستر نفسها رغم انها لا ترتدي ما يفضح ...لكن نظرات جوليان المتفحصة لها هذا الصباح واسلوب غزله المباشر اربكها للغاية وأثار فيها مشاعر تجاهد بكبتها ...

نظرت بحرجٍ من صغيرها الذي دنى منها وهو يهتف بلهفة "أخيراً " ثم اخذ يدور بمرحٍ وهو يثرثر بحماسة عن النزهة المرتقبة ...

في تلك اللحظة انتبه جوليان لها ومنحها اروع ابتسامة يمكن ان تنالها أنثى منه...فقد راقه مظهرها للغاية ,بثيابها المريحة العملية المناسبة للتجول ,وبتسريحة شعرها البسيطة على هيئة ذيل فرس ..

والتمعت ابتسامةٌ شقيةٌ على زاوية فمه حين لم يفلح قميصها الفضفاض بأخفاء روعة قدها المياس الملفوف بإغراءٍ انثوي تحسدها عليه نساء العالم اجمع...وقد راهن على انها اختارته خصيصياً كنوعٍ من الحماية الذاتية من نظراته الحارقة ...

كانت تتجنب التحديق به ,لئلا تعيدها نظراته المتفحصة لذكرى اللحظات الحميمية المربكة التي عاشتها معه في الصباح...وقد ادرك جوليان محاولاتها العقيمة تلك ,ولم يشأ ان يثير اضطرابها اكثر ,فقال بحيادية " مستعدة ؟!!"
هزت رأسها بصمت

فتابع بخفة "هيا بنا إذاً"

وخطى امامها برفقة صغيرها المتحمس المبتهج ...وما ان خطت أليس نحو الشارع حتى اندفعت الحماس فيها بشكلٍ غريب ,ولم تستطع كتم شهقاتها دهشةً من روعة وسحر المكان من حولها ,والذي كان كلوحةٍ اقتطعت من حكاية خيالية كتبها هانز كريستيان اندرسن ...فهي لم تتخيل ابداً ان يكون المكان بهذه الروعة والجمال ...
فمنذ ان حضرت قبل ثلاثة أيام وحتى اللحظة لم تغادر الشقة ابداً ولازمت غرفتها معظم الوقت خلى اوقات الطعام والتي تكون عادةً رتيبةً وصامتة ,ثم تعود بعدها للإنزواء في غرفتها بحثاً عن آمانٍ واهم...تعلم انها لن تناله بالهروب ممن تحب ...

لقد حطت طائرتهم في مطار لوكسمبورغ فيندل الواقع في الشمال الشرقي للعاصمة ,بعد رحلة مملة صامتة قضوها مرتحلين من القرية الى مطار نيس الدولي ومنها لمطار باريس الدولي ,حيث امضوا فيه نحو ساعتي ترانزيت قبل ان يستقلوا طائرةً اخرى تأخذهم للوكسمبورغ العاصمة...و رغم انهم سافروا في درجة رجال الاعمال المريحة والمرفهة, لكنها لم تشعر بالراحة طوال الرحلة التي شابها التوتر والوجوم وعمها الصمت الكئيب...

وعند وصولهم في نحو الساعة العاشرة مساءً استقلوا سيارة اجرة لتقلهم لشقة جوليان لكن ما ان سارت بهم السيارة مسافة قصيرة حتى غطت أليس بالنوم هي وداني من شدة التعب ولم تستيقظ الى حين وصلوا لمنزل جوليان الكائن في احدى الضواحي الشمالية الغربية من العاصمة ,لذا لم تتمكن من رؤية كل هذا الجمال الاسطوري الذي يسلب الألباب , لذا فاتها ان تدرك روعة المكان حولها ,وكان المتنزه القومي هو المنظر الوحيد المترائي لها من حجرة نومها ...لكنه كان بالنسبة لروعة وجمال المكان ,كالنقطة في بحر...

فحسب معرفتها تعتبر دولة لوكسمبورغ –رغم صغر حجمها - من اكثر دول اوروبا والعالم رفاهية وتطوراً ,ومن اكثرها ارتفاعاً لدخل الفرد ,وقد تخيلت ان تكون العاصمة فيها مزدحمة ومكتظة وملوثة كمعظم عواصم العالم والدول الصناعية الكبرى ,لتفاجأ بأنها مدينة هادئة لحدٍ بعيد ومنظمة وجميلة ,وذات هواءٍ نقي وطبيعةٍ خلابة وطابعٍ معماريٍ فريد امتزجت فيه عراقة الماضي بتطور الحاضر ....

فعلى غير المتوقع لا تملأها ناطحات السحاب الاسمنتية الرمادية المملة , ورغم وجود انماطٍ مبتكرةٍ من العمارة الحديثة ,لكنها لم تُخِلْ بجمال تلك الجنة الغناء التي اعتلت قمم الهضاب واحاطت بها الجبال و تخللتها الانهار والاشجار والنباتات من مختلف انواعها معطيةً صورة جنةٍ عصرية رائعة ...

فأحياء المدينة ذات مبانيٍ تراثيةٍ تمتاز بقرميدها الرمادي ..واكثر ما يثير الدهشة ان المدينة الحديثة أُنشأت على انقاض اثار الماضي ,لذا فليس من المستغرب هنا ان تجد مجموعةً من احياء سكنيةٍ حديثةٍ تجاور بقايا قلعة اثرية قديمة او ركام احد قصور العصور الوسطى المتهدمة ...

كانت لوكسمبورغ العاصمة تحفة فنية لا تشبع من النظر اليها ...في كل زاوية منها ترى ما يثير عجبك ودهشتك..




لم تستطع اليس وداني ازاحة انظارهم عن النافذة خلال تجولهم في سيارة جوليان البيضاء الرياضية الحديثة (والتي يعشق قيادة هذا النوع منها بالذات) ....حيث اصطحبهم في جولة شملت اكثر الاماكن شهرة هنا ,فقد اصر جوليان على ان يبدأوا بالحي التاريخي القديم الواقع في الشمال الشرقي للعاصمة حيث اخبرهم انه افضل مكانٍ للبدأ بأستكشاف المدينة ,معلقاً بثقةٍ واعتزازٍ بالغين بقوله:

"من لا يزور هذا المكان لن يفهم لوكسمبورغ ابداً ويقدرها .."

وقد كان محقاً ,فقد وقفت اليس مذهولة تجيل بصرها فيما حولها تحاول استيعاب تلك اللوحات الربانية المبهرة التي مثلتها الحدائق الغناء والاشجار المتلاصقة بحميمية فطرية ,تشقها الجداول والانهار العذبة في كل مكان ,الى جانب صنيعة الانسان المبتكر المبدع بما خلده من آثار نفيسة كأرثٍ خالد للأنسانية جمعاء ..

وجاهدت في اختزال هذه الآيات الخلابة في ذاكرتها التي لم تعرف مثيلاً لها ,فقد امتزج الزمان بديناميكية نادرة الوجود فشعرت انها قد رجعت الى الماضي وعاصرته دون ان ينهار جدار الزمن ليخل بالحداثة المتطورة...

"الحي القديم بكل ما فيه من مباني وجسورٍ وقلاع وانفاق...هو المعلم الوحيد في لوكسمبورغ كلها المدرج على لائحة التراث العالمي لليونيسكو ..."




علق جوليان باعتزازٍ وهو يصحبها خلال جولةٍ بين الاحياء الأثرية الساحرة التي اصطفت على جانبي واحةٍ غناء مؤلفةٍ من جناتٍ متجاورات تتخللها الانهار والجداول ,تنقلوا فوق القناطر القديمة والجسور الحجرية الاثرية التي تشتهر بها المدينة ,و بين الازقة الضيقة المرصوفة بعناية وترتيب رغم قدمها ,ولولا وجود السيارات المتطورة والاشارات المرورية فائقة التقنية واعمدة الانارة الحديثة ,لما ظنت اليس أنها تعيش في الحاضر ابداً ,و لو امضت الدهراً تتجول هنا ما سأمت ,لكن جوليان اخبرها بمرحٍ وخفة وهو يتأبط ذراعها بتملك...

"انها البداية فقط يا عزيزتي ..."

ليفاجأها حين اصطحبها لأكتشاف متاهة (الكيسميتس بوك) وهي جزء من التحصينات القديمة للمدينة وومثالٌ ممتاز لفن العمارة العسكرية الممتد لعدة قرون.... وبفخرٍ واعتزاز اخذ يحدثهم عن أسرار هذه التحصينات و أنظمتها المتشعبة الواسعة الموجودة تحت الأرض ,والتي تتضمن ممرات ودهاليز يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر ...



ثم فاجأها حين توقف بقرب احد الموظفين والذي عرفه على الفور وأخذ يتحدث معه بمرحٍ وبلغتهم المحلية ورغم انها لم تفقه كلمةً مما قيل ,لكنها ادركت متانة العلاقة بينهما ,فقد رحب به الموظف بحفاوة كيرة وقام بإعطائه مفتاح احد الأقبية السرية المحظور دخوله على العامة ...

استدار جوليان لها مبتسما وهو يحرك المفتاح بحماسةٍ, ثم هتف بها "هيا بنا يا عزيزتي للجولة الخاصة ..."
وقادها هي وداني - بعد ان فتح باب القبو - لأحد الدهاليزه المثيرة والغريبة الشكل... فشعرت أليس وكأنها في مغامرةٍ عادت بها الى زمن الحروب الأباطرة العظماء..

وكم كانت دهشتها عظيمة حين تجول بها جوليان بين دهاليز هذه القلعة المتشعبة كمتاهة حقيقية دون ان يتوه او يختلط عليه المكان ,وكأنه يحفظها عن ظهر قلب ,رغم انه لا يحمل معه اي كتيب ارشادات..وأخذ يقص عليها حكاية هذه التحصينات وكيف بنيت وتوسعت ...فكانت تنصت له بأنبهارٍ شديد لمعرفته بأدق التفاصيل التاريخية ...
ثم استبد بها الفضول فسألته :

"تبدو ملماً بتاريخ هذا المكان وكافة تفاصيله...رغم انه متاهةٌ حقيقية ...حتى أنا لا اعرف من أين دخلت ولا كيف سأخرج ,فكل الممرات متشابهة ..."

ضحك بخفةٍ وقال " كانت هذه المتاهة تعد تحدٍ لنا في صبانا حين كنا نأتي مع الأساتذة في رحلة كشفية مدرسية ,لذا حفظناها من كثرة ما تجولنا بها ,وذاك الموظف الذي رأيته قبل قليل ,هو المسؤول عن هذا المكان وقد كان زميلي ايام الدراسة ,ومن شدة هوسه بالمكان كان حلمه ان يصير مشرفاً عليه ,وها قد صار..." وسارع بحمل داني المتلكئ بالسير ..

فناظرته أليس بفضولٍ ,فهذه اول مرةٍ يتحدث بها عن صباه ومرحلة الدراسة ,وكم كانت شغوفةٍ لتعرف المزيد ,لكن ما ان همت بسؤاله عن حياته في تلك الفترة وعن مدرسته واصدقائه حتى تجاوز فضولها بذكاءٍ قائلاً

"يجب ان نسرع فداني لا يبدو سعيداً في هذا المكان (وكان ينظر للصبي الصغير الذي تشبث به بشدة وهو يحدق بجدران المتاهة المعتمة بوجل ,ثم اكمل بحماسة )...كما أن جولتنا القادمة في المتحف لذا يجب ان نصل في الوقت المناسب قبل ان يغلق المتحف ابوابه "

كان جوليان يتهرب من الحديث معها فهو لم يكن مستعداً بعد للحديث عن طفولته وصباه ,فالذكريات المؤلمة في تلك الفترة قد طغت على لحظات الصفاء والسعادة القليلة التي حظي بها ...وقد أدركت أليس ذلك ولم تلح عليه كثيراً حتى لا تزعجه وتفسد جو الأنس السائد بينهما ,كما أنها لاحظت بالفعل أن صغيرها لم تستهويه هذه المتاهة مثلها ...

*******************************



انتهى الجزء الأول وأن شاء الله يكون عجبكم ,وان شاء الله يوم الخميس مساءً سينزل الفصل الثاني وفيه اكمال للجولة السياحية وأيضاً سيبدأ الزوجان بفتح قلوبهما لبعض ...
مستنية اسمع رأيكم عن الفصل والاحداث الي فيه وشو انطباعاتكم

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 09:14 PM   #378

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد الجلنار مشاهدة المشاركة
حولتي الادب الغربي بروايتك لظل شرقي بنكهته
كتبت لك رأي بروايتك الحرية في سماء الارجنتين في اخر الرواية
بت اعشق قلمك وروحك
احسنت 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻
تسلمي يا عزيزتي الغالية ورد الجلنار وسعيدة برأيك واعتز به وان شاء الله سأرد على تعليقك في روايتي الاخرى بأقرب وقت ....


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-18, 11:09 AM   #379

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حبيت الفصل جدااا بكل تفاصيله 😍
وصفك لكل الاماكن اللي راحوها 😍😍 انا بحس اني دخلت المكان معاهم 😍😍❤

مشاكسة جوليان لاليس و تحولات مزاجه ....
و جوليان هينفذ قراره و هيحارب عشان اليس و لا كل مرة شبح ادريان هيقف قصاده .....

تسلم ايديك على الفصل يا قمر 😍😍❤


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 03-10-18, 05:33 PM   #380

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل هيييح
جوليان بيجننن هذا الفصل هههه
محظوظة اليس به استفزازته لها واصراره على الفوز بقلبها
ورحلتهم ووصفك لها والصور جميلة جدا وقد ثقفتنى
جميلة جدا وبانتظارالجزء القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.