فاز بقلبها * مميزة و مكتملة *

[ريبانزيل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرين فرج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل رااائع

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....سعيدة انه الفصل عجبك

[rontii]

هييييييييييه و اخيرا يا بشر اليس اعترفت و جوليان عرف الخقيقة و رقصني يا حدع 💃💃💃💃💃💃
و طيور الحب اجتمعوا و قليل الادب اخد الملاية عشان يفرح بشبابه يا فرحتك يا طنط ام جوليان بابنك و مراته 💃💃💃💃
النصيبة بقى في حيزبون الجحيم دلوقتي اليس اتكلمت على تعليمها و حياتها كانها اليس مش ليزا و ببحث بسيط هيتعرف ان ليزا مكملتش تعليمها و هتعرف الحيزبون ان اليس مش امه وقتها بقى هيبقى اية الحل يا ترى يا هل ترى 🤔🤔🤔🤔🤔

[ريبانزيل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii

هييييييييييه و اخيرا يا بشر اليس اعترفت و جوليان عرف الخقيقة و رقصني يا حدع 💃💃💃💃💃💃
و طيور الحب اجتمعوا و قليل الادب اخد الملاية عشان يفرح بشبابه يا فرحتك يا طنط ام جوليان بابنك و مراته 💃💃💃💃
النصيبة بقى في حيزبون الجحيم دلوقتي اليس اتكلمت على تعليمها و حياتها كانها اليس مش ليزا و ببحث بسيط هيتعرف ان ليزا مكملتش تعليمها و هتعرف الحيزبون ان اليس مش امه وقتها بقى هيبقى اية الحل يا ترى يا هل ترى 🤔🤔🤔🤔🤔

هههههههه فرحنا وتزقططنا :heeheeh: وجوليان وأليس أخيراً اتقفل عليهم باب واحد....بس الحيزبون الشريرة ازابيل مش ناويالهم على خير.....يا ترى هتعمل ايه ...تعالوا معانا نشوف

[ريبانزيل]

صباح الخير على الحلوييييين ....كيفكم ....جوليان سافر وترك مراته تستناه على احر من الجمر ....لكن في شيطانة نفسها تلاقي حاجة عشان تعكنن عليهم ....تعالوا معايا شوفوا جرى ايه....


الفصل الثامن عشر
بين انياب الأفعى




صباح يوم الخميس قبل موعد لقاء الدوقة بثلاثة ايام


وقفت الكونتيسة ازابيل امام النافذة الفرنسية في مكتب زوجها الراحل وهي تحرك مروحتها بتوترٍ ,وتعمد لضربها في كفها بحركةٍ عصبية دلت على نفاذ صبرها .

"اين ذلك الغبي ...!!!" زمجرت بسخط ,وبالكاد نطقت بكلماتها تلك حتى تصلبت يدها على المروحة حين سمعت طرقاً على الباب فقالت بحدة "ادخل."

فدخل - كبير الخدم- برنار العجوز وأعلن عن حضور المحامي
"السيد كولفيير ....سعادة الكونتيسة "

فزمجرت إزابيل بلهفةٍ شديدة لا تخلو من حدة
" دعه يدخل حالاً أيها الغبي .. " وقفت بعصبية ظاهرة تترقب دخول المحامي الماهر الذي كانت تنتظره على احر من الجمر ...وما أن اغلق برنار الباب خلفه حتى دنت بلهفةٍ من المحامي وهتفت بنفاذ صبر

" ها ما الاخبار؟؟؟ "

بكل هدوءٍ وتأني انزل المحامي حقيبته الجلدية الضخمة ,وفتح ازرار سترته الضيقةٍ قليلاً والتي كانت تحصر كرشه الكبير الذي تدلى امامه بعد ان تحرر من قيودها ,ثم رد عليها بكل هدوء " الامر كما تصورت ياسيدتي..."

بلهفةٍ دنت منه وجلست مقابله وهتفت بأنفعالٍ كبير "اخبرني..بكل شيء"

مد يده نحو حقيبته الجلدية وأخرج منها ملفاً وهو يصرح " لقد استطاع مخبري ان يتسلل بصعوبة الى سجلات الجامعة , وتبين انه لم تكن هناك طالبة لديهم باسم ليزا كلوينز في قسم القانون الدولي ابداً ,وقد اطلع على ملفات العشر سنواتٍ الماضية كلها ,ليس في هذا القسم فحسب بل وفي الجامعة كلها "

"اذا فهي محتالة مدعية "ردت الكونتيسة ببهجةٍ وهي تصفق بيديها بجذل ,لأنها ظنت أخيراً انها حصلت على شيءٍ ستهاجم فيه تلك المدعية زوجة جوليان ,وتحرجها امام الدوقة في اللقاء يوم الأثنين القادم ..

فأوقفها المحامي بحركةٍ من يده قبل ان تسترسل بأحلام يقظتها الوردية ,وهتف بحذر " ربما تكون كذلك وربما لا ..."

نظرت له بحيرة ليتابع " لم نجد من تدعى ليزا كلوينز ...لكن عثرنا على طالبة اخرى تدعى اليس كلوينز وقد كانت طالبة في قسم القانون الدولي ربما قبل نحو ست أو سبع سنوات ,و كانت متفوقة ومجدة حتى انها كانت تنهي فصولها بمنحة جامعية لتفوقها في الثانوية ,ودخلت كلية الحقوق فرع القانون الدولي لكنها لم تكمل لظروفٍ ...(عاد ينظر في الملف الذي يحمله ويقول ) عائلية ..."

تنبهت كل حواس ازابيل ومدت جذعها للأمام وهمست بشك "ماذا أنا لم افهم "

فألقى اليها بالملف الذي معه ,فسارعت بحمله وتصفحه فقابلتها صورة طليقة ابنها الراحل تعلو الصفحة الأولى ,كانت واثقةً انها هي فقد رأتها في الحفلة ...لكنها تبدو اصغر سناً بقليل....,حاولت قراءة ما ورد في الملف لكنها بالكاد فهمت بعض الجمل لأنه كتب بالأنجليزية ,بينما هي بالكاد تجيد بعض الجمل والعبارات بهذه اللغة ,لذا اغلقت الملف بسخطٍ والقته على الطاولة بحنق وهي تقول "وماذا افهم من كلامك هذا ؟؟؟ "

فرد بحيرة "اسم الفتاة في كشوفات الجامعة أليس كلوينز وليس ليزا ...في البداية اعتقدت انه خطأ في الاسم لكن ..."

فقاطعته بلهفة " لكن...ماذا ؟؟؟"

استقام المحامي واكمل بنبرةٍ خطيرة " لكن هذا ليس منطقياً ...فنحن نبحث عن ليزا كولينز وليس عن أليس ...كيف يمكن لخطئٍ كهذا ان يحصل في جامعةٍ عريقةٍ كهذه ....انا واثقٌ من انها نفس الفتاة ...الصورة تظهر ذلك ,نحن نلاحقها منذ مدة ونعلم انها هي نفسها ....." هزت ازابيل رأسها بصمتٍ مقرة وتابعته بلهفة وهو يصرح

"لذا طلبت من التحري ان يتأكد من المعلومات ثانيةً ,وقد زودني بمعلوماتٍ جديدة أجدها مدهشةً ومثيرةً للغاية "


حدقت به ازابيل بفضول وسألته بلهفة "ما هي هذه المعلومات؟؟"

فرد المحامي بطريقةٍ درامية لأثارة فضولها اكثر ,فلا شيء يمتعه قدر اظهار براعته ورؤية الدهشة على وجوه الآخرين لذا قال لها


"هل يمكن ان يكون الأمر تشابهاً في اسماء العائلات ؟؟؟ ربما ....لكن ....(وعاد يصمت ليثيرها اكثر ,لكنها وصلت لمرحلةٍ من التحفز تصل حد الجنون ,لذا صرخت به بحنق )

"لكن ماذا ؟؟؟ هيا اسرع وقل ما عندك "

فابتسم بخبثٍ وأكمل بروية " لكن هل يعقل ان يتشابه تاريخ الميلاد ومكان الولادة والشكل ايضاً ؟؟؟ "

نظرت له ازابيل ببلاهة دون ان تفهم قصده بينما تابع هو بأستمتاع ٍ وهو يتابع نظراتها تلك " معي الآن نسخة من عقد زواجها بالسيد ادريان و صورة عن وثيقة الطلاق...وفيهما تاريخ ميلادها وهو نفسه المدون في وثائق الجامعة ... "

ناظرته ازابيل بسخط ثم زمجرت بغيظ " اللعنة هل يعني هذا انها دخلت الجامعة حقاً ..,إذاً فهي لم تكذب حين اخبرت الدوقة بقصتها ...وأنا من كنت اظن اني أوقعت بها ...اللعنة ...(وحركت يدها بغيظ فكسرت زهريةً كانت بقربها لتنفس عن حنقها ....ثم استدركت بحيرة )لكن لمَ غيرت اسمها ؟؟"

ابتسم المحامي بخبث وعلق "هل غيرت اسمها حقاً ؟!!! ربما لم تغير اسمها أبداً ... "

"اللعنة كوليفيير افصح ماذا تقصد؟؟!" زمجرت بنفاذ صبر بعد ان ضاقت باسلوبه المستفز المثير للفضول
فاجابها بروية وهو لا زال محتفظاً بهدوءه وتسليته "من هم الاشخاص الذين يملكون نفس تاريخ الميلاد ومكانه وساعته ومتشابهون في كل شيء....لكن اسماؤهم مختلفة "

انتفضت ازابيل بحنق وصاحت بغيظ "لا تحدثني بالألغاز ايها الرجل هات ما عندك "

"هي لم تغير اسمها بل نحن نتحدث عن شقيقتها ....التوأم "

وقفت الكونتيسة مشدوهة ونظرت له ببلاهة وهمست بشك "اخت توأم؟؟!! هل لها أختٌ توأم ؟؟؟ دنت من المحامي وسألته بشك

هز كوليفيير رأسه وقال "هذا هو التفسير الوحيد ....إن أليس الطالبة الجامعية المجتهدة هي اخت ليزا طليقة ابنك الراحل "

عقدت ازابيل حاجبيها المنمقين بعناية تحلل ما سمعته دون ان تفهم ابعاد القضية بعد ,بينما تابع كولفيير القول بحرص وتأني " لكن ما لا افهمه لمَ احضر جوليان شقيقتها التوأم وادعى انها طليقة ابنكِ ...ما الذي سيستفيده من الزواج بخالة الطفل...فالحضانة للأم"

شهقت ازابيل واتسعت عيناها بشدة وهمست بانفعال " المحتال..كيف فاتني الامر.." وتذكرت ان كارول اخبرتها ان زوجة جوليان تحدثت عن شقيقتها التي ماتت أثناء الحفل ,فهل يعقل انها انتحلت شخصية اختها التوأم لتظفر بالوصاية على وريث اللقب ؟؟ وحين وصلت لهذا الأستنتاج ضحكت ضحكة شريرة دوى صداها في ارجاء القصر ,فسرت قشعريرة في جسد برنار الذي التصق بالباب يتنصت عليهم ,لعله يظفر بمعرفة شيء ما يفيد سيده جوليان لكنه لم يفهم جل ما قيل ,رغم انه أدرك ان وراء ضحكتها شر قادمٌ لا محالة ..

نظرت الكونتيسة للمحامي وقالت بسعادةٍ بالغة "كنت اريد ان اثبت انها كذبت وادعت بشأن دراستها الجامعية ,لاحرجها امام الدوقة في اللقاء النسوي حين اسألها بعض الأسئلة التي تثبت كذبها وزيفها ...لكن لم اتخيل اني سأتمكن من الأمساك بخناق جوليان حقاً هذه المرة ههههههه.."


وعادت تصفق بيديها بجذل فأثارت فضول المحامي هذه المرة والذي لم يكن يعرف بعد قصة وفاة الشقيقة الأخرى التي قصتها اليس على الحضور في الحفل ...فأستبد به الفضول هذه المرة بعد ان كان يتسلى منذ لحظات بإثارة فضول الكونتيسة ,لذا سألها بفضولٍ قاتل
"ماذا تقصدين ؟؟"

نظرت له بخبث وقالت "في الحفلة سمعتها فرول كارول تتحدث عن شقيقتها التي ماتت بالسرطان ....وهذا يعني ..."

فرد المحامي بذهول بعد ان فهم ما جرى "اللعنة ....هل يعقل انها انتحلت شخصية اختها التوأم "

ضحكت ازابيل بنصرٍ وقالت "هي ليست ام الصبي اصلاً ...انها محتالة ماكرة ,مجرد مدعية .." وعادت تضحك بسرور
ابتسم المحامي لها بمكر وقال " اظن هذا لكن كيف نثبت الأمر "

وقفت بخفة وقالت بثقة "الدليل بين يديك "

نظر لها بعدم فهم فتابعت بزهو " الملف الذي احضرته يثبت ان أليس هي من درست في تلك الجامعة وليس ليزا طليقة ابني......فكيف ستبرر كلامها امام الجميع حين اضع هذا الملف بين ايديهم؟!! لن تستطيع سحب كلامها بعد ان تباهت امام الدوقة والجميع بأنها درست في اوكسفورد ,لكن كيف ستبرر لهم أن اسمها في الملف أليس وليس ليزا كما تدعي .... لا يمكنها ان تكون الأثنتين معاً ,فإما ان تتمسك بروايتها وبأنها الطالبة الجامعية النجيبة أليس ,أو تدعي كذباً انها ليزا ام حفيدي الصغير ,وأنا سأفضحها في كلا الحالتين ..."

هز المحامي رأسه يفكر بكلامها ثم قال "هل يكفي هذا لإدانتها ؟؟؟ ربما تنكر موضوع الجامعة وتفضل الظهور بمظهر الكاذبة على أن تتخلى عن حضانة الصغير ..."

تنفست ازابيل بعمقٍ تفكر بكلامه ,فربما هو محق فهذا لن يكون اثباتاً كافياً تدين به تلك اللعينة المدعية ,والتي ستلجأ بالتأكيد للأنكار أو الأدعاء بأن الملف ملفق ,وعندها ستعمد الدوقة لتحقق من الأمر بنفسها ....لكن لا هذا لن يخدم مصالح ازابيل ابداً ,لأن الدوقة ستعرف عندها الحقيقة كاملة وبأن عائلة فياندن قد تبرأت من داني الصغير وأمه لوضاعة اصلها ...وبالتالي تفشل كل خطتها في تغير نسبه .....

تقلصت تعابيرها ضيقاً ,وعادت تجلس بهدوءٍ وتفكر بعمق و روية بالكيفية التي ستستفيد بها من هذا الملف ....ثم خطرت على بالها فكرة جهنمية ,فأبتسمت بزهوٍ وهي ترسم ابعادها في ذهنها ثم قالت بثقة " ربما علي ان اقوم بزيارةٍ قصيرة للخالة المسكينة ,بينما زوجها العتيد يمضي وقتاً ممتعاً في السجن "

رفع المحامي بصره نحوها وسألها بشك " في السجن ؟!! هل لديك خطة لسجنه ؟!!"

ضحكت بخبث وقالت "اتصل بذلك اللعين ديفيد "

عقد المحامي حاجبيه بفضولٍ وسألها "وماذا تريدين منه؟؟؟ هل ستطلبين منه حرق شيءٍ آخر للسيد جوليان ؟؟ "

ضحكت بتسلية وجلست بكل راحةٍ واضعةً ساقاً فوق الأخرى ثم قالت "لا مللت من لعبة النار تلك ...هي لن تفيدني الآن فأنا واثقةٌ ان اللعين جوليان سيعوض خسارته في وقتٍ قريب ,فمعرفته الوثيقة بالأمير فيليكس ستضمن له الحصول على اي قرضٍ يريده ,ومن أي بنكٍ يشاء ...لا ...انا افكر بشيءٍ آخر ,شيئٍ سيقلب كل الموازين "

سألها المحامي بفضولٍ " بماذا يفكر عقلكِ الداهية سعادة الكونتيسة "

ردت بكل ثقة "اطلب من ديفيد ان يسلم نفسه للشرطة "

نظر لها المحامي بدهشة وقال باستهجان "ماذا؟؟؟؟ كيف هذا ...."

رفعت كتفيها بخفةٍ وقالت "اطلب منه ان يسلم نفسه للشرطة ويخبرهم بما سأقوله لك"

فأدرك كولفيير ان هذه الخبثية قد رسمت بالفعل خطتها الشيطانية ,فضحك بتهكمٍ وهو يستمع لأوامرها وأدرك انه امام اكبر داهيةٍ مرت عليه في تاريخ عمله كله ,حتى هو من يمتاز بالدهاء والحنكة لا يصل لمعشار خبث ودهاء هذه الماكرة

بعد ان اخبرته ازابيل بخطتها ولقيت قبوله بفكرتها قبضت على مروحتها بقوة حتى سحقتها بين يديها وزمجرت بغل "ستسقط هذه المرة يا جوليان وسأدمرك تماماً يا ابن الفلاحة الوضيعة "


*********************************************
يتبع

[ريبانزيل]

يوم الجمعة قبل اللقاء مع الدوقة بيومين

كانت ضحكات داني المرحة تصدح في ارجاء الغرفة وهو يدور بمرحٍ مع اصدقائه الجدد ,وهم يلعبون لعبة الكراسي التقليدية بعد ان اقامت معلمته السيدة هيلجا سترايسر احتفالاً صغيراً للتعارف, و دعت اليه عدداً من الاطفال الذين تدرسهم وامهاتهم كنوعٍ من التجربة الاجتماعية للمساعدة في دمج داني مع اطفالٍ من عمره , بعد ان رفض جوليان ان يخرج داني من الشقة لوحده قبل ان يتم الاعتراف به رسمياً للحفاظ عليه ,لذا اوعز لها أستخدام كل الوسائل المتاحة حتى يشعر الصغير بالمتعة والتسلية خلال هذه الفترة الحرجة ,وقد ابدعت هيلجا في ابتكار اساليب مرحة ومسلية ومفيدة في آنٍ واحد .


بسعادة اخذت اليس تتبادل اطراف الحديث الممتع مع الامهات وهن يراقبن الانشطة المدهشة التي كان الأطفال يمارسونها ,وقد راقها اسلوب هيلجا الحديث في استقطاب اهتمامهم وتحفيزهم للتعلم عبر اللعب ...

كانت هيلجا بارعة حقاً,وقد ابدت سعادتها بتجاوب داني معها ,واكدت لأليس اكثر من مرة بأنه فتىً ذكي ولماح ,وسوف يتقن اللغة الألمانية بسرعة ان استمر بالتدرب معها, ليتمكن من اللتحاق بالمدرسة في الخريف القادم ,ولن تسبب اللغة اي مشكلةٍ بالنسبة له ان ثابر على تعلمها معها خلال هذا عام ,وقد زال خوف اليس من عدم انسجامه مع نظام التعليم هنا والذي يعمد لتعليم اللغة الألمانية في المرحلة الابتدائية وبعدها يتم دمج الفرنسية في المرحلة الثانوية كونهما اللغتين الرسميتين في البلاد ..


*************************


رن جرس الهاتف فتنبهت حواس اليس بلهفة وشوق معتقدةً انه اتصالٌ من حبيبها جوليان, فسارعت بالاعتذار من الامهات الجالسات بقربها وخطت بخفة نحو انطوانيت التي ردت على الأتصال قبلها واشارت لها برأسها بالنفي, فأدركت انه ليس المتكلم فتكدرت ملامحها وانسحبت عائدة والخيبة والقلق ينهشانها ,بعد ان تأخر اتصاله -الذي ترقبه بشوق ولهفة – ثانيةً ...


فمنذ ان غادر قبل خمسة ايام وهو يداوم على الاتصال بها يومياً ,وفي اوقاتٍ محددة ليطمأن عليها ,بعد ان اخبرها ان لا تتعب نفسها بالمبادرة للإتصال به لأنه غالباً سيكون مشغولاً في عمله ,ولن يظفرا بالحديث معاً براحة ...لذا عليها ان تنتظر حتى يتصل بها هو بعد ان ينهي كل اعماله ,وقد حصل هذا بالفعل معها اكثر من مرةٍ ,فكانت كلما استبد بها الشوق تسارع للأتصال به ,لكنها تصتدم كل مرةٍ بالرد بأن هاتفه مغلق أو لا يمكن الأتصال به ,او يجيبها لكن يعتذر منها باقتضاب لانشغاله الشديد ...لذا لا تملك سوى ان تنتظر اتصالاته على احر من الجمر..


ويوم امس (الخميس ) تأخر اتصاله كثيراً ,فاستبد بها القلق وسعت لمحادثته اكثر من مرة دون فائدةٍ تذكر ,إلى ان عاود هو الأتصال بها نحو الحادية عشر ليلاً وكان الارهاق والتعب بادٍ على صوته ,حاولت ان تستعلم منه عن احواله وما يجري معه ,لكنه احجم عن ازعاجها بشؤون عمله المعقدة (حسب قوله) وقال لها بتعب


" سأمت الكلام في العمل ومشاكله ,ومشتاقٌ لسماع صوتك ومعرفة اخبارك انت واداني فقط "

فأغرقته بكلمات العشق التي اندفعت من فمها بعفوية غلبت ما يقوله امهر الشعراء, ليمضيا اكثر من ساعتين يتبدلان فيها كلام الحب والغزل .فشعرت بأنها مراهقة تعيش تجربة العشق لأول مرة ,وفي الحقيقة هي كذلك ففي سنوات مراهقتها لم تكن تحفل بهذه الأمور ,لانطوائيتها خجلها الشديد ...ولشدة تركيزها على دروسها ..لذا تشعر وكأنها تعيش حياتها لأول مرة .. وكان الامر مماثلا لجوليان تماماً فلم يغزو حب اي فتاةٍ حياته حتى عرفها ...
هتف بها بكآبة وتعب وهو يدعك جبينه المتغضن من شدة الأرهاق "كم أود لو اترك كل شيءٍ واتي اليك..."


فهمست بتأثر "وكذلك انا ...فإن تأخرت علي اكثر سأتي اليك ,فلم اعد اطيق بعدك "

ابتسم بسعادةٍ وهتف بحب"وأنا كذلك يا حبي لم اعد اطيق بعدك (ثم ذكرها )...لكن لا تنسي لقائك مع الدوقة يوم الأحد أرجوك يا حبيبتي لا تفوتيه ...فهذا مهم لداني "

اكد عليها بجد فزفرت بتذمر" وأنت مهمٌ لدي ...."

فعاد يؤكد لها اهمية الامر "أليس ارجوك ...لا تعاندي ...عديني ان تذهبي "

"حسناً " فأضطرت لموافقته مكرهةً ,فشوقها له قد غلب اي اهتمامٍ اخر لديها ,لكنه لم يدعها قبل ان تعده بأن تلتزم بالموعد الذي كان يعول عليه الكثير...

"تعلمين يا حبي ان لا شيء يسعدني كوجودي معك "

"اعرف هذا ...لكن هل ستتأخر في العودة ,ألم تنتهي من عملك ؟!! "

زفر بتعبٍ جلي وهمس بخفوت يحاول اخفاء اضطرابه "لا زال لدي بعض الأعمال المهمة "

فردت عليه بعزم واصرار محب "انا لن احتمل بعدك اكثر لذا سأتي اليك بمجرد ان انهي لقائي مع الدوقة ...لن انتظر
دقيقةً واحدة ... واضح "

فضحك بخفة وقال لها مؤيداً "لا تقلقي سأسبقك انا واتي اليكِ أولاً وسأخذك معي " وكان بالفعل يخطط للعودة يوم الأحد ليكون معها ويدعمها ,ثم بعد ان تنهي لقائها مع الدوقة ونديماتها سيأخذها معه هي وداني ويعود لينهي اعماله بفرنسا ,لأنه بالفعل لم يعد يطيق بعدها عنه اكثر....فهذه الخمسة ايام التي مضت عليه منذ غادر ,كانت كالجحيم المتستعر بدونها ....

زفرت بسعادة وهمست بانفعال "سأنتظرك بشوق " ثم استدركت بشيءٍ من القلق "جوليان لمَ لا تخبرني بما يجري معك أنا حقاً قلقة ٌعليك ؟؟!!"

رد بفتور "مجرد اجراءاتٍ قانونية ومشاكل مع التأمين ...امورٌ سقيمة لا اريد تعكير صفوك بالحديث عنها "

"انا اريد ان اكون بجانبك واشاركك همومك ومشاكلك "اقرت بتعاطف

"اعرف هذا يا حبي ...لكن معرفتك بما يجري لن تسرّع من حدوثه ,هذه الأجراءات المملة ستأخذ وقتها وليس علينا سوى الأنتظار,وأكره ان اضيع وقتنا الثمين بالحديث عنها ...يكفي اني اتحدث بها طوال اليوم " رد بتعب
فهتفت بحب "اهتم بنفسك ارجوك وخذ قسطاً وافراً من النوم ...عدني بهذا "

"سأفعل" وعدها بخفوت

"تصبح على خيرٍ يا حبيبي "

"وأنت ايضاً تصبحين على خير يا اميرتي الحبيبة ...اهتمي بنفسك "

"سأفعل"

وقبلته قبلة ناعمة قبل ان تغلق السماعة ..ليفعل مثلها ويغلق السماعة بهدوء وهو لا يزال يشعر برنة صوتها العذب في أذنه ,وكم تمنى بالفعل لو يترك كل هذه الأعمال المزعجة المرهقة للأعصاب ويعود اليها على جناح السرعة ,لكن ماذا عساه يفعل !! لقد اخفى عنها حقيقة ان الوضع متأزم جداً حتى لا يكدرها ويقلقها ,فقد خشي ان علمت بما يحصل معه ان تصر على القدوم اليه ,وهو يريدها ان تظل في لوكسمبورغ حتى تقابل الدوقة وتنال رضاها ومباركتها وحمايتها ,ثم بعد ذلك لا بأس ان احضرها معه لحين انتهاء هذه المشكلة المقيتة التي تواجهه ...
لقد اخفى عنها حقيقة ان التحقيق المبدئي اظهر ان الحريق تم بفعل فاعل ,والتحقيقات جارية على قدمٍ وساق للأمساك بالفاعلين ,وعليه ان يبقى حتى يعرف حقيقة ما جرى ونتائج التحقيق ,كما انه عالقٌ مع شركة التأمين التي ترفض التعويض ما لم تصدر النتائج النهائية للتحقيق ....وهذا قد عطل كل اعماله بشكل ينذر بأزمةٍ حقيقة ان طال الأمر اكثر ,لذا عمد لأستأجار مكتبٍ آخر ليتكفل بأدارة امور الشركة مؤقتاً ,وكان يمضي جل وقته متنقالاً ما بين عمله وشركة التأمين ومكتب التحقيقات والمشفى الذي يعالج به موظفه المصاب ,وحياته باتت دوامةً لا تنتهي ولا يهدأ ولا يرتاح منها إلا بأتصاله بأليس ليسمع صوتها العذب ويهنأ بحديثها الذي ينسيه تعبه ولو قليلاً ...


اغلق جوليان هاتفه وسرح لوهلةٍ في ذكرى حميمة قضاها مع زوجته قبل أيام لعلها تأنسه قليلاً بعد يومه المرهق للأعصاب ,لكن بالكاد اغلق عينيه حتى افزعه طرقٌ لحوحٌ على الباب ,فأنتفض واقفاً وارتدى دثاره المنزلي(روبه ) وخطى صوب الباب ورد بريبة

"من ؟!!"

ليتهادى له صوتٌ حازمٌ يقول "الشرطة ....الرجاء ان تفتح الباب "

عقد جوليان حاجبيه بدهشة وتسائل بحيرة "الشرطة !!!" ثم هتف برجاء"ارجو ان لا تكون هناك كارثةٌ اخرى قد حصلت

سارع بفتح الباب ليواجهه المحقق الشاب الذي يحقق في قضيته برفقة ثلاثةٍ من رجال الشرطة

"ما الأمر؟؟!! هل حدث شيءٌ آخر سيدي المحقق " تساءل جوليان بخشية

ناظره المحقق بغموضٍ وأقر بحدة "ستعرف هذا في القسم سيد فالكانييه ...تفضل معنا رجاءً "

من نبرته الباردة ادرك جوليان ان مصيبةً قد حصلت ,فازدرى ريقه وتماسك وقال "امهلني لحظة لأبدل ثيابي..."



****************************
يتبع

[ريبانزيل]

عودة الى يوم الجمعة


توقفت سيارةٌ حديثة فاخرة للغاية امام العمارة التي تقع فيها شقة جوليان , أُنزِل زجاج السيارة الخلفي ليظهر وجه ازابيل المنمق ,واخذت عيناها الثعلبية تراقب المكان وابتسامةٌ ماكرةٌ تتراقص على محياها الزائف...تابعت لوهلةٍ تحركات رجلين أشداء من الذين استأجرهم جوليان لحراسة داني ...وابتسمت بتهكمٍ وأقرت بغرور

"هل يحسب ان أولئك الحمقى سيحولون دون وصولي لحفيدي ...احمق لا يعلم مع من يعبث "

ثم هتفت بغرور لسائقها .."سأنزل الآن "

ليسارع السائق بالنزول من مقعده والتوجه صوب بابها ليفتحه لها وهو مطأطئٌ رأسه....,خرجت ازابيل بكل ثقةٍ وخطت نحو البوابةٍ بكبر ,ثم توقفت لوهلة حين لمحت هيلجا سترايسر تخرج من الباب برفقة احدى الأمهات ,فاستدارت ازابيل مداريةً وجهها بقبعتها الكبيرة ونظاراتها الداكنة حتى لا تميزانها ,وادعت انها تتحدث بهاتفها الخلوي ذو الغطاء الذهبي المرصع بالألماس....

تجاوزتها هيلجا دون ان تميزها وهي تضحك بسرور وغبطة بعد سماعها إطراء رفيقتها واستمتاعها بالحفلة ,بل وطلبت منها تلك الام ان تعد لحفلة تعارفٍ اخرى من اجل صغيرها ....فوافقت هيلجا بسرور

"هذا يسعدني بالتأكيد ,فليس افضل من حفلات التعارف للتقريب بين الأطفال ..." واخذت تناقش الأم في بعض التفاصيل ,دون ان تنتبه لتلك التي تراقبها بسخرية ...

ابتسمت ازابيل بخبثٍ واستأنفت سيرها ,ودخلت من باب العمارة ,مباشرةً قام احد الحارسين بالأتصال بزملائهم الذين يرابطون امام باب شقة جوليان ليعلماهما بأن هناك سيدة صعدت لتوها ,وليتأكدوا من هويتها ان قصدت شقة السيد جوليان ....

خرجت ازابيل من المصعد لتفاجأ بوجود حارسين اثنين امامها ,أوقفها احد الحراس مطالباً بمعرفة اي شقةٍ تقصد...

فأجابته بتعاليٍ "وما علاقتك انت ...؟!!"

فاخبرها بأدبٍ متكلف " هذه هي التعليمات سيدتي ....يجب ان اعرف اي شقةٍ تقصدين..."

رفعت حاجبيها بغرور وفتحت حقيبتها واخرجت منها بطاقة دعوة قدمتها له بأطراف اصابعها المنمقة " هل هذه تكفي لتفهمك ايها الاحمق ..."

تأمل الحارس بطاقة الدعوة والتي صممتها الأنسة هيلجا ووزعتها على الأمهات المدعوات لتبرر دخولهم لشقة جوليان دون الخوض في تفاصيل محرجة عن سبب وضعه حراس امنٍ امام شقته ...اعاد الحارس البطاقة لها وقال ببرود "لكن الحفلة انتهت سيدتي "

ابتسمت ازابيل بخبث وقالت بدرامية "أه مع الأسف لم استطع ان اصل باكراً ....لا بأس سأدخل لأحي السيدة فالكانييه وأقدم لها هدية ثم اغادر ....(ثم اكملت بنبرةٍ حادة ) هذا ان لم يكن لديك مانع !!"

تطلع الحارسين لبعضهما البعض دون ان يعلما حقاً هوية السيدة الماثلة امامهما وأقرا لنفسيهما ان لا خطر من دخولها طالما ستخرج وحدها ...فرفع احدهما هاتفه واتصل بانطوانيت وأعلمها ان هناك سيدةٌ من المدعوات تريد مقابلة السيدة فالكانييه ,فأخبرته انطوانيت بأن يدخلها ....

تنحى الحارس جانباً واشار بيده صوب باب شقة السيد جوليان وقال بتكلف "تفضلي سيدتي ..."

رمقته ازابيل بتعاليٍ وكادت تصحح له خطأه الفظيع بقولها "كونتيسة ايها الغبي "لكنها احجمت عن متعتها تلك واكتفت بهز كتفيها بأستخفاف وسارت صوب باب الشقة ....وهي تفكر بغرور كيف انها وبكل سهولةٍ استطاعت ولوج حصن جوليان المضعضع - بنظرها - ...

قرعت الباب بتكلف وانتظرت ريثما يفتح لها ,واخذت تحرك البطاقة التي تحملها بيدها باستخفافٍ وهي تتذكر كيف استطاعت بسهولةٍ الحصول عليها ....فلم يحتج الأمر منها سوى معلومةٍ بسيطة زودها بها التحري الخاص الذي استأجرته منذ مدة ليخبرها بكل تحركات جوليان وترتيباته منذ ان علمت بأمر زواجه ...لذا فهي تعلم بأنه يبقي عروسه وصغيرها في شقته ويضع حراسة حول بيته ,كما علمت بأنه استأجر افضل مدربةٍ في لوكسمبورغ للعناية بالصغير ,ومن لحظتها اخضعت هيلجا للرقابة الحثيثة وتتبعت كل خطواتها ,لذا حين علمت بشأن الحفلة المزمعة عملها ,ادركت انها وجدت ثغرتها التي ستنفذ منها لمقابلة التوأم الزائفة ...

لذا فبالأمس بعد ان غادر محاميها الفذ لتنفيذ خطتها الجهنمية توجهت لزيارة أحدى الامهات المدعوات وهي ابنة صديقةٍ لها ....

واستطاعت بمكرها وبكلماتها السامة ان تثني تلك الأم عن الحضور للحفلة بدعوى ان مكانتها الأجتماعية لا تسمح لها بأن تشارك بهكذا حفلات دون المستوى ...ومن ثم وبخفة لصٍ بارع سرقت البطاقة التي ألقت بها الأم بشيءٍ من القرف والتعالي ...واخفتها ازابيل في حقيبتها ثم غادرت ,وهاهي الآن تنتظر اللحظة المناسبة للدخول بسهولة من بين هؤلاء الحمقى الضخام دون عناء...

شخرت بتهكمٍ واقرت بغرور "جوليان الغبي يظن انه سيهزمني هكذا .....هو لا يعرف مع من يعبث ,لذا علي ان القنه درساً لن ينساه "


*********************************************

كانت الحفلة قد انتهت في نحو الثالثة عصراً ,وقد شعر داني بالتعب من كثرة ما لعب وجرى مع اصحابه فخلد للنوم ,بينما تكفلت اليس بمساعدة انطوانيت على ترتيب المكان ,وساعدتها هيلجا وامٌ اخرى رفضت المغادرة قبل مد يد العون لهم في بدارةٍ لطيفةٍ قدرتها اليس كثيراً ,وكانت ممتنةً بالفعل لهيلجا لتعريفها بتلك المجموعة اللطيفة من النسوة والتي اقرت لنفسها بأنهم قد يصبحون اصدقاء مقربين ان استقر بها المقام هنا ....

وما كادت أليس ان تلقي بجسدها لترتاح على الأريكة بعد ان ودعت الانسة هيلجا وتلك السيدة منذ لحظات ,حتى رن جرس الهاتف لتعلمها انطوانيت ان هناك اماً من المدعوات قد تأخرت عن الحضور وتريد ان تقابلها لتعتذر منها ,فأبتسمت أليس بخفة وقالت

"بالتأكيد دعيها تدخل "

فسارعت انطوانيت بفتح الباب لتواجهها سيدة انيقة جداً, ترتدي تييراً فاخراً لا يليق إلا بالملكات و تعتمرُ قبعة كبيرة تغطي جزءً من وجهها وقد بدت عليها دلائل الثراء الفاحش ,بمجرد ان ادارت السيدة رأسها وتلاقت نظراتها الحادة مع نظرات انطوانيت , حتى شهقت هذه الأخيرة بذهول وهتفت بتوتر "كونيسة فياندن "
تطلعت اليها ازابيل بتعالٍ كبير وقالت بغرور وابتسامةٌ استهزاءٍ ماكرة تعلو فمها المزدان بلونٍ احمر قانيٍ " أوه حقاً !!! إذاً انت تعملين هنا؟؟؟كان علي ان ادرك ان الجرذان تلحق القذارة دائماً "


تخطت انطوانيت صدمتها الأولى بتفاجؤها برؤية الكونتيسة فياندن امامها ,وتغضن وجها من كلامها الجارح لكنها بكونها مدبرةً قديرة تماسكت وتعالت على تجريحها ,وهتفت بشكلٍ عملي بارد يخفي حمم الغضب المتأججة بصدرها من دنائة هذه المكتسية برداء النبالة وهي ابعد ما تكون عنه ..

"هل من خدمة ؟؟؟"

شخرت ازابيل بتهكم وقالت بإزدراءٍ واضح " أين سيدتك الجديدة يا انطوانيت ؟؟"

رفعت انطوانيت رأسها بكبرياء وهتفت بتهكم " من اقول لها ؟؟"

لتزبد ازابيل من اهانتها المتعمدة في تجاهل مكانتها فدفعتها بيدها بازدراء ودخلت عنوه وهي تتحدث بسخرية

"كنت اعرف انك حمقاء يا انطوانيت ,لكن لم اتخيل انك اصبحت خرفة (طالعتها بازدراء وهي تقول ) ...يوجد مشفى مخصصٌ لأمثالك "

خطت بكل استعلاءٍ للداخل دون إذن وسارت بتكبر في الشقة وهي تعاين أثاثها العملي البسيط بازدراء لأنه بنظرها دون المستوى ,وهي تفضل الموت على العيش بمكان كهذا..

عادت تنظر لأنطوانيت بخيلاء وهتفت " اذهبي ايتها الخادمة ونادي سيدتك لاكلمها...هيا."

ضمت انطوانيت قبضتيها بغيظ وكادت تلقي بكل تعقلها وكياستها جانباً وتمسك بهذه المتعجرفة من ياقتها السخيفة المرتفعة وتلقيها خارجاً كخرقةٍ بالية لولا ان جاءها صوت اليس الهادئ يقول

"ما الأمر انطوانيت ؟؟" قبل ان تسمع الجواب تصلبت قسماتها بوجل حين اصطدمت بعيونٍ ثعلبية ماكرة اخذت تقيمها في التوْ واللحظة وكأنها تعاين هرةً او كلباً تنوي اقتنائه ..

ازدرت اليس ريقها وسعت لأخفاء خوفها وقلقها حين رأت الكونتيسة امامها ,وتساءلت بهلع "لماذا أتت؟؟"
لكنها حاولت ان تتماسك لتتمكن من مواجهة الكونتسية بكل جسارة ...

"هل اخرجها يا سيدتي ؟!!" علقت انطوانيت بحدة وهي تزدري الكونتيسة بحنق ,لتناظرها الكونتيسة بغيظٍ من تجرؤها على مثل هكذا اهانة ,وقبل ان تفتح ازابيل فمها لتنهال على انطوانيت بالتقريع وكيل الأهانات هتفت اليس بهدوءٍ استجمعته من كل ذرةٍ قوة وثباتٍ تمتلكها ...

"لا داعي لذلك انطوانيت فليس من عادتنا طرد الضيوف (وناظرت ازابيل باحتقار ثم اكملت )حتى وأن فرضوا انفسهم علينا بشكلٍ مقيت "

رفعت ازابيل حاجبيها -المنمقين بعناية- باستهجان واضح من جرأتها لكنها اكتفت برسم ابتسامةٍ متهكمة, فأدركت اليس انها ستخوض بلا شكٍ تحدٍ صعب في مواجهة هذه الثعلبة الماكرة ...

عادت تحدث انطوانيت بهدوء "ارجوك عودي لعملك انطوانيت واتركي الامر لي "

دنت انطوانيت منها وعلى وجهها امارات الخوف والقلق وهمست لها بخفوت " لكن سيدتي..."

فقاطعتها اليس قائلة بثقة لا تدري من اين واتتها "لا بأس انطوانيت سأكون بخير "

زفرت انطوانيت بضيق واقرت بغيظ لم تستطع اخفائه " كما تريدين ...لكني سأكون قريبة منك إذا احتجتني في اي وقتٍ لألقي بمن يزعجك للخارج "وحدجت ازابيل بنظرةٍ حارقةٍ مغتاظة ثم تمتمت بسرها " لا افهم كيف سمح لها اولئك الحمقى بأن تدخل ....لقد نبه عليهم السيد جوليان ان لا يسمحوا لأي كان بالأقتراب دون دعوة ..."

ابتسمت اليس بوداعةٍ للسيدة الخمسينية المقاتلة لتتطمأنها ثم همست برقة "لا بأس أنطوانيت ان احتجت لكِ في شيء سأنادي عليكِ"

فهزت انطوانيت رأسها وابتعدت باستياء كارهةً ان تترك ازابيل دون طردها ...وقبل ان تختفي في المطبخ جاءها صوت الكونتيسة المتعالي التي أمرتها بكل صفاقة ٍ وغرور وهي تحرك مروحيتها بخفة

"ايتها الخادمة احضري لي كأس عصير بارد ..وليكن من النوع الجيد ..فأنا لا اشرب سواه."

نظرت انطوانيت لاليس بغيظ ولسان حالها يقول "هل الطمها على وجهها المزيف المليئ بالبوتكس لأغير من
ملامحها ,يالها من متكبرة من تحسبني!!!! "

لكن ابتسامة اليس الهادئة دفعتها للتروي قليلاً وهي تقول بهدوء كبير تحسد عليه "ارجو منك يا انطوانيت ان تحضري لها ما تريد وشكرا لك.."

******************************
يتبع

[ريبانزيل]

نظرت انطوانيت لاليس بغيظ ولسان حالها يقول "هل الطمها على وجهها المزيف المليئ بالبوتكس لأغير من ملامحها ,يالها من متكبرة من تحسبني!!!! "

لكن ابتسامة اليس الهادئة دفعتها للتروي قليلاً وهي تقول بهدوء كبير تحسد عليه "ارجو منك يا انطوانيت ان تحضري لها ما تريد وشكرا لك.."

وبكل ما تملكه من قدرة على ضبط النفس واجهت الكونتيسة وهتفت بصوتٍ جاهدت في جعله ثابتاً هي تقول بتهكم "هل استطيع ان أفهم بما أدين لكيْ انال شرف هذه الزيارة "

ابتسمت ازابيل بمكرٍ وهي تطالع اليس بتعاليٍ وعنجهية ,فلا شيء يرضي غرورها اكثر من كسر شوكة كل من يقف بوجهها ,حتى وان ادعى ثبات النفس كما تحاول هذه الغرة ان تفعل ,لذا ردت بكل جرأة
" تدينين لي بالكثير"

"لا أظن اني ادين لكِ بشيء" علقت اليس بحدة لم تستطع كبتها لتطالعها ازابيل بسخرية ,وأخذت تنظر حولها بقرف قبل ان تجلس على احدى الأرائك الوثيرة وتضع ساقاً فوق ساقٍ بكل ثقة وتكمل
" لا اظن هذا ,فيكفي انك تخفين حفيدي"

تصلبت اليس وشدت على قبضتيها وهي تجاهد بالبقاء هادئة حتى لا يدفعها غضبها لضرب هذه المتبجحة الوقحة والقائها خارجاً فهي رغم كل شيء تظل جدة داني..وام ادريان..

زفرت بقوة لتبث في نفسها الثبات اللازم وظلت تحدق بتلك السيدة المتصابية التي اخرجت من حقيبتها التي تحمل توقيع(Louis Vuitton ) علبةً مذهبة فتحتها واخرجت منها لفافة تبغٍ فاخرة اشعلتها بقداحةٍ مرصعةٍ بالجواهر ,سحبت منها عددة انفاسٍ بكل هدوء ونفثتها بالجو بكل راحة وهي تقيم اليس من رأسها لأخمص قدميها بكل جرأة ...

رغم غيظها وغضبها لكن لم تستطع اليس انكار الشبه الواضح بين ازابيل وبين ابنها ادرايان في بعض القسامات والملامح ,لكنها لم تستطع هضم فكرة ان سيدة كريهة كهذه تكون اماً لأنسانٍ لطيفٍ محبٍ مثله ...اخرجها من تأملها صوت الكونتيسة المتعالي وهي تقول بكل غرور " يفضل ان تجلسي فأمامنا حديثٌ طويل وأخشى ان لا تعود ساقيكِ تحملانكِ "

كرهت اليس نبرة الاستعلاء المبطنة بالتهديد التي تتحدث بها ,وقررت تحديها بالبقاء واقفة ,فكتفت ذراعيها وقالت بحزم "لا اظن ان بيننا اي كلام قد يطول لأكثر من وقت شربك لقدح الشراب الذي طلبته قبل ان تنصرفي ,ولا تخافي على ثباتي ..."

نظرت الكونتيسة لها وقد لمعت عيونها ببريقٍ خطير ينذر بشرٍ قادم خالف نبرتها الهادئة وهي تقول " حسناً كما تشائين ...لقد اتيت لأخذ حفيدي"

اجفلت اليس من شدة جرأتها وصراحتها الوقحة وهتفت بحنق " حقاً !!. وكيف ستفعلين هذا؟ هل هيّأ لكن علقلك المريض اني سأسمح لكِ بأخذه ؟."

" اوه حقاً !!(ردت ازابيل بسخرية ثم تابعت بكل صلف ) وكيف ستمنعيني..يا ...(تروت قليلاً قبل ان تلفظ الأسم بكل حقدٍ بلسانٍ يقطر سماً ) ...اليس...."

جمدت اليس في مكانها وشعرت ان كل الهواء قد سحب من الغرفة فجأة ,فما عادت تستطيع التنفس بشكلٍ صحيح وتراخت ساقيها ووهنت رغماً عنها ,فمن هول الصدمة اهتز كيانها كله ,وتلمست شيئاً ترتكز عليه وبصعوبةٍ استطاعت الجلوس على مقعدٍ قريبٍ منها قبل ان تخر ارضاً ,ازدرت ريقها بصعوبة وسعت بجهدٍ لأعادة الثبات لنفسها لكن رغم كل محاولتها خرج صوتها مهتزاً هزيلاً وهي تهمس قائلة

" لا بد أنكِ تجهلين أن اسمي ..ليزا..وأنا ....أنا أم داني ...وأستطيع منعك بالتأكيد "

زمجرت الكونتيسة بحنقٍ بصوتٍ دوى كالرعد " توقفي عن الكذب يا هذه ,من تحسبين انك تخدعين بكلامك هذا ؟؟ انا لست حمقاء لتظني ان خدعتك الدنيئة مع ذلك الوضيع جوليان قد انطلت علي لتحرماني من حفيدي الوحيد ...لقد انتهى زمن الخداع وآن للحقيقة ان تظهر "

حاولت أليس التماسك بصعوبة ثم همست بخفوتٍ وخشية "أنا لا أفهم ماذا تعنين ؟؟؟ اظنك تتهيئن اموراً غريبة حقاً (وضحكت بتوتر قبل ان تكمل ) أنت مخطئة ..فأنا أدعى ليزا و.... "

فقاطعتها ازابيل بسخطٍ وقالت بحدة "ايتها الكاذبة ...يكفيك خداعاً فأنا اعرف انكِ لست هي "

ازدرت أليس ريقها بصعوبة وحاولت التماسك وقالت بإنكار "أنأ لا أفهم حقاً ما تقصدين من وراء كلامك السخيف هذا ؟!! لربما تعانين خطباً ما سيدتي ...لكن انا حقاً لا ارغب بسماع ترهاتك ...لذا ارجو منك المغادرة فوراً ... فقد انتهت المقابلة " و قفت أليس بحدة واستدارت عنها لتداري ارتباكها واضطرابها ,وسعت لمنادات انطوانيت مستغيثةً بها ..." أأأأانطوانيت ..."

كانت انطوانيت تقف قرب باب المطبخ تحمل بين يديها الصينية التي تحمل بها كأس الشراب ,لكن ما أن تناهى لها ما قالته ازابيل حتى شلت الصدمة جسدها وشعرت بالعجز ,فهل يعقل ان ازابيل الخبيثة توصلت لنفس الحقيقة التي توصلت لها هي ....بوهنٍ وضعت انطوانيت الصينية جانباً ودنت من أليس وقالت بخفوت "أمرك سيدتي "

وقبل أن تخبرها أليس أن تخرج ازابيل ,زمجرت تلك الأخيرة بحدة وخبث
" ان كنتِ تدعين انكِ ليزا حقاً ....فما الذي يثبت هذا ؟؟"

استدارت اليس نحوها بحدة وقد استجمعت قليلاً من شتاتها بعد ان تذكرت ان كل شيءٍ يثبت انها ليزا ..لذا ردت بقوة

"أنا لست بحاجةٍ لأن اثبت لكِ اي شيء....لكن أن كنت واهمةً بأني لست ليزا ...فأنا أملك ما يثبت ذلك ...وثائقي الشخصية وجواز سفري وشهادة ميلادي..وشهادة ميلاد داني ....وكل شيء "

ضحكت ازابيل بغرور وقالت باستخفاف " حقاً ؟!! وهل هذا يعد من ضمن الوثائق التي تثبت ذلك ايضاً !!!" والقت لها بملف الجامعة الذي احضره المحامي لها

تطلعت أليس نحو الملف الأخضر بشك وعقدت حاجبيها بأستهجان وسألتها بريبة " ما هذا ؟؟"

فردت ازابيل بكل ثقة "لم لا تنظرين فيه وتخبريني انتِ ما هذا " وعادت ازابيل تجلس براحةٍ واسترخاء وهي تتأملها بأستمتاع

ازردت أليس ريقها وتماسكت قليلاً ثم اخذت الملف من فوق الطاولة بشيٍ من العنف والعصبية ,وما أن فتحته ورأت شعار الجامعة التي كانت فيها ,وصورتها التي استقرت في اعلى الصفحة وتحتها بياناتها كاملة ,حتى شحب وجهها وشدت قبضتها عليه بعد ان عقدت الصدمة لسانها ...

كانت الكونتيسة تتابع ردة فعلها بأستمتاع وتسلية وقالت بزهو "ها ما رأيك في هذا الأثبات ..؟؟؟"

شعرت اليس بأنها على وشك الأنهيار لكنها تماسكت بصعوبة وسعت للأنكار "وماذا أفهم من هذا ؟؟" وألقت بالملف بسرعة وكأنها تخشى ان تبقيه بين كفيها

"اخبريني انتِ " ردت ازابيل بخبث

لم تعلم اليس ما تقول, هل تنفي انه ملفها ...أجل تستطيع ذلك ,لكنها عادت ونبذت الفكرة فهو يبدو حقاً ملفها الجامعي " اللعنة كيف حصلت عليه ازابيل ؟!!" فكرت بقلقٍ ولم تدري ماذا تقول ,وقبل ان تسعفها فراستها للاعطاء حجةٍ مقنعة وقفت الكونتيسة بحدةٍ وقالت بكل صلف

"ماذا عساك ان تقولي....هل ستدعين ان هذا الملف ليس لكِ !!!دعيني أُأكد لكِ انه ملفٌ اصلي وحقيقي تم الحصول عليه من ادارة جامعة اوكسفورد نفسها قسم شؤون الطلبة ...ويمكنني اثبات صحة كلامي ..."

لم تعلق أليس بكلمة وظلت تحدق في الملف الملقى امامها ,بينما تابعت ازابيل بثقة "....حسناً أي شخصٍ سيلاحظ الشبه بينك وبين الصورة ,وأظنه يحوي نفس بياناتك ...أسم الأب والأم...ونفس تاريخ الميلاد ومكان الولادة ..لكن هناك شيءٌ واحدٌ مختلف ,يا ترى ما هو؟!!(علقت ازابيل بشكلٍ مسرحيٍ متهكم ثم تابعت بخفة وخبث ) أوه صحيح انه الأسم ...فهو مدونٌ بأليس....فهل أنتحلتِ اسماً آخر يا ترى ....أم ماذا ؟؟؟"

تطلعت أليس بهلعٍ نحو انطوانيت التي شحب وجهها هي الآخرى بعد ان أيقنت ان ازابيل عرفت الحقيقة ,لكنها رفضت الأقرار وعادت تنظر لإزابيل وهي تفكر بما عساها ان تجد من حجة لتضحد شكوكها ,هل تدعي انه اسمها الثاني ...لا فهذا سيكشف فوراً ,لأنه في وثائقها الرسمية اسمها الثاني آن ,فشقيقتها التوأم تحمل أسم (ليزا آن كولينز ) بينما هي تحمل اسم (أليس لين كولينز) فما عساها تقول !!!

ضحكت ازابيل بشرٍ وقالت بأستمتاع وهي تدرك عجزها "ربما هي اختكِ التوأم ...أليس كذلك!!! "

جحظت أليس عينيها بهلعٍ فإخذت ازابيل جوبها وأكملت بخبث " والتوائم المتشابهون يسهل عليهم تبادل الأدوار وخداع الناس ...فأيهم أنتِ أليس ...أم ليزا ؟؟"

شحب وجه أليس لأنها ايقنت أن ازابيل تعلم اشياء كثيرة ,لكنها لا تدري حقاً ما مقدار ما تعرفه ,لذا سعت لأنكار الامر بالقول "طبعاً أنا ليزا ..."واشاحت بوجهها عن ازابيل تواري اضطرابها

ردت ازابيل بشكلٍ درامي "حقاً !!....وهل كانت اختكِ طالبةً نجيبةً مثلك درست في أوكسفورد بمنحةٍ دراسية ,وتخصصت بالقانون الدولي مثلكِ ...لأنك بحسب ما قلته للدوق والدوقة والأمراء اثناء العشاء بأنكِ انتِ من فعل هذا ,بل وزعمتي انكِ تخليتي عن دراستكِ للعناية بأختك المسكينة التي ماتت بالسرطان ,فهل كنتِ تكذبين بشأن هذا...."

صمتت أليس ولم تعلم ما تقول وفكرت برعب "يا ألهي ....كيف عرفت بهذا ؟؟؟ أكاد أجن ؟؟؟"

ثم تذكرت السيدة اللئيمة كارول فقد كانت موجودةً حين صرحت أليس بتلك المعلومات فأدركت خطأها " اللعنة لا بد ان تلك السيدة اللئيمة هي من اخبرتها بكل شيء..."

لعنت اليس غبائها ,فما كان يجب ان تسترسل بالحديث عن نفسها هكذا ,لكن لم يخطر ببالها ساعتها ان يستغل احدهم ما قالته ضدها ....ويسعى للتحقق من صحة قولها ,حتى انها لا تعرف كيف استطاعوا الوصول لملفات الطلاب ,بحسب معرفتها فأن انظمة الجامعة صارمة للغاية بشأن تسريب بياناتها ,لكن بغض النظر على الطريقة التي استعملتها ازابيل فالمشكلة انها باتت تعرف الآن من هي ,وأليس لا تستطيع الأنكار...

طالعتها الكونتيسة من علٍ ,بوجهها الجامد الخالي من الرحمة والذي يخبرها انها على وشك ان تخسر داني , فكيف ستتصرف؟!!!..لا عليها ان تنكر... ان تقاتل ...ان تفعل اي شيءٍ حتى لا تأخذه منها ,ظلت تتخبط بافكارها حتى اخرجها صوت الكونتيسة المدوي من ذهولها ..

" لا أظن أنك تستطيعين الأنكار بعد الآن ,فأما أنكِ قد كذبتِ بشأن تلك المعلومات ,وادعيت زوراً أنكِ دخلتي الجامعة رغم انكِ لم تفعلي ذلك ,وهذا للعلم امرٌ تمقته الدوقة الكبرى وستقصيك حتماً من مجلسها حين تعرف بكذبك ...."

تطلعت لها أليس برعبٍ وهي تدرك ان فرصتها الوحيدة بأنقاذ داني من خلال التقرب من الدوقة قد فشلت منذ الآن ,لكن رعبها زاد حين تابعت ازابيل باستمتاع " او تكونين صادقة بشأن دخولك الجامعة ودراستك ...لكن عندها تكونين كاذبة ومنتحلة ,وأدعيتي انكِ ليزا بينما أنت في الحقيقة شقيقتها التوأم أليس...كما تقول بياناتك الجامعية ...فمن أنتِ بالضبط ؟؟ الطالبة النجيبة أليس أم ام داني البسيطة ليزا ....ومن هي التي ماتت ...أليس ام ليزا؟؟؟ ها "

***************************

يتبع

[ريبانزيل]

خارت قوى اليس وشلت الصدمة قدرتها على الكلام وشعرت بأنها تائهة ,فرغم كل ما فعلته استطاعت الكونتيسة معرفة الحقيقة ,لكن ازابيل لم ترحم ضعفها وشحوبها بل اخذت تنهرها بعنفٍ وتسلط

"...هيا احضري حفيدي لي فيكفيه ما قضاه معكِ ايتها المخادعة ...(وحين ظلت أليس على صمتها وذهولها زمجرت الكونتيسة بسخط ) قلت لكِ احضري حفيدي "

هزت أليس رأسها بوهن وهمست بخفوت "لا ....لا ..."

فزمجرت ازابيل بسخط " لا تريدين .... حسناً "

وبدأت تنادي بأسمه وهي تتجول بكل حرية بالشقة بحثاً عنه وأنطوانيت تجري خلفها بتعثرٍ تحاول ايقافها ...عندها افاقت اليس من صدمتها وهرعت نحوها ترجوها بصوتٍ خفيض متوسل

"توقفي ارجوك...؟ لا تفعلي هذا.."

تطلعت لها ازابيل بحدةٍ وسألتها بحنق "لماذا لا افعل؟؟؟ انتِ خدعتي الجميع وادعيتي انكِ امه ...."

هزت اليس رأسها وهتفت برجاء " لا تستطيعين اخذه مني.. أنه ابني..."

رمقتها ازابيل بحنق وزمجرت " ليس ابنك ايتها الكاذبة ..."

بكل ما تملك اليس من قوةٍ وقفت امام الكونتيسة ودفعتها بعيداً وهي تهتف بألم "بل هو ابني انا.... "

لكن يبدو ان ازابيل لم تكترث بدفاعها فقد هتفت بحنق وسخط "كاذبة ...كاذبة انه ليس أبنك أنتِ بل أبن شقيقتك التوأم وسأخبر العالم بأسره بكذبكِ ايتها المخادعة "

ازدت أليس ريقها ونظرت بعيون ٍ وجلةٍ ووجهٍ شاحب وهي تحاول بجهدٍ كبير السيطرة على نفسها ...

دنت منها ازابيل ببطئ وهي تزمجر بغيظ مؤكدةً ظنونها " استغليتِ الشبه بينكما لتنتحلي شخصيتها ظناً منكِ ان لا احد سيفطن لهذا ,سرقتي وثائقها ونسبته لكِ ...لكن كوني واثقة اني سأفضحك انتِ وذلك اللعين الغشاش جوليان المتآمر معكِ..."وعادت تصرخ منادية على داني بينما جرت انطوانيت لتستدعي الحراس ليخرجوها بالقوة


جمدت اليس مكانها للحظة لا تدري ما تفعل ,وبدأ جسدها يهتز بشدة بعد ان ادركت انها خسرت ...خسرت كل شيء مرةً واحدة , وحين ادركت ان صراخ ازابيل المزعج قد يوقظ داني جرت خلفها وهتفت باكية ترجوها ,لعلها تجد في قلبها مثقال ذرةٍ من رحمة

"ارجوكِ اخفضي صوتك....انه لا يعلم ...اتوسل اليك اشفقي عليه.... انت ام قدري شعوري.."

نظرت لها الكونتيسة ببرود قاتل وقالت بكل حقد "اجل انا كنت اماً لكن انت لا ...انت لست امه..."

هتفت اليس بأنفعال "بلا انا امه ..أنا من رباه واعتنى به...انا امه ...".

فجأة خرج داني من غرفته وهو يدعك عينيه بنعاسٍ كبير بعد ان ايقظه صراخ احدٍ بأسمه , فشاهد امه تقف برفقة سيدة لم يرها من قبل ,نظرت الكونتيسة له بالذهول كبير لشدة شبهه بأبيه الراحل فهمست بخفوت " ادريان صغيري..."

تفاجأ داني من مناداة تلك السيدة اياه بأدريان كأسم ابيه ,فدنى من امه يلتمس جواباً واحتضنها وقال بقلق بعد ان لاحظ دموعها "..ماما لمَ تبكين.؟"

ضمته اليس لها بقوة وحرارة وهي تحاول لجم دموعها "لا شيء يا صغيري لا شيء هناك ما دخل بعيني" ادعت كاذبةً حتى لا تقلقه على حالها ...واخذت تداعب شعره الناعم المنسدل على جبهته ,نظر داني لأزابيل بغضب
وسأل امه بريبة " ماما من هذه السيدة...؟"

دنت ازابيل منه وهتفت بانفعال بانجليزية مكسرة " انا جدتك يا صغيري ..الكونتيسة ازابيل فياندن..."

نظر داني لامه وسأل بشك "من هي ..ماما ..؟" لم يكن يعرفها ....فدائماً حين كانت اليس وجوليان يتحدثان عنها كانا يتحدثان بالفرنسية حتى لا يفهم كلامهما ...

لم تقوى اليس على قول شيء فصاحت بها ازابيل بحدة وبالفرنسية " لمَ لا تخبريه من اكون...اخبريه اني جدته..".

نظرت اليس لداني بألم وهي تمسح رأسه بحنان وتفكر برعب " يا الهي هل سأفقده,لا ...لا استطيع "

استجمعت شتات نفسها بصعوبة وادركت ان تحدي ازابيل لن يجدي الآن لذا اقرت بخفوت "هذا صحيح ..انها جدتك "

بقوة هتفت ازابيل " تعال لي يا صغيري تعال لجدتك..."

تشبث داني بكتف امه وهمس بوجل وشك " لا ...انا لا اعرفك..وانت لست جدتي...جدتي انجيلا..."

اكفهر وجه الكونتيسة لدى سماعها اسم انجيلا وعادت تهددها بالفرنسية و بصوت يشبه الفحيح..".كيف تجرئين على تشويه الحقائق...سوف اقاضيك انت وجوليان بتهمة التلفيق..والكذب ..والتزوير...سأفضحكما في البلاط الملكي كله ...ايها الكاذبون المخادعون ..."

عند سماعها تهديداتها المريعة استجمعت اليس شتاتها ,وتماسكت ووقفت بثبات لتواجهها ,ونادت على انطوانيت التي كانت تهم بفتح الباب لتدخل الحارس والذي هرع مسرعاً لتلبية طلبها بأخراج ازابيل ..

فوقفت ازابيل بكل كبرياء وتحدي وهي تهدد بالقول "سأقاضيكِ انتِ وذلك اللعين وسأحصل على حفيدي بالقانون "
هم الحارس بأن يمسك ازابيل ليخرجها ,فصرخت به ازابيل بحنق وقرف"ابتعد ايها الأحمق ..ألا تعلم من أكون ...أنا الكونتيسة فياندن ...أبتعد عني ...." وعادت تتوعد بغيظ "لن تفلتي من العقاب ابداً ...أنت وذلك اللعين ,سأسجنكما وافضحكما "

هتفت أليس بهدوءٍ عجيب "دعها ..." نظر الحارس لها بفضول دون أن يفهم ما قالته لأنها نطقت به بالأنجليزية ....فأعادت اليس القول بحدة وبالفرنسية لتفهمه "قلت دعها ..."


نظرت لها انطوانيت بحيرة لا تفهم لمَ طلبت منه ان يدعها ,بينما ابتسمت ازابيل بخبث لأنها عرفت ان أليس ليست غبية وتدرك جيداً حرج موقفها ,وستسعى لمهادنتها وهذا بالضبط ما تريده ...

كتفت ازابيل ذراعيها ووقفت بتعاليٍ بينما عادت أليس تقول لأنطوانيت بكل ثبات " انطوانيت ارجوك أطلبي من الحارس المغادرة فوراً ,ثم خذي داني لغرفته ريثما اتحدث مع الكونتيسة (ثم عادت توجه حديثها لأبنها – الذي لم يفهم ما يحصل – وقالت له بالأنجليزية )

"...داني حبيبي رافق انطوانيت قليلا لتساعدها فقد تعبت كثيراً في تنظيم حفلتك ..."

نظر داني لامه بفضول لكنه رأى نظراتها الجادة فأذعن بخنوعٍ ورافق انطوانيت بعد ان طلبت من الحارس المغادرة ...
وبمجرد ان خلا المكان لهما هتفت ازابيل بمكر " هل تظنين ان اي شيٍ تقولينه سينجيك من العقاب ؟؟؟"

نظرت لها أليس بحدة هتفت بأزدراء "عقاب !! اي عقاب !! هل تلوميني لأني اعتنيت بحفيدك الذي نبذتيه و تخليتي عنه !!. ماذا كنت تريدين مني ان افعل ؟!! هل كنتِ تريدين ان اتنكر له كما فعلتي انتِ !!!! ام كنتٍ تريدين مني ان القيه في الملجأ !!! كيف تجرؤين على المجيء بعد كل هذه السنين لتطالبي بأخذه مني..كيف ...!!؟ وهل تظنينه سيوافق ان يذهب معك بعد ان يعرف انك تخليتي عنه ونبذتيه ؟!! "

تراجعت ازابيل عن حدتها وهجومها بعد ان ادركت انها لا تستطيع ان تغامر بكشف هذا الجانب من الحقيقة ,فهذا لا يتفق مع خطتها ,وإن اذيع خبر انها نبذت حفيدها ستنهار صورتها امام الجميع وهذا يضرها كثيراً ,لذا تماسكت ولانت قسمات وجهها وتبدلت في لحظات حتى ان اليس كادت تقسم انها رأت حزن وكآبةً تشع منها ,خاصةً حين همست برجاءٍ كاذب

"أنا لم انبذه ....انا حتى لم اكن اعلم بوجوده سوى من فترة قصيرة .."وأخذت تبكي وتذرف دموع التماسيح وتداريها في منديلها


سألتها اليس بأستهجان " كيف تقولين هذا ؟!.لقد ارسلت اختي العديد من الرسائل لادريان تخبره بحملها وترجوه العودة لها ولطفلها ...لكنكم تجاهلتموها وحجبتم رسائلها عنه ,وخدعتموه واخبرتموه انها هي من تريد الطلاق مقابل المال ...لقد خدعتي ابنكِ واختي وتسببتم في انفصالهما ...وهجرتم طفلها ونبذتموه ...ثم تأتي الآن لتطالبي فيه ...فأي وقاحةٍ هذه ...!!؟قد اكون خالته حقاً لكن داني أبني انا ....فأنا من ربيته أنا من أعتنت به منذ كان طفلاً رضيعاً ,هو لا يعرف اماً سواي ....أنا أمه وأن لم ألده ,لكن أنتِ ...أنت لا شيء ...أنت مجرد عجوزٍ حقودة تخلت عنه ونبذته ,ولا تعنين له شيئاً "..


ضيقت أزابيل عيونها غيظاً فقد ادركت أن معركتها مع أليس لن تكون سهلة ,فبتأكيد جوليان لا بد أن اخبرها حقيقة ما حصل ,وأدركت أن تمسكها بهجومها لن يفيدها الآن ,فأن علمت الدوقة والبلاط الملكي بأنها نبذت حفيدها لوضاعة اصل امه ,ستنهار صورتها امام الجميع ,وستصبح سيرتها موضع ثرثرة الناس ...لا ....لا تستطيع المجازفة بكشف الحقيقة ..

فحتى لو علمت الدوقة بأن أليس قد كذبت بشأن اسمها ,وانتحلت شخصية اختها , فتضحيتها بمستقبلها لقاء العناية بطفل شقيقتها الراحلة سيشفع لها ,بل على العكس قد يرفع رصيدها امامها ,وهذا ما تخشاه ازابيل ...لذا يجب ان لا يعلم احدٌ بهذا ....لذا فكرت كثيراً كيف تستغل معرفتها بالحقيقة لصالحها ,وادركت انها لن تستطيع ذلك إلا إذا غيرت استراتيجيتها ,فهتفت بحرقة كاذبة


" لا هذا افتراء ...أنا لم أكن أعلم بوجوده ...لا أنا ولا أبني الراحل ( وعادت تذرف دموعها الكاذبة ) تقولين أن اختكِ اخبرتنا عنه ,لكنِ أوكد لكِ أننا لم نستلم سوى رسالةٍ واحدةٍ منها , تطلب فيها اختك من ادريان الطلاق لقاء المال ...لقد تمزق ابني وهو يقرأ تلك الرسالة الباردة التي تدل على ان صاحبتها لا تكترث سوى بالمال ...فما كان امامه سوى ان يطلقها "وعادت تذرف دموع التماسيح


نظرت لها إليس باستهجانٍ وقالت بأتهام "تتدعين انكِ لست من أخفى رسائلها عن ادريان و زورها ؟!!"

اتسعت عينا ازبيل بهلعٍ مصطنعٍ وقالت ببراءةٍ كاذبة "أنا...؟!! طبعاً لا ...انا لا انكر اني وزوجي الكونت لم يرق لنا ما قام به ابننا من زواجه بأختك دون علمنا ,ودون ان يراعي مكانتنا الأجتماعية ...ودون ان يكترث لانه كان مخطوباً قبلها لمارتينا ...لكننا ابداً لم نكن لنقف بطريقه "

حدجتها أليس بعدم تصديق فتابعت ازابيل حديثها المسموم بتالفيق والكذب.."هذا مجرد افتراء وأعرف من وراءه ... ان كان احدٌ سيفوز من وراء كل هذا فهو جوليان .."


نظرت لها أليس بغضب وقالت بحنق "أياك ان تأتي على ذكر زوجي بأي سوء "


عادت ازابيل تكفكف دموعها المزيفة وتقول " انتِ لا تصدقيني ....لكن عندي الدليل على ذلك..."

(ومدت يدها في حقيبتها الفاخرة واخرجت حزمةً من الرسائل وهي نفس رسائل ليزا التي ارسلتها لزوجها الراحل ,واعترضتها ازابيل وأخفتها لوقتٍ طويل ...لكن الأن جاء دورها ...فعرضتها امام أليس على الطاولة ثم قالت بمسكنة )

"مع الأسف اكتشفت من مدة بسيطة أن كل رسائل اختك التي كانت ترسلها لأبني ...كانت تصل لمكتب شركتنا في العاصمة وليس للقصر...وفي ذلك الوقت كان جوليان المسؤول العلاقات العامة وهو من كان يستلمها لا نحن .. انظري.." واشارت للعنوان المرسل له

نظرت لها اليس بشك فهتفت ازابيل " اقرأيها واحكمي بنفسك "


************************

يتبع

[ريبانزيل]

بتردد كبير اخذت أليس احدى الرسائل وقلبتها بين كفيها , وتأكدت انها بالفعل احدى الرسائل التي كانت ترسلها اختها ,نفس المظاريف ونفس الخط والختم ونفس عنوان شقتهم القديمة في لندن ....

ادارت الجهة الأخرى من الظرف وقرأت اسم المرسل اليه وكان مدوناً ...مكتب مدير العلاقات العامة لشركة روبال فوكس تسلم ليد السيد ادريان فياندن ...

فشحب وجهها بشدة وعادت ذكرى تلك السنوات المؤلمة تجتاحها ,فتذكرت انها سألت اختها مرةً لماذا ترسل رسائلها لتلك الشركة ,فأجابتها ليزا يومها بأنها لا تعرف عنوان منزل ادريان ,واول رسالةٍ وصلتها منه وكان يطالبها بالطلاق ,كانت تلك التي اعطاها أياها المحامي حين جاءها بتفويضٍ من أدريان لأتمام عملية الطلاق ,وتلك الرسالة الباردة كانت تحوي هذا العنوان لمدير العلاقات العامة لتلك الشركة ....

ثم بألم تذكرت ان جوليان اخبرها مرةً في معرض حديثه أنه كان مدير العلاقت العامة في شركة عمه والتي تدعى "روبال فوكس" قبل ان يستقل عنها ويفتح شركةً خاصةً به والتي يديرها الآن ... لكنها لم تستسغ الفكرة المريعةٍ التي تريد هذه السيدة المدعية غرسها فيها ....فسارعت بفض احدى الرسائل لقراءة ما جاء فيها ,ولاحظت خط اختها الذي تعرفه جيداً فتأكدت انها احدى رسائلها التي ارسلتها بالتأكيد ....

بكل مكرٍ استغلت ازابيل اضطرابها الظاهر وتأثرها فحاولت ان تخرق جدار ثقتها, فاسترسلت بالقول بصوتٍ ملأته تأثراً ومشاعر زائفة كزيف جمالها وقالت بدرامية

" كما أخبرتكِ هذه الرسائل وجدت في مكتب جوليان بالشركة , ولم يكن لنا علم بها ...إلا بعد ....(وانتحبت باكية بزيف ثم تماسكت قليلاً واكملت ) إلا بعد وفاة ابني الغالي ...."

ناظرتها أليس بريبة بينما تابعت ازابيل كلامها " حين أستلم المحامي الخاص بنا أدارة شؤون الاملاك بعد وفاة ابني من اجل حصر الإرث (وادعت البكاء لتكمل بصوتٍ خفيضٍ ) وجد هذه الرسائل في خزنة مكتب مدير العلاقات العامة وهو مكتب جوليان القديم...واعطاني أيها على اعتبار أنها مرسلةٌ لولدي الحبيب "

(وعادت تذرف الدموع الكاذبة بغزارة ثم اكملت ) " عندها فقط عرفت بوجود حفيدٍ لي ,فبحثت عنه بأستماتة لأشهر حتى أمنحه لقب ابيه الذي يستحقه ,وحين عثرت على عنوانكِ ارسلت لكِ لأطلب منكِ احضاره لي ,لكن حين رفضت اعطائي اياه ..غضبت واعتقدتك تساومين من اجل المال ..لذا... "


صاحت اليس بحنق " لذا حاولت خطفه..اليس كذلك..؟؟؟"


وضعت ازابيل يدها على صدرها وشهقت بلوعةٍ مصطنعة " اوه يا ألهي كيف تقولين هذا؟؟؟ انا سيدة فاضلة ولا اقوم بهكذا امر"


زمجرت اليس بها بغيظ وهتفت بأتهامٍ " وكيف تفسرين كل ما مر بنا ,والاشخاص الذين لاحقوني وداني وهددونا ..كنا نعيش في رعب وكله بسببك ..."

عادت ازابيل لمسرحية الدموع السخية وهي تهمس بأسىً " انا ..!! كيف تقولين ذلك انا لا ادري عما تتحدثين كل ما قمت به هو اني ارسلت لك رسالة اعلمك بها برغبتي في الحصول على داني لأمنحه لقب ابيه كما حاولت اعطائك بعض المال ..لاني ظننت انك تطمعين به وهذا وانا اعتقد انك ليزا ..(ثم تابعت بلوم )وليس ..شقيقتها التوأم "

لم تستطع اليس تصديقها فردت بحدة "حتى وأن صدقت روايتكِ المزعومة تلك ...فكيف تفسرين رسائل التهديد التي ارسلتها لي ,أم ستنكريها أيضاً ..؟"

فهتفت ازابيل بأنكار " انا لم ارسل اية رسائل لتهديدك ..بل انت من ارسلت لي لتبتزيني..انظري "وأخرجت ازابيل من حقيبتها عددأ من الرسائل تحمل ختم البريد الخاص بمكتب بريد بلدية جريتا جرين حيث كانت تقيم أليس في كوخها المتواضع ..

حدقت أليس بعدم تصديق في المغلفات قبل ان تتجرأ وتمد يديها المرتجفة بانفعالٍ وتفض احدى الرسائل بعنفٍ لتصدم بما كان مكتوباً فيها من ابتزازٍ مشين

" ..ان كنت تريدين حفيدك فأرسلي مبلغ مليون يورو...لقاء تربيتي له "

ولم تستطع اكمال القراءة فهتفت بحدة " هذا سخف انا لم ارسل هذه الرسالة..."

"ولا انا ارسلت لك لأهددك " ردت ازابيل بثقة

فناظرتها اليس بشك وهمست بخفوت "ماذا تقصدين؟؟"

مسحت ازابيل دموعها الزائفة التي انتهى دور العمل بها واخذت تتحدث بمكرٍ وخبث " هذا يعني ان كلانا وقع ضحية الاعيب جوليان..(شخرت بتهكم ) لن استغرب الأمر فهي ليست المرة الاولى .."

صاحت اليس بإنكار " كيف تجرؤين قول هذا عن جوليان ...صحيح انه كان يعمل لدى عمه في تلك الشركة (وتابعت بشكٍ )وربما كان مدير العلاقات العامة ...لكن هذا لا يعني انه اخفى تلك الرسائل كما تزعمين ...ثم ما علاقته بالرسائل المزيفة " قالت بكل حزم


فقاطعتها ازابيل بحدة "بل اجرؤ على اتهامه ...لأنه محتالٌ وضيع ,لقد كان هو الوحيد الذي يعرف بشأن الرسائل وبشأن كل شيء عنك وعني ,لقد وثقت به فيما مضى وكان نتيجة ذلك ان دمر حياة ابني ادريان..(وعادت لمسرحية بكائها الزائف ) اه ادريان يا صغيري المسكين.. لقد هدم زواجه..لم يكن يريد ان يكون له وريث ..كان يريد اللقب لنفسه..."


وضعت اليس يديها على اذنيها ترفض سماع افترائتها وهتفت بحدة " لا ..توقفي ..جوليان ليس هكذا ..هذا افتراء انت تكذبين.."

" أفتراءٌ وكذب ولمَ افتري عليه ...ها اخبريني ما مصلحتي ؟؟"


ردت اليس بثقة "اللقب ..طبعاً "


هتفت ازابيل بأستنكار "هل انتِ حمقاء لتصدقي هذا الكلام السخيف ......لو كنت اعرف بوجود حفيدي كما تعتقدين الم اكن لأخذه منك منذ البداية لينشأ في كنف اسرته النبيلة ؟؟؟ اما كنت ساعتها سأسد الطريق امام جوليان حتى لا يظفر باللقب كما تظنين ...لا ايتها الشابة انا لم اكن اعلم بوجوده او تعلمين السبب !!!...لأنه لو كنت اعلم بوجوده لكنت فزت باللقب الذي تظنين انه كل ما يهمني "


لم تجبها أليس لأنها وقعت فريسة حيرة شديدة ,فناظرتها ازابيل بحدة واستأنفت قولها " او تعلمين أيتها الشابة الساذجة من هو المستفيد الوحيد بجهلي بوجود حفيدي!!!....انه جوليان لأنه عندها سيكون الكونت ,لقد فعل المستحيل ليفسد حياة ابني ويحرمه من ان تكون له اسرة او يكون له وريث ,انظري بنفسك وقرري .."

(والقت اليها بصورة لجوليان وهو ينام وفي احضانه أمرأة اخرى ..جميلة...كانا ينامان معاً في سريرٍ واحد ,متلاصقين بوضعٍ حميم )

فاشاحت اليس بوجهها الشاحب ولم تستطيع النظر لبشاعة ما تعرضه الصورة التي هزت كيانها ومزقت احلامها الوردية, واخذت ترتجف وشعرت بأن قدميها لم تعد تقوى على حملها فتهالكت على الاريكة مرتعبةً من بشاعة ما تراه

التمع الخبث بعيون ازابيل بعد ان ادركت انها وجدت ثغرتها التي ستنفذ منها لعقلها وتنسف ثقتها ,فضربت على وترٍ حساس لتتابع عزفها الناشز بالقول

" اتعلمين من هذه الشابة (وأشارت للصورة ) ..انها مارتينا زوجة ادريان...."

حجظت أليس عينيها غير مصدقة بينما تابع ازابيل بمكر " لم يكتفِ جوليان بتدمير زواج ابني الأول وبحرمانه من طفله حين اخفى امره عنا .....بل تجرأ على تدمير زواجه الثاني بعد ان اغوى مارتينا الساذجة بحبه, واقام معها علاقة غرامية ,وحين ...(وعادت تذرف الدموع بسخاء ) وحين علم ابني المسكين لم يحتمل.. وانتحر"


لم تستطع اليس تصديقها فهمست بأنكار "لا ....لا ...انت تكذبين ...هذا مستحيل جوليان لا يفعل هذا "


لم تصدق اليس كلامها لكن الصورة كانت مزعجة للغاية ومؤذية لقلبها ,لقد عادت الحيرة والشك تنهشانها وكادت تجن وهي تتسائل "كيف التقطت لهما هذه الصورة..معاً ؟!! " كانا ينامان جنباً لجنب عاريين..فلم تعد تستطيع ان تفكر فقد شل تفكيرها تماماً.


"هل يعقل ان جوليان كان على علاقة مع تلك السيدة التي تدعي ازابيل انها زوجة ادريان؟!! ..وما أدراها انها زوجة ادريان حقاً ؟!!


لكن بغض النظر من تكون ,فقد ظهر بجلاء انها كانت على علاقةٍ حميمةٍ معه ,فهزت رأسها بإنكار وهتفت وهي تغالب دموعها

"لا ..لا مستحيل,انا لا اصدقك "

ردت عليها ازابيل بثبات " كما تشائين لا تصدقيني ,لكن هذه الصور لا تكذب (والقتها نحوها بأزدراء ) يمكنك اخذها وعرضها على خبراء تصوير وسيثبتون لك صحتها وبأنها ليست زائفة ,واسمحي لي ان اخبرك انها ليست المرة الوحيدة ولن تكون الأخيرة ايضاً كوني واثقةً من هذا ...."

لقد اثارت ثقتها الكبيرة خوف اليس ووجلها ,وعادت تذكر اعتراف جوليان عن تعمده الأيقاع بالنساء اللواتي يتعرف عليهن ادريان ,من أسماهن (صائدات الثروات ) لكنه اكد لها انه لم يكن يعمد لأقامة علاقةٍ معهم ...ام لعله فعل ؟!!
اعتصرت جبينها بكفيها من شدة الصداع الذي فتك بها ,لكن الكونتيسة لم ترحم ضعفها فعادت تهاجمها بكلامها القاسي المرعب وتشوه صورة حبيبها بكل بشاعة

" لم تكن أول مرةٍ يعمد لفعل ذلك ...كان كلما اعجب ابني بفتاة واحبها يجد جوليان في طريقه يعمل على اغواء الفتاة ويسرقها منه...صحيح اني لم اكن راضية عن مصاحبة ابني لأيٍ كان, لكن هذا لا يبرر بشاعة اسلوب جوليان ,وكل ما قام به لا يصل لقبح وبشاعة ما قام به حين قام باغواء مارتينا لا لشيءٍ سوى لتحقيق اهدافه الخاصة.."

"هذا افتراء ...مجرد افتراء منك" هتفت بأنكار لأنها لم تستطع استيعاب بشاعة ما يقال والذي تخشى ان تصدقه , فادركت ازابيل انها تضرب على الوتر الصحيح حين رأت تقلص تعابير اليس والرعب الذي يعشش في عينيها من قبح ما تسمعه ,فأرادت ان تكمل بث سمومها الفتاكة في عقلها لتزيد من شكوكها ,لكن قبل ان تفتح فمها جاءت انطوانيت مسرعةً بلهفة بعد ان تركت داني يشاهد الرسوم المتحركة على التلفاز ,ولم تقدر ان تظل واقفةً بلا حراك وهي تدرك خطورة تطور الأمور ,فسأمت الوقوف صامتة وهي ترى ما تقوم به ازابيل من تخريب

"يكفي هذا ؟؟؟يكفي بثاً لسمومك وحقدك...هيا انصرفي"

ناظرتها ازابيل بحقدٍ لتطاولها عليها ,وكم تمنت لو تغرس اظافرها الطويلة في وجه انطوانيت المجعد لتعيد تشكيله كما تهوى ,لكنها ارجأت رغبتها وعادت تكمل بكل ثبات وثقة ...

" هل ستغطين عليه انت ايضاً ؟؟!!!!...لن استغرب الأمر لقد دفع لكِ المال حتى تعمدي للتجسس علينا ,لتنقلي له أخبارنا ...فلما لا يكون قد دفع اليك لتستر عليه "

(تقلصت قبضة انطوانيت وهي تقاوم رغبتها في لطم هذه شمطاء المتصابية على انفها المرمم ...لكن تراخت قبضتها حين سألتها ازابيل بكل مكر ) "لمَ لا تخبرين سيدتك -التي تدعين حرصك عليها - بالحقيقة ...لمَ لا تخبرينها من التي اكتشفت مبيت مارتينا في احضان جوليان وفي سريره ...الم تكوني انتِ يا ناكرة الجميل "

صمتت انطوانيت وشحب وجهها ولم تجب ,فدنت منها ازابيل وهي تكمل بخبث "هيا اخبري سيدتك المبجلة بالحقيقة "

سألتها اليس برعب "ما الذي تتحدث عنه يا انطوانيت ؟؟ تحدثي ارجوك فأنا اصدقك ...قولي ان ما تقوله هذه السيدة كذبٌ وافتراء وأن جوليان لم يفعل ذلك ..لم ينم مع زوجة ابن عمه ...هيا قولي انطوانيت لمَ انت صامتة؟!! "

هتفت اليس بذعر حين لاذت مدبرة المنزل بالصمت واشاحت وجهها الشاحب ,فاخذت اليس تهزها بقوة تريد ان تعرف الحقيقة ,فطالعتها انطوانيت بارتباك وهمست بخفوت" الأمر لم يكن هكذا...(ونظرت للكونتيسة باتهام ) لن استبعد ان تكوني انت وراء كل ما حصل"


بهتت اليس من جوابها الذي لم ينكر ما حصل ,وتراخت يداها وهوت جانبها وهمست بخفوت "هل نام جوليان مع مارتينا ؟؟؟ !!!لمَ صمتِي يا انطوانيت ارجوك اخبريني الحقيقة "


"ما عساه تقول وهي تعرف ان كل كلمةٍ قلتها صادقة "قالت ازابيل بكل ثقة دون ان يخلو حديثها من التهكم الماكر
شحبت انطوانيت وهمست بخفوت "انا واثقة ان في الأمر خدعة ..."

تراجعت اليس بذهول وبالكاد استطاعت تلمس الكرسي خلفها لتجلس عليه قبل ان تهوي من هول ما فهمته وما سمعته وما عادت تسمعه حين تابعت ازابيل بكل جرأة دون ان ترحم دموعها المنهمرة بصمت


"لم تكن تلك المرة الأولى لهما ....لذا ركبت كاميرة مراقبة لأضبطه بالجرم المشهود ولم يطل الأمر قبل ان يفعلها ثانيةً وهذه الصورة دليلٌ على فعله الدنيء الذي مارسه مراراً مع كل من احبها ابني..."

"كاذبة .." هتفت انطوانيت بحدة وعادت تخاطب اليس التي الجمتها الصدمة
"انها كاذبة ...لا تصدقيها "

فهمست أليس بخفوت "انا لا اصدقها ....بل اصدقكِ انتِ ,لذا قولي ان هذه الصورة مزيفة وسأصدقكِ ...قولي انكِ لم تري جوليان ينام مع مارتينا ؟!! وسأصدقكِ "

صمتت انطوانيت ولم تقوى على الأنكار فعادت أليس تستجديها "ارجوك انطوانيت ...لا تصمتي قولي ان هذا كذب "

فهتف ازابيل بنفاذ صبر "لن تقول ان هذا كذب لأنه ليس كذلك ....هي من رأت مارتينا في احضان جوليان عندما ذهبت لتوقظه ,اليس ما اقوله صحيحاً "


نكست انطوانيت رأسها لتثبت بذلك صحة ادعاء ازابيل الماكرة ,فلم تستطع أليس استيعاب التناقض الحاصل ,كيف تتهم الكونتيسة بالكذب ثم تلوذ بالصمت حين تسألها ان تنفي التهمة عن جوليان كيف ؟؟؟


*********************
يتبع

[ريبانزيل]

عاد ازابيل تتحدث بثقة " لقد انكر المحتال ما قام به ,ولولا الصورة التي املكها ولولا اني هددت مارتينا بها لتخبرني بالحقيقة لما عرفت حقيقة افعاله النكراء الاخرى ,لقد اعترفت مارتينا بأن جوليان كان يحاول اقناعها بالتخلي عن ادريان بعد ان اغواها واوقعها في حبال عشقه الواهمة , منذ البداية كان ذلك النذل يطمع بكل ما كان لادريان ..اللقب ..المال ..وحتى زوجته"

.وضعت اليس يديها على اذنيها فهي لم تعد قادرةً على سماع هذا الكلام المسموم الذي فتك برجاحة عقلها ..لكن ازابيل لم تتوقف وتابعت القول

" ولم يكفه كل ما قام به لتحطيم حياة وحيدي ,بل ظل يلاحق ذكراه وكل ما له صلةٌ به (نظرت لأليس بشراسة وحنق وهتفت بأشمأزاز ) واعتقد انه نال مبتغاه حين اقنعك بالزواج منه لتكوني شريكته في خدعته الخبيثة لتحرموني من حفيدي "


هزت اليس رأسها بأنكار محاولةً حتى اخر رمق الدفاع عن حبيبها الغائب الذي صدمها بقسوةٍ بكل ما عرفته عنه ,فهمست بألم "لا ...انت مخطئة ...هو لم يكن يعرف من أكون ...لم يكن يعلم بأني لست امه ..."

(طالعتها ازابيل بشك وضيقت عينيها تحاول استيعاب ما قيل ثم ابتسمت بتهكم وقالت بهدوءٍ مريع )

"لم يكن يعلم إذاً!! ...(ضحكت بسخرية قبل ان تعقب ) وهل لا زال لا يعلم ؟!! " ومن صمت أليس اخذت جوابها فأكملت بخبث " هذا يعني انه لعب عليك بمهارة وخدعك كما فعل مع كل من قبلك..."

(خطت نحوها بثقة وهي تتمايل بخفة في تييرها الضيق حتى وقفت قبالتها تعاين بكل سرورٍ شحوب وجهها , وسيلان الكحل عن مقلتيها ,فرسمت تعابير تعاطفٍ كاذبٍ زائف كزيف وجهها المجمل, وهمست بخفوتٍ مدعيةً التأثر وهي تربت على خدها برقة


" انتِ مسكينة أن ظننت أنه يكترث بكِ ...يجب ان تفهمي أنه بعد ان أدرك معرفتي بوجود حفيدي ورغبتي في العثور عليه قام بأستباقي للحصول عليه ..فأقنعك بالزواج منه حتى تكون له الوصاية عليه ..وهكذا ..يظل كل شيء بيده.."

ازاحت اليس يدها بقوة وهتفت بألم " كفى ..هذا .كذب..كل ما تقولينه كذب.."


ردت ازابيل بكل غرور" حقاً..اخبريني إذاً كيف اقنعك بالزواج منه ,هل عرض عليك مشاركته بخطته الدنيئة لحرماني من حفيدي ام لعله اغراك بالمال..؟"


" لا ..لا ..لم يفعل انه يحبني اتفهمين يحبني ويحب ابني ...ويريد حمايتنا "صاحت اليس بانفعال

فزمجرت الكونتيسة بغيظ "ان كنت غبية وصدقتي كذبه فأنا لست كذلك...يحبكِ ...ها.. ؟!! (شخرت بتهكم ) متى احبك !! ومتى عرفكِ ؟!! ويريد حمايتك انت وحفيدي من ماذا؟؟؟من ان ينال حفيدي اللقب الذي يستحقه ...من ان يصير مالكاً لكل ما يخص اسرة فياندن النبيلة ؟!!!!!!...تكلمي يا هذه "


حالت انطوانيت بينهما وهتفت بسخط بعد ان فاض بها الكيل "يريد حمايتها من تجبرك وغطرستك واستبداك "

طالعتها ازابيل ببرود جليدي مقيت ولو كانت النظرات تقتل لقتلتها بنظراتها الحانقة ,لكنها تجاهلتها تماماً وكأنها مجرد حشرةٍ وضيعة لا تعني شيئاً ,وهتفت بهدوءٍ مريب وهي تحدث اليس متجاهلة من تحول بينهما
" لا زلت ارغب بمعرفة كيف اقنعك بقبول الزواج منه "

زمجرت انطوانيت بسخط "وما علاقتك انتِ بهما ...!!!!!"

لم تعد ازابيل تطيق تدخلها فدفعتها بقوة كادت تطيح بها ودنت من اليس تشدها من ثوبها وهي تسألها بسخط "كيف اقنعك ..؟؟"

عادت احداث كل ما حصل معها تتجسد في مخيلتها, تذكرت مشاعر النفور التي كانت تسيطر عليها حين رأت جوليان اول مرة ,وكيف اخبرها ان الكونتيسة تريد اخذ داني منها ,وقد بعثت من يلاحقها ليخطفوا طفلها او حتى يدفعوها للجنون وقد يصل بهم الأمر حد قتلها ...اجل هذا ما دفعها للذهاب معه أول الأمر حتى تحمي طفلها من ازابيل ,كانت خائفة.

تزوجها ليحميها ,وليجبر الكونتيسة على الأعتراف به ,لكن شكاً مريعاً تسلل اليها عبر نظرات الكونتيسة المرعبة ,شكٌ مريع لا ترغب بأن تفكر به لكن مع كل جهودها لم تستطع منعه من التلاعب بعقلها ..


"فهل يعقل ان الأمر برمته كان مجرد وسيلةٍ للحصول على اللقب ؟!! "هذا كان شكاً مزقها لوقتٍ طويل استطاعت التخلص منه سابقاً فلما يعود لها ثانيةً ليمزقها ويبعثر حياتها..


حاولت ان تستجمع صوتها وقوتها لتحارب هذا الشك..فقالت بثباتٍ واهيٍ .."انا لا اصدقك..ان جوليان ..زوجي وسيعتني بي.وبداني.."


"حقاً ...اذا لمَ عاد يراسل مارتينا ويغريها بوعوده بالزواج منها ..."


" لا تصدقيها يا سيدتي انها كاذبة "هتفت انطوانيت بحرقة لتطالعها ازابيل باستعلاءٍ وحنق وتقول بصلف " انا لا أكذب ايتها الوضيعة المتآمرة "


وقفت اليس لتواجهها وقد استجمعت شتاتها وهتفت بقوة " انا لا اصدقك ...انتِ كاذبة أخرجي من بيتي فوراً ..فلم اعد اطيق سماع المزيد من كذبك وأفترائك."


رفعت الكونتيسة ذقنها وهتفت بعزم " لن أخرج إلا وحفيدي معي .."


لترد عليها اليس بثبات" لن اعطيه لك..مهما حصل..."

فأجابتها بكل ثقة " لا بأس بهذا ..ان رفضت اعطاءه لي بالحسنى فأنا اعرف كيف احصل عليه بالقانون ..سأرفع عليكم قضية احتيال وانتحال شخصية "

(ثم اكملت بتهكم ) وتعلمين جيداً ايتها المحامية القديرة اني سأفوز بها لأني جدته والأحق بالوصاية عليه من خالته...(وبكل ثقة اكملت ) ومعي ما يثبت انك خالته...وعندها سيعلم الجميع انكِ وجوليان كاذبين ومخادعين سعيتما لسرقة حفيدي مني (دنت منها وهي تهتف بشراسة ) وأقسم لك اني عندها لن ادع لكِ مقاماً في لوكسمبورغ وستحرمين من رؤية للابد..."


أنهت كلماتها تلك التي كانت كضرباتِ مطرقةٍ حديدية هشمت كيان اليس بأكمله , وبكل ثباتٍ وثقة اخذت ازابيل حقيبتها وهمت بالمغادرة لكن قبل ان تفعل استدارت وقالت بسخرية لا تخلو من الأزدراء

" اتعلمين انا اشفق عليك مما سيحصل لكِ,لأن جوليان بعد ان يدرك ان ورقتك احترقت ولم تعودي ذات فائدةٍ له سيرميك كالخرقة البالية..(ثم تابعت بهدوءٍ اكبر ) و اكراماً لحفيدي فقط وسعياً لتجنيبه كل الفضائح التي قد تحصل ان عرف بكذبك عليه ..سأعود ,وارجو ان تكوني اكثر تعقلاً وتعطيني اياه بأرادتك حتى لا تثيري جلبةً تدمرين فيها اي ذكرى طيبة يمكن ان تكوني تركتها في نفسه يوماً "..


وبمجرد ان غادرت الكونتيسة انهارت اليس ارضاً واخذت تنتحب باكية فدنت منها انطوانيت وهتفت برقة " لا تصدقيها يا سيدتي ارجوك انها افعى سامة تسعى لتسميم افكارك وتفتيت ثقتك بزوجك "


صاحت اليس بصوت متشنج باكي وهي تتشبث باكمام انطوانيت برجاء .." اريد جوليان..اريده ..احتاجه...ارجوك انطوانيت ...دعيه يأتي ..." وعادت تبكي بحرقة...


**************************************
انتهى الفصل الثامن عشر