07-11-18, 10:05 PM
| #511 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء 
|  اقتباس:
انا مش حابة انكم تظلموا اليس لأنها مش قد الاعيب ازابيل ولا قد خبثها ... | ||||||||||
|  |
|
07-11-18, 10:09 PM
| #512 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
09-11-18, 02:14 AM
| #513 | ||||||||||
| نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات 
| يالله على الكواارث اللي حصلت في الفصل 😱😱😱🙆🙆🙆🙆🙆 الحقيييرة ايزااابيل كملت لعبتها و اليس نفذتلها كل اللي هي عايزاااه 🙆🙆🙆🙆😱😱😱 مع اختفاء جوليان المدبر و الكلام اللي على الحقيررة قالتله لاليس عليه اللي هي مبقتش عاررفة هو حقيقة ولا .... اضطرت انها تنفذلها كل اللي طلبته .... بس هي فعلا هتعمل زي ما قالتلها و لا هتاخد دااني منها و ترميها هي 😒😒😒😒😒 و جوليان هيعمل عشان يرجع اليس و داني ؟؟؟؟ و يكشف ايزابيل دي ازااي ؟؟😤😤😤😤 | ||||||||||
|
| |
|
09-11-18, 09:43 PM
| #514 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| اقتباس:
حبيبتي جيجي ....عايزة اقول حاجة ...اليس مش غبية او هبلة زي م البعض فاكر...هي بس ام خايفة على ابنها ...فكرة ان ازابيل تتطالب بداني عبر المحاكم والشرطة والحجر والوصاية ده هيأثر على الولد الصغير ...فكرة انه يشوف امه بتجرجر من الشرطة وتعتقل هيترك اثر سلبي بنفسه اكيد .. ده هو الوتر الي لعبت عليه ازابيل ....هي اكيد مش ناوية لأليس على خير وكل كلامها مجرد خدعة ...وعلى فكرة أليس خايفة منها ومش مستأمناها ...بس مكنش قدامها اي حاجة تانية تعملها ...سوى انها تفضل مع داني لحد ما جوزها جوليان يرجع ويشفله حل بالمصيبة الي حصلت....ده فكرتي انا وحبيت اوصلها ليكِ سعيدة برأيك وتفاعلك الطيب يا قمر | ||||||||||
|
| |
|
13-11-18, 10:03 AM
| #515 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| صباح الخير للجميع اتمنى تكونوا جميعاً بخير ... اليس قررت انها تذهب مع ازابيل لأنها كانت امام خيارين لا ثالث لهما ...فإما ان تترك ازابيل تأخذ داني لوحده او تظل برفقة صغيرها حتى يعود جوليان (الذي لا تعرف اين هو الآن ) وينقذها .... كنت حابة اوضح لكم موقف اليس حتى نفهم دوافعها ....لأنه البعض قد يعتبر ما قامت به حماقة ,وظن انها يجب ان تحارب ازابيل بشراسة ....ولا تذهب معها ... يجب ان ندرك ان هناك فروق بين الاشخاص وقدراتهم وشخصياتهم ,فالبعض لديه القدرة على الوقوف في وجه التحديات بكل ثقة وبسالة ويستطيع ان يناكف ويجادل بجرأة ,وبتأكيد هذا عائد لكثرة تجاربهم الشخصية ولمقومات الشخصية لديهم ... لكن هناك اناس لا يستطيعون هذا ...قد تنقصهم الخبرة أو الجرأة أو الحنكة ....او تكون شخصيتهم اضعف من الآخرين أليس رغم انها فتاة مخلصة وطيبة ,وذكية فيما يتعتلق بامور الدراسة والمعرفة ,لكنها على النطاق الأجتماعي قليلة التجربة والخبرة كما انها كتومة للغاية ...لا تستطيع البوح بمشاعرها بسهولة ,وهذا تم ايضاحه في اكثر من مشهد .... انسانة بهذه الشخصية اكيد لم تكن لتقف بوجه خبث ازابيل ومكرها ودهائها ... لا اخفيكم سراً شخصية اليس ليست من الشخصيات التي افضل الكتابة عنها عادةً ,فأنا احب البطلات القويات الجريئات اللواتي يحببن خوض المحن والتجارب والمعتدات برأيهم ....لكني اعتبرت الكتابة عنها تحدي شخصي .... فهي على خلاف الكثير من البطلات اللواتي قمت بالكتابة عنهم سابقاً....انسانة رقيقة حد الهشاشة ...ضحلة اجتماعياً ,تعاني رهاب الحفلات ...كتومة لحد مستفز ....لكنها ايضاً نموذج موجود لذا يجب ان اعرف كيف ستتصرف لو وضعت في تحديٍ قاسٍ كهذا أنا تهيئت شخصيتها ووضعت نفسي مكانها لكي استطيع ان اعرف كيف ستتصرف لو تعرضت لهذا النوع من الضغوط والحيل ... خوفها الشديد على داني مبرر ...فداني ليس مجرد ابن اختها بل هو الصبح ابنها بالفعل ,هي احتضنته منذ الولادة ربته اعتنت به وضحت من اجله ...هي امه الحقيقية وإن لم تلده ...فأي ام قد تتخلي عن طفلها ؟!! حين هددتها ازابيل بأنها ستلجأ للمحاكم والشرطة ...كرهت أليس هذا ,وخشيت على مشاعر طفلها من ان يصدم بتجربة قاسية كالتي هددت بها ازابيل ... لذا لم تعي ان ازابيل تتلاعب بها وبأنها لا تملك اي دليل قاطع يدينها ,...ربما لو وجددت الوقت لكي تستشير احداً كمحامي او شخص ذو خبرة كانت ادركت هذا .... لكن ازابيل حاصرتها حتى لا تترك لها المجال للهرب او ايجاد منفذ وتلاعبت بها ..كما أن غياب جوليان عنها اضعفها .... هي حتى اللحظة لا تعلم مصيره وما حصل معه ,ولا تستطيع التصرف وحدها ,فهي لا تملك جواز سفر او وثائق التي قد تساعدها في معركتها مع ازابيل ....لذا وجدت ان اسلم شيء انها تبقى مع طفلها الى حين ان يعود زوجها وينقذها .... ربما لو كانت شخصية اليس مغايرة كانت استطاعت فهم خدعة ازابيل ووقفت في وجهها ,لكن مع الأسف أليس اضعف من ان تقف في وجه انسانة حقودة وخبيثة كازابيل....قادرة على التلاعب بالبشر بكل خبث ... دعونا لا ننسى ان جوليان نفسه قد اعترف بأنه عانى بشدة من عمه وزوجته ومكرها ,واحتاج لسنوات لكي يستطيع ان يخرج من تحت عبائتهم...فهل نلوم اليس التي لم يحصل ان تعرضت لهكذا موقف من قبل؟؟؟ اظن انه من المنصف ان لا نلومها ....لكن برأي انه بعد هذه التجربة ستختلف شخصية اليس كثيراً وستصبح انسانةً اقوى .... ارجو ان لا اكون ازعجتكم واطلت عليكم ....لذا تعالوا معي لمتابعة الفصل العشرين والذي يظهر جانب من معاناة اليس في قصر ازابيل .... *********************************** الفصل العشرون المؤامرة الدنيئة بعد مضي اسبوعين على غياب جوليان وبنفس اليوم الذي خرج به من السجن أستيقظت اليس من نومها مرهقةٍ بعد ان اجتاحتها الكوابيس المزعجة مرةً اخرى ,اعتدلت بتعبٍ و وهن وتلمست خديها مستشعرةً بقايا الدموع التي ذرفتها اثناء نومها ... زفرت بعمقٍ وهمست بأسى ً ومرارة "آه جوليان ...أين أنت ؟؟؟ ماذا حصل معك يا حبيبي ولمَ لمْ تتصل بي بعد ؟؟؟" مدت يدها صوب هاتفها الخلوي الذي نفذ رصيده قبل مغادرتها ,لكنها لا زالت تستطيع استلام المكالمات وبعض الرسائل النصية ,كانت تبقيه بقربها دوماً انتظاراً لأي خبرٍ يأتيها من انطوانيت لتطمئنها فيه على مصير زوجها ,لكن مع الأسف فحتى اللحظة لم يصلها اي خبر... زفرت بضيقٍ بعد ان تصفحت قائمة المكالمات الواردة والرسائل فوجدتها فارغة ,فأعادت الهاتف بسأمٍ لمكانه ,وأجالت بعيونٍ مرهقةٍ مغشيةٍ بالدموع في ارجاء الغرفة الواسعة ,التي لم تساعد فخامتها وترفها المفرط في التخفيف من حدة بؤسها وحزنها ... وبوهنٍ نزلت من سريرها ,وخطت صوب النافذة الفرنسية الواسعة المطلة على حديقة القصر الخلفية ,بعد ان تهادى لها صوت ضحك صغيرها المرح وهو يطارد كلبه الجديد من نوع (بيجل Beagle)والذي اهدته له جدته الكونتيسة كهدية ترحيبٍ به في قصرها .. وبذهولٍ تام وصمتٍ مطبق راقبت كيف انسجم صغيرها مع جدته (الجديدة) ,وكيف اخذا يضحكان على عثرات الكلب الصغير ويتبادلان النكات ... حدقت بهما ساهمة وهي تفكر بحيرة لا تخلو من الضيق بصغيرها داني الذي فاجأها بأنسجامه المفرط مع حياته المترفةِ الجديدة , ففي وقتٍ قصير استطاعت ازابيل ان تستحوذ على اهتمامه ,وتأثر فيه بكل الهدايا والعطايا المزجية التي أغدقته بها منذ ان وطئت قدمة القصر ... وهذا اخافها بشدة , فهي رغم علمها أن ازابيل تسعى بجهدٍ لكي تسلبها داني لكنها لم تتخيل ان تنجح بهذا الأمر وبهذه السهولة ...وقد كانت صدمتها الأولى حين تمكنت ازابيل - بكل دهاءٍ – من أغراء داني بفكرة ان يستقل عن امه لينام وحده في جناحه الخاص المترف الذي اعدته له .. طبعاً اليس رفضت الأمر بشدة ,فقد ارادت ان تستبقي داني معها بنفس الغرفة خلال فترة اقامتها القصرية هنا ,حتى يظل تحت نظرها ومتابعتها ,وكي لا تدع مجالاً للازابيل بأن تستفرد به وتستميله نحوها أكثر ,لكن المفاجأة ان داني الذي كان يتشبث بها وجلاً حين حضرت ,تخلى عن ارتباكه وتوتره ,وبدأ يأنس للدعة والراحة المفرطة التي هيئتها له جدته ,وفي اقل من اسبوعٍ واحدٍ على اقامتهم في القصر قبل اقتراح جدته ,وبدأ ينام في جناحه الفاخر الذي تم تجهيزه مسبقاً على يدي اشهر مهندس ديكور في المانيا كلها .. حاولت اليس ان تستميله بأستماته ليبقى معها ,لكن كل المغريات الموجودة في جناحه اذهبت عقله ,ودفعته للقبول عرض جدته متعذراً بفكرة انه صار كبيراً على النوم بغرفة امه ,كما أنه بالفعل صار يبيت لوحده و منذ فترة ....فلم تستطع اليس الضغط عليه أكثر بهذا الشأن ,خشية ان يتمرد على قرارها مع الحاح جدته المزعجة دائماً بقولها انه الكونت ويجب ان يتصرف على هذا الأساس ,كما ان الأطفال الرضع هم من يبيتون مع امهاتهم فقط... تلك اللعينة تعرف كيف تضرب على الوتر الصحيح ,فداني يكره كثيراً ان يصفه احدٌ بالصغير ,لذا اصر على ان يستقل بالنوم وحده ....فلم تشأ اليس ان تظهر بمظهر المنهزمة امام ازابيل – ومن الجولة الأولى – , ولم تنتظر حتى يتمرد طفلها عليها ويعصي امرها ,فقبلت الأمر على مضض ... وفي الحقيقة هي تدرك انها لا تملك القدرة على المنافسة ,ولا تلوم صغيرها على أنبهار بجناحه الفاخر شديد الأتساع ,والذي يفوق بحجمه حجم شقة جوليان نفسها ,وقد وضع فيه كل ما قد يشتهيه اي طفل في الدنيا ,ففيه غرفة نومٍ مدهشة لا مثيل لها ,وقسمٌ كاملٌ صممٌ كغرفة العابٍ كبيرة ,تحوي كل انواع الألعاب الرائعة التي تم ابتكارها والمخصصة للأطفال من سنه ,كما يحوي خزانة ملابس ملكية لم ترى أليس مثيلاً لها في حياتها كلها ,ولا تعلم حقاً هل سيتاح لصغيرها ارتداء كل ما فيها أم لا ... وبكل بغرورٍ وثقة صرحت ازابيل اكثر من مرة بأنها تستطيع تغير الجناح بالكامل ان لم يرق لحفيدها ,لكن كيف لا يروقه وهو جنة بالنسبة لطفلٍ صغير لم يتجاوز السادسة ويهوى اللعب والخيال ... ************************************* يتبع | |||||||||
|
| |
|
13-11-18, 10:08 AM
| #516 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| زفرت اليس بتعبٍ واسندت رأسها بوهنٍ على زجاج النافذة البارد وهمست برجاء وهي لا تزال تراقب طفلها وجدته "ان معركتي معكِ يا ازابيل لن تكون هينة ....يا الهي لا تدعني افقد طفلي بسبب اغراءتها التي لا تنتهي ...وارجوك ان يكون جوليان بخير ويعود سريعاً لأخذنا من هنا " وقبل ان تسترسل برجائها قاطعها طرقٌ على باب غرفتها قبل ان تدخل احدى الخادمات تخبرها بلباقة بأن الكونتيسة والكونت الصغير ينتظرانها ليبدأوا جولتهم الأحتفالية في القرية ... زفرت اليس بحنقٍ بعد ان تذكرت أن ازابيل اخبرتها بالأمس عن الحفلة التي تنوي اقامتها ترحيباً بعودة داني ..كم رغبت بالأعتراض على الذهاب معها ,لكنها تدرك تماماً ان داني سيكون ورقة الضغط عليها مرةً اخرى ,لأنه بالتأكيد سيرغب بالذهاب للأحتفال مع جدته بعد ان رسمت له صورةً ساحرةً عن الأستعدادات التي قامت بها لأجله ... وأليس ترغب بملازمة طفلها اين ما ذهب حتى لا تتيح لإزابيل المجال للأنفراد به والأستحواذ على اهتمامه اكثر ...يكفي انها استيقظت اليوم قبلها وبدأت تلاعبه في الحديقة ... تعلم جيداً انها في حرب مع إزابيل ,حربٌ تستخدم فيها حيلٌ بغيضة واسلايب ملتوية تهدف لاستمالة داني وابهاره بكل ما يمكنها ان تقدمه ...وهي حربٌ قد لا تكون عادلة ابداً ,خاصةً مع افتقار اليس لأي مالٍ يمكنها من مجاراة الكونتيسة في تبذيرها غير المعقول ,حتى انها لا تستطيع شراء بطاقةٍ اتصالاتٍ لهاتفها ... عادت تنظر ببؤس لهما وصوت ضحكاتهما يعلوا اكثر فأكثر ..فنبهتها الخادمة ثانيةً مذكرةً أياها بالموعد ,فردت عليها بفتور "أعلم هذا ...وسأنزل بعد قليل ...اريد ان آخذ حماماً وأبدل ثيابي " هزت الخادمة رأسها بلباقة وخرجت فسارعت اليس نحو الحمام لتنهي استعداداتها حتى تلحق بطفلها الذي تخشى ان تفقده بسبب كل المغريات التي تلوح بها ازابيل امامه ....لم تنسى بعد نظراته المنبهرة حين اخذتهم ازابيل قبل يومين في جولةٍ لتطلعهم فيها على املاك الأسرة العريقة الممتدة على مساحاتٍ شاسعة من الأرض الغناء المليئة بالأشجار يانعة الخضرة. وبكل فخرٍ واعتزاز اخذت ازابيل تعرف الصغير على كل ما سيؤول اليه في يومٍ ما حين يكبر ...قائلةً بزهو " حبيبي داني هذا كله سيكون لك يوماً ما ,فأنت هو الكونت فياندن " رغم ان أليس واثقةً بأن داني لا يستطيع ادراك أواستيعاب كل ما يترتب على كونه الكونت القادم ,لكن فكرة ان يعيش حياته كأمير راقته للغاية, و مع الأسف فقد بدأ يعيش الدور بالفعل ,فالكل هنا ينادونه (سيدي الكونت ) ويعاملونه بكل تبجيلٍ واحترام ...وهذا كان خارجاً عن المألوف بالنسبة له ,وقد اعجبه الأمر كثيراً ...بينما يرعب هذا اليس .. فهي تخشى ان يرفض داني التخلي عن هذه الرفاهية المفرطة ليعود معها لحياته السابقة ,كل يومٍ يمضي هنا يزيد من فرصة فقدها له ,وأدركت انها اخطأت بالفعل بالقدوم هنا ,لكن ماذا كان عساها ان تفعل؟!! فازابيل حاصرتها بقسوة ولم تتح لها فرصةً للهرب ولا حتى للتفكير بحلٍ آخر ...ان فرصتها الآن ان تظل صامدة وحذرة وتنتظر الفرج بعودة زوجها ...والتي ترجو ان لا تطول ,فعادت تهمس برجاء وابتهال : "ارجوك عد سريعاً يا جوليان ...ارجوك " دلفت الى الحمام الفاخر المرفق بغرفتها ,ونظرت لحوض الجاكوزي المدهش الذي يتوسط المكان, وكم رغبت ان تستخدمه لأن كل عضلةٍ في جسدها المرهق تستصرخها طلباً لمساجٍ مائي مريح ,لكنها لن تهدر وقتها الثمين على رفاهيةٍ كهذه بينما صغيرها مع جدته التي بالتأكيد تمارس عليه الآن فنون سحرها التي لا تنضب . فاخرست اليس صرخات جسدها المرهق واندفعت بسرعة تحت مرش الماء ودعكت جسدها بسرعةٍ وشيءٍ من القسوة علها بهذا تعيد له بعض الدموية التي يحتاجها ,وفي اقل من عشر دقائق خرجت من الحمام مسرعةً وهي تلف نفسها بدثار الحمام (الروب) ,لتفاجئ بالخادمة نفسها التي حضرت منذ قليل تقف عند سريرها وتحمل بيدها شيئاً فهتفت بها بريبة "ماذا تفعلين عندك؟؟!!" ارتبكت الخادمة وانزلت الهاتف من يدها سريعاً ووضعته مكانه على الطاولة وقالت بحرج "احضرت لكِ هذا ...." ثم وضعت تاييراً فاخراً على السرير ... دنت منها اليس ونظرات الشك والريبة تعلو محياها وسألتها باستهجان "من سمح لكِ بالدخول ...ولماذا كنت تعبثين بهاتفي ؟؟؟" هزت الخادمة رأسها بأنكارٍ وقالت "لا سيدتي انا لم افعل ...فقط نقلته من فوق السرير كي استطيع ترتيبه ,هذا كل ما في الأمر ..." ثم تابعت بتلعثم "تطلب منكِ الكونتسية ان ترتدي هذا التايير لمناسبة اليوم " واشارت للتايير فاخر الموضوع فوق السرير ,ثم تجاوزت اليس سريعاً بعد ان هزت رأسها بتحيةٍ مقتضبةٍ حرجة وسارعت بالخروج من الغرفة . سارعت اليس لهاتفها وبدأت تتفقده ,فلم تجد ما يريب ,وتسائلت بشك "هل يعقل ان تكون انطوانيت اتصلت بي اثناء تواجدي بالحمام ...ربما ..." فأخذت تتصفح المكالمات الواردة فوجدت القائمة فارغة ,فهزت كتفيها وهمست بشك " عجيب ....انا واثقةٌ من انها كانت تعبث بهاتفي ترى ماذا كانت تفعل ؟؟؟" واقرت انها يجب ان تكون اكثر حذراً ,فهي في ارض العدو لا يؤمن جانبه وإن تسربل بالود الزائف ... زفرت بضيق ونظرت بحنقٍ للتايير الفاخر وردي اللون وكم ودت لو تمزقه ارباً ,لكرهها ان تتحكم ازابيل حتى في ملابسها ...وقررت ان تتحداها ولا ترتديه .. انهت ارتداء ملابسها الخاصة ,وتوجهت على عجلٍ قاصدةً الحديقة حيث كانت ازابيل وداني بأنتظارها ... وبمجرد ان خطت أرض الحديقة حتى لمحت تلك الخادمة ثانيةٍ وكانت تحدث ازابيل بانفعال شديد,وتعطيها شيئاً ما ,وحين انتبهت ازابيل لها اشارت للخادمة بيدها كي تنصرف, فهزت الخادمة رأسها وغادرت على عجل بوجهٍ متوردٍ مضطرب الملامح ... كانت اليس تشعر ان هناك شيئاً مريباً يحدث لكنها لم تستطع تحديده ....لذا الزمت نفسها جانب الحذر,نظرت لها ازابيل بخيلاء وحيتها بودٍ كاذب... "هل استيقظتي يا عزيزتي أخيراً ...كنت قد فقدت الأمل في استيقاظك في الوقت المحدد حتى لا نتأخر على الحفل..." ردت اليس بفتور"كان بأمكانكِ ان ترسلي من يوقظني.." حركت ازابيل يدها بخفة وردت "لم اشأ ان ازعجك فقد بدوت مرهقةً جداً بالأمس " تطلعت اليها اليس بفتور وقالت "هذا بسبب التجوال المتعب بالأمس..." رمقتها ازابيل بنظراتٍ متكدرة حين لاحظت ملابسها العملية وقالت بفتور "ان كنت متعبةً فلا داعي لأن تأتي اليوم ..." نظرت لها اليس بغيظ وردت بحدة "بل سأتي معكم طبعاً ...فداني بحاجتي " ضحكت ازابيل باستخفاف من محاولات اليس المستميتة كي تثبت اهميتها في حياة داني واقرت لنفسها بغرور "مجرد اسابيع ....هي كل ما احتاجه حتى اجعله ينساك أيتها الوضيعة ,وبعدها لن يكون لكِ اي اهميةٍ في حياته " لكنها احتفظت بالأمر لنفسها وجهرت بالقول بتهكم "بالتأكيد يحتاجك ....فأنتِ ....خالته " تكدرت اليس من استمرار ازابيل بالتلميح بهذا الشأن ,وحمدت الله لأن داني يجهل الكثير من اللغة الفرنسية ,لكن ولصدمتها فقد فهم صغيرها معنى كلمة خالة فجاء يقول بزهو وهو يحمل كلبه الصغير "ماما اليْس صحيحاً ان (Tante) تعني خالة ؟؟! " شحب وجه أليس بشدة من فطنته وقبل ان تجد ما تجيبه به قال مفسراً "كانت الخالة مادلين تصر ان اناديها (Tante) " هزت أليس رأسها وهمست بوهن "اجل هذا صحيح " وعندها سمعت ضحكة ازابيل الخبيثة المتشفية وتمنت ان لا تستغل الموقف لصالحها ,ولحسن حظها فقد اكتفت ازابيل بضحكتها المتهكمة وحسب وقالت بكل ثقة "لمَ لا تذهب لتبدل ثيابك سعادة الكونت استعداداً لأحتفال" قفز داني بحماسة وقالت "اجل" فوقفت اليس تنوي الذهاب معه "سأساعدك يا حبيبي " لكن ازابيل اشارت لها بيدها قائلة" لاتتعبي نفسك ,فالكونت فياندن لديه من يهتم بهذه الأمور اليس كذلك يا سعادة الكونت " (وكانت توجه كلامها لداني والذي اجابها بقوة ) "اجل ...صحيح فأنا رغم اني كبير واستطيع ارتداء ملابسي بنفسي لكني صرت الكونت ,لذا فهناك من يهتم بملابسي الآن " هزت ازابيل رأسها برضى لأنه حفظ الدرس الذي بدأت بتحفيظه اياه منذ الصباح ,لكن هذا لم يعجب اليس فعلقت بضيق "لكن انا امك وأنا من عليها ان تهتم بك وبشؤونك " فرد داني برقة "ماما ...لا تتعبي نفسكِ بهذه الأمور ...استريحي فقط ودعي الأمر للخدم " ضحكت ازابيل بتسلية من خيبة الأمل التي لاحت على وجه اليس ,وقامت بقرع جرسٍ نحاسي صغير فتقدمت منها احدى الخادمات اللواتي كن في انتظار اشارةٍ منها ليلبين طلباتها فقالت لها بكل عنجهية "اعدوا الكونت الصغير من اجل الجولة " هزت الخادمة رأسها بخنوعٍ ودنت من داني وقالت بأدبٍ جم وبالأنجليزية مقبولة "سعادتك ...هلا تفضلت معي " فضحك داني بغبطة للأسلوب المنمق الذي بات الجميع يخاطبه به وهز رأسها وركض بخفةٍ امام الخادمة ,بينما وقفت اليس بجمودٍ تراقبه ولم تفق إلا حين خاطبتها ازابيل قائلةً "يجب ان تعتادي هذا ...فهو صار الكونت ويجب ان يحظى بأهتمامٍ يليق بمكانته " جلست اليس مكانها وردت بضيق "انه لا زال صغيراً على كل هذا ...كما أنه بحاجتي ..." كم رغبت ازابيل ان تقول لها انه لم يعد كذلك ,لكنها لن تفتح النار على هذه الهشة الآن ,بل هي تدخر ذلك للوقت الملائم ...لذا قالت لها " دعي داني لفلورانس فهي وصيفةٌ كفؤة وستهتم بكل ما يحتاجه ,وانشغلي انتِ بنفسك " (ثم رمقتها شزراً من اعلى رأسها لأخمص قدميها وتابعت بتهكم وسخرية وبكل تعاليٍ "لقد اعددت لكِ حلةً جميلة تليق بالمناسبة التي سنذهب اليها فلمَ لم ترتديها ؟؟" ردت اليس بإباء "انا ارتدي ما يناسبني " فردت ازابيل بتعاليٍ " أنت لا تنوين حقاً احراج صغيرك بالظهور بهذا المظهر الكئيب ...يجب ان تظهري برفقة الكونت بمظهرٍ يليق بالكونت ...وإلا ( اكملت بخبث ) سيظن الجميع انكِ مربيته ولست امه كما تزعمين ..." ضمت اليس قبضتيها بغيظ لكن ازابيل لا تحفل بغيظها بل قالت بكل تسلط "هيا اذهبي واعدي نفسك ولا تتأخري" وقفت اليس بحدة وهتفت بعصبية "لن نذهب معكِ لا أنا ولا داني ..." استدارت ازابيل نحوها بعصبية وناظرتها بفوقية وبعيونٍ تقدح شرراً ثم قالت بحدة "تحدثي عن نفسكِ يا هذه ...فالكونت الصغير سيذهب لتفقد رعاياه ,وأنت وشأنك رغبتي بالقدوم فأهلاً وسهلاً ,وان لم ترغبي فابقي بالقصر مع بقية الخدم " وتركتها وغادرت بكل خيلاء ,فجزت اليس على اسنانها غيظاً وعادت تنظر لهاتفها الأخرس بحنق وتقول بكآبة "متى سينتهي هذا الكابوس " ثم تذكرت برنار ذلك الخادم الذي حدثتها عنه انطوانيت وقالت لها انه الوحيد الذي يستطيع مساعدتها هنا ,ففكرت ان تطلب مساعدته ليحضر لها بطاقة هاتف لتعاود الأتصال بزوجها أو بأنطوانيت ,فهي تفضل الموت على ان تطلب قرشاً واحداً من ازابيل ... لكن اين هو هذا العجوز ؟؟؟هي لم تره منذ حضرت ,وكيف ستبحث عنه ومن ستسأل عنه؟؟؟ فهي لا تعرف احداً هنا ,ولا تثق بأحدٍ .... وفي تلك اللحظة شعرت بأنها اسيرة....رغم اتساع المكان وجماله لكنها اسيرة مقيدة ولا تملك ان تفعل شيئاً غير الأنتظار بأن يأتيها حبيبها لينقذها ,فهل سيأتي يوماً أم لا ... **************************************** يتبع | |||||||||
|
| |
|
13-11-18, 10:14 AM
| #517 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| حدقت - أليس - ساهمة بكل ما حولها وكأنها انفصلت عن واقعها الحالي لتكون جزءً من حكايةٍ مروية ,لكن دون ان يكون لها دورٌ فيه سوى المراقبة بصمت ...فمنذ ان ركبت برفقة داني والكونتيسة في تلك السيارة البيضاء الفارهة مكشوفة السقف ,والتي تحيط بها من كل جانب سيارات حراسهم السوداء ذات دفعٍ رباعي , وهي تشعر بالذهول والصدمة ,تشعر بأنها تشاهد فيلماً وثائقياً عن حياة احد الأمراء الأقطاعيين ...وليس انها تعيش التجربة الفريدة بنفسها ... بنظراتٍ مذهولة واجمة تأملت بيوت القرية الأثرية التي ازدانت شوارعها بحبال الزنية والاضوء المنتشرة بكثافةٍ في كل الأنحاء ,وبالأعلام التي تحمل شعار اسرة فياندن ,وكل مظاهر الأحتفال التي عملت اكراماً لزيارة الكونت الصغير ... ثم عادت تتأمل صغيرها الجالس قبالتها بحلته الأسطورية البيضاء المزينة بخيوط الذهب ,فبدا كأميرٍ اقطاعيٍ صغير يذهب لتفقد رعاياه ...ثم راقبت جموع المهنئين الذين اصفوا على جانبي الطريق يحيونهم بتقديرٍ وهيبة ,وبكل عفوية وبراءةٍ يمتلكها داني كان يبادلهم التحية بالتلويح بكلتا يديه وسط ضحكات جدته المبتهجة ,والتي تستمع بأحاطة نفسها بهالةٍ ملكيةً فارهة , فاقت كل ما شاهدته اليس في قصر الدوقية ... فإزابيل تتفنن في رسم صورةٍ خيالية مبهجة عن كونها الكونتيسة المحبوبة الكريمة التي لا يوجد مثيلٌ لها ابداً, حتى انها في نهاية جولتهم تلك امرت بتوزيع الهدايا بسخاءٍ على كل سكان قرية فياندن ,وخصت كل طفلٍ يماثل عمر داني بهديةٍ ثمينةٍ خاصة فقط كرمى لعودة حفيدها الغائب كما اسمتها ... بقلبٍ وجلٍ اخرجت اليس هاتفها مجدداً تتأمل شاشته في انتظار ان تضيء معلنةً مكالمةً تأتيها من زوجها الغائب منذ اسبوعين ,او حتى من انطوانيت لتطمأنها عنه ,لكن لا شيء...فزفرت بقوةٍ وأسى فتنبهت لها ازابيل ودنت منها تقول لها بتعاطفٍ كاذب "مسكينة ستظلين تأملين ان يتصل بكِ لكنه لن يفعل...لقد ايقن انه فشل حين عرفت الحقيقة لذا فلا سبيل امامه سوى الهرب " تطلعت لها أليس بغيظ وقالت "هذا ليس صحيحا ...هو سيأتي الى هنا وسيعيدنا معه " ضحكت ازابيل بغرور وقالت "وبأي حق سيفعل هذا ؟؟ انت تستطيعين الذهاب معه بالتأكيد فأنت لا زلت زوجته ,رغم اني اشك بأنكِ بتِ ذات فائدةٍ له , لكن داني لا ...داني سيظل هنا في وصايتي انا " وعادت تنظر للصغير الغافل عنهم بمتابعة الأحتفال البهيج ومراقبة الألعاب النارية التي اطلقت إحتفاءً به ...لم تكن اليس تعلم حقاً كيف سيتصرف جوليان مع هذا الواقع القاسي ...وكيف سيحمي داني ويعيده معهم بعد ان عرفت ازابيل الحقيقة ,هي لا تعلم كيف لكنها واثقة بأنه سيجد حلاً ....لذا لن تشغل بالها بالتفكير بهذا الآن ,يكفي ان يعود لها سالماً وبعدها لك حادثٍ حديث.... وعادت تلقائياً تنظر لهاتفها على امل ان يأتيها اي اتصالٍ منه ,ولم تنتبه لتلك الأبتسامة الخبيثة التي ارتسمت على وجه ازابيل وهي تفكر بنجاح حيلتها الجديدة ,فقد امرت خادمتها باستبدال شريحة هاتف اليس خلال وجودها في الحمام بواحدةٍ آخرى...فهي تدرك جيداً ان جوليان سيعمد للأتصال بها بمجرد خروجه من السجن ليخبرها بما حصل معه ,وهي تريد عزلها عنه تماماً في الوقت الحالي تنفيذاً لمخططٍ خبيث رسمته بدقة ... يجب ان تظل اليس جاهلةً بما حصل مع جوليان لتظن انه تخلى عنها وتركها ,لذا طلبت ازابيل من الخادمة استبدال شريحة الهاتف بأخرى حتى لا تردها اي اتصالات , وحتى تتأكد من ان اليس لن تنجح في محادثته ايضاً امرت خادمتها بمحو كل الأرقام الموجودة في هاتفها ,كما امرت كل الخدم في القصر من اخفاء كل الجرائد والمجلات ,حتى لا تقع بين يدي اليس فتقرأ خبر اعتقاله في الصحف وتعرف بالمكيدة التي دبرت له .. ************************************************* وقفت انطوانيت تحدق بالواقف امامها بدهشة وهي تهمس بارتباكِ وذهول "برنار...!!! " ابتسم العجوز حتى بانت اسنانه حسنة الترتيب رغم انه قد جاوز الخامسة والستين ,مد ذراعيه على اتساعهما وهتف بمرح"هذا انا " ودنى من انطوانيت يريد ضمها لكنها ابعدته وصرخت به برعب "ماذا تفعل هنا ؟؟؟" نظر لها العجوز بحيرةٍ وقال "جئت لزيارتك ,هل هكذا تستقبيليني؟؟!!!" صرخت انطوانيت بلوم "ولماذا اتيت الآن ؟!...كان يجب ان تظل معهم ؟؟" تطلع لها برنار بدهشة وسألها باستهجان "مع من؟؟؟" فوضعت انطوانيت يديها على خديها وجلاً وصاحت برعب " هل هما بخير؟!! ...تكلم ايه العجوز " ثم اخذت تهزه بشدة حتى تبعثر شعره الرمادي وسقطت نظارته عن عينه ... بصعوبةٍ ابعدها برنار عنه وصاح فيها لائماً "مابكِ يا انطوانيت هل جننتِ ؟؟" "اين هما؟؟؟ هيا تكلم ايها العجوز الخرف " نظر لها برنار بارتباك دون ان يفهم سبب انفعالها وصاح بها "توقفي عن هزي يا امرأة فقد اصابني الدوار ..." بصعوبةٍ افلت نفسه من قبضتها وقال بغيظ " عن من تتحدثين بحق السماء ؟؟" فهتفت برعب "السيدة اليس وداني الصغير ؟؟" ******************************* انزل برنار قدح الشاي من يده وزفر بقوةٍ وهمس بذهول "يال الهول ...هل حصل كل هذا؟؟" كفكفت انطوانيت دموعها في منديلها وقالت بأسى "اجل ...وسيدي حتى اللحظة عالقٌ في فرنسا لا يستطيع القدوم حتى صدور قرار المحكمة ,حادثني قبل يومين ومن حينها وأنا احاول الأتصال بالسيدة اليس لأطمئنها دون فائدة؟؟؟ هي لا تجيب ...ولا تصلها اي رسائل ,لذا قمت بأرسال رسالةٍ نصيةٍ لك لتطمأنني عنهم ,لأني اعرف ان اللعينة ازابيل تمنعك من استخدام الهاتف اثناء الخدمة ,ولم يخطر ببالي انك غادرت القصر منذ اسبوعين...." حرك برنار نظارته وقال بحرج "الحقيقة لم افهم ما قصدته برسالتك تلك ...فأنا كما اخبرتكِ كنت في اجازةٍ ازور اقاربي ,وحين وصلتني الرسالة وقرأتها لم افهم عن من كنتِ تتحدثين ,لذا قررت ان آتي لزيارتك قبل عودتي للقصر لأفهم منكِ القصة " عقدت انطوانيت ذراعيها السمينين امامها وقالت بشك "انا لم يخطر ببالي انك في اجازة ,فأنت لم تأخذ اجازة منذ دهر (وعادت تولول برعب) يال سيدتي المسكينة ,كيف تركناها تواجه شرور ازابيل وحدها ,اليوم اتصل بي سيدي جوليان ثانيةً ليطمئن عليها ,فكذبت عليه وأخبرته ان سيدتي بخير حتى لا يقلق عليها ,يكفيه ما هو به من مشاكل لا اريد أن أزيد همه بالقلق على زوجته وطفلها ...." (وعادت تنظر لبرنار بغيظ وهي تقول بلوم)" ألم تجد غير هذا الوقت لتذهب في اجازتك اللعينة ؟!!" رد برنار بوجومٍ قائلاً "هذا ما يزعجني حقاً ..." فتابعت انطوانيت بلطفِ اكبر "اعذرني ,لم اقصد ان اجرحك ...اعرف انك تكره البقاء في القصر وأنك تجبر نفسك على احتمال ازابيل البغيضة لكي تنقل للسيد جوليان ما يجري ....,لكني غاضبةٌ بسبب كل ما حصل " هز برنار رأسه وتابع بوجوم "ليس هذا ما عنيته يا انطوانيت " ناظرته انطوانيت بحيرة فتابع يقول بوجل "الحقيقة ان ازابيل هي من طلبت مني اخذ هذه الإجازة ,أو ان صح التعبير اجبرتني على اخذها ... " شهقت انطوانيت برعب "هل طردتك من القصر؟؟" هز رأسه نفياً "لا ...لم تفعل لكن اخشى انها تشك بولائي للسيد جوليان ,لذا رغبت بأن ابتعد عن القصر حتى تختلي بالسيدة اليس والطفل الصغير ,(ثم تابع بحنق ) اظنها تخطط لأمرٍ قذر " برعبٍ علقت انطوانيت "وما العمل ؟؟" وقف العجوز بحدة وهتف بحزم "سأعود فوراً ...لأكون معهما ...لكني سأتجنب الاحتكاك بالسيدة اليس مخافة ان تلاحظ ازابيل ذلك..." "ماذا تقصد؟؟" سألته انطوانيت بعدم فهم "ان كانت إزابيل تشك بولائي للسيد جوليان ,فستضعني تحت المراقبة ,فإن اقتربت من السيدة اليس وساعدتها فستثبت التهمة علي....لذا ليس من مصلحتنا ان تكشف تعاوني معكم الآن..." فسألته انطوانيت بقلق "وماذا عن سيدتي؟؟؟" رد بثقة "لا تخافي عليها ,عند الضرورة سأحميها ,الآن علي المغادرة وسأتصل انا بكِ لا تبادري انتِ بالأتصال بي ابداً ...وإن حصل واحتجتني في شيء فاتصلي بالقصر مباشرة وادعي انكِ ابنة عمي جوانا واضح ...وانا سأبادر لمحادثتك بطريقتي الخاصة حين اتمكن من ذلك " حمل حقيبته وهم بالمغادرة, فأمسكته انطوانيت من ذراعه وهمست بوجل"كن حذراً ارجوك ياعزيزي ...." ابتسم لها بوداعة وقال "سأفعل " فعانقته بقوةٍ وهي تكتم شهقاتها الملتاعة خوفاً وقلقاً على جوليان وأليس وعليه ايضاً ... فحاول برنار ان يخفف عنها بمناكفتها قائلاً "لو انكِ قبلت الزواج بي لكنتِ الآن معي في القصر تعتنين بهما" ابتعدت عنه انطوانيت بحدة وضربته على صدره بعصبية وهي تقول "تأدب ايها العجوز" فضحك بخفة ووضع يده على قبله وقال بدرامية " ماذا علي ان افعل سوى الصبر على عنادك" تورد وجه انطوانيت بخجل حاولت مداراته بجمودها المعهود "لقد كبرنا على هذا يا برنار ,انظر لبياض شعرك ايها العجوز " عدل ياقته بزهوٍ وقال "تحدثي عن نفسك انطوانيت انا عن نفسي لا زلت شباباً وأن ابيض شعري " فضحكت انطوانيت بخفةً على كلامه ونسيت خوفها قليلاً فتابع برنار بجدٍ اكبر "لقد اقسمنا ان لا نتزوج حتى يعود الحق لأصحابه ,وسأظل احارب في الخفاء حتى يحصل هذا .." نظرت له انطوانيت باعجابٍ واعتزاز ,ثم اكمل هو برقةٍ وهو يداعب خدها السمين" لذا ان حصل هذا وعاد الحق لسيدي ,فلن ادعكِ تهربين مني ثانيةً" فضربته بخفةٍ على صدرها وقالت بدلال "اعقل ايه العجوز " فحرك لها جاجبيه الكثين بخفة ً وقال "لقد جننت بحبك منذ زمن يا متوحشة " فدفعته ليخرج وهي تقول بحرج "حين يعود الحق لأصحابه تعال بعدها وستنتحدث " فاستدار نحوها وقال بجد"اعدك بهذا " *********************************** يتبع | |||||||||
|
| |
|
13-11-18, 10:19 AM
| #518 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| بحرصٍ وحذر تلفتت اليس حولها فلم تجد من يتتبع خطاها كالعادة ,فدخلت الى غرفة المكتبة الفارغة واغلقت الباب خلفها باحكامٍ وزفرت براحة حين رأت الهاتف الارضي ,اخيراً ستتمكن من اجراء مكالمةٍ هاتفية ...... بلهفةٍ جرت نحو الهاتف الأنيق ورفعت السماعة وتنفست براحةٍ حين جاءها صوت الرنين مؤكداً لها ان الهاتف يعمل , اخرجت هاتفها الخلوي (خالي الرصيد) وبحثت في قائمة الارقام لتعثر على رقم انطوانيت للتصل بها ,فتجمدت اصابعها بشدة حين قابلتها الصفحة بيضاء خاليةً من اي رقم ... انزلت سماعة الهاتف الارضي بارتباك وعادت تعبث في هاتفها الخلوي بحثاً عن بقية الأرقام التي تحتفظ بها ,فوجدتها قد مسحت جميعاً من هاتفها ,كل الأرقام مسحت ,رقم هاتف جوليان ورقم مكاتبه ومنزله ,رقم انطوانيت ومادلين وحتى رقم انجيلا ...كل شيء ... شحب وجهها وشعرت لوهلةٍ بدوار ,كيف يعقل هذا !! ثم تذكرت تلك الخادمة اللعينة التي قبضت عليها تعبث بهاتفها قبل ايام....لا بد انها هي من مسحت الأرقام ...وبالتأكيد كان فعلها بأمرٍ من ازابيل نفسها ... بغيظٍ اغلقت الهاتف وجرت في الردهة تبحث عن ازابيل تنوي ان تنقض عليها لتفرغ فيها بعض غيظها ... بحثت عنها فوجدتها في غرفة الاستراحة تجلس برفقة شابةٍ حسناء انيقة للغاية تحتسيان الشاي بهدوء ...بمجرد ان رأتها ازابيل رمقتها بنظرةٍ تقيمية أثناء طيها بحرصٍ لصحيفةً ما كانت تطالعها ,ثم أمرت خادمتها بأبعاد كل الصحف من وجهها ,وعادت ترسم على وجهها ابتسامةً متكلفة وهي تقول بمرحٍ مصطنع "أنت هنا يا عزيزتي أليس ...جئتِ بوقتكِ تعالي وشاركينا الشاي " تقلصت ملامح اليس بغيظ من اسلوب الكونتيسة المستفز والذي تعمد فيها دائماً للنطق بأسمها الحقيقي ,ثم تعتذر بعد ذلك بمكرٍ مدعيةً انها زلة لسانٍ غير مقصودة...كما تفعل دائماً ... دنت أليس منهما بعصبية وهتفت بحنق وهي تلوح بهاتفها الخلوي ..."كيف تجرؤين على العبث بهاتفي ..؟؟؟" رفعت ازابيل حاجبيها بأستهجانٍ وهي تنزل فنجان الشاي خاصتها بهدوء ....ثم ردت بفتور وهدوءٍ شديد مستفز " ماذا تقصدين؟؟؟" "انت تعرفين ماذا اقصد؟؟؟" ردت اليس بحنق "لقد طلبتي من خادمتك اللعينة ان تمحو كل الأرقام من ذاكرة هاتفي ...اليس كذلك ؟؟" هزت ازابيل كتفيها بأستخفاف وردت "انا حقاً لا افهم عن ماذا تتحدثين ؟؟" وعادت تشرب الشاي بكل هدوء فكزت اليس على اسنانها بغيظ وزمجرت بسخط "لا تدعي الغباء ...لقد امسكت بها قبل ايامٍ تعبث بهاتفي ...اكيد هي من فعلت هذا وبأمرٍ منكِ " انزلت ازابيل قدح الشاي بشيءٍ من العنف دلالة نفاذ صبرها ,فأرتجفت خادمتها وجلاً من موجة سخطٍ قادمة ...وراقبت كيف وقفت ازابيل بعصبية ورمقت اليس بحدة وقالت ببرود قاتل " حاسبي على ما تتفوهين به يا هذه ...أنا لم آمر اي احدٍ بالأقتراب من هاتفك السخيف هذا ,ولماذا افعل ؟؟بماذا يفيدني هذا؟؟؟" ردت اليس بغيظ" تردين عزلي عن الوجود حتى لا اعلم ما قمت به لزوجي " وعلى خلاف ما ظنت الخادمة الوجلة ,فلم تصرخ ازابيل غضباً وتحطم المكان كعادتها حين تغضب ,بل جلجلت ضحكتها الهازئة في المكان ,وقد رافقتها تلك الشابة الحسناء التي تجلس معها بالأبتسام بخبثِ وتسلية ,ثم حين تمالكت ازابيل نفسها قالت بفتور " انت واهمة كالعادة ...أنا لا اكترث بكِ او بزوجك الاحمق ...وأن كنتِ ترغبين بالأتصال به او حتى الذهاب اليه فأفعلي...من يمنعك " واشارت لها نحو الباب أرادت اليس ان تقول لها بغيظ "انتِ من يمنعني " لكنها لزمت الصمت , فهي وأن كانت ترغب حقاً بالذهاب من هنا فوراً للبحث عن زوجها ,لكنها تعلم جيداً ان ازابيل لن تدعها تأخذ داني معها ...وهي لا تقدر على تركه هنا بمفرده ...يكفي انه ورغم وجودها معه بدأ يتغير بالفعل, ويتحول مع الوقت لشخصٍ آخر ,صار يشبه جدته الكونتيسة من حيث مظاهر البذخ والترف والتكبر ,لم تعد تشعر أنه صغيرها البريء المتواضع ... كان يأمر فيطاع , يشتهي فيجاب ,يعيش على هواه دون اي رادعٍ او مانع ...فيما مضى كانت مجرد كلمةٍ منها تكفي ليطيعيها ويستمع اليها ,لكن الآن لا يطيع إلا هواه ولا ينفذ إلا رغباته ,وهي تقف عاجزةً تماماً امام تغيره المفاجئ ,وتخشى ان تنتهج معه اسلوباً حازماً أوتقسو عليه فيبتعد عنها ويلغيها من حياته ,لأنه ببساطة سيجد من يدللـه ويلبي رغباته ... باتت تلازمه في كل خطوةٍ يخطوها لتحميه ,لكنها رغم هذا تشعر بهوة شاسعة تفصلها عنه ,وهي مع الأسف تتسع مع مرور الوقت ,تعمد دوماً لمحادثته بحبٍ ورقة لكن لم تعد هذه المشاعر سلعةً مرغوبةً لديه ,العابه المدهشة وملابسه الثمينة ونزهاته التي لا تنتهي صارت كل حياته...وإن اعترضت على اي تصرفٍ يفعله ,يكون رده بالتذمر والصراخ في وجهها والهرب لأحضان جدته التي تضمه بحب وتسارع بتنفيذ كل ما يرغب به بحركةً واحدٍ من اصابعها .. فماذا تفعل ,فكرت اكثر من مرةٍ بالهروب ,لكن القصر بخدمه الذين يلاحقونها اين ما ذهبت وبحرسه المنتشرين في كل ماكن كالثكنة العسكرية التي يصعب الفكاك منها... واليوم وبصعوبةٍ استطاعت مغافلة الخدم والتسلل للمكتبة لعلها تظفر بمكالمةٍ هاتفيةٍ واحدة تطمئنها على زوجها ,لتفاجئ ان هاتفها قد تم العبث به ومسحت منه كل الأرقام ... شعرت بالضياع والعزلة فحتى الحليف الوحيد الذي ظنته سيعينها في محنتها هنا لم يكن ذا فائدة تذكر ,فقبل يومين عاد العجوز برنار من اجازته ,لكنه ومنذ عاد لم تظفر اليس برؤيته سوى بضع مراتٍ عاملها فيها بكل تحفظٍ ورسمية ...ولم تحظى بمحادثته منفرداً لأنه دائماً ما يلازم الكونتيسة اين ما ذهبت ,ويطيعها ككلبٍ أمين ... وبالأمس قابلته في الردهة مصادفةً ,فسارعت بمحادثته لتطلب مساعدته في شراء بطاقةٍ هاتفية لها ,لكن وقبل ان يجيبها بكلمة نادته احدى الخادمات وأخبرته ان الكونتيسة تطلبه ,فأهتز العجوز كورقةٍ جافة تقاذفتها رياح الخريف الباردة ,وجرى مذعناً ليتلقى اوامر الكونتيسة المتسلطة ...عندها ايقنت اليس انها باتت وحيدةً تماماً في حربها مع عجوزٍ شرسة لا تتوانى عن فعل اي شيءٍ لتنال مبتغاها ... عادت ازابيل تقول بكل تسلط...وهي تراقب وجه اليس الجامد بتسلية "ان اردت المغادرة فلكِ هذا ...(ولوحت بيديها بقلة اكتراث ثم اكملت ) لكن لا تزعجيني بثرثرتك الفارغة واتهاماتك الباطلة ...(ثم شخرت بتهكم ) تدعي اني امنعها من الأتصال بذلك الغادر ..." شدت اليس قبضيتها بغيظ وهمت بالمغادرة بعد ان ادركت ان اتهامها من عدمه لن يفيدها في شيء...لكن وقبل ان تنسحب تهادى لها صوت ازابيل الساخر وهي تكمل بتهكم " لكن الم يخطر ببالك ان عدم الأتصال به افضل ...لأنك بالتأكيد ستصدمين بمعرفة حقيقة ما يفعله الآن..." "لا تقلقي سعادة الكونتيسة فأنا واثقةٌ من زوجي " ردت اليس بكبرياء دون ان تستدير حتى , فتابعت ازابيل بخبث "مسكينة ...تظنين انه سيكون في أنتظارك ...ولا تعلمين انه بعد ان ادرك انكِ لن تفيديه بشيء....قرر ان يمضي الوقت مع عشيقته على شواطئ الريفيرا..." توقفت اليس وردت بغيظ دون ان تسدير لها "اعرف انكِ تكذبين ,وأنا اثق بزوجي تماماً " ضحكت ازابيل بتسليةً وقالت باستنكار موجهةً الحديث لشابة الشقراء التي تجالسها "اسمعتِ يا مارتينا ...تتهمني بالكذب!!! ...ليتكِ احضرتِ معك بعض الصور لتؤكدي لها صدق روايتك ....ألم تقولي انكِ التقيتي بجوليان هناك قبل قدومك ,وقد استمات في محاولة اغوائك للعودة اليه من جديد ..." ردت مارتينا بكل برود ..."اخبرتك يا كونتيسة انني لم اعد اصدق ادعاءاته الكاذبة ...يكفي انه دمر حياتي اول مرة وحطم زواجي من ادريان....لن انخدع بكلامه المعسول ثانيةً ,ليعبث ذلك اللعين مع عاهرةٍ تليق به فأنا لا يهمني امره في شيء..." ربتت ازابيل على خدها وقالت بتعاطفٍ مصطنع " ذكية ...ليت الآخرين يكونوا بذكائك ويدركوا انهم خدعوا ....(زفرت بسأم ثم اكملت بتهكم ) مع الأسف البعض لا يتعلم إلا من تجربته الخاصة " وعادت تحتسي الشاي بكل هدوء ما ان سمعت اليس بأسم مارتينا حتى استدارت بحدة ورمقت الشابة الشقراء بدقة "هل هذه هي مارتينا إذاً ...!!" وشحب وجهها بشدة ,ليس لأنها صدقت ادعاءات ازابيل ومارتينا الكاذبة بشأن جوليان ,فالمسرحية بجملتها مبتذلة ولا تصدق ...لكنها ارتعبت حين ايقنت ان مارتينا ما جاءت الى هنا إلا لتنفيذ مخطط ازابيل الشرير بنسب داني لها .... تطلعت ازابيل بأستمتاع لوجه اليس الشاحب وظنت ان حديثها أثر بها فقالت بتسلية "هل ارسل لسائقي ليعد لكِ السيارة ويعيدك لمنزلك ؟؟ويمكنني ان ازودك بالمال ايضاً ان كان ينقصك لتسافري له ......واستطيع ان ادلك على عنوان الفندق الذي يقيم فيه جوليان حتى لا تتوهي في الطريق ...رغم اني واثقة بأن ذهابك اليه لن يفيد سوى في كسر قلبك..." صكت اليس اسنانها بغيظ وكتمت شهقاتها وحبست دموعها وبصعوبةٍ همست "كلا " ثم غادرت الغرفة لا تلوي على شيء وهي تسمع ضحكات ازابيل ومارتينا الساخرة ... وفكرت بضيقٍ وهي تتجه صوب غرفة داني "هذا ما تريده تلك اللعينة ...تريد ان تفقدني صوابي حتى اسأم واغادر لأترك لها الساحة خاليةً لتعبث فيها بمصير ابني كما تشاء ...لكن كلا لن افعل هذا ...سأظل هنا ولن اتخلى عن داني مهما حصل ,ولن اصدق كلمةً منها عن جوليان ...ابداً ...لكن ... " توقفت فجأةً ووضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها الملتاعة بعد ان انهارت على الدرج ... "لكن ...اين انت يا جوليان؟!! اين انت؟!! ...لماذا اختفيت هكذا ؟؟؟وماذا حل بكِ...؟؟؟ وكيف سأطمأن عليك بعد ان حاصرتني تلك اللعينة ..؟؟" وضربت على درابزين الدرج بكل سخط مفرغةً فيه بعض غيظها ... ثم تمالكت نفسها بصعوبة حين مرت بقربها بعض الخادمات اللواتي رمقنها بغموض واخذن يتهامسن عليها ...جففت دموعها بكفيها بحزم واكملت طريقها صوب جناح صغيرها ,وكل تفكيرها منصبٌ على تقوية عزمها لتقاتل في هذه المعركة الطاحنة حتى الرمق الأخير ... منذ تلك الحادثة لم تلتقي اليس بمارتينا إلا في اثناء وجبات الطعام التي عادةً ما يكون الصمت فيها سيد الموقف بينهما ,بينما تعلو ثرثرة داني بحماسة عن اخر هداياه ونزهاته التي باتت تقتصر عليه وعلى جدته فقط في اليومين الآخيرين ,مستثنين أياها بإنذارٍ صارخٍ بأن خطة الكونتيسة في تحويلها لمجرد مربية لا اكثر قد بدأت بالفعل ************************************ يتبع | |||||||||
|
| |
|
13-11-18, 10:26 AM
| #519 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| بعد مضي شهر " اه ...اجل ...اجل ...لقد قمت بتوزيع بطاقات الدعوة بالفعل ....ههههه ...والكل اكد الحضور بمن فيهم الدوقة والأميرتين كلير والكساندرا" وقفت اليس بجمودٍ بعد سماع تلك العبارة التي صيغت بالإنجليزية ,والتي تهادت لإذنها بينما كانت تهم لدخول غرفة الطعام ,بعد ان تأخرت عن موعد العشاء قليلاً بسبب اعياءٍ اصابها منذ ايامٍ ...,كانت تلك الكلمات الباردة كفيلةً بتجميدها في مكانها ,بينما اخذت تراقب بهلعٍ الكونتيسة ازابيل وهي تتحدث بمرحٍ كبير وسرورٍ بالغ عن ترتيباتها للحفل القادم الذي لم تعلم عنه اي شيءٍ حتى سمعتها الآن تتحدث عن خططها القادمة في استضافة العائلة المالكة ... تنبهت ازابيل لوقوفها فدعتها بكل لباقةٍ (كاذبة ) وهدوء لتشاركهم الطعام ,لكنها ظلت جامدةً مكانها تطالعها بنظرات جوفاء خاليةٍ من اي تعبير رغم ان قلبها يصرخ مستتغيثاً ان يرحموها من هذا الكابوس المزعج الذي استمر لوقتٍ طويلٍ فاق الشهر ... عندما لم تستجب تجاهلت الكونتيسة وجودها وعادت تحدث مارتينا وداني بكل راحةٍ عن خططها ... " في الحفل سيتم اعلانك يا حبيبي داني بأنك الكونت فياندن ...لقد اعددت مفاجأة سارة لم يحدث مثلها منذ سنوات ...إذ سأقيم سباق قوارب تقليدي عبر نهر (أور Uor ) ,كما ستقام الأحتفالات بالطريقة التي كانت اسرتنا العريقة تقيمها لمئات السنوات ,اغاني ومهرجانا وفرق بهلوانات ....كله من اجل حبيبي داني.." (وقامت بقرص خد الطفل- الذي ينظر لها بسعادةٍ وانبهار وكأنه مغيبٌ تماماً بسحر ساحرةٍ شمطاء ترتدي ثياب الجنيات العرّبات محققات الأماني , ولم يلتفت الى امه ليسألها رأيها كما كان يفعل سابقاً ) عندها ادركت اليس ان الوضع خرج من يدها وإنها ستظل عالقة للأبد كأنسانة مهمشة ٍ لم يعد لها اي دورٍ في حياة ابن شقيقتها الذي احتضنته منذ ان كان رضيعاً كأمٍ رؤوم ... سالت دموع القهر بصمتٍ على خديها بينما كان ثلاثتهم (ازابيل ومارتينا وداني يتحدثون بمرح ) وهم يناقشون الاحتفال ويقترحون اشياء اكثر تزيده بهجة ....وفي تلك اللحظة التفت داني لها وكأنه يرأها لأول مرة وهتف بأسغراب "لمَ تبكين ماما؟؟؟ " عندها قالت مارتينا بخبث "ربما لا تعجبها حفلتك " لينظر لها الطفل بحزنٍ ويسألها بخيبة رجاء "هل هذا صحيح؟؟ " فتهتف اليس بأسى "لا ...كل ما يسعدك يسعدني يا حبيبي " ترك داني مقعده ودنى منها وهتف بحيرة "لمَ تبكين إذاً ؟؟" لتقول بصعوبةٍ بعد ان ازدرت ريقها .." لأني ...." (وتطلعت لسيدتين اللتين نظرتها لها بترقبٍ لتسمعا جوابها ,فتجاهلتهما ونزلت لمستوى صغيرها تريد ان تبثه حبها حتى تحافظ على ما تبقى لديها من امل ,وهمست بحنان وهي تداعب شعره بحب امومي خالص ) " ابداً انا سعيدة للغاية بكل ما يسعدك يا صغيري لكني متعبةٌ فقط " بمفاجأةٍ لم تتخيلها قام داني بضمها اليه وقبل خدها وهتف "اذهبي وارتاحي ماما ,وسأمر ماري ان تجهز لك شراباً دافئاً ليريحك " وبالفعل تركها وخطى نحو احدى الخادماتٍ امراً اياها "اطلبي من ماري ان تعد لماما شيئاً تشربه " لم تفهم الخادمة ما قيل لها بالانجليزية ,فعاد داني يصرخ فيها بسخط "لمَ تقفين عندك كالبلهاء هيا اذهبي " هتفت اليس بألم من تصرفه الفظ"داني حبيبي توقف...هذا لا يجوز يا صغيري " (نظر لها بحيرة فتابعت لومه بضيق)" لا تكن فظاً يا صغيري ,لم اربكَ هكذا " رد مبرراً "انا لست فظاً ماما ...انا الكونت فياندن ويجب ان اكون حازماً مع اتباعي ...اليس كذلك جدتي ؟؟؟" ونظر لجدته ببراءة فوقفت ازابيل بكبرياء وردت بغرور "طبعاً " (واخذت تحدث الخادمة بلغتهم المحلية بتسلطٍ وامر لم تفهم منه اليس شيئاً ,لكن مهما كان ما قالته فلم يرقها ,وبكل خيلائها المعهودة دنت ازابيل من داني وقالت برقة كاذبة بانجليزيتها المقبولة التي اختلطت ببعض العبارات الفرنسية " هيا بنا يا صغيري لأريك ما اعددت لك لترتديه ..." وتجاوزت بكل غطرسةٍ اليس التي وقفت متصلبةٍ مكانها بعد ان ادركت انها غارقةٌ في مستنقعٍ قذر تتخبط فيه وحيدة ... ليخرجها صوت مارتينا الحاد من توهانها وهي تنظر اليها بفضولٍ ممزوجٍ بإزدراء ,وقالت بأنجليزية ممتازة تتقنها بمهارة لأنها قضت وقتاً طويلاً في أمريكا ...بعد ان سحبت نفساً قويةً من سيجارتها المعطرة بالنعناع " احقاً انت هي التي اختارها جوليان ليلعب ضد ازابيل !(شخرت بتهكمٍ واكملت ) لم اتخيل ان يكون قصير النظر واحمق هكذا ..." افاقت اليس من غفلتها لتطالعها بضيق وترد عليها بخفوت "أجل ..أنا التي اختارها لتصير زوجته ,وأنا فخورةٌ بهذا .." " وحاولت تجاهل تلك الصورة المقيتة التي لم تذهب من بالها لهذه الحسناء ذهبية الشعر ذات القد المثير المغري بينما كانت تنام في احضان جوليان عارية ...وكأن مارتينا عرفت بما تفكر اذا ضحكت باستهزاءٍ واضح وهي تحرك يديها باستفزاز على منحنيات جسدها المصقول بروعة ,ثم علقت بكلماتٍ تقطر كراهية وحقداً "غبي ...كان ولا زال ..." (شخرت بتهكم وهي تقيم أليس الشاحبة الهزيلة بنظارتها المزدرية من رأسها لأخمص قديمها ثم اكملت ) " لقد اضاع منه فرصةً ذهبية.....لا اصدق انه فضلك علي...لا اصدق..كيف فعل ذلك..!!!" ولفظت كلماتها الأخيرة بحنق شديد .. كم ودت اليس لو تنهال عليها شتماً و تقريعاً وربما ضرباً ,لكن كل الأيام الماضية استنفذتها تماماً فلم تحفل بأي شيء قد تقوله مارتينا لأستفزازها لأنها بكل الأحوال لا تصدق كلمةً منها ,وحديثها الآن يظهر لها اي خبيثةٍ هي ,فبتأكيد لا يعقل ان يكون جوليان على علاقةٍ بها ابداً ... هزت اليس كتفيها بأستخفاف واستدارت على عقبيها لتغادر لكن مارتينا لم تفرغ ما في جعبتها بعد فأستوقفتها لتقول بحدةٍ وتعالي : " انا مثلك لست راضية عما يحصل " (تجمدت ساقا اليس ترقباً لسماع ما ستقوله دون ان تستدير نحوها ,فأكملت مارتينا بكل انزعاجٍ بعد ان نفثت اخر انفاسٍ من سيجارتها المعطرة قبل ان تطفأها في منفضة كريستالية فاخرة بحنق ) "انا لست سعيدة بهذا الدور الذي اقوم به ..اكثر منك أنتِ ,لكني واقعية ولا اتاجر بالعواطف مثلكِ " (خطت امامها وقالت بحدة ) "سألعب دوري جيداً..وأنت عليك ان تفعلي مثلي تماماً للنهي هذا الفصل السخيف من حياتنا ,بعدها سأكون مسرورة بل اكثر من سعيدة بتركه لك للأبد " تخطتها وسارت مبتعدة بينما ظلت اليس مكانها جامدةً ومحتارة في ادراك عمن كانت تتحدث ,ومن كانت تقصد ,هل كانت تقصد داني ام جوليان..؟!! لكن اياً من كانت تقصده فأليس ستكون سعيدةً بالفعل لو تركتهم وشأنهم .. ******************************************* حين يصِفون طول الأنتظار بالتقلب على الجمر لم يكونوا يبالغون ابداً ,فهذه كانت حال جوليان فعلاً يتقلى كل يومٍ بنارِ جمرالأنتظار اللاهبة لإنتهاء هذه القضية السخيفة التي كبلته لأكثر من شهر ,عجز خلالها عن مغادرة فرنسا أو الأتصال بزوجته ليطمأن عليها ....فقد كان الرد الآلي دائماً يجيبه بأن الهاتف الخلوي المطلوب مفصول ... ورغم جميع تطمينات أنطوانيت له بأن برنار يؤكد دوماً على انها بحالةٍ جيدة ,فإن هذا الكلام لم يرحه ابداً بل على العكس زاد من خوفه أكثر ,فهذا يعني ان ازابيل لم تكشف عن انيابها بعد وتدخر خبثها لتقذفه بوجههم بشكلٍ مفاجئ قاسي ,فهو اكثر من يعرف خبثها وأساليبها الملتوية ,ومتى ما تعاملت ازابيل مع عدوها بنعومةٍ فهذا يعني أنها تخبئ له لدغةً سامة ستقضي عليه حتماً إن لم يكن حذراً ,لذا كان يتمزق من خوفه على أليس وداني وكل ما استطاع فعله ان طلب من أنطوانيت تبليغ برنار ليكون حذراً وحريصاً تماماً .. "متى ستعود يا سيدي فقد طال غيابك كثيراً ؟؟" سألته السيدة الوفية بقلقٍ ليجيبها بتعب ٍ وهو يجلس في قاعة الانتظار انعقاد أولى جلسات محكمته "ارجو ان يكون قريباً ,قبل أسبوعٍ من الآن تمت الجلسة المبدئية لسماع التهم الموجهة ألي ,وقد أُرْجِئت الجلسة الأولى لليوم للأستماع للشهود وتداول الأدلة ,وها أنا أنتظر انعقادها بفارغ الصبر ,لقد أكد لي أولاند أنه يدخر لي مفاجأةً ستقلب موازين الأمور وستتم تبرئة ساحتي من كل التهم الموجهة الي " زفر بقوةٍ ثم اكمل بكآبة " لا أخفيك الأمر اني قلقٌ للغاية ,فرغم ثقتي بميشيل لكني اخشى ان يحتاج لأكثر من جلسةٍ لتبرئتي ,وهذا يثير جنوني فكل يومٍ يمضي يزيد من خشيتي وأنا بعيدٌ عن اسرتي ,وتلك الخبيثة تنسج خيوطها بأحكامٍ حولنا " (ثم اكمل بغيظ )" أكاد اجن لأني لا استطيع محادثة اليس ...لمَ لمْ يساعدها برنار للأتصال بي...؟!! ارغب بسماع صوتها والأطمئنان عليها ..." ردت انطوانيت بضيق "كما اخبرتك سيدي فازابيل تشك به كثيراً ...لذا هو يلتزم جانب الحذر في التعامل مع السيدة اليس....فإن علمت ازابيل انه وسيطنا في القصر ستطرده فوراً ,وبهذا شكل ستظل السيدة أليس وحيدةً في مواجهة ازابيل ...ونحن لا نريد هذا .." زفر جوليان بكآبةٍ وأقر "معك حق ...لكن هل هي بخير حقاً اصدقيني القول انطوانيت ...هل امورها وداني جيدة ؟؟,هل اخبرك برنار بأي شيءٍ جديد؟؟؟" صمتت انطوانيت لوهلةٍ محتارةً بين أن تخبره بحقيقة ما يحصل ام تظل صامتة وتحجم عن أخباره بما حدثها به الرجل العجوز الطيب قبل أيامٍ عن تراجع صحة السيدة أليس الملحوظ ,وعن محاولات ازابيل المستميتة للسيطرة على الصغير وجذبه لها .... وفي النهاية حسمت أنطوانيت أمرها وقررت عدم قول أي شيءٍ يزعجه قبل ان يخرج من ازمته تلك ,حتى لا تزيد من همه فعلقت بثباتٍ وهدوءٍ كبير "امورها جيدة " "هل علمت بما جرى معي؟؟" سأل بتوجس "لا أظن هذا سيدي,فأنا لم استطع التواصل معها لاخبرها بالأمر...فهاتفها فيما يبدو معطل ...وبرنار لم يخبرها ,فهو كما قلت لك يكتفي بمراقبتها من بعيد ....لكن ما يثير استغرابي حقاً هو لمَ لمْ تخبرها الكونتيسة بذلك رغم علمها بسجنك ,بل احسب انها من كانت وراء سجنك ,لكن بحسب ما قاله برنار لي في آخر اتصال فهي قد امرت جميع الخدم بعدم الحديث عن قضيتك التي اللهبت الصحافة والأعلام ...,بل ومنعت تداول الجرائد بينهم خلال هذه الفترة ,تصرفها يثير الريبة حقاً ...في الحقيقة كنت اظن انها ستستغل خبر سجنك لتشمت بها وتستفزها ... " لم يجبها جوليان عن هذا السؤال الذي سأله لنفسه مراراً خلال الفترة الماضية ,ليكون الجواب الوحيد الذي توصل له أن غاية الكونتيسة من كل ما جرى اكبر من مجرد التشهير به وسجنه ....فإزابيل ليست غبية فهي تعلم أنه أن عاجلاً أو آجلاً سيخرج من السجن وستثبت براءته وسيعلم الكل بهذا ...فمزاعم ذلك المجرم المحتال (ديفيد ) ستفند بمجرد ان يستمع القاضي لشهادته ,ورغم خوفه الشديد مما تضمره هذه الحقودة له ولأسرته إلا أنه تمالك نفسه وقال بهدوء كبير " مهما تكن غايتها فهذا أفضل من أن تعرف أليس بما جرى معي ,بمجرد أن أنتهي من هذا القيد المقيت سأتي لأخذها وسأخبرها بكل شيء..." بتأثرٍ همست انطوانيت "ارجو ان يكون هذا قريباً ....واتمنى لك التوفيق " ... ليكون هذا لسان حاله ايضاً فهو بحاجةٍ للتوفيق حتى يخرج من بحر الخدع و الأكاذيب الذي احاط به ,لذا لم يصدق نفسه حين فاجأه ميشيل فعلاً بتمكنه من أحضار شاهدٍ مهم فند كل ادعائات المجرم السابق (ديفيد ) والذي ادعى تورط جوليان بأمر الحريق... فبمهارة قل مثيلها استطاع ميشيل الوصول لأحد اصدقاء ذلك المدعي الواشي ,وبمبلغٍ بسيط من المال تمكن من جره بالحديث ليعرف منه تفاصيل مهمة ستفيده بالتحقيق ,فقد اخبره هذا الصديق بأنه وفي سهرةٍ سابقة ثمل ذلك المجرم الخسيس (ديفيد ) وأخذ يتحدث براحةٍ عن تلقيه مبالغ خيالية من شخصٍ مجهولٍ حرضه على حرق معرض جوليان,ثم طلب منه ان يلقي بالتهمة على السيد جوليان نفسه ,وهو بكل بساطة فعل دون ان يعلم حتى الغاية من ذلك ... لذا كانت شهادة هذا الرجل مهمة فقد قلبت الموازين ورجحت كفة جوليان في المحكمة ,ورغم ان الحكم لم ينطق بعد وقد أرجأت المحكمة ذلك لشهرٍ اخر ,لكن أولاند تمكن من نيل حكمٍ بالسماح لجوليان بالسفر بدعوى عدم تعطيل مصالحه ,شريطةَ أن يكون موجوداً في مواعيد الجلسات التالية ,وهكذا ما أن انتهت الجلسة الأولى حتى حجز في أول رحلةٍ مغادرةٍ للوكسمبورغ وخلال اقل من سبع ساعاتٍ كانت سيارته تنهب الطريق الريفي الجميل نحو الشمال حيث مقاطعة فياندن الحدودية مع ألمانيا... ************************************** يتبع | |||||||||
|
| |
|
13-11-18, 10:32 AM
| #520 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| "آه ...هكذا إذاً ...لم يستطيعوا أن يثبتوا عليه شيئاً " ( بصوتٍ باردٍ قاسي كانت ازابيل تخاطب المحامي الذي نطق بكلماتٍ أخرى قبل ان ترد عليه بكل ثقة ) "...ليس مهماً ..حتى وان لم يدان ,فهو قد خسر بالفعل كل شيء ...أنها معي بقبضتي " ( وضمت قبضتها بقوة حتى ابيضت سلامتها قبل ان تتباع بسخرية ) " ماذا ...حقاً !! ؟ وماذا فيها لو جاء الى هنا !! لا لا...لابأس ... لست قلقة من مجيئه بل على العكس أنا انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر ...فهذا يخدمني جيداً ,دعه يأتي وسيكون في انتظاره هدية صغيرة ستعجبه بالتأكيد " وضحكت بخبثٍ قبل ان تكمل بكل حقد" وسيعرف ابن الفلاحة مع من كان يعبث" اقفلت السماعة بكل هدوءٍ قبل ان يجلجل صوتها الحاد منادياً خادمها العجوز "برنار.." وفي لحظاتٍ خاطفة كان الخادم الوفي يقف امامها بترقب لتقول له بكل صلف ,وعيونها تلمع بشرارة حقدٍ مريع " اخبر مارتينا اني اريد أن أراها حالاً في المكتب " (تجمد برنار وشعورٌ من الخشية -مما تضمره هذه الحقود – أستولى عليه ,لتنتبه لوقوفه فتصيح بسخط) " لمَ تقف عندك ايها البليد تحرك " وابتعد الخادم العجوز وهو يتمتم بكلماتٍ مبهمة بينما سيدته الحقودة تبتسم بمكرٍ وهي تحبك في عقلها خيوط مكيدتها القادمة : "جاء دورك يا مارتينا ...لنرى كيف ستثأرين لكرامتك المجروحة وتردين له الصاع صاعين ههههههه" جلجلت ضحكتها في الارجاء منذرةً بفصلٍ جديد من القسوة والظلم ... *************************************** طوال الرحلة كان جوليان يعد نفسه لمواجهة المرتقبة ويفكر كيف سيتصرف ان حاولت الكونتيسة منعه من دخول القصر ,عشرات السيناريوهات تجسدت له وكل مرةٍ يقوده فكره إلا انه لن يستسلم لها وسيدخل القصر عنوة ًان تطلبه الأمر ذلك ,لذا لم يصدق نفسه حين فتحت له بوابات القصر بكل بساطة وأدخلوه للساحة الرئيسية حيث صف سيارته الرياضية فيها وتعمد عدم اعطاء الخادم مفاتيحها ليركنها بعيداً كما هي العادة ,لأنه لا ينوي التأخر سيأخذ زوجته وطفلها ويغادر والويل لمن يحاول منعه أياً كان.... ولج بوابات القصر المشرعةِ برحابة على غير العادة وأخذ ينادي بأعلى صوته " اليس...اليس...داني...!!" تردد صدى صوته بالأرجاء منتظراً سماع صوتها الرقيق يجيبه ,لكن ما وصل اليه كان صوت تلك المتعالية المغرورة التي تعيش لذاتها وكيانها المستبد ,حيث كانت تنتظره عند أعلى الدرج بهيئة الملوك التي تحب الظهور بها وقالت بتهكمٍ واضح " آه أنظروا من جاء !!؟..أوه أهذا أنت يا عزيزي جوليان ..حمداً لله على السلامة..ومبارك ٌ خروجك من السجن ,كنت واثقة ببراءتك ..فليس معقولاً أن شخصاً من سلالة فياندن يقوم بهذا الامر الشنيع ......" كانت تتحدث بسخرية تامة وهي تتبختر بخفةٍ وتنزل الدرج بهدوء وثقة .. " اين زوجتي ؟؟! أين اليس ..وداني اين هما..؟؟"هتف بحنق وهو يحاول السيطرة على انفعاله حتى لا يهم بلكمها على وجهها الزائف كزيف ضحكتها الخبيثة وهي تطالعه بدهشة مصطنعة : " آه ..اليس من هي إليس؟؟؟" علقت مدعيةً جهلها " دعك من هذا النفاق ..أعرف أنك تعرفين جيداً من هي ...والان اين هي زوجتي..وداني؟؟.." خطت بتمهلٍ وهي تنظر له بتمعنٍ شديد ثم قالت بصوتٍ واثق ومتعالي "إذاً انت لا تنكر انك خدعتني وادعيت كذباً انها ليزا " زمجر بسخط" دعك من هذا يا ازابيل ...فالجواب ستناليه امام القانون والقضاء....اردت ان اجنب داني هذا الأمر لكن ان كنتِ مصرةً على السلوك بهذا الطريق فأنت لم تدعي مجالاً غير فضح كل اعمالك الدنيئة ..." ضيقت ازابيل عينيها مدركةً ان جوليان لن يتوانى عن الأعتراف بالحقيقة امام الجميع ليفضحها ....لكنها لن تدعه يسبقها للأنتقام لذا ردت بكل هدوء " انهما في الحفظ والصون.. هنا في منزلهما حيث يجب ان يكونا... " بخفةٍ صعد جوليان الدرج حتى قابلها في منتصفه وقال بحدة "اريد أن أراهما..أين هما ؟...اليس..داني!! " وعاد ينادي عليهما ثانية فأشارت له الكونتيسة بيدها بأنزعاجٍ ليخفض صوته وقالت بسأم " ..اهدأ...لا تتصرف كالفلاحين الغوغائيين ...ستراها..لكن ..(ثم تابعت بخبث ) علي ان احذرك حتى لا تصدم بالأمر...فزوجتك المصون لن تسعد برؤيتك أبداً ..فهي لم تعد تريدك.." جذبها من ذراعها بقسوة وهتف من بين اسنانٍ مطبقةٍ من شدة الغيظ "أصمتي أيتها الكاذبة ,انها زوجتي و تحبني وستأتي معي ..بتأكيد.." ردت بثقة كبيرة وتحدٍ " لا لن تفعل..ليس من دون داني وأنت تعرف ذلك جيداً ,(ضحكت هازئة وتابعت )..كان حمقا ً منك أن تتحداني ياجوليان.." شدها بقوةٍ وأخذ يهزها بعنفٍ وهو يصيح" أيتها اللعينة لا تظني ان خبثك سيفرق بيننا هذا بعدك ...أين خبأتها ..هيا .. اخبريني...؟؟" ضحكت الكونتيسة بقوةٍ وشدت يدها منه بقرف وهمست بخبث "ألا تصدقني لا بأس اذهب وأسألها وستجيبك بنفسها أنها ما عادت تريدك ...هيا أذهب فهي تقيم في غرفتك السابقة حيث يليق بالحثالة ان تكون ..." "أيتها الو..." اراد لطمها حقاً وشتمها بأقذع الشتائم التي تليق بوضيعةٍ مثلها ,لكنه احجم وامسك نفسه بصعوبة ,فهي لن تستدرجه لحرب استنزاف الأعصاب التي تجيدها ,لذا تخطاها وعيونه تشع حقداً على سيدة جُرِّدت من كل صفات الأنسانية ,فما رداء النبالة الذي ترتديه سوى قشورٍ براقةٍ هشة ما أن تتكسر حتى يظهر قبح وجهها الحقيقي ودناءتها .. بخفةٍ أرتقى باقي الدرجات وأتجه صوب الجناح الشرقي حيث كان يقيم مع والديه سابقاً ,كان يطيب لعمه وازابيل ان يدعون هذا الجناح بجناح وصيف الكونت واسرته ... ودَفْعُ الكونتيسة لأليس بأن تقيم فيه ,له دلالة مقيتة يكره جوليان حتى التفكير بها.. بمجرد ان تجاوزها نظرت الكونتيسة لاحدى وصيفاتها والتي كانت تقف عند اسفل الدرج بأنتظار اشارةٍ منها ,وتلقتها بحركةٍ صغيرةٍ من رأس ازابيل تفهمها ما تريدها ان تفعل ,فسارعت الخادمة بالتنفيذ على عجل لتعلو ضحكة ازابيل بشارسة وهي تقر لنفسها "ستكون مسرحية رائعة لم اخرج مثلها سابقاً ...أوه يا ألهي كان علي فعلاً أن أصبح مخرجة.."فكرت بغرور وعادت تضحك بخبث ومكرٍ شديدين وهي تخطو بتبختر ************************************ يتبع | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
145Likes
العرض العادي
