آخر 10 مشاركات
الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دانبو ...بقايا مشاعر (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          وأذاب الندى صقيع أوتاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-18, 10:49 PM   #541

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناي محمد مشاهدة المشاركة
لكم منه الف تحيه شكرا الكم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناي محمد مشاهدة المشاركة
فرحت كير فيها شكرا ليكى ممنونه والله فيها اكيد حلوة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناي محمد مشاهدة المشاركة
ما بظهر الفصول عندى ممكن اعرف ليه شو اعمل
اهلاً فيك صديقتي ناي محمد...احنا فرحتنا بوجودك معنا اكبر ...وبالنسبة للفصول الي ما بتظهر ممكن تتواصلي مع احدى المشرفات لتشوف شو المشكلة


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 11:01 PM   #542

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

مساء الخير وكل عام والأمة العربية والأسلامية بخير ....اهنئكم بالمولد النبوي وربنا يعيده علينا في الأعوام القادمة وتكون احوال الناس افضل....


اعتذر مرة أخرى عن التأخير وسأبدأ تنزل بعد قليل اتمنى للجميع قراءة ممتعة




الفصل الحادي والعشرون

نسيج العنكبوت




نظرت انجيلا بحزنٍ لوجه ابنها الذي اكتساه الشحوب والوهن وتلمست شعره بحنانٍ بينما كان الطبيب يعيد ترتيب اغراضه في حقيبته الخاصة ,ثم عاد يؤكد لها بصوته الرصين :

"لا تقلي سيدتي أنه بخير فقط بعض التعب والأرهاق ,ويبدو أنه لم ينل قسطاً وافراً من النوم منذ فترة ,كما انه أهمل غذائه في الأيام الماضية ,هذه وصفة طبية فيها بعض المقويات والفيتامينات التي ستفيده ,لكنها ليست بديلاً عن الراحة والغذاء الجيد الذي يجب ان يلتزم به "

هزت انجيلا رأسها بصمتٍ حتى لا تفضحها دموعها ,وتولت انطوانيت إيصال الطبيب للخارج حيث شكرته بأدب واخذت الوصفة منه لتشتريها ,بينما ظلت انجيلا مع جوليان تمسح على رأسه وتقبله بحنوٍ شديد وهي تهمس باكية :

"ماذا جرى لك يا ولدي؟؟...ماذا أصابك !!"

ولم تعلم انه افاق إلا حين تململ بقربها وهمس بألمٍ وهو يجاهد في أخفاء دموعه التي خانته رغم كل جهوده

" لقد وعدتها بأني سأحميها وأحمي صغيرها لكني خذلتها يا امي ....لقد خذلت أليس.."

" اليس؟!! من اليس..؟؟"سألته بحيرة وشك ,وظنت انه يهذي...

بدأت الكلمات تخرج من فهمه بمرارةٍ كبيرة يحدثها بكل ما جرى معه ,لتصاب امه بذهولٍ شديد مما سمعته وتهتف برعب


" يا ألهي هي ليست زوجة ادريان؟!! ..كيف لم تخبرني بكل هذا يا ولدي ,ولم غادرتما فرنسا أن كان الوضع هكذا ..؟"

همس بتعب " لأني لم اكن اعلم ذلك حينها .."
(وصمت وتاه بذكرى ليلتهما الحميمة اليتيمة حين عرف حقيقتها ثم تابع بوهن )

"لو كنت اعلم سابقاً بحقيقتها لما ترددت لحظة في إبقائها عندك بأمان ....لكن ...(عاد صوته يتحشرج بأسى )ماذا افعل الان . ؟؟لقد اقنعتها تلك اللعينة بأني على علاقة مع مارتينا.."

"أقنعتها ...كيف؟؟؟" سألته امه بحيرة ,فقص عليها ما حصل بحرج ,لتهتف انجيلا بضيق لم تستطع مداراته
"ما كان عليها ان تصدقهما ,وإن كانت تحبك فعلاً كان عليها ان تثق بك اكثر وتستمع إليك .."

فرد مدافعاً " امي ان إزابيل ماكرة للغاية فقد كانت تخطط لهذا الامر خلال فترة غيابي عنها ,ولا استبعد انها أرتها تلك الصورة اللعينة "


نظرت له انجيلاً مستفسرة ليتابع بتعب ويعترف لها ولأول مرة " هذا امرٌ قديم لم أشأ أن ازعجك به سابقاً ..." ثم قص عليها قصة الصورة التي أُخذت له مع مارتينا و بعد أن لاحظ صدمتها وشحوبها هتف بانفعال

"أنا لا أعرف كيف استطاعتا الأيقاع بي..لكني أقسم لكِ اني لم اكن على علاقةٍ مع تلك الخبيثة ولم اقم اي علاقةٍ معها على الاقل ليس وأنا في كامل وعي..."

(اسند رأسه للخلف بتعبٍ واقر ) "لكني بت أدرك لماذا فعلتا ذلك بي ,فمارتينا ارادت الأنتقام مني لأني صددتها وهددتها بفضح تصرفاتها المشينة أمام ادريان "

ثم شخر بتهكمٍ وأكمل "أما ازابيل فأرادت ان تفرق بيني وبين ادريان بأي شكل بعد أن أوكل إلي ادارة جميع املاك الأسرة بعد وفاة عمي ,كان ادريان يثق بي ثقةً عمياء وهذا لم يرق لأمه اللعينة ,فأرادت أبعادي عن كل شؤونه المالية وثروته ,ونسجت تلك المؤامرة الدنيئة وصورتني بوضعٍ مشين مع مارتينا وأظهرت الصور لأدريان الذي جن جنونه وقام بطردي..."

زفر بوهن وهو يتذكر تلك اللحظات الرهيبة
حين اقتحم ادريان مكتبه - قبل سنوات- وقام بلكمه بقوة على وجهه ..وقبل ان يستوعب جوليان ما يحصل قام ادريان بوضع الصورة المشينة امامه على مكتبه بعنفٍ ,وهتف بحنقٍ وهو يغالب دموعه :

"لقد كنت أنت الانسان الوحيد الذي اثق به....كنت اعتبرك اخي ...أهكذا ...تخونني ...لماذا؟؟؟أمن أجل اللقب والمال ..."

وقف يومها جوليان مرتبكاً يحدق بتلك الصورة البغيضة وقد شحب وجهه ليكون الأثبات على جرمٍ لم يرتكبه ,فيهتف ادريان بأسى " قل شيئاً ...لمَ انت صامت ؟!!...قل أنك لم تفعلها ..."

لم يستطع جوليان ان ينكر الأمر وأشاح بوجهه ,فجذبه ادريان من ياقة قميصه وهزه بقوة وهو يبكي بحرقة
"قل شيئاً أيها الوغد "

وأراد لكمه ثانيةً لكن جوليان لم يكن ليقف بموقف المتفرج وهو يتلقى تهماً هو بريءٌ منها ,فأبعد أدريان عنه وهتف بحنق " الامر ليس كما تظن.... أنها خدعة ..."

"خدعة أيها الوغد!! الست أنت من في الصورة ايها الوضيع ؟" صاح ادريان بغضب متأجج

"صن لسانك ادريان ...لست أنا من أوصف بهذا"

تهاوت ذراعا ادريان وهمس بخيبة " كنت أظن هذا....حقاً كنت اظن هذا ....فيما مضى حين كنت تغوي أولئك النسوة اللواتي وصفتهن بالمستغلات وصائدات ثروات ,كنت احسبك تنقذني منهن ....كنت اصدقك...ألم يكن هذا اسلوبك حقاً !! اغواءهن ليقعن في غرامك ...ثم تأتي لي بالدليل لتحذرني بأنهن لسن وفيات..."

صاح جوليان بانفعال صادق "لأنهن لم يكن وفيات ,بل اردن استغلالك "

فهمس ادريان باسى "وفعلت ذات الشيء مع مارتينا ؟!! اغويتها لتقع في غرامك ؟!! "

رد جوليان مدافعاً "لا لم افعل هذا معها "

فصرخ ادريان بحنق "مع الأسف الصورة لا تكذب ....اليست هذه صورتك ايها اللعين ؟!! "

هتف جوليان برجاء "صدقني أنا لا أعرف كيف حصل هذا ....لقد افقت في الصباح فوجدت تلك اللعينة بـجـ....(ولم يستطع ان يذكر الكلمة التي تزعجه لذا عاد يحاول افهام ادريان ) أنا لم أفعلها ...على الاقل ليس وأنا بوعي..."


ضحك ادريان بأستهزاءٍ ودموع الخذلان تنهمر على خديه بغزارة " ليس بوعيك !!حقاً ...هات غيرها أيها الكاذب..لقد بقيت لشهورٍ تحذرني من مارتينا وتدعي أنها مدعيةٌ وضيعة ...لكني بت ارى الآن من هو الوضيع والمدعي....لقد أغويتها لتفسد حياتي مرةً اخرى .."

"ادريان ..الأمر ليس كما تعتقد ...هي كانت تلاحقني منذ مدة ...وكنت اصدها ,حاولت تحذيرك لترى أي انسانة وضيعةٍ تزوجت ...لكنك لم تصغي الي ...أنا اثق بأنها نسجت هذه المؤامرة مع امك لتوقع بيننا "


صرخ ادريان بحنقٍ و لوح بأصبعه في وجهه مهدداً وهتف بحنق "أياك ....اياك ان تتحدث عن أمي بكلمة ...لطالما حذرتني أمي منك...واخبرتني انك تنتظر الفرصة لتنال مبتغاك بالحصول على اللقب لكني لم اصدقها ...."


رد جوليان بحنق "انا لست طامعاً بمالك وجاهك المزعوم ....وتلك الخبيثة التي تلقبها بأمي...كل ما يهمها ان تظل الكونتيسة مهما فعلت وتحايلت حتى على ابنها ...لا يهمها سوى ذلك "

"أخرس "
صاح ادريان بحنقٍ وقام بدفع جوليان بقوة ,فترنح هذا الأخير قليلاً قبل أن يتماسك ويتجنب لكمات ادريان التي بدأت تنهال عليه بشكلٍ اخرق من شدة انفعاله ,لم يكن جوليان يريد ضربه لأنه ان فعل ذلك سيهزمه بلكمةٍ واحدة , لكنه ما عاد يطيق ان يظل في موقف المتلقي لكل تلك اللكمات ,فدافع عن نفسه وبحركةٍ واحدة لوى ذراع ادريان خلفه ودفعه بعيداً عنه ,لكن أن استطاع أيقاف هجوم ادريان لم يستطع محو تلك النظرة المتهمة من عيونه الدامعة حين همس بأنكسار وألم وهو يشير أليه


" منذ اليوم ليس لك اي شأن بي ...لست أبن عمي ولا تعني لي شيئاً ...ولا أريد أن أراك أبداً ما دمت حياً "


***************************




تنهد جوليان بأسى بعد أن عاد لأرض الواقع على لمسة امه الحانية وهي تمسح دمعةً خانته من الذكرى الأليمة التي عادت تؤرقه منذ شهور بعد ان اكتشف حقيقة كل ما حيك ضده وضد أبن عمه الوحيد ,وهمس بألم


"أخشى ان تنجح تلك اللعينة بالتفرقة بيني وبين زوجتي كما فعلت بنا أنا وأدريان ..."
عادت الدموع تنهمر من عيونه رغماً عنه فأحتضنته امه بلهفةٍ واجهشت باكية وهي تقول بأسىً

"مسكين يا ولدي كم عانيت من ظلمهم ....لو كنت أعلم ...كنت...كنت...."
وضعت انجيلا يدها على فمها تداري شهقاتها الملتاعة فهمس جوليان برجاء

"ارجوك امي لا تبكي بكاؤك يزيد ألمي ,صدقيني أنا لم اخن ادريان ولم اخن زوجتي ...لم يحصل بيني وبين تلك الوضيعة مارتينا اي شيء...(تابع بخفوت وخجل ) على الاقل ليس وانا بكامل وعي..انا لا اعلم كيف فعلت ذلك..بي..."

فقاطعته انجيلا بسرعة وهتفت بثقة وهي تغالب دموعها "طبعاً لم تفعل...أنا اعرفك جيداً وواثقةٌ منك "


كم سره تفهمها لكنه ذهل بما قالته لاحقاً "تلك الحقيرة تريد ان تعيد التاريخ مرةً اخرى ..."

سألها بخشية " ماذا تقصدين..؟؟ "

نظرت اليه بألم وهمست بخفوت "ما كنت اريد أن اخبرك بهذا لأني وعدت اليكساندر ان لا أفعل ... "

هتف بأرتباك "أبي...؟؟ وما علاقته بهذا ؟!!"

تنفست انجيلا بعمقٍ وقالت بحزنٍ كبير " لقد تعرض ابوك لنفس الخدعة الدنيئة "

تصلب جوليان وشحب وجهه وهمس بشك " أبي ...!! "

هزت أنجيلا رأسها وأقرت بأسى "لقد أوقعت تلك الوضيعة اباك بنفس الفخ وقامت ...."
(تحشرج صوتها وكتمت شهقاتها الملتاعة لكنه يريد أن يفهم ...يريد أن يعرف ...بات منذ مدة يسترجع كل ما حصل في حياته ,وما عاد لديه شك بأن اباه عانى من شيءٍ دفعه للتسربل بقيود الخنوع ,لكنه لم يعرف ما كانت تلك القيود ,ويريد فك اللغز الذي احال حياتهم لجحيم ,وقطع اوصال المودة بينه وبين أبيه....

مد يديه يتلمس كف أمه الباكية وهمس برجاء" ماذا حصل مع ابي...؟؟"

تمالكت نفسها بصعوبةٍ وهمست " لقد صورته ازابيل معها ..في نفس الوضع...المبتذل ...لتبتزه فيما بعد..ليحقق لها ما تريد ..." واخذت تبكي بمرارة .

فأنتفض جوليان من مكانه صعقاً بما يسمعه وسألها بأستنكار
"ابي ؟!!

فهزت رأسها دون ان تقوى على الأكمال واخذت تبكي بحرقة , فأدناها منه وضمها له بحنانٍ وتركها تفرغ آلاماً حبستها دهراً فأدمت قلبها الرقيق ...

هتف بخشية "أمي هل....كان ...ابي..."

سارعت بضحد شكه قبل أن ينطقه" لا ...لا يا بني لم يكن يعلم ...انا أعرفه جيداً وأثق بصدقه ...لقد استغلت تلك اللعينة ازابيل غيابي عنه وعمدت لأغوائه مراراً ,لكنه رفض الرضوخ لمجونها ,فعمدت للخديعة نفسها وقد نالت مبتغاها ..."

"لماذا فعلت هذا؟؟؟ أنا لا أفهم ...ماذا أرادت منه ؟!!! ...لمَ أبتزته .؟!! ..." سألها جوليان بأستنكار

زفرت انجيلا بتعبٍ وقالت بخفوت "هناك الكثير مما تجهله يا ولدي ,وصدقني لولا ما قلته لي الآن لما بحت لك بهذا الأمر ابداً ,لكن لامناص من ان تعلم الحقيقة كاملة ,حتى تتحرر من كل اوهامك ......أعلم أنك كرهت أباك كثيراً وحملته وزر بقائه تحت عباءة عمك المقيت ,أنت لم تفهم لمَ لم يتركه ويغادر ..لكن هل كان يستطيع الأب أن يتخلى عن ابنه !! هل كان يقدر على ان يترك فلذة كبده ليعيش بعيداً عنه ...!!"


رد عليها بحيرة "لمَ كان عليه ان يتركني ...؟؟!!"

"ليس أنت " ردت بخفوت ونكست رأسها

فرد بخوف "من إذاً ؟؟؟"

زفرت بتعبٍ واقرت باكية " لقد اقسمت لألكساندر قبل موته..أن لا احدث احداً بالأمر لكن...يا الهي ...سامحني ...كان عليك ان تعرف "

"أعرف ماذا؟؟؟ امي تكلمي ارجوك " هتف بحرقة وانفعال


وقبل أن تكمل انجيلا قولها قرعت انطوانيت باب الغرفة واندفعت بانفعالٍ بوجهها الشاحب ,حتى قبل ان يؤذن لها ,ثم هتفت بقلقٍ واضح "سيدي....أنها على الخط..."

"من؟!! " سأل بشك

فمدت له انطوانيت الهاتف وقالت بخشية .." الكونتيسة إزابيل "

وثبت انجيلا بحنقٍ وهتفت بعصبية "اعطني الهاتف ...لأرد على تلك الخبيثة .." وبحركةٍ خاطفة امسكته وهتفت بحنق

"ماذا تريدين أيتها اللعينة ؟؟!! ...ألم يكفكِ كل ما فعلته بنا عبر السنين !!...هل تريدين تدمير حياة ابني كما دمرتِ حياة ابيه ......لن ..اسمح..."

قاطعتها ازابيل بنزقٍ بصوتها الحاد قائلةً
"ليس لي معك حديث أيتها الفلاحة ...اعطني جوليان"

"لن يرد عليك ...فحديثك معي أنا..."

نهض جوليان بتعب وأتجه صوب أمه وهتف برجاء"اعطني احدثها امي..."

لم تكن انجيلا تريد ذلك ,يكفي ما تعرض له بسببها , لكن نظراته ورنة صوته اجبرتها على الرضوخ لكنها لم تترك تلك اللعينة دون تهديدها

"سيأتي يومٌ تندمين فيه يا ازابيل على كل ما قمت به من شر...وهذا اليوم لن يكون بعيداً وأنا من سيضعكِ عند حدك."

قهقت ازابيل بقوة ٍ على ما أعتبرته دعابة وقالت بثقة " أنا أفوز دوماً يا أنجيلا..دوماً ...ألم تفهمي هذا بعد ؟!! "
لكن من رد عليها كان جوليان الذي سحب الهاتف من امه وأستمع لرنة صوت ازابيل الكريهة المتعالية وقال بثبات


"ليس دائماً يا ازابيل ..المعركة لم تنتهي بيننا ...وسأجعلك تندمين على كل ما فعلته بنا.."


فردت ازابيل بمرح وتسلية " اه جوليان..انا سعيدة لأنك بخير...هل وصلت للمنزلك سالماً ...اعتذر بشأن السيارة ,تعلم كم اكره ان ارى سيارةً غريبةً تصف في باحة قصري ...فطلبت من رجالي ان ينقلوها ,لكن يبدو انهم افرطوا بحماستهم هههههه"


فقال بغيظٍ شديد "السيارة لا تهمني ...في شيء....وسأعرف كيف اقتص منكِ على كل ما قمت به يا لعينة "
ضحكت بزهوٍ وهي تنظر لأصابعها المطلية بإتقان ثم قالت بشراسة

"جيد أفعل ان استطعت ,رغم علمي بأنك ستفشل...(ثم تابعت بتهكم وخبث ) لكن رغم غبائك وحقدك تظل فرداً من العائلة ,وكان علي ان ادعوك لحضور حفل اعلان الكونت فياندن الجديد يوم السبت القادم ...تعلم جيداً أنه يجب على وصيف الكونت أن يكون حاضراً حين يتوج حفيدي الكونت باللقب ...(الكونت فيليب الثالث ابن ادريان ومارتينا ) .."


زمجر بغيظ من أسلوبها الملتوي بالتلاعب بمصائر الناس ,حتى حفيدها تنوي نسبه لأم مختلفة وأعطاءه اسماً اخر
..فهتف بحنق " ايتها الحقيرة..لن أدعك تفعلين ذلك ولوكلفني الامر حياتي "

" يا مسكين وتضحي بنفسك..ماذا سيحصل لزوجتك ..وابنك...بعد موتك هههههههه...؟!!"

تصلبت يده على الهاتف بشدةٍ فكادت تسحقه وتقلصت قسماته وتعكرت , وظن أنه مجرد تلاعبٍ بالألفاظ لا أكثر فسأل مشككاً " ماذا تقصدين؟؟ "


ردت بخبث " أوه نسيت حقاً ...فأنى لك يا مسكين أن تعلم بهذا وقد كنت في السجن ...لذا دعني اكون أول من يزف الخبر السعيد لك ...ستصبح أباً ...."

جحظت عينا جوليان برعبٍ حقيقي ,ظهر جلياً على قسمات وجهه الشاحب ,حتى اثار رعب امه التي دنت منه تسأل بقلق
"ماذا هنالك ؟؟!! ماذا قالت تلك اللعينة لك؟!! .."

لم يجبها بل عاد يحدث ازابيل بإنكار "ماذا تقولين...أي طفلٍ تعنين ؟ "


"أي طفل!! طفلك أنت يا احمق " ردت بأستهزاء

" هل تقصدين داني ؟!! "سألها بشك


فردت بحقدٍ وأستعلاء "داني ابن ادريان وليس ابنك ايها الغبي او ابن تلك المدعية الكاذبة .. فلا تنسباه لكما ....أنا اتحدث عن طفلك أنت ...ايها الوضيع"


(ثم قالت بخبث )"أم لعلك لست الاب...لا ادري ربما كانت زوجتك على علاقةٍ برجلٍ سواك ههههه,من يدري ..كل ما اعرفه انها حامل " واقفلت السماعة فوراً لتتركه يتخبط تائهاً


"جوليان حبيبي ما الأمر؟؟ماذا قالت لك تلك الحرباء"

هتفت امه برعب بعد أن لاحظت تغير حاله .ليناظرها بنظارتٍ خاوية تائهة ثم همس بوهن وهو لا زال يشكك بما سمعه .."انها تقول أن أليس حامل..."


****************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 11:06 PM   #543

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

أغلقت ازابيل السماعة برضى تام ,فالحظ لعب لعبته ثانية لصالحها ....فبعد أن ظنت أن دور اليس في لعبتها الخبيثة قد شارف على الأنتهاء بعد ان دمرت علاقتها بجوليان وقهرته , تبين ان هناك دوراً أهم يمكنها ان تلعبه ...

كانت تنتظر بفارغ الصبر ان يأتي وقت التتويج الرسمي لداني لتعمد بعدها للتخلص من اليس نهائياً ...لكنها عادت وبدلت رأيها وأرجأت الأمر قليلاً بعد ان عرفت بحملها ....

فمنذ يومين فقط - وبعد أن ظنت أن أليس باتت ورقةً خاسرة يجب الأستغناء عنها في اقرب وقت - دخل عليها داني باكياً ,يرجوها أن تحضر الطبيب لأمه المريضة....كم ودت ازابيل ان ترفض طلبه ,لكنها لن تغامر بكشف وجهها القبيح امامه الآن ...ليس قبل ان يستحكم لها الأمساك بكل زمام الأمور ثانية.... ولأنها تدرك تماماً أن الصغير داني لا زال متعلقاً بأمه بشدة ,فرغم كل المغريات التي اغدقتها عليه لتسحبه لصفها لكنها أبداً لم تستطع محو اليس من قلبه ..

فبمجرد أن عرف داني بتدهور صحتها عاد ذاك الطفل الرقيق المتعلق بأمه بشدة ,والذي يخشى عليها من تدهور حالتها بعد أن انهارت تماماً بعد مغادرة جوليان ,فلازم سريرها رافضاً التزحزح من جانبها حتى تتحسن ,فأجبر تصرفه ازابيل على الرضوخ لمشيئته ,وإظهار تعاطفها الزائف مع أليس انتظاراً لحين موعد تتويجه باللقب ,حيث كانت تنوي بعدها اقصاء اليس من حياته والتخلص منها تماماً حتى لا يستطيع جوليان اثبات صلة القرابة بينها وبين داني .... لكن و بعد ان عرفت بحملها عاد هاجسها القديم بإخضاع كل ذرية اليكساندر تحت قدميها يروادها ,وقررت ان تحوّل أليس وجنينها لقيدٍ جديد تلفه حول عنق جوليان لتكبله للأبد ....


خطت بخفةٍ صوب مقعدها المفضل في شرفة غرفة الراحة خاصتها ,والتي تطل على الحديقة الخلابة من خلال شرفةٍ زجاجية دائرية الشكل تتوسطها طاولة بيضاء انيقة ,جلست تنظر براحةٍ للمنظر المبهر الممتد امامها وهي تستمتع بأحتساء الشاي مع البسكويت الفاخر والذي لم يكن بشيءٍ يذكر امام استمتاعها بنصرها المظفر على جوليان ...

فهتفت بجذلٍ تخاطب نفسها ..."الآن ليس أمامه سوى احد امرين....اما ان يقبل بأن يظل وصيف الكونت ويحتفظ بزوجته وطفله كما فعل أبوه الكساندر سابقاً ....أو... يخسر كل شيء ,لكن بحسب ظني فهو لا يختلف عن أبيه الاحمق ابداً ,سيفضل قلبه على أي شيءٍ آخر ههههههه "


وعادت تضحك بشرٍ كبير أرعب وصيفتها المسكينة التي تقف في مكانها الدائم ملتصقةً بالحائط بأنتظار أومرها ...
بكل راحةٍ انزل فنجانها البورسلاني الفاخر الذي اوصت بصنعه لها خصيصاً بدل الذي كسرته سابقاً ...وعادت تفكر بنسج خيوطها العنكبوتية حول جوليان وعائلته المرتقبة....


************************************


وقفت انجيلا تحدق بذعرٍ في ابنها الجالس بجمودٍ فوق الأريكة بعد ان خذلته ساقاها الواهنة من هول ما جرى معه خلال الأسابيع الماضية ,لقد استهلكت تلك القضية الملفقة كل طاقته, لتأتي خدعة ازابيل الخبيثة للتفريق بينه وبين زوجته لتطعنه في الصميم ,قبل ان تهوي مرةً اخرى بصفعةٍ قويةٍ تزعزع كيانه حين ادعت حمل زوجته ,فتكون الصدمة التي فتك به تماماً وأحالته لأنسانٍ تائهٍ محتار يتخبط في متاهةٍ لا تنتهي ... ...

"هل يعقل هذا ؟!! أليس حامل؟!! "

لم تصدق انجيلا ما قاله جوليان بيأسٍ وضياعٍ قبل ان يتهالك مرهقاً على الاريكة القريبة يعتصر رأسه محاولاً التخفيف من حدة الصداع الذي يفتك به ...ثم سألته بارتباك
"هل اتممتما زواجكما ...أعني هل...حصل..!! " وقبل ان تسترسل بالشرح رد عليها بانفعال

"اجل...حصل هذا ...لكن هل يعقل ان تحمل بسرعةٍ هكذا ؟؟!!...اعني اننا لم نمضي معاً وقتاً طويلاً ...(ثم تدارك بحرج ) أتفهمين ما اقصده ؟"

عضت انجيلا على شفتيها تحرجاً ثم قالت بارتباك" هذا قد يحصل ,وأن كان نادر الحدوث.... لكن ماذا لو كانت ازابيل تكذب عليك فقط لتستفزك ..."

فقاطعها برعب "وأن لم تكن تكذب ....(ناظرها بعيونٍ دامعةٍ حزينة ) وإن صدقت يا أمي...."

شهقت أنجيلا بلوعةٍ واشاحت بوجهها عنه غير قادرةٍ على استيعاب فكرة ان يكون الزمان بهذه القسوة ,أيعقل أن يعيد التاريخ نفسه بهذا الشكل المرعب,أيعقل أن سادية تلك المرأة المتجبرة بلغت الحد في أن تذيق الولد نفس العذاب الذي تمتعت بإذاقته لوالده ...

وعادت بها الايام بقسوة لمشهدٍ مماثل وقفت فيه أمام زوجها الكسير وهو يخبرها بندمه الشديد على خطأ ارتكبه سيكلفهم غالياً ,ورغم انها سامحته وقررت الوقوف بجانبه, لكنها لم تدري أنهما سيظلان يدفعان ثمن تلك الغلطة طوال هذا الوقت...

كان الثمن حسرتها على زوجها الذي انهار في النهاية بعد ان استنفذ جبروت اخيه وزوجته الحقوده كل طاقته ,ولم يدعوه يهنأ بحياته حتى وُرِيّ التراب بعد اصابته بنوبةٍ قلبية مفاجئة جراء الأرهاق والتعب الشديد ,ليأتي الدور عليها وعلى ولدها الوحيد لتطحنهم رحى الاستعباد الذي كبلهم سنين ...

ما الذي يدفعها للسكوت الآن ؟!! ...فيما مضى كان ما اسكتها وعدٌ قطعته لزوجها الحبيب للحفاظ على سمعته وسمعة ابنه ,لكن هذا الوعد كبلها ومنعها ان توقف متجبرةً متكالبة كأزابيل عند حدها ,وهاهي الآن تسعى بكل صفاقةٍ لتدمير ابنها بشتى الطرق ...فلمَ ستظل صامتة ...؟!!

لا ...لن تسكت اكثر ,فقد آن الأوان لهذا الظلم أن ينتهي ومهما كلفها الأمر ,فهي لن تخسر أكثر مما خسرته بالفعل... وهي لن تقف متفرجةً على ابنها الحبيب يتمزق امامها دون أن تفعل شيئاً ....لذا استدارت نحوه بعد ان سمعته يقول بانفعال :

"يجب أن أراها...لا يجب ان تظل اليس وحيدةً تحت قبضة تلك الشيطانة "

فهمست أنجيلا بخشية "ارجوك يا بني احذر ,فربما تحيك لك ازابيل مؤامرة خبيثةً أخرى ...تعلم انها لن تدعك وشأنك "

هز رأسه بوهن وأجاب "ادرك هذا ...لكن لا استطيع ان ابقى بعيداً متفرجاً وهي تعبث بمصير زوجتي و...(تردد في نطقها ) طفلي..."

دنت منه امه وقد تبدل حالها فما عزمت القيام به بثها الثقة والقوة الكاملة لتتابع الأمر حتى ولو فيه هلاكها ....هتفت بقوة تبثها ابنها الحبيب

"أجل لا تستلسم يا ولدي كن قوياً من أجل اسرتك.."

احتضن كفها وقبله بحرارة وهتف بألم "اللعينة تريديني ان آخذ مكان أبي كوصيف للكونت فياندن ...تريد ان تجعلني خادمهم مرةً اخرى ,تلوي ذراعي بزوجتي وطفلي ...فهي تعرف أن اليس لن تتخلى عن داني مهما حصل ولن تقدر على العيش بعيدة عنه ,وتدرك تماماً أني لن أتخلى عنها وعن طفلي...تريد ان تحكم قبضتها على عنقي "

ثم ضحك بمرارة وهتف مشككاً "اخشى أنها قد نجحت هذه المرةً بالفعل.."

(ثم تابع بمرارة )" أنا تائهٌ تماماً ,كنت انوي فضحها امام الجميع واظهار الحقيقة ,لكني أعرف تماماً أني بهذا اثبت فقط ان داني هو ابن ادريان وهو الأحق باللقب ,وهكذا ستظل ازابيل هي الوصية عليه...اخشى أن الأمر خرج من يدي هذه المرة يا أمي ....فهي الآن تبتزني بزوجتي والتي اثق تماماً انها لن تتخلى عن داني ابداً ,وذهابي لها يعني رضوخي لمشيئتها وتكبيل نفسي بقيدهم الذي جاهدت سنين طويلةً لفكاك منه ,لكن رفضي الخضوع لها يعني أن اخسر عائلتي ولا أدري ماذا افعل.....؟؟؟" دعك جبينه بتوتر


فاجابته امه باعجابٍ واعتزاز " لا ...انت اقوى منها يا ولدي...كنت ولا زلت ....منذ نعومة اظفارك كنت تحتمل ظلمهم وتسعى لمحاربته ,لم تتخاذل يوماً ولن تفعل هذا ابداً ....أذهب يا بني وحارب من أجل اسرتك ولا تدع زوجتك وطفليها وحيدين ...كن معهم فهم بحاجتك..اكثر من ذي قبل .."

هز رأسه بعزم بعد أن بعثت كلمات امه في نفسه القوة "أجل ...يجب أن اجد وسيلةً لأقلب الطاولة عليها وافشل مخططها ..."

سألته امه بترقب "ماذا تنوي ان تفعل ؟؟"

زفر بقوةٍ واقر "لا أدري بعد...لكني سأجد وسيلةً ...لا بد ان اجدها "

هزت انجيلا رأسها وهتفت بقوة "اجل ...أنا واثقةٌ من هذا ... وأنا عن نفسي سأساعدك بكل ما أستطيع "


نظر لها جوليان بدهشة وتذكر حديثهما السابق وسألها بخشية " هل تعرفين أمراً لا اعرفه انا ...؟!!"

حدقت انجيلا بالنافذة المشرعة وسرح بصرها بعيداً في الأفق الممتد امامها وهمست بوعيدٍ خافت
" جاء يوم القصاص "


لم يفهم جوليان ما تعنيه امه بالضبط ,لكنه بات واثقاً انها تعرف اموراً كثيرةً قد تغير من مجرى الأحداث برمتها ..."



*****************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 11:09 PM   #544

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

في يوم الأحتفال



يقولون ان تبديل الأشياء وتحويلها فعل الساحرات ,لكن ألم يكن هذا ما هي عليه !!!
ازابيل الساحرة الشريرة والتي حولت بعصى الطاعة والسلطة قرية فياندن -وبين ليلة وضحاها - إلى مسرحٍ للعبة جديدة تنوي فيها اعادة امجاد الماضي البائد,كما كان يحلو لكونتات فياندن السابقين ان يتوجوا بلقبهم العتيد وسط احتفالٍ مهيب يليق بالملوك ...

لقد امرت بأن تزين شوارع القرية كاملة بحبال الزينة والمصابيح والأعلام التقليدية التي تحمل شعار الكونتية ,استعداداً لأستقبال الضيوف الكرام من نخبة المجتمع اللوكسمبورغي ,وعددٍ من أهل الجاه والمال ممن ارتبطوا مع هذه الأسرة بأعمالٍ شتى.


وكان على رأس المدعوين العائلة المالكة ,حيث دعتهم ازابيل للمشاركة بتتويج حفيدها المنتظر والذي سيظهر على العلن لأول مرة كالكونت فياندن ,ومنحه مباركتهم ....


واحتفالاً بتتويجه امرت ازابيل بأقامة سباق قوارب نهرية تقليدي ,حيث أنشأت مدرجاتٍ خشبيةٍ مهيبة مظللة تشرف على النهر ,حيث سيجلس الضيوف ليشاهدوا سباق القوارب ...ونصبت منصةً فخرية غايةً في الترف حيث ستجلس العائلة المالكة وحاشيتها والضيوف المقربون منها ...


كانت ازابيل مصممة على جعله مهرجاناً احتفالياً كبير يليق بهيبة اسرة فياندن العريقة ,تريد إحياء امجاد الماضي وأيام زوجها الراحل ,والذي بعد وفاته تراجع شأن اسرتها كثيراً ...


حين توّج ابنها ادريان ككونت فياندن عقدت عليه الآمال الكبيرة بأن يقوم بخلافة ابيه , والامساك بزمام الأمور بشكلٍ محكم حازم كما كان يفعل والده العتيد ,لكنه خذلها حين انكفأ على ذاته يتحسر على حبه الضائع ,وأوكل بكل شؤون الأسرة لجوليان الذي استحكمت قبضته على كل الأمور ,فسعت بمكرٍ للتفريق بينهما ,وقد افلحت بذلك بالنهاية بعد ان تمكنت من شرخ الثقة بين ابناء العم بفضيحة مفتعلة قامت بفبركتها بأتقان بالأستعانة بمارتينا البائسة ...


وظنت أن ادريان سيفيق من غشاوته ويتغير ليكون كفؤاً بلقب ومهامه ,لكنه مع الأسف ازداد تخاذلاً وانكفاءً على ذاته خاصةً بعد رحلته السريةٍ لبريطانيا قبل نحو عام والتي عاد منها منهاراً تماماً ,وفي حالةٍ من الجنون المريب حيث طرد مارتينا واراد تطليقها لولا أن وقفت أمه في وجهه ,فكان نصيبها أن انهال عليها بالتهم


"أنت السبب...أنت السبب ...لقد دمرت حياتي...أنا أكرهك ....أنت لست أماً ...لو كنت كذلك لما فعلت هذا بي ..."

وكان هذا اخر حديثٍ دار بينهما قبل أن يتركها ادريان ويتخلى عن كل شيءٍ ,ولم تدري ساعتها انه عثر على الرسائل التي أخفتها في خزنتها لسنوات ....وعرف أنها من كانت وراء التفريق بينه وبين ليزا ...وحين علم بموت ليزا جن جنونه وانهار وقرر الأنسحاب والهروب ,فغادر للسكن في كوخٍ صغيرٍ في أطراف المقاطعة يستخدم للصيد ,حيث عاش لأشهرٍ حياةً تقشفية كمتسولٍ بائس ,قبل أن يشتد إكتئابه ,ثم عمد لأنهاء حياته بنفسه ,منهياً بذلك فصلاً بائساً من حياته المضطربة...

لكنه بموته وضعها في موقفٍ محرج ,فقد هدد بضياع كل جهودها وخسارتها لكل شيء خاصةً بعد أن فشلت تلك الحمقاء مارتينا من أنجاب وريث يخلفه ...

لذا ما كان امامها إلا أن تقبل أن ينصب داني(ابن تلك النكرة ) كوريث للقب أو أن تخسر كل شيءٍ لصالح جوليان ,وكان الموت احب اليها من أن تنهزم امام ابن الفلاحة كما يحلو لها ان تصفه..


فبدأت معركتها في الحصول على حفيدٍ نبذته سنين لوضاعة اصل امه ,لكنه صار الآن خيارها الوحيد للنجاة , وبمكرٍ استطاعت وضع خطةٍ محكمةٍ تضمن بها أن يتوج حفيدها بنسبٍ يشرفها أمام كل المجتمع اللوكسمبورغي ...

فبعد هذا الحفل ستتخلص من كل ما يمكنه تهديدها ,ولن يستطيع احدٌ الوقوف بوجهها ,وستحرص هذه المرة على تنشأة داني كما تريد هي ,وبالنسبة لخالته أليس فلن تجرأ على الأعتراض على شيء ,فهي أما أن ترضى بالبقاء بقربه لكن كخادمةٍ وضيعةٍ ومربيةٍ ذليلةٍ ليس أكثر ,أو ...لن يكون امام ازابيل سوى التخلص منها للأبد بقتلها ...


وأن رضيت اليس بالخيار الأول فستعمل ازابيل على جعل أبن جوليان القادم وصيفاً لحفيدها الكونت ,تماماً كما كان ابوه وجده في السابق...

وهي شبه واثقةٍ بقبول أليس بهذا ,لأنها متعلقةٌ بداني وتحبه ,لذا سيحلو لإزابيل ان تعيد جوليان ثانيةً لحظيرة سطوتها ,وستذله وتهينه لتشفي حقدها وغلها المرضيّ ...


"ابن الفلاحة لا يليق به سوى هذا "


علقت بغرور وحقدٍ دفين كان منبعه الرغبة في الانتقام من الكساندر فقط , بسبب رفضه الزواج بها سابقاً ,ففيما مضى حين كانت ازابيل شابة هامت حباً باليكساندر ,وقد كان زميلاً لها ايام الدراسة ....لكنه نبذها وفضل عليها انجيلا ,فأقسمت ان تجعله يندم هو و زوجته وكل ذريته طالما في جسدها نبض حي ...

لذا سحقت قلبها وحبها تحت اقدامها ,وبدهاءٍ كبير سارعت برمي حبالها على اخيه الأكبر الكونت جاريون ,فأوقعته بحبال هواها وجعلته يطلق زوجته الاولى التي عاشت معه سنين طويلة محتملةً ظلمه وجوره بدعوى انها تخونه ... ودفعته بأن يلقي بها كخرقةٍ بالية لا تساوي شيئاً ,وبغضون اشهرٍ قليلة صارت ازابيل زوجته ونُصِبت الكونتيسة فياندن ... وكان همها الوحيد ان تسيطر على كل شيء وأن تنتقم من اليكساندر وذريته ...وكان لها ما أرادت ...


*****************************


" سيدتي ...سيدتي.."
(اخرجها صوت وصيفتها ماتيلدا من افكارها فنظرت نحوها بشموخ فنكست الوصيفة رأسها فوراً وقالت بخفوت )
"كل شيء معد سعادة الكونتيسة.."

ابتسمت ازابيل بزهوٍ وعادت تقيم زينتها في المرآة ثم استدركت وسألت بمكر"أين داني ...؟.!!"

"مع السيدة مارتينا سعادتك "

"جيد ....اذهبي وأبلغي مارتينا بأني أريد أن أراها" هزت الوصيفة رأسها بطاعة وغادرت تنفذ أومرها بينما عادت ازابيل تناظر صورتها في المرآة وهتفت بنصر


" يجب أن أنهي كل شيءٍ اليوم ....واضع الأمور في نصابها "علت ضحكتها الماكرة الشريرة لتصل لسمع برنار المتربص خلف الباب بحذر...


***************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 11:20 PM   #545

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

وقفت اليس امام النافذة تراقب بسأم الأستعدادات الحثيثة التي تتم على قدم وساق منذ ايامٍ استعداداً للأحتفال المهيب بتتويج داني ,شدت دثارها السميك واحكمت اغلاقه لشعورها الشديد بالبرد رغم نسائم الصيف الدافئة العليلة ,لكن شعورها هذا مرده للخواء والوحدة والخذلان الذي يكتنفها ...

بأسى ًادارت وجهها نحو الداخل و نظرت للسرير المقيت الذي اجبرت على رؤيته كل صباحٍ ومساءٍ ليكون السوط الذي تجلد به كل يومٍ حين تتذكر المشهد المخزي الذي رأته قبل ايام حين عثرت على جوليان و مارتينا معاً ...وكل ما نظرت للسرير يتكرر المشهد أمامها ...

فبكل قسوةٍ وجدت نفسها تجبر على الأنتقال لهذه الغرفة المقيتة بالذات ,والتي شهدت طعن قلبها وتمزيقه اشلاءً ,فبدون تحذيرٍ او سابق انذار جاءتها احدى الخادمات قبل يومين لتبلغها بأن الكونتيسة تريد رؤيتها ,فأدركت ان وراء ذلك امراً مزعجاً بالتأكيد ,لكن لم تتصور أن تطعنها ازابيل ببرود في قلبها ,حين قالت لها بكل برود أن ضيافتها في القصر قد انتهت وعليها اخلاء جناح الضيوف والمغادرة ...

شهقت أليس ملتاعةً ,وترنحت من شدة وهنها وصدمتها بكلام ازابيل البارد ,حين ظنت انها ستطردها من قصرها وبذلك ستفقد طفلها العزيز داني لتفاجأ بإزابيل تقول لها

"اتفقنا انك ستكونين مربية داني وليس امه خلال هذه المدة ,وليس من المنطق ان تقيم المربية بجناح الضيوف الفاخر بينما تبقى امه المرتقبة في جناح الوصيفة....لذا عليكي ان تتركي جناحك فوراً ...وبعد مغادرة مارتينا ...(استدارت ازابيل عنها لتخفي الحقد الذي بات يشع من عيونها الثعلبية واكملت بخبث) يمكنك العودة له ...لن أمانع.."


زفرت اليس براحةٍ بعد ان ادركت انها ستبقى بجانب صغيرها ,وسألت بخشية "أهذا كل شيء...؟!!"

"حتى اللحظة اجل" ردت ازابيل بمكر حين لاحظت مقدار اضطرابها ,وهذا يؤكد لها ان هذه الشابة باتت طوع بنانها وستحركها كيفما تشاء

ردت اليس بسرعة وعدم اكتراثٍ بمكان اقامتها

"لست في حاجة لجناح الضيوف سأقيم بأي مكانٍ اخر"

فابتسمت ازابيل بخبث وقالت بفتور "جيد اذاً سأخبر الخدم لينقلوا متاعك لغرفتك الجديد...(ثم استدركت قائلةً باستمتاع ) ارجو ان تعجبك الأقامة بها "

ولم تدري اليس ساعتها أنها ستُلقى بأتون جحيمٍ قاسٍ إلا حين وجدت نفسها تقف امام نفس الغرفة اللعينة التي رأت فيها جوليان ومارتينا معاً ...

فهتفت برعب "لا...ارجوكِ ... ليس هذه الغرفة بالتأكيد....انا لن اقيم هنا "

وضعت الخادمة الحقائب من يدها وقالت ببرود شديد "هذه الغرفة التي خصصت لك سيدتي..."

"سأقبل بأي غرفةٍ اخرى " قالت اليس بيأس


"مع الأسف الغرف الأخرى ستعد لأستقبال ضيوف الكونتيسة " قالت الخادمة ذلك بفتور واستدارت وغادرت بوجهٍ جامدٍ مقيت – كما امرتها ازابيل ان تفعل تماماً ...

فأدركت اليس انها باتت مكبلة اليدين ,وبأنها وسط صراعٍ غير متكافئٍ مع حرباءةٍ لعينة متلونة ,لا تعرف صدقها من كذبها ,تمتهن الخداع وتحترف الأبتزاز ...


**************************


عادت نظرات أليس الواهنة تلقائياً تزحف نحو السرير المقيت الذي رفضت ان تنام عليه منذ ان انتقلت هنا قبل يومين ,وفضلت النوم على الأريكة الصغيرة التي تعتبر قسوتها ارحم بكثير من نعومة السرير الحريري الذي يكويها منظره بنيران الذكريات المقيتة...


بتعبٍ اغمضت عيونها الدامعة وبتأوهٍ مرير هتفت" آه جوليان ...حبيبي ....لماذا فعلت هذا.!!..لماذا جعلتني احبك ثم تركتني اعاني بهذا الشكل...أنا لم اصدقهم في البداية ,لكن بعد ما رأيته بأم عيناي ماذا عساي ان اصدق ....؟!!!"


وانخرطت في موجة بكاءٍ مريرة على حياتها التي تبعثرت امامها دون ان تقدر على لملمة شملها ثانية ...فمن جهة تعيش مرارة بعد زوجٍ تركها لأسابيع تعاني الهجر والخوف دون ان تعرف أين مكانه وما حصل معه , ظلت تنتظر قدومه أو سماع خبرٍ عنه ,لتفاجئ به بعد اسابيع طويلة –اضناها فيها الشوق ,ومزقها فيها القلق – مرتمياً في أحضان أرملة ابن عمه وفي وضعٍ مشين ,فكيف تفسر الأمر أو تحتمله ,لقد اكتوى قلبها بنار الشكوك والهواجس التي عادت تنهشها من جديد .

ومن جهة اخرى تعيش لوعة تبدل حال صغيرها وبعده عنها ,فقد استأثرت جدته على كل اهتمامه و سحرته بلعبة (انت الأمير)..لتجد نفسها عاجزةً تماماً امام فكرة ضياعه منها رغم أنها خاطرت بكل شيءٍ لتظل بقربه ...

في كل ليلةٍ تأتيها شقيقتها ليزا بالحلم لتصرخ فيها مؤنبة "لماذا اضعته ...لماذا اضعتي طفلي يا أليس ؟؟"
فتهمس أليس باكية "لم اقدر ان افعل شيء....لم اقدر.."


**************


عادت تشد دثارها حولها جسدها الهزيل تحاول منع ارتجافها الذي اشتد حتى كادت تسقط ارضاً ,فخطت بتعبٍ وتثاقلٍ نحو المقعد القريب لتريح جسدها المنهك الذي اُستنفذ تماماً بصراعات مهلكةٍ عانت منها منذ ان فقدت شقيقتها وازدادت في الآونة الأخيرة حين ظهرت ازابيل بحياتها ...

واستذكرت حديث جوليان سابقاً عن ازابيل وتحذيره منها ,فهمست بوهن باكية

" ما فائدة تحذيرك لي ان تركتني وحيدةً اخوض الصراع معها ,دون ان أجد وسيلةً لمحاربتها لأحمي نفسي وصغيري منها ومن شرها ...."


وتعالت شهقاتها الملتاعة بحرقة فما سمعت طرق باب غرفتها المتكرر ,لذا تفاجأت بعد وهلةٍ بشخصٍ يقف امامها ...فشهقت بصدمةٍ وشدت دثارها حولها بحركةٍ دفاعيةٍ ,وهمست برعب حين رأت برنار يقف امامها

"ماذا تفعل هنا ؟!!"

فرد العجوز مهدأً بصوتٍ هامس "ششش ارجوك سيدتي لا تفزعي"

ثم استدار صوب باب غرفتها وحين ادرك ان لا احد يتبعه اسرع بأقفاله بإحكام ...

"ماذا تريد؟؟" سألت بريبة وهي تنظر لباب غرفتها الذي اقفل ..

فرد برنار بصوتٍ خافت "عذراً منكِ سيدتي لكني قرعت الباب مراتٍ عدة ,وحين سمعت بكائك قررت الدخول وحدي ...فعذراً منكِ "

بكبرياءٍ مجروحة جففت دموعها وقالت بتهكم "ماذا هنالك ايضاً ؟؟ هل تريد الكونتيسة وضعي في مكان اخر هذه المرة؟؟ أين في الأسطبل ام في الحظيرة..؟!! "


نظر لها الرجل العجوز بتأثر وقال بأسى "لا استبعد ان تفعل تلك اللعينة اي شيء..."

شحب وجهها قلقاً لكنه تابع يهدئها "لكنها لن تفعل هذا ...على الأقل ليس قبل ان تنال مرادها في تنصيب السيد الصغير ..."


لم تفهم اليس ما يقصد وهو تجاوز شرح هذه النقطة حين اخبرها " هذا ليس سبب حضوري بل ...(تردد قليلاً وعاد ينصت بقلقٍ خشية ان يكون هناك من يتصنت عليهم ثم دنى قليلاً وتابع بخفوت ) استغليت انشغال الجميع بالاعداد للحفل وجئت احدثك بأمر السيد جوليان ...."


تنبهت حواسها لذكر اسم زوجها الحبيب الذي تشتاق لرؤيته وتؤرقها ذكراه فسألت بلهفة "ماذا بشأنه ؟!!...ماذا تعرف عنه ؟؟وأين هو الآن ؟؟؟"

فرد بتعاطف "في البداية يجب ان تعرفي سيدتي ان سيدي جوليان لم يكن يتسكع في الريفيرا كما حاولت الكونتيسة ايهامك بكل تلك المعلومات الملفقة "

ردت اليس بخفوت وألم "انا لم اصدقها حينها ...لكن لا اعلم حقاً هل اكذبها الآن بعد ما رأيته بأم عيني ام لا ؟؟؟"
فهمس برنار بانفعال "هي كاذبة وكل ما حصل تلفيقٌ وخداع ....فقد تعرض سيدي لخدعةٍ دنيئة هي من كانت ورائها ..."

تنبهت حواسها بعد كلامه ,لكن تلك الحادثة اللعينة تراقصت امام عينيها فهمست بألم ومرارة

" ...لكني رأيتهما معاً هو ومارتينا ...كانا....(ولم تقوى على الأكمال فنكست رأسها وهمست بأسى )حين ارتني ازابيل صورتهما معاً كذبتها ....ورفض ان اصدقها ,لكن بعد ان رأيتهما بأم عيناي ...لا أعلم حقاً ما اكذب وما أصدق ؟؟؟ "


" صدقي ما يخبره بك قلبك " هتف برنار بصدق وتعاطف


فنظرت له من بين دموعها وهي ضائعةً بين صراع قلبها وعقلها الطاحن ,ففي كل مرةٍ كانت الغلبة لقلبها العاشق لكن عقلها المشكك واوهامها لا تجعلها تهنأ بالفوز ابداً...تهالكت على المقعد وقالت بيأس

"انا لا اعرف ان كنت استطيع ان اعتمد على قلبي بهذا الشأن هذه المرة ....فأنا تائهة ...تائهة ولا أعلم ماذا اصدق ,فكل ما حولي يبدو وهماً كاذباً " وبكت بألم

دنى منها العجوز اكثر وقال بعاطفةٍ ابوية صادقة " بنيتي ....انا عشت هنا طوال عمري ...واعرف اهل هذا البيت جميعاً ,اعرف من دخل ومن خرج ,من عاش هنا ومن مات...من ظَلَمَ ومن ظُلِمَ ...ومن الصادق ومن الكاذب...واقول لك ان ازابيل تكذب وكل ما جرى خدعة منها ...ويجب ان تثقي بمن تحبين ..."


هتفت بلوعة "اجل انا احبه ... احبه بكل جوارحي ...احبه كما لم احب احداً من قبل ...لكن هل اثق به !!! كنت اظن اهذا ...لا ادري أنا حقاً لم اعد ادري......"


ثم تابعت بكآبة " كنت اظن ان الثقة مرتبطةٌ بالحب ,متى ما حصل الأول حصل الثاني والعكس صحيح ,وكنت اظن انها امرٌ بديهي يأتي بسهولة ,تحب شخصاً فتثق به ...لكن لم اتخيل ان الأمر امتحانٌ صعب يستوجب كل هذه التضحية ... قلبي يتوق لتصديق ما تقوله يا برنار لكن ذلك المشهد المريع يرفض مبارحة عقلي ...ويمزقني ...أنت لم ترى ما رأيت ,كانا...معاً ....بوضعٍ ..."


ولم تقوى على الأكمال فدعكت صدغيها بقوة تحاول ابعاد تلك الافكار التي تنهشها بقسوة ليأتي صوت العجوز الرقيق ويهدأ من روعها

"ادرك ان الأمر ليس سهلاً ابداً ....فهي معركةٌ ضروس تستوجب الكفاح بقوة ,لكن بوجود الحب يهون كل شيء ..."
ابتسمت اليس بوهن وهمست بمرارة "الحب ؟!! كان يكفيني ان ينظر لي جوليان ويحدثني لأقع بحبه ....لكن الثقة ؟!! لا أعلم ...تبدو الصورة مشوشةً في عقلي تماماً بعد ما حصل "


ابتسم برنار مواسياً وأقر "معك حق ,فالحب يكفيه نظرةٌ واحدة لتُوقِع َصاحبها في حباله ... لكن الثقة لا تنال بسهولة ابداً ....بل بأقصى واصعب المواقف ...لكن متى ما حصلت لا يمكن فض عراها بسهولة ... لذا احياناً يجب تنحية العقل جانباً والأستماع لصوت القلب ..وستجدين الحقيقة امامك "

واعاد كلامه الرقيق كل الذكريات الجميلة التي قضتها مع حبيبها جوليان ,وكل مشاعر الأمان التي افتقدتها بغيابه فابتسمت بتعب وهمست برجاء

"كم ارجو ذلك ...كم ارجو ان يفوز قلبي ويهدأ عقلي ...فأنت لا تتصور بشاعة المشهد الذي رأيته ..لقد اهتز كل كياني....ولم اعد ادري ماذا اصدق ..."

رد بتفهم "دون ان أرى استطيع تخيل بشاعة المشهد الذي رسمته ازابيل لكِ "

نظرت له من بين دموعها وقالت بأسى "ادرك في اعماق قلبي ان جوليان انبل من ان يفعل شيئاً كهذا ,لكن لا أفهم كيف حصل هذا الأمر...وكيف رضي ان يذهب لغرفة مارتينا و..."

فهتف برنار بانفعال"هذه ليست غرفتها ..."


حدقت به اليس بعدم فهم فأكمل العجوز قائلاً "هذه غرفته هو...غرفته القديمة حين كان يقيم في القصر ...هل تظنين ان ازابيل طلبت من مارتينا ان تبيت فيه عبثاً "


شهقت اليس بلوعةٍ حين ادركت فظاعة الخطة التي رسمتها ازابيل ...فزمجرت بغيظ وحرقة "اللعينتين ..."


وبأستماتة تتشبث بهذا الأمل الذي لاح لها بعد ايامٍ طويلة عاشتها بتخبطٍ وظلام فعادت تسأل برنار بلهفة " اجل لا بد ان في الأمر خديعة ,لكن ما لا أفهمه هو أين كان جوليان طوال هذه المدة ؟!! ولمَ غاب عني ولم يكلمني كل تلك الفترة ؟؟؟"

فرد برنار بألم "لأنه كان مسجوناً في فرنسا بتهمةٍ زائفةٍ وازابيل من لفقتها له ,وذلك حتى تستفرد بك "


شعرت اليس بأن جسدها قد شل حين سمعت بالخبر فهمست بخوف "جوليان كان في السجن ؟!!"
هز العجوز رأسه بأسى وتابع مؤكداً

"اجل ...لقد تم حرق معرضه بفعل فاعل ...ثم قام المجرم بتسليم نفسه وادعى ان سيدي هو من حرضه على ذلك ليحصل على اموال التأمين.."

همست بوهن "أن كان ما تقوله صحيحاً فلم لم يتصل بي ليبلغني بما حصل معه .. ؟؟ "

رد بخفوت "في البداية احجم سيدي عن ذلك حتى لا تقلقي عليه ..."

هتفت بمرارةٍ واستنكار "خشي من قلقي عليه...!!!ماذا تقول ؟!! "

ثم اكملت بحدةٍ وتهكم مرير " خشي ان اقلق !!! ...لقد مت من القلق والخوف عليه ,وكدت اجن بكل الأواهم التي فتكت بي وأنا اظن انه هجرني ..وتقول خشي ان اقلق !!!

لقد تعاقدت مع الشيطانة حتى احمي طفلي, وتقول خشي أن اقلق!!!

انا اموت ...كل لحظة ...كل ثانية بوجودي هنا ....وتقول أنه خشي ان اقلق !! بأخفائه الأمر عني زاد قلقي ورعبي حتى كدت اجن "



حاول برنار تهدئتها وهو يتلفت حوله بوجل خشية ان يسمع صراخها احد فيدرك انه معها فعاد يهدأها
" ارجوك سيدتي اهدأي ...صدقيني هو لم يكن يعلم بما جرى معكِ في البداية ,وحين علم بأنكِ ذهبت مع ازابيل حاول ان يتصل بكِ مراراً هو وانطوانيت لكن هاتفك كان معطلاً ...وأنا كنت غائباً حينما حضرتي ,ولم اعلم بالقصة إلا فيما بعد "

فسألته بلوم "وحين علمت بما جرى معه لمَ لم تخبرني بالحقيقة يا برنار ,لمَ تجنبتني طوال هذا الوقت وتركتني احترق بنار وهمي ...؟!! "

فرد بخجل " لأني كنت مراقباً ولم اجرؤ على اظهار تعاوني معكِ خشية ان تطردني ازابيل ...لكني كنت ابلغ انطوانيت بأخبارك أولاً بأول واطمأنها عليكِ....وهي كانت بدورها تبلغ سيدي جوليان ....(وحين رأى نظراتها المصعوقة نكس رأسه وهمس بخفوت ) انا اعتذر منك سيدتي..."


لم تستطع اليس استيعاب كلامه ,فكيف يدعي ان جوليان هاتفها اكثر من مرة ,بخطىً واهنة خطت صوب هاتفها الذي يتوسط المنضدة ,وامسكته تقلبه بين كفيها ثم نظرت لبرنار بشكٍ وقالت بحرقة

"كلامك غير منطقي ...تقول ان جوليان حاول الأتصال بي مراراً وبأنه لم يستطع ذلك لأن هاتفي كان معطلاً ...لكن هذا ليس صحيحاً ... فأنا لم يردني اتصالٌ واحد منذ جئت هنا ... "

لوحت بهاتفها ثم اعطته لبرنار بحدة ليتفقده بدوره ,ثم اكملت قائلةً بتحسر " لقد حاولت ان اكلمه اكثر من مرة ,لكن رصيدي لا يكفي لأجراء مكالمةٍ واحدة ,لكني استطيع استقبال الأتصالات والرسائل النصية ....و اردتك ان تساعدني لأحدثه ,لكنك كنت تتجنبني طوال الوقت "

عاد برنار ينكس رأسه خجلاً ثم اقر "انا اسف "

فزفرت اليس باسى واكملت "وفي المرة الوحيدة التي استطعت الوصول فيها لهاتفٍ ارضيٍ وجدت ان الأرقام بهاتفي قد مسحت كلها ...كنت انتظر مكالمةً واحدةً منه أو من انطوانيت ,كنت انتظر كلمةً منك تطمأنني عنه ..."
جلست بوهنٍ واكملت بسأم "لكن لا ...بقيت انتظر وأنتظر دون رد ....حتى احكمت ازابيل قبضتها علي وعلى طفلي ...ولم اجد من يقف معي"

ونظرت بلومٍ لبرنار الذي علق بحرج "اعتذر منكٍ سيدتي "

فهزت اكتافها بفتورٍ وقالت "ما عاد ينفع الأسف ...فقد خسرت بالفعل كل شيء ...انظر حولك برنار ...انظر اليها كيف تعد لاحتفالٍ بهيج تريد فيه ان تعلم العالم بأن داني هو حفيدها ...لكنها ستنسبه لأمٍ اخرى غيري...وأنا اقف عاجزةً عن فعل شيءٍ لردعها ....كيف اهزمها وحدي ...؟!! "

حدق برنار بها بتعاطف وسعى لإعادة هاتفها لها بعد ان تفقده ووجده يعمل بالفعل ولم يفهم حقاً كيف لم تصلها اي رسائل او مكالمات ....ثم لاحظ امراً غريباً فعاد يحدق بشاشة الهاتف الخلوي بدقة وسألها بشك
"ما نوع شركة الأتصالات التي يعمل هاتفك عليها ؟؟"

نظرت له اليس بعدم فهم واجابته قائلة " اظنها Orange .اخبرني جوليان انها شركةٌ تعمل في فرنسا ولوكسمبورغ ايضاً وهذا سيسهل عليه الأتصال بي اين ما كان ..."

فرد برنار بانفعال وهو يشير لشاشة الهاتف "لكن هاتفك لا يعمل على هذه الشبكة ...انظري "
واشار لرمزٍ صغير يعلو الشاشة حيث تظهر بعض البيانات التعريفية وقال معللاً

"هذا الرمز يدل على ان هاتفك يعمل على شبكةٍ اخرى تدعى LOL Mobile....والغريب ان هذه الشبكة لم تعد ضمن شبكات الأتصال في بلدنا ...."


اقتربت اليس منه وراقبته حين اخذ يبحث ببيانات الهاتف الشخصية فصاحت به "مهلاً لحظة هذا ليس رقمي ..."


فحدق بها برنار بذهول وقال "لهذا كان هاتفك يظهر على أنه معطل ...لقد استبدلت شريحته بأخرى بالتأكيد "


حدقت به بشكٍ وقالت بخفوت "لكن انا لم استبدل الشريحة "


ثم سارعت بامساك هاتفها واخرجت منه شريحة الإتصالات ليقابلها اسم شركة LOL Mobile مدوناً عليها وليس اسم شركة Orange التي اشترى منها جوليان الخط حين اهداها الهاتف بعد ان جاء بها للوكسمبورغ ...


وتذكرت الخادمة اللعينة وعرفت الآن انها لم تعمد فقط لمحو الارقام من الهاتف فحسب ,بل قامت ايضاً باستبدال بطاقته بآخرى,وبهذا حالت دون ان تتيح لألس او لجوليان ان يتواصلا..."

زمجرت اليس بحنق "اللعينة ازابيل ....ارادت عزلنا عن بعضنا البعض "


فهز برانار رأسه واقر "اجل ....لأنها أرادت حجب حقيقة المكيدة التي تعرض لها سيدي ,حتى تستطيع غرس الشكوك بنفسك تجاهه "


فنظرت له اليس بحرقة وهمست بخجل بعد ان ادركت اي لعبةٍ خبيثةٍ لعبت عليها وهي صدقتها "يا ألهي ...ماذا فعلت ؟!!"

( ثم نظرت لبرنار وقالت بأسى ) "لمَ لم تأتي الي سابقاً برنار وتخبرني بكل ما جرى ,لمَ تركتني اعيش القلق والخوف على مصير زوجي دون ان ترأف بحالي ...لقد كدت اجن بكل الأواهم التي زرعتها ازابيل في رأسي "


رد برنار بحرج " انا اسف ....لكن صدقيني سيدتي لم استطع ان اخاطر بكشف نفسي لها ..."


فردت بألم " ...كنت ابحث عن بصيص املٍ اتشبث به لأستطيع مواجهتها ..."


حاول برنار تهدئتها وهو يتلفت حوله بوجل " ارجوك سيدتي اهدأي ..."



صاحت بغضب "كيف تريدني ان أهدأ ...كيف ؟!! اكاد افقد طفلي فقد احكمت تلك اللعينة قبضتها علي وقيدتني بداني والأسوء من هذا اني شككت بزوجي ......."


فهتف برنار "لا ...سيدي لن يغضب منكِ ....هو يعرف اي خبيثةٍ هي "


فضربت صدرها بحرقةٍ وقالت "ان سامحني هو فكيف اسامح نفسي على الشك به...."وبكت بخزي وهمست

بأسى "جوليان حبيبي ...سامحني لم اعلم بكل ما عانيته ..."


فدنى منها برنار وقال مواسياً وهو يشفق على حالها "ارجوك سيدتي لا تبكي ...سيجد سيدي جوليان حلاً يخرجكِ من هذا المأزق ...انا واثق "


فعادت تسأله بأمل "هل هو بخير حقاً ؟؟؟ استحلفك بالله اخبرني ..؟"


فرد عليها بخفوت "هو بخير لا تقلقي عليه ....."


فسارعت تقول بلهفة " هل استطيع ان اكلمه .... ؟!!"


فرد عليها بخفوت "الأمر صعب بالكاد استطعت محادثته يوم امس بالخفاء ,لكن لا تقلقي هو قادمٌ من اجلك "


تهلل وجه اليس بشراً فعاد برنار يقول "لقد اخبرني انه سيأتي للحفل وسيفضح ازابيل امام الجميع "


همست برجاءٍ بعد ان افرحها كلامه " ارجو هذا "



**********************

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 11:27 PM   #546

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

وفجأةً تهادى لهما من الحديقة صوت داني ينادي" ماما...ماما..."

"داني ....أنه هنا "


وثبت اليس بلهفةٍ نحو الشرفة لتجيب صغيرها الذي اشتاقت لرؤيته ,فهي لم تره منذ يومين لأن ازابيل اخذته معها برحلة تسوقٍ في العاصمة استعداداً للحفل ,ونجحت بخداع الصغير بعد ان أوهمته انها لا تستطيع اخذ امه معهم بحجة انها لا زالت مريضة ولا تريد ارهاقها ,وبدل ذلك اخذت مارتينا لترافقهما في خطوةٍ منها لأظهار داني ومارتينا في الاماكن العامة كأمٍ وابنها ....


اخذت عيون اليس تبحث عن داني بلهفة وسط الحشود الخدم التي ملأت الساحة ,لتفاجأ به يجري نحو مارتينا ويحتضنها ويقبلها ثم يذهب معها فصرخت اليس ملتاعة

"داني حبيبي ...انا هنا "


لكنه لم يسمعها فقد غطت الجلبة الجارية في الحديقة استعداداً للحفل على صوتها الوهن ...فعادت تصرخ بأعلى صوتها ...فتنبهت مارتينا لها ,فسعت بجهدٍ لشغل داني عن ملاحظة امه بأن قالت له


"داني لمَ لا ندخل الآن حتى تستعد للحفلتك الحلوة يا صغيري "


هز داني رأسه بفرحٍ وسارع بدخول القصر معها ,بينما نظرت مارتينا لأليس بتشفي قبل أن تلحق بدورها بداني ....



تراخت قبضت اليس عن حاجز الشرفة لتهوي ساقيها المتراخية وكادت تسقط ارضاً بعد ان اجتاحتها نوبة دوارٍ وغثيانٍ جديدة , ولولا ان سارع برنار للأمساك بها لهوت ارضاً ...

هتف العجوز بصوتٍ مخنوق من عجزه عن حملها "تماسكي سيدتي ارجوك "

"انا افقد داني يا ليزا...افقده .."همست باكيةً تناجي اختها


"ارجوك سيدتي تماسكي ,كوني قوية " هتف برنار بتعب


"كوني قوية اليس ارجوك ,كوني قوية "
كانت هذه اخر عبارة قالتها ليزا قبل موتها لتبث اختها الوحيدة القدرة على السير هذا الدرب الصعب ...

شعرت أليس لحظتها بأن ليزا معها هنا تقف لجانبها ,وتسألها الثبات والقوة ,وتذكرت كم كانت اختها قوية ,كانت هي من تحملت المسؤولية عن كليهما منذ وفاة ابويهما ....فهل تعجز اليس عن الأقتداء بأختها والتماسك من اجلها وأجل طفلها .


"لا ...لن استسلم " همست بعزم " سأفي بوعدي وأحميه بحياتي ...لن ادع تلك الخبيثة ازابيل تسرقه مني ..."
استجمعت شجاعتها وبأسها وكل قطرة طاقة متبقيةٍ لديها وهتفت بعزم "اجل يجب ان اكون قوية من اجل طفلي .. "


وتشبثت بالرجل العجوز الذي نأى جسده الهرم بحملها رغم نحالة جسدها وهزالها ,ووقفت ثانيةً على ساقيها وقالت بقوةٍ وهي تمسح دموعها ...."لن ادعهم يأخذونه مني ...لن ادعهم "


واسرعت بالخروج من غرفتها وبرنار في إثرها ينادي عليها بهلع "مهلاً لحظة ...ارجوك سيدتي لا تذهبي الآن ....هذا خطر "


كان الرجل العجوز يخشى من حدوث مواجهةٍ بينها وبين ازابيل الآن ,فيتطور الأمر قبل قدوم جوليان ...لكن اليس في تلك المرحلة لم تعد قادرةً على الصمت اكثر امام كل الظلم الحاصل لها ,فجرت قاصدةً جناح داني فوجدت احدى الخادمات تقف امام الباب ,وما أن لمحتها الخادمة حتى وقفت في وجهها وقالت لها بجفاء

"ماذا هناك سيدتي "


طالعتها اليس بحدة وقالت "ابتعدي من امامي أريد ان أرى طفلي "

فقالت الخادمة بجلف "الكونت الصغير ليس هنا ..."

دفعتها اليس بقوة ,فترنحت الخادمة وفقدت توازنها ,ثم زمجرت اليس بسخط "اعرف انه هنا ,ولن يمنعني احدٌ من الوصول له "

ثم فتحت الباب بقوةٍ وجالت في الجناح الشاسع تبحث عن صغيرها ,بينما سارعت الخادمة للبحث عن ازابيل لتخبرها بالتطورات الحاصلة ....


تهادى لأليس صوت صغيرها يضحك بمرح ,وعرفت انه بغرفة الملابس الفاخرة الملحقة بجناحه ,فجرت اليه حيث وجدته برفقة مارتينا والتي كانت تحدثه بمرح بينما احاط بهم الخدم من كل ناحية ليعدوه للحفلة ,كان داني يلبس حلةً جديدة فاخرة, بلونٍ اخضرٍ سندسي موشحٍ بخيوطٍ ذهبيةٍ ومزينٍ بنقوشٍ رائعةٍ مهيبة ...


"داني!!"
نادته بلوعة وانفعال فأستدار كل من في الغرفة نحوها,ونظر داني لها وهتف مسروراً

" ماما انظري الا ابدو رائعاً.."


لم تقل اليس شيء بل حدقت بتلك الشقراء اللعينة التي وقفت بكل غرورٍ خلفه وهي تنظر اليها بتشفيٍ وتحدٍ صريح ثم قالت مارتينا بمكر مخاطبةً داني :
" ماذا اتفقنا يا حبيبي داني ...الم نقل بأننا سنلعب هذا التحدي اليوم ,وانك ان فزت به سأهديك سيارة كهربائية جديدة و رائعة "


نكس الطفل رأسه بارتباكٍ ثم عاد ينظر لأليس وهتف مبرراً ببراءة" ماما جدتي ومارتينا وعدتاني ان تعطياني سيارة حمراء جديدة ورائعة ان انا قبلت التحدي.."


دنت اليس منه بهدوء غريب دون ان تشيح ببصرها عن مارتينا التي وقفت تناظرها بغرور وابتسامة انتصارٍ متهكمةٍ تلوح على فمها ...
لم تدري اليس كيف استطاعت الحفاظ على هدوءها ثم سألت ببرود " وما هو هذا التحدي بالضبط ؟ "

فرد داني بعفوية "ان انادي مارتينا ماما ...طوال هذا اليوم , دون ان اخطئ مرة واحدة..."


"هكذا إذاً !!!"
همست اليس بسخط بينما عاد الصغير ينظر لمارتينا برجاء" ارجوك مارتينا انها زلة لسان "

عقدت مارتينا ذراعيها وقالت بخبث "اصبحت اثنتين ..."


فوضع داني يده على فمه وهمس "اسف ..."


فقالت مارتينا بخبث "اسف...يا ..."


فضحك الصغير ببراءة وهتف " اسف يا ماما"


"داني ..!! انا هي امك وليست هي ...ولا يصح ان تنادي اي شخصٍ غيري بهذا " نهرته اليس بحدة

فاستدار نحوها وهتف ببراءة "ماما انها مجرد لعبة "

فقالت مارتينا بخبث "ربما امك لا تحب الألعاب او لعلها لا تريدك ان تحصل على تلك السيارة الرائعة "


فعاد داني يقول برجاء طفولي "ماما ...انا اريد سيارة الفراري الحمراء..ارجوك انها مدهشة .."


ضمت اليس قبضتها بحنق ,فهي تعرف ان سنوات الحرمان الطويلة التي عاشها طفلها عززت من ودنت منه مسرعةً وانزلته من فوق الطاولة التي كان يقف عليها وقالت له بحزم


"هذه ليست لعبة ...أنا هي امك ولا يجب ان تنادي احداً غيري بهذا الأسم ...واضح ..."ثم امسكته وقالت بحزم
"تعال معي ... "

امسكتها مارتينا من ذراعها وهتفت بحنق "ماذا تحسبين نفسك فاعلة ...؟"


دفعتها اليس عنها وقالت بحنق "اصحح الخطأ الذي ارتكبته ...ولن نبقى هنا لحظةً واحدة "


هتف داني بأحتجاج "لكن ماما....الحفل لم يبدأ بعد "


فردت اليس بحزم " لن نبقى هنا حتى الحفل يجب ان نغادر الآن "


بسرعةٍ سحب داني يده من بين يدها وقال باحتجاج " لكن ماما أنا اريد البقاء في قصر جدتي الكونتيسة ...واريد رؤية سباق القوارب النهرية....والحصول على السيارة "


هتفت بحدةٍ وهي تجاهد بالسيطرة على اعصابها المهددة بالأنفلات " داني عزيزي...قلت بأننا سنغادر الآن ...يعني سنغادر..هيا كن فتىً مطيعاً وتعال معي ...وحين نعود لبيتنا سأقيم لك اجمل حفل ....هيا الم تشتق لبابا جوليان "


فرد ببراءة "بلا ...لكنه مسافر....وجدتي قالت اننا يجب ان نظل هنا طالما بابا جوليان مسافر "

تجملت اليس بالصبر لأقصى درجة وقالت بهدوء "لقد عاد بابا جوليان ويجب ان نذهب لرؤيته الآن "


فتذمر داني وصاح باحتجاج " لا ..لا اريد ان اغادر الآن ..لا استطيع ماما ...فأنا الكونت وعلي افتتاح المهرجان.."


نظرت اليس له مصعوقة..كيف استطاعت تلك الخبيثة ان تجعل داني الوديع اللطيف الذي لم يعصي لها امراً ولم يخالفها يوماً يتمرد هكذا..فقررت ان تلتزم اكبر قدرٍ من ضبط النفس فدنت منه وقالت


"هل هذا كلامٌ يليق بطفلٍ مؤدب"


"بل هذا كلامٌ يليق بكونتٍ مهيب "
جاءها الجواب من ازابيل التي دخلت الغرفة بخيلائها المزعومة ,بعد ان ذهبت الخادمة لأسدعائها ...

**********************

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 11:41 PM   #547

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

"هل هذا كلامٌ يليق بطفلٍ مؤدب؟!!! "


"بل هذا كلامٌ يليق بكونتٍ مهيب "
جاءها الجواب من ازابيل التي دخلت الغرفة بخيلائها المزعومة ,بعد ان ذهبت الخادمة لأسدعائها ...وعادت تضحك بسخرية وهي تقول "آه اذاً قررت ان تشاركينا أخيراً ....لكن مع الأسف لا يمكنك المشاركة بثياب النوم تلك....انها ليست حفلة هالووين ..ههههه "


استدارت اليس نحوها بحدة وقالت بغضب "ابداً ....لم أتي لمشاركتك بكذبك وخداعك ...بل جئت اصحح الخطأ الفظيع الذي ارتكبته بالحضور الى هنا ..."


وعادت تنظر لداني وتطلب منه بحزم "هيا داني لنغادر...الآن فلا مكان لنا هنا ..."


تفلت داني من يدها وتركها وجرى صوب الكونتيسة ودفن رأسه في ثوبها الحريري المطرز وقال بتمرد "لا اريد "


ربتت ازابيل على رأسه برضى وقالت بحنو زائف" طبعاً لا تريد...كيف ستغادر يا أميري بعد كل ما اعددته لك...الحفلة على وشك البدء ولن تكون جميلة من دون اميرها المميز ..."

نظر داني لها بتكدر وقال "اجل لا اريد ان اغادر...فأنا امير الحفلة "


ابتسمت ازابيل بخبث وقالت "طبعاً فأنت الكونت ...والكونت لا يتخلى عن واجباته ابداً ويغادر..هذا ليس لائقاً...ماذا ستقول الدوقة والأميرات حين يخلف الكونت وعده "


" توقفي عن اغوائه ايتها الحية الماكرة.. ...؟!!" صرخت اليس ملتاعة


فهزت ازابيل كتفيها باستخفاف..وقالت " اتوقف لماذا؟؟؟ انا ابين له حقوقه وواجباته ...اعطيه ما هو حق ٌله ..(ثم كشرت وهتفت بحقد ) ولم اتآمر عليه لأسلبه حقه كما فعلت انتِ وذلك اللعين جوليان ..."


"اياك ان تتهمي جوليان بشيء...هو كان محقاً في كل كلمةٍ قالها عنكِ ...فأنت خبيثة ومخادعة ولا يهمك شيء سوى السطوة والجاه ...تتلاعبين بطفلي الصغير لتسيطري عليه وعلى املاكه ... "

عند هذا الكلام صفقت الكونتيسة بيديها بحدة وصاحت "الكل الى الخارج هيا "
اطاعها كل الخدم والعاملين بخنوع لتخلو الغرفة في ثوانٍ معدودة إلا منها ومن اليس وداني ومارتينا ...
تركت ازابيل داني وخطت بتعاليٍ نحو اليس وقالت بخبث وهي تنظر اليها كما تنظر الأفعة لفأرٍ تريد اصطياده ...ثم قالت


"حسناً تريدين المغادرة ...جيد ...لكن عليك ان تخبريه بالحقيقة كاملة ونرى بعدها ان اراد ان يغادر معكِ او لا "

شحب وجه اليس فهي لم تتخيل ان تصل هذه الشيطانة لهذا المستوى من الحقارة بأن تحاول التلاعب بها وبطفلها بهذا الشكل البشع .....انها تبتزها بحقارة...فهل ترضخ لها ,ادركت انها لو بقيت صامةً ستضطر للبقاء صامتةً للابد ..لكن ان تكلمت فقد ...تخسره للأبد

" لا لن اخسره داني طفلي الحبيب ,يعرفني ويحبني وسيفهم دوافعي ..."نظرت لها اليس بتحدٍ ,فهي لن ترضخ لأبتزازها ثانية فقالت بصلابة "انت لا تخيفيني ....داني طفلي وسيأتي معي"


ضحكت ازابيل بتهكمٍ وقالت بغرور"ان كنتِ واثقةً من هذا ,فهيا افعلي "

فوقت اليس جامدةً لثوانيٍ تحاول استجماع شجاعتها فليس من السهل عليها ان تبوح له بالحقيقة وبظرفٍ كهذا ,فهو صغيرٌ على التعرض لهكذا صدمة ... لكن ازابيل لم تمهلها لتستجمع شتاتها ,بل ارادت ارباكها اكثر ,فوجهت كلامها لداني..قائلةً..

"داني تريد أليس (وشددت على اسمها ) ان تقول شيء لك.."


ضحك داني وقال بسخرية " اخطأتي يا جدتي ...فماما اسمها ليزا.. وليس أليس (ثم استدرك الصغير بعد ان نظرت له الكونتيسة بتأنيب فهمس بخجل )..اعتذر أعني يا سعادة الكونتيسة "


ابتسمت له الكونتيسة بسعادة ..وقالت "اعلم ايها الكونت الرائع أن امك اسمها ليزا (ثم عادت تنظر لأليس وقالت بخبث ) لكن خالتك اسمها أليس ....اليس كذلك ؟!! "


ابتسم داني وسألها ببراءة "اجل خالتي المتوفاه اسمها أليس ,فلماذا َناديتي ماما بأليس..؟!!"


نظرت الكونتيسة لها وقالت " ما رأيك هل اقول له أنا ام تخبريه أنت الحقيقة ...طالما انكِ تكرهين الخداع ....؟"


ضمت اليس قبضيتها غيظاً من اسلوب ازابيل الملتوي ...لكنها يجب ان تتصدى لها ...فدنت من صغيرها وانحنت قربه تتلمس وجهه الندي وهمست بأرتباكٍ وبصوت خفيض .."داني حبيبي..اريد ان اقول شيئاً لك.."

"ماذا ؟!.."سألها بخشية ان تعود لتطلب منه المغادرة وهو يكره هذا ...لأنه يريد ان يشاهد الحفل ويحصل على السيارة ..

كانت ترى نظراته البريئة المترقبة التي تشعرها بالعجز ..كيف ستخبره؟!!....كيف ستصدمه بهذه الحقيقة وهو لا زال صغيراً ؟!! لكن عليها ذلك ..لن تنتظر حتى يضيع منها للأبد

" حبيبي ..أنا ..كنت أريد ..أن اقول ...أنا لست..اعني ..."

اخذت تتلعثم لشدة ارتباكها فضحك داني بعفوية وهتف بمرح "ماما انت تتكلمين بشكل مضحك..:"

"انا ...يجب ..إن ...امك.." عادت تتحدث بارتباك


فنفثت الكونتيسة بنفاذ صبر وقالت بخبث
" لمَ لا تخبريه الحقيقة بسرعة وتريحينا ....(ثم خطت بنزقٍ نحو داني وقالت بحدة ) " انها تريد ان تقول لك انها خدعتك فهي ليست ماما..بل خالتك اليس..اليس كذلك؟؟؟ يا عزيزتي "


شهقت اليس من وضاعتها انها حتى لم تمهلها حتى تخبره بالأمر بطريقة لطيفة ,نظرت لصغيرها الذي وقف ينظر لها ببلاهة قبل ان يبدأ بالضحك ويقول ساخراً "ما هذا الذي تقولينه يا جدتي ... هذا سخيف..انها ماما واسمها ليزا.....خالتي اليس ماتت منذ زمن ..."


" أوه حقاً ..هل انت ليزا؟؟.." سألت الكونتيسة بمكر وبقيت اليس صامتة ..لا تدري ما تقول بعد ان حشرتها بزاوية ضيقةٍ لعينة ...

استدارت صوب داني وهمست بانفعال وهي تتلمس وجهه برجاء " داني حبيبي ... عليك ان تفهم ما حصل ,فقد كانت ماما مريضةً جداً ...ولم تحتمل المرض ...فـ...فمـا... .."

صمتت ولم تقوى على الأكمال لأن داني اخذ يضحك ويقول بعدم تصديق "هذه لعبة مضحكة ... "

صمتت أليس ولم تقوى على قول المزيد فهو انكر الأمر لأنه لا يقدر على استيعابه ...فدمعت عيونها بشدة ,فتوقف داني عن الضحك فجأةً وسألها بشكٍ بعد ان لاحظ اضطرابها

" ماما هل انتِ مريضة ؟"ومد يده يتحسس رأسها ثم قال "حرارتك ليست مرتفعة ...."


فعادت ازابيل تقول بنفاذ صبر "هيا قولي له من أنتِ ...لمَ صمتي؟!! "


عاد داني يقول بضيق وقد سأم هذه اللعبة "هي ماما...أنت ماما اليس كذلك..؟!"


"الأم ليست من تلد فقط يا صغيري ...بل من تحب وتربي وتهتم ....وأنا احبك يا صغيري وربيتك واعتنيت بك"


نظر لها بعدم فهم وقال "اعرف ماما...,وانت ولدتني ايضاً "


فلم تجبه بل نكست رأسها وبكت بصمت فشعر الصغير بالريبة واقترب منها واعاد سؤالها " انت ماما طبعاً ...هيا اخبريهم بهذا ...."


ظلت اليس تبكي بحرقة ,ثم بصعوبةٍ همست "لا ...لست كذلك "


تكدرت ملامحه وشعر الصغير بالتوهان من موقفها غير المفهوم فأخذ يسألها بألحاحٍ وهو يهزها بعنف " هيا ماما ...لم يعد الأمر مضحكاً ... هيا اخبريهم بأنك امي .."


بكت اليس بمرارة وهمست بخفوت " انا اسفة..يا صغيري .".وحاولت التماسك لكنها لم تستطع وهي ترى نظرات الضياع والحيرة تعصف به ,دنت منه تريد لمسه لكنه تراجع للخلف برعب وهمس " الست ماما..؟؟؟"


"داني ...انا..."


اخترق صوت ازابيل الحاد الموقف الحساس ثانيةً بقولها البارد "طبعاً لا...انها ليست ماما...انها خالتك اليس"


همست اليس بأمل وهي تحاول كفكفة دموعها المنهمرة بشدة " انت ابني وأن لم الدك ...لكني ربيتك واحببتك كأبني ..."


ثم ازداد بكاؤها و ترى دلائل الصدمة تلوح بوجه صغيرها الذي شحب لونه وهو يهتف بانكار
"هذا لعبةٍ سخيفة ...لا أحبها ...ولا أريد ان العبها أكثر ...خالتي اليس ماتت منذ زمن ...فلماذا تقولين اشياء غريبة ....؟؟ "


بكت اليس بحرقة ٍ لا تعرف ماذا تقول فعاد داني يرجوها " ...هيا ماما...قولي انك ماما واسمك ليزا ......"
وقبل ان تجد اليس ما يمكنها ان تقوله ليخفف من صدمته جاء صوت ازابيل القاسي يمزق اخر املٍ لها بنيل الغفران حين قالت بقسوة ولؤم



"هي ليست امك ....فأمك ليزا ماتت منذ زمن ,وهذه المدعية هي خالتك اليس ... التي ادعت كذباً انها امك ..(ثم كزت على اسنانها بحنقٍ وهي تلفظ كلمتها المقيت ) لتخدعنا وتسرقك مني "



" توقفي انت تشوهين الحقائق"صاحت اليس بألم وزحفت برجاءٍ نحو داني تلتمس تفهمه
"حبيبي الامر ليس هكذا ابداً ..انا فعلت ذلك..لأني ..كنت ..."
قاطعها داني بوهن وعيونه تدمع " هل ما تقوله جدتي صحيح ؟!! انت لست ماما.!!."


لم يكن يرغب بسماع تبريرها الذي لن يستوعبه مهما كان ,ومهما كانت غايتها ودوافعها ,فصدمته بأن يدرك ان امه ماتت وان هذه السيدة المنتحبة التي عرفها طوال عمره ليست امه كان اكبر من اي تبرير قد تقوله همس بألم
"هل هذا صحيح؟!! "


فهزت اليس رأسها بصمت ,فشدها بقوةٍ وهتف بألم "وأين ماما...؟؟"


فردت أليس بألم "لقد ماتت ماما...حين كنت صغيراً ,كانت مريضةً جداً "

شحب وجه داني بشدة وسألها بوهن "هل كذبت علي.؟!."


"لم اقصد ...يا صغيري داني صدقني ....اردت حمايتك فقط "


لكنه صرخ بألم " هل ماتت ماما..؟!!"


"حبيبي اسمعني.."رجته اليس باكية

فصفعها على وجهها لأول مرة وصرخ بألم وارتباك "لا ..لا اريد ..أنا اريد ماما...اريد ماما..."


وجرى يبكي نحو جدته..التي احتضنته واخذت تمسد رأسه وتقول بنعومة الافعى
" لا تحزن يا صغيري فأنا هنا ...جدتك هنا ولن اتركك ابداً "



ونظرت بحقدٍ وسخريةٍ لأليس المنتحبة على الأرض وهي تهحاول ان تقف وتلحق بصغيرها
"داني ...صغيري ...ارجوك اسمعني....انا امك ...التي ربتك "


لكنه لم يرد عليها و تمسك بجدته وهتف باكياً "لا ...انا لا اريدك ...أنت كاذبة ...أنا اريد ماما...أريد ماما ليزا "


تهاوى جسدها بوهن وهمست بضياع "لا ...داني لا تقل هذا ...انا احبك ..."


"هيا يا صغيري تعال معي "
قالت ازابيل بنعومة وهي تنظر بشماتة نحو اليس المنتحبة , ثم تركتها تبكي خلفها وأخذت حفيدها الغالي الذي كان تائهاً في صدمته , وحين تجاوزت الباب قالت لوصيفتها الأولى ماتيلدا والتي كانت تنتظر أوامرها ,فهمست بالألمانية حتى لا يفهم داني ما تقول


"اخبري يوهان أن يحضر ليخلصني من هذه الحثالة فوراً ,فلم أعد بحاجتها "

****************************



نهاية الفصل الحادي والعشرين اتمنى ينال اعجابكم وقراءة ممتعة والى اللقاء في الاسبوع القادم مع الفصل الأخير والخاتمة

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 11:42 PM   #548

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 7 والزوار 3)
‏ريبانزيل, ‏ام زياد محمود, ‏طفوف, ‏pati, ‏منو6, ‏Sosoz, ‏ورد الجلنار


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-11-18, 01:36 AM   #549

فتاة من هناك
 
الصورة الرمزية فتاة من هناك

? العضوٌ??? » 331123
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 707
?  مُ?إني » أرض الكنانة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » فتاة من هناك is on a distinguished road
¬» مشروبك   pepsi
افتراضي

ايزبيلا حقيرة فوق الوصف حتى ما راعت مشاعر طفل صغير وصدمته

فتاة من هناك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-18, 01:37 AM   #550

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
كل سنه وانتى وأسرتك بألف خير
الحقيرة ازابيل كسبت الجولة دى بجدارة وقدرت تفرق بين دانى وأليس
للأسف ضعف اليس وعدم خبرتها فى الحياة والتعامل مع البشر والتكيف مع الظروف المحيطة بيها مخليها لقمة سائغه لأفعال ازابيل الشيطانية الاول حاكت مؤامرة عشان تفرق بينها وبين جوليان وسابتها تغرق فى الرثاء على حالها وتسللت من وراها كالأفعى وقدرت تستولى على عقل دانى المبهور بكل الحاجات اللى اتحرم منها ووجدها دلوقتى بإشارة من اصبعه لعبة محكمة وخطة شريرة
دانى دلوقتى هو اللى فى اختبار بعد مايفوق من صدمة معرفته الحقيقة هل هيفتكر اليس اللى راعته وكانت معاه فى كل خطوة فى حياته ولا هينساها ويحملها ذنب اخفائها حقيقة امه
توقعت ان ازابيل كانت بتحب الكسندر وهو رفضها واتجوز انجيلا بس متصورتش وضاعتها فى انها تلعب على اخوه وتستمر فى حقارتها عشان تبتز الكسندر اللى اعتقد ان ادريان هيطلع ابنه واخو جوليان
جوليان فى موقف لا يحسد عليه من خوفه وقلقه دلوقتى على اليس بعد معرفته بحملها وياترى هيتصرف ازاى وانجيلا ياترى هتكشف الماضى وتدمر كل شئ على راس الملعونه ازابيل
فصل ممتع جدا كالعادة وحزينه جدا لاقتراب النهاية ربنا يوفقك ياحبيبتى ان شاء الله


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.