آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          176 -البَحث عن وهم ..عبير القديمة ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : Shining Tears - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-18, 12:10 AM   #571

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


اخبارك ايه يانونا مش كنتى هتنزلى الفصل النهاردة
لعله خير ان شاء الله


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 10:10 AM   #572

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام هناء مشاهدة المشاركة
سلمت يداااااك
رواية مشوووقة جدا
رعاااااااك الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
اخبارك ايه يانونا مش كنتى هتنزلى الفصل النهاردة
لعله خير ان شاء الله

اهلاً صديقاتي ومعلش اذا كنت تأخرت عليكم والله النت عندي تعبان ....الله المستعان بعد قليل سأبدأ التنزيل


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 10:25 AM   #573

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....اعتذر للجميع عن عدم تمكني من تنزيل الفصل بالأمس في وقته المحدد ,بسبب ضعف النت ....وان شاء الله سينزل الفصل بعد قليل ..


كنت قد اعلنت في نهاية الفصل الحادي والعشرين بأن فصل اليوم سيكو ن الآخير ,لكني عدلت عن ذلك ,فالفصل قد تضخم معي واصبح كبيراً للغاية اكثر من ثمانين صفحة وورد بحيث لم ينفع ان ابقيه فصلاً واحداً ,فقد ملئ بالأحداث المشوقة والتفاصيل...لذا قمت بتقسيمه لثلاث فصول ,يعني بهذا الفصل اليوم ليس الفصل الأخير بل سيكون الفصل 22 ...
والاسبوع القادم سيكون فصل 23 والاسبوع الذي بعده سينزل الفصل 24 ثم الخاتمة ...اعتذر مرة اخرى عن الأرباك الذي حصل ,لكن الإلهام نزل علي واستفضت بكتابة الفصل وارجو ان يمتعكم ....



نبدأ بسم الله



الفصل الثاني والعشرين
(الفخ المميت )



ليلة السبت في نحو الرابعة صباحاً
قبل موعد الأحتفال بـسبع ساعات...


بخفة نمسٍ لعين تسلل رجلٌ - بحُلةٍ جلديةٍ سوداء تلتصق بجسده العضلي القوي - دون ان ينتبه له حارس العمارة الذي كان يقاوم النعاس بمشاهدة فيلمٍ سخيف وهو يشرب الصودا ويتناول بعض الحلوى ...

توجه الرجل الغريب نحو كراج العمارة الذي مُلِئَ بالسيارات الفاخرة للقاطنين فيها ....التصق بإحدى الزوايا وأجال بصره في ارجاء المكان بحثاً عن مواقع كاميرات المراقبة ,ودرسها جيداً وعرف زواية التصوير فيها ...

ابتسم بخبثٍ ثم دنى من أقرب واحدةٍ إليه وتسلل تحتها من زاويةٍ لا تغطيها , وقام برش عدستها برغوة تشبه صابون الحلاقة ,ثم انتقل للكاميرة الأخرى وقام بنفس الشيء ,ثم التي تليها والتي تليها حتى استطاع تغطية المكان الذي ينوي القيام بمهمته فيه ....

دنى بكل ثقةٍ من سيارتين متجاورتين غطيت احداهما بغطاءٍ كبير داكن اللون ,رفع طرف الغطاء وضحك بتسلية لمنظر سيارة البورش الرياضية المحطمة ,وتذكر كيف استمتع قبل ايامٍ فقط بتحطيمها في باحة قصر الكونتيسة ازابيل ,بعد أن أمرته ان يتخلص منها و يلقيها بالطريق العام للبلدة ....

اسدل الغطاء على السيارة بقلة اكتراثٍ واتجه نحو السيارة الثانية ,وكانت سيارةً انيقة وحديثة من نوع بي ام دبليو ,بخفةٍ انزل حقيبة الظهر التي يرتديها وفتحها واخرج منها اداة حادة ,ثم بخفةٍ انسل تحت السيارة وعبث بمكان تخزين زيت الكابح ,وهو يصفر بتسلية ...

أنهى مهمته بسرعةٍ وخرج من تحت السيارة بعد ان تأكد من ان كل شيءٍ سيسير حسب الخطة المرسومة ,ثم تمتم بتسلية وهو يتخيل عناوين الصحف في اليوم التالي ...

"شابٌ مهوسٌ بالسرعة يلقى حتفه على الطريق الريفي العام ...هههههه"


لملم اغراضه ودسها بالحقيبة وبخفةٍ حملها على ظهره ,وخرج خلسةً كما دخل قبل ان تزول رغوة الصابون عن كاميرات المراقبة ...


************************


يوم السبت
في نحو الثامنة صباحاً



دعك جوليان جبينه بتوترٍ وهو يراقب الأزحام المروري غير المعهود والذي تسبب بإغلاق الشارع الرئيسي في العاصمة ,وهتف بحنق :

"اللعنة ...هل هذا وقته" ثم لمح شرطي مرور ينبه السائقين ويوجههم لأخذ تحويلةٍ جديدة بدعوى اصلاح احد انابيب المياه المعطل ...


اختلس جوليان نظرةً سريعةً نحو ساعة السيارة وفوجئ بأنها قد قاربت على الثامنة صباحاً ,فزفر بضيقٍ وانزعاج لأنه على هذا المنوال سيتأخر عن موعده مع الأمير ...وتذكر ما حصل معه قبل يومين ....

*************************

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 10:39 AM   #574

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

قبل يومين


وقف جوليان بتوتر ينتظر أن يجيبه الأمير فيليكس ,لكن الرد الآلي لهاتفه الخلوي اجابه (وللمرة الخامسة على التوالي )بأن الهاتف المحمول مغلق...زفر بحنقٍ وأعاد الهاتف لجيبه وهو يتمتم بغيظ

"ماذا عساه يفعل طوال ثلاث ساعاتٍ متتالية ..."

ثم جلس عاقداً كفيه تحت ذقنه يفكر بما عليه ان يفعل ,كان يحرك ساقه بتوتر ,ويمرر اصابعه خلال شعره بحدة , ويفكر بحلٍ يخرجه وعائلته من فخ ازابيل اللعينة ....خرجت أمه انجيلا من غرفتها ونظرت له بشفقةٍ ثم دنت منه وجلست بقربه ووضعت يدها على ساقه المهتزة بشدة وقالت مهدئة :

"لا تقلق يا بني ستجري الأمور على خير ..."

زفر بقوةٍ وقال برجاء "ارجو هذا ...."

سألته بقلق "ألم يجبك الأمير بعد..؟!!"

هز رأسه نفياً ثم قال بضيق "يبدو انه منشغلٌ بأمرٍ ما...اللعنة "زمجر بسخط وضرب على فخذيه بعصبية ثم وقف بحدةٍ وهو ينفث بغيظ


فسألته امه بخشية "أهدأ يا بني أهدأ... هذا التوتر لن يفيدك ....ثم ماذا عساه الأمير ان يفيدك بأي حال ...؟؟"

قال لها بضيق "حفل تتويج داني بعد غد يا أمي ,وعلي ان اخبر الدوقة بحقيقة ما جري قبل ذلك....فإزابيل تسعى لتنسيب داني لمارتينا والأدعاء بأنها امه ,وأنا سأمنعها من هذا بأن اكشف الحقيقة كاملةً للدوقة (ولوح بملفٍ يحمله قام بإعداده ويحوي كل وثائق داني وامه ليزا الرسمية ثم تابع القول ) ..

"بالأمس اتصلت بمكتب العلاقات العامة لأحجز موعداً لمقابلة الدوقة لكي اشرح لها حقيقة ما حصل وأطلعها على التفاصيل ,لكن مع الأسف فقد اخبروني اني لن اتمكن من مقابلتها قبل يوم الاثنين بسبب وجودها خارج البلاد وانشغالها الشديد ,فهي لن تعود حتى مساء الجمعة ,ويوم السبت ستذهب منذ الصباح للمشاركة بحفل التتويج ...مما يعني اني لن اتمكن من رؤيتها قبل ان تنجح ازابيل بخطتها وتنسب داني لمارتينا ,وبالتأكيد ستسعى بعدها للتخلص من أليس ومني حتى لا نفضح فعلها ..."


شهقت انجيلا بذعر " يا الهي ...هذا مريع ....لمَ الأنتظار إذاً اذهب فوراً الى الشرطة واخبرهم ان ازابيل تحتجز زوجتك وخذها من هناك بالقوة "

هز جوليان رأسه بضيق وقال "الأمر ليس بالسهولة التي تظنينها يا أمي ...فازابيل من اعيان البلد ووجهائها ...لذا لا تظني اني بمجرد ان اقدم بلاغاً ضدها ستتحرك جموع الشرطة لإعتقالها , خاصةً اني لا أملك اي دليلٍ يدينها ,وقد يظنون اني افعل كل هذا من اجل ان افشل حفل التتويج لا اكثر,وحتى ان صدقوا بلاغي وقرروا التحقيق في الأمر ,سيقومون بأستدعائها للتحقيق معها بالطرق الرسمية وهذه الأجراءات تأخذ وقتاً كبيراً ,وعندها ستجد هي الوقت الكافي لتخفي اليس وأي دليلٍ يدينها ,ثم ستدعو رجال الشرطة لتفتيش قصرها مظهرةً حسن نواياها ولن يستطيع احدٌ اثبات شيء عليها ...بل بهذا سأكون قد تسببت بقتل زوجتي ...لا ...لا يمكن ان افعل هذا ...."


اخذ يعبث بشعره اضطراباً ثم اكمل " كما اني اعلم جيداً ان ازابيل قد ملأت القصر بالحرس المستأجرين والذين بالتأكيد سيعمدون لتأخير الشرطة عن مداهمة المكان ,وبهذا يتسنى لإزابيل التخلص من اليس دون ان استطيع انقاذها ....لا ...لااستطيع ان اجازف ...يجب ان الاعب ازابيل بحذر...انا واثقٌ من انها لن تعمد للتخلص من اليس الآن ...ليس قبل موعد تتويج داني ,لأنها تحتاجها من اجل داني ,فهو متعلقٌ بأمه جداً ...لكن بعد التتويج لن تعود ازابيل بحاجة لأي احد...و ستتخلص مني ومن اليس وتضع داني بمدرسةٍ داخلية حتى تشكله على هواها ,ثم تستفرد هي بالحكم والسيطرة على كل شيء ....هي الآن في مرحلةٍ جنونية وقد تفعل اي شيءٍ لتحقيق مناها ....وأنا لن اجازف مرةً اخرى بتحديها صراحةً ..."قال عبارته الأخير بقنوط


سألته انجيلا بخشية "وماذا ستفعل اذاً ..؟؟؟كيف ستحاربها ؟؟؟كيف ستنقذ اسرتك منها "


"طلبت من برنار ان يراقب اليس جيداً وأن يأخذها ويخبأها في مكانٍ آمن أن احس بأي تهديدٍ يهدد حياتها ...لحين قدومي لأنقاذها ...."

سألته امه بهلع "وهل ستذهب هناك وحدك ....؟؟"


"ان استطعت ان اكلم الدوقة اليوم عن طريق الأمير فيليكس سأخبرها بكل ما تنوي ازابيل فعله ,وسأضمن عندها ان تطالب الدوقة بإيقاف مراسم التتويج لحين إجراء تحقيق شامل لمعرفة حقيقة ما يجري ,وسترسل من حرسها من يذهب برفقتي لكي احضر زوجتي وطفلها بأمان ....ولن تستطيع ازابيل ان تمنعني عندها ,وإن حاولت اخفاء أليس سيعلمني برنار بمكانها ...(ثم عاد يقول بحنق ) لكني حتى الآن لم اظفر بالحديث مع الأمير ...فأين هو بحق السماء ؟؟؟" وعاد يزفر بحنق


سألته انجيلا بترقب "وهل ستطلع الدوقة على كل ما حصل .....؟؟!!"


رد بضيق "لا خيار آخر امامي غير هذا ..."

فسألته بخشية "لكن يا بني ان كشفت الحقيقة كاملة فهذا يعني ان تخبرهم ان زوجتك هي خالة داني وليست امه وبمجرد أن يظهر للعلن بأنها ليست امه ستفقد احقيتها بالوصاية عليه لصالح ازابيل ...."

فقال بضيق "ليس إن تمكنت من ادانة ازابيل امام الدوقة ,فإن استطعت ان اثبت لهم ان ازابيل كانت تنوي تزيف نسب داني ...سيظهر ذلك عدم احقيتها بحضانة داني وستعود الحضانة لأليس ...لذا من المهم جداً لي ان اكاشف الدوقة بالحقيقة الآن...."


زفر بقوةٍ واقر بضيق "ليتني عرفت الحقيقة قبل الآن ...لما كان حصل ما حصل ؟؟؟...فأنا وحتى وقتٍ قريب لم اكن أعلم ان اليس هي خالة داني....كنت اظنها امه وكنت واثقاً بكل الأحوال بأنها صاحبة الوصاية عليه ,فالأم هي الأحق بالحضانة من الجدة ,كل ما كان يجول بخاطري أن أساوم ازابيل لأدفعها للأعتراف بداني وامه ....لكن موقفنا ضعف بعد ان عرفت الحقيقة ,لكني فكرت ان استغل جهل الجميع بالأمر واستمر بخطتي...لكن مع الاسف ..."
وصمت ولم يكمل لشعوره بالندم الشديد ...


فأكملت امه باسى "لكن عرفت ازابيل الحقيقة واستغلت الأمر قبلك ..."


هز رأسه بخجل وقال "ما كان يجب ان اخفي الأمر ,كان يجب ان اخبر الجميع بالحقيقة فوراً ,وعندها كنت سأقطع على ازابيل الطريق حتى لا تستغل الأمر بهذه البشاعة .......لكن مع الأسف أقر اني كرهت ان تكون هي الوصية وتفوز بالسيطرة على وريث اللقب ...كنت افكر اني استطيع ان الاعبها وافوز عليها ....واحمي اسرتي واللقب منها في آنٍ واحد......"


"اللعنة على اللقب ...." صرخت انجيلا بحنق كبير وهي ترمقه بلومٍ شديد "اللعنة على اللقب ...ألم تفهم بعد ...انه لعنةٌ دمر حياتنا سابقاً ,وانت الآن تعيد الكرة ثانية "


"أرجوك امي ....يكفي ما أنا فيه ...."هتف بحرقة ثم اكمل بمرارة " أنا لم اطمع باللقب لأغراضٍ شخصية صدقيني ...فقط اردت ان اخلص الجميع من شرور ازابيل ...."

واشاح بوجهه عنها ,فهو ايضاً بات يلعن اللقب الذي دمر حياته وجعله اسير لعبةٍ حمقاء مريعة ....

ارادت انجيلا ان تلومه بشدة على تصرفه الأحمق ,لكنها لم تفعل لأنها اشفقت على حاله ,فيكفيه خوفه وحزنه الماثل أمامها ...كما أن أوان اللوم والعتب لن يفيد الآن ,بل يجب ان يفكروا بحلٍ مناسب ليخرجوا من هذه المشكلة العويصة ,ثم خطر ببالها خاطرٌ مخيف فسألته بخشية


"لكن ماذا إن فشلت خطتك واستطاعت إزابيل ان تخرج من مأزقها ,وضحدت كل التهم الموجهة اليها ...ماذا لو لم تفقد احقيتها بالحضانة ؟؟"

زفر بكآبة وأقر "هذا احتمالٌ واردٌ مع الأسف ...فهي خبيثة للغاية وحريصة بأن لا تترك أي أثرٍ يدينها ,فإن حصل هذا - مع الأسف - وتمت تبرءة ساحتها فليس امامي سوى أن اتوصل معها لأتفاق حضانةٍ مشتركة ترعاه الدوقة "

"إتفاق حصانة ؟!!" سألته امه بشكٍ


فرد بضيق " اجل ...ان افلتت ازابيل من كل التهم الموجهة اليها ,ارجو على الأقل ان تساهم الدوقة بمنعها من الحصول على حضانةٍ كاملة لداني ,وأن تدفعها للإلتزام بأخلاقيات البرتوكولات المعتمدة حتى نتمكن من رعاية داني حتى يكبر, خاصةً انه تربى بحضن خالته منذ الطفولة ولا يعرف اماً سواها ......,

واظن انها لن تجرؤ على مخالفة قرار الدوقة ,فإن لم يكن ذلك احتراماً للأعراف المتبعة ,سيكون بسبب خشيتها من ان تظهر امام الدوقة والمجتمع بمظهرٍ سيءٍ"


ثم اكمل بحدة "هذا هو الوتر الوحيد الذي أستطيع الضرب عليه الآن ....اعلم تماماً أنه ليس الحل الامثل لكنه الحل الوحيد أمامي ...والذي قد يخرجنا بأقل الخسائر "


هزت امه رأسها بضيقٍ وهي تغالب دموعها وقالت بسخط"ما الفائدة من كل هذا ان ظل داني مع ازابيل...لا ...هذا لن يجدي...انا لن احتمل هذا ,وأليس ايضاً ...هل تظنها ستقبل بهذا ؟؟"


فصرخ جوليان بألم "الا تظنين اني أدرك هذا يا أمي ,وهذا ما يرعبني , فكرة ان تنجو ازابيل بأفعالها وتستطيع الحصول على حضانة داني ...لكن لا حل آخر امامي ....ما دامت ازابيل قد عرفت بشأن اليس فهي ستحاربنا بالقانون وستنجح بنيل الحضانة في النهاية "
فردت عليه بأسى " هذا مريع ...."


زفر بقوةٍ وضيق وعاد يعبث بشعره بعنفٍ لعله يفرغ بعض توتره ثم قال بوجل "اجل اعرف ,وصدقيني اكره ما يحصل ...وأشعر انه عقابٌ لي لأني طمعت يوماً باللقب ...لكن لاحل آخر امامي...إن نجت ازابيل من كل التهم الموجهة لها ...ربما استطيع من خلال الدوقة ان الزمها بعقد تفاهمٍ بخصوص حضانة داني كي تتمكن أليس من الحصول على جزءٍ من الحضانة على اعتبار انها من ربته منذ الطفولة .......لكن لا شيء في القانون سيلزمها بذلك "

ضرب قبضته على الحائط حتى كاد يدميها ,وعاد يزفر بقوة وضيق ليفرغ بعض سخطه من كل ما يحصل له ...فهو حتى اللحظة لا يتسيغ الأمر ,لكنه عجز عن ايجاد حلٍ بديل ,طوال ليلة امس وهو يحدث محاميه ميشيل أولاند لعله يساعده بالخروج من هذا المأزق بحلٍ قانوني يكسبه حربه مع ازابيل ,لكن أولاند اخبره ان لاحل امامه سوى ان يعقد اتفاقاً مع ازابيل بشأن الحضانة وأن يستخدم الدوقة كوسيط فيحرج ازابيل ويدفعها للقبول .......


عاد يكمل بحرقة "لكن أخشى انه وحتى ان نجحنا بالأمر الآن, ورضخت ازابيل لمشاركة الحضانة معنا ,أن لا يعود هذا الأتفاق مجدياً في النهاية ...فداني سيكبر يوماً ما ,وعندها قد يختار جانب جدته فلا يعود لهذا الأتفاق اي اهمية ...لكن هذا هو الحل الوحيد امامي الآن ...."


كانت انجيلا تتمزق ألماً من هذا القرار ,ورغم انها أرادت ان تنتهي هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة لكنها لن ترضى بالحل الذي اقترحه جوليان لأنها لن تقبل ان يتربى صغيرها الحبيب داني بين احضان شريرة عديمة الضمير كإزابيل ....ابداً ....لذا قالت بحزم

"ربما املك ورقة ضغطٍ أخرى استطيع استغلالها لكي ابقي داني معنا "


ناظرها جوليان بعدم فهم وتذكر حديثهما السابق والذي لم يكملوه بسبب مكالمة ازابيل ,فعاد يسأل امه بقلق
"ماذا تقصدين ؟؟"


تطلعت له انجيلا وقالت "سأخبرك حين اعود " وهمت واقفة

فضيق جوليان عينيه بشكٍ وسألها "تعودين ؟؟؟من أين؟؟؟ "


ردت انجيلا بثبات "يجب ان ارجع لفرنسا فوراً لأحضر امراً مهماً قد يغير من كل المعادلة ويقلبها لصالحنا ..."
(ثم اكملت بانفعال ) "لكني لن اجازف باستعماله إلا ان فشلت خطتك في ادانة ازابيل ...."


دنى منها جوليان وجلاً وسألها بخشية "أمي ...ماذا تخفين عني ؟؟...هل للأمر علاقةٌ بأبي؟!!"


تنفست انجيلا بعمقٍ وأقرت " اذهب يا بني واكمل خطتك ,وأستعن بالدوقة والأمير ,وارجو حقاً ومن كل قلبي ان تسير الأمور لصالحنا وتستطيع ان تدين ازابيل وتظهر عدم أهليتها لحضانة داني ...لكن ان فشلت جهودك فلن اقبل بأن تعقد اي اتفاقٍ مع ازابيل ...ولن اقبل بأن تحظى ولو بربع الحضانة ....وعندها سأظهر انا ما لدي لأمنعها ....ولكن ليس قبل هذا ..."


حدق بها جوليان مذهولاً ومستغرباً وسألها بوجل "أمي ...ماذا تقصدين ؟؟؟ اي ورقةٍ تقصدين ...؟؟"


هزت رأسها بحزم ٍ وقالت "لن اخبرك الآن ....بل حين تفشل خطتك ....أرجوك احجز لي على اول طائرةً مغادرة لفرنسا ,واحجزها تذكرة ذهابٍ وأيابٍ معاً ....فأنا لن اتأخر بالعودة من اجلك يا بني ..."


لم يفهم جوليان ما تقصده لكنه واثقٌ ان امه تملك دليلاً مهماً قد يقلب المعادلة كلها ,لكن ما لا يفهمه هو لمَ لا تستخدمه الآن وتريحه ...


وادركت انجيلا بما يفكر فيه ...فقالت له برقة وهي تربت على وجهه الشاحب "صدقني يا بني ان ما اخفيه ليس بالأمر الهين وله تبعاتٌ قاسية على الجميع ...ولن استخدمه إلا ان فشلت جهودك في ادانة ازابيل وابعاد خطرها عنا ...لكن ليس قبل هذا ...فالبتر هو آخر الحلول"

تمتم بخشية "البتر!! ....هل الأمر بهذه القسوة ؟؟!!"


هزت رأسها بأسى وعم الصمت بينهما ولم يقطعه سوى تعالي رنين هاتف جوليان الخلوي ,فأجفل قليلاً ثم انشرحت اساريره حين طالعه رقم هاتف الأمير ,فأشار لأمه مستأذناً ثم سارع بالرد بحدةٍ وانفعال بسبب طول انتظاره

"بحق السماء اين كنت يا فيليكس ؟!!"

رفع الأمير فيليكس حاجبيه دهشةً ولم يغضب لأنه خاطبه بدون القابٍ رسمية ,بل فوجئ من كلامه العنيف وأجابه بتهكمه المعهود

"هل هذا السؤال يوجه لي أم لكِ ؟!...من الذي كان مختفياً لأسابيع ,ثم قبل أيامٍ قليلةٍ فقط اعرف بأنه كان مسجوناً وبتهمةٍ مريبة "

تنفس جوليان بقوةٍ ليتمالك نفسه ثم تمتم بخجل
"اعتذر عن انفعالي لكن طول الأنتظار وترني (ثم اكمل بتوتر لا يخلو من التهكم ) ظننت انك تشاهد مباراة كرة سلة او تنس أو شيئاً من هذا القبيل وتبقي هاتفك مغلقاً حتى لا يزعجك احد "

ابتسم الأمير بخفةٍ وهو يوقع على آخر ورقةٍ أمامه, ثم اشار بكفه لمساعدته لتأخذ الملف وتتركه وشأنه حتى يتكلم براحة ,ثم استدار بخفةٍ على مقعده الدوار ليراقب غروب الشمس الجميل من مكتبه الواقع في الدور السابع من شركة (Grand Chelem Management SA) في سويسرا حيث يعمل كمستشارٍ , وقال ساخراً


"يؤسفني تخيب ظنك هذه المرة ,فجدولي مكتظٌ بشدة هذا الأسبوع ,حتى اني اخشى من تفويت المباراة النهائية بين ندال وفيدرير غداً ,بسبب مشاركتي في المؤتمر الأقتصادي المنعقد في برن..."


ثم اكمل بتهكم وهو ينظر لحاسوبه المحمول ويقرأ ما نشر على بعض مواقع التواصل الأجتماعي من اخبار اعتقال جوليان بتهمة التحايل على شركات التأمين ...

"رغم انشغالي الشديد لكني املك بعض الدقائق التي سأنفقها في سماع ردك على المصيبة التي افتعلتها في فرنسا, والتي تسببت في سجنك وكادت أن تتسبب في إزمة دولية بيننا وبينهم ههههه؟؟" ضحك ساخراً لأنه لا يصدق كلمةً مما كتب ...

لم يتفاعل جوليان مع مزاح الأمير ومناكفته بل رد بفتور
"هذا ما اردت محادثتك بشأنه ,او انه جزءٌ منه على الأقل لكن الحديث عبر الهاتف لن يجدي فمتى استطيع ان اراك .."

"ستنتهي أعمال المؤتمر غداً وأن كنت محظوظاً سأجد وقتاً لأسافر لمونت كارلو لحضور المبارة النهائية لتنيس بين نادال وفيدرير...رغم اني اشك بهذا ...لكن بالتأكيد سأكون بعد غد في لوكسمبورغ وتحديداً سأزور مقاطعة فياندن (ثم اكمل بتهكم )لكي اشارك في تتويج الكونت الصغير والذي لم تخبرني بشأنه حتى الآن "


فقال جوليان بانفعال "يجب ان اراك قبل هذا الحفل بالتأكيد ...فهذا هو الموضوع المهم الذي اريد ان احدثك بشأنه ....ارجوك أيها الأمير يجب ان القاك قبل حفل التتويج لأني أريدك ان تأمن لي لقاءً سريعاً مع الدوقة وفي اقرب فرصة ممكنة وقبل حفل التتويج "


تحفز الامير لدى سماعه كلامه وسأله بقلق "ما الأمر جوليان ؟! اخبرني ماذا حصل معك؟؟؟هل هناك خلافٌ بينك وبين الكونتيسة بشأن اللقب..."

رد جوليان بضيق "الأمر اخطر من هذا ...ويصعب شرحه على الهاتف ,صدقني يجب ان اراك ,وإن قبلت الدوقة بلقائي سأشرح لكما كل شيء...استطيع السفر لها اين ما كانت ,لكن اريدك ان تكون تذكرتي للذهاب اليها ...فأنا لن استطيع فعل هذا بنفسي"


زفر الأمير بتكدرٍ واقر" مع الأسف ,فأمي و ابي في زيارةٍ رسمية لمملكة النرويج ويصعب حقاً ان نقاطع زيارتهما الرسمية ,لكنهما سيعودان في وقتٍ متأخرٍ من مساء يوم غد ....ولكن انا حقاً اخشى ان لا تستطيع مقابلتها إلا في حفل التتويج أو بعده "

دعك جوليان جبينه بحيرة ثم واتته خطةٌ أخرى فرد بحماسة "لا بأس ,إذاً سألقاها هناك في الحفل ...لكن يجب ان اذهب برفقتك أنت ..."

"الست مدعواً ؟؟" سأله الامير بشك

فشخر جوليان بتهكم فهو يدرك ان ازابيل حين دعته قبل أيام كانت تريد استفزازه لا أكثر ,لكنها بالتأكيد ستحول دون السماح له بالحضور خشية ان يفسد حفلها ,ومن هذه النقطة بالذات بدأت معالم فكرةٍ جديدةٍ تتخمر بعقله ,وهي ان يعمد هو لإبتزاز إزابيل هذه المرة ,فهي حين تراه قادماً برفقة الأمير والدوقة لن تجرؤ على خداعهم بإدعاء ان مارتينا هي أم داني....وستضطر مكرهةً للكشف عن حقيقة ان داني هو ابن ليزا ,وعندها سيعمد هو لأخبار الجميع بقصة أليس, وبتأكيد ستتعاطف الدوقة مع قصتها وتضحيتها ,ولن تستطيع ازابيل ان تنفذ خططتها ....


فعاد جوليان يقول " من الضروري ان اذهب معك انت وعندها سأخبرك بكل شيء...(ثم قال بتهكم مرح ).ألست متشوقاً لمعرفة ما جرى معي في فرنسا ..."


بحماسة رد الأمير ولم يغب عنه ان صاحبه يخطط لأمرٍ ما ..."طبعاً الفضول يقتلني ......حسناً قابلني في مكتبي بقصر الدوقية ....أنتظر لحظة "

ثم قام الأمير بفتح الخط الداخلي مع مساعدته الشخصية وسألها "متى سيتحرك الموكب للتوجه لكونتية فياندن من اجل المشاركة باحتفال التتويج"

لم تحتج المساعدة الكفؤة لأكثر من عشر ثواني لتتصفح اجندتها الألكترونية ثم ردت بلباقةٍ على الأمير
"ستهبط طائرة سموك في مطار لوكسمبورغ الساعة الحادية عشر من مساء يوم الجمعة وسيتحرك موكب الدوقة في الثامنة والنصف صباحاً من يوم السبت من باحة قصر الدوقية وسط العاصمة ..."

"هل سمعتها ؟؟"رد فيليكس بفكاهة

فأجابه جوليان بعزم " اجل"


فقال الأمير بفكاهة "كن في مكتبي قبل هذا الوقت ...وسآخذك معي في الموكب الأميري ...وارجو ان يكون ما في جعبتك مثيراً حتى يستحق هذه التوصيلة الملكية الفاخرة هههه"


ابتسم جوليان بتهكمٍ وأقر "سيثير اهتمامك اكيد " وكان يشعر بالفعل ان الامور ستسير لصالحه هذه المرة ,ثم رمق امه التي تنظر له بغموض وتخفي في طيات قلبها سراً خطيراً قد يغير من كل شيء...


*******************************

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 10:46 AM   #575

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

عودة للحاضر


ضرب جوليان بحنقٍ على عجلة القيادة حين اغلقت الأشارة الضوئية قبل ان يتمكن من الأفلات منها ,نفث بحنق وعيونه مركزةٌ على ساعة السيارة الرقمية وشعر ان الوقت يمر ببطئٍ شديد ....ثم عادت الأشارة لتفتح وما أن تجاوزها حتى فتحت الطريق امامه بسهولة ويسر...فتنفس الصعداء

وفجأةً تعالى رنين هاتفه الخلوي وظهر رقم الأمير على الشاشة فسارع بالرد عليه مخاطراً بنيل مخالفةٍ مرورية لأستعماله الهاتف اثناء القيادة ...فتهادى له صوت الأمير مستهجناً


"أين انت يا رجل لمَ تأخرت ؟؟"


زفر جوليان بحنقٍ وقال له " مشكلةٌ سخيفة في الطريق سأخبرك بها لاحقاً "

فرد الأمير بتأنيب "يجب ان اخبرك يا صاح بأن الموكب الملكي قد تحرك بالفعل ومنذ خمس دقائق فماذا ستفعل .؟!!"

لعن جوليان بحنقٍ وقال ساخطاً "اخبرتني ان الموكب سيتحرك في الثامنة والنصف "

"انها التاسعة إلا ربع يا ذكي ,وأنا حاولت بالفعل ان أاخرهم قليلاً ,لكني لم استطع ان أأخرهم اكثر من عشر دقائق ...فأمي استيقظت منذ الصباح بمزاجٍ نكدٍ ,وتريد ان تنهي هذه المهمة المقيتة ,وتؤدي واجبها التقليدي وتعود بسرعة ,فلديها - بحسب ما قالته- امورٌ أهم من قضاء الوقت مع ثرثارةٍ جاهلةٍ كإزابيل ههههه" ضحك الأمير بسخرية

نظر جوليان لساعة يده وادرك بالفعل انها قد قاربت على التاسعة ولعن في سره حين ادرك ان ساعة السيارة متأخرةٌ عشرين دقيقة ...ثم قال بحنق

"أياك ان تذهب من دوني يا فيليكس ...بالله عليك "


زفر الامير بكآبة وقال له ..."الموكب تحرك بالفعل وبعد قليل سنخرج من حدود العاصمة "


قال جوليان برجاء "...فيليكس ارجوك ...انتظرني ولا تذهب بدوني ,فحياتي كلها على المحك "
ادرك الامير ان الأمر اخطر مما يتصور فقال له بتفهم

"سأنتظرك بالتأكيد ...لكني لا استطيع ان الزم موكب الدوقة والأميرات بالأنتظار معي دون تبرير ...لذا سأنفصل عنهم وسأنتظرك عند تقاطع الطرق الشمالي في الطريق الريفي ,لأني لن اوقف موكبي في وسط العاصمة حتى لا اعلق بين الحشود....لذا معك نصف ساعةٍ فقط لتقابلني قبل ان يبدأ موكبي بالتحرك من جديد واضح


"هذا اكثر من كافي سأكون عندك قبل هذا الوقت بالتأكيد "


وبمجرد ان نطق جوليان بهذه الكلمات حتى انطلق بسيارته كالسهم مجازفاً بنيل مخالفاتٍ اخرى بسبب السرعة
ثم همس بامتنان "اشكرك يا أميري "


فرد الأمير بتواضع "بل قل ياصديقي ,فأنا مدينٌ لك بحياتي"


رد جوليان بأنفعالٍ شديد "ان ساعدتني بما اريده منك فسأكون أنا المدينُ لك بحياتي وحياة اسرتي جميعها "


ايقن عندها فيليكس ان جوليان بالفعل يحتاجه بشدة وهو لن يتخلى عنه ولن يبخل عليه بالمساعدة ابداً


*******************************


زفر الأمير فيليكس بقوةٍ بعد ان انهى اتصاله فسألته زوجته الأميرة كلير الجالسة بقربه بترقب "ما الأمر يا عزيزي؟؟"

رد عليها ساهماً "هذا الرجل بالـتأكيد متورطٌ بمصيبةٍ كبيرة "


سألته الأميرة كلير بحيرة" من تقصد ؟؟ و أي مصيبةٍ هذه ..؟؟"


هز كتفيه باستلامٍ وقال "اعني جوليان ....وأنا حقاً لا أفهم ما يجري معه ...لكني سأعرف اليوم حقيقة ما يحصل ,ولن ادعه يفلت مني هذه المرة قبل ان يخبرني بكل ما يخفيه "


ثم سارع بالأتصال بأمه الدوقة التي تجلس برفقة ابنتها اليكساندرا في السيارة الملكية التي تتقدمهم ,فأخبرها ان توقف الموكب قليلاً عن بداية التقاطع الشمالي حتى يتسنى لزوجته كلير الأنتقال لسيارتها الملكية لتذهب برفقتها ...فسألته امه بدهشة


"لماذا!! "


"علي ان أتأخر قليلاً ....هناك امرٌ طارئ "


تسائلت الدوقة بحيرة "ماذا جرى يا فيليكس ؟؟!...هذا ليس امراً معتاداً ....لقد خرجنا بموكبٍ واحد ,كما لا يجوز ان نتوقف في منتصف الطريق"
"لا بأس امي لن اتأخر عليكم كثيراً ,بضع دقائق لا أكثر وسأكون بإثركم الأمر مهم "

"حسناً "ردت بعدم اقتناع


وبالفعل توقف الموكب قرب التقاطع الشمالي في الطريق الريفي ونزلت الاميرة كلير والتحقت بالسيارة الملكية ,ثم عاد موكب الدوقة للتحرك , وبقيت سيارة الأمير مع سيارتين مرافقتين له فيها عددٌ من مرافقيه وحراسه الشخصين ,وظلوا ينتظرون جوليان...


*****************************************


ما أن خرج جوليان من حدود العاصمة حتى اطلق العنان لسيارته لتنهب الطريق الريفي السريع حتى يصل لوجهته ,وحين اقترب من مكانٍ مشهورٍ بمنعطفاته الحادة هم بالتخفيف من سرعته ,لكنه فوجئ بأن مكابح السيارة لا تعمل ...اضطرب بشدة وعاد يحاول الضغط على المكابح دون اي استجابة ,فشعر بالهلع ,ولام نفسه
على اغفاله حقيقة ان ازابيل ستفعل اي شيءٍ لتحول دون قدومه ....لكنه لم يتخيل ان تسعى لقتله بهذه الطريقة ....


تمالك نفسه واخذ يركز على تفادي السيارات المحيطة به ,والتي ابطأت سرعتها بسبب المنعطفات الحادة ...كان يعلم ان السيارة قد اكتسبت تسارعاً كبيراً بسبب سرعتها الزائدة وبسبب انحدار الطريق للأسفل,لذا فالحل ان يحاول تخفيف سرعتها باستخادم الغيارات العكسية وأن يدعها تمتص التسارع ....لكن طبيعة الطريق المنحدر لا تساعده على ذلك ,بالكادت استطاع تجاوز بعض سياراتٍ دون ان يصطدم بها ...لكن ان ظل يسير في نفس المسار لن يطول الأمر قبل ان يصطدم بإحدى السيارات أن ابطأت او توقفت ,او يكون مصيره انحراف سيارته وسقوطها في احد المنحدرات المجاورة ..


ومن معرفته بهذا الطريق الريفي والذي سبق ان قطعه مئات المرات برحلاتٍ مكوكيةٍ بين العاصمة ومقاطعة فياندن ادرك انه سيصل بعد دقائق لمنعطفٍ حاد وخطر ,ومع سرعته هذه لن يجتازه بسلام ,لذا قرر ان يسلك طريقاً فرعياً خالي من السيارات ويحاول ايقاف سيارته به ...


وبالفعل ترائ له الطريق الفرعي الصاعد الذي تحفه الأشجار ,فاستطاع بمهارةٍ تخطي المسرب المجاور ,وتجاوز
السيارات القادمة بأتجاهه وانعطف بسرعة نحو الطريق الفرعي وعبره بسلامٍ, وبدأت سيارته بالإرتقاء صعوداً باندفاع تسارعها الكبير والذي اخذ بالتباطؤ شيئاً فشيئاً حتى وقفت تماماً في منتصف الطريق الجبلي ,فسارع بسحب الفرامل اليدويه (handbrake) حتى توقفت السيارة تماماً ....


زفر بقوةٍ وحمد الله على نجاته وخروجه سالماً ,لكنه ادرك انه حاد عن طريقه المحدد ولن يستطيع الوصول لموكب الأمير في الوقت المحدد , فحاول الأتصال به ليخبره بما حصل معه ,لعله يرسل له احد مرافقيه ليقله ,وبالكاد رفع الهاتف نحو اذنه ليفاجأ بطلقةٍ غاشمة اتته من حيث لا يحتسب ,اخطأته واصطدمت بهاتفه فحطمتها ...


توارى بسرعةٍ خلف سيارته ونظر بهلعٍ نحو مطلق النار فوجد امامه سيارة داكنة اللون تتقدم نحوه ,ثم توقفت على بعد بضعة امتارٍ منه ,وترجل منها رجلٌ ضخم الجثة وفيما يبدو أنه كان يلاحقه منذ مدة ليتأكد من انه سيلقى حتفه ,وقد يكون هو المسؤول عن تعطيل مكابح السيارة ,وحين فشلت خطته قرر ان يلجأ للرصاص ...


اراد جوليان الهرب لكنه تذكر الملف الذي يحوي وثائق داني وأليس والتي سيعرضها على الدوقة ...فدخل السيارة مجازفاً بحياته واخرج الملف ثم هرب بسرعةٍ قبل ان يعود الرجل الغامض لأطلاق النار عليه ....

ركض جوليان بصعوبة في هذا الطريق الجبلي المرتفع المحفوف بالأشجار وذاك الرجل في إثره يمطره بوابلٍ من الطلقات بين الفينة والآخرى ,فأدرك انه لن يقدر على البقاء بمكانٍ مكشوفٍ هكذا ,فجرى نحو جوانب الطريق المنحدر والمليئ بالأشجار الحرجية الباسقة...

ثم اخذ ينزل المنحدر الزلق بتعثر والرجل خلفه ,كان يتفادى الرصاصات بالأحتماء بالأشجار المنتشرة بكثافةٍ هنا وهناك ...لكن الرجل ظل في إثره يحاول اصابته ....ثم بعد برهة نفذت الرصاصات منه ,فتوقف لتلقيم سلاحه ,فغفل لبرهةٍ عن متابعة حركة جوليان مما أتاح لهذا الأخير بأن يختبئ خلف صخرةٍ كبيرة ,واخذ يراقب الرجل الغامض بفضول ...


تطلع حوله وادرك انه ان خرج من مكانه سيكون تحت مرمى طلقاته الغاشمة ...لذا قرر المجازفة بالألتفاف حول الرجل الضخم حتى صار خلفه , وفي غفلةٍ منه انقض عليه بغصن شجرة التقطه من الأرض فضربه على ذراعه فأسقط السلاح من يده ,ثم ضربه ثانيةً على رأسه فأراده ارضاً ...وانقض عليه جوليان بكل بسالةٍ ولكمه بشدةٍ على وجهه حتى ادماه وهو يصرخ به بغيظ

"من ارسلك ايها اللعين ؟!!"


تماسك الرجل الغريب بسرعةً رغم اصابته ,و رد الضربات لجوليان بقوة ....فاشتبكا معاً في صراعٍ دام لدقائق بدت لجوليان كالساعات,فقد كان هذا الرجل ضخم الجثة ماهراً بفنون القتال ,فأدرك جوليان أن لا فرصة امامه لهزيمته ,لذا استغل ارتباك الرجل وتقهقره حين ضربه على انفه وسارع بالهرب منه حين ادرك ان معركتهما غير متكافئة ,ولن يستطيع بأي حالٍ التغلب على هذا الدب الضخم ...


تماسك الرجل الضخم ومسح انفه الدامي ,ثم زمجر غاضباً كثورٍ هائج حين لم يعثر على سلاحه ,وقرر ان يستخدم يديه لقتل جوليان فجرى خلفه ينوي البطش به ,فأدركه بسهولة وانقض عليه ,وبشرسة أسقطه ارضاً وجثى على صدره وسعى لخنقه بيديه الغليظتين ,فشعر جوليان بأنه سيلفظ انفاسه ,فاحمر وجهه وانتفخت اوداجه وكاد ان يموت ,لكن خوفه على المصير المأساوي الذي ينتظر اسرته حثه على الصمود ,فبحث باستماتة عن شيءٍ يذود به عن نفسه ,فلمس حجراً بقربه حمله وهوى به على رأس الرجل فأدماها واستطاع الافلات من قبضته المحكمة ..


ووقف جوليان مترنحاً يتلفت حوله برعب بحثاً عن مهرب من هذا الوحش الآدمي ,فلم يجد ,فقد حشر عن نهاية الجرف حيث يتدفق في اسفل الوادي نهرٌ يتدفق بغزارةٍ ...


ضحك الرجل بشراسة وهو يستقيم واقفاً ثم اخرج من سترته سكيناً حادة كبيرة وبدأ يلوح بها مهدداً وهو يقول
"حانت نهايتك أيها اللعين"


اختلس جوليان برعبٍ نظرةً صوب النهر الهادر ,وقرر انه رغم خطورة ما يفكر فيه لكنه سبيله الوحيد للنجاة ,وقبل ان يهجم الرجل عليه ثانيةً ليطعنه ,القى جوليان بنفسه بين لجة النهر الهادر ...


وقف الرجل عند حافة المنحدر مذهولاً ,فلم يخطر بباله ولو للحظة ان يخاطر جوليان بالقفز من هذا الأرتفاع الشاهق ,وفكر بأمل ان تكون السقطة كافيةً لقتله ..


ظل يراقب سطح النهر المتخبط ثم بعد وهلةٍ زمجر بسخط ولعن بغيظ حين لمح رأس جوليان يظهر فوق سطح الماء ثانيةً وهو يقاوم التيار السريع الذي يسحبه معه ....


"اللعنة ..." زمجر بحنق ثم اخرج هاتفه الخلوي وكلم شخصاً آخر وقال بحنق " يا زعيم لقد هرب اللعين مني "

***********************************************

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 10:52 AM   #576

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

"سيدي الى متى سنظل ننتظر هنا ؟؟" تسائل احد مساعدي الأمير بقلق


ضرب الأمير فيليكس بأصابعه على ركبته مظهراً مقدار قلقه واضرابه ,وعاد ينظر لساعة يده بقلق ...فقد تجاوزت الساعة التاسعة ونصف وحتى اللحظة لم يظهر جوليان بعد ,فخشي الأمير ان يكون صديقه جوليان بخطر محدق ,خاصةً حين حاول الأتصال به اكثر من مرة ولم يجبه ,ولم يكن ساعتها يعلم ان صاحبه يناضل من اجل البقاء حياً ....

انتفض الأمير فجأة حين تعالى رنين هاتفه وظنه لوهلةٍ جوليان , لكن الأتصال كان من أمه الدوقة التي ابلغته بحنق بأنهم وصلوا لمشارف عزبة فياندن وانها لن تدخلها قبل قدومه ودعته للأسراع ..فلم يعلم الأمير ماذا يفعل ...فقال له احد مرافقيه


"عليك ان تذهب سمو الأمير ...لا يجوز ان تترك الدوقة والأميرات ينتظرن اكثر...المكان مكتظٌ بمندوبي الصحافة والأعلام والتلفاز وان علموا بتوقف الموكب سيخترعون قصصاً خيالية نحن في غنىً عنها ...وبالنسبة لصاحبك ,فلا تخشى شيئاً سأرسل احدى السيارات لأقتفاء اثره "


"معك حق" ركن فيليكس لهذا الرأي وقرر المغادرة بعد ان طلب من احدى السيارات المرافقة له ان تتخلف وراءه للبحث عن جوليان ...

******************************

في قبو القصر



"اخرجوني ايها الأوغاد ...اخرجوني " اخذت اليس تصرخ وتضرب بقبضتيها الواهنتين باب القبو الذي احتجزت فيه منذ اكثر من ساعة

"اخرجوني...ارجوكم "

(همست بتعبٍ بعد ان اعياها كثرة الصراخ ,ثم انخرطت باكية )

"جوليان....اين انت؟؟؟؟تعال ارجوك ..."


وهنت ساقاها وما عادت تقوى على الوقوف اكثر, فتهالكت على ارضية القبو الباردة القاسية كبرودة وقسوة قلب تلك السيدة المتجبرة ...


"لقد خسرت طفلي !!... ضاع داني مني يا ليزا !!...ضاع مني ولم استطع المحافظة عليه ..."


بكت بحرقةٍ وندبت خسارتها بعد ان تهيأت ذلك الكابوس الذي تراءى لها مراتٍ عدة وكأنه تحذيرٌ من اختها الراحلة ,لكن ما فائدة التحذير ان عجزت عن فعل شيء ,وعادت تبكي بصمتٍ بعد ان اعياها كثرة النحيب ..


تلمست برودة الارض وهمست بوهن "لقد سجنتك يا جوليان وها هي الآن تسجنني لتسرق طفلي ....آه جوليان ارجوك تعال وخذني من هنا...ارجوك..اعد لي طفلي.."


وعادت تنتحب بصمتٍ بعد ان يئست تماماً من أن يجيبها احد أو أن تخرج من هذا السجن المقيت ,لكنها تفاجأت بسماع باب القبو يفتح بغتةً ,فتراجعت للخلف بتوجس بعد ان رأت رجلاً غريباً تراه لأول مرةٍ يدلف من الباب وهو يرمقها بنظراتٍ باردةٍ مستفزة ...

تقوقعت مكانها تنظر اليه بريبة بينما اغلق الرجل الباب خلفه بهدوءٍ دون ان ينزل عينيه عنها ....خطى نحوها وهو يرمقها بنظراتٍ مريعة ويتمتم بكلامات بلغته الأم ....


فهمست بوجل "من أنت ؟!! وماذا تريد مني ؟؟"


لم يجبها ,فعادت تحدثه وهذه المرة تحدثت بالفرنسية لعله يفهم ما تقوله ....فابتسم بخبثٍ ولم يجبها واستمر بالأقتراب منها ببطئٍ ,ثم أقشعر بدنها وجلاً حين رأته يخرج مسدساً من سترته الجلدية ويعمد بكل هدوءٍ لوضع قطعة كاتم الصوت على فوهته ..فعرفت ما يريد فعله فهمست برعب "ابتعد عني ...."


ابتسم الرجل بخبثٍ وعاد يدنو منها ببطئ وهو يوجه فوهة المسدس نحوها ...فصاحت به زاجرة
"ابتعد عني "


وتحاملت على نفسها وخطت بتعثرٍ هاربة منه وهو يتبعها بتؤدة وبهدوءٍ مستفز ...لكن الى اين المفر ؟!! فالقبو رغم اتساعه مغلقٌ بأحكام ,ومنفذه الوحيد هو ذلك الباب الذي دلف منه هذا الرجل البغيض منذ قليل....ظلت تهرب من زاويةٍ لأخرى ,بين الرفوف الكثيرة التي ملئت بأفخر انواع النبيذ الذي تعشق ازابيل شربه , حاولت البحث عن أي زاوية تتوارى فيها أو أي شيءٍ تستطيع استعماله كسلاح فلم تجد .....

ثم تذكرت انها شاهدت بأحد الأفلام البطل يهزم اعداءه بزجاجة شرابٍ مكسورة ,و بيأسٍ أستلت من احد الرفوف زجاجة نبيذٍ وكسرت قاعدتها لتصبح حادة ,ثم أخذت تلوح بها مهددة ..
"أياك ان تقترب "


فتعالت ضحكات الرجل العابثة بسخريةٍ منها ,وظل يدنو منها بتؤدةٍ وهو يتمتم بكلماته المبهمة ,أخذت تتراجع للوراء محاولةً مدارات رعبها بالتحلي بأقصى ما تملك من شجاعة ,حتى حوصرت في احد الزاويا فعادت تزجره بهلع
"توقف مكانك......وإلا ..."


فرد عليها بتهكم وبالفرنسية هذه المرة لتفهم ما يقول "وإلا ماذا يا حلوة ؟؟ "


نظرت لمسدسه وادركت انه كان يستطيع بأي لحظةٍ اطلاق النار عليها ,لكنه يتسلى بملاحقتها كما يتسلى القط باللعب بالفأر قبل التهامه ,فتطلعت بيأسٍ لزجاجة الشراب التي بين يديها وايقنت ان لا سبيل للتغلب عليه ..لكنها لن تستسلم له ابداً ...

فعاد الرجل يخطو نحوها بتسلية وهو يقول "انتبهي حتى لا تؤذي نفسك يا حلوة "

فأخذت تصرخ بعلو صوتها في محاولةٍ اخيرة لعلها تجد من يرأف بحالها وينقذها...
"انقذوني ...ارجوكم "


لكن لم يتجاوز صوتها ارجاء القبو البارد المغلق المتواري تحت أرض القصر بطابقين ....وأدركت انه في هذا المكان المقيت لن تجد من يسعفها ,فحاولت بأستماتة ان تحمي نفسها ,فهجمت على الرجل بزجاجة النبيذ المكسورة التي تحملها ,لوحت بها باضطرابٍ وهو يتفادى حركاتها الخرقاء بكل سهولةٍ ويبتسم هازئاً ...لكنها لم تبالي بسخريته وظلت تحاول ضربه بما تحمله لكنها فشلت حتى في لمسه ....

وفي آخر محاولةٍ لها استطاع بحركةٍ خاطفةٍ من تكبيل يدها بقبضته القوية, وليها خلف ظهرها بقسوة , فشعرت أليس بأن معصمها يكاد يسحق ...وبسهولةٍ انتزع منها القنينة والقاها بعيداً ودفعها للخلف وفي عيونه نظرة وعيدٍ مريعة ...

فتراجعت للخلف بتقهقر وتعثرت وسقطت ,وأخذت تزحف للخلف بهلع وهو يقترب منها اكثر فأكثر...حتى اصدمت بجدار القبو البارد ...ظلت تنظر اليه برعبٍ وأدركت ان لحظة النهاية قد حانت ,فأغمضت عينيها واخذت تتلو صلواتها وتدعو الله ان يحمي زوجها وطفلها من انسانةٍ نزعت من قلبها الرحمة ,وضعت يدها على بطنها تتلمس جنينها الذي لم يحصل على فرصةٍ لليحيا ...ثم همست من بين دموعها التي انهمرت بغزارة

"جوليان حبيبي ...سامحني على كل العناء الذي لقيته بسببي ....وأرجوك انقذ داني ...لا تتركه يتربى في احضان شيطانةٍ منزوعة الأنسانية كإزابيل "


وظلت تغمض عينيها منتظرةً حتفتها ,لكن لدهشتها سمعت ضحكات الرجل الهازئة منها ,فتجرأت وفتحت عينيها ,فرأته يخلع سترته الجلدية بكل هدوء ويعلقها على احد الرفوف وهو ينظر لها بنظراتٍ نهمةٍ شرهة ...فشعرت انها مقبلةٌ على فصلٍ مريع

صرخت فيه بتوتر "ماذا تريد مني.....؟!!"


ضحك باستهزاء وقال بالفرنسية " مهمتي ان اتخلص منكِ ومن زوجك اللعين ,وقد انهيت المهمة الأولى وبقي علي انتِ "

شحب وجهها بشدة واضطرب تنفسها خشية ان يكون اللعين قد استطاع بالفعل قتل جوليان ,فهمست بخشية
"ماذا فعلت لزوجي ؟!"


طالعها باستهزاء ثم قال بتهكم "انا لم افعل شيئاً سوى العبث بمكابح سيارته وهو من سيقوم بالباقي ويلقى حتفه بعد ان يهوي بأحد الجروف "


صرخت اليس بهلع "جولياااان لا........ايها اللعين ماذا فعلت ؟!!"وانقضت على الرجل تنوي غرس اظفارها في وجهه لعلها تمزقه ,لكنه وبحركةٍ واحدةٍ ابعدها عنه والقاها على الارض بقسوة ...

ثم عاد ينظر لها بشرٍ وهو يقول "لنأتي الآن لكِ"


شحب وجهها بشدة وسألته برعب "ماذا تريد أن تفعل بي؟!!"


رد بسخرية"مهمتي ان ادعكِ تلحقين به ...لكن ..."

(صمت لوهلةٍ وهو يتأمل انحسار ثوب نومها عن كتفها ,فابتسم بخبثً ونظراتٌ شهوانيةٌ تلوح في عينيه ثم قال )"
اظن انه من الهدر ان يبدد جمالٌ كهذا بالقتل ...فلمَ لا نعقد اتفاقاً " وانحنى ينظر اليها بتمعنٍ ,فازدرت ريقها وهمست بهلع


" ماذا تقصد؟!!"


فاقترب منها وامسك بوجهها بخشونة وقربها منه و قال بخبث "هل تريدين الموت ؟!!"

رغم خوفها من الموت لكنها لم تجبه بلا,لأنها لا تعلم الثمن الذي سيطلبه لقاء بقائها حية ,وظلت تنظر له بهلع ,فاكمل يسألها بأستهزاء " ام تريدين الحياة ؟"

فرمشت بانفعال فابتسم بخبثٍ وقال " ان كنت تريدين الحياة فأنت تعرفين الثمن "

فهزت رأسها بالنفي ,فتلمس حدود فمها بنهمٍ وقال "ادفعي لقاء حياتك ."


وقبل ان تدرك ما يقصده بقوله ,قام بجذبها نحوه وقبلها بشراسة ,فأخذت تتلوى بين ذراعيه بعنفٍ حتى تمكنت من تحرير احدى يديها وغرست اظافرها في وجهه وخدشته بقوة ,ثم ركلته في بطنه وابعدته عنها ....وصرخت بحنقٍ رغم رعبها
"ابتعد عني ايها القذر...."


حرك يده على ذقنه يتلمس اثر خدشتها باستياءٍ ,وزجرها بنظراته المريعة ثم قال بغل "لا تريدين عقد صفقةٍ إذاً ....انت الخاسرة ,ربما من الأفضل ان ادعك تلحقين بزوجك العزيز ههههه ,لكن ..." وعاد ينظر لها بحقد ثم اكمل
"ليس قبل ان انال منكِ"


ثم أنقض عليها ثانيةً ليرغمها على مجاراته ,فدفعته عنها بكل ما أوتيت من قوة ,لكنه كان اقوى منها ,فالقاها ارضاً وخيم فوقها يريد ان يفرض نفسه عليها بالقوة ....فكورت جسدها كنوعٍ من الحماية من هجومه المباغت ولم تملك سوى ان تدعو الله ان ينجيها من هذا الوحش الآدمي ...


وجاءتها الأستجابة على شكل رنين هاتفه الذي صدح في ارجاء المكان كرحمةٍ من الله لتنقذها من براثنه ,أذ اخلى سبيلها واستقام معتدلاً وهو يعدل هيئته ويرد شعره للخلف ,ثم عاد يشهر مسدسه في وجهها وهو يرد على المتصل بصوتٍ غليظٍ مقيت .


تحدث بالألمانية ورد باقتضابٍ على المتصل ,ثم فجأةً تبدلت سحنته واكفهر وجهه وهتف بحنق
"ماذا؟؟؟ كيف حصل هذا ؟؟"

ثم لعن بحنق "غبي...!! كان علي ان انهي المهمة بنفسي وأن لا ارسل دباً احمق مثلك ...."

ورغم ان أليس لم تفهم كلمةً مما قالها ,لكنها ادركت ان ما سمعه ازعجه بشدة وخشيت ان يفرغ حنقه بأذيتها ...فقد دنى بعصبية وتحدث معها بغيظ

"لقد افلت زوجك اللعين ..."


فسألته بلهفة "هل نجى زوجي...؟!!"


فضحك هازئاً وقال حقدٍ وشراسة "ليس لوقتٍ طويل ...."


ثم حمل سترته بيده بينما يده الآخرى تلوح بالمسدس في وجهها و قال لها مهدداً " سنرجئ دورك يا حلوتي لما بعد....فعلي ان أتخلص بنفسي من زوجك اللعين وأتأكد من أن لا تدوس قدماه ارض هذا المكان......هههههه"


ثم تركها تحدق به ذاهلةً بعد أن غلفها الرعب ...وعاد بنفس الهدوء المريب الذي دخل به فخرج من القبو واقفله جيداً ,ثم اوصى الحارس الواقف على باب القبو بحراستها جيداً وعدم السماح لأي كان بالأقتراب ...


تكورت اليس على نفسها برعبٍ وجمود غير مستوعبةٍ ما يحصل معها ...فهذا اللعين قد اعلن لتوه أنه ذاهبٌ للتخلص من جوليان بعد ان فشلت محاولته الأولى .فراعها ما يحصل وأخذت تبتبهل بلوعة
"يا ألهي احمي جوليان ...أرجوك...احمي زوجي ..."


وبكت بحرقةٍ وقلةٍ حيلة وهي متكورةٌ على نفسها ,وبقدر ما أرعبها المصير المرعب الذي ينتظرها ,ارعبها أكثر فكرة ان يتمكن هذا اللعين من القضاء على جوليان قبل ان ينقذ داني ....فماذا سيكون مصير طفلها ساعتها !!! كيف سيتربى في احضان امرأةٍ مريعةٍ عديمة الرحمة كإزابيل ,وما مصيره ....,وكيف سيصبح ؟؟


ولم تستطع ان تتخيل ان ابنها قد يصبح قاسياً مثل جدته ,ثم تذكرت ادريان وتسائلت بحيرة
"كيف يعقل ان يكون ادريان طيباً ورقيقاً هكذا رغم قسوة وخبث امه وابيه ؟؟؟ هل يعقل انه ابن تلك الحقيرة القاسية فعلاً ؟؟"


**********************

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 11:00 AM   #577

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

ظل جسد أليس يهتز برعبٍ حتى تراخى بعد ان اعياها البكاء والتعب ...فارتمت على الأرض الباردة وهي تشعر بتوهان والضياع...ليرعبها صرير باب القبو الحديدي وهو يفتح ثانيةً ...فاستقامت فزعة وعادت تلتصق برعبٍ في زاوية الحائط وهي تنظر بهلعٍ لمن دخل عليها, ظناً منها انه ذلك الرجل اللعين ثانيةً جاء لينفذ تهديده, لكن ولدهشتها شاهدت حارس القبو يدخل عليها بوجهه المضطرب وهو يرفع يديه للأعلى ...


كان يخطو بتعثرٍ ثم ظهر خلفه (برنار) العجوز وهو يحمل بين يديه مسدساً كبير الحجم كان يصوبه نحوه رأس الحارس الذي تراجع متقهقراً صوب الحائط وهو يتحدث باللغة المحلية ,و رغم انها لم تفهم ما يقوله , لكنها لم تحتاج لذلك ,لأنها أدركت ان العجوز برنار جاء لينقذها كما وعدها ....


سألها برنار بقلقٍ دون ان يحيد ببصره عن الحارس الغاشم "هل أنتِ بخير سيدتي ؟؟"

هزت رأسها ايجاباً وهمست بوهن " اجل "


فحثها بلهفة " اسرعي سيدتي هيا بنا من هنا ..."


تمالكت نفسها من هول المفاجئة ووقفت بترنحٍ ودنت منه بتعثر ,فتعالى صوت الحارس بنزق
"لن تفلت من العقاب ايها العجوز ...ستدمرك الكونتيسة ايها الخائن"


غير ان برنار لم يكترث بتهديداته وهتف بسخرية "أنا لا أخشاها لكني كنت انتظر اللحظة المناسبة فقط ...,وهاقد جاءت "


ولوح مهدداً بسلاحه "تراجع للخلف ايها الثور وإلا فجرت رأسك ونثرت دماغك على الأرض "

فوجل الحارس من نبرة الحزم والتهديد المرعبة وتراجع حتى التصق بالحائط ,مد برنار يده لأليس ثم تراجع معها ببطئ حتى خرجا من القبو ثم امرها

"اغلقي الباب سيدتي "


فسارعت بالتنفيذ واسرع هو باقفال الباب بالمفتاح ثم قام بدسه في جيبه


عاد صوت الحارس يعلو من الداخل وهو يطرق الباب بعنفٍ ويصيح "افتح ايها العجوز ...افتح ...تأكد انك لن تفلت من العقاب ,سيعود يوهان بعد قليل وسيخرجني ,ثم سنلاحقك ونقتلك شر قتلة انت وتلك الجنية الحمراء ....


جفلت اليس من صراخ الحارس المزعج فربت برنار على كفها مواسياً ثم قال
"سنكون قد غادرنا القصر قبل ان يلتفت الينا احد"


شعرت اليس بالراحة وهمست بأمتنان "اشكرك يا برنار ...أشكرك جزيل الشكر " واحتضنته بانفعالٍ وهي تبكي ...
فابتسم لها العجوز بخجلٍ وربت على ظهرها مطمئناً ثم قال

" لا داعي لهذا يا ابنتي...فهذا واجبي ...هيا بنا الآن "

"الى اين ..؟؟؟" سألته بانفعال


"طلب مني سيدي ان اخذك لمكانٍ آمن ,بعيداً عن اعين إزابيل واعوانها حتى يصل ,وهو سيتكفل بالباقي بعد ذلك "

فسارعت بالقول بخشية "هناك رجلٌ يريد قتله ...يجب ان نحذره يا برنار "

فربت على كفها المرتجف وقال مواسياً "لا تخافي سيدتي ,لقد اعلمته بهذا الأمر منذ الصباح , وهو بالفعل يعلم بأمره وسيأخذ حذره فأطمأني " وأخفى عنها حقيقة انه يحاول الأتصال بجوليان منذ الصباح ليعلمه بالمستجدات التي حصلت ,لكنه لم يجبه ....


فعادت تسأل برعب "وماذا عن داني ؟؟؟أنا لا استطيع تركه هنا وحده .."


"لا تقلقي عليه ,لن يصيبه مكروه ...هو امير الحفل كله ..."


تكدر وجهها من قوله فسارع بطمأنتها " سينتهي هذا الأمر كله على خير بإذن الله وسيعود طفلك اليك.......لكن الآن ارجوك يجب أن نسرع "

وجذبها من يدها وسار امامها بحذر فسألته بفضول " كيف عرفت مكاني؟؟"


فرد عليها بصوتٍ لاهث اثناء سيره "انت لم تغيبي عن ناظري لحظة ...لكني لم استطع ان اتي لإخراجك قبل الآن اعذريني ,...لكن بعد ان جاء ذلك اللعين يوهان(وكان يقصد القاتل المأجور) ...ادركت ان الخبيثة ازابيل تنوي التخلص منكِ ...فتحينت الفرصة لآتي لأنقذكِ لكني خفت ان اكون قد تأخرت حين رأيت ذلك اللعين يدخل القبو ...."


ثم سألها بقلق بعد ان لاحظ تمزق مقدمة ثوبها دلالة ان ذلك اللعين حاول اغتصابها "هل تعرض لكِ بأي أذى ؟؟"

هزت رأسها نفياً وقالت "لا ...أنا بخير "

فزفر الرجل العجوز براحة


فعادت اليس تشكره "لقد خاطرت من اجلي اشكرك " وكانت تنظر للمسدس الذي يحمله ,فضحك العجوز وهو يلوح بمسدسه وقال بتهكم


" أنه مجرد لعبة وجدتها بين اللعاب ابنك داني ...انا لا اجيد التصويب حتى ,ولم احمل في حياتي كلها اي سلاح ,لكن ذلك الحارس (وكان يقصد حارس القبو) لا يعلم هذا ...فكثيراً ما تبجحت امام الجميع هنا بأني صيادٌ ماهر هههههه"


شعرت اليس بالذهول وهمست بدهشة "لكن كان في ذلك مخاطرةٌ كبيرة "


ابتسم لها بخفة وعدم اكتراث وكأنه لم يكن يبالي ان اصابه اي مكروه ...فهمست بأعجاب وقالت

"يبدو انك تحب جوليان كثيراً لتخاطر بنفسك من اجلنا "


فرد بصدق " انا ادين بالكثير له ولأمه وأبيه ...وفائي لهم مرده للطفهم وطيبتهم معي ...."

هزت اليس رأسها بتفهم وهمست بخجل "ما كان علي ان اشك لحظةً في ولائك ...(ثم اكملت بحرقةٍ اكبر ) ولا في زوجي الحبيب "


توقف برنار وهتف بها بتعاطف بعد ان رأى دموع الندم تبلل وجهها
"ازابيل أفعى خبيثة قادرةٌ على بث سمومها المميتة في اي انسان...ما حصل معك لم يكن سهلاً ,لقد تلاعبت سابقاً بالجميع ,وكلهم خدعوا بها حتى سيدي جوليان وابوه اليكساندر ...فليس من الغريب ان تفعل هذا بكِ"


قدرت تفهمه لكنه لم يشعرها بالراحة فهي تلوم نفسها بشدة على كل لحظة شكٍ قاتلة وكل فكرةٍ حمقاء افترستها ...

سارت خلف برنار في ممرٍ جانبي منزوي يستخدمه الخدم في تنقلاتهم , وسألته بقلق " اين ستأخذني .؟؟؟"


فرد قائلاً " كنت اود ان اخرجك من القصر كله ,لكنه محاطٌ بالحرس من كل جانب ويصعب الخروج دون ان يلاحظنا احد....لكن هناك دفيئةٌ (أي مستنبت ) في الحديقة الخلفية لم يعد مستخدماً منذ ان غادرتنا السيدة انجيلا ,فهي من كانت تهتم بالنباتات هنا ....وبعد مغادرتها حولته ازابيل اللعينة لمستودعٍ للحطب والأثاث القديم ...ستبقين به الى ان يأتي سيدي جوليان ويصطحبك ... "


فردت باضطراب "لكن اليس هذا خطراً ...أعني قد يبحثون عني هناك"


"لا تقلقي....الجميع مشغولون للتجهيز للحفل ...واظن ان ذلك اللعين (يوهان ) ما كان ليؤذيك الآن فالضيوف بدأوا يتوافدون منذ الصباح ,وإزابيل تنتظر ان ينتهي الحفل ويغادر الجميع بعد تنصيب السيد الصغير ,وبعدها كانت ستعمد للتخلص منكِ ومن سيدي جوليان بهدوء "


اقشعر بدنها رعباً وهمست بوجل "انا أخشى على جوليان ..."


ابتسم برنار العجوز مطمأناً وقال "سيكون بخير ...لا تخافي ...سيأخذ حذره ...المهم ان تختبئ الآن الى حين ان يأتي لأنقاذك ,فأنا لا استطيع البقاء معك طويلاً حتى لا ألفت النظر الي ,يجب ان اظل برفقة اللعينة ازابيل ,اظنها الآن تبحث عني بالفعل ..."


فهزت رأسها مؤيدة وشعرت بالأعجاب الشديد له ,فرغم ان مظهره الخارج لا ينبئك بأنه شجاع ,لكن حبه ووفاءه للجوليان يمنحه القدرة على التضحية بنفسه والوقوف بوجه طاغيةٍ كازابيل....فعادت اليس تلوم نفسها على كل لحظات الشك القاتل التي شعرت بها تجاه جوليان ,فما كان يجب ان تقع بشرك ازابيل الخبيثة ...


فجأةً توقف برنار واستدار نحوها قائلاً
" يجب ان تبدلي ثيابك أولاً سيدتي ..."


نظرت أليس لنفسها لتدرك انها لا تزال بثياب النوم التي كانت ترتديها منذ الصباح

اكمل برنار " القصر مكتظٌ بالخدم والحرس ,لذا يجب ان لا يلفت منظرك احداً حتى نصل للدفيئة بأمان ...لذا سترتدين ملابس الخادمات ...(قال بشبه اعتذار ) هذا لمصلحتك "


قالت بتفهم "لا بأس "


ثم قادها صوب حجرةٍ حيث كانت تنتظره احدى الخادمات الوفيات والتي كانت تعمل معه وتكره تصرفات ازابيل ,قدمت الخادمة لأليس بعض الثياب لترتديها ...


فقال برنار "بعد ان ترتدي هذه الثياب لن يلتفت احدٌ لكِ ,فقد استقدمت ازابيل طاقم خدمٍ من فرنسا ليعملوا على خدمة الضيوف الكثر الذين اتوا اليوم, لذا لن ينتبه احدٌ لكِ وسيظنك الجميع من الخدم الجدد ..."


وفي اقل من عشر دقائق عادت أليس تسير برفقة برنار ثانية بعد ان بدلت ثيابها ,صعدا من طابق السفلي حيث غرف الخدم ووصلوا للردهةِ الرئيسية دون ان يلتفت احدٌ لهيئتها بعد ان ظن الجميع انها واحدةٌ من الخدم الجدد الذي استقدمتهم الكونتيسة للعناية براحة الضيوف الكثر الذين ضجت بهم ساحات القصر وباحاته وغرفه ......


وقبل ان يصلوا للباب الخارجي للقصر تجمد برنار مكانه حين سمع نداء الكونتيسة الآمر

"برنار...ايها العجوز الغبي اين كنت؟؟؟؟تعال فوراً "


بخفةٍ دفع برنار اليس لتتوارى خلف عمود رخامٍ كبير ...ثم ببطئٍ استدار وقد شحب وجهه بعد أن رأى ازابيل تقف بخيلائها الفارغة عند اعلى الدرج وهي ترتدي حلةً مبهرة كملكات الماضي مطرزةً بخيوط الذهب ومزينة بالأحجار الكريمة ...همس برنار بارتباك

"أأأأمرك ...سييدتتتي "


ظلت اليس تقف متواريةً خلف عمود الرخام منكسةً رأسها مدعيةً انها ترتب الزهور في احدى الزهريات الكثر المنتشرات في كل ارجاء الردهة ...فقد خشيت ان تلحظها ازابيل فتأمر خدمها بأسرها ثانية ً ,وراقبت بوجل كيف خطى برنار نحو الدرج مرتبكاً وهو يفرك كفيه ببعضهما بشدة ,عاد صوت الكونتيسة يعلو بتسلطٍ وامر


"ايها الرجل العجوز عديم النفع ...ماذا تفعل عندك...موكب الدوقة على وشك الوصول وانت تتجول برفقة الخدم...احضر طاقم الاستقبال الملكي واتبعني....هيا"


قالت آمرةً ونزلت الدرج بخيلاء الملوك وخلفها خمس وصيفات مهندمات واتجهت صوب الباب الرئيسي وحين لاحظت جمود برنار عادت تصرخ بغضب "هيا ايها العجوز لا تتلكأ "


"أأأمرك ...سيدتييي " رد بسرعة ثم اللتفت لأليس وهمس لها بإرتباك


" اختبأي بغرفتك القديمة الى ان اتمكن من العودة لكِ ..."

ثم عادت ازابيل تستحثه صارخة بحنق

"برنار.."


"قادم ...سيدتي في الحال " لحق بها وعيونه ترجو التوفيق لأليس التي وجدت نفسها وحيدةً ثانيةً ...لكن هذه المرة لم تشعر بالخوف فكل من حولها يتحركون جيئةً وذهاباً دون ان يحفلوا بها ,نظرت لأنعكاس صورتها في أحدى المرايا وأدركت السبب ,فهي ترتدي ثياب الخادمات وترفع شعرها بعقدةٍ محكمةٍ تخفيها قبعةٌ قماشيةٌ بيضاء...فابتسمت بتهكمٍ وعلقت بمرارة

"بت خادمةً للكونتيسة رغم كل شيء"

نفضت الفكرة المقيتة من رأسها وخطت بحذر مبتعدةً نحو الطابق العلوي ومتجنبةً الأحتكاك بخادمات القصر ما أمكنها حتى لا تتعرف احداهن عليها ... قصدت الجناح الشرقي حيث غرفة جوليان القديمة والتي باتت غرفتها الآن ..لكن قبل ان تصلها نادتها احدى الخادمات بصوتٍ عاليٍ وحاد...فتجمدت أليس مكانها وأزدرت ريقها بارتباك ظناً منها انها كُشفت ,وسعت لتجاهلها ,غير ان الخادمة لحقت بها وشدتها من ذراعها وقالت بحدة وعصبية


"أين تحسبين نفسك ذاهبة ؟!"


نكست اليس رأسها بخشية ان تعرفها الخادمة والتي عادت تحقق معها قائلةً باللغة المحلية "اين تحسبين نفسك ذاهبة ؟؟" بخفوتٍ همست أليس وبالفرنسية "المعذرة "


فهزت الخادمة – والتي يبدو انها ضعيفة البصر- رأسها بتكدر وقالت بسخط ظناً منها ان أليس خادمةٌ جديدةٌ مستقدمة من فرنسا مع كادر الخدم الجديد


"آه اذاً انت من الخدم الجدد...اللعنة منذ الصباح وانا اسعى لأفهامكم انه ممنوع ان تتجولوا هنا وهناك...اين مكان عملك"


همست اليس بحيرة دون أن تجرؤ على رفع رأسها "مكان عملي؟؟"


طالعتها الخادمة بأزدراءٍ ونفاذ صبر "اجل مكان عملك؟؟؟ اللعنة هل نسيت ماري ان تحدد لك ما تقومين به؟!!""

حاولت اليس التحايل عليها لعلها تستطيع الهروب منها والأختباء بغرفتها كما اخبرها برنار ان تفعل ...فقالت "في الدور العلوي ....."


زمجرت الخادمة بحنقٍ وقالت "هل تحسبيني غبية .؟!!....يمنع على الخدم المستحدثين ان يصعدوا للطابق العلوي...لا بد ان الفضول يدفعك للتجول في القصر ....لكن هذا سيؤدي لطردك يا هذه...."


( ثم اخذت تتمتم بغيظ لنفسها ) "تلك اللعينة ماري تترك الخدم يصولون ويجولون على هواهم ...أين هي لتراقبهم ....تترك كل المهام فوق رأس أنا ,تظن اني سأفشل في تدبير الأمور بسبب نظارتي المكسورة ,تحاول كسب ود الكونتيسة على حسابي ......لكني سأريها ...."


(ثم عادت توجه حديثها لأليس بحنق ) ".....حسناً هيا اتبعيني..."


***********************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 11:07 AM   #578

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

وقفت اليس مرتبكة ومحتارة ماذا تفعل....كان من المفترض ان تنتظر في غرفتها لكن بات ذلك مستحيلاً بعد ان كشف تسللها ..عادت الخادمة ضعيفة البصر والتي لم تستطع تبين ملامح اليس جيداً تقول بأزدراء" هيا .."


فتبعتها اليس بصمت وهي تنكس رأسها وتختلس النظر حولها بتوجس خشية ان يلحظها احد ,وظلت متحينةً ساعة الفرار لتفاجأ بموكبٍ مهيب يخرج من الجناح الغربي يضم مارتينا - التي ازدانت بأبها حلةٍ - وبرفقتها صغيرها داني الذي خطى منكساً رأسه وعيونه الحمراء تظهر مدى تعاسته ...


تمزق قلبها لهفة عليه وأرادت ان تجري نحوه وتحتضنه لتبثه اسفها وحبها ,لكن لا تجرؤ على فعل ذلك خشية ان يدرك الخدم حقيقتها فيمنعوها ويحبسوها ثانية ,راقبت بقلبٍ داميٍ ابتعاده عنها وعدم انتباهه لها ,ولم تنتبه للخادمة التي توقفت امامها فجأة وقالت لها بأمر


" أبدأي بنقل هذه الزهور من هنا وضعيها في الزهريات الموزعة في ارجاء الردهة الداخلية مفهوم وبعدها اذهبي للمطبخ وساعديهم في التنظيف...ولا تخرجي منه ابداً مفهوم ,وإياك ان اراك تجولين هنا وهناك ...."
فهزت اليس رأسها مدعيةً الخنوع فتركتها الخادمة وغادرت ...



وقفت اليس جامدة مكانها تنظر لأكوام الزهور الحمراء التي وكلت بحملها , وظلت ساهمةً لوهلةٍ تفكر بما عليها فعله ,هل تتسلل الآن للأختباء في الجناح الشرقي كما امرها برنار لحين مجيء زوجها وتترك صغيرها وحيداً بائساً ؟!! ام تذهب لتكون بقرب طفلها التائه من دونها ....


ولم تحتاج لوقتٍ طويل لتحسم رأيها ,فكالعادة غلبت مشاعر الأمومة العاطفية رجاحة العقل والحرص على الذات ,فهي لا تعبئ بما يصيبها المهم ان لا تترك داني وحده ...


حمل طاقة وردٍ كبيرة اخفت وجهها خلفها ,وسارت بكل ثباتٍ بين الخدم دون ان يحفل احدٌ بها أو يوقفها ,فقد حسبوها واحدةً منهم تقوم بعملها فحسب ....خرجت من الردهة وأتجهت صوب الساحة الخارجية تبحث عن داني ....ومن بعيد لمحته يركب في سيارة فارهةٍ مكشوفة مزينة بشكلٍ فاخر انطلقت به قبل ان تدركه ...


وقفت مذعورةً لا تدري ماذا تفعل ليتهادى لها صوت بعض الخدم الجدد القادمين مع الكادر الفرنسي يتحدثون بحسرةٍ عن تعينهم للعمل داخل القصر في التنظيف ,وليس كزملائهم المحظوظين الذين تم توزيعهم عند شاطئ النهر للعمل على خدمة الضيوف ,وبهذا سيتسنى لهم مشاهدة سباق القوارب والكرنفال المدهش الذي سيقام في البلدة,فأدركت ان موكب داني ذاهبٌ الى هناك بالتأكيد ..فألقت طاقة الورد التي تحملها وخطت بسرعة نحو البوابة, لكن استوقفها احد الحراس عند البوابة وصرخ فيها قائلاً

"ماذا تفعلين ؟؟ عودي لعملك "


وقفت وجلةً تفكر بحجةٍ تقولها له حتى يدعها تغادر بأمان....وتذكرت سجائر مارتينا التي لا تستغني عنها ابداً

فردت عليه بارتباك "لقد نسيت السيدة مارتينا سجائرها ...وطلبت مني ان ابحث لها عنها وأن احضرها لها ..."


فرد الحارس بفظاظة "لقد غادر الموكب الآن ...هيا عودي مكانك "


فهتفت برجاء "ارجوك يجب ان اعطيها السجائر حتى لا تغضب مني ...دعني الحقها فقد ادركها ..."



تأملها الحارس لبعض الوقت يفكر في حجتها ثم قال لها بتهكم ..."لا اظنك ستدركينها بأي حال "


فردت اليس بحماسة "لا بأس سأركض بأقسى سرعتي ..المهم ان اصل اليها وإلا ستغضب مني ....فهي لا تستطيع البقاء دون سجائرها المميزة "


تعالى هتاف حارسٍ آخر يقول له "دعها تذهب يا هانز فالسيدة مارتينا عصبيةٌ للغاية ...ويبدو ان الفتاة ستقع في مشكلة ان لم تحضر السجائر لها "



رمق الحارس المدعو هانز اليس من رأسها لأخمص قدميها ثم اشار لها برأسه ان تذهب ...فشكرته باقتضاب وخرجت من البوابة وهي تحبس انفاسها ....وما أن ابتعدت بضعة امتارٍ ووصلت لمشارف الطريق العام حتى اطلقت ساقيها للريح لتلحق بطفلها الصغير ...



*******************************




وقفت الكونتيسة في مقصورة الضيافة الملكية بكامل زينتها وبحلتها الاسطورية التي فاقت ببهرجتها وفخامتها ما ترتديه الدوقة الكبرى والأميرات -الجالسات بكل هدوءٍ وكياسةٍ بجانبها -...القت بعض الأومر بخفة على وصيفاتها قبل ان تستوي جالسةً بقرب الدوقة ترحب بها بسخاءٍ منمق ...


ابتسمت لها الدوقة بلباقةٍ لا تخلو من التكلف ...فقد اضطرت تحت الحاح الكونتيسة المزعج للحضور للمشاركة بمراسم التتويج ,رغم انها لا زالت مرهقةً من جولتها الماضية التي رافقت بها زوجها لزيارة بعض الممالك المجاورة ....والحقيقة ان الأرهاق والتعب ليس هما السببان الوحيدان لشعورها بالتكدر ,بل هي منزعجةٌ من كل التغير المفاجئ الذي حصل ....



فمنذ ان جاءتها الدعوة غير المتوقعة قبل نحو اسبوعين وهي محتارةٌ بالانقلاب المفاجئ الذي حصل....كانت على اطلاعٍ بالصراع الدائر بين جوليان وزوجة عمه الكونتيسة الحالية ,لكن ثقتها بأن اللقب سيؤول لجوليان جعلها تنأى بنفسها عن هذا الصراع غير المبرر ,لتفاجأ قبل اسابيع بطلب التماسٍ تقدمت به ازابيل يثبت ان جوليان ليس المستحق لنيل اللقب بل حفيدها الذي كان متوارياً عن الأنظار ...


لم يكن يجدر بها ان تتدخل في سير الأحداث فهذا شأنٌ داخلي بالعائلة النبيلة ,ودور الأسرة المالكة ينحصر بالتكريم والأشراف على التتويج لا اكثر ,لكن سائها للغاية ان تعرف ان جوليان فقد احقيته باللقب ليظل لازماً عليها مجاملة متبجحةٍ سطحيةٍ كازابيل ...لكن دورها كدوقة وزوجة لحاكم البلاد يجبرها على التعامل بكياسةٍ مع كل رعاياها وحتى الذين تكثر على تصرفاتهم علامات الأستفهام المبهمة ...


حاولت الدوقة ان تشغل نفسها عن ثرثرة الكونتيسة ومارتينا الفارغة بتأمل مظاهر الأحتفال ,وبدأت بالمقصورة التي تجلس فيها ,ولم تملك سوى الأقرار بأنها صممت بشكلٍ مبهر يليق بأحتفالٍ ملكي ...



فقد امرت ازابيل ان تصمم هذه المقصورة الفاخرة خصيصاً من اجل استقبال الدوقة والأميرات, وفصلتها عن باقي المقصورات التي خصصت للضيوف بحيث تستأثر هي بالجلوس مع الدوقة والأميرات والحاشية الخاصة التي ترافقهم ..



بشكلٍ عام كانت كل المقصورات انيقة ومرتبة ,لكن المقصورة الملكية كانت اكثرهم روعة ,فقد صنعت من اجود انواع الخشب المصقول والمطلي باللون الأزرق السماوي والأبيض ,بينما زينت حوافها - ذات الزخارف النافرة المبهرة والمتقنة الصنع - بماء الذهب , وزينت بالاعلام وظللت بالخيام الزرقاء والبيضاء ..كانت تشبه مقصورات العصور الوسطى الفاخرة والجملية ,وقد وضع في مركزها عرشٌ ملكي فاخر خصته للدوقة ,وقد صفت من حوله كراسي فاخرة منجدة بإتقان وكل نوعٍ منها خصص لفئة معينة حسب مكانتها الأجتماعية ..



بينما انتصبت من حول المنصة ومن كل اتجاه صواري الاعلام التي تحمل شعار دولة لوكسمبورغ جنباً الى جنب مع اعلام كونتية فياندن ,واصطف عددٌ من الحراس بزيهم التقليدي عند حافة المقصورة وكأنهم حراس من العصور القديمة ..بينما كان نخبةٌ منتقاه من افضل الخدم يعملون على خدمة هذه المقصورة الخاصة ,والتي يمنع لأي كان الاقتراب منها ما لم يكن ممن حظيوا بشرف مجالسة الكونتيسة والدوقة أو خدمتهم ....



كانت مظاهر البذخ والترف تظهر جليةً في كل جزءٍ من المكان بدأً من القصر وحتى بلدة فياندن التي ستشهد سباق القوارب التقليدي ,والذي لم يعقد مثله منذ اكثر من اربعين عاماً ,حيث ملأت الساحة المجهزة بأتقان بكل وسائل الراحة والترفيه ,فقد صفت الطاولات التي ملأت باشهى المأكولات وافخر انواع الشراب والنبيذ...وحفت بأكاليل الزهور التي أُحْضرت خصيصاً من افضل حقول فرنسا برفقة طاقمٍ مدربٍ من الخدم الذين ساحوا بين المدعوين يوزعون عليهم المقبلات والشراب الفاخر ....بينما تكفلت فرقة اوركسترا كاملة بعزف الموسيقى الكلاسيكية لاضفاء نكهة مميزة على الحفل الذي ما زال بأوله ...


بدأت ازابيل بكل ثقةٍ و تفاخر وتعالي تتحدث عن حفيدها الغالي الذي تسائل الجميع بفضولٍ عن سبب اختفائه لسنوات , لتقص عليهم ازابيل قصةً مبتكرة عن تشاحن الزوجين الحبيبين (ادريان ومارتينا ) والذين فرق الحساد بينهما بقسوة- كما ادعت -وكان كل تلميحها عن جوليان طبعاً ...


كفكفت ازابيل دموع التماسيح وهمست بصوتٍ متباكٍ
" لم يحتمل قلب ولدي كل هذه الدسائس والمؤامرات ومات قهراً دون ان يحظى برؤية طفله ...وبعد ان لُمْت مارتينا كثيراً على تركه واخفاء أمر حفيدي عنا , تبين لي فيما بعد بأنها لم تكن تدري بكل ما حصل مع ولدي الحبيب ...إلا بعد فوات الأوآن مع الآسف "



واشارت لمارتينا لتبدأ بتمثيل دورها بأتقان ,متظاهرةً بالحزن على فقدان من وصفته بالحبيب الغالي ,فأخذت شبيهة ازابيل بالخبث والمكر تمسد رأس داني الجالس بجانبها بوجومٍ مطأطئ الرأس بعد الصدمة الكبيرة التي تلقاها بمعرفته بحقيقة موت امه ...


وعمدت مارتينا لأستغلال ذلك لتلعب دور امه الحنونة امام الجميع تنفيذاً لأتفاقها المبرم مع الكونتيسة ,بحيث تظهر للعلن على انها امه حتى تنتهي مراسم التقليد ,وبعدها تمضي مع داني بضعة اسابيع تظهر فيها برفقته في عددٍ من المناسبات الأجتماعية ,قبل ان تتنازل عن هذه المهمة السقيمة – في نظرها - و بكل طيب خاطرٍ ستتركه للكونتيسة وتظفر اخيراً بحريتها......


ولم يكن صنيع مارتينا هذا حباً بازابيل ...لا أبداً ...بل كان ابتزازاً مارسته كل واحدةٍ منهما على الأخرى - ومنذ زمن- لتنال كل واحدةٍ منهن مبتغاها ..


فكما كان زواج مارتينا بادريان زواج مصلحةٍ باردٍ خاليٍ من المشاعر والصدق ,كانت علاقتها الآن بكل ما يمت للأزابيل بصلة علاقة مصلحةً ماديةً بحتة ,تهدف مارتينا من ورائها لتصحيح وضعها الذي ساء كثيراً مع والدها الملياردير الألماني الشهير ,والذي هددها بالتبرؤ منها اذا استمرت بتصرفاتها الماجنة ,خاصةً بعد ان عرف منذ فترةٍ بسيطة – ومن خلال الكونتيسة طبعاً – بأن السبب في انفصال ادريان عنها يعود لعلاقاتها المتعددة التي قامت بها رغم انها كانت متزوجة من ادريان ...


لقد استطاعت ازابيل فيما مضى ان تدفع مارتينا الحمقاء الماجنة لتنفيذ مخططها للإيقاع بجوليان والتفرقة بينه وبين ادريان ,مستغلةٍ ولع مارتينا به ...والآن تعمد لاستغلتها بنفس اللعبة الحقيرة ,فقد هددتها بإظهرت الصور لأبيها لتدفعها لتنفذ مخططها الحالي ,وقد اخبرتها ازابيل بأنها كما افسدت علاقتها بأبيها هي وحدها قادرةٌ على اصلاحها وبكلمة منها فقط..


لذا رضخت مارتينا لها وقررت خوض غمار هذه اللعبة الحقيرة ,واكرهت نفسها على انتحال شخصية ام داني حتى تحقق مبتغاها, وكان عزاؤها الوحيد انها ستعمد بنفسها للأنتقام من ازابيل فيما بعد ,فهي قد عزمت على ان تستمر بلعب دور الأم للكونت الجديد ,وطبعاً ازابيل لن تستطيع اقصاءها بسهولة حتى لا يفتضح امرها ,وبهذا ستؤول اليها كل ثروة فياندن وهذا في رأيها كان خير ردٍ على تحكم ازابيل فيها لسنوات ....


همست مارتينا بأسلوبٍ دارميٍ متقن اثار اعجاب ملكة الدراما نفسها –ازابيل – حين بدأت تقص جانبها من الرواية الكاذبة



"كنت اعلم بحملي قبل مغادرتي القصر لكن غضبي من ادريان وغيرتي عليه اعمياني عن رؤية الحقيقة ,فقررت الهروب منه بالسفر لأمريكا دون ان اخبر احداً بمكاني حتى ابي العزيز ...كنت اريد ان اهرب من كل تلك الظنون والشكوك التي زرعها جوليان في عقلي ..."


بصمتٍ تبادلت الدوقة والأميرات نظرات عدم الرضى والأقتناع بما تقوله هاتين المرأتين ...لكن لم تتحدث ايٌ منهن حتى يسمعن باقي الآكاذيب ...وتركن المجال لمارتينا لتكمل ادعائها قائلةً " ولم ادري ان زوجي الحبيب قد مات....."


(تباكت قليلاً ثم تابعت ) " لذا وبعد ان ادركت حقيقة ما جرى شعرت بالندم الشديد لهجره ولأخفاء طفلي عن اسرته الحقيقية ,فارسلت للكونتيسة التمس صفحها وأخبرها بشأنه, وقد كانت الكونيسة عند حسن رجائي وظني بها ...فقد رحبت بنا وسامحتني وأخبرتني ان القصر هو بيتي وبيت طفلي الصغير ....الكونت فياندن ..."


تبادلت مارتينا وازابيل النظرات وقد فهمت ازابيل بدهائها انها استعانت بعقربةٍ سامة لتنفيذ مخططها الدنيئ, وعليها ان تحكم قبضتها عليها وتسحقها بعد ان تنال مبتغاها منها حتى لا تلتف عليها يوماً من خلفها وتلدغها ....لكن الآن لا مانع من الأستفادة منها ومن خبثها ...


لذا اكملت ازابيل مدعيةً تأثرها "آه ...عزيزتي مارتينا ....طبعاً انت مرحبٌ بك دوماً ,فأنت ام حفيدي الغالي فيليب "



ابتسمت مارتينا لها بمكر وهزت رأسها بأمتنانٍ مصطنع بينما بقيت الدوقة تنقل بصرها بين السيدتين الداهيتين اللتان اجبرت على الجلوس بينهما لتسمع ترهاتهما التي لا تصدق منها شيئاً ....ثم استقرت عيناها على الصغير الجالس بينهما منكساً رأسه وجاهلاً تماماً بما يدور من كلامٍ حوله , فأثار فضولها رؤية الحزن يشع من عينيه

فقررت ان تبدأ دورها بالتحري عن حقيقة ما يجري ,فتجاوزت الكونتيسة ومارتينا وسألت داني مباشرة وبلطفٍ كبير


"ما اسمك ايها الصغير ؟؟" تطلع داني نحوها بحيرة ولم يجبها لأنه ببساطة لم يفهم سؤالها الذي نطقته بلغتهم المحلية فتطلعت بأستغرابٍ للكونتيسة والتي بادرت من فورها تقول "اسمه فيليب ...."


رفعت الدوقة حاجبيها بأستنكارٍ من تصرفها فبررت الكونتيسة ذلك بالقول "انه خجولٌ جداً..ولا يجيد بعد الحديث بلغتنا (ثم وجهت كلامها لمارتينا ) عزيزتي مارتينا لما لا تأخذين فيليب ليجلس بقربك فالمنظر من هناك اروع "

(ثم استدارت صوب الدوقة تقول بتملق " والآن جلالتك هلا تكرمتي بإعلان افتتاح الحفل وسباق القوارب ...حتى نفرغ بعد ذلك لمراسم التتويج "


زفرت الدوقة بسأم وقالت بتكلف" حسناً ...لا بأس ...لكن اريد ان اتحدث مع مارتينا قليلاً ..."


لقد كانت تشكك بكل روايتها وقد التمست ازابيل ذلك فسارعت بالقول بعد ان شحب وجه مارتينا التي خشيت ان امطرتها الدوقة بأسألتها الذكية ان تزل وتخطأ ,لكن ازابيل كانت اكثر دهاءً فسارعت بالقول ...

" أوه طبعاً طبعاً بكل تأكيد جلالتك ,يسرنا ان نجتمع معك بأي وقت ..."



"معها فقط سعادة الكونتيسة "قالت الدوقة بحزم وهي تدرك تماماً ما تحاول ازابيل فعله من دس نفسها بينهما بالقوة

اخذت ازابيل تضحك بفتور وارتباك
"اجل ..اجل طبعاً كما تشائين لكن جلالتك ...انظري لكل الحشود التي اصطفت عند الشاطئ تنتظر شارة البدأ
,ليس من العدل ان ندعهم ينتظرون اكثر خاصةً وأن الشمس قد توسطت السماء ..."


اقرت الدوقة بصواب رأيها بعد ان رأت حشود من عامة الناس وأهل البلدة الطيبين _ الذي حذاهم الفضول لمشاهدة احداث السباق المبهر الذي لم يحصل مثله منذ زمن _يملأون الشاطئ ..فما كان من الدوقة سوى الموافقةٍ قائلةً


"لا بأس سنتحدث فيما بعد ...هيا بنا اذا"


وقفت الدوقة وبدأت الفرقة الموسيقية تعزف لحناً استعراضياً خاصاً ينبأ المتسابقين بأن يستعدوا...خطت بأجلالٍ برفقة ازابيل نحو زاويةٍ من المنصة الملكية أعدت لأطلاق اشارة البدأ ,لكنها وقفت حالما انتبهت لسيدة لحوحة ترتدي زي الخدم وتحاول جاهدةً الوصول للمنصة الملكية ...تتبعت ازابيل نظرات الدوقة واتسعت مقلتيها هلعاً حين عرفت من تكون تلك الخادمة ,فهمست بأرتباك


"أليس..!! "


"من أليس ؟!! "سألت الدوقة بحيرة وهي ترى تلك الشابة تجاهد في دفع الحرس ليدعوها تمر ...


**************************
نهاية الفصل الثاني والعشرون قراءة ممتعة للجميع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 12:44 PM   #579

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

ياه طول الفصل وأنا أعصابي مشدودة ياربي كان نفسي الفصل يكون فيه خلاص داني واليس من الحقيرة ايزبيل لكن الامور كلها حتي الان في صالح الحرباية ايزبيل

عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 02:07 PM   #580

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الله ياخذك يا ايزابيل يا واطية
انجيلا يا ترى ماهو سرها وتقدر توقف ايزابيل واين هى سافرت
جوليان الله يكون بعونك
اليس فى القفلة تحاول تخرب عليهم لاستعادة دانى
فصل مرهق للاعصاب
وبانتظار القادم




قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.