آخر 10 مشاركات
318- وعد... بالزواج - ديبورا هوبر - (م.د)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          301- موعد مع القدر-شارلوت بيكر - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-18, 10:27 AM   #51

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


صباح الخير على الجميع جئتكم بالفصل الثاني الذي سيثير فينا تساؤلات كثيرة بسبب التعقيدات والتشابكات التي فيه.....والتي اتمنى ان تتحملوها ...لأن كشف الغموض الذي فيها سيظهر في الفصل الثالث بإذن الله على بركة الله نبدأ....


الفصل الثاني
اللقاء المحموم

خرجت اليس من البقالة الصغيرة التي يمتلكها السيد جورج ويلسون في الضاحية الجنوبية لبلدة (جرتنا جرین Gretna Green )الاسكتلاندية وهي تحمل مشترياتها بكيسٍ ورقيٍ كبير كاد يحجب النظر عنها .
حملته بأحدى يديها وبالاخرى كانت تمسك بيد طفلٍ جميلٍ ذهبي الشعر في الخامسة من عمره ...

ولم تكد تخرج من المتجر حتى اعماها ضوء فلاش الكاميرة وحاصرها رجلين من الصحفيين و امطرها احدهم بوابل من الاسئلة ,بينما أخذ الثاني يلتقط لها ولطفلها المزيد من الصور..

" سيدة كولين لو سمحت فقط سؤال...هل تستطيعين الافصاح عن اسم العائلة النبيلة التي سعت لخطف ابنك؟!! ...ارجوك سيدة كولين هل عاد الاشخاص المجهولون لمضايقتك ..؟؟

صاحت اليس برعب وضيق " لو سمحتما ..ارجوكما انتما تخيفان طفلي ..ابتعدا من امامي ..فليس لدي ما اقوله اكثر مما ادليت به سابقاً ..هلاّ ابتعدتما عني ..."

صرخت بأنزعاجٍ ودفعت احد الرجلين بيدها وخطت مسرعةً ,فأُجبِر الصحفيان الفضوليان على الابتعاد عن طريقها قليلاً لكنهما لحوحين ولن يستسلمَا بسهولة فاستمرا في ملاحقتها والتقاط الصور وطرح الاسئلة السخيفة عليها بينما هي تهم بركوب سيارتها الميني كوبر الحمراء بخطوطها البيضاء التقليدية ..

وضعت كيس البقالة في المقعد الخلفي ثم اخذت طفلها واجلسته و ربطت حزام الامان تحت وابلٍ من الاسئلة واضواء الفلاش المزعجة..حاولت تجاهلهما ودخلت سيارتها بسرعة ,بينما استمر الصحفي بمضايقتها بطرح اسئلته المزعجة بينما تكفل صديقه بالتقاط الصور لها ولطفلها من كل زاوية ...

"من هو والد الطفل ؟؟ارجوك اخبرينا ...هل هو ابن العائلة النبيلة فيا....."

لم تسمع اليس باقي الاسم لانها داست بقوة على دواسة البنزين فأنطلقت السيارة بسرعة محدثةً صوتاً قوياً وكأنها سيارة سباق ...

"اللعنة (*****) "
و شتمت بكلمة بذيئةٍ ولم تدري ان صوتها كان عالياً بحيث سمعها ابنها الصغير الذي قال لها بأستنكار ..

" هذه شتيمة سيئة ماما,اليس كذلك...؟!"

نظرت لصغيرها بخجلٍ من خلال المرأة وقالت بأرتباك..

"انا اسفة حقاً يا صغيري لقد اخطأت ...ما كان يجب ان افعل ذلك(واكملت بسرها )ولكنهم يثيرون جنوني ,لم اتصور ان اتخلص من ازعاج آل فياندين لأقع في ازعاج الصحفيين.."

كانت اليس مستأة جداً وكادت ان تفقد اعصابها ,ففي الشهور الثلاثة الاخيرة انقلبت حياتها رأساً على عقب وصارت عبارة عن سلسلة من الازمات والمشاكل ,وقبل ذلك كانت تمضي حياتها بشكل سلسل وهادئ في هذه القرية البعيدة الهادئة ,التي اختارتها بعيداً عن العاصمة لندن لتكون المكان الامثل للبدأ في حياتها من جديد بعيداً عن كل شيء ,عن الاحزان والهموم والذكريات المؤلمة, حتى تتمكن من تربية طفلها بشكل جيد ...

نظرت عبر المرآة لوجه صغيرها دانيال الجميل وآثار الشكولاتة التي اكلها تغطي فمه وذقنه , فسحبت محرمةً مبللة من عبوة المحارم بجانبها ودون ان تحيد نظراتها عن الطريق مدتها له وقالت برقة ..

"امسح فمك يا حبيبي ..."

بطاعةٍ قل نظيرها فيمن هم في سنه ...مد دانيال يده واخذ المنديل منها ومسح فمه وهي تراقبه عبر مرآتها الأمامية برضاً وحب ...كم هي محظوظة بوجوده في حياتها ,طفلٌ رقيقٌ مهذبٌ وجميل.......

فجأةً تكدرت قسماتها وغامت عيونها بالدمع المحبوس داخلهما لمجرد ان فكرت انها قد تخسره ...

عادت بصعوبةٍ تركز على الطريق الريفي الجميل امامها لكنها لم تستمتع بجمال الطبيعة الخلابة من حولها كما في السابق فذهنها مشغول بأمور اخرى..وتسائلت بقلق

"ماذا سيحدث الان؟!! لقد صرفت اليوم آخر النقود التي كانت بحوزتي ...لم أعد أملك شيئاً .."

غيرت مبدل السرعة بعنف وكأنها تحمله الذنب بمشاكلها المتلاحقة ,لكنها كانت في الحقيقة تفرغ فيه نقمتها على عائلة فياندن كلها لمَ سببوه لها ولاختها الراحلة ليزا من متاعب..

"كيف سأتدبر اموري الآن هل سأضطر لرحيل مرة اخرى؟ وماذا بعد ؟!! وحتى متى سيستمر هذا الأمر ,هل سيظل ادريان وامه الكونتيسة يلاحقاننا ؟؟والى متى سأظل اهرب منهما..."

زفرت بحدة ونظرت بشكل خاطف لصغيرها الذي يبدو نعساً وفكرت بمرارة

" لكني لا افهم لمَ الان يا ادريان ؟؟..لمَ تريد اخذ داني مني الآن...لقد تخليت عنه لسنين ولم تفكر به لحظة ؟؟؟..فلمَ تريد استعادته الان!! ؟ لمَ !!..."

تساءلت بحنق وهي تذكر تلك الرسالة التي فوجئت بها قبل ثلاثة اشهر ...وكانت تحمل طابع دوقية لوكسمبورج المميز فعرفت فوراً انها منه ...وبمزيج من الفضول والقلق فضت الظرف وفتحت الرسالة ليظهر لها على اعلى الورقة شعار اسرة فياندن العريقة والذي تعرفه جيداً وقد خطت اسفله كلمات قليلة متكلفة باردة..

"آن الأوان لوريث اسرة فياندن ان يعود لها ...ابني لي وانا احق به"

لم تستطع اليس وقتها استيعاب خطاب ادريان البارد والقاسي رغم انها قرأته مراراً ,ليس لأنها ضعيفة الفهم ابداً...فهي من اذكى الفتيات على الاطلاق واكثرهن فصاحة ,لكن عقلها وقلبها رفضا ان يصدقا ان كل هذه القسوة والبرود تكون من ادريان...فمزقت الرسالة شر تمزيق ونثرتها في الهواء .....

كانت تتوقع شيئاً آخر غير هذه الكلمات المريعة....كانت تتخيل انها ستقرأ كلمات الندم والأسف والتحسر على كل ما ضيعه من وقت بعيداً عن ابنه ...لم تفقد الامل يوما ً في ان يعود ادريان لرشده ,ويدرك خطأه ويأتي ليكفر عنه , خاصةً بعد لقائهما المحموم قبل عام حين جاء يطالب برؤية ليزا ...لكنه بعد ان عرف بموتها ثار جنونه وانفعل بشدة ثم غادر دون كلمة واحدة, و دون حتى ان يسأل عن ابنه الصغير ....

ظنت اليس ساعتها انه مرتبك بفعل الصدمة لكن ...هاهي الأيام تمضي ويثبت خطأها مرةً اخرى ... ..

" ما ذنب داني لكي يهجره ..؟( تسائلت بألم )لمَ تخلى عنه ؟؟ ..ما ذنب الصغير بكل ما جرى...؟؟"
كم مزقها هذا السؤال ولا زال يمزقها...

عادت تسترق نظرةً على طفلها الوديع ...وتفكر بكل تلك السنوات التي ظل داني يسأل فيها عن ابيه ...لم تشأ يوماً ان تخبره الحقيقة المرة بأن والده لا يكترث به ...ولم تعمد لتشويه صورته امام طفلها ,بل ظلت تختلق الأعذار والمبررات لغيابه بإدعائها انه رحّالةٌ عظيم يجوب العالم بحثاً عن كنوزٍ مهمةٍ كـ(أنديانا جونز ) وسيعود يوماً ما ليعيش معه ..

حتى انها كانت تعمد لشراء بطاقاتٍ بريدية تحمل مختلف الصور لأماكن رائعة مبهرة من حول العالم وتمهرها بكلماتٍ حماسيةٍ عن مغامراتٍ خيالية ,ثم ترسلها لداني مدعيةً انها مهداةٌ من ابيه ...

وفي كل عامٍ في عيد ميلاده كانت تشتري له لعبةً قيمة تدخر ثمنها لأشهر,ثم تدعي انها جاءت بالبريد كهدية من والده الذي تعلم مع الأسف بأنه لا يكترث البتة بأبنه الصغير ..
فعلت كل هذا حتى لا يشعر صغيرها العزيز بأنه اقل من اقارنه ورفاقه في الروضة ..

ثم بعد كل هذا الوقت يرسل لها بهذه الرسالة المبتورة ,ويطالبها بكل وقاحة بداني...!! كيف يجرؤ... ؟؟؟!! بعد ان تخلى عنه وعن امه ليزا التي ماتت قهراً ....

كيف يجرؤ ان يطالب به بكل هذه الصفاقة والوقاحة والغرور...؟؟؟

كيف تجرأ بعد كل ماجرى بالمطالبة بأخذ داني منها هكذا وبكل برود بعد ان نبذه سنين طويلة وتركه دون ان يفكر حتى بدفع نفقاته...بل تركها تتولى شؤون تربيته وحيدة ....ثم يأتي الآن لأخذه منها وكأنها لا تعني له شيئاً ..

"لقد اتيحت لك الفرصة مراتٍ عديدة ورفستها ..يا ادريان ,وتخليت عن داني كما تخليت عن ليزا من قبل ..فهل سأقبل بطلبك ...مستحيل " فكرت بحنق ثم تساءلت بغضب

"كيف يصل الامر به للهذه النذالة والقسوة كيف ؟؟!!"

فيما مضى حين تخلى عن شقيقتها التوأم ليزا وتنكر لها ولابنه نعتته بالنذل الحقير , وغضبت منه اشد الغضب ,لكن بصيص املٍ ظل يراوح قلبها ويخبرها انه ربما يكون كما قالت ليزا مرةً ...مكرهٌ على ما فعل بسبب عائلته الكريه التي ربما ضغطت عليه وأجبرته عن التخلي عن زوجته وطفله ,وحين جاء نادماً قبل عام تأكد لها الأمر وظلت تنتظر ان يفيق من صدمته ليعود لطفله ويكفر عن خطأه ...لكن بعد تلك الرسالة الباردة القاسية تشوهت صورة ادريان في عينها تماماً.. وادركت انه لا يقل حقارةً ولؤماً عن كل اسرته البغيضة ...

"كيف يفعل هذا كيف ...؟؟!"

تسألت بضيق ولم تدري انها عادت تتحدث بصوتٍ عالٍ مرةً أخرى الا حين سألها داني ببراءة

" يفعل ماذا ماما ...؟"

" انا....أنا كنت اتحدث عن احد هؤلاء المزعجين ..فلا تشغل بالك يا حبيبي"

ردت كاذبة وعادت تركز على القيادة لكن الطبيعة السهلة والسلسة للشوارع في هذه المنطقة الريفية الهادئة قليلة السكان ,وقلة السيارات العابرة فيها ساهم في ان تتوه ثانية في افكارها وذكرياتها رغم انها كرهت هذه الافكار والذكريات التي لا تسبب لها سوى الحزن والانزعاج .

******************************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 10:33 AM   #52

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

زفرت أليس بقوةٍ والذكريات تندفع في عقلها مجدداً وبقوةٍ لا تستطيع كبحها ...
لازالت تذكر بوضوح اليوم الذي رأت به ادريان لأول مرة...تذكره جيداً وكأنه حصل بالامس فقط لا قبل سبع سنين ...
تذكر كيف خفق قلبها بشدة بعد ان وقعت عيناها على ذلك الاستاذ الشاب ذهبي الشعر ,وسيم الملامح ,ذو القامة المديدة والذي خطى لقاعة المحاضرات في الجامعة بأناقةٍ باريسيةٍ ليس لها مثيل ,وتحدث بلكنته الاجنبية المميزة قائلاً بمرح

"ادعى ادريان فياندن ويشرفني ان اكون استاذ اللغة الفرنسية البديل عن البروفيسور مانويل موليير لهذا الفصل "

بمجرد ان ابتسم وبانت غمازتيه الرائعتين حتى ملك قلبها وذابت في غرامه ...لكن لم تجرؤ يوماً على البوح بما تشعر به لأي احد حتى لأختها التوأم ليزا ...العزيزة على قلبها.

فهي رغم صراحتها وقوة شخصيتها لم تكن من النوع الذي يبوح بسهولة بمشاعره على خلاف توأمها التي كانت منطلقة ومرحة وتتحدث عن مشاعرها بكل بساطة ويسر ...

كانت اليس تمضي المحاضرات تتأمل ادريان بإعجابٍ صامت ,وتتمنى لو تستطيع محادثته بطلاقة ومرح كما تفعل زميلاتها في القسم ,لكنها لم تجرؤ يوماً على فعل ذلك ..فكلما حاولت الأقتراب منه ارتبكت وتراجعت بخجل .

حتى جاء يومٌ دعاها فيه استاذ العلوم السياسية البروفيسور براون لمكتبه ,وهناك فوجأت بادريان يجلس معه ويشرب الشاي بكل راحة وهما يتناقشان بالخلاف الحاد الذي وقع في البرلمان الأروبي بعد آخر جلسة عُقِد فيها .. ...

كم بدى ادريان وسيماً وجذاباً بحلته الأنيقة ,فخطف نبض قلبها وحبس انفاسها التي لم تطلقها إلا حين اجابت البروفيسور براون على طلبه حين سألها ان كانت تستطيع مساعدته في وقت فراغها لطباعة بحثه الهام على الكمبيوتر ,لأنه لا يستطيع اتمام الأمر بعد ان كسر ذراعه ,وهو بحاجتة لبحثه بسرعة لمناقشته في مؤتمره القادم ...ولأنه يثق بها اشد الثقة ويقدرها ويعرف انها اذكى طلابه واكثرهم مهارة لذا اختارها لهذه المهمة ...

بارتباكٍ غريبٍ على شخصيتها القوية ودون ان تجرؤ على النظر صوب استاذها الشاب الوسيم (ادريان ) - والذي كان يتأملها بكل بساطة ويسر دون ان يتغير فيه شيء او يدرك ما تفعله نظراته فيها - تحدثت اليس بصوتٍ خافت واخبرت البروفيسور براون بامتنانها على ثقته بها وقبولها بالمهمة التي ستثريها جداً بالمعلومات القيمة التي قد تحتاجها يوماً ان هي قررت استكمال دراستها العليا....لكنها أقرت بحرجٍ بحاجتها للمساعدة في فهم بعض الصطلحات القانونية المدونة باللغة الالمانية والتي لا تجيدها البتة ....لتفاجأ بادريان يتبرع فوراً بمساعدتها لأجادته اللغة الألمانية ايضاً ...

نظرت له بدهشة فقال ادريان بكل تواضع " لمَ انتِ مندهشة ...الم اخبركم سابقاً اني من لوكسمبورغ ...وهناك الجميع تقريباً يتحدث اللالمانية والفرنسية بطلاقة.."

ردت بحرج "لست مندهشة " لكنها كانت بالفعل مبهورة بكمال صفاته ...

"اذاً حلت المشكلة " علق البروفيسور بروان بغبطة ...

ضحك ادريان ضحكته المثيرة ,ثم انتصب واقفاً بشموخٍ مهيب ودنى منها ومد كفه الدافئ الناعم والتي تظهر ان صاحبها لم يعمل يوماً في حياته بغير تصفح الكتب...

صافحها ادريان بحرارةٍ وهو يقول "أهلاً بشريكتي في العمل "

فهزت اليس رأسها بارتباكٍ ووجهها مضرجٌ بحمرة الخجل من فكرة انها ستمضي الوقت اخيراً برفقة استاذها المفضل ...

وبالفعل ومن تلك اللحظة اختلف كل شيء...

صارت تمضي معه ساعتين كل يوم في مكتب البروفيسور براون لأتمام البحث ,توثقت خلال ذلك صلتهما ببعض وصارصديقين مقربين,خاصة مع اكتشافها لعمق ثقافته وفهمه للسياسة والمامه بكل ما يتعلق بالقانون الدولي الذي كان مادة تخصصها ...

كانت تدرك انه معجب بشخصيتها وبثقافتها العالية وباجتهادها ونشاطها , فقد صرح بذلك اكثر من مرة لكنه لم ينجذب لها يوماً – رغم جمالها – كما ينجذب الرجل لأمرأة تعجبه ,ولم ترقى مشاعره نحوها لتصل حد الأفتتان الذي تعاني هي منه ...

كانت تدرك هذا جيداً ,فلم تجرؤ على تخطي حاجز الرسميات بينهما كما تفعل بعض زميلاتها المدلهات بحب ادريان ...وذلك لخجلها الفطري وادبها الجم ,لكنها رحبت بالصداقة البريئة الناشئة بينهما على امل ان يتطور الأمر يوما ً من اعجابٍ وصداقة لحب ...

وفي يومٍ كان حافلاً بالمحاضرات والدروس تأخرت اليس كثيراً عن البروفيسور براون فلم تستطع اتمام العمل في مكتبه كالعادة ,فطلبت من البروفيسور اخذ الاوراق لمنزلها لطباعتها وقت ما تستطيع ,فتجرأت ساعتها ودعت ادريان ليرافقها لمنزلها بحجة أتمام بحثهما هناك ...

ولدهشتها رحب ادريان بذلك ,وكم كانت سعادتها بالغة وهي تجلس بقربه بينما يقود سيارته ويحدثها بخفةٍ كعادته ...

تأمله عن قرب وبأعجابٍ شديد ...كان يتحدث بجد عن انتقاده اللاذع لهشاشة التشريع المعروض للتداول في البرلمان الأوروبي حالياً ,بينما هي غارقةٌ في تأمله بصمت دون ان تناقشه كعادتها ...فكل فكرها في تلك اللحظة كان منصباً على حلمٍ وردي بات يراودها منذ عرفته....نفس الحلم دائماً ...حيث تجلس بقربه كما هي الآن بينما هو يحدثها بخفة ومرح ,لكنه في الحلم يلتفت اليها بعيونه الزرقاء المثيرة ويمسك كفها ويقول لها
"انا احبك ...يا اليس"

وطبعاً افاقت من حلمها الوردي سريعاً حين هتف بها ادريان قائلاً
"اظن - وحسب وصفك - ان هذا هو منزلك ..."

شعرت أليس بالحرج لشدة شرودها وفوجأت بالفعل بأنهما قد وصلا ..فهزت رأسها بصمتٍ مؤكدة ,وبخفةٍ نزلت معه من السيارة وتقدمته لتفتح باب شقتها ,لكن ليزا شقيقتها التوأم سبقتها وبادرت بفتح الباب لهما بعد ان رأتهما قادمين ....

"واااو من هذا الوسيم الذي احضرته معك يا اليس...؟؟!"علقت ليزا بمرحٍ وعفوية كعادتها ...

لازالت أليس تذكر تلك اللحظة تماماً ...ولن تنساها ابداً ....فقد حفرت في ذاكرتها التي تأبى النسيان

لقد وقف ادريان مشدوهاً بتلك الحسناء نحاسية الشعر والتي ترتدي قميصاً بيتياً خفيفاً بدون اكمام مع سروالٍ قصير للغاية يظهر جمال قوامها الممشوق ....في البداية ظنت اليس ان دهشته كانت لتفاجؤه بشدة تشابههما ,فهما توأمين متطابقتين تماماً ,رغم اختلافهما في طريقة اللبس والحديث والأهتمامات ...لكنها ادركت بعد ذلك ان الأمر تجاوز ذلك بكثير ...

فلم تكن نظرات ادريان نظرات متفاجئة ومندهشة بل كانت نظرات اعجابٍ وهيام ....وكم كانت صدمتها بالغة حين رأت تبدل حاله واضطرابه بمجرد ان بدأت ليزا تحدثه بمرحٍ وخفة كعادتها ...وعرفت لحظتها انه وقع في غرام شقيقتها المرحة..

يالا سخرية القدر احبته اليس ,فأحب هو ليزا ...!!..

ظلت أليس تجلس بصمتٍ تراقب تبدل حاله ,وكيف تحول الأستاذ الواثق من نفسه لمراهقٍ مضطرب تثيره اقل حركةٍ تقوم بها اختها العفوية والمرحة ...فعرفت انها لا تملك فرصةً ابداً للفوز بقلبه ...لقد نسي امر مساعدتها ببحث البروفيسور براون ... بل نسي امرها هي تماماً وكأنها غير موجودة ....وظل يتبادل اطراف الحديث المرح مع ليزا غير عابئٍ بأي شيءٍ سواها ...

شعرت اليس بطعنةٍ في كبريائها ,لكنها حاولت التغلب عليها وتفنيدها بتبريراتٍ واهية ...لكنها لم تستطع ان تطيل خداع نفسها ...فقد بدا لها جلياً بأن انجذاب ادريان المتزايد لليزا لم يكن أنجذاباً لحظياً ,بل كان مفتوناً بها للغاية ...

في كل يومٍ يسألها عنها ,حديثه معها صار مقتصراً على السؤال عن ليزا واحوالها ...ما تحب وما تكره ...وما الذي تفضله ...,بل اكثر من ذلك فقد تجرأ وطلب منها ترتيب لقاءٍ آخر حتى يقابل شقيقتها ويتعرف بها اكثر بعد ان راقه الحديث معها...

تسائلت اليس بمرارة ماذا عساها ان تفعل ؟؟؟...هل ترفض طلبه ام تقبل ؟!!....هل تصرخ في وجهه رافضةً وتقول له "...كيف تريدني ان العب دور مرسال الحب بينك وبين اختي وانا هي من تحبك ....!!!"

كانت تعيش صراعاً مريراً بين حبها ووفائها لشقيقتها الغالية وحبها المحكوم بالفشل لأدريان....
ودون ان تشعر صارت بالفعل مرسال الحب بينهما خاصةً حين لمست اعجاب شقيقتها المتزايد به...والذي تحول لحبٍ جارف في وقتٍ قليل ...فلم تستطع ان تقول لهما لا ...ولم تجد أمامها سوى الانسحاب بهدوء , وبكل نبالةٍ تمتلكها تركت لهما الساحة خالية ليعيشا الحب الوليد دون ان يعبأا بشيء آخر...وبكبرياءٍ جريحة اخفت حبها ودفنته عميقاً في قلبها ..

قد يظن البعض انها كانت حمقاء وجبانة لفعلها ذلك , لكن ماذا كان عساها ان تفعل غير هذا؟؟ هل ستجبر ادريان على حبها؟؟ ...انها تعرفه منذ شهور ....وكانت تراه وتحدثه بشكلٍ شبه يومي ....ولم يبدو عليه يوماً الهيام والغرام كما بدى في تلك اللحظات القليلة التي قضاها مع ليزا ....

لو ان الجسد الرشيق وجمال الوجه هو ما يجذبه ,لكان من المفترض ان يحبها اولاً ...فكلتاهما متطابقتين في الشكل ...

لكن لا ...القلب يعزف بسنفونية الحب بطريقته الخاصة ولا يخضع لقوانين مادية ضحلة ...حين يحب القلب بصدق فهو يحب الجوهر ...لا شكل فقط...وان كان ادريان قد احب ليزا فهو قد احبها لأنها ليزا ...

لا تنكر اليس ان لأناقة اختها وطريقة لبسها التي تعكس تحررها وحيويتها ومرحها دورٌ في زيادة جرعة تأثيرها السحرية عليه , لكنها تدرك جيداً انه احب ليزا لنفسها قبل اي شيءٍ آخر ,وقد كان حبهما متبادلاً ....بينما حبها له كان من طرفٍ واحد فقط هو طرفها هي فحسب...

فلم تستطع خداع نفسها اكثر فمع الوقت صار حبهما جلياً للعيان ,وهي لم تكن يوماً انسانة انانية او حقودة ,وبالنسبة لها سعادة شقيقتها التوأم ليزا من سعادتها ,لذا اكتفت برؤيتهما - وهما احب شخصين على قلبها- يعيشان الحب القوي بشغف وسعادة ..

بعد ذلك وبكل بساطة ويسر بدأ ادريان يتردد على منزلها لمقابلة ليزا وبوقتٍ قصير توثقت علاقتهما واخذت منحنىً جاداً , وفي اقل من شهرين اعلنا خطبتهما لتفاجأ اليس انهما قررا الزواج بسرعة ..
حاولت ان تقنع اختها بالتأني ودراسة الموضوع جيداً ...لا لغيرتها ....ابداً , فأليس تحب اختها جداً وتتمنى لها كل خير ...ولكن لأن قرار الزواج ليس بالقرار السهل ..ويجب ان يكون مبنياً على اساسٍ متين ....

لكن ليزا لم تكترث بأخذ مساحة للتفكير تعتبرها عائقاً لا لزوم له يجب نسفه في وجه الحب الصادق...فهي كانت كالعصفورة المغردة الحرة ... تطير بسرعة ولا تريد ان تتأنى ابداً ,متى ما عثرت على شريك حياتها تسارع لبناء عشها الجميل الدافئ .

وبالفعل وخلال ثلاثة اشهر فقط من تعارفهما تزوج ادريان وليزا ,وكان زواجاً مدنياً بسيطاً حضره القليل من الاصدقاء..حتى ان قريبتهم الوحيدة عمة والدها سوزي قد استاءت من الامر جداً فهي من تكفلت بتربيتها وشقيقتها بعد وفاة والديهما , وظنت ان اقل ردٍ للجميل يكون بأن تستشيرها ليزا بأمر زواجها ,لكنها لم تفعل بل لم تدعوها لحضور حفل زفافها اصلاً لانها تعرف رأي العمة العجوز مسبقاً وهي كـ ليزا تكره ان يحاول احدٌ منعها من تحقيق ما تريد...

وحالما سمعت العمة العجوز بالخبر اتصلت بهما ولامتهما بشدة قائلة
"أهكذا تكافئني ليزا على صبري وتعبي ...ان تتزوج من شابٍ غريبٍ دون اخذ مباركتي او حتى دعوتي لحضور زفافها ,هل هذا جزاء الاحسان ؟!! كيف تتزوج تلك الحمقاء بلا زفاف لائق وكأنها فتاة بلا اصل وبلا عائلة"

لكن كلام العمة المعقول والمنطقي لم يكن يجد آذاناً صاغية عند ليزا التي كانت تذوب في عشق ادريان – تماماً مثلما كان هو – ولا تكترث لأيٍ من تلك الامور التي تغضب العمة العجوز...

************************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 10:36 AM   #53

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

افاقت اليس من ذكرياتها عندما وصلت لكوخها الصغير الواقع في حي صغير هادئٍ ومنعزل ,اوقفت سيارتها واخرجت طفلها النعس وامسكته بأحدى يديها بينما امسكت كيس البقالة الكبير باليد الاخرى ,وسارت نحو المنزل قبل ان تدرك انها ستجد صعوبة في اخراج المفتاح وفتح قفل الباب..

وفي لحظة خاطفة بينما هي منشغلةٌ بالبحث عن المفتاح فوجئت بعدد من رجال الصحافة المزعجين يحيطون بها ,فشعر داني بالانزعاج وكاد يبكي من شدة تكالبهم عليهما ,فصرخت اليس في وجههم بحدة.

"عليكم ان تغادروا فوراً والا طلبت من الشرطة أن...."

لكنهم لم يدعوها تكمل ولم يبالوا بتهديداتها وعادوا يمطرونها بوابلٍ من الاسئلة الشخصية الحرجة .. فشعرت بأنها في دوامة لن تنتهي ..

اغمضت عينيها وقربت داني منها فدفن رأسه في تنورتها خائفاً مرتبكاً,كافحت لأيجاد المفتاح وبعد ان عثرت عليه جاهدت في وضعه في القفل لكن كيس البقالة الضخم اعاقها ,فحركت رأسها لترى مكان القفل فارتطم الكيس الورقي بمقبض الباب وتمزق وسقطت البقالة على الارض وانكسرت علبة البوظة وسال ما فيها ,فشعر داني بالحزن لخسارتها بعد ان كان يمني نفسه بها فأخذ يبكي...

صاحت اليس بالصحفيين الفضوليين بأنزعاج لكنهم تجاهلوا صوتها الرقيق الذي بالكاد خرج من حنجرتها المضطربة و شعرت برغبة بالبكاء هي الاخرى حين ضيقوا الخناق عليها بشدة ,عندها اعترضهم شخصٌ ما والقى بظله المهيب عليها كماردٍ حامٍ لها ,ووقف كسدٍ منيع حال بينها وبين الصحفيين المزعجين .

تكلم ذلك الشخص بنبرةٍ باردةٍ لكن قوية وبلكنةٍ ذكرتها بلكنة ادريان الأجنبية ,بينما بدى صوته مألوفاً لديها بشدة لكنها لم تتبين ملامحه ,فقد أولاها ظهره العريض ..

زمجر الرجل بسخط " ان لم تغادوا فوراً سأقاضيكم بموجب القانون لتسببكم بأنتهاك حرمة الاشخاص وازعاجهم "
واخذ يردد عدة بنود في قانون الحقوق المدنية البريطاني الذي كانت اليس تعرفه جيداً وتحفظه لانها درسته في الجامعة ,قبل ان تتخلى عن اكمال تعليمها من اجل الاعتناء بدانيال.

استغلت اليس الاضطراب الذي حصل للصحفيين من هجوم هذا الرجل العنيف عليهم ,واسرعت بدخول المنزل وطلبت من داني التوجه لغرفته فوراً والبقاء فيها ,ثم القت نظرة خاطفة من النافذة فرأت ذلك الرجل وحده بعد ان صرف الصحفيين الذين غادروا خانعين بعد ان فشلت مهمتهم ....

رأته ينحني بهامته المديدة وبدأ بجمع اغراضها المبعثرة على الارض بيديه ,كان يرتدي قبعة انيقة بحواف مستديرة يتدلى من اسفلها شعرٌ داكنٌ غزير ينسدل على جانبي وجهه فساهم مع حافة قبعته فى تغطية جبينه وعينيه ,بينما تكفلت لحيته بتمويه قسمٍ من وجهه فلم تتبين ملامحه.

كان يرتدي معطفاً رمادياً خفيفاً من النوع الواقي من المطر ,فرغم انهم قد صاروا في اواخر مايو(ايار) غير ان السماء لا تزال تغدقهم بأمطارها الغزيرة حتى اللحظة .. تجاسرت أليس على الخروج بعد ان غادر الصحفيون المزعجون واقتربت منه بأرتباك وانحنت بقربه واخذت تلملم حاجياتها معه وقالت بصوت خافت دون ان تجرؤ على التحديق به ...

"اشكرك جداً على ما قمت به سيدي ...لم اعلم ما افعل ؟؟.."

ظل صامتاً ولم يجبها وقد أولاها ظهره وانشغل بالتقاط الأشياء ,فاسترقت نظرة خاطفة اصطدمت بكتفيه العريضين امامها فنكست رأسها بسرعة فقد اربكها حضوره القوي الطاغي بشكلٍ عجزت عن تفسيره ,لذا سارعت بحمل ما تستطيع حمله وخطت بخفة للداخل بينما تولى هو حمل باقي الاغراض بين ذراعيه القوية ..

قبل ان تخطو للداخل القت نظرةً متحسرةً على علبة البوظة التي سقطت عند الباب ,وفكرت بخيبة ابنها الذي كان يتوق لتذوقها ,وفكرت بأمل بأنها ستعوضه بعمل بعض البودنج, ثم تذكرت انها لا تملك من مكوناته شيئاً فزفرت بخيبة شديدة وخطت للداخل بكآبةٍ والغريب المنقذ يتبعها ...

ودون ان تلتفت له همست بخجل تدعوه للدخول ليضع الحاجيات التي يحملها
"تفضل بالدخول يا سيدي..."

لم تكن معتادة على دعوة الغرباء لمنزلها لكنه انقذها وساعدها في حمل اغراضها لذا فمن الادب ان تشكره على مجهوده ولو بفنجان شاي .

وضعت ما كانت تحمله من حاجيات على الطاولة الصغيرة في وسط الغرفة المتواضعة التي تستعملها كغرفة معيشة وطعام في آن واحد ,وأخيراً تجاسرت والتفتت صوبه وتجرأت على النظر لوجهه لأول مرة وهي تقول

" شكراً على ما فعــ..." لكنها بترت جملتها ما ان وقعت عيناها على وجهه ,وفارقتها ابتسامة الامتنان التي كانت تعلو وجهها ..و شهقت بدهشة مشوبة بغضب

"انت..؟!!!!"

تأملها جوليان بعينين اشتاقت لرؤيتها كما تشتاق الأرض الظمأى لماء المطر بعد فصل جفافٍ طويل واقر في نفسه

"يا الهي ...!! ما تزال جميلة كما كانت ...بل وحتى اجمل مما كانت,وكأنها لم تكبر يوماً رغم مضي قرابة الستة اعوامٍ منذ رأيتها اخر مرة "

استدار عنها ليتجنب نظراتها الحادة التي تخترقه كسهامٍ سامة...وحاول ان يتماسك ويلملم شتات نفسه ,فهو ليس هنا ليبدي اعجابه بطليقة ابن عمه بل لينجز مهمة غاية في الاهمية ,تجاهل حدتها الظاهرة وتوجه صوب الباب وسحب المفتاح الذي ظل عالقاً في الجهة الخارجية, وبهدوءٍ اغلق الباب بالمفتاح وستبقاه في يده..

لم تغب حركته تلك عن اليس والتي ظلت تحدق به بغضب وحقد ..

"انه هو...هو.. جوليان ..من غزا حياتنا قبل سنوات ودمرها ,انه هو "

فكرت بغضب ثم جهرت ساخطة

"ماذا تريد ؟.انا لم اسمح لك بالدخول ."

" حقاً؟( قال بتهكم بصوته العميق الذي يبعث القشعريرة في نفسها ..)ظننت انك قلت لي تفضل ..."
تذكرت انها فعلت ذلك حقاً بل وكانت ستدعوه لشرب الشاي معها , لكنها لم تدرك لحظتها انه هو...فشعره اطول من السابق ويبدو انه قد اكتسب بعض الوزن لكن ليس سمنة بل عضلاتٍ قويةٍ ومثيرة ...صرفت عينيها عن التحديق في جسده القوي الذي لم يخفى عليها رغم ارتدائه للمعطف الواسع...

اجلت جنجرتها وقالت بحدة
"ماذا تريد ؟؟ "

"الن تسمحي لي بالجلوس ,ألن تدعوني لشرب شيءٍ على الاقل... فحدينا قد يطول" قال بثقة وهدوء ,فاستثار حفيظتها وغضبها فصاحت به

"لا ...لا حاجة لي بسماعك فأنا اعلم لم اتيت وسأختصر عليك الوقت والجهد ..قل لمن ارسلك ...اني لن اعطيهم دانيال ابداً .. وان كان ادريان قد تذكر الآن بأن له طفل , ويريده فلما لا يأتي ويبرر لطفله ويخبره لمَ تخلى عنه كل تلك السنين ... ..."

"ادريان !!! "
تلفظ باسمه بخفوت وحيرة وهو يحدق بها بغرابة ,ثم ادرك انها ربما لا تعلم بعد ما جرى له ...تمالك نفسه بصعوبة بعد ان طال صمته ثم ازدرى ريقه وتابع بصوت خافت

" ادريان مع الأسف ..قد مات ...منذ اكثر من ستة اشهر..."

قالها بصوتٍ خافت وبشكل متقطع ..لكن رغماً عنه بدى صوته حاداً كالرصاص الذي اخترق جسدها فأدماه ..

وقع كلامه البارد الجاف على رأسها كالصاعقة ,فحدقت به غير مستوعبةٍ ما يقوله وهمست بأستنكار

"مات !!!؟؟؟ لا...كيف يعقل هذا ؟!!..انت تكذب بالتأكيد"

تيقن جوليان من شحوبها الواضح انها لم تكن تعرف بأمر موته فعاد يؤكد لها بخفوت

"أنا ..اسف حقاً ..لكن ادريان ..قد مات"

شعرت أليس بالارض تهتز من تحت قدميها وبالغرفة تدور بها ..للحظة ظنت ان ما سمعته كان وهماً لكنها ادركت حقيقته بالنظر للهذا الوحش القابع امامها في صورة انسانٍ وديع..

لم تعد قدماها تحملانها فانهارت ..وكادت تسقط لولا ان تلقفتها ذراعاه القويتان كالفولاذ , رأت في عينيه الخوف والألم قبل ان تغيب عن الوعي...


************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 10:43 AM   #54

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

شعرت اليس بثقلٍ في رأسها ودوارٍ شديد يلفها ,ثم عادت تلك الرائحة القوية النفاثة تتخلل انفها ..ازاحت وجهها بجهد مبعدةً انفها عن مصدر تلك الرائحة النفاثة التي حللها دماغها شبه الواعي بأنها للعطر المزعج الذي ارسلته العمة سوزي كهدية لها في عيد ميلادها ,لكنها لم تستغ يوماً رائحته القوية ولم تستعمله مطلقاً لكنها أحتفظت بالقارورة لجمال شكلها ولتكون تذكاراً من عمتها التي رحلت عن الدنيا بعد ذلك بوقتٍ قصير ..

تحركت وهي تأن ثم ادركت انها تسمع صوت بكاء دانيال قادماً من بعيد ,فاخذت تجاهد نفسها لتفتح عينيها الخضراوين ,وبصعوبة استطاعت فتحهما لتبحث عن صغيرها الباكي , لكنها فوجأت بالرجل الذي جاءها بالخبر المشؤوم يجثو امامها على ركبتيه وفي عينيه الرمادية نظرة خوف وقلق لم تستطع تفسيرها أو لم ترغب في تفسيرها ,فعاد صوته القلق يثيرها وهو يسألها بصوتٍ محموم

" ..هل انت بخير يا ليزا...؟؟!

" ليزا..؟!!!" فكرت بتعب واحتاجت أليس لدقيقة لتستوع ما يجري ,حدقت به بأستغراب وتسائلت بحيرة

" لمَ يبدو قلقاً هكذا ؟؟..ولم َيقف منحنياً امامي بهذا الشكل ؟؟"

همت بابعاده عنها بعد ان شعرت بارتباكٍ لقربه الشديد منها وقبل ان تفعل اي شيءٍ شاهدت رأس داني الصغير يبرز من تحت ذراع جوليان وهو يقول بهلع

"ماما... ماما هل انت بخير ؟!"

لقد شاهد الصغير داني كل ما جرى لها من اعلى ادرج ,شاهد كيف سقطت مغشياً عليها ..وكيف حملها ذلك الرجل الغريب بين ذراعيه بسهولة ومددها على الاريكة ثم اسرع للحمام ليخرج بعد لحظات منه وهو يحمل زجاجة العطر الذي تكره امه رائحته لكنها ترفض التخلص منها لأنه هدية من عمتها العجوز الراحلة ,راقب بوجل كيف قام الرجل الغريب برش القليل من العطر على منديله الخاص واخذ يقربه من انف امه التي اخذتت تتململ ببطئ ,فتمالك الصغير نفسه واستجمع شجاعته وأسرع بالنزول نحوها ليطمأن عليها ..

شعر جوليان بالذعر ما ان سقطت ليزا بين ذراعيه ..وابتهل ان تساعد رائحة العطر النفاثة في ايقاظ جميلته قبل ان تغريه نفسه فيقبلها كما فعل الامير مع الجميلة النائمة.. وكاد ان يفعل فهي لم تكن يوماً اجمل مما هي عليه الان ,لكنها خيبت رجاءه واستجابت لرائحة العطر وفتحت عيناها الآسرتين ,فأمتنع عن تقبيلها في اخر لحظة حين شاهد رأس طفلٍ صغير يندس من جانبه ليقف حائلاً بينه وبينها ..
وعندها سارعت هي بأبعاده عنها وأحتضان الصغير , واخذت تبكي بحرقة ومرارة ,فشعر بالتعاسة لانه ادرك انها رغم كل ما فعله ادريان بها لكنها لا زالت تفتقده وتكن له المشاعر, وقد المه ذلك الامر كثيراً..

رغب بضمها اليه ليواسيها لكن ما ان دنى منها قليلاً حتى تكورت على نفسها بوجل وهي تحتضن طفلها بأشارةٍ واضحةٍ لنفورها منه ...فابتعد مكرهاً ودخل المطبخ وهو يستمع لنحيبها المرير.

نظر من نافذة المطبخ الصغير الذي يبدو كمطبخٍ للدمى وليس للبشر من شدة صغره ..تلفت حوله بنظرة فاحصةٍ دقيقة كما اعتاد ان يفعل ...فبدى له كل شيئٍ يدل على سوء حالتها المادية ..

"اي بؤس تعيشه!!!" زفر بحد وشد قبضته على حافة حوض الماء وهمس بلوم

"هل انا اسبب في كل ما جرى لها؟!!"

فتح صنبور الماء واخذ يبلل يديه ويمسح وجهه ورقبته بالماء لعله يخفف من حرارة جسده التي ارتفعت فجأة رغم برودة الطقس , خلع معطفه ووضعه على كرسي بجانبه و اخذ يبحث عن شيئ يشربه لعله يطفأ النار التي تأججت في صدره,فأخرج من الثلاجة القزمة الموجودة بجانبه ابريق من عصير البرتقال وجده فيها ..

كان بحاجة لشراب اقوى لكن ثلاجتها وخزائنها خالية من ذلك العصير الذي يريده وهو يعرف حق المعرفة بأنها لا تشربه ابداً .

وابتسم بخفة للمحة ذكرى غزته من ماضيٍ جمعهما يوماً..زفر بقوة ليستجمع شتات نفسه وشرب العصير على دفعة واحدة ووضع الكأس من يده وفي تلك اللحظة شعر ان صوت بكائها قد خف ,فعاد نحو الغرفة ليجدها تمسك بالصبي الصغير وتقبل رأسه بحنو شديد وتمسد شعره بيدها وهي تقول كلماتٍ لم يستطع سماعها ,اقترب منها فصمتت حالما رأته قادماً نحوها حاملاً كأساً من العصير مده لها وهتف برقة

"اشربيه ,وستشعرين بالتحسن .."

لم تنظر اليه فقد كانت تبخل حتى في اعطائه نظرة...لكنها اضطرت لأخذ الكوب منه بعد ان ظل ممسكاً به لوقتٍ طويل ,نظر داني بغضب للرجل الغريب الذي تسبب قدومه بكل هذا الالم لأمه ,تلاقت نظرات جوليان مع داني الصغير قبل ان يقول داني ببراءة

"اريد عصيراً انا ايضاً "

وكان كمن يصدر امراً لجوليان وكأنه يعرف انه سيكون الكونت القادم والآمر الناهي في كل شيء ,فشعر جوليان بالغضب منه واراد ان يمسكه من تلابيبه ويرفعه عن الارض ويصرخ في وجهه قائلاً ..

"من تحسب نفسك,انا لست خادمك ."

لكنه احجم عن فعل هذه الحماقة ,فهذا الطفل لم يبلغ الخامسة بعد وليس ذنبه انه وضع في مسرح الاحداث ..وحين رأى ليزا تعطيه كوبها تنازل مكرهاً وقال بصوت اجش

"لابأس سأحضر له كوباً أخر.."

ولم ينتظر ليسمع اعتراضها وعاد بعد لحظات وفي يده كوبٌ اخر. ,تناوله دانيال منه وقال بأدب

" شكر لك"
ابتسم جوليان بسخرية وردد في نفسه بتهكم "على الاقل أنه يشكرني وليس كباقي اقربائه الجاحدين"
ثم عاد يتأملها بصمت وهيام ,فرأها ساهمة شاردة التفكير وكأنها في عالم اخر..

*****************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 10:46 AM   #55

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


لم تستوعب اليس ما سمعته بعد ..لم تستطع ان تصدق ان ادريان قد مات ,كيف مات !! هذا لا يعقل ...كل تلك الحيوية والصحة والشباب ...يموت !!!...

ثم تذكرت آخر مرةٍ رأته فيها .... قبل عام ...حين فوجأت به امامها ...وكان يبدو بائساً ومتعباً بشكل مريب ,فهل يعقل انه كان مريضاً ساعتها ؟؟ "

و دون ان تقدر على مقاومة تلك الذكرى اجتاحتها صورة آخر لقاءٍ جمع بينهما ,لقد صدمت يومها بشدة حين رأت ادريان يقف عند باب الاستراحة التي كانت تعمل بها وطلب رؤية ليزا بلهفة شديدة...

في ذلك اليوم لم يكن داني معها بطيعة الحال ,فقد كان في الحضانة ..لم تصدق عينيها حين رأته واقفاً امامها بعيونٍ تائهةٍ حائرة بعثت في نفسها الشفقة والتعاطف عليه ,كانت تظن دوماً انها لو رأته مرة اخرى فستصفعه وتضربه بشدة لتخليه عن اختها وابنه بهذا الشكل المخزي...لكنها لم تفعل , بل ظلت تتأمله بحزن وشفقة ,لم يبدو لها جذاباً كما بدى في السابق بل ظهر تائهاً.. بائساً.. مهزوماً ,وبدل رغبتها في ضربه تحولت رغبتها للجري نحوه وضمه ومواساته, اجل كانت ترغب بذلك حقاً...

يومها (أي قبل عامٍ من الآن ) خطى ادريان داخل الأستراحة وتقدم منها وحياها بخجلٍ وتعبٍ واضح ,فسحبته من ذراعه كطفلٍ صغيرٍ تائه واجلسته على مائدة في ركنٍ قصي ,فتهالك على المقعد بتعب ,كان ظاهراً بوضوح انه يعاني بشدة لذا سارعت بسؤاله عن حاله ناسيةً كل ما فعله بأختها وبأبنه نسيت كل شيء بمجرد ان رأته..

"لقد بحثت عنكم طويلاً يا اليس..صدقيني امضيت شهوراً لأتقصى عن مكانكم ...اخبريني ارجوك اين اجد ليزا.. انا بحاجة لرؤيتها لأشرح لها كل شيء ,لأطلب غفرانها ؟؟" قال بانفعالٍ شديد
حين ذكر اسم شقيقتها الراحلة تصلب وجهها وشحب بشدة وقالت بخفوت

" مع الأسف لقد فات الأوان يا ادري( اختصار ادريان) لقد ....لقد ماتت ليزا... "

كانت ردة فعل ادريان حين سمع بخبر بموت طليقته ليزا مشابهة لردة فعلها الآن حين علمت بموته هو...بل كانت اشد واعنف ..فقد انهار يومها واخذ يسب ويلعن بجنون , و امسك باليس من ذراعيها وشدها بعنف وهو يصرخ بغضب

"هذا كذب ..لمَ تقولين ذلك؟؟ ..الا تريد ليزا ان تراني ..هل هذا هو السبب؟! هل لا زالت غاضبة مني.؟!! ...معها حق ..انا مخطئ ما كان يجب ان اغادر مع جوليان....كان يجب ان انصت لها ....ما كان يجب ان ارضخ لضغوط اهلي ... لكني جئت لاصحح الخطأ ..انا احبها ..احبها بجنون , ارجوك اليس اخبريني اين هي قولي لي رجاءً..؟؟"

رفض تصديقها حين قالت له ان ليزا ماتت منذ ثلاث سنين بمرضٍ السرطان..اخذ يصرخ بالم وحرقة جعلت كل من في الاستراحة ينظر له بحيرة وفضول ..

"هذا كذب ...لا يمكن ان تموت ..زهرتي الجميلة لم تمت ... مستحيل... انتِ تكذبين علي..كلكم تكذبون..اين ليزا؟؟..اين حبيبتي ليزا.."

ظل يصرخ بجنون واليس تجاهد بتهدأته واقناعه بالحقيقة المرة التي رفض تصديقها ...

"انا لا اكذب عليك ادري....لقد ماتت ليزا ماتت ...انها مدفونة في مقبرة البلدة ...."

لم يستجب لها بل دفعها بعنف وغادر بسرعةٍ كأعصارٍ هائج ...كانت تريد اللحاق به لكن لم تدركه فقد ركب سيارته وغادر بسرعة مجنونة ولم يعد بعدها ابداً ...ولم تره ثانية ,ولم يكلف نفسه عناء السؤال عن ابنه الوحيد داني ..

كانت تدرك انه في حالة صدمة لكنها كانت واثقة بأنه حين يفيق من صدمته سيعود لرؤية ابنه الصغير ,لكنه لم يفعل ذلك ابداً ولم تره مجدداً ..

" ما ذنب داني لكي يهجره ..؟( تسائلت بألم )لمَ تخلى عنه ؟؟ ..ما ذنب الصغير بكل ما جرى...؟؟"
كم مزقها هذا السؤال ولا زال يمزقها ,لكن ها هي اليوم تصدم بخبر موت ادريان ,بصعوبة خرجت الكلمات من بين شفتيها وكانت اشبه بهمس كانت تخاطب نفسها لكن جوليان فهم الامر على انها تسأله..

" كيف .... كيف حصل ذلك؟؟؟"

تردد جوليان في اخبارها لكنه اقر هامساً " لقد... انتحر "

نظرت له اليس بذهول وصدمة وشهقت بلوعة

"ماذا؟؟؟ انتحر...أوه لا ...مستحيل "

وعادت تبكي بمرارة ,وضعت يدها على فمها لتمنع زفراتها المتألمة من ان تخرج من صدرها لكنها لم تستطع واخذت تنوح بمرارة مما دفع الصغير ليحتضنها وهو ينظر للجوليان بغضب طفولي قائلاً

"لمَ تزعج ماما ..؟؟؟اخرج من هنا هيا اخرج .." واخذ الصغير يدفع جوليان بيديه الصغيرتين وهو يبكي
"هيا اخرج من هنا .."

ادرك جوليان ان عليه ان يتركها لتهدأ فلا مجال للكلام الآن, التقت عيناه بعيني الطفل الغاضب الدامعة في نوع من التحدي الصامت , ثم نظر للرأس النحاسي المنحني امامه ينتفض بشدة متألماً ...اراد ان يحتضنها ويهدأها ,لكن بدلاً من ذلك اقر بهزيمته واستدار منسحباً بهدوء ظاهري يخفي جحيم النار المشتعلة في صدره
.
فاغلق داني الباب خلفه بقوة طارداً هذا الدخيل من بيته وعاد يجري صوب امه المنتحبة ليحتضنها ..

***************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 10:49 AM   #56

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


ظل جوليان يستند للباب لدقائق قبل ان يتجه نحو سيارته الفاخرة التي تقف بجانب الطريق ..كان الجو ينذر بنزول المطر الذي بدأت أولى قطراته بالسقوط بمجرد دخوله للسيارة ,ثم فجأة انهمر المطر بشدة وكأن السماء تذرفع الدموع بغزارة منتحبةً على من ماتوا

"حتى السماء تنتحب عليك يا ادريان "
(فكر جوليان بمرارة وضرب المقود بعنف بكلتا يديه وتابع بحنق )

"لكن لماذا تبكيه ؟؟ فهو لم يكن سوى جبان متخاذل.. فلماذا تبكون عليه جميعاً ؟؟؟ لماذا؟؟؟"صرخ بألم ...لكنه بعد ذلك انهار وانخرط في البكاء بشدة على ادريان واخذ ينوح بمرارة

" آآآه يا ادريان ...انا اسف.."

لم يكن احد يستطيع ان يفهم حقيقة ما يشعر به جوليان حقاً ,فقد كان الحب والغضب يمتزاجان في قلبه ..أحب ادريان بقوة كأخيه وفي نفس الوقت كره كل ما عاناه بسببه ..

**************************

مع ساعات الصباح الباكر توفق المطر وبدأت الغيوم تنقشع رويداً رويداً لتسمح لأشعة الشمس بالتسلل إلى الأرض على استحياءٍ ,فالتمعت الأشجار والنباتات المبتلةُ تحت وميض اشعتها الذهبية ,فبانت قطرات الماء المتناثرة عليها كلآلئ براقة تناثرت هنا وهناك ,أخترقت اشعتها الدافئةُ الذهبية زجاج السيارةِ المتوقفةِ منذ الليل ووصلت الى حيث يرقد جوليان خلف المقود فشعر بدفئٍ يشمل جسده المتيبس من جراء نومه في مقعد سيارته طول الليل..

كان يحلم بحلمٍ جميل ,فبعد أن عكست الشمس أشعتها الذهبية على وجهه هيأت لعقله الحالم أن شعر ليزا الذهبي النحاسي يلامس وجهه ...وشعر بحرارة الشمس وحسبها انفاس محبوبته الدافئة تلفح وجهه ...انها معه ثانيةً ...معه وحده تراقصه على استحياءٍ كما فعلت سابقاً لكن هذه المرة لم يتركها وينسحب كما فعل سابقاً بل ضمها لصدره بقوةٍ وعاطفةٍ محمومة ,وقد غالبته اشواقه التي كبحها سنين طويلة... لقد اصبحت له بالكامل الآن ,اقترب منها ليغرقها بِقُبلِه.. ليبثها اشواقه وعشقه الخزون في قلبه ...

لكنه استيقظ فزعاً على صوت طرقٍ قوي على زجاج سيارته فتح عينيه بارتباك ليرى رجلاً قصير القامة غارقاً في معطفه الأصفر الواقٍ من المطر ويغطي رأسه الأصلع بقبعةٍ صفراء مضحكة مصنوعة من نفس القماش البلاستيكي الواقي ,كان رجلاً في نحو الخمسين من العمر بوجهٍ مائلٍ للحمرة بشوش و مستديرٍ كثير النمش , عاد الرجل يطرق على النافذة بإلحاحٍ ليتأكد من ان جوليان استفاق, وقال بلكنة أهل اسكوتلندا المشهورة :

" لو سمحت حرك سيارتك فهي تسد مدخل بيتي "
إحتاج جوليان لدقيقة ليستوعب ما يقوله الرجل والذي كرر كلامه بتأني ليفهمه ما يعني وهو يشير بيديه لمدخل منزله ...

التفت جوليان حيث أشار فرأى أن سيارته ذات المقدمةٍ العريضة قد سدت فعلاً جزءً من مدخل بيت ذلك الرجل وكراجه...استغرب الامر فهو بارعٌ في القيادة ويلتزم بقوانين المرور فكيف غفل عن هذا الامر ..وتذكر ما حدث يوم أمس حين كان متجهاً صوب منزل ليزا ليحدثها ولاحظ من بعيدٍ أزعاج الصحفيين لها فأوقف سيارته بسرعةٍ وعنف ونزل لينقدها منهم دون ان أن ينتبه للمكان الذي ركن سيارته فيه..

بشكل حالم عادت صورتها - وهي منحنية بجانبه تجمع الاغراض المبعثرة- تداعب مخيلته ,كانت تنظر للاسفل باستحياءٍ بينما انسدلت خصلاتُ شعرها النحاسي الطويل مخفيةً جانب وجهها الجميل ,ظل ينظر لقمة رأسها الذي غطته بقبعة خضراء ذاتِ حياكةٍ يدوية ,بينما لفت عنقها بوشاحٍ من نفس اللون والنوع ,ما ان رأها حتى سرت في جسده رعشةٌ كبيرة اعادته لذكراياته قبل ست سنوات حين رأها اول مرة ,فهكذا بدت له حينها ....

عاد يسمع الطرق المزعج على نافذته فتنبه أن الرجل لا زال واقفاً بجانبه ويشير له ليفتح النافذة ليحدثه ففعل بحرج وأرتباك وقال معتذراً بلكنته الاجنبية المميزة:

" انا حقاً آسف لم أنتبه ...."ولم يكمل اعتذاره فقد ابتسم له الرجل بخفةٍ بعد ان ادرك انه غريبٌ عن بلاده وعلق بتفهمٍ قائلاً :

" هل قضيت ليلة سيئة .؟"
تأمل جوليان وجهه بالمرآة فكان شعره المبعثر بشدة ومعطفه المتجعد أكبرُ دليلٍ على أنه نام في سيارته ,هز رأسه بأرتباك حين لمح خطوط الدمع الجاف على خديه فسارع بمسحها بكفه بكبرياء يداري حرجه ..
فقد نام على دموعِ واستيقظ على عناق لم يكتمل ..وبينهما أحلامٌ وكوابيسُ لطفولته القلقة...

علق الرجل ضاحكاً وهو ينظر صوب كوخ اليس :
" لا عليك ستغفر لك...بعد ان قضيت ليلةً باردة في الخارج ..كل ماعليك ان تقوم به هو رفع راية الصلح..."

" ها ..ماذا تعني؟؟! "
لم يفهم جوليان قصد الرجل الذي اوضح بعد أن قرب رأسه منه وهمس

" اذهب واشتري لها شيئاً تحبه وستغفر لك ,فمع أعتذارٍ لائق وحلوى لذيذة -شكولاتة مثلاً - ولا تنسى باقةَ وردٍ مميزة ايضاً , وساعتها لن تذكر سبب شجاركما حتى "

كان الرجل يرى دلائل الحيرة على وجه جوليان فقال بصوتٍ اقوى فقد أراد لفكرته ان تصل اليه بوضوح..
"أعرف انك تعتقد أن الأمر سخيف لكن النساء يحببن هذه الأشياء السخيفة ,فلو كنت مكانك لأعددت لها الأفطار وقدمته بنفسي وهي ما تزال في السرير ,عندها سترفع اليك نظرها وتمد يديها لتحتضنك ..وستغفر لك اخطاءك وستدعوك لمشاركتها الفراش ...هل فهمت قصدي !" وغمز بعينه وضحك ضحكةً مجلجلة ً خرقاء..

واردف قائلاً ليحفزه " اسأل مجرب ولا تسأل طبيب دائماً ما كان الأمر ينجح معي ...هيا ماذا تنتظر؟؟!...أذهب اليها ...أم تود قضاء ليلة اخرى في العراء نائماً في سيارتك ..وحتى ان كانت مريحة في القيادة كهذه "

واخذ ينظر بإعجابٍ لسيارة bmw حديثة الطراز ثم أكد قائلاً " لكن فخامة السيارة لا تغني عن دفئ السرير "

عندها أدرك جوليان ما كان يقصده فقد ظن ان اليس زوجته او عشيقته وانه قد تشاجر معها لذا نام في سيارته ...شعر بالحرج واراد ان يصحح خطأ الرجل ويشرح له ان الامر ليس كما يظن لكنه لم يقل شيئاً فقد خطرت على باله فكرة لذيذة ...
فأبتسم للرجل بمرح ,فقد الهمه هذا العجوز بفكرةٍ رائعة ينوي تنفيذها فوراً ,فشكره بلطف واشعل محرك السيارة وغادر من فوره وهو ينظر لباب كوخ محبوبته ويقول بثقة:

"ساعود حالاً ياحبيبتي...انتظريني "
*************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 10:55 AM   #57

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


وبعد نحو ساعتين كان يركن السيارة امام منزلها هذه المرة ,خرج وهو محملٌ بأكياس البقالة الكثيرة الممتلئة بالمشتريات ,لقد قطع مسافةً لا بأس بها حتى وجد متجراً يعمل على مدار الساعة فدخله واشترى ما اسعفته ذاكرته بشرائه بعد ان تذكر مطبخها شبه الخالي ,لكنه لم يوفق في العثور على باقة وردٍ في هذا الوقت من الصباح..وقد عزّى نفسه قائلاً:

" ان وافقت على ما سأخبرها به فسأغرقها بأجمل الورود لأخر يوم في حياتنا ".

رن جرس الباب وانتظر وهو يعقد اصابعه املاً ان تسمح له بالدخول وتستمع اليه ...لكنها لم تجب ,فكرر المحاولة بلهفة وترقب و فوجئ بعد ان قرع الجرس للمرة الثالثة بأن دنيال الصغير هو من فتح الباب له ,نظر الولد الصغير له بعبوس وهتف بحدة:

" ماذا تريد ...؟"

حدق جوليان بالصبي الصغير وهذه المرة تمكن من ملاحظةِ مقدار الشبه بينه وبين ادريان ,فكلاهما لهو نفس لون الشعر الأشقر الذهبي ,ونفس لون العينين الزرقاوين الصافيتيت ,لكن ملامح وجهه الصغير والطريقة التي ينظر فيها كانت لها.. لليزا...

اراد جوليان أن يرد عليه بجلف (ليس من شأنك اريد ان اكلم امك ) لكنه احجم عن فعلته الحمقاء التي مردها حنقه على كل ما يمر به من صعوبات ....

فتراجع عن رده الجاف الخشن ذاك حين تذكر أنه يقف امام طفلٍ صغير لم يتجاوز الخامسة بعد,ورغم سخطه من كل ما تمثله الكونتسية التي تسعى للتحكم باملاك العائلة من خلال حفيدها الصغير...لكنه لم يستطع أن ينكر اعجابه بهذا الصغير الذي وقف عاقداً ذراعيه امام الباب ليسده ويمنعه من الدخول, فرغم حداثة سنه إلّا انه لم يخف منه ,ويريد حماية امه بأي ثمن وهذا يدل على تصرفٍ رجولي ثابتٍ وقوي قل نظيره في الرجال فكيف به بطفلٍ صغيرٍ ...

فلم يجد جوليان خياراً امامه سوى أن قال له - وبشكلٍ أستهجنه من نفسه - :

"انا اعتذر عن ازعاجي لها مساء امس ..لقد احضرت لها بعض الـ....الاغراض..فهل تسمح ان تناديها ..."

" انها نائمة .."قالها الصغير بتذمرٍ وحنقٍ واضح ..

تذكر جوليان ان الساعة ماتزال الثامنة صباحاً وان الوقت لا زال مبكراً , لكنه تكدر من فكرة ان يفتح الصغير الباب بنفسه وامه نائمة , ماذا لو كان الذي قرع الجرس شخص غيره ؟!!
فسأل الطفل بلوم...

"ان كانت امك نائمة فلم فتحت الباب ؟؟!! ...هذا ليس عملاً صائباً.."

رد الصغير بتبرم " اعرف لكني لم ارد ان تزعجها بقرعك المتواصل على الجرس ..كما اني ظننتك السيدة جوبس جارتنا..."

ابتسم جوليان للطفل الفطن ( انه رجل صغير بالفعل ..وليس كوالده ادريان) اقر لنفسه بضيق وتابع بصوت عالٍ

"..حسناً لقد اردت ان اعتذر منها فهل تسمح لي بالدخول..؟"

" لا طبعاً ...لن افعل ذلك.."قال الصغير بشكل قاطع وفرد ذراعيه وساقيه على اتساعهما ليمنع جوليان من الدخول فلم يمتلك جوليان سوى الأبتسام بإعجاب بتصرفه الرجولي الشجاع,وقرر ان يثير فيه الشخصية الطفولية ويلاعبه فقال بمرحٍ ماكر وهو يدعي خيبة الامل:

"كم هذا مؤسف ! خسارة فقد احضرت لها المثلجات..."

اخرج جوليان من الكيس علبةً كبيرة الحجم من البوظة اللذيذة بالشكولاتة والمكسرات الشهية التي يحبها داني بشدة ,فقد لاحظ خيبة رجاء الصغير بعد ان سقطت علبة المثلجات يوم امس..وادرك انها قد تكون نوعه المفضل فقرر شراء اكبر حجم ممكن لعله يشتري هدنة مع الأم بإرضاء صغيرها..

"لا بأس إن لم استطع اعطائها اياها سأحتفظ بها لنفسي "
علق جوليان بمكرٍ متلاعباً بمشاعر الصغير الذي اخذ ينظر للبوظة العملاقة بلهفة وصاح بفرح

" واااااو ...انها سوبر إكسترا المدهشة "

كان داني يتمنى ان يشتري هذه البوظة منذ زمن لكن امه تعذرت دوماً بأنها غالية الثمن ,وانها ستحضرها له في المستقبل بعد ان تتحسن ظروفهم المادية..

تردد داني بشدة بالسماح لهذا الغريب بالدخول ,لكن براءة الطفولة غلبت على التصرف الحكيم ,فتحريك جوليان للعلبة امامه اغراه بشدة فسال لعابه وتحرك على استحياء وسمح له بالدخول...

سرّ جوليان بنجاح فكرته فقد اغرى الطفل حقاً وكسبه لصفه و بقي الدور على امه ..لكن لم يغب عنه ملاحظةٌ مقدار قلقه من إدخال شخصٍ غريبٍ لبيته فطمأنه قائلاً ..

" انا اعرف ماما منذ زمن واعرف بابا ايضاً"

"هل تعرف بابا حقاً ؟!! "

سأله داني بانفعال فهز جوليان رأسه ليؤكد ذلك فتابع داني بحماسة قائلاً" كيف حاله انا مشتاق له...متى سيعود؟؟؟ "

شعر جوليان بغصة في حلقه ,فالطفل متلهفٌ لرؤية والده ويبدو أنه لم يعرف بموته بعد ....وتذكر انه حين اخبر ليزا بخبر موت ادريان كان الصغير بعيداً لذا تابع بأرتباك

" إنه ....مسافر...منذ مدة ...إنه في مكان بعيد جداً"...هكذا أسعفته فراسته أن يقول

" هذا ما تقوله ماما دوماً ..لا ادري لمَ يظل مسافراً هكذا,اعرف انه رحّالةٌ مغامر كـ(إنديانا جونز) لكني افتقده واشتاق اليه (ثم تطلع لجوليان بنظراتٍ بريئة ٍ ملهوفةٍ لمعرفة اي تفصيلٍ صغير عن حياة ابيه الغامضة )

" هل تعرفه حقاً... هل كنت معه في السافانا .. ؟؟؟"

ادرك جوليان ان الصغير لا يعرف شيئاً عن ابيه ....لذا لم يجازف بكشف الحقيقة له
"أجل انا اعرفه ...اعرفه جيداً ..."

قالها جوليان بصوت عميقٍ مشوبٍ بالتوتر الشديد فذكرى ادريان تثير في نفسه مشاعر مختلطة يصعب شرحها أو الحديث عنها ..

" حدثني عنه ..."قال داني بلهفة

فرد ببرود لم يقصده " ربما فيما بعد(وتحجج ) ..علي ان اضع هذه اولاً فهي ثقيلة..."
اشار للمشتريات التي يحملها فتحرك داني امامه وطلب منه ان يتبعه للمطبخ ,وحين مرّا من غرفة المعيشة اشار له داني ليبقى هادئاً فأمه كانت نائمةً على الاريكة في غرفة المعيشة .

نظر جوليان لها بحبٍ وشعر بحنينٍ جارفٍ نحوها و تمنى لو يلقي ما في يديه ويركض اليها ويحتضنها ويغرقها بقبلاته واشواقه ..لكنه لا يستطيع ذلك الآن فلا زال امامه الكثير ليظفر بقلبها ..

زفر بضيقٍ وشعر بالتوتر فضغط على اكياس التسوق التي معه ليمنع نفسه من تنفيذ ما خطر بباله ويتوق اليه بشدة,وأكره نفسه على السير خلف داني نحو المطبخ الصغير حيث قام بوضع الاكياس على الرف الرخامي القديم ذو الحواف المشققة , واستدار لينظر للفتى الصغير الذي كانت نظراته قد لانت بعض الشيء لقبوله بهذا الغريب في منزله .

اخذ يتأمله بدقة وأنتبه لعينيه الزرقاء خلف تلك النظارات الكبيرة واكد لنفسه

"يا الهي كم يشبه ادريان حين كان في مثل عمره"

فقد كان ادريان يضع نظارات طبية منذ ان كان صغيراً ,فقصر النظر كان من المشاكل الوراثية في اسرتهم .. وقد عالج ادريان المشكلة بالليزار حين كبر واستغنى عن النظارات للأبد ...

" لم تنظر لي هكذا ؟؟..هل تسخر من نظاراتي ..؟"سأل داني بحدة بعد ان لاحظ نظرات جوليان الفاحصة
فرد علي جوليان بصدق

"لا...فأنا أيضا عندي مثلها (و كان جوليان يعاني من قصر النظر ايضاً لكن بدرجةٍ اقل ويحتاج نظارةً للقراءة فحسب وقام بإخراجها من جيبه وقال بخفة ) اترى " ثم ارتداها بعد ان ركع امام الطفل ليصير على مستوى قامته ثم تابع بمرح " كيف أبدو؟؟؟"

رد داني مبتسماً " لابأس بك ..لكن نظاراتي أجمل...لقد اخترتها بنفسي ..حين صحبتني ماما لمحل النظارات..و..."

واسترسل الصغير في سرد قصةِ شرائه للنظارة بينما أهتم جوليان بإفراغ البقالة والاغراض التي اشتراها فوق الطاولة الصغيرة وهو يستمع بأهتمامٍ لكل ما يقوله داني ,وتفاجأ من نفسه كيف استمتع بحديثه المسلي حيث انتقل من موضوعٍ لموضوع بكل خفة ومرح , سأله جوليان بفضول بعد وهلة :

"هل تتأخر ماما عادة في الاستيقاظ.؟؟"

" لا ..انها تستيقظ باكراً جداً لتذهب للعمل لكنها طردت من عملها قبل أيام ,تقول ان جاك اللعين طردها دون سبب....(عقب الصغير بحنق ثم اكمل ) كما أنها و بسبب انزعاجها منك بالامس بقيت تبكي طوال الليل ..حتى انها لم تدخلني سريري وتقص لي قصة كما اعتادت ان تفعل ..فارتديت ملابسي بنفسي....."

فعلاً انتبه جوليان لصف ازرار سترة النوم التي لم تزرر بشكل صحيح وقد ارتداها ايضاً بشكلٍ مقلوب ..تابع داني قوله

"لقد صحوت في الليل ووجدتها نائمة على الاريكة هكذا فذهبت واحضرت بطانية وغطيتها .."

شعر جوليان بالاسف لحالها لكنه لم يشأ ان يزعجها فعلاً فهذا اخر ما يريده ..لكن ماهو مقدم عليه سيكون صعباً ومهما حاول أن يخفف من وطئته فستنزعج منه على الاغلب ...خاصةً بعد ان تبين حقيقة تعلقها بادريان حتى اللحظة رغم كل هذه السنين التي مضت على طلاقهما ....

تنهد بتعب وحاول طرد الافكار المربكة من رأسه وقال بمرح مصطنع ..

" هل افطرت يا صغيري ؟؟أه انا لم اتعرف عليك بعد ما اسمك ؟؟"

"كيف تعرف بابا ولا تعرف اسمي ...انا دائماً ارسل له رسائل لأفريقيا "
علق داني بريبة فبُهت جوليان من تفويت هذه النقطة وتعذر بقوله

"انا انسى بسرعة سامحني...على فكرة انا ادعى جوليان.."
مد جوليان كفه ليصافح الصغير وبعد تردد صافحه داني وقال

"وانا دانيال و يمكنك مناداتي بداني "

" مارأيك داني لو نعد افطاراً شهياً لك ولماما..؟؟ ".

" هل تجيد الطهو؟"سأله بشك

" قليلاً..لكني استطيع صنع فطائر لذيذة " رد بمرح

" حسناً سأساعدك فأنا اساعد ماما دائماً "علق داني بثقة

"جيد" رد جوليان مشجعاً

*************************
نهاية الفصل الثاني
قراءة ممتعة للجميع


noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 02:45 PM   #58

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الورد.
فصل جديد وضح حية غموض
عرفنا طريقة تعرف ليزا بادريان اليس حبت ادريان و هو حب اختها بنفس الوقت جوليان افتكر اليس هي ليزا و ميعرفش ان عندها اخت تؤام
فيه شخص بيطالب بداني هل هو ادريان قبل ما يموت و لا الكونتيسة الشريرة
هل هتخبي اليس حقيقتها على جوليان و لا هتقوله انها اليس مش ليزا
بانتظارك


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 08:29 PM   #59

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الورد.
فصل جديد وضح حية غموض
عرفنا طريقة تعرف ليزا بادريان اليس حبت ادريان و هو حب اختها بنفس الوقت جوليان افتكر اليس هي ليزا و ميعرفش ان عندها اخت تؤام
فيه شخص بيطالب بداني هل هو ادريان قبل ما يموت و لا الكونتيسة الشريرة
هل هتخبي اليس حقيقتها على جوليان و لا هتقوله انها اليس مش ليزا
بانتظارك
اهلاً رونتي ...تعقيدات وضع اليس وجوليان لها ابعاد قديمة ...وهذه التعقيدات ستظهر في الفصول القادمة شكراً لكِ صديقتي لتفاعلك ....


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-07-18, 12:41 AM   #60

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واااااااااااااااااااااااا او توائم مفاجاااااااااااااااااءة


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.