08-12-18, 09:21 AM
| #592 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب أحلام 
|  لا كده صعب قوي علي الاتنين دول تحملوا كتير لحد ما قدروا يتواصلوا والأمور بينهم يبقي فيها تفاهم وجات الحقيره ام منقار ايزابين السوسه دخلت ما بينهم دلوقتي بقي كمان عاوزه تخلص منهم عشان تخلو ليها الساحه بس اعتقد ان امر هيه ماكنتش عامله حسابه هيظهر ويدمر لها كل خططها عشان أنا نفسيتي تعبت 😕😕😕😕😕 باعتذر عن تاخري في المتابعه 🤷🙊🙊🙊 | ||||
|  |
|
08-12-18, 08:44 PM
| #593 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء 
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
08-12-18, 08:47 PM
| #594 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
08-12-18, 08:49 PM
| #595 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| اقتباس:
يا روحي سلامتك من التعب ,سامحيني اذا تعبتك بس هو ده الي بيحصل في الحقيقة ,ويمكن اكثر ...لكن الغلبة للحق دايماً وان طالت جولات الشر ... | ||||||||||
|
| |
|
11-12-18, 11:19 PM
| #597 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| مساء الخير على جميع صديقاتي الغاليات ,والقارئات المخلصات ....حابة انوه انه راح اصير انزل الفصول مساءً حتى اعطي نفسي فرصة اكبر للتدقيق والتعديل ....الفصل الليلة طويل شوي وفيه احداث كثيرة بتمنى تنال اعجابكم .... الفصل الثالث والعشرون معاً الى الأبد وصلت أليس لبلدة فياندن فوجدتها شبه خاليةً من السكان , وضعت يدها على صدرها تحاول الحد من حركته المضطربة بسبب لهاثها الشديد بعد ان قطعت اكثر من اربع كيلومترات جرياً على الأقدام ,مسدت بعض خصلاتٍ من شعرها التي تبعثرت اثناء جريها ودفعتها بحركةٍ متوترةٍ خلف اذنها ,واخذت تجيل بصرها في المكان فرأت بعض الصبية يتضاحكون ويشيرون لناحية النهر ,فأيقنت ان الجميع عند ضفة النهر حيث سيقام سباق القوارب ....فتحاملت على نفسها وإرهاقها وعادت تجري صوب الشاطئ ...... وحين وصلت فوجئت من اكتظاظ المكان بالناس المحتشدين على ضفة النهر ....فرفعت يدها بمحاذاة جبينها وفوق عينيها لتحجب اشعة الشمس الساطعة وتتمكن من الرؤية جيداً ,وبدأت تبحث عن طفلها ...فلمحت المنصات من بعيد ,واستطاعت تميز المنصة الملكية بسهولة لجمالها المبهر ,وزينتها المفرطة ,وكثرة الحرس المحتشدين حولها .... فدنت بحذرٍ من المنصة وهي تتلفت بكل اتجاه خشية أن يعرفها أحد....ثم وقع بصرها من بعيدٍ على صغيرها المتقوقع بصمت بقرب مارتينا وادركت مقدار بؤسه ...لم تستطع منع الدموع من الأنهمار حزناً عليه ,لقد آذته دون أن تقصد ...ارادت حمايته فتسببت بضياعه... حاولت ان تتماسك وتدنو من المنصة غير أن أحد الحراس الواقفين اوقفها بحزم ,واخبرها أنه يمنع الأقتراب من منصة الشرف الملكية إلا للموظفين المصرح لهم بخدمة الأسرة الحاكمة وحاشتها ... حاولت التذرع بكونها خادمةٌ في القصر وهي تشير لملابس الخدم التي ترتديها ,وادعت بأن عليها ان توصل شيئاً مهماً للمنصة الرئيسية ...كانت ترى الدوقة والأميرات يتحدثن مع ازابيل فرغبت بالذهاب إليهن والصراخ بأعلى صوتها لتعلن لهن بأن الكونتيسة كاذبة ,وبأنها تريد سلبها طفلها العزيز ...لكن كيف ستتمكن من فعل هذا والحارس المتعنت رفض ان يدعها تقترب طالما لا تحمل شارة العبور!!! عادت ترجوه "يجب ان تدعني امر...ارجوك" لكنه زجرها بحنق بعد ان ضاق ذرعاً بتطفلها ونهرها قائلاً "قلت لك غير مسموحٍ لك بالعبور دون تصريح ..." هتفت باكية "انت لا تفهم ...طفلي هناك...يقف وحيداً دعني اعبر ارجوك" لكنه قابلها بالصد والجمود ...فصرخت بصوتٍ عاليٍ ... "داني ...حبيبي داني انا هنا..." انتبه داني لها بعد ان هتفت بأسمه وهمس بخفوت وهو يغالب دموعه "ماما..!!." تنبهت ازابيل لما يجري وبسرعة حاولت ان تتدارك الموقف فأشارت لمارتينا بحركةٍ من عينيها لتأخذ داني بعيداً وتشغله بأي شيء....فسارعت مارتينا بالتنفيذ ,فدنت من داني وحدثته بمرحٍ زائف .... "تعال يا صغيري الرائع لأريك الشيء المدهش الذي احضرته لك " تصلب داني مكانه وعيونه تتطلع بلهفةٍ نحو أليس ,فهمس بوهن "أهذه ماما؟؟!! ؟؟" زجرته مارتينا بغيظ ودنت منه وتمتمت بحنق جلي "فيليب ماذا اتفقنا ؟!! ...." ارتبك داني امام حدتها ونكس رأسه فعادت مارتينا تقول بحزم "هذه المرأة كاذبة ...كم مرةً علي ان اخبرك بهذا.!!..حاولت خطفك من جدتك لتحرمك من كل هذا النعيم ...تذكر هذا جيداً ....ودعك منها ...هيا تعال معي " وقادته معها نحو زاويةٍ بعيدة حتى تستطيع ازابيل ان تشغل الدوقة عن التحديق بتلك المزعجة التي لا تعلم حتى اللحظة كيف استطاعت الخروج من اسرها ,بينما كان من المفترض ان يقضي عليها يوهان .... "جلالتك ...هيا بنا الكل ينتظر..." هتفت ازابيل بتعجل لم تجبها الدوقة بل ظلت تحدق باستهجانٍ بتلك السيدة التي اخذت تصيح محتجة ,وقد تجمع حولها عددٌ من الحراس يحاولون أبعادها عن المنصة ...فسألت الكونتيسة بأستغراب ... "اليست هذه ليزا زوجة جوليان...؟!! " ارتبكت ازابيل من دقة ملاحظتها ولم تعلم بما تجيبها لتتدارك الكارثة التي توشك على الحصول ... عادت الدوقة تحدق بأليس بأستغراب ثم سألت بشك " ماهذا ؟!! هل ترتدي ثياب الخدم ..؟؟" وكأن كل الخبث والمكر الموجود في الدنيا تجمع لحظتها في عقل اللعينة ازابيل حين سمعت هذا الكلام ,و بدأت بمهارةٍ تنسج فصول مسرحية تراجيدية زائفة لتخرج نفسها من الموقف الحرج الذي وقعت به ... فقالت مدعيةً خيبتها "الحقيقة لا أعلم كيف لي ان اخبرك بهذا الأمر مخجل ؟؟؟" استحثتها الدوقة بنفاذ صبر "ما الأمر ايتها الكونتيسة ؟؟؟" ردت ازابيل بمكر مدعيةً الخجل "الحقيقة مولاتي كان علي ان اطلعك على الأمر قبل الآن لكن ...لكني خجلت من اخباركِ به ,ورغبت بأن تعرفي من غيري لأني لا أجرؤ على ازعاجك بأمرٍ كهذا.." "تحدثي ايتها الكونتيسة ما الأمر؟!! وماذا تفعل زوجة جوليان بهذا الزي وهذه الهيئة؟!! ...وعن اي طفلٍ تتحدث ؟!!"سألتها الدوقة بنفاذ صبر ازدرت ازابيل ريقها بصعوبة وعادت تنسج خيوط حكايتها الكاذبة " الحقيقة تلك الشابة التي تزوجها جوليان –دون علمي وإرادتي – هي في الحقيقة مجرد خادمة كانت تعمل لدى مارتينا كمربية لحفيدي ,وحين حضرت مارتينا مع حفيدي وأدرك جوليان انه سيخسر اللقب ,سعى لتغرير بهذه الخادمة لتساعده على ..." (واشاحت وجهها مدعية الانزعاج ,فعادت الدوقة تستحثها بنفاذ صبر ) "تساعده على ماذا ؟؟؟" فردت ازابيل بخفوت " تساعده على نيل اللقب ....بخطف حفيدي ..آه " واخذت تتباكى بزيف وقفت الأميرة الكساندرا بحدة بعدما تناهى لها ما قالته ازابيل وعلقت باستهجان غير مصدقةٍ هذا الأدعاء "هذا غير معقول؟؟" ونظرت لوالدتها الدوقة التي وقفت مصدومة امام هذا الخبر ,بينما خطت الأميرة كلير بتثاقلٍ بسبب حملها , وهمست بذهول وعدم تصديق "هذا مستحيل " ... فهزت ازابيل رأسها بانكسار واكملت مشهدها التمثيلي بأتقان " اقسم لكِ ان هذه هي الحقيقة ...هذه الفتاة هي مربية حفيدي منذ ان كان صغيراً ..استأجرتها مارتينا لتعتني به ,وبعد ان وثقت بها احضرتها معها لتكمل العناية به ,وأنا لم امانع اذ كان حفيدي متعلقاٍ بها جداً ...لكن مع الأسف فالطمع يعمي البصائر فبعد ان ادرك جوليان انه خسر حقه في اللقب قرر ان يغرر بها ,ويوقعها بحباله فتزوجها دون علمي ثم طلب ....منها ...ان ...ان ...ان تختطف حفيدي ..."(لفظت الكلمة بحرقةٍ كاذبة ,واغلقت فمها مدعيةً انها تبكي ) "ماذ؟؟؟" همست الدوقة بعدم تصديق بينما خطت الأميرتين الكساندرا وكلير نحوهم وهما تهتفان بعدم تصديق"هذا لا يعقل ..." "لا اصدق .." كفكفت ازابيل دموع التماسيح وهمست بوهن ".لقد...لقد حاولت تلك اللعينة خداع الصغير وايهامه بأنها امه ,وزرعت في عقله اوهام زائفة حتى يقبل بالهرب معها لتختطفه تلبية لرغبة اللعين جوليان ,و لولا ان تنبهت اليوم لما كانت تنوي فعله لكانت اخذت حفيدي مني ...."وعادت تنتحب باكيةً بزيف هتفت الدوقة بعدم تصديق "كونتيسة فياندن أن ما تقولينه اتهامٌ خطير " علقت ازابيل بقوة "انا اقول الصدق جلالتك ويمكنك ان تسألي من تشائين ..." "اجل مولاتي انها الحقيقة "كانت هذه مارتينا التي تركت داني بعهدة وصيفاتها بعد ان اعطته لوح تابلت متطور ليشغله ,دنت من ازابيل وادعت الحزن وتابعت بمكرٍ ودهاء "تلك المرأة خدعتني ....كنت اثق بها لدرجةٍ كبيرة لكنها خانت ثقتي ..." "لمَ لم تبلغي السلطات اذاً..؟؟" سألتها الأميرة كلير بتشكك .. صمتت مارتينا دون ان تعرف بماذا تجيب ,فتكفلت ملكة الدراما والخيال ازابيل بالرد عليها وبوداعة "ما كنت لأفسد حفل حفيدي وفرحته من اجل خرقاء مثلها ,اعلم جيداً انها ليست العقل المدبر وراء لعبةٍ خبيثة كهذه...هي الآن لا تشكل اي خطرٍ عليه بعد ان كشفت لعبتها وطردتها ...والعدو الحقيقي الذي يقبع خلفها هو من يجب ان يحاسب" "من تقصدين؟؟؟" هتفت الأميرة اليكساندرا بحنق قالت ازابيل بخبث "سموك تعرف جيداً من اقصد..."ثم اكملت بدهاء "لكن لا تقلقي سموك فهم سينالون جزائهم ... لكن بعد الحفل لأني لن ادمر سعادة حفيدي من اجلهم ..والآن اعذروني للحظة فسأطلب من الحرس ان يطردوها بعيداً حتى لا تفسد احتفالنا ..." "توقفي كونتيسة فياندن "زمجرت الدوقة بحزم لا يخلو من الحنق فتجمدت ازابيل مكانها واستدارت بخشية من أن تفشل خطتها ,فقالت الدوقة بصرامة وهي تخاطب احد معاونيها "احضر تلك السيدة ...فوراً " هز الرجل رأسه بطاعة وذهب للتنفيذ تجمدت ازابيل مكانها وهمست بوهن "جلالتك ألم تسمعي ما قلته !!!... هذه فتاة مدعية ...تريد سرقة حفيدي .." نظرت لها الدوقة بجد وهتفت بحزم "على رسلك سعادة الكونتيسة ,انا لن اصدر حكمي قبل ان استمع لها...فقد سمعت جانبك من القصة وعلي ان اسمع جانبها ...كما أنها زوجة جوليان وتدعين أنه من حرضها على سرقة حفيدك , امورٌ كهذه لا تحل دون تروي والنظر في حقيقتها,فأن كان هذا ما حصل يجب ان يعاقب ,لكن ليس قبل ان ان اسمع رده ايضاً .. وما كنت لأصدر حكماً دون ان استمع لكافة الأطراف " ازدرت ازابيل ريقها وتطلعت نحو مارتينا التي شحب وجهها رعباً من ان تفشل خطتهما ,لكن ازابيل تمالكت نفسها ووقفت بأباء وقالت بكل عنجهية "انا حزينةٌ جداً لتخوينك إياي ,فما كنت لأتهم احداً دون دليل " فقالت الدوقة "جيد اذا لا داعي لكل هذه الجلبة اظهري الدليل وستنتهي المسألة ..هيا بنا " "الى اين ؟؟" سألت ازابيل بريبة فردت الدوقة بتعاليٍ "هل تريدين ان نخوض بحديثٍ خاصٍ كهذا هنا امام الجميع ...!!؟" ازدرت ازابيل ريقها وهزت رأسها وقالت بتكلف "معك حق جلالتكِ ...تفضلي " ونظرت لمارتينا وكأنها تفهمها ان تتصرف حسب الخطة المرسومة ,فهزت مارتينا رأسها وانسحبت ثانيةً نحو داني لتعده للجولة الثانية .... سارت ازابيل خلف الدوقة بعد ان اعلنت هذه الأخيرة عن تأجيل انطلاق السباق قليلاً , ثم سارت بكل رقي مع اثنين من مساعديها وعددٍ من حراسها الشخصين نحو ركنٍ قصي معزول بعيداً عن الجميع ,ثم تبعهم بعد لحظاتٍ الحراس الذي تكفل بإحضار اليس ... ******************************** يتبع | |||||||||
|
| |
|
11-12-18, 11:28 PM
| #598 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| تطلعت مارتينا لما يجري بهلع وخشيت ان تضيع كل جهودها هباءً ,وفجأةً سمعت داني الصغير يسألها بقلق "اين يأخذون ماما؟؟" رمقته بغضب أجفل الصغير وتمتمت بحنق "ماذا اتفقنا ؟!! انا هي امك امام الجميع واضح ...؟!! " لم يجبها بل نكس رأسه فعادت تهمس له بغيظ " هذه الكاذبة ليست امك هل نسيت ما حصل ؟؟؟" تكور داني على نفسه مكتئباً تائها ً لا يعلم ما يصدق وما يكذب ...فهو حتى اللحظة لم يستطع استيعاب ما جرى ,ثم عاد يتمتم بخفوت وأسى "هل حقا هي ليست امي؟؟؟" تمتمت مارتينا بالألمانية بحنق "سيفسد هذا الاحمق كل شيءٍ ان تكلم ..." ثم جرته معها مبتعدةً عن الجميع ومستغلةً انشغال الاميرتين الكساندرا وكلير بمراقبة الدوقة وهي تتحدث مع ازابيل وأليس ,والفضول يقتلهما لمعرفة ما يجري هناك ,فلم تنتبها لها حين اخذت داني بعيداً مدعيةً انها تريد اخذه في جولةٍ حول المكان لحين افتتاح السباق ,حتى لا يشعر صغيرها بالسأم ... أخذت مارتينا داني لزاوية خالية وعادت تضبط نفسها حتى لا تنفجر به صارخة ...فهي قد سأمت من تململه وكآبته ,فهي اصلاً لا تطيقه ولا تطيق الصغار عامةً ,وكل ما يجعلها تصبر على سخافاته فكرة انها ستكسب من ورائه الكثير.... سحبت نفساً عميقاً وعادت ترسم ابتسامةً كاذبةً على محياها الزائف كزيف مشاعرها ,وقالت بهدوءٍ ورقةٍ مصطنعين "حبيبي داني ....هل نسيت ما اخبرتك به جدتك قبل الحفل....لقد كذبت اليس عليك وعلينا جميعاً ,وادعت انها امك حتى تسرقك من جدتك ...لقد اخفتك زمناً طويلاً عنها ....وحرمتك من ان تتمتع بكل هذا الثراء والمال ...أنت الكونت فياندن ...أمير هذه المقاطعة والحاكم الأمر فيها ....هل تريد ان تفقد كل هذا ؟؟" هز داني رأسه بلا ,فهو قد راقه حقاً كل الترف والرفاهية التي عاشها منذ ان عرف بأنه سيصبح الكونت فياندن ,لكنه ايضاً لا يستطيع تحمل فكرة انه صار بلا ام, فعاد يقول بحزنٍ وهو يقاوم دموعه " لكني كنت اظنها امي" زمجرت مارتينا بحقد "هي كاذبة ...هي ليست امك ...أما أنا فأستطيع ان اصير امك التي ستدللك كثيراً ,وتحضر لك كل ما تشتهي ..لكن ان عدت لأليس الآن فستأخذك بعيداً عن هنا ...لتعيش في ذلك الكوخ الصغير الوضيع وتعود لأرتداء تلك الملابس الباهتة ....وقد تمرض وتموت مثل امك ليزا..." شحب وجه داني برعب فعادت مارتينا تعمل على غسل دماغه بآكاذيبها قائلةً " وستأتي الشرطة وتلقي القبض عليها حين يعلمون بكل الأفعال السيئة التي قامت بها ,فماذا سيحل بكِ عندها يا صغيري الغالي ...سيضعونك بالملجأ مع الأطفال المتشردين ...هل هذا ما تريده ؟؟" صرخ داني بهلع "لا ارجوك لا تدعيهم يسجنونها ...ارجوك ..." واخذ يبكي بحرقة ... شحب وجه مارتينا ,فهذا الصغير رغم كل ما تحاول هي وازابيل من فعله لجعله يكره اليس ,لا زال يخشى ان تسجن ,هو لم يكترث لما قالته عن بقائه في الملجأ ,لكنه يخشى من أن تسجن أليس فقط ,فأي رابطةٍ هذه التي تجمعهما ؟؟؟!! فكرت مارتينا برعب "ان ظل هذا الأحمق على هذا المنوال سيفضحنا "...ثم فكرت ان تبتزه بهذه الفكرة فقالت له بخبث "حسناً إن اردتها ان لا تسجن ...يجب ان تظل معنا هنا ...انا وجدتك ,ونحن سنطلب من الشرطة أن لا تسجنها ...لكن عليك ان تخبر الدوقة انها ليست امك ,واني انا امك ...مفهوم ......." صمت داني ولم يعلم ما يجيبها فعادت تستحثه بنفاذ صبر ..."مفهوم داني؟؟!!! ....هذا من اجلك ,كل ما نقوم به من اجلك ...فلا تخيب رجاءنا ...وسنحقق لك ما تريد ...اما بالنسبة لأليس فلا تنسى انها كاذبت عليك من الأساس ...والكاذب يجب ان يعاقب.." ازدرى داني ريقه وهمس بخفوت "لكن لا تسجنوها ارجوكم " ردت بغيظٍ مكبوت "لا تخف ..فقط نفذ ما سأقوله لك...مفهوم " هز الصغير البائس رأسه ولم يعلم انه مقدمٌ على ذبح اليس من الوريد الى الوريد بما سيقوله ... ******************************** ضمت ازابيل قبضتها بحنقٍ من هذه الدوقة المتبجحة التي تدعي النزاهة ...أما كان لها ان تتغاضى عن الأمر لحين انتهاء الحفل على الأقل ؟!! ,عندها ستحرص ازابيل بالتأكيد على محو كل أثرٍ لتلك الملعونة اليس ,ولجوليان نفسه ...ستقضي عليهما وبهذا لن تجد الدوقة اي دليلٍ على صدق روايتهما ......لكن الآن هي مضطرةٌ للصبر حتى ينتهي هذا التحقيق المقيت .... وبغضبٍ سعت جاهدةً لكبته راقبت اليس وهي تخطو متعثرةً نحوهم وهي تهتف بانفعال ولهفة "اين داني حبيبي ؟!!....أين ولدي ؟؟؟" اوقفتها ازابيل بحدة وهي تخاطبها بالفرنسية "على رسلك يا هذه ...من تحسبين نفسك؟!!" رفعت الدوقة كفها ليصمت الجميع وسألت أليس" ماذا تفعلين هنا سيدة فالكانييه ؟؟؟" انحنت اليس احتراماً وهتفت بأنفعال "جلالة الدوقة انا جئت آخذ صغيري الذي تريد الكونتيسة سرقته مني..." "ما هذا الهراء تدعين سرقتي لحفيدي...وانت هي اللصة التي ارادت سرقته " ردت ازابيل بحنق "لا لست كذلك , فداني ابني وهم يريدون اخذه مني ..." هتفت اليس بحرقة فردت ازابيل بحدة "لا تصدقيها جلالتك انها مدعية ...فيليب حفيدي وانا املك كل الوثائق التي تثبت ذلك" واشارت لخادمٍ يقف قربها فقدم لها ملفاً أنيقاً,فأعطته ازابيل بدورها للدوقة ,وكان يحتوي عدداً من الوثائق الثبوتية الصادرة من ولاية فيرجينا الامريكية ,حيث كانت تقيم مارتينا خلال السنوات الماضية ,وكلها تدعي بأن فيليب هو ابنها ,شهادة الميلاد وبطاقة التطعيم وحتى وثائق لدخوله المدرسة ... والأدهى من هذا كله فقد ضمنته بعض الصور التي استطاعت تلفيقها ,وهي تظهر طفلاً يشبه داني لحدٍ كبير بمراحل عمرٍ مختلفة ,وكل هذه الوثائق تصب بمصلحة ازابيل وتدعم روايتها ... كانت اليس تنظر لتلك الوثائق وتهز رأسها وهي تهتف بإنكار .." هذا كذب ...كل هذا كذب ...هذه ليست وثائقه ,داني لم يولد في فيرجينا ....بل في لندن وانا املك وثائقه الثبوتيه....وصوراً له ايضاً " "اين هي؟؟؟" سألت ازابيل باستعلاء ونظرت الدوقة لها تنتظر جوابها فهتفت اليس بانفعال "مع جوليان في منزله بالعاصمة ,استطيع ان اطلب منه احضارها ..." "جيد اتصلي بجوليان ودعيه يحضرها " قالت الدوقة بحزم ,فترددت اليس قليلاً وهي تفكر كيف ستتصل بجوليان وهي لا تحفظ رقمه فقد مسحت كل الأرقام من هاتفها ... فاستغلت ازابيل ترددها بأن صرّحت بضيق "جلالتك لقد جمعنا الناس واعددت للأحتفال حتى تأتي هذه اللعينة وتفسده....كيف تريدين مني ان افسد حفل تنصيب حفيدي من اجل ادعائها ؟!! هذا كل ما تريده هي وذلك المدعي جوليان...امامك كل الوثائق التي تثبت صدقي " تطلعت اليها الدوقة بثباتٍ وقالت بحزم "كونتيسة لا يمكن ان اتجاوز هذه النقطة ,انت تقولين كلاماً يناقض ما تقوله هي وعلي ان اعرف الحقيقة الآن..لا يمكن ان يتوج حفيدك دون اثبات الأمر " شهقت ازابيل بخشية "لكن جلالتك ...هذا لا يجوز...انا قدمت لك كل الوثائق الرسمية ...انها معك .." فردت الدوقة بحزم "اجل صحيح وانا سأتكد من صحتها ..." واخذت الدوقة الملف الذي يحوي الوثائق واعطته لأحد مساعديها ليحتفظ به بينما توجهت بالكلام لأليس " ...اتصلي بجوليان ودعيه يحضر الوثائق الآن " (ثم تلفتت نحو ازابيل وقالت بحزم ) " واظن اننا سنعلن عن ارجاء الأحتفال لبضع ساعات حتى ننهي هذه المسألة .." تهلل وجه أليس بالبشر وادركت ان الدوقة بالفعل انسانة رائعة وعادلة كما قال جوليان عنها ,ولن تسمح لأزابيل بأن تنفذ بفعلتها ...ومسألة الأتصال بجوليان يمكن حلها ,سـتسأل برنار ان يساعدها للأتصال به أو لعله يحضر بنفسه في أي لحظةٍ ...لكن كل افكارها المفرحة تبخرت حين هتفت ازابيل بحنق "هذا ليس عدلاً ..." جحدتها الدوقة باستهجان وقالت بتأنيب " ليس عدلاً؟؟!! اتتهمينني بعدم العدل ؟!!" تمالكت ازابيل نفسها وقالت بنبرةٍ اهدأ "عذراً منك جلالة الدوقة ,لم اقصد هذا .....لكن هذه الفتة كاذبة واستطيع اثبات ذلك الآن دون ان افسد كل المجهود الذي قمت به ...أو انتظر اوراقاً زائفةً يستطيع اياً كان احضارها " "حقاً !!! كيف؟؟؟ سألتها الدوقة بشك "انها كاذبة لقد عرفت نفسها لك فيما مضى على ان اسمها ليزا بينما اسمها الحقيقي ...هو اليس...." نظرت الدوقة لأليس تريد ان تسمع جوابها .لتفاجأ بشحوب وجهها حين نكست رأسها فقالت الدوقة تستحثها "ماذا تقولين بهذا الشأن ؟؟" لكنها ظلت صامتة لا تدري بما تجيبها فهتفت ازابيل بأستنكار "اخبرتك جلالتك انها كاذبة وتدعي بأن اسمها ليزا لكن اسمها اليس وهي ليست ام حفيدي ..." همست اليس بتردد "استطيع ان اشرح لك الحقيقة .....انا..." "ما اسمك ؟؟؟"سألتها الدوقة بجد فردت أليس بصدق لكن بخفوتٍ ووهن "أليس ..." صفقت ازابيل كفيها بانتصارٍ وهتفت بسعادة "ارأيتي جلالتك اخبرتك انها مدعية " "اذا فليزا ليس اسمكِ ؟؟! " سألتها الدوقة بتشكك ردت أليس بخفوت "لا ...لكن استطيع ان اشرح لك سيدتي السبب ..." لكن قبل ان تكمل تعلى صوت مارتينا التي كانت تدنو منهم برفقة داني وهتفت بجرأة وبالألمانية "انها كاذبة جلالة الدوقة " ثم مدت يدها نحو داني وعادت تهمس له بخفوت بالأنجليزية "يجب ان تفعل ما اتفقنا عليه يا داني واضح... " لم يجب داني وظل يسير بجانبها بصمت...فعادت تستحثه بخفوت قبل ان تصل للدوقة والآخرين " تذكر ما اخبرتك به هذه السيدة كاذبة ,لقد كذبت عليك لتحرمك من كل النعيم الذي تراه حولك....يجب ان لا تبقى معها ,يجب ان تظل مع جدتك التي تحبك وتعطيك ما تشاء " فهمس داني بألم "هي ليست امي اليس كذلك ؟؟" همست مارتينا بنفاذ صبر "انت تعلم انها ليست كذلك...هي اعترفت امامك "ثم انحنت امام الصغير وادعت انها تقبله وتمسد رأسها وهمست له بخبث "استطيع ان اكون انا امك ,وسأمنحك كل شيء....فماذا تفضل قصر جدتك ام كوخ اليس الرديء؟؟" لم يجبها داني على الفور فعادت تضرب على الوتر الذي يرعبه "تذكر أن الشرطة ستقبض عليها ,لكن ان نفذت ما اتفقنا عليه ستقوم جدتك بإخراجها ...هيا داني تذكر لعبتنا اسمك فيليب وأنا امك ...وبعد ان تقول هذا سيكون لك كل شيء تريده " هز داني رأسه موافقاً لكنه ظل واجماً ,فهذا الكم الكبير من الاحداث المتلاحقة والمعلومات المربكة ,تركته تائهاً ضائعاً لا يعرف كيف يتصرف او ماذا يصدق, اعتدلت مارتينا واقفة وعادت تخطو نحو ازابيل بثقة وهي تبتسم فأدركت ازابيل انها قد استطعات غسل دماغ الصغير جيداً ,فقررت ان تجازف بالعب بهذه الورقة وقالت بثقة "لم لا نسأل حفيدي الصغير جلالتك ...هو بتأكيد يعرف امه ..." واشارت لداني .. وما أن رأته اليس حتى جرت نحوه وسعت لأحتضانه وهي تهتف باكية "حبيبي داني ...صغيري العزيز ...انا اسفة ...اسفة جداً على كل شيء" اخذت تمسد وجهه وشعره والصغير ينظر لها بحزن وألم ... فزجرتها مارتينا بحنق "ابتعدي عن ولدي " ودفعتها جانباً ,فاختل توازن اليس وسقطت ارضاً .... "هذا يكفي ....انا لن اسمح بصراع الأيدي السخيف هذا بحضوري" صرخت الدوقة بحنق فلزم الجميع الصمت احتراماً لها ....ثم تقدمت الدوقة من داني وسألته بأنجليزية متقنة "من هي امك يا صغيري ؟؟؟" ظل داني بقلب بصره بين مارتينا وأليس حائراً ماذا يفعل ...ثم حدق بأليس بمرارة مستعيداً قولها بأنها ليست امه وبأن امه قد ماتت وبأنها انتحلت شخصيتها ,وجاء هتاف مارتينا ليزيد حزنه وارتباكه حين ضمته لها وقالت بحدة وبالألمانية " جلالة الدوقة ما هذا ....كيف تسألين طفلي هذا ....ان هذه المرأة كاذبة ,فهي تريد سرقة طفلي مني ...هي ليست امه بل أنا أمه ...وهو يستطيع اخبارك بهذا " ردت الدوقة بعصبية "كفى مارتينا ....هذا الكلام لا يفيد ...دعيني اسمع اجابة الصغير بنفسي" لزمت مارتينا الصمت مكرهةً وهي ترجو ان تفلح خطتها ....عادت الدوقة تسأل داني ثانية "من هي امك يا صغيري؟؟؟ لا تخف ...هيا اخبرني " نكس داني الصغير رأسه ولم ينطق ,مما أثار دهشة الدوقة التي ظنت انه سيسارع بالاجابة ,فأي طفلٍ هذا الذي لا يعرف من هي امه .... شعرت اليس بحيرة صغيرها وارتباكه ,ولامت نفسها على تعريضه لهذا الموقف الصعب ,فبكت بمرارة وهي تراه يقف امامها جامداً ..وزحفت نحوه تلتمس عفوه ,لكنه ظل يحدق بالأرض بعيونٍ دامعة,فهمست برجاء "داني ...داني حبيبي...انا اسفة...لم اقصد أن أحزنك .... صدقني ,كل ما اردته ان احميك ..." ثم همست برجاء يقطع نياط القلوب "داني حبيبي ..قل شيئاً قل لهم اني ماما ... " ولم تدعها ازابيل تستميل الصغير اكثر بكلامها المؤثر ,وهي اكثر من يعرف كم هو متعلقٌ بها, لذا قررت ان تستغل صدمته وحزنه بمعرفته بالحقيقة فهتفت بقوة , "انت ربيته واعتنيتي به ...لكنكِ لستِ امه ." وخطت بسرعة نحو الصغير ووقفت بجانبه وقالت بثقة بانجليزيةٍ مقبولة "عزيزي هل هذه السيدة امك؟؟؟" نظر داني لأليس بألم وعيونٍ دامعة ثم هتف بأسى "لا ..." بكت اليس بحرقة وهمست بمرارة "داني !! لا تقل هذا يا طفلي الغالي ....... " فصاح بألم "لكنك لست ماما...انت كاذبة كاذبة " ثم اخذ يبكي ودفن رأسه في حضن جدته التي ضمته لصدرها وهي تقول بتأثرٍ ملفق "صغير العزيز ...لا تبكي ...لا تبكي ...لا يليق بكونت فياندن ان يبكي ...تعال معي..." وصحبته من يده واتجهت صوب الدوقة التي اخذت تنظر لما يجري امامها بغموضٍ وتحاول تحليله... "جلالة الدوقة ...لقد سمعتي الصغير ماذا قال ...وأظن أنه يكفي اضاعة للوقت على امرٍ محسوم ...كل هدفهم ان يلغوا الحفل من اجل مصالحهم " تجاهلت الدوقة اعتراضها ودنت من الصغير وسألته بلطفٍ لتتأكد "هل تلك السيدة امك يا صغيري ؟؟؟" هز داني رأسه نافياً وعيونه تدمع بشدة " هل تعرف من هي.؟؟" سألته ثانيةً لتتأكد همس باكياً "كنت اظنها امي...لكنها ليست كذلك..." "من هي امك؟؟؟" سألته بترقب هنا كتمت ازابيل ومارتينا انفاسهما تراقباً لجوابه ,لكنهما زفرتا براحة حين جرى داني صوب مارتنيا وهتف باكياً "ماما ...دعينا نذهب الآن...ارجوك " شلت الصدمة أليس التي ظلت تنظر لصغيرها بذهول ثم همست بصوتٍ مخنوق" ارجوك ...داني... لا تقل هذا ...أنا امك ..." هتفت ازابيل بانفعال "ارجوك ايتها الدوقة هذا يكفي..الصغير مرتبك من كل هذا ...لا تدعيه يعاني اكثر " هزت الدوقة رأسها بتعب ونظرت بضيقٍ لأليس التي ظلت جاثية على الأرض تنظر بصدمة لطفلها الذي نبذها بكل قسوة واستبدلها بسهولة بأمٍ غيرها ...ولم تدري مقدار التلاعب الذي مارسته مارتينا وازابيل عليه خلال الساعة الماضية لتزرعا في نفسه الكره والشك من ناحيتها ...وحين لم ينجحا بذلك لعبتا على تخويفه من سجن أليس والقائه بالملجأ ... لم تستطع الدوقة استساغة ما يجري لذا قالت بحزم "هذا لم ينتهي بعد ...يجب ان ارى جوليان وافهم منه حقيقة تورطه بهذه المسألة, وانتِ ....(وأشارت بضيقٍ لأليس ثم اكملت بلوم ) ....لم ينتهي الأمر معك بعد ...وان ثبت تورطك بعملية خطف هذا الصغير ...سيكون لي شأن اخر معك " قالت ذلك بغضب وامرت أحد الحراس بأخذ أليس ليسليمها لأحد رجال الأمن المتواجدين في المكان ليتحفظ عليها في حتى تفرغ الدوقة من الأحتفال ,وبعدها ستذهب لتحقيق معها ثانيةً للتحقق من صحة هذه الرواية التي تشك بصحتها من الأساس ....ثم خطت الدوقة مبتعدة نحو المقصورة الملكية تريد ان تنهي هذا الحفل المزعج بأسرع ما يمكن ... أجفل داني حين رأى الحارس يقود اليس معه لمكانٍ آخر ,فنظر لمارتينا مستجدياً ,فدنت منه تلك الأخيرة مدعيةً انها تمسد شعره وهمست بخبث "احسنت يا صغيري ....أحسنت حقاً ...لذا سأكافئك على ما قمت به ,ولا تخف سأنفذ وعدي ,وستقوم جدتك الآن بأعادتها ....تعال معي الآن لننهي الحفل ...هيا ..." لم يتحرك داني من مكانه وظلت عيونه معلقةٌ بأليس التي سارت بوهنٍ خلف الحارس ,بينما وقفت ازابيل تنظر اليها بتشفي وانتصار ,ثم ضمته بثقة وقالت بغرور وهي تعده "هيا يا اميري لتعتلي عرشك الذي يليق بك..." سار داني مع جدته وهو يسترق نظرةً متحسرة نحو تلك التي ظل لسنواتٍ يحسبها امه ,وكان يتمنى فقط لو قالت للجميع بأنها أمه ,وأن كل ما حصل كان مجرد لعبة ...لعبةٍ سخيفة ...كم تمنى لو فعلت هذا ,لكنها مع الأسف لم تفعل ...لم تفعل... ********************************** يتبع | |||||||||
|
| |
|
11-12-18, 11:35 PM
| #599 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| عادت الدوقة لمجلسها وجلست بأنزعاجٍ وتكدر وكلٌ من الاميرتين الكساندرا وكلير تنظران لها بحيرة ولهفة لمعرفة ما حصل معها ,لكنها رفضت ان تتحدث بحجة ان الوقت غير ملأئم لمناقشة هكذا موضوع , وظلت تضرب مروحتها بحنقٍ وهي تفكر بكل ما حصل ,فمن ناحية هي لا تستطيع ان تصدق ان جوليان يمكن ان يتصرف بهذه الوضاعة ويتآمر بهذا الشكل المنافي للأخلاق فقط لينال اللقب ...لكن ما حصل هناك يربكها ... فقد قدم جوليان زوجته لهم بالحفل الملكي على انها ليزا ولم يأتي على ذكر ان لها طفلاً ...والآن يتبين لها ان اسمها أليس فما السبب وراء اخفائها حقيقة اسمها ,وهي اقرت بأنها من ربت الصغير واعتنت به لكنها لم تقل بأنها امه ,والصغير انكر ذلك ايضاً ....فماذا يجري؟؟؟ عليها ان تتحقق من هذه المسألة المريبة برمتها , لذا ما أن ينتهي سباق القوارب الذي سيشارك به ابنها الأمير فيليكس حتى تطلب منه استدعاء جوليان للبت بهذه القضية المريبة قبل اتمام مراسم التنصيب ,فهي تشك بأن هناك خدعةً ما .. ومن زاوية عينها استرقت نظرة نحو الصغير الذي استكان بقرب مارتينا وجدته وهو يحدق بلوحٍ اليكتروني عالي التقنية ,لكنه يبدو شارداً تماماً عما يعرض فيه ... وفكرت بشك "ما فرصة ان تشتري ولاء طفلٍ بلعبة ؟!!..." ثم نظرت حولها لكل مظاهر البذخ والترف المفرطة التي أحاطت ازابيل نفسها بها , والتي تفوق ما يصرفه القصر الملكي في حفلاته مجتمعة ,واقرت ان المال قد يغير الكثير ويشتري انفس الناس ...فهل غير المال من نفسية جوليان ودفعه لفعل اعمالٍ مخلةٍ بالشرف للحصول على ثروة اسرته ؟!! أم ان ازابيل المتحكمة الوحيدة بمال الأسرة الآن ,هي من تفعل المستحيل لتبقى متربعةً على عرش سلطانها .... زفرت بحنقٍ واقرت لنفسها "مهما كانت النتيجة فقلبي يحدثني أن في الأمر خدعة ويجب ان اعرفها ..." فهي لا تصدق بأن هذا الصغير الذي يبدو ضائعاً تائهاً هو ابن مارتينا ,فأمثال مارتينا لا يصلح لأن تكون اماً ....لكن تلك التي تسير بوهنٍ برفقة الحارس وتبكي بلوعة تبدو لها اقرب للأم المهمومة الحزينة ...لكن الصغير مع الأسف انكرها ,فأي طفلٍ قد ينكر امه ؟؟؟!! كما أنها لو كانت امه حقاً فلمَ لم تصرخ بذلك فحسب ...!! "هناك امرٌ مريب ٌ ويجب ان اعرفه..." عادت الدوقة تؤكد لنفسها بحزم وعادت تنظر بامتعاضٍ لإزابيل التي جلست بمسكنةٍ زائفةٍ بجانبها ,فأشاحت بوجهها عنها بسأم ,بينما استحالة مسكنة ازابيل لأبتسامةٍ شيطانية تخفيها خلف مروحتها المزركشة ,وهي ترمق ذلك الحارس يشد أليس من ذراعها ويدفعها للأبتعاد والمغادرة معه ... ثم أمالت ازابيل رأسها ناحية وصيفتها ماتيلدا وأشارت لها بطرف اصبعها وبأستعلاءٍ لتدنو منها بعد ان طلبت منها ان تعطيها منديلاً ,لكن ما أن دنت منها الوصيفة وقربت رأسها من فم ازابيل حتى همست لها بخفوت وهي تداري وجهها بمروحتها المنمقة "أخبري يوهان ان يلحق بالحارس ويأخذ اليس منه ,ويقوم بما هو مطلوبٌ منه ,ولا يفشل هذه المرة ....مفهوم " هزت الوصيفة رأسها بقوةٍ وقالت بلهفة "امرك سيدتي " فقد فهمت خطة سيدتها الجهنمية التي بالتأكيد تهدف للتخلص من تلك الفتاة لتبعدها عن طريقها قبل ان تعود الدوقة لطلبها من اجل التحقيق معها ,وبعدها قد تدعي ازابيل ان اليس هربت لأنها خشيت من الفضيحة ...وطبعاً سيكون جوليان الآن في خبر كان ...بعد ان عمد احد رجال يوهان للعبث بسيارته .. بدون ان ينخزها ضميرها الذي اماتته المصلحة وحب النقود سارعت الوصيفة للتنفيذ ,فانزوت قليلاً واتصلت بذلك المدعو يوهان والذي كان يجول في المكان هو ورجاله بحثاً عن اي اثرٍ لجوليان بعد ان جاءه الخبر بأنه لم يمت بحادث سير كما كان مخططاً له ..... ****************************** لم تعرف اليس اين كانت تخطو فقد شلت الصدمة اوصالها بعد ان ادركت انها خسرت كل شيء,لاحقت خطوات الحارس الواسعة بتعثر بينما حدق بها الناس بفضول ,وكلٌ منهم يؤول ما جرى على هواه ...فمنهم من قال انها امرأةٌ مجنونة اقتحمت المكان ,ومنهم من قال انها ثملة ,والبعض قال انها لصة ,لكن ايٌ منهم لم يعرف انها امرأةٌ مقهورة مكلومة , قد خسرت طفلها وعلى وشك ان تخسر حياتها ,ولا تعلم حتى اللحظة ما هو مصير زوجها .... قادها الحارس بخشونةٍ لمكانٍ بعيدٍ عن المنصة الملكية حتى لا تثير بلبلةٍ ,وكان يحاول ايجاد احد رجال الأمن النظاميين المنتشرين في المكان , ليعهد له بأسيرته ثم يعود هو لمكانه ووظيفته في حراسة الدوقة ....... تلفتت اليس خلفها بحزنٍ ونظرت للمنصة مرةً أخرى وكأنها تودع طفلها الذي تراه للمرة الأخيرة ,فرأت ـ صغيرها جالساً بأنزواءٍ بين اللعينتين (مارتينا وازابيل )يكفكف دموعه بحزن .... فصرخت بصمت "كيف فرطت به هكذا ؟؟!! كيف ؟!! ..." ... وفجأةً عرض في ذهنها شريط حياتها وتذكرت كل اللحظات التي قضتها مع داني منذ ان حملته بين ذراعيها لاول مرة بعد ان ولدته ليزا ,وحتى اللحظة .. تذكرت الليالي الطوال التي قضتها ساهرةً تعتني به حين كان يعاني من الم الأسنان أو من الحمى ,لأن ليزا لم تكن تقوى في تلك المرحلة من مرضها على البقاء معه والسهر على راحته ...تذكرت اول خطوةٍ خطاها داني لوحده ,وكانت خطواته نحوها هي ...ليرتمي بسعادةٍ في حضنها ...... تذكرت اول كلمةٍ نطقها ..وكانت ((ماما))...وقد قالها لها هي ...لأليس ...فقد ناداها ماما قبل ان يقول هذه الكلمة لأمه ليزا ,لأن أليس هي من كانت تعتني به طوال الوقت ,لأنها هي من ربته واطعمته واعتنت به ,لأنها امه وإن لم تلده ...اجل داني هو ابنها ...وكان عليها ان تصرخ بعلو صوتها بأنه ابنها ,فلا الأوراق والوثائق ولا اي شيءٍ في الدنيا يجعلك اماً ...الأم تكون اماً لأنها تحب وتربي وتعتني....وهي فعلت كل هذا ....داني هو أبنها وهي لن تدعه يضيع منها أبداً... واندفعت في عروقها نفحة عزمٍ تلهبها فاستجمعت شتاتها ,وبجهدٍ كبير حاولت التفلت من قبضة الحارس تنوي العودة للدوقة لتأخذ داني ولو بالقوة فهو ابنها ...لكن قبضة الحارس اشتدت على ذراعها وزجرها بحنقٍ "توقفي عن التململ ...وهيا امامي" "دعني اذهب ....ارجوك "وعادت تنظر للخلف وهتفت بأسى "داااااني...ولدي...." لكنها باتت بعيدةً جداً عنه فلم يسمعها ,بسخطٍ دفعها الحارس للتتقدم ,فتعثرت وكادت تهوي ارضاً ,غير ان ذراعين قويتين تلقفتها بحنانٍ وتشبثت بها ,بالكاد رفعت بصرها لترى من امسكها ,لكنها سارعت بتنكيس رأسها بؤساً حين ادركت من زيه انه احد رجال الأمن ,فعرفت انها لن تستطيع الفرار بسهولة .. سمعت حارس الدوقة يتحدث بغلظة " تأمرك الدوقة ان تأخذها بعيداً واحرسها جيداً ألى ان تطلبها ثانيةً لتحدثها بعد الحفل ...واضح " هز رجل الأمن رأسه وقال بصوتٍ عميقٍ محبب "حاضر " ما أن تناهى صوته لأليس حتى انتعشت روحها كما تنتعش الأرض الجدباء بالمطر ...وتطلعت نحوه ثانيةً غير مصدقةٍ ما سمعته ,فجحظت عيناها بذهولٍ وهي ترى جوليان أمامها بثياب احد رجال الأمن الخاص ... لم ينظر جوليان أليها وظل يقف بجمودٍ رجل امنٍ نظامي ,وانتظر حتى ابتعد الحارس الملكي ... فهمست بسعادةً غير مصدقةٍ ما تراه "جوليان؟!! أهذا أنت ؟!!" ومدت يدها تريد لمس وجهه لتتأكد بأنها لا تحلم ,فأمسك جوليان كفها وانزله بشيءٍ من الحدة وهو يتلفت بقلق ثم همس بسرعةٍ "شششش لا تقولي شيئاً وادعي الخنوع حتى لا يلتفت لنا احد ..." ثم قادها معه مبتعداً عن الحشود وهو ينظر حوله بترقبٍ خشية ان يكتشف احدهم تنكره ...وفجأةً تصلبت اليس مكانها بعد أن رأت (يوهان ) يأتي نحوهما مسرعاً ...فتشبثت بجوليان بهلع وهمست برعب " هذا الرجل من أعوان ازابيل ....ارسلته للتخلص منا " أدرك جوليان ماذا تقصد ,فقد ذاق بنفسه الويل من ازابيل وأعوانها الذين حاولوا قتله هذا الصباح ...وتذكر ما حصل معه وكيف نجى من الموت بصعوبة .... فقد حوصر عند الجرف وكان امامه اما ان يموت بسكين ذلك الرجل الضخم اللعين ,او ان يلقي بنفسه في مياه النهر الهادرة وينتظر رحمة الله ... ففضل ان يرمي بنفسه بين امواج النهر المتخبطة بسبب سرعة تدفقه وكاد ان يغرق ,لكن خوفه على اسرته وخشيته مما قد يصيبهم من شرور ازابيل كان دافعه للمقاومة والتشبث بحبل الأمل حتى الرمق الآخير ... رغم براعته بالسباحة لكن السباحة في مياه النهر الهادرة كانت شبه مستحيلة بسبب قوة التيار الذي ظل يجرفه معه دون ان يستطيع مقاومته ,جاهد للوصول للضفة أكثر من مرة لكنه عجز ,فظل يحاول ان يبقي رأسه فوق سطح الماء ويحاول التشبث بأي شيءٍ ,وبالفعل وجد صخرةً كبيرةً في وسط النهر وتشبث بها بصعوبة ,ورفع رأسه ليتفادى الماء المندفع ,فلمح في اعلى الجرف الطريق الريفي السريع المؤدي لمقاطعة فياندن ,ولمح موكب الأمير متوقفاً بجانب الطريق ,فأخذ يصرخ بعلو صوته ... "ايها الأمير انا ...هنا ...." لكن بعد المسافة وصوت النهر الهادر حال دون ان يصل صوته لأحد...حاول اكثر من مرة دون فائدة ,ثم بعد لحظات عاد موكب الأمير للتحرك ,وظل جوليان وحيداً بين احضان النهر الهادر ينتظر اما الفرج او الهلاك...وهن جسده وضعفت ذراعاه وانزلقت اصابعه فعاد النهر يجرفه معه بعيداً ....جاهد باستماتة لتجنب الأرتطام بالصخور وأبقاء رأسه مرتفعاً حتى لا يغرق ... كان يعلم ان هذا النهر هو احد روافد نهر أور ..لكن الطريق التي سيسلكها حتى يصل للنهر الكبير طويلة ,وان ظل الوضع على ما هو عليه سيهلك بالتأكيد ...فكان امله ان يستطيع السباحة نحو احد جانبي النهر ,وتمكن من ذلك بعد ان خفت سرعة النهر حين قل انحدار الأرض قليلاً ,بعد ان قطع النهر مسافة ثلاثة كيلو مترات...فسبح بوهنٍ حتى وصل لضفة ....تسلقها وخرج من الماء منهكاً وألقى بجسده الدامي المرهق ارضاً ,ولوهلةٍ كاد ان يغشى عليه ,لكن فكرةً واحدةً ظلت تدفعه للمقاومة .... "يجب ان انقذ اسرتي...يجب ان احميهم من ازابيل وشرورها " فقد ادرك ان ازابيل طالما ارسلت اليه من يقتله ,فهي تنوي بالتأكيد التخلص من أليس ...وكان يرجو الله ان يلهم برنار التصرف حتى يحمي زوجته ... وبعد دقائق استجمع شتاته وكل ما في جسده من طاقة ,وتحامل على نفسه بصعوبة ووقف مستنداً لغصن شجرةٍ مكسور وجده ملقاً بجانبه ,فأستعمله كعكازٍ يعينه على الوقوف والسير ,واخذ يجر قدميه ويخطو بتثاقل على امتداد النهر ,كان يخشى ان تخذله ساقاه وينهار جسده قبل ان يصل للقرية التي تبعد عن هذا المكان اكثر من خمسٍ وعشرين كيلو متر ,وظل يدعو الله ويبتهل بأن يجد من يساعده ,وقد اجيبت دعوته حين لاح له من بعيد كوخ صغير منزوي يطل على النهر ...وتمنى ان يكون مأهولاً .... وبالفعل كان هذا الكوخ لرجلٍ عجوزٍ متقاعد يدعى كريستيان,كان هذا العجوز يمضي ايامه المتبقية بهدوءٍ وسكينة بعيداً عن ضوضاء المدن وازدحامها ...كان كريستيان يصلح احدى نوافذ كوخه حين لمح رجلاً غريباً من بعيد يخطو بتعثر وسمع نداء استغاذته ,فأسرع اليه لنجدته وما كاد ان يصله حتى تهاوى جوليان ارضاً .. "هل انت بخير ؟؟" صرخ كريستيان مذعوراً وهو يرى الحال المزريةً التي آل اليها ... فهمس جوليان بوهن "ساعدني لأصل لقرية فياندن ...ارجوك..." كان كريستيان قوي البنية ,رياضي الجسد رغم انه تجاوز الخامسة والستين من عمره ,لكن عمله السابق في قوات الأمن ولمدةٍ تزيد عن خمسٍ وثلاثين عاماً قد منحه الخبرة والقوة والعزم... بقوةٍ يحسد عليها رفع جوليان واسنده على كتفه ,وساعده على المشي حتى بلغا الكوخ ,ثم سارع بوضع جوليان فوق السرير وهم بتضميد جراحه ,فرفع جوليان نفسه يحاول الوقوف ثانيةً وهو يقول بانفعال "ارجوك ...خذني الى القرية الآن " ادرك العجوز كريستيان ان وراء هذا الشاب قصة بسبب الحاحه على المغادرة رغم جراحه وحرج حالته ..فقال له مداعباً "ألهذه الدرجة انت متحمسٌ لمشاهدة الحفل ...!!!" فهمس جوليان بوهن "بل لأنقذ اسرتي ..." تحفزت حواس العجوز ,ودفعه حبه للمساعدة و رغبته بكشف الغموض – والذين كانا دافعه للدخول سلك الشرطة في المقام الأول – للأستماع لما سيقوله جوليان فقال له "ان كنت تريد انقاذ اسرتك كما تقول فكيف ستساعدهم وأنت لا تقوى على السير حتى ؟!! ....دعني أعالج جراحك وأخبرني اثناء ذلك بقصتك ,لعلي استطيع مساعدتك ..." وبالفعل شعر جوليان بالراحة والثقة تجاه هذا الرجل وأخذ يقص عليه قصته بأختصار ...ففي مثل هذا الوقت الحرج من حياته هو بحاجةٍ لأي دعمٍ ومساندةٍ ممكنة ,وهذا ما وجده بالفعل من العجوز كريستيان والذي ما أن عرف ان جوليان هو ابن السيد اليكساندر فياندن حتى تبرع بمساعدته بقدر ما يستطيع قائلاً "انا اعرف والدك جيداً ....كنا نلعب معاً ونحن صغار ....فقد كان أبي مسؤولاً عن مزارع الأسرة حين كان جدك الكونت فياندن السابق حياً ...لقد كانت الأمور في عهده مختلفةً عما آلت اليه بعد ان صار عمك الكونت ...." زفر كريستيان بقوةٍ وأقر "لقد تغيرت الأمور كثيراً وازدادت سوءً حين تزوج عمك اللئيم من زوجته الخبيثة تلك ...وأعرف ان والدك عانى بشدة من ظلم اخيه وتجبره ...." فشعر جوليان بالأمل حين لمس تعاطف كريستيان معه ,فطلب منه برجاء "ارجوك انا بحاجةٍ لمساعدتك ....اريد وسيلةً لتقلني الى العزبة " شخر كريستيان بتهكمٍ وقال "وهل تظنهم سيدعوك تدخل بسهولة يا بني ....بحسب ما تقوله فالكونتيسة ارسلت من يقتلك ,فهل تظنها ستترك تدخل وتقابل الدوقة وتفشل مخططاتها ؟؟؟" هتف جوليان بعصبية "علي ان اذهب ولو كلفني الأمر حياتي ....ان مصير زوجتي و أطفالي متعلقٌ بذهابي لأنقاذهم " ربت كريستيان على كتفه مهدأً وقال له ..."أهدأ ايها الشاب الأمور تحل بالحيلة والروية ,لا بالعجلة والعصبية .." ثم رمقه من اعلى لأسفل و أخذ يعبث بشعره الطويل قال ساخراً "يمكننا حل هذه المسألة لكن عليك ان تقص شعرك وتحلق لحيتك وتغير ثيابك " عقد جوليان حاجبيه بحيرة ولم يفهم ما يقصده ,فبالنسبة لتغير الثياب فهو امرٌ مفهوم لأن ثيابه الحالية في حالةٍ مزرية ومبتلة للغاية ,اما بخصوص شعره ولحيته فهو لم يفهم القصد من وراء حلقهما .... ضحك كريستيان بجذلٍ حين رأى حيرة جوليان ,فقال له "ستفهم بعد قليل..." و دخل لغرفته وعاد بعد لحظاتٍ وفي يديه زيٌ رجل امن خاص ...." فأشار للزي وقال بفخر "هذا الزي كان لي ....والآن سيكون لك..." رد جوليان بعدم فهم "ماذا تعني ؟؟" ضحك كريستيان بخفةٍ وقال "ستدخل هناك كرجل امن ولن يوقفك احد...."ولوح له بشارة الشرطي التي يحملها ***************************** يتبع | |||||||||
|
| |
|
11-12-18, 11:43 PM
| #600 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| عاد جوليان من رحلة ذكرياته السريعة ليستعد لمواجهة الخطر الداهم الذي سيواجهه ,وما أن رأى يوهان يتجه نحوهما حتى سارع بسحب اليس وتواريا معاً خلف احدى الأشجار الكبيرة متحيناً الفرصة للفرار ...راقب بحذر (يوهان ) يتوجه بلهفةٍ نحو الحارس الملكي ويستوقفه قائلاً "اين الفتاة التي أسرتها ....تم ابلاغي بأن اخذها منك وأحرسها " هز الحارس رأسه وقال ببساطة "سبقك زميلك وأخذها .." اكفهر وجه يوهان وأمسك بتلابيب الحارس وسأله بغيظ "من أين ذهبا ؟؟" ارتبك الحارس قليلاً خشية ان يكون تصرف خطأً وقال مؤشراً للجهة التي ذهب منها جوليان ..."أظنه ذهب من هناك .." بسرعةٍ توارى جوليان خلف الشجرةٍ ,ثم انزل نفسه قليلاً حتى اختفى بين الشجيرات الصغيرة المنتشرة هنا وهناك وتسحب ببطئٍ وحذر مع اليس نحو دغلٍ كثيف من شجيرات التوت ...ليتواريا عن انظار يوهان الذي شرع بالبحث عنهما بجنون .... كان يوهان رجل امنٍ الماني سابق طرد من عمله بسبب فساده وتلقيه رشىً ,واستغلاله الخاطئ لوظيفته ,وبعد طرده من سلك الشرطة ,غادر المانيا وأسس عصابةً خاصة به مقرها فرنسا ,وصار يقوم بالأعمال المشبوهة لصالح اثرياء وفاسدين في كلٍ من المانيا وبلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ ,وتخفى تحت اسمٍ مستعار ...وفي السابق كثيراً ما عمل مع الكونت جاريون لتصفيه خصومه وضربهم في السوق ,وقد استعانت به ازابيل بتنفيذ الكثير من اعمالها الدنيئة ,وهو من رشح لها المجرم الوضيع ديفيد ليقوم بحرق معرض جوليان في فرنسا...... وهذه المرة أوكلت اليه ازابيل مهمة القضاء على اليس وجوليان ...فأرسل احد رجاله ليعبث بسيارة جوليان ويخربها ,وطلب من رجله ذاك ان يتتبع جوليان في الطريق ليتأكد من نجاح المهمة ,لكن جوليان استطاع ان ينجو من مكيدته بصعوبة ,ومنذ ان جاء الخبر ليوهان بنجاته وهو يموج غضباً ويبحث عنه في كل مكانٍ ,فنشر رجاله بالأرجاء وأمرهم بمنع جوليان من الوصول للدوقة والأمير مهما كلفهم الأمر...وقبل لحظات جاءه اتصالٌ من وصيفة الكونتيسة ماتيلدا تخبره ان زوجة جوليان قد هربت من اسرها , وكادت ان تتسبب بكارثة ,فجن جنونه وعاد للقبو ليتأكد من صحة الخبر ,فوجد الحارس الأحمق ملقاً بالقبو بينما اسيرتهم قد غادرت بمساعدة كبير الخدم المختفي بمكانٍ مجهول.... ***************************** ظل جوليان وأليس متواريان بحرص خلف الشجيرات الكثيفة حتى ابتعد يوهان عنهما يبحث في زاويةٍ أخرى ,فدنى جوليان من أليس وهمس لها " تحركي بهدوء معي ..."وبدأ بالتسلل بخفة للوراء ...وبعد ان ابتعدا قليلاً اطلقا ساقيهما وجريا نحو الغابة ... كان جوليان يخطو بسرعةٍ افقدت أليس توازنها وتعثرت عددة مراتٍ ,لكنه لم يبطئ من حركته حتى ابتعد عن الخطر تماماً ووصلا لركنٍ خفيٍ مظللٍ بالأشجار الكثيفة ,توقف عن السير وزفر براحةٍ وقال "نحن بأمانٍ الآن " وما كاد ينطق بهذه الكلمات حتى تهالكت أليس وارتمت على صدره منتحبة " آآآآه جوليان ...كم انا سعيدة أنك بخير ,خشيت ان يؤذيك ذلك المجرم " فقال لها بتهكم مرير"لقد حاول بالفعل لكنه فشل..." انتبهت لجرحٍ في اعلى جبينه فهمست برعب "هل آذاك يا حبيبي ؟!! ماذا فعل ذلك اللعين ؟؟" "لا تخافي علي ...أنا بخيرٍ الآن بعد ان اطأننت عليك" رد بخفةٍ ليطمأنها وضمها له بقوة يحاول بثها الطمأنية والسكينة التي افتقدتها لأسابيع طويلةٍ قاسية...فتشبثت به كالغريق الذي يتعلق بقشة ,لكن جوليان لم يكن مجرد قشة بل كان جسراً قوياً ستعبر من خلاله لبر الآمان ...تمسكت به بقوة وهي تنتحب بلوعة فهمس برقة مواسياً "اهدأي يا عزيزتي ارجوك " هتفت من بين شهقاتها الملتاعة "لقد خشيت ان اخسرك كما خسرت داني..." نظر لها جوليان برعبٍ وسألها "ماذا اصاب داني ...؟؟" فهمست بصوتٍ متحشرجٍ "لقد خسرته ...لقد ضاع طفلي يا جوليان...سرقوه مني ..." فزفر براحة لأنه ظن في البداية ان الصغير قد اصابه مكروه ,ثم هتف بقوة وعزم "لا تخافي يا حبيبتي ...لن ادعهم يـأخذوه منكِ ,طالما تجري دماءٌ في عروقي " نظرت له باكية وهمست برجاء" اعده لي يا جوليان...ارجوك" مسح دموعها بكفه وهمس بحنان"سأفعل " وتلمس خدها برقة وهمس بعطف "اهدأي يا حبيبتي ارجوك" همست بألم " انا حمقاء...حمقاء فقد فرطت فيه .....ما كان يجب ان اغادر المنزل مع تلك الأفعى اللئيمة ازابيل ....لكني لم اعرف ماذا افعل ,لقد هددتني بأنها ستلجأ للشرطة لتأخذه مني ,وأنت لم تكن معي ,ولم اعرف ساعتها اين انت ...فظننت اني بهذا احمي طفلي من التعرض للصدمة ...لكني خذلته ...كم اخذلتك" نكست رأسها بخزي وعادت تنتحب باكية فرفع ذقنها لتواجهه وهمس بأنفعال صادق " ..انت لم تخذليني ابداً...بل انا من فعل هذا حين حجبت خبر سجني عنك....وحين اخفيت حقيقتك بعد ان عرفتها .....كنت اظن اني بهذا احميك ولم ادري ان دفعتك بهذا لمتاهة الشك والألم ..." تشبثت به بقوة وهمست بانفعال" رغم هذا ما كان يجب ان اصدقها ...كان يجب ان اثق بك وبحبك اكثر...لكني كنت ضائعة وخائفة فسامحني.., لقد ظننت..انك....انت ومارتينا ....." (ولم تقوى على قول الكلمة التي تقتلها ,بل عادت تبكي بحرقة ) فسارع بضمها وتقبيلها ليزيل اي ظنٍ زائفٍ كان ينهشها ثم ابتعد عنها و همس بتأثر " هذا كله كذب ...فأنا لا يربطني بتلك اللعينة مارتينا إلا الكره " هزت رأسها وقالت "اجل ...اعرف هذا الآن ....." ثم عانقته بقوةٍ وعادت تهمس بخجل ومرارة " ما كان يجب ان استسلم للظنون ...لكني ...لم اقدر أن اقاومها بعد ان ارتني تلك الصورة واخبرتني انك كنت على علاقةٍ مع مارتينا ...كذبتها اقسم لك...لكن الشك بدأ ينهش قلبي ........" ولم تعد قادرة على اخباره بكل البؤس الذي عانته لكنه لم يكن بحاجةٍ لأن تخبره بما جرى فقد تكهن بذلك بنفسه ,فأقر بصدق "انا اعرف كم عانيتي يا حبيبتي وأستطيع تخمين ما اوحته لك تلك اللعينة ..." اخفضت رأسها تواري خجلها لكنه رفع ذقنها وهمس برقة "أليس انظري لي .." (ففعلت بخجل والدموع تطفح من عينيها فهمس بأنفعال )" انا لا الومك على ما جرى فأنا اعرف ازابيل جيداً واعرف ماهي قادرة على فعله.. لقد عشت في القصر لوقتٍ كافٍ كي ادرك اي البشر هي, هذا ان كان يجوز تصنيف حقيرةٍ مثلها بالبشر " زمجر ساخطاً ثم اكمل بحنق " ازابيل تجيد التلاعب بالعقول والأفكار ومصائر البشر, لقد اوقعتني سابقاً فريسة الظنون والأوهام التي غرستها في منذ زمن ناحية ابي فجعلتني اكرهه ..." ثم تابع بألم " ولجهلي بالحقيقة اسأت له كثيراً وكرهته, لأني لم اجد ما يبرر تصرفه ,لذا صدقيني انا اعرف تماماً ما مررت به يا حبيبتي ولا ألومك ابداً ..." نظرت له بأسى وقالت بخزي" انا اسفة..كان يجب ان اثق بك اكثر (وتابعت تلوم نفسها )ماكان علي ان اصدقها ,لكنها ظلت تزرع في عقلي الظنون نحوك ..لقد كذبتها كثيراً صدقني ,وحاولت ان اتصدى لكل الظنون والشكوك التي بثتها بي ... كدت اجن ...وكنت اريد ان اراك ...اريدك بجانبي لتخبرني الحقيقة....لكنك لم تأتي ولم اعرف ما حل بك...و حين رأيتك انت ومارتينا في الفراش ... لم...استطع ...لم استوعب ..." واشاحت وجهها بأسى فلازالت تلك الذكرى تمزقها بشدة ,تشبث بكتفيها وهزها وهو يهتف بلوعة " لم اكن معها صدقيني... لقد كنت ابحث عنك ..وقد اوحت لي اللعينة ازابيل انك في غرفتي القديمة ...فذهبت اراك لأفاجأ بتلك الماجنة مارتينا والتي تخفت بشعرٍ مستعارٍ يشابه لون شعرك ,فظننتها انت ,صدقني..انا لا تربطني بمارتينا اي علاقة..كله تلفيق وكذب..وتلك الصورة اللعينة كانت لعبة منها ومن ازابيل استغلتاها لتوقعا العداوة بيني وبين ادريان فيما مضى ولتفرقانا ,وهاهما تعيدان الكرة ثانية لتبعدانا عن بعض ,لكن صدقيني لا شيء يربطني بمارتينا سوى الاحتقار والكره لكل ما تمثله ..." "لكن كيف حصل ذلك ؟؟...اعني كيف اخذتا تلك الصورة لك ...أهي زائفة ؟" سألته برجاء نكس بصره واقر "لا ...بل حقيقية ...(وعاد ينظر لعيونها المحمرة الدامعة وهتف بانفعال) لكني اقسم لك اني لا اعلم كيف استطاعت تدبير تلك المؤامرة ضدي ..وكأن ذاكرتي محيت تماماً ..." حين ظلت صامتة تنظر نحوه بغموض عاد يستجدي تصديقها له فهمس بحرقة "انا لم افعلها يا اليس لم اقم علاقة مع مارتينا (ثم استدرك بحرج ) ...على الأقل ليس وأنا بكامل وعي...ارجوك ...صدقيني...أنا..." (وضعت يدها على فمه ولم تدعه يكمل لأنها ادركت بشاعة اللعبة التي لعبت عليهما فضمته بقوة وهمست باكية ) "انا اصدقك ...اصدقك ...وكان يجب ان اصدقك منذ البداية...فكما استطاعت ازابيل بخبثٍ ان تزور اوراقاً ثبوتية وصوراً لتنسب داني لمارتينا ,فما يعجزها ان تفعل هذا معك ...ربما خدرتك ,او اسقتك شراباً ما لتذهب عقلك,و لتتمكن تلك اللعينة مارتينا من الأندساس بفراشك لتلتقط لك تلك الصور المشينة لتفسد علاقتك بادريان..." زفر براحة حين سمع كلامها وادرك انها فهمت ما حصل ....فقد رأى نظرات التصديق والثقة في عينيها ,فعاد يضمها اليه بأنفعال شديد ويقبلها بحرارة .... فتابعت أليس بهدوءٍ غريب وسكينة اعترتها فجأة لتذهب بكل اوهامها وتنسفها تماماً وكأنا لم تكن يوماً ...وأقرت برقة " انا اصدقك...(ثم اكملت بخجل ) كان يجب ان لا أقع في فخ ازابيل ...كان يجب ان اثق بك وبحبك ...فسامحني ." همست بتأثر ,فاحتضن وجهها بين كفيه ثم قبلها بحب وشوق كبير ..ليقول لها انه ليس غاضباً منها ابداً ... فتشبثت به بقوة وهمست بتأنيبٍ ولوعة من بين قبلاتها الملتهبة " لكن اياك ان تتركني ثانية ....فأنا ضائعةٌ من دونك وضعيفة ...أنت سندي وقوتي ...." ضحك رغماً عنه وهمس بأنفعال "لن اتركك ابداً بعد اليوم ...لن اخطو خطوة لا تعلمين بها " (فأبتسمت له بحب ,فعاد يؤكد ميثاقهم الجديد ) "ولن يكون بيننا أسرارٌ بعد الآن ...ابداً" اقرت براحة وهي تتوسد صدره الحاني "أبداً ...لن اخفي اي شيءٍ عنك ابداً ....فقد تعبت من كل هذا " وعادت تضمه بشوق تلتمس دفئه وحنانه الذي حرمته منه لوقتٍ طويل لتستمد منه القوة والبأس ,ولتقدر على الأستمرار في قتالها ضد تلك العجوز اللئيمة .. مسد شعرها المشعث بحب وهمس بمرحٍ ليستثيرها ويناكفها فيحي روحها المقاتلة التي خبت نارها بين ظلام الشك " ما هذا هل بتِ تعملين خادمةً في القصر ..؟؟" " تطلعت لهيئتها بحرج ثم نظرت له واقرت "هذا لزوم التنكر كما قال برنار ....ثم اقرت باعجاب "هذا العجوز رائع " وافقها جوليان وقال "اكيد ....انه انسانٌ وفيّ ومخلص " "كلهم يدينون لك ولأمك وابيك بالولاء ....لأنكم تستحقون هذا " قالت بأعجاب ...وتلمست وجهه بحبٍ وتأملت بأعجابٍ هيئته الجديدة في ثياب رجال الأمن التي تليق به بشدة ...نظرت لشعره المقصوص بقصةٍ عسكرية ولذقنه الحليقة ولملابسه التي استعارها من صديقه الجديد كريستان ,والتي استخدمها ليتخفى ويتسلل دون ان يكشفه اعوان ازابيل .. ثم همست بأعجاب وقالت تناكفه "هل بت تعلم رجل امنٍ ايضاً ....الا يكفيك كل الأعمال التي تقوم بها ,سائقٌ لرجلٍ ثري ,دليلٌ سياحي...,وصاحب محل جواهر...." ضحك جوليان بمرح وداعب خدها وقال "أنا احبك .." فقبلته بعاطفةٍ وقالت "وأنا احبك جداً ...ولا أعلم حقاً ان كنت استحق ان تحبني هكذا" فضمها لصدره وقال "تستحقين هذا وأكثر " فشدت من عناقه وهمست بحرقة "سامحني على كل ما جرى ...لكني حقاً كنت تائهةً من دونك " قبل رأسها بحب واقر " وانا كنت تائهً من دونك " ثم تلمس بأصابعه خطوط الأرهاق والتعب المرتسمة على محياها الهزيل والشاحب فتذكر امراً مهماً فسألها بلهفةٍ "قالت ازابيل بأنك....حامل ...فهل هذا صحيح ؟؟؟هل كانت تكذب علي ..ام انك..!!" هتفت أليس باستهجان "هل اخبرتك بهذا...كيف ومتى ؟؟؟" رد عليها بلهفة "ليس هذا ما يهم.. بل هل ما قالته حقيقة ؟؟؟" همست بخجل " اجل..هو كذلك .." فضحك بسعادة وهمس بأنفعال "حقاً !!!...هل هذا يعني اني سأصبح اباً ..؟!!" ابتسمت بحرج وقالت "اجل ...لم اتخيل أن .... "وقبل ان تكمل احتضنها بقوةٍ وقبلها بحرارةٍ اذابت عظامها ثم ابعدها قليلاً ليتيح لها التنفس وهمس بصوتٍ متحشرج "انا اسعد رجلٌ في الدنيا ..." دمعت عيونها فرحاً فهي لم تتخيل ان يبتهج بهذا الشكل لخبر حملها وهمست بخفوت "هل انت سعيدٌ حقاً ؟!" رد بعزم "طبعاً فهذا اسعد خبرٍ سمعته بحياتي .." كم كانت تود لو تشعر مثله بالسعادة لكن خسارتها لداني اذهبت عنها كل بهجة فهمست بأسى "ستكمل فرحتي حين استعيد داني " فرد بحزم " لا تخافي من اي شيءٍ يا حبي ...سأحميك واحمي اولادي مهما كلفني الامر..لن اسمح لإزابيل بأن تؤذي اسرتي ..ابداً " وضمها لصدره بقوة وقال بعد ان سمع صوت الابواق تعزف ..."لقد اقترب موعد انطلاق السباق علي ان اذهب فوراً لأجد الأمير فيليكس ,فهي فرصتي الوحيدة لأصل لدوقة دون ان يحول رجال ازابيل بيننا ..." فهتفت بخشية "اخشى ان تكون ازابيل قد استطاعت كسبت الدوقة لصفها بعد ان انكرني داني امامها ... "وبكت بحرقةٍ ثم أكملت " لقد قلبوه ضدي...تلك اللعينة اجبرتني على الأعتراف له بأني لست امه ....وداني بات يكرهني ... لقد نبذني ورفضني بعد ان عرف الحقيقة ...اخشى انه ضاع مني ياجوليان....ولا اعرف حقاً ان كان سيعود لي يوماً ويسامحني " فرد عليها مواسياً " لا تقولي هذا ...داني يحبك ولا يمكن ان يكرهك, كل ما في الأمر انه مصدوم وأكيد ان اللعينتين (ازابيل ومارتينا ) مارستا عليه ضغوطاً جما...لكن لا تخافي سنجتاز هذه المحنة سوياً لنعود اسرة واحدة ...وسترين " "هل ستنجح في اقناع الدوقة بما حصل ؟؟" سألته بخشية "الدوقة سيدة عادلة لن تستجيب لأدعائات ازابيل ومارتينا دون ان تطالب بالتحقق منها وهذا لصالحنا ,ازابيل تراهن على الوقت ,اظنها وصلت لمرحلةٍ من التخبط بحيث انها ستجازف بكل شيءٍ لتحول دون ان اقابل الدوقة ,وأنا اراهن على تخبطها لفضحها وإظهار انها ليست كفؤة لتنال وصاية داني ..." فردت بخشية "لكن ماذا لو حاول رجالها قتلك هنا ....؟" فقال مواسياً "لا تخافي ,لن تفعل ذلك امام الجميع ...ستحاول اقتناصنا واخفاءنا عن الأنظار ثم ستعمد لأبعادنا عن طريقها ...لكنها لن تجازف بقتلنا علناً ....سيفتضح امرها ...لكن يجب ان تختبئي حتى عودتي ...." تشبثت أليس بكمه وجلة وسألته بقلق " ماذا ستفعل ...؟؟ انا اخشى عليك " ربت على كفها وقال مطمأنناً "لا تخافي يا حبيبتي ....سأجد طريقة لتسلل للشاطئ حتى اقابل الأمير فيليكس وهو من سيساعدني لأصل لأمه الدوقة دون ان يعترضنا أحد ...لكن انتِ عليك ان تبقي مختبئة ....كان يجب ان يبقيك برنار في مكانٍ آمن لحين قدومي ..." فردت بأنفعال وخجل "لم يستطع ذلك لأن ازابيل اوقفتنا قبل ان نصل للدفيئة ....فطلب برنار مني ان اختبأ بغرفتك القديمة ....لكني حين رأيت داني برفقة مارتينا لم استطع ان اتركه وحده ...اردت ان افضح ازابيل امام الدوقة لكني فشلت ..." فرد بتفهم ..."لا بأس ...لا تخافي سأعيد الأمور لنصابها ...لكن لا أستطيع الآن ان اعيدك للقصر ...بالتأكيد اعوان ازابيل يبحثون عنكِ...." تطلع حوله بقلق وبحث عن مكانٍ يخبئها به....ثم بعد بحثٍ دقيق لاحظ تجويفاً في صخرةٍ كبيرة على شكل حدوة حصان تصلح لأن تختبئ داخلها ...,نزل على ركبتيه ليتفقد المكان ويتأكد من خلوه من الحشرات ,ثم طلب منها ان تتوارى فيه ,وقام بجمع بعض الأغصان الملقاة ارضاً وبعض جذوع شجيرات التوت البري وغطاها بها ,وطلب منها ان تظل مختبئةً خلفها قائلاً "ارجوك يا أليس لا تجازفي بالخروج مهما حصل ...فأنا لا آمن جانبهم ..." هزت رأسها وهمست بطاعة "لا تخف سأفعل (ثم عادت ترجوه ) فقط كن حذراً " عاد يتلفت حوله بترقب بعد ان سمع صوت مقدم الحفل عبر مكبرات الصوت ..يلقي كلمةً ترحيبية ويدعو الدوقة للتحدث لتعلن عن بدأ فعليات السباق... حمل احد الإغصان وبدأ يحركه على الأرض ليخفي اثار اقدامهما ,ثم ألقاه بعيداً ,نفض ثيابه وعدل قبعته ثم تركها وغادر متجهاً نحو شاطئ النهر الكبير حيث تجمعت قوارب كثيرة للمشاركة بالسباق ... ***************************** يتبع | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
145Likes
العرض العادي
