آخر 10 مشاركات
الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          12- حصاد الندم - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل]فصليه لظالم وحش بقلم / سقين الشمري "عراقيه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree74Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-18, 09:08 PM   #211

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


سيتم تنزيل الفصل الآن
فصل برعاية (بوووووووم)
استعدوا


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 09:15 PM   #212

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل السادس


" يُمكن للروح الحزينة أن تقضي عليك أسرع مما تفعل الجراثيم."

في محل قهوة صغير... قريب من مركز الأطفال... كانتا تجلسان على إحدى الطاولات... شاردتان.. مرتبكتان.. وكل واحدة منهما تفكر بما ستقوله للأخرى...
عشر سنوات... كانت مدة كافية ليصبح القريب بعيد وغريب ببعده عن الآخر..
بعدم وجوده بالوقت الذي كان يحتاجه الطرف الآخر...
وهي لم تكن استثناءً... أفنان هربت منها دون أن تدرك السبب..
أيام وشهور وسنين مرت عليها وهي تختلق هذا السبب.. وتجعله أقل إيذاء لنفسها..
لكن ماذا حدث... يئست من الانتظار واختلاق الأسباب..
واعتبرت أن اختفاء أفنان واحد من محطات الخذلان التي مرت ولا زالت تمر بها...
ومن دون أن تحسب أو تشعر.. عادت أفنان... مباغتة إياها

وضعت فنجان القهوة على الطاولة بهدوء متحكمة بتعابير وجهها.. لئلا تظهر ضعفًا أو اشتياق لفتاة كانت أكثر من مجرد ابنة خالتها.. ثم قالت بشبح ابتسامة :
" لقد مر وقت طويل..."

بدورها أفنان كانت تعيش شعور مضاعف من الارتباك والتوتر.. تتأمل ماريا ببعض الاندهاش وعدم التصديق... كيف أن حدقتيّ عينيها تائهة بالفراغ دون أن يظهر هذا التوهان على وجهها.. وكيف أنها تتلمس فنجان القهوة بتمرس دون أن تكون مثيرة للانتباه.. كانت مذهلة... متماسكة... وتشع منها القوة... عكسها هي..
ضمت شفتيها ببعض العصبية وخرج ردها بهمسة مبحوحة :
" نعم.. وقت طويل... ماريا أنا....افتقدتك جدًا.."

لم يظهر أي تأثر على وجه ماريا بل قالت ببرود :
" لماذا عدتِ.."

تفاجأت بدخولها في صلب الموضوع مباشرة لتهز رأسها وتقول بذنب :
" لأعتذر.. لم أستطع تكملة حياتي دون أن أعتذر لكِ.. أنا السبب"

ارتفع حاجبين ماريا ارتفاعة طفيفة وقال بتساؤل مستنكر :
" أنتِ السبب!!... بماذا يا ترى"

ارتجفت شفتيها وشعرت بأنها مقبلة على سماع شيء سيؤلمها.. ورغم ذلك ردت بضعف :
" أنا السبب.. بما حدث لكِ.."

" كالعادة.. تعشقين ارتداء ثوب الضحية.. "

رفعت عينيها لها بصدمة لتكمل ماريا بقسوة غريبة عنها وتعابير وجهها تتصلب أكثر.. لا تعلم لمَ شعرت بأنها وفي هذه اللحظة تشبه خالتها علياء :

" تعودين.. وبعد كل هذه السنوات لتعتذري عن أنك السبب... هذا أسخف شيء قد سمعته بحياتي .."

همست بصدمة خائفة :
" ماريا.."

هتفت ماريا بغضب وهي تخبط الطاولة بكفها حتى لفتت بعض الأنظار إليها :
" لا دعيني أكمل... تقولين بأنك السبب.. كيف أخبريني... هل دفعتني من السطح مثلًا.. أم استدرجتني حتى أقع لوحدي دون شبهات..... أم انتِ من جلب اللص لمنزلنا واتفقتِ معه ليحصل كل ذلك... أخبريني ما الذي فعلته وكنتِ السبب بكوني عمياء....أم أنني أصابني الخرف وأصبحت أتخيل عكس ما حدث.. أخبريني "

ما قالته ماريا كان كثير... كثير عليها لتستوعبه وتنكره... أصابها بعض الهلع وتشوشت الأمور بعقلها...
رمشت وماريا تتابع كلامها بسخرية :
" آه صحيح... أنا لم أخبرك بما حصل للص الذي رأيناه.... لقد اكتشفنا بأنه سارق استغل انشغالنا بالحفل وتسلل للبيت وسرق ما استطاع سرقته من فيلا عائلة ثرية... تخيلي.. هه...إنه في السجن الآن "

همست وهي تمسح دمعتها اليتيمة عن خدها ::
" أعرف.."

تألمت جدًا لمنظر ماريا... كانت تبدو وكأنها تتوجع... لم تراها بهذه الحالة من قبل.. دائمًا كانت متماسكة حتى في ألمها...
همست بكلمة لم تدري أنها كانت الوقود لإشعال النار :
" أنا آسفة... "

كل ما فعلته ماريا كان بأن مدت ذراعها وأطارت بفنجان القهوة جانبًا حتى وقع على الأرض متكسرًا ثم قالت بنبرة مكتومة :
" تبًا... ألن تتوقفوا عن قول تلك الكلمة اللعينة.."

جاء إحدى عاملي المقهى مسرعًا بينما وقفت ماريا وقالت بكبرياء قبل أن تغادر :
" عودي من حيث كنتِ.."

غير مبالية بتذمر العامل والناس الذين ينظرون لها.. وجدت نفسها تهرول خلفها بلهفة... لن تسمح بأن يضيع هذا اللقاء دون أن تخرج منه ببعض الاطمئنان... وبأن تغادر ماريا هكذا كما غادرت هي... ربما لن تراها مرة أخرى...

أمسكت بذراعها قبل أن تدخل السيارة وهتفت برجاء :
" ماريا لا تكوني هكذا... أرجوكِ.."

التفتت لها ماريا بمقلتين دامعتين وهمست بنبرة غامضة :
" بل أنا من يرجوكِ... ألا تكونِ هكذا...لقد توقعت شيئًا آخر...كنت غبية وتجرأت أن أتوقع شيئُا أريده.. لكن كالعادة..."

ابتلعت غصتها وأكملت وهي تسحب ذراعها وتدخل السيارة :
" أنا اكتفيت اليوم وأريد الذهاب للمنزل.."

أنزلت ذراعيها جانبًا بتخاذل وهي تعبس بألم لتلمح نظرات المرأة التي كانت ترافق ماريا في المركز... كانت تنظر لها بتفكير قبل أن تركب هي الأخرى السيارة وتبتعد بهما مخلفين إياها خلفها...
هذه المرة لم يأتيها شعور الفشل المخزي والذي لطالما راودها...
هذه المرة كلمات ماريا كانت تدير أفكارها لاتجاه آخر.... اتجاه مختلف تمامًا...
ولم تفكر به قط...

...........................

" لا تخبري أمي بأنني قابلتها سكينة... إياك.."

كلماتها لم تكن أمر بقدر ما كانت طلب محفوف بالرجاء... مما جعل سكينة تتوصل إلى كون ماريا لا تريد لأفنان الابتعاد بعد الغياب الطويل..
هي لا تدري ماذا حصل بينهما في المقهى....
عندما عادت من السيارة لداخل المركز ورأت ماريا تقف مع أفنان... لم تعلم من هي بالبداية... ولكن النظرة المرسومة في عينيّ ماريا كانت خير مخبر..
ردت من دون نقاش :
" حسنًا.. لن أخبرها.."

حدقت بماريا بتدقيق.. لتجدها قد تنفست الصعداء واتكأت برأسها على إطار النافذة... شاردة... وعكس توقعها لم تبقى صامتة بل قالت ما صدمها :
" أمي تعرف بأن أفنان هنا صحيح؟؟.."

حاولت أن تسيطر على دهشتها... ماريا تتوقع ما يحصل دون أن تكلف نفسها العناء بالسؤال أو ربما هي مكشوفة لا أكثر...
" آه.. نعم.. أقصد..."

قاطعتها برفق :
" دعينا نتفق على عدم أخبارها بما حصل اليوم فقط... موضوع أفنان يخصني أنا ولا رغبة لي بأن تتدخل كعادتها.."

اومأت وهي تناظرها بتوجس... تشعر أن المشاكل قادمة لا محالة

عندما وصلتا البيت... تقابلا وبالصدفة مع شقيقتها مايا وزوجها اللذان كانا أيضًا بطريقهما للداخل...
صدفة ستكون كاذبة إن قالت سعيدة... فهي لا تملك لا المزاج ولا الطاقة للمجاراة ورسم البسمة الهادئة على شفتيها...

نزلت وهي تتذمر بداخلها بينما يأتيها صوت مصعب يقول بفرح :
" ماريا.. كيف حالك"

قالت بإيجاز دون أن توقف خطواتها المتجهة للبيت :
" بخير.. لندخل..."

باستنجاد رفعت مايا وجهها لمصعب وقالت بتوتر :
" .أرأيت...هي لم تسامحني للآن "

ابتسم ابتسامة متكلفة وقال بحنو زائف :
" لا تقلقي... ماريا طيبة...ليس من طبعها الحقد... ألستِ شقيقتها وتعرفين ذلك.."

وأكمل بداخله بهمس مشحون بالعواطف.... أم أنا من أعرفها أكثر منكِ... أكثر منكم جميعًا

" هيا لندخل مصعب... والدتي تنتظرنا..."

ضم كفها الذي وضعته بيده... وسار معها للداخل... إلى ماريا

******************
يقف الآن هو وشقيقته سناء عند باب الفندق ينتظرا وصول والديهما بشعورين مختلفين...
هي بشوق لأن تتقاسم هذا الخوف الذي تشعر به مع أحد
وهو... برعب لأنه الآن مضطر لمواجهة والده الذي أراد أن يتهرب منها.. يكفيه ما يشعر به... يكفيه حقًا...

توقفت سيارة أجرة أمامهما فاسرعا إليها فور أن لمحا والديهما... وتوجه معاوية ليأخذ الحقائب من الصندوق متباطئًا...
وضع الحقائب على الأرض ورفع رأسه ليجد والده ينظر له بنظرة ثاقبة غامضة... لم يدرك فحواها أبدًا...
شعر بأنه يريد أن يبكي... لولا رجولته التي تمنعه كان قد بكى وناح مخبرًا الجميع بأنه فقد شمس... خطيبته وحبيبته

" كيف حالك بني.."

اقترب من أمه الملتاعة واحتضنها برفق مجيبًا عن سؤالها :
" الحمد لله على سلامتكما... أنا بخير.."

توقف أمام والده الذي ظل يراقبه بصمت... ولم يجد ما يقوله سوا أن يخبره بنظرات عينيه بأنه ليس بخير... ليس بخير أبدًا...

وكأن الأب فهم الشكوى الخفية... مد ذراعيه وضمه بحنو هامسًا بنبرة حازمة :
" لا تقلق معاوية....سنجدها بني...كن واثقًا بالله... سنجدها "

هتف بنبرة متشنجة حائرة :
" آه أبي... لا أعلم ما الذي حصل... لقد اختفت فجأة والشرطة لم تجدها لحد هذه اللحظة... أنا السبب... لقد انشغلت عنها... انغمست بالعمل ونسيتها..."

أبعده الأب عن حضنه وامسك كتفيه قائلًا بقوة :
" لا.. أنت لست السبب.. وكما قلت لك... سنجدها بإذن الله فتمالك نفسك بني.... دعنا نصعد للغرفة مبدئيًا... "


بعدها بساعة تقريبًا... كانوا الأفراد الخمسة يجلسون مقابل بعضهما البعض... ورياح الحيرة والخوف تحوم حولهما...

والديه رفضا أن يستريحا ويأجلان الكلام لغدًا... وهو كان شاكرًا لذلك... فكيف تغمض له عين وهو لا يدري أين شمس الآن وماذا تفعل... هل أصابها مكروه أم لا... هل تبكي أم لا... هل تستنجد به.... أم لا!

مسح على جبينه وتناول حبة مسكن آلام الرأس من سناء ليضعها بفمه فتقف بنصف حلقه رافضة النزول... انكمشت ملامحه من طعمها المر فأخذ بيده كأس الماء من على الطاولة وارتشفه كاملًا...

تكلم والده بثبات اشعره بالغبطة :
" أخبرني بني أولًا... ماذا حصل لأمور العمل... وهل أتممت الشحنة مع الزبون..."

الشحنة!! لقد نسي هذه المشكلة في خضم ما حصل...
عبس بتركيز وقال متنهدًا... فلم يعد يهمه :
" الزبون تراجع بآخر لحظة واختفى.."

ردد والده خلفه بتفكير :
" اختفى!!..."

ثم تابع وهو ينظر لعيني ولده المهموم :
" متى اختفى... "

" بعد وصولنا للعاصمة بيومين...حاولت الوصول له لكن لم أستطع وانشغلت بعدها بما حصل"

قال الوالد بتريث :
" بعدها اختفت شمس... أشعر يا ولدي بأن هنالك صلة بين الأمرين"

بهتت الوجوه من حوله وانطلقت التساؤلات القلقة من سناء والأم... بينما وحده معاوية من كان صامتًا... شاحبًا كما لم يره من قبل...
ولا يجرأ على السؤال...

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 09:20 PM   #213

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

لقائها اليوم مع أفنان من جهة... جلوسها مع والدتها التي لم يمضِ أيام كثيرة على صفعها إياها... وبجانبها شقيقتها التي تتعامل معها بلطف مبالغ به بشكل أثار ازعاجها... كل هذا تجمع مع بعضه وبذات اليوم جعلها تكاد تنفجر...
لقد أرادت الاختلاء بنفسها فقط لا غير...
لكنها تجد نفسها مضطرة لمجالستهم وتناول الطعام الذي لم تشعر به ولا تعرف له طعم...

" ما رأيك ماريا لو نذهب ذات يوم برحلة خارج البلد..."

وضعت المعلقة جانبًا وهي تحارب لئلا ترفع يدها وتزيح ذراع شقيقتها عن كتفها ثم قالت بجمود ردًا على اقتراحها.. تراوغ بالإجابة حتى لا يظهر بها الرفض التام :
" هذه الفترة لا أستطيع... ربما في وقت آخر..."

ظهرت الخيبة على ملامح مايا وابعدت ذراعها بارتباك فور أن وجدت الصد ما يقابلها من شقيقتها الصغرى...
إنها تحاول التقرب منها بعد سنين كانتا بها شقيقتين بالاسم دون أن تعرف كل واحدة بهما دواخل الأخرى...
بل هي الخاطئة الأكبر... إنها لم تحاول التقرب من ماريا ولا حتى استيعابها واستيعاب شخصيتها الصعبة بعض الشيء
كان بها الكسل والخوف مما جعلها لا تقترب أكثر من اللازم...

استدارت بخفة ناحية زوجها الذي قال بلطف :
" لماذا... ستستمتعين ماريا.."

تنهدت ماريا بتعب ورفعت نظرها حيث خمنت مكان جلوس والدتها..
يا ترى كيف تنظر لها الآن.... بغضب... بخيبة... بألم... أم باعتذار...

سخرت من نفسها... اعتذار!... وهل والدتها تعتذر من أحد ... هل تجد نفسها مخطئة بحق أحد أصلًا...
ما بكِ ماريا... ما زلتِ تنتظرين منها أي لمحة أي شعور رغم مرور السنوات... حتمًا جننتِ...

وصلها صوت والدتها تقول بنبرتها الصقيعية الباردة موجهة حديثها لمصعب :
" دعنا الآن من هذا الموضوع.... أريدك هذه الفترة أن تركز على العمل أكثر خصوصًا مع غياب محمد برحلته هو وزوجته لتلد... نحن لدينا عميل ومستثمر جديد... ومن يعلم ربما يصبح سيد وليد شريكنا بالشركة أيضًا..."

ثلاثة ردود فعل مختلفة صدرت بخفية... مايا لم تبالي بما قالته
ماريا توسعت عينيها قليلًا عند ذكر اسمه... وارتبك شيئًا ما بداخلها وهي تتذكر لقائهما الأخير... هذا الرجل يوترها... ويثير عجبها بنفس الوقت...
أما مصعب فقبض كفه من تحت الطاولة يخفي غضبًا هائلًا... ف على ما يبدو أن هذا الوليد سيمضي وقت أكثر بحياتهم... بحياة ماريا.... أكثر مما توقع... من الوهلة الأولى لم يحبه ولم يستطع تقبله وخاصًة عند رؤيته لنظراته الخاطفة الذي يلقيها على ماريا.... ماريا... ماريا ستجننه وهي لا تدرك عنه شيئًا...

رسم قناعه المعتاد بحرفية على وجهه وقال بتأكيد :
" طبعًا سأفعل لا تقلقي... لكن بشأن السيد وليد ألا ترين أننا لم نتعرف عليه كفاية لنفكر باحتمال أن يكون شريكنا..."

نظرت له من طرف عينيها وقالت بتكبر :
" أنا لا أقدم على خطوة لست متأكدة منها... أم عندك شك!"

من دون أن تنتظر إجابة ليست مهتمة بها توجهت بالحديث هذه المرة لابنتها الكبرى التي تأكل ببطء ولا مبالاة سرعان ما تحولت إلى تشنج وارتعاد خفي :
" ماذا حصل بموضوع الحمل مايا... لقد أخبرتني أمس بأنك ستجرين الاختبار... أم يجب أن أتابعك بهذه الخطوة أيضًا.. "

أبدت ماريا الاهتمام وهي تحدق بشقيقتها تنتظر الإجابة بينما صُدم مصعب بشدة وهمس :
" الحمل... أي حمل.."

امسك بمعصم مايا بقوة غير ظاهرة للغير وكرر سؤاله برفق :
" أي حمل مايا؟. هل أنتِ حامل... لمَ لم تخبريني لحد الآن "

قالت مايا بنبرة مختنقة وكأنها تتعرض لضغط شديد :
" لا.. لست حامل... انا لم أجري الاختبار بعد...لقد نسيت سأجريه اليوم"

خف الضغط من جهة والدتها وبقي ضغط مختلف... أكثر ارعابًا من جهة مصعب وهو يتفرس بها بنظراته المتهمة وقبضته التي بدأت تؤلم معصمها... لتمنع نفسها بصعوبة من التآوه... والبكاء..

فجأة الضغط اختفى لترفع نظراتها لمصعب فتجده مبتسم بلطف وعينيه تنظر ناحية ماريا... عقدت حاجبيها وادارت رأسها جانبًا حيث تجلس شقيقتها فوجدتها تنظر ناحيتها بتحليل صامت وبعض الاستنكار يلوح على وجهها... وكأنها تراهما فعلًا
تمنت لو أنها تختفي الآن من شدة الاحراج... لم تتوقع أن والدتها ستفتح موضوع الحمل علانية وأمام الجميع... أمام مصعب الذي يرفض الحمل منذ بداية زواجهما ويستمر بإقناعها بتأجيله لأسباب وجدتها بعد مدة لا تقنع طفل صغير...

وقفت ماريا مستأذنة وخرجت لتتبعها والدتها فبقيت لوحدها هي ومصعب مستسلمة لتوبيخ وغضب سيطولها منه دون أن تقدر على صده... إنها فقط تصمت وتستقبل كلامه بقلب مكلوم...

............................

" ماريا... قفِ.."

أوقفت خطواتها وأخذت نفس عميق ثم التفت لوالدتها قائلة بنبرة ملولة :
" نعم أمي.."

حدقت بها علياء بعدم رضا... سواء كان على ملابسها الكاتمة اللون أو حتى طريقة تكلمها التي من وجهة نظرها وجدتها قليلة التهذيب... ثم قالت بـِعلياء :
" هل ستصعدين لغرفتك كالعادة..."

لتجيب ماريا بآلية وهي تحرك قدمها وكأنها تستعجلها الذهاب :
" نعم.. كالعادة..."

استفزها هدوء أعصاب ابنتها ولا تدري لماذا... فتحركت لتقترب منها أكثر وتتفحص ملامحها أكثر... ماريا كانت تشبه زوجها المتوفي أكثر... نفس الملامح... ونفس التصرفات...لطالما كانوا يقولون بأنها تشبه شخصيتها أكثر لكن هذا ليس بصحيح.. فماريا بعيدة كل البعد عنها... مختلفة عن اخوتها... وربما لهذا لم تفهمها ولم تستطع التعامل معها....
نظرت جانبًا وتكتفت وهي تقول بنفس النبرة :
" كنت أريد أن أقترح عليكِ بأن تأتي للعمل بالشركة معي.. بدل المكوث الطويل بالبيت.."

لم تعطِ نفسها فرصة التفكير بالأمر حتى وأجابت بنبرة قاطعة :
" لا أريد..."

تنفست بغضب تحاول السيطرة عليه وقالت بحدة :
" سأعطيكِ مهلة لتفكري..."

" لا... لا أريد وكفى.."

أسرعت خلفها لتمنعها من الذهاب فأمسكت بساعدها وادارتها ناحيتها بحركة عنيفة ما تتسبب لماريا بألم فظيع بقدمها العرجاء جراء الحركة المفاجئة...تأوهت بصوت عالي وافلتت ذراعها لتنحني وتتلمس قدمها برفق بينما تراجعت علياء بضع خطوات للوراء وارتبك وجهها لتتوسع عينيها يشكل طفيف وماريا تهتف يـ.. بكره.. أو ربما خيل لها :
" أتركيني وشأني..."

راقبتها تبتعد بخطواتها العرجاء.. فتصنمت على وقفتها للحظات ثم التقطت حقيبتها وانطلقت خارج البيت...
هذه المرة قادت سيارتها الخاصة بنفسها وتوجهت إلى شركة....وليد

..................

وقف وليد متفاجئًا والسكرتيرة الخاصة به تخبره بوجود السيدة خارجًا!... استغرب جدًا.... فما الأمر المهم الذي جعلها تزوره بهذه الطريقة المستعجلة...

هتف بالسكرتيرة الذي تنتظر رده :
" ادخليها فورًا..."

لف حول مكتبه فور أن دخلت ورحب بها بلباقة واحترام ثم قال وهو يشير للمقعد أمام مكتبه :
" تفضلي.. سيدة علياء"
جلست بهدوء وجلس هو على المقعد المقابل لها لتبدأ الحديث بابتسامة دبلوماسية :
" كيف هي أحوالك سيد وليد.. وكيف حال ابنك.."

اومأ برأسه ورد ببساطة :
" بخير الحمد لله..."

تطلعت له بنظرة قوية ومصرة جعلته يرفع حاجبيه بتساؤل ليجدها تقول وكأنها تمهد الحديث له :
" سيد وليد... أنا تعرفت عليك من فترة قصيرة ووثقت بك بشكل غير معتاد علي... فأنا قليلة الثقة بأي شخص بالحقيقة...
لذا أنا أريد أن أعرض عليك عرض..."

قال باستفهام :
" عرض؟... وما هو"

لتقول بما جعله يُصدم... بل يتجمد للحظات :
" تزوج ابنتي ماريا..."

فتح فمه ليقول أي شيء يعبر عن صدمته بهذا العرض :
" اتزوج... من؟... "

ابتلع ريقه وهو يبتعد عن محيط نظراتها القوية الوائقة وقال رغبةً منه بالتأكيد :
" تقولين اتزوج ابنتك... هل انتِ متأكدة مما تقولينه"

اكتفت بهز رأسها ايجابًا فشعر بغضب غير طبيعي يملئه...لم يتوقع أن يصل الأمر بها لأن تعرض ابنتها عليه ليتزوجها... وكأنها تريد التخلص منها... هتف بعصبية :
" سيدة علياء... هل ترين أن ما فعلته الآن صحيح... أن تعرضي ابنتك علي... ألا ترين أنك تقللين من قيمتها..."

لم يبدو عليها أنها استمعت لما قاله بل قالت مكملة عرضها وكأنها تتناقش بأحد الصفقات :
" انت تعيش وحيدًا مع ابنك.. وماريا نفس الشيء لا يوجد لها أي عمل لتعمله وتقضي أيامها بالبيت.... يمكنها أن تكون زوجة مناسبة لك صدقني... "

لا يستوعب ما تقوله... لا يستوعب أبدًا..
كلام منفر كأنها تبيع ابنتها بكل لا مبالاة.... هل هي أم حقًا...لا يصدق

رآها تقف بأناقة ملقية الكلمة الأخيرة قبل أن تخرج :
" بانتظار ردك.. "

تهاوى على المقعد بعد أن خرجت... غارقًا بذهوله... ووجد نفسه يفكر... ما هي ردة فعل ماريا إن سمعت هذا الكلام.... هل ستغضب... أم هل ستحزن... أم ستبقى صامتة وهذا ما يستبعده
إذ أنها فتاة لم يقابل من تنبض القوة بعينيها مثلها... لم يقابل مثلها أبدًا
هذه العائلة يشعر بأنه كلما تقرب منها... كلما تورط أكثر..
*******************
" يجب أن نتكلم... "

انتفض جسدها بهلع وهي تستدير للصوت الذي اقتحم خلوتها على حين غرة... كان عامر يقف أمام بجانب الباب الحديدي للسطح بتعابير جادة ومصرة...
وقفت بسرعة وهي تحدق به مذهولة ثم قالت بحيرة :
" كيف أتيت .. كيف عرفت بوجودي هنا.."

تقدم باتجاهها وتجاهل سؤالها ليعيد قوله بإلحاح :
" يجب أن نتكلم.. ضروري.. يجب أن..."

وضعت يدها على رأسها ونظرت لما خلفه ثم حولها ببعض التشتت لتقاطع كلامه بدهشة... بل بصدمة :
" كيف... كيف عرفت بأنني هنا.. قل لي.."

دقق النظر بها... تطالعه بصدمة ممزوجة بالغضب الخافت... وجهها بلا أي مساحيق تجميل وترتدي ملابس رسمية... وشعرها منثور بعشوائية وكأنها بعثرته بكفها عدة مرات.... بدت بحالة غريبة
لقد مرت ايام يفكر بما حصل... وكيف يعتذر لها وهي تتجنبه وتنغمس بعملها أكثر... فلم يتردد اليوم باتباعها فور أن رآها تتجه للسطح...

ما زال يشعر بالخيبة من نفسه... وما زالت السلبية تحيطه بهالة مؤذية
لكن... أمر تجاهل ما حصل وما تسبب به من أذى لأفنان لم يكن وارد بالنسبة له... لماذا؟.... لا يعرف... حقًا لا يعرف..

قال بنبرة عادية وهو يضع كفيه بجيبي بنطاله :
" لقد رأيتك ذات مرة تصعدين إليه...."
شعرت بأنها ستصاب بالجنون... فمكانها السري لم يعد سري...
أكثر ما تكره أن يقتحم أحد خلوتها وأفكارها... وهنا هي تجد نفسها صافية الذهن قليلًا بعيدًا عن أجواء العمل المتعبة...
هل يجب عليها البدء في البحث عن مكان آخر!

اشاحت بوجهها ييأس ورتبت خصلات شعرها ثم قالت بنبرة ساكنة دون أي ردة فعل :
" سأعود للعمل الآن... اعذرني"

امسك ذراعها ليحول من تجاوزها اياه وقال مشددًا على أحرف كلماته :
" قلت أريد التكلم معك.."

نظرت له لبرهة بقوة مزيفة... إذ أن عيناها تفضح ضعف ورقة لا يمكن أن تخفيهما ثم نزلت بنظراتها لذراعه فتنحنح وافلته ببطء... ليس من عادته التجاوز هكذا...
" ما هو الموضوع الذي تريد التحدث عنه..."

" أنا اعتذر..."

كرر الكلمة وهو يشاهد توترها وكأنها لم تتوقع منه ذلك :
" أعتذر منك حقًا... سأكون شجاعًا كفاية لأخبرك بأنني أخطأت..."

توقع أن تسأله عن سبب تصرفه ذاك.. ان يقودها فضولها... لكنها لم تفعل وبدلًا من ذلك منحته نظرة مستسلمة واستندت على الحائط من خلفها... مرت ببالها الجملة التي قالتها ماريا ذلك اليوم.... جملة حملت توبيخ وألم في آن واحد...
(كالعادة... تعشقين ارتداء ثوب الضحية..)

سحبت نفس لجوفها ثم أطلقته ببطء قائلة بابتسامة بسيطة :
" لا داع للاعتذار سيد عامر... الأمر قد مضى وأنا بالغت بردة فعلي بعض الشيء.. لا بأس"

تأملها ليتأكد من صدق قولها فأومأت وابتسامتها تتسع وتزداد حلاوة فتؤثر فيه على نحو عجيب فقال بأول شيء طرأ على باله ليخفي هذا التأثير :
" بالمناسبة.. لماذا السطح بالخصوص؟"

ردت وهي ترفع عينيها للسماء :
" هل تعرف سيد عامر... أنا أحب الأماكن المرتفعة جدًا... وهذا يبدو غريب بالنسبة لمن يعرفني ويعرف شخصيتي... لحد اليوم ورغم ما حصل لم أستطع التخلي عن عادتي بالصعود للأسطح... إذ أنها أنسب مكان متاح لي.."

وقف بجانبها واستند على الحائط مثلها.. وعقد حاجبيه ببعض الفضول :
" وماذا حصل؟... "

لوهلة ظنها لن تجيب فقد دام صمت هادئ بينهما لكنها ردت بسؤال لم يتوقعه :
" سيد عامر.. أيمكن للإنسان أن يظلم نفسه..؟ "

حدق بها مستغربًا فبدت جادة جدًا بانتظار اجابته... زفر ورد وهو يلوي شفتيه بما يسمى ابتسامة :
" نعم... يمكن جدًا.."

" لماذا... "

" لا أعرف..."

تمتمت وهي تطرق بوجهها تنظر لمقدمة حذائها الحادة... :
" عندما تعرف أخبرني.. "

لا يعلم لمَ اضحكته جملتها.. لكنه وجد نفسه يقهقه بانشراح بينما هي تبتسم ابتسامة ناعمة...
كانا وكأنهما بعالم آخر... يشعران بالألفة رغم قلة مقابلتهما لبعضهما...
يتكلمان بشتى المواضيع العشوائية...
... النصف ساعة التي قضياها مع بعضهما كانت وكأنها ساعات...
روحان مشتتتان اجتمعتا ... ماذا يمكن أن يحصل.... لا أحد يدري

وقع نظرها على كف يده اليمنى فتلكأت عند اصبعه الخنصر وقالت بإحراج :
" أنا كيف لم ألاحظ من قبل أنك كنت مخطوب..."

ضم شفتيه وقال بلامبالاة :
" تحصل... لا مشكلة.."

ترددت قبل أن تقول بخجل :
" أهي تلك المرأة التي كانت تقف معك ذلك اليوم... إنها جميلة"

رد بكلمة مقتضبة :
" نعم.."

أحس بها تقف باعتدال ثم تقول بأدب :
" حسنًا يجب أن أعود للعمل... وقت الاستراحة انتهى.... ممتنة لقضائك الوقت معي... واعتذر عن ازعاجك... سيد عامر..."

رفع رأسه لها وقال بنبرة لم تفهمها :
" ربما يجب أن تتوقفي عن لقب سيد.. لا داع له"

تغيرت ابتسامتها اللطيفة لابتسامة مجاملة ازعجته وقالت بإصرار :
" لا أظن أن ذلك ينفع... عن اذنك "

وخرجت أمام نظراته التي اشتعلت بالضياع... رباه... لماذا يشعر بكل هذا التوهان وكأنه مازال مراهق وليس رجلًا ناضجًا..
لماذا لا يستطيع معرفة ما يريده من أفنان... من تلك الفتاة التي قابلها بالطيارة وزادت حياته تبعثرًا أكثر...
ولماذا يشعر بأنه يجذب رويدًا رويدًا... لهالة الضعف والقوة بها...


يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 09:21 PM   #214

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

استقامت من استلقائها على الأرض ببطء وهي تتأوه... فعضلاتها متشنجة للغاية... فهي وجدت نفسها قد غفت على الأرض من شدة تعبها... لتستيقظ بعدها بهلع...

فكت حجابها لتعود وترتديه بسرعة قبل أن يدخل هو... ثم انكمشت على نفسها ملقية رأسها على ركبتيها المضمومتين لصدرها.... ثم أخذت تبكي...
تبكي ...هلعها من شيء مجهول تشعره قادم إليها ليصدمها...
تبكي... رعبها من ذلك الرجل المشوه وما يضمره ناحيتها من نية أبدًا لن تكون طيبة..
تبكي... لأنها وجدت نفسها بعيدة عن عائلة عمها... بعيدة عن معاوية... عن الشخص الذي تمنت دائمًا أن تبقى معه...
هل يمكن ألا تعود له... هل يمكن أن يقتلها هذا الرجل... أو يفعل بها ما هو أمر من القتل...

ارتجفت للفكرة وازداد بكائها لتنتفض والباب يُفتح بشكل مفاجئ ويدخل منه ذلك الرجل... تراجعت للخلف فلم يكن خلفها إلى الحائط فاستمر ظهرها يصطدم به وكأنه يريد اختراقه... بينما نظر لها الرجل بعينه السليمة وقال بجمود :
" لماذا تبكين..."

غرست اظافرها بالأرض المفروشة بالسجاد الناعم ولم ترد عليه فلم يهتم ووضع صينية الطعام التي بيده على الطاولة الصغيرة التي تنتصف الغرفة وأردف :
" هيا تعالي لتتناولي الطعام..."

تسارعت أنفاسها وازدادت تشبثًا بجلستها فرفع رأسه والتمع الغضب الجنوني بعينيه ثم توجه لها بسرعة ممسكًا بذراعها بقبضته العنيفة لتهتف ببكاء :
" أتركني أرجوك... أتركني.."

عندما عاندت بالوقوف جرها على السجادة غير متهمًا وهي تصرخ باكية... كطفلة صغيرة لا تدرك ما حولها... وأجلسها على المقعد أمامه هامسًا بنعومة :
" الأفضل لكِ ألا تعانديني... هيا كلي..."

أمسكت مجبرة بالمعلقة بيد تهتز وغرستها بصحن الأرز إلا أنها لم تستطع حتى رفعها لفمها لتحاول القول بنبرة مفهومة :
" سيد... سيد غـ.. غسان..... ربما أنت مخطأ بالشخص.. أنا لا أعرفك.. صدقني.. "

ابتلع لقمته ببطء مبقيًا بصره على وجهها دون أن يبدي أي تعبير انساني وقال :
" ستعرفينني... لا تقلقي..."

حاوطت وجهها بكفيها محاولة التماسك... ربما أن تكلمت معه بهدوء يستوعب أو على الأقل يخبرها لمَ هي هنا :
" إذًا أخبرني... ما الذي تريده مني... "

طال صمته عن الجواب وهو يرفع اللقمة تلو الأخرى لفمه وكأنه يحاول استفزاز أعصابها ليقول أخيرًا بتمهل :
" قولي لي.. كيف مات والداكِ.."

اتسعت عينيها بتعجب متخوف.. كيف درى بأن والداها قد توفيا... هل يعرفهما... من هو بالضبط بحق الله...

" هيا أخبريني...."

اطرقت برأسها وهي تتنفس بارتجاف وردت بصبر :
" بحادث سير..."

ليرتفع رأسها كالبرق وهي تسمع صوت ضحكته تكاد تخترق الجدران من علوها... وخشونتها... توترت وتحفزت لتنهض هاربة ليجمدها بمكانها وهو يقول ببقايا ضحكته :
" من الذي ضحك عليكِ وأخبرك بهذا... "

تمتمت باضطراب :
" ماذا تقول..!"

اختفت آثار الضحكة عن وجهه وتحول وجهه مئة وثمانون درجة إلى وجه وحش مرعب بجروح بالغة.. ليهمس غائبًا.. :
" لقد ماتا بحريق البيت.... البيت الذي اشعلت النيران به بيدي هاتان.."

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 09:57 PM   #215

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 4 والزوار 12)
‏Siaa*, ‏سوزان محمد احمد, ‏salimaf, ‏wiamrima


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 10:13 PM   #216

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 8 والزوار 15)
‏Siaa*, ‏seham26, ‏سوزان محمد احمد, ‏maisa hibar, ‏houda4, ‏rontii+, ‏salimaf, ‏wiamrima


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 10:48 PM   #217

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

يا مرارك الطافح يا شمس انتي وقغتي في ايدمختل انتقم من اهلك و لسه جاي يكمل انتقامه ايه السبب و ليه منعرفش
ام ماريا وليه منخوليا و لازم لها عنبر في السرايا الصفرا
ابمشكلة لو وليد وافق حتى لو وافق لانه فعلا عايز ماريا لكن لو ماريا عرفت بالاتفاق لا يمكن تصدق انه اختارها بمزاجه
مصعب يا واطي يا زباله يا معفن
افنان و عامر و علاقة مبهمه الاتنين ماشين قيها و محدش فاهم نفسه


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 10:55 PM   #218

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك فصل بغاية الروعة 😘😘
اما القفلة صدمة غسان شو علاقتو باأهل شمس وليه حرقهم ياويل قلي عليها بتحزن ومعاية بوجع قلبي وغسان شكله بخوف 😭😭
عامر وبلش يتعلق ويحب افنان 😍
عليا الواطية كيف تعرض ماريا على وليد وتهين كرامتها هيك شو السبب بمعاملتها مع بنتها في سر ينربط بالماضي
مصعب شكله بحب ماريا وكلامه غريب ونظراتو لماريا وانه ماحد بفهم ماريا غيرو
وليه مابدو اطفال من مايا كله غمووض هالمصعب
مواجهة افنان وماريا لسة ماتوضح شو صار بينهم عندي احساس انها عليا لها ايد بالمشكله


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 11:56 PM   #219

سوزان محمد احمد
 
الصورة الرمزية سوزان محمد احمد

? العضوٌ??? » 368507
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » سوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الاحداث بتتصاعدا جداا مين المشوه ده الا قتل اهل شمس وايه السبب
في كده عمها له علاقة انتقام منهم ودلوقتي بيكمل انتقام من العيلة ولا له علاقة اصلا بيهم
احترمت دنيا انها اخدت قرار فسخ الخطوبة كانت غلطة
من الاول وهي اشجع من عامر
عامر لسه بيتخابط بين شعوره بالذنب من ناحية دنيا شوية
وافنان شوية بعد ما عرفت انه سبب شغلها في الشركة
بس كويس انه اعتذر واعتقد ياهد خطوة ايجابية ناحيتها
ماريا وافنان واللقاء ببينهم كان شديد المفروض انها اكتر واحدةً فهمها
وعارفة انها مش بتحب الشفقة وعرفنا الحادث الا حصل لماريا
والذنب الا شالته افنان واكيد عاليا زودت احساسها بيه
وخلتها بعدت عن ماريا الا كل الا كانت عاوزه ان افنان تفضل جنبها
وبالرغم من رفضها لها بس سابت مساحة عشان تقابلها تاني
وليد اعجابه واضح بماريا المفآجاة الا عملتها عاليا شديدة
اووووي فعلا ازي تعرضي بنتك كده عاوزه تزيحي حملها من عليكي
ولا حست باهتمام ماريا وليد ببعض
مصعب واضح انه بيحب ماريا وانه اتجوز مايا كشغل وممكن
ضغط من عليا وعشان كده طلب ياجل الحمل
معاوية صعبان عليا جداا بس واضح ان ابوه عارف حاجة
وربطه بين الاختفاء ورفض الصفقة واختفاء العميل
مع بعض
😄😮😮😮
في انتظار القادم


سوزان محمد احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-18, 12:48 AM   #220

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

يانهاااااااااار😱غسان هوه ايلي حرق البيت وقتل ابوها وامها
لا كده الموضوع اتطور قوي 😒اوعي تقوليلي كمان أن هوه ايلي انقذها وهيه صغيره
مصعب شكله واطي وزباله يا خوفي يكون عينه من ماريا
وبعدين انا قلت علياء ديه زفته ومليون زفته 😡
يخرب بيتها
بس اكيد وليد هيوافق عشان شكله ميال لماريامش عشان كلام امها القرعه


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.