آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          583 - دور القدر - باتريسيا ويلسون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree74Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-18, 04:04 PM   #231

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
Rewitysmile12


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gigi.e omar مشاهدة المشاركة
رفض ماريا لاعتذار افنان حاجة متوقعة ..... بس يا ترى افنان هتستسلم كدا و لا هترجع تحاول معاها تاني ؟؟؟

مصعب بيفكر في ماريا و هو متزوج من اختها .... حقييييير
و مايا ضعيفة كدا ليه ؟؟؟

علياء و حركتها تروح تعرض على وليد يتجوز ماريا كانت متوقعة جداا .... اتوقع وليد هيوافق .... بس ماريا لو عرفت هيكون ردة فعلها ايه ؟؟؟

معقول الشخص اللي كان هشتغل مع معاوية هو غسان و هو اللي مخطط يجيبهم هنا ؟؟؟
بس لو هو ايه اللي عرفه ان شمس جاية معاهم ؟؟؟
و بعدين ايه الراجل المجنون هو حرق اهلها ؟؟ طب عايز ايه من شمس ؟؟
واضح من تعليقك انك مذهولة تماما ههههههههههه
حجاوب على كل الأسئلة بباقي الفصول بإذن الله
❤️


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-18, 04:07 PM   #232

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
يالهوى
طلع هو اللى قتل والديها حرقا لكن ماذا سيفعل بشمس
علياء واطية ووليد سيوافق على الزواج من ماريا لانه يملك مشاعر تجاهها
المواجهة بين ماريا وافنتن كانت مؤلمة
مصعب وضع عينه على اخت زوجته ماريا الواطى
يسلموووو وبانتظار القادم
يمكن وليد يوافق ويمكن لا.. حنشوف
مصعب حقير وبلعب على الحبلين
تسلميلي حبي


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-18, 04:11 PM   #233

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما صافية مشاهدة المشاركة
يانهار بلاك ..... غسان طلع مختل عقليا
وقتل أهل شمس ... طب عايز منها إيه ؟؟؟؟
علياء ست مستفزة جداااا واشمعنى وليد
اللى عرضت ماريا عليه عشان يقبل بالشراكة
ولا فى دماغها إيه بالظبط
فى انتظار المزيد بالتوفيق سيا
ههههههههههه بلاك في بلاك
الموضوع هسا واقف على وليد علياء رمت الشرارة فقطططط
حبيبتي ❤️


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-18, 08:51 PM   #234

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
يا مرارك الطافح يا شمس انتي وقغتي في ايدمختل انتقم من اهلك و لسه جاي يكمل انتقامه ايه السبب و ليه منعرفش
ام ماريا وليه منخوليا و لازم لها عنبر في السرايا الصفرا
ابمشكلة لو وليد وافق حتى لو وافق لانه فعلا عايز ماريا لكن لو ماريا عرفت بالاتفاق لا يمكن تصدق انه اختارها بمزاجه
مصعب يا واطي يا زباله يا معفن
افنان و عامر و علاقة مبهمه الاتنين ماشين قيها و محدش فاهم نفسه
فعلا
وليد هسا بورطة ما بين انجذابه لماريا وعرض الزواج غير المتوقع من الولية امها
افنان وعامر واقعين بحيرة كبيرة


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-18, 08:53 PM   #235

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
يانهاااااااااار😱غسان هوه ايلي حرق البيت وقتل ابوها وامها
لا كده الموضوع اتطور قوي 😒اوعي تقوليلي كمان أن هوه ايلي انقذها وهيه صغيره
مصعب شكله واطي وزباله يا خوفي يكون عينه من ماريا
وبعدين انا قلت علياء ديه زفته ومليون زفته 😡
يخرب بيتها
بس اكيد وليد هيوافق عشان شكله ميال لماريامش عشان كلام امها القرعه
عجبتني امه القرعة هههههههههههههههههه
غسان اممممم خلينا نشوف كمالة القصة حتى نحكم عليه
تسلمي يا ام زياد ❤️


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-18, 09:41 AM   #236

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير
تسجيل حضور
بانتظار الفصل
❤❤❤❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-18, 09:28 PM   #237

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل السابع

" والصدفة التي لا تجمعنا... نصنعها"

الصمت... تعترف أن أكثر ما يخفيها هو الصمت.. خصوصًا إذا كان يصدر من ناحية زوجها.. مصعب

لطالما كانت الفتاة التي لا ترفض كلمة لكل شخص مرتبط بحياتها... سواء كانت والدتها أو والدها.... أو مصعب
لطالما كانت الفتاة التي تظن بأن هذه هي الطريقة الصحيحة لأن يستمروا بحياتها... أن تكون خانعة مطيعة لا ترفض لهم طلبًا
وهي حتى عندما زوجتها والدتها بطريقة عملية لم تعترض.. بل حاولت أن تتقبل مصعب وتحبه... وفعلت... وكيف لا تفعل وهو الذي كان شخصية مرحة لبقة.. وغاية باللطف..
لكنه مع مرور أول عام من زواجهما انقلب تمامًا... ليس بالمعاملة أو الشخصية... بل شيئًا به قد تغير.... شيئًا لا تستطيع لحد الآن لمسه واكتشافه...
توقفت السيارة أمام بيتهما ونزل مصعب قبلها بذات صمته الذي يفعل بها الافاعيل ... فراقبته وهو يدخل البيت ولمست بطنها المضطرب ثم باستسلام تبعته للداخل...

عندما دخلت الغرفة وجدته يبدل ملابسه بهدوء تام!.. همست بتوتر :
" مصعب..."

ألقى عليها نظرة باردة ثم توجه للسرير مستلقيًا عليه وقال بنبرة لا تشي بأي شيء :
" أطفئي الضوء.. أريد النوم.."

أمره هذا زاد من ارتباكها... فاطرقت برأسها مفكرة ثم تحركت لتجلس عند طرفه من السرير قائلة بما يشبه الترجي :
" مصعب.. دعنا نتحدث.."

عندما لم تجد ردًا منه قالت ببؤس :
" انا لست حاملًا... لا تقلق"

فتح عينيه ببطء ومد كفه ليلمس خدها تحت نظراتها الموجوعة هامسًا :
" لست قلقًا... أعرف بأنكِ لا يمكنك رفض طلبي.."

ابتلعت ريقها مبتلعة معه دمعاتها.... ما هذا الذل... لماذا تقبل على نفسها ذلك لا تدري... إنها تعيش معه وكأنها تعيش على صفيح ساخن... تخشى إن تحركت أو قالت شيئًا لا يعجبه أن يتركها.... لا تتقبل أن يتركها...لا تتقبل ذلك أبدًا...
رجعت بنظرها له وهي تحس بأصابعه تلامس فكها بنعومة فارتجفت شفتيها بينما هو يقول مبتسمًا :
" ما الذي جعل والدتك تصر على اجرائك اختبار الحمل.."

ردت مبررة باندفاع :
" هي فقط.. قلقت من مرور ثلاث سنوات على زواجنا من دون حصول حمل"

برم شفتيه وقال بعدم اهتمام :
" وما بها... نحن ما زلنا بالبداية ولن نزعج نفسنا بالأطفال من الآن.."

ماذا تقول... أتقول له بأنها ليست مقتنعة بهذا السبب.... أو بأنها تحلم بطفل صغير تضمه لصدرها وتعوض به نقصها للحب والاهتمام...

أردف متمهلًا عندما وجدها شاردة بحزن :
" أليس كذلك.. عزيزتي... "

اومأت برأسها بسرعة فازدادت ابتسامته مكرًا....ورضا وسحبها إليه ملغيًا عقلها عن التفكير بأي شيء غير مرغوب له... ولو مؤقتًا

********************

" واحد... اثنان... ثلاثة... أربعة..."

تستمر بالعد دون أن توقف جسدها عن الحركة... وجدت بممارسة الرياضة تنفيس عن ضغط الأعصاب الذي تشعر به... مؤخرًا باتت تفقد هدوئها... لم تعد تحسن التصرف بطريقة سلسة كما قبل...
أفنان تشغل بالها كثيرًا... هي واثقة بأنهما سيتقابلان مجددًا.. لكن السؤال هنا ماذا ستقول لها... كيف ستتصرف... بل هل سيعود كل شيء كما كان...
قطعًا لا...أفنان عادت للوطن وهي تظن نفسها مذنبة... ولم تعود لأجلها!

"خمسة... ستـ.. ـة.."

أرخت جسدها على الأرض وهي تنهت بشدة... مغمضة عيناها علها تصل إلى ما بعد هذا السواد... عل هناك ضوء خلفه بنير قلبها...
قلبها الذي لم يمل من استجداء النور...
سكون شديد إلا من أنفاسها اللاهثة ليضطرب هذا السكون مع طرقات الباب الخفيفة فابتلعت ريقها وقالت وهي ما زالت على استلقائها :
" ادخلي سكينة.."

دخلت سكينة ثم وقفت لبرهة متفاجئة من وضعيتها إلا أنها ما لبثت وقالت ببسمة :
" تلعبين الرياضة؟...أم انتهيتِ"

تحاملت على جسدها الذي يؤلمها.. فقد مر زمن لا بآس به لم تلعب الرياضة... ثم وقفت وهي ترفع الخصلات التي وقعت على وجهها وقالت بتعب :
" انتهيت... سأخذ حمام سريع.."
"إذًا سأحضر لكِ فطورك حتى تنتهين..."

ولجت إلى الحمام وخلعت ملابسها ببطء... ثم مررت يدها على الندبة الطويلة في منتصف فخذها.... ندبة اكتسبتها من الحادث فقد وقعت على حجرة حادة انغرست بفخذ قدمها العرجاء3وتسببت بجرح غائر!... مسكينة هذه القدم... كسر وجرح أصابها.... مرت أيام لم تكن تستطيع تحريكها ولو حركة خفيفة...

بعد وقت قصير... في شرفة غرفتها

يدها كانت تتلاعب بالملعقة دون أن ترفعها وتشرب من الحساء اللذيذ الذي أعدته سكينة... بينما تطالعها الأخيرة بنظرات متفحصة وهي تلاحظ شرودها الغريب... قالت بتروي :
" هل تحدثتِ مع والدتك..."

أخرجت ماريا تنهيدة مهمومة وردت :
" كانت تريد مني العمل بالشركة... لا أعلم ما الذي خطر لها لتقترح علي هذا الاقتراح وهي تدرك تمامًا برفضي لذلك..."

حاولت سكينة التبرير لها.. ربما تفهمها ...مع أنها هي هي نفسها لا تعلم دوافع السيدة علياء :
" ربما تريد منكِ مساعدة ودعم هناك... أنتِ ابنتها"

ارتسم على عينيها تعبير جامد بينما تقول بلا مبالاة :
" وماذا يمكن لعمياء مثلي أن تفعل بالشركة... لن أكون إلا عائق فقط.."
توسعت عيني سكينة بذهول... إنها لأول مرة منذ زمن تسمعها تتكلم عن نفسها بهذه الطريقة... دائمًا كانت واثقة بنفسها :
" ماريا... "

التفتت لها ماريا وبنفس عدم الاهتمام قالت :
" أنا أقول فقط الحقيقة... لن أعاند وأذهب للشركة من أجل لا شيء.. "

ثم رفعت المعلقة لفهما محتسية القليل من الحساء لتقول بعدها بتلذذ :
" شهي جدًا... سلمت يداكِ.."

" ماريا... هل يمكنني أن أسأل ماذا حصل بشأن ابنة خالتك... أم يجب علي ألا أتدخل.؟"
بالرغم من أن نبرتها كانت فكاهية إلا أنها كانت تنتظر ردة فعل ماريا بكل شوق...
وبالمقابل تصلبت يدها الممسكة بالمعلقة فور أن ذكرتها بالموضوع الذي تريد تجاهله ولم تستطع ورفعت رأسها قائلة بتأني :
" لم يحصل شيء... كانت تريد الاعتذار عن شيء لم تفعله وأنا اختصرت عليها الطريق..."

أومأت رأسها بتفهم وقالت :
" هل هذا يعني أنك لا ترغبين برؤيتها مجددًا"

وكأنها أصابت نقطة ضعفها... نقطة تحيرها وتشوشها.... هل هي حقًا لم تعد ترغب برؤية أفنان....هل ملت من الانتظار
همست بنبرة تعبر عن حالها :
" لا أعلم....انا أخبرتها بأن تعود حيث كانت... لكن هل كنت صادقة آنذاك.... لا أعلم... "

ابتسمت بشيء من العطف وقالت بتأكيد :
" أنتِ تعرفين من هي أفنان بالنسبة لكِ... مرور عشر سنوات على الحادثة وخمسة عشر سنة ما قبلها كنتما مع بعضكما البعض دائمًا بالتأكيد سيجعلك تدركين مكانتها بالنسبة لكِ... "

لم تحاول نفي ما قالته بل قالت بنبرة حنين :
" أفنان كانت أختي أكثر من ابنة خالتي.... كنت أشعر بأنها توأمتي.. لقد ترعرعنا مع بعضنا البعض... كنت أفهمها وتفهمني بسرعة.... كنت أهرب إليها من سيطرة أمي وكانت تهرب إلي من حماية والديها المبالغ بها....... لكنها خذلتني"

عضت شفتها السفلى تقاوم البكاء... وصدرها ينتفض يشكو الكتمان....
كتمان عانت منه طويلًا... صحيح هي أخبرت سكينة بالكثير مما يؤلمها وفضفضت لها... لكن كل هذا الألم والخيبة إن لم يصل للشخص المعني بالأمر سيظل يخنقها.... إن لم يصل لأفنان ستظل تعاني منه...

" ماريا...أنتِ بالغة الآن... أنتِ فقط من يقرر... إن كنتِ تودين بقائها أم لا... إن كنتِ تريدين وجودها بحياتك أم لا..."

هزت رأسها وقالت بخفوت وهي تضع يدها على صدرها الذي لم يهدأ :
" أجل... أنا من يقرر.."

يتبع...

Nana.k likes this.

Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-18, 09:30 PM   #238

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

لعينيه نظرة خالية من أي شعور... لا المفاجأة... ولا الصدمة المهولة كما توقع بعد أن ألقى قنبلته... ولا حتى لمحة من التذكر...
لقد ظن أنه ربما أن قال ما حدث الآن عكس ما خطط تتذكره قليلًا ... لكن لم يحصل هذا...
شعر بالدماء تتحول إلى نار بجسده من الغضب... والجنون وهو يسمعها تقول بهدوء :
" أنت كاذب..."

قبض يديه بجانبه بشدة حتى ابيضت مفاصله بينما تعيد هي بنفس النبرة :
" أو ربما أنت مخطأ بالشخص... على كلا الحالتين أنا لا أصدقك ..."

فجأة حصل كل شيء بلمح البصر... إذ وجدته ينط عبر طاولة الطعام التي بينهما وذراعيه بدتا لعينيها ككماشتين حديديتين وهما تنقضا على رقبتها وتكبلانها بشدة حتى وقعت على الأرض وهو يجثم فوقها كوحش مخيف هادرًا بصوته الذي ازداد خشونة :
" أنا لست كاذب... لست كاذب أتفهمين..."

سعلت مرارًا باختناق وهي تجاهد لنزع يديه عن رقبتها... هذا الرجل سيقتلها بدون شك... إنه ليس سوي... ليس سوي أبدًا....
طفرت الدموع بمقلتيها وهي تتذكر عائلة عمها بحنانهم وعطفهم عليها... تمنت لو تراهم مرة أخرى... تمنت لو أن تقول لمعاوية بأنها تحبه كثيرًا...
توقفت عن المقاومة وشعرت بأن آخر نفس تنفسته على هذه الحياة قد قُطع فأغمضت عينيها واستسلمت للظلام...
عندما لاحظ سكونها تحته توقف عن هزها ونظر لها بعدم استيعاب... لوجهها الخالي من أي نقطة دماء... همس بتيه :
" شمس... شمس"

أطلق زمجرة مرتعدة ونهض من فوقها مسرعًا وهو يحمل جسدها الذي بات كالورقة ويمدده على السرير ثم يأخذ من الطاولة دورق الماء ويبدأ برش الماء على وجهها علها تستفيق...
هل قتلها... هل قتل شمسه التي صبرته على العيش بالحياة طوال هذه السنين... كان ينتظرها بكل شوق لأن تكون له.... فهل ذهبت الآن....
رمى الدورق من يدها وانحنى عليها يدفع جسدها بعنف صارخًا :
" انهضي... انهضي الآن.... شمس"

وضع يديه على صدرها وضغط عدة مرات...إن ماتت سيموت خلفها....سيموت...
لم يصدق وهو يراها تفتح عينيها ببطء وهي تسعل فهتف بلوعة :
" شمس... شمس... أنتِ بخير..."

انزوت على نفسها فور سماع صوته يعود ليخترق رأسها مرة أخرى مخيبًا أمالاها... بدأت تصرخ بجنون غير واعية على نفسها... تريد الخروج من هنا..... لماذا لم يجدها مصعب إلى الآن....
ارتعدت فور أن أحست باقترابه وسمعت كلماته التي تحاول تهدئتها لتنهض وتتجه للباب تخبط عليه بقوة وفزع:
" أخرجني من هنا... أخرجني.....معاوية.... معاوية..."

حاول أن يبعدها عن الباب ليخرج فهو لا يضمن نفسه وهو يسمعها تنادي خطيبها بهذه الحرقة لكنها تشبثت بمكانها أكثر وتلوت بين ذراعيه وهي تصرخ وتبكي بآن واحد...

فقد أعصابه وازاحها بقوة حتى وقعت على الأرض وهي تتآوه باكية بينما يهتف هو بغضب ناري :
" أخرسي.... لا أريد أن أسمع صوتك.... هذا المكان لن تغادريه.... ومعاوية أنسيه تمامًا.... بل كل من عرفتيهم أشطبيهم من ذاكرتك.... أنا فقط موجود بحياتك أنا فقط.."

أغلق الباب خلفه بأحكام متجاهلًا بكائها وصراخها ومتوجهًا للطابق الثاني حيث هناك بغرفته رمى جسده على السرير وبدأ يدخن بسيجارة غير عادية...


زحفت حتى تصل للحائط وتتكأ عليه بينما بكائها لم يتوقف أبدًا...
رفعت كفها وحدقت ببنصرها الذي يستقر به خاتم خطوبتها... ازالته من اصبعها وحدقت به وهي تشهق بلا توقف.... بداخله كان منقوش اسم معاوية... فهما اتفقا على ذلك معًا بأن يكون اسمه على خاتمها واسمها على خاتمه... كان لحظة جميلة وقت أن ألبسها الخاتم... لحظة تمنت ألا تتوقف أبدًا.... ليتها توقفت
خبئت الخاتم بجيبها حتى تضمن أنه لن يأخذه منها ثم أسندت رأسها على الحائط وهمست بتضرع باكٍ :
" يا رب..."

*********************
تمسك بيدها حقيبتها التي ملأتها قبل قليل بالكثير من أنواع الشوكولاتة التي تعشقها وتفتح الباب الحديدي الخاص بسطح الشركة وهي تبتسم لتقف بدهشة وهي تبصر جسد السيد عامر جالس على الأرض ...ما الذي يفعله هنا مرة أخرى!!...
التفت لها نصف التفاتة وقال بحبور :
" كنت أنتظرك... ادخلي.."

تمتمت بتساؤل :
" تنتظرني!..."

اكتفى بإيماءة خفيفة من رأسه فتقدمت منه بقليل من الحرج والخجل...بينما هو بقي ينظر لها بابتسامة بسيطة...
جلست على بعد خطوات منه وهي تحيط قدميها بذراعيها وهي صامتة بارتباك فقال ليغير من الجو حولهما :
" كيف حالك.. "

نظرت له نظرة رقيقة وردت :
" بخير سيد عامر... وأنت..؟"

عقد حاجبيه بخفة وقال بتوبيخ مازح :
" سيد عامر مجددًا... على كل حال أنا بخير الحمد لله"

بدا عليها وكأنها ستقول شيئًا ما ولكنها مترددة... لم يحاول الضغط عليها ونظر أمامه متأملًا... اليوم يشعر بشعور وكأن غيمة خفيفة منعشة حطت على قلبه.... شعور لازمه منذ أن استيقظ وحتى قادته قدماه إلى هنا لينتظرها...
يا ترى ما تفسير ما يحصل معه... ما تفسير رغبته برؤيتها وتبادل الحديث معها أي كان مضمونه... وتأمل قسماتها الرقيقة بخفية
هل هو الحب؟.... أم هو إعجاب...
يعترف بأنه لم يجرب الشعور الأول ولو لمرة. ربما أعجب بدنيا... لكن قطعًا لم يحبها وإلا لما تركها تذهب...

" سيد عامر...بصراحة صعودك إلى هنا غريب.."

التفت لها وأمال رأسه بتعجب :
" لماذا؟"

تلاعبت بأصابعها بارتباك وقالت متنحنحة :
" بما أنك مدير الشركة متوقع دائمًا أن تكون خلف المكتب وتتعامل بصرامة... هذه الصورة التي أخذتها عن مدراء الشركة"

قهقه بانشراح ثم نظر لها وهو يرفع حاجبيه وينزلهما مرارًا بحركة مازحة قائلُا :
" أولًا أنا لست مدير الشركة والحمد لله... ثانيًا أنا أحب أن أندمج مع الموظفين وانسلخ عن مكانتي ولو لدقائق... وهذا أجده معك "

همس بأخر جملته فلم تنتبه للمغزى من كلمته وقالت باعتذار :
" آه صحيح... ابن المدير..."
ثم رفعت رأسها له متابعة بفضول :
" لكن... ألا تحب مكانتك هنا... لماذا..."

رفع يده لربطة عنق البدلة خاصته وحركها قليلًا وهو يقول بمعنى مستتر :
" الربطة تخنقني... "

توسعت عينيها بخفة غير ملحوظة... متأثرة بعدم ارتياحه الظاهر لوظيفته ومكانته... ودت لو تسأله... وما الذي يجبرك عليها لكنها أعدلت عن الأمر وفضلت ألا تكون فضولية أكثر... ثم أمسكت حقيبتها وفتحتها تنبش بها قائلة بعفوية :
" معي شوكولاتة لذيذة... العديد منها.... هل ترغب بواحدة؟.."

ارتفعت شفتيه بابتسامة جانبية ثم عدل جلسته ناحيتها هاتفًا بأريحية :
" أي شيء سأكله... لا فرق..."

كتم ضحكته وهو يراها تقلب حقيبتها لينزل منها مغلفات الشوكولاتة كالمطر ثم قالت بحماس :
" أختر واحدة... "
أخذ أول واحدة وجدها أمام نظره وفتحها يأكل ببطء متجاهلًا عقله الذي يخبره بعدم استساغته للشوكولاتة... بينما هي انقضت على النصف بنهم....

رفع نظره ونظر للسماء قائلًا باستدراك :
" يبدو بأنها ستمطر..."
شهقت أفنان بهلع مضحك وهي تنهض وتلملم ما على الأرض بسرعة هاتفة :
" يا الهي ... لقد انتهت الاستراحة منذ ربع ساعة..."

وقف هو الآخر وهو يضحك... لقد اضحكته اليوم عن سنة قادمة... متوجهًا نحو سور السطح العالي ومتكئًا عليه قائلًا بغرور مصطنع :
" أنا سأبقى هنا... تعلمين... سأستغل مكانتي بشيئًا غير نافع هذه المرة"

فجأة حالتها المسلية اختفت وتصلبت بوقفتها وهي تنظر له برعب.. لم يكن مضحكًا أبدًا... خفتت ابتسامته وهم ليسألها إلا أنه سبقته وهي تقول بأنفاس مقطوعة :
" ماذا.. ماذا ستفعل..."

ظهر على وجهه سيماء عدم الاستيعاب وردد :
" لا شيء... فقط سأبقى هنا لبضع دقائق أخرى..."

بقيت تنظر له بنفس النظرة التي لم يفهم سببها بينما تهمس ببعض الثبات :
" الأفضل أن تبتعد عن... عن السور... إنه خطر..."

ألقى لمحة على السور ثم عاد ليحدق بها فهاله تحول وجهها للاصفرار خوفًا... ابتعد متوجهًا لها بخفة وتردد سائلًا بقلق :
" آنسة أفنان... أنتِ بخير؟..."

التفتت عنه وهي تفتح الباب بحركة عصبية وتقول بنبرة غريبة :
" يجب أن أذهب... "

أسرع خلفها ليمنعها من النزول ووقف أمامها وهو ينظر بها بقوة قائلًا بإلحاح :
" ما بكِ..."

رفعت عينيها له.. فبان ضعف اوجعه فيهما... اوجعه وأثار العديد من التساؤلات داخل عقله... بينما هي همست بتوجع :
" لا يمكنني أن أتحمل ذنب آخر... فقط لا يمكنني... "

ثم تجاوزته وغادرت وكعب حذائها ينتشر صداه بالمكان الفارغ حوله...
أي ذنب؟... ماذا حصل لكِ أفنان وجعلك بهذا الضعف والحزن...
هل إن ذهب خلفها وأجبرها أن تقول كل شيء سيكون تصرف صحيح...
لا يظن...!

تنهد... ثم خرج من المكان بخطوات تحيطها الكآبة..

يتبع..


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-18, 09:32 PM   #239

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

وقف أمام مرآة غرفته الواسعة... يعدل من بدلته الرسمية السوداء وشعره الذي يماثلها لونًا المصفف بأناقة.... بينما عينيه تحادث نفسها... وتؤكد لنفسها لما هو مقدم عليه...
بعد خمس سنوات.. سنوات تمثل عمر ابنه... قرر ما لم يجرأ أن يقرره...
هل يقول بأنه استجاب لعرض سيدة علياء... أم يقول أن عرضها ما كان إلا بمثابة وضع لمحة من اللغز ليكمله هو بنفسه...
هل يقول بأنه سيتزوج ماريا لأسباب كالتي قالتها والدتها... عن زوجة تربي ابنه وتغير من جو حياتهما البارد.... سيكذب على نفسه إن قال بأن هذا صحيح... وسيكذب على نفسه أيضًا إن قال بأنه خاطئ...

تحرك صدره صاعدًا وهابطًا ونابضًا نبضات غريبة... أشبه بالحماس.... أشبه باللهفة... وهذان الشعوران لم يزوراه من مدة طويلة.... طويلة جدًا...

" بابا أين سنذهب..."

انحنى لطول ابنه وقال بحنان بالغ :
" رحلة صغيرة..."

فتح فراس عينيه باتساع وبحماس الأطفال قال :
" رحلة إلى البحر؟.."

مرر كفه على شعره الناعم ثم طبع قبلة عليه قائلًا بشرود :
" لا رحلة إلى مكان آخر..."

وتابع بسره... رحلة ستكون صعبة مع صاحبة العينين التائهين... والغضب الناري... والقوة النادرة
" بابا... "

أحاط صغيره ثم رفعه بين ذراعيه منتصبًا خارجًا من الغرفة.... بل من بيته تمامًا متجهًا لمصيره...

...............................

تسير بأروقة منزلهم دون أن يفوتها ارتباك الخادمات... وتنقلهن من مكان لآخر مما جعلها تخمن... أن ضيفًا ما سيزورهم...
لم تهتم كثيرًا فهي معتادة على كثرة الضيوف اللذين يأتون لوالدتها... مدراء... موظفون.... زوجة فلان... وابنة فلان... والكثير ممن هم من طبقة المجتمع المخملية....
لم تكن تبالي بل دائمًا تنزوي بغرفتها منشغلة بأي شيء وتاركة لشقيقها وشقيقتها مهمة المجاملة....
أوقفتها إحدى الخادمات وهي بطريقها للطابق الثاني وقالت بعجلة :
" آنستي... امرتني السيدة علياء بأخبارك بأن تتحضري لقدوم الضيف اليوم.."

رفعت حاجبها وقالت باستفسار :
" ومن هو الضيف القادم..."

هزت الخادمة رأسها بعدم علم ثم ردت :
" لا أعلم آنستي..."

أخذت ماريا نفس عميق وقالت وهي تتابع صعودها للدرج :
" حسنًا..."

دخلت غرفتها وارتمت على السرير وهي مغمضة عينيها تود النوم فقط... لم يا ترى أخبرتها والدتها بضرورة حضورها هذه المرة...
هل الضيف شخص استثنائي مثلًا.... أم ماذا...
ورغم رغبتها بالمعاندة وعدم النزول إلا أنها نهضت وارتدت فستان ازرق داكن وفوقه إحدى حجاباتها المريحة... وزينت وجهها ببساطة
هذه المرة تقودها الرغبة باكتشاف الضيف...
فمن سيكون...

نزلت الهوينة لتباغتها الخادمة وهي تخبرها بوصول الضيف منذ خمس دقائق...
تنحنحت ودخلت الغرفة الخاصة بالاستقبال والتي هي أشبه بصالة واسعة ثم قالت بهدوء :
"السلام عليكم..."

" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..."

لوهلة وقفت عن سيرها الهادئ باتجاه إحدى الأرائك والصوت الذي انطلق يبدو مألوفًا لسمعها... نبرة رجولية كلها وقار.... نبـ.نبرة السيد وليد...
لتأتي والدتها وتؤكد شكوكها وهي تقول بلباقة :
" ادخلي ماريا... رحبي بالسيد وليد... "
من جهته كان يراقبها بتمعن.. وما يفسد هذا التمعن هو سرعة دقات قلبه المتوترة فور أن أبصرت دخولها.... مع تعجبه وهو يرى عليها ملامح الصدمة وكأنها لم تتوقع وجوده...
انتقل بلمح البصر لوجه السيدة علياء يستفهم منها فلم تعطه ألا نفس الابتسامة التي توزعها عليه فور أن أخبرها سيأتي ليتقدم لماريا...
ابتسامة رضا ممزوجة بنصر وأشياء أخرى لم يستوعبها...

" كيف حالك سيد وليد..."

" بخير.."

فراس كان يلتصق به بخجل وخوف إذ أنه ليس معتادًا على وجوه جديدة... كان بإمكانه أن يتركه بالبيت مع المربية لكن وجود فراس اليوم معه أهم شيء...
انخفض لأذن ابنه وهمس برفق :
" صغيري.. رحب بهم لا تخف.."

رفع صغيره رأسه فترقق قلبه وهو يراه يقول بصوته الثقيل الذي بالكاد يـُسمع :
" مرحبا..."

السيدة علياء منحته ابتسامة صغيرة ورحبت به بينما ماريا ولأول مرة رآها تبتسم ابتسامة حقيقية رغم الدهشة التي ظهرت عليها ثم هتفتمن مكانها :
" من هذا الطفل "
رد وهو يغض بصره :
" ابني..."

لم تخفت ابتسامتها رغم التعبير الذي تغير بعينيها ثم قالت له بتساؤل مهذب :
" وأين زوجتك.. لمَ لم تأتي معك..."

أجاب بأناة :
" أنا أرمل... زوجتي توفيت منذ خمس سنوات..."

تدخلت السيدة علياء بمرونة وغيرت دفة الحديث قائلة :
" حسنًا.. تفضل قهوتك سيد وليد.... أم يجب أن نتخلى عن الألقاب من الآن..."

تمتمت ماريا بسؤال مستنكر :
" ماذا تقصدين... "

قبل أن ترد علياء بشيء وقبل أن يعطيها مجال لتقول ما يجب عليه هو قوله قال بوضوح ودون أي مراوغة :
" لقد أتيت اليوم لأطلب يدك آنسة ماريا... "

عندما حولت بصرها إليه... خال إليه أن عينيها تبصرانه وأنها تنظر ناحيته بكل ما تشعر به
كانت النظرة التي ارتسمت بعينيها... أوجع من أي نظرة... وكافية لأخباره بأن الرحلة ليست أصعب بل وأخطر مما تخيل



انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-18, 09:34 PM   #240

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل نزلته بعد نصف ساعة من وقته لأني ما كنت مخلصاه كله لسا
بس حابة أحكي أنه الفصول مو طويلة بعرف بس هاد لأني صدقًا بفقد الإلهام إذا ضغطت على حالي وكتبت طويل كتير
بتمنى ما يزعجكم الموضوع
قراءة ممتعة


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.