آخر 10 مشاركات
أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1092 ـ لن أحترق بنارك ـ ميشيل ريد ـ ع.د.ن (كتابة/كاملة **) (الكاتـب : Just Faith - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree74Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-18, 09:46 PM   #261

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


اقتباس من الفصل القادم... انتظروني الخميس

لقد عاشت طوال سنوات عمرها العشرين هادئة مطمئنة تحت جناح عمها وتحت مظلة حب معاوية...
في كثير من اللحظات ظنت بأنها ستفقدهم... دائمًا شعور الراحة يعكر صفوه القلق..
قلق من تسرب هذا الاطمئنان من بين اصابعها كالرمال...
قلق من أن تصحو يومًا فتكتشف أن كل ما تعيشه مجرد حلم ناعم محاط بخيوط ماكرة...
لكنها ولا مرة بحياتها تخيلت أن يحصل ما تعيشه الآن...
أن تجد نفسها بعيدة عن عائلتها ومحجوزة لدى رجل لا تعرف من هو وما هي غايته... والأفظع لا تعرف هل ستخرج من عنده أم لا...

" ما رأيك.. جميلة اللوحة أليس كذلك..."

صوته الخشن كان قريبًا من إذنها لدرجة شعرت بأنه يخترقها.... ابتلعت ريقها وتقدمت خطوتين للأمام وهي تمد كفها وتلمس اللوحة بارتعاش...
طفلة صغيرة مبعثرة الشعر...بفستان وردي طفولي وتمسك بيدها دمية قطنية...
الرسمة تبدو وكأنها حقيقية من شدة دقتها.... منبهرة بما ترى همست :
" هل أنت من رسم ذلك..."

ابتسم والأمل المجنون يعصف بعينيه ورد :
" أجل... أنا.."
تتبعت باقي تفاصيل اللوحة بذهول... الطفلة التي تقف ببستان مليء بالزهور وخلفها في نقطة بعيدة مرسوم خيال رجل طويل.... قطبت وقالت بفضول وهي تشير بإصبعها تباعًا :
" من هذه الفتاة؟.... ومن هذا أيضًا.. "

" الفتاة أنتِ... والشاب هو... أنا.."


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 10:18 AM   #262

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 12:51 PM   #263

اميره1992

? العضوٌ??? » 405354
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » اميره1992 is on a distinguished road
افتراضي

واااااخيرررا راح تنزلي أتمنى فصل
يكون طويل


اميره1992 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 09:14 PM   #264

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل الثامن


" حتى الخيال البشري غيرُ قادر على إشباع ذلِك الخواء الأبدي واللامُتناهي للروح "

الزواج.... تكوين أسرة... أم وأب ... طفل وطفلة... بجو أسري دافئ وسعيد... هذا المفترض أن يكون عندما تسمع كلمة الزواج أو تفكر بها..
لكن... هذه المفاهيم والمصطلحات تشوهت عندها... طارت الجوانب الإيجابية وبقي كل ما هو منفر.... إهمال الأم وقسوتها.... غياب الأشقاء كل بحياته.... وفاة الأب.... الوحدة التي تعيشها.... كله نتج عن الزواج....
زواج بمفهومها ليس إلا إطار أنيق ليس له فائدة إلا بالتزيين...
فما الذي تسمعه الآن... وما العرض الذي تلقته بشكل مباغت...
هل هو صفقة عمل أخرى تتعامل بها والدتها.... وهل وليد هذه المرة إحدى أطراف الصفقة والمبادر!
لا تعلم لمَ ضاق صدرها عند التفكير بهذا الأمر رغم صمتها الطويل...
كورت قبضتيها وهي تضمهما لحجرها بينما يصلها صوت والدتها بنبرة لطيفة فشعرت بأنها... تبغضه كما لم تفعل من قبل :
" برأيي سأترككما لوحدكما بضع دقائق لتتناقشا..."

غادرت المجلس فبقي هو وهي وفراس الذي انشغل يتأمل ما حوله باهتمام...افلتت النفس المحبوس بحنجرتها ببطء ثم قالت بنبرة لا تشي بما تشعر به :
" لماذا تريد الزواج مني..؟"

تأمل سكناتها غير قادرًا على اشاحة بصره ثم قال شاردًا :
" ولماذا يريد الرجل الزواج من امرأة... لأنه يراها مناسبة له"

" لكنك لا تعرفني... لم نلتقِ الا بضع مرات قصيرة."

" هناك فترة خطبة سنتعرف خلالها على بعضنا البعض..."

" لا أعتقد ذلك... "

" عكسك... أنا أعتقد ذلك..."

صمتت تنهت بنعومة وكأنها تعبت من مجاراته بالحديث... وارتسم على وجهها تعبير حائر حزين فضرب قلبه مباشرة... إنه يريدها.. يريد أن تكون زوجته... هذا الشيء الثابت الوحيد الذي يشعر به بداخله... وعرض والدتها ما كان إلا أمر بالانطلاق فقط...

أما هي شعرت بتشوش كبير واحساسها يخبرها أن هناك خطئًا ما... هناك شيء غامض لم تدرك للآن... لا تعلم ماذا تقول وبماذا ترد.... إنها بموقف صعب... صعب جدًا..
قال وليد بهدوء فور أن لمح اضطرابها :
" سأعطيكِ وقت للتفكير.."

إلا أنه تفاجئ عندما انقلبت ملامحها وكأنها أدركت شيئًا ما... فارتسمت القسوة على وجهها ورفعت نظرها له قائلة ببرود :
" سيد وليد... لا داع لتضغط على نفسك"

عقد حاجبيه وتساءل :
" اضغط على نفسي؟ ..."

أمسكت بعصاها الموضوعة بجانبها ثم بنفس البرود الذي لم تخدعه به قالت بلا مبالاة :
" كما ترى..."

فتح فمه ليقول أي شيء... أي شيء يعبر به عن غضبه مما تحاول أن توصله له ليقول بحدة :
" هل أفهم من ذلك أنك تستخفين على نفسك الزواج... وكأنك لا تستحقينه.. "

رفعت حاجبها الأيمن ببعض التعالي فبدت للحظة شبيهة بوالدتها... إلا أنه يعلم أن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض... ثم قالت بتمهل :
". أنا فقط أعرف وضعي تمامًا ولا أحب أن أضحك على نفسي... "

وأمام نظراته الحادة وقفت مشيحة ببصرها عنه فوقف معها محاولًا يسيطر على أعصابه وقال بهدوء :
" سأنتظر ردك..."

استدار رأسها له مرة أخرى وقالت بغرابة :
" لقد أخبرتك بجوابي بالفعل..."

أسدل رموشه يخفي شعوره المفاجئ.. بالقلق وقال باتزان :
" لا لم تخبريني.... سأنتظر ردك آنسة ماريا... مهما طال الوقت..."

رأى الاعتراض المتردد يظهر على وجهها إلا أنها لم تتكلم وفراس يقول ببراءة :
" بابا.. متى سنذهب للبيت..."

رآها تحني رأسها قليلًا وتبتسم ابتسامة صغيرة.. رائعة قائلة بلطف شديد:
" ما اسمك صغيري... "

نظر لطفله مشجعًا فقال بخجل :
" فراس... "

رآها تمد يدها ببطء وتحركها قليلًا حتى استقرت كفها على شعره فراس الناعم....تعلق بصره بهذا المشهد... وشرد...أيمكن لماريا أن تمنح طفله عاطفة الأم... عاطفة لو أمضى حياته كاملة بتوفيرها لن يستطيع أن يعطيها لصغيره على أكمل وجه....
رفع نظره لماريا وود لو يسألها نفس السؤال إلا أنه لم يستطع...
ما بك وليد... لماذا تشطح بخيالاتك كثيرًا وأنت لا تعرف ردها لحد الآن... ربما ترفضك...

دخلت علياء بعد دقائق معدودة بقي فيها صامتًا يشاهد اندماج طفله مع ماريا ببعض... الفرحة... وجلست بجمودها وتكبرها على المقعد قائلة بلباقة من دون أن تعود لنفس الموضوع :
" سررنا بمجيئك اليوم... وليد"

لاحظ فورًا اختفاء البسمة من على شفتي ماريا وهي تحني برأسها وكأنها تخفي تعبيرًا لا تريد لأحد رؤيته....
قال بنبرة مهذبة :
"وأنا كذلك..."

ثم أمسك بيد صغيره ووقف قائلًا بابتسامة لبقة :
" حان الوقت لأغادر.... مساءكم سعيد..."

فور أن ودعت علياء ضيفها عادت للصالة ووجدت ماريا تقف بتحفز وتنظر أمامها بنظرات مشتعلة تنتظر أن ترمي هذا الاشتعال بوجهها...
تكتفت وهي تتنهد بملل قائلة :
" الوقت تأخر... لنذهب للنوم..."

استدارت حيث الدرج إلا أن ماريا قالت من خلفها بغضب مكتوم :
" بأي طريقة تدخلتِ بعرض الزواج هذا... أريد أن أعرف..."

اشاحت بوجهها ناحيتها ملتزمة بعدم مبالاتها :
" لا تهمك المعرفة..."


هدرت ماريا من خلفها بعدم سيطرة :
" هل عرضتني عليه يا أمي...."
وعندما لم تجد منها أي اعتراض أو نفي تابعت بنبرة صارخة :
هل تظنينني بهذا الغباء والتفاهة والرخص لتفعلي شيئًا كهذا.... إذًا فل تعلمي ما من قوة على الأرض ستجبرني على هذا الزواج..."

اقتربت علياء منها بتأن حتى وقفت أمامها تنظر لأوداجها المحمرة غضبُا وألمًا... وجسدها المرتجف انفعالًا ولم تعرف كيف وجدت نفسها تقول ببعض الليونة :
" وهل ستظلين وحيدة مدى الحياة... "

ولما رأت توسع عينيها صدمة أكملت وهي تربت على كتفها :
" نعم أعرف.... أنا أيضًا لست غبية لئلا أدرك بأنكِ وحيدة... وبأنك بحاجة لشخص ثابت بحياتك يطمئنك وينشر الدفء بها... وأعرف تمامًا بأنني لست هذا الشخص ولن أكون... قولي عني ما تريدين... أكرهيني لا أمانع... إلا أنني أرى ما فعلته صحيح مئة بالمئة.... فكري ماريا... فكري طويلًا وخذي وقتك... "

أبعدت يدها فشعرت ماريا وكأن جبل بارد أنزاح عنه... لم ترد عليها... الكلمات التي سمعتها أصعب من أن ترد عليها وتستوعبها....
والدتها كانت تقول بأن لا أمل مني... لا تحاولي الاقتراب... لا تفعلي
بعد أن شعرت بأنها بقيت وحيدة بالصالة شهقت وهي تضع كفها على صدرها ونزلت دمعة خائنة تتبعها المزيد من الدمعات الغدارات... لتنحني وتجلس على ركبتيها هامسة بنحيب :
" رباه..."

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 09:16 PM   #265

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

*****************************

اليوم وعلى غير العادة... لم تأتي... جاء قبلها للسطح وأنتظر... وأنتظر طويلًا حتى مل... ولم تأتي...
تعجب فهي لم تغب اليوم عن العمل ورآها صباحًا بشكل خاطف... فلمَ لم تصعد كعادتها اليومية...
شعر ببعض الإحراج من نفسه.. متعلقًا بتلك اللحظات التي لا يسرقها من الزمن معها.. والتي تخبره بكم أصبح متعلقًا بشريكة تلك اللحظات...
زفر بغيظ ثم قرر أن يذهب ويرى ما الذي أشغلها عن الصعود.... مر بالكافيتريا متوقعًا أن تكون هناك مع زملائها إلا أنه لم يراها فذهب لقسمها وكان فارغًا.... إلا من هيئة مألوفة جدًا... رامية برأسها على مكتبها وعاقدة ذراعيها بجانب رأسها... وتبدو بأنها تغط في نومٍ عميق...
اقترب منها مأخوذًا ووقف فوق رأسها... يتأمل جانب وجهها المسترخي والذي يخفيه شعرها كظلال ناعمة بنية اللون...
كاد أن يتهور ويلمس شعرها....إلا أنه أبعد يده في آخر لحظة ووضعها بجيب بنطاله....
تحركت أفنان قليلًا ثم عادت للسكون التام مطلقة أنين متوجع جعل تقطيبة قلقة ترتسم بين حاجبيه .... همس يناديها :
"أفنان..."

لم تستجب ولم تتحرك مما زاد من قلقه فأجبر يده أن تتحرك وتهز كتفها بلطف :
" أفنان..."

أعاد هزته ببعض القوة مستمرًا بمناداة اسمها فتحركت هذه المرة وأطلقت تآوه متعب وهي تستقيم جالسة.... هاله أن يرى وجهها متكدرًا متقلصًا من الألم وعندما رفعت عينيها له كانتا ككاسات الدماء....
انحنى عليها قليلًا وهتف باضطراب :
" هل أنتِ بخير..."

هزت رأسها نفيًا وهي بالكاد تفتح عينيها ثم تأوهت مرة أخرى هامسة :
" رأسي يؤلمني... أشعر به ثقيل جدًا... لا أستطيع تحريكه"

أسندت رأسها على الكرسي واغمضت عينيها فبلع ريقه ومد يده بسرعة لجبينها لينتفض من حرارته اللاسعة....
" سآخذك للمشفى...."

همست بشيء لم يسمعه فاقترب منها وقال :
" ماذا..."

" أين هاتفي.؟"

كان الهاتف على الطاولة فاوشك أن يمدها به إلا أنها استقامت ووقفت تترنح وهي تمسك بالهاتف... فاسندها من ذراعها تلقائيًا بينما هي رفعت يدها الأخرى الممسكة بالهاتف ودلكت بها رأسها وبدت كأنها غير واعية لوجوده...
قلبه ترنح مع ترنحها....إنها مريضة.. مريضة جدًا.... وضعيفة جدًا جدًا...
قال بتوتر وهو يجلسها على المقعد :
" أجلسي فأنت بالكاد تسندين طولك..."

لم تعترض ورآها ترفع الهاتف لأذنها وتقول بعد لحظات صمت :
" عمي.. تعال وخذني من العمل... أنا متعبة جدًا.."

أقفلت الهاتف ونظرت له مرة أخرى يسابق احمرار عينيها الدموع التي تغشاهما... ثم همست وشفتيها ترتجف منذرة ببكاء قادم :
" لم يكن عليك رؤيتي بهذه الحالة..."

عبس ولم يعجبه كلامها وقال بإصرار متجاهلًا الرد على ما قالته :
" دعيني آخذك للمستشفى تبدين متعبة جدًا..."

رأى تلكما العينين تحدقان به وتكادان تخترقانه بنظراتهما الضعيفة بينما تقول بيأس :
" من أنت لتأخذني!... لماذا تصر على اقتحام حياتي بهذا الشكل...أنا لا استحق... أنت لا تعرف شيئًا... وأنا لا استحق..."

كانت تهذي... الحرارة تلعب بها وتجعلها تقول كلام لم يفهمه ولم يكن مركزًا على أن يفهمه وهو في خضم قلقه عليها.... نظر لباب القسم يطمأن أن لا أحد أتى بعد ثم التفت لها وهو يقول بإلحاح :
" لنذهب... "

لم ترد عليه بل ألقت رأسها مرة أخرى على المكتب في بتجاهل لطلبه وهمست :
"سيأتي عمي.."

ضرب قبضته بكف يده اليمنى بعجز وقال بحدة :
" سيغمى عليكِ..."

" اذهب لعملك سيد عامر.. لا أريد أن أشغلك..."

وكأنها بهذه الجملة تصد أي محاولة له بالاقتراب.... لا يدري ما بها... ولا يدري لمَ تريد الابتعاد والانزواء وحيدة... عنه.... هم ليعترض لكن رنة هاتفها أوقفته... فصلت الخط ووقفت تمسك بحقيبتها وقبل أن تتجاوزه قالت بوهن :
" اعتذر عن اضطراري للمغادرة الآن... سأعتبر أنك وافقت عليها..."

قال بنزق وهو يقف أمامها ويمنعها من الرحيل :
" لا تفعلي ذلك أفنان..."

ابتسمت بخفة وكأنها لا تستطيع مد شفتيها أكثر وردت برسمية :
" ربما غدًا لن أتي... أعتذر منك"

ولم تأتي ورغم الأمل الصغير الذي تشبث به لم تأتي.... كان فقط يريد الاطمئنان عليها وهي لم تعطه الفرصة.... طوال يومه الحافل بالعمل وهو يفكر بها... يفكر بأفنان التي تحولت لتصبح شيئًا كبيرًا.... كبيرًا جدًا بحياته...

*************************

لقد عاشت طوال سنوات عمرها العشرين هادئة مطمئنة تحت جناح عمها وتحت مظلة حب معاوية...
في كثير من اللحظات ظنت بأنها ستفقدهم... دائمًا شعور الراحة يعكر صفوه القلق..
قلق من تسرب هذا الاطمئنان من بين اصابعها كالرمال...
قلق من أن تصحو يومًا فتكتشف أن كل ما تعيشه مجرد حلم ناعم محاط بخيوط ماكرة...
لكنها ولا مرة بحياتها تخيلت أن يحصل ما تعيشه الآن...
أن تجد نفسها بعيدة عن عائلتها ومحجوزة لدى رجل لا تعرف من هو وما هي غايته... والأفظع لا تعرف هل ستخرج من عنده أم لا...

" ما رأيك.. جميلة اللوحة أليس كذلك..."

صوته الخشن كان قريبًا من إذنها لدرجة شعرت بأنه يخترقها.... ابتلعت ريقها وتقدمت خطوتين للأمام وهي تمد كفها وتلمس اللوحة بارتعاش...
طفلة صغيرة مبعثرة الشعر...بفستان وردي طفولي وتمسك بيدها دمية قطنية...
الرسمة تبدو وكأنها حقيقية من شدة دقتها.... منبهرة بما ترى همست :
" هل أنت من رسم ذلك..."

ابتسم والأمل المجنون يعصف بعينيه ورد :
" أجل... أنا.."
تتبعت باقي تفاصيل اللوحة بذهول... الطفلة التي تقف ببستان مليء بالزهور وخلفها في نقطة بعيدة مرسوم خيال رجل طويل.... قطبت وقالت بفضول وهي تشير بإصبعها تباعًا :
" من هذه الفتاة؟.... ومن هذا أيضًا.. "

" الفتاة أنتِ... والشاب هو... أنا.."

تسارعت أنفاسها واختلط احساسها وهي تشعر به يقترب منها أكثر مما يجب... انتفضت وابتعدت جانبًا ثم رفعت رأسها تنظر له بنظرات خائفة متوجسة جعلت وجهه يتغير ويسوده الغضب....
هتفت بتلعثم :
" ماذا تقصد... بقولك هذا... "

اضطرت منذ الصباح ومنذ أن ايقظها بطريقة فظة مخبرًا اياها بأنه يريدها الاطلاع على شيٍء ما... مجبرة انصاعت لأمره خوفًا من أن يعود لحالته الجنونية... لكنها لم تتوقع أن يريها هذه اللوحة... بل ويخبرها بوجودها هي وهو بها.... كيف!.... إنها لا تصدقه.... ولا ترغب بتصديقه....

" واضح جدًا...لكنك لا تريدين معرفة الحقيقة خوفًا من اكتشاف أن كل ما كنت تعيشينه زيفًا...."
رسمت تعابير الشجاعة على وجهها وأخفت أي رعب وقلق تشعر به فلا حاجة له الآن... إنها تريد معرفة الحقيقة.. ومعرفة ما يريده هذا الرجل منها... علها تفلح بالخروج من هنا... علها تعود لأهلها ويكون كل هذا حلم... بل كابوس...
لذا قالت بنبرة ثابتة بها لمحة تحدي :
" إذًا أخبرني الحقيقة... من أنت... وكيف تعرفني وعائلتي... أخبرني هيا..."

جاهدت ألا تتغضن ملامحها هلعًا... مجرد الشعور بأن هناك شيء غامض بحياتها يخفيها... يجعلها تكاد تصاب بالجنون...

قال غسان وهو يضع عينيه بعينيها وبنبرة بها حنين :
" كنت شابًا مراهقًا وكنتِ طفلة بالسادسة....تزورنا والدتك كثيرًا لأنها صديقة والدتي المقربة...."

ثم سكت فجأة وتقوست عينيه بضحكة خافتة وهو يقول بحماس غريب :
" كنتِ تحبينني.. تلعبين معي دائمًا وتطلبين مني الهدايا.... كيف لا تتذكريني... هذا مستحيل صحيح.... أنتِ تتذكريني أليس كذلك "

رجعت بخطواتها للخلف بعيدًا عنه واحنت رأسها وهي تهمس بصوت بالكاد خرج منها :
" أكمل أرجوك..."

لا بأس غسان... لا بأس.... قل لها كل ما حدث وهي ستتفهمك وستتذكرك... لا بأس....
هذا ما كان يطمأن به نفسه قبل أن يتابع سرده لقصة قصيرة... لكنها موجعة بتفاصيلها... وأثرها بقي بروحه وجسده للحظة هذه :
" في يوم لم تأتي مع اهلك ... وعندما سألت عنك أخبرتني بأنكِ ذهبتِ لبيت عمك.... انزعجت وقتها... وذهبت لغرفتي.... وبينما أنا أنا خارج انطفأت أضواء المنزل فجأة.... وأنا.. وأنا"

اندفع بسرعة وامسك كتفيها يهزهما بانفعال شديد بينما عينيه تتوسلانها التفهم... تتوسلانها المغفرة هاتفًا بنبرة مجروحة :
" لم أقصد ما حدث... كنت أريد معرفة أين العطل... فتوجهت لعداد الكهرباء.... شمس أنتِ تصدقينني أليس كذلك.... لن أكمل إلا أذا قلتِ بأنك تصدقينني"

رأسها كان يتحرك للأمام والخلف كالدمية من فعل هزات يديه العنيفة... مغيبة أومأت بعدم إدراك ليبتسم ابتسامة ملهوفة وعينيه تغشاها أثر الموقف القاتل.. والذي اجهز على جميع مشاعره ولم يترك له إلا شعور واحد يكنه لشمس :
" حصل تماس كهربائي... وهبت النيران بوجهي... أنظري.. أنظري إلي ... لقد احترقت ولم استيقظ إلا وأنا بالمستشفى ليفجعونني بخبر وفاة الجميع..... الجميع توفي بسبب احتراق البيت.... وبقيت أنا وأنت وحيدان.... شمس..."

شعور طفيف بعيد بذراعيه تطوقانها لكن وكأنها أصيبت بالشلل.... الصدمة أوقفت كل عصب في جسدها عن إبداء ردة فعل معينة..... سمعته يبكي ويهمس باسمها لكن لا شعور....
وفجأة ومضة ذكرى عصفت بعقلها... ذكرى بكائها.... بكاء طفولي متألم لم يكن يدرك معنى الموت..... تقف عند شباك بيت عمها وتنادي والدتها... تنادي والدها لكن دون إجابة.... يد حنونة تلمس كتفها وصوت ابوي عطوف يصلها :
" صغيرتي شمس... لا تبكي... أنهما عند الله... مؤكد سيكونان سعيدان.. أما إذا بكيتِ فسيحزنان جدًا.."

اقترب منها طفل في التاسعة يحمل ملامح معاوية... لكنها أرق أكثر... ثم عانقها هامسًا ببراءة :
" لا تبكي شمس.... لا أحب أن تبكي..."

سارعت لتطلق أنفاسها التي شعرت بها كأنها أيدي تحاول خنقها ثم اهتاجت... وهي تحرك جسدها بارتجاف عنيف تبعد تلك الأيدي عنها صارخة :
" أمي... أبي...أمي.... لا... لا"

صرخت بجنون.. وضربت يداه التي تحاول احتواء ثورتها ثم تحركت يمينًا ثم شمالًا وهو يلحق بها حتى وصلت باب البيت.... شدت اكرة الباب بعنف إلا أنه لم يفتح.... بينما أخذ يهتف بقلق :
" شمس... شمس.. اهدأي..."

تلوت حتى لا يلمسها مزمجرة بوجه منتفخ انفعالًا :
" ابتعد... لا تقترب مني... ابتعد..."

وقف يشاهد جنونها بعجز تام... ثم ابتعد للخلف هامسًا :
" حسنًا... حسنًا ها أنا ابتعدت..."

وعوضًا عن أن تهدأ تابعت صراخها وخبطها على الباب بجنون :
" أنت كاذب.... كاذب... أنا لا أصدقك... عمي أخبرني بأنهما توفيا بحادث سير... هو لن يكذب علي... ارجعني لعائلتي... لا أريد أن أبقى معك.... ارجعني لهم فأنا لا أعرفك... لا أعرفك... "

أي هدوء قد قرر أن يتحلى به طار أدراج الرياح مع كلماتها التي أثارت شياطينه فتوجه إليه قابضًا بكفيه على وجهها الثائر مما جعل حجابها المرتخي يسقط عن رأسها ويظهر شعرها الأسود من خلفه.... ثم زأر :
" أنت لن تختفي من حياتي... لقد انتظرتك لتكبري... تحملت غيابك وتحملت خبر خطوبتك ممنيًا نفسي بقرب اللقاء بيننا... والآن تريدين الذهاب.... هذا حلم مستحيل تحقيقه.... مستحيل... هل تفهمين..... أنت لي.. لغسان فقط... افهمي ذلك..."

تفرس بملامحها بنظرة بنظرة مختلفة.. بينما هي تحاول التخلص من قبضته... وبهوس اقترب من وجهها بنية معروفة ومحددة.... ليشحب وجهها ويزداد تحركها قوة تحت مسكته العنيفة :
" ابتعد... ابتعد... "

" شمس.. شمس "

كان يهمس مغيبًا وهو ورأسه يقترب منها فلم تجد إلا أن تحرك رأسها يمينًا وشمالًا ودموعها تسيل على خدها كالأنهار...
رفعت قدمها وبكل قوتها ضربت بها قصبة ساقه لتفر من أمامها فور أن تراخت يديه عنها وتذهب للغرفة خاطفة المفتاح من الباب وتدخلها وتقفل الباب عليها بأحكام....
تهاوت على الأرض وصراخه الغاضب يصلها ودفعاته الثائرة من خلف الباب تضرب ظهرها... وبعد فترة هدأ تمامًا وجزمت بأنه ابتعد.... لتهتف بعدم تصديق وبانهيار :
" لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا.... أمي.. أبي... ليس صحيحًا أليس كذلك.... عمي لم يكذب علي... وأنتما لم تموتا بهذه الطريقة.... أليس كذلك..... أخبراني...."

ازدادت شهقاتها لتنتبه لوشاح رأسها المنحسر... أمسكته بتعثر ولفته كيفما كان ثم ضمت ذراعيها لصدرها هامسة بمناجاة :
" معاوية... "


يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة Siaa ; 04-10-18 الساعة 09:34 PM
Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 09:18 PM   #266

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

فتح عينيه من نومة سطحية لم يذق بها طعم الراحة... ولم تخلو من الأحلام المزعجة ثم تلفت حوله ينظر لغرفة الفندق الفارغة المعتمة....
نهض وتوضأ ليقف بين يدي الله... يدعو أن يزيح الهم عنه... يدعو أن يعيد له شمس... يدعو ألا يريه فيها فاجعة... فهو لن يتحمل... إنه أصغر وأضعف من أن يتحمل..... وهناك وعلى سجادة الصلاة نزلت منه دمعة كان يكتبها طويلًا... تدحرجت على طول خده لتقع على صدره وتتشربها قماشة قميصه... ثم تختفي وكأنها لم تكن...
مسح وجهه واستغفر الله.. ثم نهض خارجًا من الغرفة ليجد والديه وشقيقته يجلسان بالصالة الصغيرة التابعة التابعة لغرفة الفندق ولم يكونوا بغرفتهم كما توقع....
وقف يتأملهم... كل منهم شاردًا والهم يرسم خطوطه على وجهه... والجو كئيب أسود خانق..

فور أن لاحظوا حضوره اعتدلوا بجلستهم وابتسمت له والدته ومدت ذراعيها له قائلة بحنان بالغ :
" تعال بني..."

تقدم منها بالكاد يجر خطواته واستلقى بجانبها على الأريكة ملقيًا برأسه على حجرها... مستكينًا دون راحة بينما أخذت تتلاعب بخصل شعره الناعمة هامسة بخفوت :
" كيف أصبح رأسك..؟"

رد بعدم تركيز :
" بخير..."

ثم نظر لوالده وقال بلهفة :
" أبي... هل توصلت للزبون المختفي... هل أفادك معرفة اسمه ام لا..."

اومئ والده برأسه وقال بجدية :
" أفادني لكن الاسم لم اسمعه من قبل.. وأنا متأكد من ذلك... على كل حال لقد أخبرت الشرطة بالتقصي عنه وقالت بأنها سترد لنا خبر غدًا... إن شاء الله خير"

ثم تابع كلامه بجدية أكبر وتساءل :
" بني.. هل لاحظت على شمس أي اضطراب قبل أن تختفي.."

قطب وقال نافيًا :
" لا... كانت طبيعية...كانت متوترة بسبب سفرنا لأنها لم تعتاد على السفر وقبل اختفائها بيوم قلقت عندما رأتني مشغول البال قليلًا... غير ذلك لم يبدو عليها شيء..."

صدر صوت سناء من العدم وهي تقول باهتمام :
" أنا لاحظت يا أبي ... "

اعتدل وجلس وهو يقدم جذعه للأمام وقال بتلهف :
" ماذا... أخبرينا سناء.. "

جميع الأنظار توجهت لها فضمت قبضتها لفمها وقالت ببطء وكأنها تتذكر :
" قبل أن تختفي بيوم أتيت أنت وأوصلتنا من السوق للفندق وعندما وصلنا أنا سبقتها للداخل وبقيت هي معك وبعدها بخمس دقائق وجدتها تدخل بوجه شاحب تمامًا ويبدو عليها الهلع .. وعندما سألتها عما حصل نفت بتوتر شديد ودخلت الحمام بسرعة"

نظر والده له بنظرة ذات معنى وقال :
" هل تشاجرتما يومها معاوية؟ ... "

اشاح بيديه وقال بتأكيد على كلامه :
" لا أبدًا... كما قلت كنت مشغول بالعمل وما حدث به وهي سألتني فطمأنتها ودعتها وانطلقت عائدًا للعمل... هذا فقط ما حصل.... "

ساد الصمت بينهم وكأن على رؤوسهما الطير.... إن كان قد حصل شيء لشمس قبل أن تختفي وأخافها لهذه الدرجة لمَ لم تخبره....

قال والده بعد تفكير عميق وباستنتاج صدم الجميع... :
" على الأغلب بني... فإن هذا الزبون لم يكن إلا واجهة لشخص له يد باختفاء شمس... بمعنى آخر كان آداة لتلهيك عنها..... إن صحت توقعاتي وأتمنى من كل قلبي ألا تصح..."

همس بتوهان :
" أبي... هذا لا.. يمكن..."

ثم وضع يده على وجهه يداري الفزع المهول الذي ظهر عليه قائلًا بنبرة منخفضة يائسة :
" ماذا سأفعل إن كان ما تقوله صحيحًا.. ماذا سأفعل يا أبي.. إن شمس بخطر كبير... أبي.. ساعدني أرجوك... "

***********************

صباحًا...
نهضت نافضة عنها الاكتئاب الذي لازمها منذ البارحة... ورمت عن كتفيها كل الكلام الذي سمعته من أمها... بقساوته التي احنت كتفيها.... اليوم سيكون يوم مختلف... لن تركن صامتة تشاهد كل شخص يعبث بحياتها... يقرر عنها... يضعها في موقف الضحية.... يشفق عليها..... اليوم ستضع النقاط على الحروف... وستمسح أي دمعة عاندتها ونزلت رغمًا عنها....
اليوم فقط... فربما لن تعيش بعده... ولن تشم الهواء المألوف نفسه.....
لذا اليوم فقط....
وأول ما ستبدأ به هو أفنان... صديقة وابنة خالة استغنت عنها بحجة الذنب.... تركتها بوقت كان أحوج إليها....

ارتدت ملابسها باعتناء وحافظت على أن يكون مظهرها أنيقًا ببساطة... ثم رفضت أن تذهب سكينة معها بل جعلت السائق يوصلها لبيت عم أفنان وينصرف....
عند باب البيت... أخذت نفس عميق... إنها البداية ماريا وأنتِ ستقررين إن كنتِ تريدين عودة أفنان لحياتك أم أن تبقى بعيدة كما كانت من سنوات....
إنها بداية النهاية.... رفعت يدها ومررتها على الحائط حتى وصلت لجرس البيت ... وبدون أن تسمح للتردد أن يغزوها مرة أخرى..... رنت الجرس....

.............................

بخمول مستلقية على السرير وبحجرها صحن كبير يحتوي على رقائق البطاطا... بينما تتابع إحدى البرامج الوثائقية بعينين خاملتين....
الحرارة التي أصابتها والتي جعلت عمها يأخذها للمستشفى خفت بشكل ملحوظ... لكنها ما زالت تشعر بوهن بعظامها وثقل بجسدها... ربما تأثير الحرارة لم يزل بعد...
أكثر ما يزعجها ويريحها بنفس الوقت أنها اضطرت لتغيب عن العمل بدل اليوم... ثلاث أيام... فالعمل يشغلها نوعًا ويجعلها لا تفكر بالأمور العالقة وتجهد نفسها بالهموم... ومن جهة أخرى أراحتها العطلة لأنها جعلتها بعيدة... عنه....
وعن المشاعر التي يصر بأن يفرضها عليها.... مشاعر جارفة لكن ببطء تجعل مهمتها بالمقاومة ضعيفة.....
هي لم تأتي لهنا لتحب وتنحب... هي أتت من أجل ماريا... وربما لن تسامحها الأخيرة فتضطر للعودة لوالديها.... فلمَ تحمل ذنب آخر.... وتورط رجلًا بعقد حياتها...
كلا... لا يمكنها... لن تستطيع....

رمت كفها داخل الصحن بإحباط وهمت لتغيير القناة على شيء أكثر امتاعًا إلا أن جرس المنزل صدح فجأة لتنتفض وينتابها التوجس..
إنها وحيدة هنا بالبيت وعمها وزوجته بعملهما بعد أن اقنعتهما بتحسن صحتها... فمن سيكون الطارق!....

وضعت الصحن جانبًا ونهضت تتعثر ببنطال بجامتها الطويلة متوجهة ناحية الباب بخطوات صامتة... لتقف عند العين السحرية وتنظر من خلالها.....
خلال لحظات كان الباب قد فُتح وتقابلتا وجهًا لوجه... إحداهما ترسم الجمود على وجهها... والأخرى ترتسم الصدمة على وجهها وهي تهتف :
" ماريا! ..."

ابتسمت ماريا ابتسامة صغيرة وقالت ببساطة ساخرة :
" نعم ماريا... هل أدخل أم غيرتِ رأيك... بشأني..."


انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 09:21 PM   #267

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

انتهى الفصل بحمد الله
تخيلوا إني كتبته اليوم إلا من مشهد صغير فيعني استاهل تدلعوني بالتعليقات وبالآراء الحلوةومتشوقة لردة فعلكم بالحقائق اللي انكشفت
قراءة ممتعة يا أحلى متابعات


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 09:33 PM   #268

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 5 والزوار 6)
‏Siaa*, ‏Hayette Bjd, ‏ريما الشريف, ‏wiamrima, ‏نورالشهري


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 09:44 PM   #269

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 5 والزوار 8)
‏Siaa*, ‏رباب بدر, ‏Hayette Bjd, ‏wiamrima, ‏نورالشهري


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 10:03 PM   #270

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 9 والزوار 11)
‏Siaa*, ‏عبير سعد ام احمد, ‏Gigi.E Omar, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏affx, ‏رباب بدر, ‏Hayette Bjd, ‏wiamrima, ‏نورالشهري


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.