شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   ذات ليل * مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t418976.html)

زهرة الغردينيا 25-01-19 11:39 AM

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
تسجيل حضور
بانتظار الفصل

Siaa 26-01-19 12:01 AM


الجزء الأول من الفصل السابع عشر

" وتحسب أنك جرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"

" لأنك قدوتي التي لم أعرف كيف اقتدى بها للآن... "

لطالما كانت ماريا تظن أنها نسيت مع مرور السنوات مشاعر الصداقة والأخوة بينها وبين أفنان.... لطالما كانت تؤكد لنفسها أنها ليست بحاجة لها... أفنان خذلتها وهي لم تستطع تجاوز ألم خذلانها رغم نكرانها لذلك...
لكن الآن وهي تراها بهذا الضعف... بهذا الانهيار.. جعلها تدرك أن أفنان رغم كل شيء ما زالت تلك الفتاة التي كانت كالتوأم بالنسبة لها.... تلك الفتاة الرقيقة التي لطالما كانت تستند عليها
رفعت كفها المرتعش ووضعتها على كتفها الذي يختض ببكاء مخنوق :
" أفنان..."

رفعت أفنان رأسها ونظرت لها بحنين للحظات قبل أن تهمس وهي تقترب منها:
" اشتقت إليكِ ماريا... جدًا.."

بحركة لا شعورية لفت ماريا ذراعيها حول جسد أفنان الذي ارتمى عليها بعناق مشتاق... تعالى بكاء أفنان بألم وهي تقول من بين شهقاتها :
" أنا آسفة... ليتني أستطيع الرجوع بالزمن للخلف... الرجوع إِلى ما قبل عشر سنوات... ربما ذلك لم يكن ليحصل..."

قالت ماريا بحزم :
" بل سيحصل... لأنه قدر يا أفنان... قدر مكتوب وليس بسببك أو بسبب شخص آخر... يجب أن تدركِ ذلك جيدًا..."

ثم ابعدتها عنها وأردفت بقوة :
" ما تفعلينه بنفسك لن يضر غيرك... حتى لو أخبرك الجميع بأنك السبب يكفي أن أقول لكِ بأنك لستِ السبب وبأنني لا ألومك على شيء أبدًا... "

ثم ابتسمت ابتسامة رقيقة وهي تشد على كتفيها وقالت :
" حسنًا... هل يمكنني معرفة من طلبك للزواج..."
أشاحت أفنان بوجهها وتعانقا كفيها بتوتر قبل أن تقول :
" شخص.. معي بالعمل... "

ثم نظرت لها وأكملت بحيرة :
" لقد أمهلني فترة لأرد... لكنني لا أستطيع التفكير بذلك... إن الأمر يثير بي الرعب.. لا أدري...حقًا لا أدري... "

بقيت ماريا صامتة لبعض الوقت قبل أن تباغتها بسؤال كانت تتهرب منه :
" هل تحبينه..."

انسحب الدم من وجهها وقالت بتلعثم :
"ماذا.. ما الذي.. تقولينه... "

كررت سؤالها والذكاء يلتمع بعينيها :
" هل تحبينه أفنان... أو هل تشعرين بالإعجاب نحوه.... لا ضرر من إخباري إن كنتِ تريدين المساعدة..."

ابتلعت ريقها ثم اغمضت عينيها قائلة بارتعاش :
" حتى لو كنت كذلك... ما الذي سيتغير..."

قالت ماريا بتصميم :
" لم تجيبي على سؤالين بعد..."

زفرت وقالت بتقطع :
" نـ..عـ..م.... أنا أفعل... "

فتحت عينيها وهي تضيف بنبرة مرتجفة :
" ولأول مرة أفعل... لأول مرة أشعر بهذا الاحساس الغريب.... لكن الخوف يعكر هذا الاحساس... وأنا لا أستطيع إيقاف هذا الخوف..."

ابتسامة ماريا كانت مرتعشة... والتأثر مع الإدراك يرتسم بمقلتيها... تكذب إن قالت أنها لا تشعر بنفس الاحساس....
احساس يسرق من قلبها نبضات متعثرة بها شيء من الحماس...
احساس يسرق من فمها ابتسامة... ومن قلبها سعادة....
لكن كل هذا يختفي بمجرد أن يأتي الخوف ويلف قيوده حول قلبها ويعصره.... يصرخ بألم لا يطاق...

رفعت عينيها وهمست بشجن :
" يمكنك التفكير... ويمكنك الهرب أيضًا... لكن بنفس الوقت يجب أن تعرفي تبعات كل قرار... وأيهما سيكون موجع أكثر.... الوجع يا أفنان هل ستتحملينه يا ترى..."

قالت أفنان بمرارة :
"لقد اعتدت عليه..."

هزت ماريا رأسها وقالت بنفي :
"لا لم تعتادي... بديل طلبي لمساعدتك... "
ظلت تنظر لها أفنان بصمت... صمت تام إلا من ضجيج قلبها الذي يخبرها أنه حقًا لم يعتاد الوجع... ولا يريده مرة أخرى..

******************

مساءً...

كانت تجلس على السرير متدثرة بغطائها الدافئ.. ومستمتعة بصوت المطر الذي يطرق النافذة... بودها لو تقف كما دائمًا وتفتح النافذة لتجعل قطرات المطر تلامس وجهها كما تحب... لكن مزاجها لم يسمح....
تنهدت وأصابعها التي تضرب على شاشة هاتفها بخفة امسكته ورفعته وهي تلمسه بتردد... محتارة بيننا قلبها الذي يخبرها أن تتصل به... وبين عقلها الذي يرفض.... لينتصر عقلها وترمي الهاتف جانبها بإحباط... وبعدها لم تمر دقيقة إلا وصوت الرنين يرتفع مصاحبًا باسم من تنتظره....
زفرت ببعض الراحة ثم مسحت وجهها بتوتر قبل أن تفتح الخط وتقول بهدوء :
" مرحبا..."

جاء صوت وليد هامسًا بدفء :
"مرحبا ماريا... كيف حالك.."

ما بال قلبها هذا اليوم!... ولماذا ينبض بقوة هكذا!...
أسبلت أهدابها وردت :
" أنا بخير.. وأنت... كيف حالك... وكيف هو فراس..."
قال وليد وهو يتنهد :
" نحن بخير... فراس الآن نائم بجانبي.. لقد رفض أن ينام بغرفته الليلة..."

قطبت بتأثر وقالت بحب :
" نومًا هانئًا... اه.. أعتذر لأنني اليوم جعلتك تضطر لأن نعود من النزهة باكرًا.."

رد وليد بنبرة بدا فيها كأنه يبتسم :
" لا بأس... "

أضافت هذه المرة بخجل :
" واعتذر لأنني.. أفسدت الجو بانفعالي.. أنا فقط "

قاطعها بحنان :
" أنا أتفهمك ماريا...."

داعب خصلات شعر ابنه الناعمة وأستطرد بثقة :
" أنا أريد إكمال هذا الزواج... بأن نتزوج دون أن نحمل أي شعور سلبية لبعضنا البعض... والأهم بأن نتخلص من عدم ثقتك بي.... لكنني بحاجة لمساعدتك... "

فاجئها بإدراكه لكل هذا... وكأنه كان يراقب كل خلجة من خلجاتها ويحللها بصمت.. وبنفس الوقت يتركها لتعبر وتنفعل بل ويغضب معها...
" وبحاجة أنا أيضًا لأسلم لكِ... ليأتي يوم وأخبرك عن ما يؤرقني وتمسحين أنت على كتفي بمواساة "

أصابها التوتر من هذا الكلام... إنه يهاجم مباشرة دون أن يسمح لها بالاعتراض... وهي هل ستعترض أصلًا... هل تقول له بأنها لا تصدق كلامه... ستكون كاذبة كبيرة...
" لقد بدوتِ جميلة اليوم.. جميلة جدًا... "

رقص قلبها بكلامه فردت بحياء:
" شكرًا... "

بدوره أطرق رأسه والابتسامة الخفيفة ترتسم على وجهه بينما عيناه المحاطة بالتجاعيد الخفيفة تبتسم معه ليهمس برقة :
" هل نخرج غدًا أيضًا... لم أشبع من رؤيتك اليوم..."

بدأت تشعر بوجهها يشع حرارة... هذا الخجل غريب عنها :
" سأرى.. إن كنت أستطيع..."

ازدادت ابتسامته حيوية وهو ينقلب على ظهره ليقابل وجهه الحائط.... يستطيع تخيل صورتها أمامه وهي تحمر بخجل لذيذ وتحارب ابتسامتها الجميلة من الظهور.... لكنه سيجاهد ليكسر جميع هذه الحواجز التي تجعلها تحارب نفسها و شعورها قبل أن تحاربه...
تمتم باهتمام :
" ماذا تفعلين الآن..."

قالت باستكانة وهي تتكأ برأسها على حافة السرير الحديدية :
" لا شيء... فقط أجلس بالغرفة... ربما أستطيع النوم بعد قليل"

قال بقلق رقيق :
" لماذا؟... هل أنت مصابة بالأرق..."

تلاعبت يديها بحافة اللحاف وقالت :
" أحيانًا يحدث ذلك... أصاب بالصداع فيحرمني النوم..."

لتتفاجئ به وهو يقول بأمر لطيف :
" حسنًا.. حتى تتخلصين من الصداع تناولي حبة مسكن ثم اشربي إحدى مشروبات الأعشاب الدافئة واسترخي بالسرير وحاولي النوم... "

انعقد لسانها أمام اهتمامه الظاهر ليلاحظ صمته ويضيف برقة :
" كنت مصاب بالأرق لفترة طويلة.. لدرجة أنني أحيانًا أبقى مستيقظ لمدة يوم وأكثر دون أن أشعر من الصداع... لكنني بدأت اتبع هذه الطريقة وشعرت بالتحسن "

اومأت دون شعور وقالت بتعثر :
" سأفعل... شكرًا لك..."


صوته كان مليئًا بالدفء وهو يودعها :
"سأتركك الآن لترتاحي... تصبحين على خير ماري.. "
ودعته هي الأخرى واغلقت الهاتف وأخذت تحدق أمامها بصمت وبعض الذهول قبل أن تهمس ببهوت :
" لقد ناداني بماري... ماري "

******************

" على مهلك..."

يحيطها بذراعيه بإحكام بينما هي تسير معه وهي تعرج بينما تقف والدته على بعد خطوات تنظر له بقلق
لقد أقنعها بصعوبة أن تذهب مع والدته لحمام الغرفة حتى تغتسل... كانت رافضة تمامًا ومتشبثة بوجوده أكثر وهو لم يطاوعه قلبه وانتظرها لتخرج حتى يساعدها لتصل لسريرها... حتى عندما عرض علها أن يحملها رفضت بتعنت...

أجلسها على السرير وهو يتنهد براحة ثم بحث بعينيه عن غطاء رأسها ليجلبه وينحني أمامه ويغطي به خصلات شعرها باهتمام... راسمًا على شفتيه ابتسامة لم تكن صادقة تمامًا
فرؤية شعرها يذكره باليوم الذي وجدها به... عارية الرأس ومكسورة القدم...
نفض رأسه لتنظر له ببعض الجرح الصامت بينما هو حافظ على ابتسامته وهو يقول :
" ها قد انتهينا... سيأتي الطبيب بعد قليل ليفحصك..."

قالت بجمود وهي تشيح بوجهها :
"لا أريد أن يفحصني أحد... أنا بخير..."

استأذنت والدته وخرجت مفضلة أن تتركهما ليتفاهما مع بعضهما....
نظر لها برقة أغضبتها وقال بلطف شديد :
"لماذا؟... سنطمئن عليكِ فقط..."

تعالى صوتها وهي تردد :
" قلت لك لا أريد... "

لمس خدها بلطف وقال :
" حسنًا كما تشائين... "

أبعدت وجهها عن يده وقالت بجدة وعينيها تخبره بكم هي تشعر بأنها مكسورة :
" لماذا أنت هكذا الآن... لماذا تتعامل معي بهذا الأسلوب... أنا لا استحق.. "

أسيل أهدابه وقال بهدوء أثار استفزازها :
" وكيف أعاملك مثلًا..."

ثم نهض على قدميه وأضاف :
" سأذهب لأجلب لكِ شيئًا لتأكليه... لن أتأخر..."

نادته بقوة :
" لا تخرج... أنا لست جائعة... لا تخرج معاوية... "

ثم وضعت كفيها على وجهها وانهارت بالبكاء ليعود لها سريعًا ويجثو أمامها قائلًا بقلق :
" لا تبكي أرجوكِ.. شمس انظري إلي.."

أبعد كفيها بلطف ورفع ذقنها لتنظر له.... هاتان العينيان الفاقدتان للمعتهما الدائمة توجعانه... توجعانه بشدة ....
مسح دمعاتها الرقيقة وقال بمواساة :
" لا بأس... سنتجاوز كل هذا معًا... أنا واثق من ذلك..."

قالت بغصة بكاء :
" أنا أشعر بأنني خذلتك... ولم أعد نفس الفتاة التي أحببتها... لقد تلوثت..."

همس بحب :
" بل أنتِ أنقى فتاة... وأرق فتاة... وأجمل فتاة..."

ثم سحب رأسها وضمه لصدره وهو يقبله مرارًا ويقول :
" أعرف شعورك لكنني لا أريد أن تلومي نفسك... ما حصل كان فوق قدرة ورغبة الجميع... لذا انسِ... فقط انسِ... "

ثم رفع رأسها له وطبع قبلة رقيقة على خدها المبلول وأخرى على شفتها المرتجفة هامسًا:
" ما يهم من كل ذلك هو أنني أحبك... أحبك جدًا ولم ولن يقل مقدارك حبك في قلبي... "

اهدته ابتسامة ما أحوجه إليها ثم عادت لتستند على صدره من غير أن ترى تبدل تعابيره إلى الألم الشديد... ألم لا يظن أنه قادر على صده...

يتبع الجزء الثاني يوم الجمعة القادم

Siaa 26-01-19 12:01 AM

قراءة ممتعة ♥️♥️

ام زياد محمود 26-01-19 12:47 AM

تسجيل حضور

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 8 والزوار 10)
‏ام زياد محمود, ‏Khawla s, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏قلب حر, ‏sara osama, ‏Moon roro

م ام زياد 26-01-19 12:58 AM

وليد قدر يقرأ ماريا وهيوصل لقلبها 😉بس ياريت هيه تديله فرصه
افنان الغبيه ديه لازم توافق عشان ما تضيعش من عمرها حاجات تندم عليها اكتر من كده
معاويه بيحاول يسترجع شمسه مره تانيه ويارب يقدر

ام زياد محمود 26-01-19 01:01 AM

وعودة لجو الصداقة والمصارحه ودفعه من الثقه بين ماريا وافنان حلو جدا اعتراف افنان واعتقد برجوع ماريا لحياتها هتبدأ تخرج التردد من حياتها وتبدأ حياة جديده
ماريا فى صراع بين قلبها وعقلها بس اعتقد وليد هيكسب المعركة
شمس الخوف بقى مسيطر على حياتها اتمنى معاوية يقدر يساعدها تخرج من الازمة دى على خير
تسلم ايدك ياقمر

Gigi.E Omar 26-01-19 01:56 AM


افنان و ماريا علاقتهم هترجع من جديد 💖💖 و كأن اماضي بكل اللي حصل معاهم محصلش و يكملوا حياتهم و هما اصحاب 💖😍
مشتركين في نقطة الخوف ...الخوف من حياتهم الجديدة و هو الشعور المسيطر عليهم في انهم ياخدوا قرار ....
افنان اتعرفت لماريا انها بتحب عامر فيا ترى قرارها هيكون ايه على طلبه ؟؟؟؟

ماريا كلمت وليد عشان تعتذر له على اللي عملته ....
وليد بيهاجمها بكلامه و بيهدم حصونها اللي بتبنيها بينهم ....و اتويع انه قريب هتتهدم كلها 💖

معاوية مع شمس بيحاول معاها انه يرجعها لشمس القديمة بس واضح انه طريقه طويل ....وان شمس اتتأثرت باللي حصلها مع غسان ....
فياترى هيقدر يرجعها من جديد ؟؟؟

فصل راائع يا قمر ....تسلم ايدك عليه 💖🌸

ناهد احمد 26-01-19 02:01 AM

كويس رجوع الصداقه بين ماريا وافنان

موني جابر 26-01-19 02:10 AM

أفنان وماريا وعودة لثقة مفقودة بينهما
عادتا تكملان بعضهما البعض وتداويا جرحا بداخلهما لم يبرأ منذ افترقنا
ترغبان بإطلاق العنان لقلبيهما ليعشقها ولكن الخوف من خذلان الحبيب يمنعهما
كلمات ماريا لأفنان كانت موجهة لنفسها أكثر ...واعتراف أفنان بحبها لعامر بداية الطريق لقلبها بأن يربح
ماريا بالمثل تركت قلبها ينبض بما حبسته كثيرا ووليد يخترق دفاعاتها برقته وتفهمه
شمس ومعاناة نفسية كبيرة بعد ما واجهته وتعامل صحيح من معاوية ليساعدها على تجاوز المحنة رغم ما يشعر به من ألم
بانتظار باقي الفصل سيا سلمت يداك حبيبتي 💓

Khawla s 26-01-19 02:14 AM

اخيراً رجعت الصداقه والمواجهه بين افنان وماريا مبسوطه لرجعتهم 😍
وليد بحاول يكسب ماريا باسلوبه الحلو بالكلام يختاااي كم انت لزيز يامززز
افنان بتحمل مشاعر لعامر غبيه ازا بضيع فرصتها وتبدا حياه جديده بعد كل الخوف والوجع الي عاشته
معاويه ياوجع القلب حسيته هو الي بتعذب مش شمس😭😭
تسلم ايدك ياعسل ❤❤😘😘


الساعة الآن 01:02 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.