آخر 10 مشاركات
انت و زوجك... (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          اخطب لأمك *مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          رواية العودة المتأخرة _روايات غادة (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          17 - مندلا - مارغريت واي - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] عبثاً تحاول ، للكاتبة/ حنان | atch (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-18, 09:11 PM   #11

امه الرحمن4
alkap ~
 
الصورة الرمزية امه الرحمن4

? العضوٌ??? » 332538
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 525
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » امه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond reputeامه الرحمن4 has a reputation beyond repute
افتراضي


جميله جداا وعجبتني واتمني تكمل

امه الرحمن4 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-05-19, 12:04 AM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الخــــامس

جراح يتابع ضربه وهو يصرخ : عشاااااااااان تتعلم الأدب وتعرف إن دايما فيه احد يدافع عن بنات الناسس... بناااات الناس مو لعبة عندكم تغازلونهم وتضربونهم وتعنفونهم وتسون الي تبون فيهم متى ماتبووووووون فااااااااااهم
غادة وهي تبكي : خلااااص جراااااح تكفى اتركه والله هومايهمني ..(شهقت من البكاء) انت قوم عنه قوم خلاص فهم فهم جرااااااح
تنظر لوجه الرجل .. لقد اصبح شاحب ازرق اللون .. انه يخنقه بيد ويضربه بأخرى
انه منهار تماما يضربه بلا وعي وبدون ان ينتبه
صرخت غادة : جـــــــراح وقــــــــــف بتقتله لا تدخــل الـسـجـــن مرة ثـــــــــانية!!
توقف... عاد له عقله ووعيه،ينظر لما فعله بصدمة
الرجل بدأ يكح بقوة ويحاول أخذ نفسه الذي قد قطعه عنه جراح
جراح ينظر ليده متساءلاٌ كيف لم يستطع التحكم بها
نظر إلى غادة، كان تنظر له بغضب وعيناها ممتلئتان بالدموع
وهو ينظر لها نادما
الرجل وهو يتنفس بسرعة تكلم بغضب: إنت حيوان شرس المفروض يكون مكانك السجن ، لكن والله فعلتك هذه مابتمر مرور الكٍرام ، والله العظيم بتشوف ، إذا ماوديتك ورائ القضبان ماكون سالم

جراح لم يكترث لكلامه كان مازال مصدوماً مما فعله
غادة بسرعة جلست على الأرض وهي تنظر إلى سالم بجدية : اسمعني عدل يا سالم، اللحين انتً صحيح انضربت وتألمت ، لكن وش بتستفيد إذا اشتكيت عليه تـ..
قاطعها: طبعاُ أستفيد أجل تبيني أنهان وبعدها ما يتعاقب
غادة بجدية :ممكن تسمعني عدل واتقاطع كلامي؟!، ترا بعض الكلام فٌرص فلا تضيعها
ناظر إليها بإستغراب رافعاً حاجبه
غادة بإصرار:إنت المهم عندك نفسك ، والنفس تحتاج للترف والمال، أنا أقدر أعرض عليك مبلغ وقدره بمقابل إنك تنسى كل شي صار اليوم ، وأنت المستفيد ، أنا إذا انضربت ودخلت الا ضربني السجن وش بستفيد بس إذا انعطيت مبلغ أكيد بستفيد , فهمتني؟ 15 ألف في الجيب ولا تفلت شخص ورا القضبان ومحاكم وسالفة
سالم : 18 ألف
غادة رفعت حاجبها وابتسمت : تم ، لكن صدقني مو من مصلحتك إنك تخون و تشتكي عليه ، ببساطة راح أشتكي عليك بتهمة تحرش وأقدر أملي جسمي كدمات وأضيف عليك بالإعتداء، لذلك لا تختبرني
سالم ابتسم: تمام ، كاش وبعدها أنا ماجيت اليوم هذا المجمع حتى
جراح ينظر إليها بصدمة ، وهي تجاهلته واتجهت نحو الصرافة
جالسة على على الأريكة ، ساندة رأسها بيدها كأنها تحمل ثقل همومها
عيناها مرتكزتان على الكمادة التي قد رمتها على تسريحتها لأنها لا تفيد كدماتها المرسومة على جسدها منذ وقت طويل، ولا قلبها أيضاً
فتح باب الغرفة بهدوء ، توقف عندما نظر إليها قليلاً ثم أغلق الباب وراءه
: الحمدلله على السلامة
غزل نظرت إليه وهي على نفس حالها
فهد نظر إلى الكمادة التي على التسريحة: وهاذي شجيبها هنا
غزل ضجت بإستهزاء وهي تمسك أظافرها : تخيل أخوك عطاني إياهاعشان شاف الكدمات إلي بذراعي
فهد نظرف إليها متقرفاً: وليش انتي تضحكين اللحين
غزل تنهدت : أه يا فهد ، وصلنا لمرحلة إنك تألمني والناس يرأفوا فيني ويرحموني وإنت لا ، لوين ناوي نوصل بعد؟
فهد اٌستفز: لوين ناوي (شد على الكلمة) نوصل؟ ، ليش مو لوين نواين نوصل يا سيدة غزل
غزل ببرود : لأنك دايم مسبب المشكلة ، ولا تحلها ، وأنا أتغاضى
فهد تنهدد وتكتف: وهذا المفروض
غزل قضبت حاجبيها بصدمة : نعم ؟!، ايش الي مفروض؟
فهد ببرود: إنك تتغاضي.. إنتٍ المرأة في النهاية
غزل ضحكت بعدم تصديق
فهد رفع حاجبه: سلامات !! شفيك
غزل وهي تحك جبهتها : هه بس ضحكتني ، اممممم فهد إنت تعرف إن أحنا وصلنا لعام 2019 ولا ماتعرف، (تغيرت ملامح وجهها بجدية) تعرف إن الزوجين مفروض يتغاضوا ولا ماتعرف، العلاقة مبنية على الرجل والمرأة ، إذا إنبنت على شخص واحد فقط ، زي ما أنت مقتنع اللحين إن مفروض المرأة هي الا دايما تتغاضى هي الي دايما تدلل هي الي دايما ترتب العلاقة في النهاية هاذي العلاقة راح تنهدم
فهد : كلام فاضي، اسمعني غزل الحياة مو وردية أوكيه؟ الحياة الي كنتي تتمنيها لما كنتي في بيت أبوكِ غ ل ط ، مافيه حياة كذا
غزل ببرود : صح ، لأنك إنت زوجي
فهد بغضب: غزل إلتزمي حدودك وفي النهاية الرجال قوامون على النساء
غزل: مو لما إنت تلتزم حدودك بالأول ، وتلتزم بواجباتك ، أقل شيء كنت تقدر تسويه اليوم وننسى كل زفت ( تغيرت ملامحها من البرود إلى البكاء) صار في علاقتنا إنك تجي لي اليوم تاخذني من بيتنا بس ، بس إنت حتى هاذي ما كلفت نفسك تسويها ، كبريائك مايسمح لك بس أنا وكبريائي طز فينا بس عشاني إنخلقت أنثى ونسيت إنك لازم ترأف بالقوارير
قامت متجهة إلى الحمام وقبل أن تغلق الباب قالت : تسوون نفسكم تستدلون بكلامكم بالدين وتتجاهلون إلي ينصفنا
أفحمته ، فلم يتبقً مايقوله خاصة وقد أغلقت على نفسها الباب لتفرغ مابداخلها

دخل البيت مُرهقاُ ، يشعر وكأنه يتحمل سبع وسبعون مسؤولية في يوم واحد
رمى بنفسه على أريكة غرفة المعيشة وهو يتنهد ، ابتسم وهو يغمض عينيه ، يشعر وكأن هذا الظهر لم يزاح عنه الثقل منذ مدة طويلة ، وهذا الرأس لم يتوقف عن التفكير منذ أمد
: يامساء الورد يا مستر قيس، بنعطيك استبيان تعبيه شكلك مو عاجبتنك خدماتنا وزعلان علينا بعد تعرف إنت تعتبرنا فندق فحابين كمدراء هذا الفندق نتأكد من رأيك بخدماتنا
قيس انفجر ضاحكاُ وهو يقف ليقبل رأس والدته : أنا أسف ياحبيبة قلبي بس والله مشغووول
أمه وهي تجلس وتنظر إليه بإمتعاض: كل هذا عشان بتزوج قريب قافل علينا
قيس: لا والله أخسى أقفل عليك ، بس انشغلت مع بنت خالي غلا
أم فهد : قيس ، إنت فعلا لازم تتحمل مسؤولية فعلتك ببنت خالك بس ترا خلاص رجع أبوها من السفر ومفروض ماباقي شي وتطلع عن المستشفى وأنت ماباقي شي وتتزوج فلا تخلي شيء يشغلك عن شيء
قيس تغيرت ملامحه ، بهدوء: أكيد
أم فهد : أنا مادري حتى إذا شفت غادة أختك من نزلت أو لا
قيس: إلا ، شفتها
أم فهد : ترا أنا أبيكم تقوون علاقتكم ببعض مو كل شوي تبشعونها
قيس بضيق مما قالته أمه سابقاٌ: إن شاء الله
ينظر إليها بعمق ، متضايقاُ لا يعرف مايجب أن تنبس به شفته ، لا يعلم كيف قد خذل نفسه للمرة الألف وخذلها للمرة المليون
: ما كان مفروض تسوي كذا
تنظر له محاولة أن لا ترتدي قناع الضيق: ليش ياغبي تبي تدخل السجن مرة ثانية
جراح بضيق : مو لازم ، ولا أكون مديون لك غادة ، أقدر على دخلة السجن بس ماقدر على 18 ألف
غادة بغضب وضيق: إنت غبي فعلاٌ جراح ، غبي بطريقة غير طبيعية ، تبي تهدم شبابك وروحك عشانك ماتتحكم بأعصابك ، لمتى يعني هاه ؟! (وهي تشد على أسنانها’ وتنظر إليه ونار الغضب في عينيها) وش تبي تخسر بعد ؟ تبي تخسر سنين زيادة عن الي خسرتها في السجن زي ما خسرت ريان لفترة وخسرتني للأبد
جراح نظر إليها بحزن
غادة بحزن مماثل : جراح إنت تخوف ، ماصرت تمسك أعصابك من زمان وصرت تطلع غضبك على الي يسوي والي مايسوى ، طيب لما دخلت السجن ارتحت ؟!
جراح بحزن وهو ينظر لغادة: ايه ارتحت ، انتٍ ماتفهمي كيف اتحملت طوال السنين وأنا أشوف أمي تنضرب من أبوي وتتحمله وتتألم وتبقى تحت رحمته وهو ماعنده ولا نقطة رحمة وأنا مو قادر أسوي شي ، اشتد ظهري وكبرت لمتى تبغيني أسكت ، لمتى تبغيني والله أشوف أمي تتعذب وأنطم وأكل تبن ، يعني كيف الأم تنضرب وولدها شكبره مايقدر يسوي شي ، سكت لي صرت أطلع عصبيتي على كل الناس ووصلت لين ماقدرت أشوف أبوي يضرب أمي أزيد ، أنا لما ضربت أبوي ضربته لأنه كان بيقتل أمي من شدة الضرب والله دخول السجن أبرد على قلبي وأحن من أمي تموت قدامي وأنا واقف بس أتفرج
غادة: وبرد قلبك بعد لما أبوك مات وأنت داخل السجن ؟
جراح صمت بغبنة
غادة : وش استفدت ، برد قلبك لما اعتديت على أبوك ودخلك السجن ، وزعلت عليه لما مات وأنت في السنة الرابعة في السجن وماشفته لمدة أربع سنين ، ولا حضرت وفاته ولا حملت جنازته وتركت أمك تعاني مع نفسها لمدة سنة لين وأخيراُ طلعت من السجن ترجع تعيلها وتبي تدخل السجن مرة ثانية
صمتت تنظر لتعابير جراح الحزينة والمهمومة وهو ينظر للأرض
أكملت : مابكذب عليك وبقول لك أنا ساعدتك اللحين عشان أمك لا تتعذب للمرة الثانية لما تنسجن ، أنا ساعدتك عشانك
نظر إليها وعيناه تقول ألف كلمة وجملة
أردفت بسرعة : مرام ماتبي تركب معاك وكلمت ريان عشان يجينا وهو في الطر... سكتت عندما توقفت سيارة ريان مقابل لهم : وهو هنا
توجهت للسيارة بسرعة دون أن تنظر إليه, ولحقتها مرام بسرعة
ريان فقط نظر لجراح بعتاب وتحرك بسيارته ، بينما غادة ألقت نظرة أخيرة على جراح ، خائفة منه عليه....

اليوم تالي...
أستيقظ منزعجاٌ من صوت هاتفه ، جلس يبحث عن هاتفه بقلق رفعه بسرعة ووته مملوء بالنوم : ألو؟
: خيررررر مو راس هذا حجررر حجررر صار لي اربع مرات اتصل عليك وماقمت بسرعة تعال ولا مو ناوي تكمل معروفك مثل ما بليتني وصدمتني
قيس تنهد: استغفرالله إنتِ متى يعني بتعرفي تتكلمين بدون صراخ يعني، الناس يصحون على زقزقة العصافير وأنا أصحى على صوت نهيقك
غلا : هيييه انت يحصل لك تصحى على صوتي بعدين ايفني حمارة تقول لي نهيقك
قيس: يلا بجي لك اللحين
غلا : ايه ولا تنـ ...
نظرت إلى هاتفها بصدمة : سكر في وجهي النذل
دخل إليها وهو مبتسم وبيديه كوبان من القهوة ذات الرائحة الزكية , قيس: هيدي ئهوة كتييييررر طيبة من شانك
غلا بإستغراب: شفيك مروق اليوم , من وين طالعة الشمس اليوم ؟
قيس وهو يناولها كوب من القهوة: حرام عليكِ متى جيت لك وأنا مو مروق
غلا : عاد يلا ياكثر ماجيت وأنت موب مروق أو فجأة تقلب وجهك وتطلع
قيس وهو يجلس على الكرسي بجانب سريرها : أستغفرالله غلا ماتفهمين إني مضغوط وفوق راسي سبعمية شغلة
غلا وهي ترتشف قليلاٌ من قهوتها وتنظر للتلفاز: إلا أدري مو قريب بتصير معرس
قيس أبعد الكوب من شفتيه ونظر إليها
:يعني؟!
غلا نظرت إليه : يعني أكيد مشغول عشان حبيبة القلب
قيس : ومن قالك إني راح أخذها عن حٌب
غلا : ومن قالك تتزوج مو عن حب؟
قيس رفع حاجبه: شقصدك ؟
غلا : إنت أذكى من كذا قيس (وعادت بنظرها للتلفاز)
قيس : لا ترمين عليي ألغازك غلا وقول لي بصريح العبارة شتبين توصلين لي
غلا نظرت إليه ووضعت كوب قهوتها على الطاولة بجانبها واعتدلت بجلستها لتصبح قريبة منه وهو بنفسه إبتعد عنها قليلاٌ
غلا وهي تنظر مباشرة لعيناه: قيس وش شعورك إتجاهي ؟
قيس أحكم يديه على كوب قهوته وإبتسم متوتراٌ: وش شعوري؟
غلا : أنا أسألك
قيس يبتسم لها : إنتٍ بنت خالي
غلا بإصرار وتقترب قليلا له فيحاول الإبتعاد لكنها تقرب كرسيه لها فيبعد وجهه عن وجهها وهي تنظر لعينيه بجرأة وبتمعن
: تحبني؟
قيس ضحك متوتراٌ وأشاح بوجهه عنها وهو يرتشف من قهوته
غلا أخذت كوبه بيد وبيدها الأخرى أعادت وجهه لإتجاهها : جاوبني
قيس : كنت أشرب قهوتي لا تبرد
غلا قاطعته: خلها تبرد جاوبني
قيس نظر إليها بجدية وصمت قليلاٌ
ثم أردف: عادي زي أي شعور ولد إلى بنت خاله
غلا بسرعة: أنا أحبك
قيس بصدمة مسح وجهه بكفه ثم مدها للأعلى يعود بشعر رأسه للوراء لا يعرف مايقول
غلا : إنت تحبني ولا لا ؟
قيس ابعد ياقته قميصه عن رقبته بتوتر
غلا : أحنا كنا نحب بعض من زمان وأتوقع إن هالشعور رجع لك هالأيام مثل مارجع لي
قيس نظر إليها وأخيراٌ تحدث : وش تبغيني أقول غلا
غلا: أبغاك تقول الحقيقة
قيس أردف: تبيني أقولك إن إيه غلا بس والله للأسف زواجي من بنت غيرك ماباقي عليه شي
غلا : ويعني؟
قيس رفع حاجبه بإستفهام : وش في بالك
غلا : كنسله .. شفيها يعني
قيس يضحك : غلا يلا مزح تدرين كم باقي على عرسي
غلا : إيه يومين
قيس بغضب : إيه يومين وتبيني أكنسله ؟!
غلا : إيه أحبك بس بتزوج غيرك عشان زواجي ماباقي عليه شي؟ بعدين بظلم بنت الناس لأني تزوجتها وأنا أحب غيرها مع إني حبيتها قبل العرس بس عشان ماباقي على عرسي شي؟!
قيس زم شفتاه وتنهد ..
غلا : قيس قرر ، قرر القرار إلي يبيه قلبك
قيس: القلب مايكفي غلا
غلا: قيس ، إنت إذا مافكرت بقلبك ، بتخسره وبتخسر قلبي وقلبها
قيس نظر للأسفل بضيق
غلا أكملت : ترا ماباقي شيء على طلعتي من هنا ، الليل أو بكره الفجر راح أطلع من هنا ، وماباق شي على عرسك ، قرر
قيس نظر إليها وفي روحه صراعان
صراع مابين عقله وقلبه
بعد أن استيقظت ونظرت للسريروقد علمت إن فهد قد استيقظ قبلها
جلست على الأريكة التي قد نامت عليها بالأمس تقرأ كتاباً ليمضي وقت فراغها
قاطعها فتحه للباب ثم دخوله
نظرت إليه وهي ماتزال ممسكتاٌ بالكتاب ، فأبتسم لها لكنها سرعان ماعادت بنظرها للكتاب
فاجئها حينما جلس على ركبتيه عند الأريكة التي هي جالسة عليها فعادت بنظرها إليه لتراه يقدم لها وردة زهرية اللون كان يخفيها وراء ظهره
إلتقطتها من بين يديه وهي تنظر له بصدمة
فهد مبتسماٌ لها وهي منذ زمن طويل لم تراه يبتسم :أنا أسف ، سامحيني
غزل بهدوء من الصدمة : وش صار؟
فهد : أنا أسف إني قاسي عليك ، أنا أسف وماعندي عذر أقوله لأني غلطان من البداية للنهاية
غزل تنظر إليه بإستغراب: فهد يعتذر!
فهد : ليه ماكنت أعتذر؟!
غزل: لا والله في الماضي ماكنت تحتاج تعتذر وبعدها صرت تغلط عليي واجد وكنت ماتعتذر فــــ.. فيعني
فهد : صح ، وأنا أسف إني تغيرت للأسوء
غزل ابتسمت : شوف أنا مارضيت عشان الوردة ، عمرها المادة ماترضيني، رضيت لأني أحبك والي مايسامح خسران ومغرور لأن رب العباد مايسامح فمين أنا عشاني ما أسامحك
فهد ابتسم بضيق : أنا ما أستاهلك أدري
غزل ضحكت : وأنا صابرة عليك لأن الحب معميني

يُتبع في الجزء القادم



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-05-19, 12:08 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء السادس

قطرات الماء تغسل جسده وهو يزيد من قوة دفع المياه لعلها تغسل روحه أيضاً
عقله غارق في التفكير في ليلة ماقبل الأمس
ولا زال لا يعلم إن كان ماختاره خياراً موفقاً أم لا
"
في المسشتفى ، في ساعة متأخرة من الليل

تنظر إليه بضيق شديد : هذا قرارك
قيس بضيق: أنا أسف، لكن حرام أترك البنت والزواج ماباقي عليه إلا يومين ، كذا بكون رجال حقير وما يهتم إلا بمشاعره إلي ماتجددت إلا اللحين
غلا بضيق : ومو حرام إنك تسحب على هالمشاعر وتتركني؟ ترا كنا نحب بعض من زمان
قيس: غلا هذاك كان حب مراهقة
غلا : واللحين ؟ حب مراهقة بعد
قيس صمت قليلاً ثم أردف : يمكن ، إنتِ شعرفك
غلا بغضب : سلامات قيس
قيس بضيق وبهدوء: غلا أنا مابي أسوي شي أندم عليه طوال حياتي، أنا ماقدر أحرج بنت وأكسرها قبل العرس بيومين ،أنا كذا أهدم شخص أخر ..خلاص بعد ماجهزت كل شي وأخذت فستانها الأبيض وحجزت قاعة بإختيارها وخبرت الكل إنها بتصير عروس وعزمت فلانة وعلانة واختارت من يحط لها مكياج ومن يسوي لها شعرها ، وهيأت نفسها إن تحبني وتصوني أنا ما أصونها؟ ، غلا أنا ما رضاها على نفسي ولا على روح بنت الناس ، ولا أبي أتخيلك حتى تصيرين في هالموقف ولا أتخيل أختي أو أي بنت في العالم تكون في هذا الموقف وتبيني أنا إلي أسويه بالبنت ؟
غلا : مو أنا قلت لك تفكر بقلبك
قيس: وأنا يا غلا فكرت بقلبي وعقلي ، لو مكتوب لنا ناخذ بعض كان ظلينا نحب بعض وأخذنا بعض من زمان ، وإنتِ مصيرك تاخذين إلي أحسن مني ويناسبك ، مو معناها إن أحنا ضحكنا مع بعض كم يوم معناتها لازم نكون مع بعض
غلا : مو معقولة يعني اللحين انت تبي تفهمني إنك ماتحبني فعلياً؟!
قيس: والله العظيم غلا إنت تعرفين وش أكن لك من مشاعر ، بس غلط أنا أفرح على تعاسة غيري
غلا : حتى مو قادر تقول لي كلمة أحبك
قيس: أنا ليش أقولها إذا بتزوج غيرك بعد بكرة
غلا بغضب وحزن : يعني خلاص .. مو قادرة أفهم أصلا ليش جاي تبشرني بشارتك هاذي.. تقدر تتوكل
وقف قيس ،وبنبرة حزينة : أنا أسف على كل شيء وبالخصوص الحادث ، وأي شيء تحتاجيه مايردك إلا لسانك في النهاية أحنا أولاد خال وعمة (ابتسم بضيق) الله يخليكِ لغيري ويسعدك."

صوت طرق باب ومناداة : قيس، ماصار شاور ، نعرف إنك معرس وتبي تكشخ بس الي يشوفك يقول ريحتك بصل وصارلك ماتسبح من طلعت من بطن أمك ، خلصنا ياخي إخلص
قيس خرج من الحمام وشعره مبلول ووجنتاه حمراوتنان وعيناه مليئة بالهم
نظر إليه ريان : شدعوة عرسك الليلة قيس
قيس يبتعد عن أخيه ويذهب عند المرآة ليسرح شعره الأسود بضيق دون أن ينظر لنفسه
ريان بقلق: قيس فيك شيء؟
قيس تجاهله وأكمل مايفعله
ريان : قيس لا تزعل نفسك أعتبرني أخوك وأبوك ، نلاقي أبونا في الجنة إن شاء الله
قيس واضعاً فرشاه على الطاولة وهو ينظر لإنعكاس ريان في المرآة: ريان يرحم أمك لا تضيق خلقي زيادة
ريان : شفيك أجل ؟ وش الي مضايقك ؟
قيس: موب متضايق لا تشغل نفسك معي ، أنا بس بالي مشغول بألف حاجة لا تخاف
ريان ضرب ظهر أخاه بمزح : يلا عاد بلا دلع عروسات ترا بالمعتاد العروسات هم الي يخافون وكذا ماتوقعتك عروسة مو معرس خخخخ
قيس بجدية : إطلع برا ببدل
ريان بقلق : أوك
خرج من الغرفة
وقيس استند بيداه على الطاولة وهو يحاول أن يتحكم بأعصابه ،
أستغفرالله ياليت لا صار حادث ولا صار شيء ولا تعلق قلبي فيك ياغلا ، كان اليوم مابيكون كذا أبداً.
###########
في الجهة الأخرى....تماماً

مرتديتاً روب وردي حريري ، وشعرها الأسود الطويل منسدل على ظهرها ، متربعتاً على الكرسي مرتديتاً جورباً مرسوماً عليه قطع من الكوكيز مبتسمة باللون الوردي وتأكل بشراهة
: سمي بالله تراكِ بتغصين أقسم بالله الي يشوفك يقول مجوعينك
لين بعدم إكتراث : حبيبتي ليلى ممكن تكرميني بسكوتك لمدة كم دقيقة من حياتي, خليني أكل براحتي بعد هالوجبة أبصم لك مستحيل يمديني أكل
ليلى بإستنكار:أنا أول مرة أشوف عروس تاكل كذا ولابسة شراب كذا
لين تنظر إليها بإستنكار هي الأخرى: أقول سكتي بس ماكنك إنت تلبسين كذا بعد شوفي الفشارات الي يرقصون على شرابك بس
ليلى وهي تعدل نظارتها : إحم إحم في النهاية مو أنا العروس
لين : إسكتي بس وجيبي ليـ كح كح كح
شرقت بلقمتها فقامت ليلى خائفتاً تضرب ظهرها : شفتي كله منك أحد ياكل كذا كأنه طالع من مجاعة
لين وهي تصب لها العصير بسرعة وتشربه : آه ، كله من صحنتك عليي عطيتيني عين ، يمه تخيلي لو أموت ويكتبون (عروسة ماتت قبل أن تتزوج ) وتنتشر قصتي الحزينة على كل لسان
ليلى تنظر لها بإستنكار
لين تتابع أكلها وهي تنظر لها : إيش؟
ليلى: بس أقول في بالي كيف هالخبلة بتزوج الليلة
لين تضحك : بعد سُنة الحياة الدنيا شنسوي
ليلى تضحك وهي تعود لمقعدها : خبلة
تدخل إلى الغرفة وهي قلقة حاملتا فستان إبنتها الأبيض لتعلقه : إنتِ بعدك تاكلين خلاص ماراح يدخل الفستان عليكِ
لين : أستغفرالله ياربي شهالعائلة الي تحسد الواحد على اللقمة
أم لين : خلصي بس ماباقي شيء وتجي حقت المكياج
ليلى : يمه اسمها الميكب آب ارتيست
أم لين : كرمينا بسكوتك انتِ الثانية مسوية فيها تعلميني الألقاب وخلصوا مانبي تصير أعياد ونتوهق الليلة
######
بيدها هاتفها المحمول وتضيء شاشته بصورة فتاة واضعة مساحيق التجميل ، لتجعلها مثال لما تُريده : شفتي كيف سيمبل مكياجها أبي زي كذا بالضبط
خبيرة التجميل: ممكن أعرف لون فستانك ؟
مرام : إيه أسود
خبيرة التجميل: بس حبيبتي أنا أنصحك تحطين مكياج غير عن هذا ، ماحس يناسب حبيبتي هذا الميك آب لعرس أخوكٍ ولا لون فستانك
مرام بتوتر: لا لا لا أنا ماحب الميك آب أصلا وأبيه ناعم بقدر الإمكان
غادة تُقلب عينيها ضجرة من أختها
خبيرة التجميل مُحاولة إقناعها: طيب شرايك مثلا أحط لك مكياج فرنسي ناعم يناسب الفستان؟
مرام: لا لا ما أعرفه أنا بس أبي مثل ماوريتك
خبيرة التجميل: طيب أقدر أوريك صورة مثال
مرام بإصرار: لا مابـ...
غادة سحبت الهاتف المحمول من بين يدي أختها لترى الصورة وتنظر بإستنكار: من جدك إنتٍ شهالذوق؟!! تراكِ مو رايحة تصورين مسلسل عشان تحطين ميك اب بدون ميك اب انتِ رايحة عرس أخوكِ إكشخي لو مرة وحدة في الحياة تكفييين
مرام بقهر: لا أنا..
قاطعتها مرة أخرى وهي تدور بكرسيها المتحرك ناحية خبيرة التجميل: إسمعي ماعليكِ منها حطي لها ميك آب يناسب فستانها وأهم شيء روج أحمرررر
خبيرة التجميل مشيرة لمرام: شرايك ؟
غادة : ماعليكِ منها ترا صدقيني إذاالناس شافوا الميك اب الا تبيه في العرس وبيسألونها مين الي مكيجتك بيقولون شفيها ذي ماتعرف الي يناسب الزبونات وبتطيح في راسك
مرام بغضب: غادة ممكن لو مرة وحدة ماتتدخلين بأسلوبي وستايلي
غادة بطرفِ عين : الله والستايل عاد ، إنتِ ترا إذا بتظلين تلبسين كذا ماراح أحد يطيح في حبك إلا بتطيحين ومحد بيسمي عليكِ ، ترا في النهاية حتى الأبكم رجال وينتبه لهالأمور
مرام بغضب : غـــادة!
غادة ضحكت بإستفزاز: ههههه شفيكِ ؟ عصبتِ عشان إني أقول الحقيقة وإلا عشاني كاشفتك ؟
مرام وهي تضغط على أسنانها : أمي ماتعبد عنا شيء تبيها تسمع يعني
غادة نظر لها من رأسها لأخمص قدميها : ماتسمع صوت الإستشوار فاقع طبلة إذنها ، إنتِ لا تستعبطين .. ترا واضح وإنتِ كاشفة نفسك بنفسك إنت تحبينه ، بس بقولك شيء ياحلوة ، أولا يعقوب يعتبرك مثل أخته وهذا الشيء مرة واضح فإذا فعلاً تبيه يحبك لازم يعتبركِ أنثى أولاً، أتمنى إنك فهمتي قصدي ، ثانياً: فكري عدل ، يعقوب يعتبر من ذوي الإحتياجات الخاصة معناتها حتى لو في النهاية صرتوا لبعض.. بتعيشين طول الوقت ترعيه وتهتمي فيه وتكوني بمثابة لسانه ، نقدر نقول بتصيري كانك الخدامة وهو البيبي
مرام وهي تسحب ياقة غادة وتصرخ غضباً: غــــــــــــادة!!!!
أم فهد إلتفتت بسرعة مشيرة بإغلاق الإستشوار لتتكلم: خير شصايرة بينكم أنتم الثنتين؟!
مرام بغضب وهي مازالت تنظر نحو غادة: بنتك هاذي ماتعرف تتكلم
غادة وهي تبتسم بمكر وتزيل يدي مرام عنها : بنتك الي ماتتحمل تسمع الحقيقة
أم فهد بغضب: إسمعوا حركات الغباء هاذي أجلوها لبعدين اليوم يوم مهم ومو ناوية أتفشل بسببكم ، ترا وصلت حدي من علاقتكم ببعض تراكم خوات مو أعداء ثمنوا كلامكم قبل لا تقولونه لبعض
غادة تضحك بخبث: ووش فيها لو الأخت الكبيرة نصحت أختها الصغيرة ؟
مرام بغضب: فيها إن الأخت الكبيرة لازم تنتبه لكلامها ، لأن في النهاية حتى الأخت الصغيرة تقدر تتكلم عن أحداث صارت من نزلت أختها (ورفعت حاجبها تقصد بها الأحداث التي حدثت مع جراح)
غادة رفعت حاجبها بقهر: مرام والله...
قاطعتها أم فهد : وبعدين يعني؟! فشلتونا قدام الأوادم تراكم ، كل وحدة تسكت عن الثانية وتتجهز (تلف وجهها ناحية المرآة مجدداً) ترا الليلة عرس أخوكم للتذكير للمرة الألف
تعود كلاً منهما لوضعها السابق وهما تنظران لبعضهما نظرة حُقد وتخبي نظراتهما ألف كلمة وحديثِ وجملة
#####
موقفاً سيارته بجانب المنزل ، متكئاً عليها وهو يتصل لصديقه بيده اليمنى وفي يده اليُسرى كيساً بنياً متوسط الحجم
خرج الآخر من الباب مرتدياً ثوباً أبيضا وشماغه الأبيض مع جزمة عادية سوداء دون تكلف
إبتسم له وهو يدخل هاتفه في جيبه : هالله هالله في حُبي الأول جراح الحلو
جراح يبتسم : بلا هبال علي إنت وهاللقب ترا مردك تزل لسانك وتقوله قدام الأوادم وتتفشل
ريان ضحك : هههههههه شفيها يعني ياخي مفروض تكون اوبن مايندد
جراح : بلا اوبن مايندد بلا خرابيط يلا نمشي لا نتأخر على اخوك
ريان إعتدل واقفاً بشكل مُستقيم ، ماداً يداه الحاملة للكيس: قلت يمكن تحتاجه
جراح ناظراً نحو الكيس دون أن يمد يده قاضباً حاجبيه: إيش هذا؟!
ريان بتردد: ثوب ، شماغ ، كبك ، جزمة كذا يعني أشياء يمكن تبي تلبسها
جراح مقاطعاً إياه بقهر: لا ريان خليه لك أنا ماحب ألبس أشياء مو من مستوايي أنا مو متفشل من نفسي إلا إذا خايف تتفشل مني إذا دخلت كذا العرس فحقك وحق قيس علي ومو لازم أحضر العرس
ريان : أفا أفا جراح والله مو قصدي كذا ومستحيل أتفشل منك شهالكلام هذا أنا أتفشل من نفسي ولا أتفشل منك ، اللحين عشاني بس فكرت إنك يمكن ماعندك شيء تلبسه زعلت علي كذا
جراح : لا شكراً لا تفكر مرة ثانية ريان إذا بتطلع لي بأفكار كذا ،زائد تراني مو جالس على بساط الفقر عشان ماعندي لبس ألبسه لعرس اخوك عشان تجيب لي هذا
ريان بقهر: خلاص عاد جراح ماصارت ترا الواحد لازم يسب نفسه يعني إذا فكر يعطيك لبس أو شي
جراح وهو يدخل السيارة : إنت كشخ نفسك بالأول عشان تكشخني
ريان وهو يرتجل سيارته بسرعة ليرد عليه : هيه شقصدك ها ؟ شايف جزمتي كيف تلمع تشوف جبهتك فيها تلق وتقول كذا
جراح : إلا والله أشوف مخك في جزمتك حرك بس لا نتأخر
######
في قاعة معتمد على أغلب تزيينها بالزهور ، ورائحة عطِرة تملئ المكان مع صوت الضيوف
تنظر لنفسها في المرآة بتردد ، تحاول مسح أحمر الشفاه الأحمة من شفاهها: وييع ماحسني أنااا شوفي كيف طالعة كأني في الأربعين
غادة بهمس: ويع على مخك وإنتِ الصادقة ، ليش يعني تحكك إيدك إذا ماخربتي شكلك ها
مرام :لأني ماحب هالسوالف غادة لا تطفشيني
غادة وهي تبحث بسرعة في حقيبة المكياج عن أحمر شفاه باللون الأحمر ، لتلف وجه أختها ناحيتها وتضعه إجبارياً على شفاهها : بلا غباء شوفي كيف مناسب لبسك لاتخربين شكلك بليز لا تفشلينا
مرام وهي تختلس النظر لنفسها بالمرآة بينما أختها تستمر بوضع أحمر الشفاه على شفتاها: وش بيقولون الناس هاذي شفيها فجأة حاطة أحمر وكل هالميكب تبي عريس ولاشسال..
غادة أدارت وجه أختها لناحيتها : وإنتِ شعليك من الناس؟ طز في الناس أخر همي هاذي قالت وهاذي حشت فيني ، تبين تهتمين بكلام الناس مابتعيشين حياتك ليش إنتِ تعيشين حياتك لو تعيشين حياتهم ، لعلمك الناس مايملي عينهم غير التراب
امشي بس تأخرنا على الناس
جرت معها أختها حتى خرجت من الباب الذي يفصلهم عن قلق أختها أمام المرآة وعن الضيوف ، إلتف الجميع ينظر ويتهامس بالحديث عنهما
غادة تمشي بثقة وهي تضع شعرها الثلجي ورائها كأنها تضع كلامهن ورائها أيضاً ، ماسكتاً بيدها فستانها ذو اللون البنفسجي الباهر لتبعده عن خطواتها
مرام تبعد غرتها عن وجهها قليلاً بتوتر هامسةً في إذن أختها :الكل يطالع فيكِ مبهور فشلة أنا أمشي جنبك
غادة ترص على أسنانها محاولتاً أن لا تظهر الغضب على ملامحها ولكنه واضح على نبرتها : بلا غباء مرام ترا ثقتك بنفسك في السالب إنتِ ماتشوفين إنهم يناظرونا ثنتينا ، ليش أنا أحسن منك في إيش
مقاطعة لحديثها ناظرة للأمام : المهم ان بتركك عندي شيء مهم
مرام محدثة نفسها:" فعلاً هم يناظروني أنا بعد ، شفيني أنا .. أنا ليش ما أثق بنفسي أنا بعد"

تذهب بإتجاهها وإبتسامتها تشق وجنتيها ، بلباقة تحدثها وهي تقبل رأسها : أخبارك خالة من زمان عنك ، إن شاء لله طيبة
تنظر إليها بعيناها الغائرتان التي يكسو ماحولها من جلد بالتجاعيد ظاهراً عليها إن الزمن قد أتعبها وأشقاها ، وهي تشد على عبائتها السوداء وكأنها تتكأ على قماشها ، بصوت حنون تردف: أخبارك غادة حبيبتي يعلم الله إني مشتاقة لك (وهي تضع يديها المرسومة عليها خرائط من تجاعيد الزمن ومكسوة بقليل من الذهب الخفيف على خدها بحنان) ومن زمان ماشفت جمالك قدامي يسر ناظري ويدفي قلبي، بسم الله على طولك كل ماتكبرين تزيدين حلاوة ودلال
غادة وماتزال إبتسامتها على شفتيها: الله يخليكِ ياخالة ويطول بعمرك
:الله يخليني حتى أشوفك عروس بإذن الله
غادة إبتسمت: خليني اساعدك ياخالة وأوديك لكرسي تجلسين عليه
:تسلمين ياعمري وضيء عيني الله لا يشقيكِ لا في دُنيا ولا أخرة
أوصلتها إلى طاولة تناسبها حتى قاطعتها أم فهد بترحيب وتهاليل: هلا والله يا مرحباً ويامسهلاً بأم جراح حبيبة قلبي
إبتعدت غادة قليلاً عنهما حتى يتسنى لهما تبادل السلام والقُبل والتراحيب
أم فهد : ها أخبار جراح من زمان عنه القاطع ولا فكر يجي بعد طلعته من السجن أبداً
أم جراح وهي تنظر للأسفل بضيق بعدما سمعت مصطلح السجن على لسانها : أعذرينا يا أم فهد بس الولد مشغول بعد ماطلع فيني وفي بلاويي ، الله لا يذوق قلبك هم فقد الولد
أم فهد بلعت ريقها : والله آسفة يا أم فهد ماقصدي شيء شدعوة بس تعرفيني أحبه محبة ريان ولدي وأبيه يكون قربه دايماً ومايفرقهم شيء بسم الله عليهم، ومثل ماقلتي إبتليت بهم فقد البنت وإنتِ صادقة (وهي تنظر إلى غادة )
غادة بهمس:أستغفرالله
أم جراح وهي تنظر لغادة وتبتسم: لا بسم الله عليها الله يخليها ويحفظها حطوها في عينكم ، البنت وردة جوري ينخاف عليها من نسمة الهواء
غادة تبتسم وهي تنظر إلى أمه ، يبدو شبيه لها ، فقد أورثته بشرتها البرونزية اللون وعيناها البنيتان ، لكنها لم تورثه نظرتها الحنونة .. فقد تحولت نظرته للغضب فقط.
###
واقفة أمام المرآة الطويلة المزين إيطارها بزخارف ذهبية ، شعرها الأسود الحريري الطويل مسدول بطريقة جميلة ، فستانها الناصع البياض يُظهر علامة من علامات جمالها وهو بروز الترقوتين ،ثم ينتفش بطريقة تظهرها كالأميرة، ماسكتاً باقتها المليئة بالزهور الحمراء العطِرة ، تنظر لنفسها وعيناها النجلاء مغرورقتين بالدموع
تقاطعها الأخرى بنفس مضطرب: يلا قلت لهم يحطون زفتك أول ماتعطيهم إشارة المصورة ، جاهزة؟
تلف إليها بتوتر ، بهدوء: إيه
تزيل نظارتها عن عينيها وهي تحكها : متأكدة ؟
لين : يالخبلة ليش فصختي نظارتك اللحين كيف بتشوفين ، مو أنا قلت لك إلبسي عدسات إلبسي عدسات عشان العرس اللحين توك تستوعبين إن بدونهم أحلى
ليلى : كلي تبن فصختها عشان مابي أشوفك
لين بخوف: ليش مو حلوة ؟
ليلى تحاول أن تمسك دموعها وهي تعود للبس نظارتها : لا ياغبية عشاني ما أبي أبكي وأنا أشوفك عروس كذا
لين بنفس الحالة: لا تبكيني شفيكِ إنت نفسية
ليلى وهي تبكي: ويع أكره قيس ليش تزوجك بعدك صغيرة
لين وهي تبكي: بلا غباء تحسسيني إني قاصر اللحين بلا بشكلك لا تبكين وتبكيني شفيكِ
ليلى وهي تبكي وتتبعثر كلماتها مع شهقاتها : يلا اللحين بتتزوجين وبتصبغين أشقر وبتسحبين علي وحركات المتزوجات البايخة ذي
لين وهي تبكي: ياغبية ماتشوفيني ماصبغت أشقر خلي نظرياتك لنفسك إنت ونظارة كونان الي لابستها ذي
ليلى وهي تبكي: إحترمي نفسك شاريتها جديدة عشان عرسك ها والله ماتستاهلين الفلوس الي دفعتها عليها بتوحشني تعليقاتك السخيفة مثلك
لين تبكي: بتوحشيني إنتِ وفلسفتك وتفجيركٍ لجبهاتي
أم لين بدخل بخوف: شفيكم تبكون شصاير؟
ليلى تمسح دموعها تحت نظارتها : لين بتتزوج
أم لين: مساء النور توكم تتستوعبون ولا شنو ، ترا بتتزوج موب رايحة تهاجر شفيكم دراما وحالتكم حالة
لين وهي تمسح دموعها : ويع خليتيني أخرب مكياجي من المسرحية التراجيدية حقتك يالحمارة
ليلى: سكتي بس ماصار فيه شيء مالت على الي يبكي عليكٍ
أم لين وهي تعانق إبنتها بحرارة: الله يحفظك ياحبيبتي ويسعدك ويهنيك ، إدخلي وإنتِ مبتسمة يلا

في زاوية أخرى من القاعة

مثرة إنتباه الجميع بمظهرها اللافت للأنظار ، تجلس بغرور وكبرياء على أقرب طاولة لكرسي العروس ، تلعب في شعرها المصبوغ باللون الأحمر وهي تنظر للحضور بثقة

غادة بهمس في إذن مرام : هاذي شفيها مضيعة عرسها
مرام : سكتي لا تنتبه
غادة بإستهزاء: سكتي والي يرحم والديك خلها تنتبه لأنها مضيعة
غادة تتجه نحوها : أهلا miss red
تلتفت لها بثقة وهي ماتزال تلعب في شعرها : أهلين فيك
غادة تضحك : بس حابة أخبرك إن هذا العرس عرس لين وقيس، (وهي تنظر لها من رأسها لأخمص قدميها) لأنك شكلك مضيعة عرسك
تضحك الأخرى بإستهزاء وهي تضع يدها على فهمها : ههههههه ضحكتيني غادة ، ماتوقع إني مضيعة العرس ولا شي ، (تنظر لها بمكر) بس شكلك إنتِ مضيعة أمريكا
غادة تبتسم إبتسامة صفراء فقد إستفزتها : لا تخافين حبيبتي، جالسة هنا خلاص
غلا ترفع حاجبيها بإستغراب: خلص خلصت عُقدِك فلهذا رجعتي؟
غادة بنرفزة : أمسكي لسانك لا أقطعه مثل ما أنكسرت رجلك ، إنتِ تدرين إني رايحة أدرس مو ألعب
غلا : بلا إستهبال عليَ ليه أنا مادري إن دراستك 4 سنين ،الخامسة قضيتيها هناك ليه
غادة : أدور لي وظيفة لا تسوين عليي محققة اللحين
غلا قهقهت بإستهزاء:صح لأني ماعرفك
غادة: مو لازم أبرر لك كـ....
قاطعها تغير الأنوار مُستدلة بذلك على دخول لين (العروس) الآن
نظرت لها نظرة مليئة القهر والحُقد والآخرى كذلك ، نار تمُس نار


أدارت غلا نظرها نحو لين ، شكلت يديها بشكل قبضة من الحسرة ، لو كان قرارك يا قيس مختلف لكُنت أنا في مكانها ، مرتدية الفستان وأنظار الناس تلفني من كل الجهات والزوايا ، تبدو لطيفة وجميلة ، وهذا مايغضيني أكثر وأكثر.
###
في سيارة مزينة بأجمل الزينة مُعلنة إن العريس في داخلها ، صوت المسجل على أعلاه وشقيقه وأصدقائه يغنون بفرح ، البهجة تأسر كل القلوب
إلا قلبه ، يشعر وكأنه مشلول ويشعر بأطرافه باردة ، يشعر باللا شعور .. أو الحزن العميق الذي يفطر القلب ، لا يريد الإحساس بهذا الشعور ففي النهاية لم يجبره أحد على هذا ، هو من أجبر نفسه على ذلك ، هو من صارع عقله وقلبه وفي النهاية وصل لهذا القرار ، لا يشعر بإنه قيس بذاته ، يشعر كأنه في جسد قيس ولكن روحه عند غلا ، يمسح على قلبه وهو ينظر نحو اللا شيء وهو يحاول أن يقنع نفسه (بأن لا تأسف على مافات فما فات قد مات )
تنظر له عينا ريان العسليتان من المرآة الأمامية بتفحص وقلق " ما باله كالجثة لا ينبس ببنت شفة ولا يحُرك طرف من أطرافه ، كأن روحه إنتزعت من جسده "
###
بعدما رقصت كثيراً وححرت شعور الخوف إلى شعور البهجة عادت إلى كُرسيها لتلتقط المزيد من الصور
وغادة تبتعد عنها لتذهب إلى طاولة وترتشف الماء وهي تهمس لمرام : والله مرت أخوك فلة ،قامت ورقصت وحللت أم أمممم عرسها ، وأخيراً حسيت إن في أحد فيه حياة بينضم في العيلة
غزل إبتسمت صفراء: أفا غادة شقصدك
غادة بصراحة تامة: ماقصدي شيء ياغزل صحيح إني ماجلست معاكِ كثير بس بصراحة فهد كأنه حابسنك عنا الواحد مايمديه يجلس معك دقيقتين وإذا جلس تكونين مهمومة وكئيبة كأن هموم الدنيا كلها على راسك
مرام تضرب أختها لتسكتها
غادة : ماقصدي شيء إنتِ الثانية هي فاهمة إني أعتب على فهد ، يعني شدعوة حتى ماجيتين معنا الصالون تعدلتي بنفسك
غزل بإبتسامة صفراء :لا ماعليكِ أنا ماحب الصالونات فقط لا غير
غادة وهي ترتشف الماء هاربتاً من المحادثة : نحاول نصدق

في زاوية أخرى من الزفاف

تمشي بعكازها الذي يسند ساقها المقسورة لتترك خلفها جهة مدخل العروس فقد سأمت النظر لبهجة لين وفرحها
أوقفها ذكر إسمه
ليلى ممكسة المفاتيح وهي تحدث والدتها :إيه قيس فوق في الغرفة الرابعة ، ماباقي شيء ويدخل مرام قالت لي
أم لين وليلى: طيب خليهم عندك أنا مشغولة حدي في مع المعازيم
ليلى : إن شاء الله
تذهب أمها بعيداً فتذهب ليلى للجهة المعاكسة
تصرخ بأسمها غلا حتى تتوقف لأن سيرها بالعكاز يبطئها: آه ليــلى ..
ليلى تقف تنظر إليها بإستغراب: نعم سمي؟
غلا تقفز أمامها وهي تبتسم : إسمك ليلى صح؟
ليلى تنظر لها بنفس النظرة: إيه ، تفضلي؟
غلا : آممم ، بس أبي منك خدمة بسيطة لو تقدرين، عادي تعطيني المفاتيح شوي شنطة أمي في إحدى الغرف وتحتاجها اللحين ضروري
ليلى بتردد: آم ، بصراحة مدري في النهاية أمي معتمدة علي إني أكون مسؤولة عن المفاتيح
غلا : إيه أوكيه شدعوة بس باخذهم شوية باخذ الشنطة وبرجعهم لك
ليلى تنظر للمفاتيح ثم لغلا بتردد: آمم تبيني أساعدك وتوصفين لي الشنطة وأجيبها لك ، في النهاية يعني رجلك مكسورة بتتعبين نفسك
غلا في داخلها " إف شفيها ذي نشبة مثل إختها " ، بإبتسامة صفراء: لا عادي بركب بالمصعد ، بس ثواني وبردهم لك ، أنا ترا بنت خال المعرس في النهاية
ليلى مدت المفاتيح نحوها: أوك أنا بكون على الكوشة أعطيني إياهم بس تخلصين لو سمحتي ، كل غرفة مكتوب على مفتاحها رقمها
غلا إبتسمت بمكر: في إيدي أمينة
###
ينظر لنفسه في المرآة بضيق فيشيح وجهه بعيداً عنها ، يشعر بالإشمئزاز حين ينظر لنفسه ، لا يشعر برغبة أن يكون عريساً الليلة ، أو بالأحرى لها .
أشاح وجهه بإتجاه الجدار ، هكذا أفضل ، يرتب أكمام ثوبه الذي يود بشدة نزعه ، ونزع شعوره أيضاً
صوت باب يُفتح بهدوء
أردف بدون أن ينظر: توقعت إن باقي وقت شوي على زفتي
لا يسمع سوى صوت خطوات كعبِ بإتجاهه
يتجاهلها ويتنهد حتى يقطع نفسه معانقة من الخلف
: مبروك يا سيد كل الرجال، الله يهنيك ويسعدك ، أتمنى تكون مرتاح بقرارك ؟
يشعر وكأن وعاء من الصلج قد كُب عليه ، إقشعر جسده بأكمله ، أدار نفسه بسرعة وأبعدها عنه : غلا
نبضات قلبه تتسارع كأن قلبه سيخرج من أضلعه، رؤيتها تسر ناظريه، فستانها الأبيض الذي ترتديه عمداً يجعله يُغرم بها أكثر وأكثر ، يجله يتمناها عروسته الأولى والأخيرة
غلا بضيق : عيون غلا
قيس أبعد ناظريه عنها : ممكن أعرف كيف جيتي هنا ؟
غلا : أسالبي الخاصة إنت مالك دخل ، المهم اللحين
أعادت وجهه ناحيتها ، فأبعد ناظريه مرة أخرى
غلا بغضب وحزن في الآن نفسه : شفيك، من بعد ماكنت طول الوقت تناظرني اللحين ماتبي حتى تناظرني نظرة وحدة ، بسرعة نسيتني مستر قيس
قيس : أنا حرم لين اللحين غلا
غلا بقهر مسكت خديه بقوة ناحيتها :غلط ، مو شرط
قيس نظر لها بإستغراب وهو يرفع حاجبه
غلا أكملت : مو شرط قيس ، مو شرط تكون حرم لين ولا حرم زفت ، عندك وقت ، تقدر تترك القاعة اللحين ولا تاخذها ولاهم يحزنون
قيس أبعد يدي غلا عن وجنتيه بقوة، بإستنكار: بلا غباء غادة ، عقدنا قرانا وكل شيء
غلا : حتى لو ، شفيها ، تقول غيرت رايي وتتركها قبل ماتشوفها حتى
قيس: والله؟! ووش تبغيني أقولهم بإذن الله؟ والله هربت مع بنت خالي وخلاص مابتزوجها
غلا : إيه شفيها يعني قيس، إنت ليش لازم تقرر قرارات غبية، وبعدها لازم تلزم نفسك بقرارتك ، ترا عادي إنت بشر والبشر يغيرون قرارتهم
قيس :غلا ، أنا مو مراهق ، مو أقرر قرار وقبله بخمس دقايق أغيره
غلا وهي تقترب إليه وتمسك طرف بشته ، فيبلع ريقه بحزن
غلا وعيناها مليئتان بالدموع : حتى لو عشاني ؟ أحنا نحب بعض ليش لازم تكابر ، يهون عليك إني أزعل صح ؟ بس لا مايهون عليك قلب بنت الناس وزعلها ، ليش مو الأقربون أولى بالمعروف ياقيس، أنا بنت خالك وحبيبتك
قيس ينظر إليها بضيق ، ثواني معدودة حتى أبعدها عنه برفق
: صح كلامك ، الأقربون أولى بالمعروف ، ولين زوجتي غلا
مسح على رأسها بينما هي تنظر له بصدمة
أخرجها من الغرفة وأغلق الباب من خلفه ، إستند عليه بضيق ورفع رأسه وأطلق تنهيدة عميقة
بينما هي واقفة مصدومة ، لماذا لا يفكر بشعورها، ولا يفكر بحبهما لبعضهما منذ زمن طويل
أغلقت الباب بالمفتاح بغضب ورمت المفاتيح من الدرج بغضب
###

أم فهد : ترا اللحين مفروض أخوكم يدخل مرام روحي شيكي عليه إذا جاهز بنصعد عشان نزفه،وغادة شيكي على العروس وأهلها وخليهم يخبرون إن المعرس راح يدخل
مرام صعدت فوق لغرفة رقم 4
فتحت الباب بس طلع مسكر
قيس إتجه نحو الباب :أيوه؟
مرام : قيس عندك داخل المفتاح
قيس: لا مفروض يكون عند اخـ ..( سكت للحظة مصدوم ، غلا آخر من دخل هذه الغرفة)
مرام : عند مين ؟
قيس بتردد: أخت لين
مرام: إف طيب بنزل أشيك

مرام تتجه نحو ليلى : إف مدري يعني ليش أمي ماتقول لي من البداية إن المفاتيح عند ليلى ، ليلى حبيبتي ممكن تعطيني مفتاح رقم 4 عشان نطلع قيس
ليلى تقبض حاجبيها : المفتاح عند بنت خالك غلا
مرام بإستغراب: شدخل بنت خالي ليش يكون عندها المفتاح
ليلى : مدري هي قالت أعطيني إياه عشان شنطة أو شي كذا
مرام إتجهت ناحية غلا لتسألها عن المفتاح فتجيبها : إلا رجعته في شنطة ليلى الصغيرة
مرام عادت مرة أخرى لليلى لتخبرها بذلك
ليلى بنفاذ صبر: أي شنطة ماشفت شي في شنطتي أنا متأكدة إن المفاتيح موفيها
ام لين بغضب: وانا صار لي سنة أردح فوق راسك أقولك لا يضيعون المفاتيح وأمانة عندك اللحين فشلتينا كذا وأحرجتي اختك وهي تنتظر
ليلى بتوتر أحمرت وجنتاها : والله العظيم مو موجودين في شنطتي

ام فهد : معليش صلي على النبي أكيد طاحوا من الشنطة في مكان اللحين نشوفهم ونفتح الباب
خل يحطون شيء ويجلسون العروس صار لها سنة واقفة تنتظره

واقفة بإحراج مرتدية طرحتها على وجهها ، تقبض بيديها على باقتها بقلق ، لقد أذيع إن العريس سوف يدخل في لحظات ، النساء مُرتدين عبايتهن ويتهامسن حول أمر العريس، تريد لو تُشق الأرض وتبتلعها ، لا تعلم ماذا تفعل ، واقفة بتوتر عند نفس النقطة ، تشعر بالبلهِ والتوتر
غزل تتجه نحوها لتخبرها بأن قيس سوف يتأخر قليلاً
لين بهمس : فشلة أجلس بعد ماوقفت والكل لبسو ومفروض يدخل
غزل: معليش والله شوي وبيجي
لين : ماراح أجلس ، فشلة

في الجهة الأخرى تضحك بمكر "(عساهم عمرهم ولا لقو المفتاح )
###
غادة تطرق الباب على أخيها : قيس تعرف مين أخر شخص دخل الغرفة ؟
قيس بكذب:آممم إنتي ومرام وأمي بس
غادة أستغفرالله ، بشوف إذا أحد عنده مفاتيح إحتياطية أو شيء
قيس يبلع ريقه وفي باله (الله يهديك غلا شسويتي ، وقت حركات الطيش اللحين ، كذا تنتقمين)
###
غادة بغضب: شهالغباء معقولة قاعة شكبرها محد عنده مفاتيح إحتياطية
ليلى : ماكانت موجودة في الشنطة متأكدة
غادة بغضب: إنتِ سكتي ، مفروض المفاتيح ماتنحط في يد بزرة مثلك
ليلى تنظر لها بصدمة ووجنتيها حمراوتان ، أم فهد تردف غاضبة: غادة عن قلة الأدب ، الكل يستخدم المفاتيح والبنت مشغلوة بعرس أختها الوحيدة شتبين منها ، كان من البداية فزعتي وأخذتي المفاتيح
مرام : صلوا على النبي مو وقت هواش اللحين ، إن شاء الله نحصلهم
غزل تنظر ناحية إحدى أوعية النباتات الكبيرة التي تٌزين جانبين الدرج : المفاتيح !
تلتقطهم من تُربة النبتة وتشير إليهم بهم
ليلى بصدمة : شجابهم هنا ؟
غادة : بسرعة بسرعة مرام أمي خل نصعد
###
يُفكر بألف فكرة وفكرة ، مالذي سوف يفعله إن كانت المفاتيح عند غلا وترفض إعطائهن إياهم
قطع حبل تفكيره صوت الباب
غادة : كلوولولوولولولوش ، ماورى علينا ، يلا
تدخل أمه تقبله وتبكي فرحاً ، تبارك له وتغني عليه ، عريساً يغدو الليلة
أختيه تصفقان فرحتان ويضحكان فرحاً
ماهذا الشعور ، لماذا كان يشعر بقليل من السعادة لضياع المفتاح، مع توتر شديد في نفس الوقت ، يشعر كأن رُبع روحه عادت بضياع المفتاح، وخروجها بلقائه

يخطو خطواته ناحيتها ، يشعر بالثقل ، لا يستطيع أن يكون سريعاً
بينما هي الأخرى تعود نبضاتها لقلبها ، بعد أن فقدت الأمل بأن قيس سوف يُزف لها
مُحمرة الوجنتين تنظر إلى الأرض تارة وإليه تارتين
بينما هو فنظراته عالقة في الهواء واللامكان ، يريد تقطيع قلبه حتى لا يشعر بهذا الشعور
وصل ... إليها ، يستطيع أن يشم عبق رائحتها ، فهي أمامه تماماً ، صوت أمه تهمس في إذنه تأمره برفع الطرحة عن وجهها
يستيقظ من تراهات عقله وأفكاره ، يرفع الطرحة بهدوء ، لا يعرف شكلها ، لم يراها من قبل ، لم يحادثها ، لما يتزوج شخص كهذه
تبتسم إليه بخجل ، مع ذلك تنظر إليه بجرأة أيضاً
ينظر لها بجمود ، عيناه تبحر في دماغه ، وليس فيها ، يُقبل جبينها ببرود
بالكاد تمس شفاهه جلدها ، تلاشت إبتسامتها تدريجياً
وقف بجانبها ، ألتقطت لهم بعض الصور ، الكل ها هنا وهناك يضحكون مستمتعين فرحين ، بينما هو كالتائه في عٌمق ألمه
نظر إلى الضيوف باحثاً عن ملاكه المرتدية الأبيض ، سُرعان ما وجدها ، كانت جالسة في أوائل الطاولات ، تنظر إليه بحرقة
أمعن النظر فيها ، كأنه يودعها ، يودع شعرها الأحمر الذي إعتاد رؤيته ، يودع دلالها وحماقتها ، ولكنه لا يستطيع توديع حُبه لها.
يقطع تفكيره صوتُ أنثوي بجانبه : مبروك
قيس وهو يركز نظره على ليلاه: الله يارك فيك
لين: شكلك تعبان من لوية العرس
قيس مردداً كلامها : تعبان
لين تشعر بالضيق، ماباله لا ينظر ناحيتي، لا يحدثني حتى أحادثه، تقنع نفسها بأنه خجول من دخوله على هذا الكم من النساء
غلا في الجهة الأخرى تحرك شفاتها بكلمة (أحبك ) لقيس
فينظر للأسفل بقهر وضيق
(أنا ليش غبي كذا ، ليش فرطتها من بين إيدي ، عشان مبادئي طز في مبادئي ، أنا دست على قلبي وقلبها عشان الغريبة ، شفيني أنا ماعرف أفكر ، آخ بس لو صار كل شي قبل ماتقدم للين )

بينما ليلى ترفع نظارتها بمستوى عيناها وهي تحاول إلتقاط صور لأختها بكاميرتها الخاصة ، تنظر من الزاوية الأخرى نحو غلا ، مابال هذه المجنونة ، هل فعلاً وضعت المفاتيح في حقيبتي ، إذا ذلك صحيح ، فمن الذي وضعهم في تُربة النبتات؟
###
بعد إنتهاء حفلة الزفاف

وضعوا أغراضهن في حقيبة سيارة يعقوب
مرام : إف غادة حاملة عفشك كله ، حطي أغراضك بنفسك تعبت وأنا لابسة هالطابوق تحت رجلي
غادة : إف طيب خلاص طمي حلقك وأدخلي أصلا مفروض ولد خالتك يحرك نفسه ويقوم يشيل عني أغراضي
مرام : موب فاضي لك أمي جالسة تهذر فوق راسه عن الأحداث، (تلتف للنهاية الأخرى)شوفي مين هنا بعد
وأرتجلت إلى داخل السيارة
غادة تنظر إليه وفي نفس الوقت أم جراح تصرخ بإسمها : مع السلامة حبيبتي غادة تصبحين على خير
غادة تبتسم لها بهدوء وهي تنظر نحو جراح
جراح يغلق باب جهة والدته وهو ينظر لها ، تبدو جميلة كعادتها
تبادلا النظرات لثواني ، دون ان يزيح كل منهما ناظريه عن الآخر
حتى قاطعهما هرن سيارة يعقوب ، أشاحت بوجهها عنه لترتجل داخل السيارة بسرعة
وهو أيضا دخل بسرعة كأنه لم يسترق النظر طول المدة التي إستطاع بها فعل ذلك.
أم جراح : والله الله يكرمهم عائلة محترمة طول عمرهم ، لا تفرط بصديقك ريان ، تراك ماتحصل مثله ولا مثل عيلته
يهز رأسه جراح لأمه ولكن عقله ليس معها تماماً
أم جراح : والله لو شفت كيف غادة جات ليي عشان تحوفني وتوديني عند الطاولة ، وكيف رحبت فيني ، والله إنها طيبة وخوش بنت
جراح إكتفى بالصمت
أم جراح : شفيك ياكون إنت نعسان وأنا معورة راسك بهالهذرة والسوالف ؟
جراح : لا شدعوة يمه سولفيلي زي ماتبين ، شسوت بعد غادة ؟
أم جراح : والله وجابت لي من هالكيك وهالضيافة ، وأصرت علي إن تحط ليه من البوفيه عشا ، تقول خلك جالسة وأنا أجيب لك الي تبين
جراح يحاول إخفاء إبتسامته : بس غادة مو معروف عنها أخلاقها كذا
أم جراح بإستنكار : شتقول إنت ، والله إنها حسنة الخلق والخُلق ، طيبة وجميلة وتعرف تتكلم
وإستمرت أحاديثها لإبنها عن كل التفاصيل ، لم يفرح قلبه بأحاديث ما بعد الزفاف كالليلة ، يود لو يطول المشوار أكثر حتى تحدثه أمه أكثر وأكثر عنها.
###
تنظر إليه وكأنه لغز ، لم يتحدث منذ أن دخلنا الشقة ،نزعت فستان الزفاف ولم يأبه ، لم يمتدحني ولم يتكلم عن أي شيْ ، الجملة الوحيدة التي قالها كان تساؤلاً إن كنت جائعة أم لا ،أما الآن فهو يرتدي ثياب النوم ويعبث في حقيبته
لين وهي ترمي القطن التي إستخدمته في إزالة مكياجها: شفيك ؟
قيس بدون أن ينظر إليها تمتم :هم؟
لين تتابع وهي تربط شعرها على شكل ذيل حصان :شفيك هادئ؟
قيس وهو مازال يعبث بأغراضه: آه بس تعبان من الحفلة وكل هالأمور
لين بتردد: ترا الشرع يحلل لك غنك تناظرني وإنت تتكلم
قيس توقف عن الحراك ، لف وجهه ناحيتها ونظر إليها ، كانت مرتدية بجامة حريرية وردية اللون ، بدون مساحيق تجميل، رافعة شعرها الأسود على هيئة حصان ، يبدو على وجهها الغضب: أعذريني تعبان
أخذ وأخيراً فرشاة أسنانه ومعجونه ودخل الحمام ، جلست على جهة من السرير بغيظ ووضعت الخطاء على ساقيها
عندما خرج من الحمام توقف ينظر ناحية السرير وناحية الباب المفتوح ينظر إلى أريكة الصالة
متردداً
تنظر إليه منتظرة تفسيراً حركاته
إقترب ناحية السرير ، أخذ وسادته وإتجه نحو الصالة
لين اوقفته بنبرة غضب وحيرة في نفس الوقت: تمزح صح ؟
قيس أدار وجهه قليلاً دون أن يدير جسمه ناحيتها ، أردف بهدوء: أعتذر، ظهري يعورني راح أنام على الكنب
وأغلق الباب وراءه ، تنظر هي نحو الباب بإستغراب، لا تكاد تصدق مارأته أو سمعته ، إذا هاذي البداية وياك ياقيس .... وش بيصير بعدين ؟

يُتبع في الجزء القادم



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 28-05-19, 04:45 PM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الجـــزء السابــع


"إنك لا تستطيع الرقص مع الشياطين وتسأل في أثناء ذلك عن سبب بقائك في الجحيم."




صوت مكينة إعداد القهوة هو الصوت الوحيد الذي يصدر في المكان، عيناها المُرهقتان من إضطراب نومها بالأمس مُرتكزة على قطرات القهوة التي تسقط في الكُوبِ فيعانقها،ما حدثَ بالأمس كابوساً، وبعض الكوابيس يجب إيجاد تفسيرها
تنظر ناحيته ، لم يستيقظ حتى الآن ، لم ييقظه صوت آلة إعداد القهوة ولا تضارب الكوؤس مع بعضها
سحبت كُرسياً لتجلس عليه وتضع كوب قهوتها على طاولة الطعام أمامها ، تنهدت بعمق من الضيق الذي يقطن بداخلها
إستيقظ بإنزعاج ، إتسعت عيناها بإستغراب ، لم يستيقظ من إزعاج تحضيري للقهوة ، لكن تنهيدتي أيقظته؟!
إعتدل في جلسته وتنهد هو الآخر أيضاً، نظر نحوها
جالسة في المطبخ المفتوح على الصالة ، بين يديها كوب من القهوة وتنظر إليه وفي عينيها ألف سؤال
لين بهدوء: إذا خلصت صلاة وكل شيء ممكن تجلس أبغى أكلمك شوي
قيس: صليت قبل لا أنام ، بقوم أغسل وجهي وأجيك
لين بداخلها : "معناها هو الآخر لم ينم جيداً، يبدو إن هناك مصيبة تنتظرك يالين "
بعدما إنتهى قيس ، توجه نحو الطاولة ساحباٌ الكرسي وجالساً أمامها كالمعتقل
نظر إليها ببرود: أنا أدري إن عندك ألف سؤال وسؤال ، بس إذا ممكن أنا راح أقولك كل شيء فكرت فيه قبل ما أنام ، أولاً انا آسف ، ثانياُ أنا بعترف لك ليش تصرفاتي غريبة الأمس ، أنا أحب بنت ... من زمان ، ولما شفتها قبل العرس بمدة قصيرة ، تجدد الشعور
لين تنظر إليه متسعة الحدقتين ، ضاغطة بيداها على الكوب ، غير واعية لما يقول ، أو واعية تماماً لذلك الخوف من ماهي مُقبلة عليه يسري في عروقها
لحظة من الصمت
قطعها صوت لين الهادئ : سؤال واحد بس
قيس ينظر إليها متسائلاً
لين بنفس النبرة: ليش تزوجتني؟
قيس:عشان ماكان باقي على زواجنا شيء، وين بتودين وجهك إذا تركك العريس قبل عرسك بكم يوم
لين بغضب وقفت بسرعة غير مهتمة بكرسيها الذي سقط على الأرض: لا والله؟! ومافكرت وين بودي وجهي إذا تطلقت؟ ولا إنت تفكر أبوي راح يرحب فيني وبيهلل يوم يشوفني راجعة لبيته مطلقة؟
قيس : لين ممكن تهدئي شوي وتجلسين ؟ أنا ما كملت كلامي، إن شاء الله بعد ما نخلص نقاشنا نكون إثنينا راضين
لين بغضب :قيس إتكلم بجدية لو سمحت ،أي رضا الي بنحصله بعد إعترافك العجيب هذا ، تخيل نفسك مكاني ،لو جيت لك صباح مابعد الزواج وقلت لك والله آسفة انا أحب غيرك وش بيكون تصرفك ؟ بيكون مالك حق إن تعصب ؟
قيس أشاح بنظرهه بعيداً عنها ،صامتاً للحظات: صح ، أنا أعرف إن أي شيء راح أقوله اللحين وأي أعذار بتكون واهية (نظر إليها) لكن أي شيء قلته وراح أقوله اللحين أنا صريح فيه تماماً .. أنا أدري إن كلمة آسف ماتصلح ولا تجمل أي شيء أقوله لكن يتوجب علي أقولها ، أنا حبيت البنت من سنين طويلة وبعدها (أطلق زفير مسموع) إعتبرناه حُب مراهقة ومشى كل منا في طريقه، بعد العرس بكم يوم تصادفنا وإكتشفنا إن الشعور بعده في القلب ، وصار كل الموضوع بين إيدي اللحين ، أنا أخترتك مع إني ما عرف كل شيء عنك ولا اعرف شيء عن شخصيتك لأن أبوكِ مارضى نتعرف قبل الزواج أو أي شيء من هذا القبيل ، لكني أنا اخترتك عنها لأسباب واقعية .. في النهاية أحنا مو في عالم وردي .. إذا تركتك قبل زواجنا بشوي ،إيش تتوقعين الناس بيفكرون ؟ قطعاً شيء سيء عنا أو عني أو عنك ، بالإضافة إنك بتتحطمين ، أبيكِ تفهميني أنا مو قاعد أبين نفسي إنسان جيد وهالكلام ، أنا أصلاً مادري إذا قراري صح أو لا ، أنا في النهاية بشر والبشر مايعرف القدر ، ولا أعرف إذا كان إختياري فعلاً مناسب لكلانا ، أو أناني وأنا كنت أظن إن القرار الثاني أناني ، لكن إسمحي لي إن أقول لك كل شيء بصراحة ، وصح إني إخترت البداية والقرار لوحدي .......لكن نقدر نقرر النهاية سوا
واقفة على حالها تنصت إليه، تشعر بقلبها تتمزق احشائه ، مهدئتاً نفسها ، محاولة التحكم بأعصابها ، لا تريد أن تسقط دموعها ، لا تريده أن يعتقدها ضعيفة ..
إنحنت لتأخذ الكرسي الذي أسقطته سابقاً على الأرض، جلست عليه وهي تشبك يديها ببعض حتى توقف إرتجافها وتنظر إلى قيس بوجه المقامر كما يقولون ، بتعابير جامدة : قول إلي في بالك
قيس نظر إليها وأومأ رأسه بالإيجاب ، عقد يديه هو الآخر واضعاً إياهما على الطاولة ، بهدوء:تبين تطلقين أو لا؟
لين صمتت للحظات : مثل ما أنت قلت كل شيء بصراحة ، أنا راح أقولك الصراحة ، أنا مو ميتة عليك ولكن أبوي مو من النوع إلي بيكون عادي عنده إن تكون بنته مطلقة ، وفي نفس الوقت .. أنا أستاهل شخص أحسن منك.
قيس : لذلك ...؟
لين : لذلك ما أدري
قيس: لذلك أنا أقترح.. مدة أربع شهور ، بعدها إنتي تقررين تبين تطلقين أو لا، وأنا راح أتزوجها
لين ضحكت بإستهزاء : قيس أنا مستحيل أتحمل إني أكون المزهرية تبعك ، إلي موجودة عندك بس عشانها خايفة من ردة فعل أبوها على طلاقها ، أنا في النهاية صغيرة وأبي أعيش حياتي الي أستحقها
قيس صمت قليلاً ثم أردف : عندي خطة
لين تنظر إليه بتساؤل
قيس: أنا عصبي ، اتنرفز بسرعة .. أوصل لمرحلة إني أضربك
لين تقطب حاجبيها بصدمة
قيس: هذا عند أهلك ، عند اهلي.. مابيننا توافق فِكري ، دايماً نختلف دايماً مانفهم على بعضنا وقليل نتنازل لبعض ، علاقتنا مشوشة ومضطربة .. كذا لا نزعل أبوكِ ولا نزعل أمي
لين رفعت حاجبيها وتومأ بالإيجاب ، لقد فهمت مايقصده ، سوف تكون لديهما أدوار تمثيلية مختلفة في كلا الجهتين ، بشخصيتيهما عند أهلها .. سيكون هناك عذراً لها لطلاقها منه ، بشخصيتهما عند اهله .. سيكون هناك فقط سوء تفاهم بينهما لذلك لن يكون هناك شخص جيد أو سيء ، حتى لا تتشوه صورتها عند أي جهة بعد الطلاق ، اما هو ففي النهاية هُناك من يريدها وتريده فلن يتأثر بالطلاق بأي دور سوف يمثله
لين : أوكِ ، لكن لازم تكون فيه بنود
قيس: حقِك
لين : أولاَ ، ماراح تلمسني أبداً ،أنا بنام في الغرفة وإنت في الصالة تماماً مثل ماسويت بالأمس
قيس: موافق ، وأنا عندي بند ، مع أي شخصيات خارج إيطار أهالينا راح نكون ازواج طبيعين مع بعضهم
لين : أوافق ، ماراح تتحكم في طلعاتي ولا لبسي ولا أي شيء كزوج وأعمال المنزل أحنا الإثنين مسؤولين عنها
قيس:موافق
لين مكملة:ليلى أختي خطي الأحمر متى ماجت متى مارحت لها ماتدخل
قيس: أكيد أصلا هذا يندرج تحت آخر بند قلتيه، وصح أنا أكيد راح أنفق عليكٍ خاصة مثل ما انا أعرف إنك طالبة ، خلصت بنودك؟
لين أومأت بالإيجاب
قيس : أوك بند واحد أنا عند اهلك سيء عندنا بيننا سوء فهم ، بند 2 ماراح يكون بينا شيء ، بند 3 في الخارج أحنا أزواج طبيعين ، بند 4 ماراح نتحكم ببعض وبنتشارك أمور البيت مع بعض والبند الأخير أختك
ديل ؟
لين تنهدت بعمق : أها
قيس مد يديه مصافحاً إياها ، فمدت الأخرى يديها مُعلنين إتفاقهما ، شُكلت العلاقة وبُنيت على بنود ، بمدة مقدارها أربع شهور ، أربع أشهر بتمثيل عِدة شخصيات مُختلفة عند ظروف مختلفة
###
ريان: وهاذي كل السالفة ، وهو اللحين يبي يرجع لنا القيمة بإنه يشتغل سايق عندنا
أم فهد : آه ، بصراحة مادري وش تبغاني أقولك ياريان ، في النهاية هو رجال ذو مبادئ وماراح يوافق برفضك عرضه ، وفي نفس الوقت أنا فاهمة عليك ليه تبي ترفض
ريان : أنا قلت أقولك لأنك في النهاية ربة البيت و .. أنا محتار
أم فهد: ريان حبيبي أنا فاهمة مخاوفك بس بصراحة في نفس الوقت هو صديقك وأنت واثق فيه
ريان : إيه انا واثق فيه .. (سكت قليلاً ثم أكمل) لكن في حالته الطبيعية ، زائد انا ماثق ببنتك الغبية كيف بتنرفزه وبتطفش عيشته ، وهو في النهاية عنده إضطراب غضب إذا جته النوبة ماراح ينتبه لشيء
أم فهد بصرامة:ريان ... ولدي حبيبي ، مابيك كذا .. صحيح إنت خايف من صديقك بس في النهاية هو صديق عمرك ، ما أبيك تصير كذا معاه .. إنت مفروض توقف معاه ، الله يعلم الحياة العصيبة والظروف الا مر فيه الرجال، ترا الصديق يبين معدنه اللحين ، الواحد وش يبي من الدنيا غير شخص واحد على الأقل يتقبله بكل حالاته ..ويعطيه فرص للتحسن والتغيير، فاهم علي يا عين أمك؟
ريان وهو ينظر للأسفل : فاهم عليك ، بس مثـ....
قاطعهما دخولها : ما شاء الله شفيكم تتهامسون ومن دخلت عم الصمت ، شعندهم الإف بي آي متكتمين على حديثهم
ريان تأفف: أستغفرالله كِملت ، والله مانبي الجاسوس يعرف خططنا
غادة :أفااا،شدعوة ألسنا منكم وفيكم... على فكرة عندي مشوار اللحين تقدرتوديني
ريان :بلطي بحر
ام فهد : غـادة إن شاء الله راح يكون عندنا سائق خاص
غادة إبتسمت : أوه صح ماما.. ريان عطني رقم جراح عشان يوصلني مشواري
ريان بغضب : يعني كنتي تتنصتين؟
غادة ضحكت بمكر: إيه شفيك معصب ، تخاف أقول لجراح إنك خايف منه
ريان يسحبها من عبائتها : غــــادة إنتبهي للي تقولينه
ام فهد : ريان إترك أختك ، وإنتِ إحترمي الرجال تراه جاي يأدي دينه وبيتوكل ياويلك إذا قليتي أدبك عليه
غادة وهي تبعد يدي ريان عنها :لا خليه خليه ، أخذ العدوى من صديقه المريض
ريان بغضب صرخ في وجهها : غادة والله العظيم لو إنت مو بنت كسرت عظامك
أم فهد : ريـــان
ريان : يمه إسمعي بنتك شتقول ترا مصختها ، ليش لازم نسكت لها ونتحمل قلة أدبها (أشار بإصبعه السبابة نحو جبين غادة) ترا أنا مو ساكت لها إلا عشانها بنت وعشان خوفك على مشاعرها ، بس ترا آنسة غادة كلنا مرينا بظروفك والي توفى أبونا كلنا يعني مو لازم نتحملك ونتحمل نفسيتك
أم فهد : ريااااان مو قلت لك لا تفتح هالموضووووووع ألف مرة
غادة أبعدت إصبعه بغضب :مو محتاجة شفقتك وتعاملك اللطيف معي ، الله وتعاملك الي ذالنا عليه تراكم من جيت كل واحد يتكلم من طرف خشمه وقالب نفسيته علي لا تستشرف علي اللحين
أم فهد قامت من على الأريكة لتفكون بينهما : ترا طفشت منكم ، التوائم كذا يتعاملون مع بعض ؟
ريان : هاذي قلـ...
أم فهد بنظرة غضب وإسكات : ريان كلمة زيادة والله أغضب عليك
أدارت بوجهها لغادة : وإنتِ إحترمي أخوانك عشان يحترمونك ولا إنتِ بعد تستشرفين عليهم تراكِ إنت قطعتيهم ولازم تتحمليهم اللحين ، و لا يجيني خبر إنك أذيتي جراح وقللتي من إحترامه ، واطلعي مشوارك اللحين وفكينا من شرك شوي و وقت الغذاء تكونين في البيت قيس ولين راح يتغذون معنا اليوم التأخير ممنوع
غادة : أ...
قاطعتها أم فهد : ولا كلمة زيادة يلا مع السلامة
أنزلت نظارتها الشمسية لتكون على عيناها قابضة يديها على حقيبتها وتمشي بغضب نحو الباب
أم فهد تجلس على الأريكة : الناس لا كبروا يرتاحون من هواش أولادهم وأنتم العكس، كل ماتكبرون تتعبوني أكثر وأكثر
###
تتصل إليه وهي غاضبة ، أخذت رقمه من تلك المرة التي أقلها عبر تطبيق كريم ،ليرد عند إتصالها الرابع
غادة بغضب: هيي كومااار سلامات أتصل لك ثلاث مرات ماترد عليي ، أبي أروح مشوار اللحين ضروري
جراح ببرود: أولاً إسمي جراح لكن ماعليكِ عتب كل شخص يتكلم بمستوى عقليته ، ثانياً ريان مارد علي لا بإيجاب ولا برفض عن وظيفتي
غادة إستفزها برود ورد جراح:ولما أقولك تعال ودني مشوار وش تفهم من كلامي ؟ لهدرجة عقليتك صغيرة مثل الـ...
قطع الإتصال مما جعلها تغضب أكثر، أضاء هاتفها النقال برسالة اللحين جايك، لا تكثرين حكي، إكتفي بإنك ترسلين لي مسج ،مايحتاج إتصال وأضطر أسمع صوتك)
غادة بغضب: ويييييييييييييييييييع مستفز وييييع وييييع ، مايحتاج إتصال عشان نننن وويييعع غبي يحصل لك تسمع صوتي ياحشرة ، بس أوك هين تستاهل كل إستفزاز جايك
###
وصل بعد عدة دقائق، منزله لا يبعد عن منزلها شيئاً
إقتربت تفتح باب السيارة بغضب، لا يُفتح ، بداخلها: إف صح هذا بابه خربان مثل عقليته ، طرقت نافذته بقوة
نظر إليها ببرود نظرة إستفزتها كُلياً
أشارت إليه بأن يفتح النافذة
أشار إليها بالباب الثاني
غادة ضربت زجاجته بطريقة أقوى وهي تشير له بفتح النافذة
أنزل جراح نافذته ببرود قاتل وببطأ شديد
غادة ونافذة جراح لم تفتح كٌلياً: إفففف جرااااح خلصني إفتح النافذة كلها شهالحركات ، قوم إفتح بابك المعفن هذا
جراح ببرود بعد أن أكمل فتح نافذته : أنا أشرت لك إن تروحين الباب الثاني ، بس مسكينة مخك تعبان ، فاهم فاهم
غادة : جراح لا تستفزني لا تخليني أطلع كل عصبيتي عليك
جراح برود : أوبس.....خفت
غادة بغضب وصٌراخ: قوووم أفتح بابك الزفت هذا وقول لأمي تدبر لك سيارة غير عن هالخردة الي عندك هاذي ، مستواك في التراب مادياُ وأخلاقياً مو مضطرة أركب معاك في سيارتك الويع والخايسة والخرددددة هاذي عشانك تبي تدفع دينك بإنك تكون خدام عندنا وأتحمل غبائك ومستواك انا
فتح بابه بسرعة فضربها ببابه هو يقترب لها وهو ثائر من الغضب، وهي تنظر إليه بعيون مضطربة من الخوف
جراح أمسها بكتفها : مستوايي وفقري الي مو عاجبك ياغادة يابنت الأصول أحسن وأرقى من فقرك الأخلاقي(وشد على الكلمة ) أوكيه ؟ أنا هنا إذا جيت أسد دين ماطلبته أصلا منك ولا طلبت إنك تدفعي لذاك الحمار ولا ريال وبالنسبة لي أدخل السجن أشرف من مقابل وجهك هنا فهذا فقط عشاني ما أرضى أكون مديون لوحدة مثلك وبقذارة شخصيتك
فتح بابها ورماها بداخل السيارة ، وقبل أن يغلق بابها : إنتبهي لأسلوبك معي لا أوريك الويع مضبوط
أقفل الباب وأرتجل سيارته
غادة وهي تمسك كتفها بألم ، صرخت بغضب: إنت يامتوحش ما أسمح لك تضرني والله بقول لأمي وبتشوف شغلك ماعندك أي ذرة رجولة تفرض عضلاتك على بنت
جراح بإستنكار وهو يقود: سكتي سكتي بس كرمينا بسكوتك ومابي أسمع صوتك ، روحي إشتكي لمامتك وراح أقول لها وش قلتي لي بالضبط ، بالعكس ممكن تربيكِ وتأدبك
غادة : إنت ح ق ي ر ، لو إني خليتك تتعفن في السجن أحسن ، مفروض أخليك في السجون والأماكن الزبالة الي تناسب الوحوش مثلك ، بس أنا فكرت في أمك المسكينة شتسوي بدونك
تجاهلها لا يريد أن يغضب مجدداً
اكملت لتثير غضبه : بس والله المفروض إني أخليك تدخل السجن والفلوس أعطيها أمك تدبر نفسها فيهم الوحوش أمثالك مفروض يكونون في السجن وأصلاً مفروض اخاف على أمك منك ، ماتدري ذاك الشبل من ذاك الأسد
جراح أوقف سيارته بسرعة مما سبب إرتطامها بالكرسي أمامها وصرخ بغضب وهو يضرب دريكسون السيارة : غــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــادة!!!!
خرج من السيارة وهو ثائر من الغضب ، وجهه أحمر عروقه برزت وعيناه تخرجان شراراً
تراه يمشي غاضباً ويركل القمامة التي أمامه لتسقط أرضاً من قوة ركلته ، يتقدم للسيارته لايريد إخراج غادة ولكمها ، لكم زجاج نافذته بغضب حتى تهمشت وتحولت إلى قطع صغيرة
شهقت غادة بخوف " هذا تحول ، بسم الله الرحمن الرحيم "
تنظر إليه خائفة من كل خطوة يفعلها ، تراه ينظر نحو يداه ، إنها مملوءة بدمائه
تحاول فتح الباب الآخر ، لكنه لا يٌفتح بقوتها لانه معطل
ذهب إلى الأمام وفتحت الباب لتخرج إليه :يدك كلها دم!!
جراح ثائراً من الغضب ، ماسكاً يديه التي تٌقطر دماً ، راصاُ على أسنانه لكي لا يظهر غضبه عليها : إنقلعي بيتكم مامشينا عنه شيء
غادة : شفيك إنت ماتشوف نفسك
جراح : غادة لا تنرفزيني اكثر إنقلعي عن وجهي خلاص .. آخخخ
قاطع كلامه آلمه من يداه
غادة تبعد يداه السليمة عن يداه المجروحة ليبعد يداها عنه : جراح مو وقت حركاتك اللحين ترا يدك...
صمتت وهي تنظر نحو يداه ، المظهر الآن مكتمل أمامها ، عقلها يصور لها ذكرياتها سريعاً ، تشعر بتقلب في معدتها ، تقلب عينيها مشمئزة .. تبتعد عن جراح قليلاً
جراح بخوف:غادة؟!
تسقط على ركبتها لتتقيأ كل مابجوفها
جراح ينظر إليها خائفاً قلقاً
سمع شهقات بكائها وهي تتقيأ بتقطع
جلس على ركبتيه خلفها هو الآخر ماسكاً بيداه السليمة كتفها محاولاً تهدئتها : معليش ، معليش .. لا تخافي غادة
تتابع تقيأ جوفها إن إستطعنا القول ، لم تتناول شيئاً منذ إستيقاظها
جراح يمسح على كتفها يهدئها : خلاص اللحين بتخلصين ، مو مشكلة مو مشكلة الحين بتوقفين تقيأ ، هدي .. هدي
توقفت عن التقيأ ، إستمرت بالبكاء وهي مغمضة عينيها
جراح وقف مُسرعاً يفتح باب سيارته غير آبه بالزجاج الذي إنتثر على الأرض بسبب لكمه لزجاجته ، يأخذ مناديلاً وينفضها ليتأكد إنها لم تتأثر بالزجاج
يذهب متجهاً لغادة ، ماسحاً فمها وهي تحاول الإبتعاد
وضع ذراعيها تحت إبطيها ليستطيع حملها مع يده المجروحة
وهو يمضي نحو منزلها الذي لم يتحرك عنه شيئاً يُذكر ، توقف عند عتبة منزلها ليجلسها عليها ، جلس على ركبتيه امامها وهو يخفي يداه المجروحة خلف ظهره حتى لا تراها ، مع إن ثوبه وعبائتها إتسخا بدمه
مهدئاً إياها وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه : خلص كل شيء لا تخافين ، هششش لا تخافين إنتِ اللحين في بيتكم أمك داخل تنتظرك ، أنا هنا لا تخافين
ماسحاً دموعها : فهد قيس ريان مرام يعقوب أمك أنا كلنا هنا ، مافي شيء تخافين منه اللحين
غادة تبلع ريقها بعد أن هدأت قليلاً ، بصوت مبحوح : جيب يدك أضمدها لك
جراح ضاحكاً بخفة لتلطيف الجو :اللحين تسوين دكتورة علي ، إنت ماتقدرين تشوفينه ، خلاص أنا بهتم فيها إنتِ إدخلي داخل
غادة : بلا غباء تخلي يدك كذا تخر دم
جراح ماسكاً إياها بيده السليمة ليجعلها تقف وهو مازال واضعاً يده المجروحة خلف ظهره حتى لا تراها : يلا إدخلي ، أنا بيتنا مايبعد شيء عن هنا بروح وبدبر نفسي
الباب لم يكن مغلقاً بالمفتاح ، فتح لها الباب وأدخلها غير مستمع لما تقول ، أغلق الباب وراءه ليتنهد تنهيدة عميقة ... عميقة جداً.
###
واضعتاً لها أحمر الشفاه باللون الأحمر وتنظر لنفسها بالمرآة
واضعاً هاتفه النقال جانباً: ماتحسي نفسك أوفر؟
غزل تنظر إليه عبر المرآة ، بردِ طبيعي: أوك راح أمسحه
رافعاً حاجبه مستغرباً: غريبة علطول قلتي اوك بشيله
غزل: مروقة ومالي خلق نقاش ومايحتاج أتهاوش مع حبيبي عشانه بس مايحب الروج الأحمر (وابتسمت له عبر المرآة)
فهد يغير الموضوع:غيري عباتك مو عاجبتني
غزل تلتف بإتجاهه : آمر وتدلل
فهد :لا تتعطرين بعطرك الأسود بزيادة قوية ريحته على غذاء مُعتاد في بيتنا
غزل : إن شاء الله
فهد رافعاً حاجبه : لا تنزلين بكعب
غزل: الي تبيه
فهد : ارمي جوالك واكسريه
غزل: ان شاء الله
فهد: تستعبطين؟
غزل:أقدر أسألك نفس السؤال ، إنت شفيك ؟
فهد ينظر إليها ببرود
غزل:ليش أحسك تتعمد تنرفزني ؟ قلت لك أوك بمسح الروج ظليت تدور أي حجة ثانية عشان تنرفزني بيها ولما ماتنرفزت إستمريت تحاول تنرفزني بكل الطرق
فهد يقف يرتب السرير يتحاشى النظر نحو غزل : يتراوالك ، مدري متى بتفهمي إني شخصية مسيطرة ومايعجبني العجب
غزل : لأنك مو كذا
فهد أستفز: على كيفك؟
غزل: لأنك ماكنت كذا
فهد:ترا عادي شخصيات البشر تتغير
غزل: إيه عادي بس أنا متأكدة إنك مو كذا
فهد وهو يقترب نحو غزل لايبعد بين وجهيهما إلا بضعة سانتيميترات،بإصرار:لا تصيرين محللة شخصيات على راسي، أنا تغيرت عجبك ولا ماعجبك
غزل: طيب ؟ أنا قلت مو عاجبني
فهد : إيه أكيد مو عاجبك
غزل: طيب انا بتحملك لأني أحبك
فهد بغضب: إنت شفيكِ بس تبين تستفزيني؟
غزل غضبت ،قضبت جبينها: إنت شفيك بس تبي تكرهني فيك؟ وش مخبي عني فهد
فهد : ولا شيء لا يكون تشكين فيني إنت بعد؟
غزل: بصراحة إي مع محادثتنا هاذي بديت أشك فيك ولا في أحد يبي يكره زوجته فيه غصب ، لا يكون بتتزوج وحدة غيري وقاعد تسوي كذا عشان تبعدني عنك؟
فهد : بلا غباء علي، إذا أبي أتزوج بتزوج مو خايف منك أنا
رامياً عليها حجابها : إمشي بس لا نتأخر على أهلي عشان محادثة سخيفة
غزل ترتدي حجابها وهي تنظر إليه بغضب" هذا وش مخبي عني ، ليش بس يبي يتلف أعصابي ؟!"
###
جالساً على أريكته الرمادية تماماً كقراراته ، ليست أبيضاً ولا أسوداً .. وليست تماماً مختارة بالعقل أو القلب ، يهز قدمه منتظراً إياها وهو ينظر نحو ساعته مراراً وتكراراً
يسمع صوت خطوات حذائها فينظر نحوها
سادلتاً شعرها الأسود الحريري الطويل وراء ظهرها ، مرتديتاً كحل خارجي ليبرز عيناها النجلاء أكثر وأحمر شفاه باللون الوردي الفاتح ، وفستانا أبيضاً تكسوه طبعات الزهور ، عكس تعابير وجهها تماماً التي لا يبدو عليها أي من البهجة
جمالها مغطى بهالة الضيق
قيس واقفاً : ترا أحنا نتغذا كلنا سوا مو لازم فستان لأنك مابتفسخين العباية
تنظر لين نحو عينيه مباشرة ببرود : بند أربعة
قيس إبتسم مستنكراً: لا تخافين مايهمني وش تلبسين ولا هم يحزنون، أنا بس أعطيك خبر عشان لو تبين تاخذين راحتك وتلبسين شيء يريحك (ناظراً لها نحو الأسفل) لأن مثل ماهو واضح إنك تحبين الراحة ، يعني فستان مع جزمة رياضية
لين ناظرتا نحو جزمتها الرياضية ، تقلب عينيها ، تكره ان تلبس الأحذية ذوات الكعب العالي : شُكراً على الخبر ، أنا كذا أرتاح بفستان وجزمة رياضية، ومرة ثانية أذكرك ببند 4
قيس رافعاً حاجبيه : ومرة ثانية أذكرك إن الي قلته تذكير فقط ، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
لين وهي تسبقه واقفتاً عند الباب ترتدي حجابها : أها ، البند يشمل التذكير حتى
قيس: واضح إن التمثيل في بيتكم بيكون سهل جداً
لين تقلب عينيها وبداخلها " يا الله ياربي شقد هذا غثيث ، إف مو طبيعي شقد ملقوف وثقيل دم " ترد عليه: إممم
قيس بداخله " مبين مو بالعتني ، الا يقول أنا اللحين ميت عليها ، تتوكل بس" ، أردف: اليوم نبي نكون طبيعين قدام أهلي ، يعني أزواج لطيفين تعرفين توهم معاريس وكذا
لين وهي تنظر له بإستفزاز: آه ، تقصد مثل ما مفروض ننكون عليه اليوم ؟
قيس أستفز : إيه ، بند رقم واحد باقي عليه شوي ، لما أقولك يبدأ سوء الفهم بنبديه
لين تبتسم بإستنكار: شرايك تعطيني السيناريو الي مفروض أمشي عليه بعد مستر قيس؟
قيس زفر بعمق: مثل ما أنا بمثل الشخص السيء عند أهلك ممكن تتحملين شوي التغير في التمثيلية الي بنسويها عند أهلي
لين تقلب عينيها للمرة الألف وهي تنظر نحو الباب منتهية إرتداء حجابها تماماً، بدون نفس: طيب
قيس: إنتبهي لعينك لا تلزق في السما من كثر ماتقلبينها
لين تضحك بإستهزاء: هه هه هه قاتل الظرافة ماشاء الله عليك
قيس ماسكاً أعصابه :يلا خل نتيسر لبيت اهلي طولنا عليهم



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 28-05-19, 04:47 PM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



في السيارة قبل دخول منزلهم ..

قيس وهو يبعد عنه حزامه الأمان: طيب ، فيه بعض الأشياء الي لازم تنتبهين فيها هنا
لين تنهدت:أيوه يلا أعطيني تفاصيل الشخصية عشان أدخل في الكاركتر
قيس: ممكن تتكلمين بدون إستظراف لدقيقة سيدة لين لو سمحتي
لين وهي تنظر أمامها : الي يقول هاذي العلاقة جدية بكبرها
قيس متجاهلاً لكلامها : أول وأهم نقطة، الوالد الله يرحمه متوفي وهذا الموضوع ممنوع فتحه في بيتنا مطلقاً
لين قطبت حاجبيها بإستغراب وهي ماتزال تنظر نحو الأمام
قيس مكملاً: ثانياً أخوتي ماشاءالله إستفزازين نمبر ألف فأستحمليهم معليش
لين: أوووه مره صدمتني بصراحة ، الواحد مايستغرب بصراحة لما يعرف إنك أخوهم
قيس تنهد متجاهلاً إياها : أيضاً يا ملكة خفة الظل يا سيدة لين ، ممكن يكون معانا يعقوب على السفرة وهذا ولد خالتي يعيش معانا ، مايقدر يتكلم لكنه تراه يقدر يسمع لذلك تقدرين تردين عليه بلسانك إذا فهمتي وش يبي يقول، إنتبهي تحسسيه إنه بيموت وتساعديه ولا تسأليه عن حياته الخاصة أبداً، كل الي في البيت يعرفون للغة الإشارة ماعدا مرت أخوي غزل لكنها تفهم عليه شوي مع العشرة
لين قاطبتاً جبينها مرة أخرى " وش هالعائلة المليانة تحذيرات وغموض "
قيس: يلا ننزل، لا تنسي الي وصيتك عليه
عند باب المنزل وضع ذراعه أمامها ليوقفها : إنتبهي
لين ترفع عبائتها وهي تنظر ، الأرض عليها قطرات من الدماء
قيس قبض حاجبيه : غريبة شصاير هنا
أشاح بوجهه لايريد أن ينظر ومشى سريعاً وهي تحاول اللحاق به
عند الباب الذي يفصلهما عن غرفة المعيشة ، سألها : مستعدة ؟
أومأت بالإيجاب
قيس: واحد ، إثنين ، ثلاثة ..
فتح الباب ، تحدق لين بأرجاء المنزل ، لا تستطيع البصم بأن حالتهم المادية متوسطة أم جيدة من مظهر منزلهم ، لفت نظرها أشرطة لعبة البلاستيشن المكدسة بجانب التلفاز .. تبدو كالبرج من طولها ، تبدو غرفة المعيشة كبيرة ومقسومة لقسمان ، قسم يوجد به الأرائك والتلفاز ، وقسم به طاولة الطعام وموضوع عليها الطعام فعلاً لكن لا يوجد أحداً عليها ، ولايبعد الدرج إلا قليلاً عن الطاولة
تخرج أم فهد من إحدى الممرات الموجودة في الصالة : أهلا وسهلاً ومرحباً بالعرسان الجدد ، تو مانور البيت
قيس ولين إبتسموا ، قس بهمس مُعرفاً بها : أمي
لين تقلب عينيها بهمس هي الأخرى : لا احلف
قيس ماداً يديه نحو إمه ومقبلاً رأسها : النور نورك ياتاج راسي
لين مدت يديها ، فاجئتها أم فهد بعناق حميم : هلا والله بالعروس ، الله يحفظ جمالك حبيبتي ( أبعدتها عنها وهي ماتزال ماسكتاً كتفيها ، لين نظرت سريعاً لقيس بتوتر لكن سرعان ما أعادت النظر لأم فهد وهي تبتسم لكن ردة فعلها الحميمة جداً أثارت إستغرابها) : إن شاء الله اليوم راح تتقربين لنا بسرعة ، لا تتوترين واخذي راحتك
أم فهد وهي تقترب نحو الطاولة محدثتاً إياهم : إجلسوا على الطاولة لين يجوون ، معليش إسمحي لنا لين أحنا كذا نطول لين نجتمع أنتم اول الحاضرين
لين : لا مو مشكلة يا خالة ، تعبتي نفسك
أم فهد وهي تقترب لترتب قميص إبنها و بهمس مسموع لقيس: قلت لها إن ممنوع الكلام عن أبوك
قيس راصاً على إسنانه : إيه يمه مايحتاج تأكدين
لين جلست على الكرسي وبداخلها " وش هالقضية إلي لازم ماحد يتكلم عنها ، غريبين هالعيلة"
تلف رأسها ناحية الدرج أثار إنتباهها أصوات ضحك وشخص يبدو وكأنه يحدث نفسه
: شرايك نلعب بلاي ستيشن بعد المغرب والله بتشوف كيف إذا قاتلت الشخصية كأنها ترقص هههههههه بموت
لين بداخلها " غريبة هاذي تسولف مع روحها "
ترى أقدام رجل على الدرج حتى تراه كاملاً وهو ينظر ورائه ويبستم ، وخلفه فتاة تبدو بعمر إختها ليلى
يعقوب عندما إنتبه لها توقف وأنزل رأسه
أم فهد : إمشي عادي هاذي مرت ولد خالتك قيس (لين )
يعقوب نظر إليها وإبتسم وأومأ رأسه كأنه يحيها
لين ( أوه هذا يعقوب ولد خالته إلي يقصده ، ماتوقعته كبير بصراحة لما تكلم عنه إنه يعيش معهم ، فلهذا كنت أسمع صوت البنت لحالها لأنه مايتكلم ، اللحين كيف أرد عليه ) أشارت برأسها هي الأخرى كما فعل يعقوب ، وقيس يراقب تصرفاتها بدقة وحذر
مرام إقترب إلى لين وسلمت هي الأخرى عليها بحرارة : أنا أكيد تعرفيني مرام
لين وهي واقفة تسلم عليها : إي أكيد أعرفك ولو كنت تجننين في العرس
أحمرت وجنتا مرام بخجل: تسلمين والله إنت الجمال كله ماشاء الله
دقائق حتى سمعت صوتاً آخر يصدر من الدرج :إفففف شهالأزعاج كم مرة تتصلون يعني وتدقون على الشخص الباب عشان يطلع ، ماتفهمون لما شخص يقول شبعان يعني إنه شبعان
وقفت على الدرج وهي تنظر للضيف الجديد على طاولتهم بتفحص
لين تنظر إليها بتحديق هي الأخرى
غادة إرتسمت فجأة الإبتسامة على وجنتها ، وتنهد قيس في نفس الوقت
غادة وهي تنزل من الدرج: يا أهلا بالعروس الجديدة ومسهلاً بالين
مدت يديها لتسلم عليها وتقرب خدها بخفة بقرب خد لين : أكيد تذكريني
قيس بإستهزاء: إنتِ فيه احد ينساك مع شعر العجزان حقك ذا
أم فهد وهي ترص على أسنانها: قيـــس
غادة تقلب عينيها ، متجاهلة إياه ناظرة نحو لين : ماعلينا من الي مايفهمون في الموضة شيء الله يصبرك عليه جبيبتي
لين بعفوية : ماعليكٍ منه حتى أنا يعلق علي إني لابسة فستان مع جزمة رياضية مايدري إن الموضة كذا اللحـ...
قيس كح منبهاُ إياها بالصمت
لين عضت شفتيها ، إستوعبت : يعني يمزح وكذا هههههههههه (بداخلها : لعبتي الاعياد ياربي)
غادة وهي تجلس على كرسيها : شدعوة قيس ، مو من البداية تفشلنا مع البنت وتبين لها إنك ثقيل دم ، حاول حاول تخفف دمك هالكم يومين على الأقل
قيس ينظر إلى لين بحقد وهي تجلس على الكرسي بقربه ، ولين تنظر إليه وهي ترفع كتفيها ( إف ذا بيجلس يستقعد لي عالكلمة وأنا أم الأعياد الله يستر بس)
دخلا من باب المنزل غزل وفهد
أم فهد : هلا ومرحبا فهد وغزل ، تأخرتم غريبة
فهد رافعاً يده ليري أمه كيساً بداخله حلوى : غزل كانت تبي تشتري شيء حلو عشان العرسان الجدد
غزل تبتسم : عذراُ خالتي بس كان زحمة المحل
أم فهد : تسلمون حبايبي مايحتاج تكلفون على نفسكم ، الحلا موجود
غادة بفخر: تسلمين يمه
وأم فهد تقلب عينيها متجاهلة إبنتها والكل يضحك
سلمت غزل على لين ،بداخلها( تبدو جميلة وأنيقة ، عيناها زرقاوتان كالبحر ، أتسائل إن كانت طبيعية أم لا ، فهد لا يشبه قيس أبداً ، يبدو عليه أكبر من عمره)
دخل بسرعة خلفهما شخص يلهث : لا يكون تغذيتو عني؟
أم فهد بغضب: لا إخلص وأخيراً جيت ، مرة وحدة بس لا تكون أخر من يجلس معنا على الطاولة
ريان : إسمحي لي يمـ...
قاطعه نظرات الصدمة من الفتاة ذات العينين الواسعتين التي على الطاولة
تنظر لين له بصدمة وعينيها متسعتان
ريان ضحك : هههههههه لا تخافين إيه أنا أشبه مرة ذي الثورة للأسف لأن أحنا توائم
لين تعود لطبيعتها بهمس:أوه
غادة: والله إذا أنا ثورة معناته إنت ثور مو أحنا توائم
أم فهد : هششششش
ريان : طمي حلقك ،(مبتسماً للين) انا ريان الأخ الأصغر للدرج الي جنبك
قيس : كل تبن
لين مبتسمة : تشرفنا
ريان جالساً على كرسيه : طبعاً احنا ترتيبنا فهد بعده قيس بعدين أنا وبعدي بسبع دقايق غادة البقرة وبعدها آخر العنقود مرام
غادة :اللحين إنت مسوي فيها إنك تعرفها علينا يعني؟ وش بتستفيد البنت من ترتيبنا يعني
ريان متجاهلاً غادة موجهاً كلامه للين : طبعاً الله يعينك على ثقال الدم الي بتواجهينهم اليوم
غادة :يمه ترا يقول عنا ثقال دم ، إنت استح على وجهك أمي معانا على الطاولة
أم فهد : خلاص إسكتوا أزعجتوا البنت
قيس: صحيح وش قصة الدم الي عند باب البيت
أم فهد قطبت جبينها : أي دم ؟ مدري أنا ما طلعت اليوم
فهد :آه حتى أحنا شفناه اليوم
غادة ترتشف من عصيرها متوترة ، وريان يحدق فيها
قيس ينظر لريان متسائلاً
ريان أشار بكتفيه إنه لا يعرف
قيس: المهم لازم أحد ينظفه
لين ناظرتاً إليه بداخلها" وليش ماينظفه هو بنفسه إن شاء الله؟!"
ريان : ماعليك نظفته أنا (ونظر إلى غادة )
غادة بداخلها( واضح عرف السالفة هذا مايتخبى عليه شيء)
مرام : أيوه لين ماعرفتينا وش تدرسين؟
لين إبتسمت لمرام: برمجة حاسب توي متخصصة
ريان بإعجاب: اوووووه يعني تقدرين تهكرينجوال قيس متى مابغيتين
غزل نظرت لريان ، لقد لفت سمعها ماقاله
لين بتوتر :يعـ..
يعقوب مشيراً لها بحماس ومرام تنظر إليه متحمسة هي الأخرى : بالضبط بالضبط
لين تنظر إليه مبتسمة بتوتر لم تفهم مايقول
قيس ببرود: من جد إنتم الاثنين فاضيين ، تراها أقصاها بتصير معلمة حاسب في النهاية
لين تركل قدمه
قيس: أم أقصد أنا ماعرف بالضبط مستقبل تخصصها بس أتوقع كذا بتكون وظيفتها
فتحت لين فمها تحاول الرد لكن تكلم ريان متحمساً مقاطعاً لها : ياربي إنت قيس تفكيرك مثل الشيبان عن التخصصات ، تقلك برمجة حااسب يعني تشتغل في أي مكان مو معلمة بس ماعندك أي ثقافة
لين : بالضبط، أقصد إن إيه يعني مثل ماقال ريان
مرام : أنا ويعقوب مبسوطين لأنك تقدرين تهكرين ألعابنا في البلايستشن
لين بداخلها " ليش يحسسوني إني هكر هذول"
فهد : فشلتونا فاهمين تخصص البنت غلط
غزل مبتسمة: يعني إنتِ تعرفي تهكرين ؟
فهد: ما شاء الله مصرين يعني
لين : آممم بصراحة أنا درست تحضيري وسنة من التخصص فقط يعني ماتعمقت مرة في دراسة التخصص لكني دخلته رغبة أولى فأتعلم بنفسي بعض الأمور ومنها التهكير شوي أعرف له يعني
ريان وغادة ومرام بإعجاب : أأاووووووووووووووه حركات
لين تضحك بتوتر إتجاه ردة فعلهم
قيس ينظر إليها متعرفاً عن شخصيتها ( طموحة يعني )
##
بعد الغذاء
الكل جالس على أرائك غرفة المعيشة ماعدا مرام ويعقوب يلعبون كعادتهم
إنتبهت غزل بذهاب فهد إلى دورة المياه ، مترددة بأن تفعلها أم لا
ذهبت لتسحب هاتفها الموضوع بجانب هاتف فهد على الطاولة الصغيرة التي بين أريكتين ، لتسحب هاتف فهد معها بدون أن ينتبه أحد
ريان : فهد في الحمام ليش ماخذة جواله؟
غزل بتوتر : ههه ، امم إنتبهت إن جواله شوي وبيخلص شحنه فباخذه معي أشحنه له
ريان : أها
غزل ذهبت بعيداً عن غرفة المعيشة بحيث لا ينتبه لها أحداً
فتحت هاتف فهد يوجد رقم سُري عليه قد إنتبهت لفهد يدخله في إحدى المرات ، أدخلت ستة أصفار متتالية ففُتح هاتفه
دخلت تطبيقاته ومحادثاته بسرعة تريد أن تكتشف إن كان يحدث إمرأة أخرى غيرها ، فتحت ألبوم الكاميرا لتنظر نحو صورة ورقة في هاتفه ..
: شقاعدة تسوين ؟
غزل يسقط الهاتف من يديها بهلع
لترى ريان أمامها مستغرباً ، يلتقط الهاتف من على الأرض .. ليكتشف إنه هاتف فهد
ريان ينظر إلى غزل حاملاً هاتف أخاه متسائلاً : تفتشين جوال فهد ؟
غزل بتوتر : ريان أتمنز يكون الموضوع بيناتنا
ريان : أنا مو فاهم ليش تفتشين جواله ، ماتوقعت هذا التصرف من غزل
غزل: يعني إنت ماتحس إن أخوك متغير مرة؟
ريان : طيب ؟ شيء طبيعي كلنا تغيرنا بعد وفاة أبوي
غزل : لا ، أنا في النهاية تزوجت فهد بعد وفاة أبوك بسنة ، فهد كان شخص طبيعي لكن فجأة تغير
ريان قطب جبينه : أنا مو فاهم وش تبين توصلين له غزل
غزل : أنا أقصد إنه يبي يستفزني بأي طريقة كأنه يبي ..
: يعني سالفتكم ماتقدرون تتكلمون عنها إلا هنا لوحدكم ؟
غزل تنظر لفهد بتوتر
ريان كاذباً : آه غزل كانت تبي تشحن جوالك فجيت لها أقولها إن مايحتاج تصعد عشان تجيب الشاحن أنا عندي شاحن في جيبي
فهد ببرود: طيب شحن جوالي في السبعين ماله داعي
ريان يضحك متوتراً : فهد بلا ثقل دم عاد زوجتك فيها الخير تبي تشحن جوالك لك غيرها يشيلون جوالك من الشاحن يحصل لك
فهد أخذ هاتفه النقال من يد ريان بدون أن ينطق لسانه بكلمة وعاد إلى غرفة المعيشة
نظرت غزل إلى ريان وهي تتنهد ، كان ذلك وشيكاً
###
وضع قيس القهوة على الطاولة ، لتمتدحه أم فهد :ترا يا لين الله وفقك بقيس هو دايماً الي يسوي لنا القهوة وخدوم ودايما يساعدني ، أنا عندي عكس الناس أولادي هم الي يساعدوني وبناتي مو فالحين الا في الهواش واللعب
مرام وهي تلعب مع يعقوب البلايستشن: أفااااا يا يمه ، انا الي دايما جالسة معك في البيت وأساعدك في المطبخ صار مافيني فايدة اللحين
ام فهد بإستنكار وهي ترتشف قهوتها: إي صح إنتِ دايما موجودة في البيت بس ماتساعديني حدك تساعدين يعقوب في اللعب
يعقوب يضحك مستهزئاً بمرام
غادة : من جد تقولين يعقوب توأمها الي مانولد معاها
أم فهد : اسكتي بس هذا انتي وريان توائم ، هل تجلسون مع بعض؟
غادة هاربتاً من كلام أمها المعتاد: لين شكلك تستحين ، ماشوفك مدحتي قهوة قيس أمي نازلة مدح فيه وإنت بس تتبوسمين
نظر قيس نحو لين ، ليجيب مسرعاً وهو يضع ذراعه حول كتفي لين بودية مصطنعة : إيه لين شوي خجولة ، بس أنا أدري إن قهوتها عجبتني (يُقرب وجهها نحو وجهها المضطرب) صح حبيبتي؟
لين وهي تبعد نفسها : بصراحة ماحب الـ..
قيس مقرباً إياها بقوة مرة أخرى لترتطم بصدره وهي يضحك : حبيبتي والله خجولة حدها .. بس أنا أدري إنها تحب القهوة الأمريكية أكثر ، لذلك شرايك نقوم حبيبتي نسوي لك قهوة في المطبخ سوا
وسحب يد لين ليجرها معه للمطبخ
بهمس موقفاً إياها أمامه في المطبخ : إنتِ شفيك ماتعرفين تمثلين؟
لين بغضب: والله يا مخرج قيس آسفة بس محد قالك تختارني أنا كممثلة في مسلسل حياتك
قيس بغضب:ماتقدرين يعني تقولين لي شي حلو قدامهم ؟ اللحين كيف بيصدقون إن أحنا على توافق
لين : شتبي مني يعني؟ ترا قرف أمدحك وأقولك حبيبي ومدري إيش وأنا ما طيقك
قيس : أنا أدري إنك كارهتني ، بس لا تنسي هذا الشيء لمصلحتنا أحنا الإثنين
لين : إففففف طيب خلاص طفشتني بتعاليمك الي ماتخلص ، فعلاً يناسبك تكون مخرج وبس تشرح للشخصيات أدوارهم وتدقق على تمثيلهم
قيس: واقعاً أنا مٌعلم فـ قربتي
لين : طيب تراني مو طالبتك لا تنسى
قيس واضعاً يداه على فم لين مُسكتاً إياها : اللحين لما ندخل أبيك تمدحين قهوتي الي بسويها لك اللحين وكذا عشان يفهمون إنك بس ماتحبين القهوة العربية بس أنا أعجبك
لين وهي تبعد يداه عن فمها بقوة : إفف طيب خلاص برضي نرجسيتك لوعت كبدي
###
جلس بجانبها فتأففت، همس بإذنها : وديت جراح المستشفى
غادة تقلب عينيها: يعني يهمني عشان تقول لي؟
ريان: ترا غادة ماتقدرين تخبين شيء عني ، أنا تعبت اليوم الصبح بعد يا توأمي هذا أولا، ثانياً جراح اتصل لي عشان اوديه لأنه مايقدر يسوق السيارة بيده
غادة : مبروك
ريان : أنا مئة مرة قلت لك لا تستفزيه ، إنتِ تدرين إن عنده إضطراب غضب مع ذلك تستمرين تستفزيه ..هذا يسمى غباء ، وترا مو بس هو الي يحتاج يروح المستشفى
غادة : بلا تفليم علي اللحين ، ترا بس تقيأت .. حتى التقيأ خليته شيء مو طبيعي
قاطعهما دخول قيس ولين غرفة المعيشة وجلوسهم على الأرائك ولين تمثل نظرة الإمتنان نحو قيس : تسلم حبيبي (هامستاً:وع)
قيس مبتسماً : ولو تامرين آمر (هامساً: لو القتل حلال قتلتك)
لين هامستاً : إسكت لا ترا أقلب عليك قدامهم
قيس وهو يرتشف قهوته : أكرر..أكرر التمثيلية لصالحنا كلانا
لين وهي ترتشف القهوة التي اعدها لها هامستاً: بلشتني بقهوتك المعفنة هاذي ، الله يكرم النعمة لا تسوي فيها علي الشيف مرة ثانية يرحم لي أمك
قيس هامساً: يحصل لك والله غيرك يدفعون عشان يشربون قهوتي
لين تحاول أن تمسك ضحكتها وكوب القهوة يلامس شفاهها : بليييييز لا تضحكني
أم فهد : يامحلا عصافير الحب الجدد وهم يتهامسون ويضحكون مع بعض
قيس ولين يبتسمون إبتسامة صفراء وفي داخلهم ( يضحكون على بعض مو مع بعض)
أم فهد : تعالي لين حبيبتي جنبي بوريك ألبوم الجميلين وهم صغار
قيس وهو يحك أنفه متوتراً : يمه مايحتاج فضايح من ثاني يوم
غادة : هاهاهاي والله قيس مقرف وهو صغير كل صوره وهو يشاغب ويهاوش
أم فهد : من حلات صورك إنت بس تتبكبكين
غادة : يا الله على الفضايح
لين جالستاً بجانب أم فهد : وريني الصور ياخالة ، وهي تنظر ناحية قيس بخبث وتحرك حاجبيها
أم فهد تريها صور متفرقة لهم وهم صغار وهي تأشر عليهم لتعرف عليهم : ريان وغادة كانوا مايفارقون بعض أبد ، وكانو يتشابهون أكثر من اللحين ، لأن طول شعر ريان كان مثل طول شعر غادة وإثنينهم لون شعرهم مثل بعض .. وهنا معاهم يعقوب لأن يعقوب مثل عمرهم .. أحياناً الناس كانوا يسألوني إذا كان توأمهم لأن كنت دايماً أخرج معهم ثلاثتهم
لين تنظر للصورة متسائلة بداخلها .. ثلاثتهم في الصورة يبدون في عمر الخامسة ، ريان وغادة حاملين سياراتان مختلفتان في اللون فقط واحدة زرقاء والأخرى زهرية ، ينظرون للكاميرا مبتسمين إبتسامة واسعة ، ويعقوب بجانبهما مُتلف الملامح بشعره الأسود وعيناه البنيتان ، يبتسم إبتسامة خفيفة وبيديه حاملاً دباً أسوداً
تنظر لجميع الصور ، أغلبها يعقوب لا يبتسم فيها أو يبتسم بخفة ، حاملاً دوماً بين يديه دُمية الدب الأسود
تتابع أم فهد بالتحدث وتريها الصور ، الألبوم بشكل مستطيل طولي ، عندما يُفتح بالكامل هناك جهتان اليسار واليمين وتستطيع رؤية أربع صور بالكامل ، لكن هناك الكثير من الأوراق غير متكاملة بشكل عشوائي .. كأنهمقد أزالوا بعد الصور من الألبوم ، ليس هناك صورة واحدة يوجد فيها الأب
أم فهد : هنا يعقوب ومرام يلعبون مع الأطفال في حديقتنا ، كان يعقوب دايما يخاف على مرام من باقي الأطفال خاصة إن مرام كانت شخصيتها ضعيفة .. وهنا لما كبروا يعقوب يعلم مرام كيف تكتب إسمها، كانت مرام مرة متعلقة بيعقوب
غادة تضحك بإستهزاء: إلا يقول اللحين موب متعلقة فيه
مرام نظرت إليها بتوتر وغضب
أم فهد رمقتها بنظرة : إيه أكيد هو مثل أخوها الكبير وتعيش معه أكيد بتكون علاقتهم قوية مع بعض
ريان: غادة حبيبتي كلي تبن شوي وخلي أمي توري البنت الصور بسلام
لين ملطفة الجو: ماشاء الله صورهم حلوة مع بعض ، شوفي هنا يلعبون عروس وعريس ههههههه كيوت
مرام ذهبت بإتجاه أمها ولين لتنظر للصورة: أوه أحب هاذي الصورة
غادة تنظر إليها بمكر: أكيد تحبينها مو إنتِ تتمنيها
إلتفت يعقوب الجالس على الأرض متوقفاً عن اللعب ليرمق غادة ، ومرام تتسع حدقيتها
مرام بغضب: بلا إستعباط غادة
غادة بمكر : أي إستعباط ؟ إستعباطي لو إستعباطك ؟ واضح للكل إنك تحبينه حتى الأعمى والغبي يقدرون يعرفون
قيس يرمق غادة : غــادة بلا قلة أدب
ريان : هاذي مجنونة ماعليك منها
فهد ينظر نحو مرام متسائلاً
وضعت مرام في وضع مُحرج كٌلياً، كيف لها أن تقول هذا الكلام أمام أخوتها
يعقوب متحدثاٌ بلغة الإشارة لـغادة : صورة أطفال ترا شفيك
غادة : إيه يعقوب ترا عادي واجد صور تتحول لحقيقة
مرام بغضب: ترا عادي غادة ياما كنتي تلعبين مع يعقوب نفس اللعبة لا تكذبين الكذبة وتصدقينها
غادة : إيه صح بس المهم إذا كنت ألعب معه نفس اللعبة للحين أو لا
يعقوب يتجه ناحية الصور ليريهم صوره مع غادة مشيراً: شوفوا كنت ألعب مع ريان وغادة ومرام كثير، هنا وهنا وهنا
لين تسير مع رياح يعقوب لتلطف الجو: صح كثير حلوين الصور ،شوفوا هنا ويعقوب يبوس غادة تجنن الصورة
غادة بمكر: أوبس لا تمزع الصورة مرام ، تعرفي الغيرة ذباحة
فهد بغضب: غــــــــــــــــادة تجاوزتي حدودك تراك تتكلمين عن أختي وولد خالتها هنا
قيس أخذاُ الألبوم من حضن لين بقوة مغلقاً ألبوم الصور : هذا الألبوم مو لازم ينفتح مرة ثانية إذا هذا الغباء بيصير
ريان بهدوء : غادة بلا مشاكل أحترمي وجود لين لأول مرة هنا
لين تنظر لهم بتوتر ، لا يمضي وقتاً حتى تقول شيئاً حتى تشب نار الجميع من حولها
مرام مبررة : صورة لكم وإنتم صغار على إيش بغار يعني
غادة تبتسم بمكر: يعني تعترفين لو إنا كبار بتغارين؟ ترا باين إنك خايفة إن يعقوب يحبني


يُتبع في الجزء القـــادم..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-06-19, 06:17 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الثــــــامن


"لم أحزن لرحيلك، يقال بذهاب الشياطين تأتي الملائكة"


يعقوب يحاول أن يتكلم لكن لا أحد ينظر نحوه
مرام بغضب: خلاااااص مصختيها غادة
قيس : إنت إعقلي
ريان : يا الله تحب تخرب الجو على الكل
لين تنظر لهم الكل يتحدث في آن واحد الجو يشتعل ناراً بينهم ، مقاطعاً إياهم شهقة غادة .. لأن يعقوب ألقى بألبوم الصور ناحية غادة بغضب
الكل صمت لينظر نحو يعقوب الذي يشتعل غضباُ
يعقوب مشيراً بعصبية : ليش لازم تتجاهلوني وأنا أتكلم ، ممكن ماتخرفين عنا قصص ياآنسة غادة وتصدقينها أحرجتينا قدام البنت وهي أول مرة تجلس معنا (مشيراً ناحية لين فتشعر بالتوتر لأنها لا تفهم لغة الإشارة) أنا أعتبرها أختي مثل ما أعتبرك إنتي الثانية أختي بعد
ماشياً نحو الدرج ليقترب نحو الألبوم الموجود على الأرض ليركله ويصعد الدرج، لترمقها مرام بنظرة وعينيها مليئة بالدموع وتصعد هي الأخرى
أم فهد ترمق غادة بغضب: عجبك الوضع اللحين ؟ لازم تخربين الجو
غادة بغضب: أنتم لما الواحد يقول الحقيقة تعصبـ..
فهد صارخاً بوجه غادة: بلا قلة أدب ، لا تبررين قلة أدبك علينا ، هالموضوع مابي أسمعه مرة ثانية ، ترا إنت صرتي كبيرة لا تلعبين علينا دور المراهقة ترا طفشتينا أبوي ماترك وراه أطفال تتربى وإنتِ بعدك تحتاجين نربيك
فهد أثار حزن غادة ، إجتمعت الدموع في عينيها لكنها تكتفت محاولة عدم إسقاطها
أم فهد : فهد مابي هذا الموضوع ينطرح مرة ثانية .. وتوجهت لتمسك غادة من كتفها وتصعد معها لغرفتها
لين تنظر نحو قيس بتوتر وهي تعقد يديها ببعض
قيس ينظر نحو فهد ، بصوت هادئ ممثلاً البرود: مو مفروض ماتتكلم عن هذا الموضوع
فهد بغضب وهو يمسك يد غزل ويقوم من الأريكة : إففففف أزعجتونا تراكم بحساسيتكم ياما ناس يموتون أبوتهم ومايسوون إلا تسوونه إكبروا خلاص ، أنا طفشت من هالحالة
وصعد غاضباً
ريان نظر نحو قيس بضيق ، ليبادله الآخر بنظرة عميقة ، يشعر إن هناك سكين تغرز في قلبه كلما تحدث أحدهم عن والده
###

غزل تنظر إليه وهو مهموم و يقرأ الكتاب الذي بين يديه .. أو بالأحرى يتظاهر بالقراءة ، تحاول تغيير مزاجه ، إبتسمت بلطف: تبي أسوي لك شاي ؟
فهد إبتسم إبتسامة صفراء:شُكراً
غزل :طيب تبي نسوي أي شيء ممكن يحسن مزاجك؟
فهد ببرود: غزل، ترا أنا مو متضايق
غزل تترك مابين يديها لتتجه نحوه ، تجلس على ركبتيها ليصبح وجهها مُقابل وجهه وتضم بيداها يداه بحنان : أنا أدري إنك متحمل كل الي يصير من بعد وفاة أبوك ، وأنا مقدرة تماماً هالشيء، لا تخلي كلامهم يضيق خلقك تراهم في النهاية بعدهم متأثرين من الي صار ، وبالخصوص غادة لا تركز على كلامها تراها أكثر وحدة تعبانة
فهد بحزن : أنا أدري إني فاشل كأخ أكبر ، قيس وريان مهتمين في بعضهم وفي البنات أكثر مما أخوهم الأكبر مهتم فيهم ، بس ترا ثقل مسؤولية الأخ الكبير بعد وفاة الأب متعبة .. متعبة وثقيلة جداُ وأنا مو قد هذا الثقل
غزل: بالعكس بس إنت تحطم نفسك بنفسك فهد
فهد : حتى إنت ماقدر أتحمل مسؤوليتك غزل ، ولا إنت تقدرين تتحملين ثقلي
وخرج من الغُرفة تاركاً إياها جالسة على ركبتيها بذهول ..
###

تنظر إليه وهو يقود ببطئ،مرتكزة عيناه الحزينتان على الطريق ، لم يتحدث منذ أن خرجا من منزل أهله
لين : آمم ، أنا آسفة لأني سببت مشكلة
قيس دون أن ينظر لها: لا ، هاذي مشاكل غادة المعتادة
صمت قليلاً ثم أردف: أنا آسف لأن أهلي ماودعوكِ توديع محترم مثل الواجب
لين تتابع النظر إليه ..
بعد دقائق، قيس: شفيك؟ عندك أسئلة؟
لين: بصراحة إي، أنا ترا فضولية وعندي اللحين ألف سؤال في راسي
قيس: أوكيه..لك سؤال واحد وبجاوب لك عليه ؟
لين بسرعة : ليش يعقوب ولد خالتك يعيش معكم؟
قيس :آه توقعت ..

عـــام 1998 ، الثاني عشر من مارس .. الساعة السادسة مساءًا

المطار يعج بالمسافرين، البعض متوتراً والبعض هادئاً ينتظر وقت إقلاع طائرته ، هناك عائلة كبيرة يضحكون مع بعضهم وفي نفس الآن يأمرون أطفالهم بالتوقف عن الركض وإلتزام الهدوء، وهناك في زاوية تجلس إمرأة متوترة تنظر للساعة بإستمرار وبجانبها صبي صغير حاملاً دباً أسوداً صغير
تنظر في رسائلها في الهاتف المحمول، لأختها:
سلوى ، تراني وصلت من الكويت للسعودية وطيارتنا لأمريكا بتقلع ساعة 8
سلوى: اللحين جاية ياويلك تطيرين بدون ماشوفك، صارلي سبع سنين ماشفتك
:يلا أجل لا تتأخرين، أحبك

تلتفت يميناً ويساراً وهي تهز رجلها بتوتر، تمسك ذقن إبنها : يعقوب ، راح أروح الحمام شوي وبجي ..
وقفت لتذهب ، مسك طرف كمها مشيراً لها بعدم الذهاب وإنه يخاف البقاء وحده
بتوتر شديد: إف يعقوب قلت لك مابيتأخر، شوي وبتجي خالتك بعد عشان تشوفك لأول مرة اسكت و صير مؤدب وشاطر يلا
نظرت مرة أخرى يميناً وشمالاً ، لتحك جبينها بتوتر وتجلس على ركبتيها عند يعقوب : يعقوب حبيبي خلي هاذي الورقة عندك عشان إذا شفت خالتك سلوى تعطيها هاذي الرسالة الجميلة وتفرح فيك
يعقوب مسك الرسالة بين يديه فرحاً وهو يبتسم لأمه
بتوتر وهي تلف جسد إبنها لليسار: شوف شوف فيه رجال يوزع حلاوة مجانا روح خذلك بسرعة لا يخلص عليك
يعقوب ركض مسرعاً ناحية الرجل ، وقف فرحاً بين عدد كبير من الأطفال المتلهفين للحلوى
أخذت حقيبتها بسرعة ، وجرتها وهي تمشي مسرعتاً بعيداً عنه
بعد دقائق ، عاد ليجلس على كرسيه ماسكاً الحلوى ليريها أمه عند عودتها من الحمام

الساعة السابعة مساءًا
يرتجف وهو يمشي بين الناس بقصر طوله وضعف جسده، ضاماً الدب والحلوى إلى صدره.. خائفاً ينظر حوله بتشتت باحثاً عنها
الناس يمضون طريقهم دون أن يعيروه إنتباهاً، البعض ينظر إليه فيخفف سرعة مشيه لينظر إليه بنظرات متسائلة .. ثم يمضي نحو طريقه دون إعارته إنتباهاً كالمعتاد

الساعة الثامنــة مساءًا
جلس على كرسيه السابق آملا أن تعود إليه ، جسمه يرتجف بشكل مُستمر، لم يبكي ، لكن وجهه جامداً كالجثة .. الناس ينظرون له بإشمئزاز يسدون إنوفهم ويبتعدون لأنه تبول في ثيابه
لا يعلم مايفعل، يرتجف بإستمرار وهو يضم دبه بقوة

في الجهة الأخرى ، متوترة بشدة تتصل لأختها لكن هاتفها مغلق
ترسل لها رسالة : دلال وينك طفشت وأنا أدق عليك ، أنا موجودة هنا من 7:40 ولا شفتك

تمشي وهي تنظر نحو أرجاء المطار لعلها تراها ، تنظر إلى ناس ينظرون نحو جهة معينة بإستغراب ويتهامسون ويمضون في طريقهم
تقترب وترى صبياً تعرف وجهه تماماً على ورق وليس على واقع
لطالما أرسلت لها أختها صوره في أظرف
إقتربت ناحيته مصدومة ، يرتجف وكأنه مبلل بماء بارد ، مبللاً نفسه ،مخبياً وجهه وراء دميته
:يعقوب؟
يعقوب ينظر لها ببطئ ، مخبياً فمه وراء دميته المحشوة
سلوى تجلس على ركبتيها عنده بقلق: أنا خالتك سلوى حبيبي وش فيك جالس هنا ووين الماما
يعقوب ينظر لها بخوف و لم يتحدث بكلمة قط
تنظر نحو طرف الورقة البيضاء الخارجة من جيب قميصه ، لتأخذها وتفتحها:
أختي العزيزة سلوى
أنا آسفة على المسؤولية الي سوف أرميها على عاتقك ، لكني تطلقت من عبدالله ولا أريد أن أتقيد بأي شخص آخر في حياتي .. أريد أن أعيش شبابي الذي فقدته، وأحقق حلمي بأن أدرس في الكلية ، وجود طفل على عاتقي فقط عبأ علي .. وأجد نفسي صغيرة على تحمل هذا العبء ، كل الذي قلته لك سابقاً كان كذباً.. لن أسافر مع عبدالله بل سوف أسافر لوحدي لأعيش الحياة بعدما كنت جثة ..وطيارتي قد حلقت منذ الساعة السادسة والربع وليس الثامنة كما أخبرتك، أحبك.

###

المغرب ...
طارقاً الباب بهدوء، لتجيبه بصوت إعتاد الحنان منه : تفضل
دخل مبتسماً وكأنه يطلب الإذن مرة أخرى
أم فهد إبتسمت وهي تمسح على السرير لتخبره أن يجلس بجانبها
جلس بجانبها وهو يقبل يداها
أم فهد : شعنده حبيب خالته جاي عندي في الغرفة
يعقوب مبتسماً مشيراُ بيداه : بقولك شيء بس مابيك تعصبين
أم فهد : والله إذا الشيء الي بتقوله بيعصبني أكيد بعصب
يعقوب: أوعديني إنك ماتعصبين
أم فهد بكذب: أوك أوك
يعقوب: أنا أبي أطلع من البيت ، خلاص كبرت على إن أعيش في بيت خالتي
أم فهد قطبت جبينها ، بغضب: ليش تقول هالكلام اللحين
يعقوب : خالتي ، تراني صرت طول النخلة اللحين ..شكبري، فشلة أجلس عندكم للحين
أم فهد : أحد ضايقك بشيء؟ ولا قالك بشيء؟
يعقوب: لا بس أنا الي مضايق الأوادم خالتي.. يعني بناتك طول وقتهم لابسين العباية داخل وبرا البيت مايمديهم يمشون شوي براحتهم الا شافوني في وجههم ، أحاول بقدر الإمكان أجلس في غرفتي ترا مو عشاني مابي أجلس معاكم بس عشاني مابي أحس روحي ثقيل على أحد وهم ياخذون راحتهم ، وصدقيني أولادك أكيد مو مرتاحين إن واحد بعمري موجود في البيت مع أخواتهم البنات
أم فهد: واحد منهم قالك شيء؟ أكيد فهد حركاته هاذي
يعقوب أستفز: لا خالتي ممكن تركزين على الي أقولك إياه، أنا .. مابي.. أكون .. ثقل .. على ...أحد
أم فهد : شوف أنا مايهمني تفكير أي أحد ولا تفكيرك ، أنا يهمني إنك تكون هنا بجنبي
يعقوب توقف ينظر لها قليلا .. ثم تابع بهدوء: خالتي أنا طفشت ، أحس نفسي طفل يحتاج أحد يرعاه ، ويسكن لازم مع خالته ، شدعوة لمتى
أم فهد : تبي يعني تعيش لحالك مثل الأمريكان؟
يعقوب: إيه على الأقل ترتاحون مني وأنا أقدر أحس بالإستقلالية
أم فهد : وإنت إن شاء الله تفكر إنك بتستانس لا صرت تعيش لوحدك، ترا الجنة بدون ناس ماتنداس ، وأنت حتى لو ما حبيتني ولا أعتبرتني أمك فترا إنت ولدي وحبيب قلبي الي ربيتك من كنت هالطول .. مايهون علي فراقك إلا بزواجك
يعقوب ينظر لها بضيق
أم فهد تُقرب وجهها ليعقوب .. لتهمس: يعقوب إنت تحب وحدة من بناتي ؟
يعقوب أشار بسرعة بيداه بالرفض ... وأكمل: ثنتينهم أعتبرهم خواتي ، وأنا متأكد إنهم يعتبروني أخوهم
أم فهد بضيق هامستاً : مسكينة بنتي
يعقوب رفع حاجبه متسائلاً
أم فهد بهمس :إنت يعني مو منتبه إن مرام تحبك
يعقوب بصدمة : أنا متربي معها أكيد بتحبني كقريبها
أم فهد : لا يايعقوب ركز ، البنت غارقة في طوفانك وإنت ولا حاس
يعقوب بضيق: خالتي لا تقولين كذا لأني في النهاية مستحيل أحبها ولا أبي أكسر قلب أقرب وحدة في العالم لي، (أشاح بوجهه بعيداً) وأنا في النهاية ماتربيت على الحب
أم فهد بصدمة .. مسكت كتفه بقوة لتقربه إليها بغضب: يعقوب لا تقول كذا ترا أنا الي في النهاية ربيتك ويشهد ربي إني أحبك وأفديك بروحي ، إنت لا تفكر إن إذا أختي تركتك قبل سنين معناتها انا أتركك ، ولا تقيد حياتك على ماضيك ..عيش حياتك لا توقفها على شخص مافكر فيك ومكمل حياته ومبسوط ولا تدري عنك
###

تنهد عندما وصل بسيارته عند باب منزل والدها: فيه شي لازم أعرفه قبل لا ننزل؟
كانت ماسكتاً مقبض باب السيارة مستعدة للخروج ، عندما سألها نظرت إليه لثانية ثم أردفت: لا عائلتنا مافيها أسرار ،يلا
خرجا من السيارة يمضون بخطاهم نحو منزل والدها ، مع كل خطوة يقتربون أكثر نحو الشخصية التي سوف يمثلونها
لين تنظر نحو الباب أخذتا نفساً عميق حتى إرتفع صدرها : جاهز؟
قيس: إي، واحد اثنين ثلاثة
لين فتحت الباب

قيس ينظر حوله ، بيت متوسط الحال..مكون من طابقين ..غرفة المعيشة عبارة عن طاولة خشبية موضوع فوقها تلفاز متوسط الحجم وبجانبه هاتف منزلي ، تحت هذه الطاولة سجادة منقوشة بالزهور ممتدة لتحوي الأرائك ذات اللون الرملي الشاحب من الأسفل، تنتصفهم طاولة خشبية أخرى عليها إبريق الشاي والقهوة وبعض من الضيافة ..يجلس على الأريكة رجل في عقده الخامس أو السادس..لحيته كثيفة تغلبها الشيب .. يرتدي ثوبا أبيضا وغترة..يرتشف قهوته العربية بهدوء
وفي أريكة مفردة يجلس عليها صبي صغير يبلغ من العمر بين السادسة أو السابعة ، مرتدِ قميصاً قصير الأكمام مرسوم عليه شخصية كرتونية ، لا يجلس بإعتدال بل أقرب للإستلقاء من الجلوس
لين بإبتسامة تشق وجنتيها:السلااااام عليكممم
ينظر الصبي للصوت ليرى لين فيركض بإتجاهها ..قيس إبتسم متوقعاً إنه سوف يعانقها، ليتفاجأ بأنه يريد أن يلكمها بالضربة القاضية كما يقول في بطنها، لتمسك يديه لين بسرعة بإعوجاج
ينطق الرجل الخمسيني بإنزعاج: سعيد تأدب ماتشوف فيه ضيف جاينا
سعيد يتوقف معتدلاً لينظر لقيس بإشمئزاز: إنت إلي خاطف أختنا؟
قيس يبتسم وهو يحك رقبته متورطاً
لين تمسك سعيد من كتفيه لتجعل ظهره بإتجهاها هامستا:سعيد عيب هذا زوجي قيس
تتجه ناحية أبيها لتقبل رأسه ، ليليها قيس بسلامه وتقبيل رأسه..لكن لين تسحبه من يده حتى يتوقف وتنظر له نظرة تحذيرية فيتوقف قيس متذكراً إتفاقهما
يجلسان على الأريكة المقابلة لوالدها ليأمرها بصب القهوة لزوجها
لين وهي تجلس على الأريكة مرة أخرى: وين ليلى و
قاطعها والدها: أمك في المطبخ...وليلى معاها
لين وهي تناول القهوة لقيس فتكب القليل منها على فخذ قيس :اخخخ معليه حصـ..
قيس ينظر للين فيراها تنظر له بحدة ليفهم من نظرتها إنها تستغل الفرصة
يصرخ غاضباً: شفيك ماتشوفين حرقتيني؟
لين ممثلتاً التوتر: يوووه آسفة قيس بالغلط والله
ليغضب والدها :لين شفيك تعطين القهوة مثل العميا ماتنتبهين بسرعة جيبي المناديل للرجال
لينظر له قيس مندهشاً، فتضغط لين بالمناديل على فخذه لتيقظه من تفكيره وينتبه لأداء دوره التمثيلي
قيس : إفففف خلاص بعدي عني سديتي نفسي عن القهوة
تخرج فتاة مرتدية العباءة ، بيضاء كبياض لين وترتدي نظارتاً طبية : شصاير؟
لين: بس كبيت القهوة بالغلط على قيس
قيس يبعد يد لين عن فخذه بغضب :جيبي لي ماء خلاص اخاف أقولك تصبين لي شاي تحرقيني مرة ثانية بعد
أبو سعيد: ماعليه ياقيس حقك علينا البنت طايشة ولا تدري وين تعطي ووين تحط
تنظر ليلى لقيس بحقد ، كأن النار يخرج من عينيها
ينظر لها قيس لكنه يتجاهلها ليكمل دوره
تدخل إمرأة تبدو أصغر بكثير من والد لين ، تبتسم فرحتاً: يامرحباً بلين وقيس العرسان الجدد
تحتضنها لين بفرح ثم تسلم على ليلى التي وقفت بجانب أمها لتضغط ليلى على يد لين فتنظر لها لين ثم تعود جالستاً بجانب قيس متجاهلة قلق ليلى
تجلس الأم بجانب زوجها بينما ليلى تخبر سعيد بأن يقوم من أريكته لتجلس عليها فيصرخ غاضباً
أبو سعيد: سعيد قوم خل أختك الكبيرة تجلس
فيقوم سعيد على مضض ليجلس على الأرض بجانبها وهو يضرب ساقيها فتضرب هي الأخرى رأسه
أبو سعيد: كيفكم مع بعض ياقيس ولين؟
لينظرا لبعض نظرات لايفهمها غيرهم
قيس إرتدى الوجه الغاضب مرة أخرى مردفاً:بنتك ياعمي كسولة وبالموت تصحى من النوم وأنا الأمور البسيطة جداً تعصبني
أبو سعيد ضاحكا:شكلك تدخن ولا ليش تعصب على كل شيء
تضرب فخذه لين مُعلنة إستغلال الفرص
قيس: إيه أدخن ياعمي ، أشوف راحتي في الدخان
ترمق ليلى قيس مرة أخرى، يشعر وكأن زجاج نظارتها سيسقط من نار نظراتها : لين بسرعة تصحى من النوم
قيس : لا أنا طفشتني
ليلى : كيف تقدر تحكم على نوم شخص من ليلة وحدة وتكون ليلة زفافه إلي أكيد بيكون فيها متعب؟
سعيد يرقص وهو متحمس: ليلى المحقق كونان تمشي واثقتاً تعمل جاهدة لا تخشى المحن
لتضرب ليلى رأسه مرة أخرى
لين : خلاص ليلى ماعليكِ
أبو سعيد: يبغالك تخفف من الدخان وتقطعه تدريجياً، ما أسمح إنك تدخن قدام بنتي
نظر قيس لأبو سعيد متسائلاً في داخله
أم سعيد تغير الموضوع: ليلى قومي جيبي العشاء
ليلى توقف وتنظر نحو لين بحدة: لين قومي معي
لين: إف أنا عروسة جديدة مفروض ما أقوم أسوي شيء
نظر لها قيس بحزن.. لفتت جملتها إنتباهه .. لت تستطيع أن تشعر بشعور العروس الجديدة في ظل الظروف التي خلقها هو
ليلى تأمرها بحدة:لين تعالي معي أحتاجك
أم سعيد :شفيك إنتي البنت توها متزوجة مفروض تخدمينها شوي ماتقدرين
ليلى وهي مازالت تنظر للين بحدة : لييين
لين تذهب ناحية المطبخ : إفففف طييييييييييييب وجع ماتخلين الواحد يجلس دقيقتين إلا تشغلينه مستحيل تدلعيني مرة في حياتك
لتذهب ورائها ليلى بسرعة
في المطبخ
لين تتناول أطباق الطعام لتأخذها لغرفة المعيشة لتوقفها ليلى بأخذها الأطباق مرة أخرى ووضعها مكانها
لين بإنزعاج: وش فيك إنتي؟
ليلى بنظرة حادة وهمس: إلا إنتي إلا وش فيك ؟
لين تنظر لها بتساؤل
ليلى: بلا إستعباط لين إنتي فاهمة قصدي
لين : بلا ألغاز وش تبين تقولين
ليلى: زوجك هذا المتسلط حتى في الشقة يعاملك كذا؟
لين توقفت لثوان .. لا تعلم هل تكذب أم تقول الحقيقة، أردفت: إيه
وأخذت الأطباق مرة أخرى
ليلى بصدمة : وعادي عندك ؟
لين : وش فيك تبين أبويي ينهار علي
ليلى: إنزين وتبتلشين بذكر غبي مايحترمك زي هذا
لين : ليلـــى معليش ترا كله عشانه يدخن بس يقلع عن التدخين بيصير طبيعي
ليلى بغضب : لين لا تكذبين على نفسك وعلي ، لا تحسسيني الدخان مخدرات عشان إذا قلع عنها بيرجع طبيعي ومدري وش تقولين .هو كذا شخصيته بدخان ولا بدون دخان
لين: وإنت وش عرفك
ليلى: أكيد يعني مستحيل الدخان تغير شخصية كاملة لا تكذبين علي
لين: المهم ماعلينا خل نجهز العشا
ليلى: لين إنت تفهمين وش اقول؟
لين : إففففففف إي أفهم وش تقولين ليلى وأقولك ما أقدر غير إني أتقبل إلا أنا فيه وأكيد بيحبني ويتغير
ليلى: كلام مسلسلات فاضي والله إنت الي بتتوهقين فيه في النهاية لا حبيني ولا أحبك ولا كلام فاضي ومتى بتوعين على نفسك وحياتك لا تورطتي فيه بعد ماتخلفين سبعين ولد منه جيتي البيت تتبكبكين زوجي لخني كف اليوم والأمس عطاني ركلة
لين: إففففففف ليلى إنتِ لا تفلمين علي اللحين توك من شوي تقولين له كيف تحكم على شخص من أول ليلة وإنتٍ الحين تحكمين عليه من أول لقاء
ليلى بغضب: لأن مبين لين إنه ذكر مختل وقح ماهمه غير مزاجه الي يتعدل بكم سيجارة دخان تولع رئته
لين : وبعدين مع الفيمنست الي داخلك يعني خلصينا بس وخل نجهز العشاء
خرجت من المطبخ متجاهلتاً إياها ..تشعر بالتوتر والندم لكذبها على أختها للمرة الأولى..
###

تطرق بابها بقوة مناديتاً بإسمها لكنها لا ترد، فتحت الباب بقوة متوجهة إليها..كانت مستلقية على سريرها مغطية نفسها بالغطاء من رأسها لأخمص قدميها
بصوت غاضب:غـــادة
لا ترد
أم فهد مرة أخرى بحدة: غــادة قومي بكلمك لا تسوين نفسك نايمة أدري إنك ماتنامين هالوقت
لا رد
أم فهد تسحب الغطاء من على وترميه على الجهة الأخرى من السرير:لما تجي لك أمك الغرفة من الإحترام إنك تقومين وتكلمينها
غادة تبعد شعرها من عينينها بعد أن تبعثر على وجهها من سحب أمها لغطائها: إفففف ماتعطون الشخص مساحته الشخصية أبداً
سحبت أم فهد غادة من ظراعها بقوة لجعلها تجلس على السرير:تدري من الغباء الي سويتيه اليوم شصار
غادة بوجه شاحب وأنف وعينان حمراوتان تضع خصل من شعرها الثلجي خلف أذنها،ببرود وضيق:إفف والله مكتئبة مالي خلق الموضوع
أم فهد تهزها من كتفها مرة خرى بقوة فتتألم غادة ، بغضب: بلا مكتئبة بلا كلام فاضي كل ماسببتي مشكلة تطلعي نفسك منها بهالكلام ..إنتي صايرة مرة قليلة أدب وأنا غير فخورة بنفسي أبداً على تربيتك بهذه الشخصية .. إنتِ لو ملاحظة انا دايماً أحترم مشاعرك وموضوع أبوك ما أرضى ينفتح عشانك إنتِ أكثر وحدة من بين أخوانك ومع ذلك إنتِ تضربين كل كلامي وكل مشاعر الناس في الطوف .. لما اقول موضوع يعقوب مفروض ماينطرح يعني ماينطرح .. تدري الولد جاني اليوم يقول أنا راح أطلع من البيت .. إنتِ إذا تفكرين إني بحطك فوق كل شخص في هذا البيت فأنتي غلطانة.. ترا هذا ولد أختي وأنا الي ربيته من كان طفل يعني هذا ولدي والي يزعله يزعلني .. وكلامك القليل الأدب اليوم مابي أسمعه مره ثانية حبته اختك ولا حبك ولا مدري إيش أنا مايهمني .. الي يهمني إن محد يتأذى وأنا هنا في البيت أتنفس..وإنتبهي لكلامك وثمنيه ألف مرة في دماغك قبل لا تنطقيه .. لا تفكرين إنك الوحيدة في هاذي الدنيا التعبانة والحزينة .. ترا فيه غيرك يتألمون ومتضايقين بس مايسوون مثل الي تسوينه .. إحترمي الناس إذا تبينهم يحترمون مشاعرك
أبعدتها عنها بقوة وهي تشتعل غضباً .. قامت من السرير لترمقها بنظرة غضب أخيرة وتخرج من غرفتها

تسقط الدموع من عينيها واحدة تلو الأخرى ، لم تكف عن البكاء منذ أن تكلم فهد عن والدها، وهاهي الآن تبكي مرة أخرى بسبب كلام والدتها الذي جرحها...بشدة.
###

تتبادل أطراف الحديث مع والدتها وهي تضحك .. بينما الأخرى تحدق بشدة فيس قيس ولين ..
قيس بشعر بنظرات ليلى الحادة إتجاهه التي لا تشعره بالإرتياح إطلاقاً لكنه يحاول تجاهلها حتى يؤدي دوره بأكمل وجه
قيس بتأفف: ليـن يلا نمشي
رمقه أبو سعيد بنظرة : ليش ماجلستوا شيء
قيس: لا خلاص يعني لمتى لازم تتعود على جو الزواج
ليلى بخوف: لين إنتِ قلتي حتى لو تزوجتي بتظلي تشوفيني كثير
نظر قيس لليلى متذكراً ..
لين مكملة:ليلى أختي خطي الأحمر متى ماجت متى مارحت لها ماتدخل"
بداخله" صحح البند الخامس"
لين بإبتسامة : أكييد شدعوة بس الليلة هو تعبان فلهذا يقول كذا
أم سعيد : بالضبط ليلى شفيك على الرجال ، تراه معرس وأكيد تعبان
تنظر لين لقيس بنظرة إشمئزاز حين سمعت كلمة " معرس" ، ليشيح قيس وجهه عنها بتأفف
سعيد يتحدث متحمساً والطعام في فمه: الأمسسس سمعت ليلى تبكي في غرفتها بعد العرس
ليلى تضرب رأسه بغضب وهي تضغط على أسنانها: سعييييييد يالفضيحة
لين تضحك : هاهاهايييييي تحبيني ماتقدرين على فراقي
ليلى بإحراج وغضب: ويييع أصلا مرة كنت مبسوطة وأخيراً عندي غرفة لوحدي ما أحد يزعجني فيها وأنا أرتبها وهو يخليها فوضى
لين : يحصلك أقسم بالله روميت مثلي معليييييه خليك مع سعدون لحالكم في البيت وتشوفين الإزعاج على أصوله
ليلى : ويييع سكتي ماعنده أحد غيري يلزق فيه
سعيد بغضب: إسمييييييييي سعييييييييييييييييد مو سعدون
لين تخرج لسانها لتغيظه : إلا سعدووون لأنك مثل القرد
فتضحك ليلى بخبث
سعيد بغضب: سعدوووون رجلك المنفس الي ريحته دخان الخايس القرد
لتضرب ظهره أم سعيد محرجتاً مما قاله وأبو سعيد يصرخ عليه غاضباً
قيس بإحراج وتورط نظر ناحية لين
ليلى ترمقه بنظرة وترفع النظارة لتجعلها موازية لعينيها : صح إنت مدخن ليش ما أشم فيك ريحة الدخان
لين تضحك بتورط : شدعوة ليلى يعني أكيد مابيدخن قبل مايجيكم
أبو سعيد : المهم أنا عندي إذا إنت تبي تضر نفسك بالدخان كيفك ..بس لا تدخن قدام بنتي
قيس يشعر بالغضب قليلاً والتوتر بتهمة الدخان المتجهة إليه .. لم يدخن قط ويكره الدخان لكنه مضطر لتمثيل دور الرجل السيء
قيس يهز رأسه بتأفف:يصير خير
ويضع ذراعه وراء لين بتكاسل ورجلً فوق رجل .. لتنظر له لين بإبتسامة خبث خفيفة
ليبادلها قيس الإبتسامة ذاتها ويزيلها بسرعة ليرتدي وجهاً غير مبالياً: لين تعرف تطبخ أو لا ؟
أبو سعيد بهدوء: بتتعلم إن شاء الله
قيس رفع حاجبه :إيش قصدك بتتعلم؟ بتتعلم علي إن شاء الله ؟!! أنا أبي وحدة جاهزة عارفة كل شيء من الألف إلى الياء مو أصير لها أنا فار تجارب
ليلى بسرعة : تبي وحدة جاهزة روح قدم على مكتب إستقدام خدامات
أبو سعيد بحدة : ليلى
أم سعيد لم يعجبها كلام قيس ، بهدوء :قيس ، أبو لين تكلم معك قبل ماتزوج لين .. ماكنت مصرح إن هاذي رغباتك
ليلى بغضب : أي رغبات بعد ليش تحسسوني إنه ماخذ خدامة فعلاً؟
قيس ينظر لليلى بغضب: إيه وش فيها يعني ياكون إنتِ تفكرين بعدين إلي بيتزوجك بياخذك عشانك .. مابيشتريك بمبلغ وقدره إلا عشان تخدمينه !!
تنظر له ليلى بصدمة .. لا تستطيع تصديق ماتسمعه: إذا كل الرجال نفس تفكيرك التافه ما أتزوج أشرف لي
أبو سعيد : ليلى .. الرجال يتكلمون مع بعض إنتِ مفروض تسكتين .. لاتخليني أندم إني خليتك تجلسين معنا
ليلى قامت من الأريكة متضايقة : إذا بتحسسوني إني مفروض ما أكون معاكم يالعائلة السعيدة ما يحتاج أجلس معكم
أم سعيد بهمس مسموع: الله يهديك إنت تدري إنها حساسة ليش تقول كذا
أبو سعيد تجاهلاً إياها ، راداً على قيس: إسمع ياقيس.. أنا فاهم وش تقصد .. وأنا معاك إن لازم المرأة تقدس زوجها ( تحاول لين جاهدة أن لا تقلب عينيها عند هذه النقطة) لكن البنت شوي شوي وبتتعلم .. إنت خف عليها ولا تقسى عليها وأنا واثق من بنتي إنها مرأة مثالية
لين ممثلتاً الضيقة : بقوم أشوف ليلى
قيس مسك يدها بقوة ألمتها: لا تروحين لأختك هاذي بتقولك كلام يسد البدن يخرب بيتك
أم سعيد بحدة: لين إركبي لأختك
ليفلت قيس يد لين وينظر لام سعيد ببرود يقتلها

لين تفتح الباب بدون أن تطرقه كعادتها:ليلو
ليلى تمسح دموعها بسرعة:خيييييرر إنتٍ متى يعني بتتعلمين إنك تدقين الباب قبل ماتدخلين
لين وهي تجلس على سرير أختها: كلي تبن تكفين ترا هاذي غرفتي أنا بع..سلامات تبكين عشان الا قاله أبوي
ليلى ووجهها محمر وقطرات الدموع قد جعلت نظارتها تتسخ: ماكنت أبكي
لين بضحكة خبث: هههاي نصابة نظارتك يبغالها مساحات السيارة وإنت تقولين ماكنت أبكي ..
ليلى :إفففف إيه انزين كنت ابكي مو بس عشان الي قاله أبوي بس عشانك بعد
لين رافعة حاجبها: عشاني؟
ليلى: إيه مابيك تجلسين مع هالمعتوه ولا حتى ثانية وحدة وييييييييع مقرررف مقرررف أخاف يسوي فيك شي هالأخرق
لين ببرود:إنت مع مصطلحاتك الي مادري من وين تجبينها ترا عادي شوي شوي بتعرف على شخصيته أكثر
ليلى بصدمة:قصدك على قرفه أكثر
تمسك هاتفها النقال لتري لين رسالة من أم سعيد :" إسألي لين إذا هي بخير مع قيس"
لين تنظر للرسالة ولليلى متوترة .. يبدو دورها أصعب عندما تمثله أمام شقيقتها الذكية..وهي معتادة أن لا تكذب عليها أبداً، تنظر للأسفل بحزن : مادري
ليلى تفتح عينيها على وسعهما وترمي الهاتف النقال من يديها وهي تمسك يدي شقيقتها:قللللت قللللت وش مسوي لك المعتوه قولي لي كل شيييي
لين تنظر لليلى بحزن: مادري تحسينه جاهل ما كأنه أستاذ..تفكيره رجعي بس همه .أحترميني وقدسيني واطبخي ليي ودلعيني..كأني متزوجة نسخة أبوي أستغفرالله
ليلى:ترا حتى أبوي أحسه مو بالعه
لين :إيه لأنه فاق كل التصورات..بس إسمعي خل نعطيه فرصة يعني أنا مو فاهمة شخصيته كويس أحسه لطيف شوي معي بس عصبي ورجعي عرفتي
ليلى تنظر لها بحدة: أنا مو عاجبني خير شر


###
يدخلان شقتهما منهكين من مختلف الأدوار التمثيلية الي مثلوها .. واضعتاً حجابها على كتفيها وتنظر إليه بحدة : إنت تراك يبغالك كورسات تمثيل تمثيلك زيي اللللل مابي أقول
قيس رافعاً حاجبيه: لا والله اللحين كل هالتمثيل والدخول في الكاركتر على قولتك والتعب وماعجبك تمثيلي بعد
لين:لا يعني كم مرة كنت بتوهقنا .. أدبك هذا بعده على جنب شوي لما تشوف هلى يعني ليش تبي تبوس راس أبوي ولا لما حرقتك تالقهوة ماكنت بتستغل الفرصة وبتقول لي حصل خير وهالكلام الفاضي إنت من جدك لو أحد حرقك بالقهوة بتقوله بهدوء حصل خير ومدري إيش
قيس : إيه تبيني أعطيه بوكس مثلا يطير وجهه تفكريني مثلك عوجتي يد أخوك كأنك أندرتيكر
لين تضرب كتفه بقوة وهو ينظر لها بإستغراب: ماعلينااااا إنت ماتدري إن نجحنا في حلقتنا الأولى (تنظر له وهي تحرك حاجبيها بنصر)
لينظر لها بتساؤل وهو يمسك ذراعه الذي ضربته لين
لين: خالتي سألت ليلى إذا أنا بخير معاك أو لا
قيس قطب جبينه: خالتك؟
لين فتحت فمها بتورط لثانية ..ثم أردفت ببرود:طيب ممكن إن عند عائلتي بعض الأسرار
قيس نظر لها بتساؤل
لين: واقعاً أم سعيد مو أمي .. هي خالتي
قيس رفع حاجبيه : آها يعني هي زوجة أبوك وأم ليلى وسعيد
لين أومأت بـ لا: لا .. واقعاً هي خالتي أخت أمي الصغيرة .. وأمي توفت لما كنا أنا وليلى صغيرات وبعدها خالتي تزوجت من أبوي عشانا وجابت سعيد
قيس ينظر للين ويسمعها بأذان صاغية
لين تنظر له ببرود .. أردفت: بس لا تخاف الكل عادي عنده يتكلم بالموضوع إلا أبوي مايحب يسمعنا نقول لها خالتي
قيس وهو يحك ظاهر يده متردداً: طيب عادي أسألك سؤال؟
لين وهي تجلس على أريكة غرفة المعيشة بعد أن أزالت العباءة عنها ، تقلده: لك سؤال واحد وبجاوب عليه
قيس إبتسم بخفة .. فهم إنها تقلده : إنتم تحبونها يعني ولا..؟
لين : طبعاً .. هي خالتي كانت مرة قريبة لنا من قبل ماتتوفى أمي ولكن بعد ماتوفت إضطرت تتزوج أبوي عشانا زي ماقلت سابقاً ولكننا بصرااحــة....... مو قادرين نعتبرها غير خالتي الصغيرة .. أو بالأحرى أنا الي
قيس بسرعة :فهمتك فهمتك
نظرت له لين بحدة للحظات ثم وقفت وأردفت: لا تخاف تراني مو حساسة وعادي أتكلم عن الموضوع مايحتاج تشفق علي
متوجهة ناحية الغرفة ليوقفها صوت قيس : كأنك تقصدين شيء بكلامك الي كل شوي تقولينه ليدي لين
لين نظرت إليه : صح
قيس رافعاً حاجبه : وش تبين توصلين له
لين : إذا كنت تفكر كل الناس مثلك مرهفين المشاعر يا قيس العاشق فأنت مخطأ .. محد غيرك بيفكر بمشاعر الي بيتزوجها بينما هو يحب وحدة ثانية وفي النهاية يكسر الأطراف الثلاثة جميع
ومشت متجهة نحو غرفتها تاركتاً إياه يحترق بكلامها
###



جالساً في حديقة بيت صديقه الصغيرة.. ولكن رغم صغرها فهي منعشة جداً .. تحتوي على ورود زهرية وصفراء وبنفسج .. مع نباتات خضراء تهزها الرياح بخفة فتتمايل بإتجاهها
على طاولة بيضاء بلاستيكة صغيرة فوقها إبريق شاي أبيض مُزخرف بنقوش زرقاء ، يتجاذبون أطراف الحديث بهدوء
ريان يضع كأسه على الطاولة أمامه ، بهدوء:فلهذا.. أعذرني جراح بس أنا زي ما أحبك وأخاف عليك ... أنا أحبك وأهتم في خواتي .. (مكملاً بتردد) وأخاف عليهم
جراح يُدفء يديه بكاسته وهو ينظر إلى إنعكاس وجهه في الشاي، بهدوء: مو مشكلة ..
ريان : أنا ادري إنك تفكر بدينك . بس خلاص ..إعتبره مدفوع ومابين الأخوة ديون جراح
جراح نظر لريان ، نظرته حادة دائماً: مستحيل ريان ، أنا أدري إني وحش ينخاف مني لكن أنا مستحيل أرضى أظل مديون لأحد
ريان أردف بسرعة: أنا ماقلت عنك وحش جراح ولكـ..
جراح قاطعه ، مل من دفاع ريان المتواصل: دبر لي شيء أسدد فيه الدين
ريان : بفكر لك ..( مسك صدره بألم)
جراح نظر إليه بقلق: فيك شيء؟
ريان : مو شيء مهم بس يألمني صدري من المغرب
جراح : تبي أوديك المستشفى؟
ريان : بلا أوفرة جراح كلها نغزة بسيطة
جراح ينظر ناحية ريان بقلق على الإثنين ... هل ياترى ... غادة ...؟!...

###
ينظر بضيق لرسائلهم ، تحب أن يدللها .. إبتسم وفي داخله "يالكثرة طلباتها "
يفتح صورتها الشخصية .. مُلتقطة صورة لنفسها في السيارة مرتديتاً عبائتها ظاهراً شعرها المصبوغ باللون الأحمر عندما يراها يتذكر جنون أخته غادة .. ترتدي مساحيق التجميل وتبتسم بخفة مظهرتاً غمازة خدها الأيسر الجميلة
يشعر بالشوق كلما نظر إلى وجه غلا.. أو تذكرها .. أو سمع إسمها .. أو فقط طرت على باله دون أي إستئذان
قاطع حبل أفكاره صوت هادئ يخرج من جهة الممر الذي يفصل غرفة المعيشة عن غرفة النوم ، ببجامة واسعة عليها حريرية كحلية اللون ، شعرها الأسود مسدول كالعادة على كتفيها : قيس ممكن بكره نروح السوبرماركت ؟ المطبخ يشتكي من الفراغ
قيس نظر إليها .. تبدو متعبة لكن لا تستطيع النوم
لين أردفت بهدوء: مو مشكلة أصلاً إنت مو مكلف فيني
قيس : لين .. أنا قلت لك سابقاً إني راح أصرف عليك ..بلا حركات كبرياء مالها داعي
لين تقلب عينيها : أوك
قيس : إنتِ شفيك كذا كأنك مومياء؟
لين تضحك بإستهزاء: هه.. يعني أنا مهتم ؟ لايكثـر
قيس قطب جبينه : ليـن ! ممكن تتكلمين بجدية للحظة ولا تستهزأين فيني؟
لين : لما ما تستهزأ فيني إنت الأول
قيس قام من على أريكته . أو بالأحرى سريره الآن .. ليتجه نحو لين ماسكاً ذراعها بخفة لتبعد يديه عنها بسرعة : لا تلمسني
قيس أبعد يديه .. تذكر إنه ألمها من غير قصد في منزل والدها الليلة ، أردف بهدوء: أنا آسف لأني ألمتك الليلة لما مسكت ذراعك قبل لا تصعدين لأختك
لين تنظر له بإستغراب: إنت طبيعي كذا ولا هذا بعد تمثيل؟
قيس نظر لها متسائلاً
لين ببرود: تراني مو قارورة لا مسكتها بقوة إنهارت وإنكسرت .. أنا قوية .. إذا حبيبتك ضعيفة وتعاملها كذا رجاءًا لا تعاملني أنا كذا .. في النهاية أنا شخصية في مسلسلك وبعد كم شهر راح تختفي
قيس تنهد يحاول إخفاء غضبه ، بهدوء: لين .. إلى متى يعني بتظلين تتكلمين عن هذا الموضوع ؟
لين تنظر له متضايقة: لا صرت إنت تاخذ الموضوع بجدية .. قيس إنت فاهم إنك متزوج إنسانة بس كذا كم شهر ولا مو فاهم؟
قيس: انا قلت لك لين إذا تبين راح أخليكٍ على ذمتي وأتزوجها وإذا تبين راح أطلقك و..
قاطعته غاضبة : لا يا قيس أنا مو لعبة شاريها بكم قرش تلعب فيها زي ماتبي كلام فاضي ترا الي إنت قاعد تقوله ..إذا تبين بطلقك . إذا تبين ببقيك على ذمتي ليش تحسسني إنك متفضل علي إنك تزوجتني وتركتها بينما هذا كله من إختيارك ومحد جبرك على شيء إنت الي جبرت نفسك بنفسك
نظر إليها قيس بضيق.. لا يستطيع أن يرد على كلامها بأي شيء.. كل ماقالته صحيح.. ولا أي حديث تنبسه شفاه قد يغير حقيقة الأمر
لين بغضب : تصبح على خيـ...
*يقاطعها صوت بطنها الجائع*
قيس ترتسم الإبتسامة على وجهه تدريجياً: ههههههه فلهذا مانمتي للحين لأنك جوعانة؟
لين بتذمر : الله يهدي هالبطن خرب الهيبة .. (علت صوتها بوثوق) إيه جوعانة أحد يعيش معك إنت ومايجوع شوفي كيف مطبخك فاضي يسرح فيه اللاشيء في كل مكان
قيس بإبتسامة: تدرين إن كلامك غلط مافيه شيء إسمه "نظرية الفراغ" لأن كل شيء يملئه مادة يعني فعلياً اللاشيء على قولتك أو الفراغ غير موجود لأن يملئه الهواء
لين تنظر له بإستنكار: جوعي أنا مايفهم لنظرياتك هاذي .. الواحد بطنه بيتقطع وذا مسوي لي آينشتاين على راسي
قيس: إلبسي عباتك بوديكِ أخذ لك أكل
لين إتسعت عيناها بفرح، كانها كسبت المليون : والله؟
قيس: إيه يلا خلصيني تبي أبوكِ يقتلني إذا جوعتك
لين وهي تأخذ عبائتها التي ألقتها على الأريكة عند وصولها للشقة : أصلاً هذا دورك في تمثيليتنا
قيس: إي صح هذا دوري بس مو دوري إني في النهاية أنقتل
###


يطرق الباب بهدوء... مرة ... مرتان.. ثلاث... عدة مرات لكنها لا تجيب.. طرقه أقوى فأقوى
فتح الباب فوجده غير مغلق .. تقدم بخطواته داخل الغرفة الحُندس.. شعر بالبرد القارص فور دخوله الغرفة .. يتوجه نحو سريرها.. يرفع الغطاء لكنها ليست موجودة تحته
ينظر نحو باب الحمام المفتوح قليلاً.. يستطيع رؤية النور بداخله
يفتحه ليتفاجأ بغادة جالسة على أرضيه الحمام وشفتيها زرقاء ووجنتيها وأنفها محمرين.. عيناها متسعة وهي تنظر نحو ريان بذهول والدموع تتساقط من عينيها بإنهمار .. ممسكتاً بكومة من الشعر الثلجي في يداها ، بإرتجاف: ريـان... مو راضي يوقف .. مو راضي يوقف !!!

يُتبع في الجزء القــادم...




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-06-19, 06:19 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجــزء التاســـع


"يالجــرأة الإنسان ..إنه هشُ مُحطم..لكنه يستمر بخطايــاه."



ينظر لها بتعجب وهي تأكل طعامها بشراهة كأنها لم تأكل منذ شهور عديدة:اللحين إنتٍ متأكدة إنك بتاكلين كل هذا؟؟!
نظرت إليه وفمها مملوء بالطعام، إبتلعته :إيه ليش؟
قيس أردف : لا بس يعني..برجر وبطاطس وايس كريم ..
لين وهي تتابع أكلها : بتحسدني على اللقمة يعني (محاولة أن تفتح حقيبتها) اللحين نعطيك فلوسك ولا تمن علينا
قيس : يلااا عااااد ترا بس سألت مسوية فيها حساسة ،(ينظر للطريق متابعاً قيادته إلى شقتهما) أنا بس كنت مستغرب إنك تاكلي كل هذا وقبل ماتنامين أنتم البنات ماتحبون هالسوالف
لين تنظر له بإستهزاء، بهدوء: لا تعممنا أحنا البنات بصفة من صفات حبيبتك
قيس نظر إليها ليراها تبتسم له بإستهزاء ثم تتابع أكلها دون أن تهتم ، أعاد بنظره هو الآخر نحو الطريق وفي داخله " فعلاً شتان بين غلا ولين ... وحشتني"

مكملاً طريقه ومواقفه مع غلا تٌسرد في عقله واحدة تلو الأخرى..
###

ينظر نحو باب الحمام المفتوح قليلاً.. يستطيع رؤية النور بداخله
يفتحه ليتفاجأ بغادة جالسة على أرضيه الحمام وشفتيها زرقاء ووجنتيها وأنفها محمرين.. عيناها متسعة وهي تنظر نحو ريان بذهول والدموع تتساقط من عينيها بإنهمار .. ممسكتاً بكومة من الشعر الثلجي في يداها ، بإرتجاف: ريـان... مو راضي يوقف .. مو راضي يوقف !!!

يسرع بإتجاهها ليجلس على ركبتيه أمامها ويمسك بيدِ يداها المملوءة بالشعر وبيد أخرى يتفحص رأسها ،ريان وصوته يرتجف: غـادة كيف صار..وش صار ..كيف يطيح شعرك كذا..تعبانة مريضة؟
غادة وهي تنظر إليه بعينان متسعتان ودموعها تنهمر على خديها ،ترتجف بشدة ونفسها ضعيف للغاية:مادري مادري..ريان مو راضي يوقف ..مو راضي يوقف
ريان يمسك جبينها المشتعل حرارتاً بينما أطرافها باردة كالثلج وأظافرها زرقاء كشفتيها ، معانقاً إياها لتدفئتها : لا تخافين لا تخافين ..إنتِ ليش مخلية غرفتك ثلج كذا جسمك مثلج ..
واضعاً يديه تحت ذراعيها ليجعلها تقف على قدميها : لا تخافين بوديكِ اللحين المستشفى ..بسم الله عليكِ بسم الله عليكٍ

مشى معها وهو مازال واضعاً يديه تحت ذراعيها وهي أمامه تمشي بتثاقل وهي ترتجف ..أجلسها على سريرها..أسنانها العلوية والسفلية تصتك ببعضها من شدة البرد لتصدر صوت صرير.. أطفأ التكييف ..ساعدها في إرتداء عبايتها .. ألبسها معطف محاولاً تدفئتها خائفاً من برودة جسمها الغير طبييعة البتة
حك يديه ببعضها مولداً حرارةً ..ليحاول تدفئتها بقدر الإمكان بأي تفصيل.. تمسك يديه الدافئة معصميها ليجعلها تقف لكنها سقطت مرة أخرى جالستاً على سريرها
ريان بخوف..ضربات قلبه تتسارع : ماتقدرين توقفين؟؟!
غادة ترتكز عيناها للأسفل .. أسنانها مازالت تصتك ببعضها.. شفتاها جافتان متشققتان متلونتين باللون الأزرق .. كأن جسدها موجود بدون روحها
خوف ريان إزداد يشعر إنها تفقد الوعي تدريجياً .. حملها بسرعة ..رقبتها تستند على كتفه ويداها تتدليان خلف ظهره كأنها جثة .. ركض بأسرع مايمكنه إلى سيارته

وضعها في الكرسي الأمامي حتى إذا وضع تكييف السيارة على وضع التدفئة يتوجه إليها مباشرة.. أغلق حزام الأمان عليها... إرتجل إلى سيارته ليقود بسرعة جنونية إلى المستشفى خائفاً أن يفقد توأمه ..وروحه


إستُدعي إلى مكتب الطبيب..وقع الخوف في قلبه.. تسارع نفسه.. خائفاً من أن يسمع شيئاً يُقطع روحه إلى أشلاء
جالساً على الكرسي الموضوع أمام مكتب الطبيب.. يقرطع أصابعه بتوتر
كان الطبيب واقفاً يغسل يديه ..تقدم نحو مكتبه وهو يرتدي نظارته الطبية ..بإصبعه السبابة رفع نظارته ولكنها ماتزال أسفل عينيه.. متصفحاً ملفاً طبياً
ساد السكوت لبضع دقائق.. قاطعه صوت الطبيب الثقيل وهو ينظر لريان من أعلى نظارته: إنت توأم المريضة غادة صح ؟
ريان أردف بتوتر: ايه...فيها شيء؟..ليش حطيتوا عليها ماسك الاوكسيجن؟
الطبيب وهو مايزال ينظر لريان بنفس الطريقة: لا لا تخاف .. بس أختك دخلت المستشفى ومعاها هايبوثيرميا أو إنخفاض درجة حرارة الجسم بالعربي.. وانخفض عندها الاكسجين فلهذا احنا زودانها بالأكسجين .. لا تخاف من هالموضوع .. لكن عندي بعض الأسئلة إذا ممكن
ريان : زي ماتوقعت
الطبيب متسائلاً: عرفت يعني إن صابها هايبوثيرميا؟
ريان: يعني ماعرف هالمصطلح لكن توقعت إنها تعبت من البرد فلهذا حاولت بقدر الإمكان أدفيها ولبستها جاكيت وشغلت تدفئة السيارة
الطبيب: زين ماسويت لأن الهايبوثيرميا ممكن تؤدي لفقدان الوعي والهلوسة فالتصرف السريع يقيها من هالأمور... بس يا الأخ ...؟
ريان : ريان
الطبيب: يا أخ ريان مرة غريب إن اختك تنصاب بهايبوثيرميا والجو خريفي أقرب للحار في بلدنا ..(مستنداً على ظهر كرسيه وهو يتحرك به بهدوء وبطئ) يعني وش السبب الممكن لإصابة شخص بهايبوثيرميا وهو كان في منزله فجأة ؟
ريان : آممم.. أنا لما دخلت غرفتها كانت الغرفة باردة بشكل مو طبيعي .. فـ
الطبيب قاطعه بحدة: ليش الغرفة كانت باردة لهالدرجة؟
ريان بتوتر لا يعلم مايقول , هز كتفيه: ما أدري هي حاطة التكييف على أقل درجة حرارة
الطبيب : ممكن توصف لي الي صار
ريان خاف من أسئلة الطبيب المتسلسلة: دخلت الغرفة وشفتها حندس وباردة حدها..شفت نور الحمام ودخلت وأشوفها تبكي على الأرض مصدومة وشعر راسها مالي يدينها فـ...
قاطعه الطبيب بحدة : ليش تدخل الحمام الي موجودة فيه أختك وإنت تشوف الضوء مشغل أستاذ ريان ؟
ريان نظر له بحدة: أفهم من سؤالك إنك تشك فيني يادكتور؟ ..الباب كان مفتوح جزء منه وأختي مو على سريرها ..تبغاني أوقف وماسوي شيء
الطبيب إقترب بكرسيه ناحية الطاولة ليقترب لريان ، بجدية وحدة: لأن أنا فحصت غادة والي شفته يخليني أشك يا أستاذ ولو تكون شكوكي في محلها راح أبلغ عليك
فتح ريان فمه ليدافع عن نفسه ليرفع الطبيب يداه ليوقفه ويكمل كلامه : لا تخاف ماراح أبلغ عليك لين أتاأكد تماماَ.. بس قصة سقوط شعر أختك غريبة
ريان مدافعاً عن نفسه بحدة : أنا توقعت إنه من الهايبوثيرميا
الطبيب : الهايبو ثيرميا مايسبب هالشيء.. غير هذا مايوجد في سجلات أختك إنها تتعالج بكيماوي أو شيء وحتى لو ماراح يتساقط شعرهابهاذي الطريقة بالتحديد
ريان رافعاً حاجبيه يشعر وكأن الطبيب يتكلم بألغاز غير مفهومة: مافهمت ..شتقصد؟
الطبيب : ريان أنا أشك إن أختك معنفة من قبل أي شخص منكم
ريان بغضب ، لقد جن جنونه من إتهام ليس في محله أبداً: أكدت عليك يادكتور إن محد يعنفها كيف بعنف توأمتي وأنا أحس بكل ألم هي تحس فيه .. أنا مو فاهم ليش إنت مصر على هالتفسير
الطبيب: لأني بعد ما سويت إجراءات أختك عشان تروح عنها الهايبوثيرميا سألت عن السبب لأن مرة غريب إن أحد ينصاب فيها في بلدنا خاصة مع هالجو..بلغوني بالقصة سريعاً فهنا لازم يتوجب علي فحوصات ثانية..لما فحصت راس أختك شعرها كان مقطع .. أقصد بمقطع إنه ماتساقط من الجذور زي مامفروض يحصل لو أنها كانت تتعالج من كيماوي أو شيء مثل ذلك.. الشعرة نفسها متقطعة ..هذا الي يصير للشعر لو أحد مزع شعرك
ريان عقد حواجبه بإستغراب .. صمت قليلاً : ما اعرف وش مفترض أقول لكن كان شيء مخيف لما دخلت وكل هالشعر في يدينها ..وأؤكد لك إن محد يعنفها
الطبيب نظر إليه لدقائق .. وكأنه يحاول جمع خيوط قصية مما جعل ريان يبلع ريقه بتوتر: إذا تبي الصراحة أنا حتى لو أبي أبلغ عليك ما أقدر.. لأن أختك مافيها كدمات تبين إن أحد يعنفها .. شعرها المتقطع تفصيل بسيط ماتقدر تبلغ عنه .. لكن أنصحك بأن تجيبها الصباح عشان نسوي لها بعض الفحوصات نتأكد تماماً إن مافيها شيء


###
الساعة الخامسة صباحاً..رائحة القهوة تفوح في أرجاء غرفتها..وهناك يد تربت عليها بقوة...صوته الجميل الذي إعتادت أن تحبه لكنها ترفض الإفصاح عن ذلك يرن في أذنيها بإسمها .. فتحت عينيها ببطئ وخمول .. تنظر إليه .. كيف يشبهها تماماً لكن بشكل أفضل بالنسبة إليها .. تنظر لعيناه العسليتان وبياض عينيه مًدمي.. سواد يغطي أسفل عينيه .. يبدو عليه الإرهاق .. تماماً كما تشعر
وضع يديه تحت ذراعيها ليجعلها تجلس .. ناظراً إليها بقلق.. وجهها شاحب كأنها للتو إستيقظت من الموت..عيناها العسلتيان تنظر له ببرود وذبول.. شفتاها متشققة من ليلة الأمس .. شعرها مبعثر على وجهها.. أبعد شعرها بلطف ووضعه وراء أذنيها ، بنبرة خوف وصوت مبحوح: صايرة بقطع الأنفاس تصحين .. ماكنتِ كذا صار لي من زمان أهزك وأناديك بس ماصحيتي
ناولها كوب القهوة الدافىء ..لتتناوله بين يديها وهي تنظر له بذبول
ريان مرتدياً إبتسامة صفراء ذابلة: جبت لك اياه من ستاربكس عشانك تحبينه ..عشان اليوم بنروح المستشفى أبيك تاكلين عدل( مشيراً بعينيه ناحية كيس الكرواسان الذي وضعه بجانبها وهو يحاول إيقاظها)
فتحت شفيتها الذابلتان لتخرج صوتاً مبحوحاً هادئاً: إنت اللحين مصحيني من فجر الله عشان أروح المستشفى ؟ الأمس رحت ليش أروح اليوم نزورهم يعني
ريان إبتلع ريقه: غادة..ترا أنا مانمت من الأمس صاحي أقسم بالله مانمت حتى ثانية .. خايف مادري شفيك .. أبي بس متى يطلع الفجر عشان أخذك وأوديك المستشفى
غادة: ليش ترا كلها سخونة مدري إيش
ريان : لا مو سخونة غادة.. إنت انخفضت درجة حرارتك الأمس لدرجة إنهم زودوكِ بأكسجين .. (بتساؤل متحيراً) غادة ليش خليتي المكيف كذا الأمس؟
غادة : افففف ريان سؤالك ماله داعي فعلاً وماراح أصحى لك الفجر وأروح معك مستشفياتهم المعفنة بس عشاني تعبت شوي شهالدلع
ريان مسك كتفي غادة بيديه المرتجفتين بغتةً وبقوة .. مما جعلها تنظر إليه بذهول .. ريان وهو ينظر مباشرة نحو عينيها وعينيه الحمراوتان من التعب تقول ألف كلمة : غـــادة مابي يصير لك شيء وأنا شايفك كيف الأمس وأحقر الموضوع أخر شيء يطلع فيك شيء وأنا مثل الحمار أسكت ولو انا متحرك كان ممكن تتعالجين .. أخاف تكونين مريضة .. اخاف أفقدك مرة ثانية أنا ماقدرأنا مو بهالقوة
غادة ببرود وتعب:لا تسوي نفسك مهتم ريان
ريان هزها من كتفيها مرة أخرى كأنه ييقظها مما تتفوه به:غادة لا تجيبين كلام من راسك أنا أحبك أكثر مما احب نفسي أقسم بالله إني أدعي لك في صلاتي قبل ما أدعي لنفسي انتين اذا تروحين معي المستشفى اللحين راح تسدي لي معروف
غادة تنظر له بضيق: مابي أحد يعرف
ريان أردف بسرعة: أنا اصلا جيتك مرة بدري قبل ما أمي تصحى حتى عشان محد يدري ..أنا مابي أحد يدري


في المستشفى.. بعد وأن أخيراً اقتنعت غادة .. أو بالأحرى بعد أن أصر عليها ريان ألف مرة
: غـادة
اتجهت لمكتب الطبيب بتثاقل بينما ريان إتجه بسرعه ونبضه يتسارع
الممرضة رفعت يدها بإتجاه ريان موقفة إياه: المريضة غادة فقط رجاءًا
نظرت إليها بإستغراب، بأسلوب هجومي: تراه أخوي أنا أبيه يدخل معي شدخلكم
الممرضة: هاذي أوامر دكتور أشرف
نظر ريان لها بحدة وغضب:ممكن أعرف السبب لأني أول مرة أشوف طبيب مايبي مرافق المريضة يدخل معها
الممرضة أردفت وهي تتنهد تريد ان تنهي عملها بسرعة : الأوامر أوامر يا أستاذ ، لو سمحتي تفضلي
نظرا إلى بعضهما فأشار لها ريان بالدخول .. دخلت غاضبة

كان جالساً على كرسيه يرتشف قهوة الصباح ببطئ
وقفت أمامه بغضب : ممكن أعرف ليش مدخليني بدون أخوي حتى وأنا قلت لكم إني موافقة على دخوله
نظر إليها ببرود.. وإبتسم وهو يبعد كوب قهوته عن شفتيه مما جعلها تستفز أكثر: صباح النور آنسة غادة.. تقدري تجلسين ترا مانتي معاقبة
جلست بعصبية على الكرسي وهي تنظر له بحدة لو تتحول نظراتها لنار لحرقته : ممكن أفهم كيف تحولت جيتي هنا من فحوصات لدخولي مكتب الطبيب اولا ، المفروض أنفحص بعدين أدخل هنا وتخبروني بتشخصياتكم التافهة مثلكم ولا أنتم حتى هذا الشيء ماتفقهون فيه . وليش ريان مفروض مايدخل معي أنا مواااافقة أنتم وش يزعلكم
إنتظرها حتى تكمل كلامها ثم أردف بإبتسامة:خلصتي؟
شكلت يداها بشكل قبضت وضربت مكتبه بعصبية ، لقد جعلها تجن ببروده : لا تستعبط على راسي من فجر الله
أردف والإبتسامة مازالت على وجهه: إهدأي آنسة غادة ..راح أجاوبك على أسئلتك..صح كلامك المفروض نشخصك أول بس في حالتك الأفضل مانضيع وقتك ونعرضك لأبر وأشعة وإنت ممكن تكوني في غنى عنهم .. ثانياً إجابة على سؤالك الثاني (إرتشف القليل من قهوته) عشان أبيكِ تجاوبين على أسئلتي بدون أي نوع من الخوف أو الضغط أو التوجيه
غادة قطبت جبينها : إنت شقاعد تقول؟
وضع الطبيب كوب قهوته على المكتب وإقترب بكرسيه ناحية غادة بينما هي تكتفت معلنة عدم تقبل مايجري، شبك يديه ببعضهما وهو ينظر لها بجدية :فيه أحد يعنفك آنسة غادة؟
نظرت إليه بذهول : لا طبعاً كيف طرا في بالك هالسؤال
الطبيب: ولا حتى شخص مو من أفراد العائلة؟
غادة : لااا إنت شفيك
الطبيب: أحد مجبرك إن ماتقولين شيء؟
غادة بعصبية صرخت: إنت شفيك إلا مصر إن أحد يعنفني أقولك لا لو أحد يعنفني أنا بنفسي راح أشتكي عليه مومحتاجة مساعدتكم
الطبيب ببرود قاتل: أتمنى إن جوابك هذا مو تحت أي ضغط .. غيرك لازم ينضرب حتى الموت عشان يجيبوه هنا لأن يخافون إنها تفقد حياتها بسببهم ويتعرضون لألف سين وجيم لأن بعضهم غبي جداً لدرجة إنهم يفكرون إذا جت زوجتهم أو أختهم أو أين تكن إلى المستشفى وعليها لو كدمات بسيطة إن أحنا ماراح نحقق معهم
غادة قطبت جبينها : أنا مافيني كدمات شدخل
الطبيب:تعرضتي لشجار طيب؟
غادة : أنا طول وقتي اتهاوش مع خلق الله
الطبيب: بالضرب؟
غادة: لا شايفني همجية
الطبيب تنهد : غادة لما فحصت شعرك كان مقطع لو فعلاً فيكِ شيء يخلينا نفحصك مثل ماتطرقتي إليه في سؤالك الأول راح يكون شعرك متساقط من جذوره وليس متقطع
غادة صمتت لثوان وهي تنظر للطبيب، أردفت بغصب:وأنت مسوي فيها محقق علي وماتدخل أخوي عشانك مصر إني معنفة .. وش وضعك تكذب الكذبة وتصدقها ؟
مقاطعاً إياها بسرعة: الطبيب لازم يحقق عشان يشخص آنسة غادة
غادة : خرابيط الا تقوله.. إنت طبيب صح ؟
الطبيب: نعم
غادة: خلاص إنت طبيب إلتزم بمهنتك لا تسوي علي محقق
الطبيب يكمل أسئلته وكأن جبلاً من الصبر لديه : هل ظهرت عندك أي أعراض مؤخراً؟
غادة : زي إيش ؟
الطبيب: أي عرض غريب .. سواء مؤخراً أو حتى من زمان
غادة تشد على كلمتها: لا
الطبيب: طيب من الغريب إنك تصابي بهايبوثيرميا او إنخفاض درجة الحرارة في جو مثل جونا خاصة وإنتِ كنتي في غرفتك ومنزلك.. خبرني أخوك إنك كنتي مشغلة المكيف على أنزل درجة موجودة .. ممكن أعرف السبب
غادة بغضب :كنت حرانة شهالسؤال الغبي يعني ليش مثلا
الطبيب: الإنسان الطبيعي آنسة غادة راح يدفي نفسه قبل ان يوصل لدرجة الهايبوثيرميا
غادة بلعت ريقها :أنا أبرد بسرعة متعود جسمي عالبرد
الطبيب: ليش؟
غادة بغضب من أسئلته الغبية بالنسبة لها : شهالسؤال الغبي الثاني طبيعة جسمي يعني ليش
الطبيب: تاكلين عدل ؟
غادة :اي
الطبيب: غادة تعاوني معي .. حتى لو تحسين أسألتي غبية جاريها .. لا تكذبين علي وزنك اندرويت (تحت الطبيعي)
غادة : إففف والله العظيم أكل طبيعي شفيك
الطبيب : طيب تتقيأين كثير؟
غادة نظرت إليه.. كيف له أن يعرف ، بتردد: اي
الطبيب: تقيأ إرادي أو غير إرادي؟
غادة: شهالغباء أكيد لا إرادي فيه أحد يبي يتقيأ يعني من نفسه
الطبيب:من متى التقيأ الغير إرادي معاك؟
غادة: من سنين ..يمكن ثلاث ما ادري
الطبيب نظر إليه بحدة: ثلاث سنين وساكتة عن نفسك ؟
غادة : إيه شفيك إنت أنا تلوع كبدي بسرعة وأتقيأ
الطبيب:إذا التقيأ يوصلك لمرحلة الاندرويت معناها إن مو بسبب إن كبدك تلوع بسرعة
غادة : تراك ماتعرفني أكثر مما أعرف نفسي أنا حتى دم ما اقدر أشوفه تلوع كبدي
الطبيب: ليش من الدم؟
غادة وقفت غير متحملة : إنت أسألتك غبية ألف شخص مايتحمل يشوف الدم وبعضهم يغمى عليهم وطبيعي إني أكون منهم إذا كنت تسأل سبعمية سؤال بس عشان تاخذ فلوس فطلع غبائك ومكرك هذا على شخص غيري لا تمرضني وأنا مافيني شيء .
الطبيب: أ...
قاطعته بسرعة : إذا قلت لي سؤال واحد ثاني أو أجبرتني أجلس راح أبلغ عليك
الطبيب صمت وهو ينظر لها مغادرة الغرفة بعصبية
ريان كان جالساً على كراسي الإنتظار يهز رجله بتوتر .. فور خروج غادة من غرفة الطبيب إتجه ناحيتها بسرعة بخوف: شصار ؟؟ ليش مايبيني أدخل؟
غادة بصوت عالي ليسمعها الطبيب: بس غباء يفكرون نفسهم مركز تحقيق ..خل نمشي بس صاحية من فجر الله عشان أشوف ناس مستفزة وغباء لا ينتهي
ريان بإستغراب: ليش شقالك؟
غادة : معنفة وخرابيط وإلا مصر إني مريضة أو فيني شيء لوع كبدي سبعمية مرة أقوله لا ومافيني شيء ومايستوعب صدقني هذول يبغوا يمرضوا العالم بس عشان يكسبون فلوس وإنت طحت في شباكهم ياعمري
ريان بقلق: متأكدة ؟
غادة نظرت إليه متمللة: شفيك إنت الثاني ؟
ريان : مادري غادة الوضع مقلق أخاف قالك شيء وماتبين تقولين لي
غادة : تبي إسأله بنفسك قلت لك مافيني شيء
ريان نظر إليها لثوان ثم أردف: مدامك قلتي إدخل يعني ماشخصك ولا شيء
غادة: إيه خل نطلع خلاص من هنا أكره المستشفيات
###

في بيتً متوسط الحجم.. لكنه كبير عليهما .. تغريد الطيور يملئ البيت الهادئ.. جالساً على السجادة الحمراء العتيقة المزنية بزخارف ذهبية ..يخيط رداء أمه ومازل الشاش يغطي يده المجروحة
إلتفت لأمه التي تحمل صحناً ذو رائحة زكية وشاياً مخدراً في إبريق زجاجي قد تكثف البخار في جدرانه : عاد أعذرني شلته من النار لما حسيته استوى مادري إذا تبيه إنت لهالدرجة هاذي طبختك عاد وإنت أفهم إليها
جراح نظر إليها مبتسماً بحنية : تسلمين والله آسف خليتك تنتبهين لها عالنار ..
قاطعته وهي تجلس بجانبه : لا لا إنت مسكين جالس تخيط لي ملابسي وطبخت الفطور.. أنا بس راقبتها على النار وش سويت يعني .. (ابتسمت اليه وهي تنظر ناحيته ) ماشاء الله عليك طبخك كأنه طبخ المطاعم والشاي حقك ألذ من الي أسويه ألف مرة
جراح إبتسم ونظره متجه ناحية الرداء الذي يخيطه : شدعوة يمه مافي أحلى من الشاي الا تسويه
أمه وهي تتابع كلامها كأنها تريد قول شيء آخر: لا يعني إنت طبخك مشهي .. تعرف لحركات هالجيل إلي كل يوم يروحون لمطعم جديد.. تزين أطباقك وكل هالأمور
نظر إليها جراح: يمهفيه شي تبين تقولينه؟
أم جراح : جراح حبيبي .. إنت من وين تجيب الفلوس
جراح : يمه قلت لك ماعليك مني أنا أدبرها
أم جراح : إنت ماتعبت وأنت ماخليت تطبيق إلا واشتغلت فيه ياعيني .. شغلة السياقة هاذي تشغلك عن بنيانك لنفسك
جراح : وش تبيغي أشتغل أماه وأنا لا شهادة ولا هم يحزنون ..إذا أنا مقصر قولي لي ..أنا آسف بـ
قاطعته بسرعة: لا لا لا إنت مو مقصر عليي... (أكملت بهدوء ) إنت مقصر على نفسك
جراح نظر إليها لثواني، أردف بحدة : أنا مايهمني .. إنتِ تهميني وأنا بالطقاق
أم جراح: جراح أترك عنك المسلسلات الخليجية وإسمعني عدل
جراح نظر إليها متسائلاً
أم جراح :إنت حتى حلا تعرف تسوي
جراح تنهد : يمه إنتِ وش تبين توصلين له بالضبط مو قادر أفهم
أم جراح بجدية: إسمع جراح أحنا إنهدمت حياتنا لعدة سنين ومو معناتها إن أحنا لازم نكمل في حياة مهدومة .. إنت لازم تكون نفسك وتشتغل بكرة بتصير معرس وبتحتاج تزوج ..غير أمور الحياة الي صارت تكالفيها تقطع الأنفس وأدويتي الي ماتخلص وفواتير وحوسة
أم جراح : قلت لك أماه ماعندي شهادة من بيوظفني غير إني مسجون وحالتي حالة (نظر للأسفل بضيق) كنت خلاص في حلمي ومتخصص هندسة آخر شيء راح الحلم بلوشي مالحقت حتى اتهنى فيه
صرخت أمه وهي تضرب رقبته بقوة لينظر لها مصدوماً: يلاااا عاد مالحقت اتهنى وحلم ضاع ومدري إيش والله ماخليك تشاهد تلفزيون إذا بتتأثر لي بمسلسلاتهم الخليجية هاذي.. إسمعني بس وخلي عقلك متفتح ..الي يستخدم عقله صح مايضيع،الشهادة مو كل شيء لكنها فعلاً مهمة..أنا أبيك تكمل دراسة.. وأدري صعب إنك تصير في جامعة حكومية بعد كل هالسنين لكن تقدر تشتغل وفي نفس الوقت تدرس.. لا تفكر إن فيه شيء بيجيك على طبق من ذهب والي يجيهم شيء على طبق من ذهب يكون أبوهم هو الي تعب وكرف .. إنت شباب وبيدك تغير حياتك بيدك.. لازم تبدأ تغير كل شيء في حياتك وتحسنها للأفضل .. وأنا أشوف إن مشروع المقهى بيكون ناجح إلك
كان يصغي السمع لها لكن ما إن نطقت بآخر جملة فتح عينيه على وسعيها مصدوماً: يمه من وين لي الفلوس بالله عشان أفتتح كوفي وسالفة
أم جراح بجدية : ورث أبوك الي ماتحرك للحين
جراح بغضب : والله ماخذ منه شيء هـ
قاطعته : جراح أترك عنك العاطفة على جنب.. إسمع كلامي ولا تتجرأ تضيع عليك الفرص الي تجي لك في حياتك .. إنت ماتبي تاخذ ورث أبوك عشانه خرب حياتك؟ ليش ما تاخذه عشان يصلح لك الباقي من حياتك ؟ ..الشيء الوحيد إلي بتسفيده من أبوك الي خرب حياتك هو وورثه
جراح نظر إليها لثوانِ بصمت ..متفكراً بما تقول :لكن يمه ترا ورثي لحاله مايكفي..(أشاح وجهه بعيداً) كنسلي الفكرة كنسلي الفكرة
أم جراح بغضب: جراح تراك جننتني .. ماتوقعتك كذا ماتبي تتعب على عمرك وتحرك مخك شوي .. ( وهي تضع سبابتها على جبينه وتدقها ) هذا إلي بيعيشك .. هذا نقطة البداية.. إذا فكرت بكل التفاصيل ماراح تكون الفلوس عائق لتلك الدرجة.. أنا بعطيك حصتي من الورث
جراح بسرعة : لا لا لا
أم جراح : وش بسوي فيها أنا يعني؟ هذا إنت تصرف علي وكل الي أحتاجه أكل وشرب وكم من دواء
جراح: لا لا هاذي حصتك ما أسمح لنفسي أخذ منها شيء
أم جراح : عاد سمحت لو ماسمحت أنا وش دخلني بسماحك أنا راضية.. في النهاية إنت لا فتحت هالمشروع راح تربح وتصرف عليي
جراح نظر لها لثوانِ مفكراً.. أردف بهدوء: كيف بتكفي الفلوس أسوي مشروع وأدرس في نفس الوقت؟!
أم جراح : إدخل دبلوم في البداية ..الدبلوم مابيكون غالي ترا.. وفي نفس الوقت تكون فتحت مشروعك وتشتغل.. لا تاخذ مكان كبير في البداية.. فيه مكان أنا أعرفه توه راعيه طلع منه وبيغير محله لمكان ثاني.. إنت إستأجره .. مابيكون بذيك التكلفة لأنه مو بذاك الحجم .. لكن في نفس الوقت حجمه مناسب ..أدري إنه تعب ولازم توازن وقتك وبتكون حياتك كلها لشغلك ودراستك .. بس الذهب مايطلع بدون حفر جراح ..إنت لازم تكون عصامي وتبني حالك بحالك
بقلق : وإنتِ؟ كيف أخليكِ لحالك؟
أم جراح : أنا بجي معك وقت دوامك في الكوفي وذا مالي خلق عاد بجلس في البيت
جراح:وإذا مانجح المشروع؟
أم جراح إبتسمت: بينجح أنا واثقة فيك
جراح كرر : وإذا مانجح ؟
أم جراح : الله مايسكر حاجة في وجهك إلا ليفتح لك الأحسن منها
جراح صمت وهو ينظر لأمه بعمق.. لطالما كانت ثقتها بربها واسعة . لطالما طمئنت قلبه بذكر الله .. وإن توكل على ربه سوف ينجح .. لطالما كانت قدوته ووطنه الأول والأخير.
###
تنظر له وهو يقود عائداً لشقتهما .. اليوم كان مميزاً جداً.. تشعر وكأن روحها قد عادت إليها.. منذ أن إستيقظت من النوم تشعر وكأن فهد عاد إلى طبيعته التي عرفته بها..حضر لها الفطور وبجانبه وردة عطرة وجلبه لها إلى السرير..خرج معها لمطعم على الغذاء.. إشترى لها قهوتها المفضلة ومشى معها بجانب البحر .. قبل يدها كثيراً.. وتغزل بها كثيراً..كان هناك سؤال واحد لم يتوقف عن سؤالها إياها منذ أيام : كيف بعدك تحبيني على تصرفاتي معك؟
لكنها كانت دائماً تخبره بأنها تحبه ...
###

حان وقت غروب الشمس.. وحالهما على نفسه.. هو في غرفة المعيشة وهي في غرفتها .. يتقابلان فقط عندما هي تخرج لشرب الماء أو شيء كهذا.. ولكنهم لم ينطقا كلمة واحدة لبعضهما طوال النهار..
واقفة في الممر الذي يفصل غرفة المعيشة والمطبخ عن غرفتين النوم و الحمام
متكتفتاً وهي تسند ذراعها الأيمن على الجدار .. تنظر له مندمجاً مع التلفاز
لا يتحادثا مع بعضهما البعض عندما يكونان في شقتهما.. عندما يخرجان من شقتهما يتشجاران كثيراً لكن على الأقل بينهما تواصل.. لكن عندما يكونان في شقتهما... يتحولان لشخصان منعزلان غريبان عن بعضهما.. يتحاشون النظر لبعضهما .......قليلة هي الكلمات التي يتبادلونها... بل نادرة.

نطقت بهدوء: تراك وعدتني بتوديني السوبرماركت ..الشمس بتغرب وإنت ماوفيت بوعدك
لم ينتبه لوجودها طوال الوقت كان مندمجاً مع التلفاز.. نظر إليها .. متكتفة وهي تنظر له بإنزعاج.. تبدو كالطفلة التي تطالب بشراء الحلاوة.. خاصة مع قصرها وعينيها الواسعتين
: لا ما أخلف وعدي.. يلا روحي بابا البسي عباتك وبوديك
لين : تستعبط إنت ووجهك ؟
قيس: لا بس أنا أستعبط وجهي مايستعبط
لين تقلب عينيها : ويع الظرافة القاتلة

في السيارة..
ملصقتاً وجهها ويديها في زجاجة النافذة بإندهاش وهي تنظر لغروب الشمس بذهول: شووووف كيفففف السماااااا تجننن
قيس ينظر لها بنصف عين:أول مرة تشوفين غروب شمس في حياتك؟
معتدلتاً بجلستها : إنت ليش كذا هادم اللذات؟ ليش ماتعيش جمال اللحظة؟
قيس متابعاً القيادة ونظره نحو الطريق :لأني معك
تنظر له لين بتقرف: وييييييييييع أنا الي ميتة أجلس معك يالسخيف
قيس: إيه حاصل لك
لين : وييييييع على إيش حاصل لي؟ على ثقل دمك ولا على سخافتك الي ماتخلص
قيس: طالعي غروب الشمس بس وإنتِ ساكتة
لين : حط لي شيء أسمعه بس يروقني بعد ماسمعت صوتك الي يهز البدن
قيس : ماعندك يد؟
لين : يا الله مستفززز مستفززز
وضعت أغنية أجنبية ووضعت الصوت على أعلاه وترقص على أنغامها
هز رأسه نفياً غير مصدقاً لما تفعله
غير الأغنية إلى أغنية هادئة حزينة
لين تنظر له بتقرف: إنت ليش كذا حاط لنا حزن وكآبة .. الحمدلله إني ماراح أظل زوجتك تكأب لي حياتي
قيس ينظر لها بينما هي تغير الأغنية لأغنية مزعجة مرة أخرى
بصوت عالي : أنا الي الحمدلله مابظل متزوج بطفلة
لين : طفلة بعينك تراني في الجامعة
قيس وهو يطفأ الأغنية لأنهما وصلا لوجهتهما .. خارجاً من السيارة: إنتِ شايفة طولك كأنك سنفورة
خرجت مسرعتاً من السيارة لترد عليه : أنا مو قصيرة أصلاً إنت قودزيلا
دخلا السوق المركزي وهما مايزالا يتشاجران
إتجها ناحية رقائق الذرة ..
تشير له لكرتون من الرقائق في أعلى رف : أبي هذا
قيس ينظر لها : طيب؟
لين بدون ان تنظر له ، غير مبالية: جيبه لي
قيس ضحك بقوة مستهزئاً : جيبيه إنت يا الطويلة
لين : أقدر ترا بس أبيك تسوي خير في حياتك شوي
قيس بإستهزاء رافعاً حاجبيه: والله؟ ... والله لو تقدرين تاخذينه من فوق بدون مساعدتي لك ثلاث مية ههههههههههههههههههههههههه ه
لين تنظر له بحدة .. تنتظره إلى أن ينهي ضحكه
إنتهى من ضحكه وهو يمسك بطنه وينظر لها .. تتحول ضحكته لإبتسامة : شفيك؟
لين بحدة وتحدي : إنتظر هنا دقيقة بس
قيس ينظر لها بإستغراب وهو على نفس حالته

وصلت بعد دقيقتين بمكنسة ذو عصاة طويلة .. نظر لها بذهول وعينيه تكاد تخرج من مكانها ..
تنظر له بتحدي وهي ترفع العصاة نحو الكرتون الذي في اعلى الرف لتسقطه بحضنها .. ثم تنظر له بإبتسامة مكر
قيس بصدمة : يابنت اللذين
لين تمد يداها نحوه :
Money money
قيس غاضباً: مايصير مايصير
لين: إيش الي مايصير إنت الا قلت بدون مساعدتك فقط ماقلت بدون مكنسة
قيس تناول محفظته من جيبه وهو ينظر لها بغضب وهي تضحك بمكر ليناولها نقودها
: فشلتينا رجعي المكنسة مكانها يالسنفورة
أعادتها مكانها وهي تضحك وهو يمشي معها غاضباً

قيس: يلا خلصينا خذي الي تبيه
لين تضحك: طيب ريلاكس كل هذا عشاني فزت في التحدي
قيس: لا أنا روحي رياضية أصلا
لين : امم واضح هههههه .. والله لأفلسك بعدي ماخذيت شي
قيس: كل هذا حاقدة علي؟
لين: وأكثر ياروح أمك
###
خرجت من الحمام بعد إن إستحمت .. مرتديتاً بجامة وردية حريرة وشعرها المبلل تحاول تجفيفه بالمنشفة.. توقفت تنظر بذهول.. هناك طاولة متوسطة الحجم قد جلبها فهد لغرفتهما ووضع كرسيين خشبيان أيضاً.. محضراً العشاء مع ضوء الشموع
تنظر له بذهول ليبتسم لها
غزل تتقدم له وهي محرجة : كان قلت لي بتسوي عشا رومانسي وحركات كان كشخت ولبست فستان مو كذا بالبجامة وشعري مبلل وبدون مكياج ..
قاطعها وهو يسحب يديها بإتجاه الكرسي الذي هو خلفه ليجلسها عليه : إنت حلوة مثل ما أنتِ مانبي نضيع وقت
غزل إستغربت من "مانبي نضيع وقت" أي وقت يقصد؟
فهد مقدماً ناحيتها الأطباق الذي حاول مجتهداً أن يصنعها بيديه : تدرين إني أفشل في الطبخ بجبت بعد أكل من المطعم إحتياطاً عشان لا تموتين من الجوع
ضحكت وهي تتناول مما صنعه : على الأقل بسرح شعري أضحك
أزال المنشفة من شعرها .. لطالماً أحب عليها الشعر الأشقر خاصة إنه يتناسب مع عينيها الزرقاوتان.. لكنه كان دائماً يتذمر ويخبرها بأنها من المفترض أن تبقي شعرها الكستنائي الطبيعي كما هو .. وإنها تحاول التصنع عندما تصبغه
أخذ المشط وسرح شعرها .. توقفت عن الأكل مذهولة وفي نفس لوقت مسرورة بخجل .. تشعر بحنيته وهو يسرح شعرها بهدوء
قبل رأسها فأرتسمت الإبتسامة على وجهها.....لكنها زالت بعدما طالت قبلته على رأسها
إبتعد عنها بطريقه نحو كرسيه ... تنظر له يبدو على وجهه الضيق.. لا تفهمه البتة .. جلس على كرسيه ليبتسم لها مجدداً .. وهو يتناول من جيبه كرتوناً مربعاً صغيراً.. مغلفاً بالأبيض مع شريطة سماوية .. أعطاها إياها بعد أن قبل يداها للمرة التاسعة والتسعون في هذا اليوم .. .. كان عقد ناعم جميل من الذهب... شكرته لترتديه فيقوم بسرعة ويضعه هو على عنقها بنفسه بعد أن أبعد شعرها إلى الأمام...
قبلها في رقبتها .. لا تدري لماذا تشعر بشعور سيء يخالجها .. من اللا إهتمام الى الاهتمام بكثرة .. شيء مريب
عاد مرة أخرى لكرسيه ليتناول معها الطعام وهو يضحك ويتغزل في جمالها..
###

خارجتاً من غرفة الغسيل ..لتتوقف عند الباب بعد أن رأته..كان حاملاً سلة ثيابه المتسخة ليغسلها ..إبتسم لها فأبتسمت له هي الأخرى إبتسامة صفراء
تبادلا.. هي خرجت من الغرفة بينما هو دخلها .. كانت سوف تعود لوجهتها لكنها إستادرت مرة اخرى لتنظر إليه وهو يضع الملابس في آلة الغسيل
بتردد:آممم يعقوب..؟
إستدار لها يعقوب لينظر لها منتظراً سؤالها
مرام تنظر للأسفل ووجهها مُحمر:آممم بالنسبة لكلام غادة ..عن..عن إني احبك وكل هذا ..(نظرت إليه مترددة أن تكمل)
يعقوب نظر لها بضعة ثوان ثم انفجر ضاحكاً مشيراً بيديه :أدري إنك ماتحبيني أصلاً أنا أعتبرك أختي الصغيرة لا أكثر وإنت تبادليني نفس الشعور
إتجه نحوها ووضع يداه فوق رأسها :لا تخافين مافهمت شيء خطأ
ثم عبر من جانبها لغرفته .. تاركاً إياها متسعة العينين بصدمة : أخـ...تك الصغيرة؟!
###
أقنع ريان غادة أن تعتذر لوالدتها عما بدر منها في زيارة لين الأولى لهم ..عما قالته عن مرام ويعقوب..قبلت منها الإعتذار لتعود مرة أخرى لغرفتها ..أخبرتهم إنها سوف تذهب للنوم
كان مايدور في بال توأمها" نومها كثير هذه الأيام...وبالكاد تستيقظ عندما نحاول إيقاظها..هل يجب علي القلق عن هذا أيضاَ؟!"
###

إستيقظت بعد أن تباعدت الستارة عن نافذة الغرفة وأزعجها نور الشمس..فتحت عينيها ببطئ لترى بصورة مشوشة حقائب سفرٍ مُجهزة على الأرض..
إعتدلت بجلستها على السرير.. نظر إليها فهد الذي جلس على الأريكة بعد فتحه لستارة النافذة
حكت عينيها وهي تبتسم ، بصوت مبحوح: سفرة مفاجئة؟
فهد بهدوء تام وهو ينظر للامام دون أن يلتفت إليها : جهزت شنطك
غزل وهي تمد ذراعها وتقرطعهم:وين رايحين؟
فهد على نفس حاله: بيت أهلك
سقطت يداها فور سماعلها للجملة.. نظرت إليه بذهول
وجهه متسم بالجدية..نظرت إلى أرجاء الغرفة لتنتبه إن كل أغراضها الشخصية قد أزالت
وقفت بقدميها الحافيتين على الأرضية الباردة وهي تتقدم له بذهول : ليش؟ وش صار ؟
فهد لم ينظر لها
أدارت وجهه إليها وهي تمسك ذقنه .. أبعد يديها بهدوء وهو ينظر لها بحدة : أنـا عقيـم

وقع صدى كلمته عليها كالثلج .. فتحت عينيها بذهول .. ساد الصمت لعدة دقائق ..كل مايسود الغرفة هو صوت تغريد العصافير
فهد : حاولت أكرهك فيني طول الفترة الماضية لكن مانفع..حاولت إنك تكرهيني وتتمني فراقي لكن مانفع .. حاولت إني أقسي عليك ..أشك فيك.. أؤذيك.. أتجاهلك..ما احترمك .. ما أهتم فيك..مايعجبني شيء فيك.. كل شيء مانفع .. فلهذا..لازم أستسلم لحقيقة إنك تعرفين هالسُر ..إلي أحتفظت فيه لنفسي..إنتِ تستاهلين شخص قادر إن يعيشك جو العائلة ..وأنا ماقدر أوفره لك.. لذلك أنا آسف غزل... إنتِ طالق



يُتبع في الجـــزء القـــــادم..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 02:37 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجـــزء العـــاشـــر


"لــو كان ينبغي علي أن أقابلك بعد سنواتِ طــوال، فبأي طريقة ينبغي علي أن أرحب بك؟
بالصمت والدموع."
جورج غوردن بايرون


تنظر له وحدقتاها متسعتان..نبض قلبها يتسارع تسمعه في جميع انحاء جسدها.. هل هي الآن تحلم؟!..أم إن هذه حقيقة سوداء تواجهها
قبضت يديها التي ترتجف.. أحمر وجهها ..سقطت الدموع على خديها ..صرخت باعلى صوتها وهي تنظر إليه: إنــت أنانـــــي!!!..إنت أنانــي!!! على أي أساس تقرر بوحدك هذا الشيء ..إنت حتى ماقلت لي عن هالموضوع!!
وقف فهد متوجهاً إليها يحاول إسكاتها قبل أن تجعل الجميع يستيقظ من صراخها ..أبعدت يديه بقوة وهي تتابع صراخها :مو على كيفك تقرر إن هذا الشيء سُر..ليش لازم كل شيء يمشي على مزاجك..ليش تخبي عني كل شيء ..ليش تخبي عني كل شيء كأنك ماتثق فيني كأني مو زوجتك..ليش تخاف من ردات فعلي ليش ماتعطيني الفرصة إني أعطيك ردة فعل ليش لازم تتصرف بأنانية وتطلق قبل ماتقول لي الموضوع وتعرف رأيي
فهد يحاول مسك معصميها وهي تحاول الإفلات منه :غزل هدي..
غزل تبتعد عنه للوراء بقوة حتى كادت تسقط : إنت دايماً كذا.. دايماً تتصرف كأنك تعيش مع نفسك ..تنسى إن عندك عائلة او أشخاص يحبونك .. دايماً ماتقول لنا شيء وتروح تتصرف بطريقة مختلفة عشان تبعدنا عنك بدال ماتتكلم معانا كشخص طبيعي ..تقدر ببسطة تتناقش وتقول إلي فيك بدون ماتتصرف بوحشية وهمجية عشان أكرهك ..تقدر تقول لي مشكلتك ونحلها سوا مو لازم تختار الحل بنفسك وتصنع مشكلة ثانية يا أناني وتطلقني
فهد ينظر لغزل بصدمة.. إشتظ غضباً هو الآخر وصرخ مُحمر الوجه: هذا عـشـانك ياغبيـة!!! ماتبين تصيرين أم؟؟ ماتبين تعيشين الأمومة؟!؟! أنا أعطيك فرصة..
صرخت مقاطعة إياه: خلي فرصتك لنفسك..ماطلبت منك أي فرص...(تتابع والدموع تنهمر من عينيها وهي تصرخ) أنا أحبك وهذا يكفيني
فهد : كلام فارغ ... كل الي تقوليه اللحين نتيجة عدم نضجك.. عدم فهمك للموقف بجميع تفاصيله.. الحب مايكفي ولا تكذبين على نفسك ..بعدين بتفهمين..بعد عشر سنين لما ألاقيك صدفة وأشوف عندك ولد في المدرسة وإنتٍ مستمتعة وإنت تربينه ..وإنت تخافين عليه وتحبيه وتحبين تفكيره..ويمكن يكون عندك غيره أو حامل ..لما تستطعمين الأمومة بتفهمين..إنت ِ اللحين مو مستوعبة شيء
غزل بصراخ: إلا أفهم
فهد صرخ :ماتــفـــهـــمــين!!!! إنت غبيــــة؟؟؟ إنت غبية مجنونة؟؟؟ ليش لازم تفكرين بعاطفتك بس؟؟؟؟ فكري بعقلك !!!! ليش تفكرين بالحاضر ماتفكرين بالمستقبل!!! ليش العاطفة تغلب عليك دايم ليش!!!
صمتت وهي تنظر له والدموع تسقط من عينيها..سقطت على الأرض حاضنتاً ركبتيها إلى صدرها..خبأت رأسها بين ذراعيها وهي تشهق من البكاء بصوت عالِ..
واقفاً ينظر إليها وصدره يصعد ويهبط بسرعة بعد كل الصراخ الذي حال بينهما..
تقدم خطوة واحدة.. ثم توقف متردداً لثوان..تابع طريقه بهدوء ناحيتها .. جلس أمامها ..ليُظهر وجهها ناحيته .. كانت عيناها الزرقاوتان ممتلئة بالدموع ..
فهد بهدوء:غزل...
نظرا لبعضهما لثـوانِ..
غزل بصوت مبحوح هادئ: بسألك سؤال واحد .. بيحدد تصرفي اللحين

إنت تحبني أو لا؟
ينظر لها .. يود لو تشق الأرض وتبلعه ولا تسأل هذا السؤال.. ربط جأشه..تحولت نظرته من الحنية للقسوة:لا
نظرت إليه لثانيــة.. تحولت نظراتها الحزينة لحادة.. مسحت دموعها من على خديها بمعصميها بقوة وبسرعة .. وقفت بسرعة وإتجهت ناحية عبائتها
أخذت حقيباتها ليبادر فهد بوضع يده فوق يدها لمساعدتها ..تبعد يده بقوة وبسرعة..بصرامة: لا تلمسني أنا ما أحل عليك!
قبض يديه : طيب أتركيهم بحملهم عنك
أردفت بسرعة وهي تنظر له بحدة: ما يحتاج أتطلق وتطردني بعد بحملك لشنطي..أنا بحملهم ما أحتاج لمساعدتك!
خرجت من الغرفة بسرعة دون أن تنظر إلى الوراء ..لحقها ليوصلها

كانت غرفة المعيشة خالية.. لكن لا أحد يعلم إذا كان أحد من الذين يقطنون هذا المنزل قد إستيقظ من صراخهما ..
وصلت عند الباب وأخرجت حقائبها
فهد: أركبي سيارتي بوصلك
بحدة دون أن تنظر إليه: لو يحتضر ولدي الي بتشوفه معي صدفة بعد عشر سنوات ماراح أركب معك سيارتك!
أغلقت الباب في وجهه بقوة ..تاركتاً إياه مصدوم متسع الحدقتين

###

فتحت الستائر..أطفأت التكييف.. تحاول إبعاد الغطاء عنه لكنه يمسكه بقوة... بالكاد أزالته عنه لكن ذلك أدى لسقوطها على مؤخرتها ... كل صراخها لم ينفع معه .. سحبت الوسادة من تحت رأسه وضربته بها وهي تصرخ
ضربت وجهه بها فتناثر شعره على وجهه: وااااااااااجاااااااع إنت ماتصحى حتى لو قامت الحرب
فتح عينيه بإنزعاج وركل فخذها كردة فعل .. سقطت على الأرض للمرة الثانية وهي تصرخ متألمة.. فتح عينيه على وسعيها وجلس على الأريكة بسرعة.. لينظر إليها ساقطة على الأرض بعد ركلته المدمرة .. مد يديه لها وهو يوقفها على قدميها ويعتذر
لين بإنزعاج :أحد يعامل أنثـى كذا؟!! ماخذة مصارع وأنا مادري..وش ينسب لك اندرتيكر؟
قيس يلقي بجسمه على الأريكة مرة أخرى وشعره المبعثر يتحرك معه: زوجتي
لين :وييييع يا شين الكلمة من فمك.. بعدين كل هالأنوثة وتقول عني أندرتيكر ..روح أفحص نظرك ياعيني
قيس ضحك بإستهزاء: أي انوثة يرحم لي والديك.. أنا أشوف قدامي طفلة بنت أربع سنين.. هذا طول وجسم أنثى هههههههههههههههه
لين ألقت عليه الوسادة للمرة المائة : تأدب ولا صدقني بلبس عنك عباية
قيس بنصف عين: اللحين هذا تهديد يعني؟
لين بصرامة: إيه
قيس : اوه واو بيأثر يعني ..إخلصي ليش مصحيتني في آخر يوم أجازة الواحد ماياخذ راحته يعني
لين واضعة يديها على خصريها: بالضبط فلهذا مصحيتك.. أبيك تسوي لي فطور وتوديني المكتبة
نظر لها بإستنكار من رأسها لأخمص قدميها.. وهو يشدد على كلماته: تــســوي لــي؟؟؟فطور؟؟....ليش مستقدمة على خدامة ليدي لين
لين: والله ياليتك خدامة ولا انت زوج بالأسم بس
قيس:فاضي لك أنا قومي سوي لنفسك
لين : ما أعرف اطبخ وبموت من الجوع
قيس: لا والله؟ نسيتي بند الي كل واحد مسؤول عن نفسه واثنينا نتشارك بمهام البيت ولا البنود تمشي علي أنا بس؟
لين تكتفت وهي تنظر له بإنزعاج.. أخرجت لسانها ومضت نحو المطبخ
قيس صارخاً لتسمعه: جليس أطفال أنا مو زوج
لين بنفس النبرة:خــســئت

###

خرج وهو يغلق أزرار قميصه وهو عند المسافة الفاصلة بين غرفة المعيشة والمطبخ..كان المطبخ في وضع مزري كأن عاصفة مرت به ..كانت واقفة هٌناك عند الفرن تلعن وتشتم البيض لأنه إحترق...إقترب ناحيتها ليطل برأسه ناحية البيض الذي تحول إلى فحم .. إنتفخ وجهه بالهواء محاولاً كتم ضحكته..حتى نظرت إليه نظرة غاضبة فأنفجر ضاحكاً ..
أردفت بعصبية: البيض الي شاريه معفن بسرعة يحترق
قيس وهو مازال يضحك:ههههههه والله إنتِ الي ماتعرفين تطبخين وإلا مافيه نوع من البيض يحترق بسرعةهههههههههه
لين :إيه ماعرف أطبخ شسويلك يعني..مبسوط يعني كأنك قايل معلومة جديدة
قيس وهو يدفعها بكتفه بعيداً عن الفرن وهو مازال يضحك:بعدي بس ماتعرفين إلا تاكلين هههههه
ركبت على كرسي صغير أصفر اللون لتجلس على الرخام الذي بجانب الفرن ..لينظر قيس للكرسي الصغير ويضحك مرة اخرى
لين:إففففف خلاااص لا تضحك
قيس وهو يضع البيض في مقلاة أخرى : بموووووت تركب على كرسي مثل الأطفال لهدرجة ههههههههههههههههههه
لين وهي تقضم الخيار : متنمر
قيس :إنتِ تفشلين وصلتي لهالعمر وماتعرفين تطبخين
لين بثقة: شسوي ..الله ياخذ ويعطي...يعني أنا الله عطاني الجمال بس أخذ مني معرفة الطبخ
قيس مستهزئا:إلا عطاكِ الجمال واخذ منك العقل
لين نظرت إليه بإبتسامة خبيثة وهي تقرب وجهها إليه :إمممم شكراً على المدح والإعتراف بأني جميلة يازوجي العزيز
قيس إحمر وجهه ..ينظر للبيض الذي يقلبه ويردف بسرعة: ويييييع خسئتٍ على قولتك
لين بنظرة خبث وهي تضرب كتفه :بعد صرت تاخذ من كلماتي والله بسرعة طحت في شباكي
قيس ممثلاً التقيؤ :إنتِ مايحبك إلا أندرتيكر على هاليد إلي عندك..أمزح نسيت إنك اندرتيكر بنفسه بس قصير
لين :شايف نفسك علي إيش ياليدي قاقا؟
قيس وهو ينظر لها ببرود: ليش ماقالوا لي إنك طفلة طويلة لسان لما أخذتك كبيبي سيتر (جليس أطفال) ؟ ( بنبرة كانه يتحدث مع طفلة) قولي شكراً بسرعة لأني سويت لك الفطور ولا إنتِ ماتستاهلين ..ماخذ لك عشاء نص الليل وموديك السوبرماركت وشاري لك الدنيا وعاطنك ثلاثمية ولاقلتي لي شكراً..بسرعة قولي
لين :وييييع ماباقي إلا تمنني... مستحيل كبريائي مايسمح لي
نظر إليها ببرود...تنظر له بحدة
مد ساقه ببطئ ناحية الكرسي الصغير الأصفر...ركله بقوة بعيداً عنها ..ثم ذهب بعيداً لغرفة المعيشة ببرود
تصرخ عليه بغضب: قــــيس يالنذل !! كيف بنزل اللحين!!!
قيس بصراخ: خلي كبريائك ينفعك!!
لين :قيسسسسسسسسس
قيس ممثلاً إنه لا يسمع
لين:قيسسس جيبه بسرعععة
قيس وهو ينظر للتلفاز: قولي شكرا
لين :لاااااااااااااا
قيس: قولي شكراً
لين :تحلم
قيس : بتخسرين الفطور والمكتبة وإنتِ جالسة هناك مثل القردة معلقة عشانك بس ماقلتي شكراً
لين بغضب:أكــرهك شُكراً
لف رأسه ناحيتها ببطئ وهو يبتسم بمكر..
تقدم إتجاهها وهو يمسكها بخفة ويضعها على الأرض : ليييييش حملتني قلت لك جيب الكرسي مو تحملني
قيس وهو يتوجه نحو الأريكة: كذا نتعامل مع القرود البيبي..مايعرفون يتسلقون ولا يعرفون يستخدمون الكراسي هههههه
###

صرخت في وجهه غاضبة بعد أن ألقى الخبر على مسامعها:فـهــد وش هاللا مسؤولية إلي عندك هذا جزاء البنت إنها تحبك؟
فهد غاضباً يعلم إن ردة فعل أمه سوف تكون كهذه..لكن مافيه يكفيه: يمه مانتناسب سوا ليش أخليها على ذمتي إذا بتتوفر لها حياة أفضل مع شخص غيري
أم فهد:غبائك..تحبك أقولك البنتتتت تحبك...إنت ماعندك مشاعر ولا كيف ...كيف تطلق البنت عشان مصلحتها شهالكلام الفاضي...أنا طفشت منكم أبناء مايجيبون إلا الهم وقصر العمر..أحاول اهتم فيكم وأربيكم واحد واحد فيكم لكن كلكم مجانين وبتجننوني معكم
ألقت بنفسها على الأريكة واضعتاً يدها على جبينها بهم
بينما فهد ركض عائداً لشقته بغضب

تراه يصعد بسرعة لشقته وهي تنزل من على الدرج..مشت بهدوء ناحية أمها، بإستغراب:شصاير صراخ وحالة والثاني بعد راكب شقته وهو معصب؟
أم فهد:غادة مالي خلقك إنتِ الثانية بعد
غادة:ِشفيكِ أسأل سؤال عادي
أم فهد :أخوك الأهبل طلق غزل
غادة إتسعت عينيها بصدمة:أماااا ماتوقعت ..(عادت عينيها لطبيعتها ببرود) شيء متوقع يمه ليش مهمومة وحالتك حالة
أم فهد نظرت إليها بحدة مُعيدة ماقالته بإستنكار:متوقع؟!!
غادة ببرود: إيه متوقع إنتِ مو شايفة كيف ولدك مو طايقها ويعاملها معاملة زفتة
أم فهد:روحي إنقلعي غرفتك بس..أبي واحد منكم يصير لي عون بس كلكم نفس فرعون


###
في السيارة ..واضعتاً أغنية مزعجة كالعادة وتتراقص على ألحانها..بينما هو العكس تماماً يرتشف قهوته بهدوء واضعاً نظارته الشمسية على عينيه منزعجاً من الشمس
لين:وديني مكتبة جرير عاد مو توديني وحدة من مكتباتك الرخاص
يرتشف قهوته متجاهلاً إياها..
تنزع نظارته لترتديها:هات نظارتك عيني وجعتني من هالشمس
تأفف : منك مو إنت مصحيتني من الصباح تبين تروحين المكتبة
لين:إيه شفيك بكره العودة للمدارس أكيد زحمة اليوم ..الصبح يكون أخف شفيك ماتفكر
قيس:والله لو إنتِ تفكرين صح كان من قبل طلبتي مو توك
لين: ترا ذي إجازة بين الترمين يعني قصيرة يعني متى أمداني بلا تفلسف
قيس:طيب إلبسي نظارتك وفكيني ماحب أسوق والشمس كلها في عيني
لين متراقصتاً وهي تحرك النظارة :ماعندي...بعدين خل عينك القبيحة تظهر للعيان انا لازم احمي عيني الجميلة من الشمس والحسد
قيس:ويع أي جميلة واسعة مثل عين البقرة
لين بغضب:غيران لأن عيونك النملة أكبر منها
قيس: هششش
لين:يوه صح مُر على أختي ليلى أكيد ماشترت شيء معتمدة إني أشتري معها
قيس بغضب صارخاً عليها:كان قلتي من قبل بعد ماقطعنا كل هالمسافة تكلمتي!!!!
لين تكتفت بإنزعاج :بندي الأخير اختي
قيس :اففففففففف منك تعصبين الي مايعصب .. اكبري شوي ياطفلة ولا هالحركات كلها ذي عشان تجنيني وتنتقمين
لين بغضب محاولتاً فتح الباب:لا تصارخ علي ..افتح الباب بطلع وبطلب كريم وبروح بنفسي ما احتاجك
قيس بغضب صارخا عليها مرة أخرى:غبائك ...فاضي لك انا أهلك يقتلوني إذا تركتك هنا ..إلا يقول إنتِ تعرفين تتصرفين لو تركتك لحالك
لين بغضب:قلت لا تصارخ علي..طبعاً أعرف أدبر نفسي فاكرني طفلة أعيش وأموت على حساب رعايتك لي وماعرف أتصرف بنفسي؟!
قيس:إنت حتى بيضة ماتعرفين تقلين
لين:ماله دخل الطبخ بباقي أمور الحياة ..هذا وإنت معلم وتقيس الشخص بشيء واحد بس
قيس :إففففففففف منك إففففففففف
لين:اللحين بتمر على أختي ولا انزل؟
قيس:بمر عليها طبعاً مو عشانك إنت مو هامتني ..عشان الشرط شرط وهذا واحد من بنودك
لين :لا تقول لي إنت مو هامتني كأنك بتأذيني اللحين بكلامك..إنت من أخذتني بدال حبيبتك معناتها أنا مو هامتك وأنا بس ممثلة في مسرحيتك عشان إنت تطلع منها نظيف..متزوج الي تقدمت لها ترضي ضميرك وأمك وتزوج بعدها حبيبتك ترضي قلبك ..وأكرر مايهمني اهمك او لا لأني ماطيقك
قيس صارخاً عليها : صيري إنسانة طبيعية وناضجة وتحملي هالأشهر وبعدها بننفصل وبنفتك من بعض
لين تصرخ عليه وهي تمسك دموعها: إيه إنت تعيش سعادتك على تعاسة غيرك وماتتحمل نتيجة أفعالك لما اكرهك وأعاندك...مسوي نفسك طيب وعندك إحساس بالغير وإنت فاشل بس تصنع المشكلة وماتتحمل ثمن إصلاحها
صمتا لدقائق وهو في طريقه لبيت والدها
ركن سيارته عند الباب : اتصلي لأختك وصلنا
لين رفعت هاتفها ليرتطم بالنظارة الشمسية على وجهها .. لتتذكر إنها مرتدية نظارته فتنزعها من عليها وترميها نحوه
:الو ...اطلعي يلا بنوديك المكتبة..مافيني شي يلا اخلصي واطلعي
قيس: ترا النظارة ماركة
لين : ايه تكشخ من برا ومن داخلك قرف
قيس: اسف اني صرخت عليك بس انتِ تطلعين الواحد من طوره
لين: ايه مو انت دايماً بالنسبة لك إنك صح وماترتكب أي غلط
قيس :تتكلمين كأنك تعرفيني من دهر
لين:اسبوع كافِ... انتظر بس متى تخلص هالأشهر وأفتك منك
قيس :شعور متبادل ترا لا تفكريني الـ..
قاطعته : بتشوف والله بعاندك وبطلع قرونك من أذانيك عشان تعرف تلعب فيني مرة ثانية ..وكل ماصارخت علي أكثر كل ماجننتك أكثر
قيس: مجنونة بسكت عنك لا أستجن مثلك
لين : انجنيت لما تزوجتك (أخرجت لسانها تغيظه)
فتحت الباب وهي تجلس بهدوء وراء أختها : السلام
قيس: وعليكم السلام ليلى أخبارك
لين ضربت كتف قيس حتى ينتبه لتصرفاته
قيس متحولاً.. قطب جبينه: تأخرتي مرة
ليلى ببرود : ترا أنتم الا مريتوا علي مو انا الي طلبت
قيس بداخله"هاذي طويلة لسان زي أختها"
لين: ماعليك لا تأخرتي ولا شيء ..بنروح جرير قشي من الكتب الي تحبين تقرأيها مثل ماتبين على حساب قيس

###
ينظر للرسالة التي تضيء هاتفه وقلبه بيدان مرتجفتان ..
شعوره لم يشعر به منذ مدة طويلة...
بينما ريان قفز من الفرحة وهو يقرأ الرسالة ويحتضن صديقه بقوة
مبروك تم قبولك في قسم الهندسة""...كانت من أجمل الجُمل التي قرأها
تنهد بإرتياح ..حامداً ربه ألف مرة...طريق الألف ميل يبدأ بخطوة
يشعر بالعناية الإلهية ..لقد تقدم للجامعة في وقت متأخر جداً..كان منتظراً على توفر المقاعد الشاغرة...لكن القدر مكتوب..ولطف الله مؤكد.
###

بعد رفضها في السيارة لشراء قيس أغراضها..هاهم الآن في المكتبة يتبضعون

ألقت لين دفاتر ملونة مرسوم عليها شخصيات كرتونية في السلة التي يحملها قيس بلا مبالاة
قيس نظر إليها بنصف عين: ذكريني في أي مرحلة إنتِ...إبتدائي؟
لين: ه ه ه ه ظريف حدك..ثيررررد يييير ان يونفرسيتي
قيس:عجوز وتسوي نفسها بتروح ابتدائي...أختك أغراضها أنضج
لين بمكر:ايه صح ليلى إخذي دفاتر اكثر واكثر مابيكفونك هذول ..لا تخافي كل شيء على حساااب قيييس واسمعي ياجارة
ليلى بصرامة:أرفض
لين ضربت كتف أختها :لا تسوي لي إنك في محكمة وأرفض وخرابيط ..خلي فلوسك لنفسك تنفعك لا تضيعين الفرصة عليكِ
ليلى: لا تخافين أبوي عاطني فلوس لأغراض المدرسة
لين وأسنانها تصطك ببعضها : ليــلى ..خليه يدفع خليه
ليلى بهمس مسموع: لا ماحب أحد يدفع عني خاصة وهو قيس الشرير
قيس قلب عينيه بعدما كان همس ليلى واضحاً ومسموع
سحبت لين ليلى من ذراعها بعيداً عن قيس
لتوقفها وتهمس إليها : إفففف خلاص مقدر أتحمل لو ما أقولك لمدة اطول بموت
ليلى:وشو
أخبرت لين ليلى بكل ماحدث والبنود التي بينها هي وقيس..لكن أخبرتها بإنه سُر..وإنها واثقة بأنها لن تفسد تمثيلهما عند وجودها .. ولن تفشيه لأحد!
###
بعد الإنتهاء من شراء ألفين دفتر وسبعمائة قلم وسبعين ممحاة وبعد الإنتظار الذي دام قرناً عند المحاسبة..هاهم في السيارة عائدين من المكتبة
تذكر قيس أثناء قيادته إنه لم يمر منزل والده منذ فترة ..لذلك أخبر الفتاتان بأنه سوف يتوقف عند بيت والده قليلاً قبل أن يوصلهما لوجهتهما.. أُحمر وجه ليلى وأخبرتهم إنها تفضل الذهاب للمنزل قبل ذلك ..لكن قيس أخبرها إن منزله قريب منهم .. أخبرتهم إنها سوف تبقى في السيارة لكنهما رفضا
هاهم يدخلون منزل قيس ولين تهمس في أذن ليلى ..
قيس مشيراً بيده نحو الأرائك: اجلسوا هنا وأنا بروح أتفقد الأهل..حياك ليلى
لين بإمتعاض: وأنا جدار؟
قيس قلب عينيه وهو يبتعد عنهما هامساً بشكل مسموع : كل الجمادات الي تبينها

ألقت لين بجسدها على أريكة منفصلة بينما ليلى جلست على أريكة تكفي شخصان ..تفصل بين الأريكتين طاولة زجاجية عليها مزهرية تحتوي تشيكلة من الورود الزاهية اللون
لين:شرايك في بيتهم حلو صح؟
ليلى :اففف مرة احراج إني داخلة معكم ..وهذا زوجك بعد ماعنده سالفة مجلسنا في الصالة عشان أي أحد يعبر يشوفنا اففف
لين :زوجك إنتِ..لا تخافين مابنطول
صمتتا لثانية..
ليلى: اففف احراج كله منك أجبرتيني أخلي قيس يشتري لي أغراض المدرسة..برجع له الفلوس أحس بذنب
لين: خلاص إنتِ كلي تبن..ماتبين تنتقمين لأختك يعني؟
ليلى :انزين أنا شدخلني هو في النهاية زوجك
لين:قولي كلمة زوجك مرة ثانية بزوجك إياه بعد طلاقنا
فتحت ليلى فمها لترد لكنها تراجعت بعد سماعها لخطوات على الدرج

كانت خطواتها بطيئة لتتعرف على الوجوه التي أمامها..سُرعان ماميزتهما :اوه السلام عليكم لين وليلى
لين وقفت لتسلم على مرام: اهلا مرام اخبارك
مرام :الحمدلله..(وهي تمد يداها لتسلم على ليلى) أخباركم انتم؟ نورتونا
ليلى بإحراج: الحمدلله
مرام جلست قبال ليلى :ليه جالسين لحالكم هنا وليه محد ناداني؟
لين بداخلها(الله يفشلك يا قيس الزفت): قيس بغى يمر عليكم عالسريع وأحنا كنا معه في السيارة فقلنا ننزل نسلم
مرام:اوه بس غريبة ماقال لي...يمكن انشغل مع أمي لأن الوضع سيء اليوم في البيت
لين بتساؤل :سيء ؟!
مرام :إيه فهد طلق غزل اليوم
لين فتحت عينيها بصدمة وهي تنظر نحول ليلى التي بادلتها الصدمة ..
لين بعفوية:خسارة كانت جميلة خاصة عيونها
مرام ضحكت بإرتباك: هه الله يصلح مابينهم او يرزقهم الي يناسبهم
مرام تحاول تغيير الموضوع: ليلى متحمسة لبكرة؟
ليلى ضامتًا حقيبتها لصدرها بعدم إرتياح: يعني...الحياة بدون دوام وإلتزام تطفش لكن في نفس الوقت ماحب أتوتر
مرام متحمسة: أنا مثلك .. أحب المدرسة بس ماحبها في نفس الوقت
فُتح الباب الرئيسي بقوة مما جعلهم يشهقون من الهلع
ريان بصراخ: جرااااااااااااااااااااااا ااح انقبلللللللللللللللللللل فيييي الجاااااااااامعة
مرام :وجع ريان عندنا ضيوف
ريان نظر للين والفتاة التي تشبهها بالنظارات كانتا مفجوعتان .. حك رقبته بإرتباك ..لم يكن يتوقع زوار :آمم...مم..السلام عليكم...عذراً إذا فجعتكم
لين:أهلاً ريان ومبروك لجراح الي طيرت قلوبنا عشانه
ضحك ريان بإرتباك:هههه هذا صديقي المقرب إنقبل في الجامعة وأنا حدي مبسوط..أكرر إعتذاري
نظر للفتاة المرتدية للنظارة..كانت مُحرجة تشيح بوجهها بعيداً عنه..قابضتاً يداها
ريان:مين هاذي
مرام مصدومة:ريان..شدخلك
لين:ليلى أختي
لتنظر لها ليلى مصدومة هامستاً:شفيك إنت مايحتاج يعرفني
لين بمزاح: شفيك إنتِ خليه يعرف خالة أولاد أخوه المستقبلية
ريان إبتسم: تشرفنا ليلى..
بينما ليلى مازالت تشيح بوجهها بعيداً عنه..تسائل عن والدته
مرام :آمممم صار شيء مو كويس اليوم
ريان رفع حاجبه بإستغراب: ايش هو؟
مرام: روح عند أمي وقيس في المطبخ..جالسين يتكلمون عن الموضوع
ريان بهلع: صار لغادة شيء؟
مرام بإستغراب:لا شدخل غادة..شيء يخص فهد
ريان :وين غادة أصلاً؟
مرام بإنزعاج :وإنت كل الي تفكر فيه غادة...فوق في غرفتها

مشى موسعاً بخطواته ناحية الدرج ليصعد لتوأمته...هاجسه هذه الفترة وكل فترة

طرق الباب بهدوء خمس مرات..لم تجدي الخامسة..لا يسمع لها صوت
فتح الباب ليتوجه ناحية سريرها...كانت نائمة وشعرها الطويل مبعثر في جميع الإتجاهات ..لا يظهر سواه من الغطاء...أما باقي رأسها وجسدها مخبئون تحت الغطاء..جو غرفتها بارد كالعادة
أطفأ التكييف..شد إنتباهه الدرج العلوي للطاولة التي بجانب سريرها مفتوح ..إقترب ليمسك الدائرة التي تحرك الدرج للأمام وللوراء ليغلقه لكن لفت إنتباهه علب دواء كثيرة

مد يده خُلسة ليمسك بواحدة ..همس :"منوم"؟!
مد يداه لباقِ العلب الفارغة ليرى إن جميع العلب عليها كلمة "منوم"
أعاد العلب مكانها ثم أغلق الدرج وهو ينظر لغادة بعدم إرتياح
لذلك في الآونة الأخيرة كان نومها كثيراً وثقيلاً...من ينام في فترة الظهيرة ..الآن
لا يتذكر إنها كانت تستخدم هذه الأدوية قبل دخولها الجامعة...لكن كمية العلب الهائلة الموجودة في درجها يجعله يتوقع إنها بدأت بتناوله منذ عودتها تقريباً..اتمنى إنها فقط تحاول الحصول على نوم هانئ بعد تغير ساعتها البيولوجية من أمريكا لهنا.. قال ذلك هامساً لنفسه
:غــادة...غادة...إصحي من النوم جا الظهر وإنتِ بعدك نايمة
بعد ألف نداء إستيقظت..فتحت عيناها بخمول نحوه ..بإنزعاج:إفففف ليش صحيتني شتبي
ريان بغضب:ليش جو غرفتك بارد كذا؟! مو قلت لك تنتبهي لنفسك؟! تبيني أخذ الريموت حق المكيف عنك
معتدلتاً بجلستها بسرعة ..تنظر له بحدة وشعرها مبعثر على وجهها : أنا مو طفلتك ريان..فلا تعاملني كذلك...وأنا حرة متى ما أبي انام بنام
ريان :صاير نومك زفت هالفترة...أربع وعشرين ساعة تنامين ..ونومك ثقيل..فيك شيء؟
وضعت يدها على جبينها وضحكت بملل وإستهزاء: تحبون الدراما!
ريان إستفزه برودها وإستهزائها..سحب درجها العلوي بسرعة مما جعل أغراضها الموجودة على طاولتها تهتز ..وهو مازال ينظر إليها:إيش هذا ياهانم؟
غادة نظرت لعلب الدواء المتدحرجة على سطح الدرج..نظرت لريان بغضب: مخدرات...حبوب منومة وش تشوف يعني
ريان :بلا إستظراف غادة أعرف أقرأ..ليش تستخدميهم؟
غادة بصراخ:أرق...عندي أرق حرام يعني الواحد يجيه أرق!!!
ريان بغضب صارخاً هو الآخر: إذا فيكِ شيء علميني؟
غادة بصراخ: ليييييييش إنت ما اهتميت وأنا في أمريكا وأول مارجعت عاملتني معاملة زفتة ليش اللحين مهتم
ريان ماسكاً ياقتها بعنف هازاً إياها:أصحي على نفسك غادة...أنا دائما أهتم فيك

فتح الباب بقوة وهو ينظر لهما الإنثان بصدمة :شفيكم إنتم استخفيتوا؟!
نظر ريان نحو الباب وأفلت ياقة غادة من يداه..بينما غادة حاولت ترتيب شعرها المبعثر للوراء
قيس: صراخكم يوصل لتحت شفيكم!!!!
ريان نظر لغادة بحدة وغضب..لتنظر له بتهديد
قيس: ممكن تفهموني؟!
ريان :ولا شيء كنت أحاول أصحي أختك من النوم بس
قيس:والي يصحي أخته يتهاوش معها كذا؟ شايفني أهبل؟
غادة تلقي بالغطاء بعيداً عنها وتخرج من على السرير بغضب:افففففف منكم تبون تتهاوشون اطلعوا من غرفتي وتهاوشوا بكيفكم أبي أنااام
قيس ينظر لها متفحصاً إياها ..تبدو هزيلة جداً: إنتِ بخير؟
غادة تنظر له بجنون:إيه شفيكم الا تبون تمرضون الواحد
قيس ينظر لريان: أختك شكلها تعبانة وتحتاج نوم ..جسمها ماتعود على فرق التوقيت للحين.. لا تزعجها مرة ثانية .. آه صح...إذا شفت يدك تمسكها بهالطريقة مرة ثانية ياويلك
رمقهما بنظرة حادة وخرج ..
تبادلا نظرات لا يفهمها غيرهما ..
إتجه ريان نحو الباب خارجاً من غرفتها
:على فكرة إنت موسوس...بكره ببدأ دوامي في شركة .. غادة التعبانة في مخك بس
خرج مغلقاً الباب دون ان ينبس ببنت شفه ..

###
كان يمضي بطريقه لكنه تراجع خطوتين للخلف لينظر نحوها ..جالسة على كرسي في المطبخ واضعة يدها على خدها بهم ..
خطا بقدميه ناحيتها :فيه شيء؟
نظرت إليه بحزن ..جلس سريعاً على الكرسي الذي بجانبها
لتردف:أخوك فهد طلق غزل
إتسعت حدقتا ريان بصدمة مردداً:غـزل!!!
أكمل :بس حرام ماتستاهل !!
أم فهد تنهدت: أنا تعبت ياريان..المشاكل تاكلني مثل ماياكل الدود الجثث..من بلاء لبلاء..إنتم حتى مع بعضكم تتهاوشون..لو أموت وش بتسوون
ريان: بسم الله عليك..الأخوة كذا طبيعتهم في كل عائلة يمه
أم فهد: لا أنتم موب طبيعين..تتهاوشون على أمور مدري شقول..تحبون تجرحون وتفشلون بعض..ماعرف كيف أعاملكم..أهاوشكم إذا سويتوا الغلط..ولا أعطف عليكم لأنكم بعدكم متأثرين بموتة أبوكم..أنا حتى القوانين الي خلقتها عشان أحميكم تكسرونها
ريان :ماعليه يايمه الله يرزقك الأجر..بس انت لا تتعبين نفسك..كلنا كبار
أم فهد:كبار الطل..ثانياً إنت لا تظن إن دور الأم ينتهي لما يكبرون أولادهم..إلا يكبرون وتكبر همومهم ومشاكلهم معهم
نظر بضيق نحو الساعة المعلقة على الحائط... لا يعلم إن كان يتوجب عليه بعد رؤيته للساعة...القلق على اخاه الذي لم يراه منذ أن طلق زوجته..أو القلق على غادة التي لا تزال رغبتها بالنوم مستمرة حتى هذه الساعة..أو القلق على صديقه الذي واعده بمساعدته في محله الجديد حينما تشير xxxxب الساعة لما تشير إليه الآن.
###

بعدما ودعا ليلى ودخولها للمنزل..تابع قيادته مشغول البال دون أن يصدر صوتاً
تنظر له بإستغراب..لكنه لم يعيرها إهتماماً..أو بالأحرى...لم ينتبه لها إطلاقاً

لين: وش قاعد تفكر فيه؟ الي ماخذ بالك يتهنا فيه
قيس :آمم.. فهد
لين: آه عشانه تطلق اليوم؟
قيس:مو تماماً...الي شاغل بالي وش الا بيخليه يطلق غزل !!
لين تنظر له بتساؤل وإستغراب
قيس: أقصد غزل تحبه وإنسانة محترمة جداً...صحيح إن مشاكلهم كانت كثيرة الفترة الآخيرة بس لا...ماتوقع السبب المشاكل
لين: تقصد؟
قيس:مادري
لين:وش عرفك طيب يمكن فعلاً المشاكل هي السبب
قيس بقلق متابعاً طريقه:أتمنى..أتمنى
###



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 02:37 AM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




صباحاً..يركضون في الشقة يستعدون لأول يوم عمل ودراسة بعد الإجازة القصيرة
يغلق أزرار قميصه بسرعة ..تضرب ساقه درج مكتبة التلفاز المفتوح فيمسكه بألم ..كيف لم يستيقظ على منبه ساعته وهاتفه ..لقد وضع ألف منبه ولكنه لم يسيتقظ..شتم رأسه الذي لا يستيقظ إلا بعد ألف منبه..اليوم أول يوم عمل بعد إجازة.. بالمعتاد في مثل هذه الظروف لا يستطيع الإستيقاظ إلا على صوت أمه أو مرام اليد اليمنى لأمه في هذا الأمر.. إتجه ناحية مكينة القهوة ليرتطم رأسه بباب الرفوف العليا للمطبخ ..صرخ بإمتعاض:ليييييين تعلمي تسكري الأشياء وراكِ

صرخت وكأن مصيبة قد حلت عليها :شراااابااااتي وينهم...
خرجت لتقف بين الممر الذي يفصل غرفتها وغرفة المعيشة والمطبخ.. مرتدية تنورة سوداء وقميص أزرق عليه شعار ماركة "بولو" رافعتاً ردنيه ..شعرهاً مسدول ورائها لم تسرحه بعد..وجهها مصفر من الصدمة :نسييييييييت شراباتييي في بيتناااااااا..أكيد اليوم بيكون سيء بدون شراب الحظ حقي
قيس ينظر لها بإستنكار:متطيرة
لين تضع ظاهر يدها على جبينها رافعة رأسها للأعلى متظاهرتاً بالمصيبة: كيييف ياربي أول يوم دوام بدون شرابي الي عليه الخنزير الكيوت
قيس خرجت عيناه من رأسه بتقرف :يع لين يالمقرفة إلبسي كعب وخلصينا
لين :وييييع تبيني أنا ألبس كعب في الجامعة ..أنا مالبس كعب في الأماكن العادية عشان ألبسه في الجامعة ..تبي رجلي تتكسر
قيس ألقى عليها زوجاً من جواربه ..لتحتضنهم قبل أن يسقطوا: إلبسي شراباتي لين مانروح بيتكم نجيب شراباتك
لين ارتسمت على وجهها تعابيير القرف: وووووععععع
قيس بغضب شاداً ربطة عنقه :خلصيناااااا لا تلبسيه المهم تخلصييي حتى كشتك ماخلصتيها
لين وهي تنظر لجواربه العادية جداً ..سوداء وبها خط أصفر وكلمة "سبورت" عكس جورابها الملونة والمطبوع عليها شخصيات كرتونية: شعري ناعم دقيقتين وأخلص تسريحه
قيس صارخاً: إنتِ شايفة شعرك شطوله تمشين وتنظفين أرضية الشقة معاكِ بياخذ منك نص ساعة الأقل
تنظر له بصدمة :قوووووووووول ماشاء الله يالحسود ..شايف فيك شعرتين وتحسدني على شعري الجميل..قل أعوذ برب الفلق
عادت لغرفتها وهي تتذمر.. بينما هو يصنع الشطائر بسرعة ..يشعر بالتوتر يكره أن يتأخر على عمله وبالخصوص أول يوم في الأسبوع
خرجت من غرفتها بعد ربع ساعة مرتدية عبائتها دون الحجاب..مع حقيبة رياضية صفراء على ظهرها: خلصت
نظر لها قيس: كذابة يلا بسرعة اخلصي
لين:اقولك خلصت شفيك؟
ينظر لها بإستغراب بهمس مسموع:مكياج..؟!
لين قطبت جبينها :شدخلك أحط مكياج ولا ماحط كيفي ولا نسيت البند
قيس ساداً إذنه :افففف شدخلني أنا عمرك ماحطيتي.. بنت في الجامعة ولا تحط مكياج ولابسة شنطة صفرا تعمي العين مسخرة
لين: مالك خصصصصص....لا صرت بنت إنت حط مكياج وإلبس شنطة يد قوتشي
قيس ماداً كيساً ورقياً بنياً بإتجاهها: طويلة لسان
لين تنظر بإستغراب ناحية الكيس: وشو هذا
قيس واضعاً إياه بين يديها بقوة :فطورك
ومضى بإتجاه الباب ليجلس و يرتدي حذائه
لين وإبتسامتها تشق وجنتيها : أوووووه من وين طالعة الشمس اليوم أشوف قرونك مختفية
قلب عينيه وهو يقف ..ناظراً إليها: متى تخلصين دوام اليوم يا إبليسة؟
تنظر له من رأسه لأخمص قدميه ..يبدو وسيماً بالبدلة الرسمية ..ضربت كتفة بقوة كالعادة: اقعددددددددد...شهالكشخة يابوي ولا رايح تعرس مو تدرس
قيس ينظر لها بنصف عين وبداخله" مجنونة.. لا تكف عن العناد "
قيس:اخلصي متى أجيك ابتلشت فيك
لين:كيف أعرف بالله؟! أول يوم هذا وإنت معلم
قيس: معلم مدرسة يالخبلة
لين : نفس الشيء كلكم نذول وأشرار

###
جلس على مقعده بضيق...أغلب الطلاب أصغر منه بكثير
تنهد منزعجاً...غضبه دائماً يجعله في مؤخرة كل شيء
ويحرمه حقه الطبيعي في الوقت المناسب..
ربط جأشه وردد في نفسه (مافيه شيء متأخر ياجراح..أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً..قدامك مشوار وتحديات كثير هالفترة.. إنت تقدر إنت تقدر إنت تقدر!)
###
واقفة في الطابور بتملل.. تبعد خصلات شعرها التي تمردت عن ظفيرة السمكة التي صنعتها لنفسها ..تأففت، لطالما كرهت الوقوف في الطابور الصباحي كمعسكر جيش
أعلنت الوكيلة إنها ستقوم الآن بترديد أرقام الفصول بالترتيب مع ذكر أسماء الطالبات لتوزيعهم في الفصول
ذٌكر إسمها فتقدمت ناحية صف فصلها..تنظر لهم بعيون متفحصة آملة أن لايكونوا أشقياء كالأطفال..تنهدت وبداخلها متى ينتهي هذا الفصل وأتخرج من المدرسة كُلياً
فتحت عينهيا بذهول عندما سمعت إسم مرام أخت قيس
نظرت إليها وهي تتجه لصفهم ببإبتسامة عريضة.. كانت مسرحة شعرها على شكل ذيل حصان ومشبك من اللؤلؤ يزين جانب شعرها ...ميزت ليلى بين الطالبات فألقت التحية عليها ووقفت بجانبها
مرام: فيه أحد من صديقاتك صارت معك في الفصل؟
ليلى صمتت بتردد ..لا تعرف ماتقول..ففي الحقيقة لا يوجد لديها أي أصدقاء:لا
مرام: أووه مو مشكلة أنا بكون صديقتك(وإبتسمت إبتسامة عريضة ناحيتها)
###

منتظراً في مواقف السيارات بتملل...رأسه يؤلمه ..ضجيج الطلاب لا يكاد ينتهي مع إنه أول يوم دراسي..ينظر نحو مجموعات البنات الاتي يخرجن من بوابة الجامعة ليبحث عنها .. يشتمها في نفسه على تأخيرها ،لقد حادثته قبل ساعة لتخبره إن دوامها ينتهي بعد نصف ساعة..ينتظرها في المواقف لمدة نصف ساعة ولم تخرج
صوت هرن السيارة متتالي ولا يتوقف ويجعل الجميع يلتفت إليه.. تلتف ناحية الصوت بغنزعاج وغضب
ترتجل داخل السيارة ، تصطك أسنانها ببعضها بغضب: شفيييييك ماتقدر يعني ميت على الأتنشن لازم تخلي كل الناس يناظرونا عندي عين ومخ ترا كلمني وقول لي وين واقف بالضبط وبجيك وجع
قيس:طمي حلقك بس فاكرتني سواق أبوك وماعندك لاعين ول مخ ولا هم يحزنون تتصلين تقولين بخلص بعد ساعة وأجي أنتظرك نص ساعة في هالشمس ليش ان شاء الله لا تكذبين على نفسك إني راجو وتصدقين بليز
لين تنظر له بإستنكار: نعممم شسويلك يعني تأخرت شوي الدكتورة ماتعرف تطلب أسايمنتاتها الا وأحنا طالعين شسوي يعني
قيس:إلا جالسة تسولفين مع صديقاتك ورايحين تشترون قهوة وتكذبين علي ..لين أنااا معلم أعرف كذبات الطلاب
لين وهي ترتشف من قهوتها الباردة: وجع الواحد مايعرف يكذب معاك إنت ..لازم لعبي مكشوف... طيب كيف عرفتني وإنت واقف هنا ماتقدر تشوف وجهي
قيس:هذا سؤال بالله ..طبيعي بشوف منيون يتمشى على أرض الواقع معناته لين ..قصيرة وشنطتك صفراء تصكي عيون الكل كأنك ليزر يتمشى
لين :ياربييييييه قاهرتك هالشنطة قاااااهرتكككك مو...
يسقط كوب القهوة من يديها لتنسكب القهوة على أرضية السيارة
قيس صارخاً: وجعععععععع ليييييييييييييييييييييييي ييين إنتِ إيييييييييش مستحيل تحطين رجلك على أرض إلا وتفسدينها واااجاااااع
لين بغضب: منك إنت حاط عينك عليها من طلعت من الجامعة وإنت تبحلق عينك في هالقهوة ماصارت
قيس:كلي تبن وأمسحي الي وصختيه بسرعة إف إف منك من يوم ورايح ماتركبين سيارتي وبيدك أكل ولا شرب
لين: أوهوووو ماصارت إنكب من يدنا يعني إلي يقول إنت ماتكبب شيء شدعوة ذليتنا على هالمشوار ..تستاهل إلي جاك كارماااااا
نظر لها والغضب يحرقه: إنتِ ياكون كبيتها عمداً؟
لين بغضب: شدعوة قيس صحيح إني أكرهك وأبي أتعبك وأعاندك بس مو لهدرجة تراني مو بزر
قيس وهو ينظر للطريق: إف تى تخلص...
مكملتاً: هالأربع الشهور .. لا تخاف تراني أبيها تخلص لو هي الباقي من عمري
###
خرجت ولهيب حرارة الشمس يلون وجنتيها بالأحمر..تنظر بنصف عين منزعجة من الشمس نحو السيارات ..تتمنى أن تصل بسرعة للسيارة لتضع ثقل حقيبتها المملوءة بالكتب بعيداً عن ظهرها
تفاجئت حينما رأته واقفاً رغم حرارة الشمس بجانب البوابة ..إقتربت إليه متسائلة
إبتسم حالما رأها ..مد انامله ناحية سيور حقيبتها ليزيلها عن أكتافها ويرتديها على كتف واحد ..مشيراً لها: أدري اليوم أول يوم وبيعطوكم كل الكتب مرة وحدة والشنطة بتكون ثقيلة عليك فلهذا إنتظرتك برا
شقت الإبتسامة وجنتيها ..أحست وكأن الفراشات تتراقص في قلبها ..مشت معه نحو السيارة وهو يعدها بشراء آيس كريم لها
لطالما عاملها كأخته الصغيرة ، بينما هي.....لطالما أحست بالحب إتجاهه!
###

بعد عِدة أيام ..

يوم إفتتاح المقهى..يوم ولادة مشروعه على وجه الدُنيا، خلف المنضدة الخشبية يقبع مكانه مرتدياً مريلته السوداء ويقدم أول مشروب لصديقه الذي سانده طوال وقت بنيه لمشروعه خطوة بخطوة ..لم يتركه للحظة سواء في ترتيب الميزانية أو التأثيث أو أي شيء كان..كان يشعر بالتوتر وبسعادة عامرة لا عرف كيف يوصفها..كل كوب قهوة يحضره في ذلك اليوم يشعر بسعادة الإنجاز والأدرينالين يتدفق في عروقه ..ربما هو كوب قهوة عند الزبون..لكنه عند جراح شراء تلك البذرة وطحنها وتحميصها وتحويلها لشراب قهوة..إنجاز عظيم
مع إنه يوم الإفتتاح..لكن المقهى إزدحم بالزبائن نسبياً ..إزدحام رائع بالنسبة لأول إفتتاح
جذبهم بعروض الإفتتاح.. ووضع ألعاب جماعية مجانية وكتب للقراءة في رفوف

خطت بقدامها نحو المقهى بهدوء وهي تنظر لكل أرجاءه ..كان يسدوه الخشب..لطالما أحب جراح منظر الخشب..كان المقهى يعطي إحساساً دافئاً ومُحباً
نظرت إليه..كان يتحكم بأعصابه جيداً..يلقي التحية على الزبون ويسأله عن طلبه بتهذيب..يحضره ويقدم بلباقة شاكراً إياه للحضور..كان هو المحاسب وصانع القهوة وكل شيء..كان يساعده ريان قليلاً في المحاسبة لكنه لايجيد تحضير القهوة
أصبح الصف خالياً من الزبائن.. أغلق مجر النقود وأبعد خصلات شعره عن جبينه وهو يتنهد..أحس بشخص ينظر إليه..نظر للأمام ليراها تبعد عن باب المقهى بضع سنتيمترات وتنظر له بفخر وإبتسامة لطيفة
لم يرى منها ذلك منذ مدة....مدة طويلة جداً..لدرجة ظن إنه فقدها للأبد
لم يتمالك نفسه وإبتسم لها..
لا تعلم لماذا كانت تشعر بألم في قلبها.. كان تشعر بالسعادة لأجله..لطالما كانت حياته صعبة..تشعر بالفخر إنه لم يستسلم ..إنه لم يجعل إضطراب غضبه يؤثر على ثقته بنفسه وعزيمته بإفتتاح مشروع..بأنه لم يفكر إن ربما إضطرابه يجعله يفشل..لطالما أحبت فيه صبره وعزيمته
إقتربت له ببطئ..وكل دقة من كعبها على أرضيته الخشبية تجعل قلبه ينبض
تسارع نفسه..لا يطيق الإنتظار حتى يسمع صوتها ..حتى يرى وجهها قبال عينيه..حتى يتنفس عبق رائحتها
وأخيراً وصلت عند جهة الطلب..جهته هو
بنفس النظرة والإبتسامة:السلام عليكم ..ممكن واحد قهوة من ذوقك لو سمحت
بنفس إبتسامته اللطيفة التي إرتسمت على وجهه ذو الملاح القاسية :وعليكم السلام يامساء النور.. إن شاء الله ..تقدري تجلسين وبنسلمك طلبك لعندك ..شكراً لحضورك
نظرا لبعضهما لبرهة.. كأنها يختلس النظر لبعضهما علناً..محادثتهم كانت عادية ..أي من يسمعها يظن غنها محادثة زبون ومحضر قهوة...لكنهما تخاطبا بالأعين..كل ماقالاه لبعضهما كان دافئاً عندهما .. شكراً لحضورك الذي إعتاد قولها لكل زبون ..لغادة كانت أدفئأصدق شُكراً قد قالها.
جلست على أقرب طاولة لمنضدة التحضير...تتأمله وهو يحضر لها قهوتها ..تُغرم بكل تفصيل منه ومن كل حركة منه .. يكذبان على بعضهما ..يكذبان بشعورهما ..لكنها لا يكفان عن حب بعضهما.

قدم لها القهوة..إحتضنت يداها الباردتين القهوة الدافئة ..كانت تنظر للقلب المرسوم على أعلى القهوة ببهجة .. ربما ..ربما هذا من متطلبات قهوة المقاهي.. لكنها شعرت بدفء قلبها عندما رأته.
إبتسم لها وهو يخبرها بإن قهوتها على حساب المحل
تركها ليعود مرة أخرى لعمله.. وهو تتأمله .
إقتطع تاملها بسحبه للكرسي من أمامها وجلوسه عليه ..تحولت نظارتها إلى نظرات حقد
ريان: وش فيك مغرومة مابقيتي جزء منه إلا قزيتيه
غادة :إففف شتبي إنت حرام يعني نناظر ولا حلال عليك تناظر بنات خلق الله وحرام علينا
ريان :يوم من الأيام بقطع لسانك هذا وبرميه للكلاب كان ممكن نفتك من لسانك الطويل وتعليقاتك السم
غادة:وإنت وش مجلسك هنا أرقوز مامنك فايدة بس تقز في البنات
ريان :لا حبيبتي مني فايدة قاعد أصير جرسون لعيون الي تقزين فيه من ساع
غادة:بقتللللكككك
ريان إبتسم بخبث:يعني تعترفين
غادة بثقة:إيه اعترف خير ياطير شفيها..كيفي أطالع الي أبي
ينظر بتملل لجانبه الأيسر متجنباً لسان غادة الذي لا يكف عن بعث سمها للخارج
موسعاً حدقتيه ناحيتها .. تتصفح كتاباً بإندماج مُسندة خدها على يدها..ناسيتاً قهوتها التي بُردت بجانبها
قام من على كرسيه متجاهلاً غادة وهي تتكلم فتمصت وهي تنظر له بصدمة..بعد دقائق

ترفع عينيها نحو كوب القهوة الذي وضع أمامها ..ترفع رأسها لتراه يبتسم ناحيتها وهو يضع كوب القهوة على طاولتها:قهوتك بُردت حبيت أبدلك إياها بقهوة ثانية..أراهن إن الكتاب تُحفة أدبية
نظرت له لثوانِ تستوعب مايقول.. ببرود أبعدت بقمم أناملها كوب القهوة ناحيته :شُكراً ما أحتاج كوب ثاني
إستغرب.. أثارت إهتمامه أكثر: نبي نريح زبائننا بكافة الإمكانيات ..
قاطعته ببرود: إنت أخ قيس؟
ريان إبتسم بمكر.. وأخيراً تذكرته ..لم ينسى تلك الفتاة الجالسة على أريكة غرفة المعيشة بإحراج مشيحة وجهها للناحية الأخرى ..
:صح يا ليلى
ليلى ببرود :شُكراً لكن مابي القهوة ..تقدر تنصرف
وأعادت نظرها نحو كتابها
نظر لها بصدمة .. أحس وكأنه خادم عندها تأمره بالإنصراف..لم تعير ذكره لإسمها أي إهتمام...تتصرف كقالب من الثلج ببرود مُفرط
تحرك من ناحيتها ليقف بجانب جراح..
أغلقت كتابها مُعلنة الرحيل ..لتنظر ناحية الكوب الذي تركه ريان ..كان هناك خطاً أسوداً على الطرف الأيمن من الكوب الورقي .. أبعدته بقمم اناملها ببطء ..ليتضح إنه رقم هاتف مكتوب بخط يد
إلتفت ناحيته بسرعة لتنظر له بحدة..كان يًراقبها وهي تكشف ماكتبه لها ..إبتسم لها إبتسامة جانبية
أدخلت كتابها في حقيبتها السوداء..وضعتها على كتفها.. وبيدها حملت كوب القهوة الذي أحضره ريان وإتجهت ناحيته
كان طوال الوقت يبتسم لها حتى وصلت عنده ووضعت كوب القهوة أمامه..نظرت له بحدة : مايحتاج تكتبون رقمكم على الكوب موجود الرقم تحت شعار مقهاكم
نظر ناحيتها بصدمة بينما جراح يحول نظره من الزبون الذي أمامه لريان ..بنظرة معاتبة وتهديد ..يعرف صديقه تماماً
خرجت من المقهى دون أن تنظر إليه مجدداً

نظر لريان بتهديد لكن سُرعان ما لفت نظره غادة وهي تضع هاتفها في حقيبتها وتقف مستعدة للذهاب.. يبدو عليها التعب
إبتعدت بعيداً لتخرج من المقهى دون أن تودعهم..أو تودعه
تجاهل ماكان سوف يقوله :غادة فيها شيء؟
ريان : آه ..صارت تشرب منوم مؤخراً بسبب الأرق.. قاعد يأثر على نشاطها طوال اليوم
جراح لم يشعر بالإطمئنان مُطلقاً..
###
طوال الأيام كانا هادئين..لا يتحادثا معاً.. لا طاقة لهما لعناد بعضهما ..يوفران طاقتهما لعمله ودراستها .. حتى عندما يصطحبها من الجامعة ..لا يوجد أي نقاش..مازال يحضر لها الإفطار ..ومازالت تتناوله كله
تنفس الصعداء ..لم يعد يطيق الوضع..يود متى تنتهي هذه الأشهر..يود رؤية غلا..يود أن ينتهي هذا الكابوس ويتحول الحلم لحقيقة.
خرجت من غرفتها لتتجه ناحية المطبخ وترتشف الماء
بينما هو يرتدي حذائه ليهم بالخروح ..لم تهتم مطلقاً وعادت لغرفتها دون أي يتبادلا كلمة واحدة .
###

كانت جالسة على طاولة الطعام بإنارة صفراء خفيفة..وإضاءة شاشة حاسوبها المحمول منعكسة على وجهها ..تقوم بعملها في ساعة متأخرة من الليل
نظر لها بإستغراب تام .. تقدم بخطوات هادئة وبطيئة كأنه يتأكد من صحة مايراه ..
وضع يده بلطف على يدها التي إحتوتها بالكامل لصغر حجم يدها مًقارنة بيده..ليبعدها عن رأسها ببطئ وهو يتحدث بصوت خافت :غادة حبيبتي وش تسوين .. عادة سيئة جديدة
تلف برأسها لتنظر له ..كان ينظر لها بحنية بينما هو يمسك يدها ..مسح بيده الأخرى على رأسها ببطئ: قاعدة تقطعين شعرك وإنت مركزة في شغلك!
إتسعت حدقتيها ..نظرت ليدها ..كانت مملوءة بالشعر
كانت مصدومة فعلاً... لكنها تعلم بأن هذه العادة تكونت لديها مؤخراً وتفعلها دون أن تنتبه أحياناً
بحنية:إنتِ وش مصحيكِ للحين؟ بكرة ماعندك دوام ليش ماتنامين وتريحين؟
نظرت له مرة أخرى.. أوغرقت عيناها بالدموع .. كان قيس حنوناً جداً
:وش فيك؟ فيه أحد مزعلك ؟
جالساً على ركبتيه ليصبح قريباً إليها وهي على الكرسي
تنظر نحوه بحزن:وحشتني
لترسم بإصبعها البارد ملامحه على وجهه ..
أردفت عندما إنتهت :ليش تركتني؟وسقطت دمعة على خدها
نظر لها بضيق لثوانِ ..ربت على فخذها بخفة..أغلق شاشة حاسوبها ..ومشى معها ناحية غرفتها
أخبرها بأن تستلقي وتأخذ قسطاً من الراحة ..غطت جسدها البارد بالغطاء ونظرت إليه حتى خرج من غرفتها
أغلق الباب خلفه وهو مستنداً عليه وزفر بعمق..
يعلم إنها تخاطبه كوالدها ..لطالما قيل إنه نسخة أبيه قلباً وقالباً
كانت ترسم ملامحه وكأنها ترسمه ملامح أبيها .. وتخبره بإنها تشتاق إليه وتعاتبه بتركها
قطب جبينه منزعجاً.. لا يستطيع تحمل هذا الألم .. يشعر وكأن سلاحاً قد شطر قلبه بدون رحمة..وندباته لا تزال تنزف وتؤلمه

يُتبع في الجــزء القادم...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 02:39 AM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الجـــزء الحـــادي عــشــر

"لقد أُرسل أكثر الأمراض شراً لنا، وقد لقبوه البشر بالـ"حبُ"."

كانت تزور مقهـاه يومياً ..وكان يقدم لها قهوتها يومياً دون أن ينبسا ببنت شفة لبعضهما
كان يُكذِب شعوره ورغبته في سؤالها عن حالها والحديث معها..
أما هي فقدماها تخطان إلى مقهاه دون تفكير..كانت لحظتها المفضلة في يومها هي زيارتها لمقهاه...أو زيارته.

كانت غادة مُسندة خدها على يدها وهي تراقبها تدخل إلى المقهى بهدوء وبخطوات تدل على الوقار تتقدم ناحية جراح
وقفت أمامه ..ليرفع عينيه لينظر إليها: قهوة سوداء باردة ؟
غـادة رفعت حاجبها بإنزعاج وهي تسمعه يذكر طلبها المُعتاد.. كيف له أن يتذكر طلب شخص آخر غيرها
إبتسمت إبتسامة خفيفة: لا...واقعاً أنا جاية أقدم على وظيفة "بارسيتا" عندكم إذا ممكن..بدوام جزئي
توقف جراح لبرهة وهو ينظر إليها.. لم يُفكر حتى الآن بتوظيف أي احد معه ..وفي نفس الوقت يوجد ضغط هائل على عاتقه وهو يحاول الموازنة بين دراسته ومقهاه الذي يتواجد فيه دائماً في الوقت الذي لا يكون في الجامعة..ريان يساعده أحياناً لكنه مشغول أيضاً ولا يتقاضى أي أجر
كانت غادة تراقبهما منتظرة ردودهما
جراح بجدية:بكون صريح معاكِ..مشروعي في بدايته وأنا مضغوط من الناحية المادية ..لكن في نفس الوقت أنا طالب فأحاول أوفق بين الأمرين ..يعني أنا أحتاج أوظف شخص آخر لكن أجره بيكون قليل جداً
إبتسمت ليلى بسعادة: مو مشكلة ..واقعاً أنا طالبة بعد لكن عندنا مشروع في المدرسة إن نكتب تقرير مفصل عن وظيفة نشتغل فيها بدوام جزئي لمدة شهر.. لذلك مايفرق معي الأجر أبداً..وبما إني أرتاح أجلس في هذا المقهى قررت أختاره ..لكن أتمنى إنك تراعي إني طالبة وبكون مشغولة في دراستي
غــادة في الجهة الأخرى تستمع لكل حوارهما "ليـلى أخت لين أغلب زياراتي هنا أشوفها موجودة ..
إبتسمت بمكر "شكلها ماتدري إن ريان يجي هنا ويساعد جراح في أي وقت فراغ عنده..هه واضح توأمي العزيز والغبي معجب فيها من تصرفاته هذاك اليوم..غبية كان مفروض تختار مكان غير عن هذا المقهى"
ليلى مُكملة إستفساراتها حتى تكون مُلمة بتفاصيل عملها ويكون تقريرها مثالي كما ترغب: إنت عندك موظف آخر صح ؟كيف بيكون الشغل ؟ بنتناوب صح؟
جراح نظر لها للحظة يحاول فهم ماتقصده ..ضحك بهدوء عندما فهم ماتقصد: آه تقصدي ريان..لا ماهو موظف هنا فقط كان يساعد
زفرت براحة ..كأن شيء كان يعيق رغبتها في إختيار هذا المقهى ..وهو وجود ريان
إبتسمت غادة بمكر مجدداً :"جراح مايعرف يصيغ جُمله بالتفاصيل.. مسكينة"
###

ألقى بجسده على أريكة غرفة المعيشة بلا مبالاة كعادته ..إرتشف القليل من قهوته وهو ينظر لها بتساؤل..منذ أن عادت من الجامعة وهي في نفس البُقعة..جالسة على كرسي طاولة الطعام ودفاترها وأوراقها مبعثرة على سطح الطاولة .."تدرس بجد" قال في نفسه

كانت تدرس بجد وبقلق..عيناها مرتكزتين على ماتدرسه ..لم تبالي بوجوده حتى أشغل التلفاز ..قطبت جبينها بإنزعاج : قيس ممكن توطي الصوت؟
نظر لها بنصف عين..أجاب ببرود: ماعندنا تلفزيون إلا في الصالة ..إنتٍ شوفي لك مكان ثاني تدرسين فيه.. ليش ماتكوني مثل البنات الطبيعيات وتروحي تذاكرين في غرفة النوم
لين بغضب وهي تصفع بدفتر ملاحظتها على الطاولة بقوة: تبيني أذاكر في غرفة فيها سرير..تبيني أنام بدال ما أذاكر؟
قيس صاكاً على أسنانه بإنزعاج: نسيتي إن الصالة بمثابة غرفتي ..وين تبيني أجلس يعني
لين: ليش تجلس في الشقة روح طير لبيت أهلك
قيس: ليش إن شاء الله ماخذ الشقة لك
لين: لا ماخذ الشقة لحبيبتك

عًم الصمت المكان .. أحكم قبضته على كوب قهوته بإنزعاج
تأففت متجاهلة ماقالته منذ قليل..ملقية بنظرها على أوراقها لتشد شعرها بجنون :آآآآه ليش أدرس فيزكس أنااا شدخلني أدرس فيزكس شدخلنييي ليش يحطون لنا مواد في الخطة مانستفيد منها
قيس مُتفلسفاً:الفيزياء عِلم مهم في هذا الكون وتستخدمينه في كل شيء في حياتك طالعي حولك وبتشوفين إن كل شيء يعتمد على عِلم الفيزياء بس إنتِ مشكلتك إنك غبية
لين تنظر له بإمتعاض: كل الي يدرسون فيزياء مجانين مثل نيوتن المجنون ومثلك
قيس:ما أرضى لى نيوتين هذا عالم ذكي جداً وخدم البشرية بعلمه.. إنتم ماتحركون مخوخكم فلهذا ماتفهمون الفيزياء ..كل حياتنا عبارة عن أمثلة فيزيائية خلاص أي شيء تدرسونه شبهوه في الواقع وبتفهموه
لين :الفيزياء مادة غبية مايفهمونها إلا الأغبياء
نظر لها بإنزعاج ..قام من على أريكته ليتوجه للمطبخ ويضع كوبه في غسالة الصحون ..ليختلس النظر إلى ما تدرسه..قهقه مستهزءًا: اللحين هذا الي مستصعبته .. درس تافه جداً ههههههههه هذا وإنتِ طالبة جامعية وهذا بالنسبة لك صعب
لين قطبت جبينها بغضب تود لو تقتله : مالك دخل إنشغل بشؤونك الخاصة
تجاهلها وهو يتوجه نحو باب الخروج :أنا بروح بيتنا ..الأطفال يجلسون هنا ويذاكرون
لين تجاهلته تعلم إنه يريد إستفزازها
###

كانا يُتابعان مسلسلهمـا معاً في غرفة المعيشة ..مع إبريق شاي أمامهما ومكسرات
يتابعان الأحداث بتشويق وحماس
مرام :شوف شووف الغبية بتروح هناك
يعقوب مشيراً: أتوقع متعمدة تبين إنها وقعت في الفُخ بس كلمت الشرطة قبل ماتدخل
مرام: أنا ماطيقها بصراحة دايماً تغلط أغلاط غبية وتورطهم
يعقوب مندمجا: غبية بس جميلة
مرام إلتفتت ناحيته ..صمتت قليلاً...:جميلـة؟
يعقوب دون أن يتلفت: إيه 24 ساعة كاشخة ومتأنقة
مرام وهي ترتشف الشاي ببطء:آهـا هذا نوعـك
يعقوب: يعني..حلاة البنت بأنوثتها تعرف تلبس وتتأنق ..شوفي البطل هنا مثلاً معجب فيها على إنها غبية ..ومو عاطي وجه الثانية لأنها ماتعتني بنفسها رغم إنها معجبة فيه وذكية
مرام حدقت فيه وهو يتابع بإندماج ..نقلت عيناها لإنعكاس وجهها في سطح الشاي..مرددة في نفسها " أنوثتها؟!"

قاطع سرحانها في إنعكاسها دخول قيس إلى المنزل
قيس: السلام عليكم
أجابا وأجابت أم فهد الجالسة على طاولة الطعام : وعليكم السلام
قيس متوجها نحو أمه ليقبل جبينها ويسألها عن حالها ..إلتفت لينظر لهم ضاحكاً: وإنتم بس تلعبون وتشاهدون ماعندكم أشغال غير؟
يعقوب مبتسماً: أنا ومرام نتابع هذا المسلسل مع بعض ومو قادرين نوقف نشغل حلقة وراء حلقة من الحماس
قيس: لاحظت مو جالسين تلعبون كعادتكم في هالوقت إنتم وجبل المكسرات الي قدامكم
أم فهد ترفع عينيها من الكتاب الذي بيديها لتنظر لقيس بإمتعاض: أزعجوني يبون إبريق شاي لحالهم المفجوعين و خلوني أشرب لوحدي
مرام وهي تحك جبينها بتورط: ههي آسفة يمه
قيس وهو يسحب الكرسي ويجلس بجانبها : ولا يهمك أنا بجلس معك
أم فهد : وأخيراً أحد عبرني
قيس: وين الباقي؟
أم فهد: ليش أنا أدري وين يطيرون .. كل واحد في هذا البيت عايش مع نفسه ..أخوك مايترك الشقة ولا نقل لغرفته ..والثاني يدخل البيت ويطلع يدخل البيت ويطلع ..وغادة في غرفتها أو تطلع فجأة.. بس وجهي في وجه هالأطفال 24 ساعة وياليت يجلسون معي إلا التلفزيون صاير أمهم
قيس رافعاً حاجبه: ليش فهد مانقل أغراضه لغرفته ..ليش بيظل في شقته ؟!
وريان وين يطس وهو ماعنده غير دوام شغله الي مايجي الظهر إلا وهو مخلص
أم فهد أخفضت صوتها وكأنها تهمس له بسر: فهد من طلق غزل وهو منفس وماله خلق شيء ..مايبي يجلس معنا عشان لا نفتح معه الموضوع ..يتهرب من الموضوع بأي طريقة..المُشكلة إني كل ما أسأله ليش إنفصلتوا يقول مانتناسب..والمشكلة الأكبر إني ما أصدقه
قيس: طيب يمكن صحيح..كانوا كثير يتهاوشون لدرجة إن من وقت قريب راحت غزل لبيت اهلها
أم فهد :لا ..الفترة الأخيرة صاروا يتهاوشون وسبحان الله فجأة يعني صاروا بس يتهاوشون؟!!!.. ليش مو طوال فترة زواجهم كانوا يحبون بعض وزوجين طبيعين... فجأة تغيروا ياقيس.. وبما إنهم كانوا طبيعين وفجأة صاروا مو طبيعين معناتها في مشكلة خلتهم مو على وفاق
قيس: طيب يمكن صاروا يختلفون بالأراء..
قاطعته: لا تسوي نفسك فاهم عليً..أنا متأكدة ..فهد ماكانت شخصيته كذا فجأة صار إنتقادي ومايعجبه شيء وبس يبي يتهاوش...فيه شيء بس مو راضي يعترف فيه
قيس: وتوائمك الأغبيائ شفيهم ؟! ليش هذاك اليوم أدخل وأشوفهم يتهاوشون وشوي وبيضربون بعض
أم فهد بتأفف: هذول دايماً كذا الي يشوفهم يقول أعداء مو توائم
قيس: غادة ماتجلس معاكم؟
أم فهد:الفترة الأخيرة من شغلها لغرفتها لمادري وين لغرفتها ..ماعرف عنها شيء حتى لو أدخل غرفتها بسألها عن وظيفتها الجديدة تكون مقفلة الباب وماترد إذا ناديتها ..أغلب وقتها نايمة
قيس حدق في زخارف الكوب الذي أمامه ..مسكتاً نفسه عن التحدث عما يُريبه في غادة
" ريان :ولا شيء كنت أحاول أصحي أختك من النوم بس
قيس:والي يصحي أخته يتهاوش معها كذا؟ شايفني أهبل؟
غادة تلقي بالغطاء بعيداً عنها وتخرج من على السرير بغضب:افففففف منكم تبون تتهاوشون اطلعوا من غرفتي وتهاوشوا بكيفكم أبي أنااام
قيس ينظر لها متفحصاً إياها ..تبدو هزيلة جداً: إنتِ بخير؟
غادة تنظر له بجنون:إيه شفيكم الا تبون تمرضون الواحد
قيس ينظر لريان: أختك شكلها تعبانة وتحتاج نوم ..جسمها ماتعود على فرق التوقيت للحين.. لا تزعجها مرة ثانية .. آه صح...إذا شفت يدك تمسكها بهالطريقة مرة ثانية ياويلك


كانت جالسة على طاولة الطعام بإنارة صفراء خفيفة..وإضاءة شاشة حاسوبها المحمول منعكسة على وجهها ..تقوم بعملها في ساعة متأخرة من الليل
نظر لها بإستغراب تام .. تقدم بخطوات هادئة وبطيئة كأنه يتأكد من صحة مايراه ..
وضع يده بلطف على يدها التي إحتوتها بالكامل لصغر حجم يدها مًقارنة بيده..ليبعدها عن رأسها ببطئ وهو يتحدث بصوت خافت :غادة حبيبتي وش تسوين .. عادة سيئة جديدة"

أطلق تنهيدة بإنزعاج ...مُقرراً أن لا يقلق أمه أكثر....مجرد أرق وتعب لا غير.
###


كان مغادراً من المنزل عند غروب الشمس..ليتوقف وهو ينظر له..كان ممسكاً بكيس مملوء من أغراض البقالة..نظر إليه ببرود ليتابع بخطواته ناحية باب الدخول متجاهلاً قيس..
عندما مسك بيده مقبض الباب وكان بجانب قيس..
فتح قيس شفاهه ليخرج كلماته منها ببرود: مبسوط لما طلقتها؟
فهد اصتكت أسنانه على بعضها بقهر :الخيار الأفضل لكلينا
قيس ببرود: مستحيل تسمع لكلام أي شخص غيرك..كالعادة ..في كل شيء
فهد: لا تنسى أنا أكبر منك ياقيس فلا تتفلسف على راسي كأنك عارف مصلحتي
قيس رمقه بنظرة: هذا الي يخلي أغلب قراراتك خاطئة ..لأنك شايف نفسك الفاهم الي دايماً صح الي مايحتاج أحد يتناقش معاه في أي شيء من أموره
فهد نظر له : إنت شايف هذا الوقت المناسب عشان تتكلم معي عن الموضوع؟
قيس: عمره مابيكون الوقت المناسب للنقاش معك بالنسبة لك
بتظل كذا طول عمرك وبتخسر كل شيءحولك...

تقدم نحو الباب الذي يفصل بين حديقة المنزل والشارع : وفرصة إنك تكون أب.
مغلقاً خلفه الباب .. دون ان ينتظر رداً.

تاركاً إياه متسع الحدقتين وبقلب مفطور... كان يعلم عن عُقم فهد ..بالصدفة..كان يوماً سيئاً..تعطلت سيارته وإتصل به ليقله..فتح درج السيارة ليتناول المناديل.. حتى رأى تلك الورقة..صُدٍم..تناقشا..أخبره إن ذلك هو السبب في إنفصاله عن غزل..أخبره قيس بأنها تملك الحق بالمعرفة ..والمحاولة..لكنه فهد أخبره بأنه زار الطبيب كثيراً ..لا ينفع شيء..وإن من حق غزل أن تنجب..والإنفصال أفضل حل...كان يخطط لذلك منذ فترة طويلة..عاملها بإزدراء حتى تكرهه..كان يريدها أن تكرهه من كل قلبه..ليكون إنفصاله عنها ذو وقع أخف عليها..كان يواجه صعوبة في ذلك..لأنه يحبها..لكنه موقن بأن قراره صائب..موقن لدرجة عدم النقاش مع أي أحد.
###

دخل الشقة منزعجاً..رامياً مافي جيبه على الأريكة بغضب..نظر إلى الأوراق المبعثرة على طاولة غرفة المعيشة..كان منزعجاً بما فيه الكفاية ليغضبه ذلك..صرخ غاضباً: عايش مع طفلة أنا ...مستحيل تجلسين في مكان مرتب أبدا!!! خـ..
نظر لها متسع الحدقتين ..كانت واضعة خديها على يديها وعيناها مليئتان بالدموع وأنفها مُحمر من البكاء..
تقدم لها بخطوات مترددة وهو ينظر لها ..بتردد:هه ..لين..شدعوة تبكين عشاني هزأتك..بس كنت مقهور وشفت المكان كذا وإنفجرت عليك..
تكلمت بقهر:مو جالسة أبكي عشانك ياغبي..متضايقة لأن جاء الليل وأنا بعدي ماخلصت شيء يذكر من مادة الأغبياء هاذي وبكرة إختباري..إفففف مابي معدلي نزل عشان مادة وحد غبية مالها علاقة بتخصصي
تابعت الدموع السقوط على وجنتيها مع شهقات بكائها..
قيس نظر لها بنصف عين:اللحين تبكين عشانك ماخلصتي المادة والساعة توها سبع لهدرجة أنا متزوج بيبي..أنا كنت ما أبدأ مذاكرة إلا هالوقت ويمديني أخلص وحتى أراجع وأنام بعد وأروح أختبر وأجيب أعلى الدرجات بعد
لين نظرت إليه غاضبة ووجهها مُحمر من البكاء:لا تقارني فيك ياعجوز..إنت يوم من الأيام كنت طالب بعد وتتوتر وتخاف على درجاتك..أقولك للحين ماخلصت شيء يذكر والمادة الغبية صعبة وبكرة إختباري تقولي إنت كنت تبدأ مذاكرة في هالوقت..أنا حتى مابقدر أنام
قيس مكملا بغرور:أقولك أبدأ هالوقت وأراجع وأنام وأجيب فلللل مااااارك
لين بكت أكثر:انزيييين شسويلك يانيوتن زمانك أناااااااااااا غبيييية فكني خلاص لا تقول لي أخلص وأراجع ومادري إيش وأنا بموت وأروح أختبر المادة وأنا مخلصتها!!!
قيس نظر لها بخوف من بكائها ..تأفف ومسح دموعها بيديه بعنف وكأنه يضرب وجهها حتى أغمضت عيناها بإنزعاج :افففففف خلاااااااااص بلا بكي كالأطفال اللحين بدرسك فكيني بس من إزعاجك
سحب كرسياً ليجلس بجانبها وهو يمسك أوراقها بيديه : ما أرتاح أنا من التدريس لا في المدرسة ولا هنا.. كلكم أطفال أغبياء
لين تسحب من يده الأوراق: روح طير محد طلب منك تدرسه
قيس شاداً بقبضته على الأوراق:خلاص طمي حلقك وخلي تاج راسك يدرسك يحصل لك قيس بثقافته وعلمه يدرس غبية زيك
لين : ويييييع مدري شايف نفسك على إيش .. ولا مكتشف الجاذبية
قيس: توك شاتمة نيوتن واللحين تقدري اكتشافه
لين: ووووعععع أكره الفيزياء وأي شي يتعلق فيه
قيس ضحك وهو يُقلب الأوراق: وأولهم أنا..الي تخصصي فيزياء
لين حدقت فيه بصمت ..
توقف عن تقليب الأوراق: وشو الي مو فاهمـ..
قاطعته وهي تتكلم بهدوء : ما أتوقع إني "أكرهك"
حول نظره من الأوراق إليها متسعتاً حدقتيه
أكملت لين وهي تنظر له بهدوء: في النهاية صحيح إنك آذيتني ..بس في نفس الوقت ما أقدر أؤكد إن تركي قبل كم ليلة من عرسي بيكون خيار صائب بعد
نظرا لبعضهما لبضع ثوان .. حتى قاطعت لين هذا الصمت بتصفيقها وهي تتكلم مازحة : يعني السبب الأكبر الي أزال كرهي لك هو إنك تسوي لي فطور كل يوم يعني بطني هو السبب الحقيقي ولا أنت ماتستاهل
ابتسم ساخراً وقرب للين أوراقها : وش تبيني أشرح لك بالضبط؟
لين : كل شيء
قيس بصدمة : كـــــــــل شــــــيء؟!!!
لين ببرود:إيه شفايدتك مو إنت مدرس فيزياء يعني مفروض أفهم كل شيء منك .. ليش أطمح للنجاح بينما عندي فرصة بوجودك بأن أطمح للـ أ بلس؟!
قيس نظر لها للحظة "طموحة" كما قال مُسبقاً .. تنهد بلا حول ولا قوة: آه وش نسوي بعد نشرح لك ونكسب أجر
لين شقت الإبتسامة وجنتيها : يلا خلصنا إشرح لي من هنا
قيس: أول شيء بسألك سؤال وإذا ماعرفتيه معناها إنك غبية وبستغني عن تعليمي لك لأنه بيكون بدون جدوى
لين نظرت له بتساؤل
قيس إبتسم بخبث: من عمك وإستاذك ؟
لين نظرت له بنصف عين : نفسي
قيس :بكرر السؤال مرة وحدة بس..مين عمك وإستاذك؟
لين : يلا مو وقت سخافتك قيس أنـ..
قام من على الكرسي هارباً .. لتمسكه من ذراعه بسرعة : آآآآ خلاص خلاص إنت ويييييععععع
نظر لها ثم نظر ليدها التي تمسك ذراعه لتبعد يدها عنه بسرعة وتحول نظرها لأوراقها
قيس تجاهل ماحدث للتو لكي لا يحرجها ..وجلس على الكرسي .. شارحاً إليها دروسها ..مع كثير من التوبيخ والمشاجرة
###

كانت واقفة مرتدية مريلتها ذات اللون البني وهي ترفع نظارتها لتثبتها على أعلى أنفها وخديها مُحمرين من الخجل والتوتر .. أخبرها جراح بإنه في البداية سيجعلها مُحاسبة ونـادلة ثم سوف يطورها لبراسيتا " مٌحضرة قهوة"
كـان الجو هادئاً في المقهى حتى وصل ..
منذ أن فتح الباب رفع يده ليسلم على الجميع بإبتسامة وروح مرحة مشتعلة بالنشاط
رفعت عينيها عن عن صندوق المال الذي أمامها لتنظر الى صاحب الصوت الصاخب..شعرت بالإنزعاج حالما نظرت إليه..نظر إليها بإستغراب متسائلاً
تقدم بخطواته ناحيتها :صرتي تشتغلين هنا؟
ليلى بإجابة مختصرة وهي تتابع عملها دون ان تنظر إليه :آها
ريان بإستغراب: اممم غريبة
ليلى تجاهلته
ريان إبتسم إبتسامة عريضة: يعني من الأيام الجاية راح أشوفك هنا علطول
ليلى نظرت إليه ببرود ..لتراه ينظر إليها مبتسماً فتبعد عينيها بسرعة عنه بإحراج
تجاهلته مجدداً ..إستسلم مؤقتاً.. توجه ناجية جراح وهو يرتدي المريلة هامساً في إذنه : غريبة .ليلى .. فهمت علي؟
جراح : آه .. عندها مشروع للمدرسة إن تشتغل في مكان وتكتب عنه تقرير شيء كذا وإختارت هنا
ريان إبتسم إبتسامة عريضة .أردف متحمساً: ليش؟
جراح دون ان ينظر إليه ..وهو يتابع تحضير القهوة : بس تقول إنها إعتادت تجي هنا وترتاح في هالمقهى
ضحك بخفة وإبتسامته العريضة مازالت مرسومة على خديه
نظر له جراح عندما ضحك .. بنصف عين: ترا مو معناتها إنها معجبة فيك
ريان متورطاً: لا أدري شدخل .." إلا كان في بالي معناتها إنها معجبة فيني" قال بداخله
جراح مستفزاً إياه : آهــأااا؟؟..أصدق؟؟!!..ليش أنا ما أعرفك؟
ريان مستقيماً بجسمه للأمام حتى لا ينظر إلى جراح وهو يربط مريلته من الخلف ..مقاطعا لجراح حتى لا يحرجه : جــراح
جراح أكمل إستفزازه لريان : كُلن يرى الناس بعين طبعه صح ؟
ريان نظر لها مبتسماً إبتسامة جانبية : إنت حمار مادري كيف تفهمني
جراح :الحمير يفهمون بعض حبيبي
قال ذلك جراح ثم توجه لها ليرى ماقدمته حتى الآن..
وقف بجانبها عند صندوق المحاسبة ليرى إنها أخطات بوضع فئة النقود في أماكنها من التوتر ..ضحكاً بخفة على خطئها الغير مقصود من توترها الشديد لأول عمل لها في حياتها

كانت تنظر لها والنار تخرج من عينيها من الغضب..إرتشفت من قهوتها الباردة رشفة طويلة بسرعة كانها تحاول إطفاء النار التي تشتعل بداخلها ..
لقد زارت المقهى مرتان لهذا اليوم فقط من أجلها..من أجل عملها هنا .. " معجبة بجراح؟" تسائلت بداخلها
تابعت تحديقهما بما يفعلان وكيف جراح يعاملها بلطف ليس كعادته فهو رجل قاسِ ذو تعابير صارمة .. صكت على أسنانها " معجب فيها؟!" قالت في داخلها
تقدم ناحيتها جراح ليقدم لها "الثلج الإضافي" التي طلبته حالما قدم لها قهوتها
وضع لها الكوب المليء بالثلج أمامها وهو يبتسم
لتنظر له بغضب : طلبته أول ماعطيتني قهوتي ليش تأخرت كل هذا الوقت..كلها ثلج
تلاشت إبتسامة جراح تدريجياً: كنت مشغول كل شيء هنا على راسي
غادة : تحاول تفهمني إنك وظفت هالقمامة الصغيرة عشان هالسبب؟
قطب جبينه بغضب: غـادة..راقبي ألفاظــك!
غادة : مو إنت راقب أفـعـالك بالأول ..باقي شوي وتحضنها وإنت واقف بجنبها
ضحك جراح : الغيرة منبعها إنــت...جذورها متأصلة فيـكِ
غادة سحبته من مريلته ليتقدم خطوة من قوة سحبها إليه: ما أمزح معك لا تتقرب لها كذا
إبتسم لها : لا تخافي غيرتك مو في محلها
غادة: وش تقصد
جراح: أقصد إن لا تغارين عليً أنا مو معجب فيها ..موظفنها لمصلحتنا
غـادة بغرور: هههههه ضحكتني.. كل مافي الموضوع إني اكيد بـغار لأني متعودة عليك تخدمني من زمان وما أحب الي يخدمني يخدم غيري
جراح أبعد يدها عنه :غبيـــة ..
نزل للمستوى الذي يكون وجهه مقابل وجهها ..قال منتقماً..: لعلمك توأمك العزيز الي خاق عليها
مبتعداً عنها ليعود لعمله وهي متسعة الحدقتين .. نظرت لريان " مو بعيدة عنه الغبي تركني وأنا أتكلم معه عشان يروح يخدمها الغبي"
نظر لها من بعيد وهويحضر القهوة مبتسماً إبتسامة مكر..منتصراً منتقماً " كذا كذا بتكرهينها في الحالتين..ياغيورة" قائلاً في نفسه
###

كانت تمشي في أرجاء المنزل باحثتاً عنه ..حتى رأته يعد لنفسه السلطة على الطاولة التي تتوسط المطبخ
تقدمت نحوه بحماس لتضيع يديها على خديها متحمستاً: شرايك؟
نظر لها يعقوب متسائلاً
مرام متابعة : ماتحس فيه شيء جديد أول مرة أكون مسويته
يعقوب نظر للسقف مفكراً.. نظر لها ليشير: ماذاكرتي اليوم؟
مرام رمقته بنظرة : ذاكرت اليوم من متى انا ما أذاكر
يعقوب هز كتفيه بأنه لايعلم وتابع إعداده للسلطة
مرام :يعقوب لا تحقرني
يعقوب نظر لها متمللاً: مرام إخلصي شتبين
مرام حركت أصابعها وهي تضعهم على خديها مرة أخرى
يعقوب نظر لها نظرة "ماذا تقصدي؟" بتملل
مرام تأففت وهي تقرب أصابعها ناحية وجهه:إففففففف حاطة مناكير شوف شوف كيف ماتنتبه
يعقوب مباعداص وجهه عنها وهو يشير لها بسرعة: حطي أصابيعك في عيني بعد ؟!
مرام تحك خدها بخجل: هيهي آسفة من الحماس
يعقوب ببرود:انزين ويعني انت بنت مو غريبة انك تحطين
مرام:بس انا ماحط بالمعتاد
يعقوب :اها..تبين سلطة؟
مرام نظرت إليه غاضبة..أجابته بغضب: لا شكراً
تاركتاً إياه لتخرج من المطبخ وتصعد غرفتها ..وهو ينظر لها بإستغراب
###
وقفت غادة متكتفة بجانب ريان منتظرتاً إياه وهو يفك رباط مريلته ..ليبتسم لليلى ويسألها:أوصلك بيتكم ؟
ليلى وهي تضع هاتفها النقال في حقيبتها مستعدة للذهاب ..مبعدة نظرها عنه بخجل وإنزعاج في الآن نفسه: لا أبوي برا
ريان مبتسماً: أوه .. تصبحي على خير
هزت ليلى رأسها لتلقي نظرة آخيرة على المقهى
غادة بصرامة : على الأقل قولي شكراً
ريان هامساً : غادة
ليلى بإنزعاج وهدوء: شكراً
جراح مبتسماً مجاملة:تصبحين على خير
ليلى :مع السلامة
وذهبت خارجاً
فتح ريان شفتيه ليوبخ غادة لكنها سبقته :ماشاء الله عليكم واحد يعرض توصيلته عليها والثاني يقول لها تصبحي على خير ..روح معها بيتهم بعد وغطيها وإقرأ لها قصة وقبلها قبلة ماقبل النوم "مخاطبة جراح"
ريان بإنزعاج : غادة شفيك عن الجرأة الزايدة
غادة : أكيد إنت بتغار مو إنت ميت عليها
ريان نظر لها بصدمة
جراح ضحك : بتموتين غيرة ..قلت لك هالعبارة مسبقاً
غادة موجهة الكلام لريان : ليش تنظرني كذا ..نسيت إني توأمك وأكيد بفهمك قبل ماتتكلم
جراح ساخراً :كذابة أنا قلت لك إنه معجب فيها
غادة : حتى بدون خبرك الواو العظيم كنت حاسة ..
سحبت ريان من ياقته : إنت كيف تتركني ذاك اليوم وأنا أتكلم عشان تروح لها مثل الكلب ها
ريان أبعد يدها عنه :أنا لو إنت ؟ من فينا الكلب؟ الي يجي هنا كل يوم عشان يساعد صديقه لو الي تجي كل يوم عشان تلحق وتتأمل جراح ؟
نظرت له غادة متسعة الحدقتين
تابع كلامها وهو يلقى مريلته على الطاولة : مشكلتك إذا تبين تتملكينا إثنينا
وذهب سابقاً إياها لسيارته

كانت تنظر للأرض بإنزعاج محكمتاً قبضتيها .. رفعت عينيها لتراه ينظر لها .. قالت بسرعة مدافعتاً: لا تصدق الكلب بس فالح ينبح إنه توأمي ويفهمني وهو مو فاهم شيء..
صمتت بصدمة وهي تنظر إليه متجاهلاً كلامها ويبتسم وهو يرتشف الشاي
غادة بإنزعاج : غبي
ومشت مسرعتاً للخارج لتكمل مشاجرتها مع ريان..

###

كانت تحك عينيها التي قد جفت وأحمرت من السهر لهذا الوقت ..وهو أيضاص قد باح صوته وهو يشرح ويتكلم طوال الوقت ..بجانبه ثلاث أكواب قهوة لتساعده للسهر.. عيناه هو الأخر محمرتين ..لم يتوقفا طوال الوقت ليستطيعا إنهاء جزئية الإمتحان..كان يشرح لها وصوت مبحوح : وكذا تقدرين تحفظين هذا القانون قلت لك إحفظي القانون الأساسي والباقي تقدرين تحلينهم لمـ.. ..
ضربها على رأسها وهي تتثاوب متجاهلة مايقوله لتمسك رأسها بألم :آه ليش تضربني
قيس بإنزعاج :لا تتثاوبين وأنا أذاكر لك وإنتبهي معي كل الي أقوله مهم
لين تحرك قدميها تحت الطاولة بإنزعاج :إففف مو ذنبي إن أتثاوب مقدر أوقف خلاص تعبت ونعست ليش الإنسان لازم يدرس أبي أصير مزارعة وأعيش في الريف وأحلب البقر وأكل العشب وخلاااص ليش أدرس
قيس نظر لها بنصف عين: تاكلين العشب ها؟ تعترفين يعني إنك بقرة؟ كل هذا من النعس
لين تنهدت : بموت
قيس متجاهلاً تعبه ممسكاً بالأوراق الأخرى : إففففف إنتِ ليش تضري البيئة وتطبعين السلايدز والمسائل في أوراق والخط أصغر من مخك ليييشش
لين: مو أضر البيئة أحسن من أضر عيوني
قيس: لا ضري عينك ولا تضري ميزانيتك كم تدفعين عشان تستهلكين هالأوراق والحبر وإنت ببساطة تقدرين تذكرين من لاب أ ايباد مباشرة
لين: إففف ماعرف أذاكر من جهاز يابخيل
قيس: مو عشان هذا بس ..لكن جهاز فيه كل شيء أحسن من سبعمية ورقة مبعثرة كذا وإنت حتى في هذا فوضوية خذيلك ملف قسمي أجزائك فيه ..ومرة وحدة أقدر أكبر الخط مثل ما أبي من اللاب توب أو الايباد مو هذا
لين ممازحتاً إياه : إن شاء الله إستاذي العجوز
قيس نظر إليها هازاً رأسه غير مصدقاً إياها .. تابع شرحه: زي ماقلت لك إحفظيهم بطريقة المثلث مثل الأطفال لأنك طفلة
لين ضربت كتفه كعادتها ممازحتا اياه: ولا يهمك ماشاء الله إستاذ جاد في عمله ماتمزح
قيس ماسكاً كتفه متألماً ناظراً لها بنصف عين:فعلاً اندرتيكر
###
كانا في السيارة بطريقهما للجامعة..بالعادة تنام لين ..لكن هذهِ المرة..
قيس بسرعة: التوتر يساوي؟
لين بسرعة:المقاومة على شدة التيار
قيس صرخ غاضباً:لــيـــن!!!
لين بسرعة :آسفة اقصد المقاومة ضرب التيار والله اعرفها والله اعرفها بس من التوتر
قيس: وحدة المقاومة؟
لين بسرعة :الأوم
قيس:أحسنتِ
وصلا للجامعة
قيس:يلا ذلفي اختبري
ملئت لين رئتيها بالهواء وهي تحتضن أوراقها: يلا
قيس :يلا انزلي شتنتظرين
لين تفتح الباب وهي تنزل منه ببطئ :يلا
كانت تغلق الباب ببطئ..

فتحت الباب بسرعة وهي تدخل جزء من جسمها في السيارة: بمووووت متوووووترررررة قيسسسس
قيس : بلا غباء ياجبانة أكيد بتقدمين عدل بما إني أنا الي ذاكرت لك
لين تتهد بتوتر: أوك يارب
اغلقت الباب خلفها صافعتاً إياه كالعادة ..
مشت وهي محتضنة دفاترها تشجع نفسها
صرخ وبما إن نافذتها قد تركتها مسموعة فهي تسمعه وهو يهم بالذهاب من خلفها: دعيت لك في صلاتي ياغبية لا تخافين
ذهب وهي إبتسمت بإطمئنان محتضنة أوراقها بشدة
###

كنا يتحدثن بحماس عن المشروع وكل واحدة تتكلم عن المكان الذي إختارت ان تتوظف به بدوام جزئي ..والذي بدأن في عملهن تكلمن عن الأحداث التي وقعت
بعدما عادت مرام وليلى لمقاعدهن ..تسائلت ليلى:وانتِ ماقلتي وين بتشتغلين؟
مرام بإبتسامة:سُر
ليلى:ليه؟
مرام: لأن كل شيء لما يكون مجهول تتحمس له أكثر
ليلى مفكرتاً: اممم
مرام:وإنتِ ماقلتي وش اسم المقهى الي تشتغلين فيه ؟
ليلى بتردد:مقهى ألبيرو ريكو
مرام متحمسة:اوووه هذا مقهى صديق أخوي
ليلى :ايه
مرام:ريان يروح يساعد جراح متى مافضى
ليلى بإستغراب:ها؟
مرام:وشو ها؟ اكيد شفتيه هناك يشتغل معاك؟
ليلى: ايه لكن "يساعده؟"
مرام:ايه..آه فهمت وش تقصدين..ريان وجراح أصدقاء وعلاقتهم مرة قوية ببعضهم وريان يروح يساعد جراح يعني هو مو متوظف عنده بس يساعده
ليلى:غريب
مرام:هم؟
ليلى:لا ولاشيء
"على إنه يرقم بنات الصايع إلا إنه خدوم.."قالت بذلك في داخلها
متذكرتاً حينما عرض عليها أن يوصلها ..هل كان ذلك من خدمته ولباقته أو طريقة ما للغزل؟
###

كانت المواقفة مزدحمة..وقف خارج سيارته حتى تستطيع تميزه من بين جميع السيارات ..صرخ بإسمها :لــــــــيـــــن
همس لنفسه"غبية يعني لازم اصبغ سيارتي باللون الاصفر مثل هالشنطة الي لابستها عشان تميزني"
اتجهت ناحيته .. فتح فمه موبخاً إياها:ياغبيــة يعنـ..
صمت حينما ركضت بإتجاهه لتحضنه بقوة:جــــــبـــــــت فُـل مارك!!!!!!!
قيس بصدمة:كذابة
لين مبتعدة عنه والفرح لا تتسعها:الا والله
قيس:كيف علطول عرفتي درجتك وانت توك مختبرة؟
لين:اختبرنا اون لاين ياعديم الثقافة هذا وإنت معلم
قيس ناظراً بإحراج نحو مجموعة الفتيات اللاتي يتحدثن عن حضن لين له هنا
لين نظرت للإتجاه الذي هو ينظر له ..لتشيح بوجهها للأمام مجدداً بخجل مستوعبة مافعلته ...واضعتاً ظاهر يدها على جبينها متظاهرة بالإغماء:ووييييييع كييييف حضنتك بموت ويع
قيس بنص عين :فشلتيني معك واللحين تقولي ويع بتشوفي الي يشرح لك مرة ثانية
لين: لا قيس لا تطلع قرونك علي في هاذي المواقف الصعبة لو سمحت
قيس: قرونك ولو سمحت ماعرفنا لك تمدحينا لو تسبينا

كانت هناك في زاوية بعيدة..تنظر لهم بصدمة متسعة الحدقتين
حِضن؟...ألم يقل لي إنه لا يحبها ... وإنه سوف يتقدم لها بعد أن يطلقها!
قبضت غلا يديها بغضب ..أهذا الكره الذي بينهما الذي يتحدث عنه ؟

يُتبع في الجــزء الـقـادم..




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.