آخر 10 مشاركات
[تحميل] تائهون إلى أن يشاء الله ، للكاتبة/ رررمد " مميزة " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          583 - دور القدر - باتريسيا ويلسون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-19, 09:21 PM   #21

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجـزء الثانـــــي عــشــر


"أقرع الأجراس التي لا تزال بإمكانها أن تُقرع،إنسى عرضك المثالي،هُنالك صدعُ في كل شيء..فهكذا يشقُ النور طريقه"
-ليونارد كوهين



لين في السيارة تتراقص وصوت الأغنية عالِ كالعادة : حديييي مبسووووطة للحين مو قادرة أصدق إني جبت فل مارك كذا يعني أقدر أحافظ أو حتى أرفع معدلي بدون ما أخاف من هالمادة الغبيـة
قيس رفع نظارته الشمسية لأعلى أنفه وهو يهز رأسه غير مصدقاً لجنونها : عندك اختبار الأحد الجاي؟
لين وهي تأخذ نظارة قيس من عليه لترتديها هي: أوف لهدرجة وجهك كبير النظارة تطيح من على خشمي إشتري لك نظارة ثانية أحسن منها أبيها بيضاء أحلى علي من الأسود
قيس: لأنها ببساطة نظارتي!! نظارة رجال! بس إنتِ دايماً تسرقينها ليش ماتلبسين نظارتك وتفكيني
لين: دست عليها بالغلط وحولتها لقطع .. لا ماعندي إختبار ليش
قيس متناولا كيساً من المقاعد الخلفية ليرمي عليها ملفاً أصفراً عليه شخصيات "منيون"
لين :ايش هذا؟
قيس: فوق الغباء عمى بعد؟
لين بسعادة: الله منيون!!
قيس: إيه أخذت لك ملف عشان ترتبين فوضويتك وأوراقك الي تعبت وأنا أشوفها في كل مكان في الشقة وإخترته أصفر عشان شنطتك الي تفقع العين
لين وهي تضرب كتفه بعناد: والله بديت أشك إنك تقع في حبي نياهاهاهاها
قيس مثل إنه سوف يتقيأ
بجدية:المهم عندنا رحلة هالويكند فجهزي نفسك
لين ساحبة قميص قيس لتنبهه :وقف وقف هنا أبي ايس كريم من ماك
قيس بإنزعاج :طيببب بعدي يدك لا تخربين كشختي
وقف في مسار السيارات ..
لين مُكملة الحديث الذي بدأه قيس: رحلة هالويكند..؟
قيس: إيه خالي عنده مزرعة جديدة وعزم الكل عليها ..راح ننام هناك طوال الويكند فإذا عندك أي شيء تسلميه أو تذاكريه للأحد خلصيه قبل الويكند
لين مسندة برأسها على كرسيها وهي تنظر له من أعلى النظارات :أهـااا..
قيس طلب الايس كريم وناولها إياه ..
لين تعانده :يافرحتي أخذت فل مارك وزوجي العزيز أهداني آيس كريم بهالمناسبة
قيس ينظر لها بنصف عين وهو يرتشف مشروبه الغازي: إنتِ الي طلبتيه مو أنا الي أخذته من تلقاء نفسي
أكمل بعد لحظات :أنا كنت أفكر إنك إذا ماتبين ماراح أجبرك ..لكن في نفس الوقت عشان أمي ماتشك خاصة بعد طلاق فهد لغزل صارت قلقة ..وماشاءالله تحسين أمي مخلفة محققين الكل في هذا البيت فالح بالتحقيقات
لين : أناني تبي تروح تنبسط وأنا أجلس مثل المزهرية في الشقة
قيس مترددا: لا بس ما توقع راح تنبسطين إذا رحتي
لين :ليش؟
قيس بتوتر:ناس جديدين عليكِ كُلياً صعبة عليكٍ تتأقلمين ولا بتجلسين عدة أيام هناك بعد
لين:مسكين بعدك ماتعرف شخصيتي عدل
قيس نظر لها متسائلاً
لين: أنا إجتماعية احب اتعرف على الناس وأطلع طاقتي مو مثلك يا الأستاذ العجوز
قيس بداخله " الله يستر ..أتمنى مايصير أي مُشكلة في هالويكند"
###
تقدمت عليه بخطواتها السريعة إلى داخل البيت لترمي بحقيبتها على أرضية غرفة المعيشة وتلقي بجسدها على الأريكة بغضب
كانت تقرأ كتابها وهي على طاولة الطعام تنظر لها بإستغراب من أعلى النظارة: مرام..شهالتصرف ماسلمتي علي حتى؟!
مرام بإنزعاج :آسفة ..أخبارك يمه
أم فهد وهي تغلق كتابها:وعليكم السلام
مرام صكت على أسنانها محاولة كتم إنزعاجها:السلام عليكم يمه
أم فهد تتقدم نحوها بينما يعقوب يدخل المنزل ..
أم فهد وهي تنظر لمرام :في شيء زاعجنك؟
مرام إنزعجت أكثر بدخول يعقوب: مافيني شيء
أم فهد إلتفتت ليعقوب:وش فيها ذي؟
يعقوب هز كتفيه بعدم معرفته لذلك وكان واضح على ملامح وجهه الضيق
أم فهد :شفيكِ ؟؟ أحد ضايقك في المدرسة؟ أو جبتي درجة سيئة؟
مرام وقفت وهي تحمل حقيبتها بغضب: مافيني شيء مايحتاج تسألين إسألي عن غادة الي دايماً خايفة عليها
وصعدت غرفتها بينما أم فهد تصرخ عليها :شفيكِ إنت من متى تتصرفين هالتصرفات كأنك مراهقة طايشة !!
إلتفتت ليعقوب بغضب: شفيها ذي مو إنت قريب منها ماقالت لك شي؟
يعقوب بغضب : مادري عنها الغبية من الأمس معصبة مني وصعدت غرفتها وأنا أكلمها واليوم في السيارة طوال المشوار حاقرتني
أم فهد :ليش وش قلت لها عشان تزعلها ؟
يعقوب بغضب: ماقلت لها شيء فجأة صعدت غرفتها وهي منزعجة الغبية
أم فهد : وش صار؟
يعقوب : وش مدريني جات لي وأنا أسوي لي سلطة في المطبخ وقالت لي إذا فيها شيء مختلف أخر شيء طلعت حاطة لها صبغ أظافر وسألتها إذا تبي سلطة معاي زعلت وصعدت
أم فهد بإنزعاج : صحيح إنك ماتفهم
تركته لتصعد لمرام وعلى رأسه ألف علامة إستفهام

طرقت باب غرفة مرام لكنها لا تجيبها كانت تسمع صوت بكائها من الخارج .. فتحت الباب بهدوء لتجلس أمامها على سريرها
مرام غطت وجهها بالوسادة
أم فهد بحنان وهي تزيل الوسادة من بين يدين مرام وتربت على فخذها: مرام حبيبتي مايصير كذا ليش تزعلين نفسك وتعورين قلبك
مرام : يمه إنتِ مو فاهمة شيء رجاءًا إتركيني للحظة لوحدي
أم فهد : إلا أنا فاهمة فلهذا أنا قدامك اللحين
مرام بإنزعاج : يمه صدقيني مو فاهمة ولا راح تفهمين ولا أنا أبي أشرح شيء ..رجاءًا
أم فهد : ليش تفكريني غبية وما أنتبه؟! ماراح ألومك إذا فكرتيني غبية وما أنتبه لأنك تفكرين إن عيني 24 ساعة على غادة ومطنشتك بينما الواقع عيني 24 ساعة عليك لأنك إنتِ أقرب أولادي إلي والي دايماً تجلس معي
مرام مبررة: لا يمه أنا ما..
قاطعتها أم فهد: أنا أدري إنك تحبين يعقوب
مرام إتسعت حدقتيها من الصدمة وهي تنظر لأمها
أم فهد : إيه لا تطالعيني كذا مرة واضح ترا مو بس أنا الي ملاحظة
مرام نظرت للأسفل بإحراج
أم فهد : حبيبتي لا تضغطين على نفسك بس عشانه مايفهم ..مو كل شيء في حياتنا يصير مثل مانبي
نظرت إليها مرام بصدمة .. كانت تظن إنها سوف تشجعها على الإعتراف الذي لم تستطع إكماله تلك المرة بسبب مقاطعة يعقوب لها قبل أن تخبره بمشاعرها إتجاهه..كانت تظن إنها سوف توبخها لمراهقتها وحبها لإبن خالتها .. كانت تظن وتظن ..لكنها لم تظن بإنها سوف تواسيها مُطلقاً.. لماذا تواسيها وكأن الفشل هو النقطة المحسومة ؟

تركتها أمها لتخرج من غرفة مرام وتتنهد ..مُتذكرة:
" أم فهد بهمس :إنت يعني مو منتبه إن مرام تحبك
يعقوب بصدمة : أنا متربي معها أكيد بتحبني كقريبها
أم فهد : لا يايعقوب ركز ، البنت غارقة في طوفانك وإنت ولا حاس
يعقوب بضيق: خالتي لا تقولين كذا لأني في النهاية مستحيل أحبها ولا أبي أكسر قلب أقرب وحدة في العالم لي، (أشاح بوجهه بعيداً) وأنا في النهاية ماتربيت على الحب"

لا تريد لقلب إبنتها أن يتحطم .. لا تريدها حتى أن تحاول كسره.
###

تشعر بالتعب الشديد .. لم تنم شيئاً يُذكر بالأمس..كان هو أيضاً مُرهقاً لكنه يحاول المقاومة
رآها تخرج من الحمام مُرتدية بجامة النوم بلون وردي واسعة عليها ..عيناها ذابلتين من النعاس ..تثاوبت ويدها على مقبض باب غرفتها

قيس: وش بتسوين؟
لين نظرت له بعينان ناعستين : بدخل بنام وش بسوي يعني
قيٍس: تستهبلين ؟
لين :وشو
قيس: بتنامين اللحين ؟
لين أشارت له بالإبتعاد والنُعاس يقتلها لتدخل غرفتها متجاهلتاً إياه وتستلقي على السرير
يفتح الباب بقوة ليدخل ورائها
لين بصراخ :شفيك إنت كيف تدخل الغرفة ولا بدون ماتطق الباب تخيل لو انا تفصخت اللحين
قيس: يلا عاد يمديك تتفصخين توك داخلة
لين :اففف شتبي
نظر قيس لأرجاء الغرفة ..كانت الفوضى تعم المكان..ملابساً ملقية على الأرض ..تسريحة فوضوية كٌلياً لا يستطيع تمييز أي غرض عليها من الزحام.. الأرضية كالألغام يجب عليك الحذر عند السير عليها
قيس: إيش هذا كيف قادرة تعيشين في القرف هذا!!
لين والغطاء ملفوف حول جسمها مستعدة للنوم: أنا أحب القرف خلني أنام
قيس توجه نحوها بحذر نحو كل الفوضى التي على الأرضية ..سحب الغطاء من عليها لتتدحرج على السرير وتقابله مرة أخرى ..قطبت جبينها بإنزعاج وغضب
قيس: عرفت اللحين كيف دستين على نظارتك الشمسية وكسرتيها .. إذا عُرف السبب بُطِل العجب
لين :طيب ياعجوز وفر حكمك لبعدين أقسم بالله فيني النوم مانمت شيء الأمس بموووت بمووت
قيس: لين بلا هذرة فاضية وقومي خل نروح نتغذى عند أمي إذا نمتي اللحين بتخربين نومك..يلا قومي بطلعك لين يصير وقت نومك عشان لا تخربين نومك
لين نظرت له لمهلة ..أردفت:أنا شكلي بالغلط وقعت في العقد على خانة أب مو زوج
قيس: ويييععع لو أنا أبوك أوأدك على طول مثل الجاهلية ولا راح أنجن
لين إعتدلت من إستلقائها للجلوس :حاصل لك بنت مثلي بارة
قيس :شوفي القرف الي عايشة فيه أي بارة
لين بغضب:اووووهوو ترا كلها غرفة فوضوية مني وإلي ليـ
قاطعها:اخلصي بس واجهزي لا تتأخرين ورتبي غرفتك الي كأن اعصار هاجمها
خرج وهو يغلق الباب وراءه
لين: والله العظيم أبويييي..يقاطع ويسحب علي في نص السالفة وإلا غصب لا تخربين نومك..

القي نظرها على الملف الأصفر الذي أهداها إياه ..لتصمت بخجل والإبتسامة ترتسم على وجهها
وقفت لتهم بالإستعداد للخروج..
###

كان ينظر لشاشة هاتفه بقلق..
لم تقرأ أي من رسالاته إليها اليوم ..ليس من عادتها أن تتأخر في الرد ..فهاتفها دائماً بين يديها
تنهد وهو يغلق هاتفه.. رُبما مشغولة بأمور الجامعة ..قائلاً لنفسه

خرجت من غرفتها وخطواتها ثقيلة جداً..
لين:يلا إخلص جوعانة
قيس نظر لها : هاذي الي توها تقول أبي أنام إتركني
لين: والله إني اللحين حالي حال الي راجع من حرب نعسانة جوعانة تعبانة قرفانة كل شيء
قيس وهو يتوجه نحو أدرج الأحذية يتناول حذائه: قرفانة من غرفتك أكيد
لين قطبت جبينها بإنزعاج :مادري وش قاهرك في غرفتي إذا هي غرفتي لوحدي وإنت ماتدخلها خير شر
قيس: آه ماراح أتناقش مع طفلة مثلك
لين رمقته بنظرة لتجلس على الأرض ترتدي حذائها الرياضي: أنا بعد ماحب أتناقش مع استاذي العجوز
إسمع متى نروح بيتنا وآخذ شراباتي ..لاعت كبدي من شراباتك تحسها حق عجيز مثلك
قيس نظر لها بنصف عين: تأدبي لا ما أخليك تلبسين من شراباتي مرة ثانية هاذي جزاتي
وقفت لتضربه على كتفه : يلاا عاد حدك حساس مانقدر نمزح معاك إلا إنهرت
###

الجميع كانوا على طاولة الطعام

كانت مُجبرة على الجلوس معهم على الطاولة..لقد طرق قيس الباب ألف مرة ..لم يبتعد حتى فتحت الباب وأجبرها على النزول وتناول الغذاء جميعاً..أخبرته بإنها ليست جائعة ليشير بأنها تبدو هزيلة جدا هذه الأيام ًويجب عليها أن تتناول بعضاً من الطعام

نظرت إليه غادة بِحُقد وهي تمسك الشوكة بيدها محركتاً الطعام دون أن تتناول أي منه
أم فهد :ريان قوم نادي مرام طولت على ماتنزل
ريان وهو يتناول الطعام بنهم: ماعليك اللحين تنزل
تأتي ناحيتهم بثقة وسرور واضحان من طريقة مشيها وملامح وجهها
لتسحب كُرسياً وتجلس عليه:منورينا قيس ولين اليوم
قيس :تأخرتـ..
صمت وهو ينظر لها مصدوماً والأرز يسقط من ملعقته..
مرام إبتسمت له إبتسامة عريضة
قيس: شالسالفة حاطة لك ميك اب؟
لين تضرب فخذ قيس من تحت الطاولة محاولة إسكاته:قيس شدخلك في سوالف بنات
مرام بفرح:آه لاحظت حلو صح؟
ريان وهو يتناول الطعام:شفيك البنت كبرت بعدك تشوفها طفلة؟!
فهد رمقه بنظرة:إبلع لقمتك بعدها تكلم
مرام بصوت منخفض بين أصوات البقية وهي مُسندة خدها على يدها وتنظر ليعقوب الذي يجلس بجانبها :وإنت شرايك؟
يعقوب رفع عينيه ليرى أم فهد ترمقه بنظرة
أشار مجاملاً: جميل
شقت الإبتسامة وجنتيها وبدأت بوضع السلطة في وعاء وتقديمه له : حطيت لك سلطة أدري إنك تحبها
نظر لها يعقوب مبتسماً إبتسامة صفراء مومئاً رأسه مجاملاً
بينما ريان ينظر لهما وهو يرتشف من كأسه
قيس ينظر لغادة وهي تحُرك شوكتها في طبقها دون أن تتناول شيئ منه : ماعجبك الأكل ؟ تبين أجيب لك من برا؟
لين نظرت لقيس ثم لصحن غادة الذي لم يُمس
فهد: لا تدللها زيادة عن اللزوم ماعجبها الأكل لا تاكل
قيس بنظرة حادة: ماتشوفها هزيلة جداً وزنها مو طبيعي
ريان أسند ظهره على كرسيه وهو ينظر لطبق غادة ولها .. يعلم تماماً إن هناك شيئاً خاطئاً بها : صح صايرة تتغذى على الهواء وبس
نظرت له غادة بحدة :شفيكم ماتعودتوا يعني إني أسوي حمية
قيس: أتوقع الحمية مفروض توقف لهنا .. أكيد وصلتي للوزن الي تبيه
ريان بعد إنهاء قيس لكلامه أردف بسرعة:حمية إيش؟! إنتِ كنتِ تاكلين طبيعي ووزنك مع ذلك تحت الطبيعي واللحين تسوين حمية بعد؟!...غير إنك من يوم يومك تعتمدين على الرياضة ما تسويين حمية لا تكذبين
غادة وهي تشد قبضتها على الشوكة .. تنظر لطبقها متحاشية النظر إليهم ..تصتك أسنانها ببعضها البعض غيظاً لتحاول إسكاته: ريان..!
قيس ينظر لريان ..مردفاً: وإنت شعرفك إن وزنها تحت الطبيعي؟
ريان مقرباً جسمه للطاولة..بكذب: آه...سمعتها مرة وهي تتكلم عن وزنها
عًم الصمت لُبرهة..
فهد:إنتِ وش طلعك من الدوام بدري اليوم ؟! شفتك الصباح في البيت على الساعة 9 ونص تقريباً
غادة كانت تنظر للأسفل بضيق.. تود لو إنها تختفي من حولهم
نظرت إليها لين "فعلاً محققين" قائلة بداخلها
ريان وهو يرتشف عصيره وعينيه مازالت على غادة: ليه؟
تجاهلته ولم تنبس ببنت شفة
ريان مكملاً بحدة : تسع ونص مفروض تكونين تداومين ..ليه؟
قيس وهو ينظر لريان مٌسكتاً إياه :يمكن كانت تعبانة
ريان ومازالت عينيه مُعلقة على غادة ..موجهاً كلامه لقيس: والتعبان يروح يداوم من الأساس ؟ كلنا نعرف إن غادة بتاخذها فرصة للغياب وبتعتذر عن الحضور كعادتها بتستغل الفرصة
غادة نظرت لريان..تبادلا نظرات حادة حارقة بينهما
كان يود معرفة الحقيقة..تكذب ..واضح كوضوح الشمس في وضح النهار إنها تكذب
أم فهد :ريان خلاص إسكت..يمكن تعبت في الدوام وإستأذنت بلا تحريات غبية
ريان وهو ينظر لعين غادة الذابلتين ..بإصرار : آه..فعلاً...دائماً هي تعبانة..مرتين تداوم وسبع مرات ماتداوم ..واليوم داومت ورجعت علطول من دوامها ..يمكن لأنها تعبانة؟..(شد على كلامه متابعاً)أو يمكن لأنها دايماً تعبانة إنطردت من الدوام؟!
ضربت غادة بقبضتها سطح طاولة الطعام لتهتز الاطباق إزاء ذلك ..بغضب صاحت بصوت عالَ: ماتقدر تنطم وما تحقق تحقيقات غبية !!!! وإذا إنطردت؟!! وش المشكلة؟!! ليش لازم تدخل وتتكلم عن الموضوع قدام الملأ
قيس مهدئاً إياها :غـادة..عادي مافيها شيء إنك تنطردي
لين ملطفة الجو :مو مشكلة تحصلين وظيفة ثانية وأحسن منها إن شاء الله
فهد :وين تحصل وظيفة ثانية وهي دايماً نايمة في غرفتها .. مستحيل تتعلم تجتهد في شيء أبداً
أم فهد :خلاص وبعدين معاكم؟! كذا الواحد يتعامل مع أخته في هاذي الظروف؟ لسانكم لازم يطلع شوك ماتقدرون تتكلمون بلطف ؟!
فهد وهو يقوم من على طاولة الطعام: تدليلكم الزايد هذا الي بيخليهم يضيعون
لين تحك جبهتها بتوتر..الشجار شيئ أساسي في هذه العائلة
ريان مُكملاً بإصرار:ليش لما صعدت لك مافتحتي لي الباب ؟
غادة بغضب:في النهاية أنا هنا صح أو لا؟
ريان: بعد إيش؟ بعد ماصعد لك قيس وأجبرك تنزلين؟ليش مافتحتي لي الباب بسرعة؟ شفيكِ؟
غادة وضعت يديها على إذنها بإنزعاج لتصرخ: خلاااااااااااص
قيس بحدة وهو يقف من على كرسيه :ريان خلاص لا تضغطها أكثر!!
أم فهد وضعت يدها على جبينها بضيق..بينما مرام ويعقوب كانا ينظران لطبقهما محاولين تحاشي مايجري
لين كانت تنظر لغادة التي كان قيس واقفاً بجانبها يبعد يديها عن إذنيها بإستغراب تام ..مالذي يجعل شخصاً ينهار بهذه الطريقة لمجرد السؤال عن ماكان يفعله؟!
غادة أبعدت يديً قيس عنها لتتناول هاتفها وتخرج من المنزل بغضب
قيس كان ينظر لها بخوف عليها حتى خرجت من المنزل ليحول نظره لريان بحدة :إرتحت؟
ريان وهو يطرق بأصابعه على سطح الطاولة ببرود:إذا ماواجهتها بتخسر أشياء أعظم من وظيفتها
قيس وهو يجلس على كرسيه:إيه بس تقدر تتكلم معها بطريقة غير طريقة التحقيق هاذي ..شكله في كثير أشياء فاتتني من تزوجت وطلعت من البيت
قالت لين ملطفة الجو: قيس شرايك تقوم تسوي لنا قهوة .."تنظر لأم فهد التي كان الإستياء واضح على وجهها" كان الغذاء لذيذ ونبي نروق بقهوة لذيذه بعد
نظر لها ريان .. ونظرت إليه هي الأخرى .. كان واضحاً إنها تحاول تلطيف الجو ..تماماً كما كانت غزل تفعل
وقف قيس مُتجهاً نحو المطبخ لتقف خلفه لين وهي مازالت تنظر لريان لتلحقه متجاهلة إياه

في المطبخ ..
يشعر بثقل في قلبه ..خافضاً رأسه ماداً ذراعيه أمامه ممسكاً بطرف أثاث المطبخ ..
لتقف لين بجانبه وهي تنظر له ..أردفت بهدوء: تحتاج مساعدة ؟
أومأ بالنهي ورأسه مازال منخفضاً
لين : تحتاج تفضفض؟
نظر لها ووجهه خلف ذراعه ..إبتسم بخفة ليزيل يديه وترتسم ملامح الضيق مجدداً على وجهه :مافيه شيء أفضفض بيه .. بس أنا قلق..هل فعلاً كان خيار صائب إني أعيش برا البيت وأتركهم؟
لين :ليش قلق؟ تراهم كلهم كبار
قيس وهو يبدأ بتحضير القهوة : أمي تقول ..كلما كبرو الأولاد كلما كبر همهم معهم..وفعلاً إتضح إن كلامها صحيح
لين : وإنت تقول كذا بمثابة الأب؟
نظر لها قيس دون أن ينبس ببنت شفة
لين مكملة : وفهد ؟ هو الأكبر
قيس :فهد الي فيه يكفيه ..أسوي شاي بعد؟
لين فهمت إنه يحاول تغيير الموضوع : إيه
###

في غًرفة المعيشة .. كان ينظر نحو الدرج ..قال متسائلاً: صاروا إثنين الي حاكمين على نفسهم بالسجن في هذا البيت
أم فهد فهمت مايقول: متضايق ومكتئب كأنها هي الي خلعته مو هو الي طلقها بإرادته..إذا يبيها لهدرجة ليش يتركها
ريان تنهد .. أيجب عليه القلق عليه هو الآخر؟

في الجهة الأخرى تنظر للتلفاز بضيق ..
يعقوب نظر لها بضيق.. إبتسم محاولاً أن ينسيها ماحدث: وش تتوقعين اللحين بيصير لها ؟
مرام ببرود أجابت: تموت..يارب تموت
تلاشت الإبتسامة من وجهه تدريجياً وهو ينظر لها بصدمة
مرام قطبت جبينها بغيظ .. كان يسأل عن تلك الممثلة الجميلة في نظره
يعقوب مستمراً محاولاً: طالعة حلوة بالقصير صح ؟ حلو التغيير
مرام نظرت له ببرود : لهالدرجة عاجبتك ؟
يعقوب نظر لها لبرهة .. مكملاً: عادي يعني مثل ما إنت ممكن تعجبين بممثل في مسلسل أو مغني
مرام : تصدق ماقد صارت .. لهالدرجة يوصل إخلاصي!
صُدم مما قالته .. أدار وجهه ناحية التلفاز معيقاً إكمال الموضوع

توجها لغرفة المعيشة وبيديهم دلة القهوة وإبريق الشاي
وضعت لين مابيديها على الطاولة التي أمامها وقالت بسعادة وهي تجلس على الأريكة :حتى إنتم تشاهدونه..مرة تفقيع المسلسل
إبتسمت مرام :إيه حلو .."نظرت ليعقوب بنصف عين" لكن الشخصيات الي فيه مو حلوة
يعقوب نظر لمرام بنصف عين وزفر الهواء من رئتيه بتملل محولاً نظره ناحية التلفاز
لين بحماس: أمااا عااد ماعندك سالفة البطل قمر نازل من السما
إبتسم يعقوب لمرام بمكر لتنظر له بحدة
نظر لها قيس بحدة..إنها تفسد تمثيليتهما..لتتوتر مكملتاً: أقصد يعني ملامحهم ممتازة
قيس هامساً وأسنانه مصتكة:ممتازة؟ ليش درجات هم!
لين تقرص فخذه مسكتتاً إياه: هشش..المهم أرقع ونكمل التمثيلية بإتقان
قيس :إنتِ خليتي فيها إتقان
يعقوب بعناد يتكلم مع لين : الشقراء حلوة صح ؟ ممكن نقدر نوصفها بالوصف الي وصفتيه البطل من شوي حتى
لين مبتسمة له بغباء لم تفهم أي شيء مما قاله ..نظرت لقيس لينقذها
قيس مرتشفا قهوته قال بتملل : مفروض يدرجون لغة الإشارة في المناهج الدراسية
لين بهمس :لا تحرجني وتحرجه وإخلص علمني وش يقول
قيس بصوت عالِ ليحرجها :يسألك إذا الشقراء حلوة بعد وإنه يقدر يوصفها بالوصف الي قلتيه من شوي
لين ضربت بقبضتها ذراع قيس ليحكم مسكه بفنجان القهوة بين أصابعه وهو يضحك بمكر
يعقوب إبتسم متوتراً نسي إنها لا تفهم لغة الإشارةً
مرام بإنزعاج:ماعليكِ منه هو وريان بس فالحين يناظرون بالبنات ويخقون عليهم
ريان كان جالساً مسنداً ظهره على نصف المقعد ..مستلقِ تقريباً.. نظر لها بصدمة متورطاً مشيراً بيداه بـ" وش جالسة تقولين إنت؟"
نظر له قيس بمكر..جميع أخوته يعرفون عن ماضي ريان
ريان إعتدل بجلسته مبرراً بتورط :الله يهديك مرام لا تمزحين كذا قدام أمي ولين
"رمقها بنظرة محذراً"
لين محدقة بريان وهي ترتشف شرابها كُله ..وهو يبتسم لها بتوتر
لين أبعدت الكأس عن شفتيها عندما أنهته ..ونظرت لقيس بتساؤل: إنت بعد تناظر البنات وتغازلهم ؟
ريان ضرب جبينه بقهر
قيس ضحك ساخراً: لا أنا كنت مراهق عاقل
أم فهد رمقت ريان بنظرة : وش قاعدين يقولون ؟
ريان مرتبكاً مشيراً بيديه بسرعة وبكثرة: ماعليك منهم يمزحون مزح ثقيل ماعليك ماعليك
نظر للين التي كانت تحدق فيه بطريقة مُخيفة.. لغة جسده ونغمة صوته وتعابير وجهه تفضحه .. إبتسمت له بخبث ..مستندتاً على ظهر الأريكة لتخبأ نفسها بجانب قيس
ريان نظر لمرام بحقد التي كانت أمامهم هي ويعقوب لذا لا يروهم حتى يستديرون ..
"هاذي أخت ليلى يامرام ياغبية..إففف فهمت ..مهما حاولت أرقع فهمت!"
##

كان الضيق والحزن يعتريها ..جالسة في مكانها المعتاد من مقهاه .. قدماها تجراها هنا كل مرة دون أي وعي .. كانت عيناه تراقبهها منذ لحظة دخولها
جلست دون أن تطلب شيء ، يديها على ركبتيها،وعيناها مرتكزتان على الطاولة التي أمامها
كان المقهى خالِ .. ليس وقتاً محبباً لدى الزبائن
كان جالساً عند ركن المحاسبة مستغلاً وقته بالدراسة ..
ترك كتابه وراءه متجهاً ناحية ركن الألعاب الذي بجانبها .. تناول لعبة الشطرنج
تقدم ناحية الكُرسي المتواجد أمامها ..ليسحبه ويجلس عليه واضعاً اللعبة أمامهما ..نظرت إليه حينما قطعت اللعبة الفراغ الذي كانت تنظر إليه
جهز ساحة اللعب وهي تنظر إليه ..
بدأ اللعب وهو ينظر لها متسائلاً : خبريني..
مدت يدها التي كانت على ركبتيها لتبدأ اللعب معه : عن؟
جراح متابعاً اللعب:الي مضايقك
غادة بضيق: جالسة أخسر كل شيء من حولي
جراح يلعب وعيناه مرتكزتان عليها : آخر الأشياء..؟
غادة صمتت للحظة وعينيها على اللعبة بضيق
جراح سحب القطعة التي كانت بين يديها ليكمل دورها ..مكملاً: أها؟
غادة بضيق : وظيفتي
جراح :إلعبي عدل لا تخسرين هنا بعد
نظرت له غادة بخواء
جراح وهو ينظر لها : ما أتوقع إنك متضايقة عشان الوظيفة بس
غادة مُتابعة اللعب: أقل إهتماماتي
جراح محدقاً في وجهها المتُعب..وتلك الخطوط السوداء أسفل عينيها
غادة تنظر له ..ببرود : دورك
جراح متجاهلاً اللعبة متابعاً تحديقه : ليش تاخذين منوم ؟
غادة نظرت له بغضب : ريان الغبي!
جراح : أنا سألته عن حالك وهو قال عن هذا بس ..ما أدري عن أي شيء ثاني
غادة نظرت له بتساؤل وغضب في الوقت نفسه ..
جراح مكملاً اللعب :ليش لابسة كم طويل في هالجو ؟
غادة نظرت لكمها الظاهر تحت العباءة .. سحبت كِم العباءة لتغطيه .. نظرت له بحدة : بردانة
جراح نظر لها : في هالجو؟
غادة : إيه شفيها
جراح : أكلتي؟
غادة : لا
جراح : وين مابتبردين وجسمك نحيل كذا
وقف من على كرسيه مشيراً ناحية اللعبة : لا تستغلين الفرصة وتغشين..
متجهاً ناحية ركن القهوة وهي تنظر إليه بحدة ..
مكملاً حديثه بصوت أعلى كي تسمعه: ليش خسرتي وظيفتك؟
غادة وهي تحرك القطعة التي بيدها وعينيها مرتكزة عليها : طردوني
جراح: ليه؟
غادة ضحكت بسخرية: لأني أتأخر وأسحب على الدوام كثير
جراح ميقناً: من المنوم
غادة وضعت القطعة على الطاولة أمامها بهدوء.. وعينيها مرتكزتين عليها بضيق
جراح متجهاً ناحية الطاولة.. واضعاً قُطعة من الكعك وكوب قهوة ساخن أمامها ..
جالساً على الكرسي قائلاً و مشيراً بعينيه ناحية كًلِ من قطعة الكعك والقهوة: هذا عشانك ما أكلتي.. وهذا عشانك بردانة
نظرت له وإبتسمت إبتسامة خفيفة وهي تتناول القهوة لتضعها بين يديها ..
جراح متابعاً اللعبة ......والحديث: ليش تشربينه إذا مأذيك كذا؟
غادة وهي تنظر للكوب الذي بين يديها:لأني أحتاجه
جراح نظر لها .. :غادة ..فيكِ شيء؟
غادة نظرت له : القهوة لذيذة
مرتشفتاً البعض منها
جراح : لا تتهربين... فيك شيء؟
غادة مقاطعة إياه وهي تضع الكوب على الطاولة : جراح...أنا جيت هنا بلا شعور لأني أرتاح هنا ..رجاءًا لا تضغط علي لأن صديقك ضغطني حد الإنفجار من شوي.. رجاءًا
جراح بقلق: غـادة..أنا كل مرة تجين هنا أبي أسألك عن أحوالك.. أنا مو متطمن ......إطلاقـاً
غادة : جراح بلا دراما.. مادري ليش مُصر على درامتك
جراح بجدية : مين يلبس كِم طويلة في هالصيف في عز الظهر ؟!
غادة نظرت له بحدة : بردانـة ماتفهم؟!
جراح بإصرار: أوكِ بردانة .. قلتيها ألف مرة ..لكن ليش الإنسان يبرد في هذا الجو غادة
غادة بغضب: قلت لك بلا دراما جراح!!!!!
جراح وقف ساحباً غادة من معصمها لتقف إزاء ذلك ،لتحاول الثبات على قدميها لكن سحب جراح القوي ليدها يجبرها على التقرب إليه
جراح بغضب : وش الي تحاولين تخفينه غادة ؟!!
غادة واضعة يدها الأخرى على يد جراح محاولتاً تخليص نفسها منه : أتركني ..
جراح ساحباً بقوة أكثر مُقرباً إياها : وش الي تحاولين تخفينه !!
ماداً يده الأخرى محاولاً سحب الكم من على ذراعها .. لتعض بسرعة بأسنانها يده
أبعد يده بألم ولكنه مازال ممسكاً بيده الأخرى معصمها .. نظر لها بحدة : هذا يؤكد إن فيه شيء مخبيته .. أجل بردانة هاه؟!
فكت معصمها عنه مسرعة بخطواتها نحو حقيبتها لتأخذها وتهرب .. لكنه أمسك بها مجدداً محاولاً سحبها .. لتسقط جالسة على الأريكة الممتدة على الجدار ضُربً فخذها بالطاولة التي أمامها
وجراح ضٌرب كوع ذراعه بحد الطاولة .. صرخت غادة من أعماق حنجرتها وهي تركله بقدميها لكن كل ذلك لم يوقفه ..
سحب كمها لتتسع حدقتيه بصدمة ..أرخيت قبضته لا إراديا من على معصمها.. وضعت يدها الأخرى على صدره لتدفعه عنها بقوة والدموع تسقط من عينيها ..بينما هو إبتعد بصدمة
كان ينظر لهم زبون واقفاً عند الباب بصدمة .. لقد فهم المشهد الذي أمامه بطريقة خاطئة .. كانت تركله وتصرخ وهو مصر لم يعيقه شيء
سحبت غادة حقيبتها بغضب والدموع تسقط من عينيها متوجهة للباب الذي يقف بجانبه الزبون : صار لك شيء؟
دفعته غادة بحقيبتها بعنف ليصبح جانب الباب ويتسنى لها الخروج ..
نظر الزبون لجراح مندهشاً..
كان واقفاً ينظر نحو الفراغ بصدمة .. لماذا؟
لماذا تمتلك كل هذه الجروح على ساعديها؟!!
###

كانا في السيارة...كانت تحدق فيه...كان واضحاً إنه يقود والضيق يعتريه
لين محاولة إبهاجه: وقف هنا قيس بعزمك على آيس كريم يطيرك طعمه من السعادة
قيس بهدوء: أنا مو لين يالين
لين نظرت له بحقد :شقصدك ؟
قيس بإبتسامة صفراء نظر لها : أدري إنك تحاولي تسعديني عشاني متضايق
لين تكتفت معارضة وهي تنظر للأعلى بإحراج تتفادى النظر إليه : مين ؟ أنا ؟مين قال هه هه هه
قيس بهدوء :واضح...بيطيرك طعمه من السعادة؟
لين منكرة: إيه ترا مو عشانك عشاني.. لأن إنت الي تسوي لي الفطور ويقولون الي يطبخ ينقل شعوره للطبق والي ياكله يحس فيه ..فلهذا أنا أحاول أطلعك من ضيقتك عشان أنا ما أتضايق بعد
إبتسم إبتسامة صفراء وهو ينظر للطريق بضيق: ماراح أسويلك الفطور إلا بكرة..يعني لا تخافين على مزاجك
لين أطلقت يديها وهي تنظر له بضيق ..
:إذا كنت تبي تعيش في شقة في بيتكم عادي..في النهاية أنا كم شهر وراح أتركك
قيس وعينيه مازالت على الطريق : لا .. أنا أخترت بتعمد إني أعيش في شقة برا البيت.. لكني قلق بس
لين بجدية: ليش ..ليش كان هذا قرارك إذا بتقلق لهالدرجة ؟
قيس ومازالت عينيه على الطريق : لأني دائماً أختار الهرب
لين نظرت إليه ..كان يقول ذلك بصدق..
أشاحت بوجهها ناحية النافذة.. مٌسندة خدها على يدها وهي تنظر للغروب ..
"الهرب......... لو راح نفسر خيارك بيني وبين الي تحبها .. ماراح يكون هرب منها ..الشيء الوحيد الي واجهته هو هذا الزواج .. لكنك بتهرب منه بعد أشهر.. وراح نتحرر إثنينا"
###

كانت تنظر لجراح بتوتر .. كان اليوم متوتراً ، عصبياً ، على أعصابه ... مقللاً كلامه مع الآخرين
أدارت وجهها للأمام حينما دخل ريان وهو يخرج الصفير من بين شفتيه ..شتان.. ذلك وكأنه بركان منفجر ..وهذا كالطير في الصباح
ريان توجه ناحيتها قاطعاً تفكيرها : مساء النور
ليلى وهي تتابع عملها : مساء الخير
ريان نظر نحو جراح وهو يمضغ العلكة : شفيه؟
ليلى دون أن تنظر لهما: ما أدري
ريان نظر إليها متسائلاً: وش صار؟
ليلى دون أن تنظر: ما أدري من دخلت وهو كذا
ريان توجه نحو جراح ..لترفع رأسها وتنظر إليه وهو يتوجه بعيداً ناحيته .. ليدير رأسه مبتسماً لها فتخفض رأسها مرة اخرى بإحراج .. أكمل خطاه ناحية صديقه : أخبارك؟
جراح دون أن ينظر له وهو يعد القهوة ..لكن عيناه تشع غضباً: بخير
ريان: ليش ماتناظرني وإنت تتكلم؟
جراح : ريان مو فاضي لحركات الزوجات حقتك ذي ..حدي مضغوط ومالي خلق
ريان ناظراً ناحية الكتاب الملقي بجانب أوراق الشاي : عندك إختبار؟
جراح : إيه
ريان : ليش فتحت المقهى اليوم إذا عندك اختبار؟ أو ليش داومت كان جلست في بيتكم تذاكر وأنا راح أمسك الشغل
جراح كاذباُ: لا سهل سهل
متفادياً ريان ناحية الجهة الأخرى


لم تمضِ ثلث ساعة حتى إرتعش جسده وهو يسمع صراخ جراح في أرجاء المقهى ..
كان قد خرج من خلف ركن القهوة ليتعارك مع رجل كان واقفاً في صفِ المحاسبة .. كان ضجراً من الإزدحام والبطئ كما يقول في تحضير الطلبات ..اخبره جراح بأن ينتظر كما ينتظر الجميع ..لكنه أصر بالإنتقاد والتذمر حتى جعل أعصاب جراح تفور
ترك ريان كوب القهوة الذي كان يصنعه من بين يديه تاركاً القهوة تنسكب في قاعدة الآلة..
مسك ريان جراح من ذراعيه مهدئاً إياه..بينما كان هناك بعض الشبان اللذان تدخلا ليبعدانهما عن بعضهما ويتوقف الشجار
كانت ليلى تنظر إليه من خلف ركن القهوة بخوف.. مالذي حصل.. كيف تحول وحشاً هكذا
ريان وهو يبعد جراح هامساً بهدوء: ماعليك ماعليك ماصار شيء هدي هدي
إبتعد جراح هائجاً وكأن ناراً تحرق أحشائه .. ركل ركن الألعاب مٌفرغاً غضبه، داخلاً ناحية ركن القهوة ثم إلى المطبخ الصغير
إعتذر ريان للرجل الذي كان يتذمر نافثاً لعابه وهو يتكلم مزمجراً متألماً من صفعة الوحش على وجهه
خرج وهو يخبر الجميع بأن لا يحضرون هنا مجدداً..
كان ريان محافظاً على هدوء أعصابه ..
تقدم ناحية الألعاب المتناثرة على الأرض إزاء ركلة جراح لركن الألعاب
جالساً ليلتقطها ويرتبها في عبواتها
تقدمت ناحيته بتردد من الخوف..جلست هي الأخرى تساعده بالترتيب
نظرت إليه .. كان هادئاً جداً..كأنه معتاد على التعامل مع هذا الأمر
وقفا بجانب بعضهما وهما يضعان الألعاب في الأرفف..نظر لها وإبتسم :شُكراً
أومأت برأسها وتركها ليدخل المطبخ الصغير ..

:وش فيك؟
جراح كان جالساً على الأرض ..مسنداً ظهره على الفرن ..واضعاً ساعديه على ركبتيه وهو ينظر نحو السقف بضيق
تقدم ناحيته ريان وجلس بجانبه ناظراً هو الأخر نحو السقف: ممكن إنت تكون توأمي بعد..
صمت لبرهة .. مكملاً: حتى أنا متضايق اليوم
تحرك بؤبؤ جراح ناحية ريان ..الذي إبتسم وهو ينظر إليه: أتمنى أنا بعد أكون متضايق بسبب ضغط الإمتحانات..طفشت وأنا أتضايق من نفس الموضوع
جراح نظر للسقف مجدداً.. لم يكن ذلك سبب غضبه وضيقه البتة .. لكنه لا يستطيع أيضاً إخباره عن السبب..
في الحقيقة كلاهما متضايق من نفس الأمر..على نفس الشخص
ريان وقف وهو يرتب مريلته بنشاط مبتسماً: بروح أساعد جولييت .. أوه صح ليـلاي
ضحك وهو ينظر لجراح الذي إبتسم على جنون صديقه
واقفاً معه ليذهبا يتابعان عملهما ..
###

كانت مستلقية على سريرها مباعدة ذراعيها عن جسدها وهي مازالت مرتدية عبائتها وتنظر نحو السقف والتفكير يأكل عقلها ..
"لازم أحاول أرجع غادة القديمة عشان مايشكون .. كلهم أذكياء ماراح أقدر أكذب أكثر بدون مايفهمون .. الرحلة هالويكند ... لازم أتصرف طبيعيا..طبيعياً"
###
خرجت من الحمام بعد أن إستحمت بذلك الماء الدافئ الذي كان أمنيتها أن يُصب على جسدها بعد هذا اليوم الطويل الشاق.. كانت مرتدية روب إستحمام وردياً ذو درجة فاتحة واسعاً جدا ،ملقية منشفة بنفس اللون على رأسها بإهمال.. تقدمت ناحية غرفتها لتفتح الباب وتنظر للغرفة بذهول

كانت الغرفة مرتبة ..نظيفة ..أصبحت واسعة بعدما كانت مليئة بالفوضى وكأن إعصار قد حل بها
تقدمت بخطوات بطيئة وهي تنظر ناحية كل زاوية من زوايا الغرفة ..تستطيع شم رائحة إحدى عطورها منتشراً في الغرفة..كأن أحداَ إستخدمه كفواحة
إبتسمت تحت المنشفة التي تغطي رأسها به ..لم يستطع هذا العجوز تحمل الفوضى ..
كعادته.
خرجت من غرفتها تطل برأسها خارج الممر ..لتراه نائماً على الأريكة بتعب
تقدمت ناحيته ..ساخرة: الي يحاول بكل جهده إن ما أنام نام قبلي
رمت الغطاء الذي كان على الأرضية على جسده بإهمال..
وهي تنظر ناحية ملامحه المرهقة ببرود..
حركت قدميها متوجهة للغرفة لكنها سمعت صوت يصدر من هاتفه ..
إدارت رأسها لتنظر لهاتفه .. كالعادة لا تستطيع مواجهة فضولها..
تقدمت ناحية هاتفه الذي كان على سطح الطاولة.. ..وضعت يديها في جيبيها كالمُجرم الخائف من أن يلمس شيء ويصيبه بصماته
إنحنت لتنظر لشاشة الهاتف..
كان الإسم عبارة عن قلب أحمر:
متضايقة منك لعدة أسباب..لو كنت فعلاً تهتم ماكنت سويتهم من الأساس
إستقامت مرة أخرى وهي تضحك ساخرتاً
متكلمتاً وهي تمضي لغرفتها : شكلها ليلاك ياقيس زعلانة منك
###
كان قد سألها هذه المرة أيضاً إن كانت تريد أن يوصلها إلى منزلها ..لكنها أخبرته مجدداً إن والدها في الخارج ينتظرها
أقل مرام بسيارته من المكان الذي تعمل فيه بوظيفتها الجزئية ..

حالما دخلا المنزل همت مسرعة نحو الدرج.. سحبها ريان من حجابها مازحاً: وين ليش بتهربين
مرام شهقت بقوة لتقف وهي تمسك حجابها من الوراء لكي لا يسقطه ..بغضب:شفيك ريان بلا حركات غبية!!
ريان نظر لها مصدوماً: شفيك ترا يعقوب مو هنا!
مرام بإرتباك : حتى لو يمكن ينزل في أي لحظة وش ضمنك
لتصعد بسرعة لغرفتها وهو ينظر لها بإستغراب..
###

جائها إتصال على هاتف المنزل في الصباح الباكر..رفعت الهاتف بإستغراب..من الذي قد يتصل في هذه الساعة من النهار
إتسعت حدقتيها عندما سمعت مايقوله الطرف الآخر!


دخلا المنزل وهي تدفعها أمامها بغضب..أغلق قيس خلفه الباب
قيس بهدوء: يمه ممكن تفهميني ليش مطلعتني من الدوام اللحين وليش لهدرجة معصبة
نظرت أمه لمرام بنظرة حادة التي كان وجهها مٌحمر وعيناها مليئة بالدموع
أم فهد بحدة :قولي له ليش مطلعينك إنتِ وهو من الدوام في هالوقت
لم تنبس مرام ببنت شفة بينما قيس نظر لها يريد جواباً

تقدمت لها أمها بغضب... لتسحب حجابها من على رأسها بقوة..


يُتبع في الجزء القـــادم...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 11:54 PM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجــــزء الثالــث عــشــر

"هل الشر هو الشيء الذي هو أنت؟ أو هو شيء أنت تفعله؟"
-بريت إيستون إيليس


:مرام ممنوع لبس الشيلة داخل الفصل..نوهت على هذا الموضوع أكثر من مرة
إبتلعت لعابها بخوف..تظاهرت بإنها لم تسمع ذلك..لأنها ببساطة لا تعلم ماذا تقول أو تفعل
ليلى نظرت لمرام بإستغراب..همست لها وهي في مكانها..في المقعد الذي بقرب مقعدها:شفيك؟
أعادت كلامها بنبرة غاضبة: مرام ..أكرر كلامي مرة ثانية ممنوع لبس الشيلة داخل الفصل
لم ترد عليها .. قطبت جبينها : قومي أوقفي!
مرام وقفت و نظرت للإستاذة بخوف ..دون أن تنبس ببنت شفة
بغضب: شفيكِ ؟! ليش خايفة ترا مافيه رجال هنا عشان ترتجفين إذا قلت لك إفسخي الشيلة
أثار ذلك ضحك بعض الطالبات بينما رمقتهم ليلى بنظرة تهديد
صدرً صوتُ رجولي من المقاعد الخلفية ..تكلمت الفتاة المسترجلة بسخرية : شكلها خايفة إني أعجب فيها هههههههههههههههه
إمتلأ الفصل بصوت ضحكهم وإستهزائهم .. كانت ضربات قلبها تتسارع
ليلى همست لمرام :شفيكِ ليش ماتفسخيها وخلاص
الإستاذة موجهة توبيخها للفتاة المسترجلة بالخلف: لولوة !!! الأفضل إنك تستهزأي على نفسك قبل ما تستهزأين عليها على الأقل هي بنت محترمة ومجتهدة
ضحكت بعض الفتيات لكن الغالبية كتمن ضحكهن خوفاً منها... كانت تقرع بأصابعها على الطاولة وتنظر للأستاذة بغضب:اسمي لؤي ..قلت لك من قبل ناديني لؤي
الإستاذة موجهة كلامها لمرام: طيب ماتبين تفسخينه بنفسك ...
تقدمت بإتجاه مرام لتخلع عنها الحجاب بسرعة

نظر الجميع بصدمة لذلك الشعر القصير الذي لا يغطي شيئاً من رقبتها .. كان صبيانياً أشقر اللون بدرجة فاقعة ..
كانت ليلى مندهشة كُلياً .. لا تصدق ماتراه .. هذا لا يتناسب مع شخصية مرام العقلانية إطلاقـاً
كانت مُخفِضة رأسها بإحراج شديد ..
بعد أن زالت دهشتها : مرام! هل تعتبرين مظهرك هذا مظهر طالبة في مدرسة مُحترمة وراقية مثل مدرستنا؟
لم تنطق بحرف... كانت تسمع همس الطالبات خلفها وضحكهن وصدمتهن
: تعالي معي لمكتب المديرة ..الآن.

........

أم فهد بإنفعال وغضب : قرار الإدارة فصل لأسبوع كامل !!!
عاجبك؟؟!!!
مرام مخفضة رأسها ووجهها مُحمر للغاية والدموع تسقط من عينيها ..لا رد
أم فهد مكررة بصراخ: عاجبك؟!!
لا رد أيضاً
سحبت إبنتها من عبائتها بقوة ناحيتها : لماااا أســـــــألـــك تــجـــاوبــيني!!! عاجــبــــك؟!!!
قيس مهدئاً والدته : كل شيء ينحل بالتفاهم
مرام دون أن تنظر لعيني والدتها التي تُكاد أن تحرقها بنظراتها ..بصوت خافت ونبرة الخوف تتخلل إجابتها:لا
أم فهد لم تزل قبضتها عنها بل هزتها بقوة :أجل ليش قصيتي شعرك هالقصة الصبيانية الغبية وصبغتيه بهاللون المقرف!!!! وش حركات المراهقة ذي الي طلعت في وقت متأخر!!
قيس مبعداً يد والدته عن أخته مهدئاً الوضع .. نظر لأخته : مرام حبيبتي ممكن تخبرينا وش سبب هالتصرف
مرام إكتفت بالبكاء دون رد

كانت تنزل من على الدرج ..بإنزعاج: شالسالفة أصواتكم عالية فقعتوا طبلة إذني..
نظرت لشعر مرام مُتسعة الحدقين....بصوت عالِ ضحكت بسخرية وإستهزاء

ممسحة دموعها بعد أن ضحكت من أعماق قلبها : إيش هذا الستايل الجديد..تضحكين راسك كأنه راس تويتي
قيس بتهديد: غادة .. مو وقتك
أم قيس متجاهلة غادة...كان غضبها شديداً لدرجة عدم إهتمامها بشيء آخر: خلصيني لا أوريك وجه ماشفتيه ولا عهدتيه مني يا مرام ...كنتي عاقلة طول عمرك وعلى إنك أصغر وحدة من أولادي الي إني أشوفك الأعقل بين كل هالمجانين ..إيش الي خلاكِ تنجنين إنت الثانية ؟؟؟! أعطيني السبب أعطيني السبب الي خلاكِ تنجنين وتسوين كذا بشكلك
مازالت مرام ترفض التحدث..بينما قيس كان ينظر لها منتظراً إجابتها
غادة وهي تجلس على عتبة الدرج ..ببرود : أفا يمه .. مو إنتِ تقولين إنك فاهمتنا وعارفتنا أحسن من نفسنا؟!
إبتسمت إبتسامة جانبية بسخرية : وين كل هالمعرفة راحت؟! ها؟
قيس بغضب:غادة إنتبهي للغباء الي تقولينه ..هاذي أمك
أم فهد تنظر لغادة بغضب: خل نقول إني فعلاً ما أعرفكم لأني فعلاً جالسة أتفاجئ من شخصياتكم كل واحد فيكم على حدى...إذا تعرفين بشريني بالسبب ..سمي بدني يلا
غادة بلا مبالاة...والسُخرية واضحة من نبرة صوتها : الحُــــب... حبها ليعقوب خلاها تنجن .. أجل ليه يقول راشد عن الحٌب إبعد عن الشر ياعمري وغنيلو؟!
كان قيس ينظر لغادة متكتف اليدين بصمت
غادة أطلقت ضحكة خافتة بسخرية... لا يظهر على نظرته التفاجؤ..واضح إنه يعرف عن حُب مرام مسبقاً
أم فهد نظرت لمرام مُتسعة الحدقتين بغضب... أمسكت بها من ياقتها ..كان ذلك أقل ماكانت تريد أن تفعله ..كان غضبها شديد لدرجة الضرب قد لا يخمده ..بنبرة غاضبة:صحيح كلامها؟!! أقسم بالله إنك غبية...ساذجة...جالسة تخسرين نفسك عشانه؟..تبنين شخصيتك وتبنين عُمرك وتبنين مستقبلك...تجتهدين طول هالسنين..توعديني إنك بترفعين راسي بشهادة ..عشان "رجل" تلعبين في مظهرك وتنفصلين من المدرسة اسبوع .. أتمنى إنك ندمانة اللحين لأنك تدرين إن فصل إسبوع بيأثر على مستقبلك إلي بحيت صوتي معك عشان تبنينه .. آخر شيء عشان حب وغباء المراهقات تخسرينه ...أنا مدخلتك مدرسة راقية قوية ... دافعة دم قلبي عليها .."صرخت بأعلى صوتها "عشان تتصرفين كذا ؟!!!!
وضعت غادة خدها على يدها وهي تشاهدهما بلا مبالاة..
بينما قيس كان متكتف اليدين حتى لا يتدخل بتربية أمه لأخته ..
أم فهد بغضب ألقت حجاب مرام على وجهها : أنا نبهتك مُسبقاً.. لأني أدري هالحُب العفن لوين بيوصلك .. مع إني توقعت إنه راح يكسر قلبك مو راح يكسر مستقبلك بعد .. أنا أعطي وأعطي عشان قلبك وإنت تسمحين لأي أحد إن يتلاعب فيه ... إلبسي شيلتك بنروح الصالون يرقعون في القرف الي على راسك
###
كانت جالسة على طاولات الإستراحة بجانب كافتيريا إحدى الكُليات..واضعة ساقُ فوق ساق ..تاركةً عبائتها مفتوحة ..مًرتدية ملابس رسمية أنيقة باللون الأبيض..شعرها ذو الصبغة الحمراء مسدول على ظهرها مع كعكة عشوائية ..ترتشف قهوتها الساخنة وهي تتناقش مع زميلتها على المشروع

قاطع تركيزها على كلام زميلتها..خيالها
نظرت لها مُجدداً لكِ يؤكد خيالها إلى حقيقة..إنها هًنا بلحمها ودمها
واضعة حاسوبها المحمول تحت ذراعها وبيدها الأخرى تحمل حقيبتها الصفراء من مُقدمتها..مُرتدية قميصاً بكاروهات أسود اللون فضفاضاً ،كانت أزرار قميصها مفتوحة ..مرتدية قطعة سوداء بالداخل..شعرها الأسود الطويل مسدولاً كالعادة..كانت تمشي بتثاقل،كان إسبوعاً مُنهكاً
توجهت لإحدى الطاولات القريبة ، كانت مليئة بطالبات واضعات أمامهن حواسيبهن المحمولة..
وضعت حقيبتها على الأرض وجهازها على الطاولة أمامها :بديتوا أكل عني ياخونـة
أجابت واحدة منهن: بطونا أهم من إن ننتظرك عشان ناكل معك سيدة لين
لين: واضح..هذا يفسر كرشك الي موصل لركبك
:أوريكِ يالكلبة والله ماعطيكِ من الكوكيز الي جبته
لين ساحبتاً خدها : حبيبتييييي فديتك وفديت كرشك الي يسوى ألف كوكيزة
ضحك الجميع ..لترد عليها بنصف عين: هاذي مراضاتك مع وجهك؟!

كانت غـلا تُحدق بها بغيظ...مالضير بسماع حوارهن والتعرف على زوجة عشيقها

أخرجت علبة الطعام من حقيبتها لتفتحها ممسكة ملعقتها لتتناول الطعام..قاطعنها بالنظر بدهشة لعلبتها : ايش هذا لين من متى تطبخين..انتِ تموتين جوع ولا تقومين تطبخين لنفسك
لين حكت رأسها بإرتباك ضاحكتاً: آه هههه..هذا قيس طبخه لي هو الي كل يوم يسوي لي فطوري
صفًرن بإعجاب ليزيد ذلك من إحراجها...
عضت بقهر على كوب القهوة الورقي..تكاد أن تقطعه بين أنيابها..كما تريد فعله بها!

تحدثت الاخرى بإعجاب: زوجك يطبخ لك ولا بفن وإتقان مهتم بالتقديم عشانك..متعودين على العكس من الأزواج أما هاذي فـ واو
تحدثت الأخرى واضعتاً ملعقتها على شفتها مبتسمة بخبث وهي تنظر للين:آه صح..بعض الناس يقولون إنهم بيجيبون العيد في الفيزكس آخر شيء فل مارك في نص عينها.."بخبث" هل لتخصص زوجك علاقة؟
أردفت أخرى بسذاجة:تخصصه..ايش تخصصه؟
أردفت الثالثة دافعتاً الأخرى بيدها:إستاذ فيزياء ياغبية امداكِ تنسين
تحدثت الأولى:خليها خليها عقلها في كرشتها..المهم لين أخبرينا بالحقيقة "رمشت بعينيها بسرعة"
لين بلا حول ولا قوة: درسني...
صفرن مرة أخرى بإعجاب...
رافعتاً يدها في الهواء ممُثلتاً بأنها سوف تضربهن ..بهمس: لا تفضحونا ياغبيات كل الناس يناظرونا...في الديوانية أحنا قاعدين في الديوانية؟!!
كانت تشتعل في الطاولة الأخرى ... ماباله هذا الغبي ... لماذا يهتم بها هكذا..لماذا يهتم بهذه الخرقاء ضئيلة الحجم بهذه الطريقة
:غـلا...غلا تسمعيني ؟!
قاطع شرودها في لين مُناداة زميلتها لها ..إلتفتت ناحيتها مبتسمة إبتسامة صفراء: كملي حبيبتي أسمعك

###

دخل المنزل ينظر نحو أرجاءه بإستغراب..نظر لغادة التي كانت جالسة في غرفة المعيشة تُقلب بين قنوات التلفاز بتملل
أشار متحدثاً متسائلاً: وين الكل ؟
نظرت له غادة ..أجابت بمكر: مين الكل؟
يعقوب تقدم ناحية الأرائك ليجلس على إحداهن..أكمل: خالتي مرام ..والكل
غادة أسندت كوعها على مسندة الأريكة واضعة خدها على يدها ..تنظر ليعقوب وهي تبتسم بخبث: يعقوب تحب قصة الشعر الصبياني والأشقر على النساء؟
يعقوب رفع حاجبه بإستغراب: وش جاب السؤال هذا على بالك؟!
غادة :انت قول لي تحبه أو لا
يعقوب يُريدها أن تجاوبه :على البعض حلو ..ليه
غادة مسندة ظهرها إبتسمت بسخرية: هذا تماماً سبب عدم تواجد أمي ومرام..لعلمك مرام إنفصلت إسبوع عن المدرسة
يعقوب قبض يده بصدمة وغضب ..مالذي فعلته هذه الغبية
###

"ليـن...ماراح أقدر أمر عليكِ .. تغذي وتعالي بيتنا"
قرأت رسالته وأغلقت شاشة هاتفها ..طوقت رقبة إحدى صديقاتها بذراعها بمرح: خل نطلع نتغذى برا
بتذمر وهي تغلق اللوكر:آه هاذي الي بتفلسنا
أردفت أخرى: أبي أرجع أنام بموت تستهبلين
أردفت الثالثة: أمي طابخة الغذاء الي أحبه ماراح أطلع
لين : يلا عاد وين الفزعة فيكم .. ليش أنا مصادقتكم عشان أرفع ضغطي عالفاضي وخلاص ..خل نطلع ناكل في مطعم محترم مابي أرجع الشقة وأموت جوع.. وإنتِ رانيا بتوصليني بعدها لبيت أهل قيس
رانيا رفعت حاجبها بإستغراب: ليه.. ماراح يمر عليك؟
لين : لا شكله مشغول
رانيا : والله بيموت راجو ينهار إذا ركبتوا معاه ..يقول هذا نفرات صديق إنت مجنون يحطون ميوزيك صوووت ووااااجد أنا أذون يعور
لين : يلا عاد يحمد ربه دايماً نحط له أغاني هندية عشان يفكر بحبيبته الي في الهند ويفرح
###

وضع كوب القهوة الساخنة أمامها . . وآخر أمامه ، جلس أمامها مبتسماً ماسحاً بيده على إعوجاج قماش مريلته ليرتبه: شُكراً لأنك جيتي
إبتسمت له ويديها تعانق كوب القهوة الذي أمامها: عشان أكون صريحة رسالتك أثارت فيني القلق..."بكذب" شوي
إبتسم إبتسامة صفراء: بعدك تحبيه
إرتشفت القليل من القهوة..أعادت الكوب على الطبق..أردفت:هذا السبب الي خلاني أقابلك
وش تبي ريان ؟
أجاب ريان بجدية:إنتِ جاوبيني غزل..إيش الي بيخلي إثنين يحبوا بعضهم ينفصلوا فجأة
غزل بسخرية:يحبوا بعض؟!هه..أخوك قالها بصريح العبارة إنه صار مايحبني..وأنا قررت إني ما أذل نفسي أكثر..صعب الحب من طرف واحد ياريان
أردف ضاغطاً بإصبعيه على مقبض الكوب:غلطانة
كانت تُقرب كوب القهوة لشفتيها..أعادته للطبق وهي تنظر لريان بتوتر
أكمل وهو ينظر لكوبه: فهد بعده يحبك غزل...كان وظل ومازال يحبك..نفسيته في الحضيض من تركك..سجين شقته..كئيب..مايبي أحد يناقشه في أي شيء وبالخصوص في موضوعكم "نظر لها بجدية" فلهذا أبي أعرف السبب ..رجاءًا إسمحي لي أساعدكم
ساد الصمت بينهما للحظات..
أردفت بهدوء: فهد عقيم .
إتسعت حدقتي ريان وهو ينظر لغزل التي كانت ممسكة برباط جأشها وهي تلقي على مسامعه قُبح الواقع
أكملت:خبرني عن..."صمتت لثوانِ غير مستسيغة لنطق تلك الكلمة البشعة مجدداً" أمره لما طلقني .. قلت له إنه أناني وكان مفروض يقول لي عن هالموضوع مسبقاً.."سكتت بغصة حزن...إبتلعتها" كنت راح أبقى معاه وأسانده لآخر لحظة...وإذا فشل...فشلت معاه..لكن كانت النقطة الي أنهت علاقتنا ..لما سألته إذا مازال يحبني و نفى.
أطلق زفيراً..: ليش ماخبرك...ماخبرنا
غزل نظرت إليه نظرة لم يفهمها: جميع أفراد عائلتكم كتومين..دايماً تشوفون التكتم أفضل حل
"وقع صدى كلمته عليها كالثلج .. فتحت عينيها بذهول .. ساد الصمت لعدة دقائق ..كل مايسود الغرفة هو صوت تغريد العصافير
فهد : حاولت أكرهك فيني طول الفترة الماضية لكن مانفع..حاولت إنك تكرهيني وتتمني فراقي لكن مانفع .. حاولت إني أقسي عليك ..أشك فيك.. أؤذيك.. أتجاهلك..ما احترمك .. ما أهتم فيك..مايعجبني شيء فيك.. كل شيء مانفع .. فلهذا..لازم أستسلم لحقيقة إنك تعرفين هالسُر ..إلي أحتفظت فيه لنفسي..إنتِ تستاهلين شخص قادر إن يعيشك جو العائلة ..وأنا ماقدر أوفره لك.. لذلك أنا آسف غزل... إنتِ طالق"

أغمضت عينيها بشدة كأنها تغلق عينيها عن الحقيقة...نظرت إليه مرة أخرى..كان تعيساً
أردف: لًو ...يتعالج...بترجعون لبعض؟
نظرت إليه غزل بإستغراب وإنزعاج في نفس الوقت: ريان إنت سمعت إيش قلت لك ... أخوك هو الي مايبيني... أنا أبيه بأي سوء يصيبه ..في الحلوة والمُرة .. بس هو رفض وجودي كٌلياً
ريان بتوتر: آنا أسف ..الخبر صدمني كُلياً ..
غزل نظرت إليه بتعمق :مافيه شيء تتأسف عليه
أردف : راح أحاول أقنعه يزور طبيب لحل مشكلته .. وأكيد بعدها بترجعون لبعض
غزل : مادري وش مفروض أقول...لكني بقول الصراحة..أنا مازلت أحبه ..لكن ما أدري إذا مازلت أبيه.. مو عشان شيء .. عشانه قال
أكمل ريان كاتماً غضبه : إنه مايحبك.....غزل الواضح إنك ماتسمعيني عدل إنت بعد..قلت لك كذب عليكِ عشان وقع الطلاق يكون عليكِ أسهل.. حالها حال كل تصرفاته القاسية معك طول الفترة الي تسبق الطلاق
غزل صمتت وهي تنظر له بضيق...فتحت حقيبتها لتخرج منها مجموعة من الأوراق ..وتضعها على الطاولة .. تديرها بإتجاهه ليصبح الكلام مقروءًا غير مقلوباً ..أكملت: كِنت متوقعة إنك بتسأل عن الموضوع .. وأنا لأني غبية أول ماتطلقنا كنت أبحث عن أطباء ممتازين في هذا المجال..لكن مُستحيل أتجرأ وأرسلهم لـأخوك
كان إسم فهد لا يخرج من فمها مُطلقاً...وكأنها تحاول الهروب من نطقه
أكملت: لذلك شًكراً إنك بتكون حلقة الوصل
حتى لَو ..حتى لو مارجعنا لبعض...هو..هو يهمني
نظر لعينيها ... كان الحزن في أعماقها ..لم يعهد منها من قبل نظرة حزينة كئيبة كهذه
أمسك بيديه الأوراق التي أمامه ..إبتسم : أمانتك راح توصل
إبتسمت :شُكراً
حًملت حقيبتها ووقفت :وشكراً على القهوة المجانية
ريان إبتسم :ولو
خرجت من المقهى وعيناه مٌعلقة عليها حتى غابت عن ناظريه
نظر للأوراق التي بيده ..أطلق تنهيدة عميقة
عُقم؟!
###

كانت تنظر إليها بإستغراب شديد .. كانت جالسة على الأرض أمام الطاولة واضعة أوراقها عليها وتدرس وفي نفس الوقت تشاهد معها ..
تناولت قطعة من رقائق البطاطس التي بين يديها: صارلك كم ساعة هِنا ومافكرتي تسألين عن قيس
أجابت لين وهي تأخذ الوعاء من بين يدي غادة لتضعه على الطاولة وعينيها مُعلقة على الورقة التي أمامها: لا تتفردين فيه بنفسك أنا أبي أكل بعد ..ليش أسأل مشغول وخلاص
نظرت إليها بنصف عين : مو حايشنك فضول ؟؟؟ ماتخافين إنه مشغول في شيء مايعجبك ؟
أطلقت ضحكة سُخرية بصوتِ خافت .. أكملت وهي تمضغ وتحل المسألة : لا .. ليش أشغل عقلي فيه وعندي دروسي الي لازم أشغل نفسي فيها
قالت في نفسها " ليش أشغل نفسي فيه مو هامني هو في أي داهية ولا ايش يسوي أصلاً"
قالت غادة وهي تجلس على الأرض بجانب لين : إمممم... يعني إنت مو فوضولية ؟!
لين هزت رأسها بالنفي..ثم نظرت إليها : مرام وخالتي وينهم
نظرت غادة للين للحظة ..أطلقت ضحكة طويلة : هاذي الي مو فضولية .. أول مرة أشوف وحدة تسأل عن أم وأخت زوجها وماتسأل عن الشخص الأساسي بينهم وهو زوجها
لين إستغلت الفرصة لتكمل تمثيليتهما: آه ... بيني وبين قيس مشاكل هالفترة فمالي خلقه
غادة نظرت إليها بإستغراب: آها...كنتوا مثل السمنة على العسل..غريبة
لين : أخوكِ مثل العجوز ينرفز .. والأشياء الي مفروض يعصب عليها ماتعصبه والأشياء التافهة تعصبه
غادة بحماس: آي نو رايت ؟!!..إذا دخل غرفتي وشافها مو مرتبة ينهار
لين متسعة الحدقتين : إيييييي مايتحمل تحسينه عجوز متقاعد
ضحكتاً بسخرية وشقاوة بينما فُتح الباب لتدخل كل من مرام وأمها وقيس
دخل وهو ينظر حوله كأنه يتفقد شيء ما .. أطلق تنهيدة إرتياح حينما رآها : جيتي؟
لين بإنزعاج :إيه وتغذيت في مطعم مع صاحباتي ..وصار لي ألف ساعة هنا
نظرت لمرام التي كان الضيق مرسوماً على ملامح وجهها ...والغضب على ملامح أم فهد
أسندت غادة خدها على يدها وهي تنظر لمرام بسخرية: أيوه ورينا وش رقعتوا فيه
أم فهد : ماتقدرين تطمين حلقك يعني...ماتشوفين زوجة أخوك هنا
نظرت لين بتساؤل وفضول
أردفت غادة بسخرية: اللحين ولا بعدين بتعرف..هذا شيء مايتخبى
أم فهد نظرت لمرام بغضب: أي شيء غبي صعب تخبيه
نظرت مرام للأسفل بضيق
وقفت لين على ركبتيها وهي تحاول أن تلتقط أوراقها بسرعة من على الطاولة :مو مشكلة اللحين بخليكم على راحتكم
أردفت بصوت مبحوح: مايحتاج
ليسقط الحجاب على كتفيها .. إتسعت حدقتي لين وهي تنظر لشعر مرام
نظرت غادة إلى لين وتابعت بسخرية: مثير للشفقة صح ؟!... لو شفتيه قبل كان متي ضحك ..أتوقع المفروض يكون أشقر بس صار أصفر فاقع ههههههههه
أم فهد بغضب: غادة !
أكملت دون إكتراث: وش خلينا نقول الحقيقة...أوه صح ....هي المثيرة للشفقة مو شعرها هههههههه
مرام بغضب: مين المثير للشفقة أنا ولا إنت .. على الأقل أنا أحاول مو إنت خسرتي حب حياتك وخسرتينا واللحين خسرتي وظيفتك بعد
قيس صارخاً :مـرام!!
تركتهم لتصعد على الدرح والغضب يحرقها...لم يعتادوا ذلك منها ..لطالما كانت تصبر وتسكت عن إهانات غادة لها
كانت غادة تنظر للمكان التي كانت مرام واقفة فيه وحدقتيها متسعتان بصدمة ..إرتخت يدها التي كان خدها مستند عليها ..لتسقط بخفة على الطاولة
أم فهد تنهدت ونظرت لغادة : ماعليكِ هي معصبة وماتعني الي تقوله ..تهاوشت معاها وقسيت عليها اليوم بما فيه الكفاية
غادة متظاهرة بإن كلام مرام لم يجرحها : آها .. لا تخافي كلام هالمراهقة مايهز فيني شعرة...وبعدين إيش الي عدلتوه في شعرها ..بس رجعتوه أسود ولا التسريحة الولادية الغبية ماسويتوا لها شيء
أم فهد ببرود : سوينا الي نقدر عليه
نظر قيس للين ...التي كانت الدهشة واضحة عليها
تحدث قاطعاً دهشتها: مين وصلك هنا؟
أغلقت فمها الذي كان مفتوح من الصدمة ونظرت إليه مجيبة: راجو
رفع حاجبه : صديقك راجو يعني ؟ إيش عرفني مين راجو هذا
لين بقهر: سواق صديقتي مو صديقي

دخًل ريان المنزل وبيده رزمة أوراق :السلام عليكم
لم تمض ثواني...لم تخط قدمه إلا عدة خطوات

كان ينتظره طوال الوقت ..

وقف لا إرادياً حينما سمع صوت خطواته السريعة نازلاً من على الدرج متجهاً نحوه
إقترب ناحيته كالثور الهائج مُمسكاً بقميصه دافعاً إياه حتى إرتطم ظهره في الباب، لكم وجهه بقوة
ركضت ناحيته غادة بسرعة لتدفع بيديها صدر فهد صارخة بغضب:بعد عن توأمي!!!
نظر فهد لريان وعينيه تشتعل غضباً..رفع هاتفه بيد مرتجفة ، كانت شاشة هاتفه مضاءة على رسالة : ليش تسألني غزل إذا أنا بخير..."صرخ" ليش قابلتها ؟!
قيس قاطباً جبينه صارخاً بغضب: شفيك إنت كسرت الولد ؟!!
فهد بغضب: مقابل غزل ليش...قابلها ليش
قيس بغضب: ويعني؟!!! ويعني إذا قابلها ؟!!هل هذا يستدعي إنك تضربه كذا بتوحش؟! تبي تفرغ غضبك وتلوم أحد لوم نفسك
فهد رمى هاتفه ليرتطم بساقين ريان الذي كان مٌخفضاُ رأسه شاداً بقبضته على الأوراق التي بين يديه .. إصتكت أسنانه ببعضها .. إقترب ناحية فهد ليٌلقي بالأوراق التي بيده على وجهه ..بغضب: تسألني ليش قابلتها ..عشانك رفست النعمة برجليك ..هذا جزاة الي يحاول يصلح مشاكلك
مسك فهد ريان من قميصه مجدداً ليزيلها قيس عنه بقوة ..
أردف بغضب : ماطلبت من أحد إن يحل مشاكلي !!! إنت ليش تدخل نفسك بشيء مايخصك
أم فهد بغضب: إقتله بعد قدامي ...إيش هالتفاهة الي صايرة بيناتكم
ريان بغضب :فهد..
صرخ فهد مٌسكتاً إياه :طــم حــلقك!!
ريان أكمل :مو إنت تبي تعرف ليش قابلتها ؟!
فهد : طبعاً عشان تسوي نفسك مصلح المشاكل وإنت غبي زين تصلح نفسك عشان تصلح مشاكلي ... حمار إنت ؟!!! علاقتي إنتهت بغزل ...إنتهت محد يتدخل بينا..طفشت منك ومن غبائك ومن مراهقتك الي ماتخلص ..أنا مو أبوي أتحمل غبائك الي ماينتهي كم مرة أقولك إعقل يامتخلف ..لا تدخل مرة ثانية في حياتي
غادة بغضب:لا تكلمه كذا
ريان إلتقط ورقة من على الأرض ..مدها نحو فهد بيدِ مرتجفة ..ناظراً له بحزن وقد تشكلت كدمة على خده: كنت أحاول أساعدك ..هاذي أوراق أطباء متخصصين في العقم طبعتهم غزل..أنا فعلاً حمار لأني حاولت أساعدك.
لم يلتقطها فهد من يد ريان..كان ينظر له متسع الحدقتين..أفصح عن السر أمام الجميع
أرخى ريان أصابعه عن الورقة لُتفلت من بين يديه وهو مازال ينظر لفهد .. إبتعد عنه مُتجهاُ ناحية المطبخ
نظر قيس لفهد نظرة معاتبة ..بينما أمه نظرت إليه بصدمة واضعة يدها على صدرها والدموع تتساقط من عينيها لا إرادياً
جلس قيس يلتقط الأوراق من على الأرض..بينما غادة كانت عينيها مُعلقة على وجه قيس...نظرة المعاتبة تلك .....على ملامح وجهه

لطالما كان يُذكرها بأبيها .
إحتضنته امه بحزن .. أبعد ذراعيها عنه بلطف... ليخرج من المنزل والحزن بادِ عليه
كانت لين جالسة في مكانها حتى لا تضع نفسها دخيلة بينهم ..حالما خرج فهد تقدمت بخطوات هادئة لتساعد قيس في إلتقاط الورق
إلتقطا ورقة في نفس الوقت .. حاولت سحبها لكنه كان قابضاً يده عليها ..نظرت إليه..كان ينظر للأرض بحزن شديد
أرخى يده عن تلك الورقة..ليتناول باقي الأوراق..
إتجهت أم فهد لتسحب كرسياً من كراسي طاولة الطعام وتجلس عليه..قدماها لا تستطيعان حملها من شدة الصدمة .. جلست تشتم الدنيا ومصائبها التي لا تنتهي
قدم قيس الأوراق التي بيده إلى لين ليتقدم ناحية أمه واضعاً يديه على كتفيها مواسياً إياها :يمه مايصير تقولين كذا وتجزعين..الدنيا أعدت لبلائنا وإمتحاننا مافيه أحد بدون مصايب في هاذي الدنيا
نظرت إليه بحدة والدموع تسقط من عينها : كنت تعرف؟
رُبِطً لسانه ..لم يستطع الكذب..سكت
وضعت يدها على صدره دافعتاً إياه بضعف ليبتعد عنها
قيس :يمه
أم فهد : إسكت إسكت...إنتوا أخوة إنتوا؟ إنت تعرف إن حلاوة الأخ كلها في الشدة ؟ أما في الرخاء الغريب موجود
لعبتكم إن تعرفون وتسكتون صح؟!
كان يريد أن يقول لها مالذي ستستفيدينه عندما تعرفين..هل ستغيرين شيء..لن تحصلي على شيء غير الهم والقلق...كما الآن ...لكنه فضل السكوت.
قاطع شرود غادة نظرة لين إليها ..كانت مُستغربة من نظرة غادة نحو قيس
تقدمت ناحيتها لتنزع الورق من بين يديها ..بصوت عالِ حتى يسمعونها :ولدك غبي لأنه فرط في وحدة تحبه كذا
قيس: مو وقتك غادة
أم فهد : لا صح ...غبي ...جيبي لي هالأوراق عشانإن شاء الله الله يوفقنا ونقدر نعالج هالغبي
تقدمت غادة ناحية امها ..لتضع الأوراق على الطاولة أمامها : هذا إذا قبل
أم فهد بشدة : ياكل تبن ... غصباً عليه ..وبعدين متى تتعلمون إنتم إنكم لازم توقفون مع بعض ...متى بترجعون علاقتكم قوية مع بعض...لما أموت؟!
غادة بغضب: يمه لا تجيبين طاري الموت
قيس: يومي قبل يومك يمه
أم فهد : كلوا تبن إثنيناتكم...لو فعلاً تحبوني وتخافون عليَ سمعتوا كلامي ..بس شاطرين بالكلام ..ولا الأفعال صفر على الشمال...كل واحد فيكم مخبي نفسه في حجره


في المطبخ...
كان جالساً على كرسي أمام الطاولة الموضوعة في منتصف المطبخ ..واضعاً كمادة باردة على خده ..شارداً في الطاولة..تنهد لا إرادياً
:إرتحت؟!
قطعت شروده ..نظر إليها بإستغراب
أبعدت نظرها عنه لتفتح الثلاجة وتتناول علبة ماء منها .. وضعتها على الطاولة مقدمتاً إياها إليه:يقولون شرب الماء بعد المصيبة يبعد الزعل...مع إني ماتوقع تحتاجه
ريان ومازال الإستغراب واضح على معالم وجهه :شكُراً لين
نظرت إليه بنظرة غريبة كالتي إعتادها منها ..
إرتشف قليلُ من الماء ..مازالت تنظر إليه دون أن ترمش بنفس النظرة
وضع العلبة على الطاولة..حاول أن يمسك أعصابه .. نظر لها بجدية :ممكن تخبريني ليش دايماً تناظريني كذا لين؟!
لين بنفس النظرة ..رفعت رأسها قليلاً :آه... ماتوقع تبي تعرف
ريان متحكماً بأعصابه : لا رجاءًا إسدي لي معروف وعلميني..بعدين وش معنى "إرتحت" هاذي الي قلتيها أول مادخلتي
لين وضعت باطنا يديها على الطاولة ليوازي وجهها وجهه ..بجدية : هاذي التنهيدة معناها إنك إرتحت لما عرفت إنك مو السبب صح
نظر إليها ريان مًتسع الحدقتين ..ضغط بيده على العلبة ..أردف متوتراً: لأيش تلمحين ؟؟ تكلمي بدون أحاجي
لين بتلك النظرة التي إعتادها منها .. نظرة اليقين بما تعرفه: تحبـهـا...أقصد غــزل
نظر لها بصدمة..قهقه ساخراً: شهالكلام الفـ..
لين: رجاءًا ريان لا تبرر لي وتكذب علي ..كل شي واضح وما يهمني أصلاً إنك ترقع لنفسك وتبرر
أطبق شفتيه على بعضهمها ..نظر لها بحدة ..
أكملت : كنت خايف إن فهد يكتشف إنك تحبها .. كنت مخبي هالسُر لنفسك طوال الوقت .. لما إنفصلوا خفت إن الإنفصال يكون بسببك ..أيقن أن تنهيدتك تنهيدة راحة ..وأيقن إن شعورك بالذنب خف بعد لكمة أخوك لك..على إنه مايعرف ..بس إنت تعرف وماتقدر تمنع نفسك عن حُبها
أردف بهدوء ..لكن بنبرة ونظرة غاضبة: إذا فعلاً كلامك صحيح..ليش بخاف إن الإنفصال يكون بسببي إذا أنا كما توجهتي بالتهمة مخلي الموضوع سُر بيني وبين نفسي..كلامك مجرد هراء تناقضين نفسك بنفسك
لين إبتسمت إبتسامة جانبية: بالضبط.... أكيد غزل تدري
نظر لها بصدمة ..صدمته جعلته عاجزاً عن الكلام
سحبت لين الكرسي الذي أمامه لتجلس عليه ..أردفت ببرود : إذا بتسأل كيف عرفتي فـ كان واضح بالنسبة لي من كل تصرفاتك وكلامك عنها أو معاها .. ممكن تقول كيف ومحد حس ...بصراحة ما أدري أنا أيقن إن الناس يملكون طاقات ..وبعض الطاقات تكون متشابهة فناس يفهمون ناس أكثر من ناس
نظر إليها غير مصدقاً للهراء الذي تتفوه به..
أردفت لين مستسلمة:أوه أوك أنا ممكن كذابة..بس لما شفت غزل أول مرة ..أقصد لما جيت بيتكم أول مرة ودخلت هي وفهد ..كانت نظرتك لها....واضحة ....أقصد..نظرة إعجاب
تخللت يداه شعره الكثيف ليلقي برأسه على طرف باطن يده بهم ..
صمتت حينما رأته بهذه الحالة
نظر إليها ..:إيه..أنا حمار متخلف زي ماوصفني...لأني حمار ومتخلف ماقدرت أنزع هالشعور طوال هالمُدة ..حتى غزل فهمت مع إني ما أعترفت بالموضوع ..لكنها تظاهرت إنها ماتعرف شيء
نظرت له لين بنفس النظرة المعتادة ...نظر إليها بحدة
أردفت :رجاءًا لا تكون حمار ومتخلف في أمور أخرى تندم عليها بعدين بعد
رفع حاجبه متستائلاً..
وقفت ..أكملت : لا تقرب لأختي عشانك تبي تنسى غزل...أختي خطي الأحمر
نظر إليها بصدمة
لين مجيبة على صدمته: أختي ماتخبي عني شيء...فلا تستغرب..وترا نظراتك دايماً تفضحك..حاذرها
مشت من أمامه خارجة ..لتقف فجأة..دون أن تدير بجسدها نحوه: لا تخاف ماراح أقول لأحد.
خرجت تاركتاً إياه مصدوم...كيف خانته عينيه ذلك اليوم ..كيف أفصحت عينيه عن حُبه ..تباً لهذا الشعور الذي يحاول نزعه من قلبه لكنه لا يستطيع .
###

بنبرة غاضبة: وينك إنت فجأة إختفيتي؟!
أجابت لين مبتسمة : ولا شيء كنت في رايحة أشرب موية
قيس والتعب واضح عليه..منذ الصباح والمشاكل تلاحقه: إخذي أغراضك وخلينا نمشي


في السيارة...
بصوت عالِ موقفتاً إياه كأنها تنتظر اللحظة الذي يمر فيها من هنا: وقف وقف أبي آيس كريم
وقف دون أن ينبس ببنة شفة...طلبه ..مد يده إليها ليناولها إياه
هزت رأسها نفياً: هذا لك
نظر لها للحظة...إبتسم إبتسامة صفراء: قلت لك من قبل يالين أنا مو لين
لين بإنزعاج وكذب: مافهمت عليك وش تقصد..أهديتك إياه رغم إنك تعرف إني أنانية مع ذلك ضحيت فيه عشان واضح إن نفسك فيه ومابي أموت وسبب موتي يكون إني غصيت بأيسكريم
قيس بإبتسامة صفراء: من كثر ماتكذبين بيصير أنفك طويل زي بينوكيو
لين بإنزعاج:بلا خرافات
قيس مناولاً البوظة إليها :مو إنتِ تحبين الخرافات
لين أخذت البوظة من يده بغضب: صحيح إنك ماتستاهل تضحيتي
فتحت فمها على أوسعه حتى تتناول البوظة ليقوم بسحبها من بين يديها ويتناولها بسرعة
لين : صار حلو عندك لما خلاص كنت راح أكله...فعلاً كالأطفال
قيس وهو يتناول الآيس كريم بقضمات كبيرة: مو إنتِ تقولين إني عجوز يامتناقضة
على كُلِ...وش أكلتي اليوم على الغذاء؟ أكلتي فطورك ؟
لين نظرت له بغضب: ليه تسأل ليش تهتم ولا عشان تفتح موضوع بس ولا ايش تبي بالضبط
نظر لها بإستغراب وفمه ممتلئ من البوظة ..إبتلعها: شفيكِ هجتي علي ...كنت أسأل لأني أسأل بس
لين تكتفت وهي تنظر للأمام بإنزعاج:رجاءًا لا تسأل أسئلة تبين إنك مهتم ..تخليني أعصب
ساد الصمت للحظات...
لين :أبيك تذاكر لي اليوم فيزكس
قيس معانداً: أنا مو مهتم
لين :قيس لا تطلع قرونك علي في هذا الموضوع كم مرة قلت لك
قيس بتملل:إعتقييننيييييييي
لين مدت شفتها السفلية:ليش تقول لي كذا كأني أعذبك ترا أنا ذكية بس تشرح لي أفهم ..ماتشوفني جبت فل مارك في الاختبار
قيس:إلا والله عذاب ..جحيم جحيم..تنعسين وأنا أهز فيك عشان تصحصين وتنتبهين ..أوراقك الخط فيها أصغر من مخك .. ما أقدر عذاااب
لين ضربت ذراع قيس: الله يلعن الحاجة الي تخليني أنذل لك..
ضحك قيس ظن إنه خَلص نفسه من العذاب
أكملت: ذاكر لي ولا راح أقول لخالتي أم فهد إنك تزوجتني مزهرية وراح تطلقني بعد كم شهر
قيس نظر إليها بصدمة : إنتِ من وين لك كل هالنذالة
ضحكت مظهرة ضرسيها العلويين فقط بإبتسامة خبث: لا تفكرني هينة أذبحك وأنا ميتة
ضحك قيس وهو يضرب رأسها : عدلي هالوجه بس لا تعورين بطني من الضحك إنتِ والكلام الغبي الي مادري من وين تجيبينه
لين بحماس: لا تفكرني هينة أذبحك وأنا ميتة ..على نفس القافية صح ؟!! أفف مبدعة انا مبددددعة

إبتسمت وهي تنظر له يضحك .... إستطاعت بطريقة أو بأخرى أن تغير ذلك الوجه الحزين .




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 11:57 PM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



###

كانت جالسة على أريكة غرفة المعيشة ...كان هذا الوقت من الأوقات الذي يشاهدون فيه مع بعضهما البعض..لكن هذه المرة..كان التلفاز مُطفئاً
كان خارجاً من المطبخ ...متوجهاً ناحية الدرج ليصعد لغرفته..حينما رأها توقف وغير طريقه بخطوات سريعة غاضبة..جلس على الأريكة ليضع المسلسل الذي يشاهداه معاً..قدم المشاهد حتى وصل لتلك الممثلة التي لطالما أبدى إعجابه بملامحها وأناقتها
نظر إليها بحدة ..مشيراً:قبيحة...هاذي الممثلة قبيحة ومو عاجبني شعرها يلوع الكبد ومو حلو أبداً وطالعة تفشل
نظرت إليه مرام بتساؤل:لكن إنت الي قلت إنها حلوة
بغضب: وإذا أنا قلت إنها حلوة ؟!..أنا رجال ماعرف لهالأمور...أنا ذوقي خايس
تروحين تسوي كذا وتنفصلين من المدرسة أسبوع عشان رأيي السخيف؟!!!
مرام بغضب: تتوقع ليش أهتم برأيك لهدرجة؟!
أشار بسرعة بغضب: لأني أخـــوك!!
مرام بغضب :لا لأني أ...
وضع يده بسرعة على شفتيها ليُسكتها...نظرت له بصدمة
يعقوب وهو يتنفس بسرعة أشار بيده الأخرى :أختي..إنتِ أختي الصغيرة
###
مسـاءًا

كان واضعاً خده على يده وهو ينظر للورقة التي أمامه ..بينما يده الاخرى كانت ممسكة بقلم وردي ذو شعر منفوش
بينما هي كانت تُكمل واجباتها على حاسوبها المحمول..مُحركة قدماها في الهواء تحت الطاولة
لين بمرح:قـيس..
نظر إليها وهو بنفس الوضعية بتملل :همم؟!
إلتقطت له صورة ضاحكتاً بشقاوة..
قيس نظر لها بنصف عين:إيش الحلو إنك تصورني وأنا ماسك قلم أطفال الروضة حقك ذا
لين : هههههههههه بالضبط هذا الحلو في الموضوع ..تضحك ههههههههههه
قيس : كل أغراضك مو طبيعية مثلك
لين :يلا ماخلصت قراءة السلايدات طولت هذا وإنت معلم فيزياء
قيس بإنزعاج: كيف بدرسك وأنا مو عارف الموضوع عن إيش ياغبية
لين: لا حول تراه مو درس بتشرحه لطلابك ..بتشرحه لي لي أنا لين
قيس: بالضبط مو أنا معلم خصوصي لطالبة مختلة مثلك هذا يتطلب تحضير أكبر
لين بإستنكار : كَريه بحط صورتك في كل تطبيقات السوشيال ميديا والناس بيتنمرون عليك وبتنهار وبتشوف
قيس مُمسكاً بأوراق أخرى :لا تشاهدين أفلام واضح تتأثرين ....مرة ثانية خليني أذاكر لك أول بأول أما كذا يتراكمون ونطول
نظرت له لثوانِ ثم تابعت حَل واجبها وتحريك قدميها تحت الطاولة: متحمسة لرحلة الويكند
قيس:ليه
لين رفعت حاجبها بإستنكار:ليه ليه؟..رحلة يعني أكيد بتحمس
قيس: موب متوترة لأنك بتجلسين مع ناس ماتعرفينهم ؟
لين توقفت عن الكتابة على لوحة مفاتيحها لتنظر إليه:قيس
قيس وهو ينظر للورقة التي أمامه : إمم
لين:قيس
بنفس الحالة:إممم
مدت يدها لتمسك بذقنه وتدير وجهه لينظر إليها ...نظرت لعينيه مباشرة : ليش ماتبيني أروح ؟!

" قيس خافضاً رأسه بدون أن ينظر لها: أنا مخنوق
رفعت رأسه بأصابعها واقتربت نحوه قليلا: مو إنت إلا تنزل راسك قيس، ومو أنا الي تقول بقربها مخنوق"
" قيس سكت .. ونظر ليديه متجنبا أن ينظر لها
غلا أمسكت ذقنه بنعومة لتديره ناحيتها : قيس ناظرني واتكلم"
" قيس ضحك متوتراٌ وأشاح بوجهه عنها وهو يرتشف من قهوته
غلا أخذت كوبه بيد وبيدها الأخرى أعادت وجهه لإتجاهها : جاوبني"

أزاح وجهه للوراء ..قُبض على قلبه حينما تذكرها ..لطالما أمسكت بذقنه حتى ينظر إليها وهي تتحدث إليه
أجاب دون أن ينظر لعينيها :لا تقولين كلام من عقلك وتصدقينهً
نظرت إليه بتفحص..لم يكن على طبيعته
إعتدلت بجلستها لتنظر ناحية حاسوبها مجدداً...كان قد سألها مُسبقاً إن كانت متوترة لحضوها الرحلة..سألها مجدداً السؤال نفسه ..مالذي يحاول أن يشير إليه بسؤاله هذا
###

كانت منغمسة في تحضير القهوة التي بين يديها ..إنه يومها الأول لترقية جراح إليها كـ"بارسيتا" أو"مُحضرة قهوة"
كانت عينيها مُرتكزة بجد على القهوة وهي تحاول أن ترسم على سطحها بالحليب الذي بيدها الأخرى
إبتسم وهو يقف بجانبها وبيده قطعة كعك لإحدى الزبائن : صعب صح؟! حتى أنا طولت لين عرفت أرسم عليها عشان أساعد جراح
مازالت عينيها تنظر نحو القهوة بتركيز شديد وبغضب في نفس الوقت،مُنكرة : لا مو صعبة ..بس يبي لها تركيز
وضعتهما أمامها بغضب...أخفقت مُجدداً
نظر إليها مواسياً :مو مشكلة كلنا كذا بالبداية..شوي شوي تتعلمين بداية الغيث قطرة
نظرت إليه بغضب: أنا دا...
صمتت بدهشة وهي تنظر إليه ...كان ينظر إليها مُبتسماً كالعادة ...لكن تلك الكدمة التي على خده....

ريان مبتسماً:شفيك؟!
ليلى
وملامح الدهشة مازالت واضحة على وجهها:لا ولاشيء
ريان إبتعد عنها ليُقدم قطعة الكعك للزبون ..
عاد مُجدداً خلف ركن القهوة ..نظر إليها رافعاً حاجبيه مُشيرا إليها :تعالي بعلمك كيف
نظرت إليه بتردد خلف صندوق المحاسبة...توجهت إليه
بدأ يعلمها الطريقة مُحضراً قهوة جديدة لإحدى الزبائن ..لكن تركيزها كان مُشتتاً وهي تنظر لتلك الكدمة التي على وجهه

تقدمت وصوت خطوات كعبها يخط على أرضية المقهى الخشبية...كانت على أبهى حُلتها اليوم ..
وقفت بجانبهما ..يفصلهما ريان في المنتصف
:لو أعطيك ورقة بترسمين ملامحه على غيب من هالتحديق
ضغط على أسنانه بقهر..بينما هي نظرت إليها بإحراج ..كانت فعلاً تحدق بتلك الكدمة التي على وجهه دون أن تشعر
أردفت غادة وهي تتناول علبة ماء وكأنها المالكة لهذا المقهى : تخوف الكدمة على وجهه صح ؟!...هذا الي يصير للي يغازل بنات الناس
كانت رافعة رأسها ترتشف الماء..
أمسك بذراعها بغضب ليبعدها عن الرُكن ويجلسها عند طاولتها المُعتادة
ترك ذراعها ليجلس أمامها ..بنبرة غضب: شفيكِ إنت تألفين على رأسها ياغبية..وش راح تفكر فيني
غادة بغضب: تستاهل لا تهتم فيها لهدرجة الي يقول هي عاطيتك وجه اللحين ولا معبرتك
ريان إبتسم بسخرية:هـه..غيورة تخافين أحد غيرك يسرق إهتمامي فيك
غادة :بلا غباء ماتهمني أبداً لو يخفوطنك ويحبسونك عندهم ويضربونك بجلس أصفق لهم وأنا أضحك وأقولهم أحسن أحسن مايهمني هالغبي
ريان رفع حاجبه بإبتسامة جانبية مستهزئا..مُقلدا إياها: بـعـد عن توأمــي!!ً
غادة صمتت وهي تنظر له بحقد : وييييع قلت كذا عشان لا يقتلك ويدخل السجن ولا إنت ماتهمني
ضحك مستهزئاً غير مصدقاً لما تقوله..

في الزاوية الأخرى كان واقفاً عند إحدى الطاولات ليأخذ طلبهم

كان رجلُ مُهندم ذو لحية وشعر كثيفان مفتول العضلات جالس مع زوجته التي كانت ملامحها ناعمة ..كان وجههـا صافياً..
لكن لم يكن صافياً من تلك الكدمة التي تمتد من شفاهها السفلية حتى ذقنها

صاح بصوت أجش وطريقة غير حضارية ..من يراه بذلك القميص الأنيق والساعة الثمينة لا يعتقد إنه هكذا..لكن لطالما كانت الصورة النمطية خاطئة: وش تبين؟!
أجابت برقة محاولة إخفاء ذلك الشعور الذي يتوسط قلبها ..لكن تلك الشفة السفلية المرتجفة تفضحها :وش عندهم؟
صفع بقائمة المقهى مُلقياً إياها على الطاولة أمامها لتسقط تحت الطاولة..قاضباً جبينه: محل قهوة يعني وش عندهم ياغبية..اقرأي والا ماتعرفين تقرين بعد يالمتخلفة المريضة
ضغط جراح على دفتر الملاحظات التي بيده بغضب..بينما هي إلتقطت القائمة التي قد سقطت بجانب قدمي زوجها
وضعتها على الطاولة..أجابت دون أن تنظر إلى القائمة: شاهي
نظر لها وأجاب بإشمئزاز:اللحين جايبك مقهى عشان تطلبين شاهي فعلا بنت فقر
أكمل متحدثاً لجراح: واحد ايسد امريكانو وواحد شاهي لبنت الفقر
سأل جراح بهدوء محاولاً كتم غضبه ..موجهاً سؤاله إليها: لو سمحتِ إيش نوع الشاي الي تبيه..عندنا أنواع مثل مايتضح من القائمة "قال ذلك لانه يعلم إنها لم تقراها..لم تنظر لها حتى"
فتحت شفاهها حتى ترد ..لكنه قاطعها بصوت عالِ جعل الجميع ينظرون إليهم: جيب أي شيء لو زرنيخ لبنت الفقر بنت أبوها الملعون تحمد ربها إني شخص متحضر وأسألها عن رأيها وإيش تبي وأطلعها وأرفه عنها بس هي متخلفة ماتعرف تحمد ربها وترتقي لمستواي ..شاهي أجل..جيب لها شاهي جيب
ودً جراح أن يضع القلم الذي بيده في منتصف عين ذلك الرجل المتخلف..
أجابت بصوت خافت مسموع والغضب قد كان واضحاً على معالم وجهها: شفيك تصارخ الكل إلتفت يناظرنا بليز لا تسب أبوي قدامي ..أبوي ميت ماتجوز عليه غير الرحمة ترضى أسب أمك الله يرحمها
"أبوي ميت"..وقعت صدى كلماتها على مسامع جراح كالخنجر ..يشتم والداها الميت ؟!

بغضب أمسك بذراعها بقوة ولكمها على وجهها ..
أسقط بسرعة القلم ودفتر الملاحظات من يده لتتخطى يداه تلك الطاولة التي تفصل بينهما..سحبه من قميصه ليجره بعد أن لكمه على وجهه لناحيته ..كان يجره بعيداً عنها يجره لناحيته وجسد الزبون يدفع الطاولة التي أمامه جانباً
لكم الزبون جراح على وجهه ليمسك بيده الاخرى قميص جراح هو الآخر: بأي حق تضرب زبون عندك يامتخلف؟
لكمه جراح في رقبته ليسقط أرضاً ..أجابه:عشان تعرف إن كل قوي فيه الأقوى منه
صرخ بغضب ويداه تعتصر رقبة جراح ليفلته: أنا زوجها ياغبي!!!
لكمه وهو يصرخ:الله يلعنك ويلعن تخلفك الي يخليك تضرب زوجتك وتستضعفها
بصق في وجه جراح ليلكم ذقنه :لا تخليني أشتكي عليك وأوديك في ستين داهية ياحيوان ياقذر
أمسك ذقنه متألماً لينتهز الزبون الفرصة ويدفعه عنه..نتيجة ذلك ضُرب رأسه بالطاولة..بصق دماءه على الزبون :روح..إذا ماتعرف المكان راح أدلك
لكمه مجدداً صارخاً: غبي لا تدخل نفسك في أمور أكبر منك تفكر نفسك راح توقفني يعني !!أقدر أتفرد فيها في البيت وأضربها لين تموت ياغبي
كان غاضباً طوال الوقت..لكن هُنا إنفجر تماماً..خرج عن السيطرة ..أسقط نفسه عليه كالوحش وبدأ يلكمه بعنف ووحشية
كان صراخ ريان في الجهة الأخرى غير مسموعاً لديه ..كانت كلمات الأخرق تتردد على مسامعه ..تجعله يثور أكثر..يلكمه بوحشية أكثر
أمسك الكُرسي الخشبي الذي بجانبه دون وعي ..وقف على رجليه ليُلقيه عليه
هُنا صرخت غادة بإسمه موقفتاً إياه لكنه قد فات الأوان ...

إتسعت حدقتيه عندما سمع صرخة ...نظر للأمام ليستوعب مافعله
كانت ممُسكة كتفها بألم ..لم يقع الكرسي على ذلك الاخرق...
بل ليلى!

كان ينظر له ريان مُتسع الحدقتين مشتدُ حنقه..إتجه ناحيتها ليطمئن عليها
إقترب إليهم جراح بخوف حينما عاد لصوابه ..مردداً إعتذاره
تحدث ريان بهدوء ونبرة غاضبة لجراح دون ان ينظر إليه..وهو يطمئن عليها:إنقلع جراح
لم يوقفه ذلك بل إقترب ناحيتهم ليضع ريان يديه على صدر جراح ويدفعه بعيداً :خـــلاص إنـقـلع برا جراح ...إذلف إطلع برا فكنا من شرك!!
كان المقهى خالياً من الزبائن..خرج الجميع بعد ذلك الصراع العنيف الوحشي الذي رأوه ..حتى ذلك الأخرق إستغل الفرصة ليخرج هو وزوجته بعيداً عن ذلك الوحش الذي كاد أن يقتله
خرج دون أن ينبس ببنت شفة
#

:توقعتك تدخن للحين
لم يُحرك رأسه ..إكتفى بأن ينظر لها بنظرة باردة والسيجارة بين شفتيه...كان جالساً في إحدى الأزقة التي بجانب مقهاه..أبعد السيجارة من بين شفتيه لُيخرج الدخان من رئتيه مطولاً ...نظر للأمام ليتحدث ببرود: ليش إنت هنا... مو خايفة على نفسك مني؟
وضعها مجدداً بين شفتيه ...
إلتقطت السيجارة من بين شفتيه ..نظر إليها ببرود ..تخطته لتجلس بجانبه.
إرتشفت من السيجارة...بينما هو زفر ماكان يمتكله من الدخان..نظر إليها :توقعتك أخذتيها من عندي عشان ترمينها
زفرته هي الأخرى : لا...تضييع فلوس وسيجارة على الفاضي
جراح:ماكنت أدري إنك تدخنين
أجابته وعيناها تنظران للأمام: قطعته من رجعت هنا ... كنت أدخن في أمريكا
أدارت رأسها ناحيته ...نظرت إليه :لأنه يذكرني فيك
نظرا لبعضهما للحظات .. :كنتِ تحاولي تكرهيني فيه
أجابت: عشان صحتك ... لكنه يذكرني فيك
نظر بتعمق لعينيها : ماكنت أتمنى إنك تذكريني بشيء مضر لصحتك
رفعت حاجبيها بإنه قد قضي الأمر وإنتهى ..أدارت وجهها للأمام لتزفر الدخان: على الأقل تذكرتك بشيء
جراح:ليه تتوقعين إني نسيتك ؟
بإستهزاء : هه..مافي شيء يدل على إنك تتذكرني
تابع وهو مايزال ينظر إليها:إيش معنى إسم المقهى؟
هزت كتفيها :إيش عرفني إيش معنى إسم مقهاك الغريب هذا
أردف: لاألبيرو ريكو ...الشجرة الغنية بالإيطالي .. من معاني إسم غادة ..بلغة البلدة المفضلة لغادة...ماجاكِ فضول حتى تبحثين عن المعنى
نظرت إليه...إرتسمت إبتسامة خفيفة على محياها..وضعت السيجارة بين شفتيها مُجدداً لتخفي إبتسامتها
جلساً للحظات دون أن يتحدثا ...كُلِ منهما وجهه ناحية الأمام
أطلق تنهيدة ...
:خايف تخسر المقهى بعد؟
أجاب: إيه
غادة وهي تلتقط عود خشبي ضغيف من على الأرض لتُمثل كتابة ماتقوله على الأرض: ليه ماتتعالج جراح
ساخراً:هه
نظرت إليه..بجدية: أتكلم جد..ليه ماتتعالج من إضطراب الغضب النفسي ..راح أساعدك بدور لك طبيب ممتاز.. جراح خسرت الكثير ومازلت تخسر بسبب هالإضطراب
بضيق:أدري إنك تتكلمين جد غادة...أنا أسخر من نفسي...أنا وحش إبن وحش..الشيء متأصل فيني
كانت تنظر بضيق لتلك الندبة التي تشق حاجبه الأيمن إمتداداً من أعلى حاجبه حتى جفنه ..نظر إليها وهو يعلم تماماً إلى ماذا تنظر


"في غُرفة المعيشة...التي كانت خالية تماماً...ماعداً تلك الطاولة المنخفضة في منتصفها..وبضع وسادات على الأرض ...وتلفازقديم على طاولة خشبية مُهترئة
كان مُستلقِ نصف جالس..متكئاً بكوعه على وسادتين..مقابلاً وجهه للتلفاز..متابعاً لذلك البرنامج السخيف الذي لطالما كان يسمع صوت ضحكاته عليه..يبصق بذور دوار الشمس في الهواء دون إكتراث لما يخلقه من قذارة..
نظر بنصف عين للصبي الصغير ذو الشعر البني الذي كان جالساً في الجهة المقابلة ..كان يصنع مجسم طائرة بحماس
ألقى بعبوة سيجاراته على الطاولة ناحيته ..ليحاول إلتقاطها خائفاً من أن تفسد طائرته
تنهد بإرتياح عندما سقطت على الطاولة بجانب مجسم طائرته دون أن تفسده
أمره وهو يطحن البذور بين أسنانه بنهم :قم جهز لي سيجارة
قام مطيعاً إياه راكضاً نحو المطبخ ليشغل رأس السيجارة التي بيده ..
عائداً بسرعة لوالده حتى لا يوبخه إن تأخر..
قدمها له بينما بصق والده البذور من فمه التي قد سقطت على خد الصغير وملابسه ..ليتناول سيجارته بين شفتيه
مسح تلك البذور من عليه ليجلس مرة أخرى ليصنع طائرته
صرخ بغضب: ماصار شاهي هذا الي تسوينه إخلصي عليَ بيخلص البرنامج وأنا بعدي ماذقت سم الهاري التي تسوينه
لم تمر ثوانِ حتى خرجت بثقل وهي تحمل بين يديها الصينية وعليها إبريق الشاي
وقف الصغير بسرعة ليساعد أمه ويحمل الصينية بدلاً عنها ..إبتسمت إليه وهو يضع الصينية على الطاولة
نظر إليها بنظرة غضب ..بينما هي كانت تجلس ببطئ ويدها خلف ظهرها تسند ثقلها..والأخرى على الأرض ..كانت في شهرها الأخير ..وكان ذلك الحمل متعب جداً والجلوس على الأرض يجعله أسوء
سكبت له بعض من الشاي وناولته إياه
نظر لها بغضب :الله يلعنك يالكسولة يالقذرة ...حتى شاهي تطولين وإنتِ تسوينه يالمتخلفة...الله يستر منك ومن تأخيرك في المطبخ يالكلبة...الله يلعنك
لم ترد عليه ...تابعت صب الشاي ..:الله يطول بعمرك يا أبو جراح عندي طلب وأتمنى ماترفضني...جراح عنده واجب في المدرسة و نحتاج فلوس عشان يكمله
إعتدل بجلسته ليُقرب وجههإ إلى وجهها وينظر لها بنظرة شك وتفحص...كانت تنظر له بشجاعة حتى يتم طلبها...كان قذراً متعرقاً ذو رائحة نتنة وأسنان صفراء
زفر ذلك الدخان في وجهها .. بدأت بالسُعال
صفعها على وجهها : تشوفيني قاعد لك على بنك ؟!؟! لو أنا عندي فلوس بظل في هالبيت المقرف معك ..
قرص رقبتها بأصابعه متابعاً: لو عندي كان بروح المغرب أتزوج لي أربع بدالك يالكلبة ههههههههههه
كانت تتحمل الألم لإكمال واجب صغيرها..
بينما كان هو ينظر بخوف نحوهما..لطالما تكررت هذه المشاهد عليه
بصبر وهي تنظر نحو مجسم الطائرة : أترجاك ..فلوس المشروع بس...آخر طلباتي
نظر ناحية ماتنظر إليه..
أخذ مجسم الطائرة من بين يديه الصغيرة ...
ليحطمه على جسدها
بكى بُحرقة...كان صوت بكاءه العالي يملئ أرجاء المنزل
كان يضربها بُعنف ..يلكمها يشد شعرها...يركلها
كان يبكي ليس لأن مجسم طائرته التي كان يعمل عليه لعدة أيام قد تحطم على جسد والدته فحسب...
بل لتلك الدماء الغزيرة التي تخرج من أسفل والدته...
لا يعلم كيف أتته تلك الشجاعة للحظة...لكن منذ ذلك اليوم...أصبح متمرداً قاسياً لا يهابه
أخذ جهاز التحكم بين يديه الصغيرتين المرتجفتين...ليضرب به رأس والده
أدار وجهه ناحيته والغضب واضح من عينيه المخيفة... أسقط جهاز التحكم من بين يديه وهو يبكي
تناول والده كأس الشاي الزجاجي ليُلقيه عليه ..
سالً الدم من أعلى حاجبه..
"

نطقت بكلماتها لكِ تيقظه من شروده في تلك الذكرى المروعة ..: إذا كان الأب وحش مو معناها إن الإبن يكون وحش بعد...الأبناء مو لازم يورثوا كل شيء من الأباء
نظر نحو عينيها ...أردفت بهدوء: لا تفقد نفسك لإعتقاداتك...عمرك ماكنت وحش.
قبلت إبهامها ...نظرت نحو أثار عضتها التي كانت على يده ...وضعت إصبعها عليها
ووقفت لتبتعد وتغيب من أمامه.

يُتبع في الجزء القادم...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 03:05 PM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجـــزء الرابـــع عـشـر

"إنها كالطفل تماماً..إن لها عقلاً مضطرباً تماماً...من شدة الحزن."
-دوستويفسكي.


:أنا آسف نيابتاً عنه

قالها وهو ينظر نحو كيس الثلج الذي على كتفها ، كان جالساً على الأرض أمامها
لم يعرف ماذا يفعل سوا أن يجعلها تجلس لى كرسي خلف طاولة المحاسبة ويهرع لجلب كيساً مملوء بالثلج لها
نظرت إليه دون أن تنبس ببنة شفة
أكمل : أتمنى تسامحيه ماكان قصده يضرك..مايقصد يضر أحد..هو بس ..هو بس
سكتً لم يعلم مايقول..
ليلى: عصبي؟
نظر إليها : يعني..
ليلى:مايتحكم بأعصابه؟
ريان :آنا أسف
ليلى: صديقك بيخسر مقهاه إذا بيظل يتهاوش مع كل زبون بهالطريقة الغير طبيعية
ريان مُدافعاً عن جراح: تهاوش معاه لأن الزبون حمار
رفعت ليلى حاجبيها وهي تنظر له بإستغراب مما يقوله
ريان زفر : صدقيني هو إستفزه...جراح مابيضربه كذا وبس
ليلى : إسمع ريان... أنا مايهمني أعرف شيء أنا في النهاية موظفة عنده لمدة بسيطة عشان المشروع وبمشي..لكن هو "ماضربه" وبس ..هو رمى عليه كرسي..صابني واقعاً ماصابه..بس المهم انه عصبيته مو طبيعية...أقولك إنت لأنك صديقته ومفروض تهتم بأمره
ريان هز رأسه وهو ينظر للأسفل: إيه أنا عارف ان عصبيته مو طبيعة وهذا قصدي بأن مو قصده يأذي أي أحـ...."نظر إليها بحدة" لحظة .."مفروض تهتم بأمره؟!"..إنتِ اللحين تلوميني فيه؟!
ليلى :قلت لك مالي دخل بشيء...لكن إنت لك دخل
وقف ريان أمامها والقهر بادِ عليه:عشان أنا صديقه فأنا مُلام إنه على هالحالة؟!
ليلى رفعت بؤبؤتيها نحوه : أنا ماقلت كذا..أنا قلت إنك مفروض تنبهه تساعده ..إذا إنت تعتذر عنه فمفروض يهمك أمره
ريان قطب جبينه : وإنت إيش عرفك فيني؟! إيش عرفك إذا أنا ساعدته أو لا؟! إيش عرفك إذا أنا وقفت معاه في كل مصيبة صابته أو لا؟!؟ وش تعرفين عني إنتِ؟!
كانت تنظر له بصدمة ..لم تظن إنه سوف ينفعل لهذه الدرجة
ريان أكمل: ولاشيء.. كل الي تعرفيه عني إني شخص بمريلة يشتغل في مقهى صديقه وبس...
فكَ عُقدة خيوط مريلته من الوراء ليضعها على ذراعه وهو ينظر إليها : تبيني أوصلك المستشفى؟
:كدمة بس مايحتاج تقلق
ريان :بيتكم؟
ليلى : أبوي شوي وبيجي
ريان هز رأسه وهو ينظر لها ..أدار نفسه ليعطيها ظهره ويمضي قدماً..
لكنه لم يخطِ إلا خطوة .. ثم إستدار مرة أخرى نحوها
نظر إليها ببرود : على فكرة..
سحب جزءًا من قميصه ..ليكشف عن آثار خدوشٍ عند ترقوته
نظرت له بصدمة وكيس الثلج مازال على كتفها
أردف وهو ينظر لها ببرود : مو وحدك..من فترة بسيطة كان يحاول يبعدني عشاني تدخلت في إحدى هوشاته
أبعد يده ليغطي القميص جزءًا من ترقوته ..
أزال عينيه عنها ومضى نحو مطبخ المقهى ..بكدمة على خده من أخيه..وخدوش على أعلى صدرهِ من صديقه.
###

خرج من الحمام ليتقدم على طول الممر نحو غرفة المعيشة..كان مُنهكاً كل مايريده هو أن يستلقي على أريكته وينام ..قطع مضيه نحو أريكته مظهرها
كان النوم قد غلبها...رأسها على لوحة مفاتيح جهازها ..وكومة من الأوراق مازالت على طاولة الطعام
إقترب ناحيتها ببطئ ليقف بجانبها وينظر نحو وجهها ..أدخل شفتيه بداخل فمه محاولاً كتم ضحته ...كانت منهكة فمها مفتوح ورأسها قد أصدر حروفاً مكررة على شاشتها ..
أبعد خصلات شعرها من وجهها .."لا تربطه مُطلقاً" قال ذلك في نفسه لأنها دائماً تجعل شعرها مسدول ..
وضع ذراعاً خلف ظهرها ..والأخرى تحت ركبتيها
ليحملها بين ذراعيه ..سمح لنفسه بأن يلقي نظرة نحو وجهها مرة أخرى
"تمتلك ملامح بريئة" إبتسم بلطف..

وضعها بهدوء شديد خوفاً من أن ييقظها على سريرها ..
وضع الغطاء فوقها ..أبعد خصلات شعرها عن وجهها مُجدداً
أغلق الباب خلفه بهدوء...
توجه ناحية المطبخ لينظر نحو تلك الفوضى التي تعم المكان ...أطلق تنهيدة ..لا تكاد تجلس في المكان لدقائق حتى تفسده
توجه ناحية الطاولة ليجلس على كرسي لين ..وحدد كل تلك الأحرف التي كتبها رأسها النائم على لوحة المفاتيح ليمسحها ..نظر إلى سؤال تُرك دون حل..كانت المادة فيزاء..كتب إجابة وحفظ ماقد كتبتها يداها وليس رأسها ...حفظ ذلك المستند وأغلقه من على الشاشة ..كانت فوضوية حتى في جهازها ..كل تلك الصفحات التي لم تغلق..فقط أبعدها من أمامه حتى يصل لسطح المكتب ويغلق الحاسوب..وصل لسطح المكتب..
كانت خلفيتها عبارة عن صورة لها ولأختها ليلى في مطعمِ ما وبيديهما المثلجات ..حدق في تلك الخلفية قليلاً ...وأطفاً جهازها
"أختي خطي الأحمر ؟" قالها وهو يرى أدلة كلامها أمام عينيه كل مرة..
وضع حاسوبها في حقيبتها وقال مازحاً: الواضح حتى الآيس كريم خطك الاحمر يالين
رتب الأوراق من على الطاولة للملف ..وضع كل شيء في حقيبتها
وتوجه ليلقي بجسده على تلك الأريكة ..ليسند ذلك الظهر فقد نُهك تماماً ولطالما لم يكن بإستطاعته إسناده لشيء ...فِعلياً.
###

سمعَ صوت خطواتها المُسرعة خارجتًا من الممر المؤدي للمطبخ وغرفة المعيشة
:إفففف نسيت مـ...
صمتت عندما رأت كل أغراضها التي كانت على طاولة الطعام مختفية..وحقيبتها على إحدى الكراسي
تناول قطعة من الفاكهة التي يقطعها أمامه : صباح الخير
تقدمت ناحيته بهدوء عكس خطواتها المُسرعة منذ قليل : ليه أتذكر إني الأمس نمت فجأة مارحت لغرفتي ونمت ..غريبة
قيس دون أن ينظر إليها وهو يقطع الفواكه التي أمامه ..بينما هي تتناول إحدى القطع التي أمامه : لأني حملتك ووديتك غرفتك
إبتلعت القطعة بسرعة وصرخت بدهشة : إإإإييييييييييييييييععععع ششششششششش؟!
قيس نظر إليها بنصف عين :ريلاكس حنجرتك بتطلع من حلقك
لين بصدمة :كيف تسمح لنفسك تحملني !!!!!!!!
قيس بإنزعاج واضعاً قطع الفاكهة في علبة غذاء: لين بليز كلي تبن ..حملتك عشاني طبعاً مو عشانك ..تخيلي أنام وفيه كائن قدامي نايم سلامات ولا لاعن خير لابتوبه ورأسه ضاغط على الكيبورد طنننننن..راسك كتب مقالة ماشاءالله حتى لابتوبك مو راحمته
لين نظرت إليه بإستنكار : من متى صرت تقطع لنفسك فواكه
قيس وهو يغلق العلبة : هذا لك ياغبية
صمتت وهي تنظر إليه لثوانِ.. إهتم بصنع فطورها يومياً ..لم تهتم هي بتغذية نفسها كما إهتم هوَ .. يهتم بوضع الطعام بطريقة مرتبة وإضافة بعض الفواكه أو الخضار..يضع لها في حقيبتها شيئاً خفيفاً لتتناوله في إحدى إستراحاتها..كما وكأنه يهتم بطفلته
نظر إليها :شفيها عيون البقر الي أكبر من حياتي تطالعني كذا؟
ليننظرت إليه ببرود و بإستنكار: مو حلو ترتيبك حق الأكل في العلبة ..وأنا ماحب البرتقال لا تقطعه لي مرة ثانية
قيس :والله..؟!
أزال غطاء العلبة مُجدداً ..لينظر لترتيب الطعام مجدداً ويحاول إعادة ترتيبه بالملعقة :غريبة على إنك أكلتي قطعة برتقال من شوي اللحـ..
لين:إيش قاعد تسوي إنت اللحين؟
قيس مُكملاً ترتيب العلبة: أحاول أرتب الأكـ..
لين مُبعدة علبة طعامها بعيداً عنه : من جدك إنت؟!
قيس نظر إليها بإستغراب
لين نظرت إليه بحدة : لا تهتم بالناس لهدرجة من الطيبة
أخذت غطاء العلبة وأغلقته بسرعة لتضعها في حقيبتها : وأحب البرتقال
لم يفهم ما أصابها ..ولم يفهم لماذا قالت ماقالته
:بسوي لي قهوة ..تبين؟
لين دون أن تنظر إليه وضعت حاسوبها أمامه وفتحته : لا مابي..باقي سؤال من الاسايمنت نمت وماحليته والتسليم اليوم
وضع الكبسولة في آلة تحضير القهوة وضغط على زر التشغيل: آه شفته وحليته
توقفت عن الضغط على الزر للوصول لأسفل الصفحة عندما سمعت ماقاله ورأته .
أنهى إعداد قهوته ..جلس بجانبها وهو يتصفح هاتفه : يلا قومي تجهزي بنتأخر كذا

لم يسمع منها رداً ولم يسمع صوت أصابعها تطرق لوحة المفاتيح .. نظر إليها
كانت عينيها مرتكزة على شاشة حاسوبها ..
قيس: لين شفيكِ؟
لم تجبه ..
أثار سكوتها القلق في قلب قيس.. وضع كوب قهوته أمامه وأمسك كتفها لينظر لوجهها .. كانت عينيها تلمع ..بسبب الدموع التي تحاول حبسها.
قيس بإبتسامة صفراء وإستغراب شديد : شفيك ؟؟ تبكين ؟؟!!
بعثرت شعرها بسرعة لتضعه أمام وجهها وتخفيه : لااااا ليه أبكي وااااع طبعااا لا
قيس: ليه اعمى أنا؟
أغلقت حاسوبها بسرعة لتقف وتضعه في حقيبتها : بروح ألبس
هربت بسرعة نحو غرفتها ..وظل هو حائراً مما جعلها تتضايق.



في السيارة ..
كان يحاول فتح المواضيع بعد الحدث الغريب الذي وقع منذ قليل
:الله يعينني اليوم الدرس صعب شوي وأتوقع الطلاب بيطلعوا روحي وأنا أشرح لهم و..
أزالت نظارته الشمسية من على عينيه لتضعها على عينيها ..
قيس أكمل: و أنا يوم من الأيام بفقع عينك الي تسرقين نظارتي عشانها
لين وهي تعود بكرسيها للوراء لتصبح نصف مستلقية : قلتلك دست على نظارتي وكسرتها
قيس :طيب خذي لك نظارة بيجيني سرطان عين بسبتك
لين : فيه سرطان عين ؟
قيس: مادري والله
لين : أبي شراباتي الحلوة طفشت من شراباتك
قيس: روحي بيتكم وخذي لك شراباتك ومرة وحدة خذي نظارة وفكيني
تجاهلته ..
قطع الصمت مجدداً: ليه عيون البقر اليوم كانت...
قاطعته : إفففففف منك بس تحن ذكرتني بأمي زيييين
أطبق شفتيه عندما سمع إجابتها ..
صمتت هي للحظات ثم أكملت بهدوء: كنت دايماً أنام قبل ما أحل واجباتي .. وكانت دايماً تكملهم عني
صمتت لثانية ..ثم أكملت : كانت تهتم فينا أكثر من نفسها ..ممكن البعض يقول أكيد طبعا هي ام..بس مو كل الأمهات يهتمون بأولادهم لهدرجة.. الحمدلله إني إمتلكتها كأم ..حتى لو لفترة بسيطة من الزمن..
لا يعلم لماذا حاورهاً...لا يعلم لماذا لم يقمع سؤاله : وخالتك؟
لين: خالتي على عيني وراسي.. بس هيً كانت وظلت ومازالت "خالتي"..تبي الصراحة؟ ماعمري تمنيت إن خالتي تتزوج أبوي..الماضي..أقصد لما أمي كانت عايشة ..كانت خالتي دايماً تجي البيت وتجلس معنا ..كنا نشوفها دايما وكنا نحبها ونحب نلعب معها وكانت علاقة أمي مع أختها قوية جداً .. كانت أمي دايماً توصيني على ليلى وماترضى نتهاوش وتقول الأخت قطعة سكر في حياة مُرة ..
تذكر هنا تماماً قول والدته له عندما اكتشفت إنه يعلم بعُقم فهد " إنتوا أخوة إنتوا؟ إنت تعرف إن حلاوة الأخ كلها في الشدة ؟ أما في الرخاء الغريب موجود"
: كانت أمي دايماً تقول لخالتي دلال يادلال العُمر وفرحة حياتي..من حُبها إليها..جدتي بعد توفت وخالتي صغيرة..وأمي إهتمت بخالتي ..فكانت علاقتهم غريبة وقوية...جاء اليوم ..."صمتت قليلاً "
الأشد سواد في حياتي... أمي توفت في حادث سيارة شنيع..كانت شاحنة مصطدمة بسيارة صغيرة جداً مقارنة بها.. من قوة الإصطدام تقلبت السيارة تسع مرات...أبويي يقول شفت رقبة أمكم مكسورة..ووجهها بالكاد ميزته...كانت وقتها راكبة مع سواق جدي ..حتى السواق مات...مسكين كان بيسافر يشوف ولده الي توه مولود
نظر إليها .. تتحدث وكأنها تسرد قصة لم تحدث لوالدتها ..أشفقت على السائق المسكين..ولكن لم تشفق على نفسها
لقد أخبرته سابقاً كم هي قوية...
أكملت: خالتي وأبوي صاروا يتهاوشون بكثرة بعد وفاة أمي..خالتي تبينا نعيش عندها..وأبويي يقول تراهم بناتي ..إتفقوا على الزواج..على إنهم مايتناسبوا أبد..زي ماشفت أبوي شخصية على الطراز القديم ..الزوجة بالنسبة له لازم تقدس زوجها..وأمي كانت طيبة جداً وتناسب تفكيره..بينما خالتي كان أصغر من أبوي بواجد..بواجد..شخصية قوية وماتحب أحد يتدخل فيها..ضحت بنفسها عشانا..شفتها مرتين تبكي في حياتي بس من قوة شخصيتها...اليوم الي توفت فيه أمي..واليوم الي حملت فيه بسعيد...
غريب صح؟ ليش ماكانت تبي تنجب ... فيه مرأة ماتبي تنجب وتربي ولدها الحقيقي ..
بسيطة..لأنها في قرارة نفسها ماتبي هذا الزواج

قدمت ظهر كرسيها للأمام مجدداً حينما رأت إنهم يقتربون للجامعة..
أكملت ..لا تعلم لماذا لا تستطيع أن تمنع نفسها من الإستمرار...ولا تعلم لماذا تفتح قلبها له..كل ماتعلمه إن حنيته أثارت ذكرياتها :كانت خالتي تحبنا بس دايماً تضربنا لما تهاوشنا...لما توفت أمي ماضربتني إلا مرة...كانت ليلى لابسة فستاني المفضل وعصبت منها وضربتها..خالتي سحبتني جهتها وضربت ظهري وقالت شيء رن في إذني رن..الله يلعن شيطانك مستخسرة في أختك فستانك والله لو أختي موجودة مابخلت عليها بروحي
آخر ثلاث كلمات قالتها بصوت مرتجف تملئه الغصة...نظر إليها...كانت دموعها تسيل على خديها ومقدمة أنفها مُحمرة..أوقف السيارة جانباً
أزال نظارته من على عينيها .. كانت مليئتا بالدموع..
لم يفكر... فقط إحتضنها إلى صدره....... وبين ذراعيه للمرة الثانية ..

إستجمعت رباطة جأشها وأبعدت نفسها بهدوء...لتأخذ النظارة من يديه وترتديها مجدداً:إستغليت الفرصة وأخذتها ها
إرتدتها مخبئة ما صنعه حزنها على عينيها الواسعتين..بينما هو إبتسم إبتسامة صفراء
قاد مجدداً...
: وين رايح هذا مو طريق الجامعة
قيس:بروح مكان أول
لين:وين تراك إنت الي بتتوهق وبتتأخر على دوامك
قيس:أوك مو مشكلة

وقف عند مطعم "ماك" طلبات السيارات ليفتح النافذة ويطلب المثلجات..
نظرت إليه بدهشة ..لكنه لا يستطيع معرفة ذلك مع سرقتها لنظارته
إرتسمت الإبتسامة تدريجياً على وجهها: من جدك؟
إبتسم لها..ليقول بعض الخرافات كما تقول هي: يقولون الآيس كريم يبعد الزعل
ضحكت: هههه غلط الماء الي يبعد الزعل بعد المصيبة
قيس أدار رأسه ناحية النافذة: أوك بقوله يكنسله..لو..
ضربت ذراعه بسرعة بقوة ليضحك..
:إنت يالبخيل ماتتحمل يعني علطول تستغل الفرص..قوله ثلاث زيادة بعزم صديقاتي
إلتفت ناحيتها ونظر لها بتعجب مع إبتسامة دهشة
بإرتباك :إيش؟ .. خل تأخيرتك على الدوام تسوى.. تسعد أربع قلوب أحسن من قلب واحد.
###

ظُهراً..

الحقائب مرمية على أرض غرفة المعيشة..مفتوحة...كل دقيقة يضعون غرضاً آخر
مرام بتوتر: يمه عادي أجلس هناك بالحجاب؟
أجابت غادة التي كانت جالسة على الأريكة :ههههههههه بتسبحين بالحجاب بعد؟
رمقتها مرام بنظرة
أم فهد وهي تضع بعض الأشياء في الحقيبة: غادة تأدبي عن أختك..ولا مرام تحملي نتيجة أفعالك
مرام:إفففففففف
غادة بسخرية: توقعتك عاجبتك تسريحتك الجديدة ههههههههه..ولا قالك يعقوب إنها أكيد قبيحة عليك وغيرتي رايك ياضعيفة الشخصية ههههههههههههه
مرام بإستنكار: كلي تبن رجاءًا
نظرت إليها غادة بدهشة ومازالت إبتسامتها على شفهاها: غريبة والله طلعلك لسان
أم فهد: ممكن تسكتون عن بعض شوي ياتوم وجيري وتشوفون إيش الي باقي وماحطيناه في الشنط
غادة:روحنا يمه باقي روحنا ماحطيناها في هالشنط... خلاص كافي ترانا بنروح مزرعة موب بنسافر
أم فهد: كلي تبن رجاءاً
إبتسمت لها مرام بخبث بينما نظرت غادة لأمها بدهشة..

نزل ريان ويعقوب من على الدرج..

نظرت إليهم غادة..: شرفوا الصبيان الحلوين ..تؤبروني شو متأخرين ولك خلصونا شو عم تعملو طول هالوئت متأخرين
أم فهد نظرت إليها بإستنكار:إنتِ شاربة شي اليوم؟
غادة:حليب بس
أم فهد:متأكدة حليب مو فودكا؟
غادة بضحك: ههههه اخس يمه تعرفين للأنواع بعد هههههه
نظر إليها ريان بإستغراب:شفيكِ إنتِ إستجنيتي؟ أحجز لك في مستفشى المجانين ؟ ياكون هذا سبب روحتك لأمريكا عشان تقيمين في إحدى مستشفيات المجانين هناك
غادة مشيرة إليه بالإبتعاد:هش هش...لا تبونا نزعل ولا تبونا نضحك إيش الشيزوفرينيا الي فيكم ذي

إقتربت مرام ليعقوب الذي وضع حقيبته على طاولة الطعام لتقدم له طبق بلاستيكي محفوظ بداخله سلطة
ابتسمت:شلت لك سلطة لأنك مانزلت تتغذى معانا اليوم
نظر إليها ببرود..

نظرت إليهما غادة وإبتسمت بخبث: باقي تبوسين رجله عشان يعطيكِ وجه
أم فهد نظرت لغادة بصدمة :غــادة!
بينما سحب ريان الذي كان بجانبها إذنها بشدة : شفيك إنتِ مختلة ماتعرفين تتكلمين
غادة وهي تحاول إبعاد يد ريان عنها :آخخخخ يعور بعد يدك ياحمار
ضربت يده بقوة عدة مرات.. أبعد يده وهو ينظر لها بحدة
غادة نظرت إليه بنفس النظرة التي ينظر إليها بها: إيش؟ ماقلت شيء غلط
زفر مختنقا من هذا الوضع المتكرر أشار لها بـ"شكراً"
"ماكان له داعي"
أدار بجسده ليعطيها ظهره وأشار للجميع" أنا بروح بسيارتي"
مرام بسرعة: بجي معاك
أشار هو الآخر بسرعة:" لا انتي خليك هنا أنا بمر عدة أماكن قبل"
ضحكت غادة مرة أخرى بسخرية..
خرج من المنزل..
أم فهد موبخة غادة: غادة طفشتيني عدلي إسلوبك الزفت ذا
غادة بإستنكار:إيش تبوني أسوي.. أطبطب عليها وأقول لها اتز اوك هالمرة الالف ماضبطت المرة المليار بتضبط؟
نظرت إلى مرام : على فكرة جالسة تتعبين نفسك عالفاضي..مابيعطيك وجه وبتندمين على هالذل الي تذلين نفسك بيه مستقبلاً
مرام نظرت إلى غادة ببرود : ما أخذ نصايح من وحدة علاقاتها بالكل فاشلة ..وخسرت حبها من زمان
قلبت عينيها بإستنكار وكأنها لم تهز شعرة فيها
بينما ريان نظر لمرام بحدة .. لكنها تجاهلته
###

:إيش معنى هذا الكلام؟؟؟ يعني الواحد مايمديه مايرد على إتصالكم إلا مشيتوا ومابتجيبون الطلبية اللحين
لا لا لا اسمعني...
قيس متأففا ماسحاً بباطن يده وجهه: لين أعطيني الجوال بكلمه ..
لين أشارت له بالإبتعاد: لا حبيبي إسمعني..
نظر إليها قيس بدهشة..
أكملت لين وأعادتها مرة أخرى :لا ياحبيبي تجيب الطلبية الآن..إيش يعني كلها ساعة تأخرت...مايهمنيييي مايهمني عندك زباين ثانيين أنا مو زبونة يعني؟
إسمعني تراكم متأخرين لين ماوصلتوا لي البضاعة الي قبل هاذي قلتوا اسبوع وجبتوها بعد اسبوع ويومين ...الا متأخر اسبوع ويومين إنت وش مدريك يمكن أنا أبيها بعد أسبوع بالضبط ... لا تناقشني...اسمع وجبتوا لي كوب مكسور وقلتوا بترجعونه ولا رجعتوا الا وين الانضباط في العمل
غمزت لقيس لأن أعجبتها آخر جملة قالتها .. فقلب عينيه بإستنكار
أكملت: لا تخليني أشتكيكم عند وزارة التجارة لا تفكرني سهلة .. أيوووه..اللحين ها لما قلت لك بشتكيكم بتجيبون الطلب ها ... يلا لا تتأخرون ... باي
أغلقت هاتفتها وهي تنظر لقيس بحماس: شرايك بس؟ روعة ها ؟ ؟أعلمك أنا كيف النقاش والفوز والإقناع
قيس بإستنكار: تعلمين إبليس والله
لين : اي احسن منك والله ...تكلمه بإحترام وأخوي ومدري إيش ممكن ماتتأخر لو سمحت ننننن ..مايفيد ذا الأسلوب مايفيد
قيس نظر لها بنصف عين: ليه وإنتِ وش تقولين ؟؟ حبيبي؟!
لين ضحكت : نفس الشي نفس الشي..كلنا مسلمين ونحب بعض
قيس: لا والله؟!...وبعدين ايش هالشحنة الي ميتة الا تبينها اليوم
لين ابتسمت : للرحلة
قيس: بل كل هذا حماس
لين: اسمع انا مادري ليش انت تبي تكرهني بالرحلة..بس تحلم تروح وتنبسط لوحدك..خل أستفيد من زواجي فيك قبل مانودع بعض
###

عند المزرعة...في مواقف مخصصة لزوار المزرعة..داخل سيارة قيس

قيس بتوتر: مستعدة؟ سوي مثل ما اتفقنا عليه كانت علاقتنا كويسة واللحين جالسة تسوء
لين وهي تتناول من كيس الفول السوداني المملح الذي بين يديها: كمان دونت تيل ذا اكسبرت وات تو دو دارلينق
نظر إليها بإستنكار
لين وهي تمسح السيارات بنظراتها : سيارة مين المرسيدس ذي
قيس : سيارة خالي محمد مالك المزرعة
لين :أوخصصصص شهالسيارة الفخمة موب سيارتك الي كأنها وزغة عملاقة
نظر إليها بعدم تصديق: أولاً إذكري ربك ياحسودة مع عيون البقر الي عندك ذي عادي تحرقين السيارة اللحين بنظراتك ثانياً سيارتي الي مو عاجبتك هاذي الي توديك كل يوم الجامعة وترجعك إحمدي ربك بس لا اخليك تروحين مع باصات وترجعين البيت معاك ارتجاج
لين وهي تتناول الفول السوداني متجاهلة مايقوله: هذا ماعنده ولد ؟ يمكن أحول عليه بعد ما اتطلق منك إنت ووزغتك
أبعد نظره عنها ، أجاب بهدوء وهو يزيل المفتاح من السيارة: لا، عنده بنت وحدة.
لين وهي تطحن مابداخل فمها: أتوقع بنته هاذي مدللة على الآخر ..عرفت يعني أتوقع ان شراباتها مثلا مو مثل شرابتنا لا يصنعونها لها بالذهب وكذا
نظر لها بإستنكار شديد وسحب من بين يديها كيس الفول السوداني المملح : بلا مبالغة ويلا لمتى بنظل في المواقف كذا كأننا نخطط على سرقة وبعدين إيش هالهوس الي عندك هذا مع الشرابات


خطت قدماهما داخل تلك المزرعة العملاقة .. كانت تخطف الأنفاس، مليئة باللون الأخضر وتلك الورود المختلفة الألوان ..صوت هدير الماء الذي تطلقه تلك النافورتان العملاقتان من كل جانب..
عبرت من أمامه عدة خطوات قِلال على ذلك الممر الحجري..وهي تنظر بدهشة لجميع التفاصيل : قيس إذا هذا المدخل بس ، كيف بتكون المزرعة من داخل؟
رفع حاجبه: رجل أعمال ناجح صح؟ أبصم لك بتكون مزرعة ناجحة والحجوزات مابتوقف عليها
لين وابتسامة الدهشة ماتزال على شفتيها: راح أترك الجامعة الكئيبة وراح أسوي لي مزرعة وأربح وبتشوفني مليونيرة لا تخاف بتذكرك بنظارة شمسية احسن من نظارتك المخيسة الي ذالنا عليها
قلب عينيه بإستنكار
تقدم ليقف بجانبها: ليه تفكرين الدنيا سهلة كذا ؟ محَد يولد وبفمه ملعقة ذهب لين
نظرت إليه وإبتسامة السخرية تعلو محياها: مين قال؟ بنت خالك مثلا...موب مولودة وبفمها ملعقة ذهب؟
نظر إليها دون أن يرد..
بنفس الإبتسامة:كذا الحياة أرزاق..ناس الله يرزقهم مال وناس صحة وناس جمال وإلى آخره .. محًد كامل ..ومحد مقتنع بالي عنده للأسف
نظر إليها بنصف عين مع إبتسامة جانبية تُعبر عن سخريته:أول مرة ماتقولي واحدة من خرافاتك
لين : مثلاً أنا مو غنية لكن جمالي فتاك ..
بضجر: آه أوك بدأت الخرافات



دخلا عبر بوابة أخرى ..إستقبلتهما إمرأة وفتاة
مدت الإمرأة يديها المملوءة بتلك الأساور المرصعة بالذهب ..رحبت بلين بحرارة: نورتنا العروس الجديدة كيفك حبيبتي أتمنى تنبسطين هنا
لين تبادلها حرارة تلك التحية مع إنها لا تتذكرها
بينما هما..خلفهما..عيناهما كانتا تتلاقيان
كان ينظر لها بنظرات فهمتها جيداً.. بل هي بدورها تحاول إخفائها ..كانت نظرات الغضب تغلب على نظراتها...بينما هو كان ينظر لها بُحب وإشتياق
لم يرها منذ مدة طويلة، لم تُحادثه كما كانا يفعلان
لم تتغير..كانت واقفة وراء والدتها متكتفة الذراعين مرتدية عباءة باللون البرغندي ، ملقية حجابها على رأسها بإهمال ..شعرها الأحمر ظاهر تماماً
قطع تحديقه بها سؤال زوجة خاله: أخبارك قيس وحشتنا من زمان ماشفناك
نظر إلى زوجة خاله مع إبتسامة خفيفة تعلو محياه: الحمدلله ..
نظر لغـلا "طِبنا بشوفتكم"
نظرت له ببرود ورفعت حاجبيها بإستنكار
لين إبتسمت إبتسامة عريضة: إن شاء الله نكون ضيوف خفيفين على قلوبكم
أجابت والدة غلا: أكيد حبيبتي فرحانين فيكم وبكل الي بيشرفونا اليوم
أجابت غلا بدون نفس: إن شاء الله
نظرت لين لغلا وإبتسمت لها دون أن تفهم ماتعنيه

والدة غلا: تفضلي معانا ليـ..
قاطعها أصواتهم ..

:خلاص طفشتني ممكن تسكت شوي ولا بالع راديو وانا مادري
ريان متذمراً: سدي حلقك ولا قسم برمي عفشك في هالنافورات
مرام: خلاص خلااص ماتقدرون ماتتهاوشون
أم فهد: صدقيني لو أدري إنهم بيكونون توأم مجنون كذا كان بعت واحد منهم واستفدت والله بدال عوار الراس من هواشهم هذا

صاحت بصوتِ عال مُرحبة بهم بحرارة مما جعل لين تنظر لها بدهشة مع إبتسامة صفراء :يااا مرحباااا يامرحباا والله بسلوى وعيالها تعطر المكان بشوفتكم يامحلا اليوم الي نقابلكم فيه
همست لين وهي تقترب لقيس : ليه أحنا ريحتنا خايسة تقول كذا؟
همس هو الآخر صاكاً على أسنانه: غبائك هذا تعبير مزاجي ترحيباً فيهم تبين أعطيك دروس خصوصية في العربي بعد
ضربته بكوعها ليصمت عندما إقتربت والدته لتحتضن والدة غلا:هش
بينما نظرت إليهما غلا بحدة...نظر إليها مُجدداً

إقتربت غادة التي كانت بجانب أمها وإبتسامتها الشيطانية على محياها..كانت توجه كلامها لغلا: لونق تايم نو سين ها؟
Long time no seen hah
بادلتها بإبتسامة صفراء هي الأخرى : كَفتني شوفتك في العرس..بس أدري إنك ماتشبعين من شوفتي
أطلقت ضحكة سخرية قصيرة :هــه...ماتغير فيك شيء غير إن رجلك المكسرة تصلحت "قطبت جبينها" بس بعدك بنفس البشاعة
أم فهد صاكتاً على أسنانها:غـادة عيب
أم غلا: هههه ماعليكِ أكيد ماتقصد
غلا نظرت إلى غادة من رأسها لأخمص قدميها : والله؟! إنتِ تغيرت كثير تدرين؟
غادة بتهكم:أناظر نفسي بالمنظرة كل يوم حبيبتي
غلا:آوه..مالاحظتي إنك شاحبة ووجهك ساح على بعضه صرتِ كأنك هيكل عظمي؟ يبغالك تفحصين نظرك
نظرت لها نظرة حادة تكاد تحرقها بادلتها النظرات هي الآخرى
تكلمت أم غلا حتى تقطع صراع النظرات بينهما : يامرحباً فيكم كلكم ..معشر النساء تعالوا معاي رجاءًا
نظرا ريان وقيس لبعضهما .. كانا هما الوحيدان الرجال بينهم حتى الآن.
###

عِندً جِهة حمامات المجالس الداخلية...أمام مرآة مستطية عريضة والمغاسل الخشبية التي بجانبها رفوف خشبية بداخلها بعض المناشف البيضاء وبجانبها نبتة خضراء كبيرة
كانت الإضاءة الصفراء والشموع المُشعلة على المغاسل تبعث إحساساً لطيفا..
أردفت غادة التي كانت تنظر لنفسها بالمرآة وهي تضع أحمر الشفاه وبجانبها مرام ولين : وين أمي
كانت مرتدية فستاناً صيفياً قصيراً أبيضاً ذو كم طويل مربوط برباط عند الخصر ، بينما كانت مرام مرتدية بدلةً متكاملة أو "جمب سوت" أسود رسمي يتناسب مع قصة شعرها الجديدة، ولين ترتدي فستاناً أصفر صيفياً خفيفاً بحمالاتِ رفيعة
أجابت مرام :سبقتنا
غادة: يا الله يمه يعني ماتقدرين تصبرين شوي لين نفسخ عبائتنا ونمشي معك
أردفت وهي تفتح الأبواب الخشبية التي بأسفل المغاسل : إسمعي ليه خالك تعبان على المزرعة كذا كأنها فندق
مرام وهي تمسك بكتف غادة :هيه إنتِ ليه تتعبثين وتفتحينهم ..ايش عرفني يمكن خطته المستقبلية إن تكون فندق
غادة وهي تنظر لما في داخل المغسل الخشبي وتشاركها لين الفضولية بالنظر أيضاً: شوفي يعني ليه بيحط سلات فيها أغراض عناية وصابون وكريمات وكذا
مرام:كرم الضيافة شعرفك إنتِ
نظرت لين لغادة بتأكيد: أكيد خطته فندق
نظرت لها غادة وهزت رأسها بإيجاب
وقفت مجدداً لتضع بعض أحمر الخدود على وجنتيها : إفف إيش هالإضاءة الصفراء المخيسة ذي ..ما أقدر أفرق ألواني عن بعضها
مرام بإستنكار: إلا تشوفين لك شي تنقدين عليه
لين : لا الإضاءة حلوة بس مايخافون الشموع تنقلب هذا خشب بنروح في ستين داهية
مرام نظرت لها بنصف عين:إنتي كمان
غادة وهي تتأمل في ملامح وجهها بالمرآة بإعجاب: قود بوينت ..شوفي مرام الروج عليي يجنن
مرام بتأفف: افف خلينا من روجك اللحين كيف بدخل بشعري هذا
غادة قطبت جبينها وهي تضع أغراضها في حقيبتها : إفففف أنتِ عادي شفيها يعني أي أحد يقولك شيء قولي شعري وبكيفي وهذا نيولوك
لين : اسمعوا أنا اللحين يبغالي شهر لين أحفظ هالفندق مدري المزرعة موب كم يوم
غادة: كلنا مثلك مدري شفيه خالي مشتط شوي وبيسويها قصر
أشارت بحاجبيها بالمضي قدماً والدخول للمجلس..

دخلا إلى إحدى المجالس التي سبقتهم أم فهد بالدخول إليه
كان صوت الحديث المتواصل والضحك هو أول ما وصل لآذانهن عندما دخلن، لكن سرعان ماتحول إلى ترحيب حار بوصولهن
نظرت لين إلى تلك الوجوه الجديدة..يبدوا إن ذاكرتها لم تحتفظ بهم عندما رأتهم في حفل زفافها
أشارت لها أم فهد التي كانت جالسة بجانب عجوزِ على الأريكة بالتقدم لها أولاً
إقتربت لتمد يدها وتصافح تلك العجوز التي يبدو إن كُبر سنها لم يخفي أناقتها التي تناسبت مع ذلك مع عمرها ،مدت يداها المليئة بالخطوط الذي رُسمت عليها من عمرها..كانت يدها هي الأخرى مليئة بالذهب..يبدو إن إبنها الغني تذكرها بهداياه هيَ أيضاً
تلاقيت أيدهن..ضغطت تلك اليد المُجعدة الدافئة على يدها الباردة بقوة مما آثار إرتباكها
رفعت عينيها ببطئ نحو لين..كُبر سنها لم يخفي جمال عينها ذات اللون العسلي "يبدو إن التوأمان ورثا عينيها منها" قالت في نفسها ..بينما كانت عينها الأخرى مُصابة يملئها اللون الأبيض بطريقة مُخيفة..
إختلطت تعابير الإعجاب والهلع في ملامح لين التي كانت يدها مقيدة بيد العجوز القوية
أصدرت حروفها الخارجة من تلك الشفتين اللاتي لم ترحمهما التجاعيد أيضاً: إنت زوجة قيس
أجابت وعينيها تنظر لعين العجوز مباشرة، تخفي نبرة صوتها المرتبكة: إيه أنا زوجته لين ياجدة
أجابت بحٍدة: هذا خَبر مو سؤال .. أتذكرك زين عيني على إنها وحدة الي تبصر إلا إنها ماتنسى أي وجه إنعكس عليها
إبتسمت بإرتباك .. أحست بالخجل من نفسها ، لم تحفظ وجها مما رآته الآن وهذه العجوز التي رسم الزمن تعرجات دقيقة على جسدها تتذكر كل ماتراه من وجوه
أم فهد والإبتسامة تعلو وجهها : ها يمه عرسنا حفيدك المفضل مثل ماتبين إن شاء الله إنبسطتي
أجابت بحِدة مجدداً : أولاده أحفادك المفضلين إن شاء الله مًحد يعلى على "يعقوب" مرتبة في التفضيل عندي
أفحمتها بجوابها .. كانت الإبتسامة مازالت مرتسمة على وجهها .. تجمدت تعابيرها من الصدمة
كُسِر ظهر لين ويدها مسحوبة بيد العجوز .. تسائلت لو كانت أطول هل سوف ينكسر ظهرها فعلاً
أردفت وهي تنظر لعيني لين بحدة: كنت متوقعة قيس بيآخذ "غلا" معلوم كان يحبون بعض بمراهقتهم
نظرت أم فهد لأمها متسعة الحدقتين بصدمة مما قالته للتو..
بينما رفعت لين حاجبيها ولم تستطع إخفاء إبتسامتها " والله وعليك حركات قيس وليلى ياقيسو"
نظرت غلا إلى جدتها ولين بنظرة جانبية وإبتسامة تعلو وجهها
نظرت إليها غادة بنصف عين ..ثم نظرت إلى جدتها :مالنا نصيب من السلام ياجدة ولا زوجة الأخ الجديدة تاخذ كل السلام؟
نظرت لها بعينيها الحادتين ومازالت مُمسكة بيد لين: السلام تحية المسلمين ما تنقال للكُفار
فتحت فاهها مع إبتسامة جانبية غير مصدقة ماتقوله جدتها
لطالما كانت تقول كل مايخطر على بالها دون أي تنقية أو إعتبار
أجابت غادة: جدتي مو معناها رحت أمريكا كم سنة صرت كافرة مثلهم
أجابت : لا صرتي عجيز إنت وصبغة شعرك ذي ..أحد يبي الشيب يجيه بكير
غادة بعدم تصديق: هذا لون شعري من قبل ما أسافر أمريكا!
أردفت وهي تنظر لمرام بحدة التي عرفت تماماً إن دورها قد جاء: سلوى فاتحة لك صالون في بيتك ..بناتك الي عجيز والي قلبت رجال
أم فهد فتحت فمها لتجيبها لكنها أكملت كلامها دون أن تحاول أن تستمع لإجابتها حتى
أردفت وهي تنظر لعيني لين مجدداً : على قولتك ياغادة زوجة أخوك الجديدة ... بعدين بتصير قديمة وبتتخلون عنها بعد مثل زوجة فهد ولا كيف؟
إبتلعت لين ريقها وهي تنظر لعيني جدة قيس التي قد باغتتهم بكلامها الحاد قبل أن ترحب بهن .. لم تعلم إن مصير حفيدها الآخر هو الطلاق أيضاً
أم فهد محاولة كتم إنزعاجها:قلت لك يمة ماتناسبوا مع بعض
أجابت بحدة:ليه الزوجين مايعرفون إنهم ما يتناسبون مع بعض إلا بعد ست سبع سنين زواج ؟! "بتهكم" لا صرت عجيز مخرفة قولي لي هالأكاذيب
صمتت لم تعلم كيف تجاري والدتها ..لطالما لم تستطع
نظرت لعيني لين : إذا ماناسبك لا تنتظرين العمر يمضي لأن ماله رجعة .. تطلقي إذا ماناسبك مو تنتظرين ست سبع سنين
تنهدت أم فهد تعلم تماما ماترمز إليه والدتها ...وليس مناسباً على الإطلاق نصح عروس جديدة بالطلاق
أجابت لين التي تجرأت ووضعت يدها الأخرى على يد الجدة وإبتسمت بلطف: هذا النصيب ياجدة...والحذر لا يمنع القدر



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 03:06 PM   #25

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




نظرت إلي عينيها بعمق وهي تخف من شدة قبضتها على يدها ..لم تزل عيني لين عن عيني الجدة هي الأخرى كذلك حتى أزالت يديها عنها
أمسكت بعصاها آمرة أم فهد: وديني للعيال أبي أكحل عيني وأشوف حبيب روحي يعقوب
إبتسمت مرام على ذِكر إسمه بينما نظرت لها غادة بإستنكار
أجابتها أم فهد: يمه مايحتاج تتعبين نفسك وتقومين نخليه يدخل لك ويسلم عليك هنا
أجابتها بإمتعاض: ليه إنت بس تبين تلبسين وتفصخين وتلبسين وتفصخين هالبنات عبايتهن خلاص قلت لك بقوم بحرك هالرجلين قبل ما أفقدهم ولا تبين أفقدهم قبل مايجي يومهم
أجابت بإرتباك :شدعوة يمه ..الله يحفظهم لك إن شاء الله ويحفظك الي تامرين فيه بيصير ..قومي يلا أوديك
وقفت معها لتخرج معها خارجاً
نظرت لين لغادة التي فتحت عينيها على أوسعها مما حدث منذ قليل

سمعت صوت رقيق بجانبها يرحب بها لتلتفت إلى مصدره..في نهاية العشرين، شعرها قصير يصل لنهاية رقبتها قد جعدته قليلاً..لفت نظرها أنفها المعقوف وبشرتها السمراء التي تبدو مذهلة عليها، كانت حاملتاً بين ذراعيها طفل يبدو عليه عمر السبعة أشهر تقريباً وماحولها..كان يشبهها قليلاً، لكن لون بشرته مُختلفة كُلياً فهو يملك بشرة بيضاء على عكس والدته
غادة نظرت لها بإعجاب: الله الله عالجمال إيش هذا غيرتي الستايل كُلياً بعد ماولدتي صلصل واللحين تان وحركات "غمزت لها" بديت أغار
ضحكت بخجل من كل ذلك المديح التي تلقته اليوم: عينك الحلوة بنت العمة " تغيرت نظرتها إليها كُلياً رمقتها بنظرة حادة" سميه صلصل مرة ثانية وبقص لسانك
تجاهلتها غادة وسحبت خد الطفل الممتلئ بإبتسامة عريضة:فديت بو خدود صلصصصلللل
إجتمعت الدموع في عيني الطفل ليبكي بشدة
أبعدت والدته يد غادة بعنف بعيداً عن طفلها: بقتلك إذا بكى مايسكت إنتِ الي بتسكتيه اللحين؟
هزت رأسها نفياً وهي تضحك بسخرية
ناولتها إياه بسرعة لتضعه بحضنها بينما نظرت إليها غادة بصدمة
:يلا سكتيه
نظرت للين وتغيرت ملامحها كُلياً لتنظر لها بلطف عكس مارآته منذ قليل: هلا حبيبتي لين أعرفك بنفسي بما إن أخوات زوجك مامنهم فايدة وأبشرك للأبد بيظلون مامنهم فايدة أنا "صبا بنت خالد" بنت خال قيس
إبتسمت لين إبتسامة عريضة لتصافحها بحرارة
نظرت للأخريات .. إثنتان يشبهانها في الملامح ويبدو إن أعمارهن متقاربة
: هذول خواتي الي نفس الشي مامنهم فايدة.. سلام وفي
غادة: غلطتي
صبا: إيش ماعرف خواتي مثلاً؟
غمزت غادة بتهكم: سلام وفيفي عبدو
ضحكن بسخرية بينما نظرت إليهن "في" بغضب
:قلت لكم ألف مرة لا تسموني كذا
سلام:هشش الرقاصة ماتتذمر بالعكس نفسيتها تكون حلوة
ضحكن بسخرية مرة أخرى
أردفت صبا التي مسحت الدمعة من طرف عينها التي قد سقطت من الضحك: آه قتلتوني هاذي فايدتكم بس "مهرجات"
غادة:مالت عليكِ
أكملت وهي تشير لإحداهن التي كانت تبتسم إبتسامة عريضة وهي تحرك ظفيرتيها الظريفتين : هاذي بنت خالي "عبدالله" ريم ، بنته الوحيدة ..إيه أحنا ذكورنا أكثر من إناثنا
سلام بتهكم: إيش ذكورنا وإناثنا حسستيني تتكلمين عن حيوانات مزرعتك
ضحكن بشدة وضحكت لين التي أعجبها جوهن
أشارت للأخيرة..التي رآتها مُسبقاً عند البوابة ..تقدمت لهن بخطوات مختالة، تبدو مذهلة فعلاً وفساتنها الناعم الطويل يتحرك طوعاً مع إتجاه ساقها ، كان مفتوح الجانب مظهرة سيقانها الطويلة ، مع طبعات ورود حمراء عليه يتناسب مع شعرها الأحمر الذي لطالما أحبت أن تجعده
: وهاذي بنت صاحبة المكان بنت خالي محمد "غـلا"
إبتسمت غلا وهي تنظر للين بنصف عين
إبتسمت لين لغلا بينما نظرات الإعجاب مازالت واضحة على عينيها: مرحباً..تلاقينا مسبقاً عند البوابة بس ماسنحت لنا الفرصة نتعارف بشكل جيد..مبروك عليكم المزرعة
نظرت لها لثوانِ دون أن ترد..مسحتها بنظرة من أعلى رأسها لأخمص قدميها :الله يبارك فيكِ
نظرت غادة لغلا بإستنكار: باقي تسوين تان بالأحمر ميس ريد
نظرت لها غلا ببرود وإبتسامة صفراء: ليه حارك الأحمر عليً؟ أكيد حارك فلهذا لما صبغت شعري قلدتيني صح
ضحكت غادة بسخرية: إيش؟ مين قلد مين ميس ريد؟ أنا صبغت قبلك
مرام مُهدئة الوضع: في الواقع ثنتينكم صبغتوا في نفس الفترة محد قلد أحد
تابعت صِبا بإرتباك:صح ..أعني...أصلاَ إنتم تمتلكون نفس الستايل والشخصية...بدون محًد يتعمد لأنكم في النهاية كنتم صديقات و..
صمتت عندما رأت نظراتهما الحادة إليها...
مرام ضربتها بكوعها هامسة:الله يهديكِ عميتيها ..نفس الشخصية والستايل؟!! بينهارون
نظرت إليها لين : صديقات؟!
شددت غادة على كلمتها بتهكم: كِنــا
إبتسمت مرام إبتسامة صفراء: طبعا كانوا...فيه صديقات بيقابلوا بعض بالطريقة الا قابلوا بعضهم البعض فيها؟
لين: والله؟ ..توقعتهم صديقات لأنهم فعلاً يتشابهون
نظرت غادة لغلا بنصف عين..بينما هي بادلتها نظرة إستحقار: أنا ؟أشبهها؟ هه..بروح لأي عيادة تعالجني من هيئة الهيكل العظمي الي أشوفها قدامي لو أنا أشبهها فعلاً
نظرت غادة لها بحدة: يلاا عاد لا تبغالين الواحد مايضعف يعني ؟!
غلا رفعت حاجبيها ورأسها وهي تنظر لغادة: ترقوتك بتطلع من صدرك خدودك داخل جمجمتك
غادة : دايماً كنتي تتكلمين عن بروز عظامنا أنا وريان مو شيء غريب
فًي بنظرة حالمة : آخخ ريان
ضربتها سلام ونظرت لها بإستنكار: إثقلي فشلتينا
نظرت لين لفَي متذكرة ريان وعلاقته بأختها ليلى
نظرت غلا لغادة وهي تبتسم : الله يرحم بحالك يابنت عمتي
نظرت إليها بحدة..تود فعلاً أن تقتلع تلك الحنجرة

قاطعت حرب النظرات الحارقة دخول زوجات خال قيس.. عرفن بنفسهن وأخبرهن إن الغذاء جاهز.
###

بعد الغذاء...
عند مجلس الرجال،

وهو يرتشف الشاي،نظر إلى قيس بتفحص: كيفك مع الزواج قيس؟
إبتسم وهو يبعد الكوب عن شفتيه: الحمدلله
هز رأسه وهو ينظر له بتفحص مجدداً: الله يعينك..وهقت نفسك وأنا نصحتك
نظر له ريان رافعاً حاجبه لم يعجبه كلامه: عادِل..هذا كلام تقوله؟
أجاب قاطباً جبينه وهو ينظر لريان بإمتعاض رافعاَ يده يؤشر عليه:إسكت إنت إسكت ماخضت التجربة لا تتكلم
ريان : إيه لأنك تلعب بقلبها بدون ماتحافظ عليه ..تمتلكه عالفاضي، تمتلكها عالفاضي.. "قرب وجهه له هامساً وهو ينظر نحو عينيه بحدة" أنجبتوا ولد عادل وإنت بعدك ماتحبها ولا نص حبها لك
إستقام في جلسته وهو ينظر له بحدة ..
ضحك ساخراً:ومين الي يتكلم؟ الي ماخلا بنت الا وغازلها
أجاب بسرعة وبحدة:ماضي، ماضي والا عمركم ماسمعتوا بالماضي؟ الي يقول أحنا منزهين عن الغلط عشان تمسكون على الواحد غلطته
أخذ نفساً عميقاً مبعداً نظره عن ريان إلى فهد الجالس بجانبه بهدوء: مافي غيرك الا فاهم هنا ليتني مثلك
نظر له ريان رافعاً حاجبيه بتعجب واضعاً يده على ذقنه وفمه
نظر له فهد حينما عرف إنه يقصده..صمت للحظات ثم أجاب: حاذر من الي تتمناه
نظرا قيس وريان له
كانت حالته سيئة جداً..كان يفتقدها في كل لحظات يومه...مازال يحبها بل يعشقها
أجبرته أمه بعد عِدة شجارات وصراخ وعويل وبكاء بأن يبدأ العلاج...علاج عقمه
###

كانت خارجتاً تلتقط لها صور في تلك الحديقة الزاهية ..إلتقطت لنفسها عِدة صور
لم تكتفِ بالقليل..وضعت يدها على خدها وإبتسمت إبتسامة عريضة كعادتها لتلتقط صورة ذاتية لنفسها مجدداً

:هاذي الصور لقيس؟
إلتفتت إليها ..لم تنتبه لمجيئها هنا..كانت جالسة على الأرجوحة الخضراء دون أن تؤرجحها..واضعتاً ساق على ساق وهي تنظر لها بنصف عين فالشمس ساطعة اليوم..مع إبتسامة خفيفة على محياها
لين نظرت إليها والشمس تُغلق نصف عينيها هي الأخرى أيضاً: مانتبهت إنك جيتي هنا غلا...لا ..لأختي
غلا هزت رأسها إيجاباً بخفة: آه ..أختك خطك الأحمر
نظرت إليها متسائلة
أردفت : هل هذا الشرط قابل للكسر؟ مثل باقي الشروط ؟ مثل شرط إنكم ماراح تتقربون لبعض وماراح تلمسون بعض؟
نظرت لها لين دون أي تعابير
رفعت حاجبيها متسائلة
صمتت لبرهة .. ثم إبتسمت إبتسامة جانبية : معناها إنت.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 18-07-19, 03:09 PM   #26

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



"لا يمكنك رؤية الحقيقة الكاملة حتى وإن كانت واضحة أمامك كوضوح الشمس،أنت لا ترى من الشمس سوى شعاعها النافذ إليك، الذي يحجب عنك المصابيح الصغيرة التي تزين السماء"
-رشا محمد نعمان.


كانتا في الحديقة متقابلتين ... غلا على الأرجوحة الخضراء ولين واقفة أمامها
كانت الشمس ساطعة .. خيوطها الذهبية قد تسللت عبر كل جزء من جسدهن
كان الهواء لطيفاً ..فقد تعانق مع خصلاتهن وتراقص معهن
لكن نظراتهن لم تكن لطيفة مثله .

لين مومأة برأسها وإبتسامتها الجانبية مازالت على وجهها: فلهذا ماكان يبيني أحضر
رفعت حاجبيها وإرتسمت إبتسامة واسعة خبيثة على محياها : يعني ماكنتي تدرين؟
أخذت نفساً عميقاً وهي ترفع حاجبيها وتشير بالنفي : نوب.. ماقال لي إنه حَب..وظل يحب بنت خاله
إبتسمت لها إبتسامة عريضة .. ثم أزالتها بسرعة ونظرت إليها بحقد : اللحين صرتي تعرفين..فلهذا إلزمي حدودك
نظرت إليها لين ببرود ..ثم تنهدت وهي تنظر جانباً لتلك الورود التي تنتحني جميعاً بإتجاه الهواء : وش تبين إنت اللحين؟
:نعم؟!
نظرت إليها لين مُكررة سؤالها بنفس البرود : وش تبين إنت اللحين؟
غلا بحقد: بعدي عنه
ضحكت بسخرية مادتاً يديها لها بتساؤل: هههه كيف؟! هو الي تزوجني !!
نظرت إليها للحظة وإبتسامتها مازالت على شفتيها .. زمت شفتيها ..نظرت لها ببرود : إسمعي ..أنا مادري ايش قالك بالضبط قيس بس أنا أدري إنك بعدك على تواصل معاه ..لا تخافي محد لمس أحد إيش الي تقولينه إنتـ..
قاطعتها وهي مبتسمة بخبث : آه والله تدرين إن أحنا بعدنا على تواصل؟! إيش بتكون ردة فعلك ؟؟ همم؟
قطبت جبينها وهي تنظر لها .. هزت رأسها نفياً ومضت قدماً لتعود للداخل فالحوار معها قد عكَر صفو مزاجها
أمسكت بساعدها بقوة ... نظرت لين إليها ببرود
نظرت إليها غلا بحدة : لا تمشين وأنا أكلمك ياطول شبر ونص
لين ببرود: قلت لك شتبين بس إنت موب راضية توفرين وقتي ووقتك
غلا: تفكريني غبية يدرسك يسوي لك الفطور وتضمينه ..هاذي العلاقة المبنية على بنود بينكم؟!!
نظرت لها لين ببرود: شوفي أنا مادري إذا إنتِ من الإف بي آي أو قيس بخورة السوق..لكن ...بإختصار هي علاقة تكافل
غلا: والله؟! وتضمينه تكافل بعد؟
تنهدت وهي ترفع حاجبها غير متحملة إياها :آسفة لأني خنتك مع زوجي
نظرت إليها غلا بعدم تصديق
لين مشمئزة:يع ..زوجي ايش ..ووع
كررت نظرة العدم التصديق إليها مجدداً
لين بجدية :إسمعي...هو فعلياً مايهمني.. بتنتهي الفترة الي إتفقنا عليها وبيتزوجك ..لذلك خلينا ننبسط في هالرحلة هاه " وأزالت يدها التي كانت ممسكة بها لتربت بها على كتفها وتبتسم وتمضي قدماً"
خطت عدة خطوات ليوقفها سؤال غلا : تفهميني إنك ماتغارين ؟ ماتحبينه وتتهاوشين عليه؟
ضحكت بسخرية ونظرت إليها دون أن تلتف بجسدها لها : مو أنا الي أتهاوش مع بنت عشان رجل ...يتهاوشون علي؟ إيه ممكن تحصل...بس أنا أتهاوش عشان رجل؟ مستحيل
ومضت بطريقها لتدخل إلى الداخل
###

نطقت وهي تبعد شفتيها عن كوب الشاي وعينيها تتفحص سقف المجلس :باقي يطليه بذهب بس
لين مومأة رأسها دون أن تعيرها أي أذن صاغية:اهمم
ارتشفت من كوبها مرة أخرى: المسخرة إن هاذي يسمونها مزرعة والله إنها أفخم من بيتي
لين مومأة رأسها على نفس الحالة:شيء أكيد
نظرت إليها أم صبا وحاجبيها مرفوعان
لين إنتبهت لما قالته..نظرت إليها مبتسمة إبتسامة ارتباك: أقصد شيء أكيد إنها أفخم من بيوتنا..يعني ..أكيد...لأنها لزوار بيستأجرونها
مازالت تنظر لها بنفس الطريقة
لين بإرتباك:ماتترقع صح؟
أومأت بالنفي
لين نظرت نحو عينيها : بس تصدقين...خل مزرعتهم تكون أحلى من بيتكم.. إنت جمالك لا يقارن حتى "غمزت لها"
إبتسمت بسعادة لترتشف من كوبها مجدداً
أم غلا بلطف: شفيكم جالسين على الأرض وتاركين الكنب
أجابت أم صبا متذمرة مع نفسها: خلاص عرفنا ان عندكم كنب كلنا عندنا كنب لا تخافين
أم غلا مبتسمة: ايش قلتي؟
أم صبا: أقصد خليني على الأرض أنا أحب أجلس على الأرض مو عودنا خالد على القاع
ضربتها أم ريم بكوعها : الله يهديكِ أم صبا شهالمزح..تقصد عشان كلنا نكون قريبين من بعض بما إن البنات جالسين يلعبون على الأرض
ضربتها مرة أخرى: صح أم ضاري ؟
أم صبا=أم ضاري: إيه صح صح ..إلا وش تلعبون إنتم؟
أجابت سلام: مونوبولي
أم صبا :إيه عاد إجمعي أراضي زي الخلق هاه..مو لا في الحقيقة ولا في اللعب نمتلك أراضي
قلبت عينيها سلام بضجر

أضائت شاشة هاتفها برسالة قد وصلتها..
وقفت بسرعة لتخرج إلى الخارج ..

###


كان واقفاً بجوار نافورة كبيرة... تحتوي المزرعة على العديد منها
كان يحاول إلتقاط صورة لذلك الطير ذو الريش الأزرق الجميل

حتى جائت هي بخطوات واسعة وطويلة مقتربة نحوه بغضب: سيريسليي ووااات ذاااا...
طار الطائر بعيداً ولم يلتقط له صورة ..زم شفتيه متنهداً ثم نظر إليها وهو يغلق شاشة هاتفه :ممنوعة من الأفلام
وصلت إليه وأمامه..قطبت جبينها: ماكملتها
قيس هز رأسه: كنتي بتكملينها
لين :المهم ماعلينا مستر قيس وات ذاا..
قيس ببرود: مرة ثانية
لين : ليه ماقلت لي إنها بنت خالك؟
قطب جبينه : إيش؟
لين بإنزعاج : ليه ماقلتي لي إني بشوف حبيبتك هنا ؟!
أبعد وجهه متنهداً: يعني قالت لك
لين بإنزعاج: ليه يعني ماتعرف حبيبتك كويس.. باين شخصيتها طبق الأصل من أختك غادة
رفع حاجبيه: توقعت علاقتك حلوة مع غادة
لين : حلوة مع غادة مو مع غلا
تنهد وإقترب لها ناظراً نحو عينيها ، صاكاً على أسنانه: وش تبيني أقولك هاه ؟ إيش الفرق إذا كانت حبيبتي بنت خالي ولا وحدة غريبة ولا وحدة أشتغل معاها
لين قطبت جبينها: أولاً إنت معلم يعني ماتشتغل مع نساء ثانياً إلا فرقت ياعيني لأن إذا كانت غريبة ماراح أشوفها بس إذا كانت بنت خالك إلا طول سيقانها يساوي طولي كاملاً فبتكون مشكلة كبيرة جداً لأني بشوفها في كل مناسبة لعينة
أمسك بفكها : بقص لسانك مافيه أفلام والله
أبعدت يده عن فكها وهي تنظر له بتوتر :إسمع قيس إنت بخورة قلت لها كل شيء حتى البنود علمتها عليها اخاف تفضح إتفاقنا
نظر إليها وهو يضع يديه على خصره : ماراح تفضحنا
لين : ليه ياحلو؟
قيس: وإنتِ كذا إسلوبك إذا تتهاوشين تغازلين ؟ .. لأن ببساطة هي تبي هذا الإتفاق ينجح ويخلص عشان أنا أتزوجها
جلست على حافة النافورة الحجرية وهي تهز رجليها بتوتر : لا ياحبيبي غلطان
قيس: إنتِ شفيك متوترة لهالدرجة ؟
لين : لأن مابي خطتنا تفشل... إنت ماشفت ليلاك كيف تناظرني وكيف مسكت يدي كأنها من عصابة أو شيء كذا
قيس: كمان قلت لك إنك متأثرة بالأفلام راح ألغي إشتراكك بنتفليكس
لين : صح يبان عليها رقيقة ودلوعة البابا لكنها مو ناوية على خير
قيس نظر إليها بتسائل
لين : هي مافرقت معاها متى تنتهي تمثيليتنا قيس.. هي تبيك ترجع لها وبس...وماراح تفرق لا معاك ولا معاها متى راح ترجع لها .. أنا إذا إتطلقت اللحين أبوي مستحيل يصدق إن إنفصالنا عشانك إنسان سيء..بعدنا ماوصلنا لهدفنا ..أبوي بعده يسألني عنك كأنك زوجي المحترم
قيس:شقصدك؟
لين : إنت فاهم قصدي قيس إف حدك حساس ..إسمع بعد شَر حبيبتك عني.. أنا أبي أطلع من ذمتك بدون أي بلاوي
قيس نظر لها ببرود : لهالدرجة تخوف حبيبتي؟
لين بإشمئزار: لا خسي بس أنا أخاف من أبوي ..أما هي قلت لها ببساطة إني مستحيل أتهاوش عليك ولا تهمني أصلاً
وقفت وهي تنظر له بحدة : ماجبت لي غير المصايب
إستدارت وحركت شعرها للخلف وأعطته ظهرها لتمضي : بروح ألحق على الحلا
لم تمضِ خطوتين حتى أمسكها ..إستدارت بغضب: إيش تبي للحين عشان تمسكني ؟؟ ولا من شعري بعـ.
قاطعها وهو يشير على خصلات شعرها التي علقت في أزرار قميصه ..بنظرة باردة: ليش أوقفك وإنتِ ماتهميني أصلاً؟
نظرت له بغضب والإحراج قد نال منها
فك خصلات شعرها عن قميصه : حالفة ماتربطين شعرك أبد ؟!

نظر إلى وجها ببرود للحظات .. نظرت إليه بنظرة غضب ممزوجة بالإحراج
إستدارت مرة أخرى ... ليمسك كتفها بأطراف أصابعه بهدوء ويديرها ناحيته
إقترب ناحيتها ببطئ وهو ينظر لوجهها ببرود ..إبتلعت ريقها بتوتر
وضع طرف إبهامه على حافة شفتيها ..كاد قلبها ينفجر من تسارع نبضاتها
نظر إلى عينيها ببرود ووجهه مقابل وجهها : لا تدخلين عليهم وروجك مبعثر ويفكرونا سوينا شيء ثاني وهو أصلاً بسبب شراهتك وأكلك للحلا
وغمز إليها
ضربت كتفه بقوة لتبعده عنها بغضب: حيوان تخسي
ضحك ضحكة عالية ساخراً
: بس وقفتي ..
نظرت إليه بحدة: مقصدك؟
قيس بإبتسامة جانبية: لما قربت لك وقفتي
لين ببرود: آه ردات فعلي بطيئة لكن لو ....راح أصفعك
قيس: مستحيل أسويها
لين نظرت له نظرة ساخرة: ليه
قيس: إنتِ تدرين ليه
لين : بس تتزوج وحدة غيرها مو خيانة صح ؟
صمت وهو ينظر إليها بحدة ... إبتسمت إبتسامة ساخرة وعبرت من أمامه
###

توجهت لتلك المغسلة الخشبية بسرعة لتنظر لنفسها بالمرآة وتحاول أن تبحث عن منديل بسرعة لكنها لم تجد..فتحت أبوابها مجدداً لترى مناديل لإزالة المكياج في إحدى السلات : من جدكم؟؟!!
أخذت واحداً لتتناول منه منديلاً وتنظر لنفسها في المرآة لتحاول مسح أحمر شفاهها: يحق لك تتكبرين على الي عندك ياأم السيقان الطويلة...آخخخ الله يلعني يوم سويت نفسي كشخة وحطيت لي روج أنا وجه مكياج أنا
:لين وش تسوين هنا
نظرت إليها لين ..كانت صاحبة الظفيرتين الظريفتين "ريم"
أردفت ريم بإبتسامة: يلا راح ننزل المسبح ..لازم تعطينا رقمك عشان نحصلك بسرعة
لين ضحكت بإرتباك: هه..كنت أكلم برا ..الجو حلو مدري ليه ماتطلعون برا
ريم: أوه راح نطلع برا أكيد
لين قطبت جبينها وهي تبتسم لها :على فكرة ليه مايحطون مناديل عند المغسل ؟
ضحكت بسخرية مكملة كلامها: تحصلين ميك اب ريموفر أسهل من المناديل العادية هههه " همست ساخرة" باقي يحطون شرابات من ذهب في هالسلات بس نسوا المناديل هههههههه
نظرت إليها ريم بصدمة لتضع يداها تحت المرآة لتتحسس وجودها وتخرج المناديل
إختفت ضحكتها تدريجياً وهي تنظر لتلك التقنية : شرايك نطفي الشموع عشان لا تحرقنا كلنا؟
هزت رأسها نفياً وهي تنظر إليها
ضحكت بإرتباك: أصلاً لو عطى هالفلوس الفقراء يكون أحسن من إن يصرفها على تقنية المناديل هاذي
ريم: تدري ايش؟ خل نروح للمسبح
هزت رأسها مع إبتسامة:يكون أحسن
###

كانت مستلقية على كُرسيِ طويل بجانب المسبح ..ترتشف من عصير البرتقال الذي بين يديها
إستلقت على الكرسي الموضوع بجانبها : حتى هنا ؟
:إيش؟
:حتى هِنا عند المسبح لابسة كم طويل ؟ " وهي تنظر لساعديها"
غادة: عجبني وأخذته
هزت غلا رأسها إيجابا وإبتسامة السخرية تعلو وجهها..
إحتضنت ساقيها للتناول واقِ الشمس من السلة التي بجانبها ..فتحت العبوة لتعرضها على غادة لكنها هزت رأسها بالنفي
بدأت بوضعها على ساقها ..
: ليه ماكنتي تردين على إتصالاتي ومسجاتي لما كنتي في أمريكا؟
غادة : موب واضح؟
غلا: علاقتنا رميتها في البحر
غادة: إنتِ كنتِ السبب غلا
غلا: لكني حاولت أصلحها
غادة: همم..كأنها بهاذي السهولة
غلا:شتبيني أسوي أسافر وراك ؟ حتى ريان كلمته يتواصل معاك ويكلمني لكنك مارديتي على ريان حتى
غادة: لو كانت سفرة شوبينق سافرتي معاي صح ؟
غلا نظرت إليها : من جدك إنتِ؟ إنت تغربتي تدرسين كيف ألحقك ؟
غادة إعتدلت بجلستها بسرعة وهي تزيل النظارة الشمسية من على عينيها وتنظر لغلا بغضب، صكت على أسنانها : إنتِ الوحيدة الي خبرتك
قامت من على الكرسي والغضب يحرقها

نظرت للين وهي تسقط مجدداً في المسبح ..
###

لين وهي تجفف شعرها المبلل بالمنشفة: بمووووت بررردد
مرام وهي ترتجف: حتى أنا لازم نسوي لنا شيء دافي اللحين
لين :إحمدي ربك إن شعرك قصير مرة مارح يطول وإنتِ تجففينه
إبتسمت لها إبتسامة صفراء
قالت ريم والغطاء ملتف حولها: أبييي حليييب
سلام بغضب:كلي تبن نبي شاي مخدر
أم ريم: شرايكم نغلي لنا موية والي تبي حليب تسوي لها والي تبي شاي تسويلها وخلاص
أم غلا: لا عادي خل نسوي كل شيء شفيها
إبتسمت سلام بإنتصار
أجابت أم صبا بإنزعاج: لا موية مغلية وخلاص بيموتون برد لين يتخدر الشاي ولين ماتخلص مطالبهم
أم غلا : على راحتكم المزرعة مزرعتكم
أردفت الجدة التي كانت لتوها قد إستيقظت من غفوتها : أنا ماعلي منكم أبي قهوتي
سلام: ايش هذا ياجدة فاتك كل الحماس نمتي في الوقت الغلط
الجدة بحدة:إيش فاتني شوفتكم مفصخين في هالمسبح ايش بستفيد
نظر الجميع لبعضهن بلا حيلة
سلام : تسلمين جدتي يجي منك أكثر
لين وهي ترتجف: يلا مرام تعالي معاي نسوي أي زفت
مرام : آسفة لين بس لازم أسرح شعر جدتي اللحين لا تنهار ... محد يبي يصيبه لسانها
لين هزت رأسها إيجاباً: معلوم..معلوم
بصوت عالِ: بنات من تبي تجي معاي نسوي القهوة ؟
لم يجب أحد ماعدا سلام : أمم واقعاً أنا مو من فريق القهوة
لين: طيب نغلي الموية؟
سلام قطبت جبينها وإبتسمت: ماتوقع تحتاجيني بغلي الموية
لين: طيب القهوة والمويـ... تصدقين إيش ؟؟ ما احتاجكم يالرفلات
أزالت المنفشة من على رأسها : بروح لوحدي
الجدة:صدقتي ..لكن الدور على غيرك المرة الجاية
أم غلا: روحي المطبخ المشترك حبيبتي هناك فيه فرن
لين: مُشترك؟
أم غلا: إيه يعني إلبسي عباتك
###

وضعت القهوة على النار وهي تتذمر .. بينما وضعت مجرد ماء في الإبريق الآخر
بحثت عن الكؤوس وهي تتذمر مجدداً..

: نعيماً
نظرت إليه : الله ينعم عليك .. كيف...؟؟؟
نظرت إلى شعره المبلل: آوه حتى إنتم
أجاب ريان وهو يخرج إبريقاً من خزانة المطبخ : عادة العائلة يحبون يسبحون العصر جميع والي يبي يسبح في أي وقت ثاني بعدين على راحته
هزت رأسها إيجابأ وهي تتابع ترتيب الكؤوس على صحن التقديم..
تسائل وهو ينظر للقهوة التي على النار: قهوة جدتي؟
أجابت موافقتاً: آها
ريان: حطيتي زعفران؟
لين: نوب
ريان: راح تقتلك
لين زمت شفتيها وإبتسمت وهي تنهار داخلياً
ريان أخرج إبريقاً أخر من الخزانة ليضعها على الفرن : قهوتك للرجال وأنا راح أسوي لها قهوتها .." نظر مجدداً لقهوتها التي على النار" ماراح تعجبها خفيفة
لين وهي تضع مكعبات السكر في إحدى العلب : شُكراً
عم الصمت بينهما لفترة..

ريان قاطباً جبينه مُفكراً : آمممم لين..؟!
وهي تنظر نحو قهوة الجدة والماء الذي لا تطيق صبراً حتى توصلهما بالسلامة
ريان نظر إليها وهو بنفس الحالة : تذكرين كلامك معي ...ذاك اليوم ... في مطبخنا ؟
نظرت إليه : أيوه
ريان قاطباً جبينه مُفكراً: جلست أفكر بالموضوع عدة مرات ... وفيه شيء غريب
لين رفعت حاجبيها بتساؤل: إنك تحب زوجة أخوك؟
أطلق ضحكة ساخرة : ههه ...لا لا... تعرفين " حَك مقدمة أنفه وبلع ريقه" راجعت تفاصيل اليوم الي جيتي فيه بيتنا أول مرة ...
لين : أيوه ؟!
ريان : إنتِ قلت لي إنك عرفتي إني أحب غزل من نظراتي لها لما "دخلت" مع فهد البيت صح؟
لين بإرتباك : أيوه ؟؟!!!
ريان قاطباً جبينه آخذاً نفساً عميقاً: واقعاً ..أنا وصلت البيت بعد غزل وفهد
نظرت له لين بتوتر شديد وتنفسها غير منتظم
ريان : وكنت مستعجل بس إعتذرت لأمي وبعدها علطول تكلمت معك ...

بجدية: كيف عرفتي إني أحب غزل ليـن؟!



يُتبع في الجــزء القادم...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-07-19, 12:15 AM   #27

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجــزء الخامـــس عــشــر


"وبينما أسحب نفساً من سيجارة أخيرة ، يرتفع صوت المآذن معلناً صلاة الفجر، ومن غرفة بعيدة يأتي بكاء طفل أيقظ صوته أنحاء كل البيت..فأحسد المآذن، وأحسد الأطفال الرضع، لأنهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدرة عليه، قبل أن تروض الحياة حبالهم الصوتية، وتعلمهم الصمت."
-أحلام مستغانمي.


كانت الشمس تسحب خيوط شعاعها تدريجياً..مُعلنتاً غروبها
مُعلنتةً إنسحابها من مكانها لتعطي مكانها للقمر..لطالما كانت هي المعطاءة بنورها
لكن لم يكن القمر مثلها يوماً..حصلً على نورها دون دفئها.

كانت تنظر لخيوط الشمس الذهبية التي بدأت تغيب عن عينيها من خلال ذلك الباب الزجاجيَ العاكس، إرتدت تنورة حمراء خفيفة وبدأت ترتدي قميصاً أبيضاً يتناسب معها ..قُلعت سماعتها من إذنيها وهي تدخل رأسها من خلال القميص ..سمعت صوتاً من ورائها..
إدارت رأسها لتنظر إليها ..كانت غلا تنظر لساعديها

سحبت كميها ببطئ وهي تنظر نحو غـلا ببرود
نظرت لهاتفها الذي قد أضاءت شاشته على الخزانة الخشبية التي كانت تضع أغراض السباحة بجانبه فيها
إلتقطته بهدوء..عَبرت بجانبها لتخرج من غرفة تبديل الملابس.



تقدمت نحَوه في الحديقة الخارجية..
غادة: خير شتبي ماتقدر على فراقي حتى كم ساعة..
صمتت حينما رآته يتقدم نحوها ونظراته تشتعل غضباً
ريان بهدوء عكس نظراته : تذكرين لما كنا صغار أمي وش كانت تقول لنا عن التوأم؟
نظرت لتعابير وجهه ..عينيه..شعره الذي لم يجف تماماً ..أجابت بهدوء:إنهم مفروض مايتهاوشون؟
ريان:غيره؟
نظرت إليه غير مدركة عن ماذا يتكلم
أردف: كانت تقول شيء عن إن التوأم لازم مايفشون أسرار بعض لأنهم مقدر ليهم إن يفهمون بعض مثل مايفهمون أنفسهم ...؟؟!
نظر إليها حتى تكملها..أجابت بهدوء: إنهم يكونون لبعض حافظ الأمانة والأسرار
نظر إليها ريان نظرة تعرفها تماماً...لطالما نظر إليها بهذه النظرة...نظرة المعاتبة: للأسف إنتِ توأمي
غادة بنفاذ صبر:شقاعد تقول؟!
ريان أكمل وهو ينظر لها بغضب..صكَ على أسنانه : للأسف إنك مفروض تكونين حافظ الأمانة والأسرار ماحفظتي إلا الزفت
كيف تقولين للين عني وعن غزل؟!؟مم؟
قال ذلك باحثاً عن إجابة وهو ينظر نحو حدقتيها المتسعتين
غادة: الغبية ليه قالت لك
ريان بغضب:لأن الغبية الأولى قالت لها
غادة بإنفعال: كانت زلة لسان
ريان منفعلاً غير مصدقاً ماتقوله : زلة لسان ؟!! زلة لسان؟؟؟! زلة لسان تفشي سر توأمك؟!
غادة قطبت جبينها ورفعت يديها بإستسلام: آوكِ أنا آسفة بس تراها إذا عرفت إنك تحب غزل مابيغير شيء في النهاية هي كانت زوجة أخوك وبتظل للأبد هالفكرة عندنا كلنا
ريان نظر لها هازاً رأسه:صحيح؟!
يعني لو أقول لهم عن الأشياء المجنونة الي تصير لك وتساقط شعرك أو عفواً تقطعه وروحتك للمستشفى بيكون عادي مابيغير شيء؟! لأنه شيء في الماضي..
نظرت إليه بحِدة..
أردف وهو ينظر لها بغضب متهكماً: آوه سوري..يمكن هذا الماضي مستمر للحين
نظرا لبعضهما ..
ريان بهدوء: الناس ماينسون شيء غادة..بظل اللحين الي يحب زوجة أخوه مع إني إحتفظت بهالسر لنفسي..زي سالفة إني كنت مغازلجي تماماً
نظر نحو عينيها العسلتين المطابقة لعينيه: زي فكرة الي تهرب لبلد ثاني وتقطع علاقتها بالكل..محًد راح يحب يكون علاقة معك لأنه بيكون خايف من هالفكرة.
نظرت نحو عينيه تلتمس الصدق منها بضيق: لهدرجة أنا سيئة بالنسبة لك؟
ريان:لنا.
وإبتعد عنها للوراء عدة خطوات وهو ينظر لوجهها..ثم أعطاها ظهره ورحل.
###

:آسـفـة
نظرت إليها..كانت تتأرجح بهدوء على تلك الأرجوحة الخضراء..مرتدية عبائتها وحجابها مُلقً على كتفيها..تنظر لها بأسف
إقتربت نحوها ،أوقفت الأرجوحة بيدها ..لتجلس عليها هي الأخرى
:ماعليكِ أنا الي مو حافظة الأمانة والأسرار
لين:حاولت أكذب عليه بقدر الإمكان بس أخوكِ محقق ..إنتم عائلة محققين
إبتسمت إبتسامة صفراء
:ليه علاقتك كذا بريان؟
غادة بهدوء:لأني هربت
لين:وليه علاقتك كذا بـغلا؟
غادة: لأنها ماكانت ريان لجراح
نظرت إليها وإبتسمت مُكملة: قلتي له عشان يبعد عن ليلى؟
لين هزت رأسها بالإيجاب وهي تشعر بالخجل مما أفشته
غادة بجدية: "سابقاً" كان مغازلجي..أما بالنسبة لسره..ما أفشاه لأحد ..بس للأسف التوائم يحسون ببعض
تعرفت على غزل لمدة قصيرة.. بس مع ذلك يحق له يحبها
لين: أنا بس مابي ليلى تتأذى
غادة نظرت لملامح لين بتفحص: فيه مرة تركتيها؟
لين هزت رأسها نفياً:كيف وأمي تركتها أنا أتركها
قطبت جبينها بإستغراب
أجابت لين موضحة ببرود: الي تعرفون إنها أمي مو أمي واقعاً هي خالتي وأمي متوفية من زمان
هزت رأسها إيجاباً...نظرت للورود التي تتراقص مع الهواء أمامها، ساخرتاً من نفسها: في الواقع أنا تركت مرام كثير ههههه...تركت الكل لما أبوي تركنا
نظرت لين لغادة بضيق..تشعر وكأنها أحجية .
###
:قهوة مين الضعيفة ذي
فهد: ريان الي راح المطبخ
:ريان مستواك في إنحدار
ريان ببرود : زوجة قيس الي سوتها
أبعد قيس شفتيه عن الفنجان وضحك ساخراً: إييييشش؟ من جدك لين تسوي شيء في المطبخ؟ هي زين تعرف تاكل
نظروا إليه بإستغراب..
بلع ريقه بتوتر...أردف مستغلاً الفرصة لصالح خطتهما: مطفشتني ماتعرف تطبخ شيء
أجاب عادل بتهكم: ماتوقعت قيس الي ماقتنع بنصايحي إنه الزواج وهقة راح يتذمر عشان زوجته ماتطبخ
نظر له قيس بلا حيلة
فهد نظر له ببرود: مو إنت تسويلها فطور؟
نظر له بحقد..أجاب ضاحكاً: ههههه أكيد بسوي لها ولا تحرق المطبخ ونروح في ستين داهية
عادل بتهكم وهو يشرب قهوة لين: وهي وش تسوي؟؟ تروح العمل وتدفع الفواتير وتشتري المقاضي هههههه
نظر له قيس ببرود: فلهذا علاقتك بصبا فاشلة صح؟
نظر له عادل بقهر
قيس رفع حاجبيه بثقة وهو يسكب قهوة لين في فنجانه مجدداً على الرغم من طعمها السيء : لأن واقعاً أساس نجاح العلاقة مايعتمد على مين من الزوجين يسوي إيش ...يعتمد على المودة " وإرتشف من قهوتها".
نظر له ريان نظرة جانبية مع إبتسامة..ليبادله قيس بإبتسامة النصر
لم تعجبهما أقوال عادل عن علاقته بصبا مُطلقاً..يعرفان إبنة خالهما جيداً..ويعرفان مقدار صبرها عليه.
قيس سكب لنفسه قهوة لين مجدداً في كأس ورقي : بروح أتمشى برا شوي ممكن تقدر ترجع ألوانك لوجهك ...
قال ذلك مخاطباً عادل الذي رمقه بنظرة


كان مستداً على الشجرة وبيده القهوة تدفأ يديه في هذا الجو البارد بعض الشيء
ينظر نحو تلك الزهور الزاهية التي قد خلقت للمكان جاذبية غير متناهية..صوت الماء الذي تتلاعب به تلك النافورة الكبيرة ... كل هذا كان كفيلاً بجعل مزاجه أفضل وأفضل.

سمع صوت خطوات كعبها ..نظر إليها
قالت بإبتسامة:"وإني لأخشى أن أموت فجأة..وفي النفس حاجات إليك كما هيا"
إبتسم إليها وهي تقترب إليه خطوة تلو خطوة:"فصبراً لأمر الله إن حان يومنا،فليس لأمر حَمه الله مدفعُ"
أردفت حينما أصبحت أمامه مباشرة بعد أن تنهدت:"لا ملك الموت المريح يريحني..ولا أنا ذو عيش ولا أنا ذو صبرِ"
نظر نحو عينيها وإبتسم :"فأنتِ التي إن شئتِ أشقيتِ عيشتي وأنتِ التي إن شئتِ أنعمتِ بالياً"
نظرت إليه بنصف عين بعد أن توقفت عن تبادل قصائد قيس بن الملوح معه: والله ماغيرك الي أشقيت عيشتنا..مقصدك؟
أبعد وجهه ضاحكاً.. نظر إليها مجدداً وأجاب بهدوء مبتسماً: أقصد إن لا تجنين وتخربين الخطة غلا
أجابته وهي ترفع رأسها بغرور:"قالوا: جننت بمن تهوى فقلت لهم..مالذة العيشِ إلا للمجانين"
نظر إليها مبتسماً بلا حيلة..لطالما فعلت ماتهواه نفسها
:تدرين إنهم يقولون إن ليلى قبيحة؟
دفعت ساعده بقهر بينما هو ضحك ساخراً: أجل ليلى زوجتك مو أنا
قيس: ههههه إنتبهي بيدي قهوة.. بس إذا ليلى لين يعني أنا بحب لين
نظرت نحو كأس القهوة الذي بين يديه : متوقع منك .. هاذي قهوة لين صح؟؟ قالت إنها سوت قهوة بس ريان عطاها الي سواها عشان جدتي ماتحب أي قهوة
نظر إليها وهز رأسه بالإيجاب بهدوء
نظرت نحو عينيه بحدة: أجل ليه تطبخ لها ؟
نظر لها بتساؤل
أردفت: يعني هي تعرف تطـ
هز رأسه نافياً ليقف معتدلاً بعد أن أبعد كوعه الذي كان مستنداً عليه بالشجرة : لا مو هذا قصدي..كيف عرفتي؟
أجابت ببرود: سمعتها
نظر لها بتساؤل رافعاً حاجبيه وهو يرتشف من القهوة مجدداً
غلا بنفاذ صبر: أنا معاها في الجامعة وسمعتها في الكفتيريا وهي تقول لصديقاتها
أمسكت بالكوب الورقي الذي بين يديه بنفاذ صبر لتأخذه من بين يديه : ممكن توقف عن شرب "قهوتها" وأنا أكلمك
أجاب ببرود: أبي أخلص الدلة
نظرت له بإستنكار: ليه؟
قيس ببرود: عشان إذا سألت عن قهوتها تعرف إنها إنشربت
غلا بقهر: من جدك ؟!
قيس ببرود : فلهذا صرتي ماتردين على مسجاتي ؟
غلا : وش يعني؟
قيس ببرود وهو ينظر لشعرها الذي قد سرحتهُ على شكل كعكة غير مرتبة وبعض خصلاتها على جانبي وجهها : لما عرفتي إني أطبخ لها إنقهرتي وصرتي ماتبين تكلميني مثل ماتكلميني سابقاً؟
غلا صاكتاً على أسنانها: إنت قصرت؟! طبخت لها بس؟؟؟ إنت تدرسها وتطبخ لها وتضمها حتى
رفع حاجبه بإستغراب على كلمتها الأخيرة
غلا بإستنكار: لا تبرر بكذب رجاءًا شفتكم عند مواقف سيارات الجامعة ذاك اليوم ..كنت حتى واقف جنب السيارة في الشمس عشان تميزك " قالت جملتها الأخيرة بضيق"
نظر نحو عينيها : ضمتني لأني أذاكر لها وحلت زين في الإختبار..حركة عفوية
غلا: لأنك ببساطة مفروض ماتدرسها عشان ماتضمك
قيس:وش تبيني أسوي ؟ كيف تبيني أتعامل معاها ؟
غلا بقهر: تعامل معها كأنها نكرة
قيس هز رأسه نفياً :مستحيل إيش هالمصطلح!
غلا : طيب عاملها كأنها ماتعني لك شيء
نظر إليها للحظات ثم أبعد نظره نحو الماء الذي يسقط في قعر النافورة الكبيرة
ضحكت بتهكم : هـه..آها .. يعني هي تعني لك شيء؟
نظر إليها بنفاذ صبر: ماقلت كذا
أردفت بسرعة : أجل ليش بعدت نظرك عني مم؟
قيس: لأننا نتعامل كأصدقاء
إبتعدت عنه قليلاً وهي تنظر له بعدم تصديق ضحكت ساخرة: هههه إيش الغباء التي تقوله إنت اللحين...أصدقاء؟!
قيس: إنتِ تدري إني بطلقها وبتزوجك بعدها ليش تعقدي الأمور
غلا بقهر: بين الرجل والمرأة مافي صداقة
قيس :وش تبيني أقول أي شيء أقوله مايعجبك
غلا: قول إنك ماتهتم فيها
قيس بغضب: للأسف أنا أهتم
غلا قطبت جبينها :إييش؟!
قيس بهدوء: لأنها إنسانة غلا
نظرت له لبرهة والغضب واضح من عينيها
:طيبتك الي خربت كل شيء.. تزوجتها عشان طيبتك الغبية واللحين مدري وش بيصير بسبب طيبتك
قيس بغضب: آوه أسف ميس ريد لأن الأخلاق الحسنة لازم تتواجد مع الكل حتى الي بتكون معاه لفترة قصيرة بعدين راح تتركه لأسبابك الشخصية .. لعلمك مايبقى بعد موت الإنسان غير أخلاقه في هاذي الدنيا
نظرت إليه :لا تقولي ميس ريد مثل غادة وإنت حتى مامدحت فيني شيء من شفتك للحين
قيس: ليه إنتِ تعطي الشخص فرصة من وقفتي جنبي وإنتِ تهاوشين
غلا بتهكم: آوه هاذي إسمها غيرة مستر قيس إذا ماتعرفها .."الغيرة استجابة كره وعدوانية لخسارة أو لتهديد بالخسارة"
إبتسم وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها ..بصوت هادئ حالمي: من متى صرتي مثقفة؟
أجابت بهدوء: من لما كنت أسرق كتب من مكتبتك أيام المراهقة
أجاب وهو يتلاعب بخصلاتها: طيب قريتي لشكسبير؟
نظرت إليه دون أن ترد
أردف: المرأة العاقلة لا تغار ..قيل: ولماذا؟ فقال:لأن الغيرة اعتراف بأن هناك امرأة أجمل منها
إبتعدت عنه وأخذت خصلاتها من بين يديه وهي تنظر له بقهر : لا والله؟!
ضحك ثم إبتسم: لا والله.. شعرك طالع حلو
إبتسمت: كنت أفكرك تحبه مسدول أكثر
هز رأسه بالإيجاب مبتسماً: إلا
إبتسمت له بثقة..لتأخذ الربطة التي على شعرها ويتساقط على كتفها وظهرها
قيس:في كل أحوالك جميلة غلا ..بتظلي جميلة وبظل أحبك في كل حالاتك .. لكن إنتِ أصبري وراح أصلح الي سويته
غلا بجدية: لا تضمها مرة ثانية
هز رأسه بالإيجاب وهو يتذكر صباح اليوم..في سيارته..عندما أخبرته بأمها
غلا : ما أعرف أي أقوال لقيس بن الملوح عن الوداع لكن بحفظهم وبقولك إياهم المرة الجاية
ضحك وهو ينظر إليها ..
غلا :راح أرميه " أشارت لكأس القهوة الورقي الذي بيدها"
قيس: لا ترميه حرام أعطيني إياه
غلا :بشرط
قيس :إيش هو ؟
ناولته كوب القهوة ليمسك به ..وضمته بقوة.
إبتعدت عنه وهي تنظر نحو وجهه الذي كان يحاول إخفاء تعابير الصدمة ..لكنها واضحة من نظراته
إبتسمت بخبث: مو بس هي.
وإبتعدت عنه وهي تلوح له بيدها

إبتسم حينما غابت عن عيناه ليرتشف أخر قطرة في ذلك الكأس الورقي

سمعً صوت صفير خلفه .. ظهرت أمامه وهي تنظر بصدمة والإبتسامة تشق وجنتيها : وااااو قيس جست واووووو
تنهد بإنزعاج ..
وصلت إليه...وقفت في نفس البقعة التي وقفت عليها غلا: ماتوقعتها منك إنت بالذات
طلعت فعلاً " قيس"
نظر لها وإبتسم إبتسامة صفراء: الله يلعن الي جاب هالأسم على بال أمي وسمتني إياه
ضحكت ..ثم نظرت لوجهه بتفحص وإبتسامتها لم تزول:أجل ليه تزوجت لين؟
قيس تنهد بضيق مجدداً: ليه تتجسسين عليَ غادة؟
غادة بسخرية: ماكنت اتجسس كنت أمشي في مكان ممكن أي شخص غيري " نظرت إليه بتحذير" إذا كان يمشي هنا راح يشوفكم ....ليه تزوجت لين؟ ليها ماتزوجتها ؟ يعني حبكم مو حب مراهقة وبس؟ ليه تركتوا بعض إذا تحبون بعض؟
إنهالت عليه بالأسئلة غير مُصدقة ما رأته عينيها ..
أجاب: صح حبينا بعض في المراهقة وبعدها ..كل واحد صار يهتم في مشاغله وما أدري فجأة بهتت العلاقة
غادة :كمل
قيس نظر لها بنفاذ صبر: بعدها إكتشفنا إن أحنا بعدنا نكن لبعض مشاعر
غادة بسرعة : متى لما صدمتها وصرت تروح لها كل يوم المستشفى ؟!
نظر إليها بحدة..
أردفت:أمي قالت لي إنك كنت " جنتل مان" (شددت عليها ) وكل يوم تروح لها وترعاها والي تبيه تجيبه لها
لأنك صدمتها ؟ ولا لأنك تحبها ؟
قيس: آه بتحاسبيني اللحين يعني؟
غادة : ما..
قاطعها: شرايك أحاسبك أنا بعد على روحتك لأمريكا وقطع الاتصال بنا ..عائلتك؟
غادة قطبت جبينها : حاسبتوني بما فيه الكفاية ..كلكم لما رجعت رحبتو فيني ترحيب ماترحبون فيه سارق بيوتكم
قيس تنهد: إسمعي..
غادة :إنت إسمع
قيس نظر لها ببرود منتظراً ماتريد أن تقوله
غادة: هيَ تدري؟
قيس وهو ينظر حوله : هي تدري بس محد يدري
غادة:إيش الهبل ذا؟
قيس نظر لها بحدة: ماكذبت عليها ..قلت لها وبيننا خطة وراح نتطلق يوماً ما
غادة :أحنا فعلاً عائلة مجانين
قيس:لا..
غادة هزت رأسها إيجاباً مقاطعة إياه: لا تقولي لأحد ..أكيد ..ماوصلت لهالدرجة من النذالة بعدي
قيس نظر لها نظرة سخرية: "بعدي"؟!...ناوية يعني تعلين الليفل؟
غادة وهي تنظر لملامحه المشابهة لملامح والدها : بروح للبنات ..تأخرت.
###

كنَ في غرفة اللعب...

الأضواء خافتة ، الموسيقى صاخبة والجو بارد
كنَ متوزعات عند الألعاب...يضحكن ويتناولن الوجبات الخفيفة بينما "صبا" توبخهن وتخبرهن أن يتوقفن عن تناولهم حتى يتناولون العشاء عند وقته.
صبا وهي تلعب البلوت: إيش هذا الي تشربونه؟
فَي وهي تمثل إنها ثملة: سعودي شمباين
ضحكن بينما نظرت إليها صِبا بتقرف: وش ذا؟
سلام: مشروبات غازية مخلوطة مع بعض بإختصار
في ممثلة الثمالة: نسيت إسمي أنا وين
سلام وهي تنظر لها بنصف عين: أوكيه تحول وضعك لزهايمر مو سكَرة
صِبا: إسمعوا ليه محولين الغرفة لديسكو الله ياخذكم
فَي بنفاذ صبر: خل ننبسط شوي ياهيئة المعروف والمنكر
سلام: إنتم تطفشون تلعبون بلوت الي نقدر نلعبها في كل مكان وتتركون جنة الألعاب الي موجودة هنا
صبا: نخلص من ذي ونلعب غيرها..إسمعوا لا تاكلون كثير عشان تقدرون تتعشون

بينما في الجهة الأخرى عند "الأكس بوكس" كانت ريم ومرام يلعبن وشاركتهن غادة

وفي زاوية أخرى كانت جالسة على الأريكة لوحدها وبيدها كأسها وتنظر نحوها عند طاولة البلياردو
مرتدية فستاناً أسوداً ناعماً وقصيراً بياقة حلقية ..وإرتدت فوقه معطف بومبر فضفاضاً أسوداً حيث إن الجو أصبح مائلاً للبرودة ليلاً
كانت تلعب لوحدها ..

تقدمت نحوها بخطوات تختال في مشيتها كعادتها..رمقتها لين بنظرة وتابعت اللعب بدفع الكرة
أوقفت الكُرة بيدها : محَد يبي يلعب معاكِ؟
نظرت لها لين بِحدة: ما أحب ألعب بلوت..شوي وبروح ألعب مع ريم والباقي
وضعت غلا كأسها جانباَ وبدأت بتجميع الكرات داخل المثلث ، غمزت إليها : خل نتسلى شوي
نظرت إليها وهي حاملتاً عصاها..ودت لو تطعنها بها
نظرت إليها وهي ترتشف من كأسها ..أشارت بحاجبيها وأبعدت شفتيها عن الكأس : الكسرة لك...أتحفيني
نظرت إليها بحدة لتدفع الكُرة هادفتاً كسر الكرات المكدسة ...أخطأت
إبتسمت غلا بخبث وهي تنظر للين وترتشف من كأسها ببرود... بنبرة سخرية:فاول!
نظرت إليها لين بحدة ...ليست بتلك البراعة ...ولم تعرف مصطلحات اللعبة..كانت مرتها الثانية في لعب البلياردو
لين ببرود ممزوج بحدة: تفضلي
غلا بإبتسامة : مو مشكلة ...فرصة ثانية لك
نظرت نحوها بغضب...ليس هناك فائدة لتكرارها الكسرة سوى أن تكون فرصة أخرى للسخرية منها
حاولت التركيز ..لكنها فشلت مجدداً
نظرت نحوها بحدة ...بينما هي ضحكت وأصبحت الكاسر
:توقعتك لاعبة محترفة
لين ببرود: لعبتها مرة وحدة
غلا :وين؟
لين قطبت جبينها بغضب...تعرف إن جوابها سيجعلها تسخر منها مجدداً: أون لاين
غلا ضحكت بسخرية
تابعتا اللعب..
غلا : تدري وين كنت من شوي؟
لين ببرود وهي ترتشف من كأسها: مايهمني
غلا ضحكت بسخرية... همست لها : مع قيس
لين نظرت لغلا ببرود وهي تقضم التوت البري الذي في شرابها
غلا : آني كومنت؟
لين : غلا أي جزء من "قيس مايهمني وماراح أغار" ماتفهمينه؟!
غلا نظرت لها لبرهة ..ثم أردفت: مستحيل
لين وهي تدفع الكرة : ليه ؟
غلا وهي تنظر إليها محاولتاً إدخال الكرة: لأني أعرف قيس عدل
لين وهي تنظر نحو تلك الكرة الغبية بإنزعاج لأنها لم تنجح بإدخالها : وش تقصدين؟
غلا متابعتاً اللعب...تدخل الكرات بكل بساطة: كيف تعيشين مع قيس ومابتميلين له
لين محاولتاً إستفزازها: آه..تقصدين إنه يهتم فيني ويدلعني؟
نظرت إليها غلا :بالضبط
لين ببرود وهي تضرب الكرة وعينيها مرتكزة على الكرة: ما ألومك إنك حبيتيه
لم تسمع رداً...نظرت إليها عندما خسرت مرة أخرى حيث قامت بإدخال الكرة البيضاء ،ببرود: لا تخافين بعطيكِ ماهو مُلكي
نظرت غلا للين بغضب:سكراتش
إبتسمت لين وهي ترتشف شرابها
غلا: إنتِ تعرفين طبعاً إنك الدخيلة بيننا؟
لين قطبت جبينها متهكمة : آوه والله؟ مين زوجته ؟
ضحكت عندما رأت تعابير وجهها الغاضبة وإرتشفت شرابها
نظرت غلا لذلك الخاتم الذي يلمع على بُنصرها بحقد
غلا :مسكين مين يبي يتزوج قزمة وطولها في لسانها مثلك ..كل معاملته اللطيفة لك وطبخه لفطورك وتدريسه لعقلك الغبي عشان يكفر عن طلاقه لك الي بيصير قريب
نظرت لها لين بحقد ..بدأت المنافسة في اللعب تشتد...وفي حوارهما أيضاً
لين بخبث: إستبدلك بكل بساطة وتزوج غيرك عشان ضميره..مافكر بمشاعرك...فكر بضميره فقط
غلا بقهر: عشان مشاعرك!..تزوجك عشانك !
لين وهي تضع كأسها الفارغ جانباً: لا نكذب على بعض... تزوجني عشان نفسه بعد ..تتوقعين خالتي بتقابله بالأحضان لما يقول لها بترك عروستي الي ماباقي شيء على حفل زواجنا وأتزوج عشيقة المراهقة؟!
غلا : لولا وجودك كان مشى كل شيء ببساطة ومثل المُبتغى
لين نظرت لها : حبيبتي ..الكلام هذا أنا مفروض أقوله لك .. هو تقدم...أنا وافقت...طلعتي إنتِ في النص... إخترب كل شيء
غلا : مو أنا الي رميت نفسي على سيارته عشان يصير الحادث ونصير نتقابل في المستشفى ونعرف إن أحنا باقي نحب بعض
لين وهي تسدد كُرة أخيراً ، بصوتِ حاد: ومو أنا الي سمحت لمشاعري تتغلب علي وبكل بجاحة قلت لولد عمتي الي ماباقي شي على عرسه إني أحبه
غلا بخبث: ليه الواحد يدوس على قلبه بينما فيه قلوب ثانية كخيار؟
لين نظرت نحوها بحدة: غبية
نظرت لها بصدمة وغضب
غلا بغضب وهي تسدد الكرة الثامنة لتعلن فوزها : إسمعي إنت بس قزمة نستخدمها كوسيط لحل المشكلة الي صارت ونطلع منها مثل الشعرة من العجينة فلا تطولين لسانك...تخلصين خدمتك وتطلعين منها مثل الشطار...على إنك كسولة بس مو مشكلة
نظرت للساحة الخالية من كراتها والخالية من الكرة الثامنة مُعلنة فوزها لتكمل بتهكم: حتى لعبة بسيطة مثل البلياردو فاشلة فيها ..ليه أخاف من فاشلة مثلك إن تفوز بقيس
نظرت لها بغضب شديد.. تود أن تمزع ذلك الشعر الأحمر الغبي بين يديها وكسر تلك السيقان الطويلة التي تجعلها تختال وهي تمشي..تود تحطيم فكها المحدد الذي يجعلها تتفوه بالغباء الذي تقوله ..
غرزت رأس عصاها في الطاولة بقوة : قيم ثاني
كانت تحاول أن تغلبها بكل الإمكانيات..لكنها كانت محترفة فعلاً...كانت تود أن ترى تعابير الخسارة على وجهها
ضحكت غلا بسخرية: الأطفال الأقزام ماعندهم روح رياضية صح؟!...مو مشكلة أغلبك في قيم ثاني بعدين ...لكن اللحين وقت تعبين كرشك
صاحت بصوت عال حتى يسمعنها البقية: يلا خل نطلع من هنا ونتعشى ..ألبسوا عبايتكم بناكل برا الجو حلو
نظرت نظرة متعالية للين وأعطتها ظهرها لتسبقهن ..رفعت لين عصاها تود فعلاً ضربها
رمت العصا على طاولة البلياردو بعصبية مفرطة ...لم تجعل للسلام مكاناً بينهما ...
هي التي بدأت الحرب!
###

جلس الجميع في الخارج...توزعوا في جلساتهم ..الرجال الكبار في السن في جهة والشبان في جهة والفتيات في جهة والنساء في جهة..ليتسنى للجميع قضاء وقت ممتع مع بعضهم
كانوا الرجال متكفلين بالشوي بينما النساء تكفلن بالأطباق الجانبية كتقطيع الخضار لتحضير السلطة وما نحو ذلك
كان قيس ينظر نحو غلا ..لاحظت ذلك لين فنظرت له بحقد وحدة .. نظر لها مرتاباً حائراً
لاحظت غلا إنه كان ينظر إليها وإن لين لاحظت ذلك رفعت رأسها بغرور وإبتسمت بخبث :قطعي الخضار ولا حتى هذا ماتعرفينه؟
لين نظرت لها بحدة...لسوء حظها كانت جالسة أمامها مباشرة: لا ترفعين راسك كثير..راح تنكسر رقبتك يوم من الأيام... آممم تعرفين عودني قيس هو الي يسوي لي فطوري وكل هالأمور ..يقطع لي الفاكهة ويشتري لي آيس كريم ..بصراحة الي يتعود على الدلع صعب يمسك السكين حتى ههههه
نظرت لها بإشمئزاز
فنظرت إليها لين بحدة

أخذ سيخ من اللحم الذي قد نضج للتو وصنع منه شطيرة ليتوجه ناحية مقاعد الفتيات
نظرن لين وغلا لبعض بحدة وتنافس.. كلا منهما إعتقدت إنها لها
كانتا في الطرف القريب لناحية الشبان.. تخطاهما ناحية غادة ليناولها إياها مبتسماً: شكلك تعبانة وما أكلتي زين
إبتسمت غادة وأخذت الشطيرة من بين يديها وشكرته
غلا محاولتاً إخفاء غضبها ، بنبرة رقيقة: قيس ممكن تسوي لي وحدة طولتوا وبدينا نجوع
لين بنبرة حادة وطفولية: أنا آبي وحدة بعد
نظرت لها غلا بحدة ..فبادلتها نظرة حادة هي الأخرى
نظر نحوهم قيس بإستغراب تام
أم صبا : يلا إنتم بس ماباقي شيء ويخلصون لا تتطلبون كل شوي وتخلصون عنا اللحم كله
عاد أدراجه مستغرباً مما حصل

إقتربت مرام نحو يعقوب الذي كان يشوي بعض اللحم لتناوله أسياخ اللحم اللاتي جهزنها : تفضل
إبتسم يعقوب معبراً عن شكره لها وهو يأخذهم من بين يديها ..
أشار بيديه: بعطيكِ الي خلصناه وأعطيه النساء أول شيء
هزت رأسها إيجاباً وهي تبتسم ..كانت كعادتها ذات طاقة مذهلة...
لطالما أحبا أن يشاركا بعض في كل شيء
ناولها أسياخ اللحم المطبوخ ..
لُسعت أصابعها عندما مسكت الجزء الحار من السيخ بالخطأ
وقف خوفاً عليها متناولاً من صندوق تبريد المشروبات الذي بجانبه ثلجاً ويمسك يدها ليضعه عليها
إبتسمت والسعادة تشق قلبها...

همست "فَي" في أذن غادة وهي تبتسم إبتسامة غريبة : أشم ريحة حُب هنا
غادة بصرامة: لا تنسي إنهم أخوة
فَي :آه واقعاً هم أبناء خالة متربين مع بعض
سلام : الواضح إن مرام بعدها تحبه.. تتوقعون يعقوب يبادلها ولا من طرف واحد؟
نظرت لهم غادة بإستياء مما يقلنه..وإستياء من وضوح مشاعر أختها ليعقوب للجميع..بصرامة: بلا غباء ...مرام تحبه لأنه أخوها القريب منها..يعقوب أقرب لها حتى مني
فَي بعفوية: أكيد خمس سنين كفيلة إنها تقطع علاقتكم كُليا ببعض
نظرت نحوها سلام نظرة موبخة...بينما شعرت غادة بالقهر
"فَي" محاولة لإصلاح ماصنعته: يلا عاد أنا ما أدري ليش إنتم مُصرين إنهم أخوة ومرام تحبه...وش ذنبها إذا عمتي دلال تركت ولدها عند أمها
نظرت لها غادة بحدة وغضب...وسلام زمت شفتيها بغضب مما قالته أختها الصغرى
سمعتها ريم ، وبختها : ياغبية لو تسمعك جدتي تقتلك
فَي: إففف وش هالعائلة الي كل شيء مفروض مانتكلم عنه ونسوي نفسنا مغفلين بس عشان أحنا مأمورين بإن مانتكلم عن عمتي دلال وزوج عمتي عبد الرحمن و...
وقفت غادة عندما ذُكر إسم والدها ...تركت شطيرتها التي لم تنتهي من أكلها بعد..وتوجهت للداخل
نظرت سلام لفي بغضب: غبية إنتِ؟؟؟!!! اللي ينقال لنا مانتكلم عنه مانتكلم عنه لسبب تفهمين؟!!!
فَي بخوف: إيش؟!!! ماقلت شيء غلط بس ذكرت إسم أبوها و...
سلام وضعت سبابتها على شفتيها مشيرتاً إنه يجب عليها السكوت: هشششش إسكتي إسكتي ياغبية
نظرت لين لهم بفضول... بينما نظرت غلا لقيس الذي لاحظ دخول غادة للداخل
أبعد قيس نظره عن غلا ليهمس في أذن ريان الجالس بجانبه: قوم شوف وش فيها توأمتك
ريان بإمتعاض: مو مهم
إستغرب تلك النبرة في كلامه...لم يتوقع ذلك منه
صِبا التي كانت جالسة مع النساء تقدمت إليهن حاملتاً بين ذراعيها طفلها فيصل : شفيها قامت؟
سلام بغضب: أختك الغبية
فَي :لاحووول
ريم : الغبية تكلمت عن الممنوع ذكرهم
صِبا إتسعت حدقتيها ورفعت حاجبيها..هامستاً بصوت مسموع:يااااغبببيييية شفيكِ إنتِ الي قلبك على لسانك ..والله بقول لجدتي إنك تكلمتي عنهـ...
فَي: لا لا خلااص آسفة آسفة
صِبا: تأسفي من الي مفروض تتأسفين لها ياغبية ..لا تكررينها
نظرت لين لهم ..لطالما ذكره يجعل الجميع غير مرتاحين ...لم تفهم مُطلقاً مالذي يجعل ذكره يثير عاطفة وغضب الجميع...كان منطقياً عدم ذكر والدة يعقوب"دلال" لأنها قد هربت من الجميع وتركت إبنها خلفها بدم بارد...لكن لماذا ذكر "عبدالرحمن" يثير جواً مكهرباً ...لم تفهم مُطلقاً ذلك.
مرام جلست مكان غادة ...بإستغراب: وين راحت غادة ؟ ماتبي تاكل؟
سلام وهي تنظر نحو "فَي" بتحذير: لا إنسدت نفسها
مرام : طبيعي
نظرت لها غلا بتساؤل
مرام : أقصد إنها تدريجياً جالسة تفقد شهيتها في الأكل
إكتفت غلا بالصمت ...كانت تتابع كل مايحدث لها عن بعد
"فَي" وهي تنظر للثلج الذي تضعه مرام على أصابعها مع إبتسامة : متى عصافير الحب بيغردون لبعض بإعترافهم ونرقص في ملكتهم
رمت سلام عليها جزرتاً بغضب..
فَي: إففف شفيكِ إنت ؟!
صِبا: ياغبية نعمة نعمة لا ترمينها
سلام بغضب: أكليها وكرمينا بسكوتك شوي
بلعت مرام ريقها بتوتر
"فَي" رمقت سلام بنظرة وسحبت مرام من ذراعها لتجعلها تقف : خل نتمشى لين مايخلصون أبي أسولف معك بدون مايزعجونا ...
نظرن إليها بإمتعاض وإستنكار
فَي : وشو يعني مايصير الصديقات يكون بينهم أسرار؟
سلام بنبرة حادة: الي يقول السر يبقى داخل فمك
تجاهلتها وهي تدفع ظهر مرام أمامها ليتخطوا الجميع ويمشون في الحديقة بعيداً عن الجميع..
أم صبا بصوت عالِ: لا تتأخرون ولا راح ناكل عنكم كل الأكل
فَي : أوك يمه
أم فهد : الناس يتمشون بعد الأكل مو قبله ..إلا وين غادة ؟
أجابت لين : دخلت داخل
قطبت جبينها بإنزعاج...لاحظت إن إبنتها بدأت تفقد شهيتها تدريجياً ..فقدت حيلتها ...الآونة الأخيرة كان تركيزها على فهد وعلاجه .. تمنت لو كان زوجها بجانبها ليساعدها بأبنائها الخمسة ...التي لم تكف عن القلق عليهم مطلقاً .. كلما كبروا...كبر همهم معهم.

كانتا تمشيان في الحديقة بعيداً عن الجميع .. كلما تأخر الوقت كلما أصبح الجو بارداً
تابعت "في" مبتسمتاً بحماس: أيوه إيش هي المستجدات؟
مرام :مستجدات؟!
في: يعني ...تعرفين... إنت ويعقوب ؟
مرام بضيق: قلت لك من طرف واحد
في: غبية لأنك
مرام نظرت لها بإستغراب
فَي متظاهرة بالحكمة: قلت لك إعترفي له
مرام : ليه أنا أقدر وما أعترفت؟!
في قطبت جبينها بإستنكار: هاه؟!
مرام : أقصد كل ما جيت بقوله "أحبك" يسكتني
في بدهاء: تدرين ليش؟!
مرام نظرت لها بإستغراب مجدداً: ليه ياخبيرة؟!
في: لأن عائلتكم حاطين في عقولكم فكرة إنكم "أخوة" وأنتم بس أبناء خالة متربيين مع بعضكم ..
مرام نظرت إليها غير مدركة ماتحاول الوصول إليه بكلامها
فَي تنهدت بنفاذ صبر: إففف إفهميني مرام فتحي عقلك معي... يعني أقصد إن يعقوب مايبيك تعترفين لأنه مايبي يعترف عشانه مايبي ولا يبيك تنجرحين
مرام : "فَي" تكلمي مثل الناس مو قادرة أفهم وش تبين توصلين له
في :إففف يعني هو غالباً 99 بالمئة يحبك بس عشان أهلكم مقتنعين أنكم أخوة مايبي يصير بيناتكم إعتراف لأنكم أخوة في النهاية في نظر أهلك
مرام: آها
في:مبروك
مرام بضيق: طيب وش أسوي يعني؟! شدخلني إذا أهلي مقتنعين إن أحنا أخوة مثل ماتقولين
فَي : خليه يغار عليك
مرام نظرت لها بتساؤل
فَي: أنا أعلمك كيف...
###

بعد أن إنتهوا من تناول العشاء..
في المطبخ ... لين وغلا وسلام وصِبا يغسلن الأطباق

صبا: ياغبية إرمي البقايا في الزبالة أول قبل ماتغسلينه
سلام بغضب كعادتها:إفففف طيب طيب...وين الغبية أختك تساعدنا
صِبا : كل واحد ودوره ..أختك رتبت غرفة اللعب لما خلصنا منها اللحين هي مع مرام داخل يسولفون
سلام بغضب: الغبية ماراح تتركها بتجلس تسولف معها للصبح اللحين

لين ماسكتاً الإبريق الذي وضعت فيه القهوة التي أعدتها ..بإستغراب: إنشربت كلها!
نظرت غلا وهي تغسل الأطباق نحوها ببرود.. على الرغم من طعمها السيء...تعلم تماماً من تكفل بشربها كُلها.
إبتسمت إبتسامة عريضة فقد أحست بالإنجار وتابعت غسل الإبريق
تقدمت نحوها غلا منهكة بعد أن أنهت غسل الأطباق التي قد قُسمت بينهم ... وضعت جميع أطباقها في السلة ... لتمسك بآخر كأس قد غسلته لين وتتظاهر إنه قد سقط من يدها بالخطاً لينكسر في المغسل..
غلا : أوبس..."نظرة للين بخبث"بالغلط
نظرت لها لين بحقد : غبية ماتعرفين تمسكين الكأس ؟!
غلا متظاهرة بالحزن :معليش يدي ناعمة ومو متعودة على الغسيل
صكت أسنانها ببعض من الغضب ..
صبا نظرت إليها:في أحد منكم صابه الزجاج؟
سلام بضجر: ليه ماناخذ بلاستيك وخلاص
غلا تظاهرت بإن الزجاج قد أصابها..أمسكت بيدها بألم : آيي..سوري لين بس عادي تنظفين الزجاج عني ؟ ؟ بليز
نظرت لها لين بحقد ...ودت فعلاً لو إنها أصيبت
إبتسمت لها بخبث تاركتاً إياها لتخرج من المطبخ....

تناولت قمامة المطبخ لتضعها بجانبها بعنف...كانت غاضبة .. لم تشعر بشعور الكره نحوها مثل ما شعرته من غلا... إلتقطت الزجاج المكسور بغضب ..تخيلت لو كان قيس هنا لساعدها بالتأكيد...لا تعلم كيف أحبت هذه الشيطانة بذلك الملاك

:آخخخخخ
شعرت بالغضب أكثر عندما جُرح باطن يدها من قِطع الزجاج
تركت صبا مابين يديها لتقترب نحوها : صابك؟ ويـ...
صمتت متسعة الحدقتين عندما رأت لين تحاول حبس دموعها وتمنعها من السقوط.. حتى إنها كانت تستنشق الهواء بتقطع محاولتاً أن لا تبكي
صٍبا بصدمة: ماعليكِ ماعليكِ انا راح ألمه وأغسل عنك الباقي...سلام جيبي شاش انجرحت
ناولتها سلام بيد مملوءة بالصابون حقيبة الإسعافات الأولية ..فنظرت لها صِبا بنظرة عتاب وتوبيخ
هزت سلام كتفيها : إسمها إسعاف..يعني طوارئ...ماراح أغسل يدي من الصابون أول وسالفة

عقمت جرح لين وضمدته ..عندما إنتهت نظرت لعيني لين اللاتي تملئهما الدموع : خلاص روحي نامي...أنا وسلام بنكمل عنك
لين بصوت مغبون: شُكراً مرة...تراني ما أبكي بس دخل صابون في عيني
هزت رأسها بالإيجاب وهي تعلم تماماً إنها تمنع نفسها من البكاء..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-07-19, 12:16 AM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




في غرفة واسعة... مرام و"في" مُستلقيات على مرتبات منخفضة يتكلمن بهمس ويضحكن
ريم بجانبهم تسرح شعرها قبل النوم...
وغادة جالسة في أبعد مرتبة عنهن ... واضعة سماعاتها في إذنيها

تقدمت نحوها وبيدها صحناً مغلفاً به بعض اللحم والسلطة ..
مدته نحوها ... رفعت غادة عينيها نحوها
أزالت السماعات من أذنيها..
غلا بهدوء: عشاك.
تناولته من بين يديها وهي تنظر نحوها ببرود: وش جايك؟ تكفري عن خطاياكِ؟
جلست على المرتبة التي بجانبها : إفهميها مثل ماتبين
غادة وهي تفتح الغلاف عن الصحن وتتناول بعضاً من اللحم: تبيني أكل قبل النوم عشان أسمن؟
غلا وهي تمسك بالمرآة لتمسح مساحيق التجميل عن وجهها: مشكلتك إنتِ الي دخلتي بدون ماتاكلين
صمتن للحظات..
قطعت غلا الصمت : ريان ما قام وراك كعادته ... عرف إن مافي فايدة من الركض وراك
غادة وضعت لقمتها في الصحن مجدداً : الله يعينه على توأم مثلي
غلا نظرت نحوها بتفحص، بصوتِ عال: نقدر ننزل على التكييف وتلبسين بجامة صيفية
مرام كانت مستلقية على معدتها .. نظرت إليهم : إي عادي مانمانع..أصلا الجو حلو الليل
نظرت لها غادة بحدة : أحب أنام كذا
غلا نظرت لها بخبث: تحبين تنامين كذا ولا ماتبين تلبسين صيفي؟
غادة : تعرفي إن مالك دخلك صح ؟
قدمت لها كريم مُرطب لليدين : تفضلي.. لازم ترطبين يدك قبل النوم
غادة أخذته بقبضة قوية ووضعت لها القليل منه على ظاهر يديها ووزعته بقوة
غلا: لا تنسي الساعد
نظرت لها بحقد ..
غلا إبتسمت إبتسامة جانبية
غادة رمت الكريم المرطب على الأرض بجانب مرتبتيهما : شُكراً إكتفيت..تصبحين على خير
إستلقت مغطية نفسها بالغطاء لتعطيها ظهرها ..

دخلت لين وهي مازالت بفساتنها .. نظرت لغلا بحقد
نظرت لها غلا مع إبتسامة .. لاحظت يدها المضمدة .. إختفت إبتسامتها
لين : وين أنام؟
ريم : فيه مرتبة فاضية جنب غلا
صكت على أسنانها بغضب ... تقدمت بخطواتها ناحية الحقائب المرمية في زاوية الغرفة بعيداً.. لتتناول حقيبتها وتأخذ منها ملابساً للنوم .. ندمت إنها تحمست لهذه الرحلة
ذهبت للحمام وفي هذه الأثناء وصلتا سلام وصِبا للغرفة... وعادت لهم بملابس نوم عليها قطع من الخبز مربوطة بربطة من النصف وتتراقص
نظرت إليها غلا وضحكت بسخرية
لين جلست بجانبها : غبية
غلا : شهالغباء الي تلبسينه
لين وهي ترتدي جوارب قيس لترمقها غلا بنظرة
لين بهمس: ليه من أبي أجلس في مكان تكونين قبالي أو جنبي .. يع
بصوت عالِ : صِبا مو مفروض المتزوجين ينامون في غرف منفصلة مع أزواجهم ؟
نظرت لها غلا بنصف عين ، بهمس: الي يقول أنتم تنامون في نفس الغرفة
نظرت لها بحدة : إتأكدي إن هذا الشيء بيتنفذ لما نرجع الشقة
غلا بخبث: لهدرجة إنت رخيصة عشان تسمحين لنفسك تنامين مع شخص بتتطلقين منه قريب
لم تتمالك أعصابها صرخت في وجهها : وقحة!
نظر الجميع إليهما بصدمة..
فتحت غادة عينيها ببطئ ... لم تكن نائمة ... لكنها تعلم تماماً إن الحرب قد بدأت بين غلا ولين.
لين بغضب: لا تفكري أبداً إنك تتواقحي معي مرة ثانية ..أنا مو مسؤولة إذا أمك وأبوك خربوا أخلاقك بدلالهم المفرط لك
غلا بغضب: ماسمح لك تتكلمين عنهم كذا
ريم : يا بنات هدوا ماتسوى تتهاوشون ..
لين : إذا كنتِ مثل الأطفال تفكرين إنك تقدرين تاخذين راحتك بالوقاحة وتتواقحي مثل ماتبين لأننا أحنا ضيوف عندكم بالضبطط مثل مايسوون الأطفال فأنت غلطانة
وقفت لتترك مرتبتها
غلا : الي يبدأ يتواقح يستاهل إن نتواقح عليه
مرام: لين غلا شفيكم هدو وسـ...
غلا ولين : إنت إسكتي!
لين ركلت مرتبتها بعيداً لتجلس على الأرض الخشبية مباشرة
غلا : آه وش بتسوين اللحين بتنامين على الأرض مباشرة عشان المرتبة من فلوس أبوي؟!
لين: آيه
غلا : مين الطفل بينا بالضبط اللحين؟
سلام : ثنتينكم
لين : إنتِ أغبى إنسانة شفتها في حياتي
غلا: على فكرة حتى هاذي الأرضية من فلوس أبوي
لين صكت على أسنانها بقهر

:شفيكم صوتكم واصل لنا ؟! الجدة تبي تنام
نظرت أم فهد لتلك المرتبة المائلة ولين الجالسة على الأرضية مباشرة
فَي : هوشـ...
أغلقت سلام فمها بيدها
أم فهد : لين حبيبتي ليش جالسة على الأرض مباشرة ؟
نظرت لين لغلا بحدة ... لقد تحملتها طوال اليوم كانت تلعب على أعصابها حتى لم تعد تستطيع تمالك أعصابها
إقتربت ناحية المرتبة لترتبها ..تقدمت لين بإتجاهها بندم: إتركيها عنك خالتي
أم فهد : صاير شي؟ مين الي كان يصارخ ؟
صِبا : ولا شيء خالتي مرام وفَي كانوا يصارخون وهم يسولفون من الحماس
نظرتا مرام وفي إليها بحقد
أم فهد بغضب: وطوا أصواتكم حتى الشباب ماسووها
يلا تصبحوا على خير ... ووطوا صوتكم مرة ثانية
لتخرج من غرفتهن .
نظرت لين لغلا بحقد ... أمسكت بمرتبتها لتبعدها بعيداً عن غلا وتجلس عليها
غلا : يا الله .. كأنك خدامة نايمة بعيد عنا
صِبا : غلا خلاص
غلا : نايمة في جهة تتجمع فيها الحشرات وأحنا في مكان كله زراعة مالي دخل
وإستلقت متجاهلة إياها ..
وقفت صِبا لتطفأ الأضواء..
استلقت لين وأغمضت عينيها .. ظلت تفكر بالإنتقام حتى غلبها النوم.
###

في الصباح...
بعد تناولهم لوجبة الإفطار، مازال الجو محتداً بين "غلا" و"لين"..

كنا يتجهزن ويرتدون ملابس السباحة ..
وقفت لين أمام ريم التي كانت تربط نهاية ظفيرتها
لين : حلوة تسريحتك ماشاء الله ..
ريم: حياتي تسلمي إنتِ شعرك يجنن ماشاء الله
إبتسمت لها بخجل: الكل بيسبح في المسبح اللحين؟
ريم: إيه...تبين أسوي لك ظفيرتين مثلي ؟
نظرت لها لين بتردد..
ريم: تعالي جلسي قدامي ..ماراح أطول معتادة
جلست أمامها لتسرح شعرها..آخر مرة سرحت شعرها على شكل ظفيرتين كانت عندما سرحته لها أمها وهي في الثامنة من عُمرها.. لم تجِد هي تسريحه بنفسها..إكتفت بربطه كذيل حصان عندما كانت في المدرسة...وجعله مسدولاً في أي وقت آخر، أحست بإحساس لطيف ودافئ.
سَمحت لنفسها أن تتخيل ريم...أمها.
###

تقدمت نحوه وهي تمشي بحذر وتنظر للأرجاء وكأنها تحاول إخفاء شيء ما... نظر نحوها كانت مرتدية أفرول جينز وتحته قميص قطني"تيشرت" أحمر اللون
مع تلك الظفيرتين الظريفتين.
وصلت لتقف أمامه وتنظر له بإستنكار: بيجيك شيء يوم من الأيام وإنت تشرب القهوة 24 ساعة
قيس إبتسم وهو يمسك إحدى ظفيرتيها: ظريف..أول مرة أشوف شعرك مو مسدول
إبتسمت له:شُكراً ريم سوتهم لي...المهم تعال معي
وسحبت ذراعه بكلتا يديها ليمضي معها..

دخلا غرفة اللعب..
قيس: والله خالي تعبان على هالمزرعة ..حتى أحنا في جهتنا عندنا نفس هالغرفة بالضبط
لين : إففف قيس أنا ماجبتك هنا عشان أعرفك على الغرف الي عندنا..
سحبته من ذراعه مجدداً نحو طاولة البلياردو..
قيس:وش تبين مكلمتني من الصبح وتمشين كأننا حرامية وحالتك حالة ..
لين ناولته عصا البلياردو : آبيك تعلمني
قيس قطب جبينه : أعلمك ؟ اللحين كل هالقصة الطويلة عشانك تبيني أعلمك كيف تلعبين البلياردو ؟
لين : ترا أنا مضحية بإني أسبح مع البنات في المسبح عشان أتعلم فلا تضيع وقتنا عالفاضي
قيس وهو يضع كوب قهوته جانباً: إنتِ قلتيها مضحية عشان " تتعلمين" يعني عشان نفسك فبلا هياط
لين أمسكت العصا بين يديها ووضعتها أمام وجهها وأغمضت عينيها..برجاء: إففف بليز علمني ولا بنهار
نظر نحو ضماد يدها : شفيها يدك ؟
لين : إنجرحت وأنا أغسل الصحون
أخذ العصا من بين يديها فأبتسمت إبتسامة عريضة وتناولت هي العصا الأخرى
قيس وهو يرتب الكرات في مثلث: وش قصة رغبتك الإنهيارية في تعلم البلياردو أبي أفهم
لين بحقد: عشان أكسر رأس بعض الناس
نظر لها غير مدركاً من تقصد
قيس بتكبر: طفشت وأنا أعلمك كل شي في هالحياة
لين بإستنكار: ذليتنا أقسم بالله على هالفيزياء الي تدرسني إياها
قيس: هاذي مشكلة الأذكياء الي مثلي يالين .. إن الكل يبي يستفيد من ذكائهم بأمورهم الشخصية
لين رفعت عينيها للسماء بإمتعاض: وووع عرفت ليه حبيتو بعض
قيس: إيش؟
لين: عرفت ليه حبيت غلا الغبية
قيس نظر نحوها بتفحص: لا تقولين تبين تتعلمين البلياردو عشااان ...؟
ضحك حينما رأى نظرة الحقد منها
لين : غبية راح تعرف طعم الهزيمة المرة الجاية
قيس: لا تتعبين نفسك غلا محترفة في البلياردو
لين وهي تضرب بالعصا على الطاولة لينظر لها بصدمة : شقصدك ؟! ليه طلعت من بطن أمها والعصا بيدها وباليد الثاني الكورة ؟!... عَلمني وبتشوف كيف بصير "محترفة" أنا بعد...مثل ماجبت فل مارك في الفيزياء راح أصير محترفة في البلياردو بعد .
قيس : أوكِ..تدرين إن البلياردو عبارة عن فيزياء... لما تصطدم الكرات هذا يمسى تصادم مرن وتحفظ فيه الطاقة الحركية للنظا...
لين : إففف قيس مو كل شيء تدخل فيه الفيزياء وفر لي محاضراتك ليوم الأحد لما يعطوني محاضرة فيزياء جديدة
قيس نظر لها بإستنكار: الفيزياء في كل شيء من حولنا
لين وضعت العصا على كتفها وهي تنظر له ببرود: طيب يا أستاذ قيس فهمنا مقدمة الدرس ممكن تدخل في الموضوع علطول ؟!
قيس: لين هاذي عصا بلياردو مو سيف عشان تمسكينه كذا
إسمعي وش الي ماتعرفيه بالضبط ؟
لين : مهما حاولت مستحيل تضبط مع وتدخل الكرات..
قيس : وريني
لين : إنت علمني بعدين بلعب
قيس: وريني
لين : إففففف منك
دفعت الكرة محاولتاً أن تكسر الكرات لكن لم تكن كسَرة ناجحة
قيس: مسكتك للعصا غلط
لين نظرت له بغضب:ليه سيف هي؟
وقف ورائها ليمسك بيدها ..إحمر وجهها .. إبتعدت عنه جانباً
:خيييير ؟!!!
قيس: لا حول شفيكِ مو تبيني أعلمك ؟
لين: طيب مو لازم حركات الأفلام الرومانسية ذي
قيس بنفاذ صبر: آسف لين بس أنا أستاذ فيزياء مو إستاذ بلياردو بعد عشان اعرف عدة طرق لتعليم البلياردو
إستدار ليخرج من الغرفة لكنها أمسكته مجدداً .. إبتسم بخبث ثم إدار وجهه نحوها :خير؟!
لين : إفف بلا دلع يالحساس .. تدري إني مسميتك في جوالي أستاذي الحساس؟
قيس : شُكراً أنا مو مسميكِ شيء بس حافظ رقمك في مخي
لين :إييييشششش؟!! سلامات
وين جوالك ؟
قيس أخرجه من جيب بنطاله: شتبين فيه؟ تتأكدين يعني؟
لين أخذته وأدخلت الرقم السري.. نظر لها بصدمة : ماشاء الله شعرفك
لين نظرت له بإستنكار: مايبيله معلم فيزياء كلها 1234 أحد بالغ يحط هالرقم السري بالله؟ مرة وحدة شفتك تدخل رقم السري وحفظته من البساطة
سجلت إسمها " زوجتي حبيبتي عشيقتي التي أحبها " ووضعت عدة قلوب
قيس: تمزحين ؟؟!
لين : لا
قيس: أعطيني جوالي بغير الأسم البايخ ذا
لين: عَلمني كيف ألعب بالأول
قيس: ليه كتبتي كذا ؟ ترا ماراح تفتح غلا جوالي وتشوف الإسم
لين : كيفي يلا علمني
وضع يده مجدداً على يدها .. أمسكت رباطة جأشها
قيس: المهم إنك تركزي .. وتراكِ قصيرة حدك كسرتي ظهري
لين : أكرهك
نظرت للُكرة التي قد دخلت بسبب قيس بصدمة
قيس: بس ركزي .. إنتِ تضربين الكُرة وعصبيتك غالبة عليكِ .. تماماً مثل لما تحلين مسألة فيزياء وتتوترين ..خلي أعصابك هادية
لين وهي تركز على الكرة : أعصابك هادية
قيس: تدرين إن المعلمين كانوا يستخدمون طاولة البلياردو عشان يشرحون قانون نيوتن عشان سهولة تحرك الكرات عليها..تدرين إن الكرة الثامنة إستخدموها كرمز للأمريكين من أصول أفريقية؟ البلياردو عِلم
لين : من وين تعرف كل هالمعلومات؟
قيس: أقرأ كثير
لين مخفية إعجابها بالتذمر: بدال ما تقرأ القرآن هذا الي فالح فيه
ضحك ..كعادة لين
نظر لظفيريتها : ليه تخلين شعرك مسدول دايم ؟
لين : ماعرف أسرحه ..تعرف طبعاً متى آخر مرة شفته أنا بظفيرتين
فهم تماماً ماتقصده ..
قيس نظر نحو الكرة التي أسقطتها: سكراتش
لين: إفففف وش "سكراتش" ذي الي كل شوي تقولونها .. هاذي لغة برمجة
ضحك قيس: مين اللحين الي يدخل تخصصه في كل شيء... سكراتش لما يسقط اللاعب الكرة البيضاء وخصمه يقدر يضرب الكرة البيضاء من أي مكان على سطح الطاولة
لين بحقد : الغشاشة ماقالت لي
قيس: أتوقع لأنها ماسوت " سكراتش"..هي محترفة
لين أدارت وجهها نحوه لتنظر إليه بحقد .. كانا وجهيهما متقاربان جداً..كان ورائها مباشرة.. إبتسم لها ... نظرت له بغضب وإحراج
لتدير رأسها للأمام مٌجدداً..
قيس وهو يبعد ظفيرتها ويلمس رقبتها: على فكرة ليه كلك لسعات...
إبتعدت عنه وتنفسها غير منتظم: قيس خلاص بموت ترا!
قيس نظر لها بصدمة : شفيك؟!
لين : شفيك مايصير تمسكني كذا
قيس حرك حاجبيه ليغيظها : ليش عادي مو إنت " زوجتي" ؟ إنتِ الي كاتبة كذا في جوالي؟
لين : لا ووووع الحمدلله ماباقي شيء ونتطلق
ضمها بقوة ليعاندها : زوجتييييييي
لين محاولة أن تفك سراحها منه : وووووع قيس بطعنك بالعصا وووع
إبتعد عنها ضاحكاً بشدة
لين نظرت له بحقد : والله إنت وغلا الأغبياء يقعون على أشكالهم
قيس : هيه ما أرضى عليها
لين : نننننن
إقتربت نحوه وهي تريه ساعدها بحزن : شوف كيف لسعتني الحشرات الغبية من مزرعتهم الغبية بسبة إني مابي أنام جنب الغبية
نظر نحو ملامحها البريئة مبتسماً
قيس : اللحين بعلمك كيف تصيرين مُحترفة
###

عند المسبح...
بداخله: وين أم طول شبر ونص؟
سلام وهي تنظر لها بإستغراب:مين؟
غلا: لين القزمة
نظرن لبعضهن ..لن تنتهي هذه الحرب أبداً.
غادة بإبتسامة خبث: ممكن تكون مع "زوجها" قيس
نظرت لها غلا ببرود: يتهنون
ضحكت غادة بإستهزاء

بعد دقائق..حضرت لين
نظرت إليها غلا بتفحص ..نظرت لها لين بنصف عين
لتسقط بقوة في المسبح
دخل الماء في عيني غلا : آه ياغبية ماتعرفين تدخلين المسبح مثل البشر الطبيعين الي عقلهم طبيعي وصاحيين
لين وقطرات الماء تنساب على وجهها: مشكلتك إذا دخلت الموية في عينك
نظرت لها غلا بإستنكار: من جدك؟
لين حركت يداها في الماء بقوة ليتساقط الماء بقوة على غلا
خرجت من المسبح غاضبة: شكله مو بس نمو جسدك موقف، حتى عقلك
لين نظرت لها ببرود: أشوفك العصر في غرفة اللعب عند البلياردو
نظرت لها : هه... لا تعطي نفسك إحتمالات وهمية إنك راح تفوزين..فلا تضيعين وقتي
لين : تعرفين إني فزت بشيء ثاني صح ؟ بس إنت ممكن تفوزين فيه بعد فترة؟
ترا عادي أخرب عليكِ الفوز به
نظرت لها بحقد فهمت إنها تقصد قيس... ثم نظرت ليدها المُضمدة: على إني أكرهك بس آسفة
لين فهمت مما تعتذر : إيش؟ ماسمعتك بوضوح إذني داخلها موية؟
نظرت لها بحقد: أم طول شبر ونص المتخلفة
وتركتهم لتدخل إلى الداخل..
###
عصراً إلتقته في المطبخ...
كان يُحضر القهوة والشاي..

غادة:هاي
مَيز صوت توأمه ...لم يلتفت لها
غادة بضيق: ممكن تناظرني على الأقل؟!
تجاهلها تماماً
غادة : ريان ماله داعي إنك تكون زعلان للحيـ...
صفعَ باب خزانة المطبخ بقوة ... إرتعش جسدها من الصدمة
نظر إليها، بغضب: ماله داعي؟!!!! ماله داعي إن أنا زعلان منك من ألف شغلة صح ؟؟؟أنا مايحق لي إني أزعل؟أنا مايحق لي إني أتضايق بس إنت لك حق تهربين مني ولك حق تزعلين ولك حق تقولين الي تبيه...ألف مرة قلت لك تحملي نتيجة أفعالك
أنا طفشت كل تفكيري فيكم وإنت كل تفكيرك بنفسك
حَمل صينية القهوة والشاي ليخرج تاركاً إياها مصدومة.
###

عادل : أنا بدخل الساونا مين يبي يدخل معي
فارس "أخ ريم": أنا بدخل معك
يعقوب أشار بأنه يريد ذلك أيضا
عادل بتأفف:ريان تجي معنا؟
ريان: لا مابي أحد يروح للحر برجليه
عادل: شفهمنا ايش يقول ولد خالتك بدونك
نظر له يعقوب بحدة
ريان صاكاً على أسنانه هامساً:يسمع ياحمار يسمععع
يعقوب أشار بيديه...ريان ترجم ذلك لهما: مايهمه تفهمون له بس راح يدخل
عادل ببلاهة: اللحين كلكم تعلمتوا هاللغة عشانه؟
ريان نظر له بنصف عين : عادل مزاجي في القاع...
عادل: طيب طيب...يلا تعالوا معاي

عند الساونا...
عادل : كيف نتحكم بالحرارة؟
فارس: من هنا يالمتخلف
عادل وهو يضغط على الأزرار: معلق هذا
فارس: خلاص نتحكم فيه من برا...فيه من برا ومن داخل جهاز التحكم بالحرارة
عادل : طيب
فارس خرج ليغير الحرارة
ودخل مجدداً:هاه كيف؟
عادل : ممتاز ...
نظر ليعقوب ممثلاً إنه يشعر بالحر حتى يفهمه : حرارة ...زين...إنت...حق هنا؟
نظر له يعقوب بإستنكار مشيراً لأذنه بأنه يستطيع السمع
فارس: لا تكلمه كذا كأنك تكلم هندي شفيك إنت
زينة الحرارة يعقوب؟
يعقوب رفع إبهامه مُشيراً إنها ممتازة

###

عِند الفتيات...
كنا يتبادلن الأحاديث

لين وهي تتناول الحب الشمسي: والله أنا مستغربة كيف شربوا كل قهوتي الأمس ..عمري ماسويت قهوة وريان قال لي بصريح العبارة إن قهوتي ضعيفة فمدري بصراحة كيف شربوها
صِبا بإبتسامة صفراء: عادل قال لي إن قيس خَلص باقي الدلة
نظرت لها بصدمة
بينما إنزعجت غلا بشدة
مرام: افففف كيوت قيس


صِبا دون أي سوابق: أبي أتطلق
نظرن إليها بصدمة
سلام:آممم صِبا إنت قلتي الي في عقلك بالغلط ولا تمزحين ولا ايش عشان نعرف كيف نرقع لك
صِبا ببرود وجدية: لا فعلاً أبي أتطلق
لين بصدمة: ترا مو معناة إن قيس شرب قهوتي إن علاقتنا ممتا...
قاطعتها: أبي أتطلق
وضعت لين يديها لتغطي أذني الطفل
غلا همست لها: بعده صغير على إنه يفهم ياغبية
صِبا بجدية: أنا تعبت ...تعبت وأنا أحبه وأحترمه وأخدمه وهو مو معبرني
سلام هامستا لصِبا: صبا الموضوع مو قابل للنقاش هنا
صِبا : يكلم بنت
سلام بغضب متجاهلتاً مانصحت به أختها منذ قليل: الخسيس!!!
لين :إنتِ متأكدة؟!
صِبا: إيه شفت جواله ومحادثته كلها معاها...هي معاه في العمل ..كل المحادثة حب وغزل وشعر
سلام بغضب: الحقير أبو عين زايغة قلت لك إنه وصخ
صِبا: بالضبط ناهيك عن نظراته للبنات وطريقته معي وعدم إهتمامه بفيصل وكل شيء
غلا بجدية :إطلبي منه الطلاق...مايستاهلك
فَي: هيه إنتم وفيصل ؟ !!
غلا ببرود: أبوه الي خلق هالعناء له ... يعيش مع أبوين منفصلين أحسن من يعيش معهم إثنيهم ويسمع هوشاتهم 24 ساعة
لين: أكره إني أتفق معك بس فعلاً
رمقتها غلا بنظرة
###

بعد نِصف ساعة ...
تبقى عادل ويعقوب في الساونا ...
رنَ هاتف عادل ..
عادل بسرعة :راح أطلع
يعقوب هز رأسه إيجاباً
عادل خرج مسرعاً ..
أغلق الباب خلفه وضغط زُراً دون أن يلاحظ

إبتعد بعيدا ليتكلم في هاتفه: هلا حُبي..آمري
###

بعد 10 دقائق...
شعر بالملل والإكتفاء...
ذهب متجهاً للباب لكِ يفتحه...لم يفتح
إستغرب...فتحاه عادل وفارس بكل بساطة وخرجا
حاول عدة مرات....لم ينفع
بدأ يتوتر... تقدم ناحية جهاز تعديل الحرارة...
حاول أن يغير الحرارة ...نسى إن جهاز التحكم الداخلي معطل ... ضغط على الأزرار بجنون ...
لم يكن معه هاتفه... ولم يستطع أن يصرخ
الجو يشتد حرارة ... بدأ يمسح عرقه عن وجهه.. شرب ماتبقى من علبة ماءه الصغيرة
يحاول الحفاظ على سوائل جسده ...نفسه أصبح سريعاً

###
صبا متابعة حديثها بغضب فقد إنفجرت تماماً: ولا يجيب لها ذهب تتخيلووووون
سلام بغضب: ماشرالك إكسسوار هدية حتى
صبا: بالضبط هذا الي قاهرني
لين بضيق: وإنت تشترين له؟
فَي بغضب: تشتري له ؟؟؟ باقي تعطيه روحها الكلب


###
بعد نصف ساعة ...
بدأ يشعر بالدوار ...
جلس مُستسلماً ...وضع يده على صدره...نبضه يتباطئ

أغمض عينيه ...والذكريات تمر عليه...عاد لليوم الثاني عشر من مارس...عام 1998

في المطار.

يُتبع في الجــزء القادم....



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 22-07-19, 04:24 PM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الجـزء الـسـادس عــشــر


"ولَكنني لَم أمُت ولم أكُن على قَيدِ الحياة أيضاً ، حَاول أن تتَخيل ، لَو تستطع هُناك ، مَحروم مِن الحَياة والمَوت فِي آنِ واحَد."

-دانتي أليغييري.


إستفسر ريان عن إختفاء يعقوب ، أجابه فارس بأنه قد خَرج مع عادل من الساونا لكنه لا يعلم تماماً أين هو الآن
كان ذلك الإستفسار منذ ربع ساعة...قابل عادل الذي كان مشغولاً بمكالمة حبيبته وسأله عن يعقوب وأخبره بأن فارس يقول إنه خرج معه..أخبره إنه لا يعلم أين هو الآن وإبتعد ليكمل محادثته
بدأ يشعر بالقلق... تفقد إن كانت سيارته موجودة...تفقد وجود أغراضه المهمة كمحفظته وهاتفه...كلهم موجودين.
فقد صبره ...
فارس مُهدئاً إياه: ليه تخاف مافيه إلا العافية إن شاء الله تراه كُبرك مو طفل
ريان بغضب وتوتر شديد: مايقدر يتكلم ياغبي لو صار له شي مايقدر ينادي
فارس: طيب وش مدريك يمكن ماصار له شيء بس حاب يتمشى
قيس: دورت عنه في كل مكان ماشفته
فهد: ريان هَدي ...أكيد إنه بخير
ريان بقلق: أحنا دايما نظن إن الناس بخير وبعدها ننصدم
فارس: خل نقول لجدتي ممكن معاهـ..
ريان بسرعة: لا لا لا ..جدتي وأمي مايدرون تبيهم ينهارون
قيس متردداً:خل نسأل القريبة منه...أقصد..
ريان ناظراً نحو قيس: مرام...صح...يمكن معاها أو تدري عنه شيء


بعد دقائق..

تقدمت نحوه مرام مع إبتسامة إستغراب: صارت معجزة كونية ما أنتبهت لها عشان ريان يناديني وماينادي غادة؟
ريان وهو ينظر لها شابكاً يديه ببعض بتوتر: واقعاً.. فيه مُشكلة ..بس أوعديني ماتقولين لأمي أو جدتي
مرام نظرت له ومازلت إبتسامة الإستغراب على وجهها: مُشكلة؟ وأنا الي تكلمني عنها؟
ريان بتوتر: واقعاً لأنها عن يعقوب
تغيرت ملامحها كٌلياً : وش تقصد؟ وينه ؟شفيه؟
ريان : صار له مادري من كم مختفي يمكن ساعة ما أدري
مرام بغضب وقلق: إيش يعني مختفي !!! يعني طلع من هنا ولا إيش
ريان :مرام هدي... سيارته محفظته كل شيء موجود لكن هو الي مو موجود
مرام بغضب: ليه أهدي ؟! لو كانت غادة الي مختفية بتهدي؟! وين إنت لما أختفى وين كان هو قبل ما اكتشفتوا إنه مختفي
ريان : في الساونا
مرام : مع مين ؟
ريان متردداً: مع عادل وفارس...مرام أنا كلمتك عشانك ممكن تدرين وينه مو عشان تعصبين وتخافين
مرام بخوف: وبعدين وين راح ؟
ريان وهو ينظر لعينيها الخائفة كما هي حالته: خلاص... فارس قال إنه طلع من الساونا مع عادل وماندري وين راح
مرام: وين عادل الغبي ذا ؟ أبي أسأله وينه
ريان : مرام مافي فايدة سألته وقال مايدري
مرام بغضب: لا تعلمني وش مفروض أسأل ..لو إنت تعرف وش مفروض نسوي كان شفته من زمان
سكتَ ممسكاً بأعصابه..يعلم إنها تحبه ..يعلم إن ردة فعلها سوف تكون كذلك

ذهب معها لعادل الذي كان واقفاً في الخارج ويتكلم عبر هاتفه المحمول..
ريان :عادل مرام هنا تبي تسألـ...
قاطعته بصرامة : وين يعقوب؟
نظر لها عادل بإنزعاج ، مخاطباً للطرف الآخر التي على الهاتف: لحظة بس..."نظر لمرام" ما أعرف
مرام بعزم: فارس قال إنك طلعت مع يعقوب من الساونا ..بعدها وين راح يعقوب؟
عادل مخاطباً لمن تكلمه على الهاتف، ومشيراً لمرام بيده على الهاتف: إيه أكيد إنت تعرف كيف شعوري بهذا الموضوع..
مرام:عادل أنا أكلمك في موضوع مهم ..يعقوب متعود إنه يقول للي معاه وين بيروح عشان الي معاه مايقلق
عادل : أكيد .. أكيد طبعاَ.. بس تدري إني مقدر أتلاقى معك
مرام بنظرة حادة: بس الواضح إنك ماتقلق ولا يهمك..أنا جالسة أكلمك في موضوع مهم وإنــ...
عادل ناظراً نحو مرام بحدة: خلاص إنقلعي ...أوه لا مو إنت أقـ...
بدون تفكير لم تستطع أن تتحكم بأعصابها مع هذا المتخلف...أخذت هاتفه من يده لترميه على الأرض: صِير رجال للحظة وإحترم الي قدامك وتكلم معي
ريان نظر نحو مرام بصدمة..
عادل بصدمة :وش سويتي يالغبية ...كيف ترمين جوالي كذا؟؟؟!
مرام :اللحين لاحظتني؟!! اللحين صرت مهتم بجوالك المعفن وأنا أسألك عن إنسان؟؟! أسألك عن يعقوب!!!
عادل وهو يمسك بهاتفه التي قد تحطمت شاشته : ما أدري عنه يامجنونة ..طلعت من الساونا وهو ظل هناك
مرام نظرت له لدقائق بغضب...تحولت ملامحها تدريجياً إلى الخوف
مرام بقلق: ظل هناك؟ إيش يعني ظل هناك ؟ يعني هو ماطلع وراك
عادل متفحصاً هاتفه بإنزعاج: شمدريني فارس يقول إنه طلع وراي
مرام : وين فارس؟؟ وينه ..إسأله إذا شافه بعيونه
إتصل ريان لفارس
ريان: ألو...إسمع فارس إنت شفت يعقوب يطلع ورا عادل ولا بس تخمين؟
تغير لون وجهه ... نظرت له مرام بخوف ونفسها غير منتظم
ريان أغلق الهاتف...نظر لها بصدمة: يقول إنه خًمن ..لأنه إتفق مع عادل الي يطلع قبل الثاني الثاني يظل مع يعقوب
بلع عادل ريقه بتوتر
مرام وهي تنظر لعيني ريان بخوف مريع: يعني..
ريان هز رأسه إيجاباً...

ركضت نحو مكان الساونا ...
لحقها كُل من ريان وعادل
حاولت فتح الباب لَكنه مغلق بينما ريان يصرخ يناديه لكن دون رد...

مرام نظرت لعادل : الباب مسكر!!! الباب مسكر كيف تسكر عليه الباب يعني هو أكيد في الداخل
حاول ريان فتح الباب لكن لا جدوى : يعقووووووووووووب؟؟؟ يعقوب تسمعني؟؟ إذا تسمعني دق الباب رجاءا خل أعرف إنك بخير
قيس من ورائهم :شفيكم ليه محد إتصل عليَ يطمني كنت أدوره مرة ثانية مع فهد!
فهد : ليش إنتم هنا؟ إنتوا قلتوا إنه طلع من الساونا
ريان بخوف : يعقوب داخل!!! الباب مسكر وماينفتح
فهد بخوف :إيش يعني ماينفتح ؟!!! مين الغبي الي كان معاه ؟!!
عادل بخوف : والله ماسكرته عليه ...والله مادري كيف تسكر
قيس ينظر لريان : ردَ عليك ؟!! قوله يطلع أي صوت يضرب الباب أي شي!!
ريان هز رأسه نافياً
فهد مقترباً نحو الباب : بعدو بعدو .... "صاح بصوت عال" يعقوب راح أكسر الباب اللحين !!! إذا إنت قريب بعد !!!
قيس : وش قاعد تسوي إنت ماراح ينكسر هذا باب ساونا !!!
فهد : وش تبي يعني أسوي إذا عندك فكرة أفضل نفذها!
قيس إقترب نحو الباب لينظر نحو زر .. ضغطه لكنه لم يُفتح
قيس بغضب: ليه مايفتح ؟!! إنت ضغطت عليه عادل!!
عادل بخوف: يمكن ..والله ما أنتبهت
ريان : فهد خل نحاول نكسره أنا وإنت ...

إبتعد عنهم قيس... إتصل بسرعة لغلا

سلام وهي تبحث في الآيباد: خل نشوف إيش هي إجراءات الطلاق وفيصل يكون لمين
فَي: ياغبية خلها تفكر ماهي لعبة
سلام : شوف من يتكلم عن الغباء
إهتز هاتف غلا .. نظرت لشاشتها
نظرت نحو لين مع إبتسامة خبث... اللتي نظرت لها بنص عين
رفعت لها شاشة الجوال " قيس"
نظرت لها لين بحِدة
رفعت الهاتف بإبتسامة إنتصار: هلا حبيبتي .. تبغي تقابلينـ
نظرت لها لين بحدة أكثر عندما سمعت " حبيبتي " تلك
تغيرت ملامح وجهها ... كانت الصعقة واضحة عليها
:أوك ...اللحين ...أيوه فيه لاتخاف
لين بحدة : ايش الي اللحين وماتخاف!
وضعت غلا يدها على فم لين مسكتتاً إياها وخرجت بسرعة
لحقتها لين ..

عند المغاسل... كانت تبحث عن المفتاح الإحتياطي داخل الخزانات الخشبية التي بأسفل المغاسل
لين ورائها : وش جاية تسوين هنا ؟ تعدلين مكياجك المعفن الي كأنك من شريرات ديزني؟
غلا : لين مو وقتك .. مو فاضية لك والله
لين بنصف عين : أكيد لأنك فاضية لقيس
غلا متابعة البحث : يا الله مفروض يكون هنا
لين رفعت حاجبها : وش صاير؟
غلا : لين انقلعي .. فيه شيء مهم غير غيرتك الغبية اللحين
لين ممسكة بكتف غلا بقوة : هي لا تكلـ...
بخوف وهي تنظر نحو تعابير وجهها الخائفة :وش صاير؟؟ قيس فيه شي؟
غلا نظرت نحو لين بعيني خائفة : يعقوب إنحبس بالغلط في الساونا ... ضغطوا زر السايفتي الي محطوط عشان الأطفال... الزر هذا إذا انضغط لازم تنفتح الساونا بمفتاح إحتياطي
لين بصدمة : عندك هذا المفتاح ؟!
غلا : إلا أعرفه إن أبوي حطه هنا ... مابي أسأل أمي لأنها بتقول للكل ومنهم جدتي وعمتي
لين : ليش ماتبون تقولون لهم !!! في الساونا تعرفين إيش ممكن يصير له !!! ممكن سكتة قلبـ..
غلا وضعت يدها على فم لين مجدداً: فال الله ولا فالك .. لما نقول لهم مابيفيد شيء غير إنهم بيخافون
تابعت البحث ... قرأت المُلصق " المفتاح الإحتياطي للساونا "
لين : طيب قولوا لأبوك ماراح ..
غلا : هذا هو
خرجت بسرعة ...
بينما ركضت لين للمطبخ المشترك بسرعة


تقدمت لهم مسرعة وبيدها المفتاح ..نظر لها قيس : عندك المفتاح؟
غلا بخوف وهي تفتح الباب: إيه..رد عليكم ؟
قيس بتوتر:لا

فتحت الباب..
كان جالساً على الأرضية ..مستسلماً مغشياً عليه
ركضوا مرام وريان وقيس للداخل
غلا بإستغراب: ليه ماغير الحرارة من داخل!
عادل بخوف: لأن جهاز تغيير الحرارة الداخلي معطل..وبعد ماضغطت الزر بالغلط الجهاز الي برا تعطل
غلا بغضب: كيف تدخلون الساونا وإنتم تدرون إنه معطل؟!! هاذي أول زيارة لنا في المزرعة أكيد بتكون فيه مشاكل ...الجو يغلي من داخل!!! والجهاز الي برا تعطل لأنك ضغطت الزر
حملاه للخارج ..وضعوه على الأرضية

قيس ضرب خدي يعقوب :يعقوب... يعقوب تسمعني؟
مرام والدموع في عينيها ..واضعتاً إصبعيها على رقبته حتى تحس بنبضه : نبضه ضعيف
ريان واضعاً يده ليتحسس نبضه ويتأكد ...دفعته مرام من صدره بقوة ..نظر لها بصدمة
صرخت بصوتِ عال وهي تبكي: بـعـد عـنه!!!....كيف تتركه لحاله من الأساس؟!!!! ليه ماصرت تهتم فيه مو هو صديقك وولد خالتك الي تربى معك كيف صرت عديم مسؤولية إتجاهه لهالدرجة! بداية المشكلة منك ..لو بس دخلت معه
إكتفى بالنظر لها بصدمة..كانت تقول ذلك من أعماق قلبها
عادل جلس بجانبه فاتحاً علبة الماء ..أخذتها من بين يديه لتسكبها على وجه يعقوب : إنت الثاني بعد ....
"نظرت له بحقد " مكالمتك لحبيبتك الغبية وخيانتك كانت أهم من يعقوب؟!
لحد يتقرب منه ..أنا مسؤولة عنه !

نظروا لها بضيق ... كانت تبكي بشدة
فهد بهدوء: قيس جيب موية ثانية عشان نصحيه .. ومرام حبيبتي بعدي عشان راح ناخذه المستشفى
عادل بتوتر: اللحين وش مفروض نسوي له لين يو..

ألقت بمجموعة من الثلج على يعقوب ليرتعش جسده..
نظر نحوها قيس بصدمة ...كانت تركض بأسرع مايمكنها حاملتاً دلواً معبئاً بالثلج نحوه

فتح عينيه ببطء.. لينظر لوجه مرام الخائف الباكي
ريان بقلق: يعقوب..
ناولت لين مرام علبتاً من الماء لتشير لها بإعطاءه إياه
كان جلده جافاً ..فقد الكثير من السوائل بالداخل

نظر لمرام بتعب وهي تسقيه الماء

تذكر حينما ينتهي من رياضته الصباحية في غرفته .. لتطرق الباب وتلقي عليه علبة من الماء

حينما يقلها من المدرسة ظُهراً وتناوله علبة من الماء ويأخذ هو حقيبتها المدرسية

فهد لريان: إحتياطاً نوديه المستشفى عشان الجفاف وكل شي
ريان بضيق : أوك

###

المغرب..

جالساً بالخارج على عتبة ووراءه مجموعة من الأزهار الزاهية

تقدمت نحوه بهدوء : أخباره؟
قيس نظر للين : بخير...عطوه مغذي عشان جاه جفاف..الحمدلله إن الحرارة ماحرقت جلده أو تأخرنا أكثر ووقف نبضه كٌلياً
لين :الحمدلله
نظر لها وإبتسم :الثلج جاب مفعوله...يقول ريان إن ضغطه كان نازل ونبضه ضعيف والدكتور قاله إن الي سويتيه صح..وأحنا نكبب عليه موية بدون فايدة هه
لين بإبتسامة نصر:صح؟! شفت كيف المسلسلات الطبية الي أشاهدها على نتفليكس مفيدة ...شفتها في أحد اللقطات ..حرارة عالية إنخفاض الضغط عضلة قلب تضعف ..شفت كيف إني ذكية حتى الفيزياء الغبية جبت فيها فل مارك لا تستهين فيني
قيس مٌبتسماً: عُمري ما أستهنت فيكٍ..إنتِ ذكية ..ذكية جداً
نظرت له بإحراج و إستغراب في الوقت نفسه..تعودت منه كلام السخرية والشجار..إبتسمت بسعادة وجلست بجانبه : ماراح تلغي إشتراكي في نتفليكس صح؟
ضحك لسؤالها إياه ذلك: هههههه واقعاً هو حسابي يالسارقة
لين :إنت خليتني أشاركك فيه مشكلتك يالمعطاء...أقدر أستخدمه إذا إنفصلنا صح؟
قيس نظر إليها : لا طبعاً...إنت فاهمة إن الإنفصال معناه محَد منا بيكون في حياة الثاني
لين نظرت نحو عينيه : يعني بتخلي غلا تشاهد فيه؟
قيس بإبتسامة صفراء: ممكن.. بس هي تحب القراءة واقعاً
لين بهدوء: يعني بتشري لها كُتب؟
أومأ برأسه إيجاباً
لين بهدوء: وبتسوي لها فطورها؟
قيس :ممكن..بس هي واقعاً تحب الدونتس والبانكيك وكرواسان وهالأمور
لين :يعني مابتسوي لها كبدة ؟
قيس بإبتسامة صفراء: لا
لين بهدوء: بتشرح لها موادها؟
قيس: لا ..ماتوقع ..تخصصها إدارة أعمال
لين بهدوء وهي تنظر نحو عينيه: يعني ماراح تشاهد في حسابك ولا راح تسوي لها فطور ولا راح تشرح لها موادها؟
قيس أومأ بالنفي
لين بإبتسامة صفراء: بس بتحبها وتدللها وتكون عائلة معها..
نظر نحو عينيها دون رد..
لين وهي تنظر للأمام : لا تسمي بنتك لين بيكون الأمر مبتذل
قيس بإبتسامة صفراء: ماراح أسميها لين طبعاً...بس إنتِ أكيد بتسمين قيس
لين :لا وع تخيل ينادوني أم قيس وأختي ليلى ..باقي أنا أغير إسمي لجولييت وأتزوج روميو..هذا طبعا إذا تزوجت ههههههه
قيس وهو ينظر لها ، بتساؤل مُكرراً: إذا تزوجتي؟
لين نظرت نحو عينيه: الأغلب أكيد بيعتبروني مُطلقة و ...تعرف التفكير الرَجعي
قيس نظر لعينيها : آسف
لين : تعرف إن الأسف مايفيد...بس فطور وشرح وآيس كريم ممكن يقلل من ذنبك
إبتسم إبتسامة صفراء
###

في المستشفى..

أخبرته بما حَدث بالتفصيل وهو بدوره أصغى الإستماع
أنهت كلامها بـ: الحمدلله إنك عايش..وبخير
إبتسم له وأشار لها : شكراً ..شكراً جزيلاً..الحمدلله إنك في حياتي
وآسف على دموعك
نظرت له بُحب، إبتسمت له وهي تشعر بالغصة في حلقها
بلغة الإشارة قامت بإخباره :

"أحــبك".
أخذ نفساً عميقاً ..وإبتسم إبتسامة خفيفة وهو ينظر إليها
أشار لها : إنتِ تدرين إني أحبك صح؟ ..وإنك أغلى شيء أملكه..
إبتسمت إبتسامة عريضة ونبضها يتسارع وكأنها فازت بجائزة لم تتوقع يوماً الحصول عليها
أكمل متابعاً وهو يبتسم بحزن لردة فعلها : لكني أحبك كأخت ..وإنتِ مفروض تحبيني كأخ
شعرت بالدمار يحل في روحها..نظرت له بحزن وعينيها إمتلئت بالدموع..كلمته بلغة الإشارة..لأنها إن تكلمت...سيخونها صوتها المبحوح ..وسوف تستسلم دموعها للسقوط
: أنا ما أحبك كأخ...إنت تحبني كأخت ..
وضربت قلبها وهي تبتسم له إبتسامة صفراء
حزن لحزنها..: الحياة تغير أرائنا..وتغير أفكارنا...وتغير مشاعرنا...وتغير الي نفضله ونحبه...وإنت بعدك صغيرة مرام...قدامك سنين من عمرك تكتشفين نفسك أكثر ..وتحبين الشخص المناسب
مرام بلغة الإشارة: إيش فيني عشان ماتحبني؟
يعقوب بسرعة: لا ..لا...مافيك شيء، بس مرام هه" أطلق صوتاً ساخراً حزيناً" أنا تربيت معك..باللهِ عليكِ أنا شفتك رضيعة...أول مرة شفت خالتي، في المطار..إنتِ كنتي في بطنها...كيف أقدر أتخيل ..إني أحبك!
أقصد الفكرة ...تثير إشمئزازي ...كيف أحب أختي؟
نظر لعينيها المتسعتين بصدمة وحزن ..إستقام ظهره مبرراً: إفهميني ..إنتِ مافيكِ شيء...مو عشان شكلك عشان تغيرينه..ولا عشان شخصيتك ..ولا عشان شيء.. ذنبك إن خالتك تركت ولدها في المطار لأمك.. "بحزن" وأمك الي كان عندها أربعة أولاد وحامل ... إلتقطته .
###

فتحت عينيها بخمول...إستدارت لتتفاجئ بوجود غلا واقفة تحدق بها
غادة بصوت مبحوح وهي تجلس : بسم الله الرحمن الرحيم..شفيكِ إنتِ واقفة فوق راسي كأنك بتقبضين روحي
غلا بحدة: ماتلاحظين إنك تنامين كثير؟
غادة بنصف عين: الي يقول إنك تهتمين
غلا:فيه أحد غيري يدري عن الي في يدك؟
غادة وهي ترتشف الماء: جراح
غلا رفعت حاجبيها بإستنكار: ياسلام ، وهل إستاذ جراح مبسوط بالي صايبنك؟
غادة نظرت لها ببرود: وش تبين؟
غلا : أقصد إن ردة فعله كانت مثل ردة فعلي قبل سنين
غادة :غبية، بس يدري عن يدي
غلا: وما إستنتج شيء؟ عن مر..
فَي قاطعتهم بدخولها: وين مرام ؟
غلا: آممم مرام طلعت مع أخوانها يشترون بعض النواقص
في بإستغراب: ليه ماطلعوا "أخوانها" لحالهم؟
غلا بكذب: تعرفين فيه بعض الأشياء النسائية الي بس النساء تعرف لها
غادة نظرت لغلا بإرتياب...لم تصدق ماتقوله..تعرفها جيداً...تكذب.
###

وقت وجبـة العـشـاء..
الجميع بالخارج..
أم فهد هامستاً لقيس : وين يعقوب ومرام وريان وفهد؟
قيس متورطاً :في الطريق...مرام وريان وفهد في الطريق..كانوا في السوبرماركت يشترون أشياء
أم فهد بنظرة شك: ويعقوب؟
قيس:آمممم يمة
نظر نحو غلا ولين اللتان نظرتا إليه بتوتر أيضاً
هزت رأسها لين له بالنفي...مشيرتاً أن لا يخبرها بالحقيقة
قيس : يعقوب مشغول بعمله فقرر يرجع البيت خلاص
أم فهد نظرت لقيس بتفحص وشك..
قيس إبتسم إبتسامة صفراء تدريجياً وهو ينظر نحو عينيها : تعرفين إنه يبي يترقى .. لازم ندعمه
أم فهد هزت رأسها إيجاباً وعادت لجهة النساء ... تنفس الصُعداء وهو ينظر للين
التي أشارت له بإبهامها بالثني على ماقاله.

غلا وهي تنظر للشطيرة التي تصنعها لين بإستنكار: إيش العفن ذا الي تسوينه؟
لين :إستغفري ربك نعمة ربي .. ماتشاهدين وثائقيات تعلمك إن غيرك يقتلون عشان اللقمة..أوه صح نسيت إنتِ تقرأين ما تشاهدين نننننن
نظرت غلا لها بإشمئزاز
جلست بجانبها والدتها ..مسحت على رأسها بلطف: حبيبتي شفيكِ ماتاكلين؟
غلا ابتسمت: أكل سلطة أول شيء
نظرت لها لين بحدة
أم غلا : سويت لك ساندويتش مثل ماتحبينه
غلا: شكرا ماما..بس سوري أنا ما أكل خبز عشان لا ينفخني
ضغطت لين بقهر على علبة الكاتشب متعمتداً لتوسخ عباءة غلا
غلا بقهر: الله ياخذك ياحمارة وسختي عباتي!!
لين وهي تنظر لها ببرود: تستاهلين ..إحمدي ربك على النعمة بس
ووقفت من مكانها لتذهب لجهة الرجال...
كان قيس ينظر لها في الأساس ..
تقدمت نحوه مناولتاً إياه الشطيرة الفوضوية التي صنعتها له مع إبتسامة عريضة: شوف سويت لك ساندويتش سبيشاااال
إبتسم لها واضعاً يده على رأسها
يعلم تماماً لماذا تعمدت بتوسيخ عباءة غلا... وإن ماقالته بأنها يجب عليها أن تحمد ربها على النعمة ...كانت تقصد به نعمة وجود أمها .

:أخخخخخ
جرحت سلام نفسها بالسكين وهي تقطع الخضار
أم صِبا: يا الله شفيكم إنتم بس تجرحون في نفسكم ..ماتشوفون
صِبا : يبغالك نضمد
قاطعتها سلام متظاهرة بالقوة:شدعوة كلها جرح
فَي بإشمئزاز: قومي الله يقرفك الدم يصبصب من يدك
نظرت غادة للدم الذي يصب من يد سلام ..وضعت يدها على فمها مشمئزتاً
وقفت هادفتاً للدخول..

أغمض عينيه هو الآخر بشدة...أبعد يده عن رأس لين ..واضعاً يده على فمه حتى لا يتقياً
نظرت له بإستغراب شديد

أم فهد بغضب: وين بتروحين مرة ثانية؟!! كل مرة يعني راح تتركين الأكل وبتنامين بدون لقمة وحدة ؟
صِبا : معليش يمكن تقرفت من الدم ..
إستدارت لين لتنظر لغادة ... ثم نظرت لقيس مجدداً
إنهما على نفس الحالةّ!

أم فهد بغضب: لا مو عشان الدم هيا دايماً كذا
تجاهلتها غادة ودخلت للداخل دون أن تنظر لها حتى...
وضعت ملعقتها أمامها لتلحق بإبنتها ..أمسكت الجدة يدها
:لا تصارخين عليها .. قدام الكل مرة ثانية
نظرت أم فهد للجدة ..حتى أبعدت الجدة يدها عنها
لم تعلم إنها لا تملك أي صبراً أكثر حتى تراعي شعور إبنتها في هذا الأمر... لا تعلم لمن تكترث

لم تمر ثانية من إغلاقها لباب غرفة النوم حتى فتحته أمها
تنهدت بإنزعاج
أم فهد بغضب: غادة!
غادة بسرعة بضيق: يمه الدم سد نفسي
أم فهد : لا تكذبين!!! صار لك كم يوم ماتاكلين زي الناس!!! شفيكِ؟؟ قولي دايت وغباء مرة ثانية عشان تعصبيني أكثر
غادة بتعب: بس متضايقة هالفترة
أم فهد: متضايقة أقرأي لك قرآن تعبدي ربك مو ماتاكلين!
غادة إبتسمت لها وضحكت وهي تنظر لأمها
أم فهد نظرت لغادة بغضب: تضحكين على نفسك أتمنى!
غادة وهي تحك ذقنها مع إبتسامة ..بكذب: لا ولا شيء...بس لو أنا مو موجودة مين بتهاوشين غيري كل يوم يمة
أم فهد بغضب: ليه إنتوا فيكم أحد مايخليني أهاوشه؟ كل يوم أهاوش فيكم وياليت ينفع ..بس إنت أكثر وحدة متعبتني
غادة ببرود: الله يعينك على المآسي الي تصيبك يمة
نظرت لها بحدة: أنا طفشت ...تبين تاكلين كيفك ماتبين بالطقاق

###

ليـــلاً...
راسلها...كانت الأضواء قد إن إنطفأت، والجميع قد غَط في النوم
كانت هي بنفسها مستلقية على مرتبتها مستعدة للنوم، أزعجتها رسالاته

خرجت له بملابس النوم وهي تنظر له بحدة

وقفت لين أمام قيس ، بصوت منخفض: شفيك ؟؟ سوالفك ماتقدر تتأجل للصباح ..بموت أبي أنام
قيس : واقعاً مفروض ماتتأجل..
لين : خير ..وش تبي لـ...
أمسك بيدها ...ليدهنها بكريم
لين بإستغراب: هذا إيش؟!
قيس : كريم للدغات الحشرات
بهدوء وهي تنظر لوجهه بدهشة : من متى عندك ...هذا ؟
قيس وهو يكمل دهنها به: طلعت أشتريه بعد العشاء

شعرت وكأن ماءًا بارداً قد خُلط مع الدم الذي يسري في عروقها ، شعرت بنبضات قلبها في جميع أنحاء جسدها ..لا تَعلم مالذي يُخالج صدرها..ومالذي يجعلها تشعر بزوبعة السعادة و بقبضة حزن قَد نالت من قلبها.
نظرت نحو ملامحه..نحو عينيه الصغيرتين ذوات الرُمش الكثيف الأسود وحاجبيه المرسومان..أنفه المرسوم كحدِ السيف..ولحيته المهذبة
لم تتأمل ملامحه قَط حتى الآن، شعرت بأنها في سَاحِة الحَربِ تَنَهزِم .. ألمَ تكن دوماً هي المهتمة بأمرِ نفسها ..أليسَت التيَ لَم يكَن عليَها حُزنها ومسؤوليتها وهًناً، كانَت هِيَ التَي تهتَمُ وتَعتني ، كَان حنانَها ورأفتها يُصب على مَن سِوَاها .. هوَ الآن يُبعثر كَيانهاَ ...يُصارع عَقلها وقَلبها ..يصَب حَنانُه عَليها وكَأن الحَنان قد تَفرد وخُصص له ، لاَتعلم مايَجبَ عَليها وصفُه به ، اهَو دّواء روحِها وطبيبِ عِلتها ..أمَ هوَ الداء الذيِ يشتَاق له الضعيف باغياَ مايخَلقهُ من كسٍر الجفاء وسَقي الذبول بماءِ الإكتراث؟
نظر إليها وهو يغلقه ويضعه في جَيبِ قميصَها .. لَم يستطِع فَك شَفرات نظراتِها
رفَعت يَديًها بِوهَن ..ترتعشًا .. وَقفَت على أطَرافِ أصًابعِ قٌدميها ..لتًصل يديَها لجانبي لِحيتَه مع فارِق الطٌول
تحَركت عَدستي عينيه ببطئ وهو يتفَحَص عَينيها النَجلاء ..لَم يعَهد هَذِه النَظرات مِنها ..
وَضع يَده بتردد على إحدَى يَديهَا ، سَرت القشعريرة فِي جَسدَها ، لمَ تشَأ مِنه القِيام بذَلك .. لَم تشأ تًذوق لِذة الشُعور .. وتًرتشف جُرعة أخرىَ مِنه ..ثُم يُقطعً لِسانَها .
بصوتِ هادِئ ..مُعاتِب .. نظرت لعينَيه التأهتين : أنا حَذرتك قَيس
قَيس بِهدوِء يَخنقه: من؟
لين : إنت مَثل الِي يزرع وردَة وفي نهاية المَطاف ..يِشتري غِيرها.
إعَتدلت بوقفتها ...وأبعَدت يديها عنه
نظر نَحوها بضيِق : أنا آسِف إذا هّذا الشيء يضَايقك ، بَس ماتهونين عَلي لِين.
لِين أنزلت رأسها وهي تضحَك بتهكم : أكَرهك قَيس ..
مَسك ذُقنها بُلطف ليرَفعه ناحيته : و..
قاَطعته بُسرعة بضَربِها لصَدره بِكلتَا قَبضتيهَا ، إنه يَستمرُ بِفعل ذلك مِراراً وتِكراراَ
وقَبضة الحزن على قَلبها تعتصِره بشِدة في كُلِ كَرة.
كَان ينظر إليها مُتسعَ الحَدقتين لا يعلم مالّذي أصابها ..
إبِتعَدت عَنه وصًدرها يَعلو ويهَبط من مابَذلته مِن جٍهد بَضربِ جِسده ..الّذي لطالما إحتواها.
:إنت تهُون عَلي .
أعطتهُ ظهرها لتمضَي نَحو الداخل.

لَم يَعلم لِما تَشتاطُ غَضباً فجَأة ..أوَ...هَو يَعلم لَكنهُ يَعلم مصيرهما ..ويَعلم إن كُل ذلك لن يؤثر بها..لايجَب عَليها أن تخشَى ذَلك.
وَقفت أمامه مع إبتسامة جَانبية ... نَظر نَحوهَا وتَنهد بإنَزعاج: إنتِ جِن أو إنس؟
غادة : أنا جِن سَهران.
قَيس بإستنكار: طَبعاً شِفتي كِل شَيء.
غادة وهي تأخذ سِيجارة مِن العِلبة : للأسف...أستمتع بمشاهدة حياتك.
قَيس وهو ينظر إليها تُشعل السِيجارة أمامه دون إكتراث: إلى أي مرحَلة وَصلتي؟
غادة وهي تجلس على الكُرسي الأخضر الخشبي : الله أعَلم ..خلنا مِني ..إنتَ لأي مرحلة تبي توصل؟
قيس جَلس بجانبها ..عَرضت عَليه سيجَارة ..لكنه هَز رأسه بالرَفض
قيس وهو ينَظر للدخان الذي تنفثه من رِئتيها : وش تعنين بكلامك؟
غادة نَظرت إليه بِجدية : قَيس...مايصِير تهتم بالثنتين .. لازم تنتبه كِيف تتصرف مَع الثنين .. لا ينتهي فِيك المَطاف حِنيتك تِجرح وتَدواي.
لَم يَستطع الصًبر أكثر .. أخذ السيجارة من بَين أصابعها البَاردة ليرميهاً ويدَعسها بِقدمه : لا تسممين نَفسك بهالقذارة مرة ثانية.
غَادة إبتسمت : يًعني لو مَثلاً شفت لين تدخن..لا تمنعها.
قَيس بإمتعاض: بمنعها مثل مامنعتك!
غادة وقفت : لازم تهون عَليك.

###
اليوم التالي،
ظُهراَ بعد وجبة الغذاء..
لِين وغَلا مُتقابلتين عِند طاولة البلياردو..كَما هو الوعد

غَلا وعينيها مُرتكزتين عَلى الكُرة التي تضربها بعصاها: طِفشت من مقابلتك كِل ثانية من هالويكند ..ما أدري ليش تضيعين وقتي ووقتك وإنتِ تعرفين النتيجة
لين ضحكت بخِفة ساخرتاً: أفا توقعتنا صرنا صديقات
غلا نظرت للين بضجر : في حِلمك وإنتِ نايمة ؟ ممكن
لين وهي تضَرب الكُرة وتنجح بإدخالها : لِيه متكبرة على صداقتنا وإنت الي عِلاقتك مع غادة كانت قوية جِداً إنقطعت بسهولة
ضَاقت عَيني غلا وهي تنظر إليها : مالك دخل بِعلاقتي مع غَادة .. لا تنسين إن الي يربطك في هاذي العائلة أولاَ وأخيراً هو قيس...وبعد ماتنفصلين من قَيس..راح تنفصلين عن البَاقي.
دَفعت لِين الكُرة بِقوة وكأنها تفرغَ غَضبها بضرب الكُرات بأقصى مايمكنها
نظرت إليها غَلا بتفحص .. بصوت بارد: تحسنتي !
لِين نظرت إليها ببرود وضيق .. تحاول أن تُقيد مَشاعرها .. أزعجها شُعور الإنقباض على فؤادِها
تَابعت غَلا اللعب...لتدخلً الكُرة الثامنة .. وتعلِن فوزها مجدداً
نظرت للين ببرود وهي تَضع عصاها على الطَاولة ... : يقرفني سُؤالك عن هذا...لكن ...قيس بخير؟
فاجأها سؤالها ..عَقدت حاجبيهَا...أحَكمت مشاعر الضيقِ في جَوفها ..وحَاولت ان تُركز على ماتقوله : ليش؟
غَلا بِهدوء..وإستنكار تُحاول إخفاءه: هوَ يهتم فِيكِ كأنك من دَمه ..وإنتِ تغمضين عينك عنه؟
لِين رفعتَ حاجبها وزمتَ شفتيها جانياً..وَضعت عصاها على الطَاولة ..
تنَهدت ..وكأنها تخَرج شُعور الضعف في هوائها .. بِهدوء: مَاراح أهتم فيه ...هذا طلبك ... ليه تناقضين نفسك ... ولا لَوم شخص أخر يخفف شعورك بالذنب لأنك ماكنتِ لغادة خَير صديقة؟
تلومين شخص عن الي تلومين نفسك به.
نَظرت إليها غَلا وكأن لعنة مِنها قد أصابتها .. تَلعب عَلى أوتارها الحَساسة بإحتراف وكأنها قد عَزفت ألحانها مّنذ مَدة
كّذلك هَي... لَم يُقطعها حِوار سابقاً كَما يقطعها حِوراها مع غَلا..كَانتا كِلاهما تجيدان نثر الألم في بعضهمها .
رَن هاتف غَلا .. رَفعت غلا شاشتها للين .. بهدوء في صوتها لا في روحها : أعذريني بما إن خَلصنا القيم ... زوجك يتصل لي.
تابعت النَظر إليها دون أن ترفعه ... منتظرتاً مِنها ردة فِعل..كَان واضحاً عَليها الضيق اليوم ..
نظرت لها لِين للحَظات ..
إبتسمت إبتسامة جانبية وعينيها تَضيق : طَليقي .
أومأت غلا رأسها بخِفة .. وإبتسمت إبتسامة صَفراء
لتمضِي غلا بـ خُطواتها إتجاه الباب.
###

تَقدمت بإتجاهه ..كَان جَو هذا الخَريف حَاراً.. لكن الجَو قد بدأ يتحسن تدريجياً لمقابلة الشتاء
إبتسم بِلطف عِندما رأها..ووقف من عَلى الكُرسي
حَالما وصلت أمامه .. أخَبرها بإنه سَوف يشتاق لها
غَلا إبتسمت ..عَادت البهجة لقلبها: مابي أودعَك
قَيس وهو يبعد خصلات شعرها خَلف إذنها ..لطالما أحَب أن يتبعث بِخصلات الشعر ، بهمس: إنتِ تدرين إن بيننا لقاء طَويل ..والوداع بيني وبينك ..هو موتي بس.
عقدَت حاجبيها بصدمة وإستنكار.. ضربت صًدره بقبضتها مٌنزعجة مما قاله : ليه تقول كِذا ؟ كأنك على فراش الموت تحتضر! حَذاري تطري هالكَلمة مرة ثانية
قيس إبتسم وهو ينظر لملامح وجهها المُنزعجة ..
غَلا بهدوء :لا تبتسم كِذا ..إبتسامتك بتخَلي البنات يحبونك
قِيس :بَس أنا مايهمني البنات...إنتِ الي تهميني.
غَلا أمَسكت يده بقوة ..لا تريد أن تتخلى عَنه ..لَيس مُجدداً...لمَ تستطع تَحمل مَرارة الفِراق ...ألم يكن سَهلاً أن يكون قراره "هِيَ" ويوفر عليهما مَشقة الشَوق
نَطقت وهي تنظر له برجَاء: أوعدني إنك ماراحَ تتركني
إبتسم بإستغراب وهو ينظر لعَينيها : إنتِ تعرفين النتيجة غَلا
غَلا برجاء: أوعدني
قيس ضَغط على يدهاً الممُسكة بيده وإقترب لها لينظر نحو عينيها :أوعَدك ..ولا تخافين راح نتقابل لين نتزوج
إبتسمت ..جُملته ألقت الطمأنينة على قلبها
ظَل ينظر لعَينيها مُبتساماً حتى أحَس بإن الطمأنينة قَد صًافحت قَلبها ..رفعَ اليَد الممُسكة بيدها..لُيقبلها .. وينظر نحو عينيها مُجدداً مع إبتسامة .. لَيرخي قبضته عن يدَها ببطئ..
ليبتعَد عنها مؤقتاً كما عاهدها.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 22-07-19, 04:26 PM   #30

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



###

العَصر..لمَ يتبقى على الغُروب سوى القَليل
الجَميع قَد وضَب أمتعته ..مستعدين لتوديع رِحلتهم

كانت غادة تَنظر لتوأمها ...كانتَ تود سؤاله عَما جَرى بالأمس... وهل فِعلاً كان خروجهم لشراء بعض النواقص..
كَانت تَود أن تَعتذر منه مُجدداً...كانت تُريده أن يصِفح عَنها .
لكِن كان مِزاجه مُتعكراً منذ بِداية الرحلة ... بَل إن مزاجه يزداد سوءَا كُل مرة تراه فيها ..كَان عابساً طِوال الوقت على غَير عادته .

في الجِهة الأخرى، لِين كَانت مُنهكة ... تشتاق لأن تَعيد إنضابط روِحها عِندما تعود للشقة .. لاتعَلم كَيف إستسلمت لُكل التُراهات التي حَصلت في هذه الرِحلة .. لَقد بعَثرت ذاتَها.

لأما هِيَ..فـ كُل ذَلك الحُطام قَد تجَسد فِيها .. كَانت تَشعر بأن الأمل قَد كَف عن بعث نُوره.. وإنقطَاع الأمل تَجسيد لكلِمة الألم .
كَانت تُحاول دائماً أن تُعبر عن مشاعِرها في بيئة أشخَاص قَد أسروا مشاعرهم في سِجن الكٌتمان .. لَم تَجد ذلك صحيحاً ..ولَم تتبع طريقتهم ..أرادت الإعتراف له بِمشاعرها ...وحِينما قامت بذَلك ..رفضها مع إبتسَامة.
إن الكِتمان لاَ يعود بالنفع وإنما بدمار النَفس...والبَوح قاسِ كما تشَعر به الآن ... مالخِيار الذي يَجب عَلى الإنسان أن يَسلكه .
كَانت مَرام تَخوض بذلك الصِراع في عَقلها .. وعَينيها مُرتكزة على الحقائب التي تَجر إلى السيارة ..
صًحت من شرودها على صوتٍ فَهد
لَم تسًمع مايقوله ..لم يُترجم عقلها مايتفوه به .. كانت تنظر لملامحه المُتعبة وهي تفكر بداخلها .. قَد تظاهر بالقسًوة طِوال الوقَت .. فقَط لكِ لا يشعَر هو ومَن يَحب بالألم بعد ذلك ... لكَنه ومع ذلك ...يتألم كِل يوم .
ضَرب جَبينها بإصبعه وهَو ينظر لعَينيها بِنصف عَين حَتى نَظرت إليه وكأنها تستفيق من نومها : الحَمدلله عَلى السلاَمة الطِيارة الي موجود فِيها عقلك هبطت عَلى أرض الوطن بسلام.
إبتَسم لها بإبتسامة صًفراء مُشيراً لها بالركوب .
###

فِي السِيارة...فِي طريقِهم إلى العَودة.

نَظر نَحوها وهِيَ تنظرنَحو الطَريق عَبر نافذتها بضَجر وضِيق..
:شهالأغنية الحَزينة الي حاطتنها ..وِين أغانِيك الهابطة الي مِتعودة تحطينهم
لِين دُون أن تنظر إليه ..بصوتِ متملل متثاقل: توقعت الرِحلة بتبسطني ..لَكنها عَكرت مِزاجي.
قَيس زمَ شفتيه وهو يومأ إيجاباً ..
لِين متكتفتاً وهي تنظر للأمام: بنت خالك مَزعجة..مِصرة تزعجني مَع إني قلت لها ألف مرة إنك ماتهمني.
قَيس أطَلق ضُحكة ساخرة ...صَمت لبرهة ..ثُم تَحدث بهدوء: لاحظتي إن الفترة الأخيرة إنا كلامنا يتمحور حَول "غلا" ..أقصد...مَصيرنا راح نتكلم كِثير عنها في وقت قريب.. لَذلك خَل نغير الموضوع
لِين نظرت له بنصف عَين : واقعاً لأنها أساس خُطتنا وعِلاقتنا مَع بعَض
قَيس مُتجاهلاَ ماتقوله : مِثلاَ تكَلمي عَن هواياتِك ...إيش تِحبين ؟ .." نظر إليها " غِير المشاهدة يعني ...أقصد سباحة ؟ قِراءة؟ تصوير؟
لِين هزت كتفها بضجر: ناه...ماعَندي هوايات
قَيس: مو شَرط هاذي الهوايات بَس..أي شيئ تستمتعين وإنت تسوينه
لِين بضجر: هوايتي أتهاوش معاك
قَيس ضَحك: ههههه لا من جد أتكلم
لِين بنصف عَين : ألهمني ...إنت تكلم أول
قَيس إختفت ضحكته لإبتسامة ، بهدوء وهو ينظر للطريق والغروب قد لَون السَماء وكأنها لَوحة بألوانه المُذهلة : أنا مِثلاُ ..أحب القِراءة ...والتصوير شوي.. والـ...آممم بصًراحة ما أحب أتكلم عن هالهواية ...محتفظ فيها كَـ سر
لِين : ليه ؟
قَيس: ما أعرف... إنتِ ماعندك هواية بس ماتحبين تقولينها للناس؟ تحبين تحتفظين بها لنفسك ؟
لِين : مُمكن .. إلا
قِيس: إيش هي؟
لِين بإنزعاج :إنت أول
قيس إبتسم: طَيب... أنا الكِتابة
لِين عَقدت حاجبيها : ليه هاذي الهواية السُرية؟
قَيس: إذا تكلمت عَن هوايتك ..راح يطلبون مِنك إنك توريهم من منبع الفضول شغلك .. وأنا ..ببساطة مابي
لِين : أنا توقعت هواية غريبة ممكن يضحكون عليك الناس لما تقول لهم عنها مو كتابة!
قَيس ضَحك وهو ينظر إليها : ليه ..إيش هي روايتك المَضحكة ؟
لِين بإنزعاج وهي تنظر جانباً: واقعاَ... أحب أجَمع العُملات والتذكارات من الأماكن ..بس لأني ما أسافر فأجمع مناديل المطاعم
إنفجَر ضاحكاَ .. لمَ يستطع حتى أن يتظاهر بعدم الضحك
ضربت ذراعه بقوة .. وصرخت بإنزعاج :هييي !!!! شفت فلهذا ما أحب أقول هوايتي للناس !! ..ليلى تُقول لـي إني لما احط المنديل خلسة في شنطتي كأني أجمع مُخدرات
إنفجر ضاحكاً مرة أخرى ... لا يستطيع تحملها .. تضحكه كل مرة بشيء مختلف
لِين بإنزعاج : مسوي إن هوايتك القراءة وحالة وين الثقافة بالضحك على هوايات الآخرين يا أستاذ ؟؟؟ كِيف تنشئ جِيل مهتزة ثقتهم بأنفسهم ومايقدرون يعبرون عن إهتمامتهم بدون مايخافون من السخرية إذا إنت بتكون قدوة غِير صالحة لهم وتضحك على هوايات الآخرين ها؟
قَيس بإعجاب ساخراً: والله طَلعتِ حَكيمة
لِين بغرور: أفا عَليك ..وكَم مِن طالبِ غَلب إستاذه.
###

ليـــلاً..

في المَقهى.. عِند صًوت المَلاعق تحتَد بالصٌحون ..وقَرع الأكواب على الطاولات..أحاديث الأصحاب..وصًوت الآلة وصوت سُقوط القهوة في قعرِ الكأس..رائِحة الكَعك المخبوز ..والقهَوة .. ورائحة عِطره التي تتسللَ إلى أنفها كُل ما أقترب بِجانبها

رَمقته بنظرة وهِي ترسُم بالحَليب على سطح القهوة الساخنة ..
رَمقها هو الآخر بنظرة ..وهو يضغَط على زر الآلة ..لتسكب القهوة في كوب صًغير
نظَر لوجهها أولاَ بنفسٍ نظرتها ..ثٌم نَظر لرسمتها على القًهوة .. لَو لم يتشاجَرا..لأثنى عَليها تَحسنها السريع
لَكنه أخذ القَهوة التي أعدها وهو ينظر لَها بإمتعاض لُيقدمَها لزبونه ..

كَان يُراقبهما مِن زاوية أخرى وهو يَعيد تعبأة ثلاجة الكَعك ..
لَقد إعتذر لها سابقاً.. ولَم تعاتبه ..وَحضرت مجدداً للعمل دُون أن تتكلم عن الحَادثة
لَكن يبدو إن هُناك حَادثة أخرى حَصلت بين لِيلى وريان.

تَقدم نَاحيتها .. إبتسم إبتسامة لَطيفة عَلى عَكس تقاسيم وجهه القاسية
ردَت على إبتسامته بإبتسامة مًتصنعة ... أحسَت بأن هناك شيئاً وراء إبتسامته
لَيس من عادته أن يكون بشوشاً .. بل من عادته أن يكون عَصبي ويحاول التحكم بأعصابِه قَدر الإمكان
نَطق جراح وأخيراً : وش صًار بِينكم ؟
لَيلى : بَس هواش عَمل
جَراح : مِن بَعد ماصًارت هوشتي مع ذاك "شدد على كلمته التالية بغضب" الغبي .. آه .."بهدوء مفاجئ" أقصد بذاك الشخص.. طَلع ريان من المقهى وهو متضايق وإنت بعد
مُمكن أعرف السبب ؟
لَيلى نَظرت لجراح بعَيني صادقة..بهدوء: واقعاَ لما إنت طَلعت بعد الهوشة..خضت في نقاش "رفعت عينيها مُحاولة إنتقاء الكَلمة المناسبة لذلك بتردد" غِير وِدي.. "رفعت يديها نَحوه موضحتاً" عُذراَ إنت سألت عَن الحَقيقة وأنا ماراح أكذب فَأتمنى كَلامي مايزعجك...
أومأ رأسه بالإيجاب بِطريقة واعية لَم تلتمسها منه مٌسبقاً مع كُل نوبات غَضبه التي رأته فيها
لَيلى مُكملتاً : تِكلمت عَن عصبيتك ..."بتردد" المُفرطة ...
أومأ رأسه ببطئ بالإيجاب مُحاولاَ أن يخفي حِزنه لكن شُعوره كان واضحاً على عينيه
لَيلى : رَيان إعتذر عَنك ..فأنا قلت له " بما إنك تعتذر عَنه معناتها إنك مفروض تهتم بأمره" ..إنفعل وتضايق وماتوقعت رِدة فعله تكون كذا...كِنت أبي أوصل له إن الصًداقة مو إنه يعتذر عَن أخطاء صًديقه ...بل إنه يعالج أخطاء صديقه.
جَراح أومأ رأسه بالإيجاب للِمرة التسعون .. أخذّ نفساً عًميقا ..ثُم نَطق بهدوء: إنتِ تدرين ليه تِغيب هالفترة عَن العمل؟
ليلى : إيه...لَين قالت لي عندهم رحلة
جَراح وهو يَنظر لها بتركيز : طَيب وقالت لك متى يرجعون من الرحلة ؟
لَيلى وهي تنظر لجَراح بإستغراب من أسئلته : إيه ..الليلة شيء كِذا
جراح بهدوء وهو يشَير برأسه ناحية رَيان : طَيب وهو وش جابه هِنا ؟
إلتفتت لتنظر لريان الذي كأن يأخذ طلبات الزبائن متصنعاً إبتسامته على الرغم من حِزنه ..أحست بالخِزي ..رَمشت بسرعة وهي تعود للنظر لجراح
إبتسم : صًار له كَم برا البيت ..أكيد أمنيته اللحين إنه ينام على سًريره وبكره يروح للعمل بنشاط .. لَكنه إختار إن يجي يساعد صًديقه في مقهاه الي مايجني منه أي ربح
إختفت إبتسامته عَن وجهه ..أكمل وهو ينظر لليلى بِجدية وهِدوء: إنتِ ماتعرفين كِيف ريان ..."صمت قليلاَ" ما أدري كيف أوصفه لأني أستحي أسميه صًديقي وهو أب وأخ وكل شيء لي في حَياتي .. هّذا المُستفز الي تشوفينه قِدامك .. هذا توأم وَقف مع توأمته فِي كل شيء.. إهتم بأمه بعد وفاة أبوه .. إهتم بَصديقه المُصاب بإضطراب غضب
صمت وهو ينظر لملامح وجهها التي تغيرت على آخر جملة قالها ...
وُهو أحَس ببرودة تعتري قَلبه ... قَال ماكَان يصَمت عَن بوحه منذ سٍنين
كَانت والدته وعائلة صًديقه الوحيدين الذين يعرفون عن ذَلك .. لَكنه إستاء من بوح ذلك أمام أي شخصِ آخر.
جَراح وهو يَقف مُعتدلاً ليستقيم ظَهره : ما أعرف....كِيف يقطع نفسه أكثر عشان يحصل على الرِضا ؟
مَضى بعيداً عَنها وهو يرَى تعابير النَدم واضحة عَلى وَجهها ..
مضى بجانب ريان الذي يأخذ الطلبات مِن الزبائن ... ليصًفق أسفل رقبته بَخفة .. نَظرت له عَيني ريان العسلتين بتساؤل .. إبتسم له جَراح وخرج من المقهى .. نَظر نَحوه بتساؤل حَتى إستفاق من ذلك بسؤال الزبون له

بيَنما هو خَرج ليبتعد عَند ذلك الزقاق .. ويستطيع أخيراً أن يسمح لإبتسامته بالتلاشي.. ولأنفاسه بالتسارع ... وأن تمتد يده نحو جيبه ليخرج منه سجائره ... ليرتشف سيجارة بشراهة وكأنه يرتجي من تسلسل دُخانها الدافئ عَبر رئتيه أن تُدفئ البرودة التي أحس بها عِندما باح بإضطرابه.
أغَمض عَينيه حالمَا نَفث الدخان مِن رئتيه ..
يَود لَو ذلك الذي يبعثره... أن يَخرج مَع كُلِ زفيرُ دُخان يَطلقه.
###

تَقدمت نَحوها مُتشابكة اليدين ..مُترددة ... نَظرت لها بعَينين حائرتين
كَانت تفتَح الأدراج وتبعثر بداخلها ..حَتى فَتحت دَرجاً يحتوي على الكثير من عُلب الدواء المنوم .. فبدأت بتفريغهم في كيسِ بلاستيكي ووضع العُلب في كيس بلاسيكي آخر
مَرام مُحاولة أن لا تظهر نبرة الإستنكار في صًوتها : يمه وش تسوين؟
أم فهد بتركيز شديد : أرمي هالسم الي أختك تاخذه كُل يوم مو مخليها ذبلانة غيره
مَرام إبتلعت ريقها ..مًع ذلك مازالت تشعر بالجفاف فِي حَلقها.. لَم تكف عن البكاَء منذ عَودتهم إلى المنزل ..كانت تريد أن تَتحدث عمَا تشعر به ..لم تختر الكتمان لأنها لم تجد فيه الرَاحة ...مَن كان يسمعها دائماً ... لا تستطيع التحدث معه عن الجُرح الذي خَلقه هُو بِذاته .. تَكلمت إليها :يمه أبي أتكلم معك .. أبي أفضفض لك
أم فهد بإنزعاج وهي ماتزال تفرغ الحبوب : ماني فاضية لك مَرام ...حَدي مشغولة بغباء أختك ماني فاضية لغباء ثاني أعصابي تِلفت
مَرام وهي تنظر حَولها : طَيب أقدر أساعدك وتخلصين بسرعة ونتكلم ؟
أم فهد بإنزعاج : مرام مو فاضية لا تخليني أعصب عليك ..روحي ليعقوب تكلمي معاه
مَرام سًحبت نفسها خارج الغُرفة بِضيق ... إتصلت لغادة لكنها أقفلت الخط وأرسلت لها بأنها مشغولة ومن الغريب إنها تتصل إليها " كان ذلك غريب فعلاً .. لكنه كانت تريد أن تتكلم عَن حزنها لا أن تدفنه في روحها.
صًعدت لشقة فَهد ..التي لا تعلم لماذا لمَ يخرج منها ويذهب لغرفته القديمة إن كان لا يفكَر فعلاَ بالزواج مَرة أخرى .. أم إنه يريد الإنعزال فقط ..هذا الواقع .
طرقت الباب .. فَتح الباب بإنزعاج حاملاَ على ذراعه منشفته ..
بإستعجال: نعم مرام تبين شي؟
إبتسمت وأخيراَ هُناك من سألها عَن ماتريده على الأقل: أبي أتكلم معك
فهد وهو ينظر للساعة المُعلقة على جدار الغرفة بجانب الباب : عن إيش ؟ إذا مو موضوع مهم أجليه لبعدين لأني أبي أخذ شاور وأنام بُكره ورايي موعد في المستشفى
مَرام : إمم واقعاً هو مهم بالنسبة لي..أبي أفضفض لك عن الي صار الأمس
فهد نظر لها غير مًصدق ماتقوله : مرام من جدك ؟ تبين تفضفضين روحي لأمي أو غادة الي مفروض تكونون قريبين لبعض مو لي أنا الي مابيعجبك كلامي أصلاً لأني أكبر واحد من أخوانك "الأولاد" ..من جدك !
مرام : إيه مو مشكلة أنا علي أفضفض وإنت عليك تقول رأيك بصراحة ماراح أطالبك بأن تقول لي الي يعجبني .. أبي رأي حكيم مو رأي يفرحني وبس
أم فهد وراء مرام : فَهد لا تنسى مَوعدك بكرة ..نام بكير مانبي نتأخر
فهد بضجر: يمه مايحتاج تجين معي ..ما أشوف له داعي
أم فهد : مالك دخل إنت ليه زعلان إذا أنا أجلس برا أنتظرك ..المهم تحس إن فيه أحد معاك
نَظرت مرام لأمها حينما قالت " المهم تحس إن أحد معاك"
أم فهد : يلا لا تتأخر
فهد لوح بيده بالوداع .. ليغلق باب غِرفته

مرام : يمه مُمكن اتكلم معك اللحين ؟
أم فهد وهي تنزل من على الدرج : بعدين يعدين حَدي مشغولة.
###

جَلست على مقعدها المُعتاد وهي تنظر نَحوه بتأمل .. كعادتها .. بَل أكثر
تقابلت عينيهما .. نَظر لها بصدمة .. إبتسم تدريجياً .. سًلم ليلى كوب القهوة التي بيده وأشار لها بيده نَحو إحدى الطاولات وكأنه يخلي مسؤوليته إليها ...
ليتقدم نَحو غادة .. نظرت له بإستغراب مع إبتسامة .. لمَ تره بهذا النشاط مَنذ مدة طويلة ... منذ سنين ...بالأحرى.

سًحب الكُرسي الذي أمامها ليجلس عليه بسرعة .. إبتسم إبتسامة عريضة ليظهر اللؤلؤ المتخبي خلف عبوسه : ماتوقعتك راح تجين الليلة ..
إبتسمت غادة إبتسامة خفيفة عَلى محياها مِن شدة التعب : واقعاً وحشتني
إختفت إبتسامته من الصًدمة .. لَم يتوقع مِنها قَول ذلك بهذه الشفافية .. كانت أخر مرة تكَلما فيها بهذه اللطافة لبعضهما قبل وفاة والدها وقبل دخوله للسٍجن ..
شًعر بالدفء يختلط مع البرودة في قلبه .. كَان مفعول كلماتها أقوى مِن دخان سجائره
غَادة ضحكت بخفة: هذا لو قِلت لك أحبك وش صار فِيك
إبتسم مُجدداً وهو يضع يديه على الطاولة : جَربي وبتشوفي
غَادة ضحكت : مو لازم يكون الشعور موجود فعلاَ عشان نصرح فيه
جَراح نَظر لها بشك رافعاَ حاجبه
غَادة ضحكت ورفعت يدها بوهن نحو حاجبه لتنزله بإصبعها البارد كالثلجِ : لا تسوي كذا تزداد وسامة
إبتسم وهو ينظر لها بإستغراب وهي تبعد يدها مٌجدداً عنه ..
جراح بإستغراب : آمم بموت قريب وأنا ما أدري؟
غادة بنظرة مُعتابة : بلا غباء جَراح لا تجيب طاري هالشيء الشنيع
جراح : إذا قلت لكِ إني مريض بمرض خَطير بتقولين لي أحبك ؟
غَادة أمالت رأسها و نظرت له بعتاب مرة أخرى: لا ومافيك مرض خطير وبسم الله عليك
جَراح نظر نَحو رؤوس أصابعها المُزرقة .. ثم نظر نَحو عينيها العسلتين المٌرهقتين : ولو قلت لك إني ...
صمت مصارعاَ أنفاسه الغير منتظمة البتَة
غادة مُسندتاً رأسها على باطن يدها بتعب : إيش؟
جراح : لو أفشيت لك بسر تفشين لي بسر؟
غَادة :طيب
جَراح أخذ نفساً عميقاً وهو ينظر لها مستجمعاً قوته .. مُصارعاً مايتحكم فيه دائماً :
أنـــا بديــت أتعالـج غــادة.

رَفعت رأسها مِن على يديها ببطئ وهِي تنظر لملامح وجهه التي إمتزج فيها الضيق والفخِر والتحرر في آن واحد ... نَظرت له بِحنية وفخر بشجاعته .. مًبتسمة بِرقة
كَان ذلك الشعور باعثاً للطمأنينة بطريقة عارمة ...
قَبلت إبهامها ...لتضعه على مَكان ندبته التي بِجانب حاجبه ..كتلكِ المرة على آثر عضتها
إبتسم لها ممُسكاً يدها التي شعرَ ببرودتها المُفزعة منذ ملامسة إصبعها لحاجبه عَندما رفعه إليها ..
غَادة بِحنية : شُكراَ
جراح إبتسم مٌطلقا صوتاً ساخراً ومستغرباً في الآن نفسه : أنا مفروض الي أقول شُكراً
غَادة : ريان ..قلت له؟
جراح أومأ برأسه إيجاباَ: إيه هو الي شاف لي طبيب .. بس إنت الحافز
غَادة : الحمدلله اللحين أقدر أطمن عليك
جراح : ليه تتكلمين كأنك بتسافرين
غادة ضحكت : هههههه ما أدري ..الخَبر صدمته جَميلة
جَراح إبتلع ريقه لتتحرك تٌفاحة آدم البارزة في رقبته ...نَظر لَها وهو يتمسك بيدها أكثر..لا يريدها أن تتهرب: طيب.. وقت سُرك ؟
غادة بتهكم : هه ماعندي أسرار إختار السؤال الي يشبع فضولك وبعلمك عَليه
جراح وهو ينظر لها بجَدية : من إيش الندوب الي في يديك ؟
تغيرت تعابير وجهها .. سحبت يدها التي قد تدفأت بحنانه قليلاً فَحسب : لازم تجيب طاري هالسؤال يعني
جَراح بإصرار: ليه ماتبي تقولي السبب ؟؟!! فيه شيء مخبيته ولازم أعرفه غادة!
وقفت بسرعة بغضب وهي تخرج من وراء الطاولة مُعلنتاً إنسحابها : لا تأذيني جـ

شَعرت بنبضاتِ قلبها تًصم إذنيها ... المقهَى يدور وتبهت ألوانه .. شَعرت وكانها تغرق في اللامكان .. أطرافها قَد تنملت
وثبات رجليها قَد تخلى عن إسنادها ..
أخر ما رأته إلتفات توأمها منِ عِند طاولة الزبائن ...
وصِراخ جراح بإسمها .
###

نَظرت لهَ يإمتعاض
نَظر لها بحدة وغضب وهو يضع هاتفه في جَيبه
غادة وهي جالسَة عَلى مقعد سيارته ،بإنزعاج:ماني فاهمة شالفايدة إذا قلت لأمي
رَيان بغضب: عَشان تسوي لك شيء تاكلينه ..ومِن يوم ورايح تراقب كل لقمة تاكلينها ولو تربطك في مكانك يكون أحسن
غَادة نظرت لجراح الذي كان ينظر لها بِخوف من نافذتها : فهمه إني بخير
جَراح أومأ بالنفي: لازم تروحين المستشفى..لا تنصحيني وإنتِ ماتتنفذين نصيحتك
غَادة بغضب:الوضع مختلف
جَراح بضيق: أشك
ريان بغضب: المُهم جراح إعذرني ماراح أكمل معاك اليوم عِندي مشكلة لازم أحلها
غادة: مافيني شيء
صَرخ عليها بجنون : لاااا تكذبييييييين عليييي!!!! إنسي إنك تكذبين علي أنا توأمك ياغبية!!!
جَراح نظر له بصدمة ..لَيس من النوع الذي يفقد أعصابه بسهولة ..لطالماَ كان حَليماً وكاظماً للغيظ
أغلق النافذة وسًار بسرعة قصوى متجاهلاً نظرات غادة نحوه...تنظر إليه وكأنه قَد جن وفقد عقله تماماً.
###

تقدمت إلى داخل المنزل بتثاقل..كان الإرهاق يصرخ في كل تقاسيمها..
صًعدت بأقصى سُرعة تستطيع القيام بها بكل الوهن التي تشعر به حَتى لا تسمع مُحاضرة من أمها
أم فهد صرخت لاحقتاً إياها :غـادة!
غَادة توقفت داخل غرفتها التي لحقت بها والدتها إلى الداخل
غادة تنهدت: طَيب ...باكل الي بتعطيني إياه ..بس لا توبخيني ولا تهاوشيني.. أبي أنام
أم فهد نظرت لها بإستنكار: إنتِ شفيك بالضبط؟ كِل هاذي حركات محاولة إن تاخذين منا إهتمام كالأطفال؟!! ولا الدايت الغبي الي تسوينه الي يخليكِ أربع وعشرين ساعة تعبانة ..ليه ؟؟
غادة نظرت لها متسعة الحدقتين...فتحت فمها بًصدمة..إخذت أنفاساً متتابعة قصيرة..: إهتمام؟
أم فهد بإستنكار: أنا تدرين ليه قلت لك بتاكلين أو ماراح تاكلين بالطقاق؟ لأني تعبت منك وإنتِ بس تبين تاخذين إهتمام...أكثر من هربك لأمريكا وأخذك كل قلقي وإهتمامي وش تبين أكثر؟؟؟ أنا مو عارفة وش تبين بالضبط ...وطلعاتك كل ليلة ...ورجوعك مع ريان وهو في المقهى...إيش يعني الدايت هذا عشان تلفتين نظر جراح لك مرة ثانية؟
تَود لو أنها تصمت فَقط ..كُل حرف تقوله يزيد صًدمتها ..لَم تتوقع إن ذلك الذي سوف يقابلها حال عَودتها من المقهى الذي سقطت مغشيتاً عليها فيه...نظرت لوالدتها وصدرها يرتفع ويهبط : لا طبعاً!!!....وأنا ما أسوي كذا لأني طفلة زي ماتقولين أنا بس تعبانة ..
ذهبت لجانب الكمدينة التي بجانب سريرها لتفتح إحدى الأدراج : واللحين إذا ممكن تتركيني أبي أنام وأرتـ...
إتسعت حدقتيها وهي تنظر للدرج الخالي تماماً أمامها
أم فهد بصرامة : تعبانة لأنك تشربين منوم كُل يوم ؟ هذا من الأرق لو من الملل من الحياة الفارغة الي تعيشينها ؟
نظرت لأمها والدماء تغلي في عروقها ..بغضب: ليه ترمينهم ؟!!!!
أم فهد بغضب: ليه ما أرميهم ..أنا أمك وبكيفي أتخذ الطر يقة الصحيحة للإهتمام فيك
خَارت قواها..ذُرفت دموعها على خديها وصاحت بغضب: لييييه هاذي طريقتك في الإهتمام ليه !!!!! إنت ماتفهمين ليه أحتاجهم مالك دخل فيني
أم فهد رمقت غادة بنظرة غاضبة ومصدومة: وصلنا لمرحلة الصراخ على الأم ؟
وضعت غادة باطن يدها عَلى جبينها لتخلل شعرها بين أصابعها بإنزعاج ..
أخذت حقيبتها مجدداً لتخرج من الغرفة ..وتنزل من على الدرج
أم فهد لحقت بها إلى غرفة المعيشة :وين إن شاء الله؟
أغلَقت الباب دون أن تخبرها بشيء

نظرت لهم بعيني خائفتين ومصدومتين ..مرام بصوتِ مضطرب: شصاير؟
وليه ريان رَكب وهو معصب؟!
أم فهد نظرت لمرام بغضب: أختك الغبية ماتاكل زين وتشرب منوم عشان تلفت النظر الغبية واللحين مادري وين طست
###

طَرقت الباب بتردد..
وخجل مما تقوم بفعله في الآن نفسه... لَم تفكر.. فقد خَرجت من المنزل هاربتاً وطلبت سائقاً ..وإختارت هُنا من دون تفكير..أطفأت هاتفها كُلياً لتنفذ من إتصالات أمها.
لَم تنتبه للجرس.. ولم تنتبه إنها خرجت دون حذاء.. لم تنتبه إلى سوء حالتها
فقط كانت تريد الهرب
كعادتها.

يُتبع في الجزء القادم...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.