آخر 10 مشاركات
خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          363 - رجل غاضب - روبين دونالد (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-19, 01:45 AM   #41

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




كَـان آخَـر شخص يَقوم بُمقابَلتـه ..
مَرام لم تأتي للمَشفى ..
دَخـل بخُطوات ثقِيلـة ..
مُتذكراً تِلك الأيَام التعَيسة .. اللاتي عاشوهَا أثنَاء إكتئاب والدُهم

جَلس أمَام الطَبيب سَامي مُبتسمـاً..
عَكس إحسَاسـه .. كعَادتـه.

نَظر لهُ الطَبيب سامي .. كَان الوحيد الذي قَد جلس أمامهُ مع إبتسَامة

: إستاذ قَيس.. كِيف حالك اليوم؟
قيس: الحمدلله
الطَبيب سامي: الحمدلله.. عندي كم سؤال أتمنى ما أزعجك بُهم لكَن لضرورة الخُطة العلاجية والتشخيصية للآنسة غادة
قَيس :تفضل
الطَبيب سَامي: هل لاحظت على الآنسة غادة أي شيء مُثير للريبة قَبل الحادثة أستاذ قيس؟
قَيس: إنها كانت تقطع شعرها .. وتشرب منوم.. ماتاكل.. ودايماً متضايقة
الطَبيب سَامي: متضايقة... طَيب ليه ماشكيت بضيقها كإكتئاب؟
قَيس: لأننا كِلنا دايماً متضايقين
كَان يدَون شيئاً.. رفعَ عَينيه بُسرعة لينظر لقَيس مُجدداً
رفع رأسه :وضَح لي كلامك أستاذ قيس " كلنا دايماً متضايقين"؟
قَيس: أقَصد .. أهلي من بعد حادثة أبوي.. دايماً هواش.. دايماً متضايقين ..ولأنها أو وحدة إكتشفت إنتحار أبوي.. ولأنها متعلقة فيه كثير.. فكان هالشيء مؤثر عليها جداً
الطَبيب سامي نَظر لقَيس بتمعُن ..ثُم سأل: هل في أحد قالك عَن شيء من الأشياء الي ذكرتها عن الآنسة غادة وإنت كنت ملاحظها أيضاً؟
قَيس: لا
الطَبيب سامي: أنا أسف لسؤالي.. لكن كيف إكتشفتوا إنتحار الآنسة غادة ؟
قَيس: إنت تعرف الحادثة.. كانت بالبانيو..
الطَبيب سامي قاطعه: لا... أقصد
أمك قالت لي إن هي منعت الدخول لغرفة أمك وأبوك السابقة بعد إنتحاره في حمامها .. كِيف إكتشفتوا إنها هناك ؟ بمحض الصدفة .. إنكم كنتوا تدورون عليها وبس ومن اليأس رحتوا بحثتوا هناك ... ولا لأنكم شكيتوا بشيء؟
قَيس تجَهم وجهه ..نَطق بضِيق يحاول إحكامه فِي صدره: لأن وقَتها غلا كلمتني وقالت لِي إنها مكتئبة ورحت بسرعة للبيت خايف عليها
الطَبيب سامي: "بسرعة للبيت خايف عليها" كنت شاك إنها إنتحرت؟
قَيس إبتلع غصَته بألم وعَينيه مُرتكزة على الطَبيب .. بضيق: إي
الطَبيب : ليه .. إنك تعرف إنها مصابة بالإكتئاب في يوم مو بالضرورة إنك بتعرف إنها تنتحر في نفس اليوم بعد ؟
قَيس: لأنها قالت لي أشياء ماعرفها .. ولأنها كَلمتني بخوف.. كَانت شاكَة بأنها راح تأذي نفسها..فلهذا كَانت في عجلة وتبي تقولي شكوكها بسرعة
الطَبيب سامي: مُمكن تخبرني عن حالتك مع إنتحار والدك ؟
قَيس: الحمدلله
الطَبيب سامي وهَو ينظر لقيس كاتماً إستغرابه : أقصد..كِيف كان شعورك ..دورك ؟
قَيس: بَس حاولت أهتم في عائلت بقدر الإمكان .. وقبل الـ(صَمت قليلاً يبحث عن كلمة مختلفة عن الإنتحار) وفاة أبوي كنت أنا وفهد نتقاسم المسؤولية.. بينما بعد وفاته عشان أكون صريح المسؤولية كانت كبيرة على ريان مع وجودنا طبعاً لكننا تزوجنا وريان كان أكثر شخص مسؤول
الطَبيب سامي: وشعورك وعلاقتك معهم..؟
قَيس: كل شيء بخير
بَس غادة أتمنى تطلعها من الي هي فيه
الطَبيب سامي أومأ رأسه وهو ينظر لقَيس بإستغراب
##

:مُمكن أسألك عَن الندبات الي فِي ساعدَي يدك؟
نَظرت إلِيه بحِدة : خلاص إختَفوا
الطَبيب سَامي:صَح كلامك بَدوا يختفون تدريجياً.. لَكني كَطبيب نفسي أكيد بلاحظهم
غادة : وليه توك تسأل عنهم
الطَبيب سَامي: لأني ماقَدر أسألك كل الأسئلة الي في بالي في جلسة واحدة آنسة غادة
غادة: ليه؟ ياليت والله كان أخلص وأفتك من الجلسات الفاضية ذي
الطَبيب سامي : كِنت تخبينهم ليش؟
غادة:كِيف عَرفت إني كنت اخبيهم؟
الطَبيب سامي: قابلت أفراد عائلتك اليوم .. مو الكِل يدري عنهم
غـادة: شي طبيعي بخبي جروحي مين يبي يظهر جروحه للناس
الطَبيب سامي وهَو يستند على ظَهر الكُرسي، تنهَد: آنسة غادة ... هَل كِنتي تجرحين نفسك؟

صَمتت وهَي تنظر لَه بِحـدة ..
شَدت على قَبضـة يدَهـا

: أتَوقع مافي أسوأ من الإنتحار
الطَبيب سامي : كَم مرة ؟ مرة .. مرتين..كثير ماتقدرين تعدينهم ..وكيف
غـادة: مَرة..
الطَبيب سامي: ليش ما إستَمريتي؟
غـادة قطبت جبينها: شهالغَباء يعني تبيني أستمر ولا إيش؟
الطَبيب سامي: واقعاً شُكراً جزيلاً لأنك ما إستمريتي.. لَكن غالباَ الي يؤذون أنفَسهم يستمرون بإيذاء نفسهم معتبرينها وسيلة لتخفيف الألم النفَسي
غَادة بحدة: أنا حَسيتني غبية وأشفقت على نفسي زيادة .. ومثل ماقلت لك أكره شعور إنك تشفق على نفسك
الطَبيب سامي: الي إكتشفَوا جروحك ما سألوك عنهم؟ وش كان جوابك؟
غادة : ماكنت أعطيهم جواب طبعاً
الطَبيب سامي صَمت قليلاً وهو يقلب الورقة ..
نَظر إليها: آنسة غادة لازم تتعاونين في علاج نفسك.. لازم تكون عندك الرغبة في العلاج .. لازم تتكلمين مع أفراد عائلتك لما تحتاجينهم.. ولازم ماتتهربين من أسئلتهم
إنتِ ماعطيتيهم فرصة حَتى يعرفون شفيك عشان يساعدونك .. وهذا الي أدى لمرحلة الإنتحار.. كِنا نقدر مانوصل لهالمَرحلة.
غادة بحدة: شوف إنت طبيب نفسي.. مو مريض نفسي.. لذلك ماتفهم إنك لو إيش سويت بتوصل لهالمرحلة يعني بتوصل
الطَبيب سامي: وطبعاً إنتي تقيسي تجربة الكل على تجربة واحدة في حياتك .. وهي تجربة الوالد
أحسَت وكأنه قَد أثار جُرح قلبهَا .. وكأنه إخَترق الجُرح من جَديد ألف مَرة .. صَمتت وهَي تنظُر له بوجِه جامد وعَينان حزينتان.. تُحاول أن لا تَظهر عَدم إنتظام تنفسَها بعد جُملته

الطَبيب سامي وهَو يغلق الملف: أتَوع إن حديثنا لهذا اليُوم كافي.. لكِن أتمنى مِنك الإلتزام بالعلاج والجَلسات... واليُوم بإذن الله تبدأين العلاج الطَبيعي
لكِن رجاءَا .. تحَلي بالعزم .. وبالحياة.

وقَف من على كُرسيه ..

: أنا كِنت بتخَلى من حياتي.. وإنتَ تقول لي أتحلى بها
نَظر لها: تخَيلي حياتك مع الي تحِبينهم .. تخيلي حَياتك بعد العِلاج.. تخيلي نفسك مُستقرة بوظيفة مع عائلتك ومع زوجك وأطفالك المُستقبلين.. تَخيلي نفَسك خالية من الإكتئاب.. ركزِي نَظرتك على الحياة السعيدة وعائلتك .. إبعدي نظرك عن التعاسة
وإعرفي إننا جميعنا مُبتليين في حياة الدُنيا .. وإن الدِنيا ماتسَوى وقصيرة جداً إن نزعل على كل شيء.. وإننا مردناً راح نلحق المتوفيين وقت مايشاء الله .. وإننا بزعَلنـا .. وتفكيرنا بتعاستنا على المتوفي... ننسى إننا قاعدين نضيع وقت سعادتنا مع الأحيـاء.

تنهَدت وهَي تنظر له ..

لا تعَلم لماذا ..

لكنهَـا أومـأت رأسهـا بالإيجـاب.
##

تَوقف عِندهـم .. نَظر لهُم جَميعـاً
وألقى التَحيـة: السَلام عَليكم.. شُكراً لتعاونكم معي جميعاً اليُوم .. ماتُعرفون شكثر كانت مُفيدة المُقابلة الفَردية معكُم .. تأكدت من تشخيصي لغادة بالإكتئاب ولخُطة عِلاجها..وإكتشفت إنكم تعرفون أعراض مختلفة عنها مو كلكم تعرفونها

طَبعاً بِما إني وضَحت اليُوم .. إن الوقاية خَير من ألف عَلاج .. وإني أبي أضَمن وقايتكم مِن أذى خاصة إنها حالتين في عائلة.. لذلك قَبل ماتصحَى غادة كِنت مانعكم من الخُروج.. وشُكراً لتفهَمكم.. والآن.. شُكراً أيضاً لإعطائي وقتكم في المقابلات.. أتمنى مُنكم تكونون صريحين معي.. للتأكد فقط.. هَل في أي شخص منكم يحِس بإكتئاب .. بضيق مُستمر دُون سبب ؟

نَظروا لبَعضهم وهَم يهَزون رأسُهم نفيـاً بإستغراب ..وهَو بدَوره أمعن النَظر لرِدات فٍعلهم
الطَبيب سامي وهَو ينظر لهم : طَيب تشُوفون إن أي أحد منكم عِنده أعَراض مُشابهة للآنسة غادة؟



تبـادَلوا النَظرات ..

نَظرات التأكد والإقِرار ... الإستغراب والشَك


إستقَرت نظراتهم عَليـه

عَم الهُدوء ..

رَفع عَينيـه لينَظر لهَم ..

جَميعهُم ينَظرون إليه ..

نَظر لهُ الطَبيب سامي بشَك
قَيس بدِفاع: شفيكم؟!

رَيـان بهدوء: التقيؤ قَيس... التقيؤ المُستمر

كَانت هادئـة .. حَالما نَطق ريان بذلك .. إلتفتت بُسرعة لتنظر إليه بعَينين خائفتين ..
لاحظت ذلك عِدة مَرات .. بُقع الدم عند منزل عائلته التي رفض تنظيفها ..
جُرح سَلام المُدمي في رحلتهم .. وإغلاقه لعَينيه خَوفاً من منظر الدَم ..واضعاً يده على فَمه حتى لا يتقيأ

قَيس وهَو ينظر لهم غَير مُصدقاً لهم... بدفاع :بلا غباء شيء طبيعي إني أنقرف من الدم.. مو كأني شخص غريب إني أتقيأ من الدم ملايين غيري نفسي
ريان بهدوء: بس حتى غادة نفس الشي
قيس بغضب: طبيعي بِما إننا إثنينا شفناه مُنتحر قدام عينا ومخضب بدمه وش تبي تكون ردة فعلنا
الطَبيب سامي مُقاطعاً : لِيه ماقلتي إستاذ قَيس عن هذا الأمر في مقابلتي معاك؟
قَيس نظر له بصدمة : لأنه شيء عادي ماشوف له داعي تكبير الموضوع
الطَبيب سامي: حاولت أطلع منك الكلام بقدر الإمكان بس كنت قافل على نفسك..
قَيس بغضب .. فَتح فمه ليرد
لكن قاطعه الطَبيب: لا تخاف.. أنا بس أبي أتطَمن .. الآنسة غادة اليُوم أظَهرت تحسن بالنسبة للي شفته قَبل.. أقصَد إنها تَبي تتعالج .. نفسياً وعلاجا طبيعياً
نَظر لهُ جراح الذي كان صامتاً طوال الوقت .. بنظرة صدمة
كُل ماحَدث معهما.. شجارهم ..رفضها القطعي .. مالذي حصل !

الطَبيب سامي: لذلك راح نطلعها للبيت خَلاص .. جُلوسها في المُستشفى ماراح يفيدها بشيء وراح يخُسر مريض محتاج غرفتها وسريرها .. لكَن أتمنى المواظبة على جلساتها..
و " نَظر لقيس" أستاذ قَيس مُمكن تجي معي للحظة

قَيس وقف وهَو ينظُر لريان بُحقد ..
الذَي بادلهُ بهدوء: آسف.. ماراح أتحمل خسارتك إنت بعد .
##

: مافِيني شي صدقني
الطَبيب سامي: فاهمك .. لَكن كِنتوا تُظنون إن غادة مافِيها شَيء نفسي بعد ..
واللحين حالتين في العائلة .. ماراح نخاطر بحالة ثالثة
قَيس وهَو ينظُر له : فاهم الي تقصده .. بَس غادة كانت عارفة إنها مكتئبة.. أنا مافيني شي
الطَبيب سامي: أسَوء شيء في الأمراض النَفسية يا أستاذ قَيس .. إنها تأثر على العائلة كِلها .. خاصة إذا الي كان إنصاب بها هُو المُربي.. وخاصة إذا مثل ماقلت تعايشت مع حالتين .. وخاصة إذا كَان عندك شيء متشارك مع المَريض
قَيس: اللحين بس عشاني أتقيأ من الدم شخصتني بمرض نفسي؟
الطَبيب سامي: لا .. بس أبي أضمن إن التقيؤ ما يَوصل لأمور أعظم .. ومن ثم لمرض
قَيس : إنت دارس.. هل معقول إنك تظن إن تقيؤي من الدم مثير للريبة؟
الطَبيب سامي: لا .. بس مثير للريبة إني أسألك عن حالك وتقول الحمدلله وإنت من أكبر المتضررين .. تقيؤ من منظر الدم بسبب .. وليس من قبل وفاة الوالد .. بل بسبب منظر الوالد المخضب بالدماء مثل ماذكرت .. وماقلت لي إنك وغادة شفتوا أبوكم منتحر
إنتَ تدري من أكثر الأشياء الي أثرت على نفسية الآنسة غادة هُو إنها أول من لقت الوالد منتحر ..
أتمنى يا أستاذ قَيس إنك تعبر عَن شعورك .. إنك تضِمره وتخبيه في قلبك غير صحي
وهذا الي لاحظته فِيك.
قَيٍس: ماله داعي أتكلم عن إحاسيسي أو مشاكلي عن احد .. ليه أضايق أحد غيري بمشاكلي الشخصية
الطَبيب سامي: هاذي أنانية منك يا أستاذ قيس
صَمت وهَو ينظر له محاولاً أن يوضح له إتهامه..
أردف: أنانية إنك تظن إنك دايماً قادر على حَل مشاكلك لوحَدك .. مافي إنسان يقدر يحل كل مشاكله لوحده .. وإلا ماكِنا شخصيات مختلفة عندها خبرات مختلفة عندها وظائف مختلفة
أنانية إنك تبي تحتفظ بهمك لنفسك ..
مِثل ماتبي غيرك يشاركونك هموهم .. وتبي تكون مسؤول عنهم .. وتحميهم .. نفس الشيء القريبين منك يبون يهتمون بقلبك.
قَيس: أنانية إني مابي أضايق أحد بهمومي؟
الطَبيب سامي : لما كنا صغار كِنا نظن إن أبائنا يمتلكون كل الحلول لكل المشكلات .. إنهم مايحتاجون أحد يستندون عليه لأنهم سَند لغيرهم .. إنهم يختارون دايماً قراراتهم بدون مساعدة .. لما نكِبر.. لما نصيِر أباء بدورنا .. نفهم إن الكِل دون إستثناء لازم يفتح قلبه لأحد ويعرض عليه مشكلاته .. حتى لو كان شخص واحد فقط .. في النهاية محد يمتلك قوة خارقة أستاذ قيس.

##

ما إن خَرج من غُرفـة الطَبيـب حَتى رأهــا أمـامه ..
نَظر لها بإستغراب: ليه واقفة هِنا ؟

لِين بضيق: فيك شيء؟
قَيس بإستغراب وهَو يترك مقبض الباب ويتقدم نحوها ببطئ ..
بهَمس: لا وش فيك
لِين :وش قالك الطبيب
قيس: كلام فاضي إنتِ الي وش فيك
لين: بَس .. كذا .."إبتسمت" نتظمن عليك قبل لا نتركك

تغيرت ملامح وجهه ... إكفهَر وجهه
لِين : شفيِك ؟ مو كِنا متفقين إن يكُون هَذا الأسبوع؟
قَيس وهو يبتلع ريقه: بس مو قلت لك إذا يأثر على دراستك راح نأجلـ..
لين برباطة جأش: بس قلت لك إنه ماراح يؤثر علي
يلا عاد قيس.. أصلاً من تزوجنا وأحنا حاطين في بالنا راح نتطلق.. ليه بيؤثر علينا ؟!
قيس: أدري.. بس .. في النهاية كانت علاقتنا قوية مع بعض
لِين بجدية : صَح بس كِنا نتعامل مو كزوجين ..كشخصين يعيشون مع بعض فقط
قيس : بل أكثر

صًمتت وهَي تنَظر لهُ بعَينيهـا النَجـلاء ..
هَل يُحاول أن يبني الحَنين بينهَما قَبل الفِراق ؟
أم إنهُ يحاول إشعال النِار فِي صَدرهـا قَبل الوداع؟

كَان هُو بدَورهُ.. مُشتاقُ لهَا قبل أن يفترقـا..

يقرُ إن علاقتهُما لَيست بُكره ولا بُحب ..
ولكَنها عِلاقة سَاميـة

رُغم إنهَا بُنيت عَلى أسَاس الإنتهَـاء
رُغم كَثرة مُشاجرتهم..
إلا إنهُ كان يشعُر بشعور مختلف إزائهـا..
ليست بحبيبته .. وليست بزوجته .. وليست بصديقته.. وليست بأخُته

لكَنها شيء عَظيـم بالنِسبـة إلِيـه

: السبت .. صح؟
لِين أجابت بتأكيدها للموعد المُتفق عليه: السبت

ثُم أدارت نفسها .. لتجعلهُ خلفهـا وتمضي.
###

لَيــلاً..

عِند مَواقف سِيـارات المَشفى .. دَف كُرسيها المُتحرك رَيان .. بينما كَان فَهد بدوره يهُيء مساحة لغادة والجَميع فِي سيارته .. ولكُرسيها المُتحرك وعُكازهـا

رَفعت رأسهَـا ..

تنظُر للسطح دُون تركيز بما يحَصل..

تتذكَر ماحدث..
وقوف جَراح عَلى حافتـه..
كلامه... دمُوعـه

إرتجافهـا وسقوطهـا لإنقاذه

شقَ تحَريك ريان لكُرسيها ذاكرتها ..
لتَرى نفسهاً بين يدَي رَيان وفهَد ليحملونها بداخل السِيارة

تنظُر لقدمهَـا العَاجزة
وذلك ما إقترفته يداهـا.

###

نَظر لهَـا..
تَبعد شعرهـا من على وجهها للوراء بإنزعاج كطفِلة قد أزعجتها خُصلات شعرها التي لا تتوقف عَن مُداعبة رقِة وجههـا..

تُوضِب أغراضهـا ..

وهَو يرى إزالة أثارهـا .. من الشُقة شيئاً فشيئاً

بدت الشقة خاليـة ..
كَانت أغراضها التي في كُل مَكان .. التي كانت دَوماً تُزعجه بوجودها هُنا وهُناك
تُزعجه اليوم بإزالتهـا.

نَظر إليها بضِيق..
توضِب أغراضها من ليلة الجُمعـة ... ورحَيلها يوم السبت

نَظر لوجهها بضيق..
وجهها الجـامد ..
قلبها الجَـامد..
لِماذا هُو الوحيد المتأثر بذلك ..

لماذا يُقطعـه الشَوق لهَذا الحَد قبل فِراقهم ..
فراقهم المُتفق عليه.

وقَف مِن عَلى الأريكـة ..
كَان طوال الوقت جالساً ينظُر إليها دُون فعل شيء..
جُزء منه لم يود مُساعدتها ..
لم يود مُساعدتها بتوضيب حقائبها والذهاب.

إقترب نَحوها ..
كَان يوَد أن يتلاعب بخصلاتها كعادته ويُرتبها خَلف أُذنهـا..

لكنُه شد على قَبضة يديه .. حَتى يمنع نفسهُ من ذلك.
: وش رايـك ...

نَظرت لهُ مُبعدتاً شعرها خلف أذنهـا..
صَمت قليلاً وهَو ينظُر نَحو عَينيها ..
الاتي لطَالما سخَر منها ..
سَخر من شدة وسعها ..

لكنهُ يحبهـا.

أردف: وش رايك بكره بعد ما تخَلص غادة من جلستها .. نطلع مع بعض
لِين : هاه ؟
قَيس: يعني .. مَوعد ماقبل الإنفصال (أطَلق ضُحكة ساخِرة على حَالهِما)
كِنت أفكر..

من تزوجنـا.. ماطَلعتك طلعة حقيقية .. تعشينا مع بعض برا أو شيء
لذلك .. شرايك بكره أعوضك ؟
لِين نَظرت لهُ بإستغراب ..
مالذَي حَل فِي هذا الغَبي...
لِما يحُاول تعليقي بِه .. لماذا يزداد لطافة يوماً بعد يوم
لِما أصلاً كان لطيفاً معي منذ البداية ..

لكنها وجدت نفسها تقول : أوك

وجدت نفسها تقبل عَرضهُ ..
لتودعهُ هِي الأخرى ..

##

واقفـاً بسيارتهُ عِند مَنزلهـا...

يتنهَدُ بإسِتمرار ..

وهَو ينظُر نَحوه ..
يشتاق لها ..
يتمنى أن يلمحَهـا..

فقط يشعُر برغبة مُحلة بالعَودة إليها ..

وقَد إتخَذ قَراره .. وأيقن إنهُ صحيح بإنتظاره الغَير مضُمون لرؤيتها تَخرج من المَنزل

ضاقِت عَينيـه بإنزعَاج بسبب ضَوء السيارة التَي توقفت أمامه ..

خَرج من السيارة شَـاب مُهندم .. طَرق نافذتِه مُبتسماً ببهَجة

فَتح باب سيارتُه ليخرج منها ويَمد الشاب يدهُ ليصافحه فيبادله هُو الآخر سلامه
الشَاب: أعذرني أخَوي أزعجتك بس تعرف وين بيت الـ ###؟
: لا حَبيبي شدعوة .. هذا هُو
الشَاب مبتسماً: شكراً والله ماقصرت ..
إبتسم : لا شِدعوة

بإبتسامة: لِيه عندهم شي ؟
الشَاب وهُو يشير لوالدهُ بالخروج من السيارة : لا بس إدعي لي يا أخوي..

متقدم لبنتهُم .

تَلاشـت إبتســامته ..
إكفهَر وتجَمد وجهه..

تعَلق بحبال لا يعَلم أين المَفر منه ..
نَظر لهُ الشاب ووالدهُ يخرج من السيارة بإبتسامة : البنت خلوقة ويارب توافق عَلي ..
بيكُون أسعَد يُوم فِي حياتي .

إستغَرب من وجُه فَهـد المُكفهِر..
قاطع إستغرابـه وضع والدهُ يده عَلى كتفـهُ ليدخلاً ولا يتأخران عَن موعدهُمـا..

تركـاه ليدخَلا البَيـت ..

شُلت أطَرافــه .. وعَينـاه مُعلقتين على الشاب الذي يتمنى إن هذا اليُوم هُو أسعد يَوم فِي حياته

بينما هُو سيكُون أتعس يَومُ في حياته ..

الإبنة الوحيدة المُتبقية دُون زواج ..
غَــــزل.

رَفــع عَينيـهِ نَحو نافِذة غُرفتهـا المُضـاءة

أخَبرتهُ إن من عاداتهِم ..
رؤية الرجل المُتقدم لخِطبتهم عَبر نوافذ المَنـزل

تذَكر وصفهَا لأول إنطِباع عنه ..
لم يكُن عند رؤيتهما الشَرعية

بل كَانت عِند خُروجه من سيارته الكُحلية .. يُرتب شِماغهُ... وكَمي ثَوبه
وجههُ جـاد ..
وسيمُ كما وصفته ..

هَاهو الآن يقف مُنكسـراً ..
فِي نفس البُقعـة التي رأتهُ لأول مرة بهـا..

يرفع رأسهُ لينظُر لهـا ..

تنظُر عَبر نافِذتهـا ..
مُمسكة بقِماش حجابها بقبضتهـا..

كانت تتوقع أن ترى الرجلُ المتقدم لها وتأخذ أول إنطباع عَنه ..

لكنها كَانت تنظُر بصدمة وضيق نَحو فهـد ..

كَان مِن حَظـها .. وحَظـه.. مُرور فهد على بيتها كُل فَترة ..

لاحظتهُ مرات قليلـة ..
لكَن أن تُلاحظه اليُوم ... فكَان من حظها السيء..


ومن حَظهُ السيء.. أن يصِل في هَذه الســاعة.

أسدَت سِتار نافِذتها بُبطـئ ..
حَتى إختفى كِيانهُ كُليـاً.
وإختفَت فَرحة شفاءه مِن عُقمـه...مُتأملاً أن يكَون جَوابها الرَفض.
##

كَان واقِفـاً عِند رُكن المُحاسبة .. سارِحـاً في مكانها المُعتاد

سارحاً بتفكيرهُ بها..

قطع ذلك سؤالها : ريان ماراح يجي اليوم ؟
جراح نَظر لليلى .. وهَز رأسهُ نفياً

إبتعَدت لتدخل مَطبخ المقَهـى ..

بتردد ..
فتحت ولأول مَرة مُحادثة معهُ على الواتس آب..

ريان وبجانبهُ كُوب قهوة
وبجانب إسمهُ صُورته الشخصِية .. عِند البحَر والهَواء يُبعثر شعرهُ الكستنائي .. خافياً جمال عَينيه بنظارتهُ الشمسية .. ضاحكاً مُمسكاً بعصيُر منعش بين يديه

يبدو عَليه السعادة ..
تتمنى أنه بخير الآن أيضاً ..

: بس حَبيت أتطمن إنك بخير..

هَزت رأسها نفياً وهي تمسحُ ماكتبته بُسرعة: ليه أبين إني مهتمة فيه

:ليه ماجيت اليُوم؟

سلامات أحقق معه أنـا..

مسحته

:ووووينك ... المقهى زحمة حده

لا عاد أخته تعبانة وانا أشغله زيادة

:إنت بخير؟

كَلمتين فقط ..
أرسَلتها.

كَانت سَتخرُج من المُحادثة .. سَحبت المُحادثة للَيمين لتُخرج منها
لكنها رأت حالتهُ تتحول لمُتصـل..

تَوف قلبها عَن العَمل..
لم تعتقد إنهُ سوف يدخُل محادثتها بهذهِ السُرعة..

رأتهُ يكتب ..
وَضعت يدها على قلبها نادمة عَلى ما أرسلته

أرسَل لها قَلباً أحمراً

إحَمر وجههـا..
لِما يرَسل لهَا ذلك .. لقَد سألتهُ إن كان بخير..
لماذا يرد بهذا القلب السخِيف ..

أرسلت لهُ وجها غاضباً ..

: بخِير إذا عَزمتيني بُكره على كوب قهوة من يدك (غمزة)

ليلى بقهر: سخيف سخييييييييييييييف أنا حمارة لما رسلت له

: باي .. مشغولة مع الزباين

وأغلقت هاتفها بُسرعة وصدرها يهبط ويعلو بسرعة.
##
اليَوم التَالي..
عصـراً...


كانُوا مجتمعِين على طاولة الطَعـام ..

يتناولون القهَوة والكعَك بعَد الغّذاء.

هِي بدَورها .. تكره كُرسيها المُتحرك
جالستاً على كُرسي طاولة الطعام الإعتيادي..

تأكلُ بهدوء دُون الدُخول في أي مُحادثة..

لَم يكُن الجَو رائعاً بينهُم اليَوم ..
رغم إنهُ أول يوم لهُم في المنزل بعد المكوث طوال الفترة السابقة في المَشفى..

نَظرت أم فهـد لمَرام الهادئة بحدة
: راح تروحين اليوم مع أختك المستشفى
مرام وهِي مازالت تنظر لقُطعة الكعك في صحنها وتتناولها : ما أقدر
أم فهد : ليه إن شاء الله
مرام على نفس حالتها : بذاكر
أم فهد : مُو كِفايـة الأمس ماطَبيتي المستشفى تشوفِين أختك
مرام مُقاطعتاً والدتها : هذاهي في البيت ماكان يحتاج إني أروح
أم فهد : ولا حتى رضيتي تدخلين لها غرفتها إلا بالغصب.. أتمنى منك بعض الدعم إذا ممكن
غـادة : مو مشكلة هي أصلا كارهتني
مَرام نظرت لغادة بِحدة
قَيس : مرام .. تعرفين حالة أختك حاولي تتركين مشاعرك على جنب بقدر الإمكان
مرام وهي تتابع تناولها لقُطعتها : أستغفرالله
أم فهد مُحادثة ريان : اليوم راح تجي غلا جلسة غادة الطبيعية أتمنى منك تكون صَبور وماتتنرفز من وجودها
ريان بقهر: أستغفرالله اللحين يعني مهتمة !!!
قَيس بدفاع : ريان خلاص عاد .. ماصارت صحيح إنها غلطانة بس لا تفكر تعاملها معاملة سيئة تفهم؟
بَينمـا كانت لِين بجانبهُ ملتزمة الصَمت .. ترتشف من قهوتها دُون أدنى تعليق
قَيس وهَو ينظُر لفهد بشك .. وإلى قُطعته التَي لم يَنهش منها شيئاً
وإلى قَهوته التي قَد بَردت دُون ان يرتشف قَطرة منها ..
وإلى عَينيه السارحتين ..

:فهد فيك شيء؟
هَز رأسهُ نفياً :لا
رَيان وهَو ينظُر لقيس: أهَم شيء إنت بعد الي مافِيك شيء؟
فَهم قَيس إنهُ يرمز للأمس ..
قطَب جبينهُ بإنزعاج : ماصَارت ترا مافِيني شيء
رَيان: مَحد مثالي قَيس..مفروض كنت تقول للدكتور عن تقيأك بعد إنتحار أبوي
أم فهد بإنزعاج : بعدي موقادرة أستسيغ سماع هالكلمة على ألسنتكم
قيس: ليتك تسكت وماتتكلم عن لا حالتي ولا إتهامك لغلا
ريان : ليه تتهم إيش أجل بحالة غادة؟
قيس: إكتئاب وإنتحار أبوي يعني وشو
غادة : ممكن ماتتكلمون عن حالتي وكأني مو موجود بينكم؟
أم فهد: المهم بتروحين اليوم مع أختـك

إنَفجَــرت ..
أحسَت بقلبها وعُروقه تنفجَـر..
أحاديثُهم المُختلفة .. إختلاف أراءهُم .. إصرار والدتها
أحسَت كأنهُم يلقون ناراً عليها بذلك

ضَربت بقبضتهـا على طاولة الطعـام بقُـوة .. واقفتاً من على كُرسيها صارختــأً : خلااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااص!!!

كررتها ومع كُلِ مرة تقولها تضربُ بقبضتِها الطاولة بغَضــب..
صَمتوا ينَظرون لها بإستغراب ..

مَرام التي إعتادوا منها الهدوء والصبر..
تصرخُ بجنون وقِد إحمر وجههـا..

مَرام وهَي تنظر لهم بغضب: خلاااص يكفي ..!!
ماتعبتوا ؟؟!! أنااااا تعبت من هالحَيــاة الزفت الي قاعديــن نعيشهـا !!
خلااااص يرحم لي أبوكم خلاااص !!
إلى متى راح تظلون كِذا ؟؟؟
تلومون غَــلا ليــه ؟؟ مو الأولــى تلومــون أنفُسكــم ؟!
البنت جُرمها إنها ماقالت إن غادة مكتئبة ... غادة وش جرمها ؟
هربت وتسترت على مشاعرها وظلت تهرب للنهاية حتى وصلت لهالمرحلة
وإنتم تفكرون نفسكم مُنزهين؟

أكَبر مُشكلة ... هي علاقتنا ببعض بعد إنتحَــار أبوي
أكَبر مُشكلة إنكُم كلكم مشتتين ومحَد يلجأ لأحد ..
تكتمون تكتمون لين تنفجرون ..
ممنوع نطِري أبوي .. ممنوع نتكلم عن حالته ... ممنوع نتكلم عن أي شيء يخص حالته "نظرت لوالدتها"

فهد بهدوء: مرام ماله داعي هالكـ..
مرام وهي تؤشر عليه : وش فيك ؟ مافيني شيء.. دايماً مبعد نفسك .. عُقمك ماقلت لأحد عنه .. طلاقك لغزل ما إستشرت أحد فينا
إنت ..(مُشيرة لريان) الأخ المثالي الي مازعل من أخته أول مارجعت من أمريكا ؟
الي دايماً مشغول في الناس عشان ينسى نفسه ؟؟ إلي مستحيل يتضايق ؟
ولا إنتَ ( نَظرت نحو قيس) بديت أنسى شخصيتك من كثِر كتمانك ..


كل واحد فيكم كَـتم شكَه بحَالة غادة .. كل واحد فِيكم شاف شي في غادة وإحتفظ فيه لنفسه..وكتمه...كعادتكم
كِتمان كِتمان كِتمان كِتمان كِتمان ..
وضَحت لكم أكثر من مرة إني اكره حالتنا هذه .. والكتمان وإننا نمثل إننا بخير لأني متوقعة إن هذا الشيء ماراح ينتهي علينا بخير
أكبر مشاكلكم تكتمونها .. لَو كل واحد فضفض للثاني عن إنه شاك بغادة .. جمعتوا كل الأدلة
خل كتمانكم يفيدكم ... إستمروا على حالتكم وأضَمن لكم تفكك علاقتنا كُلياً
إذا كانت اللحين تتسِم بالضعف بس... بعد فترة راح تتفكك لأشلاء.

مضَت فِي طَريقهـا..
مُلقيــة بآخر نَظراتها عَليه ..

يعقوب الذي كَان مصدوماً من إنفعالهَــا .. لَم تغب عن عقله نظرتها

عَم الصَمت بينهُم.. بعد خِطـاب مرام الطَويل ..
الصادق ..
والمُفصِح عن مشاعرهـا..
وهَم الذين لَم يعتادوا الفُصح .




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 24-09-19, 01:55 AM   #42

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




عِنـد غرُوب الشَمـس..

كَان بالـهُ مَشغولاً بِمـا حَدث..
والكَـلامُ يرنُ فِي أذُنيـه طُوال الطَريـق

" وضعت يدها على صدره دافعتاً إياه بضعف ليبتعد عنها
قيس :يمه
أم فهد : إسكت إسكت...إنتوا أخوة إنتوا؟ إنت تعرف إن حلاوة الأخ كلها في الشدة ؟ أما في الرخاء الغريب موجود
لعبتكم إن تعرفون وتسكتون صح؟!
وبعدين متى تتعلمون إنتم إنكم لازم توقفون مع بعض ...متى بترجعون علاقتكم قوية مع بعض...لما أموت؟
بس شاطرين بالكلام ..ولا الأفعال صفر على الشمال...كل واحد فيكم مخبي نفسه في حجره"

أهَذهِ الحَقـيقـة ؟.. هَل كُتمان أسَرار بعضِهم البَعض.. يؤذِيهم ؟
هَل كَان يجَب عَليـه إخبارهُم عِند مَعرفتـه لعُقـم فَهـد؟
هَل كَان يجِب عَليه إخبارهُم عِند مَعرفَتهِ ببعَض أعراض غَادة؟
هل كان يجِب عَليه تقاسُم القلق عَليهم مَع البَاقي؟

نَظر إليِهـا تنظُر نَحو الطَريق ويدها تسندُ خَدهـا بملل..

لمَاذا نحنُ نعَيش فِي صِراع داخِلي لا ينتهَي ..

حَركت عَدستيهـا نَحوه ..

لَم يزل عَينيه عَنهـا كَان مُتعمقاً في تفكيره..

:تبي بَدل ما تطلقني تقتلني ولا وشو؟

إستفَاق مِن غَيبوبة تفكِيره
نَظر إليَهـا وكأن ماءَا بارداً قَد سُكب عَلى رأسه
:هاه؟

لِين غَيرت ماقالته بضجَر: مَتى بترجع من مَوعد غَـادة ترَاني جوعانة إذا طَولت بسَحب عليك وباكل
قَيس: مارَاح أطَول .. بَس أخَلص تقريباً على ثمان راح أجَي
لِين : إفف طَيب أنا جُوعانة من اللحين
قَيس: إنتِ تبين تتهربين من العشا ولا وشو ؟
لِين أسَندت خدها بيدها بضجر وهَي تنظر عَبر نافذتها نَحو الطَريق ..نَطقت بهَمس: خايفَة العكس..
قَيس: إيش؟
لِين بصُوت عَالي وهَي ماتزال تنظُر عَبر نافذتها: أقُول أهَم شيء ماتطَول لأني جُوعانة
قَيس: وش رايِك تضيعين وقتِك بأنك تتكشخين لأني حجَزت مطعم كشخة ؟
لِين : لا حُووول بنتطلق ليش أتكشخ لك
قَيس بإمتعاض: عَشان نتذكر بعض بكشخة مو ما أتذكرك إلا وإنت راجعة من الجامعة وحالتك حالة ووجهك مصفوق من الشمس
لِين نَظرت إليه بعصبية : طَيب أنا أبي أتذكرك وإنت ببجامتك نايم في الصالة رجل على الكنبة ورجل على الأرض وتشاخر وراسك لو أفجر قنبلة جنبه ماصَحيت
قَيس : كِيفك والله إنتِ الخسرانة .. المطعم راقي وغالي بتحسِين روحك كخة إذا رحتين بخلاقينك
لِين : قُول لأنه غالي يالجِعص .. بعدين كذا كذا بجَلس بالعباية وش أكشخ
قَيس إبتسم: إنتِ إكشخي وبعدين بتشوفين
لِين : يُمه أخاف تغتصبني عَشان أظل معاك وأنا مابيك
قَيس وهُو يمد باطِن يده ليدف وجهها بعُنف : وييع لين وييع الله يقرفك إعقَلي لو شوي فِي آخر يوم لنَا مع بعض
لين وهي تبعد يدهُ عَن وجهها: إنتَ شفت إبتسَامتك أول وإنت تقُول(وهِي تقُلده) بتشُوفي بعَدين
بتحِس رُوحك مِن الصايعِين إلِي يتوَعدُون فِي البنَات
قَيس :والله ماتستاهِلين الواحد يسويلك مفاجئات نشُوف بعَدين مِين الصايع الي بيدَلعك
ضَحكت لين بإستهزاء وهَي تنظُر إليه: صدقني بكشخ اليُوم كشخة عُمرك ماشفِت زيها عشان تشوف كِيف بعدين بتكشخ للصايع الي بياخذني ويدلعني
ضحَك قَيس وهَو ينظرُ نَحو الطريق: الله يعِينه عَليك .. راح أدعَي له لِيل ونهَار
لِين: والله الله يعِين غَـلا لازم تكُون ممثلة بارعِة عَشان تقدِر تعيش فِي مسرحيتك الي ماتنتهي
نَظر إليهَـا... كانت نبَرتها جَادة ، وكذلك وجههَـا

أوقفَ السِيارة عِند شقتهَما وهَو مايزال ينظُر إليها
بهُدوء: لِيه؟ مو هَاذي المَسرحية ببطولتك؟
لِين : لا تنسَى إنك المُؤلف والمُخرج ..أنا راح أطلع مِنها بُكرة..إنتَ ظال فِيها للأبد
قَيس :إشرحَيلي الي تقصدينه
لِين وهَي تضع يدها على مقبض الباب: إنتَ فطَين وفاهمني
قَيس مُوقفاً إياها من الخُروج :لا إشرحَيلي عَشاني ما أوافقك الرأي
لِين نَظرت إلى قَيس الذَي أغلق البَاب بالزِر بضَجر..

بينما هُو إبتسَم لهَـا..
لِين : أقَصـد إن كَلام مَرام صًحيح ..
قرَبت أصابع يدهَـا السَبابة والوسُطى نَحـو أطَراف شَفتيـه لتسحبها للأسفَل وتحُول من إبتسامتهُ لعُبوس : وأخَـاف إن بعَد إبتسَاماتك ..يبقَى عبُوسك

تَغيرت نظَراتُه .. تَجمـد فِي مكَانه .. بينمَا هِي أبعًدت أصابعهـا عَنه لتخرجُ من السيَارة
قَبل أن تغلق البَاب: أنتظرك على العشَاء

مازَال مُتجمداً كالصًنـم...عُبوسه الذَي صنعتُه لِين بأصابعِهـا... مازال فِي مكَانه
كَان ينظرُ لمكانهِا بضِيق..
كِلماتها كالأسهُمِ وسَـط صًدره ..
قَد أُلقِي عَلى مسَامعهُ اليَوم الكَثير...
ولكَنهُ يحتار بَين تصنيفها كرأي أم حَقيقـة

وإن كَان كلامهُم صَحيـح ..
ما قَالتهُ لِيـن..

أكَان حَقيقـة أيضاً؟
##

كَانت تلهَثٌ بِشدة بعَد أن وأخيراً إستطاعت القِيـام مِن على الكُرسي لتتَمسك بالعُكاز
كانتَ تشعِر بألمِ فظيع فِي كَتيفها وكُل ثِقلها يُسند إلى هذان العكَازان الخَشبيَان

لَم تستطع الإحتمال أكثَر.. يداهـا التي إعتادت برودتهما قَد تعرقتَا مِما تبذلهُ من جِهد ..
كَان الهَدف فقط أن تصِل للمُعالجة.. كانت فقط عَلى بُعد خُطوتين
جبينها يتعَرق كمَا يديها .. كتفيها تؤلمها بِشدة .. وصَدرها يعلُو ويهبط من تسَارع أنفاسِها
أُفلِت العُكازين مِن يديها لتسقَط عَلى كُرسيها الذَي كَان ورائها بتعَب وإرهَاق .. وهَي تتنفس بُسرعة: مافِي فايدة .. أبسَط شيء ماقَدر أسويه كِيف بَمشي مرة ثانية
أبعدهُمـا رَيان عن أمامها ليضعهُما جانباً..
رفَع ذراعَهـا نَحو رقَبته ..
نَظرت إليِه غادة بصَدمة :ترا ما أقَدر أتحكم بتوازني ولا شيء
رَيان : مِن ثقلك عاد
غادة : إذ تتوقع إنك بتمشي معي وذراعي حُول رقبتك أكيد بصير ثقيلة

إقَترب نَحوهم .. ليضَع ذِراعها حَول رقبتِه : وش رايك بُعكازين بشَريين ؟
رَيان وهَو ينظر لقيس ويضحك: أوووف لو أبيعك يا قَيس كعكاز أضرب عصفورين بحجر واحد نفتك منك ونربح فلوس
قَيس: كِل تبن عاد أجل ماتقدر تمشي أختك يا بيبي إنت

بينمَا هِي إرتسمت على وجهها إبتسامة وهَي تنظر إليهُمـا..

تستندُ عَلى شقيقيهَا لتخطُو أولى خُطواتها بعَد الحَادثـة ..
بعَد كُل مامَرت به من تشتتَ..
بعَد أن حَاولت قَتل نفسها
بعَد أن كَانت تؤذي نفسها بنفسها .. وتكرههـا

هَاهي تشُد بقبضتيهَا عَلى مَلابس شقيقها خائِفـة مِن الوقوع..
خائفة من أن تتأذى..

##

حَالما وصَلوا عِند المَنزل ..
فًتح البَاب ليخُرج..

ريان: وين وين بتروح إن شاء الله وإتفاقنا
قَيس وهو يفتح الباب الأمامي مُجدداً: آسف والله متأخَر على لين
ريان: وش متأخر خلها تجي البيت هِي بعد؟
قيس بإبتسامة مرتبكة: معليش متفق معها نطلع نتعشا
نظرت إليِه غَــادة بإستغراب..
لاحظ نظرتها ..
بالطَبع فهَي الوحيَدة التِي تعرف عَن حقيقـة زواجهُمـا..
..أهذا إحدى الأدلـة أيضاً على كلام مَرام ؟
إنهُم يخَفون الحقائق عَن بعضِهم حَتى يُكشفوا

إبتسَمت دُون أن تعرِف..
إن كَان خيراً ذلك أم شراً..
إن كان جيداً لصديقتها غلا أم شراً.. أو إن كَانت تلك هِي البداية أم النهاية لليِن
لَم تعرِف حتى مايجب عَليها أن تشعر به..

لَم تعرف إنهُما يودعان بعضهِمـا.
وإن هذا "العَشاء الأخيـر".
##

كَان يعلمُ إن مَوعـد غادة سيطُول.. لذَلك أرسَل لهَـا المَوقع وطَلب بِها أن تسبقهُ إلى هُناك
لَم يكُن يريد ذلك .. كَان يريد أن يذهبا سوياً .. وأن يرتشف لذة كُل دقيقة مُتبقية معاً
لا يعلمُ لماذا يشعرُ بأنها آخر ساعَات حياتهُ.. وإن غداً سيكُون مَوعد إعدامــه.

كَانت هِي هُنــاك ..
في مطعمِ كبيــر وراقِ.. لا يوُجد فيه إلا هِي .. وعاملات نساء فقط.. تيقنتُ إنهُ قام بحجزه كاملاَ.. وتيقنت إنه قام بذلك ليقلل من شعورهِ بالذنب
وضَعت خصلا شعرهـا الأسود وراء أذنها بعصبيـة ..

شتمت نفسَها إنها تأنقت وقد تأخر ساعتاً كامِلة على موعدهم ..
شتمت نفسهَا عِندما شعرت بأنهُ تخَلى منها الآن..
بعَد أن قَام بكل ذلك... لم يملك الجُرأة الكافيـة ليحضر
وهو بالغدِ سيُطلقها .

أحَست بغبَاء موقفها .. وبسذاجتها
نظرت بغضب نَحو فستانها الأحمر المُخملي...

" لبست فستان أحمر عاري الكتفين مخملي الملمس.. فكت رباط شعرها الحرير الأسود، دارت بكامل جسمها في وسط الغرفة، لتقف في نهاية دورانها لتنظر كيف يتحرك فستانها وشعرها معها..اقتربت للمرآة ..نظرت لنفسها بتمعن ، ابتسمت وفتحت درج تسريحتها لتأخذ أحمر شفاه باللون الأحمر وتضعه على شفتيها ، ضحكت وهي تنظر لنفسها وهي تمتدحها

وضعت شعرها بأكمله على جانب واحد وهي تبتسم وتنظر لنفسها وتقول

:باقي كم يوم بس..وتصيري يالين زوجة قيس"


ضَحكت وهِي تنظُر لفستانها ..
إرتدتهُ لأول مَرة ولَم يتبقى سُوى يوم على زواجِهمـا..
وترتديه الآن ولَم يتبقى سوى يَوم على إنفصَــالهِمــا.

أمسَكت بحقيبتها بغضب لتقِف من عَلى كُرسيها تَنوي أن تحفَظ ماء وجهها وترتدي عبائتها وترَحـل..

فَتح البـاب..

ليتَوقف صَوت طرق كعب حذائها..

ويقِف هُو فِي مكانه ..

لِماذا كانت نظراتهُما لبعضِهما تُعبِر عَن الضيق..
أليس من المُفترض أن تُعبر عَن الإعجاب؟
ألم تكُن هي تقِف بكامل زينتها..مُرتديــة فُستانها الأحمر ..شعرها قد جعدتهُ بكسرات لطيفة ..واضعِة أحمر شفاه باللون الأحمر وكُحلاً خارجياً يزيد من جمال عَينيها النَجلاء..
مُرتدية حذاء ذو كعب عَالي لأول مَرة.
وهَو إرتدَى حُلة رَسميـة كُحلية وربطة عُنق .. ليخرج بها لمكان غير المدرسة لأول مرة.

هَل كان بنــداً عليهُمــا... أن تُمثل نظرات الإعجاب بينهما ..إنها نظرات ضِيق؟
##

فَتحـوا باب غُرفتهـا فُجائيـاً وبقوة...
صارخيـن بمرح ..
إنتفضت وهَي تضع يدها على قلبها بهَلـع..

إقتربا نَحوها ..
ريان يدفُ كُرسي غـادة ... التَي لَم تَعــلم من جلسة اليَوم هل ستسطيع المشي على قدمها مَرة أخرى أم لا..فكُل ماقامت بِه باء بالفشل ..كانت كُل خطواتها بسبب إستنادها على شقيقيها
لكنها...هدفها الأول...علاجها النفَســي..لذلـك لَم تكترث لغيـره..
لم تكترث لأي حُزن يحاول أن يصِل لقلبهـا.

كانت مُمسكة بتثاقَل أكبر حجم من آيس كريم باسكن روبنز
: إخذيه إخذيه بسررعة
أمسكتهُ مرام بتثاقل لتضعه على الأرض بجانب سريرها وهي تنظر لهم بصدمة وتردد:مجانين مجانين

غَــادة إقتربت بُكرسيها نَحو مرام لُتجلسها قصراً على سريرها :أخخخ شتبين أحد يشد يد أحد عشان يجلسه
غادة: شسوي مقدر أوقف لازم أجلسك لي

إحتضنتها بقوة ..لتحاول إبعادها مرام : آآآ وش فيك فجأة وش تبين وليه جايبة ايس كريم قد راسك لغرفتي
غادة وهي ماتزال تحتضن مرام بقوة : هذا إلك مو إنت تحبين باسكن مررة أخذت لك أكبر حجم الي يغرفون للناس منه عشان تسامحيني
مرام قطبت جبينها :إيييييييش
غادة وهي تقبل مرام بإستمرار وجنون: سامحيني...سامحيني..سامحيني..� �حبك..أحبك..أوعدك ماراح اخليك..مرة ثانية...وإذا فكرت أنتحر بقولك مرة ثانية نتحر سوا شرايك
ونظرت إليها وهي تحرك حاجبيها
لَيَلقي ريان الوسَادة على رأسها بإمتعاض :بلا هبال

مَرام بإستغراب وهي تنظر لغادة:شسالفتك إنتِ؟
غادة بدلع: بليييز لا تكرهيني .. أدري إني أخت كبيرة فاشلة ..بس مو إنت قلتي طفشتي من وضع هالعائلة المُشتت ؟؟...أنا أوافقك الرأي وأبي ترجع علاقتنا قوية وأرجع أتنمر عليك
مرام :ياسلام؟
غادة ضحكت: لا لا لا أمزح معك ..
بهدوء وجدية وهَي تنظر لعَيني مرام: رجاءَا .. اليُوم أنا في حالة جيدة ..بتجيني أيام في العلاج برجع للهاوية مرة ثانية .. رجاءَا .. مسامحتك لي بتكون اكبر دافع للإستمرار في العلاج
إيش هي الحياة إذا خسرتك؟
##

إقترب نحوهــا مُبتسماً ..
:ليه واقفة كذا؟
كنتِ بتهربيـن مني؟

نَظرت لهُ بضيـق.. هِي الأخــرى ظنت إنهُ سيقوم بالهَرب..
:كنت أتوقعك إنت الهربان مني .. كعادتــك

أبعد الكُرســي لتجلس عليــه ..
وهُو بدوره جلس أمامهــا ..
قال وهَو يرتب ياقته : كعادتـي؟
لِين ببرود: مُو إنت قلتها بنفَســك ..

(قال وعينيه مازالت على الطريق : لا .. أنا أخترت بتعمد إني أعيش في شقة برا البيت.. لكني قلق بس
لين بجدية: ليش ..ليش كان هذا قرارك إذا بتقلق لهالدرجة ؟
قيس ومازالت عينيه على الطريق : لأني دائماً أختار الهرب
لين نظرت إليه ..كان يقول ذلك بصدق..
أشاحت بوجهها ناحية النافذة.. مٌسندة خدها على يدها وهي تنظر للغروب ..
"الهرب......... لو راح نفسر خيارك بيني وبين الي تحبها .. ماراح يكون هرب منها ..الشيء الوحيد الي واجهته هو هذا الزواج .. لكنك بتهرب منه بعد أشهر.. وراح نتحرر إثنينا")

قالت لِيـن تِلك الذِكـرى وهَي تنظُر لتعَابيـر قَيـس .. إبتسَم بالتدَريـج..وأومأ رأسهُ بالإيجَـاب

لِيـن بجُمود: إذاً توافق كلام مَرام؟
قَيـس مُبتسماً ..وعَينيه تضيق مُركزتاً فِي ملامح لِين: أوافَق..
بَس عِندي سـؤال
لِيـن وهَي تتصَفح قائِمة الطَعام :أهـا؟
قَيـس: وش قَصدك بآخَـر حديث لنا اليُوم فِي السِيارة؟
لِين نظرت إليه: تُبغانـي أكُون صريحة معك؟
قيس هَز رأسهُ موافقاً:أكيـد
لِيـن: أجَل أوعِدني إن نكُون صَريحين مع بعض الليلة
قيس إبتسم: هذا بَنـد لليلة؟
لِين:أعتبره كِذا
قيس: أوك .. أوافق.. صَارحيني (قالها وهَو يُشدد على حروفهَا)
لِيـن وهَي تنَظُر لقَيـس بجِديـة: لا تِبتسَـم إذا إنت متضايـق .. لا تسِكت وبداخل صدرك كَـلام
تَلاشت إبتسامتهُ وهَو ينظر لها
لِيـن: قَيس أنا مانسيت كلام الدكتور..
ما نسيت إنك متشابه مع غَـادة في كثير أشَياء
وأنَا قِلتها لك من قَبل بِس إنت أنكرت
قِلت لك إهتم بنفسك ونفَسيتك لأنك إنتَ بعد شِفت أبوك منتحر قدامك
بَس إنت ركزت على دفترك السخَيف وعَطيت طَاف كلامي

إنتَ كتُوم بشَكل مو طَبيعـي ، أخَـاف
أخَاف تتحَول إبتسامتك الدائمة وسكوتك الدائِم إلى حُزن دائم

فاهمني؟؟...حُزن دائـم؟!

صَمت وهَو ينُظر إليهَـا...يبتلعُ ريقهُ بصعوبة ويتضَح ذلك من تفاحة آدم البارِزة فِي عُنقـه

فَتح قائمة الطعام وتكَلم بصَوتِ عالِ: أي وش تبين تاكلين؟
إبتسَمت بسخُرية: كالعـادة ..كالعادة تهرب..
مِن أبسَط الأشياء تُهرب..مواجهة..سؤال..فضفضـة.. زواج..حُب..عائلة..
وماتبيني أخَاف إنك تكُون الوريث الثاني لأبوك؟

رفَع عَينيـه ينظُر لهَـا..
تشتَد قبضتهُ عَلى ورق القائِمـة
رفَع رأسهُ ليوازيهَـا..:وش تبيني أسَوي يعني؟
لِيـن: قَالـك الطَبيب إن الوقايـة خَيرُ مِن العِلاج .
تجَمدت ملامحُه وهَو ينظُر لها بِحدة : كِنتي تسمعين؟
لِين: أجل ليش كِنت واقفة عِند الباب أستاذ قَيــس ، لأني أدَري إنك كَتوم وما خَاب توقعي

لِيـه رفضت تُحضر الجَلسـات؟
قَيس مُمسكاً أعصَابه: لأن مافِيني شي لِين..قالك وقاية وليه أوقِي نفسي وأنا بخير
لِيـن إبتلعَت ريقها.. تُقوي نفسها..تُمثل الجُمود والصَلابـة :
لأنـك أكيد ماشَهدت بَس مَنظره وهُو منتحر..
شهدت سَنتيـن وخمسة أشهر من إكتئابه
" كُنت أحَاول رَسم الإبتسامة عَلى وجَهي..فِي كُل وَقت ماعَادا ساعَات وُحدتي"

قالتها له ... تلك الجُملة المَكتوبـة بخطِ يده المُرتب فِي دفتره الكُحلي الجلدي

صَمت مُستسلمـاً وهَو ينظُر إليهَـا..

لَم يعرف مايُجيبهـا..
لَم يستطِع المُوافقة عَلى جلسات وهَو سَليـم بالنسبة لنفسِه
ولَم يستطع الإقرار بإنهُ كتوم لحدِ غير طبيعي.. وبأنهُ ممثل بارع في كل حَيـاته.

##

: طَيب مو مَوعدنـا كان بس عشا ولا كِيف؟ ليه جايبني هِنا؟

قَيس وهَو ينظُر إليها مُبتسماً: ماتَبين أشتري لك آيس كريم لأخر مرة .. تعودت أشتري لك
إبتسمت : قَيس لُو أدري عن مشاويرك هاذي مالبست هالفُستان
قَيس : ليه طالع حلُو عليكِ

تجَمدت وهي تنظرُ له
هز رأسهُ نفياً: أقصد إنه عادي يعني .. شفيها ..نستهبل هالليلة ..جت هالليلة أنا من أخذتك وأحنا بس مستهبلين
إبتسمت لتضربه على كَتفِه كعادتها: يلاااا عاد إعترف بجمالي لو مرة شدعووووة غيوووور
نَظر لها بإستهزاء
: أي جمال إنتِ وعيون البقر ذي ؟
لِين بقهر: أحسن من خشمك الي يوصل لأبطينك
قيس إنفجَر ضاحكاً : خشمي أطول منك يالسنفورة
لِين : اننننن تأدب عني بسرعة لا أشتري كِل محل الآيس كريم اللحين
قَيس: لا خلاص كفاية العشا فلستيني
لِين بإستنكار: والله محد قالك تتفلسف وتسوي فيها رومنسي وتحجز مطعم كامل عشان وحدة بتطلقها بكره
ضحكت بينما قيس نظر لها وأجاب بهدوء: تستاهلين ..عزيزة وغالية
أخُفتت ضُحكتها بالتدريج وهي تنظُر إليه ..
ضربت كتفهُ مرة أخرى: خلاص عاد بلا قلة أدب وعزيزة وغالية ومدري إيش يلا ننزل ناخذ ايس كريم يبرد قلبنا بدل كلامك الماصخ
##

تنهَدت ..
أطلقت زفيراً عميقاً..
تتسارع نبضَات قَلبها لا تستطيع أن تتحكم بذلك..
ومن شدت تسارعها تؤلم قلبها كثيراً..

أعَـادت صُورهُ واحِـدة تِلو الأخرى في الألبــوم

صُورته وهَو يضحك مع أطفالِه فِي عِيد مِيلاد مَرام ..
صُورتـه وهَو يضحكُ حامِلاً غادة عَن يسارِه ورَيان عَن يمينه وهُم ذوي السنتان..
صُورتـه وهو عائِــد من العَمــل .. مُرهق .. لكن مُبتسم .. يشبه قَيس هُنا كثيراً
صُورته وهَو يسقي نبَات حديقة مَنزله ..
لا تُكـاد تنتهَي صُوره ... ولا تُكـاد هِي تتوقف عَن البُكـاء

عبدالرحَمــن .. كُنت زوجــاً وأبـاً مثاليــاً .. رُغم كُل شيء
ما أزال أراكَ مثالياً ..
إكتئابك .. كَـان كحَد السيف على أعناقِنـا..
وإنتحَـارك كَان كالطعنة فيهـا..

ولَكننـا لَم نمُت ..
نحنُ فقط أضعَنـا أرواحُنــا..

نحنُ الآن ننقُذ أنفسنـا من الهلاك جميعــاً..


عَبـدالرحَمن .. إبنتك اليوم ذات التاسِعـة عَشـر
ألقَـت على مسامعِي خِطابــاً لن أنسَــاهُ ماحييت ..

كَان كلامهـا كالصَحـوى لِي..

مالذِي كُنت أفعلـه؟
أنســاك .. أم أتناساك ؟
كُلاهمــا مُستحيــل..

أحبك حُبـاً جمـاً ..

وغَـادة
عِندما حَاولت أن تنشأ نهايتها بيديهَـا

سأَحاول أن أتاكد إنها أنهَت سبيلهـا

إليـك.


وأعَلمُ إنك تريـد ذلك أيضـاً.

إحتضنت أم فهد صُوره إلى وسَطِ صَدرهــا... تسقطُ دموعها
وترتسِمُ إبتسامة على وجههـا.
##

وقَف وهَـو ينظُر إليهــا..
عِنــد طَاولــة الطَعام التي إعتادوا الجُلوس عندهـا
إعتادوا أن يصنعوا ذكريات كثيرة عِندهـا

ها هُم الآن يصنعون ذِكرى الفِراق عندها أيضاً ..

إبتسم وهَو ينظُر إليها : رَاح أترك لك الشِقـة الليلـة .. وبُكرة .. الطَلاق
قالها بصُعوبة .. أطلق زفيراً طويـلاً بعدهـا.. أحسَ تلك الكَلمة كالغصـةِ وسِط حلقه
وقَد تمزقَ إلى أشلاء عِند إخراجِهـا.

لِين إبتسمت : شُكراً على كِل شيء
قَيس : صَح .. تذكرين لما سألتيني عَن حسابي حق الأفلام وإذا عادي تستخدميه بعد الطلاق أو لا
وضع قُصـاصة ورق زرقاء في يدهـا وهَي تنظر بإستغراب
قيس مٌبتسماً بإرتباك : حَـلال عليك حسابي هه
لِين بإستغراب: شفيك تالي بستخدم حلال إبن الحلا...
قاطعهـا بوضعِـه نظارتهُ الشمسية عَلى عينيهـا بُعنف : وهاذي عشانك طفشتيني وإنتِ تسرقينها من وجهي كل يُوم فأخذيها لا تتكسر من عينك بعدين
لِين وهَي ترفعها إلى رأسها : من جدك إنت لو تستعبط
قَيس مُغلقاً عينيه بإنزعاج : خلاص كلي تبن خليني أتذكر كل الي قلت بسويه وبقوله
لِين : إذا تبي تعزمني على عرسك مع غلا بعدي أفكَر إذا أحضر أو لا
ضحكت بضيق وهي تنظُر إليه
قَيس : آمممم لِيه بعزمك؟
لين ضربت كتفه : مالت عَليك ياسخيف
ضحكَ ..
نَظر إليها مُبتسماً وأردف بهدُوء: صَدقيني لِيـن إنتِ شخصيـة رائعة .. وماكنت أمزَح لما قِلت لك إنك عَزيـزة وغاليـة عَلي.. وأدري إني مَجنون إني أفَرط فيك ..
على كِل هوشاتنا الغَبيـة إلا إن هالشُهور القلائل الي عِشتها معَك كَانت جميلة ومُستحيل أنساها .. راح أحَاول أتناساها.
صَمتت وهَي تنظُر إليه .. قبضتيها المشدودتين على قُصاصة الورق والنظارة ترتجفان بُضعف

سَمح لنفسِــه .. بأن يضَع يديــه على ذراعيهَـا
ويُقبــل جَبينهَــا برِقـة
:وداعاَ.
لِيــــن.

إشتعلت النيران فِي عُروقهـا مِن قُبلتــه .. مِن آخــر كَلمـة ستسمعهـا مِن فَمه
من إسمهــا الذي إختار أن يقُولـه أخراً ..
وأن يودعهـا به.

إرتخَت يديه من على ذِراعَيهـا .. بينمـا إرتجافهَـا خانهَا فتحَول من يديها فقط ليُعانق كُل جسدهـا..

أخَفض رأسهُ .. لأن الوداع صُعب.. ويريد أن يخرج ..

مضَى مِن أمامهـا ..
لتسقُط هِي عَلى أرضيـة المطبخ .. بضُعـف.. جسدها بكامِلـه يرتجف..قَلبها قَد سُلِب مِنهـا
كُل صمودها وقُوتها طُوال اليَوم .. قطعها الآن إلى أشَـلاء..
سقطت دُموعهـا من عَينيها وأجَهشت بالبُكـاء..

لَم تُفِكــر.. لَم تُصارع عقلهــا وقلبهــا..

فقط مِن بيَــن دُموعهــا وحرارة خَديها صَرخـــت بإسـمـه مِن أعماقهـا: قــــــــيـــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ س!!!!

ركَضــت نَحــو باب غُرفــة المَعيشــة .. كَان للتَو قَد إنتهَى من إرتداء حذائِه
وقفَ مُتجمداً مِن صُراخِـهــا.

فَتحت البَـــاب لتتشبث بذراعِـــه بُقـــوة ... هُو أمامــه وجهه للأمــام وهي ورائه ترتجف بألم:
ليش لازم أكرر غبائـك .. ليش أصارع عَقلي وقَلبي مثلك وفِي النهَايـة أمَر بالخسارتين ..ليش أعتبر الي أبيــه أنانــية بينمـا أنا قلت من قبل إن أحنا لازم نختار الي نبي نسويه..ليش أعقد الموضـوع .. بينما هُو سَهـل جِداً...
أحَبـــــــك"




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 24-09-19, 02:06 AM   #43

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



.


.


.

ها قَد مضَت ثلاث سَنوات .. مُنذ تِلك السنةِ الغَريبــة التَــي مَرت عَلي
مُنذ تِلك السَنــة التَـي كُنت فِي حَرب مُستمرة مَع صِراع عقلي وقَلبـي.

أعزائَــي القَــارئيــن .. أكتُبُ لَكم آخــر فَصلِ فِي كتابــي .. أول كِتاب لِي
مِن عَلى مَكتبي العَزيـز عليَ .. وبُقربِـي قَهوتـي المُفضلة التِي إعتدُت شُربها كُل جُمعـة

أشعُـر وكأن حَياتي بُدِلت بحَيـاة أخُرى .. رُبمـا الشيء الوَحيــد الذي بَقـي كما هُو
إني مُعـلــم فِيزيـاء... مع إن هُنــاك إخِتلاف بهذا أيضـاً..

ها أنــا أكمُل مسيرتي في ماجستيـر عِلم الفيزيـاء طامحاً لأن أكُون دكتوراً يُدرس فِي الجامعـة .. الفِيزياء شَغفِــي كَما تعرفُون .. ودِراسـة البكالوريوس لَم تسُد جُوع عَقلي في نهَل العِلم الكثير.

.......

واقِفــاً فِي المَكتبـــة .. عِند الكُتــب

يتصفحَ كِتابـــاً قرر مُسبقاً بِشرائـه

يرفعَ عَينيـه عَلى ضجيج الأطفَـال بإنزعَاج

طُفل يتراقص فرحـاً بإنهُ قَد حصَل عَلى لِعبـة تبدو أكَبر مِن حَجمـه
ويصَرخ فيلفَـت إنتبــاه الكُلِ مِن حَــوله
إبتسَم الطُفل الذي يبدو عليه عُمر السنتان لهُ إبتسامـة عَريضـة
فلَم يُقـاوم عَم رد الإبتســامة له .. إبتسَم بِلطف وهَو ينظُر إليـه

: رائِـــد ..

إلتفَت الصَغيــر لأمــه التي تُناديــه ليتذهَب عما يصدر منه من إزعاج

إلتفَت هُو الآخـر
وقَلبــه يتمَزق إلى أشــلاء...
لقــد ورثَ عينــا أُمـــه

لقد ورث كُل مافِيهــا مِن لطافــة

عَبرت جُملتهــا الأخيــرة له فِي ذاكرتــه لتضع فَوق الجُرحِ جرحاً
"بحدة دون أن تنظر إليه: لو يحتضر ولدي الي بتشوفه معي صدفة بعد عشر سنوات ماراح أركب معك سيارتك"

: يلا بــابــا تعال عشان نشتري لك اللعبة ونطلع
الطُفل: أبي ألئاب
: من عيني حَبيبي بَس إذا صرت شاطر وسمعت الكَلام

كَان الحُـوار بَين الطُفـلِ وأبــيــه مُستمــراً..
وكَان الحُـــوار بين عَينيهُمــا مُستمراً..

ما أن نادَت غَزل إبنهــا لاحظت فهــد...

واقِفــاً هُناك ... خاسِراً إياهَـا
هل كان من الجَدوى أن يسيء خُلقـه لتكرهه..لينفصَلا...ولم تكرهه؟
هل كان من الجَدوى أن يُقرر الإنفصال .. ليتعالج .. ثُم يعود إليها؟
هَـل كَان من الجَدوى .. في اليوم الذي عَرف إنه تشافى من عُقمـه يتقدم لغَزل رجل ما؟
هَل كَان من الجَدوى ... أن يُقابلهـا .. مع إبنها وزَوجهـا... صُدفـة في مكتبـة ..
وهَو دُون زَوجـة ولا إبن ؟

ألـم يكُن خِيـار أن يتعالج بجانبهـا أسهَـل؟

...

لا أعَــلم إن كان شقَيقي الأكَبــر فهــد سيتزوج قريبــاً أم لا ..
هُو يعَلم إنهَـا تزوجت من رجُل آخــر ..
ولكُنــه لا يعلم أي شيء آخــر...
ومُقتع تماماً بوجود فُرصـة أخرى معهـا .. وإنهُ يوماً ما سيستطيع إقناعها بالطلاق والعَودة إليـه .. هُو لم يقول ذلك مُباشرة.. لكن رفضه للزواج دائماً وتعلقه بذكرياتهُما يؤكد لنا ذلك

أعتقــد .. إن عَلم بأنهــا تمتلك طُفـلاً ... سيقتنع بأن ليس هُناك فُرصـة أخرى..

وأتمنى ان يُكون ذلك قريبــاً ..

أمَــا بالنِسبــة لشقَيقي الأصَغــر ..

...

فِي غُرفـة المعيشــة

جالساً على الأريكــة وبيدهِ الكتالوج : يُمـه شرايك مو ذوقها يفشل ؟
تأففت بضجَر وهي تُقلب الكتالوج الذي بين يديها : خالتي فهمي ولدك إن الرجال ماله دخل في المطبخ خلاااص خليني أختار شي واحد براحتي
ريان : ليه هذا الكلام أيام أول لما كانوا الرجال مرتاحين مايسوون شيء في البيت مو اللحين حالنا حالكم وحالكم حالنا
ليـلى بنصف عَين: ليه إن شاء الله مُو هذا المفروض ؟ العَدل بين الجنسين
ريان : هاذي ماتخلص من حَركـات الفيمنست وووعوو
أم فهد : خلاص صدعتوا راسي.. إختاروا شيء يعجبكم إنتم الإثنين .. ياربي على هالصداع كل جمعة هذا وإنتم بعدكم ماتزوجتوا بس مملكين إذا تزوجتوا وش بيصِير

....

رَيــان كَـان أسهُلنا فِي قَصة زواجـه ..
أُعجب وأحب ليلــى .. وتقَدم لخُطبتهـا

لم يُعارض أي منا .. لا أنــا ولا شقيقـة ليلـى بخُطوبتهِما
فحتى ليلـى مع مرور الوقــت أحبت ريـان ..

....

دَخــلت شقيقتنــا الصُغــرى ..
أو يجِب عَلي القَول أخصائيــة العِــلاج الطَبيعـــي

مرام ... الذي تعَلقت بهذا التخصص عِند حُضورها لُكل جلسات غـادة عِند تلك الحَادثة
وهاهِي الآن تدرسُـه بشغفِ وحُب.

تغيرت مَرام بعد حادثــة غادة كثيــراً أصبحت أكثر نضجـاً .. وأطلقت العِنان لأقوالها
وكَـانت دائماً مُميـزة في أي نِقاش تخُوضــه ...
تحسنت عِلاقـها بغادة كثيـراً... بل أصبحتـا مُقربتان

ريان : تعالي مرام شوفي ذوق صديقتك الخايس
ليلى بتمتمة: أكيد خايس لأني أخترتك
نظر لها ريان مُتسع الحدقتين

مرام ضحكت : شفيكم ماتوقفُون هواش أبد ؟!
أم فهد : هلا هلا هلا في بنتي الحلوة أخصائيتي
ريان بضجر: يمه كان قلتي لنا إنك عنصرية إتجاه التخصصات الصِحية كان دخلت صحي عشان تتفاخري فيني أنا بعد

مرام : ياربيييي غيوووور أووووفر وضعك مادري أنا الصغيرة لو إنت
أم فهد : ماعليك منه دايماً يغار.. أخبارك حَبيبي محمد؟
ريان بإستنكار: حبيبي وحبيبي كل ماشفتيه قلتي حبيبي وأنا بالجداار

محمد ضحك : الحمدلله خالتي أخبارك إنتِ
بينَمـا هو قدُم إلى المنزل ..

أشَـار بالسَـلام لهم ليردوا جميعاً بالتحية والسؤال عن حاله
ومعهُم مُحمد الذي يُحاول تعلم اللغة بقدر الإمكـان ..
صَححت لهُ مرام مايجب عليه فِعلـه بيديه عند سؤاله عن حاله

أم فهد : شفيكِ واقفـة إجلسي
مرام : متى راح يجون الباقي ؟
أم فهد: ليه ؟
مرام: بس أسأل
أم فهد : ليه زوجك شاق الضحكة شقق
مرام نظرت لمُحمـد الذي كان واضحُ عليه السُرور
ليـلى ببرود: عشانها حامل شفيك
أم فهـد بصدمة : حلففففي
مرام بصدمة: ليلى ياااازفتتتت
ليلى بصدمة: يمه والله فكرتك قلتي لأمـك بس الباقي مفاجـأة
مرام: ياليتني مارحت معك يازفتة خربتي المفاجـأة

بينَمـا كُل ذلك الإزعاج والتهاليل والتبريكات من حولـه..
كان هُو جالساً ... مصدومـاً

وكأنه غارق فِي بَحر..ولايُجيــد السباحــة
تضربه المَوجـات مُن كُل جـانب..وتُقلبـه ذات اليمين وذات الشِمـال
لا يعَلــم ما أمرهُ وما حَالــه .. مايزال يعتبرهُـا كأخُـته الصُغـرى
ولَم يتغيـر ذلك ..

لَكـن .. لماذا شعر بهذا التشتت والغرق..
هَـل إعتــاد إمتلاكَهــا ؟...ولم يستوعَب إنهَـا لن تركض ورائُه مُجدداً.

- عاش يعقُوب في شُقـة مُنفصِلـة .

...

تَوقـف عَن الكِتابــة

قَرب نظارتهُ الطُبيـة لعَينيــه وهَـو يُحرك يديه الذي تعبت من كِثرة الكتابة
كَـان هذا هُو الفصل الأخيـر في كتابه الأول .. كان دائماً يحب الكتابة ..
وشغوفاً بها .. ولكنه الآن وبعد سنين طوال قرر أن يُشاركها العالم ..وليس أن يحتفظ بها لنفسـه .
...

فُتــح البَـاب..
رائِحــة القهَوة تملـئ المَكــان .. صَوت الموسيقى الهادئـة تبعَث على الإسترخـاء

رفع عَيـنيــه الحَادتيـن نَحـو البَاب ..
كَان يقُوم بالحِسابات بتركيـز شديـد .. لكن صَوت البَاب شتته
ولَم يكُن في الحًسبان إن ليس صَوت الباب هو الوحيد الذي سيشتته..

كَـانت واقِـفـة هُنــاك ...
بُعكازيهَــا الخَشبييـن ..

تنظُر نَحـوه..
توقف عَما كان يفعلهُ ونظر لوجهها الجَامد بخَوف..

أغَمض عَينيه بشِدة عِند سَمــاع صَوت العُكازيــن يرتطمان بالأرض بشِدة

فتح عَينيـه مُجدداً..

ليراهـا تبتسم عِند الباب .. وتأخذ عُلبة دواء فارغـة من جَيبها
لترميها في الحاوية التي بجَانبها

بدأت أول خُطواتهــا من عند الباب..
لتتقدم نَحــوه..

بينما هُو إتسعَت حَدقتيــه على أوسعِهــا..

وأخيراً وصلت أمامه... مُبتسمة :

وأخيراً..
غـادة تمشي دُون عُكازين ودُون أن تعرج ..
وأنهَــت كل جلساتها في العلاج النفسي.

كَانت الدَمعة تشكل في عينـه .. تأخذُ حيزها والغصة تأخذ حيزها في عُنقـه

مَضت سنين طُوال..وغـادة تتعالج نفسيـاً وطبيعياً
ماكان يُعيقهـا .. نفسيتها تؤثر على علاجها الطَبيعي
وعلاجها الطبيعي يؤثر على نفسيتها
إستطاعت المشي لكن كانت تعرج ..
ولكن الآن ..

تستطيع المشي طبيعـياً..

كذبت لمُدة على الباقـي..
حتى تسعدهم بفرحتيـن...
كَان صباح اليوم هُو آخـر يوم لجلساتها في العلاج النَفسي
بعد أن تأكد الطبيب سامي إنها قَد تعافت من مرض الإكتئاب..

أجَلت إخبارهم بأنها قد أصبحت تمشي بطريقة طبيعية حَتى اليوم.

بينَمــا جَراح أنهى سنينهُ في دبلوم الهَندسـة .. والآن يُكمل خُطته في دراسته للبكالوريوس
وفَتح فُرع آخر للمقهى بعد الإقبال والنجاح الكبير ..
يُخطط لتوسعة مشروعه مُستقبلاً بشكل أكبـر..
ومازال يتمنى فتح فُرع لمقهاه في جامعِتـه ..

تعافـى كُلياً من إضطراب الغضب

لَم يتقـدم لخُطبة غـادة بعـد .. نظراً لصُعوبة حالتُهمـا هُما الإثنان
علاجهما ودراستـه مأخوذة في الحُسبان.

....


تنهَــد وهَو يزيل نظارتـه من عينيــه وينظَفهــا بقِماش قميص ملابس النَوم الذي يرتديها
صَوت خرير المَـاء من الدُش وصَوت الصادر من التلفاز وصَوت الصُراخ كان كافياً بإزعاجـه لدرجة كبيرة لتشتته عَن كتابتـه

:قيــــــــــــــــــــــ� �ـــــــــــــــــــٍس

إرتدى النظَارة بإنزعاج وهَو يستدير بُكرسيه المتحرك : نعم نعم ؟!!

كَانت تَحمل هاتفها المَحمول مُتجاهلة صَوت خرير الماء من الدُش وشعرها المبلل بالمياه وقُطراته التي تسقط في أرجاء المكـان ..
مُتجاهلة إرتدائها السريع للمنشفة التي تلف جسدها فقط ..

نَظرت إلى قَيــس وهِي تبتسم إبتسامة عَريضة والبهجة تملأ قلبهـا

طُفلهمـا يخَطـو أول خُطواتــه ببراءة ..
يضَحــك مُرتدياً روب الإستحمام الصغير وبيدهِ بطتهُ الصفراء المُبللة..

قَام قَيس من على كُرسيــه بُســرعة .. مُحتضناً طُفــله بسعَادة
: وأنــا بعد أبي أشــارك في الحضنننن

قَيس إحتضناهُمـا كلاهُما مُبتسماً مُغلقاً عينيه :لِيــن كِلك موية هالحَضن هذا شاور ثاني لي
ضَربتهُ على كتفِه وهي تبتعد عنه : مالت عليك لحظة مهمة شتبي مني فاضية أقوم أنشف نفسي وحالة عشان يصير يركض وأنا بعدي ماخَلصت
قَيـس : طَيب الماي الي ينزل من الدُش موسيقى ولا صِار الماي ببلاش؟

لين ضربت جبينها وكأنها للتو قَد تذكرته راكضـة نَحوه الحمام لتقوم بإغلاق الدُش.

إبتسَـم وهَو ينظُر إليها .. مُحتضناً إبنهما الذي خَطـى أول خُطواته


جَــلس على كُرسيــه .. وبحُضنـه طُفلـه
ليضع أصابعـه على لوحـة المفاتيح :

صَارعــت قَلبــي وعَقــلي كثيراً ... لطالما إعتُدت أن أحتفظ بمشَاكلي وهُمومي لنفَسي
أن أصارعُهمـا (قلبي وعقلي) بنفَسي... أن أرفَض إشراك أي شخص في أي شيء يؤلمني

وبذلك .. إعتدت إختيار الخيارات الخاطئــة
كُنت أيضاً مُقدمـا قبل ثلاث سنين على خيار خاطئ كبير..
لَكــن .. صِراخُهـا بإسِمــي..
تشبثُهـا بذراعــي...
حديثُهـا..

كَانت كالإفاقــة لي من صِراعــي..

كُنت قَد أحببَتُها .. لكَني للمرة الثانية كُنت لن أختار ما أحب..

لَم تتفاجئ غلا كُلياً بقراري... كَانت تشعُر بذلك ..
كان يراودها إحساس قَوي بأننا لن نُكون سوياً..
لكنها لم تكُن سعيدة أيضاً... وأنا آسف لهـا..

لكَنها الآن مخطوبـة لشخص يناسبها أكثر مني وهي سعيدة معه ..

حَضرت الجَلسات الوقائيـة مع الطَبيب سامي .. حيثُ كُنت في موضع خطر الإصابة بأي إعتلال.. وأنهيتُها في شهران .. لكنِي شاكرُ لذلك الشهران .. فلستُ بعالِم عن حالي لولاهُما وإن كُنت سأصاب بشيء ما.

لِيــن كانت خيرُ رفيقـة لِي في جلساتي...إكمالي لدراسَتي..و كتابتي لأول كِتاب

وتَربيـة إبننا...مشــاري.

تَمــــت.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 24-09-19, 02:29 AM   #44

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ألف ألف مبروووووك اكتمال الروايه وإن شاء الله نرى لك روايه جديده

رابط لتحميل الرواية


هنـــــــــــــــــــــــ ا


قراءة ممتعة لكم ..............


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-05-23, 02:50 AM   #45

توتووووووووووووت

? العضوٌ??? » 487145
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 206
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » توتووووووووووووت is on a distinguished road
افتراضي

روعه روعه روعه روعه روعه

توتووووووووووووت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.